أخر الاخبار

رواية ملاك الاسد من البارت الواحد والعشرون حتي الخامس والعشرين بقلم اسراء الزغبي كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

 


رواية ملاك الاسد

من البارت الواحد والعشرون حتي الخامس والعشرين

بقلم اسراء الزغبي


سمية بصراخ: مش سامر ... شريف هو الخاين... هو اللى عمل دا كله

شريف: فى إيه يا ماما ... أنا عارف إن اللى سامر عمله غلط والصدمة مأثرة عليكى بس أن..


 

سمية بصراخ مقاطعة إياه: أنا أيوة مصدومة .. بس مش من سامر .. لأ منك إنت .... إزاى قدرت تعمل فى أخوك كدة ..... أنا اللى غلطانة ... أنا اللى عملت فيكوا كده ... ياريتنى خدت بالى منكوا .... كان زمانك مش كدة ..... كانت سمر بنتى زمانها عايشة .... يا ريتنى ما شجعتك على اللى بتعمله .... آاااه ياربى

سعيد بصدمة: شريف الكلام ده صح ولا لأ

ماجد: إنت بتقول إيه يا سعيد الكلام غلط طبعا ..... إنت هتصدقها ولا إيه .... كلنا عارفين إن سامر هو السبب فى كل حاجة

أسد ببرود: وليه مش شريف السبب فى كل حاجة؟

ماجد بصدمة: نعم!!!

أسد بغضب: سمية مش غلطانة ..... شريف السبب فى كل حاجة فعلا ..... بس بصراحة إنت لعبتها صح يا شريف ..... تدى الخدامة فلوس عشان تعرفك المكان اللى هحتفل بيه مع ملاكى ..... وما شاء الله على دماغك ..... قولت بدل ما أخليها تهرب بعد المهمة ما تخلص ..... لأ أستفيد منها أحسن ..... وقولت يا ترى مين أكتر عدو ليا عشان تلبسه المصيبة

أكيد أنا .... صح ..... بس مش هينفع لإن أسد بيعشق ملاكه ومستحيل يأذيها ..... طب يا ترى مين تانى أكتر عدو ليك ..... سامر ..... سامر هو العدو التانى ليك مش كدة برضو ولا انا غلطان


 

شريف بتوتر وبدأ يعرق: إنت .... إنت بتقول إيه .... إزاى ..... إزاى أضر أخويا


 

أسد: وليه لأ ..... مش دا سامر اللى بتغير منه دايما .... مش دا سامر اللى إنت مفكر إن عيلتك بتفضله عليك .

ولو حتى دى مش أسباب كافية ..... أظن سعد الدمنهورى سبب كافى جدا إنك تخلص منه

سعيد باستغراب: سعد الدمنهوري؟!!! بس دا مات

أسد: اتقتل ..... اتقتل مش مات ..... شريف كان متفق مع سعد إنهم يتعاونوا ويدمرونى بس حظه إن سامر سمع المكالمة ..... أول ما سامر عرف راح لسعد واتفق معاه إن سعد يقوله كل حاجة شريف بيخططلها مقابل كام صفقة وملف من عندنا ..... سامر كان مطمن لإن الملفات دى مش هتضرنا أوى لكن هتفيد سعد جدا خاصة إنه تقريبا كان فاضل كام يوم ويعلن إفلاسه ..... وفعلا سعد وافق وبقى بينقل كل الأخبار لسامر .... بس للأسف حصل خلاف بين سعد وشريف .... فشريف قتله وبعدين رشى الدكاترة وكل الخدم فى إنهم يقولوا إن سعد مات بسكتة قلبية ..... صح كلامى ولا فى حاجة غلط يا شريف بيه

- صح طبعا يا أسد

تطلع الجميع إليه بصدمة واستغراب عدا ذلك المبتسم ببرود وهدوء يحسد عليه

اتجه سامر لشريف ثم صفعه على وجهه

فلاش باك

خرج أسد من المخزن غاضب بشدة .... حمد ربه أنه وضع حراسة مشددة على غرفتها اكثر من ستة أشخاص ولكنهم يعادلون مئة من البشر العاديين فى قوتهم وضخامتهم ....... أقسم على قتل سامر ..... ولكن ليلعبا القط والفأر قليلا .... فكم يتلذذ عند رؤية عدوه يفر هربا وفزعا ... خاصة إذا أذاه فى أعز ما يملك ..... وما أعز ما يملك غير ملاكه

اتصل بسامر الذى رد فورا

سامر بسرعة: إنت رحت فين يا أسد إنت وشريف .... مش عارف إن حياتك فى خطر؟!

أغمض عينيه بشدة .... كيف يستطيع الكذب بتلك الطريقة ..... كيف خدع أخاه وصديقه وابن عمه


 

أسد بغضب: قصدك روحت فين من غير متعرفنى عشان أبعت حد لعندك يقتلك ويخلص عليك

سامر بذهول: إنت بتقول إيه يا أسد ؟!

أسد: بقول الحقيقة ..... خطتك فشلت يا بيه ..... شريف عرف كل حاجة وقالى ...... وحاول تهرب قبل ما أجيلك .... خلينى استمتع اليومين اللى ملاكى بعيدة عنى فيهم

سامر بسرحان: شريف ..... إزاى

قص عليه كل شيء ..... لا يعلم لماذا .... ربما أراد اعطائه فرصة ليبرر

أضاف سامر بسرعة بعدما أدرك كل شيء: أسد أقسملك ولا حاجة من دى صح ..... شريف هو اللى خطط لكل حاجة .... صدقنى

أسد: هو قدملى الدليل ..... قدملى إنت كمان دليل

سامر: حاضر .... اقفل والدليل هيوصلك

أغلقا الهاتف .... ثوان قليلة ووصلت رسالة

فتحها وتفاجأ بتسجيلات لشريف وهو يتفق مع سعد ضده ..... وتسجيل آخر يتفق فيه سامر مع سعد أن يساعده فى إفشال مخططات شريف

أغلق الرسالة بصدمة ثم تدارك نفسه

بالرغم من صدمته الشديدة ولكنها أهون لو كان سامر المذنب ..... دائما لا يطمئن لشريف ولكن يعامله جيدا حتى لا يشعره بالنفور

اتصل أسد بسامر

أسد بحزن وقد أنهكه التعب: آسف يا سامر إنى شكيت فيك

سامر بلين: ولا يهمك يا أسد أى حد مكانك كان صدق

أسد باستغراب: ليه مقولتليش من الأول دا فات عليه سنين

سامر بتنهيدة: لإنه أخويا يا أسد .... وأنا فكرت إنه بعد ما مات سعد كل حاجة انتهت ..... أنا راقبته لمدة طويلة بعدها ومكانش بيعمل حاجة ..... فقولت إنه ندم بس للأسف طلع العكس ..... وبعدين أنا لو كنت أعرف إنه قتل سعد كنت طبعا قولتلك لكن أنا فكرته مات بسكتة قلبية زى ما الكل فكر كدة ... من كام يوم عرفت بالصدفة إنه هو اللى قتله لما كان بيتكلم مع القاتل ده واللى تقريبا هو اللى حاول يقتل الصغيرة كمان


 

أسد بتفكير: سامر..... حضر نفسك ... نص ساعة أو أقل والبوليس هيكون عندك ..... وقبل ما تسأل .... إحنا هنكمل كل اللى هو عايزه .... أنا هبلغ عنك ولما حد يسألك متردش عليهم ودا هيدينك وهيفكروا إنك إنت اللى خططت لكل ده

سامر باستغراب: بس ليه

أسد: لو اعترفنا عليه ... مفيش دليل ... والتسجيلات دى ملهاش لازمة ولا فى محاولة قتل ملاكى ولا فى قتل سعد .... كلها من غير إذن من النيابة ... ولو كشفناه دلوقتى ممكن يعمل أى حاجة ..... دا ممكن يقتلك

سامر: تمام بس لحد امتى

أسد بتنهيدة: لغاية لما أشوف طريقة أخليه يعترف بكل جرايمة .... يلا سلام

سامر : سلام

أغلق الهاتف متوعدًا لذلك الشريف

اتصل بالشرطة وتصنع الغضب وهو يبلغ عن سامر

باك

صدم الجميع ... شريف؟! .... كيف ؟! ... كان دائما الفتى المطيع المرح .... ماذا تغير ؟!

أسد: بس سمية هانم سهلت عليا المهمة دى جدا...... كان زمانى لحد الآن لسة بفكر إزاى ألاقى دليل ضدك

انفجر ضاحكا كالمجنون آخذًا أنفاسه بصعوبة وقد احمر وجهه

شريف بجنون: ههههه .... صح صح ..... لا بجد أبهرتونى .... طلعت دماغكم هى اللى عالية

ثم أضاف بغضب وحقد شديد: أيوة ..... أنا عملت دا كله .... عارفين ليه ..... عشان مش اشتغل وأتعب وفى الآخر أكون تابع لأسد وسامر ..... طول عمركم بتحبوهم هما وأنا لأ ..... الفلوس اللى بطلبها باخدها بالعافية ..... لكن هما .... هما مبيطلبوش أساسا .... ويطلبوا ليه وهما معاهم فلوسهم الخاصة ..... حتى مكتبى أصغر من مكاتبهم .... كلهم يبقى عندهم موظفين وسكرتيرة يتحكموا فيهم .... وأنا أبقى مجرد موظف يتحكموا فيه ..... مقدرش آخد أى قرار سواء فى حياتى أو فى الشركة إلا بموافقتهم ..... إنتو السبب

ماجد بصراخ: اخرس .... إحنا عمرنا ما حرمناك من حاجة .... إنت اللى كنت مستهتر .... كل يوم تطلب فلوس وبالألوفات وإنت شغلك ميكملش مبلغ يومين من اللى بتخدهم ..... وفلوسهم دى جايبينها بمجهودهم هما ... بشغلهم وتعبهم

شريف بصراخ: طب وسمر أختى ليه تموت ..... كل ده بسبب أسد ..... لو كان اتجوزها وحبها هى مكانش دا كله حصل

وسمية هانم اللى أول ما أخدت الفلوس باعت ولادها ومشت

ذإنتم مفكرين إنها بريئة ..... لأ .... دى كانت متفقة معايا فى كل حاجة من أول تسنيم لغاية ما مشت وسابتنى


 

تسنيييييم ... ههههه ..... والله وحشتنى ..... الغبية كانت هتكشفنى بس أنا كنت عامل حسابى .... كنت دايما معين حد يراقبها لو اتنادلت معايا أو حاجة وفعلا عملتها ..... ال**** كانت هتعترف عليا بس أنا قتلتها

وسعد ..... مفكرين إنى ممكن أقتله عشان خلاف بسيط .... لأ أنا كنت ممكن أحل الخلاف ده ..... بس من غبائه ملاحظنيش وأنا بحط كاميرا فى مكتبه

كنت دايما بسمعه بيتكلم مع حد عنى ....لغاية ما غلط ونطق اسم سامر وساعتها عرفت إنه بيخونى فقتلته ..... أما سامر .... ها فكنت متأكد إنه مش هينطق لو لقانى هديت وبطلت أحاول أدمرهم ..... بس أبدا أنا عمرى ما هديت ولا ههدى إلا لما اقتلكم كلكم وآخد فلوسكم .... لإنها حقى أنا

أسد: آه آه طبعا حقك إنك تدور على الفلوس بس لما تخرج من السجن الأول

صدم شريف والجميع بدخول الشرطة

اتجه الضابط إليه قائلا: إنت مقبوض عليك فى جريمة قتل سعد الدمنهوري وتسنيم رياض ومحاولة قتل همس حمدى وإحنا معانا تسجيل بكل كلامك

شريف بصدمة: إيه لا لا لا ... مستحيل ... مستحيل

أسد بضحكة: لا حقيقة ... أنا اتنازلت عن القضية اللى رفعتها على سامر من بعد نص ساعة بس من لما خدوه ..... يعنى تقدر تقول كان بيتفسح هناك عند ظابط زميلنا ..... ومتقلقش هنوصى الظابط ده عليك أوى

استمر فى الهذيان والصراخ وهم يأخذونه عنوة حتى توقف فجأة وضحك من جديد بهستيرية

استدار لهم قائلا: صحيح رحمة فين مش شايفها يعنى

سامر باستغراب: وإنت مالك بيها

شريف بسخرية: لا مالى أوى مش هى برضو تبقى

... عشيقتى

سامر بذهول: عشيقتك ؟! .... عشيقتك إزاى ؟!

شريف: أصل اللى متعرفهوش إن رحمة دى مجرد مومس أنا نضفتها ورميتها عليك ..... خليتها تقرب منك عشان تعرف إنت بتخطط لإيه ويمكن تحاول تبعدك عن ترنيم ..... بس الغبية معرفتش تعمل أى حاجة من الاتنين ..... يا خسارة الفلوس اللى صرفتها على عمليتها عشان أرجعها بنت بنوت ..... بس بت اللعيبة عرفت تهرب منكم أول ما سمية هانم دخلت

هجم عليه سامر بعصبية يركله ويضربه حتى أبعده أسد

جاءت الشرطة لتأخذ شريف ولكن اوقفتهم ترنيم

ترنيم بجمود ودموعها تتساقط: استنوا

اقتربت من شريف ثم صفعته على وجهه

ترنيم بحقد: مكنتش أعرف إنك بالوساخة دى .... طلقنى يا شريف

شريف بسخرية: إنتى طالق بالتلاتة ياختى .... أكيد مش هبقى على واحدة خاينة زيك


 

أخذته الشرطة تاركين خلفهم كتلة من الصدمة وزعت على العائلة

سامر بذهول: مش مصدق إن رحمة طلعت خاينة

ترنيم بغيرة واضحة: وإنت مالك بيها .... زعلان أوى كدة ليه

نظر لها

ثم ابتسم بحب ..... هو مختل !! .... يعلم ذلك .... فمن العاقل الذى يبتسم بعد كل تلك الأحداث أو لنقل الحوادث

استغل انشغال الجميع بما حدث ليقترب منها

سامر بخبث: صحيح انهاردة كام فى الشهر .... أصل فى واحدة مجننانى ولسة مطلقة حالا وعايز أتجوزها

ابتعدت عنه بصعوبة وبالكاد تأخذ أنفاسها: إنت وقح وقليل الأدب وبعدين احترم نفسك أنا يعتبر لسة مرات أخوك

تحركت خطوتين باتجاه تجمع العائلة ولكنها توقفت ونظرت له بارتباك

ترنيم بتوتر: انهاردة ٨ يونيو

ركضت مسرعة بعيدة عنه

سامر ممسكًا قلبه: هتجننينى يا ترنيمة قلبى

أفاق على ضربة عنيفه على عنقه من الخلف

سامر بزهق: إيه الهزار البايخ ده

أسد ببرود: احترم نفسك ياخويا هو دا وقت محن

سامر بسخرية: محن ؟! أما نشوفك لما الصغيرة تصحى

نظر له بقرف وجلس بعيدا منتظر إشارة فقط ليندفع لملاكه يعتصرها بين أحضانه

جلس سامر على إحدى المقاعد يفكر فى خيانة رحمة ..... لم يحبها يوما ..... ولكنه يعتبرها أختًا له ..... لا يعلم ما الذى سيفعله معها ... بالطبع لن يرحمها ... فهو رجل شرقى فى النهاية ... لا يقبل خيانة زوجته أبدا

أفاق من أفكاره على تلك النظرات الحارقة الموجهة من ترنيمته .... ضحك بخفوت عليها وعلى عشقها وغيرتها التى لا تبذل جهدا فى إخفائها ..... وللحق أعجبه كثيرا !! ..... فلتعوضه سنوات الحرمان

جلس سعيد يبكى على حال أولاده وماجد بجانبه تسقط دموعه بصمت حتى أوقفها

ماجد بجمود: خلاص كل حاجة انتهت ..... مش عايز أسمع صوت حد ولا عياط ..... أنا آسف يا سامر على اللى عملناه معاك

سامر بابتسامة: ولا يهمك يا جدى

أسد بسخرية: متقلقش يا جدى دا بغل بيتحمل

نظر له سامر بازدراء مصطنع ثم أبعد وجهه للجهة الأخرى بحركة مسرحية

لتنفجر معشوقته فى الضحك

تطلع إليها بهيام وابتسامة بلهاء تزين شفتيه سرعان ما تحول لتجهم وغضب عندما تذكر وجود رجال غيره

اقترب منها بهدوء

سامر بهمس وهو يجز على أسنانه: لو سمعت ضحكتك دى تانى هعاقبك بطريقتى واللى مش هتعجبك أبدا

ابتسمت بخجل ليهيم بها أكثر وأكثر

نظر لهم بقرف

قرف ؟!! ..... وكأنه لا يفعل ذلك مع ملاكه ؟!! معذرة ..... بل يفعل ما هو أسوأ

تطلع سعيد إلى سمية بكره

سعيد بغضب: كله بسببك ... روحى منك لله يا شيخة

سمية بدموع: سامحونى ..... أنا مش هقدر أسافر برة تانى ...... أنا هقعد فى مصر بس أوعدكم مش هتعرضلكم ولا هتشوفوا وشى

أنهت حديثها وذهبت وكأنها لم تدمر عائلة بأكملها

تنهد الجميع ثم صمتوا فكل منهم يفكر فيما يخصه

***

مرت ساعات عادت فيها العائلة للقصر عدا ذلك العاشق بالطبع

يتنهد كل ثانية بفقدان صبر

أسد بحزن: اصحى بقى يا ملاكى ..... وحشتينى

غفى فى مكانه مبتسمًا لأحلامه مع ملاكه الصغير

استيقظ فجرا على يد تحركه ببعض من العنف

فتح عينيه ببطئ ليفاجئ بالطبيبة الخاصة بمعالجة همس

أسد بفزع: ملاكى حصلها حاجة

الطبيبة بابتسامة: ألف مبروك يا فندم المريضة فاقت وبتناديك

الثاني والعشرين



أسد منتفضا من مكانه: إيه

لم ينتظر أن تعيد كلامها ... ماذا لو كان يتخيل ...

لن يسمح لها بهدم أحلامه

انطلق بسرعة تجاه غرفتها مبعدا الحراس عنه وفتح الباب بعنف

أطلق زفيرا طويلا

ينظر لها بعشق واضح ... تبكى وهى تناديه ..... ملاكه تناديه وهو كالأبله يتركها وحدها ....غبى .... كان يجب أن يحطم رأسهم عندما طلبوا عدم الدلوف إليها ... ولكنها أفاقت .... نظر لها وهو لا يرى سواها .... تقدم منها ببطئ كأنه خائف أن تختفى .... لم تتبقى سوى عدة خطوات ..... خطوة واحدة فقط سيخطوها لأجل ملاكه .... سيخاطر لأجلها

فى نفسه أن يخطو خطوة واحدة ولكنها قد خدعته .... فوجد نفسه يخطو ويخطو حتى وقف أمامها مباشرة


 

لحظة واحدة وكانت بين أحضانه ويديه تسحقها .... ولأول مرة لا يهتم بها ..... لأول مرة يفكر فى نفسه واحتياجه لها فقط ولا يفكر بألمها

***

أفاقت منذ ربع ساعة فقط .... أحست بالرعب الشديد عندما لم تجده معها ..... هل تأذى ..... لا لا لا لقد وعدنى ألا يتركنى أبدا

نادت باسمه وهى تبكى حتى وجدت زرًا بجانبها ..... ضغطت عليه بسرعة عله يأتى لها

تقريبا لم تمر ثانية حتى وجدت الطبيبات والممرضات حولها .... ولكنها تريده هو ... تبحث عنه هو

ظلت على حالتها تبكى بشدة وهى تناديه ... لحظة إنها رائحته ...... رفعت رأسها لتراه أمامها ..... ابتسمت بسعادة تمرر نظرها على كامل جسده .... تتفحصه بعناية وكأن الحياة تتوقف على تلك المهمة .... ولما لا ؟! ..... أليس هو أسدها ؟!

أفاقت على يديه التى اعتصرتها .... تألمت ولكن لم تبالى ..... احتضنته هى الأخرى بشوق عارم


 

هبطت دموعهما معا ... يبكيان فى أحضان بعضهما ويشكيان مرارة البعد

خرج الجميع مانحين إياهم بعض المساحة ....

أو ربما خوفا منه ؟!!

توقف عن البكاء .... ابتعد عنها ببطئ ويتطلع إليها .... إلى كل شبر بها

أسد بحزن: آسف يا ملاكى .... مقدرتش أحميكى

وضعت يدها على فمه بسرعة تنهره

همس بغضب طفولى وهى تذم شفتيها: متقولش كده تانى

أبعد يديها بعنف وسرعة..... وقد ذهب صبره أدراج الرياح ..... ليقبلها

صدمت بشدة .... كيف يفعل ذلك

شعر بضرباتها الرقيقة المتتالية على صدره ...... ليدرك انقطاع أنفاسها .... ابتعد عنها ببطئ وهو يتذمر .... لماذا انقطعت أنفاسها بسرعة .... لم تستمر القبلة إلا ل ...دقائق !! .... يجب أن يعلمها كيفية حبس أنفاسها لفترة أطول !!

تتنفس بسرعة شديدة غير واعية لذلك الثائر

آاااه .... أتريد قتله وقتلها ...... ألا يكفى انها أبعدته عنها ..... لا بل تجعل أنفاسها المتلاحقة تضرب وجهه ..... وكأن هذا ما ينقصه

استمر فى النظر إليها بشغف واضح .... بينما تكاد تموت من خجلها

نظرت لأسفل وقد احمر وجهها بشدة فأصبحت فاكهة ناضجة

ظلت تحرك نظرها فى كل مكان عداه وقد انتفخت شفتيها

همس بتوتر وخجل: إنت .... إنت قل....يل الأدب وسافل

أسد بضحك شديد: ههههههههه أومال أما تعرفى الباقى هتعملى إيه

لم تفهم شيئا من كلامه .... فاتجهت للسرحان فى ضحكته ..... وآااه من ضحكته الرجولية

همس بلا وعى: ضحكتك حلوة أوى يا أسدى .... أنا بعشقك

سرعان ما وضعت يديها على شفتيها تشهق بعنف

أراد أن يغيظها فتجاهل كلماتها بخبث بالرغم من ضربات قلبه العنيفة المتلاحقة

همس فى سرها: إيه قلة الزوق دى .... طب هو مش هيقول حاجة .... طب أعيد كلامى تانى يمكن يكون ما سمعش ... بطلى هبل يا زفتة أكيد هيكشفك وهيبقى شكلك وحش


 

حسنا .... أخطأت وتكلمت دون تفكير .... على الأقل فليراضيها ..... ولكن كيف يفعل ما يتوقع منه .... لن يكون أسد إذا فعل


 

كتم ضحكة كادت تنفلت منه بصعوبة وهو جالس بجانبها على الفراش

تنظر له بغيظ شديد .... كم مرة فتحت فمها للتحدث ثم تغلقه مرة أخرى .... وكم كان شكلها شديد اللطافة ..... كأنها تدعوك لإلتهامها

ظل على هذا الحال حتى قرر أن يرأف بها قليلا .... ولكن حظها العثر جعل الممرضة تدلف الآن

الممرضة وهى تنظر له ببعض من الجرأة

الممرضة: لازم نغيرلها الجرح يا فندم

اصطنع عدم الإنتباه لنظراتها حتى يتمتع بنظرات ملاكه المليئة بالغيرة

سرعان ما تراجع عندما وجد عينيها تمتلئ بالدموع وقد قوست شفتيها لأسفل .... يجب أن يعلم تلك الغبية الشراسة والدفاع عن حقها بدلا من البكاء

أسد ببرود: سيبى الحاجة هنا وامشى

الممرضة: بس..

قاطعها صارخا بغضب: قولت سيبيها

تركت الأشياء وخرجت ركضا على قدميها حتى لا تخرج على فراش المرضى

ما إن خرجت حتى زفرت همس براحة

همس بغيظ: غبية

ضحك بصوت عالى

همس بتريقة: مبسوط أوى حضرتك

أسد بخبث: وهنبسط أكتر لما أغيرلك بنفسى على الجرح

نظرت له بعيون متسعة وكأنه برأسين

***

فى قصر ضرغام

داخل غرفة سامر

جالس على مقعد يستمع للفيديو الذى أرسلته له بعد عودته للقصر مباشرة

رحمة: إزيك يا سامر عامل إيه ..... أنا متأكدة إن سمية قالتلك كل حاجة عن شريف .... وأكيد هو قالك حقيقتى ..... سامحنى يا سامر ..... صدقنى إنت الوحيد اللى عاملتنى باحترام ..... إنت الوحيد اللى حبيته ..... إنت الوحيد اللى اعتبرتك أخويا وسندى ... بس للأسف كل حاجة بتنتهى ..... فى درج المكتب هتلاقى أوراق طلاق ..... أنا مضيت عليها فاضل امضتك .... طلقنى يا سامر واتجوز ترنيم..... أنا متأكدة إنها بتحبك


 

بصراحة أنا دورت على فلوس أو مجوهرات بس ملاقيتش حاجة واللى لاقيته كان فى الخزنة ومعرفتش أفتحها ..... وفكرت أرفع عليك قضية وآخد منك فلوس بس أنا عارفة مكانتك وأكيد أنا اللى هتأذى فى الآخر وبردو مش هاخد حاجة ..... فللأسف هضطر أكمل فى شغلى كمومس لغاية لما أجمع فلوس وبعدين أسافر برة ..... مش هقولك غير حاجة واحدة بس .... الظروف هى اللى خليتنى كدة .... سامحنى

انتهى الفيديو ليتنهد سامر

قام من مكانه واتجه للمكتب ..... أخرج أوراق الطلاق ووقع عليها وهو يبتسم ..... كم شعر بالراحة بعدما طلقها ..... بصراحة كان يشعر بالذنب والخوف عليها قليلا ..... فهى تذكره بسمر أخته .... ولكن بعدما أخبرته بعودتها لحياتها القذرة مرة أخرى والقضية والمجوهرات وكل ذلك

أدرك أنها لا تستحق الشفقة حتى

نام على الفراش وهو يتخيل ترنيمته بين يديه .... فى الحقيقة جزء منه سعيد لما حدث لشريف ..... يعرف أنه شعور سيئ وأنانى .... ولكن إنه العشق الذى يفعل العجائب

يريد رؤيتها وبشدة وبصراحة لن ينتظر أكثر

***

اتجه لغرفتها ثم طرق الباب لتأذن له

دخل فوجدها ترتدى عباءة وردية وفوقها حجابها وهى واقفة تنتظر دخول الطارق

نظرت له بذهول فلم تتوقع أن يكون هو أبدا ثم أخفضت رأسها خجلا منه

اقترب بهدوء يتأملها عشقًا حتى أخذها لحضنه بعنف متنهدًا براحة وقد عادت روحه إليه

سامر بهمس: أنا آسف عارف إن حرام ومينفعش أحضنك بس كان لازم أعمل كدة عشان أتحمل الشهور اللى جاية ..... بعشقك يا أغلى حاجة فى حياتى ومش انهاردة ولا امبارح ... لأ من سنين ... من وقت ما شوفتك أول مرة وأنا بعشقك .....

بس للأسف لاقيتك بدأتى تنجذبى لشريف وهو حبك ..... خوفت أعترفلك بعشقى فأخسرك كصديقة حتى ..... اتحملت السنين دى كلها وأنا بقول لنفسى كل يوم إنك هتنساها ..... بس عمرى ما نسيتك ..... ودلوقتى عرفت ربنا ليه حافظ على حبك جوا قلبى ..... عشان كان هيخليكى هدية صبرى ..... أنا طلقت رحمة ..... وأنا عمرى ما لمستها لإنى اقسمت يا إنتى يا بلاش .... زى ما قولتلك أول ما عدتك تخلص هنتجوز ومن غير اعتراض

خرج مسرعا بضيق مما فعله مستغفرًا ربه على تلك المعصية

متسمرة فى مكانها لحظة تستوعب كلماته

... أفاقت فظلت تقفز على الأرض من السعادة وتضحك بشدة ..... لم يلمس رحمة أبدا ..... يحبها ..... يحبها ومنذ سنوات ..... وأنا كالغبية أعذبه وأعذب نفسى

أقسمت أن تعوضه عن كل شيء ..... أقسمت أن تنسيه عذابه للأبد فهو مالك قلبها وروحها

كما أقسمت ألا تسمح له بالاقتراب منها مرة أخرها قبل أن تصبح زوجته

***

فى غرفة ماجد

دخل سعيد على والده

سعيد: الدكتورة اتصلت يا بابا وبتقول إن بنتى فاقت

ظهر السرور على معالم وجهه سرعان ما تحول

ماجد بسخرية: مش قولتلك نقول للدكتورة تعرفنا لما حفيدتى تصحى ..... عشان كنت متأكد إن الغبى ده مش هيعرفنا .... دا لولا إننا عيلته كان خلص علينا عشان يبعدنا عنها

انفجر ضاحكا على جده وابن أخيه الذان لا يهدآن أبدا فكل منهما يشاكس الآخر


 

ماجد: اضحك ياخويا اضحك ..... على العموم عرف الكل عشان نروح ..... آااه ومتحاولش تعرف حمدى ومنار مش هتفرق معاهم أصلا


 

أومئ له وهو يتنهد بحزن على تلك الصغيرة التى ظلت يتيمة حتى بعد قدوم والديها

سعيد بتوتر: بابا .... إنت إيه رأيك فى موضوع ترنيم وسامر

ماجد بتنهيدة: أنا عارف إنه موضوع غلط من الأول .... بس أنا عارف كمان ومتأكد إن عمرهم ما اتجاوزوا حدودهم ..... وبصراحة أنا موافق ... وإنت؟

سعيد بفرحة: طبعا موافق ..... أنا كنت خايف إنت اللى ترفض بس كده كل حاجة تمام ..... أنا هروح أقولهم يجهزوا بقى

علم الجميع ما حدث وذهبوا بالسيارات للمشفى وهذه المرة جاءت معهم جنى

جنى بكره فى سرها: يا ريتك كنتى موتى يا شيخة وريحتينا من قرفك ..... بس قسما عظما لأوريكى ..... إن ماكنتش نهايتك على إيدى مبقاش جنى

***

فى المشفى

اتسعت عينيها تنظر له كأنه برأسين بل أكثر

همس بشهقة وخجل شديد: يا قليل الأدب يا سافل يا حيوان يا متخلف يا غبى يا مممم

كمم فمها بيده ينظر لها بذهول ... من أين أتت بكل السباب هذا .... لسان ملاكه قد طال كثيرا وهو يعلم كيف يقصه

أفاق من شروده على عضها ليده

ليصرخ بشدة ...... كيف لطفلة بتلك الأسنان الصغيرة أن تؤلمه هكذا ؟!

أسد بتألم: آااااه .... إيه الغباوة دى ...... طب والله لأغيرلك على الجرح يعنى هغيرلك

همس بعناد: وأنا قولت لأ

أسد بعناد هو الآخر: طب والله لو ما غيرت على الجرح لأخليهم يقفشونا بفعل فاضح

همس ببراءة واستغراب: يعنى إيه فعل فاضح ؟!

أسد فى سره: أووووبا ..... استلم يا معلم

أسد ببرود : يعنى يمسكونا وإحنا لا مؤاخزة يعنى

ظلت تفكر دقائق حتى شهقت بخجل

لعن نفسه بعدما نظر لحالتها

أسد بسرعة: لا لا لا مش لا مؤاخزة بعنى أوى

شهقت مرة أخرى

أسد فى سره وهو يعنف نفسه: فالح أديك جيت تكحلها عميتها ..... طب أشرحلها ولا لأ .... لأ بلاش أحسن

أسد: لا أنا بهزر معاكى بس

همس بسرعة: بجد ..... أنا كنت متأكدة

أسد بهمس شديد: متأكدة ؟! .... يا عينى عليكى يا بنتى لما تتصدمى فى اللى جاى

انتبه لها تنظر له باستغراب وتحاول سماع ما يهمس

أسد: ها خلصى قولى رأيك

همس بتوتر: بس ... بس ... أنا ... هتكسف

أسد بسخرية : إيه ده بجد ؟!

همس بصراخ: متعيبش عليا

أسد : هو أنا عملت حاجة ... إنتى مفترية على فكرة

نظرت له بنصف عين وعدم تصديق

اقترب منها قائلا : ها أبدأ لا مؤاخزة

همس بسرعة وقد كادت تنصهر: لا لا لا ... موافقة بس ... بس إزاى

أسد بتنهيدة: خلاص يا ستى أنا هطلع بره لغاية ما تجهزى

همس بطفولة وهى تعض طرف فمها بإحراج: ماشى .... بس تخرج برة على ما أغير ومتدخلش غير لما أقول

اقترب منها متحكمًا فى نفسه بصعوبة: متعمليش كدة تانى لو خايفة على نفسك

قالها ثم خرج بسرعة

نظرت لأثره بحب شديد سرعان ما أفاقت عليه وهو يفتح الباب ويدخل رأسه فقط

أسد بخبث: أنا عارف إنى قمر وابن ناس .... بس مش هنقضى اليوم وإنت بتتأملى جمالى .... يلا خلصى عشان أدخل

خرج مرة أخرى وهى لازالت مذهولة ... متى تغير لتلك الدرجة ..... الآن أصبحت متيقنة من عشقه لها .... لما لا يعترف ويريحها

استغفرت ربها على ما فعلاه منذ قليل ..... تعلم أن تلك معصية كبيرة ولكن ذلك الغبى يظل يطمئنها بعدم وجود خطأ أو معصية ..... ستحاول أن تسأله عن السبب

تجهزت ونادت عليه بخجل ليدلف بتلك الابتسامة السمجة على وجهه

اقترب منها وجلس خلفها وفى يده الشاش والقطن وكل ما يحتاجه

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يرى جزء صغير من ظهرها عارٍ .... طهر جرحها محاولًا إبعاد يده قدر الإمكان ... وهو الذى ضيع وقته فى الخارج يفكر كيف يخجلها

أووووف ..... أخيرا انتهى

همس بلا وعى بصوت منخفض : بعشقك يا أسدى

إلى هنا وكفى ثانية واحدة وكان فوقها لتنظر له بصدمة ازدادت عند تقبيلها

ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت غاضب

ماجد بغضب: إيه ده

نظر للباب ليجد عائلته كلها واقفة أمامه بغضب شديد والشرر يتطاير من عيونهم خاصة جده وجنى.

