أخر الاخبار

جانا الهوى البارت الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم : الشيماء محمد احمد شيموووو كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 



جانا الهوى 

البارت الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون 

بقلم : الشيماء محمد احمد

شيموووو

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي مكان لحين انتهاء فترة الحصري . 


أنس سمع ان أمه عايشة واستنى يفهم أكتر أو يستوعب هما بيقولوا ايه ؟

مامت بدر بصت لبنتها بلوم : انتي ايه اللي فكرك بيها دلوقتي ؟ قطعت مطرح ماهي موجودة ، هي ماتت وهتفضل ميتة .

هدى كشرت : بس لو أنس عرف من أي حد هيزعل ومش هيسامح بدر .

اعترضت : وهو هيعرف منين بس ؟ هو ما يعرفش حد غير عيالكم وعيالكم محدش فيهم يعرف ، دلوقتي بدر هيتجوز هند وهي الحمدلله بتحبهم وهي هتكون مامته لازمتها ايه يعرف حاجة عن رشا ؟ بس انتي ايه فكرك بيها دلوقتي ؟

هدى مطت شفايفها : شوفتها من كام يوم في المول وأنا بتمشى مع العيال وهي وقفتني وسألتني عن بدر وأنس .

أمها مسكت دراعها بتحذير : اوعي تكوني قلتيلها انه هيتجوز لتروح تعمله مشاكل ، يا بنتي احنا ما صدقنا أخيرا هيتجوز ، اقفلوا بقى السيرة دي ومش عايزة أسمع اسمها تاني ، أنس أمه ماتت وهند من النهارده هي أمه واوعوا حد فيكم يجيب سيرتها قدام بدر .


أنس جري وخرج برا وقعد لوحده يعيط وافتكر كل السنين اللي فاكرها من عمره وهو بيتمنى يكون له أم ، افتكر كل ليلة أبوه بيكدب عليه فيها ويقوله يقرألها الفاتحة ، ازاي قدر يقوله انها ميتة وهي عايشة ؟ ازاي قدر يحرمه انه يكون زي أي طفل عنده أمه اللي بتحبه ؟ 


بدر رجع وبيدور على ابنه لحد ما شافه قاعد لوحده فراح قعد جنبه : قاعد لوحدك ليه ؟ 

أنس بص لأبوه ولأول مرة يكون كارهه بالشكل ده فبصله بغيظ : مفيش بعد إذنك .

بدر استغرب رد فعل ابنه بس انشغل ساعتها بأجواز اخواته وقعد معاهم وكان بيتكلم ويهزر وابنه من بعيد بيراقبه وموجوع وبدر لاحظ نظراته فقام راحله وقعد جنبه : أنس في ايه مالك ؟ ايه اللي مضايقك كده ؟

أنس بصله وفكر يقوله بس اتراجع : مفيش بس أنا عايز أفضل هنا مع تيتا .

ابتسم بتعجب: ماهو احنا هنا مع تيتا اهو .

أنس وضح : مش عايز أرجع المنصورة تاني .

بدر اتصدم وردد: افندم ؟ أنس فوق كده يا حبيبي ، مش وقت هزار سخيف ومقالب ، شوية وهنمشي بكرا ورايا شغل وانت وراك مدرسة . 

سابه وقام مستغرب مصدر كلامه ده ايه ؟ 

رجع هو وابنه وطول الطريق أنس ساكت على غير عادته ومهما بدر يهزر معاه أو يكلمه إلا انه مش بيرد غير باقتضاب . 


نادر أخد القرار بسفره وراح قعد مع أمه اللي استغربت قعدته قصادها كده : خير يا نادر في ايه ؟ 

نادر بصلها لفترة واتكلم بهدوء : في اني مابقيتش مستحمل أفضل في المستشفى دي أكتر من كده ، ومش عايز أخرج وانتي زعلانة مني بس بجد يا أمي مش قادر ، واللي يرضيكي هعمله لو رفضتي سفري هقدم استقالتي و …. ومش عارف هعمل ايه؟ بس اللي عارفه اني مابقيتش قادر أدخلها ، قرري انتي عايزاني أعمل ايه؟ واللي تقوليه هنفذه .

سابها وقام دخل أوضته وغصب عنه افتكر آخر اتصال من بسمة ، يومها كلمته ودموعها وصلته وقهرتها وجعته : نادر النهارده هيكتبوا كتابي على حاتم ، أرجوك ساعدني ، حتى لو مش هترتبط بيا بس ساعدني ما تتخلاش عني .

اتنهد باستسلام : عايزاني أعمل ايه يا بسمة ؟ يوم كتب كتابك أعمل ايه ؟ آجي أباركلك تاني وأشرب شرباتك تاني ؟ ولا أخطفك ولا أقف وسطهم وأقولهم بحبها هاتوهالي ؟ أنا مش فاهم يا بسمة انتي ازاي شايفة اني عندي الحل !

عيطت أكتر : انت ليه قاسي كده يا نادر ؟ قولهم اني تعبانة وبموت ، وأنا فعلا بموت ومحدش حاسس بيا ، أنا بموت يا نادر ولو أخدت الخطوة دي هموت بجد وساعتها هتندم. 

دمعة نزلت غصبا عنه ومسحها بعنف : وأنا بموت يا بسمة من يوم ما سقيتوني شربات فرحك ، أنا آسف يا بسمة بس علاجك المرة دي مش عندي .

قفل التليفون وقعد مكانه ودموعه نازلة ، خلاص أي أمل انهار ، مش فاهم هي ازاي بتطلب مساعدته ؟ ما تقول لأبوها انها مش عايزاه ؟ ما تتكلم وتنطق وتتمسك بيه ؟ ازاي عايزاه هو يروح ويطلب ايدها وهي هتتجوز ؟ ازاي تربطه بالشكل ده وبعدها تطلب مساعدته ؟ 

بسمة قفلت معاه وانهارت من كتر العياط أو اغمى عليها أو مش عارفة ايه اللي حصل بس فاقت على أصوات كتيرة وزغاريد أكتر ودموعها بتنزل أكتر وأكتر ، حست انها مش شايفة قدامها وفضلت تمسح في دموعها يمكن عينيها تنور من تاني بس كل حاجة حواليها مشوشة .

أمها والبنات دخلوا وقوموها تلبس وتتمكيچ وفعلا بدأوا يلبسوها ، ازاي مش شايفين دموعها ؟ ازاي مش حاسين بوجعها ؟ ازاي مش حاسين بالألم اللي هي حاساه ؟ 

أمها بصتلها وشافت حزنها وقربت منها باست خدها بحزن : حبيبتي ده نصيبك ارضي بيه ومين عارف مش يمكن ربنا له تدابير تانية ؟ ارضي بقضائه .

بسمة بصت لأمها وشافت وشها بس مشوش ورؤيتها مهزوزة وحست بدماغها هتنفجر من الصداع والوجع : ماما أنا تعبانة أوي .

أمها ابتسمت بوجع : معلش استحملي ساعة واحدة بس وكله هينتهي .

جت تبعد بس مسكت ايدها : ماما خليكي جنبي شوية .

أمها قعدت جنبها ضمتها ودموعها نزلت بصمت بس أمها مسحت دموعها وابتسمت : حبيبتي حاتم بيحبك وكويس وهينسيكي ، صدقيني هتنسي .

بسمة حتى الابتسامة المزيفة ماقدرتش ترسمها ، قاطعهم دخول أبوها قعد جنبهم وحاسس بوجع بنته : يلا يا حبيبتي المأذون جه .

بسمة دموعها نزلت غصب عنها وأبوها مش متحمل وقام وقف بس مراته مسكت ايده : رايح فين ؟

عمار بصلها بحزم: هعمل الصح يا أم بسمة .

باس بنته ومسك وشها : ابتسامتك وحشتني أوي يا بسمة وأنا مش حمل دموعك دي .

سابهم وخرج ومراته جريت وراه توقفه : انت هتعمل ايه؟ 

بصلها بإصرار : همشي الناس اللي برا دي كلها أنا ماعنديش غير بسمة واحدة فهعمل ايه من غير بسمتها ؟ هعرف حاتم انها مش بتحبه .

عائشة بتهكم : قلتله وقال انها بتاعته وأصر يكمل .

عمار اتصدم بس تخطى صدمته : يبقى أقول لأبوه أنا رافض الارتباط ده وبنتي مش بتحب حاتم أبدا . 

عائشة بصت لجوزها بتردد : وتفتكر هيقبل ؟ 

أخد نفس طويل : تعالي نقوله .

تابعت جوزها لحد ما راح لأخوه اللي مبتسم والناس بتباركله ويادوب قرب منه : عبدالمجيد أنا عايزك في موضوع مهم تعال جوا لحظة .

حاتم لمحهم وقرب منهم وبص لعمه : خير يا عمي ؟

عمار بصله بلوم : كنت فاكر انك بتحبها بجد بس اللي بيحب يا حاتم بيختار سعادة حبيبه حتى لو مش معاه .

عبدالمجيد بص لابنه ولأخوه بعدم فهم : في ايه ؟ تعالوا جوا نتكلم الناس بتتفرج علينا .

دخلوا جوا وعبدالمجيد بص لعائشة : هو في ايه وفين بسمة ؟

عمار بصلهم : بسمة مش عايزة الجوازة دي ومش بتحب حاتم .

عبدالمجيد هيعترض بس عمار كمل : وابنك عارف كده كويس وعارف انها ما بتحبهوش وقالتله من سنتين انها مش بتحبه بس قالها هنقولهم بعد ما تخفي وما نزعلهمش من بعض وبنتي وثقت فيه انه هيحترم كلامه بس ابنك خان ثقتها دي واستغل حبي واحترامي ليك واني مش عايز أزعلك أو تفتكر اني بستغل ابنك وعارف انها بتحب غيره.

عبدالمجيد بص لابنه بذهول وبص لأخوه : ابني بيحب بسمة من وهما عيال يا عمار مش من سنتين ولا تلاتة ، طول عمره يقولي بسمة ليا وأنا بقولك انها له دلوقتي هي بتحب غيره ؟ 

عمار بص لأخوه : بيحبها بس هي ما حبتهوش وطول عمرها بتقوله انه أخوها وبس وابنك عارف ده كويس .

عبدالمجيد هيزعق بس عمار وقفه بغضب : يا سبحان الله عليك يا عبد المجيد انت بتحب ابنك ومستكتر عليا أحب بنتي ؟ انت خايف عليه وعلى مشاعره وعايزني أدفنها بالحياة ؟ 

ما تسأل ابنك أهو قدامك اهو وقوله بسمة قالتلك انها بتحبك قبل كده ولا لا؟ قوله بسمة رفضتك كزوج ولا لا ؟

عبدالمجيد بص لابنه بغضب : رد وقولي انها بتحبك زي ما طول عمرك ما بتقول ، بسمة بتاعتي ؟ انطق .

حاتم بص للأرض وأبوه زعق : انطق قولي هي رفضتك لما اتقدمت من سنتين ولا وافقت ؟ 

حاتم بصوت واطي بحزن : رفضت .

عبدالمجيد الدنيا لفت بيه ومابقاش عارف يعمل ايه وأخوه قرب منه بحزن: بنتي بتموت يا عبدالمجيد من ساعة ما أجبرتها تتخطب وانت بنفسك شوفت حالتها .

عبدالمجيد بصله بعنف : بتحب مين يا عمار ؟

عمار بص لمراته اللي شجعته يكمل وبص لأخوه اللي ابتسم بتهكم : دكتور نادر ، مفيش غيره بنتك اتعاملت معاه ، نورت وفتحت على ايديه ودبلت من تاني بعد ما مشي ، ماقدرتش أبدا أفهم رد فعله يوم خطوبتها من قمة السعادة للحالة اللي كان فيها غير دلوقتي ، دلوقتي فهمت هو ليه مشي من البلد كلها .

بص لابنه بيلومه وحاتم استنكر : بتبصلي كدا ليه ؟ بسمة بتاعتي وحبيبتي ، من واحنا عيال صغار والكل عارف ان حاتم لبسمة وبسمة لحاتم ، أنا بحبها ومن حقي أحافظ عليها وأحتفظ بيها .

عبد المجيد ضربه بالقلم وصرخ في وشه : ايه هي دي بتاعتي وأحتفظ بيها؟ هي كانت عروسة لعبة ولا عربية انت اشتريتها ؟ دي بني آدمة وهي حرة تختار حياتها هتعيشها مع مين ؟

حاتم ايده على خده مكان القلم ومش مصدق ان أبوه لأول مرة يضربه في حياته ، نزل ايده وصرخ فيهم كلهم : هو مين طول عمري كان يقولي بسمة ليك وانت ليها ؟ دي عروستك يا حاتم ، خلي بالك من بسمة يا حاتم ، ها مين ؟ مش انتوا ؟ دلوقتي بتلوموني على ايه ها ؟ بسمة بتاعتي انتوا سامعين ؟

عبد المجيد ضربه تاني بالقلم ومسكه من هدومه وزعق فيه : كنتوا عيال ، أطفال ، وياما الكبار بيكون ليم أحلام بأولادهم، لكن أول ما بتكبروا عقولكم بتتفتح وحياتكم بتتشكل على هواكم مش على هوانا ، وبسمة اختارت حياتها واختارت الإنسان اللي عايزة تشاركه حياتها ، كان لازم تقف جنبها ، وتتمنالها السعادة ، أول مرة أعرف انك أناني بالشكل ده، بقى انت ابني اللي ربيته وعلمته وبقى راجل و ضابط قد الدنيا ؟

عبد المجيد بص لعمار ومراته اللي ساكتين ومتابعين في صمت: عمار يا أخويا ، الغلطة دي عندنا وحاتم ابنك وغلط سامحه - بص لعائشة وكمل - وانتي كمان سامحيه ، بس كان لازم تعرفوني من أولها .

عمار أخد نفس طويل : أنا آسف يا عبدالمجيد بس ماقدرتش أشوفها كده وأفضل ساكت وآسف اني فضلت ساكت لدلوقتي .

عبدالمجيد حرك دماغه بتفهم: ياريتك اتكلمت من بدري بس ملحوقة ، هطلع أمشي المأذون وأقولهم انها تعبانة شوية .

عمار بص لمراته بارتياح : ادخلي فرحيها وطمنيها وقوليلها أبوكي مش هيرضالك أبدا تحزني وهو عايش ، قوليلها اني هكلم نادر بنفسي وأطلب منه يجيب أهله ويجي وهعملها فرح ماحصلش ادخليلها يا عايشة يلا .

عائشة دخلت لبنتها تفرحها وعمار طلع مع أخوه يمشوا الناس اللي برا بس أول ما خرجوا سمعوا صريخ عائشة ودخلوا يجروا عليها كانت بسمة على السرير نايمة أو شكلها نايم .

عمار جري عليها بخوف : في ايه مالها ؟

عائشة ببكاء : مش بترد ولا بتفوق يا عمار .

طلبوا الإسعاف بسرعة والفرح انتهى وكل واحد راح بيته والعيلة راحت للمستشفى مع بسمة يطمنوا عليها وصمت مسيطر على الكل مستنيين الدكتور يطلع يطمنهم .

دكاترة كتير دخلت واحد ورا التاني ومحدش بيقولهم حاجة لحد ما عمار زعق وطلب ان حد يقوله أي حاجة وبنته مالها فخرجله الدكتور عبدالعزيز وبصله والكل وقف مستنيه يتكلم وهو بصلهم بحزن : كان نفسي أطمنك يا أبو بسمة بس محدش فينا عارف هي مالها؟ بس هي دخلت في غيبوبة ومش عارفين نفوقها .

الكلام نزل زي الصاعقة على الكل وعائشة قعدت على الأرض تعيط بصمت وعمار بيبص حواليه زي المجنون مش عارف يعمل ايه؟ ولا يتصرف ازاي ؟ فجأة خطر في باله نادر فاتصل بيه ونادر أول ما شاف اسمه رد بسرعة يمكن يكون في أمل حبيبته ترجعله .

عمار أول ما سمع صوته عيط بقهر: الحقني يا نادر بنتي دخلت في غيبوبة والدكاترة مش عارفين يفوقوها ، تعال فوقها يا نادر وهي أول ما هتسمع صوتك هتقوم ، أنا عارف انك بتحبها وهي بتحبك وهتصحى أول ما تسمع صوتك .

نادر توقع أي حاجة يسمعها غير اللي سمعه من أبوها ، فضل جامد مكانه لحظات مش قادر يقوم ولا عارف يقوم ولا عارف يتحرك ، يعني ايه دخلت في غيبوبة وليه أصلا ؟ معقول كانت تعبانة وهو تجاهل تعبها واتهامها انها بتمثل التعب علشان تستعطفه ؟ 

قام من مكانه وخارج مصدوم وأبوه شافه وقفه : نادر مالك ورايح فين كده ؟

بص لأبوه بتوهان : بسمة دخلت في غيبوبة ، كانت تعبانة وأنا ماصدقتهاش واتخليت عنها ، أنا لازم أروحلها .

أبوه وقفه وطلب منه يستنى يروح معاه وطول الطريق بيحاول يكلمه بس الصدمة مسيطرة عليه .


انتبه نادر على خبط على بابه وأمه دخلت فوقته من ذكرياته واتفاجئ ان دموعه نزلت فمسحها بسرعة قبل ما أمه تنور نور الأوضة وتشوفهم ، قربت وقعدت جنبه بحزن : نادر أنا حاسة بيك يا حبيبي ولو عايزاك تفضل هنا فده علشان بعدك هيوجعني .

بصلها بألم : بس مابقيتش قادر أفضل هنا يا أمي ، غصب عني مابقيتش عارف أعيش ومش عارف أعمل ايه؟ فيمكن لما أبعد أقدر أكمل فأرجوكي اسمحيلي .

دموعها نزلت وضمته : روح يا حبيبي وربنا ينور طريقك ويرجع الفرح لقلبك ، ربنا يرجع الفرح لقلبك يا حبيبي ، لو هتكون مبسوط لما تبعد ابعد يا حبيبي .

بصوت مهزوز سألها : يعني مش هتغضبي عليا لو مشيت؟ أنا مش حمل زعلك أبدا ولا هقدر عليه .

مسحت دموعها بحنان: وأنا كل همي أشوف الضحكة على وشك من قلبك يا نادر ، ازاي ممكن أزعل من روحي ؟ ده انت روحي وسندي وحبيبي وكل حاجة في حياتي ، روح يا ابني وقلبي داعيلك في كل خطوة بتخطيها .

ضمها ودموعه نزلت في حضنها وهي فضلت حاضناه تحاول تشبع منه ومن ريحته وحنيته قبل ما يبعد عنها .


بدر بيكلم هند وبيقولها انه مستني الصبح يطلع بسرعة علشان يشوفها ويضمها بعينيه وقلبه ، قد ايه اشتاقلها في الكام يوم اللي سافر فيهم !

أنس واقف سامع أبوه وهمسات حبه لهند ومابقاش قادر يسمع أكتر ، فتح الباب بعنف لدرجة ان بدر اتفاجئ واتعدل بص لابنه بذهول وابنه واقف قصاده نظراته غريبة فكلم هند بإيجاز : طيب سلام دلوقتي ياهند ، هشوفك بكرا إن شاء الله.

قفل وبصله بصرامة: في ايه يا أنس وايه اللي جرالك ؟ انت مش طبيعي ليه وبتتصرف كده ليه ؟

أنس بصله بغضب : في اني عرفت انك كداب يا بابا ، ومش هسامحك أبدا وهند مش هتدخل البيت ده أبدا ولا هتكون أم ليا .

بدر بيسمع كلام ابنه وهو مصدوم تماما وحس ان ابنه عرف ان أمه عايشة ، أيوة هو توقع زعله بس مش رد فعله العنيف ده أبدا .  

قام من مكانه وقرب من ابنه ومد ايده يلمسه بس أنس بعد عنه لورا وبصله بنظرة أول مرة يشوفها .

وقف محتار للحظات وبعدها قعد قصاده بهدوء: وبعدين يا أنس ؟ اتكلم معايا في ايه ومالك ؟ وايه الكلام اللي بتقوله ده ؟

أنس زعق لأول مرة في أبوه : في ان ماما عايشة وانت كدبت عليا .

بدر اتراجع وسكت ومش عارف يقول ايه أو يفهم ابنه ازاي اللي حصل ؟ 

أنس مستني إجابة من أبوه أو انه يكدب اللي سمعه أو يقول أي حاجة بس أبوه ساكت فقرب يبصله بحزن: بابا اتكلم ؟ ليه قلتلي انها ماتت وهي عايشة ؟ ليه هي مش عايشة معانا ؟ ليه عايز تجيبلي أم تانية وأنا مامتي موجودة ؟ 

بدر قعد وبص لابنه : الأول انت عرفت منين انها عايشة ؟ مين قالك ؟ 

أنس بص لأبوه باستغراب: هو ده اللي يفرق معاك ؟ عرفت منين ؟ 

بدر اتنرفز : مين قالك يا أنس انها عايشة رد على سؤالي ؟

رفض بعناد : لا مش هقولك ومش هرد غير لما ترد حضرتك على أسئلتي ، ليه كدبت عليا وقلتلي انها ميتة ؟ 

بدر بص لعيون ابنه وشاف نظرات غريبة أول مرة يشوفها فرد بحزم: أنس سواء هي عايشة أو ميتة فهي ميتة بالنسبة ليا وده كفاية .

