القائمة الرئيسية

الصفحات

أحببت فريستي بقلم بسمه مجدي الفصل الثالث والرابع والخامس كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


أحببت فريستي

بقلم بسمه مجدي

الفصل الثالث والرابع والخامس

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

_ لقاء من جديد _

      _ 3 _ 


أسير شارده بين الوجوه باحثه عن وجه واحد يغني عن كل الوجوه ابحث عن ضحكه غائبة ابحث عن عين شارده ابحث عن دفئ يؤويني ابحث عن قلب يحميني ابحث عن من تشرق شمسي برؤياه ابحث عن من خفق قلبي لسماعه فقط ابحث عن امي ❤❤ 

قالوا امي ماتت  💔 

قالوا شمسي غابت 

فلعنت قلب خان ولم يتوقف عن النبض 

ولعنت عقل خان ولم يصاب بالجنون 

#بسمة مجدي 


************************ 

- دكتور يا دكتور المريضة فاقت..! 


هتفت بها تلك الممرضة وهي تنادي الطبيب بعد إفاقة المريضة بعد غيبوبة دامت لأكثر من 10 ايام 


بدأت الرؤية تتضح امامها انها في مشفي ولكن ماذا حدث ؟! بدأت الاحداث تتدفق في عقلها شجار, بكاء, حادث ....! 


- حاسه بايه دلوقتي ؟! 


هتف بها ذلك الطبيب وهو يقيس نبضها ويتأكد من مؤشراتها الحيوية 

ردت عليه  "ميرا" بألم : 


- صداع جامد وجسمي وجعني شوية انا بقالي اد ايه هنا ؟!. 


أجابها بهدوء وهو يتابع قياس ضغط الدم : 


- تمام دي اعراض طبيعية دانتي خارجة من الحادثة بمعجزه وبقالك اد ايه بقالك 10 ايام , احنا حاولنا نوصل لحد تبعك بس للأسف تليفونك باظ في الحادثة وملقيناش اي اثبات شخصيه والشاب الي جابك هو الي اتكفل بمصاريف المستشفى... 


سألت باستغراب : 

- شاب مين ؟! 


رد الطبيب وهو يغادر الغرفة : 


-ده الشاب الي انقذك وطلعك من العربية هو بيجي يزورك كل يوم عموما هو شويه وهيجي عن اذنك......

                  *********** 

Flash back.                 


صعد الي سيارته ليلمح تجمهر الناس حول سيارة منقلبة..! لا يدري لما توقف ربما بدافع الفضول اقترب من السيارة ليجد فتاة ملقاه بجانبها بعد ان اخرجها الناس من السيارة حتي وصول الإسعاف حزم أمره وحملها لسيارته ليقرر نجدتها وحقاً لا يدري لما ؟! هو بالفعل لم يساعد أحد من قبل ولا يهتم لأمر أحد لكنه شعر وكأنه يعرفها.! تعرف علي وجهها بعد عالجها الأطباء ليقرر البقاء للاطمئنان عليها... 


    عودة للوقت الحالي 


دخل الي الغرفة ليقول بابتسامة بسيطة : 


- ألف سلامة عليكي ! 


, نظرت له للحظات بدا فيها مألوفا نعم انه الشاب المدلل الذي اشتبكت معه من قبل,  عضت علي شفتيها في حرج فلا تدري ما تقول,  اردف بلطف وهو يجلس بجوار فراشها : 


- علفكرة انا نسيت الي حصل اول مره شوفتِك فيها وبقترح نبدأ من جديد ايه رأيك انا يوسف... 


  قالها وهو يمد يده ليصافحها فمدت الاخيرة يدها وهي تهتف : 


- انا اسفة علي الي حصل المرة الفاتت انا كنت متأخرة علي انترفيو عشان كده اتعصبت شوية عموما انا ميرا... 


- تشرفنا يا انسة ميرا ويا تري بقي اتقبلتي في الشغل ؟!. 


لتوها تذكرت عملها الذي لم تكمل يومان به لتهتف بحرج : 


- اه الحمد لله علي الرغم ان بعد الحادثة دي شكلي هدور علي شغل جديد 


ابتسم واخرج الكارت الخاص به وهو يستقيم ليغادر وهتف : 


- عموما ده الكارت بتاعي لو احتاجتي اي حاجة انا موجوده وسلامتك مرة تانية 


- أستاذ يوسف ...! 


هتفت بها قبل مغادرته ليلتفت لها وهو ينظر لها باستفهام , لتقول بامتنان : 


- متشكره جداا انك انقذتني من الحادثة وكمان تكاليف المستشفى انا انشاء الله اول ما اخرج من هنا هرجعلك فلوسك ! 


أجابها بابتسامة عابثة : 


اولا اسمي يوسف  ثانيا اي حد مكاني كان هيعمل كده ثالثا بقي وده الاهم انا مش هاخد منك حاجة تشاوو يا قمر.... 


انهي حديثة بغمزة مشاكسة وابتسامة ورحل تاركاً خلفه تلك الشاردة في ابتسامته الساحرة,  فاقت علي شرودها وهي تنهر نفسها لهذا التفكير هو ساعدها وانتهي الامر صدع رنين هاتفها لتجيب بتعب : 


- ألو 


ليصيح الطرف الأخر بغضب : 


- انتي إتجننتى يا ميرا بقي عايزة تعيشي لوحدك ؟!. ميت مرة قولتلك تعالي عيشي معايا مرضتيش..! 


تنهدت بتعب لتجيبها بصوت هادئ جاهدت لخروجه : 


- مفيش داعي لانفعالك ده يا سمر انتي عارفه اني من زمان نفسي أعيش لوحدي وابعد عن محسن وقرفه 


لتقول "سمر" بتوجس : 


- انتي مال صوتك تعبان ليه ؟! ميرا انتي كويسة ؟!. 


- اه انا كويسة يا سمر ومتخافيش عليا انا هعرف اعيش لوحدي 


تنهدت بضيق فهي تعلم ان رأسها يابس ولا فائدة من الحديث لتردف باستسلام : 


- انا هسيبك علي راحتك عشان عارفة ان الكلام مش بيجيب معاكي نتيجة بس انا في الاخر اختك ومش هتمنالك حاجة وحشة عموماً انا هقفل وربنا يريح قلبك يا ميرا ! 


               ************ 

بعد مرور اسبوعان 


دلفت بخطواتها الرشيقة والمتناسقة الي مقر عملها (شركه الحديدي)  وجمالها الطبيعي يسحر كل من يراها , خرجت من المصعد لتقابلها زميلتها "ندي" التي هتفت بمرح : 


- يا صباح الحلويات 


ضحكت "ميرا" بخفه لتهتف بهدوء : 


- صباح الخير يا نودي 


صافحتها لتتجه لمكتبها , جلست بمكتبها بهدوء وهي تتابع عملها 


               *********** 

وعلي الجانب الاخر سيارة مسرعة تصدر اطاراتها اصوات عالية من احتكاكها بالأرض حتي توقف سائقها فجأة وهو يركنها بمهاره , ترجل ليطل بعضلاته البارزة وابتسامته الجانبية وقميصه الاسود دلف بخطوات سريعة , وصل الي الطابق المنشود واتجه الي مكتب أحد الاشخاص ليهتف : 


- صباح الفل يا زيزو 


ليرد "زيزو" بهدوء : 


- صباح الخير يا يوسف بيه 


- بقولك ايه ! ايه اخبار الموظفين الجداد فيهم مزز ولا كلهم بلح ؟! 


هتف "زيزو" بخبث : 


- لا ياكبير المرادي فيهم حته بت انما ايه تحل من علي حبل المشنقة ! 


اتسعت ابتسامته ليهتف بخبث : 


- اوبااا لا الموضوع ده عايزله قعده كبيره هروح اشوف حامد بيه وراجعلك ! 


وما كاد ان يلتفت حتي اصطدم بها لتسقط اوراقها وتتناثر علي الارض ما أن رفعت رأسها توبخه حتي صدمت به , فهتف : 


- ايه ده ميرا مش معقول انتي شغاله هنا ؟! 


ابتسمت ابتسامة ساحرة وهتفت وهي تنخفض لتجلس علي ركبتيها لتلملم اوراقها : 


- ازيك يا يوسف ايه انت كمان شغال هنا في الشركة ؟! 


ضحك بسخرية وهتف وهو ينخفض لمستواها ويساعدها في لململه اوراقها : 


- شغال هنا ؟! انا صاحب الشركة 


قطبت جبينها لتردف بتساؤل : 


- معقول بس ازاي صاحب الشركة اسمه حامد الحديدي ؟! 


ابتسم ليقول بغرور  : 


- انا اسمي يوسف حامد الحديدي 


لم تتخلي عن ابتسامتها وهي تهتف : 

- اهلا بيك ! 


هتف وهو يستقيم ليقف : 


- عموما انا كنت جاي عشان اقابل بابا فرصه سعيدة ! 


- وانا أسعد ! 


تركها وانصرف ليتركها وهي تبتسم بسعادة لرؤيته فمنذ اخر مقابلة بينهم وهي لا تنفك تفكر فيه افاقت من شرودها وذهبت لتتابع عملها 


********************* 

ليدلف الي مكتب والده ويهتف : 


- ازيك يا بابا ؟!. 


تراجع والده واراح جسده قائلاً بسخرية : 


- ياااه اول مره اشوفك جاي الشركة اؤمر ؟! 


حك رأسه باحراج وقد لمعت بعيناه فكره فهتف : 


- انت دايما فاهمني غلط علفكرة انا قررت اشتغل معاك ! 


صدم والده مما سمعه وهتف بجدية وحماس : 


- بجد يا يوسف ده احلي خبر سمعته بقالي سنين بتحايل عليك تيجي تشتغل معايا بس عموما انا هكلمك فهمي هيعرفك الشغل كله وتقدر تبدأ من دلوقتي لو عايز ؟!. 


فكر قليلاً ليجيب بلامبالاة : 


- لا انا عايز ابدأ من بكره 


- زي ما تحب المهم انك هتشتغل معايا 


ليهتف بخضوع زائف : 


- اه طبعا يا بابا انا ميهمنيش غير رضاك عليا ! 


وهتف في نفسه : 


- حظك اني اشوفك اكتر من مره وتدخلي دماغي وانا بقي مش هسيبك الا لما تبقي بتاعتي يا ميرا.................! 


*************************

في صباح اليوم التالي 


- عايز كل الموظفين يسيبوا الي في ايديهم ويسمعوني 


هتف بها "خالد الحديدي" والد يوسف لأحد موظفينه ليومأ بخفه ويخرج من المكتب , يدلف يوسف ووالده لخارج المكتب ليجد جميع الموظفين في انتظار ليهتف "حامد" بصوت عالٍ يملأه الفخر : 


- من النهاردة ابني البشمهندس يوسف هو الي هيمسك اداره الشركة بدالي ! 


تعالت الهتافات والتنهئات ف "يوسف" محبوب في شركه والده خاصاً من النساء لوسامته ليهتف بصوت عالٍ حتي ينتبه له الجميع : 


- ياريت الكل يسمعني طبعاً مفيش حاجة هتتغير في الشركة باستثناء حاجات بسيطة زي اني مش هتغاضي عن اي تقصير في حق الشغل وطبعاً لكل مجتهد نصيب فالي هيهتم بشغله كويس ليه أحسن مكافئات عندي أظن كلامي واضح ودلوقتي يلا كل واحد شغله ! 


من بين جميع من أمامه تعلقت عيناه بها فقط وهي مندهشة من هذا القرار , الي ان عادت لمكتبها كالجميع فدلف لمكتبه ويرفع سماعه هاتفه ويهتف بأمر : 


- تبعتيلي ميرا السويفي علي مكتبي حالاً ! 


- حاضر يا فندم 


******************** 

دخلت "ميرا" لمكتبه بابتسامة بسيطة وهي تهتف بلطف : 


- مبروك يا أستاذ يوسف 


رد بهدوء وعتاب بسيط : 


- اتفضلي استريحي يا انسه ميرا وبعدين احنا اتفقنا انك تقوليلى يوسف بس صح ؟!. 


هتفت بثبات وهي تجلس أمامه : 


- صح بس بردو المقامات محفوظه وانا أفضل كده ! 


مط شفتيه بعدم رضا قائلاً : 


- زي ما تحبي عموماً انا بعتلك عشان اقولك ان شغلك هيبقي معايا انا يعني  اي تصاميم او اي شغل توصلي انا قبل اي حد ! 


ردت بجدية شديدة بعد ان اختفت ابتسامتها : 


- أكيد يا فندم 


سأل وهو يرفع سماعة الهاتف : 


- صح مقولتيش تشربي ايه ؟!. 


قالت بهدوء : 


- لا ميرسي يا فندم مش عايزه حاجة ! 


لتفاجئ به يقبض علي كف يدها وهو يهتف بخبث : 


- ماقولتلك مفيش داعي للرسميات دي ما بينا ! 


سحبت يدها بقوه لتقول بعنف هادر وهي تتمالك نفسها ألا تلكمه وتشوه وجهه الجميل..! : 


- ياريت حضرتك متتخطاش الحدود الي بينا عشان رد فعلي مش هيعجبك عن اذنك ! 


دلفت للخارج وانفاسها الغاضبة تسبقها , بعد خروجها وضع قدم علي الأخرى ويده خلف رأسه وهو يسترخي في جلسته ويهتف بتحدي : 

- عملالي فيها محترمه ماشي يا بنت السويفي هتروحي مني فين ! 

               ************* 

في صباح اليوم التالي 


دلفت الي مبني الشركة بخطواتها الرشيقة وهي ترفع رأسها بكبرياء وقوه الي ان وصلت الي المصعد وقبل ان ينغلق وجدت من يدلف بسرعه وقد كان رئيسها الوقح كما أسمته لتتنحي جانباً ليقف جانبها ويهتف بهمس مغري : 


- صباح الخير يا أنسه ميرا ! 


قبضت علي كف يدها بقوه وهي تتماسك بصعوبة الا تركله بعنف وتصدم رأسه بمرايا المصعد لتهتف بغيظ وهي تجز علي أسنانها بقوه : 


- صباح النور ! 


لتشعر به يحاول الالتصاق بها , أخذت تجز علي أسنانها لتتماسك ألا تلكمه بقوة الي ان وصل المصعد للدور الذي تعمل به لتتخطاه وتضغط بكعب حذائها العالي علي قدمه ليصرخ بألم ودهشه لهتف ببراءة زائفة : 


- سوري يا مستر يوسف ماخدتش بالي ! 


لتخرج من المصعد وهي ترفع رأسها في كبرياء وعلي وجهها ابتسامة انتصار , ليضغط علي المصعد بغيظ وهو يتوعد لتلك المغرورة 


              ************ 

وصلت الي مكتبها لترمي حقيبتها بعنف وهي تتوعد له,  لمحت هديه علي مكتبها لتتجه وتفتحها وتجد عقد ألماسي ومرفق به رساله : 


" الغالي ميلبسش الا الغالي أتمني تقبلي هديتي البسيطة دي                                      يوسف  😉 " 


تنفست بعنف لتقبض علي علبه العقد وتتجه الي مكتبه بخطواتها النارية وتقتحم مكتبه دون استئذان لتلقي بهديته علي مكتبه وهو يحلس وينظر لها ببرود , لتهتف بحده وغضب : 


- ممكن أفهم ايه الي انت بتعمله ده وبمناسبه ايه جايبلي هديه غاليه زي دي 

هتف ببرود وهو ينهض ويقف ليقابلها : 

- ينفع تهدي وتقعدي نتكلم بهدوء ؟!. 

لتردف بتهديد وغضب : 


- لا مش هتكلم بهدوء ولو مقولتش دلوقتي حالاً تفسير لتصرفاتك الزبالة دي لهفضحك وأخلي الشركة كلها تيجي تشوف مديرها المحترم ! 


حاول الا ينفعل ليهتف ببرود : 


- خلصتي ؟! 


ليكمل بعد ان صمتت لتستمع لما سيقوله وليتها لم تفعل : 


- اقولك انا الي عايزه بصراحه ومن غير لف ودوران....صمت ليردف من الاخر كده انا عايزك......! 


#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي

#بسمة_مجدي

_ مكيدة _ 

   _ 4 _ 


هوت علي وجهه بصفعه صدعت في ارجاء المكتب وهتفت بشراسه وعنف : 

- انت بني ادم سافل وحقير انا يستحيل اشتغل مع شخص بالقرف ده انا مستقيلة دقايق وتكون استقالتي علي مكتبك ! 


وانصرفت غاضبه وتركته يغلي من الغضب فلم تتجرأ فتاه علي رفضه وبل صفعه ايضاً حتي والده لم يفعلها قط هتف بغضب وهو يتوعد لها : 


- هتدفعي تمن الي عملتيه دي غالي قوي يا ميرا.. ! 

           *********** 

اخذت تلملم حاجاتها بغضب فهو صدمها وبشدة ماذا يظنها فتاه ليل حتي يطلب منها طلب كهذا ودت لو حطمت رأسه الغبي,  كتبت استقالتها مسرعة وفوجئت به يقف امامها,  نظر لها بضيق وندم نزيف وهتف : 


- انا اسف جداا يا انسة ميرا انا غلطت لما اتكلمت بالأسلوب ده بس انا كان قصدي نقرب من بعض ونتعرف علي بعض أكتر ومكنتش اعرف ان دي هتبقي رده فعلك 


احتدت نظراتها قائلة بشراسة : 


- دي ردة فعلي وردة فعل اي واحده محترمه يا أستاذ يوسف 


هتف بحزن وندم زائف : 


- صدقيني الموضوع ده بالنسبالي عادي عشان كده متوقعتش رده فعلك بس اوعدك اني مش هتعرضلك تاني ولا هدايقك وبالنسبة لاستقالتك مقدرش اقبلها الا لو سددتي الشرط الجزائي النص مليون ! 


اخذت تقبض علي كفها بقوة وغضب وهي تهتف بعنف وشراسه لا تليق الا بها : 


- كلامك ده كله ميدخلش زمتي بنكله وبخصوص الاستقالة انا مش هستقيل بس لو فكرت تتعرضلي تاني أقسم بربي ما هيهمني لا مدير شركه ولا اي حد عن اذنك يا وأكملت بسخرية أستاذ يوسف ! 


امسك رسغها ليوقفها لتلتفت له بنظراتها النارية فيترك يدها علي الفور ويهتف ببراءة زائفة : 


- استني بس صدقيني يا ميرا انا مش قصدي المعني الي وصلك اصل دي قوانين الشركة فمفيش داعي تتعصبي كده ! 


اجبرت نفسها علي الهدوء لتجيبه بحده وتهديد : 


- قصدك ولا لاء مش مهم بالنسبالي انا مش طالبة أكتر من انك تشلني من دماغك عشان محطكش انا في دماغي ! 


لم تنتظر رده لتغادر حانقة وهو ينظر في أثرها بغضب وذهول واعجاب في ان واحد ! فهي قوية بحق فقد هددت مدير شركتها بدون ان يرف لها جفن للتو ! 

تشكلت علي ثغره ابتسامة جانبيه وهو يقول في نفسه : 


- أموت أنا في القطط الشرسة ! 

               ********** 

بعد مرور اسبوع كامل اظهر فيها "يوسف" تعامله الجدي وهو يمثل عليها الندم ببراعة وفي أحد الايام دلف لمكتبها حاملا باقة من الزهور الحمراء وعلبة ذهبية مغلفة تحوي نوعا غاليا من الحلوى المفضلة للبنات " الشكولاتة " 

ابتسم ابتسامته الساحرة التي توقع الجميلات في شباك حبه وهو يهتف : 


- صباح الجمال علي أجمل عيون شوفتها , تسمحيلي نفتح صفحه جديدة كأصحاب ؟!. 


رغما عنها ابتسمت من لطافته وكلامه المعسول وقررت منحه فرصه ثانيه فما فعله هو السائد في مجتمعه الذي لا يعرف الصحيح من الخطأ أقنعت نفسها بذلك حتي تبرر رغبتها في مسامحته والحديث معه بل ورؤية ابتسامته  لتقول وهي تلتقط منه باقة الورد وتهتف : 


- علي الرغم اني مبحبش الورد بس ده ميمنعش اني بحب الشكولاتة 


سعد بداخله لان خطته انطلت عليها زيف ابتسامه وهتف : 


- ده معناه انك موافقه نبدأ صفحه جديدة ؟!. 


اومأت موافقة وهتفت بجدية بتحذير : 

- موافقة بس صحاب بس هااا ؟!. 


رفع يديه في استسلام وهو يمط شفتيه ويهتف : 


-  اه طبعا صحاب بس ! 


قالها وغادر لتقف هي حائرة لما قبلت بذلك وهي بحياتها لم تقبل بدخول الرجال الي حياتها ! كيف تضعف أمام سحر كلماته وجاذبيته نعم هي تعترف بإعجابها به الذي يزداد يوماً عن يوم حاولت إيقافه وقد نسيت ان القلب لا سلطان له... 


           **********

- ميرا انا كنت عايز أعزمك علي الغدا النهاردة واتكلم معاكي في موضوع مهم 


هتف بها "يوسف " وهو يلتقط مفاتيحه استعداد للرحيل من مكتبه , لترتبك من عرضه المفاجئ وتهتف بسرعه وارتباك : 


- لا خليها يوم تاني عشان عندي شغل كتير 


ليرد بجديه وإصرار : 


- مش هأخرك 10 دقايق بس 


استسلمت رغبته لتهتف : 


- اوك 


اتسعت ابتسامته ليهتف بحماس : 


- كويس يلا بينا 


********************* 

بعد ان انتهوا من وجبة الغداء جلسوا صامتين لبضع دقائق حتي قطع "يوسف" الصمت قائلاً : 


-ميرا انا عايز اتجوزك ! 


صدمت من حديثة المفاجئ الذي ألجمها لعدة ثواني ونطقت أخيراً ومازالت الصدمة مسيطرة عليها : 


-أنا أسفة بس مش انا الشخصية الي تتمني تكمل حياتك معاها ! 


تنهد ليقول بصبر : 


-ايه الي عرفك انك مش الي اتمناها بالعكس انتي فيكي كل الي اي شاب يتمناه جمال وذكاء ومستواكِ المادي كويس ومش ناقصك حاجة ! 


غامت عيناها بحزن لم يستطع تفسيره لتقول بشرود : 


-الشكل والمظهر والفلوس مش كل حاجة وكل واحد ادري بنفسه عشان كده بقولك انا منفعكش ! 


تسلل الضيق اليه من رفضها فماذا يفعل اكثر من ذلك ليقول بضيق : 


-ميرا خليكي صريحة معايا انتي في حد في حياتك ؟!. 


رفعت حاجبها بتحدي قائلة بحده : 


-حياتي الشخصية تخصني انا وبس ! 

ليردف بحده مماثلة : 


-وانا من حقي أعرف ! 


لتقول بعصبية : 


-كونك مديري ده ميدلكش الحق انك تتدخل في حياتي ! 


كاد ان يصرخ بها لكنه تراجع بعد ان تذكر خطته التي تبوء بالفشل ليقول بهدوء نسبي : 


-معاكي حق وانا مش هضغط عليكي أكتر من كدا ولو حابه تمشي انا مش همنعك ! 


اومأت بهدوء والتقطت حقيبتها ونهضت مغادرة تاركة خلفها نيران موقدة...... 


******************** 

في منزل ميرا مساءً 


دلفت لترتمي علي الاريكة بإنهاك وأفكارها تتصارع فهي لا تنكر إعجابها بشخصه وربما وقعت في حبه ولكنها لا تريد ان تعترف بذلك لتهتف في نفسها بتصميم : 


- لا مش بحبه الحب ضعف وانا مش ضعيفة ! 


ليصدع رنين هاتفها , فتجيب : 


- الو مين معايا ؟! 


ليجيب الطرف الأخر بخمول ونوم : 


- ميرااا 


- يوسف ؟! في ايه انت بتتكلم كدا ليه ؟! 


ليهتف بنوم يشوبه البكاء : 


- ميرا انتي مش عايزه تتجوزيني ليه ؟! 


