أخر الاخبار

جانا الهوى البارت السادس عشر والسابع عشر بقلم : الشيماء محمد أحمد شيمووووو كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 

جانا الهوى 

البارت السادس عشر والسابع عشر 

بقلم : الشيماء محمد أحمد

شيمووووو

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي جروب لانتهاء فترة الحصري ..


خاطر قال لبدر ان دي فرصته الاخيرة وطلب منه اختياره النهائي هند ولا أنس ؟

بدر بصله : لا يا عمي مش هسيب ابني ولو هخسر الدنيا بما فيها .

خاطر سأله بهدوء : طيب مستني ايه ؟

وقف بدر : بالإذن .

وقفه بهدوء: انت رايح فين ؟ 

بدر وقف وبصله بحزن : ماشي ولا حضرتك عايز تطردني الأول ؟ 

خاطر كشر : أنا ماكملتش سؤالي .

بصله بحيرة : سؤال ايه ؟ 

ابتسم : مستني ايه علشان تجيب أهلك يطلبوا ايد بنتي بشكل رسمي ؟ 

بدر باصصله مش مستوعب هو قال ايه ؟ مش فاهم أو مش عارف يفهم أو يمكن اتهيأله اللي فهمه ؟

خاطر ضحك : هتفضل واقف كده كتير ؟ 

بدر منظره يغني عن أي سؤال فرد بغباء: أنا مش فاهم حضرتك قلت ايه ؟ أو ما سمعتش ؟

ابتسم ووضحله : بقول هتجيب عيلتك امتى يطلبوا هند ؟ 

همس ماسكة ايد هند ودموعها نزلت وأمها واقفة متابعاهم وبتدعي ربنا يكون قرار جوزها صح .

من يوم ما قالها انه بيختبر بدر ويشوف هيعمل ايه تحت الضغط وهي مش عارفة تفكر ومش عارفة حتى تدعي تقول ايه ؟ فكانت كل شوية تقول يارب اللي فيه خير لعيالي قربه منهم واللي شر ابعده . 

هند بصت لأمها بسعادة : انتي كنتي عارفة ؟

ابتسمت وهزت راسها بتأكيد وهند كشرت : وماقلتيليش يا ماما ؟ اخص عليكي بجد .

أمها ضحكت : أبوكي كان حالف عليا ، المهم ربنا يجعله خير ليكي يارب ويكون اختيارك صح وما تندميش أبدا.

كلهم أمنوا على كلامها .

بدر فجأة هجم على خاطر حضنه بس خاطر اتفاجئ منه وبعدها ضحك .

بدر أخيرا استرد أنفاسه وقعد قدامه بلهفة : طيب بجد حضرتك موافق ؟ طيب أروح أتصل بوالدتي وأخواتي .

خاطر وقفه : استنى خلينا نحط النقط على الحروف بالمرة .

ابتسم ووافقه : أنا سبق وقلت موافق على أي حاجة وده ماكانش كلام .

خاطر حذره : يعني موافق تجيب شقة هنا لبنتي تعيش فيها ؟ بنتي مش هتسافر معاك بلدك .

هند اتوترت وضغطت على ايد أختها لان هي وبدر عمرهم ما اتكلموا في نقطة زي دي وبعدين هو أكيد هيرجع بلده ؟

سمعته بيقول لأبوها : عمي قلت أي طلبات أنا مستعدلها طالما بعيد عن ابني، من بكرا بإذن الله هنزل أشوف شقة تكون كويسة .

خاطر استغرب استعداده السريع : طيب وبالنسبة للعفش والشبكة والمؤخر والحوارات الكتير دي ؟ 

ابتسم : عمي والله كل الأمور دي بسيطة واللي هند تشاور عليه أنا مستعدله بإذن الله ، بس يا عمي عندي سؤال 

خاطر متوقع السؤال بس هزله راسه بانه يقول وبدر بصله بفضول : ليه حضرتك اتنازلت عن شرط اني أسيب ابني ؟ 

خاطر بهزار : ماكنتش عايزني أتنازل يعني ؟ 

بدر بسرعة : لا طبعا مش عايز ايه ، بس فضول ليه الشرط ده؟ وليه غيرت رأيك بعدها ؟

ابتسم لفضوله وبدأ يشرحله : أنا ما اتنازلتش ولا حاجة ، انت واحد مطلق وده مش عيب ولا حرام بس بيقلق أي أب ، ليه طلقت ؟ ليه هديت بيت بالرغم من وجود طفل ، وطبعا ممكن تكون الطرف الكويس وممكن تكون الطرف السيئ وممكن مفيش أطراف سيئة أصلا بس الحياة انتهت فكان لازم أكون واثق فيك وعارف معدنك كويس .

بدر بصله باستغراب : وايه علاقة ده برفضك لأنس ؟ ايه علاقة أنس ؟ 

ابتسم واتعدل في قعدته واتكلم بجدية : في اللحظة اللي كنت هتتخلى فيها عن ابنك كنت هقفل صفحتك تماما ومهما بنتي تعيط ماكنتش هسمعلها أبدا .

استغرب وبصله بصدمة : حتى لو عملت ده علشان بحب بنتك ؟ 

أكد خاطر : لو عملته يبقى انت سهل تبيع يا بدر ، اللي خلاك بعت ابنك مش هتبيع واحدة غريبة عنك ؟ 

بصله مصدوم : يعني كل ده كان ايه ؟ مجرد اختبار ؟ 

ابتسم ووافقه : أيوة كان لازم أعرف معدنك ، نوعك ايه ؟ أناني هتختار نفسك على حساب حد تاني ؟ هتتمسك بابنك ؟ هتسيبه ؟ انت ايه ؟ 

مع ان بدر اتضايق انه لعب بأعصابه بس ارتاح في نفس الوقت ان الكابوس ده انزاح .

همس برا شدت أختها بعيد : روحي البسي أكيد بابا هيناديكي تسلمي عليه .

هند بصتلها : تفتكري ؟ ما أعتقدش .

همس زعقت فيها : ولنفترض تقوليله استنى ألبس ، اجري يلا .

كانت رايحة معاها بس هند وقفتها : لا اجري انتي اسمعي لأحسن بابا يقوله حاجة تاني كده ولا كده .

هند دخلت تجهز وفاتن دخلت عند جوزها وسلمت على بدر اللي وقف احتراما ليها ، سلمت عليه وناولته قهوته وطبق كيك صغير وبصت لجوزها بعتاب : أبو نادر ماقاليش انك جاي النهارده كنا استقبلناك بشكل تاني أو حتى بلغت نادر يكون موجود 

ابتسم بدر بتهذيب : الجايات أكتر بإذن الله المهم دلوقتي أجيب عيلتي امتى ؟ ونعمل الخطوبة امتى ؟ 

فاتن ابتسمت : يا ابني على مهلك و واحدة واحدة بلغهم ويجوا على مهلهم .

اعترض بفرحة : لا ممكن بكرا يجوا فحددوا معايا ميعاد وعايز نعمل الخطوبة في أسرع وقت وبمجرد ما نشتري الشقة نفرشها بإذن الله على طول ونتجوز ، هنستنى ليه ؟

فاتن حست بفرحة مالية قلبها ، أخيرا بنتها هتتجوز ، بصت لجوزها ومبسوطة بالرغم من انها ماكانتش عايزة واحد مطلق بس هترمي اتكالها على ربنا وتدعي انه يسعد بنتها ويعوضها انتظار السنين اللي فاتت دي . 

انتبهت على جوزها بيكلم بدر : خليها طيب يوم الخميس بلاش دلوقتي في نص الأسبوع كده .

بدر فرح وبصلهم : بإذن الله خير يا عمي ، بإذن الله . 

وقف والاتنين بصوله باستغراب فاتحرج وبرر : ايه همشي ، الوقت اتأخر و .....

قاطعته فاتن : وقت ايه اللي اتأخر ده العشا لسه ما أذنتش ، اقعد يا ابني .

جوزها بصلها : نادر في المستشفى ولا فين ؟ وفين هند وهمس ؟ 

بصتله : نادر في المستشفى أيوة والبنات جوا لحظة أناديهم .

وقفت وطلعت شافت همس في وشها : أختك فين؟ تعالو سلموا قبل ما يمشي .

همس شاورت ناحية أوضة أختها : في أوضتها بتغير .

بصتلها من فوق لتحت بتهكم : وانتي ما غيرتيش ليه ؟ على طول بنطلون حتى في البيت ؟ يا بنتي نفسي .....

قاطعتها بمرح: اهدي ها؟ مش وقته ، هروح أناديها.

وقفتها : قولي لأختك تدخل بالصينية ، هي مش انتي فاهمة؟

مشيت من قدامها ، بتفتكر سيف لما لبست الفستان واليوم اللي لبسته فيه دمر علاقتها بيه ، لو ماكانتش لبسته كان ممكن يكون هو مكان بدر مع أبوها . 

دخلت لأختها وقالتلها تطلع وتجيب معاها صينية الحاجات اللي مامتها مجهزاها في المطبخ وطلعت تسبقها ، حمحمت ودخلت عايزة تشوف اللي هيتجوز أختها : السلام عليكم .

بدر بصلها و وقف ورد السلام وهمس ابتسمت بمرح: اقعد يا كابتن ما تقفش عشاني يعني ، لما تيجي هند ابقى اقف .

أبوها بصلها بتنبيه وبعدها بص لبدر بقلة حيلة: دي همس الوحيدة في عيالي اللي لسانها طويل ومتبري منها .

 ابتسم بمرح : أهلا يا باشمهندسة .

همس اعترضت : همس بس ولا تقصد أقولك أستاذ بدر والحوار ده ؟ 

فاتن بصت لبنتها بغيظ: يا بنتي طيب اعملي نفسك مؤدبة حتى أول مرة يشوفك فيها .

ضحكت وقعدت جنب مامتها : حاضر هقعد مؤدبة .

بدر بصلها بابتسامة : قولي بدر بس ما تحطيش ألقاب طبعا .

همس سألته بفضول : إلا أنس فين ما جيبتوش ليه؟ كنا لعبنا مع بعض شوية 

أمها بصتلها بغيظ وبدر ابتسم : المرة الجاية هجيبه بإذن الله بعدين أنا ماكنتش أعرف أنا جاي أتبهدل ولا أتطرد من البلد ولا ايه بالظبط ؟ 

كلهم ضحكوا وبعدها هند دخلت حطت الصينية من ايدها بخجل وسلمت على بدر من بعيد وهي محروجة وقعدت جنب مامتها واتكلموا دقايق وبعدها بدر بص لأبوها بابتسامة: عمي مش هينفع أتأخر على أنس عند الناس أكتر من كده ، بإذن الله يوم الخميس آجي مع عمي و والدتي وأخواتي لان زي ما حضرتك أكيد عارف ان والدي متوفي .

خاطر وقف معاه : يا أهلا بيك يا ابني تنورنا انت وعيلتك . 

انسحب وهند مش مصدقة نفسها ان علاقتها ببدر هتكون رسمية أخيرا . 

خرج وبعدها همس وهند هيصوا وحضنوا مامتهم اللي بصت لهمس بتمني: عقبالك يا قلبي .

بصتلها وحاولت تبتسم وبعدها باباهم قرب منهم بابتسامة: مبسوطة يا ست هند ؟

اتحرجت وبصت للأرض وأبوها قرب منها حط دراعه حواليها بحنان : ان ماكانش اللي عايزك يتعب علشانك ويتثبتلي انه راجل ومن ظهر راجل مش هديله بنتي ، كان لازم أكون قاسي عليه وأعرف معدنه وأعرف طباعه ايه قبل ما أقبله وأدخله بيتي ، فهمتي يا روح قلب أبوكي ؟

هند هزت دماغها وضمته هي كمان : ربنا يخليك ليا يا أحن أب في الدنيا . 

كشرت همس وجت جنب أبوها بمشاكسة : هو أبوكي لوحدك ولا ايه ؟ 

أبوها شدها ضمها هي كمان : عقبالك انتي كمان مع اللي يستاهلك يا لمضة هانم .

همس اعترضت : والله بتطلعوا عليا سمعة وأنا غلبانة .

أمها اعترضت : انتي غلبانة انتي ؟ ده انتي هتجننيني يا هتموتيني ناقصة عمر .

همس ضحكت بمشاكسة: محدش بيموت ناقص عمر يا ماما .

أمها كشرت وهي ضحكت وراحت حضنتها : بهزر يا قلبي ربنا يخليكي ليا يا قمر انتي . 


بدر كلم والدته وبلغها انه أخيرا عايز يخطب ويتجوز تاني وهي فرحت جدا بس كان نفسها في واحدة جنبها بحيث يكون ابنها جنبها لكن مش مهم طالما ابنها هيتجوز تاني ويبدأ من جديد ويخرج من العزلة اللي كان فيها .

أنس الفرحة ماكانتش سايعاه ان أخيرا هند هتيجي تعيش معاهم في بيت واحد وعمال يحلم باليوم اللي هتدخل فيه البيت . 

فاتن عملت طوارئ في البيت استعدادا لاستقبال أهل بدر والكل مستني الخميس بفارغ الصبر ، كل شوية تأكد على نادر انه يكون موجود في استقبال بدر وعيلته .


يوم الخميس المنتظر الكل متوتر وخصوصا هند اللي هتقابل عيلته لأول مرة .

همس أختها معاها عمالة تهزر وتحاول تخرجها من التوتر ده .

أخيرا ميعاد وصوله وخاطر وابنه في استقبالهم وأول ما رن الجرس نادر قام فتح وكان موجود أربع رجالة وكذا ست ودخلوا كلهم يزغردوا وفاتن طلعت تستقبلهم هي وجوزها .

بدر بدأ يعرفهم بعمه وخاله ومرتاتهم و والدته واخواته البنات الاتنين وكمان اجوازهم .

همس جوا مع أختها وبتضحك : بدر جابلك عيلته كلها نفر نفر .

هند طلعت تبص من بعيد واتفاجئت فعلا بعدد كبير : الذكي ده أول مرة كان المفروض جاب عمه بس ايه ده كله ؟ وبعدين أنا هطلع ازاي لكل الناس دي ؟ 

همس ضحكت : هتطلعي عادي يعني .

بصتلها بتوتر : تفتكري هعجبهم ؟ 

همس شهقت باستنكار : نعم ؟ ايه تعجبيهم دي ؟ هم يطولوا واحدة زيك ؟

فاتن دخلت تستعجلهم وبصت لهمس بغيظ : اطلعي يا بت اقفي معايا ولا قدمي حاجة يلا وانتي مالكيش لازمة كده.

كشرت وطالعة وراها وأمها بصتلها بتنبيه: وتبصي تحت رجليكي وإياكي توقعي أي حاجة .

