القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ملاك الاسد من الفصل السادس والعشرين حتي السابع والثلاثون والاخيره بقلم اسراء الزغبي

اعلان اعلى المواضيع

 


رواية ملاك الاسد

من الفصل السادس والعشرين حتي السابع والثلاثون والاخيره

بقلم اسراء الزغبي


ا يعلم لما ارتجف بدنه بعدما رأى تلك النظرة وممن ؟! من ملاكه ؟! صغيرته التى رباها

اقترب منها ببطئ ينافى دقات قلبه

يتمنى لو أنه يتخيل ولكن صدم بها تدفع يده الممدودة لها .. كيف ترفضه ؟! حتى فى قسوته لم تنفره أبدا

أسد بتقطع وارتجاف: مم .. لاكى

همس ببرود ودموعها تتساقط: أنا موافقة ومن انهاردة هنام فى أوضة تانية

أسد بصدمة: إيه ؟!

ثم أضاف بعصبية شديدة: ملاكى إنتى اتجننتى ؟! إزاى عايزانى أبعد عنك

تطلعت إليه بألم شديد سرعان ما تحول للبرود مرة أخرى

نهضت من مكانها تحت أنظارهم ليجدوها اتجهت لغرفة إضافية فى الطابق معلنة إنتهاء الحديث وتنفيذها للقرار

ينظر لأثرها بتشتت وضياع ثم نظر للجميع ولم يدرك شيئا سوى ذلك السائل الدافئ على وجنتيه


 

يبكى ؟! ولما لا فتلك الكلمة لم يعرفها سوى مع معشوقته ومعذبته والصغيرة


 

شعر بالاختناق الشديد فخرج بسرعة تاركا إياهم فى صدمتهم بما حدث

سعيد بصدمة: إنتو شوفتو اللى حصل من شوية

الجد بذهول هو الآخر: دا أنا كنت فاكر إنهم هيرفضوا وهفشل زى كل مرة ..... الواضح إن الحادثة أثرت على حفيدتى ودمرت نفسيتها

ظل كلا منهما شارد فيما حدث وما سينتج عنه فى صمت قاتل

هبط سامر ليجدهم فى ذلك الوضع

سامر باستغراب: فى إيه ؟! مالكم واقفين كده ليه ؟!

نظر له الجد بشرود ثم صعد لغرفته وفعل سعيد المثل

سامر باستغراب: إيه العيلة دى؟! يلا بكرة نعرف

اتجه للشركة ليتابعها فقد أهملوها كثيرا الفترة السابقة

ذهب كل بطريقه ولم يلاحظوا تلك التى أشرق وجهها من الفرح وقد سهلت مهمتها أكثر وأكثر


 

جنى فى سرها بخبث: تصدقى بدأت أحبك يا همس ..... بس خليكى كدة أسبوع بس وكله هيبقى تمااااااام


 

يتجول سيرا على الطرق ونظرتها لا تفارقه أبدا حتى خرج من شروده على رنين هاتفه

تردد كثيرا فى الرد ... يعلم أن كلمة واحدة وينفجر فى البكاء كالطفل الضائع ولكنه يحتاج أحد يطمئنه ... يحتاج من يخبره أنها تعشقه ... يحتاج من يعده أنها لن تتركه

رد على الهاتف مستمعًا إلى كلمات مازن المعاتبة

مازن بعتاب: شكرا أوى يا صاحبى وأخويا ... الواضح إنى لازم أفتح التلفزيون عشان أعرف أخبارك ... المهم الصغيرة عاملة إيه

حاول ... ويعلم الله كم حاول بشدة أن يتماسك ... ولكن كل شيء رحل بمجرد ذكرها

انفجر فى البكاء الشديد وقد عادت نظرتها لعقله ... وكأنها فارقته ؟!

يبكى بشدة وقد ارتفعت أصوات تنفسه المصاحبة للشهقات العنيفة

لحسن حظه عدم وجود أحد حوله ..... لحسن حظه أنه بمنطقة شبه فارغة وإلا لكان الوضع أسوأ وأسوأ .... يكفيه أن يشاهد أحد آخر ضعفه غير ملاكه

سقط على ركبتيه وهو جالس فى منتصف الطريق وشهقاته تعلو وتعلو

أسد بوجع شديد وينظر للسماء: ياااارب

مازن بقلق: أسد ... أسد فى إيه مالك اهدى كده وقولى فى إيه

أسد ببحة وصوت متقطع: قو...لى إنها مش ... مش هتسيبنى أرجو....ك

أدرك أنه فى حالة لا وعى فقرر مجاراته حتى يفق

مازن : اهدى اهدى بإذن الله مش هتسيبك بس حصل إيه

هدأ قليلا يخبره بكل ما حدث

مازن برزانة: بص يا أسد .... إنت بتحبها بس بطريقة غلط .... يعنى حبك ليها مليان عقبات كتير لازم تتخلص منها ..... ومن أهم العقبات دى هى أنانيتك .... لازم تفكر فيها دايما يا أسد .... لازم تراعى مشاعرها وأنا متأكد إنها مكنتش فى وعيها وهى بتقولك كدة وكلنا عارفين إن أقل حاجة بتدمرها فلازم نعذرها ...... وبعدين أنا شايف إن ده الصح

أسد بأمل: يعنى هى بتعشقنى صح؟

مازن: أكيد صح

ابتسم بهيمان يفكر بمعشوقته الصغيرة وقد تناسى من على الهاتف

مازن : لا أبوس إيديك ركز معايا ... أنا مش بسافر أشتغل عشان أصرف على مكالماتك ... عايزين نفرح إحنا كمان


 

ضحك أسد بخفوت عليه قائلا باختناق من البكاء: يابنى ماقولتلك خليك هنا وأنا هساعدك فى أى حاجة


 

مازن بتنهيدة: بصراحة حاسس إنى مرتاح برة .... كل مكان فى مصر بيفكرنى بحاجة وحشة عملتها زمان فى حياتى .... وغير كدة شغلى برة أحسن من هنا ... واحتمال بعد ما ياسمين تولد أسفرها هى والولاد بره .... ومين عارف يمكن أرجع هنا تانى

أسد بهدوء: اللى يريحك يا مازن بس خليك فاكر إنى جنبك دايما

مازن بابتسامة: عارف يا صا ... إيه ده اقفل اقفل ياسمينتى بتتصل

أغلق دون انتظار إجابة حتى

نظر أسد للهاتف بذهول: آه يابن الجزمة بتبيعنى

سرعان ما ابتسم مرة أخرى وهو يتذكر ملاكه

يعلم أنها تعشقه ... يعلم أنها ليست بوعيها ... يعلم أنها ضعيفة أقل شيء يؤثر عليها

لا يستطيع ... لن يتحملها هكذا .... أنانى .... ويعلم ذلك ... لا يفكر سوى بنفسه ... لا يفكر سوى باحتياجاته ... ولكن أليست احتياجاته هى احتياجاتها .... أليس البعد يقتلهما معا

سوف يضع حد لرغباته ... سينتظرها لسنوات أخرى لو أرادت ... يكفى أنانية ... سيكون بجانبها دائما ... حتى لو فى غرفة أخرى سيظل روحه معها تساندها لتتخطى ما هى فيه

وأخيرا وجدت الابتسامة طريقها لوجهه

نهض من مكانه واتجه مرة أخرى للقصر بأفكار جديدة وأمل جديد

شهر ... مر شهر كامل

ذلك العاشق أصبح مجنون بمعنى الكلمة ... كلما حاول التحدث معها لا تنظر له حتى ... تجرحه بتصرفاتها ... يعطيها العذر ولكن قلبه مشتاق

يذهب كل ليلة إليها ... يجدها نائمة فيحتضنها ويطلق العنان لدموعه ... يخبرها مدى شوقه وعذابه منها .... يرجوها أن تعود كما كانت .... يخبرها كل ما يحدث فى يومه ويرد على أسئلتها دون أن تتفوه بكلمة ... يحفظها ويعلم كيف تفكر وماذا تريد ... حتى وهى نائمة ... ويتركها قبل أن تستيقظ

أما تلك الملاك فقد ذبلت بشدة .... لا تتحدث ولا تأكل إلا للضرورة .... لا تعلم مابها .... تشعر أنها تريد الموت .... تشعر أنها غير مرغوب بها .... وما زاد الطين بله هى غريمتها ..... جنى ..... التى تتسلل وتسمم أفكارها بكونها عالة على الجميع حتى أنها فكرت أكثر من مرة فى إيذاء نفسها ... ولكن حارسها ... أسدها .... يحميها دائما .... تشعر به ليلا ولا تتحدث .... تستمع لكل كلمة ولا تجيب .... لا تعلم لماذا ولكن تشعر أنها لا تريد شيء .... تخاف أن يتركها هو ..... لذلك اختارت أن تبتعد هى

فى غرفة جنى

جنى بعصبية فى الهاتف: وأنا مالى ..... أنا مش عارفة أقعد معاه دقيقتين حتى على بعض

الفصل السابع والعشرون


شعر بالأرض تميل به ... كيف فعل ذلك ؟! ... كيف خان ملاكه ؟! ... إذا علمت قد تتركه ؟!

يتنفس بعنف شديد واحمر وجهه وقد تجمعت الدموع بعينيه ..... نظر حوله بتشتت سرعان ما تحول لغضب جحيمى عندما وقعت عينيه عليها ..... فكر فى قتلها ..... يجب أن يتخلص منها .... جاءت صورة خالته أمام عينيه فتراجع ... ثم جاءت صورة ملاكه فعزم .... لا يعلم ماذا يفعل ولكن كل ما يعلم أنه سيختار ملاكه حتى ولو على حساب عائلته كلها


 

خافت كثيرا منه خاصة بعد أن رمقها تلك النظرة القاتلة حتى شعرت بسخونة شديدة على وجنتها لتدرك أنه صفعها


 

سقطت على الأرض من شدة صفعته ...... لم يتركها ..... بل هجم عليها بالصفعات والركلات وهو يبكى ويصرخ وأمامه صورة ملاكه تذهب بعيدا عنه وتتركه وحيدا

ابتعد عنها وأمسك شعرها بيديه وأوقفها أمامه

أسد بغضب وصراخ: ليييه ... لييه عملتى كدة وإزاى .... انطقى

كانت صامتة تأخذ أنفاسها بصعوبة وانتفخ وجهها من شدة الصفعات

كاد أن يكمل لكن أفاق على رنين هاتفه

اتجه إليه ببطئ وكأنه يتجه لقاضٍ ليحكم عليه .....

تحقق خوفه ملاكه تتصل به.... ماذا يخبرها؟ .... كيف يخفى عنها الموضوع وهو كتاب مفتوح أمامها .... تفهمه دون قول أى شيء

أجاب عليها محاولًا التحكم بأنفاسه

همس ببكاء: أسدى

لم ينتظر ليسمع الباقى فركض للخارج بسرعة ليعرف ما بها ملاكه ..... خائف بشدة أن تكون علمت ولكن حتى لو عرفت لن يسمح لها بالبكاء أبدا .... مثلما لن يسمح لها بتركه !

اتجه لسيارته وتحرك وهو يحاول طمئنتها ولكنها لا تكف عن البكاء حتى انقطع الخط ففزع وأسرع أكثر وأكثر بالسيارة غير عابئ بالمخالفات أو الطريق

***

فى الفيلا

تجلس على الفراش تتنفس براحة ..... لأول مرة تمتن لتلك الشمطاء الصغيرة أنها أنقذتها

ظلت تهاتف شريف حتى أجاب أخيرا

جنى بعصبية: اتأخرت ليه فى الرد هستنى سياتك

شريف باستفزاز ووقاحة: هههه اهدى أعصابك يا عروسة ... شكله كدة نفخك ضرب ههههه

جنى بعصبية: شريييييف

شريف: خلاص خلاص بس المهم تدعى إن كل حاجة تحصل زى ما خططنا .... لإن أقل حاجة هتبوظ كل الليلة ..... سلام عشان حد داخل

أغلق الهاتف لتشرد بما خططا

فلاش باك

شريف فى الهاتف: بصى يا ستى اللى هيحصل إنك هتجيبيه لأى مكان بعيد عن القصر .... اشترى المكان ده أو أجريه مش هتفرق أهم حاجة إنه ميكونش فى القصر وتتفقى مع أى راجل إنه يساعدك عشان يخدره وينقله للسرير .... بس أهم حاجة يكون مخدر خفيف يعنى ربع ساعة بالكتير ويصحى

جنى باستغراب: ليه

شريف: لإننا هنحتاجه مفتح عينيه وبيتحرك

جنى: بس وهو إحنا هنلحق نعمل أى حاجة فى ربع ساعة

شريف بمكر: ومين قالك إننا هنعمل حاجة فى الربع ساعة .... إحنا عايزين اللى بعد الربع ساعة .... إنتى هتروحى الصيدلية وتطلبى منه أى حاجة تخلى الإنسان مش فى وعيه خالص يعنى يتحرك ويتكلم من غير ما يحس ولو الصيدلى شك فيكى ارشيه أو عرفيه إنتى بنت مين والحاجة دى حطيها فى عصير أو مايه أى حاجة يكون سهل يبلعها ..... وخلى بالك لازم تلحقيه قبل ما يغمى عليه من المخدر

جنى : تمام وبعدين

شريف: لازم تروحى لدكتور وتكشفى عشان تعرفى إيه هى الفترة اللى نسبة الحمل فيها أعلى وتبدأى تنفذى فى الفترة دى وكمان تسألى عن حبوب تساعد عن الحمل بسرعة

ثم أضاف بتحذير: جنى ... الحمل هو اللعبة كلها ... يعنى لو محملتيش كله هيبوظ


 

جنى باعجاب: يابن اللعيبة .... بس ما أنا ممكن أمثل عليهم الحمل عادى من غير ما يكون حقيقى

شريف بسخرية: وبرأيك هيدخل على أسد الحوار ده

جنى : خلاص خلاص بس هخليه يلمسنى إزاى

شريف: متقلقيش خالص الحباية هى اللى هتعمل كل حاجة .... آه ومتنسيش تصورى كل حاجة وتظبطى الفيديو وتحذفى أى حاجة تدل إنه مش فى وعيه تمام

جنى: خلاص تمام

باك

جنى بابتسامة شر: أما نشوف الهانم الصغيرة هتعمل إيه لما أدخل عليها أنا واللى فى بطنى

خرجت من الفيلا وذهبت للصيدلية لشراء اختبار حمل حتى تستعمله فيما بعد للتأكد

فى قصر ضرغام

دخل بسرعة وقلبه يتآكل خوفا ..... وصل لغرفتها وتردد ..... تذكر كم مرة دلف ورأى نفس النظرة .... تذكر كم مرة توسلها أن ترد عليه ولكن لم تستجب

حرك رأسه بعنف كأنه يخرج الأفكار من رأسه ... فتح باب غرفتها ودخل بهدوء ليجدها تتحرك فى الغرفة بعشوائية ودموعها تهبط ..... اقترب منها بسرعة وأحاط وجهها بكفيه

أسد بفزع: ملاكى ... بتعيطى ليه ؟!

نظرت له وهى تمط شفتيها كالأطفال سرعان ما ارتمت بأحضانه منفجرة فى بكاء أعنف

همس ببكاء وشهقات متتالية: أنا آسفة ... أنا بعشقك أوى ... أرجوك متسبنيش


 

أحس بنبضه يعود من جديد مزامنة مع عودته للحياة ..... شد على احتضانها وهو لا يصدق أن ملاكه عادت من جديد ...... نسى كل شيء وتذكر أنها فى أحضانه تخبره بمدى عشقها له


 

ابتسم ببلاهة وجنون وهو يرفعها لأعلى ومازالت بين أحضانه ..... يشتم رائحتها كالمدمن

يتنفس بسرعة وعنف يحاول تخزين أكبر قدر من رائحتها بداخله خوفا أن تعود تلك الباردة من جديد

أفاق من أفكاره على دفن رأسها فى عنقه ليشعر بالتوتر

ابتعدت عنه ببطئ ولازالت مرفوعة بين أحضانه تنظر له بعشق ودفئ

همس ببحة: مش هتسيبنى وتروح لجنى صح؟

وهنا وتذكر كل شيء فعلت أنفاسه لخوفه الشديد .... احضتنها بعنف يدفن رأسه بشعرها تارة وعنقها تارة غير عابئ لتألمها

همس بتألم: آه أسدى

رفعها كالعروس على يديه وذهب بها للفراش وسطحها عليه وسط استغرابها

وقبل أن تتفوه بكلمة وجدته نائم بجوارها ثم رفعها فوقه ويعود بدفن وجهه بعنقها

شعرت بالخوف الشديد عليه فصدره يعلو ويهبط بطريقة غريبة

صدمت وهى تستمع لصوت شهقاته العالية

همس بقلق: أسدى إنت بتعيط ؟!

أسد ببكاء: ليه دلوقتى؟ ... ليه مرجعتليش من شهر ؟ .... كانت كل حاجة اتغيرت

همس بحزن: خلاص والله آسفة بس متعيطش

ثم أضافت ببراءة وهى على حافة البكاء مرة أخرى: والله لو مبطلتش عياط هعيط أنا كمان وهبهدلك

ابتسمت مستمعة لصوت ضحكاته التى تضرب عنقها

رفعت رأسها عنه وظلا يتأملان بعضهما بعشق أهلكهما لمدة طويلة

أسد باستغراب: إنتى كنتى بتعيطى ليه ؟!

همس بغضب: عشان فى واحد بايت برة البيت من امبارح لأ وكمان أتصل بيه ألاقى الشرشوحة اللى اسمها جنى بترد عليا وقال إيه عرسان جداد .... وبعدين مش إنتم متجوزين بقالكم كتير إيه عرسان جداد دى ؟!

ابتلع ريقه بخوف وتوتر لا يعلم بما يجيبها

أسد بتوتر: ها ... لا ... يعنى هو ... أنا بعشقك أوى يا ملاكى

قالها باستسلام ... لم يجد نفسه سوى وهو يخبرها بمدى عشقه لها

تطلعت له بخجل وقد نست كل شيء ببساطة

نظر لها واقترب برأسه منها ببطئ

شعرت به يريد تقبيلها فوضعت يدها بسرعة على شفتيها مانعة إياه وتهز رأسها رافضة بعنف

نظر لها باستغراب لما فعلته لتجيب عليه

همس بتوتر: بصراحة يا أسدى .... إحنا هنخلينا كده لغاية لما نتجوز وأرجوك قبل ما تعترض دا طلبى ... هترفضه؟

زفر بعنف مجيبًا: ومن امتى برفضلك طلب

ابتسمت له سرعان ما شهقت وهى تسمعه

أسد: على العموم مش هتفرق لإن فرحنا بكرة

همس بصدمة: إيه فرح مين ؟!

ضربها على رأسها بخفة ومرح وهو يجيب: هيكون مين غيرنا يعنى .... وبعدين لو هتقدرى تبعدى عنى أنا مش هقدر

تطلعت إليه بعشق وقد استسلمت له فهى لن تقدر على بعده أبدا

أسد بحماس: سكوتك ده يعنى موافقة صح

هزت رأسها موافقة ... لم تكمل هز رأسها لتجد نفسها تسقط على السرير بعنف بعدما أزاحها وهو يركض للخارج صارخا

همس بذهول: يابن المجنونة ... يخربيتك هتفضحنا

ارتدت اسدالها والحجاب وخرجت وراءه بسرعة لتعلم ما سيفعل

صرخ مناديًا كل من بالقصر حتى خرجوا من غرفهم

ماجد بغضب وتهكم: جرى إيه يالا مصحينى على صريخك ليه بتولد ومنعرفش

انفجر سامر ضاحكا ثم ابتلعها سريعا بعدما وجهت له تلك النظرة


 

أسد باستفزاز: معلش يا جدى عارف إنك عجزت وشيخت كان لازم أراعى وجود الناس اللى فى سنك

ماجد بغضب: قليل الأدب صحيح

سعيد بزهق: أووف ياجماعة خلصونا بقى ... فى إيه يا أسد

أسد بفرحة : بكرة فرحى أنا وهمس

نظر له الكل بصدمة وذهول ليضحك عليهم

أسد: ههههه لا بقولكم إيه أنا ورايا حاجات كتير .... خلوا صدمتكم دى بعدين

قال جملته وجاء ليخرج لكن وقع نظره على ملاكه ليتجهم وهو يراها بهذا الثوب

اتجه لها بسرعة وسحبها لغرفتها بغضب مغلقًا الباب بعنف

همس بقلق: فى إيه ؟!

أسد بغضب: إيه اللى إنتى لابساه دا يا هانم

همس باستغراب وهى تنظر لثوبها الأكثر من محتشم: ماله يا أسدى وحش ؟!

أسد بغضب وصوت عالى: إنتى يابت هتجننينى أنا مش مانعك من اللبس الضيق واللون الأزرق وبعدين أنا مش اشتريت الاسدال ده قبل كدة ولا شوفته

تطلعت إليه باتساع وكأنه برأس أفعى

همس بزهق: نعم .... أولا الاسدال واسع وحتى الحزام واسع عن وسطى كتير ثانيا إنت مانع الألوان كلها مش أزرق بس وثالثا ترنيم اللى ادتهولى هدية

أسد ببرود: أنا قولت ضيق يبقى ضيق وبعدين أنا مش مانع الألوان عنك

همس بغضب وهى ترفع اصبعها فى وجهه: مش مانع الألوان عنى ؟! دا إنت يا مؤمن بتلبسنى ألوان زى الزفت ... عمرك شفت حد بيلبس لون فوسفورى .... إيه خايف أتوه منك فى الضلمة .... آااااه

صرخت بألم بعدما عض اصبعها لتخرجه بصعوبة من فمه وهى تدعكه وتنظر له بحقد طفولى ثم تعطيه ظهرها

زفر بغضب متطلعًا إليها ثم اقترب وأدارها نحوه وهو يقول

أسد: خلاص بقى يا حبيبتى الله ... وبعدين ما إنتى اللى قمر أعملك إيه ؟!

همس بتريقة: خلاص بقى يا حبيبتى نانانانا

أسد بصدمة: نهارك اسوح بتقوليلى أنا نانانانا .... شكلك محتاجة أعض لسانك ده بدل صوبعك

شرد قليلا بها لتنجرف أفكاره تلقائيا

نظرت له بفزع بعدما علمت ما يدور بخلده سرعان ما بدأت تضربه على صدره وهى تسبه

همس بصراخ: آه يا سافل يا واطى يا حيوان يا منحرف يا ... يا ....


 

صمتت لا تعلم بما تسبه أيضا ليساعدها دون وعى منه وهو يقول

أسد بتلقائية: يا ***

وضعت يديها على فمها وهى تستمع لتلك السبة الوقحة ... كيف نطقها ؟!

نظر لها بصدمة لا يعلم كيف سب نفسه فتنحنح بخفوت لينسيها ما حدث

أسد بحرج: طب إنتى عايزة إيه دلوقتى

همس وقد نست ببراءة كعادتها: عايزة ألبس ألوان

أسد: زى إيه ؟!

همس بحماس: إسود

أسد بصدمة: نهار إسود على دماغك .... تلبسى إسود عشان ييجى عيل تافت يستظرف ويقولك الأسود يليق بك وبعدين يقدملك الكتاب ويكتبلك عبارات حب فيه ما تلمى نفسك يا بت إنتى

همس بزهق: طب أحمر

أسد بغضب: نعم ليه ناقصة إثارة إنتى يعنى ولا إيه

همس: أووف طبعا أزرق لأ

أسد ببرود: ومعاه الأخضر كمان أنا مش ناقص ألوان تبين عيونك أكتر

همس: طب نقسم البلد نصين وألبس أصفر

أسد: آاااه ما دا الناقص يا روح أمك .... تلبسيلى أصفر عشان تبانى أكتر بين الناس لأ ومختارالى لون أصفر وعيونك زرق وشعرك اسود.... أنا غلطان إنى بتكلم مع عيلة زيك .... أنا مقامى أكبر من كدة أساسا

همس بتريقة: مقامك ! ليه ما شوفتش نفسك برة من شوية .... كان شكلك مسخرة بصراحة ...... آاااه

صرخت بفزع راكضة قبل أن يمسكها حتى وصلت للحمام بصعوبة وأغلقت على نفسها

أسد من الخارج: ماشى ماشى والله لأوريكى بتجرى منى زى البطريق يا أوزعة

همس بكبرياء وشموخ ينافى حالها وهى تجرى منه: إنت اللى زرافة ولو سمحت وقتى ثمين ومش هضيعه معاك

ابتسم بخفوت على حالهما الذى يعشقه

أسد بتنهيدة: ماشى يا ملاكى ... المهم ... أنا هبعتلك كل حاجة تحتاحيها عشان الفرح وهخلص كام ورقة فى الشركة وآجى علطول .... ومتطلعيش برة عشان هبعت ناس يعاينوا القصر من برة ويجهزوه ... آه كنت هنسى .... هتوحشينى

همس بخجل من الداخل: وإنت كمان هتوحشنى

خرج من الغرفة متجها لشركته وهو فرح للغاية وقد نسى ما حدث فى الصباح وقرر أن يعيش بسعادة معها وسيتعامل بطريقته الخاصة مع جنى

فى الشركة يتحدث أسد مع مازن على الهاتف

أسد : لازم تيجى الفرح

مازن بسعادة: يارب فرحتك تكمل وربنا يجمعكوا فى الخير يارب ..... أنا كنت هنزل كمان أسبوع بس عشان خاطرك هحجز طيارة بكرة وأجيلك يا معلم

أسد: تمام يلا سلام بقى عشان ألحق أخلص

مازن: سلام

انشغل فى إنهاء العمل حتى يأخذ أجازة طويلة يقضيها مع معشوقته الصغيرة

عادت للقصر لتجد بعض المهندسين والعمال خارج القصر

جنى باستغراب: هو فى إيه

أحد العمال: أسد بيه بعتنا عشان نشوف القصر ونعاينه

جنى: ليه؟!!

العامل: أصل فرحه بكرة

صدمت مما سمعت لم يكن فى حسبانها أن يتزوجا بسرعة ... ظنت أنها ستحتاج شهر على الأقل حتى تقبل بزواجه وفى تلك المدة تتأكد من حملها ولكن الآن كل شيء قد تدمر

صعدت لغرفتها سريعا وقد أخبرت شريف بكل شيء

شريف بعصبية: إزاى ... لأ مش هسمح بكدة إنتى تتنيلى تتصرفى

جنى بعصبية: أتنيل أتصرف إزاى أنا عقلى وقف

شريف بغضب: جنى مليش فيه تتصرفى وتحلى الموضوع

جنى: ماشى تمام

عاد ليلا بعد ساعات من العمل الشاق

دخل القصر ليجد الجميع جالس وملاكه تبكى وتنظر له بعتاب واتهام

وقع قلبه وهو يستمع لكلمات تلك الشيطانة

جنى بمكر: أهلا بجوزى أخيرا وصلت مشوفتكش من ساعة ما سيبتنى الصبح


تطلع إليهم بصدمة نقل بصره لملاكه الباكية فى حضن ترنيم ... لا يعلم ما يفعل ... حتى أنه لا يعلم ما يشعر به الآن ... ظل يتطلع إليها كأنه يرجوها أن تنسى ... ولكن كيف تنسى وهو لم ينسى؟

اقتربت جنى منه ووضعت يدها على صدره

جنى بخبث: كدة يا حبيبى تسيبنى يوم صبا ... آااه

أطلقت صرخة مؤلمة بعدما دفعها وصفعها بعنف حتى خرجت الدماء من شفتيها وأنفها

ماجد بغضب: أسد إي ...