لتردف بصدمه : 


- يوسف انت سكران ! 


- انا بحبك يا ميرا ليه مش عايزه تصدقيني ؟!. 


لتردف بقلق وخوف من حالته : 


- انت فين دلوقتي ؟! 


ليهتف بصوت عالٍ وهو غير واعي : 

- متغيريش الموضوع قوليلي انت مش بتحبيني ليه ؟! 


اغمضت عينيها لتردف بتوسل : 


- يوسف عشان خاطري اهدي وقولي انت فين ؟! 


ليرد بخمول وصوت عالٍ : 


- اأأنا مش عارف انا سايق بقالي كتيييير.... 

كادت ان ترد لتسمع صوت زجاج يتحطم وصراخ عال واختفي صوته لتصيح بخوف : 


- يوسف يوسف اي الي حصل انت كويس رد عليا ؟! 


لينقطع الخط لتعيد الاتصال لتجده مغلق لتظل تتحرك بقلق وخوف من ان يصيبه مكروه الي ان صدع رنين هاتفها مره أخري لتجيب بلهفه : 


- الو يوسف.... 


ليقاطعها الطرف الاخر وهو يردف : 


- انا مش يوسف حضرتك انا لقيت التليفون ده وصاحب التليفون عمل حادثه نقلنا علي مستشفى **** 


لتتسع عيناها بصدمه وتهتف بسرعه وتلهف : 


- اأأنا جايه حالاً 


********************** 


وصلت الي المشفى وعلمت انه بغرفه العمليات جلست جانباً وهي تبكي بانهيار وتلوم نفسها ولكنها لم تدري انه يحبها لتلك الدرجة ولكن ماذا بيديها انها فقط تمقط الرجال وتخشي الزواج تخشي ان يجرحها أحدهم تخشي الحب والغرام تخشي ان يكون مثل أبيها القاسي الظالم ولكنها لا تستطيع تحمل فقدانه لتخفي وجهها بيدها وهي تبكي وتشهق بألم...... 


************************ 

بداخل غرفه العمليات 


تنهد بسأم من تلك الأجهزة المحاطة به ليجذب الطبيب من قميصه ويهتف بصوت خفيض : 


- مش كفاية  بقي دانتوا بقالكم ساعه ! 

ليجيب الطبيب الذي يضبط وضع أجهزته بضيق : 


- لازم نطول شويه يا يوسف بيه المفروض انك عامل حادثه خطيره ! 


هتف بأمر وهو يبتسم بخبث : 


- لا بقلك ايه انا زهقت اطلعوا دلوقتي واديها كلمتين من بتوعكم دول اني عديت مرحله الخطر وبتاع وخلوها تدخل تشوفني ! 


اومأ الطبيب بضيق وهو يردف : 


- الي تشوفه يا يوسف بيه 


ليرخي جسده علي الفراش وهو يبتسم بخبث فقد وقعت فريسته في شباكه 


******************** 


هرعت بلهفه الي الطبيب وهي تسأله بقلق : 


- يوسف عامل ايه دكتور ؟! 


أشفق عليها الطبيب من تلك اللعبة التي تحاك عليها ولكن ما باليد حيله فمن يعصي "يوسف الحديد" أمراً ليهتف بعمليه : 


- متقلقيش حضرتك هو عدي مرحله الخطر بس هنستني يعدي 24 ساعه عشان نتطمن عليه 


هتفت برجاء وعيناها تلتمع بالدموع : 

- طب ينفع أشوفه ؟!. 


- اه ينفع بس مش أكتر من 10 دقايق 

لم ترد لتندفع للداخل لينتفض قلبها ألماً وهي تراه مستلقي لا حول له ولا قوه لتجلس بجانبه , ظلت صامتة للحظات لتردف بعدها بحزن : 


- انا أسفه يا يوسف بس واللهي مش بإيدي انا كان بحبك بس..... 


لتكمل بهمس مؤلم : 


- خايفة... خايفة اني أعيش مع شخص يأذيني انا عشت تجربه وحشه في طفولتي لما شوفت علاقه أهلي منهارة انا كنت بنكر مشاعري تجاهك بس لما عرفت الي حصلك غصب عني لاقتني في مشاعر جوايا ليك ! 


لتنهض وتخرج من الغرفة , ليعتدل وهو يضع يديه خلف رأسه ويهتف لنفسه باستمتاع وكأنه يتذوق أسمها : 


- أخيراً هتبقي بتاعتي يا ميرا.........! 


• بعد مرور شهر كامل من تقرب " يوسف" و"ميرا " ظلت تمارس عملها ولم تنتبه لتأخر الوقت , انهت ما لديها وخرجت مُسرعة لسوء حظها ان سيارتها معطلة وارسلتها الي الصيانة وأيضاً لم تجد سيارات الاجرة فقررت ان تتمشي قليلا حتي تجد وسيلة للمواصلات 


- حد يسيب القمر ده يمشي لوحده 


هتف بها شاب وهو يبدو غير متزن في خطواته وبجانبه شاب اخر لا يختلف عن حال الاخر كثيرا وكلاهما يطالعانها بنظرات شهوانية تفوح منها الرغبة 


حاولت الركض بعيدا فالتفوا حولها بنظراتهم الكريهة هتفت بزعر حاولت إخفاءه : 


- ابعدوا عني أحسنلك انت وهو لحسن هصوت وألم عليكوا الدنيا 


صدع صوت ضحكهم وأحدهم يهتف : 

- جري ايه يا مزه انتي نظرك ضعيف مش واخدة بالك ان مفيش مخلوق هنا 


اصبحت دقات قلبها كالطبول وهي تنظر بكل الاتجاهات لعلها تجد منقذ لها من براثن هؤلاء الذئاب ,  بوغتت باقتراب احد منهم وهو يمسك بيدها بقوة ويقربها من وجهه ليقبلها,  قبل ان يصل إليها بوغت بلكمة قوية اطاحت بيه , صرخت ميرا بقوة لتفاجئ بوجود " يوسف" الذي هتف بقوة وهو يواصل لكم الشاب وقد لاذ الاخر بالفرار : 


- دانتوا ليلتكوا سودا معايا يا *** انت وهو ! 


تركه يوسف طريحا فاقد الوعي وجهه ملئ بالكدمات  وهو بنظر لتلك الواقفة برعب ويهتف بقلق : 


- ميرا انتي كويسة ؟! 


نظرت له وهي تحاول تهدئه انفاسها الثائرة وإيقاف دموعها التي اغرقت وجنتيها بعد بضع دقائق تركها لتهدئ همست بتقطع : 


- عايزة اروح ! 


نظر لها بشفقه علي حالتها وندم للحظات لكنه اخفي ذلك واقنع نفسه انها بخير وهتف : 


- حاضر هروحك  ! 


صعدت معه لسيارته فأخذ يهدئها بكلمات بسيطة حتي وصل الي منزلها فهتفت بصوت متقطع وهي تترجل من سيارته : 


- متشكره علي الي عملته معايا... 


- انا معملتش حاجة انا عملت الي قالي عليه ضميري و..... 


لم تستمع لباقي حديثة وذهبت لتصعد الي شقتها لترتاح من عناء ما عاشته من دقائق , بينما "يوسف" في سيارته التقط هاتفه وطلب شخص ما حتي اجاب فهتف : 


- برافو عليكوا بقية فلوسكم هتوصل الصبح وصاحبك زمانه في المستشفى بس مش عايز اشوف وشكوا تاني مفهوم ؟!.


#يتبع.... 

#أحببتُ_فريستي

#بسمة_مجدي

_ قبلتُ زواجك _ 

      _ 5 _ 


صدع رنين هاتفه ليوقظه من نومه...تململ بضيق ونهض ليطوي ملابسها التي تساعده علي النوم فهو لا يغفو الا وهو يضم ملابسها فرائحتها لا تغادرها فتح هاتفه ليهتف بصوته الرخيم الهادئ :

- ألو ؟! 

ليجيب الطرف الأخر : 

- أستاذ يوسف انا دكتورة رضوي لازم حضرتك تيجي المستشفى دلوقتي في موضوع مهم لازم تعرفه 

انتفض ليهتف بلهفه وقلق : 

- ميرا ! ميرا حصلها حاجة ؟!. واللهي لو حصلها حاجة مهرحمكم وهكسر المستشفى فوق دماغكم واحد واحد ! 

هدر بها بعنف أفزعها لتهتف مسرعة :

- اهدي بس يا استاذ يوسف مدام ميرا كويسة واللهي بس الموضوع حاجة تانية.. 

تنفس الصعداء ليهتف : 

- طيب مسافة السكة وأكون عندك ! 

                ********** 

وصل الي المشفى بعد عدة دقائق ، دلف الي مكتب الطبيبة ليجلس بهدوء قائلاً : 

- أعذريني علي طريقتي معاكي الصبح انا بس كنت قلقان علي ميرا 

ابتسمت لتردف بهدوء : 

- انا عارفة ومقدرة يا أستاذ يوسف بس الموضوع مكانش ينفع يتأجل 

ارهف سمعه ليردف يقلق : 

- ايه الموضوع قلقتيني يا دكتور ؟! 

تنهدت لتقول مباشرة : 

- الموضوع بصراحه ان مدام ميرا....حامل ! 

اتسعت حدقتيه في دهشة لا يدي أيسعد ام يحزن كان ان يصرخ فرحاً ولكنه تذكر وضعهم ليهتف بقلق : 

- طب الموضوع ده هيأثر علي ميرا وحالتها ؟!. 

- مش عارفة أقولك ايه بس... الحمل مش سهل عايز اهتمام وصحة نفسية كويسة وغذا وده الي مش متوفر للأسف ولو قدرنا نتخطى المرحلة دي هنعمل ايه في الولادة و الرضاعة وميرا مش بتدي اي تجاوب مع العلاج اطلاقاً 

ليهتف بجمود وصرامة : 

- خلاص يبقي تجهضه  ! 

اجابته بعملية : 

- لا طبعاً مينفعش زي ما الموضوع ليه سلبيات بردو ليه ايجابيات يمكن الطفل ده يكون سبب في تحسنها وبعدين حالتها متسمحش لأي عملية من النوع ده 

ليسألها بحزن بائن : 

- طب والعمل ؟! 

- للأسف احنا مفيش في ايدينا غير اننا ندعي نعدي مرحلة الحمل دي علي خير وهنحاول نسرع شوية في علاجها 

- وانا معاكي في اي حاجة بس المهم ميرا ترجعلي ! 

- طب يبقي لازم تكملي حكايتكم الي حصل وصلها للحالة دي ؟!. 

ليسألها بصوت هادئ : 

- طب انا وقفت لحد فين ؟! 

نزعت نظاراتها لترهف السمع وهي تطالعه بفضول قائلة : 

- انت قولت اخر حاجة انك حاولت تضغط عليها عشان توافق تتجوزك وأجرت ناس تضايقها عشان تبان بطل في نظرها بعدين حصل ايه ؟!. 

ابتسم بحزن حين ذكرته بما فعله مسبقاً ليردف بصوت رخيم : 

- ميرا وافقت تتجوزني ! 

قالت بتخمين : 

- بعد موضوع الشباب الي أجرتهم ؟!.

- لا قبلها بعد الحادثة بتاعتي ! 

- طب لما هي وافقت كان ايه لازمتها الشباب الي أجرتهم ؟!. 

ازدرد ريقه ليقول معللاً : 

- ميرا لما وافقت كانت شبه مجبرة وانا كنت عايز يكون برضاها مكنتش عايزها تحبني لا تعشقني وتموت فيا كمان عشان أقدر أحقق الي انا عايزه ! 

اشفقت بحق علي تلك المسكينة اذن يبدو ان "يوسف" له دور هام في حالتها تلك لتقول بضيق : 

- للدرجادي الموضوع سهل انك تكسر بني ادمه حبتك ! 

ظهر الندم جلياً في عينيه قائلاً : 

- انا عمري ما اهتميت بالمشاعر ولا اي حاجة هدفي الحياة هو المتعة واني اخد الي انا عايزه مش ذنبي اني اتربيت علي كده ان الناس كلها ملهاش قيمة قدام الي انا عايزه  ! 

لم ترغب في الخوض في ندمه اكثر من ذلك حتي لا يغضب ويقرر انهاء الجلسة كعادته لتقول بهدوء نسبي : 

- طب فهمني ايه الي حصل ازاي قبلت تتجوزك وايه الي أجبرها ؟!. 

تدفقت الأحداث علي عقله ليبدئ في سرد ما قد كان... 


Flasback.         


بعد حادثته مباشرة 


لم تزره مرة اخري وكلما فكرت في ذلك كانت تنهر نفسها بقوة وصلت الي مبني الشركة لتجد هرج ومرج واصوات عالية ، التقت ب"ندي" لتهتف بفضول : 

- ندي ! هو فيه ايه ؟! مالها الشركة مقلوبة كده علي الصبح ؟!. 

اجابتها بلامبالاة : 

- مفيش بس بيقولوا يوسف بيه خرج من المستشفى... 

رغماً عنها أحست بالفرح لخروجه من المشفى لكن تنغصت ملامحها بالقلق فكيف ستواجهه وهي السبب في حادثته ! عزمت امرها علي الا تلتقي به وربما نسي الأمر... 

تنهدت بتوتر وهي تقف امام باب مكتبه فقد ارسل بطلبها.!  دخلت وهي ترسم ابتسامة بسيطة قائلة : 

- حمدلله علي سلامتك يا مستر يوسف ! 

رفع بصره لتقابلها عيناه الحادة وكأنه يلومها..! ولكن ليس علي الحادث بل علي عدم زيارتها له ليجيبها بسخرية حادة : 

- الله يسلمك يا أنسه ميرا متقلقيش عمر الشقي بقي ! 

تنحنحت بحرج بعد نبرته الحادة كادت ان تخرج لتصدم به وقف بجانبها ويمسك برسغها..! رمقته بحده ليترك يدها ويهتف بهدوء وحزن استشعرته : 

- مكنتش أعرف اني مش فارق معاكي للدرجادي ! 

توترت قليلاً لتهتف بنبرة مهزوزة : 

- لا طبعاً انت لازم تفرق معايا مش حضرتك مديري و... 

قاطعها باقترابه المفاجئ حتي اصبح ما يفصلهم انفاسهم..! اردف بجمود : 

- انتي عارفة كويس انك مش بالنسبالي مجرد موظفة ! واعتقد انا كمان مش مجرد مدير بالنسبالك ولا ايه ! 

تنهدت بتعب لتهتف : 

- انت عايز مني ايه يا يوسف ؟!. 

تحولت نظراته للرفق والحب في لحظات..! ليهتف بحب : 

- قولتلك قبل كده انا بحبك وعايز اكمل حياتي معاكي ! 

اجابته باضطراب : 

- وانا منفعكش.. 

ضيق عيناه ليباغتها بسؤال اجفلها : 

- في حد تاني في حياتك ؟!. 

أجابته بحده : 

- لو كان في كنت هبقي واقفة معاك الوقفة دي ! 

- يبقي رفضاني ليه ؟!. ايه الي مش عاجبك فيا ؟!. 

- انا مش رفضاك لشخصك انا رافضة لفكرة الجواز عموماً... 

كلما اقترب خطوة كلما ابتعدت اضعافها.! ليهمس بنعومة : 

- صدقيني بحبك ! ومش مستني مقابل انا بس عايزك جمبي ليه ترفضي متجربي يمكن تقدري تحبيني ! 

همست بخفوت وهي تغادر : 

- اسفة ! انا لسه علي رأيي 

اوقفها ندائه : 

- ميرا ! هسيبك براحتك بس لو غيرتي رأيك انا هفضل مستنيكي  ! 

                    ********** 

أنهت دوامها لتقود بأقصى سرعتها توقفت امام احدي الشواطئ المفتوحة..شردت بتفكيرها وهي تتطلع الي أمواج البحر الهائجة...هل تعطي له فرصه ؟!..هل تخوض تجربة الحب.؟! لا تنكر ان هناك مشاعر بدأت تنمو لأجله...قطع شرودها رنين هاتفها لتجيب : 

- ايوة يا سمر ؟!. 

- ميرا ابوكي كلمني من شوية ومش مريح نفسه عايز يجوزك وقالي انه اتفق مع راجل مقتدر و مصمم عليه المرادي 

اشتعلت حدقتيها غضباً لتصيح : 

- يعني ايه مصمم ؟!. هو فاكرني هسمع كلامه ! ده علي جثتي  ! 

اغلقت هاتفها بغضب لتتجه لسيارتها متجهه نحو منزله 

وصلت بعد بضع وقت لتدق الباب بغضب حتي فتح ويظهر لها بوجهه الخبيث قائلاً : 

- كنت عارف انك هتيجي اتفضلي يا....واردف بسخرية....يا بنتي ! 

ما ان خطت بقدمها للداخل حتي التفتت قائلة بحده  : 

- قولتلك ميت مرة سبني في حالي ! حياتي وانا حره فيها وانت مش جزء من حياتي  ! 

قاطعها بثقة ونظرات حاقدة : 

- لا انا جزء منها وجزء كبير كمان ! 

ليستطرد ببراءة مصطنعة : 

- وبعدين دانا ابوكي وكل همي اني اطمن عليكي واشوفك في بيتك... 

اقتربت بضع خطوات لتردف بسخرية : 

- ما بلاش الدور ده عشان مش لايق عليك هحذرك لآخر مره ابعد عني وعن حياتي يا محسن بيه ! 

رقمته بنظرة اخيرة حاقدة غاضبة مشتعلة وغادرت وانفاسها الغاضبة تسبقها... 

                      ******** 

في اليوم التالي 


جلست بتوتر تنتظره لا تصدق فعلتها وانها حادثته وطلبت مقابلته في أحد المقاهي ، دلف بابتسامته الساحرة وجلس ليهتف بهدوء : 


- طلبتي تقابليني حصل حاجة ؟! 


اجابته مباشرة : 


- يوسف من غير لف ودوران انا موافقة نتجوز  ! 


قطب جبينه باستغراب قائلاً : 


- معقول طب ايه الي غير رأيك ؟!. 


عضت علي شفتيها بتوتر قائلة : 


- مش هكدب عليك واقول اني بحبك بس يمكن مع الوقت ولما اتعرف عليك اكتر أقدر أحبك ! 


ليلتوي ثغره بابتسامة جانبية فغرورها لا حد له تعترف بحبها وهو علي فراش الموت وتنفي وهو امامها بكامل صحته : 


- هتحبيني يا ميرا وهتتعودي علي وجودي في حياتك عشان انا مش هقبل بأقل من كده ! 


كسي وجهها حمره من الخجل نادراً ما تظهر فهي دوماً جريئة قوية..! علت ضحكاته حين رأي خجلها الواضح ليهتف  بعدها بجدية طفيفة : 


- طب المفروض اني اقابل والدك امتي ؟!.. 


اختفت الحمرة ليشحب وجهها من محرد ذكر والدها لتهتف بتردد : 


- وتقابله ليه ؟!. 


ليرد باستنكار : 


- ايه اقابله ليه دي ؟!ماهو اكيد عشان اطلب ايدك منه ؟!. 


لتقول بتلعثم : 


- بس..بس هو مسافر بره مصر ومش هينفع تقابله 


ليرد بحيره : 


- طب اطلبك من مين ؟!. 


أجابت بثقة :


- جوز اختي هو شغال بره بردو بس هخليهم يرجعوا عشان تقدر تتفق معاه 


هاله توترها ورغبتها في وجودة زوج اختها علي أبيها لكنه لم يهتم فهذا ليس زواجاً حقيقاً ليكترث لأمرها فقط يهمه ان تكون ملكه..! 


               *********** 

مساءً في منزل "الحديدي" 


جلس مع اسرته يتناولون العشاء بصمت قطعه بهدوء : 


- انا كنت عايز ابلغكم بحاجة ! 


طالعها والداه بفضول ونظراتهم تحثه علي الاكمال ليفجر قنبلته : 


- انا هتجوز ! 


اتسعت حدقتي "فريدة" لتهتف بدهشة 


- معقول ! انا كنت فاكره ان الموضوع ده مش في دماغك ! 


- عادي غيرت رأيي 


- مين هي ؟! بنت مين ؟!. 


- بنت محامي مشهور اسمه محسن السويفي ! 


- واتعرفت عليها ازاي ؟! اوعي تكون بنت من الي بتسهر معاهم لوش الصبح؟!.


- لا اطمني هي شغالة في الشركة بتاعتنا 

- ازاي ؟! وانت بتقول ابوها محامي كبير ؟! ايه الي يجبرها تبقي مجرد موظفة ؟!. 


صدم من سؤال والدته فلم يخطر علي باله من قبل بالفعل والدها رجل غني وقد علم انها تعيش بمفردها والدها غني فلما تحتاج للعمل ؟!. تنحنح ليهتف بلامبالاة :


-عادي يا ديدا هي حابه كدا... 


- طب مش هتعرفني عليها ؟!. 


غمغم ببرود : 


- أكيد هعرفك عليها طبعاً بفكر اعزمها علي الغدا في النادي بكره ! 


ابتسمت ابتسامة بسيطة قائلة بتعالي : 

- فكرة كويسة تمام واهو اتعرف عليها بردو واشوف ذوقك ! 


نفخ والده بضيق ليصيح بنفاذ صبر : 

- خلصتوا كلام فارغ ؟!. 


التفتوا علي صياحه وكأنهم تفاجأوا بوجوده!  حتي بعض الخدم انتبهوا لصراخه ليردف بهدوء نسبي : 


- مش مدياني فرصة اتكلم مع ابنك المهم المفروض نروح نطلب ايديها كلم ابوها واتفق معاه علي معاد عشان نروح نقابله... 


ليهتف "يوسف" بلامبالاة : 


- لا مهو ابوها مسافر لظروف كده ومش هيقدر يحضر الفرح اصلاً فهنطلب ايديها من جوز اختها الكبيرة 

- تمام مفيش مشاكل 

                 ************* 

في صباح اليوم التالي 


تأففت والدته بحنق من تأخرها عليهم حتي لو كان لبضع دقائق..! كادت ان تصيح بذمر الي ان اشار لها بقدومها التفتت لتجدها ساحرة بخلاصتها السواء وجسدها الرشيق المنحوت وخطواتها الواثقة القوية.! اقتربت لتهتف بابتسامة بسيطة : 


- انا أسفة علي التأخير بس دوخت عشان الاقي ركنه ! 


- ولا يهمك ، اعرفك فريدة هانم الحديدي  ديدا اعرفك ميرا السويفي..


تجمدت بمحلها ما ان لقب والدته بذلك اللقب لتظهر لمحات أمام نظراتها واصوات اخترقت اذنها بقوة لتفصلها عن العالم حتي لم تشعر باستئذان "يوسف" ليتركهم علي راحتهم قائلاً : 


- طب أنا هروح مشوار صغير وراجعلكم خدوا راحتكم ! 


Flash back.            


دلفت الي المنزل لتستنشق رائحة الطعام المميزة اقتربت من المطبخ لتقفز علي والدتها تحتضنها من الخلف وهي تهتف بابتسامة مشاكسه : 

- ليلي عملتي اكل ايه يا قمر ؟!. 


ضحكت بخفة لتردف بضيق زائف فهي تعشق مناداتها لها باسمها : 


- بقي في واحدة تنادي امها باسمها ؟!. 


قبلت وجنتيها بعمق وهي تهتف بحب  وهي تغمز : 


- مهو عشان مفيش واحدة امها صغيرة وحلوة زيك كده ! 


فاقت من شرودها علي صوت "فريدة" الحانق حتي لم تنتبه لمغادرة يوسف تاركاً لهم المجال للتعارف لتهتف بسرعة وأسف : 


- أه انا أسفة جداا يا طنط بس سرحت شوية... 


لتجيبها بابتسامة متكلفة : 


- ولا يهمك يا حبيبتي وبعدين بلاش طنط دي تقدري تقوليلي ماما ! 

اشتعلت عيناها لتهتف بقسوة وحِده أخافت "فريدة" : 

- مستحيل اناديلك كده ! 

#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي

#بسمة_مجدي

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close