دخلت همس بصينية كبيرة وباصة تحت رجليها خايفة توقعها زي ما أمها قالت وحطتها في النص وأم بدر وقفت بترحاب : عروستنا الحلوة ما شاء الله .

بدر شاورلها بنفي بس همس ضحكت بمرح : لا مش أنا يا طنط العروسة .

اتحرجت ومدت ايدها برضه تسلم عليها وهمس اضطرت تسلم على كل الموجودين .

أم بدر بصت لفاتن بابتسامة : امال عروستنا الحلوة فين؟ انتي ما تتخيليش فرحتي لما بدر كلمني وقالي ، يااا قمت أزغرد في البيت لوحدي زي المجنونة.

ضحكوا كلهم والكل دخل في الحوار يهزر ويضحك لحد ما فاتن قامت تجيب بنتها اللي كانت هتموت من الإحراج والكسوف انها تدخل للعدد ده كله علشان يشوفوها .

دخلت هند باصة للأرض وحاسة انها هتقع أو ممكن يغمى عليها ومامتها شاورت على مامت بدر بابتسامة: دي مامت بدر يا هند .

مامت بدر قامت وفضلت تكبر وتحضن فيها وكلهم كذلك .

أنس جري عليها وحضنها : هنوووود وحشتيني كتير.

ضمته بحب : وانت كمان يا حبيبي وحشتني .

مرات عمه بصت لبدر بفضول : هو أنس واخد عليها أوي كده وعارفها ؟

أمه اللي ردت عنه : مش وقت الحادثة يا أم حسين أنس كان هنا عندهم ؟ ربنا يكرمهم خلوا حفيدي عندهم .

فضلت برضه باصالها باستفسار وبدر كمل و وضح : دكتور نادر اللي كان بيعالجني أول ما فتحت عيني وصيته على أنس وهو بعت والده الله يكرمهم وأخدوا أنس عندهم .

عمه بصله بعتاب : بس ازاي تعمل حادثة كبيرة زي دي ومحدش يبلغنا ؟ كان المفروض كلنا كنا جنبك 

بدر ابتسم: عدت على خير يا عمي ، أولا ماكنتش فايق يا عمي وبعد ما فوقت قلت خلاص مش مستاهلة أقلقكم وأعرفكم ، المهم عدت على خير . 

أخته الكبيرة هدى وقفت علشان تغير الموضوع وحضنت هند وبصت لبدر بمرح : عسل يا بدر ، تستاهل يا حبيبي تجيبنا كلنا على ملا وشنا .

ضحكوا كلهم وأخته الأصغر منه سما وقفت برضه تسلم : بسم الله ما شاء الله ، يا أرض احفظي ما عليكي .

فضلوا شوية كلهم يرحبوا بهند اللي مكسوفة وأول مرة تتحط في الموقف ده انها تكون محط أنظار الكل .

بدر عينيه عليها ومبتسم وهي خايفة حتى تبصله أو ترفع عينيها في عينيه أو تبص ناحيته أصلا .

طلبوا ايديها بشكل رسمي وبدر كان جايب هو وأهله هدايا كتيرة وكان جايبلها سلسلة وخاتم شيك جدا عجبوا الكل وخصوصا هند .

أخته سما بصت لأخوها : ما تلبسها هديتك يا بدر ؟ 

الكل بصلها فبدر لحق الموقف : والدتي تلبسها أنا هلبسها شبكتها بإذن الله .

خاطر ابتسم وعجبه رد بدر والأم فعلا قامت باستها ولبستها هدية ابنها .

قرأوا الفاتحة وزغردوا كتير ونادر مراقب وفكر غصب عنه في بسمة وغصب عنه افتكر خطوبتها و حاتم بيلبسها خاتم الخطوبة ، اتضايق وأخد جنب وحس انه بيكره أي فرح أو أي ارتباط واتضايق من نفسه أوي انه مخنوق كده في أسعد يوم في حياة أخته .

طلع البلكونة مخنوق وشوية وهمس طلعت اتفاجئت بيه مهموم فوقفت جنبه بتعجب: مالك يا نادر مش عاجبك بدر ولا ايه ؟ 

بصلها ونفى بسرعة : لا لا بالعكس شاب جدع وشهم وراجل وكفاية أصلا ان هند بتحبه ومقتنعة بيه ، ربنا يسعدها يارب.

ابتسمت وأمنت على كلامه وبعدها بصتله : امال انت مالك طيب ؟ حاساك حزين .

ابتسم وحط دراعه حواليها ضمها : لا يا قلبي عادي بس اتخنقت شوية من الجو والزحمة وقلت آخد نفس ، المهم انتي طلعتي وسايبة أختك ليه ؟

ابتسمت وسندت على كتفه : يمكن أكون زيك بالظبط وطالعة لنفس السبب .

بصلها باستغراب هل أخته الصغيرة حبت هي كمان واتخدعت ؟ ولا قصدها ايه بالظبط ؟ : طيب أنا مخنوق شوية وانتي ؟ مخنوقة ليه يا همس ؟ 

بصتله واتراجعت بتوتر: من الجو والناس انت عارف أنا مابحبش الجو ده أصلا ولا الحفلات ولا الهيصة ولا أمي لما تقعد تتخانق معايا وتجبرني ألبس فستان زي كده .

ابتسم واتنهد بارتياح : أنا مش فاهم الفساتين عاملالك ايه ؟ ما انتي بتكوني زي القمر فيهم اهو ؟

ضحكت : إن شالله يجبر بخاطرك يا أخويا .

سكتوا شوية وبصتله باستفسار : نادر هو احنا كده وحشين علشان متضايقين أو مخنوقين في يوم زي ده ؟ أنا بجد فرحانة لهند بس من جوايا …… 

ماعرفتش تكمل بس هو فهم قصدها كويس وحاول يبرر إحساسهم : أعتقد يا همس ان هند عارفة كويس اننا بنحبها وفرحانين ليها ، يعني مش لازم أزغرد وأرقص أو أقعد أضحك علشان أعرف الشخص اللي قدامي اني فرحانله ، أعتقد الحاجات دي بتتحس يا همس - حاول يطمن نفسه - هند أكيد حاسة بفرحتنا اللي مالية قلوبنا

قعدوا شوية وبعدها نادر اتعدل : تعالي ندخلها بقى طولنا برا.

دخل الاتنين و وقفوا مع أختهم وكل واحد غرقان في أفكاره الخاصة مع حبيب مستحيل . 

بدر ماعرفش يتكلم مع هند ولو كلمة واحدة حتى والكل قاعد ومحدش سمحلهم يقعدوا لوحدهم ولو دقيقة .


سيف قاعد في الفندق ومهما مامته تكلمه أو أخته إلا انه رافض يرجع بيته ورافض يرجع الشركة من تاني .

تليفونه بيرن ولقاها شذى ومش عايز يرد بس اتصلت كذا مرة وهو ما ردش عليها ، فكر يرد يفسخ الخطوبة بس بيتراجع لأنه مش عايز يحط والده في موقف محرج أو يصغره قدام شريكه أو تطلع عليه سمعة في السوق ان ابنه ما بيحترمهوش ، قرر يرد عليها بجمود : أيوة يا دكتورة خير ؟

كشرت واتضايقت من أسلوبه : ايه أيوة يا دكتورة دي ؟ بتحسسني كأني حد غير مرغوب فيه .

اتنهد بإرهاق : بالله عليكي يا شذى أنا تعبان وعندي مشاكل فوق ما تتخيلي فما تزوديهاش عليا .

استسلمت ومطت شفايفها : اممم حاضر يا سيف مش هزودها ، المهم في عزومة في النادي زمايلي عاملينها على شرف خطوبتي وعايزاك معايا فيها، العزومة بكرا .

اتضايق لأنه مش حمل أي عزومات ولا خروج معاها أصلا فرد بحنق: شذى انتي عارفة كويس اني ماليش في الجو ده نهائي ، ده أنا ما بتعشاش مع عيلتي أصلا هروح أتعشى مع زمايلك انتي ؟

ردت بضيق : أيوة لأن برستيچي ومنظري قدامهم مهم ، أصلا محدش فيهم شافك ولا مرة وكلهم بيقولوا ازاي مختفي بالشكل ده؟ فلازم تظهر معايا ولو مرة ودي فرصة كويسة ان كلهم متجمعين فإذا سمحت حافظ على منظري قدامهم ، احنا اتفقنا ان دي شراكة ولازم كل واحد يراعي شريكه وأعتقد اني سايباك براحتك ولا سألتك مش بتروح الشركة ليه ولا سايب بيتك ليه ؟ فزي ما بقدر وبحترم خصوصياتك حضرتك مطلوب منك تحترمني وتقدر متطلباتي و منظري قدام زمايلي وأصحابي .


استسلم قدام منطقها؛ في النهاية طلبها مش كبير ولا مستحيل فوافق وقفل المكالمة مخنوق من تكتيفته بالشكل ده واضطراره يقبل حاجات مش قادر عليها .


بدر تاني يوم متردد يكلم هند ولا لا وللأسف إجازة مش هيروحوا مدارس وهو عايز يكلمها ولو كلمة ، ولو هيقولها حتى بس مبروك انها هتكون له وهتكون حقه وهتنور بيته .

كل شوية يمسك الموبايل ويسيبه وأخته هدى لاحظت فقربت منه بحيرة : مالك يا بدر حيران كده ليه ؟

بصلها وفكر ان دي فرصته : بقولك هو عادي أتصل بهند ؟ عايز أكلمها بس مش عارف باباها هيوافق ولا هيرفض ولا ايه النظام ؟  

فكرت لحظات وعينيها لمعت : اتصل بيها وأكلمها أنا وبعدها أسألها هينفع تكلمك ولا لا؟ ايه رايك ؟

ابتسم بسعادة ومسك موبايله : فكرة حلوة .

طلب رقمها واداه لأخته اللي مبتسمة وأول ما ردت هند بسرعة سلمت عليها وفضلت تتكلم معاها شوية وبعدها بصت لأخوها اللي عمال يلف وراها بمشاكسة: هنود بدر بيلف ورايا زي القط الحيران ينفع تكلميه ولا ايه ؟

هند اتحرجت من أخته وهمست : عادي .

هند مبسوطة انه فكر في أخته تساعده يكلمها وأخيرا سمعت صوته : هند ازيك .

قلبها دق بسرعة لما سمعت صوته : ازيك انت

اتنهد : أخيرا عرفت أكلمك ؟ فاكرة من امتى ماكلمتكيش ؟ أو انتي ماكلمتينيش ؟ ازاي هنت عليكي كل ده ما تكلمينيش ؟

غمضت عينيها وبتحاول تزيح ذكرى الأيام اللي فاتت وعاتبته: وازاي هنت عليك تقول لبابا هتسيب البلد كلها وتمشي ؟ 

همسلها بحب : كان غصب عني وانتي عارفة ده كويس .

اعترضت بحب هي كمان : لا مش عارفة كل اللي عارفاه انك كنت عايز تسيبني وتمشي .

همس باسمها : هند ، عايز أنسى الأيام اللي فاتت دي كلها وأفكر بس من أول امبارح اللي قرأنا فيه فاتحتنا وبقيتي خطيبتي بشكل رسمي .

اتنهدت : يا ريت ننساهم فعلا دي أسوأ أيام مرت عليا في حياتي . 

سألها فجأة وكأنه افتكر : بقولك صح قبل ما أنسى ، أمي وأخواتي اقترحوا نعمل خطوبة بشكل رسمي ، زي حفلة ولو على الضيق ونلبس دبل ونعلن عن خطوبتنا فايه رأيك لو عملنا الكلام ده يوم الاتنين ؟ يعني كنت عايز أبلغ والدك .

ابتسمت وحست انها عايزة تتنطط ورحبت جدا : اه ياريت فعلا يا بدر ، أنا عايزة أقول للدنيا كلها اني بقيت خطيبتك .

اتفق معاها هيكلم باباها ويتفق معاه وطلب منها تديله فكرة ، قفلت معاه وراحت بلغت مامتها اللي رحبت هي كمان بالفكرة وشوية و بدر اتصل تاني وهند ردت بس اتفاجئت بوالدة بدر المرة دي وعايزة تكلم والدتها فادتها التليفون واستأذنتها انهم يجوا ويتفقوا مع خاطر على يوم الاتنين وتكون خطوبتهم ويلبسوا دبل أو شبكة كمان لو يحبوا ، والدتها قالت انها هتبلغ جوزها وتستأذنه وترد عليهم .

اتفقوا بالفعل على يوم الاتنين الخطوبة وبدأوا يتصلوا بزمايلهم يعزموهم

 وصحباتها مها وأسماء اللي كانوا فرحانين ليها جدا  ، بدر كمان اتصل بمعظم المدرسين اللي يعرفهم وعزمهم على حفل خطوبته وأولهم كان أستاذ هاني لانه كان عايز يفهمه ان هند خط أحمر وتخصه .


سيف شايل هم العشا مع شذى وأصحابها ، اتصلت بيه بدري وهو مخنوق بس رد عليها واتفاجئ بيها بتسأله : هتلبس شيميز وكرافت لونهم ايه ؟ 

سيف بذهول : افندم ؟ ايه السؤال ده؟ هلبس أي حاجة ليه ؟

كشرت واعترضت : ايه أي حاجة دي ؟ دي أول مرة أصحابي هيشوفوك ولازم تكون بيرفكت وبعدين لازم يكون في ماتش بيني وبينك ونكون لابسين متناسقين مع بعض .

اتنهد بملل : بالله عليكي يا شذى أنا مش رايق للي بتقوليه ده .

اتنرفزت بس اتماسكت وحاولت تتكلم بهدوء : سيف قوم إذا سمحت عندك دولابك واختار هتلبس ايه وبلغني أو صورلي البدلة اللي هتلبسها .

رد بضيق : ده عشا مع أصحابك هلبس چينز و ......

قاطعته برفض : لا طبعا ده مش مجرد عشا أبدا يا سيف دول أصحابي كلهم موجودين غير الصور اللي هتتصور واللي هتتنشر في الميديا ولازم نظهر بمظهر يليق بمكانتنا فحضرتك هتلبس بدلة .

نفخ بضيق لان أكتر شيء بيكرهه هو التكلف وأكتر شيء مش بيطيقه انه يتواجد في مكان مضطر انه يمثل فيه أو يظهر بشكل معين .

قام وفتح دولابه واختار بدلة وقالها لون الكرافت اللي هيلبسها فاعترضت على لون الكرافت وطلبت منه لون تاني يليق على فستانها أو هي تنزل تشتري كرافت لون فستانها بس لما رفض طلبت لون وهو قالها هيشوف .