أسد بصراخ وغضب وقد بدى عليه للجنون واللا وعى: إنت بالذات متتكلمش ... إنت السبب فى كل حاجة .... إنت اللى دخلت ال**** دى حياتنا .... أنا اترجيتك .... اترجيتك وإنت رفضت .... إنت السبب .... إنت السبب

يكرر تلك الجملة بجنون وهستيرية وهو يهز رأسه بعنف وقد عادت صورة ملاكه تبتعد عنه مرة أخرى

سامر بقلق: أسد إنت مش فى وعيك دلوقتى .... اهدى كدة

أفاق من نوبة جنونه على تلك الشهقات العالية التى تمزقه إربا

نظر لها بحزن وهو يقترب منها ..... توقف أمامها عاجزًا .... لا يستطيع البعد عنها وخائف .... خائف أن يقترب فتبتعد هى ... نظر لها وقد سقطت دموعه هو الآخر


 

رفع يده ببطئ وارتعاش ليتلمس وجهها لكن أفاق بصدمة على صوت تلك الكريهة

جنى بصوت عال: أنا حامل

أسد بصراخ وهو يقترب منها :نععم يا روح أمك حااااامل .... مفكرانى أهبل يا بت .... حمل إيه اللى يتعرف فى كام ساعة

جاء ليضربها ولكن وقف ماجد بينهما ليمنعه

ماجد بغضب: اهدى بقى عامل نفسك فتوة ليه خلينا نقعد ونسمع كل حاجة عشان نقرر

جاءت همس لتركض مبتعدة ولكن منعها صوت ماجد

ماجد: حفيدتى ..... إنتى كمان لازم تقعدى معانا

أغمض عينيه بعنف ..... ثم فتحهما وهو يرمق ماجد بكره ... هو سبب المشاكل ... وبعد كل هذا يطلب من ملاكه أن تجلس معهم لتفهم كل شيء

يعلم كم مؤلم هذا الشعور ... يعلم أنها تعانى بشدة وذلك العجوز يزيد معاناتها بجلوسها معهم

جاء ليعترض لكن صمت وهو يراها تتجه بآلية وتجلس

جلس الجميع فى مكانه لا يسمع سوى صوت شهقات خافتة وأصوات تنفس عنيفة مرتفعة

ماجد بهدوء: دلوقتى جنى قالت إن جوازكم تم امبارح ... والكلام ده مفيهوش غلط يا أسد هى مراتك وأحق بيك لكن الغلط إنها تبقى حامل وإنتوا متفقين على طلاق ... صح؟


 

أسد بعنف: لأ مش صح ..... أنا مش فاكر حاجة .... كل اللى فاكره إن ال**** دى اتصلت بيا وهى بتصرخ وروحتلها وبعدها مش فاكر حاجة غير إنى صحيت وأنا .... وأنا ....


 

لم يستطع إكمال ما حدث وهو يرى الألم مرسوم على ملامح معشوقته البريئة

أسد : وبعدين إزاى قدرت تعرف إنها حامل فى كام ساعة بس بعد ... بعد اللى حصل

جنى بتوتر: ماهو ... ما هو الدكتور قالى إنى هتأكد أكتر كمان أسبوع بس قال إن بنسبة كبيرة جدا أنا حامل

أسد بصراخ: حتى لو حامل هينزل ... أنا مستحيل أخلف غير من ملاكى وبس

همس بصراخ وشهقات متتالية: بطل بقى .... ولما إنت مش بتحبها ..... ليه عملت اللى فى الفيديو ده

نظر لها بصدمة شديدة ..... هل رأت الفيديو؟ هل عرفت كل ما منعه عنها؟ يعلم أنه غبى لتفكيره بتلك الطريقة فى هذا الموقف ولكن ... لكن ..... آاااه سأقتلهم جميعا

اقترب منها بسرعة وهو يسألها بخوف

أسد بفزع: إنتى .... إنتى شوفتى إيه فى الفيديو

ماجد بنبرة ذات مغزى فهو يعلم كل شيء: متقلقش هى شافتكم وإنتم فى حضن بعض وبتبوسوا بعض وبعدها أنا أخدت الفيديو وقفلته

تنفس الصعداء بعدما ارتاح أنها لم تعلم .... على الأقل لديه مصيبة واحدة وليست اثنتين

ماجد برزانة: أسد .... بعد اللى حصل ده أنا بقول نأجل الفرح على ما ....

أسد بصراخ وخوف: مستحيل ... ده على جثتى أنا ... فرحى هيتم مش هيتأجل تانى أبدا

أمسكها من ذراعيها يرجوها وبدأت الدموع تتجمع فى عينيه

أسد باختناق: ملاك أرجوكى متعمليش كدة .... أنا بحبك ومقدرش أبعد عنك أبدا .... والله العظيم مش فاكر حاجة .... أنا بعشقك إنتى ومستحيل أخونك


 

ثم أضاف بضعف : أنا ..... أنا هموت لو بعدتى عنى أكتر من كدة ...... والله مش هقدر أكمل لو بعدتى يوم واحد ..... أرجوكى متضيعيش اللحظة دى من إيدى .... أرجو .... كى

قالها بتقطع وقد أطلق السراح لدموعه

وكالعادة ذلك الصغير النابض قد حن وخضع لصاحبه ومالكه ..... لم تستطع أن تراه بتلك الحالة ..... لم تقدر أن تكون السبب فى ضعفه

اتسعت عينيه وهو يشعر بها تحتضنه بشدة وقد ارتفع صوت بكائها

ضمها إليه بلهفة يقبلها بسرعة وعنفوان فوق حجابها وعلت شهقاته هو الآخر

أسد ببكاء: آسف سامحيني

ابتعدت ببطئ ومسحت دموعه بيديها الصغيرتين

همس ببكاء وهى تزم شفتيها: متعيطش ..... إنت أسدى اللى مش بينكسر أبدا

نظر لها بفرحة عارمة وجاء ليحتضنها مرة أخرى لكن أفاق على صوت ذلك الكريه

ماجد: يعنى موافقة إن بكرة يتم الفرح

نظرت لأسدها بابتسامة أسرته ثم هزت رأسها موافقة

فرح بشدة لموافقتها وأسرع بامساك يدها وأخذها خلفه حتى لا تتأثر بأى كلام منهم وتغير رأيها

توقف بمنتصف الدرج ثم نظر لجنى التى تتآكل غضبا وقد فشلت كل مخططاتها

أسد بغضب وقسوة: جنى ..... إنتى طالق بالتلاتة ..... أصحى بكرة ألاقيكى مش فى القصر ... وبالنسبة لحملك فجهزى نفسك عشان لو فعلا حامل يبقى اتشاهدى على روحك قبل روحه

قال كلماته ثم سحب خلفه ملاكه المتفاجئة من قسوته

تسمرة من صدمتها ثم ركضت لغرفتها بعصبية وهى تبكى بشدة وغضب

فى الأسفل

نظر سعيد لوالده بعتاب

زفر ماجد بعنف قائلا: نعم يا سعيد فى إيه؟

سعيد بعتاب: إنت غلطان من الأول يا بابا لو مكونتش دخلت جنى فى الموضوع من الأول كان زمانهم فرحانين فى حياتهم

ماجد بغضب: وأنا كنت أعرف منين إن حفيدتى هتحبه وتتمناه جوزها .... أنا كنت بحسبها بتعتبره أبوها فخوفت عليها إنه يضرها لما تكبر ..... وبعدين جنى اتغيرت أوى من بعد ما سافرت برة ..... أنا كنت فاكرها لسة جنى البنت الطيبة بس واضح إن العيشة برة غيرتها


 

ترنيم باستغراب: بس الموضوع فيه حاجة غلط إزاى أسد مش فاكر حاجة


 

ماجد بشرود: أنا متأكد إن جنى ورا كل ده .... أكيد عملتله حاجة لإن أسد مستحيل يخون حفيدتى بس مش هسمحله إنه ينفذ اللى قاله ويقتل ابنه أبدا

سامر بتنهيدة: مش مهم دلوقتى أى حاجة ...... خلونا نخلص من بكرة بس وبعدين نشوف كل حاجة

فى غرفة جنى

جنى فى الهاتف بعصبية وصراخ: كل حاجة فشلت .... كل حاجة فشلت

شريف بعصبية هو الآخر: يعنى إيه فشلت .... إزاى؟

جنى ببكاء: مش عارفة .... أنا قولت أتصرف فعرفتهم باللى حصل ووريتهم الفيديو وقولتلهم إنى حامل بس ولا حاجة نفعت ..... لأ وكمان .... وكمان طلقنى بالتلاتة وفرحهم هيتم بكرة

شريف محاولا الهدوء: خلاص اقفلى إنتى وأول ما أشوف حل هبقى أتصل بيكى

جنى بصراخ: نعم لسة هستنى بقولك طلقنى

شريف بعصبية: بت إنتى أنا مش خدام أهلك ... لو مش عجبك اتصرفى إنتى

أغلق الهاتف بوجهها لتلقيه باكية بشدة وقد قررت أن تبتعد تلك المدة حتى يجد شريف حلًا

لن تنتظر أن يتم طردها على يد من تعشقه

فى غرفة سعيد

يجلس أعلى فراشه يبكى وينظر لصورة تجمعه مع عائلته

سعيد بخزى: أنا السبب .... أنا اللى ما أخدتش بالى منكم ..... سامحينى يا سمر إنى اخترت سمية أم ليكم ...... يمكن لو مكونتش اتجوزتها وسمعت كلام أبويا كنتو مجيتوش الدنيا بس على الأقل محدش كان هيتعذب

سامحنى إنت كمان يا شريف ..... بس مهما حصل هفضل أحبكم وأفتكركم دايما

قبل الصورة ثم أخذها فى أحضانه كالعادة يبكى على عائلته التى لم يتبق منها سوى سامر

فى غرفة همس

استطاع بصعوبة اقناعها بأن تظل فى حضنه حتى تنام ثم يذهب لغرفته

ملس على شعرها بحنان وهى فوقه وقد أحس بحمل أزيح من عليه

أسد فجأة: قولى عايزة إيه يا ملاكى

همس بصدمة وعيون متسعة : إزاى عرفت إنى عايزة أقول حاجة

أسد بعشق وفخر: أنا اللى مربيكى .... أنا اللى شكلتك من وإنتى صغيرة ..... والأهم من كل ده إن .... إنى أنا اللى بعشقك أكتر من أى حد فى الكون ده كله


 

نظرت له بهيام وقد تأكدت الآن أنها لن تندم على مسامحتها له أبدا

أسد: يلا بقى قولى بتفكرى فى إيه

همس بتوتر وخجل: بص .... بصراحة كنت .... كنت عايزة أكشف

نظر لها بفزع : ليه إنتى تعبانة .... حاسة بإيه

همس مطمئنة إياه: أنا كويسة بس يعنى كنت ..... كنت عايزة أعرف أنا حامل ولا لأ

انتفض مكانه كمن لدغته أفعى وأمسكها من خصرها بسرعة وهى على قدميه حتى لا تقع

أسد بصراخ: نعم يا روح أمك .... حمل إيه يا بنت الج ....

همس بغضب طفولى: متشتمش

أسد محاولا الهدوء: ما إنتى اللى بتقولى كلام غريب بردو

همس بخجل: ليه يعنى مش إنت حضنت وبوست العقربة وبقت حامل .... وإنت عملت كدة معايا ليه ما كونش حامل أنا كمان

زفر براحة بعدما فهم قصدها سرعان ما توتر وهو لا يعلم بما يجيبها

أسد بتوتر: أصل .... أصل بصراحة مش ده يعنى

همس ببراءة: أمال إيه يا أسدى

أسد وهو يفرك خلف عنقه: هو .....هو يعنى ...

همس بإستغراب: هو إيه؟!

أسد بعصبية ليخفى توتره: خلاص بقى الله

نظت له بغضب طفولى ليضحك بخفوت عليها

أسد بهدوء: بصى بقى يا ملاكى ..... إحنا هنتجوز بكرة بإذن الله يبقى نوعد بعض إن محدش فينا يخبى أى حاجة عن التانى.

أومئت له موافقة بتردد سرعان ما تألمت وهو يمسكها من أذنها ويشدها

أسد: النظرة دى أنا عارفها كويس .... قولى يا مصيبتى القصيرة عملتى إيه ومخبياه عليا

همس بتردد: فاكر لما إنت شفرت التليفزيون ومخليتش فيه إلا قناة إو اتنين للكرتون

أومئ لها بهدوء يمنع ابتسامته من الظهور فقد علم ما تقصد

همس بتوتر: بصراحة ... بصراحة أنا خليت جدو يساعدنى إنه يشغل قنوات تانية كمان.

انفجر ضاحكا عليها وعلى غبائها

عقدت حاجبيها بغضب تلكزه فى صدره

تمدد على الفراش مرة أخرى وهى فوقه ومازال يضحك حتى قال

أسد بضحك وتهكم: آااه قصدك القنوات التعليمية للأطفال وقنوات ماتشات الكورة

شهقت بعنف وهى ترفع رأسها وتنظر له بصدمة

أسد بضحك: إنتى مفكرة إن ممكن يحصل حاجة تخصك من غير أمرى

همس بغضب: إنت بتستغفلنى يا أسدى

أسد ببراءة مصطنعة: طب ما إنتى عملتى كدة لما خبيتى عليا

همس بغباء: تصدق صح

ضحك عليها وعلى وسذاجتها سرعان ما اختفت وهو يستمع لها

همس: أسدى ..... لو هى حامل فعلا هتتخلى عن ابنك ..... بلاش القسوة دى يا أرجوك

أسد منهيا الحديث: نامى يا حبيبتى ... نامى عشان فرحنا بكرة وفى حاجات كتير هتجهز

ابتسمت بخفوت متذكرة أنها ستحمل اسمه غدا

اختفت ابتسامتها تدريجيًا تفكر من سيسلمها له

زفرت ببطئ ثم قررت النوم وعدم التفكير مرة أخرى فى ذلك

يعلم جيدا ما يدور بداخلها وقد أقسم أن يجعل ليلة زفافهم ليلة لا تنسى أبدا

احتضنها مبتسمًا بهيام ويفكر عما سيحدث غدا

**

حملت جنى أغراضها وقد قررت الذهاب لأحد الفنادق بعد الفجر لن تمنحهم فرصة النظر لها بانتصار

لن ترحل أمامهم منخفضة الرأس قضت ليلتها تفكر كيف تلغى الزفاف حتى أذن الفجر فارتدت ملابسها للرحيل

صباح يوم جديد

استيقظ الجميع وهم على قدم وساق يعملون بجد لينتهوا سريعا ولم يلحظ أحد غياب جنى

بالرغم من استياء هذان العاشقان لبعدهما ذلك اليوم عن بعضهما فكل منهما منشغل إلا أن كلما تذكرا السبب يبتسمان بهيام وسعادة شديدة

***

فى الشركة

جالس وابتسامة عاشقة على وجهه حتى زالت وهو يتذكر شيء هام

فتح درج مكتبه وحرك بعض الأوراق حتى وجد ضالته

ظل يقرأ الورقة أكثر من مرة خاصة تلك الجملة (عقد زواج) وتوقيعه هو وملاكه !!

شرد قليلا فى الماضى

تذكر وقت بلوغها ..... جهز تلك الورقة وجعلها توقع وكالعادة فعلت دون اعتراض فهى تثق به كثيرا

أعد كل ما يلزم ليتم هذا الزواج حتى ولو كان بواسطة محامٍ وليس قانونيا فعلى الأقل هو زواج بالنهاية

جعل مازن وكيلا لها يعلم أن مازن سيحفظ السر أو بمعنى أصح سينساه بمرور الزمن وجهز كل الأوراق اللازمة

ظن بتلك الورقة سيحلل قربه لها ولكنه قلل الشعور بالذنب ولم ينهيه أبدا

فى كل مرة يقترب منها يشعر بالذنب وتأنيب الضمير

لكن يذكر نفسه بتلك الورقة دائما فيشعر بالراحة قليلا على الأقل هى زوجته أمام الله حتى ولو لم تكن زوجته أمام الناس

لو علم بحبها لأخبرها فورا ولكن خاف أن تنفره

لذلك حافظ عليه سرا وللعجب قد تناسى هو أيضا أمر تلك الورقة ولم يتذكرها سوى الآن

نظر للورقة مطولا قبل أن يقطعها لأشلاء صغيرة

أسد بابتسامة للورقة: مش محتاجك تانى ولا دلوقتى ولا بعدين

ظل لوقت متأخر فى الشركة ينهى العديد من الأعمال حتى ذهب للقصر ليتجهز

حتى الآن كل شيء يحدث كما يريد عدا طبعا ذلك الكم من الذنوب التى أخذها وهو يسب ماجد الذى رفض أن يجعله يرى ملاكه الصغير

وقف أمام المرآة يعدل شعره وقد علت الموسيقى بالأسفل وبدأ الناس بالحضور

تمنى أن يقام الزفاف فى تلك القاعة التى بناها خصيصا لها ولكن الوقت ليس فى صالحهم وما شجعه على ذلك هى فرحة ملاكه بإقامة الزفاف فى حديقة القصر

يدندن بسعادة مع الموسيقى حتى أفاق على فتح الباب بعنف

نظر بعنف تجاه الباب سرعان ما تحول لفزع وهو يرى ملاكه تبكى بشدة وتندفع لحضنه.


احتضنها بقلق شديد يحاول طمئنتها حتى هدأت قليلا

ابتعد عنها دون اخراجها من حضنه وهو يملس على وجنتها: مالك يا قلبى بتعيطى ليه

همس باختناق: الفستان اتقطع ميت حتة و .... والميكب أرتيست لسة مجتش لحد دلوقتى والمعازيم قربوا يوصلوا


 

نظر لها باستغراب وذهول فقد كان كل شيء مجهز فى الصباح


 

أسد باستغراب: إزاى الفستان مقطوع أنا بعتهم يجيبوه امبارح بالليل وكان سليم

همس ببكاء: مش عارفة أنا أول ما صحيت الفجر حطيته على السرير وروحت قعدت مع ترنيم ونمت هناك ولما دخلت الأوضة لقيته باظ خالص

أسد بغضب: نعم .... وحياة أمك نمتى معاها !

همس بصراخ ممزوج ببكاء: آااه أنا فى إيه ولا إيه

أسد بتراجع: خلاص اهدى الله ... هشوف حل بس هعاقبك على نومتك معاها

نظرت له بغيظ لتخرج سريعا من الغرفة وهى تقول

همس بصراخ: ماشى خليك فى نومتى وسيب فرحنا ..... خلينا نأجلة بقى

أسد بخوف: نهار اسود نأجل إيه لأ مش هينفع

توقف فجأة عندما تذكر عدم ظهورها حتى الآن

ذهب لغرفتها سريعا فوجدها فارغة من كل شيء ليسب بصوت عالى وقد أدرك أنها الفاعلة

أسد بغضب: وحياة أمى لأوريكى

ذهب لغرفته مرة أخرى واتصل بمركز للتجميل

الموظفة: أيوة يا فندم أى خدمة

أسد بغضب: معاكى أسد ضرغام ... ممكن أعرف فين مدام روان ..... الساعة بقت ٨ دلوقتى ..... فرحى هيبوظ عشان إهمالكم

الموظفة بخوف: المدام يا فندم جات انهاردة الصبح وقالت إن حضرتك وهى لغيتوا الحجز

أسد بصراخ: وهو أى عيلة تيجى تقول كلمتين تصدقيهم

الموظفة: العفو يا فندم بس هى مرات حضرتك فعلا وقالت إن فرحكم اتأجل وأنا اتأكدت من البطاقة بتاعتها واسمها تقريبا مدام جنى أو جنة

لعنها فى سره وقد تأكد أنها السبب

أسد محاولا الهدوء: طب أنا عايز مدام روان تيجى حالا

الموظفة: حالا يا فندم هنبعتها

أغلق أسد الهاتف بوجهها بفظاظة ثم اتصل بدار للأزياء

أسد: معاك أسد ضرغام .... محتاج فستان فرح بسرعة فى خلال ساعة بالكتير يكون وصل

.......: تمام يا فندم عايزه يكون ...

أسد مقاطعا: ابعتلى صور لأحسن الفساتين وأنا هختار

......: تمام يا فندم حالا يكونوا عندك

بعد مدة قصيرة وصلت له صور للعديد من الفساتين ولكن لا شيء يليق بملاكه حتى .....

اتسعت عينيه وهو يرى ذاك الفستان ... سيكون رائعا على ملاكه كما أنه يشبه قليلا الفستان الأصلى


 

اختاره أسد وأخبرهم بإضافة بعض التعديلات عليه ليناسب المحجبات

اتجه لملاكه منتظرًا وصولهم

____

فتح باب غرفتها ودخل ليجدها تبكى على الفراش

أسد وهو يحتضنها: خلاص بقى يا ملاكى ..... أنا اتصرفت وكل حاجة هتم

همس بصدمة: بجد

أسد بابتسامة: أيوة بجد .... ساعتين بس وتكونى جاهزة

همس بقلق: بس المعازيم هيملوا ويمشوا

أسد بفرحة وحماس: أحسن عشان محدش يشوفك غيرى

همس بهيام وهى تنظر له: طالع حلو أوى

اقترب منها بهدوء قائلًا: إنتى أحلى

سرعان ما تحول عشقه لغضب : تعالى بقى هنا ..... إزاى تنامى مع ترنيم

همس بضجر وهى تدفعه للخارج: يا ربى ..... بعدين بعدين نبقى نشوف الموضوع ده ...... امشى يلا بقى عشان جدو لو شافك هيزعق

أسد بزهق: أوف هو أنا ناقصك إنتى كمان أنا ...

قطع كلامه صوت اغلاق الباب فى وجهه لينظر للباب بصدمة

أسد بغضب ضاربًا الباب: على فكرة اللى بتعمليه ده قلة زوق ومفيش واحدة محترمة بتعمل كدة فى جوزها وحبيبها أبدا ..... ومتحطيش مكياج كتير عشان مزعلكيش

قال آخر كلماته صارخا وهو يتجه لغرفته

ضحكت عليه بخفوت وعلى تصرفاته الطفولية معها ..... فمن يراه معها لا يصدق أنه صاحب امبراطورية ضرغام أبدا

____

فى إحدى السجون

شريف فى الهاتف بعصبية: يعنى إيه مش هتعرف تخرجنى

مدحت بزهق: أنا دلوقتى فى مهمة وهتخلص كمان كام يوم فاستنى شوية

شريف بغضب: بس إحنا متفقين انهاردة هخرج

مدحت: بس مدفعتش وأنا مش همشى بالاتفاقات ..... اللى معاه فلوس يبقى الأول

شريف: بس أنا قولتلك هدفعلك أول ما أخرج .... كدة مش هينفع أنا محكوم عليا بالإعدام وفاضل كام يوم على جلسة الاستئناف يعنى يوم ما أتشقلب هاخد سجن طول حياتى وأنا مش هستنى أما أتعفن هنا


 

مدحت بزهق: خلاص بقى يا باشا ..... هخلص المهمة اللى أنا فيها على السريع وهخرجك بس المهم الفلوس تجيلى ولو لعبت بديلك أنا هعرف أجيبك إزاى


 

شريف: متقلقش أخرج من هنا وهظبطك بس إنت ضامن إنك هتعرف تخرجنى ولا أدور على غيرك

مدحت: عيب عليك ..... زى ما عرفت أدخلك محمول فى الإنفرادى هعرف أخرجك كويس

شريف: ماشى تمام بس بسرعة بقى يلا سلام دلوقتى

مدحت: سلام يا باشا

أغلق وهو يشعر بالغيظ خطط للهرب فى الصباح حتى يستطيع منع الزفاف ولكن فلينتظر كم يوم فقط .... سيتركهم يستمتعون قليلا قبل الانتقام

____

فى قصر ضرغام

خرجت همس من المرحاض بعدما تحممت وقاموا بتجهيزها وبصعوبة استطاعت اقناع أسد بوضع القليل والقليل جدا من مستحضرات التجميل

انتظرت حضور الفستان بتوتر حتى جاء أخيرا

تطلعت إليه بلهفة لتصدم

فستان أسطورى .... ملئ بالماسات الصغيرة اللامعة .... يتسع بشدة من الخصر حتى القدمين ذو ذيل طويل .... يحتوى على نقوش فضية اللون .... كادت عينيها تخرج قلوبا

حسنا ليس بروعة القديم ولكنه مذهل .... لم ترى مثله من قبل ..... فرحت بشدة فأسدها كل لحظة يثبت أنه بجانبها يدعمها وينقذها دوما

ارتدته بلهفة ثم وضعوا حجابها فكانت ملاكًا

ظلت البسمة على وجهها وتدعو الله أن يتم زواجها بخير ويجعلها زوجة صالحة لأسدها

وضعت الفتيات الطرحة على وجهها واستعدوا

فتح الباب لتفاجئ بترنيم وياسمين أمامها يبتسمان

احتضنتهما بشدة وهى تضحك بسعادة

همس بسعادة لترنيم: أنا كنت بحسبك هتقعدى مع المعازيم على ما أنزل

ترنيم مقبلة جبينها: وأسيب القمر يا ناس ..... يخربيت حلاوتك يا شيخة إيه الجمال ده

ابتسمت بخجل وبراءة ثم نظرت لياسمين

همس: كنت هزعل لو مش جيتى

ياسمين بحنان وهى تربت على وجنتها: وهو أنا عندى كام همس يعنى إن شالله لو هولد دلوقتى لازم أحضر فرحك بردو

همس بفرحة: كنت مفكرة إن محدش هيبقى جنبى

ترنيم بابتسامة: أولا إنتى معاكى أسد دايما ثانيا هو من الصبح عمال يأكد علينا إننا نحضر وناخدك من إيدك ونوصلك

قالت آخر جملتها وهى تمسك يدها وفعلت ياسمين المثل ليمشيا بها باتجاه الدرج الداخلى حتى خرجا من القصر

وقفا أمام الدرج الخارجى

نظرت بذهول للحديقة التى أصبحت أجمل من أى قاعة وما أبهرها أسدها الوسيم المتطلع إليها بصدمة ! لتجد ياسمين تتركها وكذلك ترنيم و

ثانية واحدة وأصبحت يدها بيد مازن الذى استلمها ليهبط بها

____

أما ذلك العاشق ... فهو ينظر لها بعشق خالص وقد صدم من جمالها .... يا الله أهذا الملاك له وحده .... نظر لها ببلاهة حتى أفاق من شروده على إمساك مازن ليدها

ضغط على يده عدة مرات حتى يتمالك نفسه ..... وهو يعد فى سره عشر ثوانٍ ... فقد ضحى بأن يلمس أحد يدها فى سبيل سعادتها ..... يريدها أن تعلم أن عائلته عائلتها وتساندها .... لو كان أسد القديم لرفض أن يراها أحد حتى .... لكن اقتنع بكلام مازن أن يكف عن أنانيته وما شجعه رؤية نظرة الحزن بعينيها وهى بين أحضانه أمس تفكر عمن يسلمها له


 

أفاق من أفكاره ليجد سامر يستلمها من مازن ويهبط بعض الدرجات ليزفر بغضب وعمق يمنع نفسه من قتل هذان الغبيان ثم بدأ بعدّ عشر ثوانٍ أخرى

_____

هبطت مع مازن بسعادة وقد علمت أن كل شيء من تخطيط عاشقها أفاقت على كلمات مازن لها

مازن: اوعوا تسيبوا بعض أبدا هو بيعشقك جدا لدرجة ....

توقف وهو يبتسم لها ويسلمها لسامر

أمسك سامر يدها مكملًا: لدرجة إنه وافق يقلل غيرته فى سبيل سعادتك وخلانا نمسك إيدك بس زى ما قولتك يقلل مش يمحى لإنه .....

ظلت تبتسم بسعادة وتنظر لعاشقها ومعشوقها ..... تعلم كم هو غاضب ستراضيه وتسعده فيما بعد

وجدت سامر يترك يدها لتجد سعيد يتولى الأمر

سعيد بحنان ممزوج بضحك وهو يهبط بها: لإنه خلى سامر ومازن ينزلوا بيكى درجتين بس عشان ميمسكوش إيديكى لفترة طويلة وأقسم إنه هيعد الثوانى ولو زادوا عن عشرة وهما نازلين بيكى هيطلع ياخدك وينهى الفرح وكمان هيأجل فرح سامر ويخلى ياسمين تعيش هنا بعيد عن مازن

ضحكت برقة وسعادة فهو لن يتغير أبدا

وجدت ماجد ينظر لها بحب ثم قبل جبينها فوق طرحتها وتسلم يدها

ماجد بحب وهو يهبط: إنتى حفيدتى حتى لو مش بالدم .... أنا عمرى ما هنسى أول يوم اتكلمنا فيه .... وقتها إنتى رجعتينى لماجد القديم .... خليتينى قدرت ألحق الباقى من عيلتى قبل ما تضيع كلها .... أنا جدك قبل ما أكون جد أسد .... فاهمة

نظرت له بعيون دامعة من تحت طرحتها وهى تومئ بالإيجاب

هبط بها الجد آخر درجة ليجد أسد ينفض يدها من يده ويمسكها بسرعة مزمجرًا بغضب

أسد بغضب وهو ينظر لماجد: ابقى اترحم على حفيدك وصاحبه

ماجد بصدمة: نعم .... مش إنت اللى قولتلنا ...

