القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله نبدأ جماره ابنة بائعة الجبن البارت الرابع والخامس والسادس



بسم الله نبدأ

جماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت الرابع والخامس والسادس


بعد كلام غازى حكيم  ساب السرايه وراح على المندره تحت انظار امه اللى همست لنفسها بعد ماخرج من باب السرايه ولساتها مراقباه  :


لساك فلاول ياحكيم ياولدى ..لساك على ابواب العذاب مدخلتش وخايفه عليك من اللى جاى ...وبصت لغاليه اللى قاعده على نفس القعده وباصه لبعيد وسرحانه وكملت بنفس الهمس ..والله ماتستاهلو لا انتى ولا اخوكى اللى غازى عيعملو فيكم ديه ياعيالى ...لكن الحق عليا انى اللى مرضيتش اسيبه للشوارع وربيته وسطكم وعملت حالى ععمل صالح واخد ثواب رباية اليتيم ومسمعتش كلام الناس كلياتهم اللى قالولى الحنش معيخلفش غير حنش زيييه ....


حكيم دخل المندره ورزع نفسه على اول دكه قابلته وخلع عمامته البيضه ورماها تحت رجليه بقهر وهو بيكلم نفسه :عمامة مشيخة البلد دى هى اكبر سبب فاللى انى فيه دلوكيت ..مالى لو حالى كيف حال اى حد ...مالى لو كنت بَعدت وبقيت فحالى وسبت المشيخه لغيرى كنت ولا عميلت حساب لكلام ناس ولا قالو وقلنا ولا كنت قدوه وكان زمانى مع بت روحى دلوكيت ...


قطع كلامه ايد بشندى لما اتحطت على كتفه بحنان وطبطبت عليه وبعدها وطى وشال العمامه من الارض نفضها واتكلم وهو باصصلها ..تعرف لو المرحوم ابوك كان قاعد وسمعك عتقول اكده بعد الفرحه اللى فرحها بيك وهو شايف اهل البلد كلياتهم مجموعين على رأى واحد وهو ان انتا اللى تمسك المشيخه بعد ابوك وخلو الصهج يطلع من ودان غازى اللى اتنطط سنين عشان يبقى هو الشيخ ومحدش رضيله كان زمانه مخزى منك ..


حكيم :تعبان يابشندى 

-الدنيا دار تعب ياوليدى محدش عيرتاح اللى خد نصيبه من التعب فرحته مستنياه و اللى فرحان ومرتاح  لسه نصيبه من التعب مدسوسله ومتحوشله ...ربك عادل ورحيم بالقلوب لا عيديم التعب ولا عيديم الراحه ..عيقَلب بنى آدم فكل جيهه عشان يحمد ويشكر ..


حكيم اتنهد :ادَلى البندر هاتلى سرير ومرتبه زينه وحطهملى فآخر زاويه فالمندره واعمل حسابك وبوزى فبوزك من اهنه ورايح


-وهتترك سرايتك ولا ايه ؟!


حكيم :لحدت ماعقلى وقلبي ياخدو عالوضع الجديد ..


بشندى اتنفس بعمق وهو شايف حكيم حبيبه وصاحبه ورباية يده اتجخى على الدكه بتعب وغمض عنيه ووشه باين عليه هموم الدنيا ..


سدله الشبابيك وضلم المندره وجاب لحكيم غطا من حداه وغطاه وطلع وسد باب المندره وراح على البندر عشان يجيب السرير اللى امر بيه حكيم ...


مرت الساعات وتماضر مستنيه حكيم يعاود للسرايه وعدت عليها ساعات وغازى جه خد جماره على المشتمل من بعد ماامها مشت وعدى اليوم كله وحكيم مرجعش لا على غدا ولا حتى على عشى وفالاخر بشندى جه واخدله عشا وغطا ومخده وتماضر عرفت انه حكيم فضل البعاد عن حرقة الدم ..


*******

اما فى المشتمل عند غازى 


جماره رجعت معاه من السرايه بعد ماودعت امها عيشه بدموع حسره وقهر  على اللى عمله معاها غازى والكسفه اللى كسفهالها قدام الكل وبالرغم من دا كله الا ان امها عيشه هى اللى صبرتها وفضلت تهدى فيها وتنصحها تتحمل جوزها وكل اللى يطلع من خشمه تعديه لانه هو دلوكيت كل حاجه ليها ولازمن تتطبع بطبعه ...


غازى :هتقعدى متنحه قدام المرايه اكده كتيررر ..مش هتاجى تتجِردى جارى وتحسسى الواحد انه عريس ولا ايه ؟


قامت جماره من مكانها وراحت ناحية السرير ووقفت قصاد غازى وحطت عينها فعينه وسألته بغضب مكبوت :انتا ليه عتعمل معاى ومع امى اكده ؟ كيف متكون مكنتش رايدنى وحد غصبك على جوازك منى !!


بمجرد ماخلصت كلامها انطلقت من غازى ضحكه رنانه بكل صوته خلت جماره رفعت حاجبها مستغربه وهى باصاله ومستنيه يسكت وهو كل مايبطل ضحك يرجع يتفتح فالضحك من تانى وفالاخر مسح عنيه بكف ايده وبصلها ولسه مبتسم ورد عليها بتهكم :


تصدقى انك حداكى عقل وطلعتى عتفهمى يامضروبه ..عرفتى كيف يابه ان حد غصبنى اتجوزك !


طب هقولك الصراحه عشان اريح فضولك ..انى اتجوزتك وانى مكنتش عايزك عارفه ليه ...عشان فيوم سلفت امك عشره جنيه ومكنش معاها ترجعهملى راحت قالتلى ياتاخد بيهم قالبين جبنه ياتاخد جماره بتى ...وانى معحبش الجبنه قولتلها خلاص هاخد جماره وامرى لله ..يعنى انى واخدك مُخلصان حق يابه ...يعنى انتى متسويش غير حق قالبين جبنه ....


وبحركه سريعه مسك ايدها وشدها وقعها عليه وهمسلها فودنها بنبره خلت جسمها قشعر ...بس الصراحه طلعتى احلى قالب جبنه شفته فحياتى ...تسلم الجاموسه اللى خلفَتك ...جماره بصتله وقبل ماتعترض على كلامه سجن كلامها بين شفايفها بطريقته وطمس اعتراضها على كل اللى بدر منه فحقها طول النهار واكدلها ان الاعتراض على حاجه يعملها او يقولها مش خيار متاح ليها ..


********

مرت الايام وعدى شهر والتانى وحكيم هاجر السرايه ومعتكف اكل ونوم وقعاد فى المندره ،ميهملهاش غير بعد مايتوكد ان غازى وجماره سابو السرايه وراحو المشتمل، بعدها يدخل السرايه ويروح لاوضة امه، يبوس ايدها ودماغها وينام على حجرها شويه يحكيلها فيهم كل اللى حصل معاه فيومه وكل حُكم حكمه على حد ففصل ويسألها لو كان حكمه عدل ولا ظلم وهى ترد عليه ان الحكم الظالم محدش يرضى بيه ...


اما غاليه فهى كمان طول الوكت فأوضتها متطلعش منها غير لما امها تنادى عليها عشان تقعد جارها هبابه وبمجرد ماتطلع وتقعد وتشوف جماره قاعده معاهم وتتطَلعلها وتشوف جماره كد ايه شايله حُسن ولما تقارن حالها بجماره  تلاقى نفسها جارها متسواشى حاجه  متتحملش وترجع تقعد فأوضتها مره تانيه ...


اما جماره فاكل يوم لازمن تطلع من المشتمل عالسرايه مع غازى تقف على دماغه وهو عيفطور، ومتقعدش غير بعد مايخلص، ويطلع ويرجعلها آخر الليل مبسوط وبيغنى ياخد منها اللى عايزه ويديها ضهره وينام ، ودا هو روتين يومها من يوم مااتجوزت غازى ..


صوح هو دايما لسانه معاها زفر وبيشتمها باقذر الالفاظ بسبب ومن غير سبب لكنه لما بييجى ياخد حقه منها مبيتعاملش معاها غير بكل هدوء وساعتها مش بتشوف فعنيه غير كل اعجاب وانبهار ولهفه بتنتهى بمجرد مايبعد عنها ...احساس قاتل بالوحده وسط ناس متعرفهاش وزوج مهمل وخوف من غاليه اللى كل ماترفع عنيها عليها وهى قاعده معاها تلاقيها بصالها بكره وحقد متعرفش سببه ولا فاهمه هى عملت ايه عشانه ...


واللى مزود احساسها بالوحشه انقطاع امها عيشه عنها ومنع غازى ليها من انها تروح تزورها وحجته انه بيسأل عليها وهى كويسه وانها مينفعش تفضل رايحه جايه عالسرايه قدام الاكابر والاعيان عشان محدش يقوله كلمه عنها تفور دمه ولا يعايره بيها ...


كتير سألته هو ليه اتجوزها مدام بيستعر من امها وكارهها وكاره امها بالطريقه دى! وكان دايما جوابه انه اتجوزها مخلصان حق ..


جماره كانت بتفتكر انه عيقولها تريقه لكنها متعرفش انه فعلا متجوزها مخلصان حق ودى الحقيقه ...بس بيخلص بيها حقه من حكيم مش من اى حد تانى .


الحاجه الوحيده اللى كانت مصبراها على الوحده والوكت هى تماضر ام حكيم اللى كانت عتعاملها بكل حنان ومحبه ودايما لما تبصلها تشوف فعنيها نظره حسره مخلوطه بعطف جماره برضو مش قادره تفهم سببها ..


كل اللى قادره تفهمه انها بجوازها من غازى جات لسجن كبير حيطانه من مرمر وبيبانه من دهب وفضه ...صوح الوكل حلو والموطرح احلى وبراح بس مفيش حاجه تضاهى حلاوة حضن امها ولمة الحبايب والجيران كل عشيه فبيتهم يتسامرو ويضحكو وكل وحده تشتكى للتانيه همها وتشاركها فرحتها ..  


اما غازى فاببُعد حكيم من السرايه مبقاش قادر يعمل اللى كان فباله يعمله، ولا عارف يكيد حكيم بجماره ويحسر قلبه عليها، وكذا مره يروحله عشان يرجعه السرايا بحجة ان مرت عمه تعبانه من الوضع، ولما ملقاش من حكيم الا الرفض بطل من المحاولات واكتفى بأنه يهين جماره ليل نهار قدام الكل قاصد ان حد منهم يوصله اللى بيعمله فجماره ويحرق قلبه عليها اكتر ماهو متوكد انه محروق ...

لكن الوضع دا تماضر قررت انه مش هينفع يستمر وهى شايفه حكيم رجله بطلت تدوس السرايا بالنهار وغازى عمال يصول ويجول ومفيش غير حسه بيجلجل فودانها وحس ولدها الحنين اتقطع من السرايا ولو دخلها بيدخلها فنصاص الليالى كيف الحراميه ...


جالها زى كل ليله واول ماراح عليها يبوس دماغها بعدت عنه ورفضت انه يقربلها ...


حكيم :وه !!زعلانه منى ياك؟ عميلت ايه يخليكى تصدى منى اكده يالبة القلب ؟


- :عميلت اللى محدش عيمله ياواد بطنى وسندى وعزوتى ...هملتنى وهملت سرايتك وهجرت موطرحك ...خليتنى احس ان الموطرح كلياته ديق فعينى وطابق على نفَسى من غيرك حسك وريحتك وطلتك اللى عتشرح قلب امك ...


حكيم :غصب عنى يام حكيم وانتى خابره ديه زين 


-له مخابراشى ومفيش راجل عيحكمه قلبه ويشتته كيف ماعيمل فيك اكده ويخليه يهجر مخدعه وناسه...


عاود ياحكيم واملا سرايتك بحسك وهيبتك ومتديش فرصه لغيرك ياخد مكانك ...وحط قبال عينك دايما ان الموطرح اللى عيحرسه اسد معتتنططش فيه القرود ..


حكيم هز دماغه بتفهم وفرك وشه بأيده ...حاضر ياامى هرجع ..بس مش دلوك ادينى وكت اتقبل الوضع .


-مفيش وكت تانى ..خدت وكتك وبزياده ..اطلع من السرايه الليله وهيصاحبك غضب قلبى وربى ليوم الدين ..


حكيم بصوت غضبان :يمممممه ليه يممممه حرام عليكى عتعفصى على قلبي وروحى بكلامك ديه !


-المفروض انتا من حالك كنت عفصت  على قلبك وحطيته تحت رجلك ياشيخ البلد وكبيرها ،مش تستنى امك اللى تعمل اكده ...ودلوك قوم اطلع على اوضتك ونام ففرشتك خليت غاليه تنضفها وتهويها النهارده عشان تبيت فيها ...


حكيم :له ومتوكده انى هبيت !جباره يام حكيم وقويه والله .


-قويه غصب عنك واكسر راسك اليابس ديه لو اتوكدت ان اللى جواه هيخليك تأذي حالك ...قوم يلا فز من قدامى على اوضتك ...


حكيم بضحكه :وه ! تعالو يااهل البلد شوفو شيخكم اللى لما عيتحدت عتسكتو كيف التماثيل امه عتزعق فيه كيف العيل الصغير وعتقوله فز من قدامى !


تماضر بصتله بطرف عينها :تشيخ وتتمشيخ عالخلق كلها لكن علي انى له ...قدامى توب المشيخه يتخلع ويقعد قدامى حكيم ولدى كيف ماولدته لابمشيخته ولا بجاهه...


حكيم بضحكه :واهون عليكى اخلع واقعد عريان اكده فعز السقعه دى متخافيش ياخدنى الهوا لما اقف قصادك بلبوص !


تماضر قاومت ابتسامتها وبصت بعيد عنه لكن ابتسامتها اتحررت لما حكيم قرب منها مره وحده ومسك ايدها وفضل يبوس فأيدها وراسها وخدها بوسات سريعه وهو بيتكلم :انى ...تبعدى ..عنى ..

وتخلينيش ..احبك ..طب اهه .اهه ..اهه ..اهه 


تماضر بتبعد فيه وبتمثل الزعل :ابعد ياواد يابكاش انته ...عامل حالك عتحبنى وانتا ليك شهرين تاركنى وهاجرنى وهاجر قعدتى .


حكيم :يبووووى على نكران القطط ! امال مين ياتماضر اللى كل عشيه ياجى ينام فحجرك ويقولك كل اللى حوصول معاه واللى عيمله واللى ناوي يعمله ؟ تصدقى انتى لو مرتى وقولتيلى الكلمه دى كنت شيعتك على بيت ناسك طوالى ..له وتقولى هاجرنى قال ؟ هاجرك ايه ياوليه !


تماضر ضحكت وفردت اديها واخدت حكيم فحضنها وطبطبت على ضهره وحبت دماغه وهمست فودنه :ربنا يسعد قلبك الحنين ويرزقك بفرحه تنسيك كل تعب تعبته فعمرك ...


حكيم باس ايدها وغمض عنيه ورجع فتحهم وقام بعد ماساعد امه تنام وغطاها وباس جبينها وطفى النور وطلع وقفل الباب وهو سامعها بتدعيله دعواتها المعتاده اللى لابتتعب منها ولا بتمل .


خرج حكيم وطلع اوضته واتمدد على السرير ولأول مره ميبقاش مرتاح وميعرفش ينام فأكتر مكان كان بيرتاح فيه ...


قام وراح وقف فالشباك بتاع اوضته وربع اديه وفضل باصص على الجنينه بتاعت السرايا وفكره مشغول ببكره واللى هيحصله فيه لما يقعد معاها فموطرح واحد وميفصلش بينهم غير امتار او اقل، وريحتها تتغلغل فروحه ومع ذلك مايقدرش يبصلها ولا له حق حتى يتكلم معاها وهو عارف ان غازى متوكد انه قلبه كان هاويها ...حتى لو كان غازى ندل هو مش ممكن يكون زيه لا اخلاقه ولا دينه ...يعنى بتعبير ادق الجنه هتكون قصاد عنيه وهو قاعد فالنار وجنته ساكنها ابليس ...


اثناء تفكيره اتفاجأ بباب المشتمل بيتفتح بشويش وبعدها خرجت منه جماره وقفلت الباب وقعدت على نص برميل قديم كان قدام المشتمل وهى لافه اديها الاتنين على نفسها من البرد وانعكاس نور بسيط كان متسلط عليها وكفيل انه يبين لحكيم ان ملامحها ملامح وحده مخنوقه ضاق بيها المكان وخرجت تستجدى نسمة هوا تطيب روحها زيه ...


اتنهد وسند دماغه على الشباك وسمح لنفسه انه يراقبها ويطبع صورتها فعنيه ويتشارك معاها لاول مره فحاجه حتى لو كانت الحاجه دى خنقه وضيق وهم ..


طولت فقعدتها والجو ابتدا يسقع اكتر وحكيم طول ماهو باصصلها بيتحسر على جمارته واللى عيتعمل فيها من غازى ومخليها تسيبله الفرشه والاوضه والمشتمل كله وتهج فعز السقعه لحالها ...بص للساعه وشاف ان الفجر خلاص هيبدأ قرآنه وهى لسه قاعده على قعدتها  ومش هاممها البرد لكن قلبه قرصه عليها وصعب عليه تفضل فالجو ديه وخصوصا ان الهوا الساقع ابتدا يتسلل لصدره هو كمان مع انه محتمى بحيطان مش بيسفح فيه الهوا من كل اتجاه زيها ...


فكر ازاى يخليها تدخل ...يزعق والكل يسمع ولا ينزل يروحلها ويخاطر ولو حد شافه واقف معاها تتجرس ؟!


بعد تفكير لجأ لحل ونفذه وجمع من الاوضه حجات صغيره وابتدا يرمى فيها قريب من جماره ...اول مره جماره فاقت من سرحانها والتفتت بس مادتش اى ردة فعل ومع تانى ضربه جماره قامت تتلفت حواليها بخوف ومع تالت ضربه جريت دخلت المشتمل بسرعه وقفلت الباب ...


حكيم ضحك عليها بخفه :ههههههه طلعت خوافه ..واخد نفس عميق وبعدها قفل الشباك وراح اتمدد على سريره وغمض عنيه على صورتها متمنى وبيقول لنفسه انه لو بيده يفضل طول العمر واقف قصادها وباصصلها اكده وميخليش جفنه يرف لحظه وصورتها تتقطع من عينيه...


********

تانى يوم الصبح جماره وغازى حضرو للسرايه وكالعاده غازى فطر وقام عشان يمشى وهو بيعدل فالعمامه بتاعته لكنه وقف مكانه مبتسم وهو شايف حكيم بينزل على السلم بكامل هيبته ووقاره والعبايه على اكتافه وريحة عطره سابقاه وماسك سبحته الدهب فيده ونازل بكل رزانه ...


غازى همس لنفسه :والله كان قلبي حاسس ان اليوم ديه هتوحصول فيه حاجه تفرحنى ...


بص لحكيم واتكلم بفرحه واضحه :اصباح الخير ياواد عمى ...حمداله عالسلامه نورت بيتك وموطرحك ..بس اشعجب رجعت يعنى دانى الشعر طلع فلسانى ياراجل عشان تعاود ومكنتش راضى ؟


حكيم :بمزاجى ياغازى ..اروح اعاود بمزاجى ...وبطل رط عالصبح عشان رطك ديه كان اكبر سبب فطفشانى من السرايا ..روح لحال سبيلك وخلينى افطور بسكات ...مش كنت طالع برضك ولا انى غلطان ..


غازى :له دا كان قبل مااشوفك واعرف انك اهنه ...هأجل الطلعه لما نطلعو مع بعض ...افطور ونشربو الشاى سوا ونطلعو عشان عاوز اشاورك فحاجه اكده ...


قعد حكيم على السفره وهو بيهز دماغه بديق من غازى واتكلم بصوت عالى :الفاطور يازبيده ..

زبيده ردت عليه من المطبخ :حالا ياسى البيه دقايق ويكون جاهز ..


غازى شاف عيون حكيم على سبحته مرفعهاش واتكلم بنبره اعلى من نبرة حكيم :جمااااره ...خشى هاتى الفاطور لحكيم ومن اليوم ورايح انتى اللى تجهزيله الفاطور بنفسك وتقفى فوق راسه زى مابتعملى معاى لحدت مايخلص وكله متقعديش ...


حكيم فمقام اخوكى دلوكيت ..


جماره اخدت الامر ودخلت المطبخ وحكيم رفع عنيه على غازى اللى قاعد قصاده وساند دقنه على ايده وفعيونه نظره بتقوله ...عذابك بقى فيدى ...


حكيم جلى صوته واتكلم بنبره واطيه :ملوش لزوم ياغازى انى متعود افطور من يد زبيده ومهغيرش عادتى ..


غازى :جرب بس تفطور من يد جمارتى  وانتا هتشوف الفرق وتغير عادتك وتنساها كمانى ...قالها وضحك ضحكه سمجه مقطعهاش غير صوت تماضر وهى طالعه من اوضتها بتزق الكرسى بتاعها بأديها :توها السرايه اللى رجعت نورت برجوع قانديلها وشمعتها من تانى ...يادى النهار النادى ..


حكيم ابتسم وقام راح على امه باس دماغها ومسك ايدين الكرسى وقربه على السفره ...


مش عتقولى معدتيش تصحى بدرى وعتصلى الفجر وتنامى تانى ؟!


غازى :ليها حق هتعمل ايه يعنى مادامك عتاجيلها كل يوم بعد نص الليل وتقعد تودود معاها وتسهرها وانتا خابر زين ان مرت عمى معتسهرشى 


حكيم :دانتا مراقبنى عاد !


غازى :وانى حداى اغلى منيك احطه قبال عينى ليل نهار واعرفه عيروح فين وياجى من فين وعيعمل ايه .؟


حكيم :فيك بركه والله ياواد عمى ..وبص لامه وانشغل فالكلام معاها اثناء ماكانت جماره بتحط الاكل على السفره وبعد ماخلصت فضلت واقفه .


حكيم اتكلم من غير مايبصلها :اقعدى 


جماره مردتش عليه لكنه كرر كلمته باعلى نبرة صوت عنده :قووولت اقعدددى ..


جماره انتفضت وجريت قعدت على الكرسى اللى جمب ام حكيم وتماضر مسكت ايدها تطمنها وبصت لحكيم عشان يتحكم فأعصابه وحكيم كمل كلامه لكن بنبره اهدى 

معحبش حد يقعد واقف على راسى وانى قاعد ...دى حركة استعباد انى محبهاش توحصول معاى ..


غازى وصل لاعلى مراحل الغيظ بعد ماحكيم قدر يبعد جماره عنه وهرب من عذاب قربها منه والاكتر من اكده انه امرها تقعد وهى نفذت وكسرت كلمة غازى ..


فطر حكيم وخلص وجماره قامت تعمل شاى وجابته ووقفت قدام حكيم وغازى اللى قعد جمبه على الكنبه وحكيم مد يده خد كباية شايه من غير مايرفع عينه وغازى بصله وبص لجماره ومره وحده مسك كباية الشاى اخد منها شفطه وحدف بيها جماره جات على صدرها و صرخت بكل صوتها وهى بتحاول تبعد الهدوم عن جسمها وحكيم انتفض واقف اول ماشاف المنظر والشياطين كلها اتجمعت قدام عنيه وهو شايف جماره عتفرفرط من الحرق قصاد عنيه وغازى باصصلها ومبتسم بتشفى بعد مانطق كلمه وحده :شايك مااااسخ ....


وللحكايه بقيه ......


بقلم :ريناد رينوووو❤

لكم منى اجمل باقات الزهور 🌷⚘🌷

💭💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💭

النهارده بارت واحد نظرا لقلة التفاعل على البارت الاول بتاع امبارح

الا لو التفاعل كويس وعجب رينوو في كلام تاني

لكن بجد النهاردة لو مفيش تفاعل مفيش بارت تاني 

______________

الروايه حصري للجروب و ممنوع انها تتنشر في اي جروب الا بعد الانتهاء

_______________

جماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت الخامس 5 


حكيم  بص لغازى بغضب، ومره وحده مسكه من هدومه وقومه وايد فضلت ماسكه هدومه بعد مارمى كباية الشاى اللى كان ماسكها عالارض وضم ايده ورفعها وكان هينزل بيها على وش غازى لولا صرخة امه وقفته ...

-له ياحكيم اوعاك ياولدى متركبش روحك الغلط ..


حكيم اتنفس بغضب ونزل ايده اللى كان هيضربه بيها لكنه فضل ماسك غازى من هدومه وغازى قدام عاصفة غضب حكيم ماكنش منه الا انه فضل يبلع ريقه بخوف وانتظار لبطش حكيم اللى نجح  فانه قدر يوصله لاقصى درجات الغضب بعملته دى...


حكيم بص فعيون غازى جامد بعيون حمره زى عين غول واتكلم من بين سنانه  ...متخافش مهمدش يدى عليك ...عارف ليه ! عشان اللى عيمد يده على مره ويستقوى عليها ميوبقاش راجل ..وانى ممدش ايدى الا على راجل زيي ..نهى جملته ورمى غازى على الكنبه وبص لامه بصه اخيره بمعنى ان انتى السبب فكل اللى بيوحصول ديه ...انتى السبب فأذية جماره واذيته اللى اكبر من اذيتها ...

قبل مايطلع من السرايه بروحه المحروقه كيف حرق جماره بص عليها  بصه اخيره  وفالوقت دا غاليه كانت نزلت من فوق وشافت الموقف وبرغم كل حاجه جريت اخدت جماره وراحت بيها ناحية الحمام وفتحت الحنفيه وفضلت ترش ميه على صدر جماره ورغم كرهها ليها الا انا اتأثرت من منظرها اللى يقطع القلب ودموعها اللى مش متوقفه وبرغم الالم كاتمه صوت بكاها ...


طلع من السرايه جرى ، نفسه يهرب من كل حاجه بتوحصول حواليه راح الاسطبل لف لثامه و ركب جمره وطلع بيها وسابلها اللجام ونكزها برجله وهى فهمته وطارت بيه تسابق الريح وهو غمض عنيه وسابلها مهمة الهروب  ..


 لكنه طول مامغمض  عينه شايف  منظر جماره وهى عتفرفط من الشاى وفضل يلوم نفسه عشان هو السبب فكل اللى بيحصلها ده وبتحاسب على فاتورة كره غازى ليه ...


فتح عنيه واكتشف ان جمره جابته لشارع عذابه واتنهد بقلة حيله وهو بيحاول يهرب منها وكل حاجه بترجعه ليها ولذكرياته معاها ...


وقف بجمره قصاد بياعة التوت اللى فرحت بشوفته وقامت من موطرحها وراحت عليه بلهفه :بطلت تاخد توت ليه ياولدى ...معدش يعجبك التوت بتاعى ولا لقيت حد غيرى تشترى منيه ؟!!!


حكيم اتكلم والتكشيره لسه على ملامحه : ادينى كل التوت اللى حداكى..


بياعة التوت رجعت وابتدت تحط التوت فعلبه بلاستيك وعينها على حكيم واتكلمت بحذر ...فيش حاجه تستاهل كل الزعل ديه ياولدى ..ارمى حمولك عالله وقول يارب ..


حكيم مردش عليها لكنه ردد فى سره ..يارب ..يارب ..يااارب 


مد ايده اخد منها التوت واداها الفلوس ولف عشان يمشى لكنه وقف وبصلها وكلمها بنبرة امر ..عارفه طريق سراية الشيخ حكيم  ؟


بياعة التوت :ومين ميعرفهاش !


حكيم :كُلت صباح تاخدى كل التوت اللى معاكى وتروحى بيه اهناك ..تسألى على واحد اسميه بشندى تديه التوت وهو هيديكى حقه ..


الست بفرحه :امرك ياسى البيه ..من عنيا التنين ..ربنا يريح قلبك زى ماهتريحنى من القعده ووجع القلب والضهر والمناهده ...


حكيم هزلها دماغه بحركه بسيطه واتحرك عشان يرجع لكنه شاف عيشه ام جماره شايله طبق الجبنه وماشيه سرحانه و عدت من جاره معرفتهوش ..


حكيم :ام جماره ...ام جماره ..خاله عيشه ..

عيشه انتبهت واتلفتت حواليها واتفاجأت لما عرفت ان حكيم هو  اللى بيكلمها اول مابعد اللثام عن وشه ..


عيشه :اصباح الخير ياولدى ..معرفتكش سامحنى ..كيفك وكيف امك ..وكيف جماره على حسكم 


حكيم :عتسألى على بتك كيف الغريب ليه ياخاله ..فيه وحده تقعد شهور متزورش بتها ولا تطمن عليها !!


عيشه :معلهش حكم القوى ياولدى منتا خابر ..معايزاشى مشاكل ولا عايزه اجيب الحديت لبتى ..وعلى العموم انى مطمنه عليها فحمياتك وحماية الحجه وعارفه زين انها مهتنضامش وسطيكم .


حكيم اتنهد ورد عليها بصوت تعبان :بس هى محتجاكى جارها ..والمفروض متاَبعِيش حد وتبَعدى عن بتك ...على رأى اللى قال  ادخل بيت عدوى لو هيقتلنى مادام ليا فيه حبيب .


عيشه :القول مفيش اكتر منيه ياولدى بس وكت الفعل الناس عتتربط بحبال العجز ..


حكيم :مفيش ربيط ولا حبال ومن اهنه ورايح كلت يوم القاكى فالسرايه حدا بتك تطمنى عليها وتشوفى ناقصها ايه وتقوليلى عليه ..


عيشه :بس ياسى حكيم ...

حكيم :مبسش ..خدى علبة التوت دى وديهالها والجبنه اللى معاكى دى حودى على بيتك سبيها وانى هديكى حقها ...ومن اهنه ورايح انى هديكى كد اللى عتكسبيه مرتين بس تسيبك من بيع الجبنه وتستنبهى لبتك ...ويلا امشى قصادى عشان تروحى الجبنه وبعدها اوصلك لحدت السرايه ...


وبالفعل عيشه سمعت كلام حكيم وراحت معاه برغم انها عارفه ان غازى مش هيعديها لكنها لقتها فرصه تتطمن على بتها جماره اللى قلبها زى النار عليها وملقياش على شوفتها بَصاره ....


وصلو السرايه وعلى ابوابها لقو غازى واقف مع اتنين رجاله واول ماشاف عيشه جايه مع حكيم وشه انضرب بالغضب وحكيم اول ماوصل قصاده نده على بشندى اللى جاله جرى من قدام باب المندره ووقف قباله ملبي ..اؤمرنى ياحكيم بيه ..


حكيم اتكلم  بنبرة تحدى وهو باصص لغازى :دخل ام جماره السرايا يابشندى وقول لام حكيم خاله عيشه ضيفة حكيم النهارده وخلى حد يقصر معاها وعاوز حد يفتح خشمه ..


وقولها كمانى انها كلت يوم هتاجى السرايا وتقضى طول النهار كمانى والكلام ديه عاوز كلمه تتقال بعديه ....


خلص كلامه ولف عشان يروح الاسطبل وبشندى اخد ام جماره ودخل بيها السرايا وغازى فضل واقف مكانه ساكت ودخان الغضب بيخرج من ودانه ..


حكيم دخل السرايا وراح قعد جمب امه وغاليه اللى كانت قاعده وحاطه ايدها على خدها وفدنيا تانيه 


تماضر بصت لحكيم بحنان واسف عاللى هو فيه وهو اكتفى انه هزلها كتافه بحركه ان دا نصيبه وبعدها نام على الكنبه وهمسلها يسأل ..فينها ...وكيفها دلوكيت ؟


تماضر :فأوضتى دخلتها غاليه ترتاحلها هبابه ...اما عامله كيف فحتى لو حرق الجسد خفيف حرق الروح واعر ياولدى ..


حكيم ضرب الحيطه جمبه بأيده ونفخ بغلب ووجه كلامه لغاليه ...حرقها واعر ياغاليه ..شفتيه 


غاليه اتكلمت وهى باصه لبعيد ..صدرها كله نَفَط وبقلش  فالتو ...الشاى كان مولع ربنا يهديه غازى ...


حكيم :ربنا يحرق روحه فنار جهنم ...ربنا يعذبه بالنار كيف ماعذب وحده من عباده ونسى انه لا يعذب بالنار الا رب النار ...


غاليه غمضت عنيها بألم لانها برغم كل شيئ الا ان لغازى فقلبها مكان ولسه اى كلمه عليه بتحسها كورباج بيجلد قلبها ...


هى كارهه احساسها ده بس مفيش فيدها حيله عليه ..حب كبرت معاه وكبر معاها ...حلم حلمته من وهى صغيره وكل يوم تزود عليه تفاصيل وتعلق عليه امال ..صعب يتخلع من جواها بسهوله ..كل الناس شايفه غازى وحش الا هى دايما شايفاه مظلوم والدنيا جت عليه ...مره بموت امه ومره بموت ابوه ومره بخسارة ارضه ومره بخسارة لقب المشيخه ...


حكيم : غاليه عكلمك ..


غاليه :هاااه ..مسامعاكش والله ياخوى قول من تانى كنت عاوز حاجه ؟


حكيم :عقولك خلى قلبك حَنين دايما على عباده كيف النهارده ..


عاودى غاليه اللى قلبها ابيض من لبن الحليب ومتحاسبيش حد على غلطة غيره فحقك ...

جماره ملهاش ذنب ان غازى اتجوزها ..ولا تعرف انك كنتى رايداه ...البت يتيمه واللى هيحن عليها هيكسب اكبر ثواب ...عامليها كيف ماتكون اخت ليكى وراعى ربنا فيها وساعتها قلبك هيبرد صدقينى 


غاليه ببرود :متوكد ان قلبي هيبرد تضمنلى ديه ... ؟ متضحكش علي وعلى نفسك ياولد ابوى مفيش قلوب عتبرود من نار الغدر ولا الخيانه ...وان كان على جماره متخافش انى ملياش صالح بيها ..بس مش بيدى انى اغصب على حالى واقرب منيها ..متحملهاشى دى ياولد ابوى .


حكيم : معلهش بس حاولى ...حاولى  برضاى عليكى .


اما عند جماره 

شهقت بفرحه مخلوطه بدموع اول ماشافت امها عتفتح عليها الباب وقامت جريت عليها واترمت فحضنها لكنها شهقت من الوجع اول ماامها ضمتها على صدرها ..


عيشه بعدتها :مالك يابتى موجوعه من ايه ؟

جماره :له يمه سلامتك مفيش وجع دانى بس متوحشاكى عشان اكده تلاقينى عشهق من الفرحه ..كانت بتتكلم وتلف فطرحتها على شعرها ورقبتها زين عشان امها متشوفش الحرق ..


عيشه اتفحصت بتها من فوق لتحت وركزت على عيونها الحمره وملامحها التعبانه ورجعت ضمتها ومسدت على ضهرها ...ربنا يعدل المايل ويهدى النفوس ويقف معاكى على كل ظالم يستقوى عليكى يابنيتى ..


جماره بنبره هاديه بتحاول تكون طبيعيه ...مفيش حد ظالمنى يمه ولا حد جاى علي ..كل اللى فيها انك بقالك كام يوم معتغيبيش عن بالى وكل الوكت متفكراكى وعيونى تسح فالدمع لحالها ...