طلبت منه يعدي عليها فرفض بحجة انه ممكن يمشي في أي وقت بس قالتله لو مشي هتطلب السواق يجيلها .

قبل ميعاد العشا بنص ساعة قام بكسل يلبس وهو مش طايق نفسه ، طلع بدلته ولبس البنطلون والقميص وبيقفله فالباب خبط وراح فتح واتفاجئ بشذى قدامه ، بصلها باستغراب وبيقفل قميصه بايده بس هي نظراتها كانت مركزة على صدره المكشوف وبصتله بإعجاب واضح .

سألها باستغراب : خير ! مش لسه ميعادنا بعد نص ساعة ؟

شبه زاحته ودخلت لأوضته وحطت من ايدها الشنطة : كان لازم أتأكد ان كل حاجة بيرفكت وبعدين خلصت بدري فقلت أعدي أنا عليك ، المهم وريني الكرافت .

كانت لابسة فستان دهبي وطويل من ورا وضيق جدا ومحدش يقدر ينكر جمالها أبدا وأناقتها .

ماعجبتهاش الكرافت وطلبت منه يوريها كل كرافتاته وهي تختار منهم لحد ما اختارت واحدة فيها خطوط ذهبية بنفس لون فستانها وهو تجنبا لأي مشاكل لبسها ونزلوا مع بعض ، ركبوا عربيته واتحرك وطول الطريق بيحاول يقنع نفسه انه يسكت ويعدي العشا ده ويصبر على فسخ الخطوبة . 

وصلوا وركن عربيته وداخل الاتنين وقبل ما يدخلوا وقفته وحطت دراعها في دراعه بهدوء : قلتلك المنظر مهم.

دخلوا مع بعض وأصحابها كلهم صقفوا أول ما شافوها وهي مبتسمة وبدأت تعرفهم على سيف اللي بيكمل واجهتها الاجتماعية وبيدعم منظرها وبرستيچها .

معظم زمايلها دكاترة زيها بس كلهم من وسط واحد إلا قليل جدا اللي عاديين . 

الجو كله بالنسباله خنيق وممل ومش قادر يتحمل يقعد فيه ، بيفتكر همس وبساطتها و وشها البريء اللي خالي من الميك اب وبرضه جميلة ، قارنها بكل الوشوش وهي فازت في المقارنة ، اتمناها جنبه بس مش هيجيبها مكان زي ده أبدا ، بيتمنى لو يسهر معاها على النيل وفي جو هادي . 

افتكر لما شربوا العصير مع بعض وضحكها وبساطتها وهزارها . 

اتفاجئ بشذى بتمسك ايده وتشده وبصلها فقالتله انهم عايزين يتصوروا مع بعض ومع كل الناس اللي حواليه معرفش يرفض وشذى ماسكة دراعه وبتغير وضعها ونظراتها وحركاتها جنبه وشبه الكل بيصورهم أو يمكن في صحافة كمان بتصورهم . 


تاني يوم همس صحيت من نومها مسكت موبايلها وبتقلب فيه وكعادتها لازم كل يوم تفتح صفحة سيف وتقلب فيها وتقف قدام صورته . اليوم ده أول ما فتحت لقت بوست من خطيبته ناشراه على صفحتها وعاملاله تاج ، قلبت في صورهم مع بعض ودموعها نزلت غصب عنها ، ازاي قال بيحبها وازاي بيخرج معاها ويسهروا ويتعشوا ويتصوروا كل الصور دي ؟ 

كداب مالهاش أي تفسير تاني غير انه كداب ، وبعدين هتستغرب ليه مش غششها غلط علشان ينتقم منها ؟ 

رمت الموبايل من ايدها وقررت تنساه ، بس للأسف هي كل يوم بتقرر وكل يوم بترجع في قرارها علشان اليوم اللي وراه تقرر من تاني . 


بدر اتصل بخاطر علشان عايز هند وينزلوا يشتروا الشبكة كلهم مع بعض وبالفعل نزلت هند ومامتها وأختها وبدر ومامته واخواته البنات الاتنين هدى و سما ، راحوا للمحل اللي اختارته هند وبدر كانت عينيه على هند وكل ما بيلمح حاجة تعجبها أو عينيها تلمع بيها بيقترحها وهند استغربت ازاي بيفهم ويختار اللي عاجبها ؟

خلصوا وبدر عزمهم يتعشوا كلهم مع بعض وفاتن اتصلت بجوزها تستأذنه قبل ما يخرجوا ويتعشوا ، كل لحظة بتعدي فاتن بتقتنع أكتر ببدر كزوج لبنتها . 

يوم الاتنين جه بسرعة والنهار خلص أسرع وسط الزحمة والضيوف والناس والتحضيرات وهمس مع أختها بتساعدها تجهز وتلبس وباقي صحباتها معاها وأخيرا جه بدر مع عيلته والدنيا كانت زحمة جدا .

هند مسكت أختها بتساؤل : هو نادر فين ؟ اوعي تقولي في المستشفى ؟ أنا من الصبح مش شايفاه .

همس ابتسمت : بيجهزلك مفاجأة اصبري وهتشوفي.

بدر وسط الرجالة ومش عارف حتى يقرب من هند أو يتكلم معاها وهي بتبصله من وقت للتاني بنظرة خجولة وبمجرد ما تتقابل عينيهم بتهرب بنظراتها . 

نادر دخل وقرب من أخته وخطيبها وهند كشرت بعتاب : انت فين من الصبح ؟ 

نادر ابتسم : هتعرفي دلوقتي- بص لبدر - الدنيا زحمت هنا تعال نطلع فوق .

هند مسكت دراع أخوها باستغراب : فوق فين ؟ السطح مبهدل ومش نضيف والجو برد كمان .

نادر ابتسم : اطلعي بس وبعدها احكمي وبعدين السطح بابا شبه مقفله ومع العدد ده مش هيكون برد ، يلا يا بدر والناس كلها هتطلع معانا .

بدر وقف : يلا أنا ماعنديش مانع أصلا .

نادر شاور لأبوه اللي وقف والناس بدأت تسكت لما لقوا التلاتة وقفوا جنب بعض فخاطر قالهم: تعالو هنطلع فوق كلنا الدنيا أوسع ونقعد براحتنا .

فاتن كشرت وبصت لبنتها اللي شاورتلها انها مش فاهمة حاجة ، الناس بدأت تطلع ورا نادر وفاتن مسكت جوزها بغيظ : سطح ايه يا راجل اللي بتطلع الناس فيه ؟ اخص عليك يا خاطر هتضحك علينا الناس .

ابتسم : يا ستي اطلعي الأول وبعدها قولي هنضحك الناس .

هند حاطة ايدها على قلبها وهي ماشية ورا بدر ونادر لحد ما وصلت فوق ودخلت وعينيها وسعت من الانبهار ، السطح كله مفروش سجاد وترابيزات فخمة وكراسي حواليها والأنوار اللي متعلقة ومغطية الحيطان كلها والسقف اللي كله نور وشغل ليزر والدي چي اللي في جنب والكنبة اللي تشبه الكوشة بكمية الورد اللي حواليها ، انبهار وبس .

بصت لأخوها مبهورة : انت عملت كل ده علشاني ؟ 

ابتسملها بحب : احنا عندنا كام هند يعني؟

ماعرفتش تنطق فحضنته وضمته أوي وحست ان دموعها هتنزل وهو ضمها : إياكي تعيطي وتبهدلي الميك اب اللي عاملاه .

ضحكت وبعدت بتمسح عينيها بالراحة وبصتله بسعادة : أنا محظوظة اني عندي أخ زيك .

بدر حمحم : الناس ورانا على فكرة واقفين على السلم ها 

نادر ضحك وشاورلهم يدخلوا والكل طلع ونفس حالة الانبهار بتاعة هند ، فاتن طلعت وأول ما شافت المنظر مابقتش مصدقة ان ده السطح بتاعها ، حاسة كأن حد نيمها مثلا ونقلها لقاعة أفراح فخمة .

عمالة تتفرج يمين وشمال مبهورة وبصت لابنها مبتسمة وبعتتله بوسة في الهوا وهو ردهالها .

هند وبدر جنب بعض وهو بيهمس : امتى تاخديني أنا في حضنك زي نادر كده ها؟! أنا بدأت أغير منه على فكرة .

اتحرجت منه بس بعدها حذرته : نادر ده حتة من قلبي فإياك تغير منه وحتى لو غيرت مع نفسك كله إلا نادر .

ابتسم واتراجع : يا ستي وأنا قلت حاجة ولا أقدر أقول؟ أنا بس بقول امتى ابقى مكانه وآخد الحضن ده ؟

أنقذها أنس اللي وقف قدامهم بفرحة : أنا عايز أقعد جنبكم ينفع ؟

هند وسعتله مكان وقعدته في النص وبدر كشر : في النص يا هند ؟

ضحكت وهزت راسها بتأكيد فبص لابنه بغيظ : ماشي يا انس ماشي .

ضحك وبص لأبوه : وانت فاكر هتتجوزها وتاخدها لوحدك ولا ايه ؟ 

بدر بص لابنه بذهول : نعم ! امال ايه هتتجوزها معايا سيادتك ولا ايه ؟ مش فاهم .

ضحك وبصله : لا يا سيدي انت هتتجوزها بس أنا هاخد وقتها مش هي هتكون مامتي ؟ يبقى وقتها بتاعي .

بدر هز دماغه : اممممم قلتلي ، طيب أنا بقول تروح تقعد مع تيتا بتناديك اهيه .

ضحك أنس وبصله : تيتا مش بتنادي أولا وثانيا مش هقوم من مكاني أنا مبسوط كده لو انت متضايق ممكن تقوم انت.

بدر بص لهند بغيظ: شايفة أبو لسان طويل بيقولي أنا أقوم ؟!

ضحكت عليهم وقضوا السهرة اللي كانت ممتعة وبدر لبس الشبكة لهند وسط أنظار الكل ما بين فرحان وحاقد وغيران . 


نادر عينيه على أخته ومبتسم وبيدعي ان ربنا يسعدها وللحظة تخيل نفسه هو وبسمة مكانهم بس ماقدرش يتخيل بسمة فرحانة ، شافها دبلانة حزينة بتعيط وافتكر توسلاتها انه ما يتخلاش عنها بس هو للأسف اتخلى عنها وسابها لوحدها 

(فلاش باك )

بسمة قاعدة في الجنينة واتفاجئت بحاتم قصادها فاتعدلت وبصتله : انت هنا من امتى ؟ 

بصلها لفترة وجاوبها بلهجة استغربتها : من بدري بس انتي مش واخدة بالك .

شاورت على الكرسي قدامها : اقعد طيب واقف ليه ؟

شد الكرسي وقعد وبيتفحصها بنظراته وهي اتضايقت من نظراته بالشكل ده فبصتله : في ايه وبتبصلي كده ليه يا حاتم ؟

ابتسم بغضب : بحاول أفهم انتي فيكي ايه ؟ أو أفهم ازاي أنا كنت أعمى بالشكل ده ؟

ضمت حواجبها بعدم فهم: قصدك ايه ؟ بتتكلم عن ايه؟ 

مال ناحيتها بعصبية : بتكلم عن الدكتور اللي حبيتيه - عينيها وسعت واتصدمت وهو كمل - دكتور نادر وأنا زي الأهبل أخدتك عنده ومن ساعة ما رجعتي مش مبطلة عياط ، يا ترى قالك ايه ؟ ولا زعلك ليه ؟ ما تجاوبيني يا بسمة ، جاوبي خطيبك وابن عمك اللي بتلعبي بيه ؟

بسمة جالها ذهول من كلام حاتم وبصتله وهي بتهز دماغها برفض لاتهامه : أنا عمري ما لعبت بيك أبدا وطول عمري صريحة.

اتنرفز وزعق : ولما حبيتيه كنتي صريحة معايا ؟ 

هدي من تاني وأخد نفس طويل وسألها بلوم : ليه ما قلتيليش انك بتحبيه ؟ ليه وافقتي تتخطبي ليا ؟ 

بصتله بذهول : انت بتسألني أنا ؟ وانت ليه قلت لبابا انك بتحبني ؟ ومن امتى بتحبني؟ طول عمرنا أولاد عم وبس واتفقنا على كده ؟ ليه بتوهمهم اني خدعتك واني رابطاك جنبي السنتين اللي فاتوا ؟ امتى قلتلك اني عايزاك كزوج ؟ امتى قلت اني بحبك ؟ ليه لما بابا كلمك ما قلتلوش الحقيقة وقلتله اتفاقنا ؟ 

حرك راسه برفض : وانتي ليه مارفضتيش ؟ 

بصتله بسخرية : انت بجد بتسألني السؤال ده ؟ 

أكد بعصبية : أيوة أنا بسألك يا بسمة ليه ما رفضتيش ؟ 

زعقت بحدة : رفضت وقلت لبابا لا بس لأنه بيحبك انت وعمي ما رضيش يزعلكم ، داس عليا علشان يشتري أخوه ، قالي ازاي أقول لأخويا أنا رابط ابنك جنبي سنتين ولما بنتي خفت مش عايزاه ؟ مش ده اللي انت فهمتهلهم ؟ انك مستنيني واني سنتين بقولك تستناني أخف وأتجوزك ؟ أنا مش فاهمة انت أصلا بأي عين واقف قدامي بتعاتبني ؟ سيادتك كدبت كدبة وللأسف صدقتها وده ذنبك مش ذنبي بس للأسف أنا اللي بدفع تمن كدبتك دي ، ماكانش المفروض أبدا اني أسمع كلامك كان لازم أكون صريحة مع الكل .


سيطر الصمت عليهم وهو بيحاول يتكلم بس مش لاقي كلام يقوله لأن عندها حق ، هو كدب كدبة وصدقها للأسف ، بصلها لفترة وهمس : وناوية على ايه دلوقتي ؟ هتسيبيني ؟ 

بصتله بصدمة : حاتم أنا مش بحبك وانت عارف ده كويس جدا ودلوقتي عرفت اني بحب شخص تاني ، العمل والتصرف حاليا في ايدك انت ، بابا رفض يزعل أخوه وأنا مش هقدر أكسر العيلة وأزعلهم من بعض ، فأنا ايديا متربطة لكن انت تقدر تعمل كتير .

بصلها باستنكار : انتي عايزاني أسيبك لغيري بمزاجي ؟ ده اللي مستنياه مني ؟ أضحي بحبيبتي بنفسي ؟ 

نفت بغضب : أنا عمري أبدا ما كنت حبيبتك يا حاتم . 