صدم أكثر وأكثر وهو يرى تلك الشرارت الغاضبة أصبحت شرارات عاشقة بعدما نظر لملاكه ..... ضرب يديه ببعضهما وهو يسبهما بداخله

همس ببحة ودموع: بعشقك

أسد بابتسامة وهيمان: وأنا بتنفسك ..... مجنون بيكى ..... مهووس بتفاصيلك

همس : إنت اللى عملت دا كله صح

أسد وهو يقبل جبينها: دى أقل حاجة يا ملاكى ..... لازم تعرفى إن كل دى عيلتك

أراد أن يخرج حمدى ليحضر زفافهما لكن خاف عليها بعد أن رآه فقد أصبح كالمجنون يدمر كل شيء حوله بحثا عن المخدرات لذلك تراجع فورا .... قد يؤذيها وحتى لو لم يفعل فبالتأكيد ستحزن وهى تراه بهذا الوضع


 

أفاق على نظراتها العاشقة التى لم تستطع تلك القماشة إخفاءها

رفع عنها الطرحة ببطئ ليذهل من ذلك الجمال الصارخ .... متى تحول وجهها من البراءة للأنوثة المتفجرة

أنزل طرحتها مرة أخرى سريعًا يحيط خصرها بتملك وينظر للجميع بغرور ينتظر أن يرى نظرة جريئة فقط ليقتل من تجرأ

اتجه معها للطاولة المزينة بالورود الحمراء والبيضاء ليجلسها بجانبه ويضع يده بيد جده فهو وكيلها

______

لا تعلم ما حدث ظلت شاردة به وأفاقت على قوله "قبلت زواجها" ليدق قلبها بعنف مهللًا ..... يريد أن يعرف العالم كله بتلاحم قلبيهما قبل تلاحم اسميهما

فجأة أصبحت فى حضنه يدور بها صارخا بعشقه لها

_____

قال تلك الجملة وسرت القشعريرة فى جسده لم ينتظر أن يبارك لهما المأزون بل قام منتفضا يسحبها بسرعة محتضنا إياها ويدور بها

أسد بصراخ: بعشققققك

توقف بعد مدة لتنظر للأرض بخجل

ضمها إليه لتضع رأسها بسرعة عند قلبه بإحراج ..... تكاد تقسم أن رأسها تهتز من عنف ضربات قلبه

ظلت فى أحضانه لفترة لا تعلم مدتها حتى أفاقت على كلمات ماجد المخجلة

ماجد بسخرية: جرا إيه يابن المفضوح مش قادر تستنى

أسد بسخرية وهو يضم ملاكه: قصدك يا حفيد المفضوح

ماجد بغيظ: آااااه يا بن ****

نظر له أسد بتهكم ثم قال لملاكه

أسد بحنان: يلا يا ملاكى نمشى إحنا

همس بشهقة: نمشى إيه !

أسد بكذب: أصل يا حبيبتى الطيارة هنتأخر عليها كدة متنسيش إحنا نازلين الفرح متأخر تلات ساعات

ماذا أتعتقد أنه سيتركها أمام هذا الحشد لفترة أطول؟! ... بالتأكيد تحلم !

همس باستسلام :خلاص ماشى

ودعّا الجميع وبالطبع دون احتضان

ماجد بهمس لأسد: أسد مش هوصيك عليها .... ومتنساش براحة عليها

أسد بعشق ناظرًا لملاكه بجانبه: مستحيل إن أسمح بدمعة تنزل منها أبدا متقلقش

ربت على كتفه قائلًا : وأنا متأكد إنك قد كلمتك

أمسك يدها وبدلًا من الخروج اتجه بها لداخل القصر

سارت معه باستغراب حتى وصلا للسطح لتفاجئ بطائرة هليكوبتر خاصة تنتظرهما للإقلاع

صرخت بسعادة تقفز كالطفلة على قدميها ..... كم تمنت أن تركبها

اتجهت معه للطائرة لتفاجئ بأن القائد أنثى ..... نظرت له بدهشة سرعان ما تحول لتهكم

رفع كتفيه ببراءة وأخفضها وكأنه يخبرها أن غيرته ليست بيده

تجاهلت ذلك حتى لا تفسد عليهما تلك اللحظة

أمسكت يده تدفعه بحماس ليركبا

قهقه عليها وهو يراها كمن تدفع حائط ..... حملها على يديه وصعد بها الطائرة متجاهلا اعتراضاتها الخجولة على فعلته

أجلسها على قدميه رافضا ابتعادها عنه لتضمه لها أكثر متناسية أى شيء حولهم

بدأت ترتفع الطائرة لتبتعد عنه فجأة .... ظن أنها خائفة وقبل أن يطمئنها تفاجئ بقولها

همس بشهقة: يا كداب إنت قولت هنتأخر على الطيارة ..... أنا بحسب طيارة فى المطار ...... وطلعت طيارة بتاعتك يعنى نمشى فى أى وقت

حك خلف عنقه وهو يضحك باحراج

أزالت طرحتها المتحركة بفعل الرياح بإنزعاج ثم احتضنته بيأس منه

كم حمد ربه لاحتضانها إياه .... لا يريد رؤيتها الآن وإلا فقد سيطرته

تنهد عند شعوره بانتظام أنفاسها ليعلم أنها نامت

قبلها بخفوت أعلى رأسها وقد عبر بتلك القبلة عن كل ما فى قلبه

ظل يراقب الطريق أسفله غير واعٍ بما يخبئه القدر


هبطت الطائرة لينظر لملاكه البرئ فوجدها نائمة بعمق

تنهد بخفوت وهو يحملها ولازال حتى الآن غير مصدق أن ملاكه ملكه ..... أقسم بداخله أن يحافظ عليها من أى شر ويكون خير الزوج والحبيب

راقب صعود الطائرة مبتعدة مرة أخرى فى السماء

بدأت تتململ من الهواء الشديد حتى استيقظت بكسل

نظرت له بابتسامة وخجل ليبادلها ابتسامتها

همس بسعادة: الله إيه المكان التحفة ده

أسد ممررًا أنفه على وجنتيها ورقبتها من فوق الحجاب ويهمهم باستمتاع مستنشقا رائحتها

أسد بهيام: دى جزيرتك يا ملاكى ..... أنا اشتريتها وكتبتها باسمك

همس بعيون متسعة: بجد

أسد: أيوة بجد

اتجه بها لمنزل ضخم من الخشب تحيط به الحقول ثم مياه البحر وسط صدمتها .... كان المكان جميلا جدا رغم بساطته

صعد بها الدرج الداخلى وقد أسكرته رائحتها

دلف للغرفة ثم أنزلها أرضا

ظلت تفرك يديها بتوتر وخجل منه

أفاقت على يديه التى تعبث بطرحتها وحجابها حتى أزالهما

أغمضت عينيها وابتعدت عنه بسرعة

تقدم نحوها لاعنًا نفسه عندما رأى نظرة الخوف فى عينيها

احتضنها وهو يهدئها كالطفل الصغير حتى سكنت بين أحضانه


 

أسد : يلا يا حبيبتى اتوضى عشان نصلى وهتلاقى كل اللى محتاجاه فى الحمام

اتجهت مسرعة للمرحاض هاربة منه لخجلها الشديد

زفر براحة وسعادة

نظر لأعلى يخاطب ربه معبرا عن مدى سعادته ويحمده على نعمه

اتجه للمرحاض الخارجى ليتوضأ هو أيضا

***

فى مصر بإحدى السجون

شريف بلهفة وهو يجيب على الهاتف: ها هتخرجنى امتى ؟!

مدحت : ابسط يا عم المهمة انتهت والوقت اللى عايزه

شريف: بكرة الصبح أكون برة السجن

مدحت: طب ما تخليها وإنت بينقلوك للمحكمة عشان الاستئناف ..... كدة هتبقى أسهل بكتير

شريف: لأ بكرة .... مش هستنى أكتر

مدحت: ماشى بس الفلوس هتزيد

شريف: أول ما أخرج هروح على فيلتى فى ...... وهديك اللى إنت عايزه

مدحت باستغراب: هو إنت هتخليك فى مصر

شريف بتعجب: أيوة

مدحت: بس كدة دا خطر عليك وعليا ..... إنت واخد إعدام مش سجن سنتين ..... يعنى أكيد هيمسكوك

شريف بتوتر: طب أعمل إيه؟

مدحت ببساطة: اللى فى حالاتك بيسافروا برة ..... لدولة تكون عدو لمصر .. أو مفيش أى اتفاقات بينهم

شريف: ليه ؟

مدحت بزهق: أوف ... لإن لو روحت لدولة فى بينها اتفاقات وعلاقات مع مصر هيسلموك ليهم .... إنما لو روحت أى دولة تانية مش هيقدروا يعملولك حاجة

شريف بتفكير: اممم تمام .... احجزلى أول طيارة لأى دولة من الدول دى ..... ومتقلقش فلوسك هترجعلك وهزودهالك للضعف


 

مدحت بجشع: تماااااام أوى يلا سلام وبكره هتكون برة السجن


 

أغلق الهاتف يبتسم بشر فالآن وقت التنفيذ .... سيندمون جميعا

***

على الجزيرة

خرجت من المرحاض بخجل شديد مما ترتديه

حمدت ربها أنه ترك لها اسدال بالداخل لترتديه فوقه

أفاقت من أفكارها على دخوله للغرفة

نظر لها بخبث وهو يعلم ما يجول فى أفكارها

تقدم سريعا أمامها ليشرعا بالصلاة

شعر براحة غريبة تسرى بجسده وهو يصلى بها

أنهيا صلاتهما ليضع يده على رأسها ويردد الدعاء

عاد الخبث لعينيه مرة أخرى

عبث بإسدالها محاولًا رؤية ما تحته ..... قبضت بعنف وفزع على يده مانعة إياه

ضحك عليها

ثم تحولت ملامحه إلى الجدية وهو يحيط وجهها بكفيه

أسد بجدية: إنتى واثقة فيا يا ملاكى صح

أومأت له بتوجس

أسد مطمئنا: متقلقيش أنا مستحيل أضرك أبدا

ابتسمت براحة فكلماته دائما دواء لها

***

فى الصباح الباكر بسجن ما

سمع شريف أصوات صياح وإذ يجد الباب تفتح

نظر بلهفة ليجد رجلا أمامه ومعه حقيبة

الرجل بسرعة: البس ده بسرعة وتطلع برة ..... يلا

نفذ ما قاله فقد كانت الحقيبة تحتوى على ملابس طبيب

خرج ليجد الرجل أمامه

الرجل وهو يعطيه ورقة صغيرة: دى فيها العنوان اللى تروحه وهناك المعلم مدحت هيديك التذكرة وإنت تديله الفلوس ..... دلوقتى الإسعاف تيجى تتصرف وتدخل ما بينهم بلبسك ده وتروح للمأمور هتلاقيه متصاب اعمل أى حاجة متقفش ثابت عشان ميشكوش فيك وبعدين تركب عربية الإسعاف وتروح على العنوان ده إزاى بقى تفلت من الدكاترة دا مش شغلنا ..... اتصرف إنت

سمعا صوت سيارة الإسعاف ليدفعه الرجل بسرعة

الرجل: يلا بسرعة

فعل ما قيل تماما .... اختلط مع باقى المسعفين وما ساعده أن إصابة المأمور شديدة .... فلم يتفرغ أحد للاستفسار عنه

ركب السيارة يراقب بوابة السجن تقفل ولكن تلك المرة هو خارجها ابتسم بشر يفكر بالقادم


 

نظر بفزع مصطنع للمسعفين حوله وهو يقول: نهار إسود وقف العربية وقفها

أحد المسعفين بفزع: خير يا دكتور

شريف بسرعة ليربكهم: مسألة حياة أو موت وقف العربية بسرعة لازم أرجع ..... اعملوا اللازم للمريض وأنا هبقى أروحلكم للمستشفى علطول

أومأ له الجميع وقد انتقل الفزع لهم ليوقفوا السيارة مرتبكين ظنا أنها كما قال "مسألة حياة أو موت"

هبط بسرعة من السيارة ليركض باتجاه السجن مرة أخرى حتى اختفت سيارة الإسعاف

توقف مكانه استدار ناظرا لطيفها يودعها ببرود ويضحك بجنون وشر

***

على الجزيرة

يملس على شعرها بعشق لا يقل أبدا وهى فوقه تدفن رأسها بعنقه

تململت دافنة رأسها بعنقه أكثر وأكثر وتتمسح به كالقطة الخجولة ... قهقة عليها بخفوت يقسم لو مر مائة عام على زواجهم ستظل تخجل منه

أسد بحنان: إنتى كويسة يا ملاكى

أومئت بخجل شديد ثم دفنت رأسها بصدره وهى تستنشقه بإدمان

ابتسم على تصرفها فقال : طب يلا عشان ناخد شاور

انتفضت بفزع من مكانها وهى تبتعد لطرف الفراش

ليقهقه عليها مستمتعا

***

استحما فقبل جبينها وهو يقول: بعشقك

نظرت للأرض بخحل وإحراج شديدين سرعان ما تحولت لحزن وهى تقول

همس بحزن: إنت عملت كدة مع جنى صح؟ عشان كده جدو مرضاش يخلينى أكمل الفيديو


 

أسد متنهدا: ملاكى أرجوكى ..... متبوظيش حياتنا بالموضوع ده .... أنا ماصدقت إن اللى مستنيه من أكتر من عشر سنين اتحقق أخيرا فعشان خاطرى بلاش وانسى الموضوع ده


 

رأت علامات للتوسل والرجاء فى عينيه لتحتضنه بسرعة مستسلمة فالأهم هو وبعده يأتى كل شيء

زفر براحة أنها لم تجادله

أسد: تعالى ناكل أكيد إنتى جعانة

همس: ماشى

سحبها معه للسفرة وأجلسها على قدميه

نظرت له ليقول ببراءة: إيه ؟! إنتى مراتى دلوقتى

جاءت لتتكلم لكنها صمتت وهى تجد أطباق الطعام أمامها

همس باستغراب: مين اللى طبخ ده

أسد بفخر: أنا

همس بتهكم: إحنا دافنينه سوا ..... الكل عارف إنك طين فى المطبخ وأنا طينتين يبقى مين عمله من غير كدب؟

حك خلف عنقه بإحراج لتكتم ضحكتها بصعوبة على شكله اللطيف البرئ

أسد باحراج: بصراحة الخدامة اللى طبخت

همس وهى تنظر حولها: بس أنا مش شايفة حد غيرنا

أسد : ما أنا بانى بيت صغير على الشط قريب من الجزيرة ..... هى بتطبخ هناك وتجيب الأكل وتمشى علطول

همس باستغراب: بس ليه على الشط وبعدين بدل الدوخة دى خليها هنا

أسد محتضنا إياها: أولا لولا إننا فعلا طين فى الطبخ مكونتش جبت حد ..... ثانيا أنا مستحيل أخلى حد يقعد هنا غيرك إنتى وأنا وبس

نظرت له بابتسامة حالمة ليبادلها إياها

___________________________

وصل للعنوان فوجده منتظرا إياه على طريق خالٍ

شريف معطيا إياه حقيبة: امسك دى الفلوس اللى اتفقنا عليها

فتحها مدحت بطمع يعدها

مدحت: تمام .... ودى التذكرة .... السفر كمان ساعة .... وطلعت شاطر أهو وقدرت تخلع من الدكاترة بمسألة الحياة أو الموت

قال آخر جمله مقلدًا إياه

شريف باستغراب: إنت عرفت إزاى

مدحت وهو يزيل جهاز صغير جدا من ملابس شريف: وهو إنت مفكر إنى هخرجك من غير ما أعرف إنت فين ولا بتعمل إيه ..... افرض خلعت أشرب أنا من البحر

شريف بقرف: كدة كل واحد خد اللى عايزه ..... دلوقتى محدش يعرف التانى

مدحت بضحكة: وهو إنت مين أصلا ... أنا أول مرة أشوفك

شريف: كدة تمام بس دول ممكن يمسكونى فى المطار

مدحت: مش هيلحقوا يبلغوا عنك وحتى لو بلغوا أنا موصى عليك هناك وهتقدر تسافر

شريف بإعجاب: لا تستاهل بصراحة الفلوس

ذهب للمطار يتجه لإحدى الدول الأوربية وقد استطاع صعود الطائرة بسهولة شديدة

***

على الجزيرة

يطعمها ويراقبها بصمت وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء وكأنه مراهق اعترفت حبيبته بعشقها للتو

تأكل الاسباجتى بشراهة فهى تعشقها

ليقبلها بهدوء

ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب سرعان ما تحول لغضب

أسد بغضب: افتكررررت ..... بقى بتنامى مع ترنيم وكمان بتضحكى لسامر وعمى ومازن ..... وسايبة جدى يبوسك

نظرت له بصدمة ..... بالتأكيد لديه انفصام !

أسد ببرود: يلا عشان تتعاقبى

همس بعيون متسعة: ععع.... قاب

أسد بنفس البرود: آه عقاب عشان تحرمى

همس بغيظ: عقاب إيه ؟!

نظر لها بخبث ثم مال على أذنها يخبرها بعقابه

همس بصدمة وذهول: إنت قليل الأدب ... أنا مستحيل أعمل كدة

ثم أضافت بتوسل: طب ونبى غيره

أسد مفكرا: خلاص ماشى ..... ترقصيلى

نظرت له بسعادة ..... نعم تخجل أن ترقص ولكن على الأقل لن تموت خجلا

سرعان ما تحولت سعادتها لصدمة شديدة وهى تستمع للباقى

أسد مكملا بخبث: من غير هدوم ... يلا القرار ليكى

نظرت له وهى على وشك البكاء من الإحراج ..... تعلم أنها لن تستطيع الإفلات من عقابه أبدا

بعد تفكير طويل اختارت الأول اقتربت منه مترددة ببطئ لتجده يرفع حاجبه منتظرًا

قبلته لثانية سرعان ما ابتعدت

همس بخجل: كدة كفاية

أسد بتهكم: نعم ياختى

تأففت بضجر وخجل ثم اقتربت منه مرة أخرى مصبرة نفسها أنه زوجها

قبلته مرة أخرى مغمضة عينيها وتنفذ تعاليمه المخجلة

ابتعدت عنه بعدما شعرت باختناقها

نظر لها بسعادة وعشق قائلا بهمس: دى اسمها بوسة فرنسية .... ودا عقابك فى كل غلط تعمليه ... يعنى تيجى تنفذى العقاب قبل ما أقولك

ظلت مغمضة العين بحالمية

أفاقا من دوامة عشقهما على صوت هاتفه

أسد مجيبا باستغراب : ألو مين معايا

ماجد بسرعة: أنا جدك .... تعالى يا أسد حالا ... إحنا فى ______

أسد بتعجب: إنتوا إيه اللى سفركم برا مصر

ماجد: مفيش وقت للكلام يلا بسرعة ومتحاولش تتصل بيا تانى ولما تيجى هعرفك ... آه وتيجى على ______ عارفه

أسد متنهدا بغضب: آه عارف المكان دا ...... وحااااااضر


 

كان سيرفض لكن الواضح أن الموضوع ليس بالهين ..... ألم تجد المصيبة أى وقت تحدث فيه إلا الآن ؟!

همس بقلق: فى إيه ؟

أسد بكذب ليطمئنها: ولا حاجة يا حبيبتى دا جدى عامل مفاجأة وهنسافر

همس باستغراب: علطول كدة

أسد وهو يقبلها: هجيبك تانى يا روحى متقلقيش..... يلا اجهزى عشان هنسافر دلوقتى

أومئت له وذهبت بينما اتصل بالكابتن لتحضر الطائرة

مرت ساعات وصلت خلالها الطائرة وأقلعت بهم لتلك الدولة

***

هبط محتضنًا ملاكه ثم اتجه معها للعنوان المطلوب

كان العنوان عبارة عن قمة مرتفعة كالجبل وأسفلها مياه ذات أمواج مرتفعة وشديدة

استغرب كثيرا وجد جده وكل العائلة حتى جنى موجودة !

أسد باستفسار: ها يا جدى فى إيه ؟

ماجد باستغراب: إنت اللى فى إيه؟

أسد: نعم ! هو مش إنت اتصلت بيا وقولت حاجة ضرورى

ماجد باستغراب: يابنى انت اللى اتصلت وقولت كلنا نيجى حتى جنى تيجى معانا

أسد بصدمة: نعم ..... لأ محصلش إنت اللى اتصلت بيا

أفاقوا على صوت تلك الضحكات الكريهة

سعيد بذهول: شريف ...... إنت إزاى خرجت ؟!

شريف بضحك موجهًا السلاح ناحيتهم : هههههه عادى ..... وهو أنا هغلب ..... أنا خرجت بسهولة زى ما قدرت بنفس السهولة إنى أجمعكم هنا ..... تخيلوا مجرد برنامج لتغيير الأصوات هيكون السبب فى اللى هيحصلكم منى .... تؤ تؤ تؤ

سامر : شريف متتهورش

شريف بجنون: بقى تتخلى عن أخوك يا سامر ..... مكنش العشم يا .... أخويا

أخفاها خلفه بخوف وفعل سامر المثل ما ترنيمته

شريف: إيه يا أسد خايف على حبيبتك

أسد بغضب: شريف

جنى بخوف: شريف أنا معاك ..... انا ....

لم تكمل جملتها إلا وقد أصيبت برصاصتين برأسها لتصرخ ترنيم وهمس فزعًا

استغل ذلك وهجم عليه بسرعة آخذًا سلاحه منه وألقاه بعيدا حتى وقع من المنحدر

ظل يضربه بينما ماجد وسعيد يجلسان بجانب جنى التى فقدت الحياة تماما وقد سقطت دموعهما عليها فمهما فعلت ستظل من العائلة

وسامر يحاول ابعاد أسد

دفعه أسد وهو يصرخ بشدة عليه عاد بنظره لشريف ...... ولكن لم يجده مكانه !

سمع صوت صراخها ليلتفت بفزع تجاه ملاكه

صدم بشريف يمسكها من رقبتها وهى تبكى ويقف بها على حافة الجبل

أسد بصراخ وبكاء شديد: شرييييف ...... شريييف لأ أرجوك ..... هعملك كل اللى عايزه بس سيبها .... اقتلنى أنا ..... لكن هى لأ أرجوك لأ

شريف بجنون: أنا خسرت كل حاجة ودلوقتى إنت كمان هتخسر

تقدم أسد منه بسرعة ولكن كان شريف الأسرع

أوقع نفسه معها وصوت صراخها يعلو

توقف أسد صارخًا بشدة : ملااااااكى


ثلاث سنوات ... مرت ثلاث سنوات كاملة .. ولد الكثير .. ومات الأكثر

وذلك العاشق بينهما .. مات داخليًا ولكن جسده حى .. لا يعلم لما يتنفس حتى الآن ... لكن طالما هو حى ... هى حية


 

مؤمن أن ربه لن يعاقبه بتلك الطريقة أبدا .. يعلم أن الله لن يخذله .. يتتظر وسيظل ينتظر للأبد

**

بقصر عائلة ضرغام الذى لم يتغير شكلا بل مضمونا

يترأس ماجد السفرة والحزن مرسوم على وجهه ..... يتمالك نفسه بصعوبة حتى لا تهبط دموعه

سعيد بحزن: يا بابا مينفعش اللى إنت بتعمله دا مبتكولش زى الأول وعلاجك بتهملوا

ماجد بشرود وحزن: أنا السبب .... أنا اللى مكونتش قريب من أحفادى ومعلمتهمش الحب .... أنا اللى خليت شريف وسمر وجنى يوصلوا لكدة

سعيد بحزن شديد بعد تذكر أولاده: ربنا يرحمهم

ماجد: مش هقدر أنسى نظرة عتابه وكرهه ليا ... مش هقدر أنسى نظرة الاحتقار منه

ثم أضاف ببكاء مرير: مش هقدر أنسى صوته وهو بيعيط ويدعى ويتحسبن عليا


 

قام سعيد بسرعة واحتضنه مواسيًا إياه .... ولكن من يواسى من وكلاهما يبكيان معا

**

فى الأعلى بإحدى الغرف

تتململ فى نومتها سرعان ما ابتسمت بخفوت عند شعورها بتلك اللمسات الحانية فتحت عينيها ببطئ وكسل سرعان ما تحول لهيام وهى تنظر له

سامر بحب مقبلا جبينها: صباح الخير يا حياتى

ترنيم بسعادة: صباح النور

اقترب منها بعشق ولكنها دفعته بسرعة

ترنيم بتحذير وخجل: سامر لأ ... البيبى

شرد قليلا فى آخر سنتين بعدما استطاع بصعوبة اقناعهم بقيام حفل زفافه

يعلم كم عانت العائلة بشدة بتلك الحادثة ولكن له الحق أن يعيش حياته


 

ظن بزواجه ينتهى الحزن ولو فى حياته هو ..... ولكن يأتى حزن من نوع آخر بعدما علم بصعوبة حمل محبوبته


 

كم من مرة بكت .... كم من مرة طلبت الطلاق وكان رده شيء واحد فقط .... احتضانها

يضمها ويطمئنها ... يطلب أن تثق بالله وقد كان

والآن ثمرة عشقهما تنمو فى رحمها بعد يأس طويل ليحل الفرح والسرور حياتهما وينعشها بعد موتها

سامر بتنهيدة : حاضر يا قلبى يلا قومى بقى عشان تاكلى

ابتسمت بخفوت وقبّلت وجنته

قامت مسرعة باتجاه المرحاض

زفر بعنف قائلا لنفسه بتهكم: دا اللى ربنا قدرها عليه .... تبوسنى من خدى !

رفع رأسه للسقف وشرد مرة أخرى فى ذاك العاشق لمحبوبته .... الحاقد عليهم ..... الميت بدونها !

**

فى غرفة أخرى يسود عليها الظلام الشديد

مرعبة ..... الكلمة الوحيدة المناسبة لتلك الغرفة وما بها ..... لا تستطيع أن تحدد لونها .... وكيف تفعل وسط كل تلك الصور ..... كل حائط يوضع عليه مئات الصور بمختلف الأحجام تتوسطهم صورة كبيرة ..... حتى السقف وضع عليه صورة كبيرة تملئه تماما

الأرض الناجى الوحيد من أن تبتلعه الصور كغيره

غرفة واحدة تضم مئات الصور لنفس الشخص بمختلف الأعمار

يتململ بعنف فى فراشه والعرق يهبط كالشلالات ... يغمض عينيه بعنف ونفس الكابوس يتكرر طوال الثلاث سنوات


 

فتح عينيه بعنف وفزع وقد أدرك أنه كابوس ... يلهث بخوف وقد انتابته نوبة هلع حتى هدأ قليلا بعدما قابلته صورتها تبتسم له على السقف


 

شعر بتلك اللمسات الحانية على ذقنه لينظر بجانبه ..... سرعان ما ابتسم بقوة وعينيه تلمع بعدما وقعت عليها

همس بحنان وهى تملس على ذقنه النامية ووجنته: لسة برضو الكابوس بيجيلك

أسد بعشق: وعمره ما هيروح غير لما ترجعى

زفرت بقلة حيلة ثم نظرت له تتأمل ملامحه المجهدة قائلة: وحشتنى

أسد بهيام: وإنتى وحشتينى أكتر

همس وهى تقترب بوجهها منه لتتلامس أنفهما: مش هترجع أسد القديم تانى

أسد بلا وعى فقد أسكره قربها: أسد القديم كان ليكى إنتى وبس .... لو عايزاه يرجع ارجعيله إنتى الأول

لتنظر له مرة أخرى بيأس وعجز قائلة: أنا مستنياك إنت ترجعنى

أسد بحماس: قوليلى إنتى فين وأنا هرجعك ومش هخرجك من حضنى أبدا

صمتت ككل مرة يسألها عن مكانها

تنهدت بنعومة مغيرة الموضوع قائلة: طب مش هتاخد الدوا ... كدا إنت هتضر نفسك

أسد بدموع وهو يتحدث كالطفل الصغير المعاتب أمه: إنتى مش بترضى تظهريلى لما باخده .... وكمان أنا مش.... مش مجنون عشان آخد دوا زى ده أو عشان ... عشان أروح لدكتور نفسانى

همس وهى تهدهده كأنها أمه تماما وتحيط وجنتيه بكفيها: لا لا لا يا عمرى ... هووش إنت مش مجنون خالص ..... هم اللى مجانين يا حياتى .... بس الدوا دا كويس ليك وهيريحك وإنت من غيره بتأذى نفسك

قالت آخر جملة بعتاب وتضع كفها على صدره العارى مكان قلبه

وضع يده على يدها ثم نزعها وقبلها بعشق

لتظهر تلك الندبة على شكل حروف شبه بيضاء تجتمع معا فى اسم واحد (ملاكى)

ابتعدت عنه ليوم واحد فقط ... لم تظهر ... ترجاها وصرخ باسمها أن تظهر ... ولم تفعل ليمسك آلة حادة يخط حروف اسمها فوق قلبه

نزف بشدة ... حاول أن يظل مستيقظ منتظرًا ظهورها ..... ولكن فقد وعيه قبل أن تأتى

استيقظ بعدها فى المشفى وهى بجانبه

لا يعلم لما أتت ..... ألأنه أذى نفسه أم لامتناعه عن الدواء ليوم واحد فقط ..... لن يخاطر ويعرف السبب .... سيمتنع عن الدواء وإن لم تظهر سيؤذى نفسه حتى لو مات .... المهم أن تكون بجانبه

أفاق من شروده على ابتعادها

أسد بفزع: فى إيه

هدئته كالعادة قائلة: مفيش حاجة يا حياتى بس أنا لازم أمشى

أسد بحزن: هتجيلى تانى امتى

همس بحزن: ممكن انهاردة أو بكرة أو .... مجيش تانى

أسد بخوف شديد: ليه

همس: متقلقش يا روحى حتى لو مش جنبك فهكون دايما فى قلبك .... بس اوعدنى إنك عمرك ما هتأذى نفسك تانى حتى لو غيبت عنك العمر كله

أغمض عينيه بعنف يمنع انزلاق دموعه ..... فتحهما مرة أخرى ليجد نفسه وحيدا كعادته

نظر لطيفها وقد هبطت دموعه

أسد بشجن وبكاء: أو.....عدك

نهض كالآلة اتجه للمرحاض لكن توقف أمام إحدى الصور عندما كانت فى السابعة عشر من عمرها ..... ظل يملس على الصورة بهدوء ثم ابتسم بأمل واتجه للمرحاض

اغتسل وحلق ذقنه بعدما نمت بشدة وصلى فرضه داعيًا ربه أن يجمعه بملاكه


 

ارتدى بذلة أنيقة مستعدًا للذهاب لجامعته التى تخرج منها ... فقد أقامت ندوة على شرفه ليحكى للمتخرجين الجدد عن مسيرته ... وبالطبع ذهب بعد اصرار ملاكه ... فطوال الثلاث سنوات لا يفعل شيئًا إلا بعدما تخبره

**

هبط لأسفل فوجد عائلته الكريهة .... عادت نظرات الكره الشديدة وهو ينظر لذاك العجوز ... يتمنى لو يقتله ولكن سيحزنها ولا يريد ذلك

جلس مقابلا لماجد الذى أخفض رأسه فى خزى

سامر ملطفا للأجواء: بقولك يا أسد .... ما تيجى معايا أنا وترنيم ..... احنا هنخرج نتغدى بره

نظر له أسد لفترة طويلة ثم تطلع لطبقه مرة أخرى دون أن ينطق بحرف واحد

سعيد بتنهيدة طويلة: أسد مينفعش اللى إنت فيه ده .... دا حتى الدوا إنت بطلته ورجعت للتهيؤات تانى .... إحنا جاتلنا كذا شكوى من الخدامات إنك بتحضنهم وتعاملهم بطريقة مش كويسة

أسد ببرود: أولا هما كدابين ... أنا بحضن ملاكى ... ثانيا ...

أضاف تلك المرة بحقد وكره: إنت ما تدخلش فى حياتى أبدا لإنى مش هنسى اللى ابنك عمله وربنا رحمه من اللى كنت هعمله فيه عشان يبقى يزعل ملاكى تانى

ماجد بتماسك: حفيدتى ماتت يا أسد خلا ....

أسد بصراخ ملقيًا ما على السفرة : آاااه إنت تخرس خالص ..... وملاكى مش ماتت ..... هى عايشة أنا متأكد .... هى اتصلت بيا بعد الحادثة بأسبوع و ... و ...

سعيد بتهكم: وإيه يا أسد

أسد بثبات وكأنه لم ينهار : أيوة ماتكلمتش بس ملاكى مش محتاجة تتكلم عشان أتعرف عليها .... نفسها كافى إنه يخلينى أتعرف عليها

قال كلماته وذهب متجها للجامعة

سامر بعتاب: ليه عملتوا كدة ..... انتوا عارفين قد إيه هو تعبان

ماجد بحزن: يا ابنى أنا عايزه يفوق لحياته بقى .... حفيدتى ماتت خلاص

سامر: وليه ما تكونش عايشة فعلا

سعيد بسخرية مبطنة بالآلام: عايشة ! إنت شوفت جثة أخوك كانت عاملة إزاى لما طلعوه بعد الحادثة بكام يوم ..... لولا الباقى من لبسه على جثته اللى أكلها السمك مكناش عرفناه ...... ما بالك بقى باللى عدا عليها تلات سنين فى البحر

قال كلماته وسقطت دموعه على وجنتيه بأسى

سامر بألم لتلك الذكرى: انسى يا بابا ..... هو اللى عمل فى نفسه كده .... وبعدين مين قال إنها فى البحر مش يمكن عرفت تخرج

ماجد بسخرية: إنت بتضحك على مين يا سامر

قال جملته وصعد للأعلى وفعل ابنه المثل

ربتت على كتفه لتهون عليه

احتضنها وسرح فى حالهم وما يمرون به

**

فى السيارة

جالس يتنفس بعنف شديد وقد احمر وجهه بشدة

شرد فى ذكرياته المؤلمة

فلاش باك

منذ ثلاث سنوات

فى غرفة مظلمة حيث يجلس ذلك العاشق بجسد مرتعش فى إحدى جوانب الغرفة

يرتجف بهستيرية وينظر لكل مكان حوله بجنون حتى رن هاتفه

مجنون غير واعٍ بما حوله ينظر لكل مكان بخوف كأن وحشا يحاوطه .... هكذا الحال بعدما خرج من المشفى أو بالأحرى خرج للحياة .... ظل غائب عن الوعى لستة أيام منتظر عودة ملاكه ..... وعندما استيقظ استمر على ذلك الحال ليوم كامل دون أن يأكل أو يتكلم مع أحد

ارتفع رنين هاتفه مرة أخرى .... لا يعلم ما الذى دفعه للرد .... فطوال الوقت هاتفه يرن ولكن لا يتحرك

ذهب لمكانه ببطئ ودقات قلبه تعلو بعنف أجاب واضعًا الهاتف بترقب على أذنه

لا شيء ..... لا كلام .... لا ..... مهلا إنه صوت أنفاسها ..... متأكد أن تلك أنفاسها

أسد بلهفة ودموعه تهبط بقوة: ملاكى ..... ملاكى إنتى كويسة ..... ردى عليا يا حبيبتى أنا أسدك .... أنا .... أنا هاجى أخدك يا حبيبتى ما تخافيش

لا رد سوى صوت التنفس حتى أُغلقت المكالمة فجأة

نظر للهاتف بصدمة ثم علت ضحكاته بجنون سرعان ما تحولت لصرخات وصوت بكائه يعلو ويعلو ..... اجتمعت العائلة على صوت الصراخ والتكسير فأحضروا الطبيب فورا

نام بعمق شديد بعدما أخذ مهدئ

استمر على هذا الحال ليومين متتالين حتى بدأ يظهر طيفها له ..... سينتظرها للأبد ..... سيتحمل عذاب الانتظار ..... حتى لو عاش مع طيفها للأبد !

باك

أدار سيارته واتجه للجامعة بعدما أزال دموعه مجددًا الأمل داخله .... كالمعتاد

**

فى الجامعة

وقف على منصة عالية أمام مدرج ممتلئ بمئات الطلاب والطالبات يتحدث بتوتر عن مسيرته

ليس من صفاته التوتر ولكن أول مرة يخوض تجربة كتلك ..... وما زاد الأمر سوءا أنها ليست م ...

قطع أفكاره عندما رآها تجلس فى نهاية المدرج مبتسمة له رافعة يدها بشكل قبضة لتدعمه

نظر لها ليبتسم وقد عادت ثقته مزامنة مع عودتها

إحدى الفتيات: دا بيبصلك وبيبتسم ؟!

_____ بارتباك : إيه ..... لا لا هتلاقيه سرحان شوية

الفتاة: لا والله بيبصلك يا سيلين

سيلين بتوتر وخجل: صدقينى م ....

سرعان ما ظهرت خيبة الأمل على وجهها وهى تتابع: أهو بيضحك لغيرى كمان أهو .... عشان تعرفى بس ...... وبعدين هيبص ليا على إيه

الفتاه : تصدقى بيضحك لغيرك فعلا ..... وإنتى زعلانة على إيه يا فقر دا يا ريته يبصلى مرة ولو بالغلط حتى

تنهدت سيلين سارحة فيه وابتسامته الغريبة وكأنه يحادث حبيبته ؟!

**

ظل ينظر فى كل مكان وعينيه تسير مع معشوقته ..... اتجهت له وصعدت للمنصة ثم وقفت أمامه ..... نظر لها بابتسامة وهى أمامه مباشرة ومستمر فى كلامه الذى لا يعلم كيف لم يتعثر به حتى الآن وهو بتلك الحالة من الشرود ..... فقرب ملاكه يفعل العجائب دائما

أجاب على كل الأسئلة وهو ينظر أمامه مباشرة حيث ملاكه ومازالت ابتسامته العاشقة على وجهه

دكتور بالجامعة: هو أهبل ولا إيه ..... ماله باصص أدامه كده ومبتسم .... تحسه سرحان

دكتور آخر: اسكت واسمع .... ياريتنا نوصل للى هو فيه

**

انتهت الندوة على خير ليخرج بسرعة يسير وراء طيفها الذى اختفى مباشرة ما إن خرج وكأنها جاءت فى مهمة وأنهتها

تنهد بحزن لاختفائها ..... جاء ليذهب مثلما ذهبت عله يجدها بمكان آخر لكن توقف على سماع اسمه من صوت رقيق

سيلين : أسد بيه

التفت لها ليشرد بها ... تشبه ملاكه قليلا .... بالطبع ملاكه أجمل ولكن ذاك لا يمنع بعض التشابه

كانت ملابسها محتشمة بالرغم أنها غير محجبة

أفاق من شروده على وجنتيها التى احمرت خجلا كملاكه تماما ..... غضب من نفسه كثيرا ..... كيف يتأمل أنثى غيرها ؟!

أسد بعصبية مكتومة: خير

سيلين بخجل وارتباك: ممكن أطلب من حضرتك طلب

أسد بتنهيدة: اتفضلى

سيلين بإحراج: بصراحة يعنى .... زى ما حضرتك عارف إن النهاردة حفلة تخرجنا ..... وإننا خلصنا جامعة فكنت ..... كنت بتمنى لو حضرتك تقبل تشغلنى فى شركتك ولو تحت التدريب حتى

أسد باستغراب: وإيه يخلينى أوافق

سيلين بتوتر شديد: أنا آسفة على طلبى ده بس ... بس أنا من عيلة على قد حالها وعايشة مع عمى عشان بابا وماما متوفيين ومحتاجة شغل ضرورى

همهم لها لتتابع فأضافت بحماس: أنا والله طالعة التالتة على الدفعة عارفة إن فى مركزين أحسن منى بس التالتة حلو بردو

أسد بجمود: بكرة الصبح تكونى فى شركتى .... هتبقى تحت التدريب لغاية لما أتأكد إنك تستحقى ده

أومأت بلهفة وتبسمت بسعادة وفرحة شديدة فأخيرا ستخرج من تحت رحمة عمها وزوجته

ذهب سريعا باحثًا عن ملاكه مرة أخرى


فى اليوم التالى

يجلس بمكتبه مغمض العينين شارد بالقادم ..... خائف بشدة وبنفس الوقت فرح ..... لأول مرة منذ ثلاث سنوات تظهر ابتسامة صادقة على وجهه .... لا يعلم ما سرها لكن يشعر بطمأنينه غريبة .... أفاق على تلك اللمسات الحانية على فكه ووجنته

ظل مغمض العينين مستمتع بذلك الشعور ..... فتح عينيه بعد مدة ليست بالقصيرة ليقابله وجهها الملائكى الرائع

أسد بهيام: وحشتينى

همس وهى تتلمس وجهه بحنان: وإنت وحشتنى

ظل يتأملها لفترة طويلة حتى أفاق على كلماتها

همس بتنهيدة: اوعدنى إنك تنفذ كل اللى هقوله وأنا بوعدك إنك هتفرح الأيام الجاية وهعوضك عن حزن التلات سنين

أسد بحماس وسعادة شديدة: موافق طالما هترجعيلى فأنا بوعدك إنى أنفذ كل حاجة


 

قبلت وجنته بحنان ثم ابتعدت قليلا تنظر لعينيه بطريقة غريبة لأول مرة يراها كأنها توصل له رسالة بالنظرات وللأسف ..... لم يستطع فهمها


 

همس: المرة دى هتوعدنى بجد إنك هتنتظم فى دواك وهتاكل كويس وترجع أسد اللى عشقته

أسد بتنهيدة: أنا كويس كدة

همس بعتاب خفيف: لا مش كويس يا أسد ..... إنت نسيت الصفقات اللى خسرتها بسبب تهيؤاتك وقلة أكلك اللى كل يومين توديك المستشفى والمحاليل اللى إنت عايش عليها أكتر ما بتعيش على الأكل والشرب

أسد بخزى مخفضًا رأسه: آسف

همس بحنان وهى ترفع ذقنه: لأ.... حبيبى ميتأسفش أبدا .... أنا خايفة عليك ومش عايزاك أبدا تضعف .... يلا اوعدنى

أسد باستسلام: أوعدك

همس بسعادة مقبلة وجنته: وأنا أوعدك إنك هتفرح قريب أوى .... يلا بقى اطلبلك وجبة محترمة كدة وتاكلها كلها

أسد بتذمر لطيف كالطفل تماما: بس أنا مش جعان

نظرت له بعيون بريئة متسعة كالقطط تماما ليزفر باستسلام وهو يقول: خلاص ماشى

همس بابتسامة سحرته كالعادة : سلام يا أسدى

أسد بتنهيدة وحزن: سلام يا ملاكى

اختفت ... واختفت معها ابتسامته ... لكن قالت أنه سيسعد قريبا !

أتشعر بشعوره ... يتمنى لو تكون تلك الفرحة هى

طلب وجبة كاملة له وقد أملى اسم الدواء لسكرتيرته لتشتريه وعزم أن ينفذ وعده تلك المرة

انتهى من تناول الوجبة وأخذ دواءه ولأول مرة يشعر بالنشاط لتلك الدرجة


 

عمل لمدة طويلة حتى أخبرته السكرتيرة بقدوم فتاة تسمى سيلين

أسد: خليها تدخل

دلفت سيلين بخجل وتوتر ثم جلست بعدما أذن لها

أسد بمرح ليزيل توترها: بتمنى الشركة تكون عجبتك

سيلين بخجل: أيوة أيوة الحمد لله

أسد بجدية: طب بصى بقى ..... أنا بقالى أكتر من تلات سنين من غير سكرتيرة خاصة ..... ودلوقتى أنا محتاجها جدا عشان الشغل هيبقى تقيل الفترة الجاية واحتمال تسافرى معايا فى أى شغل .... مستعدة إنك تتحملى

سيلين بحماس: أيوة يا فندم اللى حضرتك تؤمر بيه بس هو أنا هبقى موظفة ولا متدربة

أسد: هتبقى موظفة .... أنا متأكد من جدارتك والدكاترة شكروا فيكى وكمان مفيش وقت إنك تدربى بس ..... دلوقتى مدام سلوى هتفهمك كل حاجة ومن بكرة بإذن الله هتبتدى الشغل

سيلين بسعادة: تمام يا فندم

أسد بتذكر: أيوة صح إنتى ساكنة فين لإن من معلوماتى عنك إنك من قرية بعيدة جدا عن القاهرة

سيلين بكسوف: بإذن الله أول ما آخد مرتبى هأجر شقة قريبة من هنا

أسد: احنا عندنا عمارات للموظفين تقدرى تاخدى شقة فاضية فيها وبيبقى عليها تخفيض وكمان مبنخصمش كتير من المرتب كل شهر ... ها موافقة

سيلين بفرحة عارمة: أكيد ياريت يا فندم

أومأ لها ثم نادى سكرتيرته

أسد بجدية: مدام سلوى .... الآنسة سيلين هتكون سكرتيرتى الخاصة عرفيها شغلها وإديها مفتاح شقة فاضية من عندنا

سلمى بجدية: تمام يافندم

خرجت سلوى وسيلين

ظل أسد شاردا فى ملاكه ويضع يده مكان الندبة وكأنه يتلمس ملاكه وليس اسمها !

**

فى الولايات المتحدة الأمريكية

مازن بصوت عال : جوووون

ياسمين بصراخ: آااااه بطّل بقى جننتنى إنت والولاد

مازن بسخرية مشيحًا بيده فى وجهها: اتهدى يابت

ياسمين بصدمة: بت ؟! طب مش عيب حتى دا أنا مخلفالك تلات عجول زيك

معاذ بسخرية وهو يجلس بجانب والده: وهى البقرة هتخلف إيه غير عجول

ياسمين بذهول وغضب: أنا بقرة يابن الكلب

مليكة ببراءة وهى تجلس على قدم والدها: بابى مش كلب يا مامى

قبلها مازن بسعادة مفتخرًا بأولاده وكأنهم حصلوا على شهادات عليا


 

ياسمين بتهكم: طبعا ياختى .... القرد فى عين أمه غزال


 

مازن بشهقة: لأ بقى أنا ساكت من الصبح .... لكن تقولى على مليكة أمى مش هسكت

ياسمين بسخرية: لا حمش ياض .... دا اللى لاحظته فى وصلة الشتايم كلها

ثم وجهت كلامها لمعتز أصغر أبنائها: وإنت يا خويا مش عايز تسم بدنى بكلمتين

نظر لها معتز بقرف ثم أعاد بصره للعبة القطار المتحرك يراقبه كمن يراقب تحرك الذرات

انفجر مازن ضاحكا على اشمئزاز معتز من والدته ليرمقه معتز بنظرة أخرسته

ابتلع ريقه بصعوبة ذلك الطفل يخيفه حقا لتنفجر ياسمين ضاحكة تلك المرة

مازن بحمحمة: احم احم عادى يعنى ولد بيبص لأبوه بتضحكى على إيه

ياسمين بسخرية: وهو مش كان بيبصلى ياخويا بردو ولا إيه

مازن بغضب وصراخ: لأ إنتى زودتيها أوى معايا

نظرت له بخوف مبتلعة ريقها بصعوبة

مازن صارخا فى أطفاله: على أوضكوا ومتخرجوش منها إلا الصبح .... يلاااا

ركضو للغرف بسرعة متخبطين ببعضهم كالنمل رعبًا

راقب دخولهم ثم انطلق ناحيتها وعلامات الغضب على وجهه

أغمضت عينيها بشدة خوفًا منه لتفتح عينيها متفاجئة بمن يحملها

مازن بغمزة: إنتى احلويتى كدة ليه يا بت إنتى

ياسمين بصدمة: هو إيه اللى بيحصل

مازن بخبث: إيه؟ دا أنا سربتهم عشان عايزك فى موضوع مهم

نظرت له بصدمة .... تقسم أنه مختل

**

فى مصر بإحدى العيادات

الطبيبة: ألف مبروك .... دلوقتى أقدر أقول الخطر راح وكل حاجة تمام

سامر بسعادة: الحمد لله

الطبيبة: ها مش عايزين تعرفوا جنس الجنين

ترنيم بحماس: لأ عايزين نتفاجئ بيه

الطبيبة: تمام ..... دا دوا تكملى بيه ومش محتاجة حقن وحبوب للتثبيت تانى ..... بس بردو ترتاحى ومتعمليش مجهود

سامر بسرعة وحماس: متقلقيش دى فى عنيا

أمسك كفها وهبط من العيادة وسط سعادتهما

فى السيارة

سامر مقبلًا رأسها الموضوعة على صدره : بعشقك يا ترنيمة قلبى

ترنيم وهى تندس فى أحضانه أكثر وأكثر: وأنا بموت فيك

**

فى شركة أسد

رن هاتفه ليجيب

أسد بهدوء: أيوة يا دكتور

الطبيب: المريض بقى كويس يا فندم ويقدر يطلع وكمان المحكمة خلاص أفرجت عنه فقولت أعرف حضرتك

أسد: متأكد إنه اتشفى خالص ومش هيرجع للمخدرات تانى

الطبيب: أيوة يا فندم إحنا سيبناه فترة طويلة تحت المراقبة ودلوقتى كل حاجة تمام

أسد: أنا جاى متخرجهوش إلا لما آجى ..... سلام

الطبيب : أوكى سلام

تنهد طويلا ... يكره ذلك الرجل لكنه والدها ... لن يستطيع تحمل نظرات اللوم من عينيها إذا أهمله

اتجه للمشفى ليتخلص من تلك المهمة سريعا

**

فى المشفى

دخل الغرفة ليجده أعد أغراضه

حمدى بخزى: إزيك يابنى

حمل أغراضه دون التفوه بكلمه واتجه للخارج ليتنهد حمدى حزنا ويخرج وراءه

**

بعد مدة فى السيارة

أسد بجمود واختصار: هترجع تعيش فى القصر تانى

حمدى بحزن: أنا آسف على اللى عملته .... وصدقنى بالرغم إنى معشتش مع بنتى كتير ولا كنت قريب منها بس مهما حصل دى فى الآخر بنتى وأنا زعلان عليها ..... أيوة كنت قاسى لما سيبتها فى الشارع بس وقتها كنت متأكد إنها هتعيش

أنهى جملته وانفجر فى بكاء مرير وشهقاته تعلو

لم يستطع الحفاظ على جموده لفترة أطول

أوقف سيارته واحتضن حمدى مربتًا على ظهره

أسد بصرامة وحنان معًا: ملاكى مش ماتت .... هى عايشة وبكرة أثبتلكم ..... خلى بالك من نفسك .... ووعد قريب هرجعها

نظر له بسعادة وأمل ليضيف سريعا رافعًا إحدى حاجبيه

أسد بتملك وغيرة شديدة: ليا ..... هرجعها ليا

ضحك عليه وعلى تملكه الذى لن يزول أبدا ..... هو أيضا يشعر أن ابنته لم تمت ..... سيثق بالله ثم بأسد ... متأكد أنهما لن يخذلاه

أوصله للقصر ثم عاد مرة أخرى للشركة

**

دخل حمدى القصر بخزى وتوتر ليجد الجد فى وجهه

حمدى بتوتر: أنا .... أن ...

احتضنه الجد بحنان ... يعلم أنه ندم بشدة ... رآه نسخة مصغرة منه .... كلاهما ارتكبا أخطاء ... كلاهما يشعران بالخزى فلما يعاتبه ؟! ... وبعيدا عن ذلك فقد اتصل أسد ونبه على الجميع بعدم احراجه أو احزانه أبدا

الجد بحنان: اطلع يابنى استحمى وصلى ركعتين لله

نظر له بحب وقد زال جزء كبير من توتره ثم صعد لأعلى يتعبد عله يمحى ولو القليل من ذنوبه

**

مر شهر كامل وسيلين تزداد اعجابا بأسد ... تشرد به كثيرا ... أقل حركة من حركاته تسحرها حتى باتت مكشوفة

لاحظ نظراتها لكن يتجاهلها علها تضع حدا لمشاعرها ... لا يريد احراجها ... خاف فى البداية من مشاعره نحوها ..... خاف أن يقع فى حبها ويخذل ملاكه ... لكن الآن متيقن أنها أحبها ....


 

كأخته .... يجد بها حنان الأخت الذى لم يجده من قبل سوى مع ملاكه ..... الفرق أن ملاكه تشغل كل شيء بحياته لكن سيلين تشغل مكان الأخت فقط

**

فى الشركة

يشرح لها بعض الأعمال ليلاحظ شرودها به كالعادة

قرر وضع حد لذلك حتى لا تنجرف فى عواطفها أكثر وأكثر

أسد بهدوء: سيلين وقفى اعجابك

أفاقت من شرودها لتنظر له باستغراب سرعان ما تحول لخجل

أمسك أسد يديها بهدوء وهو يقول: بتحبينى يا سيلين ؟

سيلين بخجل وقد قررت عدم الإخفاء: أيوة

أسد بابتسامة: تؤ غلط ... إنتى مش بتحبينى ... عارفة ليه ؟!

نظرت له باستغراب شديد ليكمل

أسد بعقلانية: إنتى معجبة لكن مش بتحبينى ... وحتى مش معجبة بيا إنتى معجبة باللى أنا حققته وبنجاحى

سيلين باعتراض: بس ....

أسد مكملا: من غير بس .... اسمعينى للآخر واحكمى ..... أنا فى الأول كنت خايف إنى أحبك بس الحمد لله ربنا بعتلى إشارة إنى عمرى ما حبيتك غير كأخت ليا .... عارفة الإشارة دى إيه ؟ .... لما جالك عريس من أسبوعين وقتها أول سؤال جه فى بالى .... هو كويس ولا لأ ويا ترى هيقدر يسعدك .... صدقينى أنا لو بحبك كزوجة وحبيبة كنت موت العريس ده بدل ما أفكر هو مناسب ولا لأ ... عارفة لما كان حد يبص بس لملاكى كنت بضربه لدرجة الموت .... كنت ببقى واقف على خطوة واحدة ويموت منى حرفيا ..... كنت مجنون ومتملك ومهووس بيها ولازلت كده بردو

نظر لها ليجدها تبتسم

أسد مكملا: شوفتى ابتسامتك دى ..... مستحيل واحدة بتحب حد أو معجبة بيه وتبتسم بالطريقة دى لما حبيبها يتكلم عن ست غيرها ولو مجرد كلام ..... أنا عمرى ما حبيت أتكلم عن ملاكى قدام حد ولو حتى واحدة ست لإنى بغير عليها من الجماد مش هغير من الناس ؟! بس كنت بتكلم عنها كتير قدامك عشان أتأكد إذا كنتى بتحبينى ولا لأ..... وكان ردك هو الابتسامة دى برضو كأنك هيمانة فى علاقتنا وفرحانة بيها .... برأيك دا ممكن يكون حب

نظرت له بارتياح وسعادة .... اقتنعت تماما بما قاله وما زادها اقتناعا أنها لم تتضايق وهو يقول يحبها كأخته .... بل العكس تمامًا شعرت بالفخر والسعادة

سيلين بابتسامة: شكرا بجد يا فندم .... وآسفة لو كنت اتجاوزت حدودى

أسد بحنان: أخت أسد ضرغام متعتذرش أبدا مفهوم

هزت رأسها موافقة سعدت كثيرا بذلك .... عادت لعملها بروح جديدة ومشاعر جديدة أو لنقل مرتبة فى مكانها الصحيح

مرت ساعات وهما يعملان بجد حتى رن هاتف أسد

أجاب أمامها وقد تعمد ذلك حتى تتأكد من زوال الحدود وأنها أخته بحق وكم سعدت بذلك

كم مرة تمنت أن يكون لها أخ يحميها وما بالك إن كان أسد ضرغام


 

أسد بسعادة: إزيك يا مازن .... إيه يابنى إنت استحليتها برة ولا إيه كل شوية بلد مختلفة

مازن بتوتر شديد: أسد .... فى حاجة مهمة أوى لازم تعرفها

أسد بقلق: فى إيه يا مازن ..... المدام والولاد كويسين

مازن بسرعة: آه آه .... هو الموضوع يخصك إنت و ..... والصغيرة

أسد بلهفة وسرعة: إيه؟ .... قولى بسرعة فى إيه

مازن: لأ تعالى أمريكا إنت عارف عنوانى

أسد بعصبية وجنون: خلصنى يا مازن قولى فى إيه ؟

مازن : أسد مش هقول حاجة غير لما تيجى .... تعالى يلا منتظرك انهاردة سلام

أغلق الهاتف بسرعة

**

ياسمين بتوتر: مقولتلوش علطول ليه زمانه اتجنن

مازن بتوتر: لأ طبعا ...... أقوله إيه .... لازم يكون هنا عشان نعرف نتحكم فيه ..... ده مجنون

ياسمين: بخوف ربنا يستر

**

مرت ساعات وأسد فى توتر بالغ وخوف شديد ..... لا يعلم متى نهض هو وسيلين وذهبا بالطائرة له .... كل ما فى عقله شيء واحد فقط ..... ملاكه

هبط من الطائرة فركض مسرعًا خلفه سيلين المصدومة

كل ما تعرفه أن الموضوع يخص زوجته الراحلة

**

فى إحدى الشقق الراقية

ظل الجرس يرن وأصوات طرق الباب ترتفع

اتجه للباب وهو يعلم الطارق جيدا

مازن: إزيك يا أ....

قاطعه وهو يشده بسرعة لإحدى الغرف ويغلق الباب فى حالة أشبه بالجنون

اتجهت ياسمين للواقفة فى ذهول

جلست معها تتحدث تارة وأخرى تصمت بتوتر وقلق

**

فى الغرفة

أسد بسرعة وقد بدأ يعرق: ها انطق ملاكى مالها

مازن بترقب: من يومين جاتلى قضية من صاحب شركات ومصانع للأغذية فى ألمانيا اسمه مراد عامر هو مصرى بس عايش هناك جنب مصانعه وشركاته .... روحتله امبارح علشان نشوف اجراءات القضية بس قدرنا نساوم الطرف التانى واتنازلوا ..... وبعدين أنا حجزت فى فندق قضيت فيه الليلة وكنت هروح انهاردة فى طيارة الصبح وهو أصر إنه يعزمنى قبل الطيارة فى فيلته .... وافقت وروحت وبعد ما أكلنا وخلصنا فوجئت بخطيبته نازلة من فوق عشان تسلم عليا وتشكرنى ..... و ..... و ....

أسد بسرعة وهو على حافة الجنون: كمل .. وحصل إيه

مازن بترقب: وخطيبته طلعت .. الصغيرة


لا يعلم ما يشعر به ..... كل ما يعلمه أنه على حق ..... ملاكه لم تتركه أبدا ولن تفعل ذلك ..... انتصر عشقه فى النهاية وسيظل ينتصر دائما ...... لو أحد غيره لإحتاج ساعات طويلة حتى يستوعب تلك الصدمة ولكن هو .... بالطبع لا ....... كان متيقن من حياتها ولكن كانت مسألة وقت

علت أصوات تنفسه وهو يتخيلها معه ..... ينعم بدفئها مرة أخرى ..... يشاكسها ليرى خجلها الذى يفتنه ...... سرعان ما ظهرت الصدمة على وجهه

أسد بذهول: خطيبته ؟!

تحولت صدمته لغضب شديد مزمجرًا بغضب

أسد بصياح: خطيبته إزاى ... هى مراتى ملكى أنا

مازن بخوف: اهدى يا أسد أنا مش فاهم زيك برضو وفى الأول شكيت إنها تكون شبه الصغيرة بس لما ركزت فيها لاقيتها هى ... نفس طريقتها فى الكلام والتعامل وكل حاجة

أنهى مازن جملته مزامنة مع انكسار كل شيء حوله

نظر فى كل مكان بزهول وهو يرى أثاث شقته الثمين قد كسر لقطع صعيره

مازن بغضب: إيه ياعم اللى عمل..... آاااه

صرخ بألم وهو يسقط على الأرض من قوة اللكمة

أسد بغضب وقد احمرت عينيه: دى عشان تركز فى ملاكى تانى ..... أما هى فأنا هوريها لما أجيبها بس

مازن بسرعة : استنى بس ..... هى تقريبا مش فكرانا لما سلمت عليا مكنش فى أى تعابير على وشها وكمان كانت عادية جدا كإنها أول مرة تشوفنى

التقط أنفاسه بصعوبة محاولًا الهدوء

أسد بغرور: حتى لو مش فكراك أكيد هتفتكر أسدها

مازن بتهكم: والنبى بطل النفخة دى .... خلينا نفكر كويس .... هى لو فكراك يبقى لازم تفتكرنى وطالما مش افتكرتنى يبقى هتفتكرك إزاى ؟!

أسد عاقدا حاجبيه يمنع نفسه بصعوبة من الصراخ والبكاء معا: قصدك إنها نسيتنا كلنا حتى ... حتى أنا


 

مازن: أيوة .... احتمال كبير تكون الحادثة أثرت على ذاكرتها .... أنا مبينتش أى حاجة تدل إنى أعرفها ... قولت أعرفك الأول عشان تتصرف


 

أسد باختناق: عايز كل المعلومات عنه تجيبهالى وكمان العنوان بتاعه و..... بتاعها

مازن وهو يعطيه ملفا: أنا كنت عامل حسابى ..... الملف ده فيه كل حاجة هتحتاجها ...... بس إنت هتعمل إيه

أسد بإصرار: هرجع ممتلكاتى ليا تانى

قالها وخرج مسرعا دون التفوه بكلمة أخرى

خرج من المنزل تتبعه سيلين بتوتر

زفرت براحة وهى تقول

ياسمين بارتياح: الحمد لله محصلش حاجة لينا

مازن بتهكم: ليه مش شايفة جوزك اللى وشه بقى وشين فى بعض من الورم

ياسمين بسخرية: ومين قال إنى قصداك أنا قصدى أنا والولاد

مازن بغضب: آه يا بنت ال....

ياسمين مقاطعة بتحذير: إياك تشتم

مازن بشماتة: مش هشتم ولا حاجة بس ادخلى زى الشاطرة كدا وروقى الأوضة

اتجهت ياسمين بكبرياء للغرفة ثانية واحدة و.....

ياسمين بصراخ : آااااااااه بيتى يا ولاد الكلب

انطلق سريعا لإحدى الغرف حتى لا ينال ضربًا مرة أخرى يكفى ما حدث لوجهه

***

فى إحدى الفنادق بالولايات المتحدة الأمريكية

حجز أسد غرفتين متجاورتين له ولسيلين ..... مضطر أن ينتظر للصباح حتى يسافر لها

قضى ساعات طويلة يصلى ويدعو الله ... بكى بشدة لكن تلك المرة بفرح ... ملاكه حية ... كان على حق دائما ... سيرجعها وتلك المرة للأبد .... سيمنع الجميع عنها ... ستعود أنانيته من جديد ... حتى لو خنقها بتملكه ... الأهم أن تظل معه وبجانبه ... فهى ملكه ... خلقت منه وله ..... لن يفرط فى حقه بها أبدًا

تأمل صورتها على الهاتف يتلمس ندبته ومبتسم بحالمية

قضى ليلته يتأملها بكل تفاصيلها ... لم يمل أبدًا ... أذن الفجر فصلى ولم ينسى شكر الله للمرة التى لا يعرف عددها ولكن ما يعرفه أنه لن يكف عن شكر الله تعالى أبدا ... فقد منّ عليه وأعاد روحه مرة أخر

انتهى من صلاته فجلس على الفراش وأمسك الملف يفكر فيما يفعل ... لا يجب أخذ خطوة دون ترتيب خاصة وهى لا تتذكر أى شيء ... شعر بغصة ألم عند تلك النقطة ... لا يعلم ما القوة الجبارة التى منعته من الذهاب وسحقها بين ذراعيه


 

زفر بعنف مبعدًا أفكاره بقتل ذلك الذى تجرأ على أملاكه ... أقسم أن يذيقه العذاب ... قرأ كل المعلومات عن هذا المراد ولكن لا شيء يتعلق بملاكه ... كل شيء طييعى ... استغرب كثيرا فالواضح أنه من عائلة متدينة صاحبة أخلاق عالية ... سيرته تدل أنه ورث الصفات ذاتها ... إذن ماذا حدث ... كيف لشخص متدين أن يفعل تلك الجريمة ويبعده عن معشوقته الصغيرة

أفاق من أفكاره على رنين الهاتف

أسد بهدوء : ها ..... نفذتوا

أحد رجاله: متقلقش يا باشا كله تمام ..... هو دلوقتى فى المكان اللى حضرتك عايزه

أسد بابتسامة شر: روقوه .... عايزه يعرف إن ضيافتنا غير أى ضيافة

الرجل: أمرك يا باشا

أغلق الهاتف ..... قام سريعًا وأخذ أشياءه ذاهبًا لغرفة سيلين

***

طرق الباب وقد نفذ صبره ..... يريد الذهاب بسرعة ورؤيتها

فتحت الباب فتنظر له باستغراب

سيلين باندهاش: فى إيه ؟!

أسد : يلا بسرعة عشان هسافر

سيلين بابتسامة: يعنى اللى مدام ياسمين قالته صح

أسد بسرعة: أيوة .. يلا خدى حاجتك ومنتظرك تحت

هبط لأسفل يشعر بالتوتر الشديد ..... اقترب موعد رؤيتها ..... ساعات قليلة ويراها ..... متوتر بشدة ولا يعلم ما يجب فعله

هبطت سيلين لأسفل وخرجا من الفندق متجهين للمطار

***

فى السيارة

أسد: ترجعى مصر ولا تسافرى معايا

سيلين بحماس: أسافر طبعا ..... حد يرفض إنه يسافر ألمانيا وكمان أنا نفسى أشوف همس أو....

صمتت عندما أوقف السيارة فجأة لتصدر صوت صرير عال

أسد بعنف ونظرة مرعبة محذرًا: إياكى ..... إياكى تنطقى اسمها ..... بالنسبالكم تقولو الصغيرة ..... غير كدة صدقينى هندمكم

ابتلعت ريقها بصعوبة تومئ برأسها موافقة

بدأ القيادة مرة أخرى يزفر كل مدة بنفاذ صبر .... لما طال الطريق هكذا

سيلين فى سرها: يا لهوى لو كنت حبيتك فعلا ..... الحمد لله يارب إنى محبتهوش ... دا أنا كنت هعملها على نفسى من الخوف وهو باصصلى بالطريقة دى .... ربنا يكون فى عونك يا هم.... يا صغيرة يا صغيرة

**

وأخيرا مضت عدة ساعات وصلا خلالها لألمانيا

استنشق الهواء بلذة وشراهة كمن تعرض للاختناق لسنوات ..... مجرد الشعور بوجودها بجانبه ولو بعد أميال يشعره بلذة غريبة

حارب نفسه بصعوبة من أن يذهب لها يجب أن يحاسبه أولًا ثم يعرف منه كل شيء

أوصل سيلين لفيلا يملكها وذهب سريعا لذك الحقير

**

دخل المخزن بهدوء يحسد عليه ..... وجد جسد هزيل من شدة الضرب مقيد على الأرض ..... أشار لرجاله ليخرجوا فورا

أسد بغضب: ارفع راسك

رفع رأسه بضعف ..... اتسعت عينيه بشدة من كتلة الجمال والرجولة أمامه ..... شاب فى منتصف العشرينيات تقريبا ذو ذقن خفيفة ومثيرة .... عيونه خضراء وأبيض البشرة وبالرغم من علامات الضرب العنيفة إلا أن جماله طغى على تلك العلامات ...... أظل مع ملاكه لثلاث سنوات كاملة ؟! .... عند تلك الفكرة وصرخ بجنون وهو يهجم عليه باللكمات والضرب كأنه يعاقبه على جماله !

استمر فى صراخه الهستيرى ولم يرحمه أبدا حتى كاد يموت بين يديه


 

ابتعد عنه ببطئ فسقطت دمعة من عينيه بقهر وهو يتخيلها أسرت بجمال غريمه


 

غريمه ؟! كلمة ظن أنها لن تصادفه أبدا ..... لن تكون فى حياته ..... ولكنها الآن تسحبت إليها بسبب ذلك الأحمق الهالك لا محالة

أسد بغضب وهو يشده من شعره الأشقر بعنف: تعرفها منيييييين

مراد بلهاث وضعف: مي ....ن ؟

لكمه بعنف ودون رحمة .... ومتى كان رحيما فيما يتعلق بها

أسد: ملاكى يا روح أمك

نظر له باستغراب وضعف سرعان ما اتسعت عينيه بذهول

مراد بصدمة : إنت ؟!

أسد بعصبية: مالك بلمت ليه ..... عايزك تحكيلى كل حاجة زى الشاطر كدة ...... إنت معدش فيك نفس تستحمل ضرب تانى

مراد بهدوء وخزى: أنا فهمت كل حاجة .... وعرفت إنت قصدك إيه

نظر لأسد بحزن وقد هبطت دمعة على وجنته

زفر بعنف محاولًا التحكم بأعصابه ..... لا يعلم متى أصبح قلبه حنون لتلك الدرجة ...... فى البداية سيلين والآن هذا الحقير

أسد محاولا الهدوء: احكيلى كل حاجة وليه استغربت لما دققت فى ملامحى

مراد بحزن: القصة كلها بدأت يوم تخرجى من جامعة بألمانيا.... كان من أكتر من تلات سنين ..... وقتها كنت مضغوط جدا وخطيبتى سبيتنى وكمان آخر سنة ليا مجبتش تقدير كويس .... كل دا خلانى مش فى وعيى ومتعصب علطول ..... خاصة إنى بعدت عن ربنا وبطلت صلاة وقراءة قرآن وعيلتى كانت فى بلد تانية فمكنش فى حد بيساندنى ..... اتصاحبت على واحد عمرى ما كنت أتخيل إنى ممكن أصاحبه فى يوم ... جه مرة وقالى إنه هيودينى مكان يريحنى .... وافقت علطول بس بعدها اترددت لما شفت المكان .... كان عبارة عن ديسكو بس من جوة شبكات ... دعارة ... أقنعنى إننا هنقعد شوية بس وهنمشى علطول .... شوية شوية قدر يقنعنى إنى أشرب كاس .... كانت أول مرة أشرب وسكرت خالص ..... مش عارف إزاى شديت بنت من اللى بيشتغلوا هناك وخدتها فى أوضة من الأوض ... بس ربنا كان رحيم بيا و ...

سقطت دموعه بشدة وهو يتذكر أسوء فترة فى حياته المملوءة بالمعاصى والذنوب ..... ارتجف جسده بشدة خوفا من الله يدعو بصوت عال أن يغفر له ذنوبه

تطلع إليه بحنان وحزن .... تذكر نفسه منذ سنوات وهو يبكى بنفس الطريقة ويطلب عفو الله ثم عفو ملاكه

خرج من شروده على ارتجاف جسد الماثل أمامه ... ركض نحوه بسرعة وفك قيوده ثم خرج لفترة وجاء بزجاجة مياه

أسد مربتًا على كتفه: خد ..... اشرب واهدى

شرب المياه بأكملها .... صمت قليلا ثم بدأ يتابع حديثه

مراد باختناق: ربنا كان رحيم بيا لما خلانى أفوق على آخر لحظة قبل ما أكون زانى .... بس للأسف البنت دى كانت مشغلة كاميرا ومصورة كل حاجة وبدأت تهددنى بيها


 

أسد باستغراب: واشمعنا إنت .... ولا زميلك كان متفق معاها


 

مرةد بنفى: لأ ..... هو ميعرفهاش أساسا بس ..... لما أنا سألتها نفس سؤالك قالتلى إنها مش قاصدة حد بعينه .... هى عايزة أى شخصية تقيلة وخلاص تستنفع منه وحظى إنى كنت الشخصية دى

قالتلى إنها مش عايزة أكتر من بيت هنا فى ألمانيا والجنسية وحاجة تاكل منها عيش بالحلال

أنا وافقت بسرعة لإنى هخلص من الفضيحة وكمان هساعد بنت إنها تخرج من المكان ده

وفعلا عملت كدة وفتحتلها مطعم وخدت الفيديو وانتهى التواصل بينا تماما .... بس بعدها بحوالى شهر لقيتها جاتلى البيت وبدأت تهددنى بنسخة من الفيديو كانت معاها ..... أنا خفت بصراحة فقلت إنى أنفذلها طلبها ..... بس طلبها كان غريب

أسد باستغراب: إيه طلبها ؟!

مراد: طلبت منى آخد سفينة من السفن اللى بتستعملها مصانعنا فى الصيد وأروح لجزيرة فى بحر اسمه ______

أسد بصدمة: دا نفس البحر اللى ملاكى وقعت فيه

مراد: أيوة هو ... كل اللى هى قالته إنها عايزة تنقذ حد هيقع فى البحر ده وكل اللى علينا إننا نستنى على الجزيرة وأول ما الشخص ده يقع من الجبل هنتحرك بالسفينة ونطلعه علطول ولو مش وقع تبقى المهمة انتهت من غير تعب

أنا وافقت وفعلا خدت سفينة صغيرة ووقفتها جنب الجزيرة ونزلنا إحنا الجزيرة وهى كانت معايا ..... كان معاها جهاز بتراقب بيه اللى على الجبل لإن المسافة كبيرة بين الجبل والجزيرة

وفحأة لاقيتها بتقولى استعد فى اتنين جايين علينا

أنا خدت منها الجهاز بسرعة وبصيت على الجبل وأول حد شوفته كان إنت .... كنت عمال تصرخ وعايز ترمى نفسك من الجبل وفجأة أغمى عليك ... عشان كدة أول ما شوفتك دلوقتى اتصدمت لإنى افتكرتك

أسد بضربات قلب مرتفعة وخوف: كمل .... حصل إيه بعد كدة

مراد: بعدها نزلت بالجهاز على البحر لاقيت فى اتنين فعلا التيار شايلهم وجايين ناحية الجزيرة ..... أول ما قربوا مننا أنا طلعت البنت علطول ولسة هطلع الراجل .... لاقيتها منعتنى وهى بتقول إنها لازم تخلص من شره

وبعدين زقته جامد فى المية والموجة بعدته عن الجزيرة ... أنا خفت جدا بس قولت بلاش أتكلم ... خدنا البنت وطلعنا السفينة ولقيتها إدتنى النسخة من الفيديو ووعدتنى إنها مش هتفضحنى ولا هتعمل حاجة مقابل إنى أسكت وأول ما وصلنا للشط اختفت ومشوفتهاش تانى ..... وبس دا كل اللى أعرفه

أسد : طب وملاكى إزاى مش فاكرة حاجة

مراد بتوتر : هى .... هى أول ما فاقت كانت .... كانت ناسية كل حاجة وأنا معرفش هى من عيلة إيه ولا اسمها إيه فخدتها عندى وقولتلها إنى خطيبها وقريبها من بعيد عشان تقبل مساعدتى بس والله عمرى ما اتكلمت معاها كتير ولا قربت منها

أسد بشك وهو ينظر له كالصقر: وإنت اتوترت كدة ليه

مراد بارتباك: لا عادى أنا ..... أنا بس تعبت من الكلام

أسد بتحذير مخيف: قسما بالله لو طلعت مخبى عليا حاجة ل...

مراد بسرعة: لا وأنا هخبى إيه يعنى

أومئ له ببطئ وهو متأكد أنه يخفى شيء سرعان ما تحول لاستغراب

أسد باستغراب: بس مين البنت دى وتعرفنى أنا وعيلتى منين

مراد بصدق: صدقنى معرفش بس الواضح إنها على صلة معاكم لإنها عارفة عنكم كتير وساعات كانت بتنطق اسمك إنت و .... واسم سامر تقريبا ..... لا لا افتكرت ..... فى مرة وقعت بطاقتها أدامى وكان مكتوب عليها ..... رحمة !


أسد بصدمة: رحمة .. إنت تعرف تجيبهالى

مراد : أيوة أنا معايا رقمها وحتى لو غيرته فرقم مطعمها لسة زى ما هو مظنش إنها غيرته

أسد: تمام .. تتصل بيها دلوقتى حالا وتطلب منها تيجى العنوان ده .. عايزها ساعة وتكون هنا فاهم


 

مراد: حاضر هرن على موبايلها الأول يمكن تكون مغيرتهوش


 

تحرك مراد بصعوبة تجاه معطفه وأخرج هاتفه ليتصل بها حتى أجابت بعد مدة

مراد بلهفة: ألو ..... رحمة معايا

ابتسم مراد وهو ينظر لأسد بمعنى إنها هى

مراد: أيوة يا رحمة .... أنا مراد عامر أكيد لسة فكرانى ... أيوة أنا ..... عايزك تيجى _____ ضرورى ... إنت معندكيش حل تانى غير إنك تيجى وإلا هبلغ عنك وهقول كل اللى أعرفه للبوليس .... تمام منتظرك ... سلام

أسد بلهفة: ها هتيجى

مراد بابتسامة: أيوة بس كمان تلات ساعات لإن وراها شغل ضرورى فى المطعم

أسد وهو يسحبه: طب يلا

مراد باستغراب: على فين

ابتسم له وهو يسحبه: لملاكى

مراد: وهتقولها إيه

أسد بشرود: أنا عايزها نايمة

مراد بذهول: نعم

ركبا السيارة

أسد بنفاذ صبر: لو قابلتها وهى فايقة احتمال أضرها من شوقى ليها ..... عايزها نايمة عشان أقدر أتحكم بنفسى وحتى لو مقدرتش على الأقل مخوفهاش منى

مراد: تمام بس إزاى

أسد: حباية منوم ... تتصل بخدامة واثق فيها كويس وتؤمرها تحطلها حباية فى عصير أو أى حاجة

ثم أضاف بتحذير وغيرة قاتلة: خدامة ... فاهم ... واحدة ست

مراد بزهق: حاضر الله

نفذ ما قاله بالحرف وهو متوتر ..... إذا علم الحقيقة بالتأكيد سيقتله ... أفاق على كلماته التى زادته توتر وخوف

أسد باستغراب: بس ملاكى اتصلت بيا بعد الحادثة بحوالى أسبوع ..... إنت تعرف كدة


 

مراد بخوف: إيه ..... لا لا لا وأنا هعرف منين بس وبعدين إزاى تتصل بيك وهى مش فكراك

أسد بنبرة ذات مغزى: بتمنى فعلا إنك تكون متعرفش

ثم أضاف بحزم وغيرة: اسمها متنطقهوش أبدا فاهم أنا سامحتك وإنت بتقولو للخدامة بس المرة الجاية فيها موتك ... وبعدين إنت تعرف اسمها منين

مراد بخوف: خلاص أنا مش عايز أعرفها أساسا .... ورحمة اللى قالتلى اسمها

--

فى إحدى الفلل

تجلس تلك الملاك وهى شاردة كعادتها طوال الثلاث سنوات ..... هناك شيء ينقصها ..... لا تعلم ما هو ولكنها متأكدة أنها لا تستطيع الحياة بدون هذا الشيء ..... تنهدت بنعومة تنظر للخاتم فى يدها اليسرى ..... لا تعلم لما تحافظ عليه ..... لما رفضت إزالته ..... لما رفضت وضع خاتم خطوبتها ..... تشعر أنها لا تملك نفسها ..... كل ما تعلمه أنها فى المكان الخطأ ..... بالرغم من قرابتها لمراد وخطوبتهما إلا أنها بعيدة تماما عنه ..... بالكاد تراه .... غيرت مواعيد طعامها حتى لا تختلط معه ..... تشعر بخيانتها لأحد كلما ابتسمت لذلك المراد ولو مجاملة حتى ... والأغرب أنها لا تخرج بشعرها أمام النساء ! بالتأكيد جنت ..... كلما حاولت أن تختلط بالنساء وتجلس على راحتها تجد نفسها تنطلق لغرفتها تغطى شعرها جيدا

أوووف ..... لقد جننتى يا همس

سمعت طرق الباب لترتدى الاسدال والحجاب وهى تسخر من نفسها

(الحوار مترجم)

همس برقة: تفضلى

الخادمة: سيدتى ... تفضلى هذا المشروب

همس باستغراب: لكننى لم أطلبه

الخادمة بارتباك: لقد أمرنى سيد مراد بذلك واخبرنى ألا أذهب دون التأكد من شربه

همس بذهول: حسنا

احتست الشراب بأكمله وأعطته للخادمة لتخرج بالكوب

مرت دقائق بسيطة وبدأت تشعر بالدوار الشديد حتى سقطت على الفراش وغاصت فى نوم عميق

دخلت الخادمة فورا وعدلتها على الفراش لتنام براحة أكثر ثم خرجت تخبر سيدها بتمام المهمة

--

وصلت السيارة ليبدأ قلبه يقرع بالطبول ..... أمتار قليلة فقط تفصل بينه وبين ملاكه

انطلق جريا للداخل حتى اصطدم بخادمة

أسد بسرعة : أين هى غرفة ملاكى ..... أقصد همس

نظرت الخادمة خلفه لتجد مراد يومئ لها بالموافقة

الخادمة: إنها فى الطابق الثانى أول غرفة سيدى

ركض بسرعة للأعلى يلهث بعنف

--

وقف أمام الغرفة يشعر بالخوف الشديد ... لما يشعر بأنه مراهق ... هيا أسد ادخل ... ملاكك ومعشوقتك الصغيرة بالداخل

عند تلك الفكرة وجد نفسه يقتحم الغرفة بعنف ويغلق الباب خلفه

واقف كالصنم ينظر لها وهى نائمة على الفراش

اقترب ببطئ شديد فاحمرت عينيه ووجهه بشدة وبدأت شهقاته تعلو بنفس درجة علو صوت تنفسه

وقف أمامها مباشرة

ثانية واحدة وكان نائم بجانبها يحتضنها ويضع رأسه على صدرها

أسد بشهقات باكية واختناق وهو يردد بجنون: ملاكى ... ملاكى ... ملاكى إنتى ... إنتى عايشة ... أنا كنت ... كنت متأكد إنك عايشة ... والله يا ملاكى أنا ... أنا قولتلهم إنك عاي ... شة بس هما ... هما مش صدقونى ... بس أنا مش هاممنى رأيهم ... أنا قلبى قاللى إن ملاكك اللى ربيتها مش ... مش هتتخلى عنك أبدا ... قلبى قاللى إن ... إن


 

انفجر فى بكاء مرير وهو يقبل موضع قلبها وكل إنش بوجهها

دفن وجهه بعنقها بعدما أزال حجابها بلهفة

أسد بدموع غزيرة: قلبى قاللى إن ربنا مش هيعاقبنى بيكى أبدا ... كنت متأكد إنك هترجعى ... كنت بموت كل لحظة وإنتى ... وإنتى بعيدة عنى ... كنت ... كنت ببقى خايف إنهم يطلعوا صح بس ... بس كنت بصبر نفسى إن قلبى لسة بينبض باسمك ... كنت بصبر نفسى إنى لسة عايش ... وإنتى عارفة إن حياتى واقفة ... على أنفاسك إنتى

قال جملته مقتربًا من وجهها بشدة حتى التحمت أرنبة أنفيهما مع بعضهما وهو يستنشق أنفاسها بلهفة

أغمض عينيه بسكر وتخدر كمن أخذ جرعته للتو ... ظل لدقائق طويلة يستنشق أنفاسها ثم ابتعد عنها ببطئ ... الآن ارتوى بعد عطش

أسد بابتسامة ومازالت دموعه تنهمر: أنا بعشقك ومجنون بيكى ... عارفة يا ملاكى ... أنا روحت لدكتور نفسى من سنة ... روحتله وقولتله ... قولتله إنى بعشقك أوى ... عارفة قالى إيه ... قالى إنى مش ... مش حبيتك وإنتى ... وإنتى صغيرة ... قالى إنى ... إنى كنت بس محتاج ... لحنان وبراءة فى حياتى ... وكان حظك إنك إنتى اللى ... اللى جمعتى الحنان والبراءة مع بعض وقالى إنى مريض ... مريض بالغيرة والتملك ... عندى وسواس إن اللى بحبهم هييجى يوم ويسيبونى

ضحك بخفوت وألم وهو يكمل: أنا كنت لسة..... هاقوم أقتله لإنه .... بيشكك فى عشقى ليكى وبيعتبره مرض بس هو .... هو كمل بسرعة وقالى إنى ... إنى عشقتك لما بدأتى تكبرى ... قالى إنى اتجبرت عليكى لما قابلتك فى الأول بس ... بس لما كبرتى قدام عينى اخترت ... اخترت عشقك ... اخترتك تكونى حبيبتى وحياتى .... عارفة يا ملاكى أنا .... أنا لو الزمن اتعاد بيا تانى .... هعمل كل حاجة عملتها ... بس كنت ... كنت همنع نفسى عنك لغاية لما تكملى ال ١٨ ... حتى جوازى منك وإنتى ١٣ سنة كان غلط ... مكنش ينفع أعمل كدة .... سامر وترنيم دلوقتى عايشين ... حياتهم بسعادة ... بالرغم من شوية العذاب اللى فى حياتهم بس ... بس رضا ربنا فى علاقتهم خلاهم دايما مع بعض و ... مازن وياسمين عمرهم ما اتفرقوا .... عمرهم ما بعدوا عن بعض ..... دا كله عشان هو .... هو أكتر واحد اتقى ربنا فيها .... ياريتنى اتقيت ربنا فيكى انتى كمان ... يمكن كان زمانا مع بعض ...... بس خلاص ..... أنا حاسس إن عقاب ربنا خلص .... حاسس إننا هنعيش فى سعادة مع بعض دايما

شدد على احتضانها يحكى لها عن شوقه وعشقه ... لم يقترب من شفتيها ... يعلم أنه إن اقترب منهما لن يبتعد أبدا ... ليتحلى بالصبر لساعات فقط ... ساعات قليلة وتعود له

توقف عن حديثه معها على صوت الطرقات

ألبسها حجابها مرة أخرى وخرج وأغلق الباب

أسد باختناق بسيط من بكائه: خير

مراد باحراج: إنت بقالك أكتر من ساعتين جوة و .... رحمة بعتتلى رسالة إنها رايحة العنوان دلوقتى

كيف مضى كل ذلك الوقت دون أن يشعر .... ظن أنه تبقى على الأقل ساعة أخرى يمضيها مع معشوقته ولكن متى كان الوقت فى صفه

أسد بهدوء: ملاكى هتصحى امتى

مراد: نص ساعة أو أكتر

أسد بغيرة: محدش يدخلها ولو اتكلمت معاك إياك ... إياك ترد عليها ... سيبها وامشى

ثم أضاف بتذكر: روح فيلتى فى _____ هتلاقى هناك سكرتيرتى الخاصة اسمها سيلين ... هاتها هنا وخليها تقعد مع ملاكى وأنا هعرفها عشان تجهز

مراد بفرحة: يعنى أنا مش هروح معاك

أسد بشك: وإنت مش عايز تيجى ليه

مراد بارتباك: لأ عادى يعنى

أسد بتنهيدة: روح اعمل اللى قلتلك عليه يلا

خرج متجهًا للمخزن مرة أخرى وتدور بعقله العديد من الأسئلة

--

فى المخزن

رحمة باستغراب: مرااااد .... مراد إنت فين

أسد بسخرية وهو يدلف: مينفعش أسد

رحمة بصدمة وخوف: أسد

أسد بغضب وهو يقف أمامها: هتتكلمى لوحدك ولا تتكلمى بطريقتى

رحمة بضحكة وهدوء غريب: أخيرا عرفت

أسد باستغراب: نعم

رحمة بابتسامة: عايز تعرف إيه أكتر

أسد: كل حاجة ..... مراد حكالى اللى يعرفه بس أنا عايز اللى إنتى تعرفيه

اتجهت بهدوء لإحدى المقاعد وجلست وهى تشير للمقعد الآخر

--

أمام إحدى الفلل الضخمة

مراد بزهق فى السيارة: ما يلا يا سيلين هانم هستنى كتير ولا إ..... إيييه الجمااال ده

تقدمت بخجل تشعر به يتأملها

جلست بجانبه لتقول بابتسامة خجولة: يلا

مراد ببلاهة: دا إنتى اللى يلا

سيلين بعصبية وخجل: إييييه؟

مراد وقد وعى على حاله: ها .... ولا حاجة

تحرك بالسيارة ينظر لها كل مدة من المرآة ويبتسم

مراد فى سره: يخربيت جمالك ... هو فى كدة يا ناس ... ياريت تتحجب بس وهتبقى قشطة ... وياريت ليه ما أنا موجود ... دا أنا مش هسيبك إلا أما تتنقبى مش تتحجبى بس

--

فى المخزن

اتجه بنفاذ صبر ليجلس ... لولا وعده لملاكه ألا يضرب أى فتاة مرة أخرى بعد رؤيتها له يضرب جنى من قبل لكان هشم رأسها ... ضرب النساء ليس من شيمه أبدا ولكن سمر وجنى حطما القاعدة والواضح أن تلك المرأة ستكسرها أيضا

أسد بعصبية: يلا سامعك

رحمة بحزن ودموع: اسمى رحمة أحمد السيد ..... كنت عايشة بسعادة مع ماما وبابا لغاية لما بابا مات فى شغله ... كان بيصلح أسانسير بس بسبب غلط بسيط الأسانسير وقع بيه ومات ... كان عندى حوالى ١٣ سنة وكانت ماما حامل فى الشهر السابع ... جاتلها ولادة مبكرة أول ما سمعت الخبر وللأسف متحملتش هى كمان وماتت ... ماتت بس سابتلى حتة منها ... سابتلى سارة أختى ... أنا اللى سميتها على اسم ماما ... أنا اللى ربيتها بعد ما الكل رفضنا بسبب فقرهم ... بس للأسف بفلوس حرام ... مكنش قدامى غير الطريق ده ... اشتغلت رقاصة عشان كان جسمى أكبر من سنى .... مرة فى مرة اتحولت من رقاصة لمومس ... عدت السنين وبقيت فى العشرينات ... جالى زبون جديد أول مرة أشوفه ... بدأ ييجى كل يوم لغاية لما عرض عليا إنى أنصب على حد مقابل فلوس كتير ... أنا وافقت وقولت الفلوس أفتح بيها مشروع وأعيش بسلام مع أختى ... بدأ يطلعلى شهادات مزورة سواء بقى فى اسم مدارسى أو فى الكلية اللى اتخرجت منها وأنا أساسا مكملتش إعدادية ... علمنى شوية أساسيات فى الشغل وجابلى هدوم محترمة وحجاب وعرفنى هعمل إيه بالظبط ... عرفت وقتها إن اسمه شريف سعيد ضرغام ... استغربت لما عرفت إنه عايزنى أنصب على أخوه بس معلقتش ... كل حاجة مشيت مظبوط ... وفعلا سامر اتجوزنى ... بس للأسف فشلت فى كل حاجة ... فشلت أخليه يحبنى وفشلت إنى آخد منه أى معلومة ... مع الوقت بدأت أحب سامر واعتبره أخويا وقررت أنهى اللعبة ... روحت لشريف وقولتله مش هكمل بس فوجئت إنه بيورينى صور لأختى وهى مخطوفة ... هددنى بيها فاضطريت أكمل وكان بيطمنى كل مرة بفيديو كام ثانية ليها ... لغاية لما كل حاجة انكشفت بعد حادثة الصغيرة ... أنا هربت علطول وبعدها بكام يوم روحت لشريف السجن ... عرضت عليه أوصله لريس كبير أوى اسمه مدحت ... كان من زباينى وعرفت عنه إنه بيهرب مساجين ... قولتله هخليه يساعدك مقابل ترجعلى أختى ... هو وافق فعلا لإن معندوش خيار تانى ... وصلتهم لبعض وخدت أختى ... كنت هسافر بس مكانش معايا فلوس فبدأت أجمع من شغلى القديم وبعدين سافرت ألمانيا ... واتعرفت على مراد وهددته لغاية ما ادانى فلوس وفتحت بيه مطعم ... فوجئت بعدها بحوالى شهر إن شريف باعتلى راجل شكله يخوف والراجل ده هددنى إنى لو مش نفذت اللى شريف عايزه هيقتل أختى فاضطريت أوافق خاصة إنى لاقيته بيراقبنا ومش هيسيبنا فى حالنا ... طلب منى إنى أجيبله سفينة أو مركب عند جزيرة فى بحر ___ وأراقبه وهو على جبل فى نفس المنطقة ولو وقع فى البحر أنقذه .... عملت كل حاجة طلبها بس قدرت إنى أقنع الراجل يسيبنا فى حالنا مقابل فلوس أكتر

بدأت الخطة تمشى تمام ووقع فعلا فى البحر بس فوجئت بالصغيرة معاه ... مراد طلعها وقبل ما يطلعه أنا وقعته فى البحر عشان أخلص من شره ... خدنا الصغيرة ورجعنا المدينة وبصراحة مقدرتش أمشى غير لما أطمن عليها ... حسيتها زى سارة أختى فى برائتها


 

نامت لأكتر من خمس أيام من التعب والمحاليل وضعفها اللى بتعانى منه وبعدها صحيت بتناديك

أسد بصدمة: بتنادينى إزاى

رحمة باستغراب: بتناديك عادى ... كانت عايزاك

أسد بذهول شديد: يعنى هى فاكرانى

رحمة عاقدة حاجبيها: فاكراك ؟! أنا مش فاهمة حاجة

أسد بنفاذ صبر: مراد قال إنها لما فاقت ماكنتش فاكرة حاجة

نظرت له قليلا ثم انفجرت ضاحكة حتى توقفت على زمجرته الغاضبة

رحمة بسخرية: هو قالك كدا وإنت صدقته ... الصغيرة ماكنتش فقدت الذاكرة أول ما فاقت ... بس ضغط الماية سببلها مشاكل فى المخ فكانت محتاجة عملية ... الدكتور قال إنها احتمال تفقد الذاكرة بعد العملية دى ... بس فى احتمال كبير إنها تفتكر كل حاجة لما تتعرض لنفس المواقف أو حد يحكيلها حاجات عن الماضى ... الصغيرة لما صحيت وعرفت كل حاجة عن العملية أصرت إنها تتصل بيك ... كنت براقب كل حاجة من بعيد عشان ما تشوفنيش ولا تعرفوا مكانى ... كنت معاها دايما من غير ما تحس بيا ... راحت المستشفى عشان تعمل العملية بأسرع وقت بس أصرت إنها تتصل بيك عشان أما تفوق إنت تكون جمبها وتفتكرك .... مراد إداها موبايله بس ابن اللعيبة خلص رصيده كله على مكالمات تافهة ومتبقاش إلا كام ثانية بس فى رصيده ... اتصلت بيك وللأسف مقدرتش تتكلم ولما جيت تتكلم الرصيد خلص والمكالمة انتهت ... عيطت كتير عشان تكلمك بس مراد أقنعها إنه هيتصل بيك أثناء العملية ودخلت وهى مطمنة إنها هتلاقيك أول ما تفوق

أول ما دخلت العملية أنا زعقت لمراد على اللى عمله بس لاقيته بيترجانى أخرج من حياتهم ... قالى إنه محتاجها تخرجه من اللى هو فيه ... محتاج حد جنبه الفترة دى ... أنا من الأول كنت خايفة إنك لما تعرف تأذينى ولاقيت كلام مراد فرصة تشجعنى إنى ماحكيش حاجة ... عرفته إنها متجوزة وهو قاللى إنه محتاجها كصديقة أو أخت ليه وإنه هيقولها إنهم قرايب ومخطوبين عشان توافق إنه يساعدها ... لكن عمره ما هيقرب منها ولا يتجاوز حدوده وأول ما يحس بالراحة هيرجعها ليك

نظرت بعينيه التى تشع غضبا وهى تقول بحزن: اعمل اللى تعمله فيا بس أرجوك بلاش أختى ... مقدرش أشوفها بتبكى ... أنا كل حاجة كانت عشانها هى ... إنت بتعشق الصغيرة وبتخاف عليها وأنا بعشق أختى وبخاف عليها وزى ما إنت بتعمل أى حاجة عشان الصغيرة أنا هعمل أى حاجة عشان أختى

أسد بهدوء غير مبشر: امشى

رحمة بصدمة: إيه

أسد بغضب وصراخ: امشى قبل ما أقتلك حااالا

خرجت جريا لا تصدق نجاتها من بين يديه

أسد بصراخ وهو يضرب المقاعد ويدفعها بعيدا: آاااه يابن**** هقتلك يا*** ... كله بسببك

ظل يصرخ ويحطم كل ما يقابله

خرج مسرعا للسيارة ينطلق بها بسرعة يقسم أن يقتله

--

دلف للفيلا سريعا وهو يصرخ: اطلع يا *** اطلع يا روح أمك

مراد بفزع وقد أدرك معرفته بكل شىء: اسمعنى ...

هجم عليه بالضرب الشديد يلكمه ويسبه بأفظع السباب ... أمسك عنقه يخنقه وهو يصرخ به

مراد باختناق: وحي ...اتها .... سيبنى

صرخ أسد بغضب وعنف وهو يتركه ... لما يحلفونه بحياتها

شهق بفزع يأخذ أنفاسه حتى هدأ

مراد بحزن واختناق: أنا آسف والله آسف ... أنا قولتك كنت وحيد ومحتاج حد معايا ... بس والله عمرنا ما قعدنا دقيقتين مع بعض

هدأ أسد قليلا ليقول له: يعنى إيه

مراد: يعنى هى عمرها ما اتكلمت معايا ..... ساعات بنقضى شهور من غير ما أشوفها ..... حتى الأكل مش بتاكل معايا

زفر بارتياح ... معشوقته مازالت تحافظ على نفسها له حتى وإن لم تتذكره

أفاق على صراخ بالأعلى يعلم هذا الصوت جيدا

ركض لأعلى ففتح الباب بعنف ليجد ملاكه تصرخ

أسد وهو يقترب منها بسرعة ويحيط وجهها بكفيه وقبل أن يتحدث وجدها تبكى وتنظر بتشتت لكل مكان

همس ببكاء: أنا مين ؟! أنا مراتك؟

تطلع إليها بصدمة ... كيف علمت؟ لقد خطط للطريقة الأمثل ليخبرها ولكن من أخبرها الآن وأفسد مخططاته

وكانت الإجابة أمامه وهو يرى سيلين تخفض رأسها بخزى


أسد محاولا الهدوء: هوووش .. أنا هفهمك كل حاجة .. أنا ..

صمت لا يعرف ما يقول ... قربها يسبب البلاهة دائما .. شرد بها يتأمل وجهها البرئ الساحر .. تذمر بخفوت عندما وجدها لا تنظر له منذ دخوله ..

وأخيييرا نظرت له

كانت تنظر للأرض بعصبية .... انتظرته ليكمل حديثه لكنه ظل صامتا ..... رفعت رأسها بغضب وهى على وشك توبيخه ..... ما هذا الجمال ؟!

شردت به وبملامحه الجميلة .... شعرت بدقات قلبها تعلو وتعلو ... تعرفه ... متأكدة أنها تعرفه ... لكن كيف لا تعلم ... أيعقل أنه زوجها كما قالت تلك السيلين

ظلت شاردة به لم تعلم متى تحولت نظراتها المعجبة إلى عاشقة ... تأملت ملامح وجهه وهى متأكدة أنها ليست المرة الأولى تتأمله .... هدأت أنفاسها ونست كل ما حولها عداه هو .... ارتفعت دقات قلبها عندما ابتسم بجانبية حتى كادت تقسم أنه سمعها .. يا الله

أفاق من شروده على شرودها ... ابتسم بخبث وجانبية .... بدأ سحره يؤثر عليها .... يعلم حتى لو نسته لن تنسى شعورها تجاهه .... اقترب منها ببطئ مستغلا حالة اللاوعى التى هى فيه

وضع يده على وجنتها يملس عليها بهدوء وعشق ... مازالت ناعمة مثلما تركها .... زفر براحة يشعر أن كل شيء كما هو .... لم يتغير مهما مرت السنون

ظل يملس بنعومة تماثل نعومة بشرتها لتغمض عينيها مرغمة وتتنفس بصعوبة وعشق ... لا تعلم ما يفعله بها .... أقل حركة تشعل كيانها .... كيف يطغى حضوره هكذا ؟!

اقترب منها أكثر وأكثر وبدأت يده الأخرى تتحرك ناحية خصرها .... تمسك بها لتحمد ربها ... لو لم يمسكها لكانت وقعت ... تشعر بساقيها كالهلام لا يستطيعان حملها أكثر

اقترب بوجهه منها ... لن ينتظر لتتذكره ... يكفى شعورها لتتقبله .... ابتسم بحب عندما رآها ساكنة بأحضانه كالقطة الناعمة

لم تتبقى مسافة تذكر بينهما ... كاد يقبلها لكن أفاقا على شهقة خافتة

نظرا لصاحبة الشهقة ليزفر بغضب

أسد بخفوت لا يسمعه أحد: آاااه يا بنت ال .... والله لأوريكى يا سيلين

شعر بشيء ينكمش على صدره .... تطلع إليه ليرى ملاكه تدفن رأسها به بخجل شديد

ابتسم باتساع وبلاهة .... لازالت تحتمى منه ومن الجميع به وحده

أفاق للمرة الثانية على حمحمة خفيفة من تلك السيلين ليزمجر بغضب

أسد بغضب: ما إنتى متلقحة واقفة من الصبح جاية تتكسفى على الحتة دى .... مش قادرة تصبرى

سيلين بخجل: احم احم أنا ... أنا مستنياك برة فى أوضة الجلوس

خرجت مسرعة بخجل ... نظر لملاكه ليجدها ترمقه بنظرة حارقة

ابتعدت عنه وربعت يديها أمام صدرها

همس بغيرة شديدة: ممكن أعرف يعنى إيه مستنياك برة دى .... وهى مالها بيك .... إنت جوزى ولا جوزها يا بيه

شعر بقلبه يقفز فرحًا ... لم يتوقع أبدا أن تتقبله بتلك السهولة ... الواضح أنه سيشكر سيلين كثيرا ... وعند تلك الفكرة اتسعت ابتسامته بخبث أكثر وأكثر وهو يستشعر غيرتها ... قرر اللعب قليلا والاستمتاع

أسد بمكر: عادى ... أمال هتستنى مين ... أصل أنا وسيلين قريبين من بعض أوى أوى ... إنتى ما تعرفيهاش بس لازم أعرفك عليها ... هتحبيها زى ناس كتير

همس بغيرة وصراخ: نااااس ... ناس مين

أسد بابتسامة خبيثة: ناس بقى وخلاص .... وبعدين مالك صدقتى إنى جوزك على طول ... إيه كنتى فاقدة الأمل إنك تتجوزى للدرجة دى ولا القلب دق

همس بارتباك محاولة الهدوء: ها ... لأ عادى .. عادى يعنى هى ... هى بس ورتنى صور فرحنا وكتب الكتاب ف..... فصدقت

ثم أضافت بانفعال لتخفى به ارتباكها: وبعدين إيه فاقدة الأمل دى

أسد بخبث مقتربًا منها: معلقتيش يعنى على القلب دق ... ولا عشان دى حقيقة فعلا

ارتبكت بشدة سواء من قربه أو كلماته المعسولة ... التى وللعجب أحبتها كثيرا !

همس : ولا قلب دق ولا حاجة .... وبعدين لو دق فعلا كنت هاجى معاك

رفع إحدى حاجبية يجيب بفظاظة: نعم يا روح أمك

همس بعصبية: متشتمنيش ... وزى ما فهمت مش هروح معاك فى حتة

**

خرجت سيلين مرتبكة وخجلة بشدة .... حمدت ربها أنها فرت من بين يدى ذلك الأسد

نظرت خلفها كأن شحص مخيف يلاحقها حتى اصطدمت بأحد ما بعنف لتقع فوقه على الأرض

مراد بتأوه وألم مغمض العينين: آااااه يا ولاد الجزمة ..... أنا ناقص كسر أكتر

فتح عينيه ببطئ ليرى من فوقه .... ما إن أبصرها حتى فتحهما على وسعهما كمن يريد إدخالها فى عينيه

مراد بتسبيل: يلهوى على الجمال .... لا إنتى اكسرى براحتك وأنا هجبس

سيلين بخجل تحاول النهوض من عليه: أنا آسفة مش قصدى

وضع يده بسرعة على خصرها ليمنعها لتشهق من حركته

مراد ببلاهة وهو يقرب رأسه أكثر : دا أنا اللى آسف ... وأمى آسفة ... وأبويا آسف .. وعيلتى كلها آس ... آااااه

صاح بألم عندما ضربته على صدره بعنف فتقوم بسرعة

سيلين بخجل وعصبية: احترم نفسك يا أستاذ .... إيه قلة الأدب دى ..... والله تستاهل اللى أسد عمله فيك

مراد لنفسه: اتفضحت يا مراد

مراد بحمحة : احم احم .... على فكرة إنتى فاهمة غلط

رفعت حاجبها الأنيق تنظر له بتهكم واضح

مراد وهو يقوم: أيوة غلط .... إحنا كنا بنتدرب بس

سيلين: بتدربوا على الملاكمة صح

مراد بابتسامة غبية: أيوة صح عرفتى إزاى

سيلين بسخرية: أصل شايفة كيس الملاكمة قدامى

قالت جملتها مبتعدة عنه لتذهب لغرفة الجلوس منتظرة خروج أسد والصغيرة

مراد بغباء: قصدها إيه

سرعان ما أدرك قصدها ليقول بصدمة: نهار اسوح ... دا إنت اتحط عليك من الكل ... بقى أنا كيس ملاكمة

قال جملته ثم ذهب .... جلس أمامها يشيح بوجهه عنها عاقدا ذراعيه بكبرياء ينافى وجهه المحمر والمزرق وتلك الدماء فى وجهه

نظرت له بطرف عينها لتضحك بداخلها على شكله الطفولى البحت ..... كان كمن غضب من والدته ومنتظر أن تأتى لتصالحه بنفسها

**

فى الغرفة

أسد بابتسامة غامضة: عادى خليكى هنا وأنا كدة كدة هقعد هنا شهر أو اتنين فى فيلتى مع .... سيلين

شهقت بطفولية تضع يديها على فمها وتنظر له بعيون متسعة

ابتسم بخفوت وعشق عليها

همس بتراجع: أنا ... أنا فكرت وقولت يعنى إنى ... مينفعش يعنى إنى إكون هنا وإنت .... وإنت ...

ظلت تحاول إيجاد الكلمات ولكنها لم تستطع لتزفر بقلة حيلة تخفض رأسها بحزن

صدمت بيد تمسكت بيديها بنعومة ستقتلها يوما من جمالها

رفعت رأسها ببطئ لتجده ينظر لها بحنان شديد ... لم ترى نظرة الحنان تلك من قبل ... أقسمت أنها لن ترى ما يماثلها أبدا ... فهو ينفرد بها كما ينفرد بغيرها

أسد بحنان شديد: إنتى مش محتاجة كلام عشان أفهمك يا ملاكى .... إنتى بس بصيلى فى عينى وامسكى إيدى

قال آخر جمل وهو ينظر ليديهما المتشابكتان ليجدها تضغط بتلقائية على يده

نظر لها بابتسامة ثم لشفتيها

اقترب بهدوء فأغمضت عينيها بخجل منتظرة إياه

استمرت طويلا حتى انقطعت أنفاسهما

ابتعد عنها سامحا لها بالتنفس

بينما انتقل بقبلاته لوجهها بسرعة .. عشق .. وجنون

عقدت ما بين حاجبيها ترى بمخيلتها أحد يقبلها وهى أعلاه .... ثانية واحدة ورأت نفس الشخص يقبلها وهى ترتدى الأبيض .... العديد من الذكريات تلوح أمامها وجميعها عن شخص يقبلها ... ازدادت عقدة حاجبيها حتى انفكت وهى تراه ... إنه هو من يقبلها فى ذكرياتها ... بالرغم من اطمئنانها له من البداية إلا أنها اطمئنت أكثر وأكثر بتلك الذكريات التى وضحت كم كانت خاضعة وسعيدة معه

شعرت بألم فى رأسها ولكن لم تستطع إبعاده بالرغم من ذلك الألم الخفيف فقربه مسكن لأى ألم

وضعت يدها على قميصه تدفعه بخفوت .... إن استمر لأكثر من ذلك قد ينفجر قلبها من كثرة ضرباته العنيفة

ابتعد عنها ببطئ محاولًا تمالك نفسه .... لا يجب أن يتجاوز أكثر من ذلك وإلا سيخيفها

احتضنها بيده بينما الأخرى مازالت متمسكة بيدها رافضة تركها

قبلها أعلى الحجاب يزفر براحة وقد عادت روحه مرة أخرى

ابتعد بوجهه قليلا ليراها

أسد بعشق: يلا يا ملاكى

همس باستغراب: ملاكى ؟! و ...

قاطعها قائلا: تؤ .... متفكريش فى أى حاجة دلوقتى .... خلى كل حاجة لوقتها

همس: طب مش هاخد هدومى

أسد بغيرة: لأ .... مش هتاخدى ولا حاجة من هنا .... حتى إسدالك هتغيريه أول ما نوصل وترميه .... أنا جايب كل اللى تحتاجيه فى الفيلا

لم تجادله أبدا ... استغربت حالها .... كيف تكون بهذا الضعف أمامه ..... تضعف أمامه وهو حنون .... إذن ماذا تفعل عند غضبه

تحرك بها للخارج بعدما عدل حجابها وإسدالها ليخفى ما يستطيع اخفائه حتى يديها لم تسلم .... خرجا ومازالت يداهما متشابكة بالرغم من تذمرها وخجلها ... ليضحكا بخفوت على شكل مراد الجالس أمام سيلين

أسد بتهكم: إن أبغض الحلال عند الله الطلاق

مراد باستغراب: نعم ؟!

أسد بسخرية: إيه مش إنتوا اللى قاعدين زى المطلقين وبيتخانقوا مين هياخد الستاير

مراد ببلاهة: طب جوزنا ونشوف الطلاق بعدين

خجلت سيلين من كلامه الوقح

أسد متجاهلا إياه : يلا يا سيلين عشان نمشى

مراد وهمس بغضب وغيرة معا: لا سيب سيلين هنا

نظر لهما بصدمة قائلا: إيه إنتو هتاكلونا ... وأسيبها ليه إن شاء الله

لم تجد همس ما تقوله ليرد مراد فورا بوقاحة: إنت عارف إن الصغيرة مش فاكراك فإنت محتاج تفكرها بطريقتك وأكيد سيلين هتتكسف تشوفكم كدة بالأوضاع المخلة دى

خجلت بشدة فدفنت رأسها بصدره

احتضنها إليه أكثر ..... يكره ذلك المراد .... يتمنى قتله ولكن .... لأول مرة يعجبه

أسد بابتسامة: ماشى وأنا مراقبك كويس ... يعنى لو ضايقتها هيبقى فيها عم آااااه

صاح بألم من تلك الأسنان الصغيرة التى عضته بصدره بغضب وغيرة

قهقه عليها فمهما تغيرت ستظل تصرفاتها كما هى

سيلين بخجل وغيظ: إنت بتتخلى عنى يا أسد

أخرجت رأسها من صدره بعنف توجه نظرة حارقة إليها

همس بغيرة: إيه يتخلى عنك دى ... وبعدين متنطقيش اسمه تانى

قالت جملتها وهى تسحبه بعنف للخارج

مراد بصدمة: فولة واتقسمت نصين

نظر لها بخبث : هيييييح أ ...

لم يكمل جملته ورآها تتركه بلا مبالاة تصعد لغرفة همس لتنام بها

مراد بغيظ أثناء صعوده لغرفته هو الآخر: إيه قلة الأدب دى .... صحيح مفيش احترام أبدا

صعدا إلى السيارة يضحك على طفولتها بينما تسحبه بتملك وتتذمر

ركبا لينظر لها بابتسامة خبيثة ..... انتبهت لتلك الابتسامة لتتطلع له بتوجس وهى ترجع بظهرها حتى اصطدمت بالباب ..... شهقت بعنف عندما شعرت به يحملها من مقعدها

وضعها على قدميه واحتضنها بتملك وعنف .... بالرغم من خجلها إلا أنها لم تفعل شيء سوى وضع رأسها الصغير بعنقه ..... تنهدت بنعومة لتضربه بأنفاسها الساخنة .... شعر بالحرارة تنتقل إليه ليزفر بعنف متمتمًا

أسد محاولا التحكم بنفسه: الهى ياخدك يا شيطان على اللى بتعمله فينا

تنهد بخفوت عندما شعر بها تهمم كالأطفال ليعلم أنها نامت .... كان يحلم ولو بنظرة واحدة ولكن وللعجب ها هى بين أحضانه تنام بهدوء وسكينة

تحرك بالسيارة وكل لحظة يقبلها أعلى رأسها

**

بالولايات المتحدة الأمريكية

ياسمين بغضب: ما تاكل بقى يا حلوف منك ليه

مليكة ببراءة: وليها يا ماما

ياسمين بسخرية: معلش يا ست مليكة .... اطفحى يلا .... بدل والنعمة أنفخكم كلكم

ثم أضافت بخوف وارتباك: الكلام ده مش ليك يا عين أمك

تطلع معتز إليها ببرود ثم عاد بنظره للتلفاز مرة أخرى

ياسمين بغضب: جاتك داهية ... تكون حلوة .. آااه

صاحت بألم وهى تشعر بكف على عنقها من الخلف

مازن بمزاح: أحلى مسا عليك يا سطا

ياسمين بصراخ: بطل هزارك البايخ ده

مازن مقلدا إياها: بطل هزارك البايخ ده

ثم أضاف وهو يحتضنها بعنف: يا بت .... فين الأنوثة بتاعت زمان

ياسمين بضحكة بلهاء: فى البتشنجان

مازن بقرف: هاهاهاها هموت من الضحك ..... إنتى من كتر خفة دمك طار ومعدش فيه دم أصلا

ثم أضاف بحب: فاكرة يا ياسمين أول مرة اتقابلنا فيها

ياسمين: آاه ياخويا لما عملتلى فتوة وضربت الياضين

مازن باستغراب: ال إيه ؟!