الثالث والعشرين


ابتعد عنها ببطئ سرعان ما سمع صوتا غاضبا

- إيه اللى بيحصل ده؟!!!!

قالها ماجد بعصبية ناظرًا له بغضب

شهقت بخجل شديد ودفنت وجهها بعنق أسد

كم أعجبه أن تحتمى به من خجلها المتسبب هو فيه

أيها الأبله !! ركز فى أولئلك الذين يخططون لقتلك الآن .... ماذا ؟!! هل يرون ملاكه الآن

وبحركة سريعة جعلها فوقه وغطاها كاملة بالغطاء .... سيعاقبهم فيما بعد


 

ماجد بغضب: خمس دقايق يا حيوان وألاقيك برة حالا .....يلا كله يطلع برة

خرجت العائلة تاركين العاشق مع الخجولة خاصته

أسد بابتسامة عابثة: مالك مكسوفة ليه ..... إوعى يكون من البوسة ..... دى كانت زى ما بيقولوا قبلة أخوية بريئة

همس بصوت مكتوم وهى تدفن وجهها أكثر وأكثر: بس يا سافل

أسد: ههههههههه طب اوعى على ما أشوف القنابل اللى برة دى

ابتعد عنها بهدوء لتغطى وجهها بسرعة تحت الغطاء حتى لا يرى خجلها

أسد بغيرة: البسى هدومك وتغطى شعرك بأى حاجة إن شالله بالغطا دا حتى ..... والأحسن لو ترفضى تقابليهم أساسا

لم ترد عليه همس فيكفى ما هى فيه بسببه

ضحك عليها بخبث ثم خرج لمصيره

***

فى الخارج

ما إن خرج من الغرفة حتى تلقى لكمة على وجهه

أسد: آاه

نظر بغضب للفاعل ليجده جده

ماجد بغضب عارم وصراخ: إنت بتهزر ... إزاى تعمل كدة ... احترم نفسك يا أسد ... متنساش إنها حفيدتى اللى مرضاش إن حد يقلل منها أبدا أو يعاملها على إنها عاه ...

أسد بصراخ هو الآخر: لأ ملاكى مستحيل تكون كدة وعمرها ما هتكون كدة ..... وإنت عارف مين العاهرات كويس

قال آخر جملة متطلعًا إلى جنى

جنى بعصبية وغيرة: والله ..... دلوقتى أنا اللى عاهرة ..... يعنى بعد ما أستحملك ده كله وتقول عليا كده ..... العاهرات يا أستاذ هما اللى بيخطفوا الرجالة المتجوزين ويعملوا معاهم علاقة ..... ومين عارف يمكن دى مش أول مرة ولا إنت أول واحد تعمل معاه كده

لحظة واحدة وكانت على الأرض بفعل صفعات أسد المتتالية


 

ماجد بغضب: إنت اتجننت يا ولد ولا إيه .... بتضربها وأنا موجود


 

أسد بغضب عارم: أنا عايز حد منكم يجيب سيرة ملاكى بسوء وأنا هفرمه فى إيدى ... ملاكى خط أحمر ... فاهمين

اتجه إلى تلك التى لازالت على الأرض

ظنت أنه سيصالحها لكن تهدمت أحلامها وهى تراه يمسك شعرها بقوة وهو يصرخ: فاهمة

جنى بسرعة وخوف: فاهمة فاهمة

ابتعد عنها وألقاها على الأرض كأنها جرثومة قذرة يشمئز منها

نظر له الجد وكاد أن يتكلم حتى أوقفه أسد

أسد بصرامة وبرود: أسبوع بس لحد ما ملاكى تخف وهتجوزها ..... وأنا بقول على فكرة مش باخد رأى حد .... ولآخر مرة هقولها أنا عارف مصلحتها أكتر منكم وأنا أدرى واحد بإذا كان اللى بعمله صح ولا غلط

جنى بصدمة: لأ بقى أن ....

بترت باقى كلماتها وهى ترى تلك الشرارات الموجهة لها

تنهد الجد بضيق .... يعلم الآن أنه أخطأ ..... فقد رأى مدى تفاعل حفيدته مع أسد والذى يوحى أنهما عاشقان حد النخاع وليس مجرد أب وابنته ..... يا ليته لم يدخل جنى فى الموضوع .... وبصراحة أصبحت تضايقه تصرفاتها ..... فقد كانت دائما جنى الهادئة ..... لا يعلم ما حدث لها .... ولكن إنه الحب يا سادة ..... يفعل العجائب

جاء ماجد ليفتح الباب ولكن منعه أسد

أسد : استنى لحظة

فتح الباب قليلا ليزفر براحة بعدما وجدها ارتدت حجاب طويل يغطى حتى ذراعيها

كيف نسى أنه أحضر ملابس لها بغرفتها ..... أوففف الحمد لله أنه فعل


 

أغلق الباب مرة أخرى ثم سمح لجده بالدخول وهو يجز على أسنانه ... لما يفعلون ذلك ... ليعيشوا حياتهم بدون ملاكه ... لما يجب أن يتدخلوا دائما

ماجد: مش عايز حد معانا

دخل الغرفة وأغلق الباب بوجههم

الواضح أنك ستحارب الكثيرين لتأخذ ملاكك وحدك ... ولكن للحق هى تستحق المحاربة لأجلها

أفاق على نظرة سعيد الغاضبة قليلا وهو يجلس على المقعد وسامر الواقف أمامه وعلى ملامحه الحنق وعدم الرضى وترنيم التى مازالت خجلة بشدة مما رأته وقد ذهبت جنى .....

تمنى لو ذهبت للجحيم

وفجأة وجد نفسه يلكم سامر ليخرج كل غيظه فهو يتحكم فى نفسه بصعوبة ألا يدلف للغرفة الآن

شهقت بفزع متجهة لسامر وهى تسنده

سامر بألم: آاااااه .... الله وأنا مالى يا لمبى .... هو إنت تعمل العملة وتضربنا إحنا

نظر له بسخرية وسخط ثم ذهب لقرب الباب عله يسمع أى شيء مما يدور .... صراحة لو يستطيع لألصق أذنه على الباب ولكن مكانته لا تسمح !!

أسندت سامر لأحد المقاعد ..... وضعت يدها على جرحه حيث أسفل شفتيه

ترنيم بحزن: بتوجعك ؟!

سامر بهيام سرعان ما تحول لمكر عاشق: هااا ..... آااه آاااه بتوجع أوى بس طلعى إيدك فوق شوية

كادت تقع فى فخه ولكن لسوء حظه أنها رأت ابتسامته الخبيثة التى يحاول التحكم بها بصعوبة

ضغطت على جرحه بغيظ

سامر: آاه آه آه يخربيتك هلاقيها منك ولا من الزفت التانى

ترنيم بشماتة: تستاهل عشان تبطل قلة أدب

سامر بتريقة مقلدا إياها: عشان تبطل قلة أدب ! جتك القرف فى حلاوة أمك

نظرت للأرض بخجل وقد احمرت وجنتيها

سامر بمكر: إلعب يا رمان

متسمر فى مكانه حانقا ... لما صوتهم منخفض هكذا ؟!! أوووف

أخرجه من حنقه رنين هاتفه ..... أجاب بسرعة دون النظر لاسم المتصل فهو يحتاج أى شيء يشغله عن جده وملاكه وإلا سيجن بالتأكيد

أسد: ألو مين معايا

المتصل: أهلا بالبيه اللى نسانا ..... بقى حضرتك يحصل ده كله وفى الآخر أعرف من الأخبار ... مكانش العشم يا صاحبى

أسد: معلش والله يا مازن ..... كنت مش عارف أفكر أو أعمل إيه ... متزعلش

مازن: ماشى هعديها المرة دى ... المهم هى عاملة إيه

أسد بتنهيدة: الحمد لله فاقت ...... المهم كنت عايز أعرفك إن فرحى على ملاكى يوم الخميس الجاى

مازن بفرحة: بجد .... ألف ألف مبروك يا أسد ... معلش اعذرنى إنت عارف أنا برة البلد وصعب آجى دلوقتى .... بس وعد هحضر فرحك بإذن الله


 

أسد: إن شاء الله .... المهم خف إنت شوية .... سمعت إن المدام حامل ..... إنتوا كدة هتبقوا أرانب


 

مازن: ههههه دا إحنا لسة فى تالت واحد بس .... وبعدين عايز تفهمنى إنك مش هتحب تخلف من الصغيرة كتير

آاااااه ..... كائنات صغيرة تشبه ملاكه فى بيته .... أينما يذهب يجد نسخ مصغرة منها ..... يا الله كم سيكون شعورًا رائعًا

مازن: إنت رُحت فين يابنى

أسد: معاك معاك ..... أكيد هخلف منها كتير

ثم أضاف بغيرة قاتلة: هجيبهم كلهم بنات

مازن بسخرية: عمرك ما هتتغير ...... المهم أنا هقفل دلوقتى عشان الشغل ..... مش هوصيك على ياسمينتى والولاد

أسد: متقلقش يابنى ..... أنا بسأل عليهم دايما وكمان عينت حراسة ليهم عشان اطمن أكتر

مازن بفخر: تسلملى يا صاحبى ..... يلا سلام

أسد: سلام

أغلق الهاتف قائلا بداخله

أسد بفخر: جدع يا واد يا أسد كان عندك حق لما قولت مازن الأنسب وإنه هينسى الموضوع

الأهبل نسى خالص ولا كإن فى حاجة

تنهد بخفوت ثم عاد لحلمه وهو يتخيل كائناته اللطيفة

***

فى الغرفة

تجلس همس تكاد تنفجر خجلا وخزيا .... تعلم مدى فظاعة ما حدث ... حاولت كثيرا إبعاده لكن بدون فائدة ..... ماذا تفعل بجسدها الخائن الذى يتخدر برائحته الرجولية

ماجد بصرامة: ينفع اللى حصل ده

لم تستطع الإجابة ... كيف تجيب وهى مخطئة تماما

ماجد بتنهيدة: بصى يا حفيدتى ..... أنا عارف إنك بتعشقى أسد زى ما هو بيعشقك ..... بس اللى بتعملوه ده غلط ..... إنتم بتغضبوا ربنا ..... وبعدين مسألتيش نفسك ليه فى عقبات ومشاكل كتير فى حياتكم ؟!! .... ده علشان رضا ربنا .... برأيك ربنا راضى باللى بيحصل ده ..... إنتوا مش بترضوا ربنا فإزاى عايزاه يرضى عليكم ويسهلكم حياتكم

همس بدموع فى عينيها وقد قررت التخلى عن خجلها قليلا: والله يا جدو أنا وهو مش بيبقى قصدنا أبدا .... إنت عارف إن أنا وأسد بنصلى وبنقرأ قرآن ..... ودايما بنحاول نقرب من ربنا ومش بنعصيه أبدا ..... بس أنا كل أما أكلمه فى الموضوع ده بيقولى بكل ثقة إنه مش بيعصى ربنا وإنه عارف مصلحتى كويس

ماجد باستغراب: هو فعلا قالنا كذا مرة بس مش عارف إزاى مش بيغضب ربنا


 

ثم أضاف بحنان: أنا عارف شعوركم كويس يا حبيبتى ..... أنا كمان مريت بالعشق ..... كنت بعشق فاطمة أكتر من أى حد ...... كنت ما بقدرش أتحكم فى نفسى قدامها ..... عشان كدة كنت دايما بحاول أبعد عنها فى فترة خطوبتنا ..... عشان أبدأ حياتى معاها على رضا ربنا وطاعته ..... أنا كنت بصبر نفسى إنى بعشقها ..... عشان قبل ما أقرب منها أفتكر إن عشقى ليها يخلينى أخاف عليها من الذنوب ..... حاولوا تبعدوا عن بعض الفترة دى ..... لغاية ما يكون حلالك

همس باندفاع: والله العظيم بحاول بس .....

توقفت عن كلماتها بعدما أدركت ما كانت ستتفوه بها .... والذى هو وقاحة فى رأيها

ماجد بحنان: قولى يا حفيدتى ..... قولى كل اللى عايزاه ومتنكسفيش

همس بتنهيدة: إحنا صعب نبعد عن بعض ولو فترة .... لأ دا مستحيل .....هو الهوا اللى بتنفسه .... وأنفاسى هى اللى بتحييه ...... إحنا لو بعدما عن بعض هنموت ..... أنا مقدرش أبعد عنه ..... مجرد فكرة إنى أكون بعيدة عنه وعن حضنه ولو بسنتى واحد بيقتلنى

تنهد الجد مستسلما ..... فقد أدرك أن الكلام لا يجدى نفعا ..... صراحة يعذرهم قليلا فقد كان عاشق ذات يوم .... فما بالك بعشقهم الذى لم يرى مثيله أبدا

ماجد باستسلام: خلاص يا حفيدتى .... بس حاولى بردو مش هتخسروا حاجة

هزت رأسها موافقة

أخذها الجد فى حضنه بحنان يربت على كتفها

اتسعت عيونها بشدة

ماذا أفعل ؟! ماذا أفعل ؟! ... إذا دفعته سأكون وقحة ..... وإذا تركته سأكون ميتة

يا الله لا تدع ذاك المجنون يعلم

وياليتك ما تحدثتى يا حمقاء

***

زفر بحنق فى وهو حائر ..... إذا دخل قد تسوء الأمور أكثر ..... إذا ظل قد تقتله غيرته

وكالعادة انساق وراء عشقه وغيرته

فتح الباب ودخل ويا ليته لم يفعل

معشوقته ..... ملاكه الصغير .... تسكن فى حضن رجل غيره ..... كيف تفعل ذلك ..... ألم يحذرها ..... ألم يخبرها أن هذا حقه هو وحده ..... لماذا تمردت عليه ...... سيجعلها تندم

اتجه بسرعة البرق تجاههما لينتشلها بعنف من أحضان جده غير مهتم بألمها

أسد بصراخ: إنتى اتجننتى .... إزاى تعملى فيا كدة ..... كم مرة حذرتك إنك ملكى ..... ملكى أنا وبس ..... ليه مش عايزة تفهمى ..... ليه مش محترمانى

يهزها بعنف وقد تجمعت العائلة على صراخه

حاول الجميع تهدئته ولكنه كالأسد الجريح

استمر فى تعنيفها بشدة ..... رفع يده فكادت تسقط على وجنتها الممتلئة بشلالات من الدموع ..... ولكنه توقف وقد عادت له ذكرى تؤلمه وتدمر أحلامه دائما ..... تذكر أول مرة ضربها ..... تذكر ندمه بعدها ... تذكر كيف كانت ستتركه للأبد بسبب غبائه

ابتعد عنها بعنف وقد سقطت دموعه وهو يتأملها بألم

همس باختناق خلال تطلعها إليه برجاء: أسدى

هرب ... هرب للخارج .... فهو بين نارين .... إما ينقض عليها بالضرب لإحتضانها غيره .... إما أن ينقض محتضنا إياها بعنف مانعًا خروج نبرة الضعف بصوتها

وفى كلا الحالتين سيدمرها ... ولن يسمح بذلك ... لذلك اختار حلا آخر ... الهروب

قرر الهروب عله يهدأ ... عله ينقذها من غضبه ... يعلم أن غيرته لا تطاق ... ولكنها ألقت سحرها عليه

فلتتحمل إذا .... حظها العثر ألقاها أمام شخص مريض

ظلت تنظر لطيفه بألم .... هل سيتركها ..... هل سيعاقبها على خطأ بدون قصد ..... أنتى غبية همس .....كيف اخترتى مشاعر الجد على مشاعر أسدك ..... كيف فكرتى فى جدك ونسيتى أسدك

نقلت بصرها لأولئك المذهولين

همس ببكاء: اطلعوا برة

حاولت ترنيم أن تقترب منها ولكن منعتها همس

همس برجاء ممزوج بشهقاتها: أرجوكم اطلعوا برة

تحرك الجميع .... فلا يريدون أن تزداد الأمور تعقيدا .... نظر سعيد لأبيه بلوم

سعيد : ينفع يا بابا .... إحنا سمعناه وهو بيقول إنك حضنتها .... ليه عملت كده ..... إنت عارف غيرته المجنونة

ماجد بحزن: عارف والله .... بس مكنش قصدى .... أنا بعتبرها حفيدتى ويمكن أغلى .... كنت عايز أحسسها بالأمان .... كنت عايز أعرفها إن لو أهلها الحقيقيين سابوها .... إحنا جنبها .... بس الغبى ده عمره ما هيتعلم أبدا ...... قولتله اتحكم بغيرتك .... مبيسمعش الكلام

سعيد مواسيا: خلاص متزعلش نفسك ..... هو أكيد هيرجع تانى .... بس لازم تراعى مرضه برضو

ماجد: حاضر ويارب يا سعيد .... يارب

***

يمشى بالطرقات والشوارع شاردًا غير عابئ بأى شيء ..... ظل يسير وهو يتمنى لو يغتسل من غيرته المجنونة ..... أكان سيضربها حقا ..... أكان سيكرر خطأه ..... كيف لم يعبأ بألمها .... كيف يسمع أصوات تألمها ويقسو عليها دون رحمة ...... أخطأت ولكنها لم تذنب ..... فبالنهاية هى تحتاج حنان العائلة ... يعلم أنها تشتاق لوالديها كثيرا ولكنها لا تخبره ... الغبية !!! أتعتقد أنه لا يفهمها ؟!!

هى تعلم غيرته المجنونة ..... كانت يجب أن تتجنبها ..... ولكن .... ولكن تتجنب ماذا أم ماذا أيها الأسد ..... أنت تغار من كل شيء .... حتى ملابسها التى تتلمس جسدها

ظل فى أفكاره كثيرا حتى أذن الفجر

وجد مسجدا قريبا

دلف وصلى

دعا ربه أن يلهمه القوة والصبر .... دعا ربه أن يحفظ ملاكه منه قبل غيره

بعد انتهائه من الصلاة قرر الذهاب لها ..... ولكنه سيعاقبها قليلا حتى لا تكرر ما فعلته

***

أصرت على الجميع الذهاب ..... لا تريد غيره هو ..... ظنت عند معرفته أنها وحدها بالمشفى سيعود لأجلها ..... ولكنه لم يفعل ..... ألتلك الدرجة هو غاضب ... إن أراد ستقبل يده ... لكن وإياه الابتعاد

بكت بشدة حتى انتفخت عيناها وتلونت بالأحمر كوجهها تماما

رفضت الطعام والدواء لا تريد غيره .... ظلت مستيقظة حتى يأتى ولكنه لم يفعل .... نهضت وأدت فرضها ولأول مرة لا يكون إمامها

***

سار باتجاه غرفتها ليجد ممرضة تقف على الباب وبيدها الطعام

أسد باستغراب: إنتى واقفة كدة ليه

الممرضة بخوف: أصل المريضة رفضت الأكل والدوا فانتظرت حضرتك

ثم أضافت بسرعة وفزع: بس والله أنا حاولت معاها كتير وهى رفضت

أومأ برأسه وقد زاد حزنه لأنه السبب فى ذلك

أخذ منها الطعام والدواء ودخل غرفتها

صدم من وجهها المنتفخ .... لعن نفسه بشدة ... أوصلت به النذالة أن يسبب ذلك لها

اقترب منها مصطنعًا الجمود

أسد بصرامة: كلى يلا

همس بفرحة: أسدى أنا ....

قاطعها بغضب: قولت كلى

تناولته بصمت مثلما هبطت دموعها بنفس الصمت

أخذت الدواء لتفاجأ به يزيحها قليلا عن الفراش وينام عليه معطيًا إياه ظهره

لا يعلم ما القوة الجبارة التى مكنته من عدم احتضانها ... غفى بجانبها بالرغم من وجود فراشه الآخر ولكنه متعب ويحتاج رائحتها وحضنها بشدة

تمددت بجانبه بهدوء ودموعها تهبط وقد علت شهقاتها

ظهرت ابتسامة عاشقة على محياه وهو يشعر بأنفاسها قريبة من ظهره

ثانية واحدة وكانت فوقه

نظرت له بذهول وقد اتسعت عينيها

احتضنها بقوة وهو يقبل أعلى رأسها

أسد بهدوء ونعاس: إمممم .... نامى يا ملاكى

همس بدموع: أنا آسفة .... والله مش هكررها تانى

نظر فى عينيها بعمق وهو يردف: وعد

همس بضحكة طفولية سعيدة: وعد

ابتسم لها بهدوء فدفنت وجهها بعنقه

وأخيراً ينعمان بنوم عميق

***

فى قصر ضرغام بغرفة جنى

جنى بعصبية فى الهاتف: إنت غبى ..... اتأخرت ليه

المتصل: احترمى نفسك .... وبعدين على ما عرفت أتصرف فى تليفون

جنى : طب لازم نتصرف دا هيتجوزها

المتصل: سيبيهم شهر يتهنوا وبعدين نفرقهم

جنى بعصبية: نعععععم إنت بتهزر يا شريف

شريف: متقلقيش أنا عارف أنا هعمل إيه

جنى بتهكم: أما نشوف

الرابع والعشرون


استيقظ ليجد معشوقته القصيرة فوقه تحتضنه بشدة دافنة رأسها بعنقه

ابتسم بهدوء ..... ليست أول مرة يستيقظ على هذا الوضع ..... ولكن الآن لها طعم مختلف ..... الكون لا يسعه من شدة فرحته


 

أراد أن يرى وجهها فتململ بهدوء متقلبًا حتى أصبح فوقها


 

تأملها ليحرك يده على شعرها يعبث به .... قرر اللعب بوجهها قليلا وهو يسحب أنفها تارة ووجنتها تارة

جعدت أنفها بلطافة شديدة وهى تتذمر بخفوت

فتحت عينيها ببطئ شديد تتثاءب بلطافة أشد غافلة عن عيون عاشقها

نظرت له بهدوء ومازالت ناعسة تقريبا

همس بلا وعى وهى تتأمله: يخربيت حلاوة أمك

انفجر ضاحكا يأخذ أنفاسه بصعوبة

أسد بعبث: ههههه طب ما تسيبك من أمى وخليكى فيا أنا بس

أخفضت بصرها بخجل شديد وعضت شفتها السفلية بعنف تلعن نفسها

فوجئت بتقبيله لها حتى ابتعد عنها

نظر لها بعمق يحاول أن يسيطر على نفسه

نهض عنها بهدوء واتجه للمرحاض

نظرت فى أثره باستغراب ..... هل أزعجته ؟!!

ولكن حمدا لله أنه ذهب ..... إن بقى دقيقة أخرى كانت ستنقض عليه بالقبلات

توقفى عن تفكيرك المنحرف ذلك أيتها الغبية !!

مرت ربع ساعة ووجدته خارج من المرحاض وشعره مبلل

نظرت له باستغراب بعدما استطاعت بصعوبة نسيان خجلها: إنت استحميت دلوقتى ليه ؟! مش تستنى لما نروح ؟!

تجاهل سؤالها عمدًا

أسد مغيرًا الموضوع: فرحنا يوم الخميس الجاى

همس بصدمة: إيه دا فاضل أربع أيام بس .... إزاى هجيب كل حاجة

أسد بهيام: كل حاجة جاهزة من وإنتى عشر سنين يا ملاكى

همس بذهول: إزاى

أسد بعشق: فستانك جاهز من تمن سنين مستنيكى تلبسيه ليا ... والقاعة اللى هيتعمل فرحنا فيها مبنية من سبع سنين ونص ومتعملش فيها ولا فرح ... لإنها هتبقى ليكى إنتى وبس يا ملاكى ... حتى أنا جهزت لينا بيت فى مكان بعيد عشان لو مش عايزة تقعدى فى القصر ... كل حاجة كانت منتظرة موافقتك بس

نظرت له وعينيها متلألئة بالدموع

ألتلك الدرجة يحبها .... بل يعشقها .... يا ليتها اعترفت بعشقها .... لا يهم ... المهم أنهما معا الآن ... لن يفترقا أبدا

مدت يداها الصغيرتان له ... تحثه على التقدم منها

نظر لها ثم ذهب بخياله لزمن بعيد ..... تذكرها فى صغرها ..... كانت تمد يديها له ليحملها

ابتسم بعشق سرعان ما تحول لخبث وهو يتجه لها

نظرت له بتوجس وهى ترى نظراته

أنزلت يديها ببطئ ..... ولكنه كان أسرع فى الوصول لها

ثانية واحدة وكانت على قدميه وبين أحضانه

نظرت له بفزع سرعان ما تحول لخجل ممزوج ببعض الغضب

همس بغضب طفولى: إيه اللى عملته دا ؟!!

أسد ببراءة مصطنعة: إيه ؟!! مش إنتى مديتى إيدك عشان كده

همس بشهقة: لا لا لا لا ..... إيه اللى بتقولوا ده

أسد بمكر: الله ... مش من كام سنة كنتى بترفعى إيدك عشان أشيلك

همس بخجل وحنق: دا كان زمان لما كنت صغيرة .... وبعدين محسسنى إن من كام سنة دى يعنى من كام ساعة مثلا


 

أسد بسخرية: لما كنتى صغيرة ! على أساس إنك كبرتى مثلا

وضعت يديها على خصرها وقد نست أنها على قدميه

همس بغضب: أيوة طبعا كبرت

نظر لها بوقاحة

أسد بانحراف وخبث: هو من ناحية كبرتى ..... فإنتى كبرتى أوى أوى يعنى

شهقت واضعة يديها على وجهها تخبئه من خجلها

انفجر ضاحكا على براءتها الشديدة

أبعد يديهل ليفتتن بوجهها الساحر

قرب وجهه منها ينوى تقبيلها ..... ولكنها ابتعدت عنه بسرعة

همس بخجل وتوتر: مينفعش يا أسدى ... أنا ... أنا

نظر لها بفخر يعلم ما تفكر به ..... لم يقاطعها فقد أراد أن تتشجع ..... أرادها أن تكون قوية تجاه عرضها حتى لو أمام من يملكها وتحل له

أسد مشجعا إياها: ها يا ملاكى متنكسفيش .... قولى اللى عايزاه .... أنا أسدك حبيبك

نظرت داخل عيينه بعمق فتاهت برماديتيه

همس بلا وعى: أنا بعشقك أوى .... بس مينفعش اللى بنعمله ده

قالت كلماتها الأخيرة مخفضة وجهها بخجل

لا تعرف كيف أتت لها الشجاعة .... لكنه أسد .... أسدها الذى يجعلها تفعل الغير متوقع أبدا

نظر لها بسعادة .... حسنا إنها خطوة جيدة لتتخلى عن خجلها معه ..... نعم لا يوجد ما يخجل فى حديثها أبدا ..... لكن بالنسبة لملاكه البرئ كل شيء يخجل


 

أسد بفرحة: متقلقيش يا ملاكى ..... أوعدك إنى مش هقرب منك تانى إلا وإنتى مراتى قدام الناس

نظرت لوضعهما بتردد وتوتر .... أتخبره أم لا ؟!!!

همس بتوتر: طب مش هتبعد

تطلع إليها بغباء سرعان ما فهم

أسد بصدمة: إيه هو أنا هبعد من دلوقتى ؟!

نظرت له بذهول: أمال من إمتى ؟!

أسد ببلاهة: أنا فكرت كمان يومين تلاتة كدة

همس بسخرية: دا على أساس إن معاد فرحنا فيه كام يومين تلاتة مثلا

ضحك عليها بخفوت ثم حملها ووضعها على الفراش

غطاها جيدا وظل يتأملها بهوس وسط خجلها الشديد المتوج بفرحة وسعادة

همس بتوتر: أسدى ... هو لما نتجوز يعنى ... جنى إيه اللى هيحصلها

أسد بهدوء: اللى ملاكى تقوله هيتنفذ

همس : مش ... مش عارفة بس يعنى ...

تنهدت ثم صمتت .... كيف تخبره ما تريد وهى لا تعلم حتى ؟!

تفهم حيرتها .... أمسك يديها يقبلها بهدوء

أسد بعشق: بصى يا ملاكى ..... أنا جوازى منها كان عشان جدى وبس ..... لكن أنا مش بعتبرها مراتى أبدا ..... وعمرى ما حضنتها ولا بوستها حتى .... وزى ما إنتى شايفة .... أنا عمرى ما نمت جنبها أبدا .... طول عمرى بنام جنبك إنتى ..... فوجودها أو لأ مش هيفرق

همس بتوتر: هو أنا بصراحة مش عايزاها تكون مراتك

ثم أضافت بسرعة: والله أنا مش وحشة ولا أنانية بس .... بس أنا عايزة اكون مراتك الوحيدة .... مش عايزة واحدة تانية تكون معايا وتشاركنى فيك .... إنت بتاعى أنا وبس

نظر لها بعشق .... آاه ملاكه تخبره أنه ملكها ... ماذا يريد أكثر من ذلك ؟!


 

لا .... فى الواقع أنا أريد أكثر وأكثر طالما منها هى .... آسرة قلبه وكل ما يملك

أسد: تحبى أطلقها

هزت رأسها موافقة بتوتر ..... لم تكن بتلك الأنانية من قبل ..... ولكنها لا تتخيل أن يكون متزوجا من غيرها .... تريده لها وحدها مثلما هى له وحده

قبل رأسها بهدوء

أسد: بإذن الله ملاكى تطلع من هنا وأنا هطلقها على طول

ابتسمت بعشق وامتنان شديد لذلك الأسد

***

وهكذا مر يومان آخران وهو يهتم بها بشدة ..... لا يتركها وحدها ...... يجلب كل ما يسعدها

استطاع الجد بصعوبة اقناعه بتأجيل الزفاف لأسبوعين حتى تشفى همس تماما وتأخذ فرصتها فى أن تسعد كأى عروس بعدما أمرت الطبيبة ببقائها فى المشفى لبضعة أيام أخرى

صدم بشدة عندما كانا يخططان لعرسهما فأخبرته أن يختارا المدعوين معا الآن

مدعوين ؟! أى مدعوين ؟! لقد صمم كل شيء حتى يكون هو وملاكه فقط

حتى فستان الزفاف كان لغير المحجبات

اضطر بصعوبة للموافقة بعدما رأى الحزن على وجهها

أمر بإضافة تعديلات على الفستان ليناسب المحجبات ..... لو كان بيده لأحرقه .... لو يعلم أن غيره سيراها ما كان جعله بتلك الروعة والجمال

اليوم هو موعد خروج همس ..... كم فرح بشدة سواء لخروج ملاكه أو لتبقى أسبوع فقط وتكون ملكه

***

فى السيارة حيث يحتضنها بشدة

أسد بفرحة : أنا مش مصدق إنك خرجتى خلاص وكمان أسبوع وتبقى مراتى قدام الناس

ابتسمت بخفوت وخجل وهى تدفن رأسها بكتفه ... سرعان ما تحولت ابتسامتها لحزن

شعر أسد بتغيرها فرفع رأسها ليراها ..... وجد عينيها تمتلئ ببعض الدموع

أسد بفزع: بتعيطى ليه .. فى حاجة يا حياتى

همس بحزن: مين هيسلمنى ليك يا أسدى ؟! دا حتى جنى اللى مش ليها حد .... كان بابا سعيد وجدو هيتخانقوا على اللى يسلمها ليك

لكن أنا .... أنا مش هلاقى حد يسلمنى ليك ....... بابا مش هيهمه غير إن بنته هتتجوز واحد غنى ..... وجدو أكيد زعلان منى عشان إنت هطلق جنى وأكيد بابا سعيد هيعمل زيه

قالت آخر كلماتها وقد تحررت دموعها

نظر لها بحزن شديد ... أقسم أن يجعل زفافها غير معتاد

احتضنها فقط ... يعلم أن أحضانه تنوب عن مليون كلمة وأكثر ... يعلم أنها تحتاج حضنه الآن أكثر من كلماته

مرت دقائق قليلة فقط وقد هدأت بالفعل

رفعت رأسها لتنظر له بعشق

همس بابتسامة عاشقة: شكرا

بادلها الابتسامة بأخرى وأرجعها لحضنه بهدوء وهو يفكر فى مستقبلهما وكيفية إسعادها دائما

خرج من أفكاره على سؤالها الذى ينتظره منذ افاقتها

همس باستغراب: هو شريف فين ؟!

أسد بحدة وغيرة: أولا متنطقيش اسم راجل غيرى ..... ثانيا شريف بقى بعيد عنا خلاص ..... ولو سألتى عنه تانى هعتبرها إشارة ليا إنى أبعد عنك خالص

همس بفزع : لا لا خلاص مش هسأل تانى

ضمها لحضنه مرة أخرى وعلى وجهه ابتسامة انتصار فما بناه بداخلها ورباها عليه لن يهدم أبدا

***

وصلت السيارة للقصر ليترجلا منها

هبطت وهو يتمسك بخصرها بتملك

وجدا الجميع بانتظارهما خارج الفيلا عدا والديها

تنهدت بحزن ثم رسمت الابتسامة بصعوبة

شعر أسد بها فضغط على خصرها ليمدها بالقوة

نظرت له ثم ابتسمت بحب فهو قادر أن ينسيها كل شيء

تقدم ماجد ليحتضنها قائلا: ألف سلامة يا حفي ...

توقف عن كلامه بصدمة عندما وجد أسد يتقدم نحوه ويحتضنه هو بدلا من ملاكه

أسد بهمس لماجد فى أذنه : إنت استحليتها ولا إيه يا جدى ؟! مش عشان سكت مرة يبقى هسكت تانى


 

ابتعد عنه وكأنه لم يفعل شيئا بينما نظر له الجد بصدمة وسط استغراب الجميع

تقدمت ترنيم لتحتضن همس

ولكن أسرع ذلك العاشق بالتصرف

وضع قدمه خلف قدميها ثم حركها وهو يدفعها بخفة حتى تقع

تعثرت فى وقفتها وكادت أن تقع لولا تلك اليدين القويتين

أمسكها قبل أن تسقط فكان مائلا عليها

نظرت له بصدمة عندما شعرت بكل شيء فعله

غمزها بهدوء وهو يعدلها

أمسكها من خصرها لتنظر له بخجل ممزوج بغضب

أسد ببراءة مصطنعة: إيه عشان متقعيش

تراجعت ترنيم بإحراج للوراء فقد فهمت كل شيء

بينما انفجر سامر ضاحكا عندما فهم هو الآخر

ضربته فى قدمه بقدمها ليتأوه ناظرًا لها بغضب

احتضنها بتملك حتى لا يفكر أحد آخر فى احتضانها

لم يهتم بتلك المحمرة من كثرة الخجل ولا تلك المحمرة من كثرة الغضب

أسد للجميع: إحنا أسبوع وبإذن الله هيكون فرحنا ..... أما بالنسبة لجنى فخلاص معدش ليكى أى لازمة ..... إنتى طا.....

جنى بسرعة وخوف: أسد أرجوك متعملش فيا كدة أنا بحبك .... طب .... طب خلينى على ذمتك الأسبوع ده بس وهمشى والله بعدها

رق قلبها فبالنهاية هى عاشقة لذلك الأسد مثلها

نظرت له تستعطفه أن تبقى زوجته لأسبوع فقط

تنهد بصوت مسموع مستسلما لتلك النظرات التى ستقتله يوما من براءتها

أسد باستسلام: ماشى الأسبوع ده بس ويوم فرحى على ملاكى هطلقك مع إن مش عارف هتفرق إيه يعنى

تطلعت إليه بسعادة تفكر فى القادم

تحرك وهو متمسك بها حتى وقف بجانب جنى

أسد بهمس لا يسمعه غيرهما: قسما بالله لو طلعتى بتخططى لحاجة لأقتلك من غير ولا ذرة تردد حتى .... فاهمة

تطلعت إليه بخوف وهى تهز رأسها بالإيجاب

همس بغيرة: إنتوا بتقولوا إيه

ضحك عليها بخفة ثم حملها بين يديه وهو يتجه لداخل القصر

همس بخجل: أسد .... أسد عيب كدة سيبنى أنا هعرف أمشى لوحدى


 

أسد: هششششش اسكتى خالص وبعدين أنا من امتى بستنى تتعبى عشان أشيلك .... إحنا هنعمل نفسنا هبل ولا إيه

لم تستطع التحدث فغمست رأسها برقبته بخجل

همس بخجل وتوتر: طب ... طب عايزة أقعد تحت مش عايزة أنام

تنهد بيأس .... ظن أنه نجح فى إلهائها حتى يبعدها عن الجميع ولكن لا لن تكون ملاكه إن لم تحطم آماله

أسد بيأس: حاضر

أجلسها على إحدى الأرائك وقد حضر الجميع وجلسوا معهم

نظر لهم بغيظ شديد

أسد بابتسامة مغتاظة: إيه ده إنتوا هتقعدوا .... هو مش وراكم حاجة ولا إيه ؟!

سامر مغيظا إياه أكثر: لا ..... إحنا قاعدين وبعدين الصغيرة وحشتنا وعايزين نق ...

ابتلع بقية كلماته مع ريقه عندما وجده ينتفض من مكانه متجهًا له لولا يد همس التى منعته لكان قتيلا

همس لأسد: خلاص معلش أقعد بقى

زفر بغضب وهو يجلس مكانه ..... كان يود أن يعلمه درسا لا ينساه ولكن الواضح أن الأولى تعليم تلك الغبية أولا

مالت ترنيم عليه تهمس بشماتة: تستاهل كنت هتموت

نظر لها باستخفاف قائلا: خليكى فى كسفتك وإنتى برة ونبى .... بصراحة بصراحة كان منظرك زبالة أوى

ضربته بكوعها ليتأوه بخفوت متطلعًا إليها بغيظ

سامر: ربنا على المفترى ... بس بعشقك بردو

أخفضت رأسها خجلًا تحمد ربها على نعمته وإصلاحه لحياتها

***

فى الأعلى بغرفة منار وحمدى

حمدى بغضب : بقولك إيه هتجيبى الفلوس ولا لأ

منار بعناد: لأ مش هتاخد حاجة

حمدى بصراخ: دى فلوسى

منار: دى فلوس أسد اللى بيدهالك ..... وأنا لاقيتها وخدتها ياخويا وبعدين أنا مش معايا فلوس ومحتاجة

حمدى بشماتة : عشان غبية رايحة تغرى اللى هيبقى جوز بنتك أهو منعك من الفلوس

منار بغضب: وفلوسك مش هتاخدها برضو

بدأ حمدى يرتعش لغياب المخدرات عن جسده لفترة طويلة

حمدى بارتجاف: هاتى الفلوس مش قادر

منار : قولتلك لأ .... أنا عايزة اشترى حاجات جديدة استحمل شوية

حمدى بشر: إنتى اللى جبتيه لنفسك

***

فى غرفة جنى

جنى بعصبية فى الهاتف: أنا خليته يأجل طلاقى لأسبوع ها هنعمل إيه .... هو لو مش ليا فمش هيكون لغيرى

شريف: متقلقيش أسبوع كفاية وزيادة كمان

جنى : طب هنعمل إيه

شريف: بصى يا ستى إنتى .........

جنى بتوتر: بس أنا خايفة

شريف : لأ بقولك إيه اجمدى كدة دى آخر فرصة

جنى : حاضر

***

فى الأسفل

خرج الجميع من شروده على صوت ماجد

ماجد بحزم: أسد وحفيدتى فرحهم الأسبوع الجاى وسامر وترنيم فرحهم كمان أربع شهور ... ودلوقتى يا أسد مفيش هزار يعنى حفيدتى لازم تنام فى أوضة لوحدها

نظر له أسد بغضب شديد وقد احمرت عيناه

كاد أن يتحدث ولكنه توقف عند استماعه لصوت صراخ شديد

انتفض الجميع متجهين لمصدر الصراخ بينما ظلت ترنيم مع ملاك بالأسفل

ملاك بخوف: هو فى إيه

احتضنتها ترنيم لتهدئتها: متقلقيش بإذن الله خير

**

فتح أسد باب الغرفة حيث مصدر الصراخ

ليذهل هو ومن معه مما رأوه..

الخامس والعشرون

بالطابق السفلى

همس باستغراب: هو فى إيه مالهم اتأخروا كدة ؟! أنا قلقانة

ترنيم بتوتر: تعالى نطلع نشوف

همس بخوف: لأ بلاش أنا خايفة وأسدى هيزعل لو اتحركت من مكانى

ترنيم بزهق: أوووووف قووووومى خلصى بلا أسدى بلا هبل

همس بغضب طفولى: متقوليش أسدى أنا بس إللى أقول أسدى

ترنيم بحسد مصطنع: آااه طبعا براحتك حد قدك

همس بصدمة وهى تضيق عينيها: إنتى بتحسدى ... طب والله لأقول لأسدى

ترنيم بصدمة مصطنعة:بنت عيب دا أنا أخلفك يا قزمة .... ومن غير كلام كتير قومى يلا نشوف فى إيه

همس باستسلام: ماشى

أسندتها صاعدين لأعلى واتجها للغرفة مفتوحة الباب ليستغربا أن الصراخ من تلك الغرفة

***

داخل الغرفة

كلٌ متسمر مكانه بصدمة أمام ما رأوه لم يحاولوا التحدث ولو بحرف واحد حتى

أفاقا على شهقة قوية خرجت من همس لينظر لها بفزع

***

اتجها للغرفة فوجدا الجميع يقف بأعين متسعة ... تقدمت وقلبها يقرع بالطبول ... لم ينتبه لها أحد فكل شارد فيما أمامهم ... خطوة ... خطوتان ... الثالثة و ... شهقة

نظرت هى الأخرى بذهول لما تراه أمامها

والدتها ...... والدتها ممدة على الأرض الممتلئة بالدماء ... ذبحت بعنف حتى كاد ينفصل رأسها عن جسدها الذى لم يسلم هو الآخر من الطعنات المتتالية يزينه سكين الفواكه ... وذلك الذى من المفترض أنه والدها ... يجلس وهو يضحك بخفوت وكأنه قد قتل فأرا ومنتظر الجائزة

نظرت لكل شيء بذهول سرعان ما انهمرت الشلالات من عينيها وأطلقت صرخة متألمة ... شعرت بالأرض تميل بها وقبل سقوطها التقطتها يدان صلبتان تعرفهما جيدا وقد قررت إغلاق عينيها تاركة له زمام الأمور فهى بحضن أمانها


 

أسد بصراخ وفزع وهو يجلس بجانب ملاكه الغائبة عن تلك الحياة القاسية : ملاااكى ...... ملاكى اصحى أرجوكى

ضرب بخفة على وجنتيها ولكن لا استجابة

قام بسرعة حاملًا إياها متجه لغرفته

***

فى غرفة جنى

أغلقت الهاتف سرعان ما انتفضت وهى تسمع صراخ أسد ... تجاهلت الصراخ فى البداية ظنا منها أنه احتفالا برجوع غريمتها .... ولكنه الآن قد زاد عن حده

خرجت من غرفتها فرأته يحمل تلك الغبية .... ولكن ووجها شاحب ؟!

اتجهت للغرفة التى خرج منها لتفزع بشدة من هول ما رأته ... ركضت بسرعة إلى غرفتها دون أن يلاحظها أحد

اتصلت به وهى تدعو أن يجيب وقد كان

شريف بإستغراب: فى إيه ؟!

جنى: مصيبة يا شريف ...... وحكت له عما رأته لتسمع ضحكة سعيدة ممتزجة بشماتة

شريف ببرود: طب دا شيء كويس

جنى بزهول: نعم

شريف بزهق: اتعلمى بقى يا غبية ....... أولا دا معناه إن الفرح اتأجل وبقى عندنا وقت أكبر ..... ثانيا دلوقتى الزفتة الصغيرة بقت مدمرة يعنى أسد اتدمر هو كمان يعنى فرصة نجاح خطتنا بقت أعلى وأعلى ..... فهمتى

جنى بإعجاب: يا ابن اللعيبة ... بتجيب الأفكار دى منين


 

شريف بغرور: أنا مش أى حد يا ماما ... المهم تخلصى كل حاجة اتفقنا عليها بسرعة وأنا بخلص فى موضوعى ووهحاول أخرج من هنا بأسرع وقت

أغلق بوجهها لتنظر للهاتف بزهول وحقد

جنى بكره: آخد أسد بس ووقتها هخلص منك

ظهرت ابتسامة على وجهها وهى تتخيل نجاح خطتها

**

فى غرفة أسد

اتصل بالطبيبة المسئولة عن ملاكه ... نظر لها بحزن عما رأته ...... يتمنى لو لم يدخل أحد حياتهم ... يتمنى لو كان هو وهى فقط ... خطأه ... لو أنه أخذها لمكان بعيد بعدما وجدها لما حدث كل هذا ... ليته لم يخف من أن يؤذيها أحد من عائلته فخوفه جعله يتركها فى القصر مع جده

خرج من أفكاره على طرق الباب

أسد بسرعة: لحظة واحدة

نظر لملاكه وأدخل شعرها الثائر على حجابها ثم خرج للطارق

أسد : إيه الجديد ؟!

سامر بحزن: البوليس جه و هياخد حمدى دلوقتى و الإسعاف دقايق وهتوصل

أسد: تمام أنا مش هقدر أروح معاكم ابقوا عرفونى بكل جديد

سامر: حاضر...... المهم هى عاملة إيه

أسد بتنهيدة حزن: الدكتورة على وصول

وضع سامر يده على كتف أسد يدعمه ثم خرج

عاد ليتأملها بحزن ... خائف مما هو قادم

سمع صوت الطبيبة فسمح لها بالدخول

بدأت بفحص همس تحت نظرات الحزن والقلق

الطبيبة: جالها انهيار عصبى ... وللأسف جسمها الضعيف مش بيساعدها أبدا ... فياريت تهتموا بأكلها وتكونوا جنبها دايما

أومأ لها ببرود سرعان ما تحول لعشق بعدما خرجت

جلس بجانبها وقبل يديها وجبينها ثم تمدد رافعًا إياها فوقه يحتضنها بشدة

***

مر يوم كامل دون أحداث تذكر

استيقظ على أنين وشهقات متتالية ... فتح عيونه بفزع ونظر للتى فوقه تبكى بشدة وقد احمر وجهها

عدل وضعيته ليصبح جالسا على الفراش وهى بحضنه

أسد بألم شديد وهو يشدد من احتضانها كأنه يريد ادخالها بين ضلوعه: ملاكى اهدى أرجوكى

همس بخفوت ومازالت تبكى بشدة: كنت ... كنت عايزة أسمعها بتقولى بنتى .... كنت بحبها .... كنت مستنياها تحبنى


 

أسد وقد امتلأت عينيه بالدموع لأجل صغيرته المتألمة: ملاكى أرجوكى خلاص اهدى


 

ظلت تبكى بشدة حتى نامت مرة أخرى فى أحضانه هاربة من ذاك الواقع المرير

نظر لها بحزن وقد أطلق سراح دموعه: آسف يا ملاكى سامحينى أرجوكى ... معرفتش أحميكى ... معرفتش أمنعك تشوفى منظر زى ده ... خليكى قوية ... إنتى لو ضعفتى أنا هتدمر ... كلكم مفكرين إنى قوتك ... بس بالنسبة ليا العكس .... إنتى هى قوتى .... إنتى الحاجة الوحيدة اللى ممكن أضحى بكل شيء وكل شخص عشانها ... إنتى نقطة قوتى وضعفى فى نفس الوقت ... دايما هدعى علطول إن يومى يكون نفس يومك .... مش عايزه يكون بعدك هتعذب كتير ... وأنا مش عايز أتعذب ولا أنتحر لإنى هخسر أغلى اتنين .... ربنا وإنتى ... ومش هقدر بردو أموت قبلك وأسيبك لوحدك تتعذبى .... أو أسيبك ليهم وأنا عارف إنك هتتلوثى بنظراتهم .... مش هقدر أسيبك لوحدك فى الدنيا دى .... مش هقدر إنى مكونش معاكى أحميكى منهم وأمنعهم عنك .... أرجوكى ما تستسلميش عشان خاطرى ... حاربى معايا للآخر واوعى تدمرى ... وأنا دايما هكون ضهرك وسندك .... وإنتى هتكونى ملاكى الحارس اللى هيحمينى ... مش عايز غير إنك تكونى ملاكى وبس ... دا لوحده بالدنيا وما فيها .... بعشقك لدرجة الهوس .... مش هسيبك إلا أما تعشقينى أضعاف عشقى .... عارف إنه صعب لإن عشقى وصل لغاية الهوس والجنون بس مش هيأس أبدا

قبل جبينها بعمق وأبقى شفتيه يتحسس نعومة بشرتها

سقطت بقايا دموعها على وجنتيه لتختلط مع دموعه كما اختلط قلباهما

ظل بجانبها لمدة طويلة ثم حملها ووضعها على الفراش واتجه للباب .... تطلع إليها مرة أخرى ثم خرج من الغرفة

***

اتجه لأسفل ليعرف ما حدث فوجد الجميع جالس فى صمت

أسد بحزن: ها عملتوا إيه

سامر بتنهيدة: ماتت .... مقدروش يعملولها أى حاجة .... وجثتها فى المشرحة دلوقتى مستنيين نستلمها ... أما حمدى فاتقبض عليه والمحامى بيقول إن المحكمة أكيد هتحوله لمصحة عشان يتعالج من المخدرات خاصة إن كتر شربها خلاه مش فى وعيه خالص وبقى عامل زى المجنون

أسد : محاكمته امتى ؟!

سامر: لسة محددوش هما حابسينه دلوقتى على ما يحددوا الجلسة

أسد بحزم: الموضوع ده يتقفل نهائى ... مش عايزه يتفتح تانى أبدا مهما حصل ... والعزا هيتم بكرا بس بعيد عن القصر


 

أومأ الجميع فى صمت ... على حق هو ... فتلك الصغيرة لن تحتمل أكثر من ذلك


 

تنهد بحزن وشرود يفكر بملاكه ... ستتأثر بما حدث بشدة ... وزفافهما سيلغى !

أسد مستدركا نفسه فى سره: بطل أنانية يا أسد ..... فرح إيه اللى بتفكر فيه دلوقتى ... بس ... لا من غير بس ... أهم حاجة هى

ظل الجميع صامت لفترة طويلة وكل منهم شارد فى ما حدث ..... حتى تحدث الجد فجأة

ماجد بصرامة : خلاص اقفلوا على الموضوع وانسوا كل حاجة حصلت ... بالنسبة لفرحك يا سامر إنت وترنيم وأسد وحفيدتى فهو هيتأجل لسنة على ما الأوضاع تهدى وحفيدتى تنسى اللى حصل

سامر بصدمة وقد بدأ يعلو صوته: لا معلش يا جدى هنأجل أكتر من كدة إيه ... أنا وترنيم فى التلاتينات وأنا مش هستنى أكتر من كدة ... أنا آسف يا أسد بس إنت والصغيرة لسة قدامكم العمر كله لكن احنا مش هينفع نستنى أكتر من كدة احنا شوية وهنعجز

شعرت ترنيم بالحرج من تحدثه عن عمرها وكلماته القاسية ... صعدت لأعلى فى صمت بينما نظر لها وهو يلعن نفسه .... جرحها دون قصد

لم يستطع تركها هكذا حزينة فصعد خلفها مباشرة

بينما صمت أسد فهو بين نارين إما يختار ملاكه فيؤجل الزفاف أو يختار عشقه لملاكه فيتمه

وبعد صراع طويل

أسد بهدوء مفتعل: مع احترامى يا جدى بس فرحى على ملاكى حاجة تخصنا ... أما موضوع سامر فأنا مليش دخل بيه

ماجد ببعض من العصبية: ماشى يا أسد ... بس باريت متكونش أنانى بالذات فى الموضوع ده ... أنا هسيبلك الحرية فى الموضوع ده لكن إنك تنام معاها فى أوضة واحدة لأ

انتفض أسد صارخا بغضب: يووه يلعن أبو دا موضوع ... إنت مالك إنت ... أنا وهى وموافقين إنت بتدخل ليه ... بطل بقى مش كفاية دخلت جنى وحمدى ومنار فى حياتنا ... والنتيجة اللى بيحصل فينا بسببهم ... عايز إيه تانى .... ليه مش عايزين تفهموا إن مفيش حاجة بعملها غلط

انتفض ماجد بعنف يضرب عكازه الأرض: هى كلمة واحدة يا أسد مفيش نوم معاها تانى ... وتحترم نفسك أنا جدك مش موظف عندك عشان تعلى صوتك

سعيد محاولا تهدئة الموضوع: خلاص يا جماعة صلو على النبى فى إيه

أسد وماجد : عليه الصلاة والسلام

سعيد : بابا عنده حق يا أسد

أسد بصراخ: نعم

سعيد بخوف مصطنع: وأسد معاه حق بردو يا بابا

ماجد بصراخ: نعم

سعيد ببعض من الغضب: أنا طالع فوق عمركم ما هتعقلوا أبدا

صعد لأعلى تاركا إياهم

ظل أسد وماجد ينظران بتحدى حتى سمعا سعيد

سعيد بصدمة : بنتى

***

فى غرفة ترنيم

تجلس على الفراش تبكى بعنف وصوت عالٍ حتى أنها لم تسمع صوت طرق الباب

قلق عليها بشدة فاندفع للداخل بسرعة ليتحطم قلبه وهو يرى ترنيمته تحتضن الوسادة وهى تبكى بشدة


 

تقدم نحوها بسرعة وفى لحظة واحدة كان يحتضنها بدلا من الوسادة

سامر بحزن على حالها وهو يقبل أعلى رأسها فوق الحجاب: أنا آسف يا ترنيمتى والله ما قصدى حاجة ... أنا بس ... بس

لا يعلم كيف يفسر ... لا يعرف كيف يوصل لها ما فى عقله فاختار الصمت

ظلت لدقائق عديدة بين ذراعيه اللتان تشتدان عليها حتى هدأت أخيرًا

ابتعدت عنه ببطئ تنظر له ليتطلع إليها بعشق وندم

ترنيم ببحة: إنت ... إنت ممكن تسيبنى فى يوم

سامر بذهول: إنتى بتقولى إيه ؟! لا طبعا ... إزاى تفكرى كده

ترنيم ببكاء مرة أخرى: وليه لأ ... أنا فى التلاتينات يا سامر ... يعنى ... يعنى اللى أصغر منى بعشر سنين ويمكن أكتر اتجوزوا وخلفوا ... يبقى ليه تتحمل إنك تتجوز واحدة كبيرة لأ وكمان مطلقة

احتضنها سامر مرة أخرى يعنفها على كلامها: اخرسى يا ترنيم ... اخرسى ... إيه الهبل اللى بتقوليه دا ... إنتى مهما كبرتى دايما هتكونى ترنيمة قلبى ... فاهمة

ترنيم بخجل : بس ... بس أنا عارفة إنك كنت على ... يعنى... مع بنات وكدة

سامر متفهما إياها : بعترف إنى فى فترة كنت أعرف بنات كتير ...... بس وحياتك عندى أنا وقلبى إنى عمرى ما كنت على علاقة مع حد ... أنا عارف إن شربى وسهرى معاهم حرام ... بس على الأقل عمرى ما كنت زانى ولا قبل ما أشوفك ولا أكيد بعد ما شوفتك ... فاهمة يا ترنيمتى

أومأت بهدوء وقد أحست ببعض الراحة عقب كلماته التى زينت بعشقه

شرد بجمالها ليقترب منها بهدوء حتى أفاق على دفعها له ليبتعد عنها

ترنيم بنظرة لوم وعتاب: ما ينفعش يا سامر ... أنا لسة فى شهور عدتى ... وحتى لو مش كدة ... اللى بتعمله دا حرام مينفعش حتى حضننا حرام

سامر بخزى: أنا آسف والله مش قصدى بس مش بعرف أبعد عنك

ترنيم بابتسامة: طب إيه رأيك نتفق اتفاق

سامر باستغراب: اتفاق إيه

ترنيم بخجل: إيه رأيك كل أما تحس إنك عايز تحضنى أو حاجة يعنى زى كدة ... اتخيل إنك بتحضنى مرة فى النار ومرة فى الجنة وشوف إنت عايز إيه منهم واختار واختيارك أنا هحترمه بس متنساش إنى هبقى معاك سواء فى النار أو فى الجنة

نظر لها بفخر وابتسم ثم ابتعد عنها ببطئ ليخرج بهدوء وهو يشعر براحة غريبة سرعان ما عاد لها

سامر بعشق: متقلقيش بإذن الله الجنة

ثم خرج مرة أخرى

ابتسمت له بعشق هى الأخرى واحتضنت الوسادة ولكن تلك المرة بحالة مختلفة

***

فى الأسفل

نظر لملاكه بصدمة .... جالسة على الدرج تبكى بصمت قاتل وتنظر لأسفل

اقترب منها بسرعة وصعد الدرج حتى وصل إليها وهى على حالتها من السكون

جاء ليحاوطها بيديه ولكن تفاجأ بابعادها لهما

نهضت وهى تنظر لهم ببرود ومازالت دموعها تهبط بهدوء مماثل لحالتها

همس ببرود: أنا موافقة ومن انهاردة هنقل أوضة تانية وبتمنى محدش يدخلها

قالت آخر جملة متطلعة إلى ذلك المصدوم ... أين ذهبت نظرة العشق والهيمان

دقق بعينيها عله يجد نظرة واحدة منهما ولكن كل ما وجده الحزن والبرود !.

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا

بداية الروايه من هنا 👇👇👇

من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close