وقف بغضب : وأنا آسف يا بسمة بس أنا ابن عمك وأنا أولى بيكي من غيري ، أنا استنيتك سنتين بحالهم ومش هضيعهم هدر ولا هضيعك انتي من ايدي ، نادر كان نزوة وبكرا تنسيه ، أنا هطلب من بابا يحدد ميعاد الفرح مع أبوكي . 

سابها ومشي وهي انهارت من العياط لان عمرها ما تخيلت أبدا ان حاتم تكون دي شخصيته . 

تاني يوم عمار قاعد مع مراته والباب خبط وكان أخوه دخل وسلم عليهم وقعد معاهم ، بسمة خرجت سلمت عليه وقبل ما تدخل أوضتها وقفها : استني يا بسوم واقعدي معانا شوية أنا جاي بخصوصك .

 الكل بص لبعضه بحيرة وهي قعدت جنب مامتها واستنت عمها الكبير يتكلم : بقولكم ايه الخطوبة دي طولت أوي ، خلينا يا عمار نحدد كتب الكتاب وبعدها الدخلة على طول ، شقة حاتم جاهزة من كله فأنا مش شايف سبب للتأخير ، خلينا نجوزهم الشهر ده ايه رأيك ؟ 

بسمة قامت جري من جنبهم وجريت لأوضتها وأمها حاولت تتدارك الموقف فبصت لأخو جوزها : اتحرجت أكيد . 

هز دماغه بتفهم وبص لأخوه : ها يا عمار ؟ حدد ميعاد كتب الكتاب  

عمار بص لمراته بحيرة وعايز ينهي الخطوبة دي أصلا مش يحدد ميعاد للفرح ! صمته طال وأخوه مستني إجابة بس مرة واحدة وقف بجدية : ادرس الموضوع مع مراتك وبنتك وبلغني هتوصل لايه ؟ وأنا كمان هكلم حاتم أشوف إجازته امتى؟ ويناسبه امتى وأكلمك يلا أسيبكم أنا ورايا مشوار تاني .

خرج ومعاه أخوه يوصله لبرا وعائشة فضلت قاعدة مكانها تفتكر يوم ما اتصلت بحاتم وكلمته وافتكرت انه هيحل الموضوع .

((فلاش باك))

حاتم رد على موبايله لما لقى مرات عمه وطلبت تقابله ضروري وبالفعل راح يقابلها عند مدرستها اللي شغالة فيها 

أول ما شافها : خير يا مرات عمي قلقتيني ؟

شاورتله يقعد قصادها في مكتبها وهي مش عارفة تبدأ كلامها ازاي؟ فاتكلمت بهدوء: انت أكيد ملاحظ حالة بسمة يا حاتم وشايف نفسيتها عاملة ازاي ؟

حاتم الحزن كسى ملامحه : والله أنا مش فاهم مالها ؟ كانت مبسوطة وكويسة ومرة واحدة انتكست بالشكل ده تاني .

عائشة اترددت بس مصلحة بنتها فوق الكل فردت بحزم: أقولك مالها يا حاتم وتصون بنت عمك وتحافظ عليها وتشتري سعادتها؟ 

اتعلق بعينيها بتأكيد: طبعا يا مرات عمي ، في ايه قولي ؟ وأنا عمري ما هتأخر أبدا قصاد سعادتها والبسمة ترجع لوشها من تاني .

اتنهدت واتكلمت : هي بتحب حد تاني .

 الكلام نزل زي الصدمة بس هو كان متوقع وقلبه فكر في الموضوع ده وتلقائي ظهرت صورة نادر قدامه ، إحساسه كان بيقول ان وضعهم مش طبيعي أبدا ، حالتهم مش طبيعية . 

انتبه على كلامها : انت أكيد حسيت بده ؟ 

بصلها بتوهان وهي كملت بدفاع عن بنتها : هي قالتلي يا حاتم على اتفاقكم وانها عمرها ما اعتبرت نفسها مخطوبة أو مرتبطة بيك وانها كانت صريحة و واضحة انك مجرد ابن عم وبس واستغربت ازاي انت ما صونتش الاتفاق اللي كان بينكم ، ان ده وضع صوري وهتوضحه لوالدك بعدها، ازاي يا حاتم تخون ثقتها وترتبط بيها وانت عارف انها بتعتبرك أخ مش زوج ؟

وقف بغضب و إحساس الخسارة ماليه وان غيره تفوق عليه ، وده مستحيل يحصل ، مش بعد ما كدب وهو عمره ما كان كداب و اتنازل عن أخلاقياته كراجل عشان تكون له ، هو بيحبها ومحدش هيحبها زيه فرد بعنف: أنا اللي بخون ثقتها ؟ مرات عمي دي بنت عمي وأنا أولى بيها من غيري وهي عارفة كويس اني بحبها من صغرنا وعمرها ما قالت أو وضحت انها بتكرهني طول عمرنا مع بعض ، جاية دلوقتي بعد ما كبرنا مع بعض تكتشف انها مش بتحبني ؟ وتحب غيري ؟ لا سوري يا مرات عمي دي بتاعتي ومربيها على ايدي وملكي ومش هسمح لغيري ياخدها مني ، بسمة بتاعتي من واحنا عيال بنلعب مع بعض وكلكم عارفين ده كويس ، بعدين ليه بتكلميني أنا هنا بعيد عن الكل ؟ عمي ما يعرفش اللي بتقوليه ده صح ؟ لو عايزة تفسخي ارتباطنا ده يا مرات عمي اقفي قدام العيلة كلها وقولي اللي قلتيه ده ورجالة العيلة تحكم بينا ، بعد إذنك .

انتبهت عائشة على دخول جوزها اللي قعد جنبها بصمت وفاقت من أفكارها وعرفت ان حاتم ماقالش حاجة لأبوه بس العمل ايه ؟ ازاي هتخلص بنتها من الارتباط ده ؟ هل تعمل زي ما حاتم قال وتفتح الموضوع قدام العيلة ؟ بس الإجابة واضحة وصريحة وعاداتهم بتقول ان طالما ابن عمها عايزها تحرم على غيره ، ايه العمل دلوقتي ؟ 


بسمة اتصلت بنادر اللي رد عليها بعد كذا اتصال منها فاتوسلته ببكاء : أرجوك يا نادر أنا مش هقدر أتحمل أكتر من كده .

اتنهد بعجز : عايزة ايه يا بسمة ؟ 

مسحت دموعها بكف ايدها : عمي جه يحدد ميعاد كتب الكتاب ، نادر أنا مش هقدر أتجوز حد غيرك ؟ مش هقدر أكون مع غيرك أرجوك افهمني وساعدني .

قلبه اتقبض بس بايده ايه يعمله؟ فرد بحزن: عايزاني أعمل ايه يا بسمة ؟ أو في ايدي ايه أعمله قوليلي ؟ 

زعقت : قول انك بتحبني ؟ 

زعق هو كمان : عايزاني أروح في بلد صعايدة والناس كلها فيها بتحترمني وتقدرني وأروح أقولهم معلش البنت دي لازماني ؟ افسخوا خطوبتها من ابن عمها وادوهالي ؟ ده اللي عايزاني أعمله ؟ ازاي أطلب واحدة مخطوبة من أبوها ولا من عيلتها ؟ أي منطق بتتكلمي بيه يا بسمة ؟ عايزة تصغريني قدام الكل وتطلعيني راجل غير مؤتمن وكل اللي بيحترموني أسقط من نظرهم ؟ أنا آسف يا بسمة أنا ماأقدرش آجي أطلب ايدك وحضرتك مخطوبة ولسه اهو بتقولي هيحددوا ميعاد فرحك ، أنا آسف بس مش أنا اللي أعمل كده أبدا . 

قفل التليفون وهي قعدت على الأرض مكانها تعيط وبس لان مش في ايديها غير العياط .

أمها دخلت وماعرفتش تقول حاجة بس قعدت جنبها وضمتها وعيطت معاها فبصتلها بحزن : نادر قالي مش هيقدر يجي ، اتخلى عني .

أمها مسحت دموعها : ازاي يجي يخطبك وانتي مخطوبة يا بسمة ؟ مفيش راجل هيعملها .

اتعلقت بعينيها : وهعمل ايه ؟ مش هتجوز حاتم ولو جوزتوني له غصب هموت نفسي قبل ما أدخل بيته .

أمها ضمتها بخوف: ما تقوليش كده أبدا يا بسمة .

زعقت : امال أعمل ايه يا ماما ؟ 

أمها فكرت للحظات وبعدها ابتسمت : ادعي ربنا بدل عياطك ده ، ادعيه واطلبي منه هو يساعدك ، يا بنتي الدعاء بيرد القدر ، والله الدعاء بيرد القدر ، بدل ما تقعدي تعيطي قومي اتوضي وصلي وعيطي لربنا واطلبي منه المساعدة. 

مسحت دموعها وبصت لأمها وبالفعل قامت تطلب المساعدة من اللي قادر يساعد ويغير الأقدار .


عدت الأيام ببطء على همس وسيف اللي مفتقدين بعض رغم ان لقاءاتهم كانت عبارة عن خناق بس على الأقل اهي وسيلة تواصل أحسن من البعد 

سيف مش عارف أي حاجة عنها ومازال متخانق مع أبوه ورافض يستسلم ، خيال همس مش مفارقه وكل مايفتكر اتهامها له يحزن ان العلاقة بينهم وصلت لكدا.


أما همس فحالها مش مختلف عنه كتير حتى وان كانت بتلهي نفسها مع أهلها وأنس اللي بيزورهم كتير ، دايما بتسأل نفسها ليه عمل معاها كدا؟ للدرجة دي بيكرهها علشان يغششها غلط؟ بس إحساس جواها بيقولها سيف استحالة يعمل كدا، لكن عقلها بيعنفها انه يعملها زي ما راح خطب وسابها! وبالرغم من كل حاجة إلا انه واحشها لدرجة ماتتوصفش


الدراسة بدأت وهمس مسافرة لكليتها وهند نازلة على شغلها بس باباها وقفها : هند ، استني هوصلك في طريقي ، هتنزلي ازاي بكل اللي معاكي ده ؟

ابتسمت وبصتله : كنت هاخد تاكسي بس ربنا ما يحرمني منك يا بابا . 

نزل معاها وفي العربية بصلها : مش عايز أوصيكي يا هند كل الأنظار هتكون عليكي وهيشوفوا تعاملك مع بدر ايه؟ حافظي يا بنتي على سمعتك ، بعدين بدر خطيبك اه بس مالوش أي حقوق نهائي ، فاهماني يا بنتي ؟

ابتسمت لأبوها : ما تقلقش يا بابا وأيوة فاهمة حضرتك .

وصلوا وقبل ما تنزل باباها وقفها: أدخل معاكي الحاجة دي  ؟

شالتها وبصتله : لا هتعامل يا حبيبي توكل على الله حضرتك علشان شغلك . 

راحت لشغلها وبدر استقبلها مبتسم وأخد منها معظم الأكياس اللي في ايديها وهي أول ما شافته ابتسمت : بابا لسه موصيني أعتزلك في المدرسة .

حط ايده على قلبه وكأنه هيقف : قلبي قلبي

 - بعدها اتكلم عادي - تعتزليني مرة واحدة ؟ طيب ليه؟ ده أنا غلبااااان .

دخلوا مع بعض وبيضحكوا وقابلتهم ميس إحسان اللي أول ما شافتهم وقفت قدامهم باصالهم بابتسامة ومطبقة ايديها بفرحة ليهم .

الاتنين بصوا لبعض باستغراب مش فاهمين مالها لحد ما بدر سألها مباشرة : خير يا ميس إحسان في حاجة ؟ 

ابتسمتله : أخيرا اتخطبتوا انتوا الاتنين ؟ يعني كنت مستنية الخطوة دي من بدري ، مبروك يا حبايبي .

الاتنين ابتسموا وردوا عليها بعدها هند انتبهت فسألتها : هو حضرتك قصدك ايه بمستنية ؟ 

ابتسمت بخبث : من أول مرة شوفتكم في مكتبي انتوا الاتنين مع بعض وحسيت قد ايه لايقين على بعض وحبيت أقربكم من بعض وعلشان كده قعدت قد كده أظبط جداولكم بحيث على طول تكونوا في وش بعض وتتقابلوا طول الوقت يا انت خارج من حصتك يا انتي خارجة أو داخلة ، حتى الامتحانات حطيتكم في لجنة واحدة .

الاتنين استغربوا وهند حضنتها وباستها وكانت أول واحدة تديها من الحلو اللي جايباه بمناسبة خطوبتها وبدر شكرها لذوقها 

دخلوا وقابلوا أصحابهم وزمايلهم والكل بيبارك ويهني وبياخدوا من الحلويات اللي هند جايباها . 


همس وصلت كليتها ورايحة تشوف جدول مواعيد الترم التاني نفسه ولا اختلف؟ وتشوف المواد ايه؟ وهي واقفة مر من وراها سيف وتجاهلها و وقف قدام الأسانسير يستناه ، اتغاظت من تجاهله وانه حتى ما رماش السلام ، طلعت موبايلها وطلعت صورته مع خطيبته اللي متعلقة في دراعه وراحت ناحيته مبتسمة بغيظ : ازيك يا دكتور ؟

بصلها من تحت نظارته وبيداري اشتياقه ليها ورد بهدوء بصوت حاول يكون بدون أي مشاعر : أهلا يا همس .

اتضايقت أكتر من بروده وطلعت الموبايل في وشه باستفزاز: جميلة أوي الصورة دي لحضرتك مع خطيبتك ، قد ايه اللي يشوفكم يقول بتعشقوا بعض مش أي حاجة تانية 

بص للصورة اللي ضايقته بالفعل ومسحها من صفحته أول ما شافها على التايم لاين عنده واتمنى انها ما تشوفهاش بس شافتها وهربا من اتهامها بص لعينيها من تحت النظارة بضيق: عايزة ايه يا همس ؟ أعتقد انك كنتي واضحة بما فيه الكفاية ولا ايه ؟ هو مش انتي اللي قلتي أخرجك برا حساباتي ولا أنا بيتهيألي ؟


ونكمل بكرة 

توقعاتكم 

بقلم : الشيماء محمد احمد

#شيمووووو

جانا الهوى (١٧)

بقلم / الشيماء محمد احمد

#شيمووو


الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحبن انتهاء فترة الحصري . 


همس كان نفسها تصرخ وتقوله يحارب علشانها ، يتمسك بيها ، يحسسها بقيمتها أو بالأمان مش يتنازل بالسهولة دي عنها ، رفعت عينيها وبصتله بتهكم : يعني بلاها نادية خد سوسو صح ؟ 

اتنهد بتعب : أنا مش فاهم انتي عايزة ايه؟ و بتتكلمي عن ايه ؟ أعتقد اتهامك آخر مرة وضح كل الأمور ومش محتاجة أي كلام تاني .