عيشه بعدم تصديق : معلهش يابنيتى لو عالبعاد سي حكيم امر انى اجيلك كلت يوم ومعادتش وحده مننا حتنحرم من التانيه ...


جماره بفرحه ...صوح يمه ..امانه عليكى 

عيشه ...وحيات عنيكى الزورق  اللى دبلو من كتر البكا دى وبقو كيف مية البحر المعكره  صوح ..


يلا تعالى شوفى ايه ديه ..حبيبك اللى عتموتى فيه ...

عيشه فتحت العلبه وجماره شهقت واخدت العلبه من يد امها ...تووت ..الله عليكى يام جماره والله متوحشاه قوى وكل صبح فمعاد ماكنت عاكله عحس انى حاجه ناقصانى ورب العزه ...ربنا يخليكى ليا يااحلى عيشه فالدنيا ..


عيشه :بس التوت ديه سلفك حكيم اللى جابه وعطهونى اديهواك مش انى اللى جبته 


جماره :سى حكيم ؟

عيشه :ابو قلب طيب اللى عيفكر فكل اللى حواليه ومعينساشى حد واصل ...وحكتلها على عرضه عليها وجماره بينتلها انها فرحانه بس من جواها حزينه لان بكده غازى هيكون زلته ليها بامها اكبر عشان عتبقى عيشتها من هنا ورايح عليهم ومن خيرهم وعينها هتتكسر قدامه اكتر ..لكن برضك عرض حكيم عليها هيريحها من التعب وهى حاسه بتعب امها وكسرة ضهرها من الشغل ومتقدرشى تكون انانيه وتحرمها من الراحه دى حتى لو هى اللى هتتعب ..


حاولت عيشه تخلى جماره تفضفضلها عن السبب اللى مخليها دبلانه وان كان غازى زودها عن الكلام وعيمد يده عليها لكن جماره طمنتها ان حتى الكلام مبقاش يتقل عليها فيه ولا يزعلها ...


وامها سكتت ورمت حمولها وحمول بتها على الله لكن من جواها حاسه ان جماره عتكدب ومش عاوزه تقهرها عليها ... 


جماره ابتسمت وهى نايمه على رجل امها وامها عتمسد على شعرها بحنان كيف ايام زمان وجماره مبتسمه 


 ومدت ايدها عالتوت واكلت منه واتكلمت بسرحان ..الاقوليلى يمه سى حكيم عرف من وين انى عحب التووت انتى قولتيله!!


عيشه :له مقولتلوشى حاجه و حكيم لازمن عيعرف كل كبيره وصغيره عن اللى حواليه .. وخصوصى اهل بيته واتكلمت بنبرة جديه ...اسمعينى زين ياجماره 


لو عايزه سند ليكى يقدر يقف قدام غازى مفيش غير سلفك حكيم هو اللى يقدر يعملها ويوقفه عند حده ..اشتكيله على كل حاجه واشتكى للحجه تماضر وهما معيقبلوش الظلم ولا يسكتو على باطل ..


جماره هزت دماغها بموافقه وهى بتقول لنفسها ...هو وينه حكيم عشان يقف لغازى ..ديه من ساعت مااتجوزت وجيت السرايا هج منيها كيف مايكون مكانش عاوز غازى يتجوزنى ..لا هو ولا غاليه ولا اى حد ..ولا حتى غازى شكله كان عاوز يتجوزنى بس معرفش ايه اللى حوصول ...


بصت لامها وسألتها بحيره ...هو ليه غازى مطلعش كيف حكيم اكده قلبه حنين وميرضاش بالظلم ولا بالزل ..مش هما التنين رباية خاله تماضر يبقى لازمن يكون الطبع واحد مادام الرك عالربايه كيف ماعيقولو !!


عيشه :صوح هما عيال عم ومن بوره وحده بس فرق السما والارض بينهم وبين بعض ...كيف بورة زرع وحده طرح فيها جدر صبار وفنفس البوره طلع جدر بنجر ...الجدور ملفوفه على بعضها لكن ديه فيه مرار الدنيا والتانى فيه حلاوة الدنيا والكلام ديه مش من عهد غازى وحكيم ...له الكلام ديه من عهد ابو غازى وابو حكيم ..التنين الفرق بينهم كيف الفرق بين غازى وحكيم بالظبط ...غازى يابتى واخد طبع ابوه ورث وفوق الورث شِرب من نفَس ابوه كتير عشان ابوه مات وهو فى سن الصبا ...يعنى كان ١٣ سنه او١٢ حاجه كيف اكده ...كان اكبر من حكيم بسنه وحده وكتها بس اللى كان يشوفه ويشوف حكيم يدى حكيم اكبر من سنه عشان العقل والفهم اللى كان شايله ..


ابو غازى بعد ماابوه مات ورث الارض كلها وقال ان ابوه كتبهاله بيع وشرا وبعد موت ابوه طلع الورق وجاب شهود وابو حكيم معترضش ولا كدبه ولا قال انا ليا شبر واحد فالارض ...


متعرفيش خوف من ابو غازى اللى كان جبروته وكتها كيف جبروت فرعون فزمانه ...


ولا صوح كيف ماقال ابو غازى ان ابوه خاف عالارض من ابو حكيم اللى كان عشاه تخطفه القطه من طيبته يضيع ارضه وشقى عمره بفهاوته ...


بس اللى كلنا استغربناله انه لو عاوز يحافظ عالارض صوح وكتبها لابو غازى يبقى كان لازمن يعوض ابو حكيم ويديه حاجه تانيه ...قرشينات ولا بيوت ولا اى حاجه كيف اكده ...


لكن مره وحده بصينا لقينا ابو حكيم حالته اتعترت وبقا يشتغل فأرض اخوه اجير وحتى ولده حكيم اشتغل معاه ..وكان كيفه كيف اى اجير يجرى عليه اللى يجرى عالغريب ...


مرته تماضر الشهاده لله كانت بلسم تتحط عالجرح يطيب من طيب لسانها وكلامها اللى يخش القلب طوالى ...وكتها كانت ام غازى عيانه بمرض عفش محدش عرفله علاج خلاها طريحة الفراش سنتين ومن كبر نفسها قبل اكده ملقتش اللى يشيلها فعياها وغير اكده الناس كانت خايفه من اللى حداها ، مفيش  غير ام حكيم ربنا يباركلها ..هى اللى اتكفلت بيها وبمراعاتها ومهابتش من اللى حدا ام غازى... 


ماتت ام غازى بعدها وبدال ماابو غازى يشكرها ولا يقولها كتر خيرك عاللى عيملتيه مع مرتى وولدى وبيتى طردها من السرايا وحرم عليها دخلتها متعرفيش ليه...


يومها ام حكيم طلعت من البيت مفرفره من البكا والقهر وابو حكيم طلع وراها ومفيش على لسانه غير لاحول ولا قوة الا بالله ...انى شفتهم عشان وكتها كنت فالزريبه عحلب البقرات بتوع شاهين ابو غازى كنت بحيلى وكتها وكانت دى شغلتى مانتى عارفه ...


المهم من يومها وام حكيم طلعت ومعاودتش بيت ابو غازى تانى ...لكن غازى كان يروح حداهم علطول وكانت تماضر برضك تاخد بالها منيه كيف حكيم بالظبط ..


معداش كتير ومحدش يعرف حوصول ايه وسمعنا ان ابو غازى وقع من فوق سطح البيت بتاع ابو حكيم ونزل على دماغه ومات فالتو ...ناس قالت ان ابو حكيم هو اللى وقعه من فوق بس محدش صدق فالراجل الطيب التقى اللى كان يصلى ويصوم ويعرف ربنا ...


والحكومه جات وحققت وطلعت ابو حكيم برائه وقيدوها انه وقع من عالسطح لحاله...قضا كيف ماقالو  ...ولو جيتى لأغرب حاجه حوصلت ان تماضر هى رخرى فاليوم ديه وقعت من على السلم وضهرها اتكسر واتشلت ومن يومها وهى على كرسى كيف شوفة عينك .


بس تعرفى .. اهل البلد كلياتهم فرحو ان ابو غازى غار بجبروته وقسوته،


 وبعدها طوالى راحو على ابو حكيم ونصبوه شيخ بلد موطرح اخوه وهو قالهم انه مهيقدرش عليها بس الناس صممت انه محدش غيره يمسكها ومن يومها وكلمة ابو حكيم سادت بين الناس بالحق ...وشويه شويه ارض غازى بقت تتنقل حته حته لابو حكيم لغاية ماغازى بقا لاوراه ولا قدامه ودار فالبلد يقول عمى وولده خدو ارضى ...


من وكتها وعداوته لحكيم معتدسش والكل خابرها زين وبرغم اكده عمه ابو حكيم مسابهوش وخلاه تحت جناحه وفبيته واتكفل بوكله وشربه ومصاريفه كيفه كيف حكيم  واحد غيره كان شغله اجير كيف ماابوه عيمل فيه وفولده ..


بس هو محطش كل ديه قصاد عينه ولا حط قبال عينه مرت عمه اللى مكنتش تفرق فالحنيه بينه وبين ولدها حكيم ...واللى قسم ضهر غازى لماابو حكيم داهمه المرض ونومه والمشيخه كان لازمن حد غيره يمسكها ...وقتها كان عود حكيم وغازى شب وبقو شباب عليهم العين وغازى كان عشمان يمسك المشيخه اللى هى اصلا من حقه وورثه من بعد ابوه بس الضربه النوبادى جاتله من اهل البلد لما كلهم اجمعو ان حكيم هو اللى يمسك المشيخه بعد ابوه وبالخصوص بعد ماعرفو استهتار غازى وصغرنته ورميحه ورا الغوازى طول الليل ..


جماره :وعارفه ديه كلياته عنه وجوزتينى ليه يمه !!! 


عيشه :مش انى اللى جوزتك عمك اللى جوزك ومخدش حتى شورى وبعدين الناس قالت انه اتغير واتعدل حاله وبطل سرمحه ورا الغوازى ..

بس الظاهر الطبع العفش معيهملش صاحبه واصل ..


جماره :له وانتى الصادقه دا النحس والفقر اللى مش عيهمل صاحبه واصل ...كيف معامل معاى اكده .


عيشه :استغفرى ربك يابتى واستحمديه دا الرك عالقسمه والنصيب وعلى قول حكيم انتى مكتوبه لغازى مرته وام عياله من ساعة ماتولدتى ...وعلى سيرة عياله مفيش حاجه جايه فالطريق اكده ولا اكده ؟


جماره :له مفيش ويارب مايكون فيه واصل ..انى اصلا كارهاه قوم اخلف منيه ؟!!!


عيشه :ياهبله دا هفة العيل ديه هو اللى هيغليكى ويحليكى حداه ويهديه عليكى ...هو اللى هيكبره ويكبر عقله ..


جماره :والله غازى مايتغير لو خلفتله جيش الملك النعمان عيال .


عيشه :طب بسك هبل طيب انتى متعرفيشى حاجه الراجل مفيش حاجه تعقله غير لما يشوف خلفته عتتنطط حواليه ..بس اتجدعنى انتى وانتى تشوفى ان كلام امك هو الصوح 


جماره هزت دماغها بموافقه واخدت توته وحطتها فبوقها وغمضت عنيها 


عيشه ضربتها على يدها :هتقعدى طول عمرك رمرامه وتاكلى التوت من غير غسيل لما فيوم هيعملك لعبكه فبطنك 


جماره باعتراض :يمه لعبكة ايه عاد هو حلاوة التوت بترابه وعبله اكده عيوبقى ليه طعم حلو قوى ...طب تصدقى لما عيتغسل معحبهوش 


عيشه :معفنه 

جماره ضحكت ودفنت دماغها اكتر فحضن امها والاتنين سكتو وكأن كل وحده فيهم بتشكى للتانيه اللى فيها بس بسكات ...


خلص اليوم وعيشه قضته كله مع جماره لحالهم اتغدو مع بعض فاوضة ام حكيم اللى خلتهم على راحتهم واتعشو مع تماضر وغاليه ...وحكيم طلع وسابلهم السرايا عشان يبقو على راحتهم ..وغازى مشافوش وشه طول اليوم وفأخر اليوم ام جماره رجعت بيتها بعد مااتشكرت من ام حكيم وحكيم اللى امر بشندى يوصلها لحد بيتها واداه فلوس يديهالها بس لما يوصلو هناك عشان متحسش بحرج وهى عتاخدهم من يد حكيم ...


بعدها حكيم رجع السرايا وملقاش جماره لقاها راحت على المشتمل طلع اوضته وحاول ينام وزى كل يوم النوم حلف مايزور عينه وراح على الشباك وكان الوكت متأخر فتحه وبص منه وبرق عنيه وهو شايف جماره قاعده فمكانها على نص البرميل وابتسم وهو شايفها حاضنه علبة التوت وبتاكل منها وهى باصه بعيد وابتسامه خفيفه مرسومه على وشها اتسللت وحده زيها لشفايفه هو كمان ونزلت على قلبه برد وسلام بعد  بعد مااتقلب على جمر قهره عليها طول اليوم ....


وللحكايه بقيه ....


بقلم :ريناد رينووو❤

لكم منى اجمل باقات 

💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝

مع انه التفاعل على البارت السابق مش حلو خالص والمفروض مينزلش بارت لكن رينو مهنش عليها 

اللايك قبل القراءة و الكومنت  بعد القراءة 

________________

الروايه حصري للجروب و ممنوع انها تتنشر في اي جروب الا بعد الانتهاء 

________________

بسم الله نبدا 

جُماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت السادس 6 


اكسرو نفسى بالتفاعل اكسرو وانا راجعه من اعتزال  ..ماشى يابينى آدمين 💔


حكيم ابتسم على ابتسامة جماره وفضل باصصلها وهى حاضنه التوت وبتاكل بفرحه زى طفله صغيره  ...اتنهد وبص للسما واتحدت مع نفسه ...آااااه  لو كنتى  قسمتيلى كان زمانى حاطك بين ضلوعى ومانع حتى نسمة الهوا تلفلف من حواليكى ياجمارة القلب ...كنتى هتوبقى فغلاوة الضنا ومعزة الاخت ومحبة الام ...كنت هلفلفك برموش عيونى واحاوطك بروحى ...مكنتش هغفل عنيكى لدرجة انك تقومى من جارى وتقضى طول الليل فالطل والبرد وانى نايم محاسسشى بيكى  ...آااااه ياجمرة القلب آااه  ...


فضل طول ماجماره قاعده هو واقف فالشباك وطافى نور الاوضه عشان لا جماره ولا اى حد يشوفه وفضل مراقبها من بعيد وبعد فتره شافها كل شويه تتململ وتعدل قعدتها .. وتتلفت حواليها بخوف ..


حكيم :اكيد البرميل الحديد سقع وبقا كيف الرصاص تحت منك وانتى متحمله برد الشتا  يالبة القلب عشان اهوَن عليكى من برود غازى وعذابه ليكى ...ياترى عيعمل ايه فيكى لما عتكونو لحالكم لما قدام الناس ووسطهم عيعمل فيكى اكده ؟  ..


جماره انكمشت على نفسها وضمت دراعاتها حوالين جسمها ولمت هدومها عليها وحكيم اول ماشاف حركتها دى مقدرش يتحمل وبعد عن الشباك ونزل فتح باب السرايا وطلع للجنينه ...


راح على مكان فآخر الجنينه ورجع منه متوجه على مكان جماره ..


جماره حست بخطوه وراها وقامت منفوضه وبصت اتفاجأت بحكيم واقف وراها وماسك فأديه حتت خشب مقطعه بشكل مستوى ...


جماره :سي حكيم ؟


حكيم مردش عليها لكنه اتقدم وحط الخشب على الارض ومشى من غير مايرد عليها ورجع ماسك فأيده قروانه صغيره وقزازه واتكرفس على الارض وابتدى يحط الخشب فى القروانه وكب عليهم من القزازه اللى اتضح انها قزازة جاز وطلع ولاعه وولع فالخشب وكل ده وجماره واقفه تراقبه باستغراب شديد ...


حكيم وقف واتكلم من غير مايبص لجماره وجاهد نفسه عشان يقدر يوجه عينه بعيد عنها خاف لو بصلها تشوف فعنيه كل المدسوس فقلبه


  :مش زين عليكى قعدتك فالطل والبرد ديه ...ولو لازمن من الطلعه تقلى الخلجات اللى عليكى ..انى هخلى بشندى يجيبلك خشب اهنه ولو حسيتى حالك سقعانه قوى ولعى نار تدفيكى ..


خلص كلامه ولف بعد عنها وهى لسه واقفه وفاتحه خشمها ومش عارفه تقول حاجه ...


بصراحه حاجه غريبه على عقلها ان ولد عم جوزها يكون واخد باله انها قاعده فالبرد وان خلجاتها مش تقال وياجى بنفسه يولعلها حطب عشان تدفى، وجوزها مقلوب جوه ولا دارى بيها بردانه ولا ميته من البرد حتى ولا عيحس بيها لما تقوم من جاره من اساسه ولا لما ترجع ...


قعدت جماره ومدت اديها بسرحان تستمد الدفى من النار ورفعت عينها تلقائيا على شباك اوضة حكيم وشافت خياله فالضلمه واقف فالشباك وساند عليه دماغه وضمت حواجبها بتساؤل عن السبب اللى مخليه واقف فالبرد اكده وقالت لنفسها اكيد عنده حاجه شاغلاه وتاعباه ومطيره النوم من عينه كيف حلاتها ..


فضلت جماره قاعده وباصه للنار وبتفكر ايه القلب اللى شايله حكيم دا وليه الحنان اللى عتشوفه فيه دا مفيش منيه حتى نقطه فقلب غازى ...

 

فضلت شويه وهى سرحانه ومستمتعه بمنظرر النار والدفا اللى اتسللها منها وطرد السقعه من جسمها، لكنها حست انها متكتفه من مراقبة حكيم ليها وقامت دخلت المشتمل ومنسيتش علبة التوت اخدتها معاها  وحكيم هو كمان قفل الشباك ودخل اتمدد على سريره وحط ايده تحت دماغه وصورة جماره وابتسامتها قدام عنيه ومبتسم عليها لحد مانام ..


تانى يوم الصبح حكيم اتقصد انه ينزل متأخر بعد مااتأكد  من شباك اوضته ان غازى غار من السرايا وطلع يباشر عمال ارضه عشان عارف انه لو نزل وهو قاعد هيعمل اى حاجه فجماره عشان يكيد قلبه ...


نزل من على السلم واتلفت يمين وشمال ومشافش لا امه ولا غاليه وعرف مكانهم لما سمع صوتهم جاى من اوضة امه واتوكد انهم هما كمان فضلو انهم ميطلعوش وغازى قاعد عشان يكفو جماره شره وشر اللى عيعمله فيها لما يشوفهم ...


نزل وحده وحده وبص على الصاله وشاف جمارته قاعده وماسكه حاجه فيدها ومقرباها على وشها وبتشمها ومغمضه عنيها ...


حكيم ابتسم لما شاف اللى جماره ماسكاه ولقاها سبحته اللى وقعت منيه امبارح الصبح وطلع ومخدش باله ليها ولا اتفكرها ...


حكيم بصوت حنون :احممم ..


جماره فتحت عنيها مخضوضه وبصتله واتكلمت بلعثمه :س سى حكيم ...اصباح الخير 


حكيم :عجباكى !


جماره بتوهان :هى ايه؟

حكيم شاورلها بعنيه وحواجبه على السبحه اللى فيدها  وجماره بصت للسبحه ..


حكيم :لو عجباكى خديها متغلاش عليكى 

جماره بسرعه وبنفى :له اخدها ايه ..انى لقيتها واقعه تحت الكرسى اتلافيتها وبصراحه لقيت ريحتها حلوه قوى عجبتنى شميتها ...ربنا يخلى صاحبها ويبارك فعمره ...ومدتهاله بابتسامه 


حكيم فضل ثوانى مضيق حواجبه وباصص لجماره وبيتجول فملامحها  ونزل بعينه غصب عنه من وشها على مقدمة رقبتها الظاهره من تحت الشال وشاف اثر حرق الشاى احمر منفط  وبسرعه دار وشه الناحيه التانيه وهو بيقول فنفسه ..الله يولع فيك ياغازى كيف ماحرقتها وحرقت قلبى  ...اتنهد وانتبه لنفسه ومد يده اخد السبحه من يد جماره الممدوده واستغفر ربه من ذنب النظره وهرب بسرعه من قدامها بخطوات سريعه على اوضة امه ...


حكيم دخل بعد ماخبط خبطتين عالباب وامه سمحتله بالدخول 


-اصباح الخير ياام حكيم ...صباح الخير ياغاليه الغاليه ..


غاليه :اصباح النور ياخوى 

تماضر :اصباح العسل والسكر ..يجعل صباحك ويومك كله  رزق وبركه ياولدى 


حكيم دخل باس راس امه وجبين غاليه وقعد على طرف السرير ..


فطرتو ولا لسه ؟


غاليه :امى مرضتش وقالت مهفطرش دلوكيت 


حكيم : ليه يالبة القلب مرضتيش تفطورى لحدت دلوكيت وانتى اليومين دول رجعتى تقومى من الفجر وعتجوعى عشان معتتعشيش !!


تماضر :لنفس السبب اللى خلاك انتا كمانى متنزلش ولا تفطور لحدت دلوك مع انى متوكده انك صاحى من بدرى وقاعد فاوضتك ..علونك يعنى منمتش طول الليل وباين على عنيك المنفخه من كتر السهر والفكر ..


حكيم :متقرينيشى قوى اكده ياتماضر 

تماضر :وابقى ام كيف لما محسش بولدى !!!


غاليه :طب وبالنسبه للامومه دى معتطلعشى غير مع ولدك بس وانى الغريزه عتاجى حداى وتعطل !!


مانى كمانى منمتش من امبارح وقاعده سهرانه مقولتليش حاجه 


تماضر :كدابه ...اصلا انتى اول ماعتشوفى السرير عتتقلبي على بوزك وتروحى فالنوم وتشخرى فالتو واللحظه ..


غاليه :وه ! انى ؟

تماضر :وه فعينك شخيرك واصلنى من فوق وقالق منامى طول الليل .


حكيم :ايوه الله يمه غاليه عليها شخيره عتغطى على صوت ضفادع الترعه كلهم انى طول الليل سامعها .


غاليه :ايوه ايوه وقول ان شخيرى هو اللى مخلاكشى نمت طول اليل انتا كمانى ..ارمونى بالتهم الباطله ع اول الصبح خلونى آخد من حسناتكم من غير تعب ..


حكيم :بمناسبة التعب همى روحك واطلعى جهزى الفطور مع زبيده عشان تشهلى وراى سفر بكره على القاهره هروح اشوف معامل اللبن اهناك واجيب الايراد وعاوز اخلص الوراى اهنه قبل ماروح 


غاليه :متكلمتش وقامت اتحركت على بره وهو شال امه وحطها عالكرسى بتاعها وطلع بيها وراها طوالى ...


غاليه طلعت ووراها حكيم  وامه ولقو جماره محضره الفطور وشالت اللى موطرح غازى وواقفه مستنياهم واول ماشافتهم اتحركت ناحية ام حكيم وابتسمت ..


اصباح الخير ياخاله ومسكت ايدها باستها بحب 


تماضر بحنان :اصباح السعاده على عيونك ياجمارة البيت ..تعبتى حالك ليه يابتى مغاليه كانت هتحضره مع زبيده !


جماره :على ايه التعب دا فاطور ميردلهوش تعب ...تعبكم راحه ياحجه ...وبصت لغاليه :اصباح الخير ياغاليه 


غاليه :اصباح النور ياجماره ..وبصت لحكيم اللى كان باصص بعيد ...يلا ياحكيم عشان تفطور مش قولت معاوزشى تتأخر على مواعيدك ...هم يلا .


حكيم اتحرك بالكرسى بتاع امه وخلاها جمبه على يمينه زى مامتعود دايما وغاليه قعدت على شماله وجماره فضلت واقفه جارهم 


تماضر :ماتقعدى يابتى واقفه ليه !


حكيم جاوبها وهو عيصب الشاى ومش باصص عليها :علونى نبهت عليها امبارح وقولتلها محبش حد يوقف عالوكل لكن الظاهر ان مخها تخين معيفهمشى ..


جماره رفرفت برموش عنيها بزعل من كلمة حكيم ومردتش وبصت للارض لكنها سمعت ام حكيم بتقولها :


اقعدى يابتى وافطورى معانا عارفه انك مفطرتيش ...وشافتها بتبص لحكيم بزعل ومبرطمه كيف عيله صغيره حد هَت فيها (زعق)


تماضر :متزعليش حكيم ولدى ميقصدش بس هو معيحبش يقول كلمه ومحدش يسمعها ..اقعدى يابنيتى وافطورى معانا احنا مش كيف غيرنا انتى اهنه حداى كيف غاليه بالظبط، وحدا غاليه كيف اختها اللى مخلفتهلهاشى، وحدا حكيم كيف غاليه ...يعنى انتى اهنه وحده منينا واوعك تقفى على راس حد فينا وهو عياكل الكلام ديه ميرضيناش ..


حكيم كان بيشرب الشاى وكلمة امه ان جماره عنده كيف غاليه  خلت يده توقف ومتكملش طريقها لخشمه بالشاى وديق حواجبه اكتر ووشه اتجعص كأن ملامحه وقلبه وعقله رفضو الكلمه رفض قاطع وان جمارته لايمكن تكونله اكده ابداا...


جماره قعدت واخدت براد الشاى تصبلها كباية شاى كيف ماعيملت غاليه لكن تماضر اتكلمت ...مفيش وحده فيكم هتشرب شاى ساده انتو التنين هتفطورو حليب ..سامعين ؟ ونقلت عينها بين غاليه وجماره .


غاليه باعتراض :قلتلك ١٠٠ مره معحبش اللبن معحبوشششى .. وبعدين ماولدك حكيم عيبلبع فالشاى اهه مقيلالهوش ليه متشربشى واشرب حليب ؟!


-اسمها معيحبنيشى اللبن يابقره متقوليش عالبياض معحبوشى النعمه تزول من وشك وتشتهييها متلقيها يابومه، وبعدين ولدى حكيم راجل ويشرب اللى يعجبه واصلا هو واخد على شرب الشاى فمجالس الرجال ..


غاليه اتأفأفت ومسكت براد الحليب وصبت منه شويه على كباية الشاى وبصت لامها بتحدى يعنى ديه اللى حداى وامها هزت دماغها بقلة حيله وبصت لجماره :اشربى انتى حليب ساده يابتى متعمليشى زييها هى سنانها هيوقعو مع اول عيل تخلفه هينزل بسنتين معاه من سنانها عشان قلة شرب الحليب ديه ...


جماره هزت دماغها بموافقه وسابت الشاى وصبت حليب ومسكت كاسة الحليب بأديها الاتنين وابتدت تشرب من غير ماتاكل حاجه وحكيم بيشرب شايه وياكل ومع انه عيجاهد عشان ميلتفتلهاش لكن غصب عنه عينه خانته وراحت عليها وشافها عتشرب حليب ومركزه فكاسة حليبها ومديقه حواجبها بزعل ...ثوانى ورفعت عينها وجات فعين حكيم بصتله بصة عتب ورجعت تبص لكاسة حليبها مره تانيه ..


حكيم فهم بصتها والعتب اللى فعنيها واللى معناه بلاش انتا ..


 جلى صوته واتكلم بجديه :طيب انى طالع يمه عاوزه حاجه منى ؟


تماضر :عاوزاك سالم وغانم ياولدى ...روح ربنا معاك يحرسك من كل ردى ...


حكيم باس دماغها وبص بصه اخيره لجماره اللى لساتها مبرطمه ومرفعتش عينها من كاسة الحليب ولا بصتله من بعد بصة العتاب الوحيده اللى رفعت فيها عينها عليه ....


طلع حكيم وراح يخلص شغله واللى وراه عشان يسافر على القاهره مشواره المعتاد كل ٣ شهور يروح يشوف حسابات معامل تصنيع الالبان اللى فاتحهم اهناك ويجيب ايرادهم ويقعد اسبوع ولا عشر ايام ويرد..


رجع بالليل وغاليه حضرتله شنطة خلجاته اللى عيستعملهم اهناك كيف كل مره وطلع لاوضته من بعد ماساب فلوس لامه تحسبا لاى ظروف تحصول وهو مش موجود ولو عازو تانى فيه مع بشندى فلوس و يقولو لبشندى على اى حاجه يعوزوها وهو يجيبهالهم طوالى ...


خلع خلجاته وطفى نور الاوضه وراح على الشباك واستنى يومها جماره تطلع كيف كل يوم لكنها فالليله دى مطلعتش وهو رجح ديه لانها زعلانه عشان الكلمه اللى قالهالها الصبح واللى طلعت منيه غصب عنه لما شافها واقفه متذنبه جار الطربيزه على رجليها كيف ماعلمها غازى وطول اليوم يلوم فنفسه وضميره يأنبه عليها ...


راح على سريره نام وكل شويه يقوم يبص من الشباك ميلقاش جماره طلعت ويرجع لسريره من تانى ...


فكر بينه وبين نفسه زى كل مره ولامها ان اللى بيعمله ديه غلط وانه لازمن يمنع نفسه من مراقبة وحده متجوزه وفعصمة ولد عمه وان كل بصه عليها بياخد عليها ذنب وحاول كتير لكنه كل مره يلمحها او يشم ريحة وجودها حواليه ميقدرش يتحكم فرفرفة قلبه ...


ولا صوتها اللى لما عيسمعه كانه عيخبط على باب قلبه ويقوله افتح بيبانك والقلب يلبى مسلوب الاراده ميقواشى عالاعتراض ..


لبس الصبح واخد شنطته ونزل السلم  والمرادى الكل كان مستنيه عالسفره حتى غازى عشان يودعوه كيف كل مره ..


نزل وجماره اللى كانت عتصب الشاى لغازى بصت فاتجاه حكيم واول مالمحته فتحت بوقها بانبهار من اللى شايفاه قصادها ..


لاول مره تشوف حكيم بالمنظر والشكل ديه ...


كان لابس بنطلون جينز اسود وتيشرت اسود وعليه جاكت جلد اسود وكوتش ابيض والشعر لاول مره يظهر طوله من غير العمامه متسرح لورا ونازل بعد ودنه والدقن الخفيف  المتحدد مع الشنب  كل ديه مع بعضه على الجسم الرياضى المتقسم خلى جماره متصدقش اللى شايفاه لدرجة انها نسيت نفسها انها بتصب الشاى والشاى طفح من الكبايه قدام غازى  مفاقتش غير على صوت غازى بيصرخ ...ولما اقول بقره ولا اشتم تزعلى والناس تتحمقلك ..


جماره بخوف :معمعلهش حقك عليا مخدتش بالى ...ومسكت فوطة سفره وفضلت تنشف الشاى من قدام غازى ...


حكيم كان وصل حداهم وقعد على السفره بعد ماباس دماغ امه وصبح عليهم وبص لغازى واتكلم من بين سنانه: ممصطبحش ليه وقايل ياصبح ياغازى 


غازى :ليكش دعوه ولا دخل بينى وبين مرتى ياحكيم عقولك اهه ..مرتى انى حر فيها ومعاها وععلمها ...انى معاوزش ازعلها بس هى عتجيبه لحالها ...شوف بعينك عمايلها الرشله (خرقاء) دى، وشاورله بيده على الشاى المكبوب عالسفره ..


حكيم :مجراشى حاجه غصب عنيها غلطه وعتوحصول ..اقعدى ياجماره ..


جماره بصتله وبصت لغازى ..


حكيم بزعيق :قولت اقعدددى على حيلك 


جماره انتفضت وغازى ضحك بسماجه وبصلها ...اسمعى كلام سلفك واقعدى ياجماره انى قايلك لما حكيم يقولك حاجه ولا يطلب منيكى حاجه تنفذيهاله طوالى ...حكيم ديه اصلو حبيبى ...


قعدت جماره والكل ابتدا ياكل وجماره اتفاجأت بغازى بيغمسلها لقمه بقشطه ويمدهالها قدام خشمها ..


غازى :افتحى خشمك مالك اتخشبتى ليه ؟ هوكلك بيدى وادلعك وابسطك كيف مابسطتينى ليلة امبارح وخليتى مزاجى عال العال ..


غازى خلص جملته وجماره بحلقت عنيها بصدمه وحكيم حس انه اتخنق باللقمه اللى بياكلها وغاليه شرقت وهى بتشرب وصوت تماضر رج الموطرح كله ..


غاززززى ..اختشى شويه الكلام ديه ميتقالش قبال الناس ...وبعدين فيه بت بنوت قاعده معانا انتا اتخبلت ولا ايه !!!!


غازى :حقك عليا يامرت عمى مهتتكررشى ..نسيت حالى  ..بس الكلمه طلعت منى غصب من فرحتى بمرتى اللى ابتدت تفهم دماغى وتعمل كل اللى يريحنى ...حقك عليا مهعاودهاشى  ..


تماضر :ربنا يسعدكم ويهدى سركم بس خد بالك عتقول ايه وقدام مين واللى بين الراجل ومرته ميطلعش من بينهم هما التنين والا يبقو ملعونين ..


غازى شاورلها بدماغه بموافقه ورجع يوكل جماره فخشمها بسكات قدام غاليه الى  وطت عنيها فطبقها مرفعتهمش ، وحكيم اللى فضل يشرب شاى بس وكل ماتخلص كبايته يصب غيرها ،وجماره اللى مستغربه غازى وعمايله وكلامه وهو   اصلا ليلة امبارح خلاها تنام فالاوضه  وقفل عليها باب الاوضه من بره وهو نام فالصاله متعرفشى ليه !


واول ماقام الصبح اتلككلها وضربها من غير سبب !


حكيم رفع عينه وبص لايد جماره اللى مدتها تاخد براد الشاى تصب لغازى اللى خلص كبايته وشاورلها تصبله تانى ، وشاف اثر ضربه مزرقه على ايدها ظاهر من تحت كم الجلابيه وغمض عنيه بألم من كدب غازى والاعيبه وكيده اللى مهيخلصش، وصعبت عليه جمارته وقام خد شنطته وهرب من وسطهم ومن البلد كلها بعد ماراح الاسطبل الاول ودع جمرته وهو عارف ان فالبعد عن غازى غنيمه لكن فنفس الوقت مش هاين عليه يبعد عن جمرته وجمارته ويسيبهم فيد غيره   ... 


فاليوم ديه غازى طلع زى عادته من الصبح مجاش غير بالليل لكن الغريبه انه لما عاود قالهم انه مسافر فشغله ضروريه وطلب من جماره انها تروح معاه المشتمل تحضرله شنطته وتاخدلها غيارين وتقعد معاهم فالسرايا متعاودش المشتمل لحدت ماهو يعاود من السفر ...


محدش اتكلم لكن قلب تماضر لعب من سفر غازى المفاجئ ورا حكيم طوالى وخصوصا انه مش متعود يسافر قبل اكده واصل ولا طلع من البلد غير مع حكيم عالمعامل ولا ليه اشغال بعيده ..ودعت ربنا وهى شايفاه ماشى ان ربنا يستر ويسلم ...


وللحكايه بقيه ...


بقلم ريناد رينووو 🌷⚘


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌸🌼🌻🌺🌹

البارت التاني والتالت 👇👇👇👇


من هنااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close