ياسمين وهى تحرك شفتيها بسرعة لليمين واليسار : الياضين ياخويا .... مش ياض وياض وياض يبقوا ياضين

مازن بذهول مبتعدًا: أحيه ... تعالوا يا ولاد ... تعالوا يا حبايبى حقكم عليا ... أنا اللى غلطان لما سبتكم معاها

أخذ أولاده ودلف للداخل تاركا إياها تنظر له بصدمة

ياسمين بصراخ وهى تذهب إليهم جريًا: لا لا خدونى معاكم

**

فى إحدى الفلل بألمانيا

صعد بها الدرج ودلف لغرفة كبيرة جدا ... نائمة بعمق فى أحضانه .... وضعها على الفرلش برفق وقبل جبينها ثم نزع الحجاب.... تردد كثيرا فى خلع الإسدال ... أزاحه قليلا ليزفر براحة وهو يرى أطراف قميص

نزع إسدالها بهدوء ليراها ترتدى بيجامة طفولية باللون الوردى ... وضع يده بشعرها ليستشعر نعومته

نهض مسرعًا عندما أحس ببداية فقدانه للصبر .... غير ملابسه ثم توجه لها ... حملها بهدوء واضعًا إياها فوقه

أغمض عينيه بإدمان وعشق ... أخيرا عادت لمكانها بين أحضانه

**

أشرقت الشمس لأول مرة منذ ثلاث سنوات على العاشقين معًا

نائمان بعمق كأنها أول غفوة منذ سنين طويلة

استيقظ بكسل ليراها داخل أحضانه .... ابتسم بخفوت يشدها إليه أكثر وأكثر عازما على النوم مرة أخرى .... لكن للهاتف رأى آخر

نهض بسرعة وحذر قبل أن تستيقظ

أجاب وهو يخرج للشرفة دون معرفة هوية المتصل

أسد: ألو

سمع بكاء شديد على الهاتف .... ظل لثوانٍ مستغرب حتى علم من المتصل

أسد بحذر: جدى

ازدادت شهقاته وصوت بكائه يقطع القلوب

ماجد ببكاء وشهقات: حفي ..دتى .... عاي ..شة

أسد زافرًا بألم على حاله: أيوة عايشة .... زى ما أنا قولتلكم

ماجد ببكاء شديد: أنا آسف ... أنا آسف ... أنا مصدقتش لما ... مازن قاللى ... سامحنى يابنى ... أنا السبب فى كل حاجة

ظل يردد هذه الكلمات حتى توقف وقد علت شهقاته مرة أخرى

نظر للسماء الصافية فشرد قليلا ..... لما لا يصبح صافٍ مثلها ... لما لا يسامح الجميع ...... لما لا يبدأ من جديد عله ينجح مع ملاكه هذه المرة

ابتسم بخفوت وهو يجيب بمرح: جرا إيه ياراجل ... إنت عجزت ولا إيه ... أمال مين هيشيل ولادى ... لاااااا أنا محتاج حد يخاويهم عشان أفضى لأمهم

ماجد بضحكة ممزوجة ببكاء: إنت سامحتنى بجد

أسد بجدية مزيفة: لو سمحت وقتى هيضيع وأنا محتاج كل ثانية ..... واوعى حد يرن عليا لغاية أما أرجع .... مش عايزين نقطع على بعض

ماجد بضحك: ههههه براحتك يا معلم

أسد بحنان: اطمن يا جدى .... ومش إنت لوحدك السبب .... أنا كمان كنت مشترك فى بعدها عنى بس وعد إنى هحافظ عليها لآخر نفس فى حياتى ... طمن اللى عندك وقولهم إنى مدة وهرجع .... يلا سلام

ماجد بفرحة: سلام يا حبيبى

أغلق الهاتف وهو يشعر بالراحة الشديدة .... أحس بالنقاء يسرى بداخله سرعان ما فر بعد تلك الأصوات المزعجة

عقد حاجبيه بانزعاج يستمع لصوت البيانو ..... من الغبى الذى يعزف بتلك البشاعة

تحرك لغرفة البيانو الموجودة داخل غرفة نومه

وجد الباب مفتوح قليلا ليدفعه بانزعاج سرعان ما تحول لسعادة وحب وهو يتطلع إليها

تلك التى تضغط بعنف وتعثر على البيانو كأنها تدهس عليها لا تعزف

تدعس بأناملها الصغيرة بطفولية وفضول على أى شيء يقابلها

تقدم منها بهدوء حتى أصبح واقفًا خلفها تماما .... شعرت بأنفاس فوقها لتفزع لثوانى حتى أدركت أنه هو زوجها الغامض ..... نظرت لأعلى لتراه بوسامته المعتادة

اعتلت الحمرة وجنتيها عندما رأته عارٍ من أعلى سرعان ما تحول لحماس عند استماعها لكلماته

أسد بحنان: عايزة تتعلمى بيانو يا ملاكى

همس بحماس : أيوة أيوة والنبى

نظر لها بابتسامة خبيثة

خرج لمدة قليلة حتى عاد بقفازات دراجة نارية فى يديه

همس باستغراب: إنت خارج

لم يجب اكتفى بحملها من على المقعد ليجلس هو ثم يضعها على قدميه بين أحضانه ليصبح ظهرها ملتصقًا بصدره

نظرت خلفها حيث يجلس بخجل شديد ولكنها لم تعلق .... وكيف تفعل وجسدها الخائن ارتخى بسرعة كأنه يترقب تلك اللحظة

همس بلا وعى: أنا إزاى ضعيفة قدامك كدة ..... إزاى قدرت أتقبل بسهولة إنك جوزى مع إن أى واحدة غيرى كانت رفضت وانهارت كمان

تجاهل كلماتها كالعادة .... لكن يعلم أنه فضح بسبب دقات قلبه التى تضرب صدره وظهرها معا ... لا يريد إجبارها على تذكر الماضى ... لا يريد أن يحكى لها شيئًا ... يريدها أن تتذكر وحدها

أسد بحب وهو يقدم القفازات لها: البسيهم يا ملاكى

ارتدتهم دون التفوه بحرف

تشعر أنها منقادة خلفه ..... ألتلك الدرجة تأمنه حتى تنفذ دون جدال أو حتى استفسار

ارتدتهم لتفاجئ بيديه يدخلهما فى القفازين معها لتصبح أيديهم عالقة معًا

كانت يديها تحت يديه وهما ملتصقان كالتصاق جسدهما

حرك أصابعه بخفة على البيانو لتشعر وكأنها هى من تعزف

علت ضحكاتها فخرًا بما حققته .... بالطبع فإدخال اليدين فى القفازات ليس بالهين أبدا !

ضحك بسعادة وفرحة على طفلته الحمقاء التى تسعدها أقل الأشياء

أقسم بداخله ألا يضيعها من بين يديه مرة إخرى


مر أسبوعان وقد تولدت مشاعر جديدة بقلب سيلين تجاه مراد .. أحبته بحق .. تعشق حنانه .. جنونه .. ضحكته .. مرحه وأخيرا وسامته .. كم طارت فرحًا عند اعترافه بحبه لها .. بالرغم من قولها دون شموع أو ورود أو كل ما كانت تتمناه

لكن نظرة الصدق بعينيه تكفيها ..... يكفيها أنه قبل جبينها وأخبرها بعشقه ..... خجلت فقررت الهرب لغرفتها ..... آااه كم لعنت غبائها فى ذلك الوقت .... ليتها أخبرته بحبها لكان الوضع أسهل الآن .... وبسبب ذلك الغباء مجبورة أن تبادر بالاعتراف فى أى وقت آخر

**

أما تلك الصغيرة فعاشت أفضل أيام حياتها معه ... لم تشعر بأى من تلك المشاعر مع مراد ... سلبها مشاعرها وروحها حتى أنفاسها ..... كم تخجل بشدة عندما تراه يقترب منها فجأة ويتنفس أنفاسها ..... كم تتمنى لو تبتلعها الأرض عندما يحتضنها لفترة طويلة دون ملل ويدفن رأسه بعنقها أحيانا وشعرها أحيانا ..... يبعثر مشاعرها دون ترك الفرصة للملمتها

ولكن للحق تعشقه كثيرا ..... كم هو حنون معها ..... ترى بروده مع الحراس والخادمات ولكن معها ..... يتحول لأسد آخر تماما .... الآن تأكدت أن قلبها كان على حق عندما سار وراءه دون تفكير


 

بالرغم من تملكه الشديد إلا أن ذلك يعجبها كثيرا ..... تشعر كأنها شيء ثمين يحافظ عليه حتى من نفسه


 

زاد عشقها أكثر وأكثر وهى ترى أمام عينيها بعض الذكريات الجميلة الخاصة بهم ...... لم تخبره بذلك .... تريد المزيد والمزيد حتى تتذكر جميعها ووقتها تفاجئه علها تسدد البعض من ديونها ..... كم احترمته ونظرت له بفخر عندما لم يمسها حتى الآن

كم شعرت برجولته وخوفه عليها وهو يتمالك نفسه بصعوبة ألا يقترب منها ..... يجعلها تنام فوقه ولكن لم يحاول إجبارها أبدا ... ومتأكدة أنه لن يفعل يومًا

**

فى صباح يوم جديد بفيلا مراد عامر

هبطت بسرعة على الدرج قبل أن تتراجع وهى عازمة على الإعتراف .... أجل لن تتراجع أبدًا أبدًا

تراجعت وهى تصعد درجتين مرة أخرى بسرعة قبل أن يراها

لا لا لا تتهربى يكفى ..... أين شجاعتك يا فتاة .... أين الكبرياء والفخر وقد أوقعتى بذلك الوسيم

تنهدت مكررة الكلمة بعقلها

وسيم ..... لم توفيه حقه أبدا ..... لم ترى بجماله أو قد رأت ولكن عشقها يجعله الأجمل على الإطلاق

أفاقت على ذلك الواقف أمامها بخبث يرفع حاجبه وكأنه يخبرها علمه بما يجول بخاطرها

نظرت له بتردد ثم ....

سيلين بسرعة : أنا كمان بعشقك على فكرة

قالتها وصعدت جريًا متجهة لغرفتها

تسمر لثوانى سرعان ما ابتسم بخبث وهو يركض وراءها ببلاهة

مراد بصياح: استنى يا بت عايزك

كانت الأسرع فأغلقت الباب تتنفس بعنف وتبتسم ببلاهة هى الأخرى

مراد بغيظ من الخارج: هربتى زى النسوان ..... مااااشى بس لعلمك إحنا هننزل مصر قريب عشان نتجوز


 

قالها وهبط مرة أخرى لينهى كل شيء هنا ويعود لوطنه وأهله مع معشوقته

سيلين بفرحة: أخيرًا

ثم أضافت باستغراب: وبعدين إيه هربتى زى النسوان دى ؟! أومال أنا إيه .... يلا مش مهم

**

بفيلا أسد ضرغام

استيقظت باستغراب عندما شعرت بنعومة تحتها عكس جسده الصلب

فتحت عينيها لتجد نفسها وحيدة فى الفراش .... مطت شفتيها بحزن طفولى .... لا تريد أن تستيقظ بعده دون أن تراه

سمعت صوت صهيل بالخارج

توجهت للشرفة ولم تنسى بالطبع ارتداء اسدالها والحجاب

شهقت بانبهار عندما رأته يعتلى جواد ويتحرك به بخفة وسرعة

قفزت مكانها بسعادة تريد أن تمتطى حصانًا مثله

هبطت بسرعة وخرجت ... رآها من بعيد ... ابتسمت بحب عندما رأت اشراقة وجهه ما إن تطلع إليها

قفز من فوق حصانه واتجه لها ممسكًا إياه بالحبل

أسد بعشق: صباح الجمال يا ملاكى

همس بخجل من نظراته: صباح الخير

ثم أضافت بحماس شديد: بالله عليك يا أسد ركبنى الحصان ده

انفجر ضاحكا عليها

يراها كالطفلة بالرغم من حزنه لنطقها اسمه كالجميع دون إضافة ملكيتها عليه ولكن سيصبر إلى أن يسمعه بإرادتها

نظر ليدها اليسرى خاصة ذلك الإصبع ..... كلما شعر بالحزن أو الخوف ينظر لهذا الخاتم حتى يعلم أنها لم تتخلى عنه أبدا حتى عند نسيانها له لم تتخلى عن خاتمه

أفاق على نظراتها المترجية ليتطلع لها بتردد

أسد بتوتر: لا .... لا بلاش أحسن ..... وبعدين هتركبيه إزاى وإنتى لابسة إسدال

همس بحزن: ما إنت خرج الحراس برة لغاية ما أخلص

نظر لأعلى بغيرة وهو يقول: أصل بيقولوا الأقمار الصناعية بتشوفنا وتراقبنا .... افرضى شافوكى

نظرت له كأنه برأس أفعى سرعان ما ظلت تقفز وتدبدب بتذمر كالأطفال


 

همس بصراخ: لاااااا ما هو مش للدرجة دى بقى ... إنت اتجننت


 

سكنت حركتها ثم نظرت له برجاء وقد استغلت عينى القطة خاصتها

زفر بعنف .... لا يعلم أيختار غيرته أم يختار ذلك الوجه شديد اللطافة

أسد بتردد يتزين بغيرته وتملكه: ماشى .... بس اطلعى البسى بنطلون واسع خالص وحاجة بكم ومتكونش قصيرة قوى وخليكى بالحجاب وأنا هروح أطلعهم بره

اتجهت بسرعة للداخل قبل أن يغير رأيه تقفز بسعادة كالأرانب

أسد بحنق: وافقت إزاى يا غبى

ربط الحصان بإحدى الأشجار واتجه للحراس آمرًا إياهم بالخروج من الحديقة تماما ولم يخلو الأمر من التهديد

انتظرها قليلا حتى هبطت .... نظر لها بحنق فقد تمنى لو تخالف قوله فى شيء حتى يأخذها حجة ويدخلها فورا ولكن وللأسف ها هى تنفذ كل ما قاله بالحرف

اقتربت منه سعيدة لينسى كل حنقه بعدما رأى ابتسامتها الفتاكة

ما إن توقفت أمامه حتى شهقت وهى تراه يرفعها من خصرها ويضعها على الحصان

همس بفزع وصراخ: لا لا أنا خايفة نزلنى ونبى نز ..

توقفت عن الكلام بعدما وجدته التصق بها فقد ركب خلفها فورا

زفرت براحة ... ذهبت كل مخاوفها بحضوره .... مجرد وجوده بجانبها يطمئنها فما بالكم بالتصاقه بها

أسد بخبث: مالك سكتى ليه ولا ....

همس بسرعة وخجل: مفيش ولا

انفجر ضاحكا على صغيرته مقبلًا وجنتها الحمراء خجلا

أمسك اللجام وتحرك ببطئ حتى لا يفزعها

ظلا هكذا لمدة طويلة وبالطبع لم يخلو الأمر من بعض اللمسات والقبل

وإذ فجأة علقت حصوة بقدم الجواد ليصهل ويتحرك بعنف منتفضا لأعلى وأسفل

حاول التحكم به ولكن صراخها أربكه ليقع أرضا ولحسن حظه سقط على زرع كثيرة حمته من الأرض

انتفض بسرعة وعنف خائفا على ملاكه الباكى الصارخ

أسد برعب تملكه محاولًا امساكها ولكن ذلك الغبى يتحرك بعنف

أسد بخوف شديد وصراخ: ملاكى امسكى كوي ...

لم يكمل جملته حتى رأى الجواد ينطلق بسرعة ليلحقه وقد ازداد خوفه أكثر وأكثر وهو يراه يتجه لأرض صلبة

هوى قلبه بين قدميه ما إن رآها ترتفع لأعلى وتهوى على الأرض بعنف


 

ركض بسرعة ناحيتها وحملها بعنف قبل أن تصاب أكثر بسبب ذلك الحقير


 

هرع لغرفتهما صارخًا بالخادمة لإحضار طبيبة وهو ينظر لها بفزع من خلف دموعه

وضعها برفق على الفراش ودفن رأسه ببطنها وبكى

أسد ببكاء وخفوت: ملاكى متسيبينيش ..... خدينى معاكى

ظل يهذى بكلام غير واضح حتى جاءت الطبيبة

أسد برجاء: أرجوكى أعيديها وسأفعل ما تريدينه .... أرجوكى

أومئت له تطمئنه متجهة لهمس

بعد مدة

الطبيبة: لا تقلق سيد أسد .... لحسن الحظ لم تتأثر كثيرا ستصاب بألم لفترة وسيزول وحده ..... تفضل هذا اسم مسكن سيريحها والأفضل تدليك رأسها وظهرها باستمرار حتى تتحسن

أسد باختناق مزيلًا دموعه بسعادة: يعنى هى كويسة

الطبيبة مطمئنة إياه: كما أخبرتك إنها مجرد كدمات ستزول سريعا

أومأ لها وأخرج مال كثير فقد أنقذته من الموت قبل أن تنقذ ملاكه

خرجت الطبيبة ليجلس ذلك العاشق بجانبها

تأملها لمدة طويلة ..... قبلها على وجنتها واعتذر لها ثم خرج

أسد بغضب لأحد الحراس: أين الجواد

الحارس: لقد تحكمنا به وهو الآن بالإسطبل سيدى

أسد: لا أريد أن أرى ولو خيالا له بل لكل الأحصنة .... فلتبيعهم تقتلهم لا يهم افعل بهم ما شئت

الحارس: حسنا سيدى كما تأمر

دخل الفيلا مرة أخرى وجلس بالأسفل

لا يتحمل الصعود ورؤيتها بذلك الضعف .... ليته رفض ..... لما لا يستطيع حمايتها ..... لما يحمى الجميع ويعجز عن حمايتها هى روحه ونفسه وكيانه ..... ملاكه الصغير

**

بالولايات المتحدة الأمريكية

مازن : بت يا ياسمينتى تعالى عايزك

ياسمين بزهق وهى تجلس بجانبه على الأريكة: عايز إيه سيبنى أرتاح ده لأول مرة العيال ياكلو بهدوء

مازن: مش هرد عليكى عشان أنا محترم ..... المهم فى موضوع مهم عايز أقولهولك

ياسمين بتنهيدة: قول

مازن: إيه رأيك نغير اسم مليكة

ياسمين باستغراب: نغيره ؟! ليه

مازن: بصى يا ستى .... كنت بتكلم مع أسد من مدة كدة وهو بصراحة أقنعنى إن اسم مليكة مش حلو واتحدانى إنه بيحب الصغيرة أكتر من حبى ليكى عشان كدة لما يخلف هيسمى بنته ملاك على اسمها لكن أنا سميت مليكة يعنى ملهوش علاقة بياسمين خالص

ياسمين: طب وفيها إيه

مازن بصرامة: نعم نعم نعم .... بقى واحد حلوف يشكك فى حبى ليكى

ياسمين بقرف: حلوف ؟! ملافظك زى الزفت

مازن بسخرية: ياختى اتنيلى .... يعنى ملافظك هى اللى سعد يعنى ..... المهم بقى أنا هغير اسمها لإنه أقنعنى إن فى أسامى كتير أحلى وهحاول أغيره فى شهادة الميلاد ولو معرفتش هبقى أصبّح عليهم وأمرنا لله

ياسمين بفرحة طفلة: امممم خلاص ماشى .... أنا أطول جوزى يسمى بنتى على اسم قريب من اسمى .... دا أنا هتفشخر قدام زمايلى كلهم

مازن متجاهلا إياها: مليكة تعالى يا حبيبتى عايزك

زفرت بضجر من تركها للطعام وذهبت لتجلس على قدمه

مليكة بقرف : نعمين يا سى بابا

مازن بتهكم: دا إنتى اللى بابا ..... المهم إيه رأيك يا حبيبتى نغير اسمك

مليكة: اعمل اللى تعمله بس سيبنى آكل بقى

مازن: طب إيه رأيك فى جورى

مليكة وياسمين بسعادة: آه حلو

مازن بفرحة هو الآخر: كدة تمام .... والله لأوريك يا أسد وهعرفك إنى بحبها أكتر

**

فى ألمانيا بفيلا أسد ضرغام

تتململ بعنف وهى ترى أحد يضربها بقسوة خالية من أى رحمة ..... عرقت بشدة وبدأت تحرك رأسها بعنف حتى رأته جيدا ..... إنه هو أمانها .... حاميها

أيعقل أنها خدعت ..... أيعقل أن يمثل كل ذلك .... أين ذهب حنانه وعشقه فى تلك الذكرى

فتحت عينيها بعنف يماثل عنف هبوط دموعها .... كتمت شهقاتها بخوف شديد أن يسمعها فيبرحها ضربا كما فعل فى تلك الذكرى الأليمة ..... حاولت إقناع نفسها أنها ليست تلك الطفلة ولكنها فشلت

ظلت تبكى حتى أحست بالاختناق فتنفست عدة مرات بعنف

همس باصرار وبكاء وهى تنهض: أنا مستحيل أقعد معاه فى مكان واحد

هبطت لأسفل بسرعة رغم ألم رأسها فوجدته يجلس بشرود لتجن ..... كيف فعل بها ذلك .... كيف كان بتلك القسوة

أفاق من شروده على وجودها أمامه لينهض بعنف وخوف متجهًا صوبها

صدم عندما رآها تبتعد خطوة بفزع شديد

جاء ليتقدم مرة أخرى عله يتخيل ليراها ترجع مرة أخرى ... تنظر حولها كمن يبحث عن منقذ

منقذ ! أليس هو منقذها ؟! أليس من المفترض أن تنظر له هو ؟!

أسد بارتجاف: ملا ...

قاطعته صارخة: اخررررس .... أنا بكرهك .... إزاى تعمل فيا كدة .... إزاى جالك قلب إنك تضربنى بالقسوة دى .... إزاى ما بطلتش تضربنى وإنت سامعهم بيصرخوا فيك ويحاولوا يبعدوك ..... إزاى ضحكت عليا وفهمتنى إنك أمانى ..... بجد طلعت بتمثل كويس .... قدرت تضحك عليا لكن دلوقتى لأ ..... أنا مستحيل أقعد هنا لحظة واحدة ..... أنا بكرهك أكتر ما حبيتك

قالت جملتها الأخيرة بقهر وبكاء توليه ظهرها لتخرج من الفيلا نهائيا

الآن أدرك كل شيء .... علم أنها تذكرت ضربه القاسى لها .... هبطت دموعه وهو جامد مكانه ..... أحس بألم شديد بقلبه ما إن أخبرته بكرهها ..... زاد الألم حتى أصبح لا يحتمل عندما أولته ظهرها لتخرج من حياته

وضع يده المرتجفة على قلبه انحنى للأمام بألم ودموعه تهبط على يده

كادت تمضى للأمام ... لكن توقفت كتوقف نبضات قلبها ما إن سمعت صراخه

أسد بألم شديد وصراخ: آااااه.. يتبع الفصل


صرخ بصوت عالٍ ليصرخ قلبها معه

تسمرت مكانها سرعان ما التفّت لتفاجئ به راكع على الأرض ..... يضع يده على قلبه يصرخ بألم شديد وقد برزت عروق وجهه الأحمر ورقبته بدرجة مخيفة

ثانية واحدة وكانت راكعة أمامه تحيط وجهه بكفيها وظهرت علامات الفزع على وجهها

همس بفزع وتقطع: أسد .... أسد مالك

أسد بوجع شديد وأنفاس ثقيلة تكاد تنعدم وهو يضع يده على قلبه: متس .. يبنيش أنا هموت ... من غيرك .... متحرمنيش ... من أنفاسك ... سامحي...نى ... خليكى جنبى ... قلبى هيموت ... فى بعدك

ظل يهلوس بالكلام يرجوها ببكاء وشهقات أن تظل بجانبه ..... لعنت نفسها مليون مرة لأنها آلمت حبيبها ..... مستعدة أن تنسى كل شيء وتكون جارية تحت قدميه ولكن لا يتأذى أبدًا


 

همس ببكاء شديد محاولة تهدئته: أسد بالله عليك اهدى .... عشا ...

أسد بصرخة ألم وهو يهبط برأسه على الأرض: آااااااه

انتفض جسدها فزعا سرعان ما تجمد

كل شيء تراه بوضوح ..... أول لقاء .... أول احتضان ..... أول قبلة ..... أول اعتراف

ترى ذكرياتهما أمامها ..... تذكرت كل شيء لكن ..... بعد فوات الأوان

همس بخفوت: أس....دى

ظهرت شبح ابتسامة على وجهه وقد تحققت أمنيته قبل أن يموت ..... سيموت بين أحضانها وهى تتذكره وتعشقه ..... سكن على الأرض كالموتى تمامًا

همس بفزع وصراخ محركة إياه بعنف: أسدى ... أسدى اصحى ... إنت وعدتنى هنموت مع بعض ... اصحى ... طب ... طب خدنى معاك ... متسبنيش أتعذب لوحدى ... أسدى أنا بحبك والله العظيم بحبك ... والله العظيم مش هسيبك بس اصحى واحضنى ... يلا يا أسدى احضنى أنا خايفة ... يلا حسسنى بالأمان ... طب ... طب مش هتعاقبنى ... خلاص أنا موافقة إنى مخرجش من الأوضة أبدا ... و ... ووالله مش هتكلم مع حد غيرك ولا ... ولا حتى هعارضك فى أى حاجة ... أنا مش عايزة حد غيرك ..... بعشقك والله العظيم بعشقك


 

ظلت تصرخ عليه تحاول أن تسنده لينهض ولكن لا حياة لمن تنادى .... أسندت رأسه على قدميها وتحتضنه بذراعيها ... تشده إليها أكثر وأكثر

همس بوجع وصراخ: آااااااه

احمر وجهها وعينيها كالساكن أمامها تماما حتى أفاقت على صوت الخادمة

الخادمة بفزع: سيدتى .... لقد اتصلت بالمشفى ما إن سمعت الصراخ .... دقائق قليلة وتأتى سيارة الإسعاف

نظرت لها بضياع وتشتت ومازالت دموعها تهبط بخفوت

أخفضت رأسها على رأسه وأغمضت عينيها هى الأخرى بسكون مستسلمة لذلك الظلام

**

بالولايات المتحدة الأمريكية

ياسمين بحزن: ربنا يرحمها

مازن بتنهيدة حزن: يارب ..... يلا جهزى هدومك عشان ننزل مصر

ياسمين: هيدفنوها امتى؟

مازن: كمان كام ساعة .... نكون خلصنا كل حاجة ونزلنا مصر عشان نحضر الدفنة ..... المهم العيال جهزوا

ياسمين: أيوة جهزوا خلاص

مازن بابتسامة: إيه رأيك منرجعش أمريكا تانى

ياسمين بلهفة: يعنى نقعد فى مصر علطول

جذبها إليه ليحتضنها من ظهرها ويرقص معها على أنغام قلبيهما

مازن بحب وهو يدفن رأسه برقبته: أيوة يا ياسمينتى ..... أنا معايا فلوس حلوة أقدر أشترى بيها بيت فى مصر وأفتح شركة محاماة هناك

ياسمين بضحكة طفولية خجلة: بحبك

مازن بابتسامة: بعشقك

**

فى مصر

جالس على الفراش .... يمنع نفسه بصعوبة من البكاء

سامر بحزن ودموع وهو ينظر لصورة بين يديه: ربنا يرحمك ..... أنا مسامحك على كل اللى عملتيه

شعر بيد حنونة على كتفه لينظر لترنيمة قلبه بابتسامة حزينة ..... جلست بجانبه على الفراش ثم ضمته إليها


 

هبطت دموعه كأنه ينتظر مأواه ليظهر ضعفه أمامها هى فقط

ترنيم بحزن على حاله: خلاص يا حبيبى ادعيلها بالرحمة

سامر: ربنا يرحمها

**

نظر لابنه بحزن من خلف الباب فتحرك بهدوء لغرفته

دخل غرفته وتمدد على الفراش ينظر للسقف بشرود سرعان ما ضحك بسخرية

تذكر عندما أتاه اتصال من مشفى يخبره بوفاتها بعد إصابتها بحادث سيارة .... ولسخرية القدر أنها توفت لفقدانها دماء كثيرة دون وجود متبرع

سعيد بسخرية وغموض: يا سبحان الله ..... فعلا يمهل ولا يهمل

**

بألمانيا

استيقظت لتجد نفسها على فراش أبيض ..... انتفضت بفزع ما إن تذكرت ما حدث

انتفضت بسرعة متجهة للخارج

همس بفزع وصراخ: أسدى ..... أسدى إنت فين

رآها طبيب فتقدم منها بسرعة

الطبيب: اهدئى سيدتى كل شيء بخير

همس ببكاء وانهيار: أين هو .... ماذا فعلت به ..... هو حى .... أرجوك أخبرنى أنه حى

الطبيب مطمئنا إياها: لا تقلقى سيدتى كل شيء بخير

همس بابتسامة ساحرة: حقا

الطبيب بعملية: أجل .... لقد تعرض لذبحة قلبية ولحسن حظه استطعنا انقاذه

همس بسرعة وفرحة: أريد رؤيته حالا

الطبيب: للأسف سيدتى لا يمكنك فهو بالعناية المركزة الآن

همس بعصبية وبكاء: أيها الأحمق إن علم أسدى برفضك ذاك لقتلك أنت وعائلتك كلها


 

الطبيب: سيدتى أرجو أن تتفهمى الأمر .... هذا لمصلحته وبأى حال ساعتين أو أقل وينقل لغرفة عادية .... وقتها تستطيعين رؤيته


 

تراجعت عن قرارها لأجله فقط ..... تحترق شوقا لرؤيته ..... تريد تلمسه لتتأكد أنه بخير ولكن لتنتظر قليلا حتى لا تأذيه

همس بغيظ طفولى: حسنا ولكنى مازالت مصرة على إخبار أسدى بما فعلته أيها الغبى

تركها الطبيب بهدوء وهو يشعر بالغيظ منها ..... تلك القزمة التى تهينه

جلست على المقعد تأكل أطراف أظافرها بغيظ

همس محدثة نفسها: والله لأوريك ..... بقى تمنعنى أشوف أسدى ..... بس كله يهون عشان خاطر حبيبى ...... الحمد لله يارب أنك محرمتنيش منه ...... إيه ده أحيه .... أنا معرفش العناية فين

انتفضت تركض خلف الطبيب كالبلهاء لتعلم مكان حبيبها وسارق قلبها

**

مرت ثلاث ساعات ..... نقل خلالها لغرفة عادية ومازال نائمًا ..... لم تتركه أبدًا

ما إن رأته حتى بدأت تقبل جبينه ووجنته بلهفة وجنون تخبره مدى حبها واشتياقها له حتى شعرت بالنعاس

أزاحته قليلا بحذر شديد وتسلقت الفراش لتنام بجانبه

وضعت رأسها على جزء من صدره ويدها على قلبه حيث موضع ألمه

لولا مرضه لنامت فوقه كالعادة ولكن تلك النومة تفى بالغرض ولو قليلا !