أنس صرخ : لا مش كفاية ، انت مش عايزها في حياتك لكن أنا عايزها ، ليه تحرمني من ان يكون عندي أم زي كل الأولاد ؟ 

بدر وقف وزعق : أنا ماحرمتكش من أي حاجة ، أنا اديتلك كل حاجة ممكن أي ولد يحتاجها من أهله .

اعترض: مهما عملت ومهما هتعمل عمرك ما هتعوضني عن أمي ، انت أبسط حاجة ما بتعرفش تعملي أكل زي باقي الأولاد .

بدر اتصدم من كلام ابنه واتراجع معقول هو ماكانش أب كويس زي ماهو متخيل ؟ معقول ابنه مش مبسوط معاه ؟ 

أنس كمل كلامه بألم : أنا بسمع من زمايلي وأصحابي عن حاجات انت عمرك ما عملتها ولا هتعملها ولا هتقدر تعملها ، أنا بشوف كل واحد لما مامته بتيجي وبس تاخده في حضنها بحس اني عايز أروح أقولها خديني في حضنك زيه يمكن أحس إحساسه ده ، أنا نفسي بس أجرب حضنها ، انت ازاي قدرت تقولي انها ميتة ؟ انت ازاي كنت أناني بالشكل ده ؟ انت ماحبيتهاش هل المفروض أنا كمان ما أحبهاش ؟ 

بدر قرب من ابنه بعجز: انت مش فاهم حاجة خالص يا أنس ، أمك اللي مشيت مش أنا اللي مشيتها ، أمك ......

قاطعه وهو بيحط ايديه على ودانه مش عايز يسمعه : كداب وأي كلمة هتقولها مش هصدقك أبدا ، انت كدبت عليا وقلتلي انها ميتة يبقى كل حاجة هتقولها مش هصدقها ، مش هصدقك تاني أبدا .

بدر بيسمع ابنه بصدمة ومش عارف يتصرف ومش عارف يتكلم ومش عارف ازاي يدافع عن نفسه وهو متهم في عيون ابنه ؟ 

أنس مسح دموعه اللي نزلت وبص لأبوه بجمود : أنا عايز أكلمها وعايز أشوفها . 

دي كانت صدمة تانية هو مش مستعدلها أبدا وابنه لاحظ صدمته دي وقبل ما يعترض : مش هقبل أي أعذار يا بابا ، عايز أشوفها وأكلمها .

بدر أخد نفس طويل واسترد أعصابه المهزوزة وبص لابنه بجمود؛ هو أخد قرار وقراره كان صح وعمره ما ندم عليه ومش هيتراجع عنه : أمك ميتة يا أنس وهتفضل ميتة وده اللي عندي فاتفضل روح أوضتك .

أنس اتصدم من كلام أبوه وهيفتح بوقه يعترض بس بدر زعقله لأول مرة بالشكل ده : قلت روح أوضتك يبقى تروح أوضتك حالا وبدون ما تعترض ، اتفضل من قدامي .

دموعه نزلت وباصص لأبوه مصدوم وبعدها جري لأوضته يعيط وبدر قعد مكانه حط راسه بين ايديه بقلة حيلة ، ازاي عرف ومين قاله وليه في التوقيت ده بالذات ؟ 


الصبح قام في ميعاده علشان ينزل شغله وابنه ينزل مدرسته واتفاجئ بيه رافض يفطر أو يتكلم معاه حتى ، وصله بصمت ونزل لمدرسته بدون ما ينطق حرف واحد وهو راح لمدرسته .

هند قابلته كان مهموم وسرحان وشبه هرب منها بحجة ان وراه حصة وطول اليوم مش عارفة تشوفه أصلا واستغربت ازاي بالليل بيحب فيها وبيعد الدقايق علشان يشوفها ولما يشوفها يعاملها بالبرود ده ؟ 

آخر النهار ماشية وبتلم حاجتها فبيكلمها بس كانت على آخرها منه فردت عليه بكلمة مقتضبة وسابته ومشيت فعرف انها زعلت من هروبه منها طوال اليوم ، راقبها وهي ماشية ومش عارف هيعمل ايه ؟ بس اللي عارفه انه بيحبها ومش مستعد يبعد عنها أو يبعدها عنه ، خرج بسرعة وراها وركب عربيته لحقها وبيحاول يوقفها بس هي ماشية ومش عايزة تقف ولاحظ ان دموعها نازلة ، ركن عربيته ونزل جري وراها مسك دراعها يوقفها : استني بكلمك .

شدت دراعها بعنف وزعقتله : وأنا مش عايزة أكلمك . 

أخد نفس طويل : هند علشان خاطري .

بصتله بغيظ : أنا شبه طول اليوم بحاول أكلمك وسيادتك بتهرب مني فجاي ورايا ليه دلوقتي ؟ 

وضحلها بحزن : هند علشان خاطري سامحيني أنا بس كنت مخنوق شوية ومش عايز أضايقك معايا فقلت خليني على جنب كده لحد ما ألاقي حل أو أشوف هعمل ايه ؟

سألته باهتمام وتناست زعلها : تلاقي حل لايه ولا تعمل ايه في ايه ؟ 

أخد نفس طويل : أنس عرف ان مامته عايشة .

عينيها وسعت وسألته : قلتله ؟ كويس انك قلتله الخطوة دي صح يا بدر .

حرك دماغه برفض : للأسف مش أنا اللي قلتله هو عرف لوحده وبيلومني .

قدرت موقفه وتوهانه طول اليوم : قلتلك لو عرف مش هيسامحك المهم دلوقتي رد فعله ايه أو عايز يعمل ايه ؟ انت لازم تفهمه كل حاجة بالراحة وتشرحله هو كبير وهيفهم .

اتنهد باستسلام : هو حاليا شايفني الأب الأناني الكداب يا هند ورافض يسمع حرف واحد مني ولو شوفتيه حاليا مش هتعرفيه ، اتحول لإنسان غريب بشع .

سألته : طيب هو عايز ايه دلوقتي ؟ 

بصلها ومش عارف يقولها ايه ؟ هل يقولها ان ابنه رافضها هي كمان ولا مالوش لازمة دلوقتي ؟  لما صمته طال سألته: عايز ايه يا بدر ؟ 

بص لعينيها بتوتر : عايز يكلمها ويشوفها .

هربت من عينيه وسألته : وانت ناوي على ايه ؟ هتخليه يشوفها ؟ 

حالة من الخوف سيطرت عليها وهي مستنية إجابته ، هل ممكن يحنلها تاني لو شافها ؟ هل ممكن يرجعلها علشان ابنه ؟ في ألف سؤال ظهر قصادها نفسها تسألهم ؟ 

بدر لاحظ صمتها وماعرفش يطمنها لأنه هو نفسه خايف من الأيام الجاية .

هند رفعت راسها سألته بحزن: ناوي على ايه يا بدر ؟ 

بصلها بحيرة : معرفش يا هند ، أنا قلتله انها ميتة وهتفضل ميتة في نظري بس هو رافض كلامي ومش بيكلمني من امبارح ومقاطعني ، فايه الصح أو المفروض أعمل ايه ؟ فده مش عارفه ، انتي قوليلي أعمل ايه ؟ 

بصتله وحركت راسها بقلة حيلة : ده ابنك وأعتقد حقه يشوف مامته ولو مرة في حياته ، مش هتقدر تمنعه ومش من حقك أصلا تمنعه .

استغربت هند الكلام اللي بتقوله! ايه الكلام ده ؟ هل بتقوله يروح يشوفها وياخد ابنه ؟ المفروض تبعده عنها مش تقدمه ليها ؟ 

بدر استنكر بغضب : مش من حقي يا هند ؟ بعد كل اللي حكيتهولك بتقولي مش من حقي ؟ ده انتي أكتر واحدة حكيتلك بالتفصيل عن كل اللي حصل بينا! بلاش كل ده متخيلة اني هقولها ابنك عايز يشوفك هتقولي يا أهلا بابني حبيبي ؟ المتخلف ده هيتصدم صدمة عمره .

اتنهدت وحاولت تهديه : بدر هو هيعرف الحقيقة لو مش النهارده فبكرا ، أنا عارفة انك عايز تحميه من حقيقة ان مامته مش عايزاه بس أعتقد هو كبر ولازم يحدد ويفهم بنفسه الوضع حواليه.

بصلها : يعني انتي شايفة اني أخليه يكلمها ويقابلها ويتصدم انها مش عايزاه في حياتها ؟ ده الصح ؟ 

اتنهدت بحيرة : أنا معرفش ايه الصح بس اللي عارفاه انك طول ما هتمنعه هيفضل شايفك انت الطرف السيئ اللي بتحرمه منها وهتفضل انت وحش قدامه .

بصلها وبعدها شاور لعربيته : الجو حر وشمس اركبي هوصلك أنا صدعت أكتر ما أنا مصدع من الشمس دي .

ابتسمتله : لا روح لأنس علشان ما تتأخرش عليه ، انت عارف أنا بحب أتمشى الطريق ده وأصلا البيت قريب .

بدر اعترض : اركبي يا هند أصلا بيتكم في طريقي وكده كده هعدي من قدامه .

ركبت معاه بس الصمت سيطر عليهم طول الطريق وخوف مبهم مسيطر عليهم هما الاتنين .

وصلها ونزلت بصمت وهو كمل طريقه لابنه . 


سيف مع عيلته في المستشفى ومستني أبوه يخرج ومامته شبه مش بتكلمه زعلانة منه وبتتهمه انه السبب في تعب أبوه وهو مش عارف ازاي يدافع عن نفسه قدامها ؟ 

عز بيحاول يصلح علاقته بسيف وسيف رجع الشركة يتابع شغل أبوه وبقى مطحون ما بين الشركة والمستشفى والجامعة وهمس بيكلمها في أضيق الحدود ومش لاقي وقت أصلا يتنفس فيه . 


همس يوم محاضرته أصحابها بيسألوها هيجي ولا لا؟ بس هي مش عارفة ومستنية زيهم وعايزة تشوفه بأي طريقة .

ميعاد المحاضرة أخيرا وهي مترقبة الباب لحد ما أخيرا لمحته فابتسمت بس اتفاجئت بشكله مرهق جدا ، دقنه طويلة ، محتفظ بشياكته بس تعبان وده واضح جدا ، دخل المحاضرة وبصلها بابتسامة وبعدها هيبدأ كلامه بس الطلبة بتسأله عن حالة والده لان الأغلبية عرفوا من صفحته على الفيس والخبر منتشر في السوشيال ميديا .

سيف بصلهم : والدي الحمد لله أفضل أيوة لسه ماخرجش من المستشفى بس أفضل وأنا مطحون في الشركة مكانه وعلشان كده مش متواجد معاكم هنا فاعذروني الفترة دي .

كلامه موجه لهمس أكتر من أي حد ، بدأ شرح محاضرته وموبايله قدامه بس لاحظ انه نور وطفي فقرب يبصله كانت رسالة من همس فابتسم وفتحها (( وحشتني كتير )) 

بصلها بطرف عينيه وكتب (( وانتي أكتر ولولا الملامة كنت أخدتك في حضني أول ما دخلت ))

ابتسمت بخجل وهو لاحظ إحراجها فرجع يكمل شرحه بس رسالة تانية وصلت فبصلها كان مكتوب فيها (( قولي بحبك بصوت عالي ))

سيف ابتسم وبص للطلبة : اعذروني دقيقة واحدة  .

خرج برا القاعة واتصل بيها : بحبك يا مجنونة ، أديني قلتلهالك بصوت عالي ، قوليها انتي بقى وريني هتقوليها ازاي ؟ 

ابتسمت بخجل وهمست : بحبك .

سيف ضحك :  انتي نصابة ، اهدي لحد ما تخلص المحاضرة ونتكلم براحتنا .

دخل وهو مبتسم وكمل محاضرته وطلع مكتبه ومستني همس تطلع عنده ، همس واقفة مع أصحابها واستنت سيف يطلع وبعدها بصتلهم : أنا طالعة لسيف سلام.

خلود مسكت دراعها : همس ، خلي بالك من نفسك ولاحظي ان لو حد شافكم أو عرف هيتكلم عليكي انتي مش عليه ، مش عايزين حد يتكلم عنك أو يطلع سمعة عليكي .

همس بصتلها : أنا طول عمري بطلع للدكاترة ده مش جديد عليا .

هالة وضحت : اه بس انتي بتطلعي كتير لسيف غير ان سيف غير باقي الدكاترة أصلا وبعدين معظم بنات الدفعة بيطلعوا عنده فهيلاحظوا .

كشرت همس : بقولكم ايه هو واحشني أشوفه وبعدها نتكلم ما تضيعوش مني وقت البريك .

طلعت همس بس قبل ما تدخل لاحظت ان مكتبه مفتوح ومعاه دكتور ممدوح وكذا حد تاني ماعرفتهوش وكمان محمود السمري فكشرت وبعدت بس سيف لمحها واتضايق لأنه عايز يتكلم معاها و واحشاه ، اعتذر من اللي معاه لحظة وطلع وراها بس ما لقهاش وده ضايقه أكتر بس قبل ما يدخل اتراجع وراح يشوفها في الممر اللي بيقف فيه وبالفعل كانت واقفة فقرب منها بابتسامة واتكلم وراها بهدوء: بتعملي ايه هنا ؟ 

التفتتله مبتسمة : بستناك .

قرب و وقف قصادها بمشاكسة: مين قالك اني هاجي هنا ؟ 

حركت كتافها ببساطة: معرفش بس إحساس ، انت مين قالك اني هنا ؟ 

ابتسم بحب : نفس الإحساس، هتخلصي محاضرات امتى ؟ 

جاوبته : فاضل عندي سكشن لسه وبعدها خلاص.

بص لساعته وبصلها : طيب هحاول أستناكي ونتكلم بعدها .

قبل ما تمشي بصتله : أطلعلك هنا ؟ 

فكر للحظة : لا بلاش ما تطلعيش عندي كتير مش عايز حد يلاحظ حاجة أو يتكلم عليكي كلميني بعد ما تخلصي وهقولك .

مشيت مبتسمة انه خايف عليها وعلى سمعتها زي أصحابها ما قالوا . 

خلصت وكلمته وقالها انه مستنيها في نفس المكان اللي سبق واتكلموا فيه ، راحتله كان ساند على عربيته بنفس الطريقة اللي فاتت ، مركز مع موبايله فانتهزت الفرصة وطلعت موبايلها وصورته كذا صورة قبل ما ياخد باله بس فجأة رفع دماغه وبصلها واتحرج انها بتصوره وضحك .

همس ضحكت واتحرجت أكتر منه بس هو حاول ياخد الموضوع بهزار : عايزة تصوريني بلغيني آخد وضع التصوير.

ضحكت : اللي هو ايه بقى وضع التصوير ده ؟ 

سيف اتعدل وحط رجل على رجل وبصلها بثقة: كده ، اتفضلي صوري اينعم شكلي مرهق ومتنيل بستين نيلة بس مؤقتا لحد ما أرتاح من الطحن اللي أنا فيه . 

بصتله وبتضحك فزعقلها بمرح : ما تصوري هفضل متعلق كده ؟ 

ضحكت أكتر بس طلعت موبايلها وصورته أكتر من صورة وبعدها قربت جنبه فبصلها ومد ايده : هاتي موبايلك .

استغربت بس ادتهوله ، حط ايده وراها وهي استغربت وبصتله وبصت للفون في ايده فصور صورة ليهم مع بعض سيلفي وبعدها اداها موبايلها بابتسامة: كده أفضل أنا وانتي مع بعض .

الصورة كانت حلوة وتلقائية بس الجهة اللي أخد منها الصورة وايده من وراها كأنها في حضنه أو قريبة منه جدا ، الصورة كانت حلوة بس كفيلة توقعها في مشاكل كتير ، بصت للصورة كتير والحزن سيطر على ملامحها فلاحظ ده: لو مش عاجباكي امسحيها بس ما تكشريش كده 

بصتله بضيق: عاجباني جدا يا سيف .

بصلها بحيرة : طيب مالك ليه زعلانة ؟ 

اتنهدت بحزن : علشان أنا لما بتصور صورة حلوة أول حد ببعتهاله ماما وهند وساعات بابا ودي أحلى صورة اتصورتها

 - سيف فهم قصدها وهي كملت- بس للأسف مش هقدر أبعتها لأي حد نهائي  .

حاول يتكلم بس مش عارف هيقولها ايه أو هيخفف عنها بايه ؟ هو لحد اللحظة دي مافسخش خطوبته لسه . 

بصتله وحاولت تبتسم وهي بتشيل موبايلها في شنطتها : المهم طمني عليك أخبارك ايه وباباك صحته عامله ايه ؟ 

ابتسم بحزن : الحمد لله أفضل . 

وقف قصادها وحاول يديها أمل : همس ده وضع مؤقت صدقيني ، أبويا بس يخرج من المستشفى وبإذن الله كل حاجة هتتعدل والصورة دي هنتصور غيرها ألف صورة .

ابتسمتله بهدوء : إن شاء الله يا حبيبي ، المهم دلوقتي طمني عنك انت ، انت عامل ايه ؟ 

اتنهد بتعب : أنا والله يا همس مطحون وشبه مش بدخل البيت أو بنام إلا ساعة أو ساعتين وبدخل البيت آخد شاور سريع وأغير هدومي وألاقي نفسي نازل تاني - بصلها وكمل بحب - همس أنا كويس ومش عايز أتكلم عني عايز أسمعك انتي وأشبع منك انتي ، تعالي نقعد في أي مكان ايه رأيك ؟ 

همس اترددت وهو لاحظ ده فاقترح : أو تعالي نقعد في العربية أنا بس تعبت من الوقفة ، مش لازم نتحرك .

ابتسمت و وافقت ودخلت قعدت مكانها وهو مكانه وفتح الشبابيك وبصلها بعشق : واحشاني .

اتحرجت وبصت بعيد عن عينيه فابتسم بعبث: إلا انتي قلتي ايه بقى وأنا في المحاضرة ؟ فكريني كده ؟

همس ضحكت وبصت بعيد بمرح : أنا ما اتكلمتش على فكرة .

ضحك باستنكار : ما اتكلمتيش ؟ اممممم أمي اللي قالتلي قولي بحبك بصوت عالي ؟ ها؟

ضحكت أكتر : أنا عيلة انت أول مرة تعرف ولا ايه ؟ 

بصلها بحب وعشق : وأنا بعشق العيلة دي وبموت فيها .

بصتله وبدون وعي مدت ايدها مسكت ياقة قميصه بتعدلها وبصت لعينيه ببراءة: الياقة مش معدولة .

ابتسم ببساطة: أنا مااعترضتش . 

فكرت بتهور وكان نفسها تلمس وشه أو تحط ايدها على خده أو تقرب أكتر منه أو تلمس شعره وتبهدله وترجع ترتبه .

سيف لاحظ نظراتها دي وشبه سامع تفكيرها فحمحم واتعدل وابتسم بتحذير: همس بطلي تبصيلي بالشكل ده .

استغربت : أبصلك ازاي ؟ قصدك ايه ؟ 

بص لعينيها بوله: اللي بتفكري فيه ده نفس اللي بفكر فيه وبمنع نفسي بالعافية وبحاول ما أتماداش أو أتخطي أي حدود معاكي لاني ساعتها مش هيكون عندي أي سيطرة تاني

 - بص لشفايفها برغبة واضحة وهمس- لو لمست شفايفك مرة مش هقدر أستغنى عنهم تاني أبدا ، فما تبصيليش بنظراتك دي لأنها بتقتلني وبتجردني من عقلي وتخليني عاشق وبس ، عاشق ومش شايف غير حبيبته اللي بينه وبينها أقل من متر وكل ما عليه يمد ايده يشدها لحضنه ، فأنا بالعافية متمالك نفسي .

اتحرجت انه فاهمها كدا وساد الصمت بس أنفاسهم اللي مسموعة وهو مرة واحدة دور عربيته وبيتحرك فبصتله باستفسار فابتسم : هوصلك تشوفي وراكي ايه؟ ريحي شوية وشوفي مذاكرتك أنا مش عايز أشغلك يا همس أو أكون مصدر تشتيت ليكي ولو أنا بفقد السيطرة بالشكل ده فأنا عارف انتي تفكيرك هيكون ازاي ؟ خلينا يا حبيبتي متمالكين نفسنا لحد ما تيجي لحضني وما تفارقيهوش أبدا ، اتفقنا ؟ 

لو هي بتعشقه فعشقها ده اتضاعف ألف مرة فسكتت وبصت قدامها مستغربة ازاي قارئها بالشكل ده وازاي فاهمها ؟ وازاي بيعبر عن اللي جواها ؟ 

ايده كانت على غيار العربية في الإشارة ومستني وهي باصاله بشوق وحب مستمتعة بقربها منه ، أما هو فمركز في الطريق قدامه لانه عارف كويس انه لو بص لعينيها في اللحظة دي هيبوسها ويضرب بعرض الحائط كل التحذيرات اللي جواه . 

موبايله رن كان على التابلوه وهو ايد ماسكة دريكسيون العربية وايد ماسكة الغيار وفي نفس اللحظة الإشارة فتحت ولازم يتحرك ، فهي ابتسمت ومسكت موبايله توريله مين بيتصل وكان مكتوب عز الصياد ، استغربت وبصتله : انت مسجل باباك باسمه ؟ 

ضحك بمرح: لما يبقى مديرك صدقيني هتعملي أكتر من كده .

قبل ما يرد بصتله بفضول : ينفع تفتح الاسبيكر ؟ - لاحظت استغرابه فوضحت مبتسمة- عايزة أسمعك بتكلم مديرك ازاي ؟ 

ابتسم أكتر : هو في الوقت ده أبويا مش مديري بس من عينيا .

أخد منها الموبايل وحطه في مكان مخصص له قدامه وشغل شاشة فاتعرضت المكالمة على الشاشة ورد عليه : عز باشا .

همس ابتسمت وأبوه رد : سيف الصياد خلصت جامعتك ولا لسه فيها ؟ 

سيف قفل الصوت وبصلها بتوضيح : ده كده مديري مش أبويا .

ضحكت وهو فتح الصوت : خلصت وفي العربية اهو كنت رايح الشركة خير ؟ 

عز : لا تعال على هنا ، أختك في الشركة فتعال انت هنا .

سيف قلق : انت كويس ؟ تعبان ولا حاجة ؟ 

عز بصوت واطي : أنا عايز أخرج من هنا وأمك رافضة فانت تتصرف وتيجي تخرجني فاهم ولا مش فاهم ؟ 

سيف ضحك : هي ماما فين كده وبتوطي صوتك ليه ؟ 

عز زعقله بصوت خافت : أمك في الحمام انجز يا سيف وتعال حالا وإلا قسما بالله .

قطع الجملة وسيف سمع صوت مامته : بتكلم مين يا عز ؟ 

عز بتوتر : لا ده سيف بس بقوله يجيب الغدا ويجي انتي يا قلبي ما أكلتيش من بدري - كمل كلامه لسيف - نفذ يا سيف بسرعة ها؟ هات الغدا يلا ، سلام .

قفل المكالمة وهمس وسيف ضحكوا وهي بصتله بابتسامة: باباك عسل أوي اهو امال حسيت انه شخصية … 

بصلها بفضول: شخصية ايه ؟ 

حاولت تعبر : صعبة ، خناقك معاه ، انك تسيب البيت ؟ يعني حسيت انه جبروت .

سيف اتنهد ومش عارف ازاي يوصفه؟ : هو مش جبروت أبدا بالعكس يا همس بس الفترة الأخيرة دي كان شخص غريب ، مابقيتش فاهمه هو بقى كده ليه أو ايه اللي حصله ؟ بصراحة أنا مستغربه ، هو اه شخصية عملية جدا بس مش لدرجة الجبروت اللي كان فيه ده - افتكر وكمل بحزن- انه يقولي يا تسمع كلامي يا أعتبرك ميت دي كانت صدمة بالنسبالي.

همس شهقت وحطت ايدها على صدرها : بعد الشر عليك - دعتله في سرها وبعدها ابتسمت بأمل - إن شاء الله تكون غمة وعدت يا سيف وحمد لله على سلامته .

ابتسم : إن شاء الله .

سألته بضحك : هتعمل ايه دلوقتي ؟ هتخرجه ولا هتسيبه تحت رحمة مامتك ؟

بصلها مبتسم : مش عارف بس أعتقد هخرجه أنا عايز رضاه اليومين دول وعايزه يقوم بسرعة .

استغربت : ليه بسرعة ؟ يعني يارب يقوم بسرعة بس ليه مستعجل ؟

بصلها ببساطة : علشان آجي أخطبك يا حبيبتي ونتصور وتبعتي الصور لمامتك ولأختك ولأبوكي ولا ايه رأيك ؟ 

اتنهدت باشتياق : يارب يا سيف يارب . 

سكتوا شوية وبصتله بفضول : إلا عربيتك دي نوعها ايه ؟ يعني ايه حرف (R) ده اللي قدامك وعلى العربية من برا ؟ 

بصلها بابتسامة : عجبتك يعني ولا ايه ده المهم ؟ 

بصتله بانبهار : انت بتهرج صح ؟ هي دي عربية ممكن حد ما يعجبش بيها ؟ أنا بحس فيها أصلا اني في عالم تاني منفصل عن العالم اللي برا. 

ابتسملها بحب: دي رولز رويس وكويس انها عجبتك.

ابتسمت بعفوية وبتبص حواليها معجبة بكل إمكانيات العربية 

 فجأة سألته بخوف - انت للدرجة دي غني ؟ 

حس ان سؤالها مش مجرد سؤال عادي فرد يطمنها : مش أوي زي ما جه في بالك أو هتكلم عن نفسي مش أبويا ، أنا اشتغلت برا كذا سنة وأنا بدرس في شركة كويسة جدا ومرتبي كان كويس وده كان زي مكافأة نهاية الخدمة بجانب تقريبا كل اللي كان معايا فأنا حاليا مش غني واللي معايا في حسابي مبلغ مش كبير .

عجبها فكرة انه معتمد على نفسه وشغله بس برضه عايزة تعرف أكتر عنه وعن عيلته فسألته بقلق : طيب وباباك ؟ الشركة بتاعته وشغله ؟ 

سيف وقف في نفس المكان اللي بيقف فيه كل مرة لما بيوصلها وبصلها بهدوء : أسئلتك دي وراها ايه يا همس ؟ عايزة تعرفي ايه بالظبط وأنا أعرفهولك ؟ 

ماعرفتش تعبر عن نفسها أو تشرحله الغرض من سؤالها بس حاولت توضح بتردد: يعني عيلتك أغنياء أوي ؟ باباك خطبلك واحدة غنية من عائلة كبيرة زيكم فهل ده تفكيره ؟ ان لازم مراتك تكون من نفس المستوى ؟ عائلة كبيرة وارستقراطية زيكم ؟ 

اتنهد لأنه فهم هي عايزة توصل لايه؟ وجزء من كلامها صح بدليل ان أبوه اختار شذى بناء على المواصفات دي بس حاول يطمنها : هو أنا عمري ما حسيت قبل كده انه طبقي أو الموضوع ده بيفرق معاه .

اعترضت : امال اختار شذى بناء على ايه ؟ وليه رافض انك تسيبها ؟ 

حاول يوصل لتفكير أبوه : أبو شذى صاحبه وشريكه ده السبب الوحيد اللي اختار شذى بناء عليه يا همس ، انهم أصحاب وعايزين يكملوا صحوبيتهم بارتباط ولادهم .

حركت دماغها بتفهم بس بعدم اقتناع ولمت حاجتها ونازلة : روح علشان ما تتأخرش عليهم .

قبل ما تنزل مسك دراعها بحب : ما تفكريش في الموضوع ده كتير وتشغلي دماغك بحاجة مالهاش لازمة ، اتفقنا ؟ 

هزت راسها وابتسمت بس جواها قلق ان ارتباطهم مش هيكون سهل أبدا .


بدر اتصل بوالدته واتخانق معاها وسألها هل حد بلغ أنس ان والدته عايشة؟ وهي فضلت تحلف ان محدش قاله بس بعدها افتكرت انها اتكلمت هي وبنتها عنها وقالتله انهم بس اتكلموا عنها وممكن يكون سمعهم .

قفل معاها ومش عارف هيعمل ايه مع ابنه اللي اتحول ١٨٠ درجة في كل حاجة وشبه مقاطعه؟! دخل أوضته وقعد قصاده وابنه ساكت كلمه بهدوء: أنس اسمعني .

بصله بغضب: مش هسمع غير انك هتخليني أكلمها وأقابلها .

اتنرفز من كلامه وزعقله : ولا هتشوفها ولا هتكلمها وكل ما تستوعب الحقيقة دي أسرع هنرتاح أنا وانت .

أنس بصله بكره : مش هستوعب ومش هسمع منك أي حاجة من النهارده . 

بدر أخد نفس طويل وحاول يهدي نفسه : أنس حبيبي أنا ماحرمتكش من مامتك ده كان اختيارها هي يا حبيبي مش اختياري أنا .

أنس زعق لأبوه : ماهي مش موجودة علشان تدافع عن نفسها فحضرتك هتقول وتتكلم براحتك بس أنا مش هصدق أي كلمة هتقولها عنها فريح نفسك يا مستر بدر .

بصله مش مصدق ان ده ابنه الهادي فقام وقف بضيق : براحتك يا أنس تصدق أو ما تصدقش بس رشا صفحة وقفلتها زمان ومش هسمحلك انت أو أي حد يفتحها من تاني علشان بس تكون الأمور واضحة قدامك .


جانا الهوى (١٩)

بقلم : الشيماء محمد احمد

#شيمووو


الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري . 


نادر بيلم في هدومه وحاجته وبيستعد للسفر وأبوه دخل عنده : خلاص يا نادر هتسافر ؟ 

بص لأبوه بهدوء: أيوة يا بابا كل حاجة شبه جاهزة .

أبوه قعد قصاده متابعه ونادر بصله بتساؤل : حضرتك عايز حاجة مني ؟ 

ابتسم : لا يا حبيبي بس بطمئن عليك ، المهم المستشفى اللي هتروحها خاصة صح ؟ 

قعد جنب أبوه : اه مستشفى استثماري خاصة وكبيرة .

خاطر بصله باستغراب : ليه خاص طيب ؟ يعني مش ده طبعك يا نادر !

اتنهد وشرح لأبوه : مش هكدب عليك يا بابا بس مش عايز حالات صعبة .

بصله بعدم فهم : يعني ايه مش عايز حالات صعبة ؟ 

نادر بص لقدامه بهدوء: يعني الناس اللي بتروح المستشفيات الاستثمارية الكبيرة اللي زي دي بتكون ناس مختلفة عننا ، يعني أقصد انهم أغنياء ماعندهمش المشاعر والاهتمام بتاعنا ، مش فاضيين بمعنى تاني للمشاعر .

أبوه سأله بعدم فاهمه : يا ابني التعب والإعياء واحد سواء غني أو فقير ، انت تقصد ايه ؟ 

بص لأبوه وقام وقف بجمود : مش بيزعلوا زينا ، مش بيهتموا زينا ، يعني مش هلاقي أم ببنتها بتترجاني أعالج بنتها أو أب بيموت لو بنته جرالها حاجة ، أو حد مش معاه يعالج ابنه وخايف يموت منه ، أو أي حاجة زي كده ، الناس دي عملية أكتر ، وأنا الصراحة مش عايز أتعامل مع أي حد زينا كده . 

خاطر بيحرك راسه برفض من اللي بيسمعه من ابنه فعاتبه: نادر يا ابني طول عمرك بتساعد الناس دلوقتي هتتخلى عنهم ؟ 

بص لأبوه بنفي: مش هتخلى عن حد بس عايز ألاقي نفسي وأرجعلها ، عايز أخفف نفسي الأول علشان أقدر أخفف الناس يا بابا ، عايز أكون أناني شوية وأساعد نفسي قبل ما أساعد غيري ، يمكن يكون تفكيري ده غلط بس حاليا ده اللي في ايدي أعمله ، ماعنديش غيره للأسف - بص لأبوه وقرب منه وكمل باعتذار- آسف لو اللي بتسمعه مني دلوقتي صدمك في ابنك بس غصب عني مابقاش عندي حاجة أقدمها لأي حد.

خاطر حط ايده على كتف ابنه بحب : أنا مش مصدوم أبدا فيك وعمري أبدا ما هبصلك غير بفخر انك ابني ، من حقك يا ابني تلاقي نفسك الأول واعمل اللي يريحك واللي انت شايفه صح ، وأنا هدعيلك ان ربنا يوفقك في كل خطواتك .

خرج من عنده وهو موجوع وحاسس بالعجز انه مش قادر يساعده ومش عارف امتى هيتخطى الماضي ويبدأ يعيش حاضره من جديد ؟

 مراته بصتله بحزن : خلاص هيمشي ؟ 

خاطر بصلها بوجع : هيمشي يا فاتن بس يارب يلاقي نفسه ويرجعلنا من تاني .


نادر سافر وأول حاجة عملها راح يشوف أخته الصغيرة في كليتها ، اتصل بيها وبلغها انه موجود وهي ماكانتش مصدقة بس جريت تشوفه وكانت فرحانة بيه جدا ، قعدوا مع بعض وبيتكلموا ويهزروا وبعدها قامت تجيب ساندوتشات ليها ولأخوها ، جابتهم وراجعة كان سيف خارج من محاضرة ولمحها ماسكة ساندوتشين بغير عادتها فراقبها بابتسامة بس اتفاجئ بيها بتدي الساندوتش لواحد وبتقف تتكلم معاه ، واتفاجئ أكتر وأكتر وهي بتتعلق في دراعه وبتشده يقعدوا مع بعض وبتقعد جنبه وبتضحك معاه ، قرب منها بغضب بس اتراجع؛ مش هيكرر غلطه من تاني ، طلع موبايله واتصل بيها وراقبها بتطلع موبايلها وبتكشر وبتكنسل عليه وبعدها بتقفل الموبايل وده جننه تماما ، شاورت لخلود جنبها فقربت منها وبتسلم على نادر وبعدها هي همستلها : شوفي سيف فين علشان ما يعمليش مشاكل .

خلود وقفت معاهم شوية وبعدها لمحت سيف بيقرب منهم و وشه بيطلع نار فخلود اعتذرت من نادر ومشيت ناحيته و وقفت في وش سيف اللي استغرب تصرفها ولسه هيتخانق معاها فاتكلمت : اللي معاها ده دكتور نادر أخوها مش أي حد .

 بصلها بغيظ وسألها : أخوها بجد ولا زي محمود السمري ؟ 

خلود كشرت من غيرته و أكدت : أخوها والله أخوها بجد .

كشر وبص ناحية همس اللي بتبصله وبعدها بص لخلود : مش أخوها في المنصورة ؟ 

خلود استغربت سؤاله : وجه القاهرة لأي سبب فطبيعي يزور أخته ولا حضرتك عندك مانع ان أخوها يزورها ؟

كانت بتتكلم بتهكم فبصلها بحاجب مرفوع وقرب من وشها بصرامة : مش معنى انك صاحبتها ان ده يديكي الحق تتكلمي معايا بالأسلوب ده .

خلود بصتله بتحدي : والله يا دكتور اللي حضرتك مش واخد بالك منه ان معنى اني صاحبتها انك لازم تعملي اعتبار أكتر من كده لأن أنا اللي صاحبتها من سنين وأنا اللي معاها طول النهار والليل وأنا اللي بسمحلها تكلمك وتقرفنا طول الليل بدل ما أخليها تقعد على السلم وتكلمك ربع دقيقة فخلي بالك مني . 

سيف بصلها بصدمة أو ذهول من كلامها ولسه هيرد بس اتراجع وبص ناحية همس بعدها بصلها بتحدي: وانتي بتفكري تطلعيها على السلم افتكري ان أنا اللي هحطلك درجات أعمال السنة بتاعتك .

خلود شهقت باستنكار : لا عمرها ما توصل لكده أبدا .

سيف ابتسم بتهكم وبيلبس نظارته : توصل أو ما توصلش ده شيء يرجع لمزاجي يا باشمهندسة - رجع خطوة وبصلها بحزم - قوليلها تكلمني لما ظروفها تسمح بعد إذنك . 

سابها ومشي وهو متضايق انه مش عارف يكلمها أو يروح يتعرف على أخوها . 

استناها في مكتبه كتير بس ما طلعتش ولا كلمته ، طلع للممر يشوفها بس ماكانش في حد فقرر يروح شغله .


نزل لعربيته وخرج بيها فلمحها هي وأخوها بتركب معاه عربيته وبيتحركوا مع بعض وبالرغم من انه أخوها إلا ان ده ضايقه جدا فوق ما كان متخيل ، فكرة انه يشوفها بتركب عربية راجل تاني غيره وتتحرك معاه ضايقته حتى لو كان الحد ده أخوها . 

كان متنرفز طول اليوم وأي حد بيكلمه بيزعق وبس ومش عارف يركز في شغله وعينيه على موبايله طول الوقت لحد ما أخيرا رن وكان اسمها مكتوب فرد بسرعة بغيظ : أخيرا يا هانم فتحتي موبايلك ؟ 

ابتسمت على أسلوبه وغيظه الواضح : يعني لسه يادوب داخلة المدينة فقلت أكلمك .

علق بتهكم : لا والله شوف ازاي ؟ فيكي الخير يا ستي . 

ضحكت وهو اتنرفز أكتر : بتضحكي ؟ طيب خلصي ضحك وابقي كلميني .

قفل الموبايل واتضايق من غبائه يعني هيموت ويكلمها ولما تتصل يقفل في وشها ؟ 

همس اتضايقت من حركته وقررت ما تكلمهوش تاني واستنت اتصاله هو .

الاتنين قعدوا قصاد تليفوناتهم وكل واحد مستني التاني يكلمه وكأنها حرب تحدي مين هيتحمل ومين هينهار الأول ؟

سيف كل لحظة بتعدي بتضايقه أكتر وأكتر واستنى ساعة كاملة لحد ما هي اتصلت تاني فأول ما رد عاتبها : لا بجد دلوقتي افتكرتي تتصلي ؟ 

همس حاولت تداري نرفزتها وتتكلم بلامبالاة : قلتلي لما تخلصي ضحك .

اتنرفز عليها : وسيادتك بقالك ساعة بتضحكي ؟ 

اتكلمت بهدوء أكتر : اه أنا بحب أضحك كتير .

أخد نفس طويل يحاول يتماسك : انتي حد مسلطك عليا النهارده يا همس ؟ ولا شايفاني مبسوط أوي قلتي خليني أعكنن عليه شوية ؟ 

ردت عليه بغيظ : يعني أنا مش فاهمة حضرتك مالك ؟ اتصلت بيا وأخويا معايا ماعرفتش أرد عليك وبعتلك خلود أعمل ايه تاني ؟ 

زعق : خلود ؟ خلود اللي سيادتها بتقف تهددني انها صاحبتك ولازم أعاملها بشكل مختلف ؟ 

همس كانت هتضحك بس مسكت نفسها : هددتك ازاي يعني ؟ 

سيف كشر ان ده اللي لفت انتباهها : ابقي اسأليها حضرتك بس ده مش موضوعنا .

اتنهدت باستسلام : طيب ايه موضوعنا لأني بجد أنا حاسة انك متضايق مني ومش عارفة ليه ؟ ومش عارفة ايه الغلط اللي عملته ضايقك ؟ خروجي مع نادر ضايقك يا سيف ؟ 

ضم حواجبه ورد بكذب : لا طبعا ده أخوكي .

حس قد ايه هو كداب لما نطق الجملة دي لان فعلا ده ضايقه أو يمكن اللي ضايقه انه مش من حقه يخرج معاها كده في النور زيه أو يقف معاها زيه 

انتبه على سؤالها : طيب ايه اللي ضايقك بالظبط ؟ 

حاول يبرر ضيقه بأي شكل : كان ممكن تكلميني ولو دقيقة و تقوليلي أنا معايا نادر أخويا و هكون معاه وأول ما أقدر أكلمك هكلمك على طول . 

استغربت : طيب ما أنا بعتلك خلود قالت نفس المعنى ده !

اعترض بغيظ : أنا مالي ومال خلود ؟ أنا بقول انتي يا همس ، أسمع صوتك انتي مش خلود ، بعدين خلود كل اللي قالته ده أخوها ابعد ، أنا مش عارف أصلا ازاي دي صاحبتك ؟

همس ضحكت لان الاتنين مش بيطيقوا بعض فردت بمرح : القلوب عند بعضها يا سيف هي برضه بتقولي نفس الجملة أنا مش عارفة ازاي ده بتحبيه ؟

سيف اعترض : نعم ؟ هي كمان بتعترض عليا ؟ قوليلها مسيرك هتقعي تحت ايده وساعتها ...

ضحكت أكتر : المهم طيب سيبك من خلود وقولي مالك النهارده متنرفز ليه كده ؟ في ايه مضايقك غيري ومين ؟ 

أخد نفس طويل واتراجع في كرسيه وغمض عينيه ورد باشتياق : أنا عايز أشوفك يا همس ، مجرد اني عايز أشوفك وأقعد معاكي ولو خمس دقايق ، يومي مش بيكمل غير لما أشوفك .

رفض يقولها انه عنده مشاكل كتيرة في الشغل وغياب باباه مأثر والدنيا كلها متدربكة معاه غير علاقته بمامته اللي متوترة وبتزيد سوء ومش عارف ليه ؟ 

همس حست بالحنين له زي ما يكون إحساسه اتنقلها وبصت في ساعتها لقت لسه في وقت على ميعاد قفل المدينة ولقت نفسها بتقوله باندفاع : تقدر تيجي عندي في قد ايه ؟ 

اتعدل بسرعة ورد بلهفة : في خمس دقايق .

ابتسمت ببساطة: طيب تعال بس خلي بالك الباب بيتقفل الساعة ٨ بالظبط والساعة دلوقتي ٦:٣٠ يعني الوقت ضيق .

وقف وأخد مفاتيحه : انزلي طيب أنا دقايق وهكون عندك. 

غيرت هدومها بسرعة ولبست فستان وفردت شعرها وسرحته ويدوب مسكت قلم الروچ كان بيتصل بيها ويسألها هي فين فقالتله نازلة .

حطت روچ سريع ونزلت جري عنده ، أول ما لمحها نزل من عربيته يستقبلها وهي وقفت قدامه بالظبط وبصلها بحب يستمتع بقربها وبريحتها اللي ملت أنفاسه أول ما قربت ، مد ايده يرجع خصلة من شعرها لمكانها وهو مبتسم مش مصدق أصلا انها قدامه وبين ايديه . 

همس حست انها عايزة تقرب أكتر ، عايزة تحط راسها على صدره وتحط وشها في رقبته ، أخدت نفس طويل وعينيها في عينيه . 

سيف بص حواليه وفتح الباب : اركبي .

كشرت وبصتله : مش هنحلق نروح أي مكان. 

وضحلها : ومش هينفع نقف في الشارع كده ، في على ناصية الشارع الكورنيش نقف شوية وادينا قريبين من هنا انما هنا الرايح والجاي بيبصلنا .

ركبت و اتحرك بسرعة وهي راقبته ولاحظت انها بتعشق تراقبه وهو بيسوق عربيته ، مجرد منظره كده بتحبه ، ابتسمت وبصت قدامها بس هو لاحظ فسألها بفضول: في ايه بتبتسمي كده ليه ؟

استغربت واتحرجت : مش عايزني أبتسم يعني ؟ 

نفى بسرعة : لا طبعا ابتسمي براحتك بس اشبعي فضولي.

ابتسمت وبصتله : بحب أتفرج عليك وانت بتسوق عربيتك  ونفسي لو تسوق بيا مسافة طويلة ، مثلا توصلني لبيتنا في المنصورة ، يعني أي مسافة طويلة .

ابتسم أكتر وبصلها : هيحصل إن شاء الله ، هيحصل يا حبيبتي ، هيحصل .

وقف على الكورنيش وقفل عربيته والتفتلها : احكيلي .

ابتسمت : أحكيلك ايه ؟

فكر للحظات : أخوكي أخباره ايه ؟ جاي القاهرة زيارة ولا شغل ولا ايه ؟ 

ابتسمت بس قبل ما تحكي طلبت : طيب تعال نقف على الكورنيش ، ينفع ؟ 

ابتسم بحب: طبعا ينفع تعالي .

نزلوا وقفل عربيته و وقفوا على الكورنيش وهي بتبص للنيل وبصتله بتمني: ياريت الساعة تقف وأفضل معاك لحد ما أشبع منك .

بص لعينيها وبيرجع شعرها اللي بيطير كل شوية ورد بعشق: ياريت بجد .

الهوا كان قوي وبيطير شعرها وهو بيمسكه يرجعه مكانه لحد ما مسكه كله في ايده وهي استغربت وشدت شعرها منه وبتعترض : سيبه يا سيف الله . 

حركت راسها تفرد شعرها اللي لمه في ايده وطار على وشه وهو غمض عينيه وأخد نفس طويل وبصلها بوله وهو بيشيل شعرها من على وشه : ما تفرديش شعرك تاني - قبل ما تعترض هو كمل بعاطفة - غير لما تبقي مراتي .

ما اتجرأتش تسأله ليه وبصت قدامها للنيل وهو جنبها فبصلها : ماقلتيش أخوكي هنا ليه ؟ 

ابتسمت وحكتله عن شغله وانه جه يستقر هنا 

سكتوا شوية وهي حست قد ايه هو مرهق وتعبان وبيحاول يبتسم بس جواه كتير ، سيف لاحظ نظراتها فبصلها : في ايه بتبصيلي كده ليه ؟ 

عينيها مركزة على عينيه بحنو : مالك يا سيف ؟ انت بتبتسم وتتكلم بس مهموم ، ممكن تتكلم معايا ؟ 

أخد نفس طويل وبص قدامه وحاول يكون طبيعي : أنا بتكلم معاكي اهو امال بعمل ايه ؟ 

سند بايديه الاتنين على سور الكورنيش زيها وهي رفعت راسها ودققت في عينيه : انت مش محتاج تبتسم قدامي أو تخبي عليا على فكرة .

سكت شوية وبصلها : أنا مش بخبي عليكي ، بس مضغوط في الشغل مكان بابا ، من الشركة للمصنع للكلية للاجتماعات ، حاسس اني مطحون ومش برتاح ، بجد مرهق فوق ما تتخيلي .

أخدت نفس طويل لما حست قلبها واجعها عليه : طيب ليه لما بتكون فاضي زي كده ما تروحش ترتاح شوية ؟ 

بصلها باستنكار : أولا دي قمة راحتي انك تكوني معايا وقدامي وثانيا أنا أصلا مش فاضي يا همس ، أنا سيبت الشركة وهرجع تاني عليها .

شهقت : لحد دلوقتي يا سيف ؟ طيب هو ده الطبيعي ؟ النهار كله فيها ؟ 

ابتسم وحب إحساس خوفها عليه : لا مش الطبيعي بس في مشاكل كتيرة نتيجة غياب بابا بدون تخطيط مسبق وبعدين في حاجات كتير بتقف لمجرد انه مش موجود .

ابتسمت ودعت : ربنا يرجعه بالسلامة .

بصتله فجأة : هو احنا لو اتجوزنا هتسيبني النهار كله كده لوحدي يا سيف ؟ 

ابتسم لمجرد التخيل وبصلها يصحح كلامها : أولا مفيش لو اسمها لما نتجوز مش لو ، إن شاء الله يعني .

ابتسمت بدلال : وثانيا ؟ 

بيهرب من عينيها لأن نظراتها مجنناه : وثانيا هتكوني معايا الصبح في الكلية وآخر النهار لو روحت الشركة هتكوني معايا فيها ، أصلا هشغلك معايا في كل حاجة مش هسيبك في البيت .

تخيلت نفسها مراته فعلا ومعاه في كل خطواته .

الجو كان هوا وده خلاها تترعش فابتسم : بردانه للدرجة دي ؟ 

ابتسمت بهدوء: يعني شوية .

ابتسم بمشاكسة وهو بيقلع چاكيت البدلة بتاعته وبيحطه حواليها : قولي انك عايزاني ألبسك هدومي ؟

بصتله باستنكار : أنا ؟ طيب مش عايزة بقى اتفضل الچاكيت بتاعك .

قبل ما تقلعه كان مسك ايديها بتحذير: إياك تقلعيه .

أخدت نفس طويل وبصت قدامها للمياه بتتخيل لو هي مراته فعلا هتكون دي تصرفاته برضه ولا يا ترى هيتغير ؟ 

فضلوا يتكلموا شوية لحد ما هي بصت للساعة وشهقت : فاضل خمس دقايق يا سيف والباب يتقفل. 

طمنها : يا بنتي أنا جيت من آخر الدنيا في خمس دقايق فمابالك واحنا جنب المدينة أصلا ؟ ما تقلقيش ده لو أخدناها على رجلينا هنوصل . 

وصلها وقبل ما تنزل مسك دراعها بحب: هتوحشيني لبكرا .

ابتسمت بكسوف : يعني هشوفك بكرا ؟ 

أخد نفس طويل : هحاول ولو ماقدرتش ، هجيلك زي كده اتفقنا ؟ 

وافقت بدماغها ونزلت تجري كعادتها وهو راقبها لحد ما دخلت واختفت من قدامه . 


بدر بيراقب أنس من بعيد ومش عارف ازاي يقنعه ان مامته اللي اتخلت عنه مش هو اللي اخده منها ؟! فضل مراقبه شوية وبعدها قام دخل أوضته ياخد شاور بارد يطفي النار اللي جواه يمكن يعرف يفكر بشكل أوضح . 

أنس أول ما أبوه دخل أوضته قام وراه وراقبه بيدخل الحمام فدخل بسرعة أخد موبايله وخرج يحاول يلاقي تليفون مامته أو رقمها ويكلمها بنفسه ويحاول يرجعهم لبعض ، فتح الموبايل لانه عارف كلمة السر بتاعة باباه ودخل على الأرقام وبدأ يدور عليها . 

وهو بيقلب في التليفون جت رسالة من هند (( حبيبي وحشتني ، طمني عليك عملت ايه مع أنس ؟ في أي جديد ؟ ربنا يهديه يارب ويصلح حاله ))

اتنرفز من الرسالة واتضايق أكتر وأكتر وكتبلها (( ابعدي يا هند لو سمحتي عن بابا ، احنا مش عايزينك في حياتنا خلاص ، أنا عندي مامتي و مكانها مع بابا وهخليهم يرجعوا لبعض هما الاتنين ، انتي مالكيش مكان وسطنا )) 

قبل ما يضغط إرسال اتراجع وعدلها لان كده مش صح 

(( ابعدي يا هند عننا ، احنا خلاص مش عايزينك في حياتنا وبيتنا هيرجع يكتمل لما مامت أنس ترجع لحياتنا من تاني ، آسف بس مالكيش مكان وسطنا خلاص ، بيتنا بيت صغير وعيلة صغيرة فيها أنا ورشا وأنس وبس )) 

ابتسم وضغط إرسال المرة دي وبكده يكون بعد هند عن حياة باباه . 

هند قرأت الرسالة وهي مش مستوعبة ان ممكن بدر يكتبلها كده ؟ معقول ممكن يكون ماعندهوش الجرأة يقولهالها في وشها فقالها بالطريقة دي ؟ لا لا بدر ما يعملهاش أبدا .

فضلت ماسكة الموبايل باصاله وهي مش قادرة تحدد هتعمل ايه أو تفكر ازاي ؟ طيب تقول لحد من أهلها على اللي حصل ؟ ولا مالوش لزوم هيقولولها ده اختيارك واحنا حذرناكي وانتي أصريتي تاخدي واحد مطلق ، لا مش هينفع تقول لأي حد . 

أخيرا قررت ترن عليه وتكلمه ، الموبايل رن مرة واتنين وبعدها كنسل عليها ، بصت للموبايل مصدومة ، بدر معقول بيكنسل عليها ؟ أكيد كنسل علشان يتصل هو ، أيوة لازم .

اتبعتت رسالة تانية وفتحتها بسرعة (( يعني قلتلك ابعدي عننا أقولك ايه تاني علشان تبعدي ؟)) 

عينيها وسعت بصدمة ورمت الموبايل من ايدها ودموعها نزلت ، لا يمكن يكون ده أسلوب بدر أو طريقته في الكلام معاها ؟ هل ممكن عايز يرجع لمراته علشان ابنه وبيحاول يكرهها فيه ؟ 

أخيرا مسكت موبايلها وقفلته خالص ونامت على سريرها تعيط في صمت بدون ما حد يحس بيها . 

بدر خرج من الحمام وقعد على سريره بيفكر ومش قادر يوصل لأي قرار ، قام عمل ساندوتشات له ولأنس وأنس أخد ساندوتش ودخل أوضته مش عايز يقعد مع أبوه اللي فكر يتجاهله ، يعني في الأول والآخر ده مجرد عيل هيزعل يومين ويتعدل لوحده ، اتنهد وقام يروح عنده مش هيقدر يسيبه كده ، دخل وقعد على سريره : وبعدين يا أنس ؟ ما احنا كنا كويسين يا حبيبي ؟ آخرته ايه اللي بتعمله ده ؟ 

بص لأبوه بإصرار : عايز أكلمها .

أخد نفس طويل : ماعنديش أي أرقام ليها .

أنس عارف ان أبوه مش بيكدب لأنه بالفعل مالقاش أي أرقام باسمها ، بس ممكن يكون مسجلها بأي اسم تاني ؟ وممكن يكون هو مسح أرقامها مش عايزها 

انتبه على صوت أبوه : صدقني يا أنس احنا أفضل كتير من غيرها ، أنا حياتي معاها كانت صعبة .

حرك راسه برفض : حياتك انت مش حياتي أنا ، أنا ابنها وهي بتحبني .

بدر فضل باصص لابنه وخايف عليه من الصدمة اللي هياخدها لما يعرف أو يتأكد ان أمه ماحبتهوش زي ماهو متخيل ، قام وقف : أنا ماعنديش أي أرقام ليها ومش هدور عليها علشانك ، بعدين هي عارفة مكاني وعارفة مكان تيتا لو كانت عايزة تشوفك كانت جت ولو مرة أو سألت عليك ، فانت ياريت تفوق من الوهم اللي انت عايش فيه ده بسرعة خلينا نكمل حياتنا .

اتضايق أكتر من أبوه ومن إصراره انه يبعده عن مامته فرد بعناد : نكمل حياتنا ؟ قصدك مع هند ؟ مش هيحصل يا بابا ، هند مش هتدخل حياتنا ولو دخلتها غصب عني هسيبك أنا وهمشي.

بدر بصله بصدمة : تسيبني وتمشي ؟ تروح فين يا أنس باشا ؟ 

فكر للحظات : لأي مكان ، هدور بنفسي على ماما ، أو أفضل في الشارع ، في عيال كتير في الشارع .

حرك راسه برفض للي بيسمعه وزعق في ابنه : انت أكيد مش طبيعي ، شارع ايه اللي عايز تعيش فيه ؟ انت عندك فكرة العيال دي عايشة ازاي ؟ 

أنس كمان زعق : عايشين ازاي ؟ ماعندهمش أب وأم بيحبوهم ويخافوا عليهم ، أنا زي ما انت بتقول أمي ما بتحبنيش وانت كمان بتحب نفسك أكتر فأنا زيهم ، فلو مش هتجيبلي ماما هروح أعيش في الشارع زيهم ومش هتعرف توصلي تاني أبدا .

بدر هيفتح بوقه يزعق بس اتراجع وساب الأوضة كلها وخرج مش عارف يفكر أصلا ، ازاي ابنه بيفكر بالطريقة دي ؟ هل عنده الجرأة يعملها ؟ طيب ايه الصح اللي المفروض هو يعمله ؟ يجيبله مامته ويسيبه يتصدم برفضها له ؟ ولا يفضل مصمم على رأيه ؟ 


نادر في المستشفى الجديدة واخد جنب من الكل مش عايز يتعرف على أي حد أو يعمل صداقات مع حد وده خلى حواليه غموض الكل عايز يعرف عنه أي حاجة ، كان في أوضة الكشف بتاعته وجتله ممرضة اسمها سماح بتبلغه ان دكتور المخ والأعصاب دكتور محي الدين طالبه في استشارة سريعة ، قام راح عنده مع الممرضة ودخل عند مريضة في أوائل العشرينات ودكتور محي بيعرفه بيها : دي يا دكتور أمنية وعندها ورم في المخ والمفروض اننا هنستأصله .

أمنية علقت بتأكيد : ميعاد عمليتي بكرا ومش هقبل أي تأخير.

محي ابتسملها: إن شاء الله .

بص لنادر اللي واقف مستغرب : طيب ربنا يقومك بالسلامة - نقل نظراته بينهم- بس أنا دوري ايه ؟ أو طلبت استشارتي في ايه ؟ 

علقت أمنية قبل ما الدكتور يرد : علشان ضربات قلبي مش منتظمة ، مش قادرين يفهموا ان ده توتر طبيعي قبل العملية ، أنا بستنى العملية دي من بدري والعملية دي هتغير حياتي كلها ، أنا شبه حياتي واقفة وعايزة أكملها بقى - بصت لنادر بترجي- قولهم ان قلبي سليم علشان أرجع لحياتي بقى 

ابتسم نادر أو حاول يبتسم لأنها بتتكلم بنفس حماس بسمة زمان : خلينا طيب نطمئن عليكي أكتر .

محي بص لنادر : أنا ورايا كذا كشف تاني ياريت حضرتك تبلغني باللي هتوصله .

سابهم وخرج وأمها قربت منه واتفاجئ نادر بيها لأنها كانت ساكتة تماما و واقفة على جنب : دكتور طمني بالله عليك هل العملية دي أمان ليها ولا ايه ؟ 

نادر بصلها بتفاجئ لوهلة بس تمالك نفسه بسرعة وحاول يتكلم بعملية بحتة : مفيش حاجة اسمها أمان في عملية مهما كانت بسيطة فما بالك بعملية في المخ ؟ على العموم خلينا ما نسبقش الاحداث ونشوف تحاليلها ونكشف عليها وبعدها نقرر هل قلبها كويس ولا ايه نظامه ؟ 

بدأ نادر كشفه عليها وعملها كل التحاليل والفحوصات والاشعة المطلوبة وقبل ما يخرج من عندها مسكت ايده بترجي : أرجوك سيبني أعمل العملية حتى لو قلبي تعبان - جه يتكلم بس قاطعته- حتى لو هموت ، الموت أرحم عندي ألف مرة من التعب ده والصداع ده ، هيزعلوا شوية وينسوني بعدها بدل ما هم بيموتوا معايا كل يوم بالشكل ده .

نادر شد ايده منها بغضب : ينسوكي ؟ مين ضحك عليكي وقالك ان اللي بيغيب عن عينينا بننساه ؟ الواحد مستعد يموت معاه ألف مرة في اليوم ولا انه يغيب عنه تماما ، سيادتك ماعندكيش أي فكرة بتتكلمي عن ايه ؟

جه يخرج بس وقفته : طيب قولي أشعتي وتحاليلي بتقول ايه ؟ انت هتقول لدكتور محي ايه ؟ 

بصلها باقتضاب : أول ما أشوف التحاليل كلها والأشعة هبلغكم بالنتيجة . 

سابها وخرج وهو بياخد أنفاسه بالعافية وراح لأوضته مباشرة وقفلها عليه ، ليه بتجيله حالة زي دي دلوقتي ؟ هو جه هنا مخصوص علشان ينسى تقوم تيجي حالة بنفس مرض حبيبته ؟

غمض عينيه بيحاول ينفض الذكريات اللي بتهاجمه بس غصب عنه شاف نفسه لما وصل هو وأبوه عند بسمة 

 عمار ساعتها أول ما شافه جري عليه مسكه من دراعاته الاتنين : أخيرا وصلت ، ادخلها يا نادر وهي أول ما هتسمع صوتك هتقوم على طول ، أيوة هي بتحبك وهتقوم .

نادر بيبصله بصدمة وعمار كمل بهيستريا: النهارده كنت هكلمك وأقولك تيجي تخطبها وتجيب والدك معاك - مسح دموعه وكمل- بس احنا فيها اهو ادخل صحيها وقولها انك جيت ، قولها أبوكي وافق خلاص ومش هيجوزك حد غصب عنك ، قولها انك هتتجوزها انت ، ادخلها يا نادر.

نادر بيتنفس بالعافية وبيمشي بخطوات تقيلة لعندها جوا، دخل شافها نايمة ، قرب منها مسك ايدها وبصلها بصدمة مش قادر يصدق انها بالفعل كانت تعبانة وهو طردها من عنده ، هو بنفسه قالها لازم تتابع بعد البزل مع دكتور مخ وأعصاب فازاي مشاها من عنده ؟ ازاي ماقالش لأبوها ياخدها غصب عنها لدكتور مخ وأعصاب ؟ ازاي اتهمها انها بتمثل عليه وعلى عيلتها ؟ 

قرب منها وهمس بألم : بسمة حقك عليا سامحيني ، افتحي عينيكي وكلميني وعاتبيني يلا ، قوليلي اني غبي واني قد ايه متخلف ، كلميني يا بسمة علشان خاطري واوعي تسيبيني كده ، افتحي عينيكي خليني أقولك قد ايه بحبك وبموت من غيرك .

دموعه نزلت وهو بيحاول يفوقها ، فضل جنبها كتير مش عارف يعمل ايه ولا يتصرف ازاي ؟ 

أخيرا قرروا ينقلوها للقاهرة وبالفعل تم نقلها و نادر جابلها أكبر دكتور مخ وأعصاب وبعد ما كشف عليها وعمل أشعة قالهم ان عندها ورم وكان المفروض تتابع بعد البزل لان البزل قلل ضغط الجمجمة وخلى الورم يظهر بشكل أوضح فكان المفروض تتابع بعدها وكانوا اتدخلوا جراحيا وشالوا الورم .

نادر بذهول : طيب خلينا نشيل الورم دلوقتي 

الدكتور بص لنادر : انت دكتور وأكيد عارف اننا اتأخرنا جدا ، خلاص هي دخلت بغيبوبة ومش بس غيبوبة ، المخ مافيهوش أي نشاط يا دكتور .

نادر رافض يفهم أو يصدق اللي بيسمعه : قصدك ايه ؟ يعني ايه مافيهوش نشاط ؟ ماهي كويسة اهيه ؟

الدكتور فهم ان نادر متعلق عاطفيا بيها وده اللي مخليه بيتكلم بالشكل ده ، حاول يتكلم بلهجة متعاطفة: هي عايشة على الأجهزة يا دكتور بس انت عارف كويس انها ميتة إكلينيكيا .

أمها وأبوها قعدوا على الأرض بصدمة ونادر بيحرك راسه برفض: لا لا مش ميتة هي كويسة .

الدكتور قرب منه : هي مش كويسة ولو فصلت الأجهزة هتموت خلال دقايق يا دكتور ، المخ مافيهوش أي نشاط وانت بنفسك شوفت أشعتها والأفضل والصح انكم تفصلوا الأجهزة بدل ما كل أعضائها تتدهور عضو ورا التاني .

نادر رجع لورا وزعق : هي مش ميتة ومش هنفصل الأجهزة أبدا ، حتى لو فضلت مية سنة عليها مش هتفصلهم أبدا ، هي هتفوق وهتسمعني الأول وتعرف اني بحبها ، هي لازم تسمعني الأول .

الدكتور أخد نفس طويل وتعاطف مع نادر : أنا آسف يا ابني بس هي أكيد عارفة ، ودعوها واستعدوا ، بعد اذنكم .

سابهم ومشي ونادر بيحرك راسه برفض للي بيسمعه واللي هو عارفه أصلا بس رافض يعترف بيه أو يصدقه ، أبوه قرب منه بألم : نادر يا ابني ده قضاء ربنا و ......

قاطعه بعصبية: لا انت مش هتصدق الدكتور ده ؟ أنا مش هفصل عنها الأجهزة أبدا وهي هتفوق وهتشوف ، هي هتفوق وترجع تاني لينا ، هعرفك عليها وهتشوف قد ايه هي إنسانة جميلة هتحبها . 

أبوه بيحاول يسيطر على دموعه ويهدي ابنه : أكيد هحبها ، أنا أصلا بحبها على حبك انت يا نادر .

بص لأبوه بوجع : هي هتفوق وهتشوف يا بابا.

قاطعهم صوت الجهاز بيعلن ان قلبها وقف ونادر اتحرك بسرعة ينعش قلبها ويعملها صدمات وجه الدكتور بتاعها بسرعة وبعد نادر عنها وبيشوفها هو وبعدها بيبص لساعته فنادر مسك ايده يمنعه بغضب: اوعى تنطقها ، هي هتفوق ، فاهم ؟ 

زقه بعيد وفضل ينعش قلبها بايديه والدكتور سابه شوية وبعدها مسكه يوقفه : خلاص يا دكتور قلبها وقف من بدري ، خلاص.

نادر بص للجهاز بوجع : في نبضات اهو .

الدكتور مسكه : دي انت بتعملها بايديك ، خلاص يا ابني هي مابقيتش معانا ومش من دلوقتي ده من أول ما دخلت في الغيبوبة دي كان عد تنازلي ، أنا آسف بس دي أعمار وربنا اللي بيكتبها مش احنا ، البقاء لله .

عائشة انهارت هي وجوزها ونادر فضل واقف شوية وبعدها حرك راسه برفض : انت ما بتفهمش أصلا أنا هفوقها .

فضل ينعش في قلبها ورافض يستسلم وبيكلم فيها بعدم تصديق: فوقي انتي مش هتموتي وتسيبيني بالشكل ده ، فاهمة ؟ مش هتموتي يا بسمة ؟ انتي لازم تفتحي عينيكي وتسمعيني ، أنا كنت غبي اني ما سمعتكيش وصدقتك فقومي بقى خلينا نتجوز ، قومي يا بسمة أبوكي اهو عارف اننا بنحب بعض ، افتحي عينيكي ولو مرة أخيرة ، مرة واحدة بس خليني أقولك اني بحبك ، علشان خاطري يا بسمة مرة واحدة بس ، اوعي تسيبيني كده ، افتحي عينيكي .

الدكتور وخاطر حاولوا يبعدوا نادر عنها بس محدش فيهم قادر عليه وساعتها الدكتور شاور لكذا ممرض يجوا يساعدوه يبعدوه عنها وفضلوا يشدوا فيه وهو رافض يسيبها لحد ما أخيرا قدروا يبعدوه .


انتبه نادر على خبط عنيف على بابه وقام اتفاجئ بدموعه نازلة مسحها بسرعة وفتح الباب كانت الممرضة سماح بتنهج : المريضة أمنية قلبها وقف .

نادر جري بسرعة عليها ودخل كان معاها محي بيحاول ينعشها فبعده عنها وبدأ هو ينعشها بنفسه ويطلب حقن وبيكلمها : مش هسيبك تروحي بالسرعة دي ، قومي يلا .

محي استغرب حالة نادر وكلامه ليها وكأنها تخصه مش مريضة لسه عارفها ؟ 

راقبه لحد ما أمنية قلبها رجع ينبض من تاني والكل أخيرا قدر يتنفس .

نادر خرج هو ومحي اللي بصله : ده معناه ايه ؟ 

نادر أخد نفس طويل : معناه ان قلبها ضعيف ومش هيتحمل معاك في عملية بكرا . 

محي : دكتور نادر هي من غير العملية دي ........

قاطعه نادر : هتموت عارف .

محي استغرب هدوءه : وبعدين ايه العمل ؟ 

نادر رفع كتافه بحيرة : معرفش ، ماعنديش حلول ، قلبها تعبان وضعيف ومش هتفوق من بنج العمليات أصلا ، فلو كنا برا مصر كنت هقولك حط حالتها على قايمة زراعة الأعضاء ونجيبلها قلب جديد لان ده اللي هي محتاجاه . 

محي بيفكر ومش عارف يعمل ايه؟ فرد بحنق: يعني ايه ؟ هنسيبها تموت ؟ انت ازاي بارد كده ؟ الكل بيتكلم عنك وعن غموضك وأتاري ده برود مش غموض ، أنا هشوف رأي تاني غيرك .

نادر ابتسم بحزن : شوف ويارب يكون عنده حل ، بعد اذنك .

سابه ومشي ومحي فضل متابعه لحد ما اختفى وهو مش قادر يفهم سر بروده أو 

لا مبالاته بالشكل ده ؟ 


نادر رجع أوضته وقعد على مكتبه وحط راسه بين ايديه مش قادر يتحمل أكتر من كده ، ده جه هنا هربان من الوجع ده فليه بيطارده هنا ؟ 

بابه خبط ورفع راسه يشوف مين فاتفاجئ بمامت أمنية دخلت وقعدت قصاده برجاء : علشان خاطري اعمل أي حاجة لبنتي ، ما تسيبهاش تروح مني بالشكل ده ، أنا مستعدة لأي حاجة .

نادر أخد نفس طويل؛ لان ده بالظبط الوجع اللي هرب منه بيطارده هنا ليه ؟ 

بصلها بحزن : صدقيني أنا لو عندي حلول ماكنتش هستناكي تيجي تطلبي مني حل . 

أمها عينيها لمعت بحزن: طيب خد قلبي أنا اديهولها ، أيوة أنا مستعدة أتبرعلها بقلبي .

نادر بصلها برفض : انتي بتقولي ايه ؟ انتي متخيلة ان بنتك ممكن تقبل ده ؟ متخيلة انها تعيش بقلبك انتي وبذنب موتك بسببها ؟ 

أمها زعقت بوجع: المهم تعيش .

نادر ابتسم بوجع وردد : المهم تعيش ؟ وهل انتي ضامنة ان دكتور محي هيقدر يشيل الورم في الوقت المناسب ؟ وهل ضامنة انها هتتقبل قلبك ؟ وفي ألف هل ممكن أسألهم ليكي .

أمها حركت راسها برفض لكل أسئلته : أنا معرفش كل ده ،كل اللي أعرفه اني عايزة بنتي تعيش .

نادر وقف واتحرك قعد قصادها : للأسف مش بايدك حاجة تعمليها لبنتك غير انك تدعي ان ربنا يقومها بالسلامة .

وقفت باستسلام وهو وقف قصادها واتفاجئ بيها بتمسك دراعه : لو حد قريب منك أوي ماكنتش هتعمل المستحيل علشانه ؟ ماكنتش هتحاول أكتر من كده ؟ أرجوك ساعد بنتي ، اعتبرها أختك أو أي حد قريب منك وساعدها ، مش هقولك غير كده.

سابته وخرجت وهي ماعندهاش أدنى فكرة انه سبق وعاش اللي هي عايشاه ده وللأسف وقف يتفرج عليها لحد ما ماتت منه ودفنها بايديه . 

قعد وسند راسه على الكرسي وباصص للسقف وغمض عينيه بتعب مش عارف يهرب فين من وجعه ؟ وازاي ينسى ؟ سنتين فاتوا ولسه عايش نفس الوجع . 


سيف كان مع عز بيمضيه على أوراق بخصوص الشغل وقايم يمشي من عنده بس أبوه وقفه : اقعد يا سيف عايز أتكلم معاك شوية .

سيف قعد قصاده على السرير : خير ؟ محتاج لأي حاجة ؟ 

عز أخد نفس طويل وبهدوء : انت مصمم برضه على فسخ الخطوبة من شذى ؟ 

كشر وقام وقف بتحفز : احنا مش هنعيده من تاني .

عز مسك دراعه بتوضيح : يا ابني اقعد أنا بسأل سؤال رد على قده.

سيف قعد بتحفز : أيوة مصمم ومش هغير رأيي أنا ما رضيتش أتكلم معاك في الموضوع ده وقلت لما حضرتك تقوم بالسلامة نتكلم فيه بالتفصيل .

عز أخد نفس طويل وهز دماغه بتفهم : خلينا طيب نتكلم يا سيف ، الأول قولي انت ليه وافقت تخطبها وبعدها عايز تسيبها ؟ ليه وافقت وليه بترفض ؟ ايه اللي اتغير خلاك غيرت رأيك في المرتين ؟ 

ماكانش مستعد يتكلم مع أبوه دلوقتي عن علاقته بهمس فرد باقتضاب : زي ما قلتلك قبل كده أنا ......

قاطعه أبوه بهدوء : أنا مش عايز أسمع اللي سمعته قبل كده يا سيف ، عايز أعرف السبب الحقيقي ، ايه اللي حصل خلاك غيرت رأيك ؟ 

سيف ساكت وأبوه قرب منه بحزن : هو احنا امتى بعدنا عن بعض كده يا سيف ؟ كنا على طول أصحاب ولا كان بيتهيألي ؟ 

سيف بص لأبوه اللي كان مفتقده ، لان ده الأب اللي عاش عمره معاه فرد بقلة حيلة: ماكانش بيتهيألك بس انت بقيت بتهتم بحاجات تانية أكتر .

أبوه نفى بسرعة : عمري أبدا ما اهتميت بحاجة قبلكم يا سيف ، يمكن الأيام الجاية توضحلك سبب إصراري ايه بس دلوقتي انت دورك توضحلي ايه اللي غيرك بالشكل ده ؟ في واحدة في حياتك صح ؟ 

وافق بهزة من راسه وأبوه اتحمس : احكيلي عنها ، زميلتك في الجامعة ؟ 

سيف وضح بتوتر؛ لأنه مش عارف رد فعل أبوه ايه لما يعرف انها مجرد طالبة عنده؟

 - هي اه في الجامعة بس مش زميلتي .

استغرب وسأله باهتمام: امال ايه ؟ معيدة لسه ؟ 

حرك راسه برفض : لا برضه .

زاد استغراب عز أكتر  : امال ايه طيب ؟ 

سيف رفع عينيه يواجه أبوه علشان يشوف ردة فعله بالظبط : طالبة عندي في سنة تالتة يعني لسه فاضلها سنة وتتخرج .

عز شبه اتصدم لأن ده آخر شيء ممكن يتوقعه ان ابنه يحب عيلة بالنسباله ، ردد بصدمة واضحة : طالبة ؟ طالبة بجد يا سيف ؟ طيب مش صغيرة أوي دي عليك ؟ 

نفى بسرعة : لا طبعا ، بعدين انت بس بيتهيألك لأنك بتبص من ناحية اني دكتور ليها لكن لو بصيت من ناحية العمر فقط فالفرق بينا حوالي ست سنين بس و أعتقد حضرتك وماما الفرق بينكم أكتر من كده ولا ايه ؟ 

أبوه فعلا ما بصش من الناحية دي : هو ست سنين فعلا مش كتير أوي بس برضه يا سيف انت دكتور وهي عيلة لسه ؟

كشر و وقف بتحفز : قصدك ايه ؟ أنا بحبها و ......

قاطعه بابتسامة: ما قصديش واقعد واهدا ما تبقاش متحفز بالشكل ده أنا بدردش معاك مش أكتر وعندي فضول رهيب أشوف العيلة اللي قدرت تخطف قلبك وتخليك تقلب الدنيا بالشكل ده .

ابتسم سيف وبيفكر في همسته اللي فعلا قلبت كيانه كله ، انتبه على سؤال أبوه : اسمها ايه ؟ 

زادت ابتسامته : همس .

ابتسم عز كمان وبيردد الاسم : همس ، حلو اسمها ، طيب هي حلوة ؟ وما تحكمش بصفتك حبيب ، احكم بحيادية شوية .

فكر سيف للحظات وبعدها هز دماغه برفض : لا يمكن أعرف أحكم بحيادية ، بس هي جميلة وجميلة جدا كمان ، عملية كتير وعصبية ومجنونة بس ذكية وذكية جدا كمان ، واه نسيت أقولك انها أولى دفعتها كذا سنة وناوية تكون معيدة إن شاء الله .

حاول عز يتخيل شكلها بس فشل فمسك دراع ابنه بحماس : عايز أشوفها يا سيف عايز أقابلها وأتكلم معاها .

بص لأبوه بحيرة : طيب ازاي ؟ 

فكر أبوه واقترح : هاتها هنا ؟ 

سيف كشر : لا مش هينفع وكمان مش هترضى أصلا تيجي معايا بيتي ، لا لا مش هينفع .

اقترح أبوه تاني : طيب آجي معاك الجامعة ؟ 

سيف رفض برضه: وبعد ما تيجي ؟ هناديها وأقولها تعالي شوفي أبويا ؟ بعدين ممكن أقولك تعال ومعرفش أجيبها مكتبي أو هي لأي سبب ما تعرفش تيجي عندي .

عز فكر شوية وأخيرا اقترح : طيب هات الطلبة كلها المصنع عندنا كحاجة تعليمية كده ، زي رحلة ميدانية يتعلموا فيها وفي المصنع أنا أشوفها ايه رأيك ؟ 

سيف عجبته الفكرة وهز دماغه بموافقة : اه حلوة الفكرة دي أصلا كنت بفكر أعملها من بدري اني آخدهم جولة في المصنع ، خلاص هرتب أموري وأبلغك بالميعاد اللي هاخدهم فيه .


سيف بلغ طلبته انه عايز ياخدهم جولة في المصنع يوم إجازتهم والكل اتحمس للفكرة ، همس بعدها كلمته بفضول: ليه عايز تاخدنا مصنعك ؟ 

ابتسم وهو بيجاوبها : دي مش فكرتي .

استغربت : امال فكرة مين ؟ 

حيرها شوية : فكري انتي وخمني مين ؟ 

فكرت شوية وفضلت تخمن وكل مرة يقولها لا لحد ما قالتله بتذمر انها مش عارفة فقالها بابتسامة : دي يا ستي فكرة أبويا ، هو عايز يشوفك بأي طريقة.

ماكانتش مصدقة وابتسمت بذهول : انت بتتكلم بجد ؟ انت عامل الرحلة دي علشاني أنا وباباك نتعرف على بعض ؟ 

ابتسم وهو بيأكدلها : شوفتي بقى يا ستي غلاوتك عندنا . 

ماكانتش مصدقة أبدا ان أبوه اللي اقترح الفكرة دي علشان يشوفها بس أمل جديد اتولد ان الحياة هتبتسملها وهتجمعها بحبيبها .


بدر قام الصبح من نوم متقطع ، مصدع ، مرهق ، تعبان ومش قادر أصلا يقوم من مكانه ، حاسس انه عايز يفضل في السرير وبس ، أخيرا قام غصب عنه و اتفاجئ بابنه صاحي ولابس هدومه وكمان عمل لنفسه ساندوتش وبيحطه في شنطته .

بصله باستغراب : ده ايه النشاط ده كله ؟ 

تجاهل أبوه وهو بيقفل شنطته ، بدر أخد نفس طويل بيحاول يتماسك وحاول يهزر : طيب ما كنت عملتلي أنا قهوتي أشربها ؟ 

فضل برضه متجاهل أبوه اللي وقف بغضب مكبوت : هروح ألبس وأنزل أوصلك .

أنس اتكلم لأول مرة يعترض : عايز أنزل لوحدي ، أنا هعرف أركب أي مواصلة أو أتمشى حتى .

كان هينفجر فيه بس اتراجع واتكلم بهدوء : بقول هدخل ألبس هدومي وننزل - أنس كان هيعترض بس أبوه كمل بغضب مكبوت - وبلاش نبدأ يومنا نضايق بعض .

دخل يلبس هدومه بسرعة وينزل هو وابنه بصمت ، أنس بص لموبايل أبوه واستغرب انه ماكلمهوش عن الرسايل اللي بعتها ، بس يمكن ما عرفش بيها لأنه مسحها من موبايله ، بس أكيد هيعرف لما يقابل هند في المدرسة .

نزل مدرسته وأبوه راقبه لحد ما دخل وبعدها اتحرك لمدرسته هو كمان ، دخل ولمح هند بس قبل ما يتكلم معاها كان الطابور بدأ وهي راحت وقفت مع أصحابها وهربانة من عينيه وهو استغرب ده جدا منها ، دي حتى ما صبحتش عليه ؟ بس هيقابلها قدام الفصل هما أول حصة فصولهم جنب بعض .

فضل طول الطابور مراقبها وعينيها ما جتش ناحيته ولو مرة وده جننه بزيادة ، أخيرا الطابور خلص وكل الطلاب طالعة لفصولها وطلع يشوفها قبل ما تدخل فصلها ، وقفها : هند صباح الخير .

بصتله باستغراب انه بيتكلم عادي فردت باقتضاب : صباح النور ، بعد إذنك .

هتدخل فصلها بس مسك دراعها وقفها بدهشة : في ايه مالك ؟ 

شدت دراعها بغضب واضح : ما تشغلش بالك بيا وادخل فصلك بعد إذنك .

دخلت فصلها وهو فضل واقف متابعها وهي متجاهلاه تماما ، دخلت فصلها مستغربة ازاي بيكلمها عادي كده ؟ ازاي عايزها تصبح عليه عادي ؟ وفجأة جه في دماغها ان ممكن يكون أنس اللي بعت الرسايل ؟ بس هل أنس هيعرف ياخد موبايل باباه ويبعت من وراه ؟ 


بدر استنى بعد ما خلصت الحصة خرج بسرعة يكلمها ونفس رد الفعل بتاعها فوقفها بنرفزة : انتي في ايه ؟ أنا مش حمل أفضل أضرب أخماس في أسداس وأخمن مالك ؟ أنا اللي فيا مكفيني يا هند فإذا سمحتي حاجة مضايقاكي مني قوليلي ، والله أنا مافينيش حيل للتخمين .

بصتله بغضب : انت بجد بتسأل مالي ولا بتستعبط ؟ 

أخد نفس طويل وبص للسما: اللهم طولك يا روح ، يا بنت الناس فيكي ايه ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله . 

رد فعله بيقول انه ما يعرفش حاجة عن الرسايل لأنه لا يمكن يبعت رسايل بالشكل ده وبعدها يتكلم عادي كده ؟ 

بدر مستني تبرير لتصرفها بنفاد صبر: وبعدين ؟ مالك يا هند يا حبيبتي فيكي ايه بجد وزعلانة مني ليه ؟ انا عملت حاجة مضايقاكي مني ؟ لو مقصر اليومين دول معاكي اعذريني والله غصب عني بس بلاش تعامليني بالشكل ده ، كفاية أنس عليا خليكي انتي جنبي .

بصت لعينيه وشايفة صدق كلامه فسألته بدهشة : انت بجد مش عارف أنا مالي ؟ 

مسك ايدها : قوليلي طيب مالك وزعلانة مني ليه ؟ 

ردت وعينيها في عينيه : طلع موبايلك وشوفه يا بدر .

استغرب كلامها بس طلع موبايله وبصله وبرضه مش فاهم : أشوف ايه فيه بالظبط ؟ 

بصتله بترقب: افتح الواتس وشوف آخر رسايل .

ضيق عينيه وبصلها بتعجب : مفيش أي رسايل منك .

أكدت بغيظ : شوف الواتس يا بدر .

فتح الواتس و وراها موبايله مافيهوش أي حاجة فأخدته من ايده واتفاجئت برضه ان مفيش حاجة .

بدر مش فاهم مالها : ممكن تفهميني في ايه ؟ 

هند طلعت موبايلها وفتحت الواتس وادتله الموبايل وقرأ آخر رسالة مبعوتة منه واللي قبلها

بصلها في ذهول تام : ايه ده ؟ 

رفعت راسها باستنكار : بعتلك رسالة أطمن عليك ورديت وبعتلي أول رسالة استغربت واستنيت شوية قلت يمكن مشغول أو هتكلمني انت بس بعدها ما اتصلتش فرنيت عليك تاني واتبعتتلي الرسالة التانية .

بدر بيحرك راسه برفض مش قادر يصدق ان ابنه توصل بيه الجرأة انه يعمل كده : هند أنا ما شوفتش الرسايل دي - حط ايده على راسه بصدمة- معقول أنس يبعتهم ؟ للدرجة دي يا أنس ؟ 

هند لاحظت صدمته وحست بوجعه ، قربت منه وزعلها اتبخر في لحظة ومسكت دراعه : بدر وبعدين ؟ هتعمل ايه معاه ؟ أنس مش عايزني في حياته وعايز مامته .

بصلها بغضب : الظاهر اني دلعته زيادة عن اللزوم وجه الاوان اللي يشوف الوش التاني بقى .

رفضت برجاء : لا لا مش وقته خالص يا بدر تقسى عليه ، هيعاند بزيادة ويكرهني بزيادة وهكون في نظره سبب تحويل باباه وقسوته .

زعق بغيظ : طيب ايه العمل معاه ؟ أسيبه يعمل ما بداله ؟ ولا أوديه لأمه تقوله مش فاضيالك - كمل بتهكم - ولا تحبي أجرب أرجعلها ؟ 

هند رفعت راسها بصدمة في آخر جملة وبعدها سابته ومشيت فبسرعة مسك دراعها واعتذر: سامحيني أنا بجد مش عارف أعمل ايه وبتخبط يمين وشمال ، مش قصدي أقول آخر الجملة المتخلفة دي . 

سكتوا الاتنين وهي مش عارفة تقوله ايه أو تنصحه بايه ؟ 

بدر مسك ايدها بقلة حيلة: هند - رفعت عينيها لعينيه فكمل بصدق - أنا بحبك وحبي ليكي أكبر مما تتخيلي ، أنا لا يمكن أبعت رساله زي دي ليكي أبدا . 

سكتت وهو كمل : كان المفروض تكلميني مش تتجاهليني بالشكل ده وتاخدي قرار تبعدي عني .

هزت راسها برفض: أنا ما أخدتش أي قرارات أنا بس كنت مصدومة ومحتاجة أفهم ايه اللي حصل قبل ما آخد قرارات ، فكرت صراحة ان يكون أنس بس بعدها فكرت كمان تكون انت …

سكتت ومش عارفة تكمل فسألها بحزن : أكون أنا ايه ؟ جبان لدرجة اني ممكن أفكر أرجع لطليقتي وماعنديش الجرأة اني أقولك ؟ فبعتلك رسالة غبية زي كده ؟ 

مسك ايديها الاتنين بحب : أنا لا يمكن أفكر أبعد عنك ولو وحطي ألف خط تحت لو دي بس لو لأي سبب اتجبرت ولازم أعملها مش هيكون بالجبن ده وبرسالة .

سكتوا الاتنين فسألته بهمس وهي باصة للأرض : انت ممكن تعملها يا بدر ؟ 

سألها بنظراته فهي كملت : تسيبني ؟ 

أخد نفس طويل بوجع وكان نفسه لو يطمنها أو ينفي بجد بس هو فعلا مش عارف الأيام الجاية مخبية ايه ؟ 

وهي دموعها نزلت من صمته.

جانا الهوى (٢٠)

بقلم الشيماء محمد احمد

#شيموووو


الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .


هند دموعها نزلت وهو بسرعة مسح دموعها : مش هعملها يا هند أبدا ، مكاني في حضنك انتي وبس .

مسحت باقي دموعها وسكتت لأنها عارفة انه لو هيتحط في اختيار هيختار ابنه وده سبق ووضحه وما أنكروش . 

بدر روح البيت وبيراقب ابنه ومش مصدق لحد دلوقتي اللي عمله ، حط الغدا ولسه ابنه هياخد طبقه ويبعد بس وقفه بحزم : اقعد قصادي كل أكلك .

لسه هيعترض بس نظرات أبوه جمدته فقعد بصمت ومستني هجوم أبوه .

الصمت كان مزعج جدا بينهم وأنس بيهرب من عيونه اللي مركزة معاه أوي ، أكل كام معلقة ويدوب هيقوم بس أبوه وقفه تاني : اقعد قصادي .

قعد ورفع عينيه يواجهه : نعم وبعدين ؟ هتفضل باصص ليا كده كتير ؟ 

بدر حاول يمسك أعصابه وما يمدش ايده على ابنه؛ لان زي ما هند قالت هيعاند بزيادة : انت عملت ايه يا أنس ؟ 

حاول يهرب منه بتوتر : عملت ايه في ايه ؟ ماعملتش حاجة.

أبوه كرر السؤال تاني بصرامة : بقول عملت ايه يا أنس ؟ 

فكر ازاي يجاوبه أو ازاي يبرر تصرفه : عملت ايه يا بابا ؟ 

بدر زعق : أنا اللي بسألك وسيادتك جاوبني .

أنس وقف وبعد عنه : عملت زيك ، انت بتتجاهل اللي أنا عايزه ومحتاجه فأنا عملت زيك وتجاهلت اللي انت عايزه ومحتاجه .

بدر اتصدم وبيحرك راسه برفض : أنا عمري أبدا ما تجاهلتك أو تجاهلت احتياجاتك .

زعق بغيظ : ودلوقتي لما تحرمني أشوف أمي وأتكلم معاها ده اسمه ايه ؟ 

زعق هو كمان : ده اسمه حب يا غبي ، أمك بعدت بمزاجها مش أنا اللي بعدتها امتى هتصدق ده ؟ أمك سبق واختارت نفسها وحياتها .

أنس حط ايده على ودانه مش عايز يسمع : مش مصدقك ومش هصدقك ، خليني أكلمها وأشوفها ، خليني أحاول أرجعها لينا من تاني ، خليني ......

أبوه قاطعة بصوت عالي : أنا مش هرجعلها تاني يا أنس ولو السما اتطبقت على الأرض .

أنس زعق هو كمان : وأنا مش هقبل هند في حياتي -سكت و اقترح فجأة- طيب أقولك حل حلو أوي 

بدر بص لابنه بانتباه : قول الحل الحلو يا أنس .

أنس بص لأبوه بإصرار : اتجوز انت هند و وديني أنا عند أمي أعيش معاها وبكده كل واحد فينا يعمل اللي هو عايزه .

بدر الصدمات بتتوالى عليه لأن عمره ما فكر أبدا في يوم من الأيام ان ابنه ممكن يختار يبعد عنه بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف 

بص لابنه بوجع : انت بجد عايز تسيبني يا أنس ؟ 

أنس ودى وشه بعيد : حضرتك مش مهتم باللي أنا عايزه ومش موافق عليه .

سأله وهو عارف إجابته : وايه اللي انت عايزه ؟ 

بص لأبوه بحماس : انت وماما مع بعض - مسك دراع أبوه بتوسل - عايز أعيش معاكم انتوا الاتنين ، عايز أكون زي أي حد عنده أب وأم بيحبوا بعض وعايشين مع بعض .

بدر بصله : بس احنا مش بنحب بعض يا أنس .

اعترض : حبوا بعض علشاني ، ده لو بتحبوني ، بابا أرجوك انت طول عمرك بتعملي اللي أنا عايزه فليه دلوقتي في أكبر حاجة بتمناها بتحرمني منها ؟ 

بص لابنه يحاول يفهمه : لان اللي انت عايزه ده يا أنس هيوجعك أوي .

أنس برفض : واللي انت عايزه برضه بيوجعني ، أنا آسف بس أنا عايز أمي وأعتقد يا بابا ان ده مش طلب كبير ، الكبير انك تطلب مني أنسى ان عندي أم وأقبل واحدة تانية ، الغريب انك تكدب عليا وتفهمني ان أمي ميتة وهي عايشة ، بابا أنا مش هقبل هند ومش هقبل تعاملني وتجبرني على وضع أنا مش عايزه حتى لو هسيب بيتك ، حتى لو هفضل في الشارع من غيرك .

سابه ومشي وبدر قعد مكانه ولأول مرة يفكر في السنين اللي فاتت دي يكلم رشا من تاني . 


نادر قضى ليلة صعبة مش قادر يغمض عينيه وعمال يقلب في النت على أي حالة شبيهة لحالة أمنية علشان يساعدها والنهار نور عليه وقام يطمئن عليها ، دخل عندها كانت نايمة شاف مؤشراتها الحيوية ونبضات قلبها وقبل ما يخرج اتفاجئ بمامتها بتلومه: لسه برضه مش عايز تساعدها ؟ 

بصلها وأخد نفس طويل : أنا عمري ما اتأخرت عن أي حد أبدا وصدقيني لو في ايدي حاجة مش هتأخر أبدا . 

خرج وقابل دكتور محي اللي كان متضايق منه : نويت على ايه ؟ 

نادر بصله باستغراب : هو انتوا ليه محسسيني اني عندي حل ومش عايز أقدمه ؟ هي محتاجة قلب جديد ، سيادتك عندك قلب متوافق معاها ؟ هاته وأنا تحت أمرك .

محي بنفي : أنا ماعنديش قلب بس ربنا عطانا عقل علشان نقدر نلاقي حلول ، أنا مش عايز منك عصا سحرية أنا بس عايز أحس انك مهتم بالمريض بتاعك ، عايز أحس انك بشر زينا بتحس وبتتوجع لوجعهم ، عايز أحس انك دكتور بجد مش بالاسم بس ، مش مجرد حد بيختار حالات سهلة يعالجها ويفرح بإنجازه .

نادر سابه يخلص كلامه وبعدها بصله بهدوء: خلصت كلامك ؟ انت ما تعرفش أي حاجة عني فما تحكمش على حاجة ما تعرفهاش.

بصله بتهكم : أنا بحكم بناء على البرود اللي شايفه منك في تعاملك مع حالة أقصى أمنياتها انها تخرج برا المستشفى أو يكون ليها أصحاب أو تشوف نور الشمس . 

محي ماعندهوش أدنى فكرة هو بيعمل ايه في نادر بكلامه ده؟

 نادر استنى لحد ما سكت وبصله : خلصت كلامك ده ؟ أنا برضه لسه ماعنديش حلول ليها ، بعد اذنك .

محي كان عايز يوقفه ويضربه أو يهزه يمكن يفوقه ويخليه يحس شوية .

نادر راح يشوف مرضاه ودماغه مشغولة بأمنية وبيحاول فعلا يلاقي حل .

محي كان عند امنية ومعاه الممرضة سماح وبعد ما خلص كشفه خرج من عندها وبص لسماح : أنا عايز دكتور قلب غير دكتور نادر ، مين عندنا هنا كويس غيره ؟ 

سماح بصتله بتردد : على فكرة حضرتك ظالمه .

بصلها بغيظ : ظالمه ؟ ده ماعندهوش أدنى إحساس .

سماح هزت راسها بنفي : لا يا دكتور ، ده طول الليل قاعد في مكتبه على النت بيدور على حالات مشابهة لأمنية ، أنا دخلت عنده كذا مرة وفي كل مرة بلاقيه قاعد نفس القعدة ، ده غير انه من الصبح بيكلم أعتقد في أساتذته وبيوصفلهم حالتها وبيفكر معاهم بصوت عالي ، هو بيدور على حلول بس هو مش من النوع اللي بيتكلم ، هو بيتحرك في صمت .

محي سمعها بذهول وقرر يروح عنده يتكلم معاه ، خبط على بابه ودخل ونادر اتفاجئ بيه فقفل اللاب قدامه وبصله مستنيه يتكلم .

محي قعد قصاده بتوتر: وصلت لايه ؟ 

بصله باستغراب : وصلت لايه في ايه ؟ 

محي بص لعينيه بهدوء: سمعت انك طول الليل والنهار بتدور على حلول .

نادر بصله لوهلة وبعدها قام وقف عند الشباك : في اقتراحات كتير بس كلها تجارب مفيش حاجة مؤكدة .

محي وقف جنبه بلوم: انت ليه بتسيب الناس تاخد فكرة غلط عنك ؟ 

نادر بصله بطرف عينيه ورجع يبص قدامه بلا مبالاة : لان أراءهم فيا ما بتهمنيش .

محي بصله باستغراب : ليه ما دافعتش عن نفسك قدامي ؟ 

رد بدهشة: وأدافع ليه ؟ سوري يعني يا دكتور بس رأيك فيا مش هاممني لدرجة اني أبرر وأشرح وأقولك أنا بعمل ايه 

محي حرك راسه بذهول : يا ابني الناس بتحب دايما تتجمل مش تدي انطباع سيئ عنها ، المهم خلينا في أمنية نويت على ايه ؟ ممكن تفكر معايا أنا بصوت عالي ؟ 

نادر بصله شوية وبدأ يشرحله وفضلوا كتير يتكلموا عن حالتها وعن اقتراحات نادر .

محي بصله بحيرة : طيب احنا الوقت قدامنا ضيق جدا لازم نتحرك يا دكتور .

نادر أكد كلامه : الصبح هتكون الصمامات جاهزة والمنظم وهندخلها العمليات ونعملها استبدال للصمامات التعبانة ونحط المنظم ينظم ضربات قلبها وهنشوف ايه اللي هيتم؟ ده اللي أقدر أعمله بس ما أضمنلكش النتيجة هي بالفعل ضعيفة جدا . 

محي بحماس : بس عندها إرادة قوية وهتعدي منها بإذن الله ، أنا هروح أطمنهم تعال معايا علشان تشرحلهم اللي هتعمله .

راحوا الاتنين ومحي كان بيتكلم بحماس وأمنية فرحانة بس شكلها تعبان جدا ونادر ملاحظ ده ، فقرب منها يكشف عليها ويحاول يطمنها وبص لعينيها : الصبح بإذن الله هحاول أصلح قلبك وبعدها دكتور محي هيكمل معاكي .

ابتسمت ابتسامة صافية : وهقدر أعيش بقى ؟ 

ابتسملها : هتقدري تعيشي .

ضحكت : وهحب وأتحب ؟ 

شاف بسمة اللي عشقها قدامه فكلم أمنية بشرود : هتحبي وهتتحبي ، هتتحبي من واحد هيشوفك الكون كله بما فيه لدرجة لو بعدتي عنه حياته هتنتهي وهيكون مجرد حطام .

محي حس انه بيتكلم عن نفسه وان هو الحطام ده وحس انه عنده فضول يعرف ايه حكايته ؟

أمنية ابتسمت وأخدت نفس طويل : مجرد التخيل حلو يا دكتور نادر ، مجرد التخيل حلو .

ابتسملها : هتعيشي يا أمنية بجد مش هتكون مجرد تخيلات. 

خرجوا الاتنين من عندها ومحي بص لنادر : روح نام وارتاح علشان تكون فايق الصبح .

نادر ابتسم ولسه بيتحرك محي وقفه : نادر - التفتله فكمل بندم- أنا آسف اني اتنرفزت عليك .

نادر ابتسم وشاورله بايده وكمل طريقه ومحي راقبه وفضوله بيكبر كل شوية يعرف كل حاجة عنه .


سيف حدد مع طلبته هيروحوا المصنع عنده وجهز أتوبيسين لنقلهم ، وقف يهتم بكل الطلبة واطمن ان الكل ركب وبعدها هو ركب في الأتوبيس اللي فيه همس اللي قعدت قدام علشان يكون قدامها لو ركب معاهم .راقبها ولاحظ انها جميلة فوق العادة ، مهتمة بلبسها وأناقتها و اتمنى لو هي من حقه .

طلع و وقف جنبها وبيكلم الطلبة كلهم بشكل عام وساند على الكرسي بتاعها .

همس اتحركت وشاورتله يقعد جنبها بمرح وهو ابتسم وطلع موبايله وبيكلمها بالرسايل ( ده بجد ولا بتهزري )

ابتسمت وبترد عليه ( بجد طبعا ، خد بس انت حباية الشجاعة وتعال ) 

ضحك غصب عنه ( وحياتك مستعد أعملها بس انتي هتتحملي رد فعل الكل ) 

السواق بيكلمه وهو اضطر يبعد عنها ويروح يقعد جنبه يتكلم معاه 

وصلوا أخيرا وهو نزل عند البوابة بيكلم الأمن وشاور للأتوبيسات تدخل .

الكل نزل ووقفوا قدام سيف اللي جنبه كذا حد واقفين بيستقبلوا الطلبة معاه وبدأ الجولة معاهم وفي كل مكان سيف بيدخله الكل بيقف احتراما له و واضح انه له هيبة وكيان كبير . 

سيف بيسيب كل مهندس يتكلم عن شغله وعن اللي بيعمله وهو من وقت للتاني عينيه على همس اللي كعادتها ماسكة نوتة وبتكتب ملاحظات .

خلود جنبها همست : شايفة سيف ؟ 

همس بصت ناحيته كان بيتكلم مع حد : ماله ؟ 

خلود ضحكت : مالوش بس أقصد شايفة مكانته ؟ الكل بيضرب تعظيم سلام ، ماكنتش متخيلة انه له هيبة بالشكل ده .

كشرت همس : يعني صاحب المصنع متخيلة ايه ؟ بعدين حتى في الكلية له هيبة مش فاهماكي صراحة .

ضحكت و وضحت : يا بت اقصد ان كل ده بيحبك انتي يا مفعوصة يا بنت امبارح .

همس بصتلها بذهول : ده قر ده ولا ايه بقى إن شاء الله؟

خلود ابتسمت : ده مش بس قر ، ده قر وحسد وحقد وغيرة وكل الصفات اللي ممكن تتقال .

ضحكوا الاتنين وهمس بصت لسيف اللي كان بيشاورلها تسكت وتبص قدامها .

بصت لصاحبتها بلوم: بطلي رغي بقى جيبتيلنا الكلام .

خلود حطت ايدها على بوقها وبصت لسيف اللي ابتسم على همس وبص قدامه . 

وقف سيف يتكلم هو واستمر معاهم أكتر من ساعتين لحد ما خلصوا .

كان واقف وسطهم وبيتكلموا بشكل عام وسمع دوشة والكل سكت يشوف في ايه ؟ 

سيف شاور لرجل الأمن اللي واقف يشوف في ايه ؟


نادر قام فايق كله حماس قابل محي وبلغه انه هيروح يستلم الصمامات بنفسه علشان مش عايز أي حاجة غلط ، راح جابهم وراجع حاضن البوكس وبيتخيل لو ماكانش رفض يساعد بسمة وكان عملها الأشعة والتحاليل المطلوبة كان يمكن تكون لسه عايشة ومش بعيد كمان يكون عندهم عيال ، اتنهد بوجع لأمانيه اللي ماتت بدري أوي بس ابتسم لانه هيدي فرصة لأمنية تعيش حياتها وتحقق اللي هو ماقدرش يحققه .

وصل المستشفى وطلع جري لأوضة أمنية علشان يبشرها قرب ولاحظ دوشة ودربكة كتيرة قدام أوضتها ، قرب بخطوات تقيلة وقلبه بيدق بسرعة جدا وقف قدام أوضتها ولمح محي بيشيل جهاز الصدمات وبيحرك راسه بأسف وجهاز القلب بيصفر . 

البوكس وقع من ايده وكلهم بصوله ومحي لاحظ صدمته ومعرفش يقوله ايه ؟

نادر مرة واحدة اتحرك ناحيتها وزق محي بعيد وبدأ هو من تاني ينعش قلبها ويديها حقن بس للأسف قلبها مش بينبض تاني .

نادر بزعيق: قومي أنا هعملك العملية وهتبقي كويسة قومي ، قومي ما تروحيش بالشكل ده تاني ، خليكي معايا وافتحي عينيكي ، اديني فرصة مرة واحدة . 

محي حس بوجع نادر وحس ان دي مش أول مرة يتحط في الموقف ده ، مسك دراعه وبيحاول يبعده بس نادر زقه : هتفوق مش هسمحلها تموت من تاني. 

محي زعق : دكتور نادر - بصله بتوهان- خلاص قلبها وقف من بدري من قبل ما انت تيجي ، ده قضاء ربنا وعمرها انتهى هنا ومش في ايدينا حاجة نعملها . 

نادر بصله وبص لأمنية وبص لكل اللي حواليه بعدها بص لايد محي اللي ماسكة دراعه وزقه بعيد عنه وساب الأوضة كلها ومشي . 

ماكانش عارف يروح فين أو يعمل ايه؟ بس جواه وجع وألم رهيب مش قادر يتنفس ، طلع الجنينة وبعد عن المستشفى وقعد على الأرض بيحاول يسيطر على أعصابه ويلملم جروحه المفتوحة . 

فايدتها ايه شغلته لو مش هيعرف ينقذ أي حد ؟ خلاص مابقاش قادر يتحمل أكتر من كده ، كان متخيل انه لو غير مكان شغله أو غير الوسط اللي بيتعامل معاه ان وجعه هيخف وهيهدا بس مفيش فايدة .

محي كان متابعه وماشي وراه فقرب منه بحذر و وقف على مسافة منه : دكتور نادر ، أنا آسف .

رفع دماغه بصله وابتسم بوجع : وانت بتتأسف ليه ؟ 

محي حاول يبرر : يعني طلبت منك تعمل أي حاجة ، أنا من البداية كنت عارف انها في مراحلها الأخيرة بس رفضت أستسلم وللأسف خسرناها .

نادر بص قدامه واتكلم بتهكم : احنا مش بنعمل أي حاجة غير اننا بنخسر وبس ، وأي مريض بنعالجه هو بالفعل هيتعالج لوحده فاحنا عايشين في أكذوبة كبيرة اسمها الطب والعلاج ، وظيفتنا دي مجرد كدبة كبيرة بنضحك بيها على الناس . 

محي قعد جنبه بنفي: لا طبعا ايه اللي بتقوله ده ؟ احنا بنعالج كتير يا نادر وبنحسن حياة ناس كتير وبنخفف الألم عن ناس أكتر ومش معنى اننا بنخسر حالة اننا مش بنعالج ألف قصادها ، اوعى تفقد إيمانك بوظيفتنا يا نادر .

رد بدون ما يلتفت ناحيته : سيبني لوحدي إذا سمحت .

وقف بس قبل ما يبعد اتكلم: نادر حالة أمنية كانت متأخرة وهي كانت عارفة ده كويس والورم كان متشعب واستئصاله كان ضرب من الجنون وحاجة يا صابت يا خابت .

رفع راسه يبصله : انت بتقولي الكلام ده ليه ؟ 

وضح : علشان ما تزعلش أو تفقد إيمانك وثقتك في شغلك وقيمته ، أنا حاسس انك مريت بالتجربة دي قبل كده مع حد قريب منك وبدون قصد خليتك تعيش التجربة دي من تاني فاعذرني .

نادر بص قدامه بجمود : حصل خير يا دكتور ، اتفضل شوف وراك ايه وما تشغلش بالك بيا .

محي سابه ومشي وهو مش قادر يقوله أي حاجة يخفف عنه بيها أو يواسيه . 


سيف سمع الدربكة والدوشة برا وبعت راجل الأمن يشوف في ايه ورجعله : خلاص فضينا الموضوع .

سيف باستغراب : موضوع ايه اللي فضيته ؟ في ايه ومين بيتخانق برا وليه ؟ 

- دي واحدة من العاملات كانت عايزة تقابل حضرتك وقلنالها تروح الإدارة .

استغرب أكتر : ومادخلتهاش ليه ؟ اتفضل روح ناديها وبعد كده أي حد عايز يكلمني بشكل شخصي ما تمنعهوش ، اتفضل الحقها .

جري وراح وراها وسط استغراب الكل ودقايق والعاملة دخلت محروجة وبصت لسيف : أنا آسفة يا باشمهندس سيف اني قاطعتك وحضرتك معاك ناس كتير . 

سيف ابتسملها ببساطة : عادي ولا يهمك ، خير في ايه؟ 

الست بحرج : أنا كنت مقدمة طلب للإدارة بسلفة لاني عقبال عندك هجوز بنت من بناتي ولسه ناقصها كام حاجة في جهازها ، أنا أرملة ومعايا ٣ بنات وبجري عليهم .

سيف اتأثر بكلامها : طيب قدمي الطلب فين المشكلة يا .. 

جاوبته الست بسرعة : تحية يا باشا أو أم هبة .

ابتسملها : طيب يا أم هبة قدمي الطلب للإدارة وربنا يتمملها على خير بنتك .

طلعت ورقة من ملف في ايدها : قدمته يا باشا بس اترفض شوف .

كان مكتوب بخط عريض على الورقة (( مرفوض))

رفع راسه ليها باستغراب : مين كتب بالشكل ده ؟ وليه مرفوض ؟ 

ردت بحزن : ده باشمهندس سامح اللي ماسك المصنع هنا هو اللي رفض الطلب وكتبلي عليه كده . 

سيف أخد الورقة منها وطلع قلمه مسح كلمة مرفوض وعمل عليها خط وكتب بنفسه (( يتم صرف السلفة فورا ودون أي تأخير ، سيف الصياد)) 

مضى على الورقة وعطاها لها وابتسم : روحي دلوقتي حالا الإدارة وهيسلموكي اللي انتي عايزاه ويكفيكي انتي والبنات .

خرجت وهي مبسوطة وبتدعيله وهو مبتسم وعينيه جت في عينين همسته ولاحظ نظرات الحب و الإعجاب . 

رجع لطلبته يتكلم معاهم بس شوية ودخل واحد بعصبية : انت ازاي توافق على طلب أنا سبق ورفضته ؟ 

سيف بصله بطرف عينيه وتجاهله تماما وبيكمل كلامه مع طلبته وده جننه بزيادة: ما تخليك انت مع طلبتك وكليتك وتدريسك والشغلانة اللي بتفهم فيها وسيب شغل المصنع ده تماما . 

سيف بصله من فوق نظارته باحتقار : ما تخليك انت في حالك وكل عيش وانت ساكت يا باشمهندس سامح .

سامح بنرفزة : المصنع ده أنا مسئول عنه ولما أقول لا لأي موظف هنا يبقى لا ، انت مالكش انك تتجاهل كلامي وزي ما سبق وقلت خليك في التدريس اللي بتفهم فيه .

سامح كان بيزعق أما سيف كان بيتكلم بهدوء وبمنتهى البرود وبصله : لما يكون المصنع بتاعك وتكون بتقبض الموظفين اللي بتتكلم عنهم دول من جيبك ابقى ارفض لكن طول ما سيادتك - رفع صوته شوية واتكلم بصرامة- موظف هنا وبتقبض زيك زيهم يبقى اوعى تنسى نفسك وتنسى مكانتك .

سامح اتصدم من كلامه وزعق أكتر : أنا اللي مشغل المصنع ده كله وموقفه على رجليه ومش هتيجي انت يا ابن امبارح تتكلم معايا بالأسلوب ده وأنا ليا كلام تاني مع أبوك واتفضل بقى من هنا انت معطل الشغل .

سيف بصله بذهول من أسلوبه وكلامه فرد بنظرات مشتعلة : الظاهر ان انت الكلام بالذوق مش بيجيب نتيجة معاك ، أكلمك بأسلوبك اللي تفهم بيه ، اتفضل برا المصنع كله سيادتك مطرود .

شاور للأمن اللي قربوا وسامح مذهول : انت ماتقدرش تطردني .

سيف ابتسم وبص لهمس وافتكر لما طردها أول مرة وبعدها بص لسامح باستخفاف : انت اوريدي اتطردت اتعايش مع الواقع - بص للأمن وكمل بحزم - خرجوه برا 

- قبل ما يخرجوا بيه سيف وقفه بسخرية - ابقى روح للإدارة في الشركة عندي علشان نصرفلك مرتبك ومكافأة نهاية الخدمة علشان بس ما بنحبش ناكل حق حد حتى اللي بنستغنى عن خدماتهم .

سامح بغضب : أنا ليا كلام تاني مع أبوك وهتشوف .

وهم خارجين دخل عز اللي جه على الصوت ودوشة سامح فدخل يشوف في ايه ؟

اتكلم بزعيق : في ايه هنا وايه الصوت العالي ده ؟ 

سامح زق الأمن ساعتها ورد عليه بنرفزة : ابنك اللي جاي هنا يتمنظر بطلبته بيطردني ، متخيل اني أتطرد منه ؟ 

عز بص لابنه باستغراب وبعدها بص لسامح وببرود مشابه لبرود ابنه : ابني اللي بتتكلم عنه ده زي ما قلت ابني ده أولا وثانيا هو صاحب المصنع والشركة ولما يطرد حد - بص للأمن وزعق - يبقى كلامه يتنفذ في لحظة .

الأمن شدوا سامح لبرا وسط حالة من الذهول من الكل ، عز قرب من سيف وابتسم بمرح: أخيرا حد طرد الراجل ده ؟ أنا مش عارف كنت متحمله ليه ؟ 

الاتنين ضحكوا وبعدها عز بص للطلبة وكان عايز يسأل عن همس مين ؟ حاول يكون السؤال تلقائي : فين يا سيف أوائل الدفعة هنا ؟ عايز أطمن على المهندسين اللي هنشغلهم هنا معانا .

ابتسم هو وهمس لأسلوب باباه : الطلبة دي لسه قدامها سنة كمان .

بصله : عارف بس ده ما يمنعش اننا نهتم بيهم من دلوقتي ونجهزهم لشغلنا ولا ايه ؟ 

سيف ابتسم وبص لطلبته : قربوا أعرفكم على مديركم المستقبلي وخلوا بالكم هو في الشغل ما بيعرفش ابنه حتى .

كلهم ضحكوا وسيف بدأ يعرفه على الطلبة لحد ما وصل لهمس كان مبتسم وهي كانت محرجة وهو بيقول اسمها : دي همس أولى الدفعة .

عز بصلها ومسك ايدها ضغط عليها وهو بيسلم عليها : أهلا يا همس أخيرا شوفتك ؟

همس اتحرجت وبصت لسيف اللي معرفش يقول ايه ؟ وبص لأبوه اللي حاول يعالج موقفه : أقصد يعني أول الدفعة ده بيكون مميز ومن ساعتها وأنا عندي فضول أعرف مين أولى الدفعة دي ، أهلا بيكي من دلوقتي وبتمنى فعلا تشتغلي معانا هنا . 

همس ابتسمت بتوتر: بإذن الله ده شيء يشرفني ويسعدني أكيد .

عز بصلهم كلهم بابتسامة عريضة ورحب بيهم وانسحب لمكتبه في انتظار سيف وهمس .

سيف فضل مع طلبته شوية وبعدها قالهم ان ليهم الحرية يتحركوا أو يسألوا أي حد عن أي حاجة وبالفعل كل مجموعة بدأت تتحرك وهو بعت رسالة لهمس تيجي وراه .

خرجت مع أصحابها لبرا علشان تعرف تتحرك وأول ما بعدت لمحت سيف بيشاورلها تروح عنده وراحت بسرعة وأخدها لطرقة فيها كذا مكتب لحد ما وقف قدام واحد وبصلها بابتسامة : مستعدة ؟ 

ابتسمت بخجل : ينفع أقول لا ؟ 

هز راسه برفض مرح : لا .

خبط وفتح الباب ودخل وهي وراه ودخلها وقفل الباب وشاور لأبوه : كده نتكلم براحتنا .

عز وقف يستقبلها بابتسامة : يا أهلا بيكي يا بنتي ، مبسوط أوي اني أخيرا شوفت اللي قلبت كيان ابني وخلته مستعد يستغنى عن الدنيا كلها علشانها .

اتحرجت جدا ومابقتش عارفة تتكلم والاتنين لاحظوا ده فسيف قرب وبص لأبوه بسعادة : شوفت بقى انها تستاهل أسيب الدنيا كلها علشانها ؟ 

عز ابتسم و وافق ابنه : تستاهل فعلا يا ابني ، ربنا يسعدكم ويجمعكم على خير ، همس ؟ 

بصتله أخيرا وهو كمل : هفسخ خطوبة سيف ما تقلقيش بس محتاج لشوية وقت أمهد فيهم الموضوع وأرتب أموري وبعدها نيجي نطلب ايدك من والدك بإذن الله - بصلهم الاتنين برجاء - بس ادوني شوية وقت اتفقنا ؟

همس لاحظت نبرة حزن في كلام عز فردت بخفوت: سيف فهمني على طبيعة الوضع وربنا يسهل يا عمي - بصت لسيف وكملت- أنا لازم أرجع لأصحابي بدل ما حد ياخد باله. 

عز اعترض : همس انتي ما يهمكيش أي حد وما تعمليش حساب لحد انتي هتكوني من عيلة الصياد قريب بإذن الله .

حست بفرحة في قلبها لمجرد سماع انها هتكون منهم وهتكون مع سيف بس ابتسمت بعملية لعز : معلش يا عمي من هنا لحد ما ده يحصل بإذن الله أنا لازم أحافظ على اسمي وسمعتي - بصت لسيف اللي بيراقبهم مستمتع بيهم وبوجودهم مع بعض - سيف ؟ 

اتعدل في وقفته بتفهم: يلا هوصلك لأصحابك و وقت تاني نبقى نتقابل ونتكلم براحتنا ، بعد إذنك يا بابا .

أبوه وقفه قبل ما يخرج : أنا نسيت أسألك انت طردت سامح ليه ؟ هو برضه مهندس شاطر وله وزنه وكان بالفعل ممشي المصنع .

سيف مط شفايفه بلامبالاة: كان أسلوبه وحش مع كل الموظفين ومحدش بيحبه فيهم .

اعترض عز : ومش مطلوب منه انه يكون محبوب .

سيف بص لأبوه باستغراب : ازاي بقى ؟ عدم حبهم لمديرهم اه هيخوفهم بس مش هيخافوا على شغلهم ولا هيعملوا كل المطلوب منهم ، في فرق كبير بين اللي بيشتغل بحب واحترام واللي بيشتغل بخوف على أكل عيشه ، صدقني هتفرق كتير .

عز بعدم اقتناع : ماشي كلامك ماشي بس سيادتك مطلوب منك تشوف بديل له زي ما طردته ، هاتلي البديل اللي شاطر في شغله ومحترم في تعاملاته . 

سيف بتأكيد : اعتبره حصل ، أصلا كويس انك رجعت أنا كنت حاسس بتوهان تخيل في أوراق ناقصة والدنيا متلخبطة وفي معلومات ناقصة ومش عارف ازاي؟

عز بابتسامة : يمكن علشان انت بعيد مش عارف - بص لهمس وكمل بمرح - شوفتي ازاي كان رامي عليا أمور الشغل وسايبني ؟ اهو مش متحمل يومين غيبتهم 

همس ضحكت وسيف رد بتذمر مرح : وليه ماتقولش اني بحب أشوف كل حاجة ماشية ازاي علشان كدا مش عاجبني اللخبطة؟

عز ابتسم : أقنعتني بصراحة

ضحكوا كلهم وسيف خرج من عنده وبص لهمس بتذمر: أنا ايه اللي جابني هنا النهارده؟ 

ابتسمت وبصتله : علشان تساعد أم هبة تجوز بنتها وعلشان تدعيلك انك تتجوز اللي بتحبها .

ابتسم هو لتفسيرها اللي عجبه وعلق بنبرة مضحكة: ويارب أتجوز اللي بحبها بسرعة .

ضحكت وخرجوا مع بعض وصلها لأصحابها وعدى باقي اليوم بخير أو هما افتكروه مر على خير لانهم ما شافوش نانيس اللي كانت بتدور على سيف وعايزة تتعرف على باباه وشافتهم وهما خارجين مع بعض الاتنين وده ضايقها أكتر وأكتر وزاد كرهها لهمس اللي بسهولة بتخطف الأضواء.


بدر مع إصرار أنس قرر بالفعل يكلم رشا ويشوف الدنيا هتوصلهم لفين؟ اتصل بهند وفضل يتكلم معاها شوية ومش عارف يقولها ازاي انه مسافر يشوف رشا ؟ 

هند لاحظت انه بيلف ويدور فسألته مباشرة : ناوي على ايه يا بدر ؟ اتكلم على طول ، هتعمل ايه مع أنس ؟ 

أخد نفس طويل وابتسم انها فاهماه رغم وجعهم وحاسة بيه فقالها بتردد : أنس مُصر يا هند يقابل مامته وأنا بفكر أعمله اللي عايزه ، ماقداميش حلول تانية .

دموعها نزلت بصمت وهو حس بيهم : هند حبيبتي اطمني أنا بس هخليه يشوفها ويكلمها مش أكتر فدموعك دي مالهاش مكان ولا سبب .

مسحت دموعها وحاولت تكون طبيعية : أنا مش بعيط أنا بس انت واحشني مش أكتر وكمان هتسافر هتوحشني أكتر .

ابتسم واتنهد بتعب : ياما نفسي كل الأمور دي تنتهي بقى ونتجوز أنا وانتي ونرمي الدنيا بما فيها ورانا . 

ابتسمت للأمنيات اللي حست انها بعيدة أو مستحيلة كمان .

بدر أخد ابنه وسافر يشوف طليقته ، كان محتار مش عارف يدور عليها فين وازاي ؟ 

أنس بلغه ان عمته هدى قابلتها وممكن تكون عارفة مكانها .

بدر كلم أخته وعرف منها انها قابلت رشا في المول وانها شغالة هناك في محل ملابس رجالي .

بدر وصّل أنس بيت جدته وسلم عليها وبعدها راح المول وفضل يدور في كل محلات الملابس الرجالية لحد ما شافها ، وقف يتفرج عليها من بعيد وذكريات كتير مرت في باله . 

كانت جميلة جدا كعادتها ، شعرها الطويل المفرود على ظهرها بيتحرك وهي بتظبط قميص على مانيكان قدامها .

قرب منها ودخل المحل و وقف وراها بتعجب: كان لازم تشتغلي في مكان زي ده .

التفتت للصوت وهي مصدومة لوهلة وبعدها ابتسمت : بدر محمد عبد الفتاح؟ ده ايه الصدف الغريبة دي ؟ 

بدر بص حواليه للمكان : ما تخيلتش انك بتشتغلي يا رشا بس مش غريبة انك تشتغلي في مكان زي ده ، كل زباينه رجالة فقط .

ضحكت بخلاعة : وحياتك في ستات بتشتري سواء لأجوازها أو حبايبها أو حتى عيالها ، بس انت ايه اللي رماك ؟ 

بصلها باهتمام : أنس اللي رماني .

ابتسامتها اختفت ورددت اسمه : أنس ، أخباره ايه ؟ و وصل لايه دلوقتي ؟ 

ماكانش عايز يجاوبها بس هو جاي علشان ابنه وهيكمل علشانه : كويس وفي سنة سادسة .

كملت ترتيب الملابس اللي معاها : طيب كويس المهم خير جاي ليه برضه ؟ 

راقبها ولاحظ لامبالاتها انها تعرف أخبار عن ابنها وزعل جواه انه هيصدم ابنه بالشكل ده بس هو اللي مُصر يتعرف عليها ، انتبه على صوتها : بقولك يا بدر ، صاحب الشغل بيشاورلي هشوفه .

سابته وهو تابعها بعينيه وشاف صاحب الشغل شاب في عمره تقريبا وابتسم بتهكم لأنه عرف سبب شغلها هنا ، أكيد اتطلقت وبتدور على عريس جديد .

لاحظ انهم بيبصوا ناحيته وعرف انهم بيتكلموا عنه ، اتمشى في المكان بلا اهتمام واستناها تخلص وتيجي عنده وجت بالفعل : بدر صاحب المحل بيزعقلي فخلينا نتكلم بعد ما أخلص شغلي ، أنا بخلص على ١٠ .

بدر وقفها : ابنك عايز يشوفك يا رشا .

وقفت مكانها وبصتله مصدومة : يشوفني ؟ انت مش قلتله اني ميتة ؟ 

بصلها بصدمة : انتي عارفة بده ؟ 

ابتسمت بحزن أو هو حب يفسره كده : أختك قالتلي أيوة . 

نفض أفكاره وكرر : المهم هو عرف انك مش ميتة ومُصر يشوفك .

حركت كتافها بدون اهتمام : الأفضل ليا وله اني أفضل ميتة يا بدر .

هنا هو زعق : بقولك عرف انك عايشة تقولي معرفش ايه ؟ 

بصت لصاحب المحل اللي بيبصلهم بتحفز وهي حاولت تخرج بدر برا: بدر ده شغلي وانت كده هتتسبب في طردي فاذا سمحت امشي دلوقتي ونتكلم بعدين .

زقته لبرا المحل وهو فكر يعملها مشاكل أكتر بس اتراجع وفكر في ابنه اللي جاي علشانه وبس : هستناكي في الكافيتريات اللي تحت خلصي وانزليلي .

سابها ونزل ومش عارف أصلا الأمور هتمشي بينهم ازاي ؟ 


همس قاعدة مع صحباتها بيذاكروا ومرة واحدة قفلت الكتاب وبصتلهم بإرهاق: أنا تعبت كفاية كده ، عينيا وجعتني وظهري وجعني وكل حاجة فيا بتصرخ .

خلود بصتلها بسخرية : قولي انك عايزة تاخدي بريك تكلمي سيف وبلاها حجج فاضية من امتى بتتعبي بعد ساعتين بس مذاكرة ؟ 

هالة بصت لخلود بتعب: لا يا خلود أنا كمان تعبت مش قادرة أصلا السطر اللي بقرأه برجع أعيده مرة واتنين ومش مركزة خالص . 

همس مسكت هالة : قوليلها يا بنتي ، دايما ظالماني كده 

خلود بصت لهمس باستنكار : طيب تنكري انك هتقومي تكلمي سيف ؟ 

همس ابتسمت ببساطة: لا مش هنكر ، أنا تعبت اه بس ده ما يمنعش ان البريك بتاعي هيكون مع سيف . 

خلود بتبرطم : ماشي يا اختي ناس ليها الماشين والسيستم وناس ليها سيف . 

كلهم ضحكوا وهمس علقت : ده مش قر بس ده يا ساتر .

موبايلها رن ولسه هتقوم فخلود كانت أقرب لموبايلها فاتكلمت بتهكم: اهو جه على السيرة .

همس بتمد ايدها تاخد الموبايل بس خلود جريت بيه وبترخم عليها وطلعوا برا الأوضة بيجروا ورا بعض لحد ما همس مسكتها كان الموبايل سكت فبصتلها بغيظ : يا رخمة اهو قفل اهو .

خلود بتريقة : دلوقتي يرن تاني يا اختي .

همس كشرت : بت امشي بعيد يا غلسة.

ضحكت وهمس ماشية راجعة أوضتها وموبايلها رن تاني فردت بسرعة : أيوة يا سيف .

خلود استفزتها وبصوت عالي تسمعه : إلا ما في منه مصلحة واحدة حتى مافي مرة بعت للغلابة اللي هنا عشوة محترمة ولا حتى كانزاية وقال راكب عربية آخر موديل طيب يشوف الغلابة دول .

همس بصتلها بذهول : يا باردة يا رخمة .

سيف ضحك وهمس اعترضت : سيبك منها يا سيف دي بنت باردة المهم .

قاطعها بشوق: المهم واحشاني وما عرفتش أتكلم معاكي النهارده أو أشوفك ينفع تنزلي ؟ 

عينيها وسعت وبذهول: أنزل ؟ أنزل فين الساعة ٧ 

وضحلها : تحت يا حبيبتي، أشوفك لو حتى نصاية سريعة كده .

همس بصت لخلود بتفكير وجريت مرة واحدة : اديني دقيقتين وهكون تحت . 

في ثواني كانت مغيرة هدومها ونازلة بس خلود وقفتها : اوعى تتأخري وخلي بالك من نفسك يا همس .

بصتلها بتهكم : حاضر يا ماما .

سابتها وجريت على تحت وبصت ناحية ما بيركن بس مفيش أي عربيات اتصلت بيه : انت فين ؟ أنا برا الباب ؟

ابتسم : أنا في آخر الشارع على الكورنيش تطلعي ولا أجيلك ؟ 

كانت ماشية في اتجاهه : أنا جاية .

خرجت لأول الشارع فشاورلها وهي هتعدي الطريق وهو عينيه عليها وعلى العربيات وهي بتجري في النص رايحاله وقلبه بيدق مع كل عربية بتخطيها . 

وصلت عنده وقفت قدامه فبصلها بخوف : اوعى تاني مرة تعدي الطريق بالغباء ده ، انتي ربنا يسترها عليكي بجد .

ضحكت : ما تخافش عليا وبعدين هم بيقفوا .

بصلها بغيظ وسكت وبعدها هي شاورت على الكورنيش : تعال نقف على النيل ، بحب شكل المياه بالليل .

وقفوا جنب بعض في هدوء وهي مرة واحدة بصتله بفضول: قولي صح باباك قال ايه ولا عملتوا ايه بعد ما مشينا؟ احكيلي التفاصيل . 

ابتسم لفضولها : ما قعدناش أصلا مع بعض على قد كده علشان يكون في تفاصيل ، هو بس انطباعه اللي ظهره قدامك وبعدها كلمني وقالي أديله فرصة يمهد موضوع الفركشة مع صاحبه زي ما قلتلك ، بس كده .

بصت للنيل قدامها شوية وبعدها بصت لايديه ماكانش لابس دبلة وافتكرت انها كتير بتبقى عايزة تسأله وبتنسى : انت مش لابس دبلة ليه ؟ 

بصلها باستغراب : وألبس ليه ؟ الدبلة لو حد بتحبيه بتكوني عايزة أي حاجة تربطك بيه ولو رمزية لكن أنا بحاول أنسى الشبكة دي مش ألبس دبلة أفتكرها ليل ونهار.

فرحت جواها وبعدها سألته بمشاغبة : ومعايا ؟ هتلبس دبلة ؟ 

أخد نفس طويل بتمني: يااااه يا همس حاسس ان ده حلم بعيد ، موضوع الخطوبة والدبلة وكل ده ، بس يارب يا ستي تيجي بس الخطوة دي ومش بس هلبس دبلة ده أنا …

استنته يكمل الجملة بس معرفش يقول ايه؟ فسألته ببراءة : انت ايه ؟ 

بصلها وضحك : هعمل أي حاجة بس نوصل للدبل يا همستي ، المهم دلوقتي انتي واحشاني حتى وانتي قصادي أعمل ايه بقى لسيادتك ؟ 

ابتسمت بخجل وبصت للمياه قدامها تهرب من عينيه فسند على الكورنيش بايديه وسند راسه عليهم وباصص قدامه وهي متابعاه بحب ومرة واحدة سألته : هو أنا ينفع أطلب منك طلب ؟ 

بدون ما يرفع راسه بصلها بتأكيد: اؤمري ياحبيبي.

ابتسمت لأسلوبه واتكلمت بتمني : نفسي أخرج يا سيف لوقت متأخر ، نفسي أسهر برا أو نفسي أكون الساعة ٣ الفجر برا البيت .

بصلها باستغراب : وبعدين ؟ لو ينفع يلا أسهرك سهرة برا لحد الصبح .

كشرت بغيظ : لا طبعا ما ينفعش بس أقصد بعدين يعني انت تبقى تخرجني .

ابتسم بعبث : قصدك بعد ما نتجوز يعني ؟ 

هزت دماغها بتأكيد: ينفع ؟ تسهرني برا أو آجي الفجر كده أقولك تعال نتمشى برا توافق ، نفسي أجرب الجو ده .

ابتسم وبصلها بيفكر لو حضنها ممكن يحصل ايه ؟ 

لما صمته طال سألته بتردد: صعب ولا ايه ؟ 

ابتسامته كان صافية : لا يا عمري ينفع بس تخيلتنا متجوزين بالفعل ومع بعض ، هخرجك يا همس في الجو ده والتوقيت ده ، هنسهر لحد الصبح برا .

ضمت حواجبها وبتقلده بمرح: مش هتقولي شغال الصبح في الجامعة وبعد الظهر في الشركة والمصنع ومش قادر وعايز أنام قدري وضعي وظروفي ؟

ضحك لتقليدها وبعدها نفى بعشق: لا يا حبيبي أولا حاليا الوضع ده مؤقت غير كده مش هقولك اني هخرجك كل يوم يعني وأسهرك بس في أيام إجازات وفي حاجات كتيرة هتختلف فما تقلقيش يعني ، أوعدك يا ستي هخرجك في الفجر وهسهرك برا ، تمام كده ؟ 

ابتسمت برضا وسندت زيه على الكورنيش بسعادة : ربنا يخليك ليا يارب .

ابتسم هو كمان وبص قدامه برضا تام انها جنبه بس ناقصهم يكون ارتباطهم رسمي . 


بدر استنى في كافيه ، بيفكر في هند وأنس ورشا والظروف الملخبطة بينهم وبيتساءل ليه يا ترى رشا ما تظهرش في حياته غير في التوقيت ده بالذات ؟ قبل ما يبدأ حياة جديدة مع إنسانة حبها بجد وحبته ؟  

كان بيشرب قهوته وسرحان تماما ورشا قربت منه و وقفت تتأمله من بعيد واستغربت ازاي سابته بالسهولة دي ؟ ازاي ده كان جوزها وهي فرطت فيه ؟ راجل وسيم ، شيك في لبسه ، جنتل ، نظرات البنات حواليه خلته يحلو في عينيها من تاني .

قربت منه وحمحمت وهو بصلها ببرود وشاور على الكرسي جنبه تقعد واستناها تقعد وتستقر : هتشربي حاجة ؟

ابتسمت لذوقه : قهوتي المعتادة .

شاور للجرسون اللي قرب منهم وبصله فبدر بصلها : ما تقوليله هتشربي ايه ؟ 

استغربت : قلتلك قهوتي ؟ 

بصلها بتعجب: قهوتك دي اللي هي ايه ؟ - بص للجرسون بتهكم- هاتلها يا ابني قهوتها .

الجرسون وقف محتار بينهم وهي بصتله بغيظ : مظبوطة .

سابهم وبعد وهي بصتله باستغراب : انت بجد مش فاكر قهوتي اللي بشربها ايه ؟ 

بصلها بتهكم: وأفتكر قهوتك بتاع ايه أصلا يا رشا ؟ المهم خلينا نتكلم في المهم وسيبينا من قهوتك .

كشرت بغيظ وبصتله : اتفضل قول المهم ، عايز ايه مني ؟ 

كان مخنوق من تواجده معاها : أنا عن نفسي مش عايز أي حاجة منك ومش عايز أصلا أكون هنا دلوقتي . 

بصتله لفترة وسندت على الترابيزة قدامه تقرب منه بإغواء: امال تحب تكون فين يا بدر دلوقتي لو مش معايا ؟ 

بصلها بتهكم : في أي مكان غير هنا .

ضحكت بدلع : ليه ؟ للدرجة دي خايف مني آثر عليك ؟ 

ضحك باستخفاف : تأثري عليا مرة واحدة ؟ لا يا ستي مش خايف من سحرك - كمل بتهكم - بس أي مكان هيكون أفضل من هنا ، المهم يا رشا ابنك عايز يشوفك ويتعرف عليكي .

أخدت نفس طويل وبصتله لوهلة بحنق : ايه اللي عرفه اني عايشة أصلا ؟ 

جاوبها بغيظ : حظي المهبب انه عرف بوجودك ، هدى قابلتك من فترة وكانت بتتكلم مع أمي وهو سمع .

هزت دماغها بدون اهتمام ، القهوة جت قدامها وبدأت تشربها وهو متغاظ منها ومن برودها لحد ما هي رفعت راسها وبصتله : مطلوب مني ايه يا بدر علشان ما نضيعش وقت بعض ؟ 

اتمنى لو جاب ابنه معاه يسمعها بنفسه ، أخد نفس طويل يحاول يتماسك : تشوفيه وتقابليه مرة وبس كده ، أعتقد سهلة جدا ، نحدد ميعاد ونتقابل احنا التلاتة ويقعد معاكي شوية و آخده وأمشي .

بصتله بحذر :أقعد بس معاه شوية ولا أكتر ولا أقل ؟

أكد بغيظ : بس يا ستي هو عايز يشوفك .

أكدت تاني : وهتاخده تاني يا بدر أنا مش حمل تربية عيال

بصلها بغضب بيحاول يسيطر عليه : أكيد مش هسيبهولك بعد العمر ده كله يا رشا ده ابني وأنا اللي تعبت فيه وربيته فمش هسيبهولك ما تقلقيش .

اتنهدت بارتياح : طيب كويس أنا خفت تكون جاي تقولي خديه ولا خليه معاكي وانت شايف اهو اني مش شغالة في شغل مستقر أصلا .

بصلها بسخرية : لا ياستي ما تخافيش ، إلا فين جوزك المبجل اللي كنتي بتخونيني معاه وأنا مسافر ؟ 

ضحكت للذكرى : ياااا انت لسه فاكر ؟ خلي قلبك أبيض يا بدر ، ده راح من زمان أوي وراحت أيامه .

استغرب من برودها في الكلام واستغرب أكتر من نفسه ازاي حبها في يوم من الأيام ؟ : انتي اتطلقتي منه يعني ؟ 

ضحكت أكتر : أنا اتجوزت بعده تلاتة يا بدر بس سيبك انت - قربت منه بدلع وكملت - مفيش حد فيهم كان زيك .

بعد وشه عنها وهي كملت بعبث : ما تيجي نرجع لبعض شوية علشان أنس ؟ 

ضحك بسخرية : نرجع لبعض مرة واحدة ؟ لا يا ستي شكرا لكرمك بس قابليه مرة وارجعي لحياتك وأنا لحياتي ، المهم ايه رأيك بكرا نيجي في نفس التوقيت ده ونقابلك وأسيبه معاكي ساعة كده وأرجع آخده ؟ 

فكرت للحظات : بكرا الجمعة إجازتي أصلا ، خلينا نتقابل على العصر في أي مكان .

اتفقوا على المكان والساعة وسابها وقام وهي وقفت باستسلام وخرجت معاه ، كان رايح ناحية عربيته وهي راقبته ومشيت وراه : ما توصلني وتخليك جنتل كده يا بدر ؟ 

بصلها بتردد وبيفكر فهي كملت : ده أنا أم ابنك برضه عيب عليك تسيبني في الشارع كده ؟ 

شاور لعربيته بحنق : اتفضلي بس ما تتعوديش على كده علشان بس الوقت متأخر وأنا آخرتك بعد ميعاد شغلك.

ركبت جنبه وللحظة ندمت انها فرطت فيه وسابته يروح من ايديها ، ليه ما صبرتش يرجع من سفره ؟ 

موبايله رن وبصله فاتنهد وقفل الصوت لأنه مش هيعرف يكلم هند دلوقتي وهيكلمها بعد ما يخلص من رشا وشوية ورن تاني والمرة دي رشا لمحت اسمها وهو اضطر يرد لأنه قلق يكون في حاجة : الو أيوة.

ردت بقلق : خير طمني عملت ايه ؟ قابلتها ؟ قلقت عليك لما اتأخرت وما كلمتنيش .

بدر ماكانش عايز يتكلم قدام رشا : اديني نصاية كده وهكلمك أنا ، أنا قلت بس أطمن لأني قلقت لما رنيتي أكتر من مرة .

سألته بتردد : انت معاها دلوقتي يا بدر ؟ 

سكت ومش عارف يتكلم وهنا رشا قررت ترخم عليه بمكر : قربنا من البيت يا بدر ، شقتي قدام شوية هتعجبك أوي .

هند سمعتها وبدر بصلها بغيظ : تعجبني أنا ليه ؟ رشا أنا وصلتك من باب الذوق مش أكتر فما تسوقيش فيها وبلاها الهبل اللي بتعمليه ده .

ضحكت بخلاعة تغيظ اللي بيكلمه أكتر وهند فعلا ما اتحملتش وقفلت المكالمة بدون ما تنطق حرف .

حط الموبايل من ايده وبصلها بغيظ: لسه زي ما انتي ما اتغيرتيش.

ابتسمت  : مين دي ؟ المزة بتاعتك الجديدة ؟ دي صاحبة الدبلة اللي في ايدك ؟ 

بصلها بصرامة: رشا بكرا هتشوفي أنس ونخلص وكل واحد يرجع لحياته فما تزوديش في الكلام ، ودلوقتي احنا في الشارع اللي سيادتك قلتي عليه ، هتنزلي فين ؟ 

شاورتله على البيت اللي ساكنة فيه و وقف قدامه : اتفضلي يلا .

قبل ما تنزل بصتله : ما تعدي عليا بكرا انت وأنس تاخدوني من هنا بدل ما نتقابل في الكافيه ؟ 

فكر يرفض وهي أصرت : بدر انت عايزني أقابله ونخلص فبطل تفكر كتير وعدوا عليا خدوني سلام .

نزلت وقفلت الباب وهو اتحرك بسرعة وبعد عنها وبعدها ركن على جنب مسك موبايله يكلمها بس رن وهي ما ردتش , رن تاني لأنه عارف انها أكيد زعلانة والمرة دي ردت عليه : أيوة يا بدر .

سألها بهدوء: مش عايزة تردي عليا ؟ 

اتنهدت بتعب : مش هرد ليه ؟ أنا بس ماكنتش جنب الفون وعقبال ماجيت كان فصل .

ماقبلش عذرها : ماشي يا هند براحتك ، المهم أنا قابلت رشا وبكرا هاخد أنس يشوفها . 

اترددت قبل ما تسأل سؤالها : حسيت بايه لما شوفتها ؟ 

استغرب سؤالها : حسيت بايه ؟ بغباء يا هند ، بس غباء.

خافت انه يكون قصده غباء انه بعد عنها فبتردد أكبر سألته : غباء ازاي يا بدر ؟ تقصد ايه ؟ 

أخد نفس طويل : غبائي يا هند ، مش عارف ازاي حبيتها أو حبيت فيها ايه ؟ أنا فضلت النهارده مراقبها من بعيد وعايز أفتكر حبيت ايه وليه ؟ بس مالقيتش فيها أي حاجة ممكن تشدني ، معقولة كنت ساذج للدرجة دي ومجرد اخترت وش حلو ؟ 

كشرت بغيرة: هي حلوة أوي كده ؟ 

ابتسم لغيرتها الواضحة : اه حلوة محدش يقدر ينكر ده - حس انها اتضايقت من صمتها فكمل - بس حلاوتها دمها تقيل يا هند ، بعدين يا حبيبتي أنا بقيت بقارن العالم كله بيكي ، بقيتي انتي مقياس كل حاجة عندي .

سكتوا شوية وهي سألته بقلق : هتعمل ايه بكرا ؟ ومتخيل رد فعل أنس ايه ؟ 

فكر شوية ومش عارف يوصل لأي نتيجة ومش عارف رد فعل ابنه ممكن يكون ايه؟ فرد بحيرة: مش عارف يا هند ، أنس بقى شخص غبي ومتخلف وكل أفكاره غبية ومتخلفة اليومين دول وعمال يعاند وخلاص فأنا هشوف آخرة عناده ده ايه 

اتكلموا شوية وقفل معاها وروح بيته كان أنس في انتظاره وأول ما شافه جري عليه : شوفتها ؟ كلمتها ؟ قالتلك ايه ؟ طيب قلتلها ايه ؟ هنشوفها امتى ؟ بابا رد عليا انت ساكت ليه ؟ 

بصله بغيظ : انت مديني فرصة أتنفس حتى مش أرد ؟ في ألف سؤال سألته .

كشر وعقد دراعاته على صدره : اتفضل قول طيب عملت ايه ؟ 

بدر كشر زيه : قابلتها وبكرا هاخدك تشوفها بس بعدها هنسافر علشان بس أكون واضح .

أنس ابتسم وتجاهل آخر جملة : هنشوفها امتى ؟ وقالتلك ايه لما شافتك ؟ مبسوطة صح ؟ 

بدر ضحك بتهكم وساب ابنه ودخل أوضته بس ابنه وراه بيلح عليه : انت بتضحك ليه ؟ أنا هقابلها بكرا وأخيرا هقابل أمي بكرا

بدر بصله بتفحص وقرب منه ونزل لمستواه وبهدوء : أنس أنا مش عايزك تحط آمال كبيرة على والدتك؛ والدتك مش زي ما انت متخيلها وأنا اه خبيت عنك انها موجودة بس ده كان علشان مصلحتك وعلشان ما أزعلكش .

اعترض بغضب : وهو لما تقولي انها ميتة وتعيشني من غيرها مش هزعل ؟ 

أبوه حاول يفهمه : يا ابني في ناس كتير بيقابلونا عدم وجودهم في حياتنا بيكون أفضل لينا بكتير وأمك من الناس دي ، عدم تواجدها في حياتك أفضلك .

أنس حرك راسه برفض : سيبني أنا أحدد بنفسي وجودها أفضل ولا عدم وجودها أفضل .

بدر هز دماغه و اتعدل بضيق: انت حر .

سابه وبيغير هدومه وابنه خرج بس قبل ما يقفل الباب : هنقابلها امتى ؟ الصبح ولا امتى ؟ أنا عايز الصبح .

بص ناحيته : العصر .

اعترض بغيظ : ليه مش الصبح ؟ 

بصله بتهكم : لأنها ما بتصحاش في يوم إجازتها بدري لأي سبب - أضاف بتهكم أكتر- حتى لو علشان ابنها اللي ما شافتهوش من سنين - راقب تكشيرته وغيظه - ايه متضايق ليه ؟ دي الحقيقة اللي هتكتشفها بنفسك ، روح نام ولا شوف هتعمل ايه أنا محتاج أنام شوية .

سابه وخرج وهو قعد على السرير يحاول يتخيل سيناريو بكرا هيحصل فيه ايه ؟ 


أنس أول ما النهار طلع صحى أبوه وبيحاول يقنعه يروحوا لمامته يشوفها وأبوه بيقوله يصبر لميعادهم اللي متفقين عليه .

أخيرا جه ميعاد مقابلتهم وأنس شبه هيطير يشوف مامته وبيحلم بطريقة مقابلتهم وازاي هيسلم عليها ؟ وازاي هيرجعها لباباه ؟ ويعيش وسطهم ؟

ونكمل بكرة 

توقعاتكم .




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close