افتكرت الامتحان اللي نسيته بسبب ان غيرتها كانت عامياها وناسياه فضحكت بغيظ : تصدق كنت ناسياه ، كويس انك فكرتني انك اتعمدت تغلطني ، بعد اذنك يا دكتور وسوري لو عطلتك .

بعدت وهو راقبها ماشية وحاول ينطق و يوقفها يشرحلها الوضع أو يبرر موقفه بس صوته ما طلعش ورجليه ما اتحركتش ، الأسانسير فتح للمرة التانية فركب وطلع مكتبه بغيظ. 


وفي يوم دكتور أحمد زوبع صاحب المادة اللي همس بتتهم سيف انه غلطها عمدا واللي سبق واتخانقت معاه قبل كده وطردها ، كان بيشرح وفي كام طالب سألوه عن الامتحان وهو كان بيجاوبهم وهمس افتكرت سيف لما طلب منها تغير إجابة واثقة منها ودمعة حزن نزلت مسحتها ، كان نفسها تكون مقفلة المادة دي .

انتبهت على الدكتور وقف وبعدها قال النقطة اللي سيف قالهالها وبصت للدكتور بتركيز : النقطة دي أنا اتفاجئت ان كلكم تقريبا حالينها غلط ومش فاهم ازاي لبس عليكم الموضوع بحيث الكل يحله بنفس الطريقة ؟ 

افتكرت همس ان دي كانت النقطة اللي اختلفت فيها مع الدكتور لما طردها بسببها واستغربت ازاي كانت تايهة عن بالها؟ وافتكرت يومها لما قالت لسيف انه بكده هيلخبط الطلبة والمفروض انه كان راجع نفسه واعترف بغلطه ، قلبها دق بسرعة وحست انه هيخرج من مكانه وبصت للدكتور اللي قال ان الحل اللي الكل حاله ده غلط والحل الصحيح هو اللي سيف شاورلها عليه .

رجع الدكتور للسبورة يكمل ومرة واحدة وقف وبصلهم : في واحد فقط حلها صح بس مش عارف مين؟ لكن فاكر ان في ورقة وحيدة اللي مقفلة الامتحان.

همس دموعها نزلت بندم وافتكرت دخولها لسيف واتهامه انه بيكرهها وازاي غششها غلط ؟! افتكرت كل حرف قالتهوله ، خلود جنبها همست بتعجب : في ايه يا بنتي مالك ؟ المفروض تبقي فرحانة ؟ مش عملتيها مناحة يومها انك عاملاها غلط ؟ اديكي طلعتي انتي اللي صح وكلنا غلط .

همس مسحت دموعها وماقدرتش تقولها ان سيف غششها وانها اتهمته ، ماقالتش لأي حد على اللي سيف عمله ، يمكن لانها حبت تحفظ مكانته وهيبته للكل ؟ أو يمكن لأنها حاسة بحاجة مميزة بينهم وعايزة تحتفظ بيها ليهم هما الاتنين وبس ؟ مش عارفة ليه ؟ بس هي ماقالتش لأي حد على اللي حصل . 

خلصت المحاضرة فطلعت مكتبه بس كان مقفول ، فكرت تكلمه على الموبايل بس اتراجعت؛ هي عايزاه يكون قصادها وتعتذرله وجها لوجه . 

فضلت مستنية تعتذر لسيف واليوم ده كانت عندها محاضرته وهو دخل وطول المحاضرة عينيها عليه وهو مش بيبص ناحيتها نهائي لحد ما خلصت المحاضرة وكالعادة في اللي بيسأل وفي اللي واقف وبس وهي مستنية تكلمه بس الطلبة مش بتمشي ، سيف لاحظ وقوفها وانتظارها واستغرب ليه مش بتسأل؟ أو ليه مش بتمشي ؟ عايزة منه ايه تاني ؟ 

سيف استنى الطلبة تمشي بس في اللي مجرد واقف بيتكلم معاه فاضطر يخرج وكام طالب خارجين معاه بيتكلموا لحد ما وصل للأسانسير ساعتها بس مشيوا وهو طلع مكتبه واستناها تيجي عنده ، بص لساعته كان ميعاد المحاضرة التانية بدأ فقعد لأنها مش هتسيب محاضرة وتيجي بس بعد شوية بابه خبط وهي دخلت بخجل فاستغرب جدا انها جت وبص لساعته بدهشة ورجع بصلها وهي بررت بتوتر: ماحضرتش .

عمل نفسه مش مهتم وببرود بص لكتاب قدامه : خير ؟ 

قربت منه بإحراج وقعدت قصاده وسندت على مكتبه علشان تكون قريبة منه والوضع ده وتره فوق ما كان يتخيل وخصوصا لما بصت لعينيه باعتذار : أنا جاية أتأسف لحضرتك ومش عارفه ازاي هتقبل أسفي؟ بس طمعانة في كرمك 

بصلها وحاول يكون ساخر علشان يداري توتره من قربها : طمعانة في كرمي ؟ ومين قالك اني كريم أصلا ؟ - قرب هو كمان وشه منها وكمل بقوة - أنا أبخل ما أكون يا باشمهندسة .

كشرت واتراجعت بضيق: دكتور سيف إذا سمحت .

رجع بكرسيه علشان يبعد نفسه عنها ويعرف يتنفس وسألها بجمود : عايزة ايه مني ؟ 

اتكلمت برجاء : أقبل أسفي .

ببرود سألها : أسفك على ايه ؟ 

وضحت وهي محروجة من اتهامها : اني اتهمتك انك عايز تنتقم مني ، الإجابة كانت صح وأنا الوحيدة اللي قفلت المادة ، فأنا مديونالك .

حس جواه بانتصار و فرح انها قفلت المادة بس مش لازم يظهر مشاعره دي فوقف وراح عند الشباك واتكلم ببرود : اللي حصل ده فوقني مش هنكر يا باشمهندسة ، انتي رجعتيني لمكانتي ومش عارف أصلا أنا ازاي خنت مهنتي وخنت باقي طلبتي باني أميزك عنهم؟ ومن ساعتها وأنا بلوم نفسي على اللي عملته - بصلها بتهكم وكمل - نسيت مركزي كدكتور وكمدرس مش ليكي انتي بس لا لكل الدفعة واللي عملته ده كان خطأ لا يغتفر أبدا ومش مسامح نفسي عليه ومش هكرره تاني أبدا ، ده أنا بفكر اني أروح لدكتور المادة وأعتذرله وأطلب منه يحذف درجة السؤال ده علشان ما أكونش ضيعت على حد كان أولى منك يتعين معيد ، أنا كده ظلمت كل الدفعة باللي عملته وده مش هسامح نفسي عليه ، فدلوقتي سيادتك جاية تعتذري وبتقولي أقبل اعتذارك ؟ ممكن أقبله لو روحتي لدكتور المادة واعترفتيله انك غشيتي النقطة دي ومش مجهودك .

همس اتصدمت بكلامه و وقفت تبصله بحزن : أنا مش هقدر أعمل ده أبدا .

رد ببساطة : وأنا مش هقدر أسامح نفسي أبدا - كمل بحزن خفي - أعتقد يا همس ان المسافة بتوسع أوي ومابقاش في مجال للقرب أصلا ، روحي لمحاضرتك وياريت تهتمي بمحاضراتك أكتر من كده علشان تثبتيلي انك تستحقي تكوني هنا لأنك لازم تعوضي اللي أخدتيه بدون وجه حق ، روحي ذاكري ليل ونهار وارضي ضميرك وارضيني أنا واثبتيلي انك تستحقي مكانك .

اداها ظهره وهي خرجت مصدومة ومش قادرة تتحمل أكتر من كده قسوته عليها وقسوة الظروف حواليهم . 

سيف اتنهد وسند دماغه قدامه على الشباك ومش عارف ايه اللي بيحصل ده ؟ وهيوصله لفين ؟ وليه كان بالقسوة دي عليها ؟ ليه ما ياخدهاش في حضنه وياخدها من كل اللي حواليها ده ويشبع منها بدل ما بيتمناها في كل لحظة كده ؟ ليه الأمور مش بسيطة كده ؟ ليه ما سمعش كلام أبوه واشتغل معاه وما دخلش الكلية دي من تاني وماكانش قابلها أصلا ؟ 


الأيام بتمر وتعدي وهمس وسيف بطلوا يتكلموا تماما بس نظراتهم لبعض من بعيد لبعيد ومحدش فيهم عارف يفسر معنى النظرات دي ايه ؟ 


نادر امتى الدنيا هتصفاله وتسيبه يعيش يومه من غير أفكاره أو ذكرياته ؟ تعب وأعصابه تعبت وقلبه تعب والوجع جرحه جرح مستحيل يلتئم ، خايف يقعد في مكان لوحده لانه هيفتكر ، وخايف يقعد مع الناس لانه شايفها في كل الوشوش ، بس غصب عنه بيختلي بنفسه و الذكرى من مكانها بتنط وبتتدافع قدام عينيه وافتكر يوم ما حاتم دب*ح بسمة .

يومها عبدالمجيد راح هو وابنه يزوروا عمار ويحددوا معاه ميعاد كتب الكتاب ، عمار استقبلهم ولأول مرة يكون قلبه مش صافي ويحس انه مترتبط ومش عارف يتصرف ، يعمل ايه ؟ يشتري بنته وسعادتها و يخسر احترام عيلته وأخوه ؟ ولا يدوس على بنته وقلبها ويدعي ربنا انه يحنن قلبها على ابن عمها وتحبه ؟ 

عبدالمجيد لاحظ سرحانه : في ايه يا عمار ؟ بقولك رأيك ايه في الخميس نكتب فيه الكتاب ؟ 

دخلت عائشة وسمعت آخر سؤال : كتاب مين ؟ 

بصلها باستغراب : بنتك وابني ، احنا عندنا غيرهم ؟ 

عائشة بصت لحاتم بكره أو ده كان إحساسه وبصت لجوزها برفض وعبدالمجيد لاحظ ده : في ايه ؟ بتبصوا لبعض كده ليه ؟ 

عائشة ردت بسرعة : انت آخر مرة شوفت بسمة امتى يا أبو حاتم ؟ بسمة حالتها بقت أسوأ من الأول وبمراحل .

عبدالمجيد كشر : ده دلع بنات ، كلنا شوفنا ازاي اتحسنت وبقت كويسة وكانت بتيجي معايا للدكتور وكانت رجعت لطبيعتها ، ما تقول حاجة يا حاتم ؟

قبل ما يرد مرات عمه ردت بتهكم : هيقول ايه؟ ماهو شاف بعينه حالتها لما سافروا وهو عارف كويس كل حاجة .

عبدالمجيد بص لابنه اللي ساكت وباصص للأرض وبصلها تاني وبعدها بص لأخوه : ما تقول حاجة يا عمار انت ساكت ليه وسايب مراتك تتكلم ؟ بعدين سافرتوا بيها ورجعتوا وقلتوا انها رفضت تتعالج فكده ده مالوش معنى غير انها بتتدلع ، نكتب الكتاب يوم الخميس ونجوزهم وهي في بيت جوزها هتفوق وتبقى زي الفل وخصوصا لما ياخدها ويسافروا شهر العسل وتغير جو وتتفسح وهتقولي عبدالمجيد قال - بص لأخوه بترقب - ولا ايه رأيك يا أخويا ؟ 

عمار بص لحاتم : حاتم انت ايه رأيك ؟ انت شوفت حالتها كويس واحنا مسافرين وشوفت بعينك فهل انت شايف انها هتتحسن بجوازها منك ؟ ولا هنحملها فوق طاقتها ونخليها تنهار بزيادة ؟ 

حاتم ماقدرش يرد على عمه لأنه شايف نظرات عائشة اللي قالتهاله صراحة انها ما بتحبوش ومستنية منه إجابة ، إحساس الخزي ماليه ومستغرب المفروض هي اللي تحس الإحساس ده مش هو ، هي اللي باعته وحبت غيره ، هي اللي خانته ، بس اتراجع هي كانت صريحة معاه وقالتله من البداية مش بتحبه فهو اللي خان ثقتها فيه بالفعل.

عبدالمجيد خبط ابنه في دراعه وانتبهله : عمك بيسألك رد عليه .

بص لعمه بكل اللخبطة اللي جواه وبكل الإحساس اللي عكس بعض والكلام خرج منه بتوتر: نكتب الكتاب يا عمي يوم الخميس وأنا أوعدك بعد ما نتجوز هاخدها ونسافر وأعملها أحلى شهر عسل في الدنيا - بص لأمها بإصرار- وهنسيها اسمها مش بس تعبها وده وعد مني .

عبدالمجيد ابتسم وربت على كتف ابنه بفخر : انت عارف يا عمار انه هيصونها فما تخافش على بنتك منه أو معانا ، دي بنتي قبل ما تكون بنت أخويا ومصلحتها تهمني زيه - بص لأمها- أنا هطلب من الشيخ عيد يجي يشوفها ويرقيها لتكون اتحسدت يوم الخطوبة وحد عطاها عين لأنها من بعدها وحالتها اتقلبت ، بكرا أجيبه واجي ونرقيها من العين ، يلا

- وقف وابنه معاه - أسيبكم دلوقتي وزي ما اتفقنا نكتب الكتاب يوم الخميس ، يلا يا حاتم .

أخد ابنه ومشي وعائشة باصة لجوزها بتلومه بنظراتها بدون ما تنطق فدافع عن موقفه بعجز : انتي عارفة عبدالمجيد من يوم ما أبونا مات وهو كبير العيلة وكلامه بيمشي على الكل ، واحنا سبق و وافقنا يا عايشة على ابنه وربطناه سنتين ما أقدرش دلوقتي أقوله لا دي كانت بتلعب وحبت غيره ، ازاي أقول ده ؟ 

عاتبته بغيظ : تقوم تسلمهالهم كده وترميها يا عمار ؟ طول عمرك بتحبها ومدلعها ويوم ما تجبرها تقتلها ؟ بنتك قالتلي لو هتتجوزه هتموت نفسها .

وقف بغضب : ليه كافرة هي ولا ايه ؟ بنتي مؤمنة بالله وقدره والجواز ده في الأول والآخر قسمة ونصيب ولو ربنا كاتبلها تتجوز حاتم هتتجوزه غصبا عن أنفنا كلنا .

بسمة سمعت كلام أبوها ودموعها نزلت ورجعت بهدوء لأوضتها تندب حظها وتدعي ربها يخلصها أو تنتهي حياتها المهم تتخلص من ارتباطها بحاتم . 


في كلية همس كان في ندوة معمولة وحاضرها معظم الدكاترة والطلبة بيسألوا والدكاترة بتجاوب ، الطلبة بيكتبوا أسئلتهم في ورق وبيروح للدكاترة وكل دكتور بيجاوب على السؤال الخاص بيه . 

سيف كان لابس نظارته الشمسية ومستخبي وراها وعينيه على همسته وبيراقبها بحرية ، كانت ماسكة ورقة وبتكتب عليها وهو مستني ورقتها تيجي يمكن توجهله سؤال بس هي بتكتب وبس وفهم انها بتكتب لنفسها مش أكتر واتمنى لو يقدر يقرأ اللي بتكتبه لانه كتير بيشوفها لوحدها وبتكتب وكتير كان بيلمح اسمه لما كانت بتسأله ، قلمها وقع منها ونزلت تحت البنش تجيبه وسابت الورقة قدامها ساعتها خلود أخدت ورقة همس بالخطأ وقامت تودي الورق فقرب منها بسرعة أخد منها الورق بنفسه ، همس اتعدلت واتفاجئت بورقتها مش موجودة وشافت خلود بتدي الورق لسيف فحاولت تشاورله علشان ورقتها وهو قلب في الورق لحد ما شاف ورقتها وعرفها من خطها ، بص لهمس اللي عينيها متعلقين بايديه ومتوترة وحط الورقة في جيبه بهدوء وسلم باقي الورق . 

همس زعقت لخلود بس اعتذرتلها وقالتلها أخدتها بالغلط ، عينيها عليه وخصوصا لما طلع الورقة من جيبه وأخد جنب وبدأ يقرأها بفضول: 


تائهةٌ أنا في عينيك ياحبيبي،، فصرت لا أهوى النفس إلا فيهما،،

حبيبي  أبحث عن العشق بين أمواج بحرك الهادرة ليلًا و نهارًا ،،

تائهةٌ أنا في دروبك السرية التي تسكن عينيك ،، أراني داخل عينيك ياحبيبي ولكني ضائعة بين دروبهما ،،،،

طرقت فؤادي وسكنت وجداني بلا استئذان  ،،،،

حبيبي أنقِذني من الغرق وأنر لي دروبك ولا تترك يديي ،،،

حبيبي نظراتك تثير أنوثتي المغللة بالسلاسل الذهبية و عطرك يجتاحني بلا رحمة ،،

حبيبي تثير غيرتي بضحكتك مع الأخريات وأنا بطبيعتي أنثى أحادية الهوى  ،،

انزع نظارتك ؛ كي أرتوي من أنهار عينيك و أرى اسمي يشع من هوى ضلالهما ،،،

حبيبي قلبي ثار وهاج ويطالبني بك ، يريد هواك لكي يغني ترانيم الفرح ،،، 

همس أنثى تهيم بك عشقًا يا رجلًا ويا سيفًا اختصر كل الرجال بعالمها  ،،


حس بكل كلمة مكتوبة قلب الورقة لظهرها فلقاها كاتبة كلام حبس أنفاسه تمامًا


تأسرني عيناك ، وتسلبني إرادتي،

تأخذني لعالم مخملي بلون الزنبق

عيناك سر سعادتي وهما أيضا سر تعاستي

عيناك بحر أغرق فيهما وما أحلى أن أغرق!

ولكن ....

عيناك تحتجبان عني بنظارتك السوداء

فأشتاق لدفء نظراتك وأحن لورد الزنبق

كيف بالله عليك تخفي عني كنزي ؟

وتمنع عني الإبحار فيهما؟ وبرموشك أتعلق

كم أتمنى على شاطئهما أرسو وبأمواجهما أغرق!

ولكن 

نظارتك سوداء


سيف ضربات قلبه بقت سريعة واتمنى ان كل حرف يكون مكتوبله هو وبس فرفع عينيه وبصلها بعاطفة ورفع نظارته واتقابلت نظراتهم في نظرة طويلة محدش فيهم قادر يقطعها .

همس حست ان أنفاسها بتتخطف بنظراته وانها بتموت ببطء ، ماكانتش عايزة تصرح أبدا بحبها له ومش بالطريقة دي ، قامت جريت وخرجت من الباب الخلفي بسرعة ، لحظات وخرج هو وراها من الباب الأمامي علشان محدش يلاحظ وبص حواليه يدور عليها لحد ما لمحها بتجري وبدون تفكير جري وراها ، دخلت أقرب مبنى في وشها وطلعت تجري على السلالم مش عارفة رايحة فين؟ المهم انها تهرب منه بس هو وراها ، وصلت لحد الممر المفضل بتاعه اللي دايما بيقف فيه وهو لحقها أخيرا ومسك دراعها يوقفها وهو بيلهث: استني هنا مش هجري وراكي كتير .

بصتله وبتنهج : لان نفسك قصير وبيتقطع بسرعة وبتستسلم بسهولة .

بص لعينيها بغيظ : مش هرد عليكي يا همس .

شدت دراعها من ايده بجمود: هات ورقتي لو سمحت ؟

حرك راسه برفض : لا مش هديهالك .

اتنفست بغضب : طيب براحتك .

لسه هتمشي بس مسك دراعها تاني وقربها منه بلهفة : الكلام ده مكتوب لمين يا همس ؟ 

بصت لعينيه وأنفاسها مضطربة من قربه،

ودت وشها بعيد وبتوتر: مكتوبة لواحد غبي ما يستاهلش ولا كلمة فيها .

قرب أكتر منها ومسك دراعها التاني بعاطفة : هو فعلا اتصرف بغباء بس اديله فرصة تانية . 

حاولت تبعد عنه باستنكار : أنا بديله فرص بس مش بياخد باله منها ، أعمله ايه ؟ 

اتنهد برجاء: امسكي ايده قوليله انك هتفضلي جنبه .

بصت لعينيه ببرود: ولو هو اللي رفض يمسك ايدي ؟ 

واجه عينيها بترقب : ساعتها يبقى غبي فعلا ويستاهل انك تسيبيه. 

ساد الصمت للحظات قطعته همس بحيرة: هنعمل ايه ؟ 

ماكانش عايز يفكر في اللحظة دي غير انها قدامه وبس فرد بصدق: مش عارف يا همس بس اللي عارفه اني عايزك جنبي .

اتنهدت باستسلام : أنا جنبك اهو . 

ابتسم بحب : أي حاجة تانية مش مهمة ، انتي شاوري وأنا بين ايديكي .

بصتله بتردد : هو أنا ممكن أعمل حاجة ؟ 

استغرب بس ابتسم بتأكيد : أي حاجة .

اللي عملته كان لا يمكن يتوقعه أبدا ، همس مدت ايدها أخدت النظارة بتاعته وكسرتها نصين وبعدها رجعتهاله ببساطة تحت ذهوله

 بص للنظارة وبصلها بدهشة : انتي مجنونة ؟ انتي عارفة دي بكام ؟ 

آخر شيء كانت تتوقع تسمعه فرددت باستغراب هي كمان : بكام ؟ ده اللي يفرق معاك ؟ طيب آسفة بعد إذنك .

لسه هتمشي بس مسك ايدها فسحبتها بغضب وهو وقفها بغيظ : استني يا بنتي اتهدي بقى شوية .

بصت حواليها : أنا مش عايزة حد يشوفنا كده .

سيف بص حواليه وبعدها : تعالي معايا .

رجعوا لجوا المبنى وراح للمعمل بتاعه فتح الباب بمفتاحه وشاورلها تدخل وهي قلبها بيدق بسرعة ومتوترة ومترددة بس هو شجعها : يا بنتي ادخلي هو أنا هخطفك ؟ 

بصتله بتوتر : لا مش هينفع ممكن حد يجي أو يشوفنا لا مش هينفع أدخل .

بصلها باستنكار : همس المعمل الوقت ده محدش بيجي فيه ده غير انه مفتاحه معايا أنا بس فمحدش هيجي هنا ، وبعدين هما دقيقتين ونخرج هو أنا بقولك هنبات هنا ؟ 

دخلت بتردد وهو قفل الباب وبصلها بابتسامة فحاولت تهرب من حصاره بتوتر : هتعمل ايه في خطيبتك ؟ 

كشر لان ده آخر شيء عايز يفكر فيه الوقت ده فقرب منها مسك دراعها وبترجي : ينفع ما نتكلمش عنها ؟ - كانت هتعترض بس حط صباعه على شفايفها وكمل برجاء- النهارده بس ، هشوف حل بس النهارده خليني أستمتع انك معايا ، انتي مش متخيلة أنا مستني اللحظة اللي نتكلم فيها أنا وانتي براحتنا من امتى ؟

بصت للأرض بحرج : خلاص النهارده إجازة مش هتكلم عنها .

قرب منها أكتر ورفع وشها تواجهه بلهفة: عايز أسمعها منك يا همس .

سألته بعدم فهم : تسمع ايه ؟ 

بص لشفايفها وهي بتتحرك ورد بعاطفة قوية : أسمع اللي قريته في الورقة دي ، قوليهالي وانتي عينيكي في عينيا .

رجعت خطوة لورا بعيد عنه بعناد : مش هتسمعها دلوقتي أبدا. 

قرب الخطوة دي تاني منها وعاتبها: وأهون عليكي ؟

رجعت خطوة كمان بلوم: زي ما هونت عليك وروحت خطبت غيري .

بص للسقف بغضب : يا بنتي مش اتفقنا بلاش السيرة دي النهارده ؟ 

كشرت غصب عنها وردت بنزق: طيب خلاص مش هتكلم عنها بس ما تطلبش مني حاجة مش هقدر أقدمها وعلى فكرة الحيطة بقت ورايا .

لوهلة مافهمش قصدها بس بعدها ابتسم لأنها بترجع لورا وهو بيقرب فرد بعبث : خلاص بطلي ترجعي لورا .

ردت بغيظ: طيب بطل انت تقرب .

بتحاول تهرب من عينيه ومش عارفة تتنفس وهو قريب منها وهو قرب شفايفه منها وهمسلها بحشرجة: أنا مش بس عايز أقرب يا همس أنا عايزك كلك على بعضك تكوني في حضني .

بصت لعينيه بخجل و وشها قريب جدا من وشه ونظراته واضح فيها شوقه ولهفته وهي كمان عايزة قربه ده وعايزة حضنه وعايزاه كله معاها بس فجأة جت قصاد عينيها صورته مع خطيبته اللي لسه شايفاها من يومين وهي متعلقة في دراعه ، افتكرت ضحكتها ، افتكرت نظراتها . 

بعدت وشها عنه بغضب وهو لاحظ تغيرها ده فرفع وشها له بتساؤل : مالك ؟ فكرتي في ايه ؟ 

بصت لعينيه بقلة حيلة : انت قلت بلاش سيرتها فبلاش تسألني .

بعد عنها وادلها ظهره وكره اللحظة اللي حط دبلة في ايد شذى ، همس قربت منه وحطت ايدها على كتفه وهي وراه بتوضيح: مش عايزة أفضل كل شوية أتكلم عنها بس برضه مش هقدر أكون حبيبتك وهي معاك .

بصلها بسرعة بخوف: قصدك ايه؟ انك مش هتكوني حبيبتي ؟ همس ما تبعديش عني تاني .

بصت لعينيه بوعد : مش هبعد عنك ومش ده قصدي بس مش هقدر أمسك ايدك وانت ايدك فيها دبلة واحدة تانية ؟ مش هقدر أكون في حضنك وحضنك ده لغيري ، زي ما بتطلب مني ما أتكلمش عنها أو أجيب سيرتها انت كمان قدر إحساسي ، قدر اني بموت في كل يوم انت معاها فيه .

مسك دراعاتها الاتنين بصدق: أنا مش معاها ، ولا كنت ولا هكون معاها .

حركت راسها برفض : هي خطيبتك .

نفى بتوضيح: لا لا يا همس ، أنا من يوم ما خطبتها عمرنا ما خرجنا مع بعض أو اتكلمنا في الفون مثلا أو أي حاجة من دي.

نظراتها مش مصدقاه فاستنكرت : وصوركم اللي كانت من كام يوم ؟ دي ايه ؟ مش كنتوا مع بعض ؟

وضحلها : لا يا حبيبتي ، دي كانت أول مرة نخرج مع بعض - كانت هتعترض بس كمل بسرعة- من ساعة ما اتخطبنا وهي عايزة تعرفني على زمايلها وأصحابها وأنا على طول برفض بس اليوم ده قالت ان في حفلة في النادي ولازم أكون موجود ، همس علاقتي بشذى مش علاقة خطوبة عادية ، احنا زي واجهات اجتماعية مناسبة لبعض مش أكتر .

بصتله والجملة دي ضايقتها : قصدك ايه ؟ 

اتنهد وبصلها : قصدي اني بالنسبة لشذى دكتور جامعي مهندس وصغير في السن وغني ، فواجهة اجتماعية مناسبة ليها ، لكن مش حب وعاطفة ومشاعر لا بدليل ان شوفي مخطوبين من امتى ودي كانت أول مرة نخرج مع بعض ولسبب محدد مش لأننا عايزين ده . 

حاولت تتقبل كلامه وتتقبل فكرة خطوبته بس برضه مش قادرة وهو حس بترددها ده فرفع وشها يشوف عينيها : بطلي تفكري كتير كده أو فكري بصوت عالي معايا يا همس .

اتمنت لو تحضنه أو تقرب منه أو بس تحط راسها على كتفه وده ظهر في عينيها فابتسم وحاول يطمنها فوعدها: أوعدك يا همس انك انتي وبس اللي بحبها ومش هحب غيرها وهحاول على قد ما أقدر أخلص من المشاكل اللي أنا فيها دي بسرعة .

ابتسمت بتمني : ياريت يا سيف .

ابتسم بسعادة : يااااه أخيرا نطقتي اسمي ؟

كشرت بحرج : على فكرة أنا قلته قبل كده . 

فكرها بمرح: أيوة قلتيه بس كنتي بتتخانقي معايا ساعتها ولا نسيتي ؟ أقصد انك المرة دي قلتيه زي ما أنا عايز أسمعه. 

اتحرجت من نظراته وحاولت تهرب بتوتر: هتسمعه كتير بس ينفع دلوقتي نرجع للندوة اللي هربنا منها ؟ 

مسك دراعها وقفها بلهفة : ما تيجي نخرج نتغدى برا أو نروح أي مكان ؟ 

ماكانتش لسه مستعدة تاخد الخطوة دي معاه فاعتذرت بهدوء : خليها وقت تاني ودلوقتي نرجع للندوة أصحابي كلهم هيقلقوا عليا . 

وافقها المرة دي وما رضيش يضغط عليها على الأقل لحد ما يخلص من الربطة اللي هو فيها .

خرجوا وماشيين جنب بعض ومرة واحدة بصلها بتوضيح : على فكرة ايدي مافيهاش دبلة حد تاني .

بصت لايده اللي كانت فاضية واستغربت ازاي ما لاحظتش ولا مرة انه مش لابس دبلة ؟

سيف فوقها بمشاكسة : بقول مش لابس ها؟

بصت لقدامها بتكبر : مجازيا انت لابس مش مهم المعنى الحرفي . 

ردد بهزار : نصابة ، انتي نصابة كبيرة . 


دخل كل واحد من ناحية وهي قعدت جنب أصحابها اللي فضلوا يسألوا فيها كتير وهي مش بترد بس عينيها على سيف اللي ابتسم وبعدها طلع نظارته بس ابتسم أكتر لما لقاها مكسورة نصين وبصلها بعتاب مرح وهي ضحكت وحاولت ما تظهرش ضحكها ده بس أصحابها لاحظوا وخلود سألتها : نظارته مكسورة نصين ليه ؟ 

ابتسمت وبصتلها ببساطة : علشان ما يلبسهاش تاني وهو قدامي .

هالة قربت منهم بفضول: انتوا اتصالحتوا يا همس ؟ سامحتيه ؟ 

بصتلها بارتياح : اه سامحته ، أخيرا بقينا مع بعض . 

خلود فكرتها : لا مش مع بعض يا همس طالما لسه في الظلام وفي واحدة تانية في ايده .

كشرت وبصتلها : وعدني هيخلص منها بسرعة .

حذرتها خلود : يبقى من هنا لحد ما يخلص منها نحط حدود في التعامل لأنه ممكن فعلا ما يقدرش ، الطبقة دي يا همس مصالحها وشغلها أهم من عواطفها بكتير . 

همس اتنهدت بقلق وخوف لأنها خايفة فعلا انه ما يقدرش ينفذ وعوده ليها . 

سيف خرج من الكلية بس بعد ما كان رايح للفندق غير اتجاهه وراح بيت أبوه . 

دخل وكلهم قاموا يستقبلوه ومامته تحضن فيه وتبوسه وأخته كمان وهو عينيه على أبوه اللي قاعد مكانه ما اتهزش حتى وساعتها فكر يخرج بدون ما يتكلم بس علشان خاطر همس هيحاول مرة أخيرة قبل ما يبيع الكل بجد .

سلوى ماسكة دراعه بحب : أخيرا هترجع البيت يا قلبي ؟

ابتسم وبصلها : أنا آسف يا ست الكل بس لا مش راجع أنا بس عايز أتكلم معاه شوية . 

بصت لجوزها وبصتله بتوتر : بالراحة على أبوك يا سيف علشان خاطري هو بقاله فترة تعبان بس بيكابر وانت عارف انه بيكابر وبس .

هز دماغه وراح وقف قصاده بهدوء : عايز أتكلم معاك شوية لو سمحت .

أبوه رفع عينيه يبصله ببرود: خير ؟

سيف تماسك قدام برود أبوه : لوحدنا ياريت ، تعال ندخل المكتب .

قام معاه ودخلوا وقعدوا قصاد بعض وسيف قبل ما يتكلم أبوه قاطعه بحزم : لو هتتكلم عن فسخ الخطوبة فـــوفر مناهدتك ليا رأيي ما اتغيرش بعد ما سيبتلي البيت والشركة .

سيف اتنرفز قبل ما يتكلم حتى ورد: يعني ايه ؟ كل ده علشان بحترمك ومش عايز أصغرك قدامهم ومستني موافقتك ؟ 

عز زعق هو كمان : وأنا مش موافق ومش هوافق ولا النهارده ولا بكرا ولا بعد مية سنة - سكت واتراجع وهدي وكمل برجاء - سيف أرجوك .

زعق بغضب : لا ما ترجونيش ، أنا تعبت من العلاقة دي وتعبت من التمثيلية دي وانت كل اللي فارق معاك هو الشغل وبس ، ملعون أبو الشغل اللي يخلي الواحد عايش بالشكل ده ، أنا مش فاهم هو الواحد بيشتغل علشان يعيش مبسوط وحياة كريمة؟ ولا علشان يعيش مذلول ؟ فلو انت قابل تعيش مذلول لشغلك أنا آسف مش هقدر والنهارده هروح لوحدي وأنهي المهزلة دي .

جه يخرج بس أبوه وقفه بترجي : سيف أرجوك .

بصله بجمود :ما ترجونيش آسف .

اتحرك وكان هيخرج بس سمع صوت دربكة بص وراه لقى أبوه واقع على الأرض فجري عليه بسرعة بخوف وبينادي على أمه وأخته وبيحاول يفوقه بس للأسف مش بيفوق ، طلبوا الإسعاف اللي وصلت وأخدته وأخيرا وصلوا المستشفى و قعد سيف مع أمه وأخته في انتظار خروج الدكاترة يطمنوهم عليه بس سيف لاحظ نظرات اللوم والعتاب في عيون مامته و دعا ان أبوه يقوم بالسلامة لأنه مش هيتحمل ذنب زي ده أبدا . 


سلوى بصت لابنها بعتاب : حصل ايه يا سيف ؟ مش قلتلك بالراحة عليه هو تعبان ؟ 

بصلها باستنكار انها بتغلطه هو : أمي أنا مستمر في علاقة غصب عني ومحترمه ولحد اللحظة دي مارضيتش أكسر كلامه وأروح أفسخ الخطوبة دي من وراه ، ما تقدروا موقفي شوية وتقدروا ان دي حياتي اللي هو بيتدخل فيها بالشكل ده وبدون سبب !

سلوى اتنرفزت: يعني علشان حياتك تقتله بعنادك وخناقك معاه ؟ 

سيف وقف وبصلها بصدمة:  أقتله ؟ لما أقولكم اني عايز أختار شريكة حياتي أبقى بقتله يا أمي ؟ بصراحة مش هتكلم دلوقتي لان ده مش وقته ، يقوم بالسلامة ونطمن عليه وأوعدك مش هتشوفوا وشي تاني واعملي انتي كمان زي ماهو قال واعتبروني ميت .

بعد خطوة بس أخته مسكت دراعه ودموعها نازلة : أرجوك خليك ما تمشيش تاني .

بصلها ومسح دموعها : مش همشي يا آية هروح أشوف الدكاترة اتأخروا ليه وأحاول أعرف أخباره 

سابها وبعد يحاول يطمن عليه ويدعي ربنا ان أبوه يقوم بالسلامة لانهم من دلوقتي بيتهموه بتعبه .

الدكتور خرج أخيرا وقالهم انه عنده جلطة وحالته صعبة ولازم يبعدوا عنه أي إجهاد أو تعب وسلوى بصت لابنها تعاتبه بعينيها . 

فضلوا جنبه الليل كله مستنيينه يفوق .


الصبح ميعاد محاضرة همس دخل عم سعيد واعتذر عن المحاضرة لسيف والبنات بصوا لهمس وهالة سألتها : مجاش ليه يا همس؟ ده أول مرة يعملها !

همس هزت كتافها بحيرة: مش عارفة هتصل بيه أطمن عليه .

طلعت موبايلها ورنت عليه ، في الوقت ده كان نايم على الكرسي برا أوضة أبوه وأول ما موبايله رن اتعدل وابتسم أول ما شاف اسمها ورد عليها بصوت نعسان وهي أول ما سمعت صوته شهقت بدهشة : بقى انت غايب علشان نايم ؟ اخص عليك بجد ، من أولها كده ؟

ابتسم بتعب وبيدلك رقبته : نايم ايه بس يا همس ؟

اعترضت : صوتك نايم تنكر ؟ 

ابتسم وقام يتمشى شوية : نمت فعلا على الكرسي وأنا قاعد غصب عني . 

استغربت ورددت : على الكرسي ؟ ليه انت فين ؟ 

اتنهد بتعب : في المستشفى يا همس .

شهقت بخوف عليه : ليه مين تعبان ؟ 

جاوبها بضيق وخنقة : أبويا تعبان وجتله جلطة وكلنا معاه من امبارح بالليل .

همس مش عارفة تقوله ايه ؟ أو تعمل ايه في الموقف ده؟ فردت بعفوية: إن شاء الله هيكون كويس يا حبيبي ما تقلقش عليه ، بس هو كان تعبان يعني ولا ايه اللي حصل ؟ 

ماكانش عارف يفرح من كلمة حبيبي اللي أول مرة يسمعها ؟ ولا يتضايق انه بيسمعها في ظرف زي ده ؟ اتنهد بتعب : امبارح روحت عندهم البيت ، انتي عارفة اني سايب البيت من فترة فروحت أتكلم معاه علشان موضوع فسخ الخطوبة واتخانقنا مع بعض كعادتنا بس المرة دي وقع من طوله وجيبته المستشفى واتفاجئت بموضوع الجلطة ده وأمي بتتهمني اني السبب فيها وان أنا اللي بزعله ، ازاي أنا السبب وهما اللي بيدمروني بتصرفاتهم واهتماماتهم الغريبة ؟ 

همس سكتت لانها مش عارفة تقوله ايه ؟ تقوله انه مش غلطان انه يتخانق مع أبوه علشانها ؟ ولا تقوله اسمع كلامه ويسيبها ؟ 

سيف لاحظ صمتها فحاول يطمنها : همس ؟ مش عايزك تقلقي أنا بحبك انتي وبس ومهما يحصل مش هحب غيرك أبدا ، اطمني.

اتنهدت بارتياح نوعا ما : هشوفك امتى ؟ 

اتمنى لو ينزلها دلوقتي يشوفها بس ما ينفعش : أول ما أقدر أتحرك من هنا هكلمك وأشوفك .

قفل معاها ودخل أوضة أبوه وبص لمامته اللي قاعدة جنبه ماسكة ايده وسألها : أخباره ايه ؟ ما فاقش لسه ؟ 

مسحت دموعها وبدون ما تبصله : وانت عايزه يفوق يا سيف ؟ 

بصلها باستنكار : انتي ايه اللي بتقوليه ده ؟ انتي واعية لمعنى كلامك ؟ لعلمك أنا مش زيكم أبدا ، أنا اه مختلف معاه بس ده مش معناه اني مش بحبه أو اني ممكن أعمل زيه وأعتبره ميت لو ما نفذليش رغباتي زي ماهو بيهددني ويخيرني .

بصتله و وقفت بجدية : طيب ما تختار عيلتك بدل أنانيتك دي ؟

حرك راسه برفض : أنانيتي أنا ؟ انتي بتقوليلي أنا الكلام ده يا أمي ؟ أناني ليه ها ؟ ومين فينا اللي أناني ؟ لو فسخت خطوبتي ايه اللي هيحصل ؟ أقولك أنا ؟ المشروع اللي مع عصام المحلاوي هينتهي بس كده ، لكن لو كملت في الخطوبة دي حياتي أنا وسعادتي اللي هتنتهي ده مالوش تمن عندكم ؟ مين فينا اللي أناني يا أمي ؟ اللي بيهتم بمشاريعه وشغله على حساب حياة ابنه ولا اللي بس بيطالب بأبسط حقوقه انه يعيش مع إنسانة من اختياره ؟ 

أمه هترد بس قاطعها صوت عز اللي فاق ورد بتعب : سلوى .


مسكت ايده وباستها بلهفة: حبيبي انت بخير ؟ طمني عليك ، حاسس بايه ؟ 

عز بيتكلم بالعافية : أنا بخير ، سيف قرب مني .

سيف قرب من أبوه مع نظرات الحذر من والدته اللي خايفة يكملوا خناقهم ، أبوه مسك ايده وضغط عليها وابتسم بإرهاق : هفسخ خطوبتك أنا ما يهمنيش غير سعادتك انت وبس .

سيف استغرب بس حس ان قلبه بيتنطط من الفرحة ، باس ايد أبوه : قوم بالسلامة الأول وبعدها نتكلم .

أبوه شد على ايده برجاء : ارجع البيت طيب .

سيف استغرب موقف أبوه بس ابتسم : ممكن تبطل كلام وترتاح دلوقتي ونتكلم بعدين ؟

آية دخلت ومعاها فطار وابتسمت أول ما شافت أبوها وأخوها ماسكين ايدين بعض ودخلت بسرعة : بابا الحمد لله انك فوقت ، موتنا من القلق عليك .

الدكتور جه يطمئن عليه ويطمنهم انه بدأ يخرج من دايرة الخطر بس يهتموا بصحته ونفسيته أكتر من كده . 

سيف بعد ما اطمن على أبوه قرر يروح يشوف همسته واستغل فرصة ان الكل نايم وقت الظهرية فكلمها : انتي فين يا همس ؟ 

ردت عليه مستغربة : لسه خارجة من السكشن ليه ؟ 

ابتسم : طيب اطلعي مكان ما شوفتيني قاعد على الرصيف. 

ابتسمت وقلبها بيدق بسرعة : انت برا بجد ؟ ثواني وجاية.

خلود وقفتها : بتكلمي مين ورايحة فين ؟ 

همس بصتلها بسعادة : سيف برا، هروح أشوفه روحوا انتوا وأنا هحصلكم .

هالة مسكت دراعها : خلينا نستناكي نروح كلنا مع بعض؟ 

همس نفت بسرعة : لا لا روحوا انتوا وأنا شوية وهحصلكم . 

سابتهم وجريت وما وقفتش لحد ما وصلت عنده كان ساند على عربيته وأول ما لمحها ابتسم ، قربت منه بابتسامة ، وقفت قصاده ساكتة وهو بيبصلها باشتياق ، مش عايز أكتر من انها تفضل قدام عينيه .

همس تأملته لأول مرة ولاحظت ان دقنه طويلة ودي كانت أول مرة تشوفه كده بس عجبها كده .

انتبهت على صوته : طمنيني عليكي أخبارك ايه ؟ 

ابتسمت بخجل: انت اللي طمني باباك عامل ايه دلوقتي ؟ 

ابتسم : كويس الحمد لله ، فاق والدكاترة طمنونا عليه .

هزت دماغها بسعادة : الحمد لله ، على فكرة أخويا نادر دكتور قلب وشاطر جدا .

ابتسم : بجد ؟ طيب كويس نبقى نروح نزوره ونطمن أكتر بعد ما بابا يخرج من المستشفى ، هو عيادته فين ؟

ردت بتوضيح : لا مش هنا في المنصورة ، بعيدة عليكم شوية .

بص لعينيها : مش بعيدة وبعدين كده كده هنروح المنصورة لما أقابل أهلك .

ابتسامة بلهاء اترسمت على وشها : تروح لأهلي ؟ ليه ؟ 

ابتسم لابتسامتها : هيكون ليه ؟ أطلب ايدك يا همس ولا مش عايزة نرتبط بشكل رسمي ونمشي ايدينا في ايدين بعض بدل ما بنخطف الكلمة كده ؟ 

حركت راسها مش مصدقة كلامه : طيب وخطيبتك ؟ وباباك ؟ و ......

قاطعها بابتسامة : هفسخ خطوبتي خلاص يا همس ، أبويا وافق أخيرا .

همس اتنططت وافتكر لما محمود وراها الخاتم واتنططت بنفس الطريقة دي فمسك دراعها وقفها بغيظ : يا بنتي اهدي بعدين ليه بتتنططي كده ؟ وليه اتنططتي يوم محمود لما وراكي الخاتم ؟ 

كشرت للذكرى دي واتنهدت : محمود يا سيف جارنا من ساعة ما فتحت عينيا على الدنيا ، زي نادر أخويا كده بالظبط وزادت علاقتنا بعد ما دخلت الكلية لأن هو كان مش بس جاري ومعرفة كان أستاذي بحكم انه أكبر مني ويمكن هو السبب اني بطلع الأولى ، كمان أنا عارفة بحبه لمنى من أكتر من ٣ سنين ، عشت خناقاتهم وحبهم وبعدهم وتعبها وقت سفره وأخيرا جه اليوم اللي قصة الحب دي هتشوف النور ، كنت فرحانة طبعا .

اتنهد بحزن : ما تتخيليش انتي اليوم ده عملتي فيا ايه ؟ 

سألته بفضول : عملت ايه ؟ ازاي ماحسيتش بحبي ليك ؟ 

بص لعينيها ورد: حسيت بس عينيا كدبتني ، كنتي طول الوقت معاه ، كان بيوريكي خاتم خطوبة عايزاني أفهم ايه يا همس ؟ مش عايز أفتكر اليوم ده بالذات ، المهم دلوقتي اننا مع بعض والكابوس ده هينتهي أخيرا .

ابتسمت ومش مصدقة : بجد هينتهي يا سيف ؟ هنقدر نكون مع بعض في النور ؟ 

طمنها وبعدها سند على عربيته وحست هي انه تعبان أو مرهق فاقترحت : سيف روح البيت نام شوية .

بصلها باستغراب : وأضيع فرصة اني أشوفك وأفضل معاكي شوية ؟ انتي مش متخيلة أنا مستني من امتى أتكلم معاكي وأشوفك براحتي ؟ 

كانت فرحانة بكلامه ومبتسمة بس برضه قلقانة عليه ، لو يعرف هي بتحبه اد ايه ؟ : سيف انت شكلك تعبان فعلا ، روح ارتاح وبكرا نتقابل .

نفى بهزة من راسه : لا يا حبيبتي ، خلينا مع بعض ، لو عايزة تريحيني تعالي نشوف أي مكان ناكل فيه أنا ميت من الجوع وتقريبا بقالي يومين ما أكلتش .

وافقت بتردد بس عايزاه ياكل ويسترد نشاطه شوية ، شاور على عربيته وفتحلها الباب : اركبي طيب .

ركبت واستقرت مكانها وهو لف قعد مكانه وبصلها مبتسم : عندك مكان معين نروحه ؟ 

فكرت لحظات وبعدها ابتسمت ببراءة : أي مكان فيه شاورما .

ضحك وبيحرك دماغه مش مصدق : يادي حبك للشاورما ! طيب غيري ما انتي بتاكليها كل يوم في الكلية .

هزت كتافها بحيرة : طيب اختار انت بقى ، شوف عايز تاكل ايه ؟ 

دور عربيته واتحرك و وقف قدام مطعم شكله عجب همس من برا وبصتله : شكله حلو .

ابتسم بموافقة : وهيعجبك من جوا أكتر ، تعالي .

نزلت وهما داخلين مد ايده ليها وهي بصتله بتردد بس شبكت ايديها ورا ظهرها وابتسمتله بخجل وبعدها بصت للأرض ، ففهم انها مكسوفة ورافضة واحترم رفضها رغم انه رافضه ، وقرر ان الصبر أفضل فلازم يصبر لغاية ما تبقى ايدها في ايده على طول ، فمد ايده قدامها بحركة مسرحية ان اتفضلي فضحكت ، اتنهد بارتياح على الأقل هي جنبه ومعاه دلوقتي ، دخلوا مع بعض وهي حاسة ان الدنيا كلها ملكها وهي معاه . 

الجرسون استقبلهم وشكله يعرف سيف كويس : سيف باشا اتفضل .

قعدهم على ترابيزة هادية و واقف مستني طلباتهم فسيف بصله : بص أنا واقع من الجوع ظبطلي حاجة على ذوقك وبسرعة .

الجرسون ابتسم وشاور على عينيه : في دقايق يا باشا.

اختفى وهمس راقبته لحد ما بعد وبصتله بتساؤل: انت بتيجي هنا كتير ؟ 

وافقها : اه ، من ساعة ما سيبت البيت باجي أتغدى هنا كتير وبقيت معروف هنا ، المهم احكيلي عنك يا همس ، عايز أعرف كل حاجة عنك ، مش عايز أتفاجئ بحاجة بعد كده .

ابتسمت وفكرت شوية تبدأ منين ؟ بعدها بدأت تكلمه عن بيتها واخواتها وقالتله ان أختها اتخطبت جديد وهو بيسمعها باستمتاع لمجرد انه بيسمع صوتها وشايفها قدامه . 

اتغدوا مع بعض في جو هادي بعدها سيف موبايله رن وكانت مامته فبص لهمس اللي شاورتله يرد ورد، كانت قلقانة عليه فبلغها انه خرج يجيب غدا ليهم ومش هيتأخر ، قفل وبص لهمس اللي عرفت ان وقتها خلص خلاص وهو لازم يروح لعيلته فاتنهدت : هتيجي بكرا ؟ 

ماكانش عارف ظروفه هتكون ايه؟ فبصلها بحيرة: مش عارف بس هحاول أشوفك . 

خرجوا وركبوا عربيته بعد ما أخد أكل لأهله  ، حرك عربيته وهي ساكتة ومستمتعة بوجودها جنبه ، بصتله : سيف انت هتتأخر كده عليهم ؟ 

بصلها مش عايز هو كمان يسيبها : هوصلك وأروحلهم على طول .

اقترحت : طيب نزلني آخد تاكسي وانت ......

قاطعها بنظرة صارمة فسكتت واتنهدت باستسلام لحد ما وصلها لمكانها وركن بعيد زي المرة اللي فاتت وقفل عربيته وبصلها : خلي بالك من نفسك ومن مذاكرتك وكلميني كل شوية .

ابتسمت بحرج : كل ما تقابلني مسألة غلسة هكلمك.

ابتسم باتساع : موافق يا ستي بس مش كل كلامك يكون مسائل غلسة .

اتقابلت نظراتهم والاتنين مش مصدقين انهم ممكن يكونوا مع بعض بدون قيود وان ممكن الدنيا تبتسملهم .

همس همست : سيف المفروض أنزل .

سيف ابتسم : انزلي .

هربت من عينيه اللي محاصراها : طيب افتح العربية .

ضغط بايده على الدريكسيون علشان ما يتهورش وبص لعينيها اللي بتحاول تهرب بيهم منه وهمسلها : همس - بصتله وكمل بحب- أنا بحبك يا همس ، بحبك فوق ما تتخيلي .

لقت نفسها بتبتسم وبتقوله بتلقائية خطفت قلبه: وأنا بحبك يا سيف ، بحبك لدرجة بتوجع قلبي ، بحبك من أول يوم خبطتك فيه ، ماكنتش عايزة أعترف بده بس مش قادرة أنكر حبك أكتر من كده .

مد ايده بعد شعرها عن وشها و احتفظ بخصلة لفها على صباعه بوله: وأنا عشقتك من يومها وخليتيني زي العيل اللي بيعمل حجج ومواقف علشان بس أشوفك أو أتكلم معاكي . 

غمضت عينيها من سحر اللحظة وكلامه وهمست باسمه بعاطفة : سيف .


أنفاسه بتتخطف لما بتنطق اسمه بالطريقة دي ، قرب منها زي المسحور ، شدها وحط ايده على رقبتها بيقربها منه أكتر ولسه هيقرب من شفايفها يطفي ناره لقاها بتنادي اسمه بتوتر 

فاق من تخيلاته لقاها بترجع لورا بظهرها وبعدت عنه أول ما حست انه ممكن يتهور وهي مش هتقبل ده ، اتفاجئ بحركتها واستغربها وانتبه انه قرب منها بالراحة وبقى قصادها تماما علشان كدا هي بترجع لورا وبتنبهه

 لعن في سره شذى وأبوها والبيزنس والفلوس ، جه يعتذر ويوضح موقفه  بس موبايله رن وده فوقه فبعد و اتنهد ولقى والدته اللي بتكلمه تاني فهمس ابتسمت : روحلهم انت اتأخرت وابقى طمني على باباك .

فتحت العربية ونزلت بدون ما تضيف حرف وجريت لحد ما دخلت جوا ساعتها بس أخدت نفسها وحطت ايدها على قلبها تطمنه ، معقول كان هيبوسها ؟ ازاي هو يعمل كدا أو يفكر بده حتى ؟ والأهم ازاي هي بتفقد عقلها وروحها وكيانها معاه ؟ فين همس وفين تربيتها وفين أخلاقها ؟  سيف مؤشر خطر جدا وهي لازم تنتبه أكتر من كده ، لازم تحط حدود بينهم وما تفقدش نفسها بالشكل ده معاه .


أما سيف رجع المستشفى ودخل أوضة أبوه بس اتفاجئ بشذى وعيلتها وأول ما شافته قامت بسرعة وضمته : حبيبي مش كنت تقولي ؟ يعني ازاي أعرف من بابا مش منك انت ؟ بقى أنا شغالة هنا في المستشفى دي وأعرف من بابا ؟ 

بصلها بضيق ونفور وبعدها عنه وبص لأبوه اللي الحزن مالي ملامحه وبص لأمه اللي ودت وشها بعيد عنه بغضب وقرر انه يستنى لحد ما أبوه يخرج من هنا واضطر يكمل دوره كخطيب لشذى لحد ما تنتهي زيارتهم ويمشوا .


بدر طلب من خاطر انه يقابلهم ويشوفوا كام شقة معاه السمسار قاله عليهم فخاطر وافق ، عدى عليهم ياخدهم ، واستناهم تحت البيت ، أول ما نزلوا نزل من عربيته يستقبلهم ، خاطر بعدها رايح لعربيته بس بدر وقفه : عمي ما كفاية عربية واحدة ولا ايه ؟ 

خاطر بص لمراته اللي هزت راسها بموافقة فراحوا كلهم عربيته وركبوا معاه واتحركوا يشوفوا الشقق اللي السمسار جايبهالهم ، كل ما بيدخلوا شقة مش بتعجبهم وهند بتشاور لبدر انها مش عاجباها أو ما تعجبش أمها أو أبوها، بدر بص للسمسار بلوم : بقى دي الشقق الحلوة يا عم صديق ؟ حرام عليك والله .

صديق بصله : أنا مخلي الحلو للآخر يا أستاذ بدر .

بدر كشر : آخر ايه وأول ايه ؟ ما تورينا شقق عدلة نعرف نختار منهم .

صديق أخدهم لعمارة جديدة والعمارة مبدئيا عجبتهم لأنها قريبة منهم ، دخلوا معاه و وراهم الشقق الفاضية فيها وأخيرا عجبتهم شقة فيها ، بدر بص لهند بابتسامة : ها يا هند نتوكل على الله في الشقة دي ؟ 

هند ابتسمت بحرج : اه حلوة الشقة دي - بصت لأنس - أنوس ايه رأيك انت أهم واحد ؟ 

أنس ابتسم بفرحة: أنا كمان عجبتني - بص لأبوه- حلوة يا بابا ناخدها وأحلى من شقتنا وأكبر منها .

فضل يدخل الأوض لحد ما شاور على أوضة بحماس : دي أكبر أوضة دي أوضتي أنا .

أبوه ابتسم وراح وراه : دي الأوضة الماستر يا حاج أنس دي أوضة هنود .

أنس بعد ما كان هيعترض ابتسم : هند ماشي بس انت فين أوضتك بقى ؟ 

هند اتحرجت وبعدت شوية وبدر بص لابنه بحيرة مش عارف يقوله ايه؟ بس لازم يكون واضح معاه : هند وأنا اوضتنا واحدة يا أنس ، مش هنتجوز أنا وهي؟ فطبيعي يكون مكانها معايا .

أنس بصله شوية وبعدها ضحك : أنا عارف وبشتغلك على فكرة أنا مش صغير .

أبوه بصله بغيظ وتوعد بس بعدها لقى خاطر وفاتن بيضحكوا فضحك معاهم : الولد ده هيجنني ، المهم يا عمي ايه رأيك ؟ نخلص فيها خلاص ؟ 

خاطر رفع ايديه : يا ابني دي حياتكم انت وهند ولو عاجباكم توكلوا على الله .

بدر بص لهند اللي بتتابع من بعيد وشاورتله انها عاجباها فنزل هو وخاطر يتكلموا مع صاحب البيت .

أخيرا خلصت أهم خطوة وهي اختيار الشقة وبعدها بدأ هو وهند في اختيار ألوانها وتجديدها و فرشها مع بعض .

أنس طلب يروح يزور جدته فبدر أخده وراحوا يقضوا كام يوم . 

أمه عزمت اخواته البنات وأجوازهم و قضوا يوم حلو واكتشف بدر ان عيلته واحشاه وخصوصا انهم مش بيتخانقوا معاه أخيرا وبيقضوا وقت حلو زي أي عيلة لما بتتجمع ، بدر راح يشوف شقته القديمة وبيته ويطمئن عليه وهناك كلم هند وقالها انه بيفكر يبيع البيت كله بس هند رفضت وقالتله خليه واهو مأجره وبيجيب دخل كويس فليه يبيعه ؟

بدر كان عايز ينهي كل ذكرياته القديمة بس طالما هند مش فارق معاها فخلاص خليه مش هيضر بالعكس الإيجار بتاعه بيجيب مبلغ كويس جدا .

أنس بيلعب في البيت مع ولاد عماته ومبسوط ان أخيرا باباه هيتجوز ويكون عنده أم زيهم وبيتخيل لما يتجوزوا وهند تيجي معاهم هنا .

داخل عند جدته اللي كانت مع بناتها وقبل ما يدخل سمع جملة ثبتته مكانه وحس انه بيتنفس بالعافية واتفاجئ ان دموعه نزلت واتصدم صدمة عمره .

هدى بتسأل مامتها : هو بدر مش هيقول لأنس عن مامته انها عايشة ؟ 


ونكمل بكرة 


تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close