**

فى مصر

انتهت الجنازة التى لم يحضرها إلا القليل جدا

بمقابر عائلة ضرغام

ذهب الجميع ولم يتبقى سوى الجد وسعيد وحمدى بينما ذهب مازن وسامر بزوجتيهما لقصر ضرغام

ماجد: يلا يابنى نروح إحنا

سعيد بغموض: لأ سيبنى شوية يا بابا وروح إنت ..... روح معاه يا حمدى وأنا هحصلكم ..... لسة فى حاجات كتير هخلصها الأول وأصفيها

قال آخر جملة بخفوت

ماجد بحزن: ماشى يابنى بس متتأخرش ..... الدنيا هتليل وإنتى فى المدافن

أومئ له بشرود وراقب ابتعادهم عنه

أعاد بصره للمقبرة التى تحمل اسمها

ضحك بخفوت وسخرية

سعيد بدموع: شوفتى بعد السنين دى كلها حصلك إيه ... تخيلى ما بين طرق الموت كلها ... تموتى بالطريقة دى

أهو سبحان الله اللى حصلهم حصلك بالظبط ... فاكرة يوم حادثة صلاح وناهد ... وقتها لفينا المستشفى كلها على فصيلة دمهم واللى للأسف الاتنين كان عندهم نفس الفصيلة النادرة بس مكنش فى حد يقدر يتبرعلهم ... برغم حقدى وغضبى وقتها على أبويا وأخويا ... بس زى ما بيقولوا الدم عمره ما يبقى مية


 

جريت عليكى وطلبت منك تتبرعيلهم وأنا عارف إنك نفس الفصيلة ... وقتها قولتيلى إنك حامل وهيبقى خطر عليكى وعلى الجنين ... فرحت لما عرفت إنك حامل قولت لنفسى هيجيلك الرابع يا سعيد ... هيجيلك اللى يعوضك عن ولادك ويكون تحت طوعك ... زى الأهبل صدقتك ونسيت أخويا ومراته اللى بيموتوا ... واتفاجئ بعد شهر من موتهم إنك مش حامل أصلا ... وإنك ضحكتى عليا عشان منقذهومش ... وكالعادة قدرتى تتحكمى فيا وتقنعينى إن اللى حصل ده هو الصح ... إنى كدة هورث الفلوس والحب والعيلة ... وأنا زى الغبى صدقتك

عدت عليا لحظات كتير حسيت بالذنب بياكل فيا ... بس كنتى فى كل مرة بتقنعينى إنك الصح

شوفتى بعد السنين دى كلها ... موتى بحادثة عربية ههههه لأ وكمان ملقتيش حد يتبرعلك بالدم

أضاف بحسرة شديدة: أنا هحتفظ بالسر دا ليا لوحدى ... أنا ماصدقت عيلتى اتجمعت ... مش هفككها تانى بسبب حقدك وغبائى ... ربنا عاقبك على اللى عملتيه ... يارب يسامحنى وميعاقبنيش على سكوتى وعمايلى ... سلام يا سمية ... بتمنى إنى أموت وأنا نضيف .. ويارب مكونش معاكى فى جهنم

خرج من المقابر متجها للقصر بسيارته يشعر ببعض الراحة ... ذلك السر يؤرقه ... ولكن ولله الحمد تخلص منه نهائيا ... دفنت تلك الحية ودفن معها السر

**

فى سيارة أخرى حيث يجلس ماجد وحمدى بالخلف بينما السائق بالأمام

حمدى بحنين: بنتى هترجع امتى بقى يا بابا

ماجد بابتسامة: بإذن الله قريب أوى ... الواد ال*** من ساعة ما بقى معاها وهو نسينا خالص

حمدى بضحك: تصدق فعلا دا حتى معبرناش لما اتصلنا بيه عشان الدفنة

ماجد بابتسامة وتنهيدة: يلا ربنا يسعده

**

بألمانيا

رمشت وهى تشعر برفرفة فراشات على وجهها ... فتحت عينيها ببطئ لتجد وجهه مقابلًا لوجهها ... يقبلها بعشق وخفوت

أسد بعشق وهو يقبلها بجانب شفتيها: صباح الخير يا ملاكى

لحظة واحدة وأدركت كل شيء لتنظر له بلهفة ممتزجة بدموع عينيها

همس ببكاء: أسدى ... أنا آسفة سامحنى ... والله العظيم مش قصدى ... أنا ...

قاطعها بقبلة عاشقة مانعا إياها من الحديث

علت أنفاسهما فى الغرفة بل وخارجها أيضا ... دفنت وجهها برقبته بخجل شديد ليضمها إليه ويغمض عينيه بسكر كمن تناول جرعته للتو

أسد بهيمان: بعشقك يا ملاكى

همس بخفوت: بموت فيك يا أسدى

أبعد رأسها عن عنقه ليراها ... استمر فى التطلع إليها لفترة طويلة وهو لا يصدق ... ملاكه بين يديه ... معه حق عندما قال أنه يموت فى بعدها ... ما إن رأى كرهها ونفورها شعر بقلبه يؤلمه بشدة ... ولكن الآن كل شيء بخير ... لن تبتعد عنه وهو لن يسمح سوى بالاقتراب فقط

تتأمله هى الأخرى بعشق حتى انتبهت على اسمها المحفور فوق قلبه

همس بذهول وتتلمس موضع الاسم: إيه ده يا أسدى

أسد بحب: سيبك من كل حاجة وركزى مع شفايفى ...... قصدى معايا

ابتسمت بخجل على وقاحته لتشهق وهو يكمل

أسد: يلا نفذى العقاب

همس بذهول: عقاب إيه

رفع حاجبه يجيبها بحزم ومكر: هو إيه ده عقاب إيه ... احنا هنستهبل ... على العموم البديل بتاعه لسة سارى لمدى الحياة .... يلا اقفلى الباب واقلعى عشان ترق ....

قاطعته بتقبيلها .... آااه كم يعشقها بكل تفاصيلها

ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت طرق الباب

لا يعلم متى ابتعدت وجلست على المقعد أمامه بوقار ..... وكيف يدرك وقد أذهبت عقله تلك الملاك الصغير أو عفوًا ..... ملاكه الصغير

أسد بأنفاس لاهثة: ادخل

**

بفيلا مراد عامر

مراد بحنان: إيه رأيك يا حبيبتى ننزل مصر بكرة

سيلين بفرحة: بجد ..... بس أسد

مراد: ملكيش دعوة بيه إنتى مش هتشتغلى معاه تانى أساسا ..... بكرة بإذن الله ننزل مصر وأطلب إيدك من عمك ونتجوز

سيلين: طب وهنقعد فى ألمانيا ولا مصر

مراد بحيرة: أنا مش عارف بصراحة بس خليها بعد الجواز نقرر أحسن

سيلين: ماشى ..... مراد أنا فكرت فى موضوع الحجاب وبصراحة أنا قررت أتحجب لإنى كبرت وحرام أمشى بشعرى


 

مراد بسعادة: ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى ومن انهاردة هتلاقى لبس محجباب وطرح فى أوضتك

نظرت له بسعادة وحب تشعر بسكينة بداخلها

--

دخل الطبيب وباشر عمله بينما لاحظ أسد نظرات الغيظ من ملاكه لذلك الغبى

شعر بالغيرة تحرقه ... لا يريد أن تحمل مشاعر تجاه أحد غيره ... حتى الغيظ يجب أن يتوجه له ... سيسمح بشعور الكره فقط أن توجهه لغيره

أسد للطبيب: من فضلك انتظر قليلا

صمت الطبيب بعدما كان يخبره بالتعليمات

أسد بهمس وغيرة لملاكه: بتبصيله كدة ليه

أخبرته بكل شيء بسرعة ولما لا فلقد انتظرت تلك اللحظة منذ ساعات طويلة

أسد ببرود لا ينذر بخير: ادخلى الحمام

همس بصدمة وطفولية: إيه ؟! لأ أنا عايزة أتفرج

أسد: قولت ادخلى

تحركت للحمام تدبدب غيظا كالأطفال تماما

ضحك بخفوت عليها ثم عاد بنظره لذلك الحقير أمامه

أسد ببرود: تقدم

اتجه الطبيب له سرعان ما شهق بخوف واختناق من تلك اليد القابضة على رقبته

أسد بصرامة: إياك أن تتحدث مع ملاكى مرة أخرى أو تضايقها أو حتى تنظر لها .... من حسن حظك أنى امتنعت عن العنف وإلا لكنت على الأرض قتيلا .... أفهمت

الطبيب بخوف واختناق: نعم سيدى.... تستطيع الخروج غدًا ولن ترانى مرة أخرى

تركه بقرف يأمره بالخروج ليجرى ذلك المسكين

أسد : تعالى يا قردة يا صغيرة ..... أنا عارف إنك كنتى بتتصنتى

خرجت متنحنحة بحرج سرعان ما ضحكت بسعادة وهى تجرى إليه محتضنة إياه لتنام بجانبه

أسد بحب: بعشقك يا ملاكى وأجمل حاجة حصلت فى حياتى ودنيتى

همس بعشق: وأنا بموت فيك يا أسدى وأمانى


 

الخاتمة

هبطا من السيارة

نظرت بشوق جارف لذلك القصر الذى شهد طفولتها

لمعت عيناها وهى ترى أجمل مشهد

عائلتها أمامها وأسدها يحتضنها .... ماذا تريد أكثر من ذلك ؟!

تقدمت منهم وما زالت بحضن ذلك الأسد الذى ينظر بترقب لوجوههم ليعلم من سيحاول أن يقترب من ملاكه فيزجره مباشرة

تقدمت العائلة بلهفة ينظرون لها بحنان واشتياق دموعهم متجمعة بأعينهم لتبادلهم تلك النظرات مما أشعره بالحنق الشديد

بالطبع لم يجرؤ أحد على الاقتراب ولكن ذلك لم يمنع عبارات الحب والاشتياق المتبادلة بينها وبين عائلتها

لن يحتمل أكثر من ذلك ..... سحبها بسرعة يمر بجانبهم ليدخل القصر

توقف فجأة عندما شعر بتصلب جسدها

نظر لها ليراها تتطلع لوالدها بعتاب وحزن و .... اشتياق !

زفر بعنف وغضب عندما تحولت نظراتها له تترجاه

تحمل أسد ..تحمل لأجلها ..حسنا دقيقة واحدة فقط

أبعد يديه عنها معطيًا إياها الإذن لتنطلق بسرعة لأحضان والدها الذى استقبلها بترحاب وبكاء

انفجرا فى البكاء يحتضنها أكثر وأكثر ويسمعها كلمات الإعتذار والندم

كادت ترد عليه لولا تلك اليد القوية التى سحبتها بغضب وغيرة

حاوطها مرة أخرى ونظر لوالدها بغضب

انفجر ضاحكا عليه يعلم أنه لن يهنأ مع ابنته ابدًا بوجود ذلك العاشق

أفاقا من النظرات على كلماتها الحنونة

همس بحنان: أنا مسامحاك يا بابا

ابتسم بحب ليزفر أسد للمرة التى لا يعلم عددها وهو يسحبها بسرعة لداخل القصر ومنه لغرفتهما

نظر الجد لأثره بتهكم يضرب كفيه ببعضهما ويسبه

ماجد بقرف متجهًا للداخل: عيل ابن *** صحيح ... ما سبناش نحضن البت حتى

انفجر الجميع ضحكًا عليه وهو يتكلم كالمجنون أثناء سيره

دخل حمدى وسعيد للقصر ووراءه مازن المحتضن ياسمينته وشياطينه الثلاثة يمشون أمامه

بينما يسند سامر ترنيمته الحامل فى أول ثمرة لعشقهما الأبدى وهما مبتسمان بحب وسعادة

وأخيرا قد عاد كل شيء لطبيعته

بالأعلى

دخلا غرفتهما لأول مرة معا لتشهق بصدمة وهى تنظر لجدران الغرفة

صورها فى كل مكان حتى السقف لم يسلم

نظرت له بابتسامة عاشقة دامعة ..... ليقبل عينيها بعشق مانعا إياها من البكاء

أسد بعشق: أهلا بيكى فى مملكتنا يا ملاكى وكل حياتى

همس بعشق وخفوت: بعشقك

اقترب مقبلًا إياها حتى ابتعد بعد مدة

أسد بعشق: يلا نفذى عقابك

همس بشهقة خافتة: إيه

أسد بتوهان وهو مغمض العينين : سمحتيله يحضنك وسمحتيلهم يكلموكى بحب .... يلا نفذى عقابك

ابتسمت بخجل تقترب منه لتنفذ عقابها بسعادة وإحراج معًا

ابتعدت عنه بعد دقائق قليلة بعدما شعرت بالاختناق الشديد

اقترب منها بهدوء مماثلة لابتسامتيهما الهادئة

--

فى اليوم التالى صباحًا

استيقظت وقد شعرت بالفراش الصلب أسفلها لتبتسم بخفوت وهى تعلم أنه هو

رفعت أنظارها لتراه يتأملها

همس بخجل: صباح الخير يا أسدى

أسد بعشق وهو يقلبها ويعتليها: صباح الجمال والهنا والسعادة يا ملاكى

ضحكت بخفوت وسط قبلاته لكل أنحاء وجهها

همس بتذكر: أسد هو أنا مش المفروض أروح الجامعة بقى

أسد بسعادة: إنتى مكونتيش روحتى قبل كدة

همس باستغراب: لأ ... مالك فرحان أوى كدة ليه

أسد بضحكة طفولية بعض شيء: هههه لإن حبيبتى محدش شافها ولا كلمها .... يعنى لسة ملكى لوحدى

همس بقلة حيلة: والله مجنون ... طب ها هعمل إيه

أسد ببساطة: ولا يهمك يا حبيبتى من بكرة تكونى من طلاب كلية هندسة بس .... مش هتحضرى غير الامتحانات بس وأنا هشرحلك كل المواد

همس بخضوع: تمام

سعد كثيرا لموافقتها ... ظن أنها ستجادل ... ولكن ألا يعلم الغبى أن تلك العاشقة تريد توفير أكبر قدر من الوقت لتبقى بجانبه دائمًا

--

مر شهر وأكثر وأسد يعوض افتقاده لها بشتى الطرق ... الوقحة

وبيوم ما

أسد بقلق وخوف : لا لا لا ده مش طبيعى .... إنتى وشك أصفر وبترجعى كتير .... أنا هتصل بالدكتورة تيجى تشوفك

ابتسمت همس بخفوت تشعر أنها تحمل قطعة منه لكن لن تخبره حتى لا يخيب أمله إن خاب ظنها

مرت دقائق بسيطة وجاءت الطبيبة

اقتربت منها وفحصتها تحت نظرات الأسد الغيورة ولكن كل شيء يهون لأجلها

الطبيبة بابتسامة: ألف مبروك .... المدام حامل فى شهر تقريبا .... دى روشته لأدوية وتحاليل تعملها

أخذها بآلية وجمود وسط فرحة ملاكه العارمة التى تحولت لضحكات طفولية متتالية

خرجت الطبيبة لينظر لها ثم اتجه للباب بهدوء

نهضت تمسك يده كالطفلة مانعة إياه من الخروج وقد تحولت ابتسامتها لحزن

همس بارتباك: مالك يا أسدى ... إنت ... إنت مش فرحان

أسد محاولًا الابتسام: أنا كويس يا همس متقلقيش

همس بدموع صاحبتها شهقات خافتة: دى أول مرة تقولى همس ... أنا عملت حاجة تزعلك

ما إن رأى دموعها حتى احتضنها بلهفة وقد ثقل تنفسه

أسد بلهفة: أنا آسف .... آسف يا ملاكى

همس بحزن: إبه اللى حصل زعلك .... عشان البيبى مش كدة

أسد بارتباك: أنا .... أنا مش ....

زفر بعنف واختناق ثم تكلم بسرعة: أنا مش عايز حد يشاركنى فيكى حتى لو بنتنا .... ولو طلع ولد أنا هموت فيها كل ما أتخيله فى حضنك .... إنتى هتنشغلى بيه وتسيبينى .... جدتى برغم حبها لجدى بس انشغلت بولادها .... وماما برغم حبها لبابا بس انشغلت بيا وأهملته

نظرت له ثوانٍ بعدم فهم وصدمة سرعان ما حاولت اخفاء ابتسامتها ولكن لمعة عينيها تكفى

أسد بحنق: كتماها ليه .... طلعيها طلعيها

ضحكت عليه بخفوت ثم أجلسته على الفراش وهى تجلس بجانبه

شهقت عندما سحبها على قدميه بآلية وكأنه معتاد

همس بدهاء: بس مين قال إنه هيشاركك فيا ولا هيشغلنى عنك

نظر لها بانتباه واهتمام

همس بمكر: يعنى تخيل كدة لما أخلف بيبى .... الكل هينشغل بيه ويسيبونا فى حالنا لأ وكمان كل ما يشوفوه هيفتكروا إنه رابط جديد فى علاقتنا هيقويها أكتر وأكتر

أسد بابتسامة وبلاهة: بجد

همس : أيوة بجد

أسد بفرحة: خلاص ماشى بس متشيلهوش ولا تحضنيه

همس ببراءة مصطنعة: أنا مستحيل أعمل كدة غير مع حبيبى وبس

أسد بحب وهو يقبلها: بعشقك

همس بابتسامة: بتنفسك

--

مرت الأيام والشهور والحمل يفعل بها العجائب لكنه يهوّن عليها دائما وللأسف لم يجد من يهون عليه وقت ولادتها

كانت أصعب لحظة بحياته كلها

ظل يصرخ بالطبيبة والممرضات ويتحرك فى كل مكان بغضب

حطم كل ما تقع عيناه عليه حتى سمع تلك الصرخات

صرخات ذلك الحقير ليث الصغير الملاصق لأمه تمامًا ولكن حمد الله كثيرا أنه وهبه طفل حقير ولكن هادئ مع الجميع

لا يبكى طلبًا لأمه أبدًا

تولت ترنيم أمر رضاعته مع ابنها آسر لضعف همس

أنجب سامر وترنيم آسر

بينما مازن وياسمين قد اكتفا بالشياطين الصغار .... فهم يؤدون عملهم بأكمل وجه

تزوج مراد وسيلين وها هم ينتظرون أول مولود لهم

--

بعد مرور سبع سنوات

همس بصراخ: ما تلم ولادك بقى جننونى

نظر لها بملل مصطنع وهو نائم على الأريكة ثم نظر لهاتفه مرة أخرى يباشر عمله بهدوء

زفرت بحزن سرعان ما تحول لسعادة عند سماعها قوله

أسد بحنان : إياكى تتعبى نفسك تانى يا ملاكى .... إنتى تؤمرى

أضاف بصياح ونظره على الهاتف : كله ييجى هنا

سمع صوت الدبدبات والتعثر الشديد حتى سكنت حركتهم أمامه

أسد: يلا ابدأوا العد

ليسمع الصياح الطفولى المنظم كما لو أنهم بالجيش

ليث : ليث ..... واحد

مليكة بصوت رفيع طفولى: مليكة ..... اتنين

ملك: ملك .... تلاتة

ملوك: ملوك ..... أربعة

وحل السكون ..... لحظة هناك شيء ناقص ..... ما هو .... ما هو ....

اتسعت عينيه وأخيرًا ترك الهاتف لينظر لملاكه بلهفة

ذلك الحقير الصغير بحضنها بين ذراعيها وهى تحمله ..... يقبل وجنتها بنهم وسط ضحكاتها الخافتة حتى لا يسمع .... أتستغفله مع ذلك الوقح القزم الحقير

اتجه بسرعة البرق لهم فيحمله من عنق ثيابه من الخلف ويرفعه باتجاه وجهه وسط شهقة همس ورفرفة الوقح بين يديه: ولا ... احترم نفسك يا روح خالتك ... أخوك طول عمره محترم وساكت ... إنت مالك بقى مش مظبوط ليه

نظر له بدموع يزم شفتيه بطفولة وبراءة شديد

كاد أن يحن خاصة لتلك العيون التى تشبه عيونها ولكن اختطافها لذلك الحقير من يديه جعله يلعنه

أسد محاولًا سحبه منها: سيبيه ..... قولتلك مش عايز أخلف .... ضحكتى عليا وجايبالى بلوة سودة على دماغ اللى خلفونى

نظرت له بغضب ثم لطفلها الذى تهبط دموعه بحزن لتغضب بشدة

همس بغضب: أسدى .... الولد بيعيط .... كل مرة كدة تعيطه بسببك .... مش فاهمة إزاى بتتخانق معاه دايما .... حد يشوف البراءة دى ويزعله

نظر لهما بغيرة ثم بخزى من كلماتها

تحرك ناحيته حتى يصالحه ليفاجأ بالحقير ينظر له بابتسامة خبيثة ويخرج لسانه فى الخفاء

أسد بسرعة وطفولة وهو يشير له: بصى بصى بسرعة ... شوفى بيعمل إيه

نظرت لطفلها لتجده ينظر لها ببراءة وحزن

همس بعتاب لأسد: عيب كدة يا أسدى ..... الولد فى حاله ومعملش حاجة غلط

أسد بعصبية: غلط .... غلط .... دا هو كله على بعضه غلط .... ده حتى اسمه غلط .... بقى فى طفل اسمه حيدر يا مؤمنة

همس : أيوة فى ... وبعدين إنت سميت البنات على أسماء قريبة منى وأنا سميت الولاد بنفس الطريقة ... وحيدورى مفيش زيه

قبلها حيدر على وجنتها بسعادة .... قد لا يستطيع التحدث جيدا لكنه يفهم

أسد بصراخ: آااااه .... يا ولاد ال ***

شهق الأطفال من سبته الوقحة ليصرخ مرة أخرى: اخرسوا ويلا قدامى ..... وإنتى خليكى هنا

تحرك الأطفال بتعثر أمامه حتى خرجوا للحديقة وبالطبع لم ينسى حمل الحقير من عنق ثيابه

--

وجد الجميع جالس والأطفال أيضا وقد جاء مراد وزوجته وطفليه

أسد بقرف وهو يضع حيدر على الأرض: يلا اتجمعوا .... ابدأوا العد

ليث: ليث ..... واحد

مليكة: مليكة ..... اتنين

ملك : ملك ...... تلاتة

ملوك: ملوك ..... أربعة

حيدر: دررر ..... أثة

أسد ببرود: أنا سلمتلكم العدد كامل ..... يعنى يرجعولى كاملين ...... بس ممكن أسامح لو رجعوا ناقصين عادى

قال آخر جملة بخبث وهو ينظر لحيدر بابتسامة شريرة

انكمش بخوف ثم اتجه بسرعة لجديه ماجد وحمدى ليحتضناه وسط ضحكات الجميع

صعد أسد للأعلى مرة أخرى

--

يجلس كل حبيب يحتضن معشوقته

مراد: بعشقك يا حياتى

سيلين بخجل: وأنا بعشقك

سامر: هتفضلى طول عمرك عشقى الوحيد

ابتسمت بسعادة واحتضنته أكثر وقد كان احتضانها خير من أى كلام

ياسمين: بس يخربيتك هتفضحنا

مازن بغيظ: مش قادر ... ابن ال**** ضحك عليا وخلانى أغير اسم بنتى وقال إيه محدش يسمى عياله على أسماء ملاكى ... ملاك أما يلهفه يا شيخة

ياسمين بقلق: أبوس إيدك بطل نظراتك البت مليكة مش بتستر وأبوها هينفخنا

مازن: يلا سيبك .... بعشقك

ياسمين: لا والنبى .... وده من إيه ده

مازن: لأ أصل لاقيته جو رومانسى فقولت أعبرك لكن إنتى مبيطمرش فيكى

ياسمين بحب وضحكة : وأنا بموووت فيك

احتضنها بعشق وسعادة

نظر ماجد وحمدى وسعيد لأولئلك العاشقين بفرحة شديدة وهم يدعون أن تظل حياتهم هكذا دائما

--

بالأعلى

همس بحزن: خلاص يا أسدى والله آسفة ....أنا عارفة إنى أهملتك بس غصب عنى

نظر لها بعتاب ثم أدار وجهه

اقتربت منه بخجل لا يقل أبدا لتفاجئه بتنفيذ عقابها دون أن يطلب

ابتعدت عنه تقول بخجل: أهو اتعاقبت ... سامحن ..

قاطعها محتضنًا إياها مرت دقائق وهم على حالهم

أفاقت من دوامة عشقهما عليه وهو يلبسها إسدالًا ويضع حجابها

نظرت له باستغراب فحملها وغمز بشقاوة متجهًا بها للسطح

--

بالأسفل

مراد باستغراب: إيه صوت المروحة ده

مازن بفزع: لا لا لا يارب ميكونش عملها تانى

نظر لأعلى بخوف هو والجميع

تحقق كابوسهم المزعج

ذلك الغبى المستبد قد هرب بمعشوقته مرة أخرى والله وحده يعلم متى سيأتى

سامر بخوف: يلهوى ده هرب تانى ..... يعنى ...

مراد بفزع: يعنى هنقعد مع عياله تانى

وجهوا أنظارهم لهؤلاء للذين ينظرون لهم بغضب وكأنهم من أبعدوا أمهم

ليث بصياح وطفولة: الراجل أبونا خطف مامى ... بس إحنا معانا رهاين ... هجوووووووم

ركض الأطفال ليهرع مراد ومازن وسامر صارخين وسط ضحكات الجميع وتحسرهم على الأيام القادمة

--

بالطائرة الهليكوبتر

ملاك بضحكات مرحة: يا عينى ..... شايفهم يا أسدى

ثم أضافت بتنهيدة: بس هيوحشونى .... كل شهر بتاخدنى وتسيبهم ..... ما تجيبهم معانا مرة

أسد بعشق وهو يرفعها لتجلس بأحضانه: أبدًا ... قولتلك جزيرتنا ملكنا لوحدنا ومحدش هيدخلها حتى لو العفاريت دول هم والشيطان الصغير وبعدين دى الكابتن مستنيانا من الصبح بس إنتى اللى أخرتينا بالولاد

وضعت رأسها على صدره ويدها على قلبه موضع جرحه المزين باسمها

همس : هتفضل تعشقنى

أسد بعشق: أنا أعرفك من حوالى ٢٠ سنة ... وعشقى طول السنين دى بيزيد حتى فى بعدك .... مستحيل إنه يقل فى يوم .... إنتى الوحيدة اللى مندمتش معاها على حاجة غير حاجة واحدة بس

نظرت له بابتسامة وهى تعلم ما سيقول فكل يوم يكرر ذاك الكلام

أسد: كل مرة بكررهالك وهفضل أقولهالك ...... ندمى الوحيد إنى مش اتقيت ربنا فيكى ..... إنى حفظتك من الناس ونسيت أحفظك منى .... مراد ومازن وسامر ..... بالرغم من عشقهم إلا إنهم اتقوا ربنا ..... فربنا سهلهم الطريق ..... يمكن عشان كدة كنا كل أما نقرب حاجة تبعدنا

همس بتنهيدة حب: وده سبب إنك بتحفظ ولادنا القرآن بالرغم من صغرهم وبتعلمهم حاجات فى الفقه والدين ... صح

أسد بعشق: أيوة .... عشان لما يعشقوا زينا يقدروا يمشوا فى الطريق الصح من غير معصية

احتضنته بشدة وهى تقول: هتفضل دايما عشقى واختيارى الوحيد

أسد بعشق: وإنتى هتفضلى كيانى وملاكى

تمت

ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS