![]() |
صماء لاتعرف الغزل
من الفصل الخامس حتي الفصل العاشر
.............
ابتلعت ريقها من التوتر لماذا تشعر بالبروده كلما رأته قطع تفكيرهاوهوًيقول:
"مساء الخير "
هزت رأسها بإيجاب ردا علي سلامه وبؤبؤ يتحرك بتوتر ويديها التي تمسك الباب ترتعش .. كانت ملهمة بهذه المنامة القصيرهً المرسوم عليها شخصيه كارتونيه..لم يخفى عليها نظراته الجريئة لتفاصيل جسدها وانحناءاتها ....
قال: "ايه مش هتقوليلي اتفضل ادخل ؟؟!!"
راقب رد فعلها فوجدها عقدت حاجبها وأنفها بدأ يتحرك مثل القطط كأنها تشتم شي لدرجة انه ظن ان رائحته بها شي فبدأ برفع ذراعه يشتم نفسه ليري ما المشكله وقال : "في حاجه ؟!!"
اتسعت عيناها فجأه وقفز ت تجري من أمامه للداخل بعد لحظات سمعت شئ يقع مع صريخ مكتوم من الداخل تصلب جسده بسبب صراخها . فاسرع للداخل اتجاه الصوت وجدها تمسك يدها وتبكي بشدة واشياء مبعثرة علي الارض اتجه يمسك يدها يقول:
"حصل ايه ؟ افتحي إيدك .". كانت تبكي بشده من الألم فامسك بكفها بقوة وتوجه لصنبور المياه ليضع كفها أسفل المياة الجارية ثم ذهب يبحث بالبرادة عن ثلج ليضعه علي يدها وهو يقول:
"خلاص ماتعيطيش حصل خير ..."...رفعت عينيها لتنظر له بامتنان ..فيصدح صوت غاضب يقول
"انت بتعمل ايه هنا؟؟؟؟"
ا..........
........
وقف محمد بباب المطبخ ليقول بغضب :
"انت بتعمل ايه هنا؟؟؟"
تركً يدها ووضع يده بجيبه يقول :
"بثقة كنت جاي ازور الانسه غزل .. فيها حاجه؟؟"
"كده من غير ميعاد ومن غير استئذان ..."قالها محمد بسخرية واكمل ..."واللي يزور حد بيزوره في المطبخ؟؟"....
يوسف:" بتهيألي صاحبة الشأن ما اعترضتش ونظر اليها بجنب عينه" ...قاطع حديثهما صوت يتسأل : "في ايه ياولاد "
جرت غزل اتجاه الخالة صفا تحتمي بها
محمد وهو يرفع حاجبة بتحدي:
" مافيش يا خالتي ده البشمهندس يوسف كان جاي يطمن علي غزل وماشي علي طول ...."
صفا: "اهلًا وسهلا يابني ..يمشي ازاي يابني من غير ما ياخد الضيافة بتاعه "...
قال يوسف بابتسامه بهامكر وتحدي لمحمد : "تسلمي ياهانمً . اكيد مش هكسفك واشرب قهوتي معاكي "..
"اتفضل يابني اتفضل في الصالون "قالتها صفا وهي تتكئ علي عكازها متجهه به لغرفه الضيوف ......
كان الكل مجتمع بالغرفه الخاله صفا التي أعدت ليوسف قهوته ويجلس يتناولها بتحدي لمحمد
وتجلس غزل بجوار محمد بعد ان أبدلت منامتها ببنطلون جينز وقميص قطني بعد ان نبهها محمد بعينه لذلك الامر فلم يخفي علي يوسف النظره التي رماها بها لتدخل مسرعه تبدل ملابسها وها هي تجلس بجواره ليمسك كفها بكل وقاحه وأريحيه ويقوم بدهن كريم للحروق لكفها وهي مستسلمه لمسكه يده وملامسته ...ظل شيطانه يخيل له ان هناك تجاوزات تصير بينهما من خلف ظهر هذه العجوز . قاطع شروده كلمه الخاله صفا :
" نورتنا يا ابني ."
يوسف وهو يضع فنجان القهوه:
"بنورك ياهانمً....."
يوسف: "الحقيقة انا كنت جاي انهارده لسببين السبب الاول اني اطمن علي الانسه غزل
والسبب الثاني اني محتاجها معايا بالشغل بصراحه هي ليها الفضل انها انقذت الشركه من اخر صفقه . الحقيقه بردوا ذكيه جدا وأتمني تقبل تشتغل معايا وأرجو ماترفضش طلبي وطبعا هخصصلها راتب كويس مش هتلاقيه في اي شركه تانيه ......"
كان يكمل حديثه وعينه علي انفعالات غزل التي فهمت كلامه جيدا وظهر عليها التوتر جليا..صفا: "والله يابني مقدرش أدي رأي في الموضوع ده دي حياتها وهي حره ..."
محمد بغيظ : "هو ياخالتي انا قصرت معاكم في حاجه ..غزل مش محتاجه للشغل ولا تتعب نفسها ..."
صفا:" لا ياحبيبي مش ده قصدي ...."
قاطع حديثهم بثقه وقال يوسف:
"خلاص نشوف رايها هي !!..."
ساد الصمت للحظه لتتوجه إلى الروزنامة وتكتب بها لمحمد انها تريد هذا العمل تريد التعامل مع الغير والخروج من هذه الشرنقة ....نظر محمد بعينيها ليعبر لها عن مدي ألمه لحالتها .كم يتمني ان تشفي من مرضها ويسلمها لعريسها بنفسه ثم أخذ نفس وقال : "غزل للاسف وافقت تشتغل في الشركه ..اهو تروح معايا وترجع معايا ياخالتي ...
..كان نفسي اقولك يا بشمهندس لا ...."
ضحك يوسف واكمل حديثه:
"طيب بالمناسبة دي انا عازم الانسه غزل والأستاذ محمد علي حفل يوم الخميس بالفيلا واهي فرصة تتعرفوا علي صاحب الشركة وعلي فكرة ...مش هقبل اعتذار عن الحضور ."
وقف يغلق سترة بدلته ليهم بالانصراف علي وعد منهم بالحضور ........
.............
تقي تقي لو سمحت ممكن كلمة .قالها زميلها بلهفة وابتسامة براقة علي وجهه لقد كان علي من أوائل دفعته فهو شاب بسيط من أسره بسيطه مكافح يعمل فيي مطعم مشويات ليساعد أسرته ووالده ... "اف في ايه ياعلي ؟...مش هتخلص بقي من الحوار ده .. كل ما تشوفي. تندهلي وقولتلكً ميت مره ما تندهليش في الكليه كده ...".
شحب وجه علي من هجوم تقي غير المبرر من الواضح انها في مزاج سي اليوم ولن يستطع ان يخبره بالذي يريده منها فقال بتوتر ليخفي إحراجه : "احم . انا اسف يا تقي ياريت متزعليش مني .انا كنت خايف تمشي وملحقكيش بس ...."
تقي بقله صبر : "خلاص ياعلي مافيش مشكله . ها في حاجه؟؟!!".
علي وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيونه علي عينيها البندقية : "كنت ككنت عايز اديكي ده"
.ومد يده لها بشي جعلها تخفض عيونها ليده ونتسأل :"اَي ده ؟؟!!"....علي وهو يتباطأ في اخراج الحروف : "دي ملخص كتاب مادة .... انا عارف انك ملكيش خلق التلخيص فقولت تكوني اول واخده اديهولها؟؟؟"...
ابتسمت تقي ابتسامه مجاملة له : "شكرًا ياعلي انا مش عارفه اقولك ايه ...."
علي: "شكرًا . ؟شكرًا ايه يا تقي انا معملتش حاجه.انت ماتعرفيش انتي ايه بالنسبة لي انتي......"
استشعرت تقي ان الحديث سيأخذ منحني لاتحبذه فقال مسرعه : "معلش يا علي ملك مستنياني نكمل كلامنا بعدين ".
ولم تنتظر رده فاختفت من أمامه .فهي دائما الهروب منه . نعم هي تعلم ان علي زميلها يكن لها مشاعر خاصة .والحق يقال انه محترم وليس مثل شاكلة الشباب الذي نراهم فهو من القلة الملتزمة بكليتها . وكان من السهل عليها صده من البداية وقطع الطريق عليه حتي لا يأمل بها ولكن بداخلها شعور غريب ليس اهتمام بعلي وإنما شعور بالغرور والثقة التي تشبع نفسها به كلما اهتم بها علي تشعر بثقه والكبرياء ان يوجد من يهتم بها ويرغب بها . اما هي فعقلها وقلبها مع شخص واحد تريده ملكها ...عقلها أوهمها انا تستطيع إيقاعه بشباكها ....
جلست تنتظر قدوم ملك وشردت فيما خدث بينها وبين اخيها محمد عندما كان يبحث عن شركة جديدة للعمل بها . واستغلت فرصك ان ملك أبلغتها في وسط حديثها عن يوسف انه أعلن بجريده .،،،... انه يحتاج محاسبين شباب .....
فقامت بشراء الجريدة ووضعتها امام محمد كأنه هو من وجد هذا الإعلان وعندما أخبرهما اسم الشركة استطاعت إظهار رد فعل معاكس كأنها فوجئت باسم الشركة التي يملكها عم صديقتها المقربة
فهي تعتبر دخول محمد الشركة والتعامل مع يوسف خطوه في سبيل غايتها ............
..............
"ها عملت ايه ؟؟؟"
قالها شادي ليوسف الجالس أمامه ممسكا بكأس من الخمر وساقيه علي طاوله بيضاوية أمامه
ارتشف يوسف من الكأس ثم اجاب شادي وقال:
"وانت مالك مهتم اوي كده ليه ؟؟"
شادي : "يا اخي انا لحد دلوقتي مش مصدق ان الملاك ده يطلع منه كل ده !!مش يمكنً نكون ظلمنها ؟"...
يوسف : "ازاي مش فاهم ؟!! انت لو شفتها انهارده والبيه ماسك أيدها ازاي مش هتقول كده ....."
"وكمان تعالا هنا . انت عجبتك ولا ايه وعمال تدافع . انت وقعت ومحدش سما عليك ههههه"...
شادي وهو يفتح علبه سجائره الموضوع علي الطاولة :" هي من ناحيه عجبتني . فهي تعجب اَي حد . بس مش عارف حاسس ان في حاجه غلط
وكمان موضوع انها طلعت مش بتتكلم ده صدمني شويه ......"
يوسف:":مايصعبش عليك غالي هههههه....."
........
........
تقي وهي تسترق السمع خلف باب غرفتها محمد :"ان شاء الله بكرة في حفلةفي فيلا البشمهندس يوسف ماتعمليش حسابي علي الغدا لان يدوب هرجع البس وأمشي "..
الحاجه راويه:" ماشي يابني هبقي اسيبك االكل في المطبخ لو جعت بليل "
لاحظت راويه شرود ابنها وتسألت : "مالك سرحت في ايه؟؟"
محمد:" مافيش . قلقان شويه علي غزل . الراجل اللي اسمه يوسف ده مش مستريحله ...
بيبص كده لغزل نظرات مش طبيعيه . واللي زاد انه طلبها تشتغل في الشركه في قسم الترجمة وعزمها بكره علي الحفله معايا.."
راويه:" طيب يابني بلاش الشغل معاه مدام قلقان منه.."
محمد: "ما ده اللي كنت ناوي ...بس بس هي لقيتها نفسها تشتغل وانا الصراحة قولت فرصه تتعامل مع ناس غيرنا مش هتفضل كده علي طول...."
روايه:"ربنا يستر عليها يابني "
محمد بشرود : "امين....."
..،،.........
في داخل الغرفة
قبضت يدها علي مفرش سريرها بقوة وهي تنظر للا شي يترددفي أذنها كلمات اخيها عن غزل بيبص لغزل نظرات مش طبيعيه )
(بيبص لغزل بنظرات مش طبيعيه ...)تشتعل من داخلها منها تريد التخلص منها ،...الكل يهتم بغزل.الكل يخاف عليها الكل الكل . حتي من تسعي اليه يهتم بها ....". اخلص منك ازااااااي "
!!!!!قالتها تقي بحقد وكراهيه شديده لها...
.......
يوم الحفل ......
"يامحمد قولتلك ملك صاحبتي اللي عزمتني علي الحفل .. تحب اتصلك بيها تتاكد ..".
"ياستي ولا تتصلي ولا تكلمي .مش هتيجي معايا انا هاخد بالي منك ولا من غزل !!!!".....قالها محمد وهو يتجه الي خزانته ليخرج بدلته
"اف ايه العيشه دي كل حاجه غزل غزل "...قالتها وهي تضرب قدمها بالأرض اعتراضا علي مايقوله وخرجت من حجرته لتنفذ ما هيأه لها عقلها .......
.........
في فيلا الشافعي
...............
وقف يوسف وبجواره شادي وكلاهما يرتديان بذلتان باللون الاسود وقميص ابيض أسفل البدله وببيون بدل الكرافاته
كانا شديدا الاناقة ولكن يوسف شخصيته تطبع علي أناقته هيأته وطريقه وقوفه كنت تلفت اليه الكثير من الأعين المحيطة به يقف في وسط القاعة بشموخ وكبرياء عينياه عيون صقر يقف يراقب كل افعال الضيوف ونظراتهم بنصف ابتسامه علي فمه كأنه يعرف مايدور بأذهانهم يسخر اكثر من هؤلاء النساء مبتذلات الملابس يطبعن علي وجوههن الكثير من مواد الطلاء كما يقول علي أدوات زينتهن وكل واحده تنظر له نظرات لا يفهمها الا رجل مثله رجل خبير بأمر النساء .... لسان حاله يقول كلهن عاهرات كلهن خائنات كلهن يبحثن عن المال والمتعه .....
"ايه بتفكر في ايه ؟.."قالها شادي الواقف بجواره بعد لكزه في كتفه
يوسف وهو شارد أمامه: "مافيش ..." . ثم رفع حاجبه الأيمن ونظر لشادي ليقول:" تفتكر هتيجي!!!!"
شادي: "مين ؟؟؟؟"
يوسف:" الانسه هه غزل ."..قالها بسخريه ....شادي:"مش انت عزمتها هي ومحمد ..اكيد هتيجي،،، "...قاطع حديثهم ملك:
"ايه ياجينيرال مش تشوف ضيوفك بدل ما انت واقف كده "
شادي:" ملك ..ازيك ايه الحلاوة دي !!"
ملك بوجه احمر :
"ميرسي ياشادي ده من زوقك ...لا بجد دي مش مجامله طلعه انهارده تحفه .بس كده احنا نعمل حسابنا علي عربيتين اسعاف"
ملك باستغراب :" اسعاف ليه؟"
شادي بضحك: "عشان نشيل الغلابة اللي هيتقتلوا علي أيد اخوكي لما يعكسوكي "..
ملك:" هههههه لا متخافش انا اللي هقوم بالواجب واخرم عين اللي يبصلي"
شادي: "يا متوحش... !!!!انا اخاف علي عيوني بقي".. قاطع حديثه نداء يوسف ونظره موجه للمدخل
نظر شادي لما ينظر اليه يوسف ثم قال اوعا:
"ده اللعب هيحلو ........"
......
وقف يوسف بعيدا يراقب الحفل وهو يستشيط غضبا مما يحدث . لقد فوجئ بدخول محمد مع اخته التي عرف اسمها بعد ذلك انها (تقي )صديقه اخته ملك في الجامعه كما أخبرته ملك
ولكن هي لما لم تحضر ؟؟؟
انها تتحداه ... هل تلاعبه بطريقتها
نعم تتحداه ولم تخلق من يتحداه . لتتحمل نتائج افعالها إذن ...
تذكر عندما سأل محمد عن سبب عدم حضورها فأجابه انها تشعر بالمرض ولم تستطع الحضور ...فلم يخفي عليه نظرات اخته تقي وابتسامتها التهكمية عندما ذكر ان غزل مريضة...
هذه الفتاة تعرف الكثير ويظهر ذلك من أعينها ....
........
"ها احكيلي عملتي ايه فيها ؟ وإزاي خليتها ما تجيش؟؟"قالتها ملك لتقي بلهفه
تقي باضطراب :" سششششش وطي صوتك انتي هتفضحيني "..
ملك: "طيب احكي بسرعه "
تقي: "مافيش ياستي هقولك "
وقصت عليها ماحدث....
...........
قبل الحفل بساعتين ....
نزلت تقي لغزل وقالت: "ها ياغزل جاهزه للحفله ولا لسه "
ابتسمت غزل: وأشارت لها بالدخول
وكتبت : "شويه وهلبس بس مش عارفه حاسه اني تعبانه وبطني بتوجعني "
تقي بمكر :" هو انتي عندك ..... احم يعني...."
حركت غزل رأسها بإيجاب
تقي: "طيب ثواني هطلع اجبلك مسكن وارجعً." مسكت غزل يدها وأشارت لها بلا
فصممت تقي للذهاب
رجعت بعد فتره لغزل ومعها مسكن للآلام وطلبت منها ان تذهب لتجهز نفسها للحفل واتجهت تقي للمطبخ وقامت بوضع دواء جلبته من الصيدلية عندما تركت غزل يسبب سيولة شديدة للدماء ووضعته بكوب عصير مع علمها بالحالة المرضيةلدى غزل المسبقة .فهي تعاني من سيولة بالدم ...
دخلت تقي علي غزل وتنظر لها بحقد: "اتفضلي ياغزل اشربي العصير وخدي المسكن هيريحكً"..
قامت غزل بتقبيل تقي تعبيرا عن شكرها لها
فتقي علي علمً انً غزل تعاني من سيوله بالدم وان ما وضعته لها بالعصير سيسبب لها سيوله شديده ولن تستطع الذهاب للحفل
..............
"يابنت اللذين دا انتي شيطان "..قالتها ملك بذهول
تقي:"اعمل ايه ماهي وقفه في سكتي علي طول ولولا انها اعتذرت لمحمد مكنتش قدرت اجي ... سيبك منها قوليلي كلمتي يوسف عني ولا لا "...
ملك وهي تزفر من إلحاح تقي المستمر :" يابنتي طلعي يوسف من دماغك يوسف مش بتاع جواز .."
تقي: "ملكيش دعوه سيبي الموضوع ده عليا ... بس اللي عليكي قربيني ليه "
ملك:" حاضر ياتقي حاضر......"
.............
في منزل غزل
كانت تتألم بشده من هذا المغص تشعر بان روحها تخرج من جسدها تتألم بصمت لا يستطيع احد الشعور بها فعندما لاحظت غزاره الدماء رفضت حضور الحفل واعتزرت لمحمد فاصطحب تقي معه بدلا منها
لا تستطع التحرك تريد ان يساعدها احد فالدماء تغرقها وتشعر بالدوار الشديد جسدها ومعدتها تتألم وللاسف امها صفا صعدت للخالة رواية لزيارتها
كأن الظروف تعاندها
تشعر بان اذا تركت نفسها هكذا ستموت ...
ستتحامل حتي تستطع الوصول لهاتفها لعل محمد يسمع رسالتها أو اتصالها وينقذها من هذا الألم
...................
في الحفل كان يقف يوسف مع بعض المستثمرين وعينه علي محمد وهذه المدعوة( بتقي) التي لم تخفض عيناها عنه طول مده الحفل فلم يخف عليه هذه النظرات المملوءة بالإعجاب
فاستغل انشغال محمد عنها وابتعاده واتجه اليها كالنمر الذي يحدد مكان فريسته شعر بتوترها وارتعاشها عندما اقترب منها
قال: "انسه تقي مش كده ؟!.."
تقي بتوتر وهي تحاول النظر في مكان اخر :" ايوه "....
ابتسم يوسف وقال: "انتي اخت محمد صح ؟؟"
"ايوه..."
اليوسف: "انا عرفت من ملكً ان انتي صديقتها المقربة ليها "..
تقي بإحراج:" ايوه "
ضحك يوسف بشدة فعقدت حاجبها وقالت: "بتضحك لي؟؟؟"
رد يوسف وهو ينظر بعيونها: "اصلك من ساعة ما اتكلمنا مافيش غير ايوه ايوه اللي بتقوليها هههههه"
غضبت تقي من ضحكه وقالت :" عن إذنك"
وهمت بالانصراف ولكن يد يوسف علي ذراعها أوقفها
فسحبت يدها منه ونظرت له وهو يقول: "انا بعتذر شكلك مش بتحبي الهزارً....."
قالت وهي تنظر لقدمها: "لا عادي.."
يوسف:" طيب ياستي نبدأ من الاول "
انا يوسف نجيب الشافعي وماليش اخوات الا اختي ملك ومد يده بالسلام لها وقال :"وانتي ؟؟"
فقالت براحه:"انا تقي الشريف وماليش اخوات الا محمد "
تنحنح يوسف وقال: "اومال غزل تبقي مين؟؟؟"
شعرت بان يوسف كان يقصد السؤال عنها فاستغلت الفرصه لتسئ لها وقالت : "شكلك مهتم اوي".. فأكملت وقالت: "عموما انا عايزه اعرفك هي غزل اختي بس بالرضاعهً وانا عمري ما اعتبرتها اختي "
عقد يوسف حاجبه وقال: "ليه ؟!"
تقي: "عشان دي واحده مش سهله بتحب تلفت أنظار الرجاله حواليها تحت قناع البراءة اللي علي وشها .. تفتكر هي اعتذرت ليه انهارده . عشان تعبانه زي ما محمد قال .. لا طبعا دي خطك منها عشان تلفت الأنظار لها بدليل انك اهتميت وجيت تسألني عنها ...."
واأكدلك انها هتصل بمحمد دلوقتي تقوله( الحقني يامحمد بموت .....)عشان يجري عليها...
جز يوسف علي اسنانه غيظا مما سمعه كيف له ان يقع في خيوط عنكبوتيها التي تغزلها .. فكلام تقي عنها يؤكد ما شعر به انها وجه ملاك داخله شيطان قطع شروده حضور محمد المتوتر يقول :" يلا ياتقي بسرعه لازم نرجع البيت "
ابتسمت تقي بخبث ونظرت ليوسف لتؤكد له حديثها ثم قالت بلهفه زائفه: "ليه في ايه يامحمد !!!"
محمد : "غزل تعبانه اوعي ... عامر اتصل بيا بيقول انها تعبانه "
تقي:" عامر!!!!!وايه عرف عامر انها تعبانة"
محمد :" مش وقته هفهمك بعدين ...."
عندما هم محمد بالتحرك أوقفه يوسف وقال : "استني انا جاي معاك انت مش معاك عربيه يلا...في السياره ............"
كلا منهم شارد فيما يشغله
يوسف : "يضغط علي المقود بغيظ فانها تجيد التمثيل كما قالت اختها .."..
تقي: "تفكر كيف خطتها نجحت ولكن خائفه ان يكشفها محمد ....."
مخمد شرد فيما قاله عامر انها أرسلت له اكثر من مره ولم يجبها فاضطرت للاتصال بعامر وارسلت له ان يتصل بمحمد فشعر عامر بالقلق واتصل به يخبره وذهب مسرعا يطرق الباب ولكنها لم تجبه وتفاجأ ان الخاله صفا نزلت بسبب صوت طرق الباب ولكنها نست مفتاحها بالداخل فاسرع عامر لكسر الباب ليفاجئ بغزل علي الارض وتحيطها بركهً من الدماء وهي غائبه عن الوعي
فقام بحملها الي اقرب مستشفي ثمً ابلغه باسمها حتي لايتوجه للمنزل
......................
امام غرفة غزل كان يقف عامر المستند بظهره علي الحائط خلفه وملابسه مملوءة بالدماء من ينظر اليه يعتقد ان به اصابه بجسده
وأمامه تجلس الخاله صفا تستند علي عكازها وبجوارها الخاله راوية تربت علي كتفها لتهدئها .....
دخل محمد وخلفه يوسف وتقي ليتجه الي عامر ... صدم محمد من منظر ملابس عامر وقال باختناق: "ايه اللي حصل ياعامر غزل مالها ؟؟؟ "
"وايه الدم ده ؟؟؟!!!"
تعجب يوسف من شكل ملابس عامر واضطربت تقي من هذا فالآن سيصدق يوسف مرضها ..ماذا تفعل؟؟؟
افاقت عندما خرج الطبيب من غرفتها وبعض الممرضات فاتجه محمد وعامر وقال محمد :" مالها . طمني عليه ارجوك "
الدكتور : "ماتقلقش الحاله كويسه بس هي كانت جايلنا عندها تزييف حاد واحنا خدنا عينه دم عشان نعرف اسبابه ده غير انها ضعيفه جدا ما اتحملتش النزيف فحصلها هبوط مبدايا هي كويسه مركبنلها محاليل تغذيها وتعوضها الدم اللي فقدته وشويه هكتب التقرير بعد نتيجه التحاليل ......"
عامر ؛" نقدر نشوفها ؟؟!!"
الدكتور : "اه اتفضلوا بس ما تطولوش عشان معاد الزياره ....."
......................
..،،،،،،،...
يقف يوسف بغرفته امام شرفته يدخن سيجارته بشرود يتذكر عندما دخل الجميع للغرفه والتفوا حولها ونظر لوجهها الشاحب وابتسامتها الصغيرة التي تريد بها طمأنه من حولها من خلالها . تقول لهم انها بخير
شرد في لهفه عامر عليها رغم عدم اقترابه منها الا ان يكفيه نظرته لها التي تقول الكثير ومنظر ملابسه الذي يعبر عن مدي سوء حالتها ... خرج بصمت بعد ان ارسلت له نظرة تعبر عن شكرها له يشوبها الخجل من حالتها
ليقابل طبيبها الذي بدا بشرح حالتها له اعتقادا منه انه من أقاربها
الطبيب: "حضرتك احنا نتيجه الدم طلعت وظهر ان في نسبه كبيره من دوا.(....) اللي بيسبب السيوله والكمية الموجودة بتدل ان المريضة وأخذها عن قصد لانها كمية كبيره وللاسف المريضة عندها سيول وممنوعة من الادويه ذي دي "
استمع له يوسف وهو فارغ الفم ايعقل انها تناولت أدويه لتؤذي نفسها عن قصد
تلفت انتباه مايحيطها تقتل نفسها . قطع شروده صوت تقي وهي تقول باضطراب : "سمعت بنفسك !!!!"واكملت
"الهانم خدت دوا سيوله عشان يحصلها نزيف وتتصل بعامر عشان ينقذها وتلم الرجاله حوليها" ......
تركها يوسف ولم يجبها لم يشعر بنفسه الا وهو بغرفته شارد في هذه المخلوقة لا ليست مخلوقه بل شيطانه..........................
كانت تسير في أروقه الشركة بخفه كالفراشه الكل ينظر اليها بإعجاب من رقتها وخجلها الذي يظهر جليا عليها من اقل حركة الكل عشقها.... النساء قبل الرجال تجعل في المكان طاقه من المرح رغم عدم خروج صوتها الا ان الجميع مهتم بها تتذكر عندما حضرت اول اسبوع بالشركة ولاحظت توعك الساعي عم رمضان وعدم مقدرته لتلبيه طلبات الموظفين فقامت بمساعدته في عمل القهوه والشاي وكانت تقدمها بمرح للموظفين بالشركة . فكانت لفته إنسانية منها..
وتذكرت أيضا عندما جلبت بعض المعجنات الخاصه بها للإفطار وكل ما يمر عليها من الزملاء يقوم بتذوق هذه المعجنات الرائعة ويشيد بها حتي اكتشفت انها نفذت دون ان تتناول وجبتها . حركت رأسها بسعاده لهذه الذكريات التي كونتها في مده قصيره أسبوعان فقط أسبوعان غيروا من حياتها أصبحت اكثر تفاؤلا وأكثر حيويه ولكن ما يؤرقها شي واحد اسمه (يوسف .)هذا الاسم كفيل ان يقبض قلبها ويسبب لها الاختناق.يكفيها كل مايصادف وجوده معها بالمصعد تختنق من عطره القوي تشعر انها ستصاب بإغماء..فهي لا ترتاح في وجوده حتي نظراته التي تتجاهلها لا تريحها .ولكن مايسعدها اكثر انه لايعلم انها تستطيع السمع بسماعه الأذن التي تخفيها خلف شعرها الناعم ...لا تعلم من أين كون فكرته انها صماء هل كل ابكم اصم ؟!....فيتحدث بكل أريحية في وجودها فهو يعتقد انها تفهم اللغه بحركه الشفاه...
ضحكت عندما تذكرت وهو يحاول شرح لها ماتقوم به ويقوم بتحريك شفاه ببطء لتفهم ما تقوله كأنه يعلم طفل صغير .كانت تحاول كبت ضحكها من شكله ......فهو يفعل ذلك بشكل مضحك لينتهي الامر كعادته ان يلقي نظرة علي شفتاها المنفرجتين بنظرة جائعة...
مرت علي حجرة سوزان المشغولة بملف أمامها وطرقت الباب لتنتبه لها لتقول لها:" تعالي ياختي ده قالب عليكي الدنيا من الصبح". قالتها سوزان بضيق
ضحكت غزل علي شكلها وربتت علي كتفها تصبرهاثم كتبت لها غزل : "في حد معاه ؟؟"
سوزان :"اه الاستاذ شادي معاه جوه ادخلي ده صدعني ... ربنا يعينك "
غزل هزت رأسها مداعبه سوزان واتجهت للغرفه ....
.......
بالداخل كان يجلس يوسف علي مكتبه وأمامه شادي يراجع بعض الأوراق قطع انشغالهم صوت طرقات علي الباب ودخول غزل عليهم رفع يوسف عينه عن الملف لتلتقي بعيني غزل الرمادي ليمشط عينه علي قوامها وملابسها فدائما ملابسها تظهر الكثير من مفاتينها وشعرها التي تطلقه دائما بأريحيه حول وجهها لتخفي وجهها خلفه
فانزل عينه علي عنقها المزين بسلسال باسمها مرورا بباقي جسدها ليصل الي هذا البطال الضيق الذي يظهر ساقين رشيقتين
كانت في هذه اللحظة تقف مرتبكه من نظراته الوقحه التي اعتادت عليها كلما طلبها للحضور يقيمها بعينيه من اعلي لأسفل
قطع شرودها شادي الذي رحب بها ....
يوسف أشار لها بيده لتتقدم ثم قال ببطء:" ترجمتي الملف اللي ادتهولك امبارح؟؟" هزت رأسها بنعم فأشار لها للتسبقه لطاوله الاجتماعات بنفس الغرفه ....
يوسف :" كنت فين امبارح ..اتصلت بيك ما ردتش؟؟!!"
شادي بصوت منخفض :"كنت سهران سهره كانت عايزاكً "..وهو ينظر اتجاه غزل المشغوله بأوراقها... يوسف وهو يضيق عينيه وهو ينظر لشادي وبصوت منخفض أيضا :"انت موطي صوتك ليه؟"
شادي وهو ينظر لغزل المشغوله :" احم عشان متسمعناش يا جينيرال ."...
يوسف بنفس الصوت:" هو انت فاكر انها سمعانا ؟"
شادي :" اومال ايه!؟"... فنظر شادي ويوسف لغزل المشغوله في نفس اللحظه لبعضها وانطلاقا في الضحك الذي لايستطيعا السيطره عليه : ههههههههه
فأجلا يوسف حنجرته بعد ان هدأت نوبه الضحك ثم قال :" ههه أتكلم برحتك علي الاخر هي اساسا مش سمعانا خالص ... "
كانت في نفس اللحظه غزل مشغوله بأوراقها الا ان حديث يوسف وشادي لبعضهما لفت انتباهها فابتسمت بداخلها علي ظنهم بانها لاتستطع سمعهما . ولكن هذه فرصتها لتعرف ماذا يفكر هذا اليوسف وكيف يفكر ؟؟!!
وجعلتهما بالفعل يظنا انها لا تسمعهم .
...............
اثناء جلوسهم علي هذه الطاولة كان يوسف علي راس الطاولة وتجلس غزل علي يمينه وشادي بجوارها وبدأت بشرح ليوسف الأوراق الذي طلب منها ترجمتها وأنها قامت بترجمتها باللغة ألعربيه وقدمتها الي كلا منهما وكانت تقوم بإيجابه يوسف عن طريق الكتابه
وكان يلقي عليها أسئلته بطريقة مثيره للضحك فهو يظن انها تستطع قراءة حركة الشفاه فقط فيحرك شفاه بطريقه بطيئه تثير ضحكها .....
قاطع تركيزها علي الأوراق حديث شادي ليوسف: "اَي ياباشا شكلك رجعت في اللي كان في دماغك معاها ."
رفع يوسف وجهه ونظر لها وهي مخفضه رأسها للأوراق وقال:" مين قال اني رجعت !!! انا بس سايبها تستوي علي الاخر "
يتبع
الفصل السادس
❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
قاطع تركيزها علي الأوراق حديث شادي ليوسف: "اَي ياباشا شكلك رجعت في اللي كان في دماغك معاها ."
رفع يوسف وجهه ونظر لها وهي مخفضه رأسها للأوراق وقال:" مين قال اني رجعت !!! انا بس سايبها تستوي علي الاخر "
شادي :" مش فاهمك يايوسف بصراحة" .ماتكبر دماغك وتسيبها في حالها بقي . شكلها مش من النوعيه اللي انت فاكرها "..
يوسف بسخرية :" دي غير ! هو انت فاكر اني حاطتها في دماغي حبًا فيها يعني علي الاخر الزمن يوسف الشافعي يحب واحدة خرسة وطارشة ..انا بس عايز اعلمها الادب....واكمل بتهكم انت
"متعرفش الهانم دي بتفكر في ايه وبتخطط لأيه ." "تراهن ياشادي انها في اقل من شهر هتكون في سريري زي اللي قبلها"
. نظر شادي لها وقال : "مش عارف يايوسف نفسي اصدقك بس حاسس ان غزل مش من النوع ده ..
يوسف:
"بكره نشوف !...".
ولم يلاحظ كلاهما تصلب جسد غزل عندما ذكر اسمها وهذه الدموع المتحجرة في عيونها تأبي الخروج .ألهذه الدرجه يراها سيئة يراها فتاه لعوب .لماذا؟! هل صدر منها مايشينها ؟مايعيبها؟انها دائما تتجنبه وتتجنب الحديث معه خارج إطار العمل !
وما الشئ الذي تخطط هي اليه كما قال!صدق حدسها اتجاهه ان نواياه غير سليمة اتجاهها . يجب ان تترك هذا العمل في اسرع وقت هذا ما قررت فعله .......
.................................
"ايه ياملك هتحايل عليكي عشان تردي . مش بتردي علي تليفونك ليه؟ "..قالها الشخص بغضب
ملك: "بتوتر بقولك ايه انا مش بحب حد يكلمني بالطريقه دي وكمان انا .. انا خايفه"
الشخص: "من ايه.. مني؟؟"
ملك وهي تقضم أظافرها : "لا مش الفكره . انا خايفه من ....من يوسف . لو عرف اني بكلمك ممكن يقتلني..."..زفر الشخص واغمض عينيه بقوه وقال: "ياملك قولتلك اللي بيني وبين يوسف مالكيش دخل بيه ..انا بحبك ونفسي انهارده قبل بكره اروح ليوسف وأقوله بس انتي عارفه لازم استني شويه في ترتيبات لازم اعملها معاه عشان اضمن انه مايرفضنيش ...."
ملك : "خلاص لحد ما تكلمه بلاش نتقابل ولا نتكلم انا خايفه ومرعوبة "
الشخص:" لو علي المقابلات انا موافق لكن التليفون ده الحاجه الوحيدة اللي مصبراني مش هقدر لازم اسمع صوتك ."
ملك:" خلاص موافقه بس اتصالاتنا تكون بليل ولما ارنلك انا . ماشي "
الشخص: "ماشي.هو انا اقدر ارفض ...."
.........................
قطع شرودها تقي: "كنتي بتكلمي مين ؟؟"
ملك بارتباك : "ها مافيش دي دي واحده صحبتي" ..تقي ولم يخف عليها ارتباكها :" صاحبتك ..!!ممم طيب ..."
...............
"انسه غزل .. انسه غزل "انتبهت غزل اثناء سيريها لشراء بعض الطلبات لإعداد المعجنات الخاصة بعامر و هو ما يناديها بلهفه ...وهو قريب منها شعرت بالتوتر فهي دائما تشعر بالالفه معه ونظرات تقول الكثير نظرات حب واحتواء تشعر بالأمان في وجوده .. حركت رأسها له تلقي عليه السلام بصمت فقال بابتسامه جليه :" صباح الأنوار عليكي . انا كده ضمنت ان يومي من اوله هيكون زي الفل "
ضحتك غزل علي ملاطفته الدائمة ...
قاطع تفكيرها وقال:" هو محمد مقلكيش حاجه بخصوصي."
عقد حاجبها بتعجب وتحرك رأسها بالنفي . رد عامر مسرعا :" طيب في موضوع كنت فتحت محمد فيه .كنت عايز اخد رايك فيه لو ينفع نتقابل في مكان عام بعيد عن المنطقة عشان محدش يتكلم ومتقلقيش مش هاخد من وقتك كتير ....."
قلقت غزل من طلبه الغريب ولكنها اضطرت للموافقة فضولها يقتلها ......
..........................
"ايه ياعمي كل ده في تركيا" .. هيعني ينفع اعمل الحفلة عشان رجوعك واتفاجئ قبلها بساعتين انك مش جاي قالها يوسف وهو يمضي بعض الأوراق أمامه "
ناجي :
" معلش يايوسف انا عارف اني سايب راجل ورايا والحمل كله عليك متزعلش .وكمان هو مسك فيا اقعد يومين معاه" يوسف: .ايه اللي بتقوله ده بس دَنا ابنك اللي مخلفتوش انا بس قلقان عليك وعلي صحتك ..ولو عايز تقعد يومين كمان معاه براحتك...عموما طمني وصلت لحاجه؟" ....ناجي: "لسه يابني ... ادينا بندور وربنا يرد الغايب ..."
يوسف بابتسامه :
"كله بأوانه ياعمي .."ثم انهي المكالمة ليستمع اللي بعض الضوضاء والجلبة بالخارج . فتوجه للباب ليفاجئ بسوزان وأمامها علبه متوسطه مملوءة بالمعجنات الشهيه الساخنه وتقوم بقضم قطعة وهي مغمضه عينها وتمدغها باستمتاع وتخرج خلال المدغ أصوات تدل علي استمتاعها فرفع حاجبه الأيمن باستغراب علي وضعها الذي اول مره يراها فيه واقترب بهدوء ليقف أمامه ليمد يده بقطعة من نفس المعجنات ليتذوقها ليتوقف فجأه عن أكلها ويرفع حاجباه ويقول :
لذيذه جدا !!
لتنتفض سوزان اثر صوت يوسف وتفتح عيناها باتساع وتقف برعب وبيدها قطعه متبقيه من المعجنات. فيقول :
" ممكن افهم ايه اللي انا شايفه ده !!!"
سوزان بتوتر :
"ده ده ...".
يوسف بعصبيه : "اخلصي" ...
سوزان : "والله يافندم اول مره اكل اثناء الشغل وبستني البريك . بس الاكل لسه جايلي فقولت ادوق"
". همممم تدوقي "..قالها يوسف وهو يكمل أكله منها ... ثم اكمل وفمه مملوء بالطعام :
"عموما هي مش بطالة... بس ابقي زودي حبة زعتر علي الوش"
وتركها ليعود للمكتب فأوقفه كلام سوزان :
" هبقي اقولها .." التف اليها وتسال: "تقولي لمين ؟؟!!"
سوزان بثقه :" لغزل "
. عقد حاجباه بتساؤل فأجابته سريعا:
" ماهي اللي عمله الحاجات دي . ده كل الشركه بتستناها كل يوم" وأكملت بسعاده :
" اصلها بتوزع علي الزملاء كل يوم منها وبنديها فلوس اصلها جميله اوي . "لم تلاحظ الغضب الذي اعتلي وجه يوسف ...وخروجه من حجره سوزان مندفعا ليري هذه المهزلة الموجودة بشركته .. مر يوسف علي جميع المكاتب ليجد الرجال قبل النساء يتناولون من معجناتها هذه الشيطانة تعدت القوانين الخاصه بالشركة اليوم تبيع المعجنات وغدا سيجدها تحمل حقيبة سفر مملوءة بشربات وقمصان بيبي دول وفرش للأطفال ما هذه المهزلة التي تحدث ؟!..... عند مروره لمحها في مكتب من المكاتب يحدثها موظف في الشئون القانونية وترسل له ابتسامه وهو ممسك بعلبه مشابهه لعلبه سوزان استشاط غضبا عندما لاحظ هذا البارد الذي يحاول التقرب منها بخفه ظله دخل مندفعا :
" ايه المهزلة اللي بتحصل هنا !!"
اهتزت غزل عند رؤيته وتشبست بالعلبة الاخيرة باحضانها ونظرت له بخوف . فاكمل "كل الشركه متحولة للتحقيق عشان المهزلة دي ... وانتي تعالي معايا علي المكتب "واتجه بغضب يمسكها من ذراعها بغضب فحاولت أزالة يده فلم تستطع........................
..........
. داخل المكتب الخاص بيوسف وقفت ترتعش من منظره وتحتضن علبتها كأنها درع يحميها منه هي لم تقصد المتاجرة بل انتشر خبر اعدادها المعجنات من احدي الموظفات التي كانت تتذوق طعامها من قبل وأعجبت به فألح الجميع عليها اعدادها لهم مقابل المال وهي لم تخطئ في شي ...وقف أمامها يعتليه الغضب ولكن لا يعرف سبب الغضب الحقيقي هل لانها تظهر دور الملاك ؟ ام لانها تتجاهله دائما ؟ ام لانها باعت طعام بالشركة ؟ ام لانها لم تعرض عليه معجناتها ليتذوقها مثل الغير ؟ لام نفسه علي تفكيره الذي أخذ منحني مختلف .
فأجلي صوته وقال:
" ممكن افهم اللي حصل ده ؟ ازاي واحده المفروض محترمة بتشتغل في شركه ليها اسمها تعمل الأعمال السوقية دي ......انتي ولا اكنكً واحده من الشارع جيبنها زتشتغل .... انتي المكان اللي عايشه فيه نساكي انتي بتشتغلي عند مين ؟؟؟"
كانت تنظر له وتتلقي كلماته المؤلمه الذي يلمح فيها عن مستواها الذي لا يشرفه فاكمل بسخريه "وهو يقترب منها :
لو كنتي طمعانة في قرشين زيادة كنتي قولتيلي وانا كنت زودتلك مرتبك أو اديتك اللي انتي عيزاه من غير ماحد يعرف ...."واكمل كلامه وهو يضع أنامله أسفل ذقنها ... ارتفع صدرها وانخفض من توترها ومن اقترابه الذي يخنقها انه عطره القاتل الذي يخنقها ...اكمل بسخريه :
"ايه مش هتدافعي عن نفسك ؟؟"
بتهيألي نلعب علي المكشوف احسن "...رجعت غزل خطوتين للخلف لتجد نفسها ملتصقة بالجدار ومحاصرة بيوسف .......حاصرها بذراعيه ولفحت انفاسه الساخنة وجهها فارتعشت بسبب هذا الاقتراب المخجل وعطره الخانق لها.... قطع شرودها يده التي رفعها ليلمس جانب شعرها كالمغيب وبندقيته تلتقي برماديتها المهتزة .ماذا تفعل الان ؟لماذا تشعر بشلل اطرافها ؟لما لا تبعده بقوه ؟!فاقترب اكثر من وجهها ليطبع قبلة شهوانية علي شفاها الوردية المنفرجة ليأسرها مثلما اسر غيرها.. ولكن لم تدم هذه اللحظات الا وآفاق علي يدين صغيرتان تدفع بكل قوه حركته للخلف خطوة وصفعة علي وجهه شلت حركته من الصدمة لم يستوعب ما حدث الا وهو يرد لها صفعتها بكل قوة علي وجنتها كرد فعل فجائي منه... لتسقط أسفل قدميه من قوه الصفعة ...
.........
........
انحني اليها وامسكها من مؤخرة رأسها وقبض علي شعرها ليقول بصوت يملأه الكره :
" بقي انا تمدي ايديك عليا انا . ياحثاله . عملالي فيها خضره الشريفه يا و........ "سالت دموعها علي وجنتيها بدون صوت لصدمتها من كلامه ورد فعله هو من اخطأ وليست هي .حاولت التخلص من يديه الممسكة بشعرها دون جدوي لتأن بصوت مكتوم ليدفعها بكل قوته لتصطدم مره اخري بالأرض ليقول بغضب : "اطلعي بره مش عايز اشوفك قدامي" ...تحركت غزل وهي تتحامل علي نفسها بسبب آلامها الجسدية والنفسية اكثر واتجهت الي الباب لتفتحه ببكاء فتوقفت علي صوته الجهوري يقول: "استني ...!!.اتفضلي روحي الحمام. ظبطي شكلك ده ماتخرجيش للموظفين بالمنظر ده "... ...فاتجهت بأرجل مهتزه لاتستطيع حملها الي الحمام لتغسل وجهها بالمياه لعل تهدئ من وجهها لقد اتخذت قرارا بعدم الرجوع الي هذه الشركه مره اخري ...خلعت سماعة أذنها لتسندها علي رف اعلي الحوض وقامت برفع جانب شعرها بأناملها لتصدم بأثار أصابعه علي وجنتها فرتبت شعرها سريعا ومسحت دموعها وخبأت وجههاكمااعتادت خلف شعرها .. فتحت الباب فتحه بسيطه لتراقبه منها خوفا من ان ينقض عليها مره اخري . تريد ان تهرب تريد الارتماء علي السرير والبكاء حتي تنفذ دموعها . اما هو لم يكن حاله اقل حالا منها جلس خلف مكتبه بقميصه بعد ان رمي جاكيت البدله باهمال علي الارض وتارك أزرار كميه وصدره مفتوحين ودافن وجهه بين يديه يظهر للناظر كأنه تمثال لولا حركه جسده الظاهره الناتجه عن قوه تنفسه يحاول كبت غضبه منها ومن نفسه .كيف فقد السيطره وضربها حتي لو كانت تستحق هذا لما لم يسيطر علي غضبه .يشعر دائما انها تقصد إهانته .التقليل منه . لا يوجد واحدة رفضته دائما يتقربن منه ويتوددن ...الا هي ..يشعر بنار تأكله منذ متي لا يعلم ؟!.....كل مايعلمه ان ناره اشتعلت اكثر منها عندما رأها بعد انتهاء الدوام تركب بسيارة مايسمي عامر والابتسامة علي وجهيهما لايعرف وقتها كيف ركب سيارته ليتبعها الي هذا المطعم كأنه يريد ان يؤكد لنفسه انها لعوب ليست كما تظهر لغيره .... لم يقطع شروده الا سماع صوت إغلاق بالباب ... ناره تزيد يريد اطفائها فاتجه بغضب للحمام الملحق ليغسل وجهه لعله يهدأ . وقف لينظر الي وجهه بالمرأة ولكن لفت نظره شي علي الرف شي غريب امسكه بأصابعه ورفعه امام ناظريه ليقول بتعجب :" اَي ده !!!!....."..........
.....................
بعد مرور خمسه ايّام ........
تجلس علي سريرها شاردة في الأحداث التي مرت عليها في هذه الأيام وكيف تغير حالها عندما ارسلت رساله مختصره لعامر تقول : "انا موافقة ياعامر ..."
هذه الجملة القصيره غيرت حال الجميع من بين قلق للبعض وكره للبعض وحب وامان ورغبه للبعض .فعامر بالنسبة لها أمانها ملجأها بعد ما تعرضت له علي ايديوسف شعرت بالخواء والبرودة ليس لديها من يساندها تعلم انها اذا أخبرت محمدد سيهدم المعبد علي راس هذا المتعجرف ولكن ماتخشي عليه هو محمد نفسه لاتريده ان يفقد وظيفته بعد ان استقر بها لا تريد خطف سعادته وقد لاحظت عليه اهتمامه بسوزان و سعدت لذلك اخيرا سيجد شريكه حياته ...دخلت صفا لتجلس أمامها وأقول:
"عامله ايه ياغزل دلوقتي ؟"..مدت غزل برزمانتها من أسفل وسادتها لتكتب : "الحمد لله ياماما .."'
صفا:
"الحمد لله ..مش هتروحي شغلك انهارده كمان ياغزل .. ؟"....حركت غزل رأسها بلا..فتنهدت صفا ووضعت كف يدها علي ساق غزل تربت عليها وتقول: "طيب ريحيني يابنتي في حاجة ضيقتك في الشغل ...انت من ساعة ما رجعتي من الشركة معيطة ووشك غريب وانتي مش بتخرجي من اوضتك ولما محمد سالك قولتيله انك وقعتي علي وشك عشان كده تعبانة ومش هتروحي الشغل ...ريحيني لو في حاجه مضيقاكي "
كتبت لها:
"مافيش ياماما اطمني ...انا حاسه اني خلاص مش محتاجه الشغل ده وهقدم استقالتي"... .........
.........................
رن هاتف المكتب لتزفر سوزان بقوة تقول لنفسها قبل ان تجيب:
" انا كان مالي ومال الشغلانه دي ياربي...كل شويه يتصل يتصل"
.ثم أجابت وقالت: "ايوه يابشمهندس ....لا يافندم ماجتش بردو ..."فبعدت السماعه عن أذنها لتتفادي صريخه لتقول:
"يافندم انا ذنبي ايه حضرتك ..هي مش بتيجي بقالها كام يوم ..حاضر يافندم حاضر هحاول اجيب تليفونها بس .... خلاص يافندم هبعتلها رساله ..."
اغلقت الخط ثم زفرت : "كان يوم مهبب يوم ما عرفتك ياغزل ... .."
ههههههههه انتي اتجننتي ولا ايه ياسوزي قالها شادي وهو علي باب المكتب
سوزان:
" هو اللي يشتغل معاكو هيبقي عنده عقل !...انا خلاص شويه وهقدم استقالتي ..شادي: ليه كل ده مَش قادرة تستحملي الجينيرال ..."
.سوزان:"ياأستاذ شادي احنا مستحملين بس ما توصلش ان البشمهندس يتصل بيا كل ساعه يسألني غزل جت ولا لا؟"".. بقالي خمس ايّام علي كده ...وكمان انا بلغته ان أستاذ محمد قال انها تعبانةومش قادرة تيجي ومع ذلك بيسأل انا عمري ماشفته كده...."
