القائمة الرئيسية

الصفحات

حكاوي_قلب❤ الفصل_الثاني والتالت والرابع والخامس ندا_حسن كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات



 حكاوي_قلب❤

الفصل_الثاني والتالت والرابع والخامس 

ندا_حسن

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

في كلية الهندسة بالقاهرة


في كافيتريا الجامعة تجلس ندا وفريدة في يد كل منهما كوب نسكافيه تحدثت ندا موجهه حديثها لفريدة متسائلة باستغراب : هو أنتِ مشُفتيش ياسر النهاردة


أجابتها فريدة بالنفي : لا... تلاقيه لسه مجاش


فقالت ندا باستغراب : غريبة


ردت عليها فريدة بعد أن أنزلت كوب النسكافيه من على شفتيها : هي ايه اللي غريبة


تحدثت ندا وهي تزيح خصلات شعرها خلف أذنها : يعني أصله كان بيستنى اليوم اللي اجي فيه بدري علشان نقدر نقعد مع بعض


صاحت فريدة بهدوء قائلة : ممكن الطريق زحمة ...أو مش جاي


قالت ندا وهي تلوي شفتيها : ممكن...يلا بينا علشان منتأخرش


فريدة : يلا


نهضوا متوجهين إلى مبنى قاعة المحاضرات وأثناء سيرهم تحدثت فريدة متسائلة : ندا هو مين اللي جابك


صاحت ندا قائلة بخبث : عمو عصام...ليه هو فيه حاجه


فريدة بهدوء : لا مفيش بسأل بس


هتفت ندا ضاحكة بسخرية : اممم يعني مش بتسألي على جاسر مثلًا


صاحت فريدة بانزعاج من سخرية ندا لها : لا مبسألش وبطلي رخامة


ضحكت ندا بخفوت ثم قالت : ماشي 


ثم دخلوا إلى قاعة المحاضرات لبدء دروسهم 


_________________________


يجلس على مكتبه وفي يده فنجان قهوة يرتشف منه بينما تدخل بهدوء إلى المكتب سكرتيرته بعد أن أذن لها 


* السكرتيرة جين : تبذل كل ما في وسعها للإيقاع بحازم فهو فارس أحلام كل فتاة ولما لا فهو يملك من الشركات ويملك من الأموال الكثير والكثير غير وسامته ولكن حازم يعلم كل ما في نيتها ولا يعطي لها إهتمام


تحدثت جين بمياعة بعد أن دلفت إليه : نعم سيدي


تحدث حازم بجدية ولم يرفع عينيه إليها : من فضلك جين احضري لي ملف الصفقة الجديدة


ردت عليه بإيجاب مُبتسمة : أوامرك سيدي


فقال لها حازم بجدية مرة أخرى : أرسلي وليد على الفور


أجابته قائلة بدلال مزيف : اوكي سيدي


ظل حازم بعض الوقت يجلس وهو يرتشف القهوة حتى دلف من باب المكتب شاب في مثل عمره 


قال وليد بابتسامة : ماذا تريد أيها الوحش


صاح حازم بجدية : قولتلك ميت مرة خبط قبل ما تدخل وكمان خمسين مرة لما نبقى لوحدنا كلمني عربي 


هتف وليد بمرح : آسفين يا كبير...عايز ايه بقى


أمسك حازم بذلك الملف الذي أحضرته جين وتحدث بجدية : خد الملف ده أنتَ المسؤول عن الصفقة دي 


أخذه وليد وتحدث بهدوء ومرح معًا : تمام ماشي أي أوامر تانية


أجابه حازم بجدية : لا 


قال وليد وهو يلوي شفتيه : فكها شويه ايه ياعم الرخامة دي... اضحك والنبي وريني كده وأنتَ بتضحك أشوف سنانك بس


 ظل وليد يفعل حركات مضحكة ليبتسم حازم رغم عنه


حازم بهدوء : أمشي يا وليد يلا ورايا شغل


أجاب وليد قائلاً : ماشي


ذهب متوجهاً ناحية الباب ثم استدار مرة أخرى يتحدث بمرح : بقولك ماتيجي معايا النهاردة سهرة زي الفل


قال حازم بتهكم : نسوان بردو


صاح وليد مُجيبًا إياه بهيام : هو فيه أحلى منهم


حازم بجدية : اه طبعاً فيه ويلا أمشي من هنا 


فقال وليد سائلاً إياه : يعني هتيجي 


حازم : لا


وليد ضاحكاً : أحسن... سلام


صاح حازم يرد عليه السلام بتهكم : سلام يا أخويا


تنهد حازم بعد خروج وليد، يشكر الله كثيراً على هذا الصديق الذي رزقة الله إياه في وقت ليس له فيه أحد ليخفف عنه الكثير والكثير بتواجده معه ومرحه الدائم


_________________________


في مكان أقل ما يقال عنه أنه قصر محاط من الخارج بحديقة كبيرة واسعة مليئة بكل أنواع الأشجار ومجلس عائلي كبير وأرجوحة فخمة مزخرفة بأحلى الألوان وفي داخل القصر يوجد أثاث راقي وألوانات المكان رائعة نعم وهل يمكن أن يكون غير ذلك فهو قصر عائلة الرفاعي


 في صاله القصر الفارهة يجلس كبير العائلة


* الجد محمود الرفاعي وكل من أولاده شاكر وسامي وهم أعمام حازم الرفاعي


صاح محمود موجهًا حديثه لابنه سامي بنبرة ثابتة وقوية


 : ايه يا سامي معتش بتدور على ابن أخوك كامل الله يرحمه ليه 


قال له سامي بصدق : والله يا حج أنا كلمته كتير وقولتله يرجع بس هو اللي رافض 


صاح شاكر منزعجًا : ما خلاص يا حج سيبه وبعدين اللي عنده مش قليل ده ليه اسم وإمبراطورية بره البلد تهز شنبات


لم يكن شاكر يريد لحازم العودة إلى أراضيه مرة أخرى فهو كان يرى أن حازم يملك الكثير وليس بحاجه لمال، أراد أن ينقسم الميراث على اثنين فقط


قال محمود بهدوء : عنده ولا معندوش ده حقه وحق أبوه


أردف سامي قائلاً : عندك حق يا حج


استكمل سامي حديثه موجهًا إياه إلى شاكر : يا شاكر هو حقه ولازم ياخده 


وجه محمود حديثه لسامي بنبرة حزينة : كلمه يا سامي تاني وقوله إن أنا عايز أشوفه


أجاب سامي قائلاً : هحاول يا حج 


صاح شاكر مرة أخرى مستنكراً : أنا عايز أفهم بس أنتَ قولتله على موضوع سارة 


رد عليه سامي بهدوء وتأكيد : طبعًا قولتله وهو قال إنه مش بيفكر في الجواز دلوقت وإن عنده حاجات أهم 


صاح شاكر باستغراب : يعني رفض سارة بنتي... أبوه قبل كدا رفض فاطمة بنت عمي ودلوقتي هو بيرفض سارة بنتي شكل الحوار ده مش هينتهي أبدًا  


صاح فيه محمود بنبرة حادة : لا يا شاكر الموضوع ده انتهى من زمان وهو حر يتجوز اللي يتجوزها أنا أهم حاجه عندي دلوقتي إني اديله نصيبه قبل ما أموت لأن أنا عارف إنه مش هيطالب بيه 


قال له سامي في محاولة لتهدئته : هحاول أكلمه علشان يجي تاني يا حج 


محمود : ماشي يا سامي


كانت تقف خلف الباب من أول ما بدأ هذا الحوار الدائر سارة ابنة شاكر وتكون ابنة عم حازم


قالت سارة محدثة نفسها بغل وحقد : بقى كده يا ابن عايدة بترفُضني أنا...دا أنا كل رجالة البلد بتجري ورايا علشان بس أبص لواحد فيهم...مبقاش أنا سارة بنت فاطمة وشاكر لو مخليتك تجري ورايا أنتَ كمان علشان بصه واحدة بس، ماشي يا... يا حازم باشا


أتت من خلفها والدتها 


* فاطمة : هي ابنة أخو الجد محمود التي تم رفضها للزواج من قبل كامل وتزوج من عايدة حبيبته وأنجب منها حازم وتم زواج فاطمة من شاكر وأصبحت أم لسارة ولكن كانت تحقد دائماً على كامل وزوجته لرفضه لها وتفضيله لعايدة عليها 


صاحت فاطمة بانزعاج من تصرفات ابنتها : بتعملي ايه يا موكوسه عندك... لو أبوكِ ولا جدك شافك هيخلي وقعتك سوده   


هتفت بها سارة هي الأخرى بانزعاج : يووه يا ماما خضطيني فيه ايه الله 


ثم استكملت حديثها بجدية : عرفتي اللي جدي بيعمله


قالت فاطمة متسائلة : بيعمل ايه


أجابتها سارة بضيق : هيجيب حازم ابن عايدة علشان ياخد ورثة  


لتقول فاطمة بضيق وتساؤل : وده ايه اللي فكره بيه


هتفت سارة بجدية : الظاهر كدا الموضوع من زمان وعمي سامي اللي ماشي فيه 


فاطمة : قولتيلي سامي بقى


صاحت سارة : اه هو..وفي حاجه كمان


هتفت فاطمة بتوجس : ايه تاني


أجابتها سارة بحقد : ابن عايدة رفضني للجواز 


لطمت فاطمة صدرها وهي تصيح : يا حُستي رفضك.!! أنتِ دا أنتِ البلد كلها تتمناكي


فقالت سارة بشر : بس أنا بقى مش هسيبه يعمل زي أبوه ماعمل معاكِ والله لندمه على اللي عمله هو وأبوه


_________________________


خارج مبني المخابرات العامة


يقف خالد وجاسر مع بعض يتحدثان  


تحدث جاسر بتساؤل واستغراب : تفتكر القائد طلب إبراهيم معانا في المهمة ليه


قال خالد وهو يلوي شفتيه : بصراحة مش عارف ومستغرب الموضوع


تحدث جاسر بهدوء : امم فعلًا موضوع يحير... ما علينا يلا بينا نمشي


صاح خالد بتساؤل : يلا..أنتَ هتروح على طول 


أجابه جاسر بالنفي : لا أنا هروح الجامعة اجيب أختي وفريدة


استند خالد على سيارته ثم قال : صحيح بمناسبة فريدة أنتَ هتتقدم امتى  


فقال جاسر ضاحكًا : لسه بنتخانق


سائلة خالد باستغراب : مش فاهم


أجابه جاسر قائلاً بسخرية : يعني أقولها هاجي تقول أنا لسه رافضة مش عارف مين واستنى أما أخلص وبابا وحكايات كتير كدا اديني مستني أما تخلص خلاص كلها شهر ... صحيح وأنتَ البت بتاعتك اللي مش عارف اسمها ايه دي لسه في دماغك


تحدث خالد بهيام : وأكتر من دماغي، أنا هسأل عليها خلاص


سألة جاسر بهدوء : وبعدين


هتف خالد بتأكيد : هو ايه اللي وبعدين هتقدم طبعًا


لوى جاسر شفتيه وقال بابتسامة : بالتوفيق يا أخويا


خالد : امشي يا عم يلا أنا كمان ماشي... سلام


هتف جاسر بهدوء : سلام


ليتجه كل منهم إلى سيارته وينطلقوا إلى وجهتهم


_________________________


في كلية الهندسة


خرجت ندا وفريدة من قاعة المحاضرات


صاحت ندا  قائلة لفريدة : تعالي نقعد في الكافيتريا علشان استنى عم عصام


فريدة : ماشي ووصليني في طريقك علشان السواق مش جاي مع بابا 


ندا : تمام 


توجهوا إلى الكافيتريا، جلست ندا وفريدة على الطاولة، أخرجت ندا هاتفها وأجرت اتصالاً


تحدثت ندا عبر الهاتف : الو... أيوه يا عمو عصام حضرتك فين 


صاح عصام من الطرف الأخر : أنا مش جاي يا بنتي


صاحت ندا باستغراب : مش جاي ليه


لتجد ندا من يقف خلفها يتحدث قائلاً بابتسامة : علشان أنا هروحكوا يا برنسيسات 


قالت ندا لعصام عبر الهاتف بعد أن وجدت جاسر هو من أتى : خلاص يا عمو جاسر جه 


أغلقت الهاتف والتفتت إلى جاسر : أنتَ مقولتليش أنك هتيجي 


صاح جاسر وهو ينظر لفريدة : عملتها مفاجأة


وقفت فريدة مسرعة ممسكة بحقيبتها : أنا لازم امشي 


توجهه جاسر ناحيتها وأمسكها من يدها على الفور يهتف بهدوء : اقعدي بس عايزك 


غمزت ندا إلى جاسر ثم تحدثت إلى فريدة بجدية : طيب أنا هروح يا فريدة أشوف نور على ما تخلصوا وغمزت لجاسر وهي تنهض مرة أخرى ثم صاحت ضاحكة : عد الجمايل يا جاسور 


هتف جاسر بابتسامة : من عنيا.....


ثم ذهبت ندا 


أشار جاسر إلى المقعد لتجلس هي بانزعاج 


تحدث جاسر بحنان : ممكن أفهم أنتِ زعلانة ليه دلوقتي


هتفت فريده بسخرية وهي تشيح بوجهها إلى الناحية الأخرى : مين قال إني زعلانة 


تحدث جاسر بحدة : فريدة


التفتت إليه تتحدث بانزعاج : نعم... زعلانة علشان أنتَ مش فاهمني 


قال جاسر وهو يعبث في شعره بضيق : طيب عايزة ايه دلوقتي وأنا أعمله 


اردفت فريدة بهدوء : عايزاك تستنى لما أخلص إمتحانات وبعدين تعالى... أرجوك


جاسر بسخرية : يكون جالك ابن عمك دا ولا اسمه ايه وأبوكِ يوافق وأنا قاعد هنا صح


قالت فريدة بنفي : لا مش صح... أولاً أنا خلاص رفضته ثانياً بقى بابا لازم ياخد موافقتي وحتى لو جيت بابا ممكن يعاند ليه بقى لأن أنا قولتله على كذا حد أن أنا مش بفكر دلوقت فهتيجي أنتَ وأنا أوفق بابا هيقول ايه بقى 


تنهد جاسر بعمق ثم قال : ماشي يا فريدة اللي يريحك... هستنى شهر كمان وأمري لله 


هتفت فريده ضاحكة : حبيبي يا جاسور أنتَ


هتف جاسر بخبث : دلوقتي بقيت حبيبك


اردفت قائلة بكسوف : لا والله


تحدث جاسر بغمز : اه والله


ثم استكمل بجدية : ندا راحت فين


فريدة بتوتر : هاااا زمانها جايه


جاسر : طب كلميها علشان نمشي


أجابت فريدة قائلة : حاضر


_________________________


قبل ذلك الوقت كانت ندا تجلس على درج المبنى بالداخل وفي يدها الهاتف تتحدث 


صاحت ندا قائلة : الو.. أيوه 


 تحدث ياسر سائلاً إياها : أنتِ فين


 أجابته بانزعاج : على فكرة أنا همشي دلوقت


صاح هو قائلاً : أيوه أنتِ فين طيب


ندا : أنا جوه على السلالم 


أردف قائلاً بهدوء : طب استني أنا جاي... وأغلق الهاتف


 ثم صاحت محدثه نفسها بانزعاج : يووه لسه هستنى.... ينهار أسود نسيت جاسر


أتى ياسر إليها وهو مبتسم ثم وقف أمامها بينما هتفت هي متسائلة بجدية


 : أنتَ كنت فين ومجتش المحاضرة ليه


قال ياسر بتوتر : ها راحت عليا نومه


صاحت قائلة بحدة : والله..ياسر مينفعش كده


هتف ياسر بخبث : حاضر من عنيا متقلقيش والله أخر مرة


اردفت قائلة بهدوء : طب أنا همشي بقى


أشار لها وهي تسير : تعالي أمشي معاكِ لبره


قالت ندا بنفي خوفاً من أن يراها جاسر : لا....جاسر أخويا بره أنا همشي لوحدي 


ياسر بهدوء : طب دي فرصة حلوة أعرفه على نفسي 


قالت هي بنفي وحدة : أنتَ مجنون أرجوك يا ياسر اسمع كلامي التقديم بعد ما نخلص تمام


ياسر بضيق : ماشي يا ندا 


ذهبت من أمامه وهي تلوح بيدها قائلة : سلام بقى


ياسر : سلام 


___________________


اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق أجمعين❤

#حكاوي_قلب❤

#الفصل_الثالث

#ندا_حسن


عادت ندا إلى الكافيتريا وجدتهم جالسين كما تركتهم يتحدثون، جلست معهم ثم صاحت قائلة : مش يلا بينا


صاح جاسر سائلاً إياها : أنتِ كُنتِ فين واتأخرتي ليه 


هتفت مُجيبه إياه بكذب : أنا كنت مع واحدة صحبتي وقولت على ما تخلصوا


ارفت فريدة سريعاً لإنهاء الموضوع : خلاص تمام يلا نمشي


جاسر : يلا 


ذهبوا متوجهين إلى السيارة، قام جاسر بتوصيل فريدة إلى منزلها وعاد هو وندا إلى منزلهم وصعد كل منهما إلى غرفته في هدوء تام


_________________________


 ظل يفكر في طريقة ندا وفريدة عندما ذهبت وتركتهم بمفردهم، يجوب الغرفة ذهاباً وإياباً فهو ضابط أيضًا وعلم من توترهم أنهم يخفون شيئًا، لم تكن ندا تتحدث على طبيعتها فكان هناك توتر بينها وبين فريدة فأراد أن يتأكد أن كان هناك ما يخفوه حقاً


تحدث قائلاً لنفسه : طب هما ممكن يكونوا مخبين ايه يعني


ثم صاح مجيباً على كلماته مرة أخرى : ممكن أكون غلطان ومفيش حاجه أساساً


ليهتف مرة أخرى قائلاً : لا فيه فريدة كانت متوترة جامد لما سألت على ندا .....وندا كمان....لازم هعرف 


_________________________


كانت ندا في غرفتها بعد أن بدلت ملابسها جالسة على السرير وفي يدها كتاب تقرأه ولكن شردت في ذكريات قد مضت منذ سنة لا تعلم كيف أخذها الوقت سريعاً هكذا ولكن هي قد مضت حقاً لتتذكر ما حدث بالتفاصيل


( فلاااش باااك)


في جامعه القاهرة في أوائل بداية العام الدراسي


كانت فريدة تتحدث عن شيء ما في محاولة منها لإقناع ندا به وهم جالسين في كافتيريا الجامعة


 : يا ندا شوفيه عايز ايه مش هاتخسري حاجه


صاحت ندا باستفزاز : لا 


زفرت ثم تحدثت في يأس : خلاص أنا ماليش دعوة منك له


هتفت ندا مُجيبه إياها بلا مبالاه : وأنا مالي هو قالك عايز يكلمني شويه وأنا بقولك لا


تنهدت فريدة ثم تحدثت قائلة : هي أول مرة...دي يا حرام خامس ولا سادس مرة الواد يقولك اديني من وقتك دقيقة


زفرت بضيق من إلحاح فريدة عليها لتقول لها بنفاذ صبر : طب أنا أعمل ايه


فريدة : شوفيه عايز ايه علشان أخوكِ لو عرف إني وصلة خير أو بكلم راجل غيره هايدبحني


صاحت قائلة بجدية : ماشي يا فريدة أما أشوف اخرتها 


بعد يوم في نفس المكان


كانت فريدة وندا جالسين كل منهم يحتسي القهوة ليأتي إليهم شاب يبدو في مثل عمرهم وقف أمامهم ليقول بابتسامة : صباح الخير


صاحت كل من فريدة وندا : صباح النور


علمت فريدة ما عليها فعله فوقفت على الفور لتطرق لهم مجال للتحدث : طب ثانية وراجعه 


ذهبت فريدة وتركتهم بمفردهم ليجلس مقابلها ويأخذ الفرصة التي أخيرًا أعطتها له


أزاحت هي خصلات شعرها إلى الخلف ثم نظرت له وقالت بنبرة خالية من أي شيء : نعم يا أستاذ ياسر حضرتك عايز ايه


نظر لها ياسر بحب ثم هتف بهيام : عايزك 


لم يصل إليها معنى كلمته إلا بشكل خاطئ لتقول هي بحدة : نعم


تحدث ياسر سريعًا فور إدراكه ما المعنى التي أخذته


 : أنا آسف مش قصدي بس كل اللي أنا عايز أقوله أني معجب بيكِ من أول ما شوفتك أقسم بالله ومش بكذب وكمان سألت عليكِ ونويت أتقدم لك


نظرت له بهدوء ثم قالت : طب وأنتَ سألتني أنا موافقة ولا لا علشان تتقدم


تقدم ياسر بجسده قليلاً ثم أردف : أنا بقالي كتير بحاول أكلمك وأنتِ مصدره الطرشه


ابتسمت هي على كلماته ليبتسم هو تلقائياً ويقول : أعتبرها موافقة


هتفت سريعاً مُجيبه إياه بجدية : لا طبعاً..... أنا لسه مش عرفاك 


غزت الابتسامة شفتيه لقولها ذلك فهي حقاً تعتبر موافقة لبدء التعارف بينهم 


: طب أنا معاكِ أهو كل يوم اعرفيني براحتك


وقفت ندا على قدميها وهي تلملم أشيائها سريعاً : السواق جه أنا لازم أمشي...سلام


صاح بابتسامة وهو يراها تغادر : سلام


(باااااك)


وظلوا على هذا الحال كلما رأها ياسر تحدث معاها ليقوي علاقتهم وها نحن الآن في نهاية العام، ولكن لم تعترف في يوم بحبها له فهي إلى الآن لم تشعر بتلك المشاعر تجاهه أبداً، 


لم تكن له في قلبها مشاعر الحب تلك التي تستطيع من بعدها أن تتخذه زوج لها، هي فقط كانت تشعر بانحذاب لشخصيته ولكن ليس حب بالمرة 


عادت ندا من شرودها وحدثت نفسها قائلة : هو أنا ليه معترفتش بحبي ليه مع أن هو كل يوم يقولي ..طب هو أنا ممكن أكون حبيته علشان مثلاً شكله حلو وكل بنات الجامعة بيحبوه بس هما بيحبوه علشان عربياته وفلوسه وأنا مش من النوع ده...بس إحنا بقالنا سنة مع بعض وخلاص كلها أقل من شهر ونخلص امتحانات وهنتخطب...يوووه بطلي تفكير بقا سيبي كل حاجه لربنا وهو هيعملك الخير أنا واثقة...يارب


كانت كلما دخلت بنقاش مع نفسها عن ذلك الموضوع تخرج منه بنفس تلك الطريقة،


_________________________


في ألمانيا في قصر أقل ما يقال عنه أنه غاية في الروعة محاط بالأشجار والورد والياسمين من كل جانب به حمام سباحة خاص يوجد به العديد من الأشياء أثاث راقي غاية في الجمال


إنه قصر حازم الرفاعي


بعد أن انتهى حازم من تناول العشاء جلس في مكتبه وفي يده الهاتف يتصفح الفيس بوك وجد عليا تحدثه قام بالاتصال بها 


وضع حازم الهاتف على أذنه يتحدث بحماس : الو ...لولو حبيبتي عاملة ايه


هتفت عليا من الجهة الأخرى : ازيك يا أبيه عامل ايه أنتَ


هتف حازم بابتسامة : أنا كويس الحمد لله


صاحت عليا سائلة إياه : مش ناوي تيجي يا أبيه بقى 


لم تكن تحب أحد كما أحبت حازم تعتبره السند بعد الله ووالدها ولكنه منذ سنوات وهو خارج وطنه ولا يريد العودة الأن، دائماً كانت تشعره باحتياجها له حتى يعود ولكنه يصنع الحجج دائماً


هتف حازم سائلاً إياها بعد أن شعر أن هناك خطب ما : مالك صوتك مش عاجبني 


تحدثت عليا بوجه عابس : عايزاك تكلم بابا على حوار الجامعة تاني لو سمحت


أردف سائلاً إياها : هو بردو لسه مش موافق على نقلك 


أجابته قائلة بهدوء : لا ...يا أبيه الجامعة دي مش حلوه وأنا مش حباها بس خلاص قدامي فرصة اقنعه وأنتَ معايا إحنا خلاص أخر السنة يعني ممكن أقدم في جامعة القاهرة واتقبل بمساعدتك لما ترجع 


تحدث حازم بجدية : حاضر يا عليا هانت كلها شويه وهنزل مصر ولسه بدري على السنة الجديدة


عليا بهدوء : ماشي يا أبيه ....مش عايز حاجه


أردف هو قائلاً بحنان : عايز سلامتك ..خدي بالك من نفسك


هتفت مُجيبه إياه: حاضر.. سلام


حازم : مع السلامة


_________________________


كان يجلس في صالة منزلة يتابع ماتش كرة القدم في انسجام ثم رن هاتفه معلناً عن اتصال، أجاب وهو على وجهه ابتسامة


 : أهلًا بالناس اللي مش بتسأل 


* نيرة العمري : هي أخت خالد الصغرى والوحيدة ذات 26 عام تزوجت وذهبت مع زوجها إلى كندا منذ سنتين وهي مرحة بشوشة طيبة كثيراً وعلم منذ أيام بأنها حامل

 

صاحت نيرة ضاحكة هي الأخرى : أيوه يا أخويا خدوهم بالصوت


عاد هو بظهره إلى الخلف : أبداً والله يا حبيبتي بس أنا مشغول ومقدرش أسافر وكدا ما أنتِ عارفه  


ردت هي عليه بحنان فهي تعلم مدى الخطورة والمسؤولية التي تقع على عاتقه : عارفه يا حبيبي، ازيك عامل ايه


أجابها خالد قائلاً : الحمدلله، أنتِ عامله ايه ورامي وأمي اللي مش ناويه ترجع دي 


قالت هي ضاحكة : إحنا كلنا كويسين وبعدين ماما سبها ليا شويه ماهي معاك على طول 


خالد : ماشي يا ستي ..هي فين طيب اكلمها 


نيرة بهدوء : دي نايمة، يلا يا حبيبي عايز حاجة


هتف بها خالد بحنان : عايز سلامتك أبقي سلميلي على ماما 


هتفت مُجيبه إياه بهدوء : من عنيا ..سلام 


خالد : مع السلامة


وضع خالد الهاتف ثم تذكر قبل بضعة أشهر، ذلك اليوم الذي قلب حياته رأساً على عقب، ذلك اليوم الذي جعله يفكر بها يومياً، تلك الصدفة التي جمعتهما دون قصد لتجعله يتذكر يومياً تلك الملامح التي أسرته.


( فلاااش باااك)


في مول تجاري كبير بالقاهرة


كان خالد يتجول في المول في محلات بيع ملابس رجالية كي ينتقي بعض الملابس له،


 دلف محل ملابس رجالي ووضع ما في يده عند الباب، كان بالقرب من هذا المحل ندا وفريدة كانتا تقومان بالتسوق كما يفعلون دائماً،


وقفت فريدة بالقرب من إحدى المحلات التجارية تشير إليه قائلة 


 : ندا تعالي أجيب هدية لجاسر من المحل ده


وقفت ندا تتحدث بضيق ونفاذ صبر : خلاص أنا مش قادرة يلا نروح ونجيب مرة تانية 


قالت لها فريدة برجاء : يا ندا مش هنخسر حاجه يلا بقى 


هتفت ندا بتذمر : يلاا 


دلفوا إلى المحل سوياً ووضعت ندا ما في يدها بالقرب من أشياء خالد عند باب المحل بالداخل 


وقعت أنظار ندا على بدلة ما لتشير إليها وهي تحدث فريدة : واو حلوة البدلة دي هاتيها 


نظرت فريدة إلى ما تشير إليه ثم هتفت قائلة بابتسامة : اه جميلة


وجهت فريدة حديثها لإحدى العاملات بهدوء : لو سمحتي ممكن البدلة دي


كان كل هذا تحت أنظار ذلك الخالد الذي منذ دخول ندا وهو كل حواسه معها ينظر لها وكأنه مغيب تماماً عن الواقع وما يدور حوله كان يحدث نفسه كم هي رقيقة يا لها من ملاك

فاق من شروده بعد رحيل ندا من المحل 

ثم أخذ أشيائه وغادر ليرى ملابس أخرى،


أما ندا التي ذهبت هي وفريدة إلى الكافيتريا لاحتساء القهوة


 كانت جالسة تحتسي القهوة ثم بدأت في فتح الأكياس البلاستيكية، امسكت تلك البدلة التي أخذوها كهدية لجاسر ثم قالت بإعجاب


 : جميلة أوي البدلة دي


ردت عليها فريدة بحماس : هتعجب جاسر أوي 


شهقت ندا وهي تخرج بدلة أخرى من كيس أخر ويبدو لها أنها لا تعلم عنه شيئاً


تحدثت باستغراب وهي ترفع تلك البدلة أمام وجه فريدة : ايه ده، بتاعت مين دي؟ 


قالت فريدة وهي تلوي شفتيها : وأنا ايش عرفني


صاحت وهي تشير إلى الأكياس بجانب فريدة : طب شوفي بقيت الحاجة كدا


هتفت فريدة بعد أن رأتهم بهدوء : تمام


 هتفت ندا وهي تقف على قدميها بضيق : لا مش تمام، الفستان راح فين؟


صاحت فريدة بهدوء : الظاهر كدا أن الفستان اتلغبط مع البدلة دي


وضعت يدها في خصرها وهتفت : واضح بس مين صاحبها 


قالت فريدة بتفكير : أخر محل دخلناه ممكن  


أجابتها ندا قائلة بضيق : مكنش فيه غير شاب واحد .... أكيد هو بس هنلاقيه فين 


في هذا الوقت كان خالد يرى كثير من الأحذية ويريد انتقاء واحدة تليق بالبدلة الذي قد اشترها، ذهب لإحضارها من الكيس ولكن عبساً كان هناك مكانها فستانا أحمر اللون بحمالات رفيعة ذو فتحة من عند الصدر يصل إلى ما بعد الركبة، 


دُهش من الفستان فهو لا يعلم عنه شيء أيضاً كما أن البدلة ليست موجودة


تحدث قائلاً لنفسه باستغراب : ايه ده؟ جه منين ده 


ثم تذكر ندا وأن هذا هو أخر محل له هو أيضاً فحدث نفسه تلقائياً أنه يعود لهم، وضعه كما كان وذهب إلى ذلك المكان مرة أخرى


 وأيضاً تحدثت ندا مع فريدة أن يذهبوا ولكن فريدة قالت لها أنها سوف تبقى إلى حين تعود،


 ذهبت وهي تلعن هذا الفستان وهذه البدلة بكل لغات العالم، ذهبت إلى ذلك المحل مرة أخرى لتقابل خالد وهو يدلف إليه أيضاً 


هتفت به هي بحرج تناديه : لو سمحت


التفت إليها خالد بانتباه : أيوه 


صاحت بحرج قائلة : حضرتك البدلة دي ممكن تكون بتاعتك تقريباً الشنط اتبدلت 

 

هتف خالد بتأكيد وهو ينظر لها مبتسماً : اه فعلاً أنا كنت جايب الشنطة دي


هتفت مرة أخرى بحرج : احم شكراً وآسفه لللغبطة دي 


قال هو مبتسماً : لا عادي ولا يهمك حصل خير 


مدت يدها له ليأخذ بدلته : تمام اتفضل 


تبادل معها الأكياس ليعود كل شيء كما كان : اتفضلي


قالت ندا بابتسامة : سلام 


خالد : مع السلامة


ظل واقف مكانة يتابع سيرها وهي تتمايل دون قصد لا يعلم هل هذا سحر ما أم أنه يبالغ في ردة فعله فهذه أول مرة له أن ينظر هكذا لفتاة


فاق من شروده وذهب بعد أن اختفت من أمامه تماماً 


( باااااك)


تحدث خالد لنفسه بحماس وأمل قائلاً : هلاقيكي ... وإن شاء الله هتكوني من نصيبي


________________________


اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤

#حكاوي_قلب❤

#الفصل_الرابع

#ندا_حسن


مر شهر في سلام على الجميع، نفس الروتين منهم من كان مشتاق ومنهم من كان منتظر ومنهم المرغوب وكثير من المشاعر المختلفة.


في غرفتها تململت في فراشها بعد أن تسللت أشعة الشمس الذهبية إليها لتجلس علي الفراش تنظر إلى الساعة تجدها تخطت العاشرة صباحاً


هتفت ندا لنفسها قائلة : يانهار أبيض دا الواحد مكنش بينام بقى


ثم نهضت من فراشها متجهة إلى المرحاض للاستحمام والوضوء خرجت من المرحاض بعد دقائق ليست بالطويلة وأدت فريضتها بعد أن جففت شعرها ثم لبست ملابسها وأخذت هاتفها وخرجت من الغرفة وهي مبتسمة ابتسامة مشرقة وتُغرد مثل عصافير الصباح،  نزلت على درج السلم متجهة إلى الصالون وجدت والدتها ووالدها


هتف والدها وهو يضع كوب القهوة أمامه مبتسماً : صباح الخير، ايه هي الجامعة كانت حرماكي من النوم للدرجة دي


قالت ضاحكة وهي تجلس معهم : اه والله يا بابا الواحد كأنه منمش من زمن


صاحت والدتها بضيق قائلة : اه أصل سيادتك كنتِ بتقومي الفجر 


ضحكت هي ثم ردت عليها باستخفاف : عسل أنتِ يا ماما


وجه والدها حديثه لها سائلاً إياها : هتعملي ايه لحد النتيجة ما تطلع 


قالت بحماس : هشتغل طبعاً 


هتف والدها قائلاً : خطوة كويسة ...فين بقى


ردت عليه بثقة وهدوء : في الشركة معاك طبعاً


أردف والدها مبتسماً : على خيرة الله .... أنا موافق 


صاحت بحماس مُجيبه إياه : من بكره هنزل معاك وأنا أصلًا كنت بتدرب في الاجازة يعني مش هتعبك ولا حاجه


محمد : ماشي يا دودو اللي تؤمري بيه 


هتفت مُبتسمة : حبيبي يا بابا تسلملي 


هتفت ريم وهي تلوي شفتيها : أطلع أنا منها بقى


أجابتها ندا بغمز : ليه بس يا ماما دا أنتِ اللي في الحته الشمال


صاحت ريم بحدة : بس يا بت 


أجابتها ضاحكة : أنا أصلاً ماشيه علشان يخلالكوا الجو


هتف والدها سائلاً إياها مرة أخرى : رايحه فين 


ارتبكت قليلاً ثم قالت سريعاً : هقابل فريدة مش هتأخر


محمد : ماشي 


ندا وهي تتجه إلى الباب : مع السلامة يا عصافير 


محمد وريم : سلام


_______________________


كانت تجلس على الفراش تستند بظهرها إلى السرير، تتحدث عبر الهاتف 


فريدة بهدوء : الو، أيوه يا جاسر 


جاسر : ازيك عامله ايه


هتفت باستغراب : الحمد لله مالك في حاجه


رد عليها هو بحب وصدق : لا أبداً بطمن عليكِ بس 


فقالت هي أيضاً بنفس نبرته والتي يغلفها الحب : امممم...ماشي يا سيدي أنا بخير


جاسر بهدوء : ديما يا حبيبتي


أجابته بخجل : احم عيب 


هتف هو باستغراب : هو ايه اللي عيب أنا قولت حاجة غلط ما أنتِ حبيبتي يعني أنتِ حبيبة حد تاني مثلاً 


ردت عليه سريعاً تجيبه بالنفي : لا طبعاً 


جاسر : خلاص ماشي...بقولك ايه أنا هقفل دلوقت واكلمك تاني 


فريدة بهدوء : ماشي سلام


جاسر : مع السلامه


_________________________


عندما خرجت ندا من المنزل أخذت السيارة وذهبت إلى كافية دون أن تأخذ السائق لتقابل

شخص ما


كانت تجلس على إحدى الطاولات وهي تتأفأف بضيق من تأخره الدائم


حدثت نفسها بضيق : يووه كل ده تأخير والله خمس دقائق وهمشي 


استمع إليها ليقول وهو يجلس : لا ولا خمسة ولا حاجه أنا جيت أهو


تقدمت بجسدها للإمام تقول بعصبية : كل ده أنا هنا من زمان على فكرة 


فقال هو بضيق : آسف ياستي عديها ..تشربي ايه 


صاحت بهدوء : نسكافيه  


أتى إليهم النادل ليقول له ما يريد : واحد نسكافيه وواحد قهوة سادة  


ثم أخذ النادل الطلب وغادر المكان لإحضار المشروبات 


سألته ندا بنفاذ صبر : هاا كنت عايز تعمل ايه بقى


هتف هو بنبرة لا تحتمل النقاش : بصي أنا مش هستنى أكتر إحنا كدا خلاص خلصنا وأنا هشتغل في الشركة مع بابا أهو مفيش حجج جديدة... أول بابا ما يرجع من السفر هقوله وهاجي أتقدم من غير كلام كتير 


لا تعلم لما يأتي إليها دائماً الشعور بالخوف مما هو قادم فهي إلى الآن في حالة تردد لا تعرف لها حل وكيف سيكون التعايش مع الوضع القادم 


: أيوه بس لسه بدري 


رد هو بذهول كيف لها أن تقول مبكراً ولكنه كان يرى التردد دائماً على وجهها لذلك كان يريد التعجل حتى لا يعطيها فرصة للرجوع خطوة


 : نعم، هو مين اللي بدري ...ندا اسمعي أخر كلام بابا هيرجع كمان عشر أيام هقوله وهاجي اخطبك تمام 


قالت بهدوء : أمري لله ماشي موافقة


تحدث هو بغمزة ونظرة وقحة : بس ايه الحلاوة دي مكنتش أعرف أن البيت بيحلي كده 


هتفت بحدة وهي تعلم مغزى كلماته : ياسر اتلم ايه الكلام ده 


قال ياسر ضاحكاً : خلاص ياستي خلاص بكرة كل واحد يعمل اللي هو عايزه 


هتفت بنفاذ صبر : ياسر عيب الكلام ده بقى الله


غمز لها ثم صاح : هو أنا لسه قولت حاجه، قصدي خلاص أنا سكت أهو


صاحت بضيق قائلة : أقولك... أنا ماشيه


ثم نهضت وهي تنوي المغادرة ليمسكها ياسر من يدها وهو يقول


 : استني بس اشربي النسكافيه وأمشي 


نظرت له ثم قالت : من غير قلة أدب 


صاح ضاحكاً : من غير قلة أدب


ثم بعد فترة صغيرة ذهبوا وكل منهم يوجد ما يدور في ذهنه مما يجب أن يفعل


_________________________


دلف وليد دون أن يطرق باب مكتب حازم كما يفعل كل مرة،


كان حازم منكب على بعض الأوراق يفحصها بتمعن 


هتف وليد بحماس : زومي خد الملف ده وقع على الورق اللي فيه علشان محتاجة ضروري


ثم وضع الملف أمام حازم 


رفع حازم نظره له وهو يقول بضيق : تصدق بالله ياض أنا مش عارف أنتَ امتى هتتعلم تخبط 


جلس وليد أمامه يقول بفخر : فكك من حوار الخبط ده أنا كده مابتغيرش 


هتف حازم بنفاذ صبر : تعرف تغور من وشي 


صاح وليد قائلاً : لا بقى دا مكتبي ودي شركتي وأنتَ نفسك صحبي وملكي متقدرش تطردني 


حازم باستخفاف : خفه أنتَ أوي ياخي 


وليد : اومال....بقولك صحيح حبيبتك بعتالك السلام


استغرب حازم من ذلك فهو لم يكن له حبيبة فهتف سائلاً إياه : حبيبتي مين؟ 


وقف وليد بطريقة مسرحية وكأنه يقدم أحد ما ليهتف بسخرية : السيدة روز عاهرة من عاهرات بار*****


ضحك حازم بشدة على طريقة صديقه ثم : ودي بتسأل عليا ليه 


أجابه وليد ضاحكاً : وغلاوتك عندي البت من ساعة ما شافتك معايا وهي عينيها هتتخلع عليك 


حازم بهدوء : خليها تتخلع ملناش في الحرام 


قال وليد بضحك : اه صحيح أنا نسيت إنك مستشيخ 


حازم : اه ياخويا متبقاش تنسى 


كان وليد سوف يتحدث إلا أن قاطعه هاتف حازم الذي كان يعلن عن اتصال من أحد ما، التقط حازم الهاتف من على المكتب ليجد أن عمه سامي هو من يحادثه 


هتف حازم بضيق : يووه إحنا مش هنخلص بقى ولا ايه 


وليد : عمك بردو


أومأ له بالايجاب : اه، استنى أما أرد 


ضغط حازم علي زر الرد وحادث عمه الذي يحاول منذ مدة أن يقنعه بالعودة لرؤية عائلته وأخذ حق والده 


هتف سامي من على الطرف الأخر : ازيك يا ابن أخويا 


جاوبه قائلاً : الحمدلله يا عمي حضرتك عامل ايه وجدي واللي عندك 


قال سامي : كلنا كويسين يا حبيبي بس جدك هو اللي تعبان شوية 


صاح حازم ببرود : لا ألف سلامة عليه خلي بالك منه يا عمي 


قال سامي وهو يحاول تغير رأيه : يابني والله هو ما عايز حاجه غيرك أنتَ نِفسه يشوفك 


قال حازم بنفس نبرته وبهذا البرود : إن شاء الله يا عمي لكن مقدرش أقولك إن ده قريب أنا شغال على مشروع وهياخد وقت وهنزل بعد شهور وإن شاء الله هاجي وأشوفه 


تحدث سامي بيأس : طيب يابني على خيرة الله...عايز حاجه يابني


حازم : تسلم يا عمي مع السلامة 


أغلق حازم الهاتف ثم وضعه على المكتب أمامه ليقول وليد : على فكره أنتَ ممكن تنزل مصر عادي تشوفه وترجع تاني 


أجابه قائلاً بجدية : لا مش هنزل أكيد لما أخلص ... وبعدين أنا اللي عايز كده 


صاح وليد متفهماً : اه، طيب أنا في مكتبي هخلص شويه شغل أمضي الورق وابعته مع جين 


حازم : ماشي 


ثم خرج وليد متجهاً إلى مكتبه وعاد حازم إلى ما كان يفعله قبل دخول وليد 


_________________________


بعد أن عادت ندا إلى المنزل صعدت إلى غرفتها وتحدثت مع فريدة


قالت فريدة بحماس وهي تريد تلقي الأخبار والقصص : أحكي ايه اللي حصل 


قصت عليها كل ما حدث مع ياسر أثناء مقابلتهم وكيف تشعر بالفزع من ذلك الأمر وهذه الطريقة التي سيتم بها فهي إلى الآن لا ترى ولا تشعر بأي مشاعر تجاهه


فقالت فريدة متسائلة وهي تعلم جيداً ما يدور في ذهن صديقتها : طب وأنتِ مرتاحة أصلًا في اللي هيحصل ده 


قالت هي بعد أن أدركت أن لا مفر مما يحدث : مفيش حل تاني إحنا بقالنا سنة كدا وحرام عليا لو قولتله لا 


هتفت فريدة قائلة : بس أنتِ مقولتيش ليه إنك بتحبيه 


أجابتها ندا بهدوء : بس هو صارحني من الأول ....بصي اللي فيه الخير ربنا هيعمله 


إتخذت هي مسار أخر للحديث حتى لا تزعج نفسها وتظل تفكر فيما سيحدث هي تعلم مدى رحمة الله لذا تركت الحديث بذلك الأمر، ظلوا يتحدثون في أمور شتى لبعض الوقت


_________________________ 


يجلس جاسر في المكتب وهو يطالع الهاتف وينظر إلى صورة فريدة بحب وهيام يعشقها حد السما يريد أن تكون مِلكه قبل أي شيء أخر، يشعر وكأن الحلم قريب.


دلف خالد إلى المكتب وهو يتحدث بحماس : أبو الشوق فينك 


لم يأخذ خالد منه إجابة فهو كما هو شارد في صورة ملاكه التي أسرت قلبه 


أخذ خالد يلوح بيده أمام وجهه : طب يا أبو فواز 


رفع جاسر نظره إلى خالد ليقول : هااا بتكلمني 


أجابه خالد بتهكم : لا بكلم أمي ....مالك يا عم ما تصحصح 


صاح جاسر قائلاً : امممم عايز ايه


جلس خالد أمامه : كنت جاي أقولك إن فرح مروان أخر الأسبوع يوم الخميس


سأله جاسر قائلاً : والمفروض إننا هنروح صح 


أردف خالد بضيق : اه اومال أنا بقول ايه 


هتف هو الأخر بضيق مماثل : خلاص ماشي


خالد : طيب أنا ماشي مع السلامة


جاسر : سلام 


وقف خالد واتجه إلى باب المكتب وخرج منه


_________________________


في ڤيلا الشرقاوي


كانوا يجلسون سوياً في المساء بعد تناول العشاء


وجه والدهم حديثه إلى جاسر : على فكرة يا جاسر ندا هتشتغل في الشركة


هتف جاسر بتهكم : طب كويس اهي حاجه تنفع فيها 


قالت ندا بضيق : لا والله أنتَ شايفني فاشلة


تحدث جاسر بابتسامة : دا الواضح يا حبيبتي 


قالت والدتهم بنفاذ صبر من هذه المناوشات : بطل أنتَ وهي بقى، تصدقوا ساعات بحس إنكم أطفال 


قالت ندا موجهة حديثها إلى والدها : فرح واحدة صحبتي يوم الخميس الجاي في فندق ******* أنا هروح مع فريدة 


محمد بهدوء : مينفعش تروحوا لوحدكوا جاسر يروح معاكوا 


أجاب جاسر قائلاً : لا عم عصام يوديهم لأن أنا كمان عندي فرح يوم الخميس 


تحدثت قائلة لنفسها بضيق : طب والله لازم أنتَ اللي تودينا بتخلع يعني ماشي 


توجهت بالحديث له : فين يا جاسر 


هتف بهدوء : في نفس الفندق تقريباً 


قالت هي بثقة : طب خلاص هتودينا 


تحدث بضيق من إصرارها : معايا واحد صاحبي 


لوت شفتيها بتهكم وقالت : هو إحنا هناكله، هتخدنا


قال والدهم بهدوء : خلاص يابني خدهم 


صاح جاسر بتساؤل : عريس صحبتك اسمه ايه 


ندا : تقريباً مروان.... تصدق تلاقيه نفس الفرح اللي أنتَ رايحه لأن العريس هو كمان ظابط


جاسر : طيب خلاص نروح سوا، ارتاحتي 


قالت هي ضاحكة : اه


________________________ 


اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤

#حكاوي_قلب❤

#الفصل_الخامس

#ندا_حسن


كانت متجهة إلى غرفة الطعام في كامل نشاطها وحماسها فاليوم هو أول شيء حلمت به بعد تخرجها أن تعمل ويصبح لها كيان خاص بها،


 كانت دائماً تنتظر هذا اليوم...اليوم الذي لن تكون به مجرد طالبة تذهب إلى أكبر شركات في الشرق الأوسط للتدريب فقط، لا بل إنها اليوم سوف تذهب بكل قوة وحماس لتكون حاملة مسؤولية شركات الشرقاوي من بعد والدها مع إخوانها 


اتجهت ندا ناحية غرفة الطعام ودخلت لتلقي تحية الصباح وتجلس على الكرسي مقابل جاسر والدته وعلى رأس الطاولة والدهم محمد الشرقاوي


تحدثت ندا الابتسامة تغزو ثغرها : صباح الخير


هتف الجميع : صباح النور


صاح والدها قائلاً بابتسامة : أنا شايف الحماس هيخرج من عينيكِ 


أجابت والدها بسعادة : جداً يا بابا النهاردة أول يوم ليا كموظفة مش طالبة بتدرب 


قالت والدتها بحنان وعطف أم : ربنا يوفقك يا حبيبتي


اردفت ندا مُجيبه إياها بمشاكسة : تسلميلي يا ريمو


هتف والدها بهدوء : طب يلا افطري علشان نمشي


صاحت بهدوء وهي تضع الطعام في فمها : حاضر 


جاسر وهو يحاول أن يكيدها : ينهار أبيض على الأدب ندا أم لسان ونص بتقول حاضر


أجابته وهي تهتف بسخرية : مش بتطلع لكل الناس والله يا جاسور 


هتف جاسر بغضب مصطنع : ايه جاسور دي 


هتفت ندا وهي تحاول استفزازه لتمرح قليلاً من شكله وهو غاضب : هي جاسور بتتقبل من ناس ناس اه ياني على بختك يابت يا ندا 


قال جاسر بغيظ وهو ينظر لها بنصف عين : ايه قصدك من ناس ناس دي 


هتفت باستفزاز : اووووه مش عارف يعني...على العموم خليني أحسن منك وأقولك..فيري


ضربها جاسر بخفة في كتفها : قومي يابت الجزمة من هنا


صاحت ريم بحدة : جاسر ايه الكلام ده


وضع جاسر نظرة بالطعام وهو يهتف بهدوء : آسف مش قصدي


ندا وتمثل البراءة وتزيد الطينة بله كما يقولون : مش قصدك تقول على ماما جزمة لا لا يا جاسر أنتَ غلطان


جاسر وقد فهم ما تلمح له ليقول بغضب : اه يا بت ال.. 


قالت هي مقاطعة له : ايه هاااا كمل ايه 


هتف هو بغيظ : ولا حاجة..... أنا ماشي 


تحدث والدهم بعد صمت طويل وهو يرى أولاده بعد هذا السن الكبير يشاكسون بعضهم البعض وكأنهم أطفال، يدعو في سره أن يحفظ تلك الابتسامة على وجوههم ويديم المحبة بينهم


صاح وهو ينهض  : يلا بينا إحنا كمان يا ندا 


ندا بحماس وابتسامة واسعة وهي تتحدث بدرامية ومرح : طبعاً طبعاً يلا بينا إحنا ناس مش فاضية ورانا أشغال 


ضحكت ريم على ما تفعله ابنتها : لمضه أوي مش عارفة هتعقلي امتى بس


هتف جاسر بجدية : مسير الأيام هتعقلها 


فقالت هي بعند : لا مش هتعقلني بالعند فيك 


جاسر : والله أنتِ ما عندك عقل ببريزة 


وقفت تعدل من ملابسها : شكراً...يلا يا بابا 


هتف محمد بابتسامة : يلا مع السلامة 


ريم : مع السلامة


قالت ندا وهي تخرج من الغرفة خلف والدها : باي ماما 


ريم : سلام


خرج من البيت جاسر وندا ومحمد وكل منهم هناك ما يشغل فكره وعقله 


ندا كانت سعيدة جداً أنها سوف تكون مع والدها وبقى القليل على تحقيق حلمها بأن تصبح من أكبر المهندسين في العالم


وجاسر الذي خرج والابتسامة تشق طريقها في وجهه بسبب مرح أخته الدائم رغم أنهم دائمًا على نزاع ولكن أقرب علاقة في بيتهم هي علاقة جاسر وندا منذ صغرهم 


بينما محمد الذي تمنى لأولاده كل خير وكل طيب من هذه الدنيا وريم التي ودعتهم ودعت لهم أن يعودوا سالمين


استقل كل من ندا ومحمد سيارة بقيادة السائق الخاص بهم عصام وجاسر استقل سيارته ليتوجه بها إلى مقر المخابرات العامة


_________________________


بعد أن ذهب جاسر من المنزل وصل أمام مبنى المخابرات، خرج من السيارة وأعطى مفاتيحها إلى أحد العمال كي يضعها في الجراش 

 دخل جاسر إلى المقر،


 كان كلما مر على أحدهم أدى له التحية العسكرية فهو جاسر الشرقاوي عقيد المخابرات العامة يعرف بشجاعته وقوته وجبروته،


 ذهب جاسر إلى مكتبه ووضع الهاتف عليه ثم نادى على العسكري الذي كان يقف في الخارج


 

دلف العسكري إلى المكتب : تمام يا فندم 


هتف جاسر قائلاً له بهدوء : قول لعم عبده واحد قهوة 


أجابه العسكري : تمام يا فندم


 ثم ذهب وانكب جاسر على ملف باللون الأزرق وهتف قائلاً : ياااه امتى القضية دي تخلص


ولم يكمل كلامه إلا وكان باب المكتب يفتح ويدخل منه نفس ذلك الشاب الذي يكون بصحبته دائماً 


صاح خالد بمرح : صباح الفلل على أبو الشوق


أجابه بتهكم : مش هتبطل أبو الشوق دي......استنى نتفق أنا وفريدة علي اسم الأول وبعدين قول براحتك مش أبو الشوق دي 


صاح خالد بمشاكسة : ماشي يا أبو فواز نستنى وماله 


هتف جاسر وهو يضحك لمرح صديقة هذا : ماشي يا عم براحتك 


دق الباب في هذه الآونة ودخل العسكري يضع القهوة على المكتب ثم وجهه كلامه لجاسر 


صاح العسكري قائلاً : القائد طالب سعادتك يا فندم


أجاب جاسر قائلاً : تمام 


أردف خالد قائلاً : أشرب القهوة أنا بقى لحد ما تيجي 


رد عليه جاسر ببرود : على أساس إنها ليك 


هتف خالد مجيباً إياه : بدل ما تبرد كده .... امشي يلا وأما تيجي اجبلك غيرها 


جاسر وهو يقف يعدل ملابسه : ماشي يلا هشوفه عايز ايه 


خرج جاسر من المكتب وبدأ خالد في شرب القهوة ولكن قاطعة صوت رنين هاتف جاسر الذي نساه على مكتبه،


 وضع القهوة من يده ومدها ليأخد الهاتف وهو يحدث نفسه : الحمار جاسر نسي التليفون 


ولكن عندما وقعت عينيه على شاشة الهاتف حتى اجتاحته الصدمة وفتح عينيه على مصراعيها ولكن كان هناك لمعة غريبة في عينيه مع تلك صدمة وعلى الأغلب هي لمعة حزن وغضب وغيرة والأكثر من ذلك تأنيب نفسه 


تحدث خالد وهو ينظر إلى الهاتف نظرة ألم : معقول أنتِ تكوني هي


كان المتصل ندا ولكن لسوء الحظ لم يكن جاسر يسجل اسمها بأي شيء سوى حبيبتي مع صورة لهم الاثنين وهما بأحضان بعضهم والابتسامة مُرتسمه على وجوههم 


هتف خالد لنفسه بصدمة : أنتِ ....يعني البنت اللي حبتها تطلع حبيبة صاحبي ...معقول أنتِ فريدة 


كان خالد في حاله ذهول، صدمة، ألم يجتاح صدره لا يعلم ماذا يفعل هل هو خاطئ،


 هل هي أحد آخر ولكن لما يسجلها حبيبتي ولما هما بهذا الوضع إن لم تكن حبيبته 


اه منك يا قلبي عندما عشقت وتمنيت كانت هي حبيبة صديقك وزوجته في المستقبل،


سكت الهاتف عن الرنين منذ مدة ولكنه ظل متمسك به وهو تائه في بحر حزن وألم وإذا بالباب يفتح ويدخل منه جاسر 


هتف جاسر باستغراب سائلاً إياه : مشربتش القهوة يعني


ثم أكمل بمرح : ولا دا أنا صحيح عيني كانت فيها 


لم يعيره خالد أي انتباه أو بالأصح لم يفق من شروده وتفكيره بها 


صاح جاسر هاتفاً بقلق : خالد مالك يابني


 أخذ انتباه جاسر أن خالد يحمل هاتفه 


صاح خالد بعد أن خرج من شروده : هااا كنت بتقول ايه 


قال جاسر بقلق وهو يجلس أمامه : مالك سرحان كده ليه 


أجابه خالد بهدوء قائلاً : ولا حاجه....خد تلفونك كان بيرن 


وعندما أخذ جاسر الهاتف منه حتي عاود الإتصال ولكن لم تكن ندا هذه المرة بل كانت فريدة، وضع جاسر يده على زر الرد ووضع الهاتف على أذنه صائحاً


 : ألو ايوه يا فريدة 


وعندما نطق ذلك الاسم حتى أغلق خالد عينيه بألم وقد علم أن شكوكه تحققت بأنها فريدة عشقه الوحيد ولكن لم يكن يعلم أن كل ذلك مجرد شك ومصادفة وأن معشوقته هي ليس إلا أخت جاسر 


تحدثت فريدة من الجهة الأخرى سائلة إياه : أيوه يا جاسر هتقابلني النهاردة ولا ايه


أجابها قائلاً بهدوء : لا معلش أنا مشغول النهاردة خليها يوم تاني.....وأه صحيح أنتِ وندا هتروحوا معايا فرح صحبتكوا تمام 


قالت فريدة مُبتسمه : اوكي يلا باي خلي بالك من نفسك 


هتف جاسر ضاحكاً : ماشي يا حبيبتي يلا مع السلامة


وأغلق الخط ثم نظر إلى خالد الذي كان ينظر له وعلى وجهه ملامح الاهتمام 


هتف جاسر بضحك : الواد مروان أتضح أن العروسة بتاعته زميلة فريدة وندا أختي وهما هيجوا معايا وأنا كده مش هعرف أروح معاكوا 


تحدث خالد وهو في عالم غير العالم : ولا يهمك... أنا أصلًا كدا كدا هروح بعربيتي مش هروح مع الشباب 


جاسر : خلاص تمام 


هتف خالد بهدوء وهو يتقدم من الباب : طب أنا رايح مكتبي بقى علشان ورايا شغل 


جاسر : ماشي 


خرج خالد من المكتب وهو على عاتقه هم كبير وحزن وألم لن يفهمه سواه، خرج وهو غير قادر على رفع نظرة في أحد فقد كان هناك ما يشغل باله ويستحوز 


_________________________


في شركة الشرقاوي

بالتحديد في مكتب محمد


ندا وهي تجلس على الكرسي المقابل لوالدها على مكتبه : مبيردش يا بابا مش مهم لما نخلص أبقى أرن عليه تاني 


محمد : طيب


 أخذ والدها هاتف المكتب وطلب سكرتيرته : هنا تعالي لو سمحتي


 بعدها بلحظات دق الباب وسمح محمد بالدخول فدلفت هنا وهي سكرتيرة محمد الشرقاوي


وقفت هنا أمام المكتب برسمية وقالت بهدوء : نعم يا فندم 


صاح محمد بهدوء : يلا جهزي الاجتماع مع الأعضاء والمسؤولين اللي هنا وعايز مالك راشد يكون موجود 


أجابته قائلة بجدية : تحت أمرك يا فندم بعد اذنك 


خرجت هنا وأغلقت الباب ثم وجهه محمد حديثه إلى ندا : بصي يا ستي أنا هعمل الإجتماع دا علشان أعرف الموظفين عليكِ أي نعم هما عرفينك لكن النهاردة هيكون بشكل رسمي وعايز جدية في الشغل تمام 


صاحت وهي ترسم الجدية على ملامح وجهها كما قال : تحت أمرك يافندم اللي تشوفه 


هتف والدها ضاحكاً : حلوة فندم دي منك 


صاحت مرة أخرى بجدية : طبعاً لازم نفرق في البيت والشغل ولا ايه يافندم


أجابها قائلاً بهدوء : ماشي يا لمضة....تعالي أعرفك شوية حاجات مهمة وأساسية هنا 


ندا : اوكي 


بدأ محمد في شرح بعض الأشياء الأساسية والمهمة لندا كي تتعرف على كل شئ وتمشي على الدرب الصحيح وبعد نصف ساعة دخلت هنا إلي المكتب 


صاحت برسمية وهدوء : محمد باشا الاجتماع كدا جاهز والموظفين مستنيين حضرتك أنتَ وآنسة ندا في اوضت الاجتماعات 


محمد : تمام يلا جايين...


ثم وجهه حديثهه إلى ندا قائلاً : يلا بينا 


عدلت ندا من ملابسها التي كانت عبارة عن بنطال جينز أزرق وقميص أبيض يعلوه جاكت باللون الأصفر وحذاء أصفر ذو كعب عالي وكانت تترك لشعرها العنان برغم من أن ملابسها كانت جدية وعملية إلا أنها كانت تصرخ من أنوثتها الطاغية


ذهب محمد وندا إلى غرفة الاجتماعات وأثناء سيرهم كان هناك عيون تنظر لهم بمختلف النظرات كان من بينهم من يعلم أنها ابنة صاحب الشركة وهناك من لا يعلم هناك عيون حاقدة وعيون راغبة


دخل محمد غرفة الاجتماعات ومن خلفه ندا، صاح وهو يدلف قائلاً للجميع : صباح الخير 


أجاب الجميع بهدوء : صباح النور يا فندم


جلس محمد وندا على يمينه وباقي الأفراد جالسة موزعة على طاولة الإجتماعات ولكن كان هناك الذي يجلس على يسار محمد وهو مالك راشد الذي طلبه المدير بالاسم 


هتف محمد بجدية قائلاً : طبعاً يا جماعة دا اجتماع عادي هناقش فيه أحوال الشركة زي كل مرة بس فيه ضيفة جديدة هتكون معانا هنا على طول إن شاء الله....ثم أشار إلى ندا التي لم يزح مالك راشد عينيه من عليها 


استكمل محمد الشرقاوي حديثه بفخر : دي ندا محمد الشرقاوي بنتي.. طبعاً في بعض الناس منكم عارفها لأنها كانت بتدرب هنا أثناء الدراسة هي خلاص اتخرجت وإن شاء الله هتشتغل معانا، هتكون في قسم التصميم لأنها تقدر تفدنا في ده تحت إشراف الأستاذ مالك طبعاً 


مالك بعد أن أزاح عينيه من عليها ووجه كلامه لمحمد الشرقاوي : طبعاً يا فندم شرف ليا إنها تكون معايا دي بنت مثلي الأعلى 


محمد : تسلم يا مالك 


ثم بدأو الاجتماع بعد أن رحب الجميع بندا وبتواجدها معهم وأخذوا يتحدثون عن مختلف الأمور وأحوال الشركة وأشياء عدة مع اختطاف مالك بعض النظرات لندا 


_________________________


في تلك الشقة المفروش داخل إحدى العمارات التي تدل على المجتمع الراقي، فتاة تجلس تتحدث في الهاتف بضيق وهي تلوك بفمها علكة 


: أنتَ فين أنا بقالي كتير في الشقة ومش هينفع أتأخر 


تحدث من على الطرف الآخر : خلاص أنا قربت يلا مع السلامة 


رانيا : سلام


* رانيا شوقي : هي فتاة من عائلة ليس بالفقيرة إنها متوسطة الحال زميلة كل من ندا وياسر وفريدة ولكنها جشعة تكره ندا كثيراً واقعة في غرام ياسر أو بالأحرى مال ياسر تفعل كل ما يطلب منها مقابل المال


بعد قليل من الوقت أتى ودخل الشقة بعد أن فتح بابها بالمفتاح الذي معه 


صاح بصوت عالي وهو يدلف إلى الداخل : رانيا...يا رانيا 


هتفت وهي تخرج من غرفة النوم مرتدية قميص يظهر أكثر مما يخفي : حبيبي اتأخرت ليه كدا 


هتف بابتسامة وخبث : واديني جيت....بس ايه الجمال ده 


صاحت قائلة بخجل مصطنع : متكسفنيش يا ياسر بقى الله 


أجابها قائلاً بضحك : أموت فيك كده وأنتَ مكسوف يا ولا


اقترب منها ياسر إلى حد كبير وضع يده حول خصرها بتملك ثم قبلها قبلة ليست بالغرامية ولا الحنونة وإنما قبلة أخذت من ما حرمة الله ويديه تأخذ مجراها على منحنياتها بجرأة وهي مستسلمة وكأنها معتادة على مثل هذا الوضع ثم حملها واتجه ناحية الغرفة ليفعلوا ما حرمة الله


_________________________


يجلسون معًا حول مائدة الطعام و يرأسهم الجد محمود تحدث وهو موجه كلامه إلى سامي 


: هاا يا سامي عملت ايه في الموضوع إياه 


ترك سامي ما في يده وهو يتحدث بتوتر


 : والله يا حج كلمته وقال إنه جاي بس هو مستلم مشروع كبير ومش هيعرف يجي إلا لما يخلصه 


ما أن انتهى حتي تحدثت عليا : بابا أنتَ بتكلم عن أبيه حازم صح 


نظرت إليها سارة نظرة استفهام تفكر كيف لها أن تعلم أنه هو المقصود


أجابها والدها بهدوء : أيوه انتِ عرفتي منين 


أجابته قائلة بهدوء : ما أنتَ عارف إني بكلمه علي طول وهو قالي نفس الكلام ده إنه هيجي بس مش دلوقت 


صاحت سارة بغيظ من عليا لأنها تحادث حازم : وأنتِ تكلميه ليه 


نظرت إليها عليا باشمئزاز وهتفت : ده أبيه حازم عارفه يعني ايه يعني مش معقول مش هكلمه


تحدث شاكر بعد صمت : والله ما أنا عارف ليه العذاب ده ما هو متلقح هناك ما تسيبه 


بعد أن سمعت عليا تلك الكلمات تركت المائدة وقامت متجه إلي غرفتها منزعجة من حديث عمها عن حازم


 فهي دائماً ما كانت لا تطيق الحديث بالسوء عنه فهو كان دائماً أمانها كان الأخ والصديق لها


تحدثت نهى بحزن : ليه بس كده يا أبو سارة وبعدين ده حقه ولازم ياخده


* نهى : مرات سامي وأم عليا امرأة طيبة القلب تحب حازم كثيراً فهي كانت الوحيدة من نساء العائلة التي تحادث والدة حازم بعد أن ترك كامل فاطمة لأجلها  


صاحت فاطمة قائلة بتهكم : وإذا كان هو مش عايزه انتوا هتغصبوه 


تحدث محمود وهو ينهي الحديث : الموضوع ده ينفض لحد هو ما يجي وخلاص ده حقه وحق أبوه وهياخده ومحدش معترض خلص الكلام ثم نهض من على الطاولة متجهاً إلى غرفته

_________________________

اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close