حكاوي_قلب❤
الفصل_السادس حتي الفصل العاشر
ندا_حسن
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
كان جاسر يقف في بهو المطار مع ندا وهم يتحدثون ثم سمعوا صوت صراخ أنثوي يهتف قائلاً : نداااااااا
نظروا ناحية مصدر الصوت وجدوا هناك فتاة تركض ومن خلفها شاب ولكنه على ما يبدو رزين، كان يجر عربة حقائب كبيرة يبتسم بهدوء
ندا وهي تركض لتحتضن أختها : حبيبتي نريموو
عانقوا بعضهم بشدة
هتفت نرمين بصوت يمتلئ بالشوق والحنين : ندا وحشتيني أوي
صاحت ندا وهي تعانقها : وأنتِ كمان وحشتيني أوي
هتف من خلفهم جاسر ضاحكاً : ايه يا نرمين هي ندا بس اللي أختك
نرمين وقد انتبهت إلى جاسر الواقف خلف ندا : أبيه جاسر
ثم اتجهت لتعانقه هو الآخر بسعادة : وحشتني أوي
هتف جاسر وهو يشدد على احتضانها : وأنتِ كمان وحشتيني أوي
صاح أحمد قائلاً بابتسامة : وأنا ايه مليش في الليلة دي
ذهبت إليه ندا وشددت على احتضانه هاتفة : حمادة حبيبي حمدلله على السلامة، مصر نورت
صاح أحمد بهدوء مبتسماً : منوره بيكِ
ثم ذهب أحمد ليعانق جاسر : أزي حضرتك يا أبيه
أجابه جاسر مبتسماً : الحمد لله وحمد الله على السلامة
أردف مجيباً إياه : الله يسلمك
صاح جاسر : طب يلا بينا أحسن أمك كلت دماغي
أحمد ونرمين : يلا
أخذ أحمد وجاسر الحقائب وسارت ندا ونرمين خلفهم
وضعوا الحقائب في صندوق السيارة الخلفي، ركبت ندا ونرمين في المقعد الخلفي وتولى جاسر مهمة القيادة وأحمد يجلس بجواره،
وصلت السيارة إلى الڤيلا بعد وقت ليس بالطويل، فتح الحارس البوابة الإلكترونية عن طريق الضغط على زر الفتح،
وقفت السيارة أمام البوابة الداخلية للڤيلا ثم ترجل منها جاسر وأحمد ونرمين وندا،
اتجه إليهم الحارس والجنايني ليسلموا على أحمد ونرمين فهم منذ بداية العام الدراسي وهم في أمريكا للحصول على شهادة الفنون الجميلة من جامعة أمريكية،
بعد السلام والترحاب أخذ الحرس الحقائب بمساعدة الخدم ودخلوا بها إلى بهو الڤيلا،
دخل أحمد وجاسر ونرمين وخلفهم ندا، قابلتهم الدادة سميحه ثم عانقتهم وهي تهتف بسعادة بالغة
: حمدالله على السلامة البيت نور بأخر العناقيد
أجابتها نرمين بابتسامة : الله يسلمك يا دادة عاملة ايه
ردت عليها سميحة بهدوء : أنا بخير طول ما انتوا بخير
صاح أحمد سائلاً إياها : هي ماما وبابا فين
خرج والدهم من مكتبه على صوتهم واتجه إلى ناحية أولاده وعانق كلاً منهم وهتف بمدى سعادته،
أتت ريم من غرفتها ورحبت بهم ترحاب يليق بأولاد عائلة الشرقاوي وظلت تبكي كثيراً فرحة بعودة أولادها
صاحت ندا سائلة والدتها التي كانت تبكي : يا ماما أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي المهم ولادك قدامك أهم
أجابتها ريم وهي تبكي مُحتضنه أحمد ونرمين معاً : كانوا واحشني أوي
صاح والدهم قائلاً : وأهم في حضنك أهو بطلي بقى
أجابته ريم بضيق : طيب..... يا دادة حضري الغدا يلا
هتفت سميحة من الداخل : من عنيا
هتفت والدتهم قائلة : يلا يا ولاد اطلعوا ارتاحوا على ما الغدا يجهز
أومأ كل منهما ثم صعدوا وهم في غاية السعادة لأنهم في وسط عائلتهم التي أطلقت عليهم سهام الحب والسعادة
_________________________
كان يجلس في غرفته بعد أن تفرغ من كامل أشغاله، حمل الهاتف من على الكومود وجلس على الفراش ثم مدد ساقيه ووضع الساق اليمنى فوق اليسرى، أراح ظهره إلى ظهر السرير
عبث في الهاتف قليلاً ثم وضعه على أذنه وانتظر بعض الوقت ثم صاح قائلاً
: أيوه يا وليد.........امممم.....طيب ماشي تعالى بقى على ما ألبس........سلام
ثم ضغط على زر إغلاق الهاتف ووضعه على الكومود
ذهب إلى المرحاض الموجود بالغرفة ليستحم، خرج بعد قليل من المرحاض وهو يلف منشفة حول خصره وأخرى حول عنقه يجفف بها شعرة المُبتل واتجه ناحية غرفة الملابس
بعد قليل من الوقت خرج وهو يرتدي قميص أبيض يبرز عضلات صدره وفتح أول زرين منه وبنطال لونه كافية وحذاء بني اللون وشمر عن ساعديه وارتدى ساعته الفارهة
ثم أخذ هاتفه من على الكومود وذهب باتجاه باب الغرفة ليخرج منه ومن ثم ذهب بالممر، نزل على درجات السلم ووجد وليد كان يدلف من باب القصر
صاح وليد وهو يدلف قائلاً : يلا يا باشا
أجابه وهو ينزل الدرج مبتسماً : أنا جاي أهو
استكمل حديثه سائلاً : هنروح فين
رد عليه وليد بهدوء وهو يضع يديه في جيب بنطاله : بار *******
ثم أكمل ضاحكاً : عند روز
هتف حازم بانزعاج : ياخي بلا روز بلا زفت
هتف وليد بتهكم : طب يلا ياخوبا
ثم خرجوا من بوابة القصر وصعدوا إلى السيارة، ركب خلف المقودة وليد ومن جانبه حازم واتجهوا إلى وجهتهم
_________________________
كان جالس في غرفته فهو منذ علم أن من أحبها هي حبيبة صديقة وهو لا يتحدث كثيراً ودائما مهموم لا يخرج مع جاسر كما السابق،
عند انتهائه من عمله تأخذه قدمه إلى غرفته ليظل وحيدا يؤنب نفسه على ما حدث
فتح خالد شرفة غرفته وخرج إليها، وقف في الشرفة وهو يتذكر كل شيء مر عليه منذ أن علم بهذا الشيء البغيض
حادثه عقله محذراً إياه : أوعى تفكر فيها دي مهما كانت حبيبة صاحبك وأنتَ عارف أنهم هيتجوزوا
ليرد عليه قلبه الذي ألمه من فكرة زواجها بغيره : لا مينفعش أنا بحبها
أجابه عقله مرة أخرى وكأنه يغلق كل الطرق : طب ما هو كمان بيحبها والأهم هي كمان بتحبه
علم قلبه أن لا مفر من حقيقة حديث عقله اختلق عذراً يدري أنه خطأ ولكنه يحاول
: ممكن أصلًا متكنش هي
فأجابه عقله ثانيةً : أنتَ بتضحك على نفسك اومال لو مكنش مكلمها قدامك
صاح قلبه متعلثمًا : طب .....طب ما هو لازم يكون فيه حل
أجاب عقله حازماً الأمر : الحل إنك تنساها وبعدين دي مرة واحدة اللي شوفتها
أجابه قلبه الذي يتألم لما يحدث : ما هي دي المشكلة، من يومها وهي مفرقتنيش.. أنا بحبها أوي......لا حب ايه أنا مجنون بيها
صاح العقل بتهكم : طب وصاحبك ....هتخونه
فقال قلبه سريعاً بنفي : لا طبعاً
سأله عقله بهدوء : اومال هتعمل ايه بقى
وقبل أن يرد هذا الأخير بجملته صرخ خالد بهم منهياً هذا الحوار المهلك : بس انتوا الاتنين أنا مش هخون صاحبي وهنساها، أيوه هو ده الحل
ثم دلف من الشرفة لينفتح باب غرفته وتطل منه سيدة في عقدها الخامس
* سعاد : هي والدة خالد سيدة طيبة القلب ولكن حازمة في قراراتها، أحياناً تكون قاسية جداً لمصلحة أولادها
دلفت إلى الغرفة وهي تهتف : يا حبيبي يلا علشان تاكل
صاح خالد بهدوء مُجيباً : مليش نفس يا ماما
تقدمت منه ثم هتفت بضيق وعدم راحة لما يحدث بحالة أبنها : يا خالد أنا من ساعة ما رجعت من عند أختك بقالي كام يوم أهو وأنتَ على حالك ده.... مالك بس
أجابها هو بعصبية وضيق : مليش وأقولك علشان نخلص يلا أنا هاكل
قالت سعاد بهدوء وهي تربت على كتفه : طب يلا يا حبيبي
صاح خالد وهو يخرج معها من الغرفة : يلا
ثم ذهبوا ليتناولوا الطعام سويًا
_________________________
مر يومان على الجميع في هدوء ولكن كل منهم يفكر في شيء
مر اليومان كباقيهم على خالد وهو يحاول نسيان ندا ظنًا منه أنها فريدة ولا يجب عليه خيانة صديقة مع علمه بمدى حبه لها
وجاسر الذي كان يحاول جاهدًا في انهاء تلك القضية المعقدة بمساعدة خالد لكي يستطيع التفرغ لخطبة فريده ولاحظ أيضا تغير خالد المفاجئ وسعى جاهدًا لمعرفة السبب ولكنه آبى أن يتحدث
ندا التي كانت سعيدة جداً بعملها هذا أحبته كثيراً واجتهدت في تلك اليومين الماضيين،
أحبها الموظفين كثيراً ولكن كان هناك من يحادثها مصالح فهي في النهاية ابنة صاحب الشركة،
كانت تحادث ياسر خفية في أوقات فراغها ومنتظرين عودة والده التي تبقى عليها القليل من الأيام
أحمد ونرمين الذين منذ مجيئهم وهم يخرجوا ويتمتعوا بجو بلدهم التي غابوا عنها لكثير من الوقت
فريدة التي كانت تحادث جاسر كل يوم وهي غايه في السعادة منتظرين القدوم خطوة للأمام
ياسر الذي ظل على ما يفعله وهو ما حرمه الله والتلاعب بمشاعر ندا وكذبه وخداعه لها ولكن هناك شيء لم يكذب فيه وهو أنه يريد أن يتزوجها فقط لامتلاكها
محمد وريم كانوا يروا استقرار حياة أولادهم الهادئة والسعادة تغذوهم، يدعو لهم بالتوفيق
وقد قرر محمد أن يكمل أولاده تعليمهم في مصر ولن يعودوا لسفر مرة أخرى
________________________
في مقر شركات الشرقاوي فى مصر
في قسم التصميمات المعمارية
تجلس ندا على مقعد مقابل مالك الذي كان ينظر بتمعن إلى الأوراق التي بيده
تحدث مالك باعجاب موجه حديثه لندا : هايل أوي يا ندا .....بجد أنتِ ممتازة في الشغل
صاحت مبتسمة : احم ... شكراً أوي يا أستاذ مالك ده بس من ذوقك
ضحك مالك ثم قال بخبث : ايه أستاذ دي أنا مش كبير أوي كده من يوم ما جيتي وأنتِ بتقوليلي أستاذ
أجابته هي بخجل : أيوه حضرتك مهما كان بردو المسؤول هنا وأنا لازم احترمك حتى لو كنت من سني
ضحك مالك بصوت عالي ثم هتف : لا يا ستي أنا بحب اسمي بس كده من غير ألقاب وبعدين ده مالوش شأن بالاحترام
نظرت إلى الأرض وهي تقول بخجل : بس
لم يعطيها الفرصة للرد وقال : مبسش .... أنا مالك بس
قالت ندا مجيبه إياه : حاضر
صاح قائلاً بجدية : طب قولي كده
عقدت مابين حاجبيها بعدم فهم : أقول ايه
مالك والابتسامه تغزو وجهه : قولي مالك
اردفت قائلة بجدية : نعم
قال مالك مبتسماً : ايه ....عايز أجرب أسمع اسمي يا ستي منك
هتفت وهي تنظر للأرض بحرج وقد احمرت وجنتيها : احم....... مالك
عند سماع مالك اسمه من بين شفتيها شعر بأسهم تغزو قلبه بالفرحة والسعادة لا يعلم ماذا يحدث له معها ولكن قلبة سار يقرع كالطبول
تحدث مالك بابتسامة وحب : تعرفي إني أول مرة أسمع اسمي ويكون حلو كده
نظرت له باستغراب ثم هتفت وهي تحاول انهاء الموضوع : احم شكراً..........طيب ممكن تديني الورق علشان أخلصه وارجعه ليك تاني
أجابها سريعاً بهدوء : طبعاً
مد يده لها بالاوراق، أخذتها منه ثم وقفت وهتفت بهدوء : عن أذنك
مالك : اتفضلي
خرجت ندا من المكتب بخطوات سريعة لتتحاشى هذا المالك الذي منذ مجيئها إلى الشركة واختيار والدها له أن يكون المسؤول الأول عنها وهو يتابعها بنظرات غريبة وأحياناً يسرح وهو ينظر لها وأخيراً كلامه المحرج هذا بالنسبه لها لا تدري ما ذلك هل هو أبله أم ماذا
تنهد مالك بعد خروجها وهو يحدث نفسه قائلاً بهيام : اه يخربيتك عملتي فيا ايه بس
بعد انتهاء يوم ندا في الشركة حادثتها فريدة أثناء خروجها من مبنى الشركة، ذهبت ناحية سيارتها وصعدت إليها وهي تحادثها
صاحت ندا عبر الهاتف وهي في السيارة : أيوه لا أنا هروح البيت أغير هدومي وأعدي عليكِ
هتفت فريدة من الطرف الأخر : طيب أنا كمان هطلع أغير واستناكِ
أجابت بهدوء : طيب وأنا مش هتأخر عليكِ
فريدة : ماشي
أكملت سائلة إياها : طب إحنا هنروح المول ....في مول جديد وجميل أوي سمعت عنه
أجابتها ندا بالنفي : لا هنروح لجاسمين عندها شوية حاجات جميلة بعتتلي شوية تصميمات تحفة هتعجبك أوي
فريدة : اوكي ...يلا باي هروح أجهز
صاحت بهدوء : باي
ثم وضعت ندا الهاتف في حقيبتها التي كانت بجانبها على المقعد وأدارت المقودة متجهه إلى ڤيلا الشرقاوي
_______________________
اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤
#حكاوي_قلب❤
#الفصل_السابع
#ندا_حسن
كانت فريدة في غرفتها وضعت الهاتف على المنضدة بعد أن حادثت ندا وتوجهت لدولاب الملابس الخاص بها
بعد قليل من الوقت خرجت وهي ترتدي ملابسها وقفت أمام المرآة الموجودة بالغرفة مشطت شعرها ووضعت بعض من لمسات الميك أب الرقيق ثم وضعت بعض النقود في حقيبتها والهاتف أيضاً وخرجت من الغرفة،
سارت في الممر المؤدي إلى درج المنزل نزلت علي السلم بخطوات ثابتة لتقف في بهو الڨيلا وهي تهتف في أحد الخدم بصوت عالي : سميرة ....يا سميرة
أتت لها خادمة من المطبخ وهي تسرع في خطواتها مُجيبه إياها : نعم يا فريدة هانم
صاحت فريدة سائلة إياها : بابا خرج ولا لا
أجابت سميرة بهدوء : لا يا هانم البيه جوه في مكتبه
اردفت فريدة : ماشي روحي أنتِ
أجابتها الخادمة بهدوء : تحت أمرك يا هانم
ذهبت الخادمة في إتجاه المطبخ بينما ذهبت فريدة في إتجاه مكتب والدها، سارت في خطوات ثابتة، وصلت أمام باب المكتب دقت عليه مرتين
سمعت إذن والدها بالدخول لتفتح الباب وتدلف إلى المكتب، كان والدها يجلس علي مكتبه عندما رأها ترك ما في يده من أوراق وصب جم أنظاره إليها
دخلت فريدة الغرفة وقفت أمام مكتب والدها فهتف وهو يعقد مابين حاجبيه سائلاً إياها
: أنتِ خارجة ولا ايه
أجابته فريدة باحترام : اه بعد أذنك يا بابا هخرح أنا وندا علشان نجيب فساتين لفرح دنيا صحبتنا
أجابها والدها متفهمًا : اه......طيب هي فين
تحدثت قائلة : ندا زمنها جاية دلوقت
صاح هو بهدوء وحنان : طب خدي السواق والعربية معاكم
أجابته هي رافضة : لا ندا معاها عربيتها
قال لها مرة أخرى : طيب محتاجه فلوس
أجابته بهدوء : لا يا بابا معايا
قال والدها مبتسماً : ماشي....لو احتاجتي حاجة كلميني
فريدة : اوكي يلا باي يا بابا ... أنا هستناها بره في الجنينة
رد عليها والدها : ماشي...مع السلامة
خرجت فريدة من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم ذهبت باتجاه بوابة الڤيلا فتحت البوابة وخرجت لتجلس على الأرجوحة التي بالحديقة منتظرة ندا،
نظرت إلى الهاتف بيدها وعبثت به قليلا لتحادث جاسر خلال انتظارها
_________________________
كان جاسر يقف يلملم أشيائه من على المكتب لكي يخرج بعد انتهائه من أشغاله ولكن رن هاتفه
أخذه من على المكتب وجد المتصل فريدة، ضغط على زر الرد
هتف جاسر بابتسامة : الو أيوه يا حبيبتي
صاحت فريدة بكسوف : احم.....ازيك
هتف هو باستغراب : نعم ..... أنتِ مكلماني علشان تقوليلي ازيك
أجابته بضيق : وفيها ايه مش بطمن عليك
رد عليها جاسر بسخرية وهو يحاول مضايقاها
: طب ما أنتِ مكلماني الصبح
صاحت فريدة بحدة : تصدق أنا غلطانه إني بكلمك أصلاً..سلام
ضحك جاسر بصوت عالي وهو يهتف بها : يا مجنونة استني
ولكن كانت فريدة قد أغلقت الخط
وقبل ذلك بقليل كان خالد ذاهب إلى مكتب جاسر ليخرجوا سويًا في محاولة منه لتعود العلاقة كما كانت في السابق وقف على باب المكتب الذي لم يكن مغلق كلياً فسمع ما قيل،
حاول أن يتغاضى عن ألم قلبه والدموع التي تجمعت في مقلتيه فقط من أجل تخيلها مع غيره......تحامل على نفسه ودق الباب
أجابه جاسر من الداخل : ادخل
دلف خالد إلى المكتب وهناك لمعه غريبة في عينيه قائلاً : احم...... أنا ماشي هتمشي ولا ايه
صاح جاسر : اه يلا أنا كمان كنت ماشي
خرجا معًا هما الاثنان متجهين إلى بوابة المقر
حاول جاسر اختلاس الكلام من خالد على سبب حالته تلك ولكن هو تحفظ على عدم البوح بما في داخله
هتف جاسر وهو ينظر له نظرة ذات مغزى : هاااا مش ناوي تقولي مالك
ضحك خالد ضحكة زائفة بسيطة وهتف : مالي يعني......ما أنا حلو أهو
رد عليه جاسر بتأكيد : كداب .....أنتَ مش شايف نفسك ولا ايه
مازالت تلك الابتسامة الزائفة متواجدة ليكمل هو قائلاً : يا جدع مفيش حاجة..... أنا بس مخنوق شويه ومن غير سبب علشان متسألش ليه
جاسر وقد علم أن صديقه لن يتحدث بسهولة أو أنه لا يريد البوح بما يحدث له
: ماشي .....بس هستنى أما تقولي مالك
ثم أكمل : أنا هروح الفرح بكرة مع ندا وفريدة هنتقابل هناك
هتف خالد بلامبالاة : أنا مش رايح
أجابه جاسر بذهول قائلاً : نعم
تحدث خالد مجيباً إياه : مليش نفس أروح
أردف جاسر وهو يحاول إقناعه : يا جدع علشان خاطر صاحبك......دا فرحه يعني مرة واحدة مش كل يوم
خالد : مش عارف
أجابه بحزم : هو ايه اللي مش عارف...هتروح وهستناك ماشي
خالد وهو يتنهد بتعب فهو لا يريد الذهاب كي لا يراها ولكن سيتحامل على نفسه من أجل صديقه والوقوف بجانبه في مثل ذلك اليوم
أجاب خالد بهدوء : ماشي ...نتقابل هناك
هتف جاسر مبتسماً : طب يلا سلام
خالد : سلام
ثم اتجه كل منهما إلى سيارته متجهين إلى وجهتهم المنشودة
_________________________
كانت ندا في المطبخ مع الدادة سميحة وهما يتحدثان
قالت سميحة متسائلة : أنتِ خارجة يا حبيبتي
أجابت ندا بهدوء : اه يا دادة هنروح أنا وفريده نجيب فساتين لفرح دنيا خلاص مفيش وقت
سميحة وهي تتحدث بعاطفة أم : طب ياحبيبتي كُلي حاجه أنتِ جيتي من الشركة يا دوب غيرتي وهتمشي كدا على طول ....استني أنا اجبلك حتى سندوتش
ذهبت ندا إلى الدادة سميحة واحتضنتها من ظهرها ووضعت ذقنها على كتفها وتحاوطها بذراعيها ثم تحدثت بمرح
: بصي يا حجوجة سميحة أنا هروح مع فريدة نلف شويه وهنروح نأكل أكيد يعني، ما أنتِ عارفة إني مفجوعة وبعدين هنيجي على طول لما ماما تيجي من النادي قوليلها إني مشيت ......تمام يا حجوج
سميحة والابتسامة تغزو شفتيها وامتلئت عيناها بدموع السعادة لحنان وحب ندا لها فهي كانت الأقرب لها دائماً
: ماشي يا حبيبة الحجوج .....بس إحنا لينا قاعده سوا علشان تحكيلي عملتي ايه مع ياسر
تحدثت ندا سريعاً : شششش ايه يا دادة هنتفضح كدا
قالت سميحة بهدوء : لا متخافيش .....ويلا امشي علشان متتأخريش
هتفت بابتسامة : ماشي يلا مع السلامة
سميحة : مع السلامة يا حبيبتي
خرجت ندا من المطبخ وسارت في بهو الڤيلا متجهة إلى البوابة فتحتها ثم خرجت منها واستقلت السيارة متجهة إلى فريدة
بعد أن خرجت ندا من المطبخ رفعت سميحة يديها للدعاء بحنان وعاطفة أمومة : ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة ويريح بالك يا ندا يا بت ريم ومحمد ويسعدك سعادة الدنيا والآخرة
_________________________
كان يجلس على مكتبه ثم رفع سماعة الهاتف الأرضي على أذنه
هتف حازم بجدية : جين لو سمحتي أحضري لي من وليد الملف الذي أعطيته إياه لينهيه
تحدثت بصوت رقيق مصطنع : حسناً سيدي
وضع سماعة الهاتف ثم عاد بظهره إلى ظهر المقعد واستدار به لينظر من اللوح الزجاجي على المارة في الشارع
دقائق وسمع صوت طرقات على باب المكتب، استدار وسمح للطارق بالدخول
حازم : تفضل
دلفت جين إلى المكتب وهي تتلوى بجسدها يميناً ويساراً وعلى وجهها ابتسامة رقيقة مصطنعة
تحدثت جين : تفضل سيدي
حازم بجدية وإيجاز وهو يشير على سطح المكتب : ضعيه هنا
وضعت جين الملف على سطح المكتب فقال لها حازم : لو سمحتي جين اطلبي رئيس قسم الحسابات هنا
هتفت وهي تبتسم : حسنًا سيدي...بعد أذنك
حازم : تفضلي
ذهبت جين وهي تتمايل مثلماً دخلت تعمل على جذب انتباهه ولا تدري أنه يرى كل ما تقوم به،
بعد خروجها ضحك حازم ضحكة سخرية لأنه يعلم ما تريده وما تفعله
________________________
كان محمد قد عاد من الشركة وكذلك ريم من النادي، يجلسون على مائدة الطعام لتناول الغداء
دخلت الدادة سميحة وهي تضع بعض الأطباق مع بعض من الخدم،
تحدثت ريم وهي تنظر لسميحة سائلة إياها : هو جاسر وندا مجوش ولا ايه
أجابتها سميحة بهدوء : ندا جت وخرجت مع فريدة علشان يجيبوا فساتين وقالت هتاكل بره وجاسر لسه مج..
لم تكمل سميحة جملتها إلا وكان جاسر خلفها يتحدث بمرح : أنا هنا أهو
قالت له سميحة مُبتسمة : حمدلله على السلامة
أجابها هو الأخر مبتسماً : الله يسلمك
جلس على مقعده وشرع في تناول الطعام مع والديه
تحدث محمد وهو ينظر لجاسر : هو مش الفرح ده بكرة
أجابه جاسر بهدوء : اه
فقال والده بهدوء : خلي بالك كويس من ندا وفريدة
أجابه جاسر بحنق : هو أنا عيل يعني يا بابا
هتف والده بهدوء : أنا بقولك بس
جاسر : ماشي يا بابا
_________________________
بعد أن خرجت ندا من الڤيلا ذهبت إلى فريدة وأخذتها وذهبوا إلى بوتيك جاسمين للملابس الراقية،
كانت جاسمين على معرفة بندا وفريدة فهما دائماً ما يذهبان لها
صفت ندا السيارة أمام البوتيك وترجلت منها هي وفريدة ثم ذهبوا باتجاه البوتيك وما أن دلفوا حتى اتجهت لهم جاسمين تهلل بالترحاب بهم وهي سيدة في أواخر العقد الثالث
هتفت جاسمين بفرح : ايه ده أميرات مصر عندنا هنا
صاحت ندا مُبتسمة : كُلي بعقولنا حلاوة
ردت عليها فريدة ضاحكة : لا يا ندا دي حتى مدام جاسمين مش كده خالص
تحدثت جاسمين وهي تمثل البراءة : شفتي يا فريدة ندا بتظن فيا الوحش إزاي
صاحت ندا ضاحكة : لا أبدًا دا أنا حتى بحبك أوي
ادرفت جاسمين بهدوء : ماشي يا ستي ....يلا تعالوا اوريكو الفساتين اللي هنا ......بجد تشكيلة جميلة أوي وألوانها تحفة
فريدة : يلا
ثم أخذتهم جاسمين وذهبوا في الرواق صعدوا على درج سلم حديدي في منتصف البوتيك ومن بعدها بدأوا رحلة البحث عن فساتين متشابهة لهم هم الاثنين
صاحت فريدة وهي ممسكة بفستان زهري اللون طويل مفتوح من عند الصدر : جميل ده
هتفت جاسمين : تعالي قسيه
فريدة : اوكي
ذهبت فريدة لترتدي الفستان وظلت ندا تبحث هي أيضاً، خرجت فريدة وهي مرتدية الفستان ولكن لم تعجب به ندا كثيراً
صاحت فريدة تسأل ندا : ايه مش حلو
قالت ندا وهي تلوي شفتيها : في هنا أحلى منه
أجابتها فريدة بعدم اقتناع : اه أنا مش حساه بردو
صاحت جاسمين وهي تشير بيدها : طب تعالي هناك كده
ثم ظلوا يبحثون كثيرا و ينتقون هذا ولا يعجبهم ذاك وأخيراً حصلوا على ما أرادوا،
أخذوا فساتين متشابهة ثم حاسبوا جاسمين وذهبوا إلى المطعم ليتناولوا الطعام ومن ثم بعدها أخذت ندا فريدة إلى منزلها
صاحت فريدة وهي تترجل من السيارة : يلا باي نتقابل بكرة
قالت ندا بجدية : تمانيه بالدقيقة هكون هنا أنا وجاسر تمام
صاحت فريدة : تمام ......يلا باي
ندا : باي
ثم أدارت المقودة متجهة إلى ڤيلا الشرقاوي
_______________________
اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤
#حكاوي_قلب❤
#الفصل_الثامن
#ندا_حسن
كان جاسر يجلس في الحديقة الخلفية للڤيلا على طاولة مستديرة في منتصف ستة كراسي ملتفين حولها،
وضع ساقًا فوق الأخرى وأراح ظهره إلى ظهر المقعد، كان ممسكاً بالهاتف على أذنه باليد اليسرى ويعبث بشعره باليد اليمنى
تحدث جاسر مبتسماً : اه......خدي بالك أنا قولتلك تجبيه محترم
أجابته فريدة من الجهه الأخرى ببراءة مصتنعة : اه والله محترم خالص
صاح جاسر بحب : مصدقك
هتفت فريدة بعفوية : طب ايه قضيتك ايه ظروفها
رد عليها بمشاكسة : شكلنا مستعجلين على الجواز أوي
هتفت بكسوف وتردد : ايه لالالا..... أنا.. أنا كنت بسأل بس
هتف جاسر ضاحكاً : ايه بس اهدي كده
تحدثت فريدة وقد احمرت وجنتيها كثيراً : ما...ما أنا هادية أهو
أجابها بسخرية : لا ما هو باين
فريدة : طب يلا باي بقى علشان بابا عايزني
صاح هو بهدوء : ماشي مع السلامة خدي بالك من نفسك
قالت مبتسمة : وأنتَ كمان .....سلام
جاسر : سلام
وقف جاسر وعدل من ملابسه متوجها إلى الڤيلا
دخل من بوابة الڤيلا متوجها إلى غرفته
_________________________
كانت ندا في غرفتها تقف في الشرفة وهي تتحدث مع ياسر عبر الهاتف
تحدث ياسر من الطرف الأخر بحب تملك : كلها كام يوم وهتبقي على اسمي ومش هيبقي فيه شغل تاني
تفاجأت ندا من حديثه كثيراً فهو لم يذكر ذلك من قبل وهي لن تقبل به
تحدثت بتفاجئ من حديثه الغير متوقع : نعم......هو ايه ده اللي مفيش شغل أنا مش فاهمه
صاح بهدوء : يعني لما نتجوز مش هتشتغلي
أجابته بعند قائلة : بس أنا عايزه أشتغل
قال هو بهدوء مرة أخرى : أنا مش هخليكِ محتاجة الشغل ده
هتفت ندا بحدة : ومين قالك إني بشتغل علشان فلوس أنتَ عارف أنا مين كويس ..... أنا بشتغل علشان أحقق حاجه لنفسي
صاح ياسر بضيق من طريقة حديثها معه : بعدين نتكلم في الموضوع ده يا ندا
تحدثت بعند أكبر من زي قبل : لا يا ياسر مش بعدين
هتف ياسر قائلاً بعصبية : يعني أنتِ عايزه ايه دلوقتي بلاش خنقة
تحدثت صائحه بتفاجئ : يعني أنا خنقاك
أجابها ياسر بحدة : يوووه ....ياستي أنا مش عايز مراتي حد يشوفها غيري مش عايزك تمشي وتشتغلي ...أنتِ هتقعدي في البيت ملكة
لم تتخل عن عِندها ذلك فقالت له بسخرية : لا هشتغل طبعاً أنا مش عايزة أقعد ملكة أنا حرة
تحدث ياسر الذي وصل إلى قمة غضبه : طب اقفلي علشان ماتخنقش أكتر من كدة
صاحت بذهول : نعم
هتف قائلاً سريعاً : مع السلامة
ثم أغلق الهاتف في وجهها، نظرت ندا إلى الهاتف في يدها وجدت أنه قد أغلق الخط
انعقد مابين حاجبيها باندهاش وحدثت نفسها بذهول
: ايه الجنان والهبل ده؟.....دا قفل في وشي
طرقت سميحة على باب الغرفة عدة مرات ولكن ندا كانت شاردة بالشرفة لم تسمع طرقها
فتحت سميحة الباب ودلفت إلى الغرفة، وجدت الشرفة مفتوحة توجهت لها وقفت خلف ندا ووضعت يدها على كتفها فانتبهت لها ندا واستدارت لتقف في وجهها
تحدثت ندا بهدوء : أنتِ هنا من امتى أنا مخدتش بالي
هتفت سميحة وهي تربت على كتفها : أنا بقالي شوية بخبط بس أنتِ مردتيش فدخلت
أجابتها ندا وهي تتوجه للداخل : طب تعالي ندخل جوه الجو بيبرد
قالت سميحة وهي تدلف معها : يلا
جلست ندا على طرف الفراش وأمامها سميحة التي كانت تبتسم بهدوء وحنان
صاحت سميحة قائلة بحنان أموي : مالك يا حبيبتي شكلك مش زي الصبح
ذهبت ندا وجلست بجوار سميحة ثم تمددت ووضعت رأسها على ركبة سميحة فاخذت تمسح على شعرها بحنان
: طب احكيلي يلا مالك
هتفت بها سميحة وهي تربت على شعرها بهدوء وحنان
ندا وهي تائهة لا تعرف وجهتها : مش عارفة يا دادة حاسة إني تايهه ومش عارفه أعمل ايه....حاسة إني مش مرتاحة مع ياسر ... لسه محبتوش الحب اللي يطيرني في السماء ....بس بقول لنفسي بكرة أحبه مع أن أنا نفسي أعيش قصه حب الأول
تنهدت وأكملت : بس هو كمان صعبان عليا أوي يعني بقالنا سنة مع بعض وهو بيعملي اللي أنا عايزاه .... أحياناً بنشد مع بعض بس هو كويس
أخذت نفس عميق وهتفت : بجد مش عارفه أنا عايزه ايه، ياسر ده كان واخد نظر كل بنت في الجامعة حتى أنا أول ما اتعرفت عليه بس مش عارفة ايه اللي اتغير
مسحت سميحة على خصلات شعرها بحنان وهتفت قائلة : طب هو فيه حاجة مش عجباكِ مثلاً
قالت ندا وهي تلوي شفتيها : لا ياسر شيك جدًا وطيب وبيهتم بيا وأكيد نجح وبقى مهندس وكمان معاه فلوس......هو كامل بالنسبة لأي بنت
تحدثت سميحة وهي تنظر لها : طب كده العيب من عندك ..... أنتِ ايه اللي مضايقك ومخليكِ مسحتي الانجذاب اللي كان نحيته
ندا وهي تتحسس موضع قلبها بحيره : مش عارفه بس قلبي بيقولي إننا مش هنكمل مع بعض
سألتها سميحة قائلة : ليه كده بس بما إنه حد مناسب وبعدين ما فيه ناس ما بيحبوش بعض إلا بعد الجواز
هتفت ندا قائلة : قلبي اللي بيقول...... إحساس بيجيني على طول إن إحنا مش هنكمل
قالت سميحة بهدوء : طب بس استهدي بالله كده وإن شاء الله خير .....ويلا قومي نامي علشان بكرة يوم طويل
صاحت ندا وهي تعدل من جلستها على الفراش : اه صح
وقفت سميحة على قدميها ثم انحنت بجذعها قبلت رأسها وهتفت : تصبحي على خير
أجابتها ندا بابتسامة : وأنتِ من أهل الخير
خرجت سميحة من الغرفة بخطوات هادئة ووصدت الباب خلفها،
نزلت ندا من على الفراش متوجهة إلى المرحاض، خرجت بعد قليل من الوقت ثم توجهت نحو الفراش وتمددت عليه
أغلقت النور وأغمضت عينيها وغفت في لحظات بسب طول اليوم وعنائه
_________________________
تسللت أشعة الشمس الذهبية من بين ستائر شرفتها لتتركز عليها في سكونها التام ومن ثم بعدها بدقائق ليست قليلة رن منبه الهاتف بجوارها ونتيجة لذلك تمللت في فراشها وهي تحاول فتح عينيها ببطء لتعتاد على الضوء القوي
انتصبت في جلستها على الفراش ثم تثائبت واضعة كف يدها على فمها، هبت واقفة على قدميها وذهبت إلى المرحاض
في خلال دقائق خرجت وهي تلف منشفة كبيرة حول جسدها، توجهت إلى المرآة ونشفت شعرها ثم اتجهت إلى غرفة الملابس الخاصة بها
قليل من الوقت وخرجت وهي ترتدي
بنطالا أزرق ممزقاً من عند الركبة وبدي أبيض وفوقه جاكت أبيض وحذاء عالي الكعب لونه أصفر وارتدت ساعة صفراء
مشطت شعرها وأخذت هاتفها ومفاتيحها وحقيبتها التي كانت نفس لون الساعة والحذاء ثم توجهت إلى خارج الغرفة بخطوات ثابتة واثقة سارت في الرواق المؤدي إلى درج السلم نزلت عليه بهدوء وثقة لم تستمع إلى صوت أحد من عائلتها ذهبت ناحية المطبخ ووجدت سميحة تجلس علي طاولة مربعة في منتصف المطبخ تقطع خضراوات
رأتها سميحة فهتفت في قلق : ايه مالك يا حبيبتي صاحية بدري كدا ليه
ذهبت ندا ووضعت الحقيبه علي المقعد ثم اتجهت ناحية الثلاجة وأخذت منها علبة الجبن ثم جلست علي المقعد المواجهة لسميحة وهي تعُد سندوتش
تحدثت ندا بهدوء : النهاردة يوم طويل أوي وفي شغل في الشركة مش لازم يتأخر هروح بدري اخلصه علشان ألحق اجي وأجهز ...هنمشي بدري علشان الطريق
هتفت سميحة قائلة : ماشي يا حبيبتي
ثم وقفت وسارت في خطوات هادئة ناحية الحوض لغسيل الخضراوات
انتهت ندا من أكل السندوتش ثم غسلت يديها : يلا يا دادة أنا ماشية .... عايزة حاجة
ردت عليها سميحة بحنان : عايزه سلامتك يا حبيبتي
أخذت ندا حقيبتها وذهبت بخطواتها الواثقة
خرجت من الڤيلا متجهة نحو الجراش لتخرج السيارة، وجدت السائق عصام ينظف سيارة جاسر
صاحت ندا مبتسمة : صباح الخير يا عمو عصام
هتف عصام مبتسماً هو الأخر : صباح النور يا باش مهندسة ..... تحبي اوصلك
أجابته بالنفي : لا خليك أنا هاخد العربية علشان وأنا راجعه أنتَ ساعات بتبقى مع بابا
عصام : ماشي يا باش مهندسة
صعدت ندا خلف عجلة القيادة، وضعت المفتاح في مكانه المخصص ثم أدارت السيارة متجهة إلى شركة الشرقاوي
_________________________
وصلت ندا إلى الشركة ترجلت من السيارة وأعطت مفتاحها للعامل لركنها في الجراش
توجهت إلى البوابة الرئيسية ثم دلفت إلى الاستقبال
عاملة بمكتب الاستقبال تحدثت إلى ندا والابتسامة تغزو وجهها :
صباح الخير على أحلى مهندسة
أجابتها ندا بابتسامة : صباح الورد عليكِ يا شوشو......بقولك أستاذ مالك جه؟
هتفت بها الأخرى : أيوه جه من بدري مع إن مش عوايده
ندا : اممم طب يلا سلام
ثم توجهت صوب المصعد وضغطت على الزر وقفت لثواني، فتح الباب دلفت إليه ثم ضغطت على زر الطابق المنشود
وقف المصعد في الدور الذي به مكتبها ولكن لم تتوجه نحوه بل توجهت نحو مكتب مالك
دقت علي الباب سمعت إذن الدخول لتدلف إلى المكتب
ندا بابتسامة : صباح الخير
مالك والابتسامة تغزو شفتيه وصولاً إلى عينيه لمجرد رؤيتها : صباح الياسمين عليكِ
تحدثت قائلة بهدوء : أنا كنت عايزة الملف اللي بابا المفروض هيمضي عليه النهاردة علشان اخلصه
سألها مالك باستغراب : طب بدري كده ليه
صاحت بحرج وهي تحك مقدمة رأسها : احم .... أصل أنا جايه بدري يعني علشان اخلص كل الشغل بتاع النهاردة بدري وأمشي بسرعة
تفهم مالك ما تقوله وهتف بهدوء : اه طيب تمام ...اتفضلي أنتِ وأنا هخلي هنا تجيبه ليكي
ندا : تمام
خرجت من المكتب ثم سارت في الرواق المؤدي إلى مكتبها أخذت تعمل بسرعة لكي تستطيع الخروج مبكراً
أرسل إليها مالك الملف المطلوب وبعد كثير من الوقت وقد أصبحت الساعه مقاربة إلى الخامسة
وقد أنهكت ندا هذا اليوم لكثرة العمل والذهاب من هنا لهناك ولكن أخيراً تم كل شيء وجمعت أغراضها الخاصة ووضعتهم في الحقيبة وذهبت خارجة من الشركة
أتاها العامل بالسيارة فصعدت خلف عجلة القيادة واتجهت في طريقها إلى ڤيلا الشرقاوي
_________________________
وصلت ندا إلى المنزل صفت السيارة ثم توجهت إلى بوابة الڤيلا
كانت صاعدة على الدرج قبل أن تهتف بها سميحة قائلة : تعالي هنا كُلي الأول لسه بدري
هتفت هي بسرعة : معلش يا دادة أنا مش جعانة
تحدثت سميحة بإصرار : طب بس تعالي يلا بسرعة أنا حطيت الأكل أهو قبل ما تطلعي
حاولت ندا أن تتحدث معها : يا دادة
قاطعتها سميحة بحدة : يلاااا
أخذت ندا نفسا عميقاً ثم نزلت من على الدرج وسارت خلفها إلى المطبخ
جلست على الطاولة في المطبخ بعد أن وضعت حقيبتها على الكرسي بجوارها، وضعت لها سميحة الطعام، أكلت على عجلة من أمرها
صاحت سميحة قائلة بضحك : ما براحة هي الدنيا هتطير
قالت وهي تلوك الطعام في فمها بسرعة : دلوقت تلاقي جاسر جاي يقولي خلصي بسرعة علشان أنتِ باردة في لبسك وهنتأخر وكلام كتير
وبالفعل ما هي إلا لحظات ودخل جاسر المطبخ وهتف بحنق : ايه ده أنتِ لسه مطلعتيش تلبسي
قالت ندا بضيق : علي أساس إنك لبست
أجابها جاسر بتهكم : والله أنا دقايق وبكون لابس أما أنتِ محتاجه زمن
وقفت ندا وهي تضع لقمة طعام في فمها وهتفت : كلم فريدة علشان تجهز
ثم ذهبت إلى غرفتها مسرعة، حادث جاسر فريدة ثم صعد إلى غرفته لكي يجهز هو الآخر
أخذت ندا وقتًا طويلًا في لبسها حيث دلفت للمرحاض لتستحم ثم خرجت أخذت بعض الوقت لتجفيف شعرها،
لبست فستانها ثم وضعت بعض من مستحضرات التجميل الرقيقة لتظهر جمال وجهها وتركت لشعرها العنان
كان جاسر يقف في بهو الڤيلا وهو يتأفأف ثم نادى على خادمة من المطبخ
أتت له بسرعة وعلى عجلة من أمرها تهتف : نعم يا جاسر بيه
صاح هو بحنق : روحي شوفي ندا خلصت ولا ايه
الخادمة : تحت أمرك
صعدت الخادمة إلى غرفة ندا، دقت الباب لتأذن لها ندا بالدخول دخلت الخادمة الغرفة ثم تحدثت سائلة ندا
: جاسر باشا بيسألك خلصتي ولا لا
أجابت ندا بإيجاز : اه جايه أهو
ذهبت الخادمة لتخبر جاسر أنها على وشك النزول
أخذت ندا هاتفها وارتدت حذائها ثم ذهبت خارج الغرفة نزولاً إلى جاسر الواقف في بهو الڤيلا
رآها جاسر هتف بها بضيق وسخرية : كل ده بتلبسي لفرح صحبتك .....اومال لو فرحك هتجهزي في قد ايه
تحدثت ندا بفخر : فرحي يا حبيبي هجهزله في يوم من أوله
صاح وهو يجذبها من يدها بحدة إلى خارج الڤيلا : اه ما أنا واخد بالي
كانت السيارة تنتظرهم في الخارج بعد أن طلب جاسر من عصام بتنظيفها
صعدوا إلى السيارة ركب جاسر خلف عجلة القيادة وبجواره ندا ثم انطلقوا متوجهين إلى ڤيلا فريدة
_________________________
وصلت السيارة أمام بوابة ڤيلا منصور ذهبت فريدة متجهه لهم، صعدت في المقعد الخلفي للسيارة،
كانت لا تتخير عن جمال ندا فقد وضعت مستحضرات التجميل بحرفية وكان فستانها مشابها لفستان ندا في الألوان
تحركت السيارة متجهة إلى الفندق الذي يقام به حفل الزفاف
أثناء طريقهم حادث جاسر خالد في الهاتف
وضع جاسر الهاتف على أذنه ليحادث خالد، أنتظر ثواني معدودة
صاح جاسر قائلاً : أيوه أنتَ فين
أخذ خالد نفس عميق وزفره ثم هتف : أنا في الطريق
أجابه بابتسامة : تمام نتقابل هناك بقى
خالد : ماشي ....سلام
ضغط جاسر على زر القفل ووضع الهاتف في جيب سترته
وظلوا يتحدثون في أمور شتى لتضيع مسافة الطريق في الحديث،
وصلت السيارة أمام الفندق المنشود وقد كان حفل الزفاف بدأ، ترجلوا من السيارة وأعطى جاسر مفتاح السيارة للعامل لكي يصفها ثم دخلوا إلى الفندق ووقفوا أمام القاعه المنشودة
هتفت ندا وهي تنظر لجاسر : إحنا هنروح الحمام ونرجع
قال جاسر بهدوء : طيب بسرعة
ندا : تمام
ثم أخذت فريدة وذهبوا إلى الحمام
استدار جاسر لدخول القاعة ولكنه لمح خالد وهو قادم فذهب إليه ليدخلوا سويًا
جاسر وهو يحتضن خالد : عقبالك يا أبو الخلد
رد عليه خالد بهدوء ولكن لم تكن جملته تريد الخروج من بين شفتيه : عقبالك أنتَ كمان يا أبو الشوق
صاح جاسر وهو يشير إلى القاعة : تعالى ندخل يلا
خالد : يلا
ثم تذكر أن المفترض أخته وفريدة معه فهتف : اومال فين فريده وأختك
كاد جاسر أن يرد ولكن سبقته ندا بالنداء عليه
صاحت ندا بصوت عالي نسبياً : جاسر
استدار لها جاسر يهتف : أيوه أنا هنا
ذهبت ندا وفريدة متجهين إليه
كان حال خالد لا يصف فعندما رأها تذكر المرة الأولى التي رآها فيها وكأن العالم توقف من حوله وتسابقت دقات قلبه وكأنه السباق الحاسم للوصول إليها
ولكن تذكر فجأة أنها ستكون زوجة صديقه ولا يجب النظر إليها حتى، لم يكن يعرف المفاجأة التي ستحل عليه وتجلب معها فرح وسعادة لا توصف
وقفت ندا أمام خالد الذي كان بجوار جاسر وفريدة أمامه بجوار ندا
سألهم جاسر بهدوء : خلصتوا
أجابته فريدة مُبتسمة : اه خلاص
ظل خالد ينظر إلى ندا وقد استغربت تماماً من نظراته تلك، لما ينظر لها هكذا ولكن أنهى الموقف جاسر وهو يقوم بالتعريف عنهم
أشار جاسر إلى خالد وهتف : دا خالد صاحبي وزميلي في المخابرات
صاحت كل من فريدة وندا : تشرفنا
نظر إلى فريدة وقال أظن إنك عارفاه يا فريدة
استغرب خالد من جاسر وهو يقول لتلك فريدة ثم أشار إلى فريدة وهتف لخالد
: دي فريدة خطيبتي إن شاء اللّه
ودي ندا أختي
أقسم خالد أنه شعر بعينيه سوف تخرج من مكانها من هول الصدمة التي وقعت عليه
ظل صامتاً ينظر إلى ندا بحالة دهشة وصدمة ممزوجة بفرح
استغرب كل من ندا وجاسر وفريدة من نظراته
فهتف به جاسر : مالك يا خالد في ايه
تحدث خالد وهو في حاله ذهول مشيراً إلى ندا : هي دي ندا أختك
هتف جاسر باستغراب : اه
سأله خالد خالد مرة أخرى مشيراً إلى فريدة : ودي فريدة
أجاب جاسر بهدوء مستغرباً من حديثه : اه دي فريدة
_________________________
اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤️
#حكاوي_قلب❤
#الفصل_التاسع
#ندا_حسن
هناك قلوب عاشقة تفني حياتها للحصول على عشقها،
وهناك قلوب خائنة تلعب على أوتار الحب الكاذب تخادع من أحبها لتترك له بصمة خائبة في حياته من حُب قلب كاذب،
وتلك القلوب الفرحة الممزوجة بالخوف لتعريف عن هوية حبهم،
هناك قلوب لا تعرف الرحمة لا تفعل إلا ما حرمه الله لا يوجد لديهم ضمير ليمنعهم عما يفعلون،
وتلك القلوب الحاقدة التي تتمنى الشر لغيرها للحصول على ما حصل عليه أو حتى ليفقده من بين يديه،
هناك العديد والعديد من حكاوي القلوب المستمرة، حكاوي القلوب المختلفة من حب إلى كره من فرح إلى حزن
هناك قلب يقص حكاويه علينا من آلام عاشها وحب رافقه لينتهي به المطاف إلى حكاوي قلب❤️
_________________________
في الفندق الذي يقام به الزفاف يقف خالد وجاسر وندا وفريدة
هتف خالد وقد احتلت الصدمة ملامحه : ودي فريدة
جاسر : اه دي فريدة
بدأ خالد يفهم ما حدث رويداً رويداً، غزت الابتسامة شفتيه بل وجهه كله وصولاً إلى عينيه لم يكن يعرف ما هو إحساسه الآن هل هو فرح، سعادة، صدمة لم يحدد، كل ما كان يفكر به أنها لن تكون لغيره هي ندا وليست فريدة، هي أخت لجاسر وليست حبيبته، هي من المؤكد له.
تحدث جاسر وهو ينظر لخالد : يلا بينا ندخل
أجابه خالد بعد أن فاق من شروده : اه يلا بينا
دخل أربعتهم إلى القاعة
وقعت الأنظار على ندا وفريدة فكانوا مثل الملائكة التي تسير على الأرض بفساتينهم البراقة، كانت ألوانهم مقاربة لبعضهم بعض الشيء
حيث ندا ترتدي فستانًا عاري الصدر به فتحة صغيرة بالمنتصف، أسود من الأعلى وصولاً إلى حزام خصره الرفيع تتدرج به الألوان الكثيرة طولًا إلى نهايته
أما فريدة كانت ترتدي فستان بحمالات عريضة، به فتحة صدر رأس مثلث لأسفل كبيرة، تزينه وردة عند الخصر تتدرج به ألوان اللون النبيتي من الأعلى إلى الأسفل
كان الميك آب هادئ جدًا يظهر ملامح وجوههم الملائكية
أما خالد الذي كان يرتدي حلة من اللون الرصاصي وأسفلها قميص أبيض يتخطط به خطوط رفيعة من اللون الرصاصي
وجاسر كان يرتدي حلة سوداء اللون وأسفلها قميصاً أبيض
تحدثت ندا وهي تدخل بحماس : جاسر إحنا هنروح نسلم على دنيا وهنقعد مع صحابنا
صاح جاسر قائلاً : طيب إحنا هنيجي معاكوا نسلم على العريس
ذهبوا إلى مكان جلوس العروسين وما يسمي بي ( الكوشة ) سلمت ندا وفريدة على دنيا وسلم خالد وجاسر على العريس زميلهم مروان
هتفت ندا بفرحة قائلة : مبروك
أجابتها دنيا : الله يبارك فيكِ عقبالك أنتِ و..........
ولم تكمل جملتها بسبب مقاطعة ندا لها خشيه أن يأخذ جاسر باله
تحدثت ندا بارتباك ضاحكة : أنا وصاحب النصيب
فريدة وهي تهمس لدنيا : يخربيتك كنتِ هتوديها في داهية
صاحت دنيا قائلة : نسيت خالص أنهم واقفين
هتفت ندا بهمس : ما علينا ماخدوش بالهم
ولكن لم تحذر أبداً فكان خالد منتبه لهم بكل حواسه ولكن لم يفهم إن كان هناك شخصًا بحياتها أم أنهم أصدقاء ويمزحون
سلموا على العروسين وذهبوا ليجلسوا
ذهب خالد وجاسر إلى زملائهم وأصدقائهم وكذلك ندا وفريدة ذهبوا إلى جانب العروس حيث أصدقائهم
جلست ندا وفريدة على طاولة مع أصدقائهم كانت تنظر إلى باب القاعة وجدت ياسر يدلف منه كان وسيماً إلى حد كبير فكان يرتدي حله سوداء أنيقة على عكس ملابسه المعتادة،
دلف إلى الداخل واتجه نحو العروسين ليسلم عليهم وكانت عيون ندا تتابعه وكذلك رانيا
توجه إلى مكان الرجال ليقف مع أصدقائه وظل يجوب المكان بعينيه بحثاً عن ندا، فهذه فرصته ليتحدث معها عن ما حدث عبر الهاتف
وجدها تجلس على طاولة مع أصدقائها فاشار لها بعينيه لتخرج من القاعة فمسكت هاتفها ورفعته قليلا ليراه لأنه لن يسمع صوت الرسائل من الموسيقى
بعثت له برساله حيث كانت تقول له أنها لا يمكنها الخروج
: أخويا جاسر هنا
رد عليها هو الأخر برسالة : ثانية واحدة بس بره
ردت عليه : مش هينفع أفرض شافني
أجابها ياسر عبر الرسالة بحزم : مش هيشوفك، يلا اطلعي
أجابته هي بعند كما كل مرة : لا
رفع ياسر وجهه من الهاتف وقد نظر لها نظرة أحرقتها ووصل إلى قمة غضبه فقط من عنادها المستمر ذلك في كل شيء، فلم يأتي عليهم اليوم الذي تستمع إليه فيه
بعث لها برسالة مرة أخرى بعصبية : أقسم بالله لو ما طلعتي لكون جايلك.....يلا
رفعت رأسها لتراه بتوتر شديد فهي تعلم أنه قادر على فعل ذلك ولكن سيفصح أمرها أمام جاسر أنها على علاقه به
وقفت علي قدميها، أمسكت بها فريدة وهتفت باستغراب : رايحه فين
ندا بتوتر لملاحظة أصدقائها الجالسين للحديث : رايحة....رايحة الحمام
فريدة باستغراب من نبرتها : طب استني اجي معاكِ
هتفت ندا سريعاً : لا خليكي أنا مش هتأخر
أجابتها فريدة وهي تلوي شفتيها : طيب
ذهبت ندا باتجاه مخرج القاعة إلى التراس وأرسلت له رسالة أنها متواجدة هناك
تابعها خالد منذ لحظة خروجها واستغرب لأن فريده ليست معها،
رأى ياسر الرسالة فخرج من القاعة ورائها إلى التراس
وقفت ندا على التراس منتظرة ياسر في توتر بالغ رأته قادم إليها فهتفت بحدة : ايه الجنان ده بقولك جاسر هنا
صاح ياسر بعناد لعنادها : لو كنتِ بتسمعي الكلام مكناش وصلنا لهنا.... لكن إزاي أستاذة ندا تسمع الكلام
هتفت بحدة وعند أكبر : والله أنا حرة أعند زي ما أنا عايزة
ظل ينظر لها مطولاً ثم صاح بغضب : تصدقي أنا غلطان إني كنت جاي أصالحك..... والله أنا عايز ضرب الجزمة
هتفت قائلة بتهكم : تصالحني ....ليه أنتَ زعلتني ولا حاجة
وقف ياسر أمامها يتحدث بندم ونبرة مهزوزة : خلاص أنا آسف مكنش ينفع أقفل في وشك اه....بس أنتِ استفزتيني وأنتِ عارفة إني مبحبش العند
انتبهت ندا لوقفتهم تلك والغير صحيحة فهتفت محاولة إنهاء الموضوع : طب نتكلم بعدين مش هينفع هنا
صاح ياسر مجيباً إياها : طيب ماشي
وقع نظر ندا خلف ياسر وجدت خالد قادم ناحيتهم وعلى وجهه علامات الاستفهام
هتفت ندا بهمس لياسر : ينهار أسود خالد جاي
صاح ياسر مستفهمًا بعد أن انعقد مابين حاجبيه : خالد مين
صاحت بتوتر ورجاء : بقولك ايه أمشي بسرعة
هتف بها ياسر بحدة وعصبية سائلاً إياها مرة أخرى ليعلم عن من تتحدث : بقولك خالد مين
أتى إليهم خالد وقف بجوار ندا في مواجهة ياسر ثم هتف مستفهمًا منها : مين ده
أغمضت عينيها لثواني وهي تحاول إخفاء التوتر وهتفت قائلة : دا.....دا ياسر زميلي في الكلية..... أنا كنت واقفه هنا لوحدي فلقيته هنا هو كمان وقفنا سوا
سألها خالد مستفهمًا : وأنتِ طلعتي من الفرح ليه
اشاحت بنظرها للناحية الأخرى وقالت : طلعت أشم هوا اتخنقت جوه
هتف ياسر لندا بعد صمت وهو يضغط على حروف جملته : مش هتعرفيني يا ندا
هتفت وهي تقدم خالد لياسر : دا العقيد خالد صاحب جاسر أخويا
تحدث معه ياسر والذي كانت نبرته خالية من أي شيء : اه ماشي....تشرفنا
أجابه خالد بابتسامة باهته : الشرف ليا
نظرت ندا لياسر ليعود مرة أخرى، نظرة فهم هو معناها ولكن لم تعجبه وإنما في النهاية رضخ لها
تحدث ياسر بصوت رجولي هادئ : طب بعد اذنكم أنا
قالت هي مُبتسمة : اتفضل
نظر لها خالد بعد رحيل ياسر وهتف : هو أنتِ عادي مع زمايلك الشباب كده
أجابته باستغراب قائلة : كده اللي هو إزاي
صاح خالد بهدوء : يعني عادي في الكلام وكده
صاحت هي مسرعاً : لا أبداً مش بكلم أي حد بس ياسر حد محترم يعني علشان كده وقفت معاه
أجابها خالد متفهماً : اه ماشي
نظرت له وهتفت : بس أنا حاسه إني شيفاك قبل كدا
رد خالد والابتسامة تغزو وجهه لأنها لم تنسى ملامح وجهه بعد تلك الصدفة التي جمعتهما : يعني أنتِ مش فاكرة
صاحت قائلة باستغراب : لا....بس أنا شيفاك قبل كدا بس مش عارفة فين
هتف خالد بابتسامة : فاكرة لما كنتِ في المول والفستان بتاعك اتبدل مع البدله بتاعتي
ندا وقد وضحت لها ملامح خالد فهتف مندهشة وهي تتذكر : ايه ده.....ده أنتَ
أومأ لها برأسه وهو يبتسم
قالت له بحرج : فعلا أنا آسفة أكيد يومها عطلتك
أجابها خالد بسرعة : لا أبداً دا حتى كان يوم حلو
سمعت ندا صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة، فتحتها وجدت أن ياسر هو من أرسلها يقول بها
: أنتِ عارفه لو مادخلتيش وسبتي التنح اللي أنتِ واقفه معاه أنا هعمل ايه ....... بلاش أقولك خليها مفاجأة
هتفت ندا لنفسها بتهكم بعدما رأت الرسالة : غريزة التملك اشتغلت اهي... ماشي
ثم نظرت إلى خالد وقالت بابتسامة مصتنعة : بعد اذنك بقى أنا هدخل
خالد : احم.....اه طبعاً اتفضلي
سارت ندا بخطوات سريعة واثقة باتجاه المدخل رأها ياسر وهي تدلف ابتسم ابتسامة شيطانية لأنه يدفعها للتخلي عن عنادها معه بهذه الطريقة فقط، أمسك الهاتف عبث به بعض الوقت وثم وضعه في جيب سترته
أصدر هاتف ندا صوت وصول رسالة أخرى أمسكت بالهاتف وفتحت الرسالة وجدت ياسر من أرسلها ويوجد بها
: شطورة يا أميرتي
وضعت الهاتف أمامها على الطاولة ولم تجب علي رسالته
بعد أن غادرت ندا التراس وقف خالد وهو يبتسم ببلاهة
كانت ضربات قلبه سريعة تعبر عن مدى فرحته،
لم يكن يتخيل أن تكون أخت جاسر ولكن هذه المفاجأة أسعدته كثيراً جعلته يحلق بالسماء، فهو لا يريد إلا هي وعزم على التقدم إليها في أسرع وقت
خرج من شروده وفرحته وتوجه إلى مدخل القاعة، دلف إلى الداخل وتوجه مرة أخرى إلى أصدقائه بجانب جاسر
_________________________
اشتعلت النيران في داخلها من من واقعة كلام صديقتها عن ذلك الذي قدمت له كل ما تملك،
كانت جالسة على طاولة في وسط القاعة وهي تتابع ما يحدث من حولها وأخيراً تتطاير النيران من عينيها بسبب هذا الكلام التي لا تريد تقبله
تحدثت رانيا بشر موجهة حديثها لصديقتها : نيڤين الكلام اللي أنتِ بتقوليه ده بجد ولا أي كلام
أجابتها نيڤين بثقة : أي كلام ايه أنتِ هبلة قال يعني مبتشوفيش ندا وياسر مع بعض خالص ... تقريباً الجامعة كلها كانت عارفة إنهم هيتجوزوا
سألتها رانيا مضيقة عينيها : أنتِ جبتي الكلام ده منين
صاحت بهدوء مُجيبه إياها : من إبراهيم....وعلى فكرة ياسر هو اللي قاله كلها يومين تقريباً وهيروح يخطبها
حدثت رانيا نفسها والشر يتطاير من عينيها : بقى كده يا ياسر وكل مرة تقولي ندا دي نزوة، دي آخرها معايا كلام ...يطلع في الآخر جواز
أنا بقى هعكها عليك أنتَ والست ندا وابقى وريني هتتجوزها إزاي ما هو مش هتاخد مني كل حاجة واطلع أنا من المولد بلا حمص
ثم وجهت عينيها ناحية ياسر لم ترى إلا أنه ينظر لندا ولم يفعل هذا شيء بها إلا أنه زادها من عزيمة وإصرار على ما تريد فعله
_________________________
كان هذا الزفاف رائع في وجهة نظر البعض حيث يتمتعون بالكثير من الفرحة ومعها مجاملة الأصدقاء وفي وجهة نظر البعض ما هو إلا مجرد زفاف نحضره لتأدية الواجب
كانت عيون الفتيات تتفرس في الشباب ذو الوسامة والأناقة العالية وكان من بينهم جاسر الذي لاحظت فريدة نظرة الفتيات له وآثار ذلك غيرتها بشدة كانت تود لو تقف بجواره وتتمسك بيده ولكن بأي حق ذلك
بعد فترة ليست بالقصيرة ذهب جاسر إلى ندا وقف أمام الطاولة وانحنى بجذعه قليلاً لتسمعه في وسط صخب الموسيقى
هتف جاسر في أذنها : يلا بقى الوقت أتأخر وهما شوية وهيمشو
أجابته هي قائلة : ماشي يلا روح أنتَ وأنا هجيب فريدة ونيجي
قال جاسر وهو يومئ برأسه : طيب
كاد أن يستدير ويذهب ولكن قبل ذلك بادرت إحدى الفتيات الجالسين على الطاولة بإمساك يده وهتفت : ما تخليك معانا ولا إحنا مش قد المقام
سحب جاسر يده سريعاً وهم بالرد عليها ولكن سبقته فريدة وقالت في تهكم ظاهر للجميع : وهو يقعد معاكوا ليه وخطيبته موجودة
ردت عليها الفتاة سائلة إياها : هو مش الباشا أخو ندا
وقفت فريدة ثم ذهبت ووقفت بجواره تحضتن ذراعه وقالت لها في غرور وثقة : وخطيبي
احتقن وجه الفتاة مما بدر من فريدة في حين كانت ندا وجاسر يحاولان كتم ضحكاتهم
وقفت ندا وأمسكت بهاتفها وقالت : معلش يا جماعه إحنا لازم نمشي، ذهبت مع جاسر وفريدة إلى باب القاعة حيث انتظر خالد هناك
هتف خالد بمرح وهم مقبلون عليه : ايه يا عم كل ده بتجبهم، هما كانوا تايهين ولا ايه
بادرت ندا بالرد وهي تضحك : لا بس كان فيه معركة جوه
كان جاسر يحاول كتم ضحكاته رأته فريدة فقالت بانزعاج : أضحك يا حبيبي لأحسن تتخنق
ما أن انتهت من هذه الجملة وبدأ جاسر في ضحك هستيري
انزعجت فريدة كثيراً مما يفعل فقال وهو ضاحكاً : خلاص خلاص هسكت والله
ثم أكمل : بس والله كان شكلك مسخرة وأنتِ بتدافعي عن حبك
هتفت ندا بضيق مصطنع من أخيها : خلاص بقى يا جاسر ويلا بينا علشان توصلها
وأكملت ضاحكة : بس أنا خايفه تلاقي حد تاني عايزك تقعد معاه
استدارت لها فريدة وقالت بضيق : أنتِ كمان بتتريقي...صحيح ما انتوا عيلة واحدة
تحدث خالد أخيراً بسخرية : واقف أنا زي الأطرش في الزفة
صاح جاسر مُجيباً إياه بضحك : تصدق ليقه عليك
رد عليه خالد بسخافة : ها ها ها ظريف أوي
صاحت ندا بجدية : طب يلا بينا بقى
جاسر : يلا
ذهبوا أربعتهم أمام البوابة ليعود كل منهم إلى منزله
وقف خالد وقال وهو ينظر لندا : تشرفت بمعرفتكم أوي
أجابته فريدة : لينا الشرف إحنا يا خالد باشا
هتف بابتسامة : خليها خالد بس
ثم أكمل : يلا مع السلامة
فريدة وجاسر : سلام
استقل خالد سيارته وذهب بها
جلس جاسر في سيارته أمام المقود وفريدة بجواره وندا في المقعد الخلفي متجهين إلى ڤيلا فريدة لتوصيلها
________________________
اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤️
#حكاوي_قلب❤
#الفصل_العاشر
#ندا_حسن
كانوا جالسين حول مائدة الطعام مثل كل صباح يمزحون ويشاكسون بعضهم البعض
صاحت ندا وهي تتحدث لأحمد : بما أن بابا خلاص قرر أنكم مش هتسافروا تاني ناويين تعملوا ايه
أجابها أحمد بهدوء : ولا حاجه هنعمل ايه يعني هنفضل قاعدين القعده الممله دي لحد الدراسة ما تبدأ
صاحت نرمين سائلة ندا : ندا هو أنتِ النتيجة بتاعتك هتظهر امتى
قالت ندا وهي تلوي شفتيها : ممكن بكرة أو بعده مش عارفه الصراحة
جاسر في محاوله لمضايقة ندا : متقلقيش يا ندا هتنجحي بجيد أو مقبول
نظرت له ثم هتفت بسخافة : هيهيهي ظريف أوي
قال أحمد مبتسماً : أنا عارف أن ندا ممتازة أكيد هتجيب امتياز اومال بابا مشغلها معاه إزاي
أجابه جاسر بضيق : طب كُل يا أحمد يا حبيبي كُل كُل
صاحت ندا لأحمد مُبتسمة : ياختي على أحمد حبيبي أيوا كدا عرفوا البشر إني شاطرة وأنفع
قالتها وهي تنظر لجاسر بسخرية
بادر والدها بالحديث : قوليلي يا ندا أخبار الشغل معاكي ايه، كويس؟
أجابته ندا بحماس : اه جداً يا بابا
قالت والدتها بتهكم : ما تقعدي يا ندا هو أنتِ غاوية تعب
أجابتها بهدوء : أقعد أعمل ايه يا ماما مهم اتنين قاعدين معاكي أهم
صاح جاسر ضاحكاً : أمك قصدها أقعدي لحد ما يجيلك عريس يرحمنا منك
أجابته قائلة بضيق : بقولك ايه كُل بقى وأنتَ ساكت
ثم استدارت وقالت لوالدها : أستاذ مالك قالي امبارح أنك مش جاي الشركة النهاردة
أجابها والدها بهدوء : لا مش رايح النهاردة، شغل بره هامر على العمارات ومصنع الأسمنت، شوية حاجات بره
ندا : اممممم، ماشي
صاحت نرمين وهي تضع الطعام في فمها : بقولك ايه يا ندا ما تخديني معاكي الشركة
أجابت ندا وهي تضحك بسخافة : ليه هو أنا رايحه ألعب
ثم وقفت على قدميها وقالت : يلا أنا ماشيه
أمسكت جاسر من ذراعه وقالت له : يلا
هتف جاسر باستغراب : يلا ايه ما تمشي
أجابته ندا بهدوء وهي تعطيه شرحٍ مفصلاً : مهو أحمد هياخد عربيتي علشان هيخرج مع أصحابه وبابا عنده مشاوير فبالتالي مش هاخد عربيته وحتى لو هيوصلني مش هينفع لأنه مش هيمشي دلوقت فامفيش غيرك يوصلني وتجبني كمان
تحدث جاسر ساخراً : ايه ده أنتِ بتشرحي درس
قالت ندا مجيبة إياه : اه، ويلا بقى علشان هتأخر
وضع جاسر حبة زيتون في فمه ثم وقف على قدميه وقال لها : امشي قدامي ياختي
قالت ندا وهي تلوح بيدها متجهة للخارج : باي للجميع
صاحت نرمين من خلفها بسخافة : حلوة باي للجميع دي منها عربي ومنها انجليزي
استدارت لها ندا وقالت بسخرية : ايه ده أنتِ طلعتي بتفهمي
هتفت نرمين بانزعاج : هو حد قالك إني مش بفهم
قبل أن ترد ندا جذبها جاسر من يدها سريعاً وذهبوا إلى خارج الڤيلا حيث استقل سيارته وقام بتوصيلها إلى مقر شركة الشرقاوي
_________________________
اقتحم عليه المكتب مثل كل مرة مع اختلاف هذه الابتسامة المشرقة ولم لا فهو لم يخسرها بعد
دخل خالد المكتب إلى جاسر وهتف به : ايه ياخي أنتَ ناسي الاجتماع ولا ايه
أجابه بهدوء : لا أنا كنت جاي أهو
رد عليه خالد : طب يلا بينا
خرجوا معًا من المكتب وساروا في الممر المؤدي إلى غرفة الاجتماعات للالتقاء بفريقهم
دلف جاسر وخالد إلى غرفة الاجتماعات، جلس كل منهم على طاولة الاجتماعات وكان معهم اثنان آخران
قال جاسر مبتسماً : منورين يا رجالة
هتف به نادر وهو زميل لهم وأحد أعضاء الفريق : دا نورك يا أبو الشوق
رد عليه جاسر في تهكم وهو ينظر لخالد : هي أبو الشوق وصلتلك
قال عادل وهو أيضا معهم في نفس الفريق : لا الصراحة أبو الشوق دي لايقه عليك ولا ايه يا خالد
رد خالد في برائة مصطنعة : ايه ياعم خالد ملوش دعوة انتوا هتلبسوهالي ولا ايه....دا جاسر أيده تقيله
هتف جاسر بجدية سائلهم : اومال إبراهيم فين
قال عادل وهو يشيح بيده : زمانه جاي
في حين دلف إلى الغرفة شاب آخر في مثل أعمارهم حين رأوه قال نادر وهو ينظر له :
عارف يا إبراهيم لو كُنا جبنا سيرة مية جنيه مكنتش جت
قال إبراهيم في تهكم وهو يجلس : أحسن برده
هتف خالد في هدوء : طب نبدأ بقى بما إن الكل موجود
هتف جاسر بعملية وجدية : بصو يا رجاله، طبعاً انتوا عارفين القضية اللي إحنا مسكنها بقالها قد ايه...هي اه قضية صعبة شويتين بس أكيد مش علينا، إن شاء الله هنحلها في أسرع وقت اللي هو كمان شهر
أخذ نفسا عميقا وزفره ثم هتف قائلاً : جالنا معلومات إن شحنة المخدرات هتتسلم مع السلاح يوم عشرين في الشهر الجاي يعني تقريبا شهر من دلوقتي أو أكتر شويه، إحنا عارفين المعاد مهمتنا بقى أننا نعرف المكان والتوقيت المحدد بالظبط وإن شاء الله لو عرفنا يبقى إحنا كدا ماشين صح والمعلومات دي مظبوطه ودي أنا متأكد منها 90٪
أراح ظهره إلى المقعد وأكمل : أما بقى لو موصلناش لحاجه يا إما إحنا فاشلين يا إما المعلومات غلط وهدفها تشتتنا وده أنا بستبعده
هتف عادل في هدوء : أيوه بس أفرض إن دي معلومات غلط يبقي إحنا كدا بنجري ورا سراب
أجابه إبراهيم قائلاً : تقريباً ماقدمناش غير كدا لأن إحنا القضية دي معانا من زمان أوي دي القضية الوحيدة اللي طولت معانا كده
صاح خالد بجدية : إبراهيم معاه حق، إحنا لازم نحط مراقبة مكثفة على سمير ومراد مش لازم تكون زي الأول أبداً ودا أكيد هيساعدنا
هتف نادر : فعلاً دا شيء هيساعدنا وكمان لو زرعنا بنهم جواسيس لينا
أجابهم جاسر بتأكيد : صح كل كلامكم مظبوط وهو ده اللي هيتنفذ
_________________________
كانت جالسة في مكتبها منصبة على الأوراق التي أمامها تشاهد التصميمات وتعيد ترتيبها وتعمل على كل ما يلزم لتكون هذه الأعمال في أبهى صورة
دق باب المكتب فهتفت : أدخل
دلف مالك وعلى وجهه ابتسامة متوترة وقال :
ازيك يا ندا
وقفت ندا على قدميها تهتف : الحمد لله، اتفضل
هتف مالك وهو يبتسم : ايه مالك واقفه ليه، أقعدي
جلست على مقعدها كما كانت بينما جلس هو أمامها
انتظرت ليتحدث فنظر هو لها وقال بتوتر : احم...... أنا جايلك دلوقتي علشان عايزك في موضوع شخصي
ثم أكمل : بس مش هينفع هنا....ممكن أعزمك على قهوة بعد ما نخلص النهاردة
توترت من حديثه الغير مباشر وهتفت : هو....هو مش هينفع النهاردة لأن جاسر أخويا هيجي ياخدني من هنا
ثم صمتت برهه واكملت : طب ممكن تتكلم دلوقت إحنا لوحدنا أهو
حاولت أن تضع قليلا من المرح فابتسمت بتوتر وقالت : ولو على القهوة نطلبها وإحنا هنا هتيجي ماتخفش
ابتسم لها ودارت الفكرة في عقله ربما لن تخرج معه لا اليوم ولا الغد فبادر وقال : بصي يا ستي طبعاً أنتِ عارفه أنا اسمي ايه مالك محمد راشد عندي 28 سنه وبشتغل هنا من سنتين تقريباً وطبعاً أنتِ اتعاملتي معايا كتير وعرفتيني
توترت ندا أكثر من الأول بكثير من حديثه الذي لم يكن على البال والذي لم يكن خلفه إلا شيء واحد
أكمل هو وقال بحرج : احم... أنا بصراحة معجب بيكِ جداً يمكن من أول ما دخلتي الشركة وبشغلك كمان حسيت أنك قد المسؤولية وأكيد أنتِ اللي هتصوني بيتي
ثم سكت لبرهه من الزمن وأكمل : احم... أنتِ ايه رأيك في الكلام اللي أنا قولته ده
كانت في حاله ذهول، صدمة، مفاجأة، لم تعرف كيف تبادر بالحديث لتجب عن ما قال وعندما رأى الحالة التي هي عليها قال
: على فكرة يعني علشان متفكريش إني بتسلى ولا حاجه أنا بس حبيت إني أقولك الأول وأشوف رأيك وبعدين أقول لوالدك على طول أنا واثق إنه مش هيرفض بس لازم أعرف رأيك أنتِ الأول
وأخيراً خرجت ندا مما هي فيه وقالت بتوتر شديد وإحراج أشد لما هي مقبله عليه
: بصراحة يا أستاذ مالك أنا...... أنا آسفه بس.... أنا مش بفكر خالص لا في جواز ولا خطوبة ولا أي حاجه دلوقت خالص
علم حينها أنها ترد عليه بالأدب والذوق وأنها غير راغبة به فلم يرد أن يحرج نفسه أكثر من ذلك فوقف علي قدميه واعتلت شفتيه ابتسامة حزينة وقال : أنا اللي آسف إني عطلتك
وقفت هي الأخرى سريعاً وهتفت بنبرة حزينة له : أستاذ مالك بجد أنا آسفة بس أنتَ حد كويس أوي وفي غيري كتير يتمنوك
ابتسم لها ابتسامة مجاملة حزينة ثم استدار وخرج من المكتب في حين جلست هي ووضعت رأسها بين يديها وحادثت نفسها قائلة
: ايه الهبل ده إزاي مش بفكر في خطوبة وإزاي ياسر هيجي بعد بكرة يخطبني
ثم ضربت على رأسها وقالت : غبية غبية
_________________________
كان جالساً على المقعد الخلفي للسيارة في حين كان يجلس سائقه خلف عجلة القيادة،
نظر من النافذة المجاورة له على الطريق والمارة وهو يفكر بينه وبين نفسه،
ماذا ستفعل مع هذا جدك الذي ينتظرك لتأخذ مال والدك هل ستذهب إلى المكان الذي حرم منه والدك وأهينت فيه أمك،
لماذا لا فأبي بنفسه هو من وصاني على الذهاب....ولكن أبي طيب القلب وحنون أنا لست مثله بعد ذلك الوقت يريد رؤيتي،
بعد ذلك الوقت يريد اعطائي مال والدي، بعد أن فارقني أحبتي وأصبحت وحيداً
أخرجه من شروده هاتفه الذي كان يعلن عن اتصال ما التقطه وابتسم فهذه الجنية ابنة عمه عليا هي ووالدها ووالدتها الوحيدين الذين كانوا من دون علم جده يحادثون عائلته، أمها الوحيدة من بين نساء عائلة الرفاعي التي كانت تحادث والدته وعمه سامي الوحيد الذي فيه صفات من والده وعليا هذه التي يحبها كثيراً وتحبه أيضاً فهو أخوها وليس ابن عمها فقط
ضغط على زر الرد وقال مبتسماً : أهلا بالست عليا، عامله ايه
هتفت عليا بسعادة : الحمد لله يا أبيه، أنتَ عامل ايه
قال في هدوء : أنا كويس الحمد لله، عمي سامي عامل ايه ومرات عمي
ردت عليه عليا : كلهم كويسين، بس نقصينك
هتف بضحك : بكاشه أوي أنتِ...بس على العموم كلها بتاع 4 أو 5 شهور بالكتير واجي
هتفت عليا بضجر من تأخره : ايه كل ده لسه هنستنى
ضحك حازم وقال : نصيبك بقى
أجابته في هدوء : لحظة كدا
أردف بهدوء هو الأخر : تمام
بعد عدة ثواني أكملت : كُنا بنقول ايه
صاح حازم سائلاً إياها : بنقول أنتِ رحتي فين
هتفت عليا ببرود : كنت بكلم سارة
قال حازم باستفهام : مالها
صاحت عليا قائلة بلا مبالاه : كانت بتقولي أنتِ بتكلمي مين قولتلها حازم أخدت في وشها ومشيت
قال حازم في هدوء : ليه يعني
أجابته قائلة بجدية : أصلها زي ما تكون زعلانه إني بكلمك قبل كده قالتلي قدامهم كلهم وإحنا بناكل أنتِ ايه اللي يخليكي تكلميه، زي ما يكون قصدها يعني إنه ماينفعش لأنك راجل وكدا
ثم تابعت في سخرية : باينلها مخدتش بالها وأنا بقولك يا أبيه
هتف حازم ضاحكاً من طريقة عليا في الحديث : البنت دي طول عمرها مجنونة وكنت أسمع إنها مغرورة
أجابته عليا : يختاااااي مغرورة بس دي كلمة قليلة عليها والله
تحدث قائلاً : لمضه أنتِ أوي
أجابته عليا بفخر : شكراً شكراً
استدار له السائق وقال : لقد وصلنا سيدي
فرد عليه بهدوء : حسناً
عاد إلى محادثته مع عليا وهتف : يلا يا لولو مضطر أقفل معاكِ دلوقت
صاحت عليا : اوكي يا أبيه، خلي بالك من نفسك
حازم بابتسامة : وأنتِ كمان يا حبيبتي
أجابته عليا : حاضر، مع السلامة
ثم ضغط علي زر القفل ووضع الهاتف في سترته ثم فتح باب السيارة وترجل منها
_________________________
اذكروا الله وصلوا على النبي حبيب الخلق اجمعين❤️
تعليقات
إرسال تعليق