.شادي وهو يحاول التقليل من توترها:
"معلش ياسوزان هو متوتر اليومين دول انا داخله".. ....سوزان:
" اتفضل ...."
.........
كان يجلس شارد في شي ما يتفحصه بأصابع يده دخل عليه شادي ليقول:
"السلام عليكم.ايه ياجينيرال مالك؟.. قالب زعابيب أمشير ليه؟؟!"......لم يجبه .....شادي:
"انت لسه ماسك البتاعه دي ...؟!..خلاص يايوسف طلعها من دماغك بقي "..رفع يوسف عينيه ليواجهه شادي ويقول:
"انت عارف اني اكبر حمار في الدنيا ... الهانم كانت بتسمع ومستهبلاني ياشادي ."
شادي :
"تسمع ماتسمعش هي حره ايه اللي يضايقك في كده ؟؟!"....!رد يوسف باحتقان:
" معناها انها كانت بتسمع كل كلمه بنقولها عليها ونلمح بيها يا أستاذ ...".....
".ااااه ..ايييييه؟؟!!"...قالها شادي وجحظت عينيه من كلام يوسف .....
يوسف بابتسامه سخريه:
" ايوه زي ما فهمت بالضبط ."
.شادي بتوتر مما سمعه :
"يعني هي سمعت الكلام اللي انت قولته عليها انها ...انهاا..".....يهز راسه مجيبا:
"للاسف...سمعت.اومال تفسر وجود سماعتها في حمامي بعد خروجها ايه؟!..."
شادي وهو يحك رأسه :
"يمكن مش بتاعتها .."
زفر يوسف بضيق يقول:
" يابني آدم مافيش حد بيدخل حمامي غيري والمرة اللي هي دخلت فيها بعد خروجها لقيت السماعة جوه تبقي اكيد بتاعتها ."....
.شادي:"دي كده باظت علي الاخر ... طيب هتعمل ايه ؟..وهتصلح اللي انت عملته ازاي ؟...دي بقالها خمس ايّام مش بتيجي وشكلها كده مش راجعه تاني"..... ...............
......
تجلس بجواره بتوتر وجنتيها كحبات الفراولة ..تتسأل لما اليوم ازداد توترها عن ذي قبل ؟..فهي ليست المره الاولي التي تكون معه وعن هذا القرب ...شعرت بيد تقبض علي كف يده لتنتبه له فسحبت يدها منه بخجل تنظر اليه وهو يقول بابتسامه جلية تزيد من حلاوته : "سرحانه في ايه ؟"....ابتسمت هزت رأسها بلا شئ
فاكمل حديثه: "انا فرحان اوي ياغزل انا مش مصدق اننا رايحين نشتري الدبل."....ارسلت له غزل ابتسامه هادئة لا تعرف اذا كانت هذه الخطوه صحيحة ام لا.........
.......
دخلت المصعد وقامت بتحديد رقم الطابق الذي يوجد به مكتبه فهي قد طلبت من عامر ان يوصلها الشركه بعد الانتهاء من انتقاء الدبل تذكرت كيف اصر عليهاان تختار خاتم بجوار دبلتها فخضعت لطلبه بعد إلحاحه .....فتح باب المصعد واتجهت الي مكتب سوزان ........
...........
كان يقف امام النافذة الزجاجية شارد بالطريق أسفل البناية ينفث الدخان من سيجارته ويده الاخري في جيب سرواله انتبه لطرق الباب وصوت سوزان يقول: "بشمهندس يوسف في أوراق محتاجه حضرتك" ...يوسف بدون ان يلتف اليها:
"سبيهم عندك وروحي علي مكتبك...."انتبه يوسف ان سوزان تحاول قول شي فالتفت لها يقول:
" في حاجه تاني ؟....
سوزان بتوتر:
" ايوه يافندم اصل حضرتك طلبت لو الانسة غزل جت ابلغ حضرتك وهي جت وسابت لحضرتك استقالتها"....ومدت يدها بها بالورقة ....اتسعت عين يوسف ويقول:
"نعمممم!!!"
ليأخذ الورقه ليقرأها وتتسع عينيه ويقول بصراخ: "هي فييين ؟!!!"
اشارت سوزان بخوف من صوته وقالت :
" كانت بره لسه ماشية ..."......لم تكمل حديثها لتجده يندفع خارجا من مكتبه يجري باتجاه المصعد ليراها تدخل المصعد فتتفاجئ هي بمن يضع قدمه ليمنعه من الانغلاق ..لم تفق من صدمتها الا علي ضغطه علي زر توقيف المصعد لتجد نفسها هي وهو داخل المصعد لايفصلهم الا مسافة بسيطة وهو مشرف عليها بجسده وصدره الذي يعلو وينخفض بشده كأنه خارج من سباق وعينه مثبته علي عينيها فيقطع هذا السكون صوته الهامس :"هو اللي يقدم استقالته مش يسلمها بردوا لصاحب الشركة ويستني أمضته عليها ؟؟؟"
اهتزت حدقتها برعب منه فهي لن تتحمل إذائه مرة اخري ..فتلاحظ حركة يده التي ادخلها داخل جيبه ليخرج يده مقبوضة علي شي ما ويرفعهاامام وجهها فتنتفض من الخوف وترفع ذراعها امام وجهها لتحميه من اعتدائه ...اتسعت عينيه لخوفها ليقول لنفسه أتعتقد انه سيضربها مره اخري ؟!....يخفض يدها بيده ويشير لها بشي بين أصابعه ويقول:" عارفة ايه ده ولا مش عارفة ؟!...سماعتك نستيها في الحمام ..."
"اتسعت عينها لتنظر لسماعتها".... بتوتر .فابتسم يوسف نصف ابتسامه لتوترها ليقربها اكثر لها فتأخذها بأصابع مرتعشة وتضعها علي أذنها اليسري ثم تخفي أذنها خلف شعرها ..
يوسف:" بتهيألي انتي دلوقتي سمعاني كويس". ...هزت غزل رأسها بنعم ...رفعت رأسها لتجد المصعد يفتح مره اخري ويقول بأسلوب آمر :
"ورايا علي المكتب.."..
...........
الفصل السابع
.............
داخل المكتب جلس يوسف خلف مكتبه وأمامه غزل التي تجلس ترتشف عصير الفراولة الذي طلبه لها مع قهوته لتهدئ انفعالاتها .... ليقول:
"ها هديتي ؟؟؟".....
لتجيبه غزل باشاره من رأسها بنعم ...
ليكمل :
"مبدأيا احب اعتذر عن الي صدر مني من كام يوم وياريت تقبلي اعتذاري وياريت ننسي اللي حصل ونفتح صفحة جديده مع بعض ".....انتظر يوسف اَي أشاره منها تدل علي تقبل اعتذاره فقطع الصمت ليكمل:
"وبالنسبه للاستقالة اللي قدمتها فللأسف احب أبلغك ان الاستقالة مرفوضة وياريت من بكره تبدأي شغلك انتي عندك شغل كتير متراكم" ...قبضت علي حقيبتها الصغيرة بتوتر ليطرق الباب وتدخل سوزان لتقول :
"أستاذ محمد بره يافندم ..."
فاذن يوسف له بالدخول
محمد باندهاش:
" غزل انتي هنا ياحبيبتي !!ليحتضن محمد غزل ويربت علي ظهرها ".... فيشتعل غضبا من هذه الحميمية ..ليقطع يوسف هذه اللحظه : "اومال المفروض تكون فين يامحمد ..مش المفروض الانسه بتشتغل في الشركه زيك ..."....
محمد:
"اكيد طبعا ... اصل عامر اتصل بيا لما تأخرت _عليه كان قلقان عليها "
....يوسف باندهاش :
" عامر!!!! مين عامر ؟!..."
محمد:
"حضرتك شوفته في المكتب والمستشفى ..اللي انقذ غزل ......اه هههه اصلهم كانوا بيشتروا الدبل انهارده ...ايه ياغزل انتي ماعزمتيش البشمهندس ولا ايه علي الخطوبه .."...عقد يوسف حاجبيه:
"خطوبه !"....
محمد: "خطوبه غزل علي عامر ..طبعا حضرتك اول المعزومين ....بشمهندس يوسف حضرتك سامعني"...
...قطع صدمته بندائه ليوجه نظره اتجاة غزل ليجيبه :" ايوه يامحمد سمعك" ..ثم وجهه حديثه لها ببرود : "مبروك ...".
...............
تخرج غزل ومحمد ويبقي يوسف كما هو شارد لايشعر باي شي لا يشعر بالسعادة ولا الحزن ولا الهدوء ولا الغضب شعور غريب يجعله بلا احساس كالتمثال عقله توقف . أطرافه شلت ..لما وصل به الحال لهذه النقطة؟!... لما شعر بالصدمة المؤقتة؟!... فهي لا تعني له اَي شي هي مجرد فتاة لفتت نظره فقط .يمكن ما أدهشه ان تكون في مثل ظروفها مطلوبة أو مرغوبة ...ليتسأل في نفسه وهل هو لم يرغب بها من قبل؟؟!!!......
.....................
يجلس متوترا علي المائدة بالمطعم ينتظر وصولها لينظر للمرة التي لايعرف عددها في ساعة يده يخاف ان تخلف وعدها بالحضور ..لمحها عند المدخل تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه وعندما رأته توجهت له مباشرة لتجلس أمامه بتوتر خوفا من ان يراها احدا لتقول: "في ايه ياجاسر طلبت تشوفني ليه؟جاسر: "طيب خدي نفسك الاول ياملك مالك مستعجله ليه بس"
..ملك بشبه عصبيه : "انت عارف ياجاسر ان المفروض مانتقابلش انا خايفه لايوسف يعرف ولو عرف هتبقي مصيبة" ..
جاسر:"يوووه ياملك كل شويه يوسف يوسف..انا خلاص مابقتش عارف اتلم عليكي في الجامعة رافضه أجيلك ولا عارف اقابلك بره ولا حتي بتكلميني انا زهقت من الوضع ده"... ....ملك واحتبست الدموع بعينها:" يعني عاوزني اعمل ايه؟.. وانا عارفه ان في عداوة بينك وبين اخويا ..انا مش عارفه نواجهه ازاي" ..
جاسر: "قولتلك سبيني اروح أتكلم معاه رفضتي ..."
ملك :" جاسر انت بتحبني بجد مش تلعب بيا ؟!....
جاسر وهو يمسك يدها:" انا مش بحبك انا بعشقك ياملك انا من لحظة ماشوفتك في النادي وانتي بتلعبي تنس حسيت ان عايز اشدك من شعرك عشان محدش يشوفك وانت بتلعبي بالشكل ده ..من ساعتها وانا متعلق بيكي ...هو انتي لسه عندك شك" .....هزت راسه بلا ...فرفع يدها لفمه ليلثم قبلة تعبر عن اشتياقه لها ............
...................
..............يقف امام مرآته يقوم بربط ربطة عنقه البنية علي قميصه السماوي لتدخل عليه ملك بفستانها الاسود الطويل بدون أكمام
لتقول :
" ها خلصت يايوسف احنا اتأخرنا!..امسك قنينه عطره القوي ورش منها علي قميصه ليلتفت لها يقول:" انا جاهز ..."
ثم ارتدي جاكيت بدلته البني لتقول:"الناس كده هتفكرك انت العريس ههههه" ..."طيب يلا ياغلاباويه".. قالها يوسف وهو يضربها علي مؤخره رأسها ....دق هاتفها المحمول لتقول :"دي تقي ....لعاشر مره تتصل تسألني نزلنا ولا لسه "....رد يوسف :"مش دي اخت محمد وغزل"
ملك:"اه هي...."
يوسف:" مش عارف ليه مش مستريحلها وبحس انها بتكره غزل "...
ملك تدافع عنها:
" والله يايوسف تقي دي طيبة بس انت لو عرفتها هتحبها والله "....
يوسف:
"واعرفها ليه مالي بيها ..عموما خلي بالك منها حاسس انها مش طبيعيه كفايه انها في الاول أنكرت انها اخت غزل بالرضاعهً ولولاانك كنت قولتيلي مكنتش عرفت ان غزل اخت محمد ولا ايه؟!.." ..عموما يلا عشان ما نتأخرش........
.............
في صالون الخاله صفا اجتمع الحاجه راوية وأم عامر الذي يظهر عليها الضيق ومحمد وعامر الذي ينتظر عروسه كجمر من النار وتقي التي لم تكل من النظر لباب الشقة ولهاتفها. وبعض الجيران ومعارف عامر كانت خطبة عائلية بسيطة الكل بانتظار العروس دخل يوسف وفِي يده باقة من الورد الأبيض والأحمر ليجد من تستقبله بابتسامه وتقول:
اهلًا اهلًا باشمهندس يوسف اتفضلوا حضرتك مش غريب "..ومدت يدها لتأخذ باقه الورد منه الا انه تشبث بها ليقول:
" معلش افضل اقدمها للعروسة بنفسي" ..ابتلعت تقي ريقها بصعوبة بسبب إحراجه لها لتشير له وتقول: "اتفضل كلهم جوه ..."
دخل يوسف و استقبله محمد يحيه ثم بارك للعريس ليجلس بالقرب منهم منتظر معهم العروس .....قامت تقي بتوزيع العصائر والمياه الغازية ولم يخفي علي يوسف نظراتها واهتمامها به ليصمت الجميع للحظة اثر دخول هذه الهالة الملائكية باللون الوردي كانت ترتدي فستانا قصيرا يصل لركبتها يظهر عظمة الترقوه ليظهر سلسالها الدهبي باسمها ويضيق من اعلي حتي الخصر الملفوف حوله شريط ستان عريض ينتهي بعقدة بالخلف وينزل بعدة طبقات متسعة لتظهر بياض قوامها وذراعيها وفِي قدمها حذاء كعبه عالي لونه وردي بلون الفستان وقد أطلقت شعرها كما تفعل الا انها رفعت جوانبه لتزين رأسها بتاج ماسي صغير يظهرها كالأميرات التي تخرج من الروايات لم يفق الا علي صوت الزغاريط التي علت عند دخولها وعامر يقف أمامها ليمسك يدها ويطبع قبلة رقيقة علي ظهر كفها ويجلسها بمكانها المخصص بجواره ...ليقترب يوسف منها ويمد يده بالباقة وعينيه مثبتة علي عينيها ليقول:" مبروك ياغزل .."فأمسكت الباقة لتهز رأسها بالشكر ....
ابتعد يوسف ليقف علي مدخل الحجرة يراقب انفعالاتها وانفعالات عامر ..كان جليا علي عامر انه كالذي حصل علي نجمة من السماء سعادته تظهر بعينيه .تسآءل يوسف في نفسه ولما لا يسعد !!وقد حصل علي هذا الجمال المحطم للقلوب ...كانت مرتبكة وسعيدة وعيونها زائغة ختي التقت عيناها بخاصته المثبتة عليها لتفرك يديها وتنظر لاصابعها المزينه بدبلة عامر بسعادة واضحة للجميع ...........
.................
مرت عده أسابيع وكل يدور في فلكه ...
مرّ محمد علي مكتب سوزان كعادته مؤخرا يتحجج باي طلب أو سؤال ليمر عليها ويخطف منها نظرة أو كلمة ولكن هذه المرة وجدها تجلس وأمامها موظف من الشركه يلقي النكات عليها فيثير ضحكها التي لاتستطع السيطرة عليه ليقول بغضب مكتوم :
" ما تضحكونا معاكم ..."
لينظر الشاب لمحمد ويقول: "اهلاااا محمد تعالا ياجدع ده سوزان طلعت خفيفة اوي مش عارف أوقف ضحكها"
فينظر محمد لها بغضب ليقول :
"معلش اصل مش فاضي للمسخرة دي ..."اتسعت عين سوزان من قوله فاستأذن الشاب بإحراج ليقف محمد امام مكتبها يستند بيديه عليه ليقول:
"ممكن افهم ايه اللي شفته ده .."لترد بغضب:
" وأنا ممكن افهم اللي حضرتك قولته ده ..."
محمد: "ما تروديش عليا بسؤال ..ازاي تسمحي لنفسك تقعدي تضحكي معاه بالشكل ده ."..إجابته ببرود تقول:" وانت مالك بتدخل بصفتك ايه؟".. ...محمد بغضب : "بصفتي اني موظف محترم بيشتغل في شركه محترمه لما اشوف شي مش محترم لازم اعترض يا محترمة"
وقال اخر كلمه ببطء ..لتنتفض من كرسيها وترفع سبابتها بوجهه لتقول: "انا محترمه غصب عنك وانت مالكش دعوة بيا ولو عندك حاجه معترض عليها قدم فيها شكوي رسمية غير كده ماتجيش المكتب ده الا عشان شغل بس انت فاهم" ....
ابتلع محمد ريقه لينظر لها بصدمه من حديثها ليخرجً صافق الباب بقوة وتجلس هي تبكي علي ما آلت اليه الأمور .......
......
قبل ساعة كانت غزل بمكتب يوسف لتترجم له بعض الأوراق الفرنسية كانت تشعر بالراحة نوعا ما بسبب تغير معاملة يوسف لها لقد اصبح ودودا لطيفا يسيطر علي غضبه كثيرا لا يرهقها بالعمل ..فعندما يشعر باجهادها يطلب منها وقت راحة ليطلب قهوته وعصير فراولة لها..ماباله بالفراولة !!!! ولكن مايوترها بوجوده نظراته التي لاتستطع تفسيرها ليخرجها من افكارها وضع علبة مستطيلة مخملية سوداء علي اوراقها لترفع نظرها له متسآءله ...
فيقول:
"دي هدية بسيطة بمناسبة خطوبتكً ...بعتذر جت متأخره اصل كنت موصي عليها ولسه خلصانة ".....
هزت غزل بالرفض ووضعت العلبة أمامه ليقول بصرامه :
" وبعدين ياغزل مش قولنا نفتح صفحة جديدة مع بعض ...وكمان ياستي افتحيها الاول ولو ماعجبتكيش ارفضيها" ...توترت غزل من الموقف ليفتح يوسف العلب" ويظهر منها سوار ماسي رفيع مرصع بالألماس ويتوسط هذا السوار الماسي ماسة حمراء علي شكل قلب منقوش بالليزر عليه اسمها غزل ....رفضت غزل مرة اخري الا ان مد يده ليمسك بيدها ويقربها له ويلبسها السوار الماسي وهو مغيب ولم يشعر بنفسه الا علي انتفاضها وسحب يدها منه كالملسوعة اثر قبلته التي طبعها علي ظهر يدها بدون ادراك منه....ليتدارك نفسه سريعا ويمسح علي شعر ويقول: "اه احم ..نرجع لشغلنا بقي بتهيألي خدنا راحه كفايه" .........هزت رأسها اكثر من مره بتوتر لترفع الأوراق امام وجهها لتداري احمرار وجنتيها وخجلها
صباح الخير لافندراتي
فصل اليوم زي ماقولنا ماليان مفرقعات ⛑⛑⛑
استمتعوا ومستنية رأيكم في طريقة سير الرواية 🌹🌹
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الفصل الثامن
.................
ويقول: "اه احم ..نرجع لشغلنا بقي بتهيألي خدنا راحه كفايه" .........هزت رأسها اكثر من مره بتوتر لترفع الأوراق امام وجهها لتداري احمرار وجنتيها وخجلها.......
.......................
كان يجلس بحديقة فيلته يدخن السيجارة العاشره وأمامه فنجان قهوته التي بردت ليقطع شروده رنين هاتف لينظر علي الاسم فيزفر بشده ليقول:
"مش وقتك خالص يا نانسي ...".ليجيب:
"ايوه يانانسي ...انت مابتزهقيش ."
.نانسي:"اَي يايوسف منا مش عارفة اتلم عليك بقالي مده ...وحضرتك مش بترد علي اتصالي ...هو انا زعلتك في حاجه يايويو ...."
يوسف:"اف نانسي اخلصي .عايزه ايه مش فايق للحوارات .."
نانسي:" عايزه اشوف يا يوسف هو انا ما وحشتكش" .يوسف:"خلاص يانانسي هبقي اشوف وقتي وهبلغك .يلا سلام ...."
ليفاجئ بدخول عمه من البوابة ليقف ويقول بسعاده: "حمدلله علي السلامه ياعمي .السفرية المره دي طولت اوي ...شكل وشك بيقول في اخبار كويسه ...."
احتضن ناجي ابن أخيه ليقول:
فعلا وصلت لاخبار كويسه اخد نفسي بس واحكيلك علي كل حاجه ..."
ارتبك يوسف بخوف ليقول:" انت لقيتها؟؟؟ ...ضحك ناجي ليربت علي وجنته ويقول :
"الصبر الصبر يايوسف ...هحكيلك ماتستعجلش......."
...،،.......
دخلت الشركه بكبرياء تتأمل جوانب هذا الصرح الكبير .تأمل ان تملك هذا الصرح في يوم من الأيام لتتجه الا الاستقبال لتسأل الموظفة عن مكان الاستاذ محمد لتبلغها بالطابق فتتجه الي المصعد لتنتظر وصوله ليفتح بابه لتفاجئ بمن يتخطاها للدخول قبلها لترفع عيناها وتقول بحدة: ايه قلة الذوق دي انت مش شايفني واقفه مستنيه قبلك .نظر شادي يمينا ويسارا ليقول:
"انتي بتكلميني انا "....
.تقي: "اومال بكلم خيالك"
.شادي: "انتي عايزه ايه بالضبط"
.تقي بتحدي:"اتفضل اخرج من الاسانسير المفروض ده دوري "..
.رفع شادي حاجبه :"هو احنا في فصل ...يلا ياشاطره من هنا .وشيلي رجلك دي عشان اطلع"
..تقي:"انت بارد علي فكره"
شادي: "وانتي عيله علي فكره روحي شوفي انتي تايهه من اَي حضانه يلا ياماما"
تقي بغضب: "انا مش عيله .."
شادي :"استغفر الله العظيم علي الصبح ...انت عايزه ايه دلوقتي .انا متاخر .ياتدخلي نتهبب نطلع .ياتشيلي رجلك خليني اتنيل اطلع ..."
تقي بثقه:"مش بركب مع حد غريب الاسانسير" ...شادي بتفكير وهو ينظر خلفها ويقول فجأه:"حاسبي!!!"
لتنتفض تقي بعيدا : ويغلق الاسانسير وتشاهد ابتسامه انتصار علي وجهه وحاجبيه بتلاعبان وبابه يغلق..........
...........
...............كانت منتبهه لشاشه الحاسوب لتنتفض فجأه علي من يضع ملف من الأوراق بقوة علي مكتبها لتجز علي أسنانها لتقول سوزان:
"في حد يعمل كده!!ايه قله الذوق دي .."
ليقترب محمدمن المكتب ويستند بذراعيه ويشير بسبابته لها ويقول:" قلة أدب مش عايز .."
كادت ان تنطق ليكمل :"خمس دقايق ..خمس دقايق بس الاقيكي في اوضه الأرشيف لو اتأخرتي ثانيه ماتلوميش الا نفسك فاهمه"... ليقول الكلمه الاخيره بصوت عالي يجعلها تنتفض من الرعب ....فينصرف وعلي وجهه ابتسامه خبث ........
.........
...........كانت تبحث عنه لم تجده لقد حضرت اليوم لتأخذ منه مبلغ من المال الذي نفذ منها لتشتري بعض الكتب المهمة قبل ان تنفذ لتصطدم بحائط بشري يفقدها توازنها لتسندها ذراع قوية قبل سقوطها فترفع نظرها لتجده :انت!!!
شادي:"اَي كمان ما تعلمتيش المشي كويس"
.تقي: "انت بارد.."
شادي:"وانتي عيله ..."
ليقطع نزاعهم صوت محمد:" تقي!!!ايه اللي جابك هنا ؟؟؟"....
تقي بضيق: "ايه يامحمد المقابله دي!!!"
محمد:"في حاجه حصلت؟".....نظرت تقي بطرف عينيها لشادي:" كنت عايزه فلوس في كتب مهمه لازم اشتريها انهارده ..."
.ليقاطعهم شادي:" مش هتعرفنا يامحمد؟؟.."
محمد:" اه لا ازاي ..دي تقي اختي الصغيرة"
..شادي:"مممم الصغيرة ..تشرفنا يا انسه تقي ..انا البشمهندس شادي .."
تقي بتكبر: "تشرفنا ...."
........
في الطريق كان يجلس يوسف بجوار عمه شارد في الحديث الذي القاه عليه عمه قبل تحركهم بخصوص بنت عمه المفقودة ليقول في نفسه :وبعدين في القلق ده بقي.......
.........
"،بعدين يا ام عامر هتفضلي زعلانه كده".. قالها عامر بتودد..
"طيب ردي علي ابنك حبيبك انتي مش وافقتي وكل حاجه كانت بموافقتك ؟؟"
ام عامر: "ايوه بس قلبي مش مستريح بردو..انا وافقت يابني عشان خاطرك ..لكن قلبي مقبوض ومش مستريح ...."
لثم يديها يقول: "ان شاء الله خير وادعيلي ربنا يجمعني بيها علي خير.."
ام عامر:"ربنا يريح بالك يا ابني....."
.................
مرت غزل علي سوزان لتمسكها سوزان وتقول:
"انا فرحانه اوي يا غزل فرحانه اوي ."
.تسآءلت غزل بعينيهالتجيبها :
اخوكي ياستي طلب ايدي ..ابو الهول نطق ....المهم هحكيلك بعدين ادخلي البشمهندس طلبك .."
هزت رأسها بنعم واتجهت الي مكتبه لتفاجئ بشخص في العقد الخامس من عمره يشبه يوسف في هيبته وقوته ويسودشعره البياض اكثر من سواده وعلي عينيه نظاره للقراءة مستطيلة ..انتبه لدخولها فرفع عينه عن الأوراق وتعجب لصمتها ليقول:
"ايوه يابنتي في حاجه ؟؟!!"
توترت وبدأت تبحث يمينا ويسارا علي يوسف ...فعقد حاجبيه ليقف ويتقدم اتجاهها ببطءيتأملها ولكن لم يستطع رؤيه وجهها بوضوح بسبب توترها ونظرها لقدمها ليقول:
"انتي سماعني..بقول عايزه حاجه!!!"
ليخرج يوسف من الحمام ليجدها ويقول:
"انتي جيتي ؟".....فنظرت له بارتياح لوجوده ..
"كويس عشان اعرف علي عمي صاحب الشركة الأصلي .ناجي بيه الشافعي".. ..فتوجهت بنظرها لناجي وهزت رأسها بترحاب له ..ليقطع الصمت ناجي وهو يتأملها :"ها مش هتعرفيني بنفسك يابنتي ؟؟".....
فيجيب يوسف:"دي الانسه غزل عبدالله ياعمي اللي انقذت الشركه زي ما حكتلك من شويه "
هز ناجي راسه بتفهم ليسألها:"وانتي عندك كام سنه ياغزل ؟"
ليقول يوسف بثقة:" تقريبا عشرين .."
لينظر له مره اخري بضيق .ويوجه سؤال اخر ليقول لها: "ومعاكي كم لغه بقي ياغزل ???"
ليسرع يوسف ويقول:" انجلش وفرنسي وتركي" ..."في ايه يايوسف ماتسيب البنت ترد هو انت المحامي بتاعها".. قالها ناجي بضيق شديد ..ليرتبك كلا من غزل ويوسف وينظرا لبعضهما ثم يقول الأخير:" اصل ياعمي غزل .....غزل مش.... ..مش يعني..."......لتسرع غزل بكتابه شي في روزمانتها لتزيل احراج يوسف وتمرر الورقة لناجي ليصدم ناجي ويقول:" خرسا !!!!!........."
...........
"ازاي يايوسف ماتعرفنيش حاجه زي دي ...أحرجتني وأحرجت البنت" قالها ناجي بلوم ليوسف ...ليرد يوسف:"والله كنت هقولك بعد ما اخرج من الحمام ..ما أعرفش انك هتقابلها قبل ما أقولك ...عموما حصل خير غزل تفهمت الموقف وعدي علي خير...."
ليشرد ناجي ويقول:"تعرف انها مألوفه اوي حاسس زي ما أكون شفتها قبل كده ..تعرف يا يوسف".. .يوسف:" ايه ياعمي ؟......."
"لو كانت بيسان بنتي عايشة كانت هتبقي في سنها وتشبهلها كده"
ليجيب يوسف بروتينيه :"الله يرحمها تعيش وتفتكر ....."
ضحك ناجي فجأه ليقول يوسف:" ماتضحكنا معاك" ...ليقول ناجي :" تعرف يابني ان توأم بيسان كان اسمها ايه ؟؟.."
يوسف: "الحقيقه مش فاكر ياعمي ..."
ليرد ناجي بثقه: "غزل ....توأمها اسمها غزل ..........".
..........
تجلس امام التلفاز تشاهد فيلما قديما وبجوارها صفا التي تسند بجوارها عكازها ليقطع انتباها صوت الرساله بهاتفها واهتزازه لتبتسم لانها تعرف المرسل فهو أمانها عامر ..تذكرت عندما غيرت اسمه علي هاتفها بآماني ..تعتبره سندها وآمانها من الدنيا ...لتقرأ الرسالة
عامر:غزلي بيعمل ايه
غزل:مش بعمل حاجه بتفرج علي فيلم قديم ..
عامر:يابخت الفيلم
عزل:ليه
عامر:عشان واخد عقلك مني
عامر:قوليلي ياغزل
غزل: ياغزل ههههه
عامر :مااقصدتش انتي بتهزري ماشي يا هانم ادلعي براحتك ...
انتي بتحبيني ياغزل ؟....
غزل:........
عامر::"خلاص خلاص انا متاكد ان وشك زي الفراولة دلوقت..عموما انا مش مستعجل هسمعها منك لما تكوني في بيتي ..ساعتها مش هسمح بكسوف".. ...لتغلق معه وتقف للتتجه الي المطبخ لتسألها صفا:" راحه فين ياغزل ."
.لتشير لها غزل باتجاه المطبخ لتفهم صبا ماستقوم به........
............
ينزل علي الدرج مسرعا ليتجه لغرفه الطعام ويلقي تحيه الصباح علي عمه وملك ويمسك قطعة من الخبز ويرتشف بعض من الشاي علي عجالة ليقول ناجي:اقعد يابني افطر حد يفطر كده ..يوسف والطعام بفمه:"معلش مستعجل لازم أعدي علي الشركه الاول ..وبعدين هطلع علي المخازن ابص عليها وارجع علي الشركه تاني...."
ناجي:"طيب يابني انا هخلص وأروح انا كمان علي الشركه .."
لينظر يوسف لملك الشاردة ويقول:" وانتي ياملك معلش خدي تاكسي انهارده ألعربيه لسه في الصيانه وفِي الرجعه هبقي اتصرف واتصل بيكي....l
..........
في سياره ناجي
ناجي:ايوه ياعيسي ..في جديد
عيسي:.......
ناجي:مش معقول.....
...............
يوسف؛"الو ايوه ياعمي "
ناجي بصريخ:"البنت اللي اسمها غزل اسمها غزل ايه ؟؟"..
يوسف وهومتعجب :"حضرتك بتسأل ليه..في حاجه؟..."
ناجي بعصبيه:"رد عليا اسمها ايه ؟..فين ملفها ؟؟؟.."
يوسف بتوتر:"مافيش ملف بس هي اسمها غزل عبدالله ..."......ولقد تذكر شي ليقول:
"اه في ورق يخص معلومات عنها في تاني درج علي اليمين بس قولي فيه ايه ياعمي ..."
ليغلق ناجي الخط بوجهه ...وينظر يوسف للهاتف بعيون جاحظة من تصرف عمه ويقول :
"حتي الراجل الكبير ماسبتيهوش في حاله جننتيه ياغزل !!!!!......"
.............
كانت تلهث عندما استدعتها سوزان تبلغها بضرورة حضورها علي الفور لمقابلة ناجي بيه
.........
يأخذ الحجرة ذهابا وإيابا كالأسد المكبل لقد توقف تفكيره ..يجب ان يركز تفكيره اكثر .ماذا سيفعل لو كانت هي ؟ابنته..التي يبحث عنها منذ سنين طويلة ..كيف سيتأكد؟؟..نعم قد قرأ المعلومات الموجودة بمكتب ابن أخيه ...هناك أسألك كثيرة تدور في عقله اولها اسم ابيها. وكيف كيف أصبحت خرساء؟ ...انه متأكد ان بناته لم يصيبهم اَي عله .كانتا فتاتان طبيعيتان ..إذن ليست هي غزل ابنته ......طرق الباب وظهرت غزل من خلفه فوقف يناظرها لا يستطيع التحرك ..كيف سيبدأ الحديث ؟؟؟بدأ يتأملها عن قرب يريد تأمل ملامحها لعل يتأكد من احساسه..انها كثيرة الشبه بصفوة وبيسان ..فأجلي حنجرته ليقول :
" قربي يابنتي ...اقتربت غزل بسيقان مهتزه بسبب نظراته وتسألت في نفسها هل سيكون بنفس أخلاق ابن أخيه المتعجرف ..لم ترحها نظراته التي تتفحصها منذ دخولها..ليقول:
"ممكن ترفعي وشك عايزه اشوفك"
.،ابتلعت غزل ريقها من طلبه الغريب ورفعت رأسها لتنظر اليه بتوتر ....
"انتي اسمك غزل عبد الله الزايد صح ؟؟"هزت رأسها بنعم ..ليبتلع ريقه وهو يقترب منها خطوة وبصوت مهتز :"امك اسمها صفا محمد الأصيل ؟."
.ضيقت عينها لتهز رأسها مره اخري بنعم ...ليقترب اكتر منها فتتراجع بخوف :
"انتي ليكي اخوات ؟؟".......هزت رأسها بلا....وهي تتراجع خوفا من ان ينقض عليها مثلما فعل معها يوسف من قبل .تملكها الخوف من كل من حولها ارادت الصراخ لتسمع من هم بالخارج لينجدوها مما هي فيه ولكن صوتها للاسف لم يسعفها .بدأت تتصبب عرقا ليزداد ارتعاشها لقد بدأت تشعر بالاختناق والدوار .اذا استمر الوضع كذلك ستصاب بنوبه قلبيه حتما....فأثناء تراجعها تعثرت بطرف السجادة لتفقد توازنها ليسرع ناجي بمسكها قبل سقوطها لتلاحظ انخفاض نظره علي عنقها نزولا لصدرها فتراه يرفع يده اتجاه صدرها لترتعب وتقوم بدفعه عنها برعب ....ونظر ناجي مازال مسلطا علي فتحه قميصهاليشير لها بيده اتجاه صدرها ويقول ::"غزل ..غزل ..انتي غزل ...تعالي ياحبيبتي ...تعالي في حضني ...."لتجري من أمامه مرتعبه خلف المكتب وتحاول قذفه بما تطاله يدها من تحف لأوراق ..لم تشعر بدموعها التي تغرق وجهها شهقاتهاواهتزازها تريد الصراخ ولقد ازاد الدوار ..ليدور ناجي كالمجنون فهو لا يستوعب ان ابنته أمامه بعد كل هذه السنين وقد عرفها من سلسالها الذهبي المكتوب باسمها وبنهايته من الأسفل فص احمر متدلي من اخر الاسم لقد عرف السلسال فهذا السلسال كانت ترتدي مثله بيسان أهداه لهما عندما كان عند صفوه قبل ان يعود و يأخذ منها بيسان يومها..اليوم المشؤوم....
بالخارج قلقت سوزان من هذه الأصوات بالداخل فاضطرت للاتصال بمحمد فالوضع لم يريحها منذ حضور ناجي واصراره علي استدعاء غزل ...
"في اَي ياسوزان؟! "ليدخل في نفس اللحظه يوسف وكلاهما يستمعا اللي جلبه تصدر وصراخ مرتفع
مبحوح من المكتب ليقولا:"ايه الصوت ده"
.........
بالداخل اقترب ناجي
من غزل يريد طمأنتها من رعبها ليتحدث معاها ولكنها لاتسمع له لتجري من أمامه فيمسكها ويحتضنها من الخلف ليهدأها من انهيارها وخوفها .كيف سيوضح لها انه والدها ؟؟؟في هذه اللحظة اندفعا محمد ويوسف معا للمكتب لينصدما من المنظر غزل تحاول الفكاك من ناجي ووجهها منتفخ من البكاء ويصدر منها أصوات انين وناجي يحتضنها من الخلف ويهمس في أذنها بشي لم يسمعاه لتتوقف الصورة علي هذا الوضع ليدخل محمد مندفعا يسحبها بقوة منه لحضنه ويقوم بدفع ناجي من صدره ليتراجع ويندفع يوسف للداخل الغضب والدهشة تعتليه مما شاهد ....
..........................
........
يوسف:"اهدي يامحمد نشوف في ايه ؟"
محمد بغضب:"هو انا لسه هشوف في ايه منا شفت خلاص ؟؟؟انا مش هسكت انا هعمل محضر وفِي شهود علي كده مش هسيب حقها ...."
يوسف يوجه حديثه لناجي الذي لم يخفض نظره عنها وهي ترتعش بحضن محمد :
"ياعمي فهمني ايه اللي حصل ؟اكيد في سوء تفاهم" ...ناجي وهو علي وشك البكاء :
"قوله يسيبها يايوسف ..انا انا عايز اخدها في حضني" ....
ليقول محمد: "انت راجل مهزأ ..قليل الأدب ولولا سنك كنت وريتك .."
لينظر يوسف لعمه وهو فارغ فمه ليقول:
"ايه ياعمي انت شارب حاجه ولا ايه !!؟؟؟"
ناجي وهو يمسك يوسف:"غزل يايوسف غزل بنت عمك رجعت .."
لينظر يوسف لغزل بصدمه يتخللها الغباء:"بنت عمي مين !!!"
ناجي:"السلسلة اللي في رقبتها يايوسف السلسلة انا اللي شاريها هي غزل بنتي"
.لتستمع غزل للحديث وتشعر بالاختناق فهي تريد الهروب من هذا اليوم تتمني أن يكون كابوسا لتستيقظ منه شعرت بارتخاء عضلاتها وشي يسحبها لهوة سوداء وأصوات متداخله في أذنها فاستسلمت لهذه الهوة لعلها ترتاح ...سترتاح قليل فقط من هذا الكابوس لتقول بصوت مبحوح :
"محم..مد."...
وبدأت أصابعها ترتخي من علي قميص محمد لتستسلم لاغمائها ....شعر محمد بثقل جسدها ليجدها تهمس باسمه ثم تغيب عن الوعي .....قطع حديث يوسف وناجي صراخ محمد يقول:"غزللللللللل......"
..........
مستلقية بفراش المستشفى جاهلة سبب نقلها لها ..لقد داهمها فقط دوار وحالة إغماء كالمعتاد لتفيق وتجد نفسها يحيط بها العديد من الأطباء والممرضات ذوات الزي الموحد ولكن عند التدقيق اكتشفت انها ليست باي مستشفي وإنما هي مستشفي خاص عالية المستوي ..تكورت علي نفسها تحارب البرودة التي سرت بجسدها فجأة عند تذكر ماحدث ..وكيف وقف الزمن صدها ..وكان من سوء حظها وجودها بهذه الشركة حتي يصل لها ابيها ....
تسمع صوت الباب يفتح ولكنها ظلت ثابتة لاتستطع التفاعل مع من حولها ...فتجد من يقترب بخطوات بطيئة حتي يقف بجوار فراشها ويمد يده يمسح فوق رأسها بحنان قائلا:
"غزل !!...طمنيني عليكي ياقلبي...انت حاسة بحاجة" .....
لم تحرك ساكنة فصدمتها كبيرة وحياتها مهددة ....
ليكمل بصوت حزين :
"طيب سمعيني صوتك ..انا مش مصدق ان سمعت صوتك" .....
فتشعر بثقل فوق فراشها نتيجةجلوسه علي حافته ليهمس لها بأذنها :
"اهون عليكي مااسمعش اسمي منك تاني ....علي قد زعلي عليكي علي قد فرحتي بيكي انهاردة "...
يجدها تتحرك لتستلقي علي ظهرها ناظرة له تقول بصوت مبحوح مجروح :"خا...يف..ة"....
ليجد نفسه يضمها الي صدره بقوة ويربت علي ظهرها بحنان يقول :
"انا جنبك ياغزل ..كلنا جنبك" ....
ليسمعا صوت شجار خارج الغرفة فتعقد حاجبها تقول :"هو في ايه ؟"....
...........
بالخارج تجلس الخالة صفا مستندة علي عكازها ترمي الواقف أمامها نظرات حقد وكراهية يشوبها الخوف والقلق ...اما الاخر يبادلها بنظرات تحدي وقوة ...
يقول :
"مش كفاية كدة ياصفا؟...خلاص لعبتك انكشفت.."..
فتجيبه صفا بتحدي:
"سبنا اللعب لاصحابه ياناجي بيه"...
ناحي بغضب:"خلاص كل حاجة بقت واضحة خطفتي بنتي مني وحرمتها مني طول السنين دي" ...لتتلفت حولها بذهول قائلة:
"بنتك ؟؟!!....هي فين بنتك دي ؟؟....اااه تقصد بنتك اللي خطفتها من امها ولا بنتك اللي ماتت مع صفوة ..انا معنديش بنات ليك" .
فيصدح صوته بصراخ:"صفا!!!!..انا بحذرك ....ماتلعبيش معايا ..من السهل اوي ان اثبت انها بنتي ....وبنتي هاخدها بالقانون .."..
يقف يوسف يراقب الحوار بوجه بارد مشغول البال عما ستؤل اليه الأمور فيما بعد بعد عودة الابنة الضالة وكيف سيكون وضعه هو وملك ....؟
...................❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةاللافندر_ويسا
الفصل التاسع ياشباب
ا❤️❤️
❄️❄️❄️❄️❄️❄️
#زهرةاللافندر_ويسا
#صماءلاتعرف_الغزل
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بعد مرور شهر
.............
متقوقعة علي نفسها ..منعزلة عن الآخرين ..ليس لها رغبة في التواصل مع من حولها رغم ان من يراها يحسدها علي وضعها الجديد الذي تغيير للنقيض فيدفترة وجيزة لاتتعدى شهرًا..ولكن هذا الشهر من اثقل وابغض الشهور التي مرت عليها منذ استنشقت هواء الحياة ..لقد أصبحت في احسن حال من وجهه نظر الجميع لا يشعرون بخواء نفسها ..كأنها دمية في أيديهم بدون مراعاة لشعورها ومتطلباتها ..مايُقرر ينفذ ....
يقطع حالتها صوت طرق الباب الذي اعتادت عليه كل صبح..ولكنهم لم يملوا ..لتقول بصوت بمحوح متقطع بسبب انقطاعها عن الكلام سنين :
"قوليلهم ياهناء مش هنزل" ..
لتجد الباب يفتح ورائحة نفاذة دائما تلاحقها مثل صاحبها لتعلم انها ليست هناء بل مايبغضه قلبها وتكرهه عينيها حتي انفها تبغض رائحته لما لايبدلها بعطر افضل فتسمعه يقول ببروده المعتاد :
"والست هانم مش ناوية تشرفنا بإطلالتها مرة وتنزل تأكل معانا زي البني آدمين "....
اسمعها تقول بدون الالتفات له :
"هو انا اذنتلك تدخل اوضتي ؟"....
ليقول بكبرياء:
"انا ادخل اَي مكان يعجبني ..هو انت فاكرة نفسك بقيتي صاحبة مكان ..فوقي..."
فتتحرك من فوق فراشها وينكشف ساقيها أمامه بسبب منامتها القطنية القصيرة التي انحصرت اثناء جلوسها فيخفض نظره علي جسدها متأملا بياض بشرتها ويبتلع ريقة للحظة ويسمعها تقول :"انا فايقة كويس ..وحتة ان فاكرة نفسي صحبة بيت ..محدش قالكم تجبروني ان اجي أعيش معاكم ..انا مستعدة انهارده ارجعي بيتي بجد" ...
لتصدح ضحكته ببرود :
"انتي بتسمي الجحر ده بيت "
ترفع انفها بتحدي :
"علي الأقل في بني آدمين الواحد ياكل معاهم ."...
يمسك ذراعها بقوة مؤلمة ويقول بين اسنانه:"شوفي يابت انتِ ..ألاعيب من ألاعيبك في البيت ده مش هسمح بيها ..وطول لسان مش عايز ..وكلامنا يتسمع ومايتقالش منك غير حاضر ...فاهمة؟؟."
"كلمة واحدة تغيري هدومك وثواني الاقيكي قدامي تحت علي السفرة بتطفحي معانا "..فيدفعها بقوة لتسقط فوق الفراش ويكمل بغضب :
"ثواني لو مالقتكيش قدامي هدخل اغيرلك بنفسي" .
..لينصرف من أمامها وتنكمش خوفا منه ..
........
يشرد اثناء سير في حديث اخته الذي ألقى الشك في قلبه من ناحية تلك التي تقبع في حجرتها عندما ارسلت له رسالة علي هاتفه بضرورة المرور عليها بحجرتها ليعقد حاجبيه متعجبا لما اخته ترسل له رسالة وهما بنفس المكان ...ليلبي رغبتها ويتفاجأ من حالتها المريرة المتوترة تقول له:
"يوسف احنا داخلين علي مصيبة ...."يوسف بتوتر:
"مصيبة ايه ؟..ماتتكلمي.."..
ملك بغضب:
"انا عرفت من تقى ..ان ظهور غزل في حياتنا مكنش صدفة زي ما احنا فاهمين ..دي كانت مخططة لكل ده ..وان غزل هي اللي جابت الشغل لمحمد وقالته انها شافت اعلان الشركة ..وكانت مخططة لكل ده عشان تظهر تاني ..".
يوسف بعدم اقتناع:
"انت متأكدة من اللي بتقوليه ده؟..ونفرض عملت كدة تعمل كدة ليه؟..."
ملك بشبه بكاء :
"غزل مخططة انها تستولى علي كل حاجة ..وتطردنا من هنا ...انا خايفة يايوسف اوي..."
يوسف بغضب :"ده يبقي اخر يوم في عمرها ..الكلام ده كلام فارغ ..عمك مايقدرش يستغنى عني ."
.ملك بهدوء:"يوسف احنا فعلا مانمتلكش حاجة كلها فلوس عمك الشركة والفيلا ..انت ناسي ان ابوك خسر فلوس شركته ..وعمك اللي ربانا ..وماافتكرش انه هيفضلنا علي بنته الوحيدة اللي كان بيدور عليها سنين ..".....
يوسف بتفكير عميق:
"مش لما تطلع بنته الاول ؟!..."
..ملك باندهاش :
"يعني ايه؟..وهي ممكن تكون.......؟!"
يوسف بابتسامة خبيثة :
"وليه لا؟!...ايه اللي يعرفنا انها بنته مش يمكن نصباية.."..
ملك :"طيب هنعمل ايه؟!."..
يوسف بهدوء :"هقولك نعمل ايه ؟..ولو طلعت نصابة ..وحياتك عندي ماهعتقها ...".
.............
تهبط الدرج بتوتر فهي منذ دخولها هذه الفيلا لم تتشارك معهم في اَي نشاطات خاصة بيهم ..تجدهم مجتمعين علي مائدة الطعام ..فيشعر ناجي بحضورها ليقول بفرحة:
"مش معقول اخيرا حنيتي علي ابوكي ونزلتي تاكلي معاه .."
ويقوم باحتضانها بقوة ..تجلس بجواره علي يساره ويوسف علي يمينه يرمقها بنظرات تحذيرية وتمرر عينيها علي التي تقبع بجواره ترمقها بكره ظاهر للعيان ...لما كلما صادفت وتقابلا تشعر باستحقار نظراتها وكرهها لها رغم انها لم يصدر اَي فعل سئ اتجاهها ....
فتسمع ناجي يقول:
"كلي ياغزل مش بتكلي ليه؟."
..فتهز رأسها بنعم وتبدأ بتناول طعامها ليقف الطعام بحنجرتها عند سماع كلمات يوسف يقول:
"ايه؟؟...انتِ اخرسيتي تاني ولا ايه ؟..."
لتضحك ملك بسخرية واضحة ..وترفع عينيها تنظر له ..ولكنها لم تلاحظ نظرته التي تبدلت من السخرية للألم عند سماع ردها ...تقول ببرود:"ساعات الخرس بيكون احسن لناس كتير بدل ما تحدف كلام يجرح مشاعر الغير ..والحمد لله كنت طول عمري راضية بقضاء ربنا وحمداه.."..
ليقول ناحي:"دي ايّام وعدت خلاص ايامك اللي جاية احسن ان شاء الله ..".
تجيبه وهي تنظر ليوسف بتأثر:
"تفتكر؟؟؟؟"
.....................
تجلس بالمقعد الخلفي لسيارته لقد اصرت علي عدم الجلوس بجواره خوفا منه وقد اعتبر هذا إهانة لشخصه..فعندما طلبت من ابيها الذهاب لخالتها لزيارتها بسبب امتناعها عن المجئ معاها وغضبها منها بسبب تخليها واختيارها الذهاب مع ابيها بكامل ارادتها ..هذا مايظنوه..انها تخلت عنهم واختارت الثراء..لكنهم لم يعلموا ماالضغوط التي مورست معاها لتقبل هذه الحياة ....
فتشرد بذاكرتها عندما وجدت هذا السمج يسد عنها باب البيت ليدفعها بكل برود من كتفها ويدخل دون اذن منها ليقف وسط الصالة ويده بجيوبه وعلي وجهه ابتسامة بغيضة ليقول :"هتفضلي واقفة عندك كتير ؟..اقفلي الباب وتعالي ..عايزك ..."
تقف مكانها لاتتحرك فأمها ليست بالبيت ..كأنه استمع لأفكارها فقال:
"انا عارف انك لوحدك "..ادخلي عشان في كلام لازم تفهميه كويس...
تغلق الباب بتردد وتتساءل:كلام ايه ؟...
يقترب بخطوات ثابتة كالفهد وعينيه مثبتة عليها :"هنعقد اتفاق صغير وافقتي عليه كان بها ..ماوفقتيش يبقي هضطر أنفذ اللي هقوله دلوقت..."
لم تفهم قصده ..فبدأ يوضح :"احسنلك ماترفضيش عرض عمي عليكي انك ترجعي تعيشي معاه ..ده حقه فيكي ..طبعا لازم حبة إجراءات تتعمل عشان تبقي غزل ناجي الشافعي بدل ابراهيم الزايد ...."
غزل بتحدي:"مستحيل ...مستحيل أوافق أعيش معاه او اعترف انه والدي ..انا ماليش اب غير عبدالله الزايد وبس ..."
يوسف ينحني لينظر في عينيها فتلفحها انفاسه المقززة لها يقول:
"خلاص يبقي هضطر أنفذ الشئ التاني لو رفضتي للاسف ..هنعرف بسهولة نثبت انك بنته ونرفع قضية تزوير وطبعا مش عايز اقولك مين متهم فيها القضية دي وعلي الأقل هتاخدلها خمس سنين سجن....."
هزت رأسها بصدمة ايعقل ان يسجن خالتها المسنة أوصل بهم الامر لهذا الجحود ....تقف منفرجة الفاه تتسارع انفاسها فيرفع أبهامه يمرره فوق شفاها السفلية يقول بصوت هامس:
"بعد كدة تقفلي بوقك ده وماتبوصيش علي شفايف حد وهو بيتكلم ..فاهمة ولا لا"
لم تستطع فهمه او ابطال عادتها السيئة بالنظر الي شفاه فيجدها تخفض نظرها مرة اخري لفمه وهو يحدثها ..هذه الحركة البسيطة منها تثيره وتشعل ناره تشعره بانها دعوة صريحة لتقبيلها ..لينقض عليها ممسكا وجهها بيديه بقوة يلتهم شفاها التي إصابته بالجنون ..كأنه يعاقبها علي فعلتها الغير مقصودة اما هي تحاول التخلص منه ودفعه من صدره ووجه ليبتعد عنها ..فتشعر بيده تترك وجهها ويحيط جسدها بذراعه مستمرا في تقبيلها بقوة لم يحررها ..ليفيق هو علي الم شديد بشفته السفلية ..فيطلق تأوه رجولي ..و.يرفع وجهه عنها ويكتشف مافعلته ..لقد عضته بقوة لتجرح شفته السفلية ويخرج منها الدماء ..فيهددها قائلا:
"ااه..يابنت ال....ناجي"
"هتندمي علي اللي عملتيه ده..عموما انا هسيبك يومين تفكري في اللي قولته كويس وهستني ردك ..سلام ...."
.............
تعود لواقعها عندما سمعت سبة كريهة خرجت منه اتجاه شخص قام بالمرور امام السيارة ..لتنظر الي ظهره بكره وبغض زائد من تصرفاته الكريهة لها ...
اما عنه لاحظ شرودها وعدم انتباها لحديثه عندما سألها عن الوقت التي ستمضيه هناك ...
شرد عندما خرج من بيتها بعد ان عرض عليها عرضه ..ليقف امام بوابته يراقب الطريق للحظات وقد عزم على شئ لمعاقبتها
فيقوم بمسك احد اطفال الحي يقوم بلعب الكرة ليقول :"بقولك ايه ياشاطر ..فين بيت الاستاذ عامر ؟.."
فيجيبه الولد :"انت عايز الريس عامر هو في القهوة هناك"
...يوسف بمودة مزيفة :
"لا انا عايز بيته ..بيت والدته .."ثم يقوم بإخراج ورقة نقدية يعطيها له ...ليتشجع الصبي لإدلائه بالمعلومات ...
............
"ها ياحاجة اتفقنا ؟؟"قالها يوسف لام عامر التي ظهر علي وجهها السعادة من حديث يوسف لتقول :"ايوه يابني عندك حق ..خلاص اتفقنا "..
يوسف بوعيد:"خلي بالك انا مظهرش في الصورة خالص "...
..................
تجلس بجوارها تشعر بالنقمة علي حالها ..ليتها ماوجدت علي هذه الحياة ...تحاول ترميم الشرخ الذي احدثته بيدها لتقول برجاء:برده مش عايزة تتكلمي معايا ...صدقيني مش بايدي غصب عني ان اسيبك ..طيب ردي عليا ..فتشعر بالاختناق من معاملة خالتها الجافة لها لتكمل بحزن :انا محتاجة حضنك اوي...ماتحرمنيش منه ...
لتجيبها صفا بلوم:"انت اللي عملتي في نفسك كدة بعتينا واتخليتي عنا ..طول عمري خايفة من اليوم ده وأهو شوفته بعيني..ياريتها طمرت فيكي التربية .."
غزل ببكاء :
"صدقيني انا بموت كل لحظة وانا هناك ..انا كنت خايفة عليكي منهم .."
صفا بتساؤل:"خايفة عليا انا ؟!....فتجيبها غزل وتقوم بقص عليها تهديد يوسف لها ..."
...............
يوسف يقف امام البيت وبيده هاتفه يحدث شخص مايقول:"اتصلي بيها خليها تنفذ اللي اتفقنا عليه..ضروري انهاردة"
..............
يجلس وهي بين احضانه يحاول تهدئة نوبة البكاء التي اصابتها عند رؤيته وعندمادشاهدت نظرة اللوم في عينيه فقدت قناع تماسكها التي كانت ترتديه...ليقول بصوت رجولي يشوبه بعض الغضب:
"خلاص اهدي ...انا مش زعلان منك دلوقت ...انا كنت فاكر انك تخليتي عنا وسبتينا عشان الفلوس والحياة الحديدة ..بس انتِ غلطانة ازاي تسمحي للكلب ده يهددك ..وليه ماحكيتيش ليا؟!..."
غزل بضعف:
"خوفت علي ماما وخوفت عليك ...مش عايزة أكون السبب في قطع عيشك ..وأخسرك شغلك" ......
محمد بهدوء:
"خلاص اللي حصل حصل ..كل شئ مكتوب ..المهم انتِ تكوني كويسة وسعيدة ..بس بردوا زعلان منك ازاي تفسخي خطوبتك من عامر من غير ماترجعيلي في حاجة مش مظبوطة ..فجأة كدة بقيتي مش عايزاه ...."
غزل تعتدل في جلستها وتحاول ترتيب خصلاتها بتوتر :خلاص يامحمد كل شئ نصيب وانا نصيبي مش مع عامر ...
محمد بتأثر:
"الراجل شكله مش طبيعي من ساعتها ..ده انا سمعت انه هيقفل القهوة ويسافر ...."
غزل بحزن:"هيسافر!!!!!.....ربنا يوفقه مع حد احسن مني...."
"انا هطلع اشوف ماما راوية وتقي عشان وحشوني اوي....."
..............
تدخل عليه حجرته يتألم قلبها علي ابنها البكري الوحيد التي كانت تسعى بكل الطرق تذليل له العقبات حتي يعش في سعادة دائما فهو سندها بعد وفاة ابيه في هذه الحياة ..هل اخطأت عندما ارادت الاختيار زوجة مناسبة من وجهة نظرها ؟...شردت في يوم حضور ذلك الشخص الثقيل على قلبها ..كان يظهر عليه الثراء الشديد ليجلس أمامها رافعا ساقه فوق الأخرى ليعقد معها اتفاق ...
وكان هذا الاتفاق يأتي علي هوى نفسها ..لقد كانت مكشوفة لذلك الغريب انها ترفض هذه الزيجة ..ونجح في اللعب علي هذا الوتر الحساس ..ليتفقا كلاهما انها تذهب لغزل وتقوم بإثنائها عن هذه الخطبة وهي ماقصرت بهذا ..قامت بإلقاء كلماتها السامة علي الفتاة ..بانها لايشرفها ان تكون مثلها زوجة لابنها الوحيد بسبب ظروفها الصحية وإعاقتها ..واللغط في نسبها ..وأنها تريد لابنها فتاة كاملة غير مشكوك بنسبها ...واتفقت معها ان تقوم هي بفسخ الخطبة حتي لايحدث صدع بينها وبين ابنها ..ولكن مالم تعلمه ان ابنها سيعزم علي ترك مال ابيه والسفر خارج البلاد وتركها هي شخصيا ..لتحصد ماجنته يدها.......
.............
"وحشتيني ياتقي ..كدة المدة دي ماتسأليش عني ..ده انتِ اختي الوحيدة "قالتها غزل وهي تجلس امام تقى بحجرتها علي فراشها ..
تقي بمشاعر مزيفة :
"والله ياغزل انا كنت زعلانة انك سبتيني وروحتي تعيش هناك ..قولت الحياة الجديدة حليت في عينها وباعتنا "...
"ابدًا والله انا اليوم بيعدي عليا هناك كأنه سنة ..ماتتخيليش مخنوقة قد ايه منهم ..وخصوصا اللي اسمه يوسف ده "
لتتبدل تقي عند سماع اسمه وتشعر بالغيرة عليه من غزل وتقول:
هو انتِ وهو بتتكلموا كتير مع بعض؟!..
غزل باختناق :
"قولي بنتخانق كتير ..ده بني ادم بارد ومعندوش احساس وقليل الادب ..ووقح....حتي ريحته مش بطيقها .."
تقى بتساؤل :
"ليه ؟..هو صدر منه حاجة..".فتلاحظ ارتباك غزل وصمتها ..فجاءتها الإجابة بدون كلام ....
فتقول بحقد لم تلحظه غزل :
"عموما خلي بالك منه ..عشان هو مش سهل خالص ..وخليكي قوية قدامه ومتسمحيش ليه ياخد حقك ..لاني حاسة انه مش خيقبل اَي حد يشاركه في ماله...اقصد مال باباكي "...
غزل بضيق :"انا مش عايزة حاجة منهم ..الفلوس مش مهمة عايز ياخدها ياخدها"""....
تقي :
"انت عبيطة صح ..عشان هو بيخطط انه يسرقك وانت تقولي ياخدها!!!"
غزل :
"ان كل اللي عايزاه انه يتقهر ..زي ماقهرني ..ومايعيش يوم عدل ..ولو الفلوس هي اللي هتقهره أوعدك هعمل كل جهدي ان اذله واخليه شحات ...بس للاسف مش هقدر اعمل كدة انا هسيبه للي خلقه "..لتبتسم تقي بخبث شديد وتقول :"لا انا كدة مااخافش عليكي ..تعالي في حضن اختك "...
لترتبت علي شعرها وتمرر أصابعها في خصلات شعر غزل اكثر من مرة وعلي وجهها ابتسامها لايعلم سببها احد الا هي.........
...............
تقول بحقد ظاهر وهي ممسكة بهاتفها :"سمعت بودانك الهانم بتخطط لايه؟.."..
وقف بوجه اسود غير مصدق لما سمعه من هاتف ملك ...لقد ارسلت لها تقى تسجيل بصوت غزل وهي تقوم بالسب فيه ونعته بأبشع الصفات وتتوعد له بان تذله بالمال ..وحذفت باقي الحديث ا ..لقد صدقت ملك وتقى في حكمهم عليها .....
ليقول بصوت غامض :"قوليلها اللي طلبناه منها عملته ولا ؟"
ملك :
"ايوه ..حصل وعايزة تقابلك بنفسها تسلمك الأمانة في ايدك وبتقول مش عايزه حد يشوفها .."
يوسف بخبث ظاهر :
"تمام ..ابعتيلي رقمها وانا هتفق معاها علي المكان والزمان "....
يتبع
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةاللافندر_ويسا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الفصل العاشر
..........................
تقول بحقد ظاهر وهي ممسكة بهاتفها :"سمعت بودانك الهانم بتخطط لايه؟.."..
وقف بوجه اسود غير مصدق لما سمعه من هاتف ملك ...لقد ارسلت لها تقى تسجيل بصوت غزل وهي تقوم بالسب فيه ونعته بأبشع الصفات وتتوعد له بان تذله بالمال ..وحذفت باقي الحديث ا ..لقد صدقت ملك وتقى في حكمهم عليها .....
ليقول بصوت غامض :"قوليلها اللي طلبناه منها عملته ولا ؟"
ملك :ايوه ..حصل وعايزة تقابلك بنفسها تسلمك الأمانة في ايدك وبتقول مش عايزه حد يشوفها .."
يوسف بخبث ظاهر :تمام ..ابعتيلي رقمها وانا هتفق معاها علي المكان والزمان ....
....................
"غزل ردي عليا"
"انا عايزك ضروري"
"طيب قوليلي ايه صدر مني عشان تبعدي عني ..انا مستعد لو غلطان في حقك اصلح غلطي اللي مش عارفه..
انا هتجنن من ساعة ماسيبتيني ..ومش عارف عملت ايه عشان تسيبيني ..."
"انا دايما بحاول أكون سند ليكي ..ليه تقسي عليا كدة؟.."
العديد والعديد من الرسائل علي هاتفها ليس لديها الشجاعة لمواجهته بحقيقة الامر ..كيف تعترف له بان والدته كانت محقه في رأيها بها ..رغم حزنها وضيقها منها الا انها تعترف ان لديها كل الحق ..كيف هي تطمع في شخص معتمر شاب يستحق افضل الفتيات يكفي حنانه الذي كان يغمرها به ...لاتعرف كيف واتتها الجرأة بإرسال خاتم خطبتها مع امه له لتنهي هذه الخطبة وتحرره من قيوده مع اعتذار شخصي منها....
يقطع تفكيرها رسالة جديدة منه يطلب منها الرد عليه ليطمئن عليها فقط لاغير ...
تشجعت لمسك الهاتف لتكتب رسالة قصيرة له تقول:
عامر ..انا كويسة وبخير ..انا آسفة جدا للي حصل مني بس صدقني ده احسن لينا احنا اللي الاتنين ....
لتتفاجأ باتصال ملح منه ..فتفتح الخط بألم يسري بقلبها وعند سماع صوته من كبر الصوت لم تستطع السيطرة علي دموعها لتسري فوق وجنتيها وتحاول التقاط انفاسها وتقول بصوت مختنق:ايوه ياعامر ...
فتسمع صوت تنهيدة قوية يقول:
"اخيرا ياغزل حنيتي عليا ورديتي ..بقالي شهر بحاول أكلمك ..صارحيني ايه الغلط اللي هكعملته عشان تفكي الخطوبة ..يعني بعد ماصدقت ان صوتك رجعلك وقولت خلاص هنام وأقوم علي سماع صوتك تحرميني منه ؟؟"""
تقول بصوت مبحوح :انت ماعملتش حاجة ..ولا عمرك عملت حاجة ...المشكلة مش فيك صدقني ...
عامر يستقيم من جلسته يشعر ببعض الأمل :مدام المشكلة مش فيا ليه تبعدي يابنت الناس ..وتعذبيني وتعذبي حالك ..
غزل محاولة السيطرة علي بكائها:
"ده نصيب ياعامر وصدقني انت تستاهل حد احسن مني بكتير ...".
عامر بضيق:
"وانا مش عايز غيرك ياغزل ومافيش حد احسن منك بالنسبة لي..."
غزل
":ده بالنسبة لك بس ..عموما خلاص ياعامر مابقاش فيه فايدة ..انا بس فتحت عشان عرفت من محمد انك مسافر فحبيت أودعك واعتذرلك لو كنت جرحتك..وسامحني....."
عامر بلهفة قبل ان تغلق:"غزل !!..اسمحيلي ابقي اطمن عليكي ان شالله برسالة ياريت تطمنيني عليكي دايما ...."
غزل بإمتنان :"حاضر ..ربنا يكتبلك الخير مع السلامة.."
..تغلق الهاتف وتستند بظهرها فوق الفراش غافلة عما يسترق السمع من خلف باباها وتعلو وجهه ابتسامة خبيثة لما آلت له الأمور ....
................
تقف امام باب الشقة تأخذ نفسا عميقا بتوتر لاتعرف هل من الصواب ماتفعله ام هو نوع من التهور غير محسوب النواتج كل ماتعمله انها تحاول ان تذلل عقباتها للوصول لغاياتها في اسرع وقت ..كل شئ يهون من اجل الوصول اليه ...ترفع يدها تضغط علي جرس الباب ..وتنتظر فتحه بأعصاب محترقة ..لتجد الباب يفتح ويظهر من خلفه بابتسامته الساحرة وأناقته المهلكة لها وارتدائه الي قميص أزراره العلوية لمنتصفه مفتوحة يظهر صدره بطريقة مهلكة لها وسروال يحدد جسده ..فتسمعه يقول قاطع تأملها ":اهلًا وسهلا ..اتفضلي ..".
تدفع ساقيها للدخول وتمرر نظرها حول جوانب شقته الخاصة فعندما طلبت مقابلته كانت حريصة الا يكون بالشركة او اَي مكان يمكن رؤيتهما فيه ..لتجده يعرض عليها مقابلته في شقته الخاصة بعيدا عن الأنظار ..فتسمعه مرة اخري يقول :
"تحبي تشربي حاجة ؟!..."
لتهز تقى رأسها بخجل تقول:"لا شكرًا ..."
فيشير لها بيده باتجاه الأريكة لتجلس عليها:تعالي اقعدي ....
تجلس بتوتر وتلقيه بنظرات هائمة مكشوفة له بسبب خبرته بالجنس الناعم لقد علم من البداية رغباتها ..فسهل عليها الطريق حتي يعلم حدود نهايتها معه ..ليقول بصوته الأجش:"طلبتي نتقابل بعيد عن الناس ..عشان في أمانة معاكي تخصني .."
تقى بهمس :"ايوة الأمانة معايا زي ما طلبت .."
يقترب منها اثناء جلسته مراقبا اياها وهي تخرج كيسا بلاستيكيا به عدة شعرات وتقول :"اتفضل !!.."
ليقول بخبث:"انا الحقيقة ماصدقتش انك ممكن توافقي علي طلبي انك تجيبي شعر من غزل ..عشان اطلع الDNA
تقى بهيام :"انا اعمل اَي شئ عشان خاطرك ..اقصد خاطركم ..واكيد من حقك تتاكد غزل بنت عمك او لا..."
يوسف ببرود واضح:
"بس انا شايف انك كنت ممكن توصلي الحاجة دي لملك ..مكنش له لزوم تتعبي نفسك وتيجي بنفسك ..بتهيألي في سبب تاني خلاكي تطلبي تقابليني صح يا..تقى..."
ليقترب منها اكثر حتي صارت ساقيه ملتصقة بساقيها فيزداد توترها وتتسارع انفاسها تقول :
"يوسف انا ....انا ....عايزة اقولك اني......"
يرفع كفه ويمرر إبهامه فوق وجنتها يهمس له :"شششش..انا عارف انت عايزة تقولي ايه ؟...وعايزة ومحتاجة ايه ياتقى..."
ليرفع كفيه يقرب رأسها ويودعها قبلة عنيفة ليس بها اَي مشاعر حملتها لعالم اخر وترفع ذراعيها تحتضنه كالعطش للماء ...لتفيق من أحلامها علي أصابعه التي تفتح أزرار قميصها ..لقد وقعت في المحظور..لتنتفض وتحاول الابتعاد عنه ودفعه بقوة عنها تقول بتوسل :"لا يايوسف ..ارجوك لا ....ماينفعش اللي بتعمله ده ..ارجوك ...مش ده اللي انا عايزاه..."
فتشعر بابتعاده فجأة ينظر لها بابتسامة باردة يقول لها وسط بكائها: "ده اللي عندي ياتقى ..معنديش غير كدة ..انا ...مش بتاع جواز ".. فتنظر له بصدمة من كلماته وترفع كف يده فوق فمها تكتم بكائها ...وقف يواليها ظهره يقول :"نصيحة مني محدش هيقولها لك غيري..ماتروحيش عند اَي حد ماتعرفيهوش تاني وتدي له الأمان " ..لتنتفض من جلستها باتجاه الباب هاربة منه ومن قسوة كلماته التي هدمت أحلامها ...التي لم تبنَ بعد ..نادمة علي تهورها وإهانة حالها......
........
"صباح الخير"قالتها غزل وهي تتجه للجلوس علي مائدة الطعام بصمت كعادتها خلال المدة التي مرت عليها بهذا المكان ..ساكنة..انطوائية..لاتتعامل مع أفراد المكان الا للضرورة مع محاولات ابيها المضنية لتقريبها منه وإزالة الحواجز بدأت رويدا رويدا تبدأ تتقبل الامر ..ولكن مالم تتقبله معاملة ملك الجافة ومراوغة يوسف لها..لايكل ولا يمل من مطاردتها وملاحقتها ..لقد سبب لها الاختناق فعليا مع ملاحظته التقييمه لملابسها ونظراته الجريئة لها كعادته .....
ليقول ناجي:هتفضلي حابسة نفسك كدة كتير يابنتي ؟..انا عايزك تعيشي سنك ...وتخرجي وتتفسحي ..حتي الشركة مش عايزة تنزليها معايا...""
فيقطع إجابتها يوسف وهو ينظر لها بابتسامته الباردة:"ياريت ياعمي تيجي معايا الشركة اهو تساعدني شوية وكمان نفسي تتفتح للشغل اكتر..."
تنظر اليه تجده مثبت نظره عليها ..فتقول :
"معلش يابابا مش مستعدة دلوقت اخرج وكمان انا مش متعودة اخرج لوحدي..."
ناجي بمودة:
"بس كده ..ياستي ملك تأخذك تروحي النادي" ...لتتنحنح ملك بارتباك :
"اعذرني ياعمي انا اليومين دول مش فاضية للخروج ....تروح لوحدها"
ليقول يوسف بصرامة غريبة:"مافيش مرواح نادي لوحدها .اقصد يعني ماينفعش هي مش متعودة "..
ليهز ناجي رأسه بابتسامة شقت شفتيه بتفكير يقول:طب ماتوديها انت يايوسف ..ولاهي مش بنت عمك برده"
"ماعنديش مانع بس هي توافق"...
كل هذا الحوار تحت سمعها التي تتلقاه بتجاهل كأن من يتحدثون عنها شخص غيرها ...
تقول دون النظر للجميع :"اما احب اروح النادي هيقي اروح لوحدي ..انا مابقتش صغيرة ولازم اعتمد علي نفسي شوية"..
فيضيق يوسف من برودها ويأمرها بصرامة :"مافيش خروج من المكان لوحدك فاهمة ..وخصوصا النادي ..وياريت بعد ماتخلصي عدي عليا في المكتب عشان تاخدي أوراقك الجديدة ..طلعتلك شهادة ميلاد وبطاقة وجواز سفر باسم غزل ناجي ...انتي خلاص بقيتي واحدة مننا"..
..........
يجلس بحجرة مكتبه خلف الحاسوب المحمول يتابع بعض أعماله بتركيز ..ولكن يقطع تركيزه شئ ما جعله يبتسم ابتسامة هادئة عندما تذكر يوم استلامه نتيجة العينة لليتأكد من نسبها اليهم ...تذكر انه ظل الليل كله يجافيه النوم والتوتر لايعلم لما القلق تملكه من ان تكون ليست ابنة عمه ..شئ بداخله يرفض ذلك ..رغم علمه بان نواياها خبيثة وأنها تخطط لإطاحته..ولكن ذلك لم يمنعه من تمنيه ان يكون بينهما صلة دم ..لتكون المفاجئة له انها بالفعل ابنة عمه المفقودة لايعلم لما شعر بسعادة غامرة احتلت قلبه وعقله ووجدانه فتقع عينيه علي فصيلة دمائها فتكون المفاجئة التالية له انها تحمل نفس فصيلة دمائه ..فهل هذا إشارة لشئ يجهله ....
تتطرق الباب وتدخل بوجهها الهادئ تقول:
"انت طلبت ان أجيلك هنا عشان الاوراق "..
فيقول بابتسامة تكاد تشق فمه:"طيب واقفة. عندك ليه هو انا هكلك ؟!..ادخلي"
تتحرك بتوتر لمنتصف الحجرة فيقول:"اقعدي ياغزل عايز اتكلم معاكي شوية "
فتجلس بدون النظر اليه وهذا ساعده علي تأملها فتسمعه يحدثها:
ااتفضلي بطاقتك..واه حافظي عليها زي عنيكي عشان هنحتاجها قريب "..لتعقد حاجبها بتعجب ولم تفهم مغزى حديثه تقول:
"وباقي الحاجة فين ؟!"
"معايا..وهتفضل معايا"....
"ليه؟"قالتها غزل بضيق ليجيبها بصدق:"انا يعتبر دلوقت مسؤل عنك بعد عمي طبعا ..لازم أوراقك تكون معايا ..ولولا ان مش عايزك تتحركي بدون إثبات شخصية كنت أخذت بالبطاقة كمان "..تشعر بالضيق من محاصرته ..لتقول لتنهي الحوار :"زي ماتحب عن إذنك "...يمنعها من الانصراف قائلا:"عايزك معايا شوية ..تترجمي حبة أوراق ..ممكن؟..."
تهز رأسها بالموافقة لعلها تخلص منه.....
...........
"انت مابترديش عليا ليه ياتقي انا زعلتك في حاجة "قالتها ملك بلوم للأخرى..فتجيبها بحزن :"ابدا ياملك مافيش حاجة ...تعبانة شوية'"
ملك بعدم اقتناع :"لا ياتقى انا حاسة انك متغيرة جدا ومتبقتيش زي الاول بتكلمي ونشطة "..من ساعة اتفاقنا علي العقربة اللي في البيت عندي ..
تقى بسخرية :"عقربة !!..تخيلي ياملك ان مافيش عقربة غيري"..
"العقربة اللي تغدر بأقرب الناس ليها ..اللي تقابل الحسنى بالإساءة ..كل ده عشان ايه عشان حبة اوهام ..نصيحة ياملك بعد كدة لما تتكلمي معايا عن غزل اتكلمي باحترام عنها لانها اختي .."..
ملك بذهول :"تقى انت شاربة حاجة ؟!..دي غزل اللي كانت بتخطط زي ما قولتي ..اللي مخططة تتطردنا من حياتنا ؟!.."..لم تستطع تقي الدفاع والتبرير ..كيف ستقول انها من تلاعبت بالتسجيل الصوتي لغزل ليظهر لهم مدي عداوتها ..وخبثها ...وأنها من بثت سمها في نفوسهم ..فليسامحها الله......
................
يدخل من باب الفيلا مناديًا بصوته الجاهوري علي هناء وبيده بعض الملفات فبعد ذهابه للشركة اكتشف عدم وجود هاتفه والملفات المطلوبة ليعود مرة أخرى لجلبهما ..ليلاحظ هدوء مريب بالمكان...
هناء مهرولة تجيبه :"نعم يايوسف بيه"....
يوسف بتعجب:"هي ملك وغزل فين؟!.."
لتجيبه برسمية:"ملك هانم راحت الجامعة ...وغزل هانم راحت النادي"...
ليقف مصدوم مما سمعه لقد نبهها من قبل بعدم التحرك الا بصحبة احد منهم ليقول :نااا ايه؟...نادي ؟...راحت مع مين النادي؟؟...وهي هتعرف تدخل ازاي ومين وصلها؟..."
لتجيبه هناء:انا ماليش علم بحاجة..هي الهانم راحت مع السواق مااعرفش غير كدة"..
ليصرخ بها للانصراف من أمامها ويقول بين اسنانه :يومك مش فايت ياغزل ....
.........
تحلس علي احد المقاعد تفرك يدها تضع علي أعينها النضارة الشمسية امام من يراقب ملامحة بهيام واضح ..فيجلي صوته :انا سعيد انك وافقتي تقابليني قبل مااسافر ..ماتعرفيش الموضوع ده هيفرق معايا قد ايه؟!...
غزل بارتباك :انت تستاهل كل خير ..وانا كمان كنت عايزه اشوفك قبل ماتسافر عشان اشكرك علي كل حاجة عملتها معايا ..وأتأكد ان دايما هدعيلك ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تستاهلك....
عامر بأمل :
"مافيش غيرك يستاهلني ياغزل ..".فيلاحظ تبدل ملامحها الحزن فقرر انه لن يضغط عليها اكثر من ذلك ..ليقول بمحبة :"كان في حاجة اشترتها وكنت ناوي اديهالك قبل فسخ الخطوبة وحابب انك تاخديها ...لتلاحظ مسكه لحقيبة هدايا كبير يخرج منه دمية شقراء تشبهها كثيرا فيكمل عندما لاحظ صمتها:
"اناعارف هي هدية بسيطة بس اول ماشوفتها افتكرتك ...."
لتقول بامتنان:"حلوة اوي ..انا حبتها ...انا هخليها معايا علي طول.."
فيبتسم لطفوليتها قائلا:عايز اطلب منك طلب ..انك تبعتيلي رسالة تطمنيني فيها علي نفسك دايما ..وانا كمان هبعتلك ممكن ؟..."
تهز رأسها بالموافقة فتسمعه يقول برجاء :
"طيب ممكن تشيلي النضارة من علي عينك ..عايز اشوف عينك لآخر مرة ممكن؟...".
فيمد يده اتجاهها يحاول ازاحة هذه النظارة الا ان يده توقفت في منتصف الطريق عندما قبض علي معصمه بشدة وصوت غاضب يقول:
"أيدك لو اتمدت ناخيتها هكسرهالك ..بتهيألي انت دكتور وأيدك تهمك....وانت ياهانم ماتريحي الدكتور ووريله عيونك اللي هيموت يشوفهم ...."
لتنتفض نتيجة ماحدث وتجد يوسف يمسكها من ذراعها بقوة آلمتها يساعدها علي الوقوف لتتتعثر في وقفتها وهو يقول :"اما انتِ فلينا كلام لما نرجع" ..ليقول عامر بغضب:"سيب ايدها ياحيوان انت ...وربي لو أذيتها ما هرحمك ..."
يلقيه يوسف بلكمه لكمة قوية سالت الدماء علي اثارها وقبل ان يتدارك فعلته قام هو بجرها من ذراعها مع اشتعال غضبه لتتعثر اثناء مشيها وتسقط علي ركبتها اكثر من مرة اثناء جره لها من ذراعها ليلقيها بالسيارة بغضب ....
.......
تجلس منكمشة تحتضن هدية عامر مع بكائها المستمر علي ماحدث لتنتفض اثر صرخة غضب قوية موجهه اليها يقول:
"اخرسي ..مش عايز اسمع صوتك ...."
فيزداد بكائها بانهيار مع احمرار وجهها ليقول بغضب:
"من امتى وانت مستغفلاناوبتقابليه ،..مش الحيوان ده فسختي خطوبتك منه ...بتقابليه ليه ؟...انطقي؟..."
فيزداد بكائها ليتحول لنحيب ليقول بصراخ :
"تمثيل مش عايز ..وفري عياطك لحد مانروح ...."
بعد لحظات قليل
لاحظت توقف السيارة بجانب الطريق ليحاول تمالك أعصابه فتسمعه يقول من بين اسنانه دون النظر لها :"في ايه بينك وبينه يخليكي تقابليه رغم انك فسختي خطوبتك منه ..؟..في حاجة حصلت بينكم ؟.."
لتعقد حاجبها غير مستوعبة سؤاله لينظر لها بحدة يمسك شعرها من خلف رأسها بقوة فتصرخ متألمة ويقول بهسيس:
"لمسك ؟...انطقي...سلمتيله نفسك ..اتكلمي ...".
لتهز رأسها بصدمة من اتهامه تقول
":أنت خيوان ..ازاي تتهمني بحاجة زي دي ؟..."
فتقع عينه علي الدمية التي تحتضنها بقوة فيجذبها منها ليقول:
"هو اللي جايب البتاعة دي ؟.."
.لتهز رأسها بخوف فيحرر شعرها ويقول:
"هو في واحدة محترمة تقبل هدايا من واحد غريب عنها ..الا لما يكون في بينهم حاجة مش مظبوطة .."
لتشاهده يلقي بدميتها من نافذته السيارة لتصرخ بوجهه :"حرام عليك .سيبهالي..ارجوك ."
..ليصفعها بقوة حتي يخرسها فترفع كف يدها تلامس صفعته علي وجهها بقهر :"انا بكرهك ..بكرهك .."
............
ينام فوق فراشه عاري الصدر مرتديا بنطاله القطني كعادته مشعث الشعر في غرفة مظلمة ..يشعر بفتح باب الحجرة بهدوء ويُضاء مصباحه الجانبي..ويسمع صوت خطوات خفيفة تدل علي خفة صاحبهاثم يشعر بوزن خفيف يجلس بجوارها وكفٍ صغير ناعمٍ يلامس ظهره العاري فتسير كهرباء بجسده ويسمع صوتها الرقيق يهمس مناديا:"يوسف !!...يوسف.."
ينتفض من نومته جالسا أمامها ليعقد حاجبيه يقول :"غزل !!!!...انت ايه اللي جابك هنا ...فيكي حاجة بتوجعك .."
فتخفض رأسها ويختفي بين خصلاتها ..ويمد يده يكشف عن وجهها فيرى اثار ضربه لها علي وجنتها ..ليمرر ابهامه فوق هذه العلامات بندم :
انا اسف ..اني مديت ايدي عليكي ..
ترفع عينيها الدامعتين مع ارتعاش شفتيها نتيجة البكاء الصامت تقول:أنت وجعتني اوي ...
يقترب اكثر منها لتلفحه انفاسها و يهمس لها :
"اسف ...ارجوكي تسامحيني .."
"أنا كنت هتجنن لما لقيتك قاعده معاه .."
ليصمت بضع لحظات متأملها فيقول:انا بحبك "..بحبك ياغزل ..."
فيجدها تغمض عينيها مستسلمة لانفاسه ولمسته ليقتنص منها قبلة حميمية تبادلتها معه بشكل غريب عليه ..ليضمها بقوة ويزيد من تقبيل وجهها بعشوائية يقول :"انا عايزك ياغزل محتاجك ..ماتسبينيش ..."
فتجيبه بأنوثةمهلكة:"انا ملكك ..ملكك يايوسف ...."
يتبع
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق