رواية عشقت خيانتها الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية عشقت خيانتها الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
الفصل_الأول
اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
« قبل بداية الرواية أحب أنوه إن الرواية من بداية ما كتبت، عذرًا إذا كانت تحتوي على بعض الأخطاء أو بساطة التعبير، فكنت ومازالت أتعلم، شكرًا لتواجدكم ومتابعتكم»
#عشقت_خيانتها
الفصل الاول «حلم ....»
_ ماما .... ماما !!!!! ....متسيبينيش لوحدي لاااااااا ...مامـــــــاااااا
_ متخافيش يا حبيبتي انتي مع "حسن" ... متخافيش ....
_ أنا مش عايزة حد غيرك انتي .... أنا عاوزة أبقى معاكي انتي .....
_ حسن حياخد باله منك ..... أنا لازم أمشي دلوقتي .... مع السلامة يا "نسمه" ....
_ لا ....لا ..... ماماااااااااا ... إرجعي يا ماما .... متسيبينيش لوحدي ......!!!!!!
قامت من نومها مفزوعة بنهج شديد تحاول إدراك أن ذلك هو نفس الحلم مرة أخرى لتهمس لنفسها بخيبه أمل ....
_ ااااه ... نفس الحلم تانى ....!!!!!
رفعت عينيها بإتجاه الحائط لتنظر إلى الصورة المعلقة ، صورة لعائلة سعيدة مبتسمة ، صورة أب وأم وطفل صغير فى الثانيه عشر من عمره وإلى جوارهم طفله صغيرة لا تستطيع الوقوف معتدله تمسكها أمها من ذراعها خوفاً من أن تقع أرضاً لتهمس بإشتياق بالغ .....
_ وحشتونى أوى ... أوى ...نفسى أشوفكم حتى لو لمرة واحده .... أنا من غيركم مسواش حاجه ولا ليا قيمه ....ااه يا بابا أنت وماما !!!!! ...الدنيا من غيركم وحشه أوووى .....
بكت فى خفوت إشتياقاً وحباً لوالديها فكم إشتاقت لرؤيتهم وحنانهم الذى حرمت منه ....
دق الباب بنفس الموعد كالعاده فهى لا تتأخر أبداً كل صباح لتستمع "نسمه" لصوت "حنان" زوجه أخيها المنفر وهى توقظها بإستيائها المعتاد .....
_ "نسمه" ... يا "نسمه" ....!!!!! أووووه .... أنا مش حفضل اليوم كله قاعده بنادى عليكى ... مستنيه سعادتك تصحى من النوم !!!!! ... يلا قومى ...!!!
دفعت "نسمه" غطائها عن ساقيها وهى تردف بإنصياع تام مردفه بتملل ...
_ حاضر ... أنا صحيت أهو خلاص يا "حنان" .....جايه أهو ....
نهضت من فراشها متملله لتخرج من غرفتها متجهه الى المرحاض أولاً لتعترصها حنان زوجه أخيها وهى تتوسط خصرها بيديها وقد عقصت وجهها بضيق حين وقعت عيناها على "نسمه" لتردف بإشمئزاز إعتادت "نسمه" عليه ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
_هو أنا لازم وواجب عليا أصحى حضرتك كل يوم الصبح !!!!! .. إيه متعرفيش تصحى لوحدك ؟!! .. يلا إنجزى بسرعه .. أنا معنديش اليوم كله أستنى جنابك ...!!!!
تنفست "نسمه" بعمق لتردف بهدوء منكسر ...
_حاضر ... أنا متاخرتش ولا حاجه دى الساعه لسه مجتش سبعه ونص ....!!!
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
استشاطت "حنان" غضباً لمجرد رد "نسمه" عليها فهى لا تطيق سماع صوتها الهادئ المثير لاشمئزازها لتردف بعصبيه شديده...
_ أنتى مش حتبطلى تردى عليا ....!!! هو أنا أكلمك كلمه تردى عليا خمسين كلمه !!!!! ..ده إيه المصايب إللى على الصبح دى ....!!!! عارفه لو رديتى عليا تانى بكلمه واحده أنا حقول لأخوكى "حسن" ... وهو حيعرف يتصرف معاكى ....فاهمه !!!
رفعت "نسمه" كفيها بتخوف واضح تستجدى "حنان" ألا تشتكيها لأخيها "حسن" ...
_ لالالالا ...الله يا خليكى يا "حنان" ...بلاش "حسن" أخويا .. حالاً أهو .. حالاً ....
" (نسمه) بنت رقيقه فى العشرين من عمرها تشبه "فاتن" والدتها الفلسطينيه الجميله ... بيضاء اللون ذات عيون محيره بعض الأوقات ترى باللون الأخضر و أوقات أخرى باللون العسلى مائله إلى اللون الأصفر تتشابه عيونها بعيون القطط ، فهى تتمتع بعيون واسعه وأهداب طويله ، أكثر ما يميزها هو وجهها الضحوك البشوش ، فهى دائمه الإبتسام ..
وذلك بالطبع سبب محبه الجميع لها لرقتها المتناهيه وبشاشه وجهها .....
توفت والدتها وهى فى العاشرة من عمرها ، ولأنها تشبه والدتها إلى حد كبير كانت مقربه جداً لوالدها ، فكان يدللها كثيراً لشده حبه لها ولوالدتها مما أثار غيرة أخيها "حسن" وحقده على أخته التى تتلقى الكثير من الحب والإهتمام والدلال على عكسه تماماً ....
بعد أربع سنوات من وفاه والدتها توفى والدها أيضاً ، بهذا الوقت كان عمر "نسمه" لا يتجاوز الرابعه عشر عاماً بينما كان حسن يكبرها بكثير فعمرة كان يقارب الخامسه والعشرين ....
ولهذا أصبح "حسن" بما أنه الأخ الأكبر هو الوصى عليها وعلى ميراثها فهو ما تبقى من عائلتها لها ، كما أدار جميع أمور شركه والدهم بمفرده ...
تزوج أخيها من "حنان" و أنجب منها ثلاثه أطفال "عمرو" 4 سنوات .. و"حبيبه" و"فرح" توأمان عمرهما سنتان ...."
دلفت "نسمه" بعجاله إلى المرحاض توضت وصلت الضحى وتوجهت نحو المطبخ تستعد لتتلقى قائمه الأوامر اليوميه من "حنان" زوجه أخيها .......
والتى كانت بدورها تتفنن بتحضير تلك القائمه المجهزة يومياً لتكيد بـ"نسمه" التى لا تحبها على الإطلاق ...
_ يلا ... إغسلى كل الأطباق إللى فى الحوض دى وحضرى الفطار عقبال ما أروح أصحى أخوكى .... وعلى الله آجى ملاقيش فطار زى ما عملتى إمبارح .... !!!
نسمه : حاضر ....
تركتها "حنان" متجهه لإيقاظ إبنها "عمرو" للإستعداد للذهاب إلى المدرسه بأول يوم دراسى من هذا العام .....
أخذت "نسمه" تسرع بغسل الأطباق وتحضير طعام الإفطار قبل مجئ "حسن" فهى تخشى غضبه حينما تتأخر بشيئاً ما لتحدث نفسها بخوف متعجبه من تلك الأطباق التى أمامها...
_ أنا بس نفسى أفهم كل الأطباق دى جت منين أنا غسلت كل الأطباق الباقيه إمبارح قبل ما أنام !!! ..بتجيب بس كل الأطباق دى كل يوم منين ؟!!! .... اوووووف ...!!
حضرت "نسمه" الإفطار ووضعته على المنضده الصغيرة لتستمع لصوت آتى من خلفها لطالما كرهت هذه النبرة الآمرة المتحكمه الغاضبه منها دوماً ......
_ حضرتى كل حاجه ...؟؟!!
_ أيوة يا "حسن" ...
_ طب روحى إعمليلى الشاى ...
كانت ملامح "حسن" مختلفة تماماً عن "نسمه" ، فكان ممتلئ الجسم نوعاً ما قمحى البشرة ذوت صوت غليظ ، يتفنن فى معاملتها بقسوة وجفاء ...
عادت "نسمه" إلى المطبخ لتصنع الشاى كما طلب منها "حسن" حتى انتهت ووضعته بأكوابه الزجاجيه الخاصه لتحمل تلك الصينيه خارجه من المطبخ ...
قبل أن تصل إليهم أخذت نفساً عميقاً وزفرته ببطء إستعداداً لحديثها مع "حسن" وعليها تحمل غلظته وقسوته ...
وضعت الصينيه أمام أخيها وهى تبتسم برقه تحث نفسها بالتحلى بالقوة لمحادثته فيما تحضر له منذ عده أيام ....
باغتها "حسن" متطلعاً بسكونها المستفز مردفاً بغلظه ...
_فيه إيه ... ؟؟؟ مالك متسمرة قدامى كده .... ؟؟ عايزة إيه على الصبح ....؟
تلعثمت "نسمه" بشده مردفه بتوتر ...
_ لا .... بس ... اااا ....
ليصرخ بها "حسن" بعدم تحمل ...
_ ما تنطقى ..!!!
قفزت "نسمه" من مكانها مع صرخه أخيها المفزعه ...
_ أصل النهارده ... أول يوم فى الدراسه .. و ....و ....
ألقى "حسن" الخبز بعنف فوق المنضده ليردف بضيق بالغ ...
_ أيوه... وبعدين .... ؟؟؟ هو مش إحنا إتكلمنا فى الموضوع ده وخلاص خلصنا منه ولا إيه ...!!
_ بس يا "حسن" ...السنه دى آخر سنه ليا فى الجامعه و .....
لم يطيق "حسن" صبراً لأكثر من ذلك ليهتف بعصبيه مفرطه يقاطع حديثها ...
_ أنتى عايزة إيه دلوقتى؟!!! ...كل يوم تعيدى وتزيدى فى نفس الموضوع !!! ... أنا خلاص قلت رأيي وإنتهينا خلاص ...
_ بالله عليك يا "حسن" ... دى آخر سنه ليا وعايز أكمل دراستى .... أوعدك مش حكلفك جنيه واحد ... حصرف على نفسى ومش حكلفك حاجه ... بس ورحمه بابا سيبنى أكمل ....
تفكر "حسن" لبعض الوقت قبل أن يردف بتجهم محذراً "نسمه" ...
_ ماشى ... بس خلى فى علمك دى آخر مرة حنفذ لك طلب .... وأنتى المسؤوله عن نفسك متطلبيش منى أى طلب نهااااائى ... مفهوم ....!!!!!
إتسعت إبتسامتها بفرحه عارمه كادت تقفز فرحاً لها مردده بسعاده ...
_ مفهوم ... شكراً يا "حسن" .... شكراً ....
أسرعت "نسمه" نحو غرفتها بعجاله شديده تبدل ملابسها قبل أن تذهب إلى الجامعه فهذا المكان الوحيد الذى تحبه وتشعر فيه بالسعاده والراحه ....
وقفت "حنان" عاقده ذراعيها بغضب وهى تهز من جسدها بغيظ شديد تنهر زوجها عما فعله مع تلك البغيضه منذ قليل ...
_ غلطان يا "حسن" !!!! ...ما كنت تخليها قاعده ... هى حتعمل إيه يعنى بالشهاده ....؟!!!
_خليها تغور !! ...أهى من ناحيه مش حتغرمنى حاجه وحتهلك نفسها فى الشغل أو أى حاجه حتعملها عشان تجيب مصاريف كليتها ... ومن الناحيه التانيه تغور من وشى بدل ما هى قاعده لنا ليل ونهار كده ... وأنا أساساً مبطقش أشوفها ...
_ على رأيك ... أنا أساساً كل ما أشوفها بتعصبنى وبيركبنى خمسميه عفريت ...!!
زفر "حسن" بضيق من تحمل "نسمه" طوال تلك السنوات ليردف بتملل ..
_ امتى اليوم إللى أخلص فيه من وشها الفقرى ده !!! ...ها خلاص يا "حنان" جهزتى "عمرو" ..؟؟
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
_ اه خلاص .. أهو لبس اليونيفورم و أخد السندويتشات ... وصله أنت فى طريقك بقى ...
_ يلا بينا ...
أمسك "حسن" بيد ولده "عمرو" خارجاً من المنزل ليمر بمدرسه ولده أولاً قبل ذهابه لمتابعه عمله بشركته فى حين وقفت "حنان" تقضم شفاهها بغيظ شديد فحتى لو أن زوجها معه حق إلا أن تلك الفتاه فازت بالنهايه وإستطاعت الحصول على ما كانت تبغاه وستذهب لجامعتها ...
لتغمم "حنان" بحقد شديد ...
_ ماشى يا ست "نسمه" .... فاكره إن التعليم حيفيدك قال !!! ...مينفعش تاخدى كل حاجه مش كفايه عليكى شكلك الحلو كمااان عايزة شهاده عاليه !!! ....مينفعش أخليكى تاخدى كل حاجه ...مش حنولهالك لا .... مسيرك تقعى تحت إيدى .... أنتى مش أحسن منى فى حاجه!!! .. لما كمان تاخدى شهاده عاليه وأنا لأ ....!!
#الفصل_الثاني
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
الفصل الثاني « لقاء حار ...»
غرفة نسمة ...
لم تصدق "نسمه" نفسها بعد موافقه "حسن" على إستكمال دراستها وعودتها لجامعتها مرة أخرى ، إرتدت ملابسها و حملت حقيبتها لكن قبل خروجها من الغرفه نظرت نحو صورة والديها تحدث والدتها وتشكى إليها كما لو كانت معها تحدثها حقاً ...
_ أخيراً يا ماما "حسن" رضى أكمل دراستى ... بعد طبعاً ما "حنان" كانت أقنعته أنى كفايه عليا كده !!! .... أنا مش مصدقه نفسى .... وحشتينى أوى يا ماما .. كان نفسى تبقى هنا وتدافعى عنى ... "حسن" بيظلمنى جامد أوى ومش عارفه ليه ؟؟! .... بس المهم دلوقتى أروح الجامعه وسط أصحابى إللى وحشونى ... وأخلص دراستى وأخد شهادتى بقى .... وساعتها حشتغل و أخلص من تحكم "حسن" و"حنان" فيا ..... بس لحد ما ييجى الوقت ده مش لازم حد يحس بأنى عندى المشاكل دى .... أنا دايماً قويه ... مينفعش أحس منهم بالكسرة أو الشفقه عليا ... بنتك قويه يا ماما .. وحفضل قويه زيك ....
خرجت من المنزل متجهه لجامعتها سيراً على الأقدام فجامعتها قريبه إلى حد ما ولا داعى لإستقلال أى وسيله للمواصلات للوصول إليها ...
كانت تتلهف لمقابله أصدقائها فجميعهم تعرفت عليهم خلال الثلاث سنوات الماضيه لدراستها بالجامعه ماعدا صديقتها المقربه "أحلام" فهى صديقتها منذ المرحله الثانويه ....
كانت تتعمد دوماً ألا تخبرهم بمشاكلها مع أخيها وزوجته فهى لا ترضى بشعور الشفقه بديلاً عن الصداقه والمحبه النابعه من القلب ، كما أنها ليست كثيرة الشكوى وتفضل الكتمان عن الثرثرة الفارغه التى لن تفيدها بشئ ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
الجامعة ...
بعد غياب لشهور طويله لم تلتقى إحداهن إقتربت منهن "نسمه" بإشتياق كبير ...
رسمت على وجهها إبتسامتها العذبه لتقبل على صديقاتها بوجه بشوش كعادتها دوماً ، ذلك القناع الجميل الذى يوارى خلفه كل ما يدور بحياتها بعيداً عنهن ، قناع يخفى حزنها الدائم ووحدتها المقيته ..
قناع يخفى ما تتعرض له حتى عن "أحلام" أقربهن إليها ، حيث تركت لهم الظاهر فقط بأنها فتاه رقيقه جميله ضاحكه الوجه لاتبالى ولا تشعر بأى مشكلات أو هموم بحياتها ...
الكافيتريا ....
هتفت "نسمه" بإشتياق ...
_وحشتونى أوى يا بنات ...
وقفن جميعاً يحتضنون "نسمه" واحده تلو الأخرى ...
بسعاده حقيقيه إقتربت منها "دنيا" تلك الفتاه الرومانسيه الحالمه التى تنظر إلى الدنيا من منظور وردى للغايه ....
فتاه وحيده والديها مدلله للغايه ، تحمل وجه طفولى برئ وملامح مشرقه سعيده بإبتسامه عذبه ...
تعشق الإهتمام وتدقيق التفاصيل لهذا لديها حب وشغف غير معقول بصحتها و العنايه ببشرتها وتألقها ، دوماً تهتم بعنايه بشرتها وشراء العديد من مستحضرات التجميل ...
عقبت "دنيا" على تأخير "نسمه" مردفه بضحكه صافيه ...
_ "نسمه" ....!!! إيه التأخير ده كله ..؟!! .. إحنا إفتكرنا إنك مش جايه ....؟!!
أجابتها نسمه بدبلوماسيه محاوله منها لإخفاء السبب الحقيقي بداخلها ...
_ وأنا أقدر برضه ... بس هو أول يوم دراسه بيبقى فيه لخبطه عندنا فى البيت ... أنتوا عارفين بقى الأولاد الصغيرين ولاد أخويا ودوشتهم الصبح ..
فتحت "أحلام" ذراعيها وإعتلت ثغرها إبتسامه واسعه برؤيتها لصديقتها الحميمه ...
_ المهم إنك جيتى ....
" أحلام ... فتاه نحيله نوع ما ذات بشرة حنطيه وعيون سوداء واسعه ، قويه الشخصيه وتعتبر نفسها قائده تلك الصحبه مسيطرة دوماً عليهن جميعاً ، دوماً قراراتها صائبه وتنبههم على الدوام للصواب بحياتهن حتى لا يقعن بأى خطأ ، تعمل كمصححه لتصرفاتهن بكل خطوه يخطونها "
إستكملت "أحلام" حديثها الموجه لـ"نسمه" التى حضرت للتو ...
_ كنا لسه بنتفق كلنا على حاجه .. بس قوليلى الأول .. أنتى وراكى حاجه النهارده ...؟؟؟
بإستراب بالغ تسائلت "نسمه" ...
_ حاجه ..حاجه إيه .... ؟؟ لا معنديش حاجه ... بتسألى ليه ...؟؟؟
حركت "أحلام" كتفيها برفعهما ثم أهدلتهما مرة أخرى قائله ...
_ أبداً قلنا بما إننا طول الأجازة مشفناش بعض ... ممكن نخرج سوا النهارده ونقضى بقيه اليوم مع بعض .. أصل أنتوا وحشتونى أوى .. وعايزين نرغى كتييير مع بعض ...
على الفور كانت إجابه "سحر" تسبقهن جميعاً ...
_يا ريت ...
" سحر .... رفيقتهن الرابعه ، فتاه مميزة للغايه سمراء جذابه ، تتحلى بقوة وشجاعه إستطاع والدها ذرعها بها وبأختها الصغرى "سمر" ، طالما كانت "سحر" واضحه محدده لأهدافها وتحقيق ذاتها ، غير عابئه بكل المغريات لفتاه بسيطه بعمرها ، فصبت كل إهتمامها بدراستها والتفوق بها أولاً ولا شئ آخر سيحيدها عن طريقها ، لها طريقتها المميزة والساخره من الأمور كافه ولا تقبل التهاون ولا فرض الرأى مطلقاً ... "
زاغت عينا "نسمه" بإرتباك شديد فهى لن تستطيع قضاء الوقت معهم فعليها العودة مباشرة بعد الجامعه لتردف برفض مغلف بإبتسامه..
_ معلش أعذرونى أنا .. مقدرش أتأخر .. أنتوا عارفين أخويا بيرفض خالص أنى أتأخر بره البيت بعد معاد الجامعه ...
كتفت "أحلام" ذراعيها مردفه بضيق...
_ طب والحل ؟!! .. بجد عايزين نقعد سوا ونعرف أخبار بعض ... طيب أقولك حاجه !! ... إحنا ممكن نيجى نقضى اليوم عندك فى البيت طالما أخوكى مش عايزك تخرجى بره البيت .... إيه رأيك ...؟؟
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
هوى قلبها بتخوف فأخيها وزوجته لن يرحبا أبداً بهن وسيظهروا وجههم القبيح لهن وستخجل للغايه إذا حدث ذلك فهم لا يطيقونها فكيف سيرحبون بضيوفها لتجيب بتلعثم ...
_ ااا.... طبعاً ..اا .. تشرفونى ... بس للأسف .... أنا حنزل مع مرات أخويا النهارده رايحين للدكتور ...
تعجبت "أحلام" من حديث "نسمه" لتردف بعدم فهم..
_ أنتى مش كنتى بتقولى إنك مفيش وراكى حاجه النهارده ...؟!!!!!!
_ أصلى نسيت موضوع الدكتور ده خالص .. معلش بقى نعوضها مرة تانيه إن شاء الله ...
_على راحتك ...
حزنت "نسمه" كثيراً لكذبها على صديقاتها ، لكنها لم تجد مبرر مقنع لرفضها لزيارتهم لها ، فما ستقول لهم ؟!! أن أخيها زوجته بالكاد يستقبلانها بالبيت ، فكيف عندما يأتين لزيارتها .. ؟!! لن يقبل "حسن" وزوجته هذا إطلاقاً ....
____________________________________
فى مكان آخر من الجامعة.....
وقف "وائل" أمام بنايه من أربعه طوابق بالجامعه يرتدى كنزة زرقاء تعكس ملامحه الهادئه ، شاب قمحى طويل القامه ذو وجه محدب بسيط للغايه ، ذو شخصيه ضعيفه غير قادر على إتخاذ القرار بمفرده لا يحبذ الظهور مطلقاً لكنه بالنهايه طيب القلب هادئ الطباع ...
وقف مهللاً بسعاده طاغيه مرحباً بقدوم صديقه الذى أفتقده لسنوات طويلة ...
_ "عمر" باشاااااا ...نورت الدنيا يا أخى ... واحشنى يا جدع ...
أقبل "عمر" تجاه "وائل" وقد إتسعت إبتسامته لترحيب "وائل" الحار به حتى ظهرت غمازتيه القويتين واللاتى أكسبته طله مميزة للغايه لتألق بشرته القمحيه بوسامه جعلته يشعر بالفخر وربما بالغرور لما يدركه تماماً من جاذبيته التى لا تقاوم ...
أردف "عمر" بسعاده لرؤيه "وائل" بعد هذا الغياب الطويل ...
_ أنت إللى واحشنى جدااا ... ياااه ..حاسس أنى بقالى كتير أوى بعيد ...
زفر "وائل" لطول الفترة التى غابها "عمر" عنه فله سنوات يدرس بعيداً بجامعه المنيا ...
_ المهم إنك حولت .... وأخيراً حنبقى سوا من تانى ...
_ اه والله .. طمنى عنك وعن أخبارك ....؟!!
_ لا .. مش قبل ما أعرف كل أخبارك الأول ....؟؟
رفع "عمر" ذراعيه يمدهما جانبه بثقه ...
_ زى ما أنت شايف أهو ... زى ما أنا ...
عقب "وائل" بإطراء شديد يقصده حقاً لشده حبه لصديقه المميز ...
_ باشا طول عمرك ...
إلتف "عمر" يتطلع إلى أرجاء الجامعه من حوله بإعجاب شديد..
_ بس جميله الكليه هنا ... مختلفه شويه عن جامعه المنيا ...!!
_ أكيد .. إلا قولى أنت ساكن فين ... ؟؟؟
_ أخدت شقه إيجار فترة الدراسه .. أنا ماليش فى سكن الطلبه ده ..
ضرب "وائل" كفه بذراع "عمر" مؤكداً حديثه فـ "عمر" ليس من هؤلاء الطلبه راغبى السكن بالمدن الجامعيه فهو ثرى للغايه ولا يرضى بغير مستوى سكنى مميز يليق به ...
_ إنت حتقولى !!!! ... بعدين هى سنه وتعدى وناخد الشهاده وخلاص ...
_ فعلاً .. لولا تعب جدى إنت عارف مكنتش جيت القاهرة خالص ...
_ المهم إن إنت جيت وأخيراً بقينا مع بعض من تانى .....
نظر "وائل" فى ساعته مستطرداً بجديه تامه ....
_ المحاضرة حتبدأ ..يلا أحسن نتأخر ...
_ ماشى .. يلا بينا ..
توجه جميع طلاب الفرقه الرابعه نحو مدرج "د" إستمعوا جميعا للمحاضرة بحماس كما هو الحال بأول يوم دراسى ....
____________________________________
بعد إنتهاء المحاضرة ....
خرج جميع الطلاب من المدرج منقسمين إلى مجموعات كعادتهم ، توجه أحد الشباب نحو مجموعه الفتيات محاولاً بدء حديث معهن خاصه "نسمه" التى أراد التودد إليها بصفة خاصة ....
_ حمد الله على السلامه ... عاش من شافكم ...
زمت "سحر" شفتيها بإستياء وهى تتفوه بنبرة متملله لم تخجل من إحراج هذا المتطفل مرة أخرى ...
_ أنت تانى !!!! ... ما قولنا لك قبل كده حِل عننا ... ولا هى سيرة كل سنه ..؟؟!!!!!
نحى وجهه عن "سحر" ناظراً نحو "نسمه" ..
_ أنا موجهتلكيش كلام ... أنا بكلم الآنسه ..
بضيق شديد ردت "نسمه" عليه كاد صوتها أن يحتد بشكل كبير مردفه ...
_ لو سمحت قلت لحضرتك قبل كده تبعد عننا وشوف لك حد تانى أحسن ...
_ليه بس كدا !!!! .. ده أنااا ......
لم تنتظر "نسمه" توضيح مقصده لتهتف بضيق وهى تنظر تجاه صديقاتها ...
_معلش يا بنات .. أنا ماشيه سلام ....
إتجهت "نسمه" إلى خارج الجامعه على الفور لتهتف "دنيا" ببقيتهم ...
_ يلا بينا يا بنات إحنا كمان ...أتأخرنا ...
سارت الفتيات برفقه بعضهن البعض إلى خارج الجامعه يقضين بقيه اليوم سوياً ...
____________________________________
عمر و وائل ....
لم تكن تلك المشاده بعيداً عنهما ليتابعا رد فعل "نسمه" المبالغ فيه تجاه زميلهم ليتابع "عمر" تعقيبه بإستياء من رد فعلها قائلا ...
_ مالها دى ... ؟؟؟ هو عمل إيه يعنى ... ؟؟ بيتكلم معاها عادى !!! .. مأجرمش يعنى ...!!!!
بتقزز بالغ أجاب "وائل" على صديقه "عمر" ليجذب بحديثه إنتباهه بشده ...
_ دى !!! ... مش عارف أقولك إيه ؟؟؟. ... أنا السنه إللى فاتت كنت حموت و أكلمها ... كنت متعلق بيها جداً .. بس ....!!!
بفضول شديد إستكمل "عمر" حديثه ...
_ بس إيه ...؟؟ أنت حاولت تكلمها بجد ...؟؟
_ حاولت مرة .. أينعم المرة دى صدتنى برضه ... زى الأخ "زياد" كده .... بس بعد كده عرفت حاجات خلتنى أبعد وما أحاولش أكلمها تانى ...
_ حاجات إيه ...؟؟!!!
_ عرفت إنها بتعمل منظر بس كده على الناس هنا ووسط أصحابها ... إنما هى تعرف شباب كتير جداً .... منهم "أحمد" و "هيثم" و"ماجد" !!!! ... إللى يصدمك بقى .. إنها تعرف أكتر من واحد فى نفس الوقت ...!!!
اتسعت عينا "عمر" بصدمه وهى يتعجب بنفور من شخصيه تلك الفتاه السيئه ....
_ يااااااااه !!! ...ده إيه دى ؟!! ...هو فيه كده .. ؟!! يعنى مش واحد وبعدها غيره ...ده إيه الجبروت ده ...!!!
_ زى ما بقولك كده ... عشان كده بعدت عنها ... أنا ماليش فى الكلام ده ... هى كانت عجبانى اه ... وكنت ناوى أكلم أهلى ونتقدم لها ... بس بعد إللى عرفته ... أكيد لأ طبعاً متنفعنيش ....
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
قوس "عمر" شفتيه بإستياء مردفاً...
_ لا تنفعك .. ولا تنفع غيرك ... بس تعرف ... واحده زى دى لازم تتعلم الأدب ..... مع إن شكلها ما يدلش على كده ...!!!!!
_ فعلاً معاك حق ... شكلها برئ كده .. عشان كده بيتخموا فيها ....
_ مش بقولك عايزة تتعلم الأدب من أول و جديد ....
تمعن "وائل" بصديقه بإستراب قبل أن يستفهم منه عن مقصده ..
_ قصدك إيه ...؟!! حتعمل إيه يعنى ...؟؟؟
_ مش عارف ... بس حلاقى فكرة أكيد ...
______________________________________
بالطريق ....
تأبطت "أحلام" ذراع "دنيا" وهى تميل على أذنها قائله ...
_ أنا مش فاهمه هو فيه إيه ؟!! ... هو كل يوم واحد ناطط لنا كده عايز يتكلم مع "نسمه" ...؟!!!
_ المشكله أنهم مش فاهمين أنها مالهاش فيها خالص ...
أردفت "سحر" تؤكد حديث "دنيا" ...
_ اه والله .... البت دى مش لايقه على الجامعه .... تحسيها لسه طفله بريئه كده ....
نفت "أحلام" حديث "سحر" موضحه لهن ...
_ طفله إيه بس !!! .. مش للدرجه دى ... هى بس مرفهه ومدلعه ومش عايزة تتكلم مع حد .. تلاقيها مستقلياهم ماهم صحيح مش من مستواها ...!!!
نهرت "دنيا" صديقتها قائله برومانسيتها الحالمه ...
_ لا يا "أحلام" ... عمرنا ما حسينا منها كده ..
رفعت "أحلام" كتفيها وأهدلتهما بدون فهم ...
_ يمكن !!! ... المهم قررتوا تروحوا فين ...؟؟؟ ولا أقولكم تعالوا عندى أحسن ...
#الفصل_الثالث
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
الفصل الثالث " عيون الصقر"
إتخذت "نسمه" طريق عودتها المعتاد سيراً على الأقدام فمنزلها لا يبعد الكثير عن الجامعه ، وربما هذا ساعدها بشكل كبير على إستمرارها ، فلولا قربها من الجامعه لما إستطاعت الذهاب إليها طوال الثلاث سنوات الماضية فأخيها لا يغدق عليها بالأموال فهو شحيح جداً معها يعطيها النقود بين الحين والآخر على مضض ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
قبل أن تصل للمنزل مرت بإحدى المكتبات القريبه ، مكتبه " عم متولى " فقد كان دوماً هذا الرجل كريماً معها على الدوام حباً بوالدها رحمه الله ...
أطلت "نسمه" بوجهها المشرق تنظر إلى داخل المكتبه قبل أن تلقى السلام بمحبه على هذا المسن ...
_ السلام عليكم ... إزيك يا عم "متولى" ...؟؟؟
تفاجئ الرجل بمجئ "نسمه" ليهتف بترحيب حار وهو ينهض من مقعده البلاستيكى ..
_ "نسمه" ...!! فينك يا بنتى بقالى كتير أوى مشفتكيش .... إيه نسيتى عمك "متولى" ....؟؟
تقدمت "نسمه" بإبتسامتها المحببه تمازح عم "متولى" ...
_ أنت عارف بقى يا عم "متولى" الأجازة مش بخرج فيها تقريباً من البيت ... إيه يا راجل يا عجوز .. وحشتك ..؟؟!!!
_ وحشتينى يا بنتى والله ...الله يرحم أبوكى كان يوماتى عندى هنا ...
عقدت "نسمه" ذراعيها أمام صدرها مردفه بذكاء ...
_ طب إيه رأيك أفكرك بيه وأبقى يوماتى معاك هنا ....؟؟؟
_ يا ريت يا بنتى ... بس ازاااى ...؟؟؟
إعتدلت "نسمه" وهى تستكمل بنبره أقرب للترجى فهى لا تستطيع الوصول لحل آخر ...
_ مش أنت مش كنت بتدور على حد يقف فى المكتبه بعد الضهر بدل البنت إللى إتجوزت دى ...؟؟!!
_ اه .. ودورت كتير مش لاقى ... كل البنات عايزة تيجى الصبح وتمشى بعد الضهر ... وأنتى عارفه أنا مبقدرش أقعد متأخر كده ...!!!
_ خلاص .. أنا آجى أشتغل معاك بعد الكليه .... لأن الصبح مش مناسب ليا .... وأدينى أونسك وتشوفنى كل يوم ...
أومأ عم "متولى" رأسه بفراسه تناسب خبرته الطويله بالدنيا وتجاربها ...
_ هو "حسن" لسه بيعمل عمايله دى معاكى .... ؟؟؟؟
_ لا عمايل ولا حاجه يا عم "متولى" ....
_ يا بنتى أنا عارف كل حاجه .... ؟؟؟ ربنا يهديه .... ماشى يا بنتى خلاص إتفقنا ..
بسعاده بالغه أردفت "نسمه" فقد يسر لها عم "متولى" كل شئ بموافقته تلك ...
_ طيب يا عم "متولى" أنا حروح البيت دلوقتى .... ساعه كده أكون بلغتهم أنى حاجى أشتغل هنا وأرجعلك أبدأ الشغل معاك ...
_ ماشى يا بنتى مستنيكى .....
أسرعت "نسمه" بخطواتها متجهه إلى البيت لتنهى بقيه الأعمال التى تركتها لها "حنان" فتلك عادتها ولن تخفف عنها أحمالها بل تزيدها بتعمد دوماً ...
رتبت أثاث المنزل وغسلت بقيه الأطباق والأواني أولاً قبل تبديل ملابسها مرة أخرى لتعود إلى مكتبه عم "متولى" لتبدأ اول يوم عمل لها هناك ...
كان عملها بتلك المكتبه أنسب عمل يتاح لها لقربه من منزلها أولاً ، كذلك تستطيع تمضيه بعض الوقت بذاكرة محاضراتها خلال عملها بالمكتبه ...
____________________________________
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
عمر و وائل ...
لم يشأ "وائل" ترك "عمر" بأول يوم يجمعهما بعد ذلك الغياب الطويل ليقضيا بعض الوقت يتسامرون أثناء وجودهم بذلك المقهى ...
صمت "عمر" متفكراً للكثير من الوقت حين قطع "وائل" ذلك الصمت الطويل بسؤاله ...
_ إيه يا "عمر".... ؟!! ... من ساعه ما قعدنا مقلتش ولا كلمه ..!؟!!!
_ لا أبداً ...
_ هو أنا مش عارفك .... !!! بتفكر فى إيه ؟!!! ... أنا بخاف من تفكيرك لما تطول كده ...!!!
أسند "عمر" جزعه إلى المقعد بإرتياح لتعلو علامات تفكير جديه على محياه مردفاً بتفكر ...
_ و لا تخاف ولا حاجه ... البنت دى إللى أنت حكيت لى عليها ... مش عارف أبطل تفكير فى إللى هى بتعمله !!!! ... لازم حد يوقفها عند حدها ....
تعجب "وائل" من إصرار "عمر" على إشغال تفكيره بـ "نسمه" فقد تناسى الأمر كلياً بعد خروجه مباشرة من الجامعه وظن أن "عمر" أيضاً تغاضى عن الأمر ...
_ ماله الموضوع ده مأثر فيك كده ليه ...؟؟ سيبك منها ..
_ أنا عارف الأشكال دى كويس .. قابلتهم كتير ... و إللى زى دى لازم تتعلم درس يفهمها الصح ... وأنا بقى إللى حعلمهولها ...
بهدوء طبعه تخوف "وائل" من تفكير "عمر" الجرئ دوماً ليهتف بتحذير ...
_ بلاش يا "عمر" ... متشغلش دماغك بيها ... !!!
_ متقلقش كدة ... دى حاجه بسيطه كده على الماشى ...
_ يعنى أنت ناوى تعمل إيه .... ؟؟
زم "عمر" شفتيه لتلمع عيناه ببريق تحدى وهو يداعب ذقنه مردفاً ...
_ أنا بقى حعرف أوقعها ...حرسم عليها الدور .. دور العاشق الولهان ده ...
ولما أطمن أنها صدقتنى فعلاً ..حخليها تندم على إللى هى بتعمله فى الناس ...
نهر "وائل" "عمر" بتخوف من التلاعب بالفتاه بتلك الصورة...
_ أنت ناوى على إيه .... ؟؟؟ "عمر" ... !! معرفش إن أنت بالأخلاق دى ....؟؟!!!
لوح "عمر" بكفه صوب "وائل" يطمئنه ...
_ يا بنى متخافش ... أنا بس ححسسها نفس الإحساس لما بتلعب بقلب أصحابنا وتسيبهم بعد ما يتعلقوا بيها ... بس كده .. أنت فاكر إيه ....؟؟
_ أيوه كده .. أنا إفتكرتك حتأذيها ...
_ لا متخافش عليا ... أنا عمرى ما أأذى بنت أبداً .. بس هى إللى إبتدت ...
____________________________________
حل الليل سريعاً ...
لملمت "نسمه" أدواتها و إستعدت لإغلاق المكتبه لتعود إلى منزلها ، كان ذلك يسيراً جداً لقرب المكتبه من المنزل ، لكن ما لم يكن يسيراً عليها بعد إرهاق يوم طويل هو ذلك الجدال اليومى الذى تتلاقاها به "حنان" زوجه أخيها ...
وقفت "حنان" بتذمر وهى تتوسط خصرها بيديها ...
_ أهلاً أهلاً يا ست البنات !!!!!! ... ما هو ده الفندق إللى إشتروه أهلك ..!!!!!!!!
كعاده "حسن" بفرصه سانحه لتكدير صفو "نسمه" إستكمل مع زوجته بقيه الجدال المتذمر ...
_ إيه إللى أخرك ده كله ... ؟؟؟ هه .....؟؟ بصى لى هنا وأنا بكلمك ...!!!
رفعت "نسمه" وجهها نحوهم بإنكسار و حزن بالغ ...
_ كنت فى الشغل ... ما أنا قلت لـ "حنان" أنى ااا ....
لكن على ما يبدو لم تكن تلك الإجابه المنتظرة منها ليستكمل تذمره منها وتتملص من عقاب أعده لها مسبقاً دون الإهتمام بـ أين كانت حقاً ليقاطع حديثها بصفعه قويه هوت فوق وجنتها لتشتعل إحمراراً تبعتها دمعه ساخنه وإحساس بالقهر لتنكس وجهها بصمت متألم ...
_ هو مفيش أى إحترام نهائى !!!! ... ولا حتى كلمه أبله ...!!! ... هى "حنان" دى قدك ولا بتلعب معاكى ....؟؟!!
لم يكن عقابها خوفاً عليها أو ما شابه لكنه كان بسبب "حنان" ، إتسعت عيناها بدهشه لتردف بإستراب بالغ ....
_ أبله ....!! أنا بينى وبينها أربع سنين بس ..!!
_ ردى ردى ... ما هى دى التربيه إللى كانوا فرحانين بيها ...!!!!!!!!
أشارت "حنان" بكفها وهى تثنيه وتعيد فتحه تلوح به بتقزز ...
_ تربيه !!!!! ... تربيه إيه يا "حسن" ؟!!!!!! ... أدى آخرة دلع عمى فيها ..!!!! الله يرحمه بقى ...
_ ااه.. الله يرحمه هو راح وساب لى المصايب كلها على دماغى !!! .... إدخلى يلا غورى من وشى ....
قلبت "نسمه" نظراتها بينهما لتهرع مباشره نحو غرفتها وهى تغلق بابها بإحكام وقد إنتفض جسدها بشده لكتمانها شهقاتها القويه عنهما ...
ألقت كتبها بعشوائيه فوق المكتب و إرتمت على السرير لتخفى وجهها فى وسادتها تستكمل نحيبها المكتوم حتى غلبها النعاس ليبدأ حلمها الذى تراه يومياً برؤيتها لوالدتها تدنو إليها فتتعلق بها بشده تترجاها لأن تصطحبها معها لكن أمها ترفض تاركه إياها لأخيها "حسن" ...
_____________________________________
فى الصباح ...
إستفاقت "نسمه" قبل الجميع حتى لا تستمع لنفس محاضرة "حنان" عن التأخر بالنوم وتكاسلها بأعمال المنزل ، توجهت إلى المرحاض أولاً قبل أن تعود لغرفتها مرة أخرى تنهى صلاتها وتتجه إلى المطبخ على الفور .....
دلفت إلى المطبخ وقد إعتلت وجهها علامات الإندهاش لتهمس بإستراب ...
_ ياااااه .. كل دى أطباق ...؟؟!!!
كعادتها دوماً كانت "حنان" تقف بباب المطبخ دون إصدار صوتاً كما لو أنها تتعمد السير بتسلل على الرغم من وزنها الثقيل ...
تململت "حنان" وهى تتطلع نحو "نسمه" بنظرات حقودة للغايه ...
_ اه يا هانم .... ما حضرتك قفلتى على نفسك .... وعملتى نفسك زعلانه عشان متغسليهمش ....!!!!
_ لا خالص ... أنا كنت زعلانه بجد .. معملتش كده عشان أهرب من غسيلهم ...!!!!
لوحت "حنان" بذراعها بضيق ..
_ أنتى حتقعدى تتفلسفى !!! .. يلا مفيش وقت إغسليهم بسرعه وحضرى الفطار ... أنتى فاكرانى حيدخل عليا الشويتين بتوعك دول ... ده أنتى تحمدى ربنا إنك ليكى أهل بيقلقوا عليكى لما بتتأخرى .... ومن الأساس تحمدى ربنا إنك ليكى حد أصلاً بعد ما أبوكى وأمك ماتوا .....!!!
بتهكم شديد ونبره مستربه لما تتفوه به "حنان" عقبت "نسمه" ...
_ أنتى بتقولى إيه ؟؟!!! ... هو مش "حسن" ده برضه أخويا ولا أنا بيتهيألى ...؟!!!!!
إعتدلت "حنان" من وقفتها المائله بباب المطبخ لتنذرها بتهديد ..
_ أنتى بتردى وتبجحى تانى أهو .... عشان بقى متزعليش لما أقوله ...!!!!!
_ لا خلاص بالله عليكى خلاص أنا حسكت خالص أهو ....
_ أيوه أحسن برضه ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
____________________________________
الجامعه ....
ألتفت الفتيات حول "نسمه" التى وصلت للتو بعد تأخر كبير لتسألها "سحر" بالبدايه ...
_ إيه يا بنتى التاخير ده كله ؟!! .. ده أنتى حتى ساكنه قريبه من الكليه ... أمال لو بتركبى مواصلات زينا كنتى جيتى إمتى ..؟؟
_ أصلى صحيت متأخر شويه وملحقتش ...
_ ماشى يا ستى .. ليكى حق تدلعى علينا ...
اجابتها "نسمه" بضحكه ساخرة ..
_ اتدلع ... !!! والله ضحكتينى ...
لتقترب "أحلام" من "نسمه" غامزة بعينيها وقد على ثغرها ابتسامه شقيه ..
_ وليه لأ يعنى !!! ... مين قدك .. الكليه كلها من الصبح بتسأل عليكى ...
إندهشت "نسمه" مردفه بتعجب ..
_ عليا أنا .... ليه ....؟؟؟
أشاحت "دنيا" بيدها بوجه أحلام قائله ...
_ سيبك منها .. ده "عماد" سأل عليكى الصبح تانى ..
_يوووه .. هو أنا مش حخلص من الوش ده بقى ...؟؟!!
أعدلت "أحلام" كنزتها بطريقه مسرحيه توحى بالقوة والفخر ...
_ متخافيش ... أنا إديتهمله على دماغه ... عشان يحرم ...
ضحكت البنات جميعا ثم إتجهوا نحو المدرج لحضور المحاضرة قبل أن يمر موعدها ...
المدرج ...
بدأت المحاضرة لينتبه الجميع لتلك السيده التى تدرسهم بينما أخذ "عمر" يبحث عن "نسمه" بعيون قناص بارع فهو قد وضعها بحيز إهتمامه وهذا نادراً ما يحدث ولن يتركها أبداً ...
لمحها تجلس بجوار صديقاتها ليبدأ بمراقبتها بإنتباه شديد حتى تحين فرصه ملائمه لتنفيذ خطته ...
لاحظ كم كانت هادئه إلى حد كبير ممسكه بقلمها تديره بين إصبعيها وهى تنظر إلى كتابها الموضوع أمامها وهى تعيد من وقت لآخر خصلات شعرها إلى الخلف كلما تهاوى إلى الأمام ....
لم تتحرك عينا "عمر" عنها فهو يدرسها عن كثب حتى يستطيع إيقاعها بسهوله فى حباله ....
إستكملت الدكتورة "هناء" شرحها للمحاضرة حتى إنتهت منها ومازالت "نسمه" شارده لحد بعيد ، كأن ذهنها مشغول بشئ آخر بعيد عن المحاضرة ، وهذا ما لاحظه "عمر" بسهوله فهو لم يغفل عنها طوال هذا الوقت ولو للمحه بسيطه ...
بعد إنتهاء المحاضرة ...
إقترحت "دنيا" أن يذهبن إلى إحدى المكتبات خارج الجامعه كما طلبت منهم الدكتورة "هناء" ...
_ يلا نروح المكتبه نجيب الورق إللى قالت عليه الدكتورة ....؟؟
_ يلا بينا ...
اضطربت "نسمه" إلى حد كبير فهى لا تملك تلك النقود لشراء تلك الاوراق المطلوبه لترفض "نسمه" الذهاب معهم قائله ..
_ لااا .. ااانا ...خلينى بكرة أجيبه ... روحوا أنتوا ...
إقتربت "أحلام" من "نسمه" تحادثها بهمس خافت ....
_ ليه ...؟؟ فيه حاجه ...؟؟
_ لا أبداً اصلى نسيت أجيب المحفظه معايا ... وفيها الفلوس ...بكرة أجيبهم .. عادى يعنى ...
_يا بنتى عادى .. بصى أنا معايا النهارده فلوس بزياده تعالى نجيب الورق وإبقى اديهملى فى أى وقت ...
_ لا يا "أحلام" معلش .. خلينى أنا بكرة حجيبهم ... مفيهاش حاجه ..
_ أنتى عامله فرق ليه كده ... ؟؟ دى حاجه بسيطه وعاديه يعنى ...
_ عارفه والله يا "أحلام" أنتى اختى ... وربنا إللى يعلم من يوم ما عرفنا بعض وإحنا أكتر من الأخوات كمان .. بس معلش سيبينى على راحتى ...
_ طيب ... إللى تشوفيه ...
كانت "نسمه" تعلم بنيه "أحلام" الصادقه ، لكن ما لم تعلمه "أحلام" أنها تخاف أن يرفض "حسن" اعطائها المال ووقتها ستخجل كثيراً من "أحلام" ...
خرجت كلاً من "دنيا" و"سحر" لإحضار الأوراق من المكتبه ، بينما جلست "أحلام" و "نسمه" بالكافيتيريا فى إنتظارهم ...
بعد وقت قليل شاركتهم "سحر" و"دنيا" جلستهم لبعض الوقت غير مدركين جميعاً العيون التى تراقبهم كعيون الصقر ....
#الفصل_الرابع
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
( الفصل الرابع)🔸 مراقبه 🔸
بينما جلس "عمر" و"وائل" فى الكافيتريا .....
كان "عمر" يراقب "نسمه" بكل تفاصيلها وحركاتها ، بدأ يلاحظ طريقه حديثها الهادئه المبتسمه دائماً مع صديقاتها ، لاحظ سحر ضحكتها الصافيه ولاحظ عيونها ذات اللون المميز فهى بالفعل تشبه عيون القطط ، لكن كل هذا لا يؤثر فيه بالمرة فهى خادعه كاذبه ، لن تؤثر عليه بجمالها وإصطناعها البراءه ....
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
الفتيات ...
نظرت "سحر" تجاه منضده ما بإهتمام شديد حين بدأت تسأل بإستراب بالغ جعلت جميعهن يلتفتن إلى تلك المنضده ومن يجلس حولها ...
_ مين ده إللى من ساعه ما قعدنا مشالش عينه من على "نسمه" ده ... ؟؟
أجابت "دنيا" بعدم معرفه ..
_ مش عارفه ... حاسه أنى أول مرة أشوفه ...
لتعقب "أحلام" بلا إهتمام ...
_ تلاقيه وجه جديد محول عندنا .. أنا عمرى ما شفته فى الدفعه خالص ....
رفعت "نسمه" بصرها نحوه بنظره خاطفه وعادت تنظر إلى صديقاتها مرة أخرى تنهرهم عن تصرفاتهم الطفوليه تلك ...
_ وبعدين منك لها .. من إمتى بتلفت نظرنا الحاجات دى ..؟؟؟
لتتابع "دنيا" بإبتسامه شقيه وهى تضرب كتفها بكتف "سحر" مازحه ...
_بس الشهاده لله ..الجامعه بقى يجى فيها حاجات حلوة أهى .. غير الغفر إللى عندنا ...
_اه يا أختى ومين سمعك ... بس ده حياكل "نسمه" بعنيه ...!!!
أزاحت "نسمه" وجهها عنهن بضيق مردفه ..
_ وبعدين بقى ... ما أنتوا عارفين مبحبش الكلام ده ...
زمت "أحلام" شفتيها وهى ترمق صديقتيها بعتاب بالغ مؤشرة لهما بالتوقف عن المزاح بتلك الصورة ..
_ بس بقى متضايقوهاش ... يعنى أنتوا شفتوه جه ناحيتها ولا كلمها .. ما يمكن بيبص على أى حاجه تانيه ...!!!!
_ إيه يمكن برضه يا بت يا "سحر" ..!! يكونش بيبص عليا أنا ؟!!!!! ..... يا ريييت .. حد طايل قمر زى دى يبص له .. ولا يتكلم معاه ... عارفه يا "نسمه" لو جه وإتكلم معاكى زى إللى قبله .. أوعى تسيبيه من إيدك ...حد يرفص النعمه برضه ....
وقفت "نسمه" بتملل من إستمرار صديقتيها بهذا المزاح ثقيل الظل لتحمل حقيبتها الصغيرة وكتبها بيدها ناهضه من مقعدها بضيق ...
_ لااا .. دى كبرت منكم أوى .. أنا ماشيه ...
أمسكت "أحلام" بمرفق "نسمه" حتى لا تضايق من "سحر" و"دنيا" ..
_ رايحه فين بس !!! ... أنتى زعلتى من البنت الهبله دى .. ما أنتى عارفه بتهزر معاكى ...
_ لا عادى .. أنا بس إتأخرت ولازم أمشى .. أشوفكم بكرة .. يلا سلام ...
تركتهم "نسمه" لتذهب إلى عملها بالمكتبه فقد حان موعد عملها هناك ولا تريد أن تتأخر ووجدتها حُجه مناسبه لتركهم والذهاب بسرعه ...
فور تحرك "نسمه" إستأذن "عمر" من "وائل" ليكمل مراقبته لـ"نسمه" ويسير خلفها لمعرفه بقيه المعلومات عنها ....
لاحظت "دنيا" خروج "عمر" مباشرة خلف "نسمه" لتأشر لصديقتها بعينيها نحو "عمر" قائله برومانسيه ..
_ شفتوا ... أهو أول ما "نسمه" قامت قام وراها ... عشان تصدقونى ...
ضيقت "أحلام" بين حاجبيها بإندهاش للحاق "عمر" حقاً بـ"نسمه" لتهمس بخفوت شديد ..
_هو فيه إيه ... ؟؟؟ ماله ده .... ؟؟
بينما أمالت "سحر" على صديقتها "دنيا" تطلب منها أحد المرطبات التى تحملها دوماً بحقيبه يدها ....
_ معكيش هاند كريم يا "دنيا" ... ؟؟؟
_ ده سؤال ده ... معايا طبعاً ...
أخرجت "دنيا" المرطب لـ"سحر" وسط شرود "أحلام" بعيداً عنهم تماماً ...
_____________________________________
نسمه ...
قطعت الطريق بانتباه شديد لتلك السيارات المزدحمه امام الجامعه لتتخذ أحد الشوارع الجانبيه طريقاً معتاداً بعودتها يومياً ...
وصلت بعد وقت قليل إلى مكتبه عم "متولى" لتدلف إلى الداخل على مرأى من "عمر" الذى إنتظر بناصيه الطريق لبعض الوقت ...
ألقت "نسمه" التحيه على عم "متولى" بود شديد والذى بادلها تلك التحيه مطمئناً على أحوالها أولاً قبل أن يترك لها المكتبه ويتوجه إلى منزله ليرتاح قليلاً ويتناول غذاؤه ودوائه .....
ظل "عمر" منتظراً خروج "نسمه" من المكتبه معتقداً بالبداية أنها ذهبت لشراء شئ ما منها ، لكن عندما طال الوقت قرر أن يدلف إلى المكتبه ليرى ما الذى أخرها كل هذا الوقت ، أو ربما تكون قد خرجت بدون أن ينتبه لها ....
دلف "عمر" المكتبه ليجدها خاليه إلا منها هى فقط ، كانت تجلس خلف مكتب واضعه كتبها تقرأ بهم عند دخوله فإضطر للحديث بأى شئ دون ترتيب حتى لا تشك بأمره ....
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ...
_ ااااا ... لو سمحتى عايز قلم ...
_ حاضر .. شوف حضرتك الأقلام دى .. إختار إللى حضرتك تحبه ...
قدمت "نسمه" علبه بها العديد من الأنواع المختلفة من الأقلام ليبدأ "عمر" بإختيار أقربهم ليده دون تفكير ، أخرج محفظته ليسحب منها إحدى الاوراق النقديه للدفع مقابل ذلك القلم قبل أن يترك المكتبه منصرفاً نحو شقته ...
إتخذ طريق عودته متفكراً بحيره شديده ...
_ معقول .... !!! يعنى هى بتشتغل هنا .... ؟؟؟ معقول ده ...؟؟ ازاى يعنى ... ؟؟
سؤال لم يغب عن ذهنه بقيه اليوم بصورة ملحه فتلك الفتاه ليست واضحه بعد بالنسبه إليه ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
نسمه ...
بعد إنصراف "عمر" أخذت تسأل نفسها بحيره شديده ...
_ هو صح .... ؟؟؟ أيوه هو ده إللى كان قاعد فى الكافيتريا فى الكليه ...يا ترى إيه إللى جابه هنا ... صدفه !!!!! ... أكيد صدفه .. أمال إيه يعنى ؟!! .... مصيبه ليروح يحكى لحد أنه شافنى بشتغل هنا ...!!!
بس و إيه يعنى .. هو أنا بعمل حاجه غلط ... أنا بشتغل عادى ...!!!
هو أنا بفكر كتير ليه .. ما يمكن جاى صدفه ولا يعرفنى ولا حاجه ... حكبر الموضوع ليه يعنى ... خلينى فى إللى أنا فيه ... بس صدقتى يا بنت يا "دنيا" .. شكله حلو بجد ...يووووه ... إيه إللى أنا بفكر فيه ده بس ...!!!!
_____________________________________
فى المساء .....
حل المساء وحان موعد إغلاق المكتبه كحال كل يوم ، لملمت "نسمه" أدواتها وأغلقت المكتبه متوجهه نحو البيت كالعاده ....
بالطبع كانت تتوقع رؤيتها المسائيه لأخيها وزوجته لتدلف إلى الداخل ملقيه السلام أولاً ...
_ السلام عليكم ...
تطلعت بها "حنان" بإحتقار شديد بينما تعامل معها "حسن" بلا مبالاة كمن لا وجود لها من الأساس ...
بعدما رمقتها "حنان" بتلك النظرة المشمئزه أردفت ..
_ أهلاً .... يلا إدخلى غيرى هدومك وحضرى أكلك فى المطبخ وشطبى المطبخ قبل ما تنامى فاهمه .. على الله ألآقى حاجه باقيه ... أهو تساعدى بأى حاجه بدل ما أنتى طول اليوم بره وسيبانى أخدم فى البيت ده لوحدى ....
أجابتها "نسمه" بإنصياع تام ...
_حاضر ...
كادت أن تتحرك حين أوقفها صوت أخيها "حسن" دون رفع بصره تجاهها ...
_ إستنى هنا ... متنسيش تلمعى لى الجزمه السوداء عايزها بكرة ضرورى ....
_ حاضر ... أى حاجه تانيه ...
اجابتها "حنان" وهى تطالع التلفاز ..
_ لا تانيه ولا تالته ....
دلفت إلى غرفتها بإرهاق شديد لتبدل ملابسها بآليه متمنيه بداخلها لو أنها تستطيع العيش بحريه بعيداً عن هذا السجن الذى تعيش به ، هى بالفعل لا تمانع بمساعدتهم لكنها تتمنى أن يكون هذا بدافع الحب والأخوة بينهم ، تريد لو تشعر بمدى حنانهم ورعايتهم لها فهم أهلها وكل ما لها بالدنيا لا تعرف سواهم من قريب أو بعيد ، لم يكن لديها يوماً أقارب يودونها وتودهم إطلاقاً ، لا تعرف بدنياها سوى حسن وزوجته لهذا عليها تقبل حياتها معهم على اى شاكله ....
أنهت تناول طعامها ثم قامت بغسل الأطباق والأواني جيداً ، نظفت حذاء أخيها ولمعته وتوجهت فوراً لفراشها تستجدى بعض الراحه وتنال قسطاً من النوم بعد عناء اليوم الشاق ....
_____________________________________
فى الصباح...
كأى صباح إعتادت عليه بدأ روتينها اليومى وتحضير الإفطار لتسرع بعد ذلك بإرتداء ملابسها فى عجاله حتى لا تتأخر مرة أخرى على محاضراتها ، وها هى جهزت أخيراً لتذهب إلى الجامعه ..
غرفه حسن وحنان ....
أخذ "حسن" بإرتداء سترته الرماديه محاولاً أن يظهر بمظهر لائق اليوم فلديه إجتماع هام ظل يستعد له طيله الشهر الماضى كله ، تطلع نحو المرآه برضى عن مظهره الممتلئ حين بدأت حنان حديثها المتكرر بضيق بالغ ....
_ "حسن" ... بقولك إيه ؟!! ... أنا خلاص معدش قادره أستحمل "نسمه" أكتر من كده !!!! .. هى خلاص مبقتش صغيره وأنا نفسى بقى أخد راحتى فى بيتى ....
إستدار لها "حسن" بقله حيله مردفاً..
_ يعنى هو كان فيه حل تانى وأنا إتأخرت !!!!! ... ما أديكى شايفه مفيش حد تقعد معاه غيرنا ....!!!!
تربعت "حنان" فوق الفراش عاقده ساقيها أسفلها وهى تضع كفيها بقله صبر فوق ساقيها مردفه بغيظ ..
_ يا سلام !!!!! ... وأنا بس إللى أستحملها ؟!!!!! ... بتعصبنى يا "حسن" مبقدرش أمسك نفسى من برودها ده ..!!!
_ يا "حنان" لو كان فيه حل تانى أنا أول واحد كنت عملته .. بس مفيش أعمل إيه ..؟
تفكرت "حنان" لوهله وهى ترفع حاجبيها بمن توصل لتلك الفكرة بإعجاب من تفكيرها القادر على حل المشكلات ...
_ طب وأم "ريم" .... ؟؟؟ أهى أخت أمها .... ونفسها و منى عينها تاخدها تعيش معاها وبقالها سنين بتتحايل عليك إنها تيجى وتاخدها ...!!!
صرخ "حسن" بزوجته بحده معقباً على تفكيرها بتلك المرأة خصوصاً لإرسال "نسمه" إليها ...
_ مين .... ؟؟؟!! .... وأنا إتجننت ... يعنى بعد ما أستحمل قرفها كل السنين إللى فاتت دى ... أسيبها كده تمشى !!!!! ... أنتى ناسيه ولا إيه إن أبويا الله يرحمه كاتب لها نص الشركه بيع وشراء للهانم قبل ما يموت !!!!! .... أنا عارف بس عمل فيا كده ليه ودبسنى التدبيسه دى ...
انتبهت "حنان" لما فعله والد زوجها قبل وفاته فقد تناست ذلك بالمرة لتهمس بتخوف ...
_ اه صحيح !!!! ... ساعتها ممكن تطالب بيه صح .....؟؟
_ وإيه إللى حيحوشها ساعتها ... ما خلاص كبرت و كلها سنه واحده وممكن تطالب بنصيبها ... خليها كده فاكرة أنها عايشه من خيرى أنا وأنى أنا إللى بصرف عليها بدل ما تطلب نص العز إللى إحنا عايشين فيه ....!!
_ طب والعمل ....؟؟!!
_ حلها عندى ... بس لسه محتاج شويه وقت بس .... يلا أنا ماشى عشان متأخرش ....
خرج "حسن" من الغرفه باحثاً عن حذاءه الذى طلب من "نسمه" تلميعه ، لكنه فوجئ به متسخ أكثر مما كان ، كما لو كانت تلك الفتاه تضايقه بأفعالها لطلبه منها تنظيفه ، إستشاط غضباً من "نسمه" ليبدأ بالصراخ بحده شديده وهو يهتف بإسم "نسمه" بصوت غاضب أفزعها على الفور وأرجف أوصالها حين سماعه ينادى بإسمها بتلك الصورة ...
_ "نسمه" !!!! ..... إنتى يا إللى إسمك "نسمه" ....!!!!
أسرعت "نسمه" بخطواتها نحو "حسن" وهى ترتجف خوفاً من غضبه بفزع شديد متسائله ...
_ خير يا "حسن" ... فيه إيه .....؟؟؟
إحتدت نظراته إليها وهو يلقى بالحذاء بقوة ليصطدم بوجهها معقباً بسخط شديد ...
_ إيه القرف ده ؟!!!!!! ....ده أنتى قاصده بقى ؟!! ... يعنى بدل ما تنضفيه تقومى تبهدليه بالشكل ده !!! .... إيه يا هانم ... مستكبرة ولا إيه ؟!!! ... مش كفايه أنى مستحملك ومستحمل قرفك ....
أحست "نسمه" بإهانه شديده من إلقاء "حسن" الحذاء بهذه الصورة المهينه عليها لتتساقط دموعها فى صمت ....
كم شعرت بالقهر منه ومن تصرفاته معها ، دوماً ما تسائلت لم لا يحبها أخيها فهى أخته الوحيده ؟!! و ليس لهم من حطام الدنيا سوى بعضهم البعض ....
نكست رأسها بضعف شديد وهى تطالع الحذاء الذى نظفته بالأمس لتجده متسخ للغايه ويبدو أن ذلك بصورة متعمده لتردف بهمس حزين وسط دموعها المنهمره ...
_ والله نضفتها يا "حسن" .... والله ... أكيد حد بهدلها كده !!!! .. بس أنا ... والله نظفتها وحطيتها هنا جنب الباب ....
_ كدابه .... !!!! يعنى مش كفايه كل إللى بتعمليه ده ... كمان كدابه ...
_ والله ما بكدب ...
تدخلت "حنان" بتحدى وهى تنظر بقوة تجاه نسمه كى تزيد من غضب حسن وتشتعل الأمور أكثر بينهما لتطفئ نيران غيرتها من تلك الفتاه ...
_ قصدك إيه يعنى ؟!! .... يعنى حيكون مين إللى بهدلها بعد ما حضرتك لمعتيها ؟!! ... أنا ولا "حسن" !!!!! ....شايف يا "حسن" ... شايف كلام أختك إللى يعصب ...؟!!!
كانت كلمات "حنان" كفيله بإخراج إنفعال "حسن" من خباياه ليهوى بكفه على وجنتها بقوة شعرت "نسمه" بدوران رأسها على الفور ...
ربما كان الألم قوياً ، لكنه ليس بقوة ذلك الألم الذى اشتعل بقلبها كما لو أن هذه الصفعه كانت بقلبها وليست فوق وجهها ، كيف تشعر بالأمان وهؤلاء هم أهلها ...
أحنت رأسها بحزن ومدت يدها لتلتقط الحذاء الملقى أرضاً بسكون وقله حيله لتعيد تنظيفه مرة أخرى وسط متابعه "حنان" بنظرات شامته منتصره لكسرة نفسها أمامها ....
_____________________________________
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
الجامعه ...
الكافيتريا .....
بنظرات متعجبه تسائل "وائل" ...
_ومشيت وراها لحد فين ... ؟؟... عرفت هى ساكنه فين ....؟؟
حرك "عمر" رأسه نافياً وهو يقلب شفتيه ..
_ لا ... تصدق ... لقيتها بتشتغل فى مكتبه بعد الجامعه ....
أمال "وائل" رأسه للامام بعدم تصديق مردفاً...
_ أنت بتقول إيه ... ؟؟؟ أكيد لا طبعاً ... وهى اللى زى دى حتشتغل ليه يعنى ...؟؟
إعتدل "عمر" بجلسته بجديه وهو يضيق عينيه محاولاً الوصول لسبب حقيقى لما رآه بأعينه ...
_ ما هو ده إللى أنا مستغرب له ...!!! واحده زى دى الدنيا بالنسبه لها لعب وإستهتار .. منين هى بالأخلاق والإستهتار ده !!! ... ومنين بتشتغل وتتحمل المسؤوليه ؟!!!!! ... مش عارف تحس أنه فيه حاجه مش مفهومه ...!!!!
_مش عارف !!!! ... بس إللى أنا عرفته عنها ده "ماجد" و"هيثم" قالولى بنفسهم مش سمعت عنها الكلام ده ....
_ مسيرى حعرف ...!!
الفتيات ....
نظرت "دنيا" بساعه يدها بتعجب ...
_ يا ترى "نسمه" اتأخرت كده ليه ...؟؟؟
لتعقب "أحلام" بلا إهتمام ...
_ ماهى كل يوم بتيجى متأخرة ... عادى يعنى ..
إشرأبت "سحر" بعنقها فربما تراها قادمه معقبه ...
_ بس النهارده أتأخرت كتير يا "أحلام" .....
_ زمانها جايه ... ما إحنا مش حنعرف نوصلها .. أنا مش عارفه ليه لحد دلوقتى مش معاها موبايل ...؟!!!
_ اه صحيح .. غريبه أوى .. يعنى ما شاء الله أحوالهم الماديه كويسه جداً .. وبيقولوا الشركه بتاعتهم شركه كويسه أوى .. يعنى مش محتاجين فلوس .. بس هى متحسيهاش كده خالص ...
أومأت "دنيا" رأسها بموافقتها بنفس رأى "سحر" ...
_ فعلاً .. لبسها بسيط ومش معاها موبايل .. ولا بتتكلم عن أهلها أبدااا ...
لتؤكد "أحلام" حديثها الذى طالما إقتنعت به ..
_ هم كده الناس إللى معاهم فلوس دول بيبقوا ماسكين على الدنيا كده ... متهونش يا بنتى إلا على الغلابه إللى زينا ...
_ على رأيك .. تلاقيها عايشه فى فيلا ولا إحنا عارفين ...!!!
_ ولا مرة حتى خلتنا نروح عندها ...
أشارت لهم "أحلام" بالصمت لرؤيتها لـ "نسمه" تقترب منهن ...
_اشششش ... بس بس .. أهى جت أهى ...
بوجهها البشوش وضحكتها المميزة دنت منهم "نسمه" قائله ...
_صباح الخير يابنات ...
تمعنت "أحلام" بوجه صديقتها لتتسائل بفضول وتخوف ...
_ صباح الخير ... مال عينك وارمه كده ...؟!!
اصطنعت "نسمه" الضحك مردفه بمزاح مزيف ...
_ هه ... لا عادى .. قمت من النوم لقيتها كده .. تقريبا حساسيه .. ههههه
_ ألف سلامه ...
وقفت "دنيا" تحمل حقيبتها تهمهم على الصعود لحضور تلك المحاضرة ..
_ حتحضروا محاضرة دكتور "سعيد" ولا إيه ؟!! ...ده خلاص مش باقى إلا عشر دقايق ...
همت كلا من "سحر" و"أحلام" بالوقوف ...
_ يلا بينا عشان منتأخرش ...
لم تكن "نسمه" بذهن صافى لحضور تلك المحاضرة بعد تلك المشاحنه القويه بالصباح بينها وبين أخيها لتردف برفض ..
_ لا .. أنا مش عايزة أحضر ... حروح أجيب الورق من المكتبه ولما تخلصوا نتقابل هنا ...
_ خلاص ماشى .. يلا سلام مؤقت ...
تركوها جميعاً متجهين نحو المدرج لحضور المحاضرة ، بينما توجهت "نسمه" نحو المكتبه لتصور الأوراق التى طلبتها الدكتورة منهم منذ أيام و هى لم تستطيع شرائها ...
فلحسن حظها اليوم أعطاها عم "متولى" قرض من راتبها لإحضار هذه الأوراق فهى لن تطلب من "حسن" أى شئ كما إتفقوا ....
#الفصل_الخامس
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
الفصل الخامس (ورطة)
نسمه ...
بعدما تركها صديقاتها وذهبن لحضور تلك المحاضرة خرجت "نسمه" من بوابه الجامعه متجهه نحو المكتبه المقابله لإحضار تلك الأوراق الهامه التى طلبتها منهم دكتوره الماده ....
قضت بعض الوقت بداخل المكتبه لترتب تلك الأوراق بعد تصويرها ووضعتهم بعنايه بداخل أحد الكتب التى تحملها لتلتفت خارجه منها حين فوجئت بأحدهم يقف قبالتها تماماً يوجه حديثه إليها ...
رفعت "نسمه" رأسها للأعلى قليلاً ناظرة نحوه فقد فاق طوله طولها بكثير ...
"إنه هو .."
هكذا قالتها بداخل نفسها وهى متيقنه من ذلك فهو نفسه الذى مر بمكتبه عم "متولى" من قبل ، قربه منها جعلتها تتمعن بوضوح بملامحه الجذابه وعينيه العسيليتين ، لكن ما جذب إنتباهها حقاً هى تلك النظرة التى تعتلى عيناه فقد كان يتفحصها بقوة ...
حركت رأسها يميناً ويساراً مستفهمه عما تفوه به منذ قليل فهى لم تستطيع إستيضاح ذلك ...
_ أفندم ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
عمر ...
راقبها "عمر" جيداً حين تركت أصدقائها وخرجت من الجامعه ليظن أن هذا هو أنسب وقت يستطيع أن يتحدث معها بمفردهم ليبدأ خطته التى حضرها جيداً ...
تبعها نحو المكتبه وحين همت بالإنصراف إقترب منها متحدثاً إليها بما فكر به ورتبه بدقه طوال اليوم منتظراً تلك الفرصه ...
نظر عمر نحوها بهدوء يتفحص طلتها الملائكيه وملامحها الساحرة بجاذبيه حين تناثر شعرها حول وجهها الهادئ ولمعت عيناها ببريق أظهر لونها كقطرات العسل المائله للون الأصفر ، كانت ملفته باهره مميزة للغايه بصورة لم يرها بفتاه من قبل ليندفع قلبه بدقات متلاحقه ويتحشرج صوته تماماً بحلقه ...
تحدث .. بالفعل تحدث إليها لكن خفت صوته للغايه حين خانه ولم يخرج من حنجرته بقوته المعهوده فقد بعثرت تلك الصغيرة قوته بلحظه ليهيم بها بسحر آخاذ لم يفق من غياهبه إلا بسماع صوتها الشجى تتحدث إليه تستفهم عما قاله منذ قليل ...
_ أفندم ... حضرتك بتقول حاجه ....؟؟؟
ابتلع "عمر" ريقه المضطرب لتعود ثقته إليه مرة أخرى ليعيد كلماته بوضوح أكثر ...
_ كنت بسألك عن معاد محاضرة الدكتورة "هناء" ... لأنى مش عارف معادها بالضبط ...؟؟؟
رفعت "نسمه" حاجبيها و أخفضتهما بعد إدراكها أن تلك ما هى إلا طريقه إعتادت عليها حينما يود أحدهم التقرب إليها ليبدأ تجاذب أطراف الحديث معها لتردف بتملل و عدم إكتراث ...
_ اااه .... الساعه اتنين ...
ليعيد "عمر" سؤاله مستفهماً مرة أخرى ليهز ثقتها ..
_ متأكده ....؟؟!!
أَجَابته تلك المرة بثقه تامه وقد إعتلت وجهها نظرة ساخرة فيبدو أن هذا الشاب لا يعرفها ولا يعرف إنضباطها بعد ..
_ طبعاً ... أنا عمرى ما بنسى مواعيد محاضراتى أبداً ... أنا معنديش أهم منها ... بعد إذنك ...
أنهت "نسمه" جملتها حين بدأت بالتحرك إلى خارج المكتبه منهيه هذا الحوار المتكرر بينها وبين محبى التطفل عليها ..
تحرك عمر لبضع خطوات ليقف مواجهاً لها معترضاً طريقها قبل أن تتركه ..
_ إستنى بس !!! ... هو أنتى بترمى الكلام كده وتجرى ...؟!!
_ أفندم .. فيه حاجه تانيه ...؟!!
_ واثقه أوى أنتى ... ؟؟
_ طبعاً ... أنا مش مهتمه غير بدراستى وبس !!!! ... يا ريت تفهم ده كويس ...
كان لحضوره الطاغى تأثير لا تغفله نسمه لكنه كانت مستمره على مبدأها وقوتها المصطنعه ، ليقف "عمر" مستكملاً حديثه بتحدى ...
_ تمام ... وطالما أنتى واثقه أووى كده ... لو طلع كلامك غلط تعملى إيه ....؟؟
_ مش حعمل حاجه ... لأن كلامى مش غلط ...
_ إعتبريها تحدى وأنتى الكسبانه ... لو طلع كلامك غلط حتعزمينى على عصير .. إتفقنا ...؟!!
أمالت "نسمه" فمها بتهكم فهو خاسر خاسر لا محاله مردفه ..
_ والله أنت الخسران كده كده ... وأنا ميهمنيش .. بس عشان أثبت لك أنى مش غلطانه وعارفه المعاد كويس .. أنا موافقه ...
_ ولو رجعتى فى كلامك ....؟؟
_ مش أنا إللى ترجع فى كلامها .. وعموماً أنا متاكده .. عشان كده مش قلقانه ...
_خلاص ... إتفقنا ...
تركته "نسمه" وعادت لإنتظار صديقاتها بالكافيتيريا ، بينما جلس "عمر" على إحدى الطاولات منتظر عوده "وائل" مستمراً بمراقبتها عن كثب ...
لاحظت "نسمه" متابعته لها لكنها حاولت إشغال نفسها بكُتبها حتى لا تظهر له أنها لاحظت ذلك ....
بعد حوالى نصف ساعه انتهت المحاضرة وعادت الفتيات الى "نسمه" يجلسون معها حول منضدتهم المفضله ...
بفضول شديد تسائلت "نسمه" ...
_ كان فيه حاجه مهمه النهارده فى المحاضرة ...؟؟
أجابتها "دنيا" بتملل وإحساس بإرهاق شديد سببه ذلك الجو الحار الخانق بيوم رطب للغايه ...
_ ده أنتى ربنا بيحبك والله ... أنا مفهمتش ولا كلمه !!!! ... ده غير الحر إللى إحنا فيه ...!!!
لحقتها "سحر" وهى تمسك بأحدى زجاجات الماء الموضوعه فوق المنضده ...
_ اه والله يا "دنيا" .. أنا كنت حموت جوه النهارده الجو صعب أوى ...
أمالت "دنيا" رأسها إلى الجانب الأيمن وهى ترفع خصلات شعرها بأصابعها من فوق رقبتها لاحساسها المتفاقم بالحراره ثم أردفت بإستنكار ...
_ ده ولا ثلاث أربع ماسكات أعملهم النهارده عشان أعوض إللى عمله الحر والشمس دى النهارده ...؟!!!
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
لتميل "سحر" فمها بتهكم وقد عقصت أنفها بشكل ساخر من صديقتها المدلله ...
_ يا أختى روحى خدى شاور وخلاص ... أنتى حتنسى نفسك ده إحنا أهالينا موظفين حكومه يا "دنيا" ... عيشى يا ماما عيشه أهلك ....
لكزتها "دنيا" بخفه من مزاحها الثقيل الذى إعتادت عليه ...
عقبت "نسمه" على إحساسهم بهذه الأجواء الصيفية الحاره وهى تبتسم على مزاح "سحر" الدائم مع "دنيا" ..
_ يعنى هنا إللى الجو حلو أوى ... أنا خلاص صدعت من الشمس النهارده ...!!!
حاولت "أحلام" التلويح بإحدى الملزمات لتستشعر ببعض الهواء الملطف مردفه بعدم قدرة على التحمل ...
_ أنا مش عارفه حنكمل كده إزاى بس؟!! ... يعنى المحاضرة إللى جايه حتقعد ساعتين بحالهم ... وأنا خلاص مش قادرة أستحمل ....!!!!!!
حاولت "نسمه" تخفيف حده إرهاق "أحلام" فمازال أمامهن ما يقارب من الساعتين على موعد المحاضرة وتستطيع إلتقاط أنفاسها قليلاً بدلاً من الجو الخانق بداخل المدرج ...
_ لسه بدرى يا "أحلام" على معاد المحاضرة .. ده لسه ساعتين بحالهم ... يعنى تقدرى تاخدى نفسك براحتك ...
بذهول ساخر نظرت "أحلام" نحو "نسمه" لتصحح لها مفهومها الخاطئ ...
_ لا ... دى أنتى الشمس أثرت على دماغك فعلاً !!!! ... أنتى نسيتى ولا إيه ...؟؟؟ مش دكتورة "هناء" المحاضرة إللى فاتت غيرت معاد المحاضره النهارده عشان حتسافر بعد المحاضرة على طول ....!!!
بذهول تام أدركت ما وقعت به "نسمه" للتو ...
_ بجد ...!!! امتى ده ...؟؟؟
_ هههه المحاضرة إللى أنتى كنتى سرحانه فيها وكل شويه أصحصحك دى ....!!!
_ يااااا ... أنا مخدتش بالى خالص .... اوووووف ...!!!!
لم تستطع "أحلام" فهم لم تضايقت "نسمه" إلى هذا الحد ..
_ إيه يا بنتى مالك ؟!! ... عادى يعنى مش قصه ... حنحضر وخلاص وأديكى موجوده أهو يعنى مش متأخرة ولا حاجه ...؟!!
_ اه .. اه ...
شعرت "نسمه" بالورطه التى ورطت نفسها بها مع هذا الشاب ، كيف لم تنتبه.؟!! ، شعرت بالحرارة تزداد إشتعالاً برأسها فقد إستطاع توريطها بخطته الماكرة ، لكنها تأبى أن تترك له الفرصه بالغلبه عليها ولن تعطى له تلك الفرصه أبداً ....
____________________________________
بعد إلتقاط أنفاسهن بسرعه عادت الفتيات الى المدرج الذى ستحضرن به تلك المحاضرة ، والتى مرت بضيق بالغ على "نسمه" فكان ذهنها منشغل بطلب هذا الشاب وتوريطها معه بحديث آخر على غير إرادتها ...
بعد إنتهاء المحاضرة ذهبن مرة أخرى نحو الكافيتريا مكانهم المحبب فمازال الوقت مبكراً للعودة للمنزل ، اقترحت "أحلام" أن يبقين مع بعضهن البعض قليلاً ...
_ ما تيجوا نقعد شويه إحنا كده كده خلصنا بدرى ...
_ يلا ...
نظرت "أحلام" نحو "نسمه" الشارده منذ بدء المحاضرة ...
_ مالك بقى .. أنتى مش طبيعيه من قبل المحاضره فيه إيه ....؟؟؟
لتهم "سحر" بتأكيد ما لاحظته "أحلام" هى الأخرى ..
_ أنا ملاحظه كده برضه !!! ... حصل حاجه ولا إيه ...؟؟
_ شكلى حطيت نفسى فى مشكله من غير ما أحس ...
_ ازاى ده ...؟؟؟
سردت "نسمه" ما حدث مع "عمر" بالمكتبه بالتفصيل وتخوفها مما سيحدث بعد ذلك لتردف "دنيا" أولاً ...
_ ومين بقى إللى قالك كده ... حد نعرفه ... ؟؟
بهدوء شديد أشارت "نسمه" نحو "عمر" حتى لا يلاحظ أنها تتحدث عنه ....
_ إللى قاعد هناك ده .. إللى لابس أسود ...
_ يالهوى .. وده يتقال له لأ برضه ... أنتى مش حتبطلى العبط بتاعك ده ...!!!؟
_ بس يا "دنيا" .. أنا من ساعتها متضايقه أوى ...
_ يا بنتى شكله محترم .. وبتقولى بيتكلم معاكى بإحترام وكان مجرد سؤال .. فكيها يا بنتى إحنا زمايل مش أكتر .. بلاش تبقى مقفله كده .. أنتى لا قلتى ولا عملتى حاجه ....
_ بس يا "سحر" أنا مبحبش كده ...
حاولت "أحلام" نهر الفتيات عما يحاولن إيقاع "نسمه" به ...
_ بس يا بنات !!!! .. متضايقوهاش .. ما يمكن فعلاً بيلعب ويتسلى و"نسمه" مش بتاعه الكلام ده ...
_ والله يا "أحلام" شكله إبن ناس ... وبعدين مش يمكن يحصل فى الأمور أمور ... إحنا كلها كام شهر ونتخرج ... ما يمكن يبقى قصدة شريف وبيحاول يتعرف عليها قبل ما السنه تخلص ....؟!!!
بضيق شديد حاولت "نسمه" إنهاء هذا الجدال بين صديقاتها ..
_ خلاص بقى قفلوا على السيرة دى ... أنا لا عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه وخلاص ...
ظنت "نسمه" أنها إذا بقيت بالجامعه أكثر من ذلك فمن الغالب ستتورط بمحادثه أخرى معه لتفضل الإنصراف فوراً فهى لا تتحمل توابع هذا الإختبار الجديد كلياً عليها ....
أكملت يومها المعتاد حتى أنهت عملها بالمكتبه ليلاً ثم عادت إلى المنزل لينتهى اليوم بشكل روتينى ...
ظلت على هذا الحال اليومين التاليين تتجنب أن تراه فى أى مكان ، تتعمد أن تنهى محاضرتها وتخرج مباشره من الجامعه إلى مكتبه عم "متولى" ومنها إلى المنزل فى آليه وروتينيه ، جعلت شغلها الشاغل أن تبتعد عنه وهى تبحث عنه دائماً بعينيها لتهرب منه ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
____________________________________
الجامعة..
وقفت كلا من "دنيا" و"سحر" يسألن "نسمه" و"أحلام" ...
_ إحنا رايحين نجيب ساندويتشات ... نجيب لكم حاجه معانا ..؟!!
أمسكت "أحلام" برأسها المتألم مردفه وهى تحاول فتح عيناها بصعوبه ...
_ لأ ... أنا مصدعه أوى وبفكر أروح ... حاسه بألم رهيب ...
ربتت "نسمه" بحنو فوق كتفها متسائله بتخوف ...
_سلامتك حبيبتى ... أجيب لك مسكن ...؟!!
_ لأ حروح أحسن ... أنا عارفه الصداع ده لما بيجى لى مش بقدر أقعد خالص وببقى عايزة أنام ...
خرجت "أحلام" بصحبه "دنيا" و"سحر" إلى خارج الجامعه لتتخذ "أحلام" طريق عودتها للمنزل بينما ذهبتا صديقتيها للمطعم القريب ...
جلست "نسمه" تقرأ ببعض الملزمات التى بحوذتها متعمدة الانشغال بها حتى لا تلتفت للجالسين بالكافيتيريا من حولها ....
فوجئت بصوت ذكورى يتحدث إليها لترفع رأسها بإنتباه وقد إتسعت عيناها لرؤيته يقف أمامها بطوله الفارع ...
نظرت إليه بصمت وهو يعيد حديثه ساحباً أحد المقاعد ليجلس عليها دون إستئذان منها ....
_ أهلاً بالناس إللى مش بتوفى بوعدها ... ولا ده طبع فيكى ...؟؟
تسارعت دقات قلبها على الفور وهى تحاول إيجاد صوتها الذى هرب منها لحظه تفاجؤها بوجوده ...
_ لا ... أبداً ... أنا بس مجتش فرصه ...
_ عموماً أنا جبت العصير وقلت نشربه سوا ..
_ بص لو سمحت أنا ...
لم يعطها فرصه للحديث ليبدأ بتعريف نفسه بالبدايه كمن فرض واقعاً ببقاءه معها وقبولها دعوته ...
_ أنا "عمر" ... أنا مش حاخد من وقتك كتير ... بس حنشرب العصير سوا ولو حبيتى أمشى .. حقوم على طول أنا مش حضايقك ...!!
حركت "نسمه" رأسها موافقه بآليه و إنصياع تام دون أن تدرى لم سيطر عليها بتلك الصورة دون أدنى تفكير منها ، مدت يدها تحمل كوب العصير الذى مده إليها ناظره نحو الكوب بصمت ليتحدث "عمر" مرة أخرى ...
_ أنا مش بحب ألف وأدور .. أنا إنسان واضح .. عشان كده حتكلم معاكى بصراحه .... أنا من ساعه ما شفتك هنا فى الكليه وأنا الصراحه معجب بيكى ... لفتتى نظرى من أول مرة شفتك فيها ..... مش حقولك زى غيرى أنى حبيتك من أول نظرة والكلام ده ... إحنا لسه برضه منعرفش بعض كويس ....
_ أنا مش بفكر ولا بهتم أبداً بالموضوع ده و ...
_ أنا مطلبتش منك حاجه ... ولا حطلب منك حاجه متقلقيش ... أنا بس بقول لو تدينى و تدى نفسك فرصه نعرف بعض أكتر ... ومش حنتقابل بره الجامعه ولا حقولك نروح مع بعض أى مكان .... نتعرف على بعض فى إطار الزماله والصداقه ... أظن ده ميضايقكيش ...
_ أيوه .. بس ...!!!!
لا تدرى "نسمه" لماذا إستجابت إليه وإستمعت بإنصات له وهى دوماً ترفض الدخول فى أى من هذه العلاقات العابرة ، فحياتها مليئه بما هو أهم ، ليستفهم منها عن رأيها بطريقته الساحرة التى تملكتها على الفور ....
_ ها ... إيه رأيك ....؟؟؟
أومأت "نسمه" بإبتسامه خفيفه وهى تهز رأسها موافقه لتعرف نفسها إليه ...
_ أنا "نسمه على" ...
_ أنا عرفت إسمك وعرفت عنك حاجات كتير أووى من يوم ما جيت هنا ... أنا عايزك تعرفينى أكتر .. يمكن تحسى بإللى أنا حاسه من ناحيتك .. بس كبدايه ممكن نكون أصدقاء ...
_ اه طبعاً ... هو أنت مكنتش معانا السنين إللى فاتت صح ...؟!!
_ أيوه ... بس أنا من القاهرة أصلاً .. كنت عايش هنا طول عمرى الدنيا إتغيرت أوى بعد ما والدتى إتوفت وعشت أنا وبابا لوحدنا أنا ماليش أخوات ..... على فكرة أنا كنت معاكم هنا فى سنه أولى بس مكنتش منتظم أوى فى الحضور ... لأن والدى تعب أوى وقتها ... وبعد ما إتوفى إضطريت أنقل لجامعه تانيه مكنش ينفع أعيش هنا لوحدى ...
إدراكها لأنه يتيم مثلها أصابها بالذهول ..
_ أنت يتيم ...!!
عقب "عمر" على تفاجئها بمزاح من حاله ...
_ أب وأم ... يعنى مخلص خاااالص ومفيش حد فى حياتى .. جايلك بطولى أهو ... ههههه..
إبتسمت إبتسامه حزينه من سخريته من يتمه و وحدته لتسأله بإحساسها لمن إشتاق لمن رحلوا ....
_مش بيوحشوك ...؟؟!!
أجابها بصدق حقيقى ولمعت نظرة حزن دفينه بعيناه ...
_ أوى ... بس هى دى الدنيا ...حنعمل إيه ...؟؟
_ أنا كمان يتيمه .. بابا وماما إتوفوا وعايشه مع أخويا ومراته ...
لا يعلم لماذا إندهش "عمر" من هذه المعلومه ، بل و شعر بالحزن لحزنها وإنكسار الظاهر بأعينها فهو يعلم تماماً مراره هذا الإحساس ، يدرك تماماً كيف يصبح الإنسان وحيداً حتى لو إجتمع الجميع من حوله ، فقدان الأب و الأم كسرة ظهر ونَفْس، رق قلبه لحالها الذى يعيش فيه ويعلم قسوته ليردف بأسف ...
_ مكنتش أعرف ....؟؟ أنا آسف لو فكرتك ...!!
_ لا أبداً ... أنا عمرى ما بنساهم أبداً ....
_ لا ... أنا مش جاى نقلبها كآبه كده ... المهم أنا خلصت العصير بتاعى .. وزى ما وعدتك حقوم على طول ... بس ممكن نتقابل تانى بكرة هنا ونحضر المحاضرة سوا ..؟؟
_ اوك .. حستناك ..
أومأ لها رأسه بخفه قبل أن يتركها وقد علت ثغره إبتسامه إنتصار فقد وصل أخيراً إلى غايته ....
تركها وانصرف نحو "وائل" الذى كان يجلس على طاولته مندهشاً مما قام به "عمر" ، فهو الوحيد الذى إستطاع كسر حاجز هذه الفتاه من كل من يعرفهم جميعاً وإستطاع أن يجلس ويتحدث معها أمام الجميع ...
_ يا إبن الإيه !!!!! ... أقعد بقى وإحكى لى عملت إيه وقلت لها إيه بالضبط وبالتفصيل ...
جلس "عمر" على المقعد المجاور له وهو يعدل من ياقه قميصه بزهو ...
_ عيب يا أبنى ... هو أنا قليل .. أنت بس إللى مستهون بيا ....
_ أشهد لك يا باشا ... والله ... يلا إحكى لى بالتفصيل بقى مش قادر أستنى ...
#الفصل_السادس
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
(🔴 قبل بداية النشر أحب أقولكم إن مشاهدة الفصول لا تتناسب مطلقًا مع التفاعل مع الرواية، وده شئ مزعلني جدًا، أنا بقدم لكم محتوى سهل الوصول بدون تعقيد أظن من التقدير بس نحط لايك أو تعليق، تجاهلكم مسبب لي إحباط إني أكتب وأنشر أي جديد بصراحة، لو مفيش تفاعل كويس أعذروني أي نشر جديد للروايات مش حيكون مباشر بالشكل ده، حيكون للناس إللي بتقدرني فقط)
الفصل السادس (ليس عشقاً)
فى المساء (نسمه) ..
بعد إنتهاء اليوم جلست "نسمه" بغرفتها تتذكر يومها وأحداثه بالتفصيل ، تتذكر حديثها مع "عمر" أول شخص تتحدث معه بهذه الحريه والتلقائيه ، كم أحست بأنه شخص مختلف عما رأتهم بحياتها ،وكم كان حنونا معها ، كم شعر بحزنها على فقدانها لأهلها ، لقد كان مهتم بكل تفاصيل حديثها ....
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
لم تشعر بهذا الإهتمام مطلقاً من قبل فى حياتها ، هل أصبحت أخيراً مهمه بحياه أحدهم ؟!! شخص يهتم بوجودها وإرضاءها ، يسعد لإبتسامتها ويحزن لحزنها ....؟!!!
شغلت نفسها وتفكيرها طيله الليل بـ "عمر" ، لم تعطى فرصه لعقلها أن يفكر ، بل سيطر قلبها كاملاً عليها ، فقد كانت بالفعل فى إحتياج لمثل هذا الإهتمام ....
وضعت رأسها على وسادتها وأخيراً نامت فى سعاده لم تشعر بها منذ سنوات طويله جداً .....
عمر ...
إنشغل فِكره كثيراً بتلك الفتاه ودون وعى منه كانت تلازمه بطيفها طيله الوقت ، كيف كانت تتحدث وتبتسم ، كيف كانت رقيقه إلى هذا الحد ، لكنه يعود ويذكر نفسه أنها ما هى إلا فتاه وقحه مستغله مخادعه لكل أصدقائهم وعليه تلقينها درساً لن تنساه ...
_____________________________________
فى الصباح ....
إستيقظت "نسمه" سريعاً فهذا اليوم خاصه تريد الذهاب مبكراً ولا طاقه لها بمناقشات ومضايقات "حنان" و"حسن" ، أسرعت لتجهز الإفطار وترتيب ما تستطيع ترتيبه قبل أن تبدأ "حنان" بأى مجادله من المجادلات التى تعشقها جيداً ، أسرعت بتناول حقيبتها للذهاب للجامعه ...
أثناء سيرها أخذت الأفكار تعصف برأسها لترسم إبتسامه لا تغيب عن شفاهها لمجرد تفكيرها به بدون وعى لتتسائل بداخلها ...
" هو ليه إختارنى أنا بالذات ... باين عليه من عيله كبيرة أوى ده غير شكله و قوته .. إشمعنى أنا إللى إختارنى وأكيد واحد زى ده حواليه كتير ...
يبقى اكيد بيحبنى ... أينعم هو مقالش كده وقال إنه بس معجب بيا .. ودى أكتر حاجه تبين أنه مش كذاب .. واحد غيره كان كدب عليا ... اه صح كده ... معجب بيا ... وبيحبنى"
ظلت ترددها كثيراً حتى وصلت إلى الجامعه لتقابل صديقاتها بإبتسامه صافيه ، جالت عيناها باحثه عنه فى الأرجاء حولها حتى وقعت عيناها عليه ليخفق قلبها بشده ..
ها هو يتقدم نحوها بإبتسامته الرائعه ذو الغمازتين وجسده الرياضى وطوله الفارع كأنه أحد عارضى الأزياء ، حضوره الملفت جعلها تتشتت وتتيبس بموضعها كما لو أن الدنيا أصبحت حولهم فراغ تام وأصبحت الجامعه تخلو إلا منهما فقط لتجد نفسها تلقائياً تبتسم بخجل وسعاده ....
أفاقتها "أحلام" وهى تهتف بإسمها ...
_ "نسمه" ... "نسمه" .... أنتى رحتى فين ...؟؟
_ هه ... بتقولى حاجه يا "أحلام" ....؟؟
_ يا خبر أبيض !!!! ...ده أنا بقالى ساعه بتكلم ... مالك النهارده ...؟؟!!
قاطع حديثهما صوت "عمر" الواقف إلى جوارهن يلقى تحيه الصباح...
_ صباح الخير ....
إلتفتوا إليه جميعاً بصمت حين أجابته "نسمه" .....
_ صباح الخير ...
لم تكن صدمتهم من قرب هذا الشاب الوسيم بل كانت من رد صديقتهم عليه وبذهول تام تابعوا حديث "عمر" الموجه لـ "نسمه" ...
_ يلا بينا المحاضره حتبدأ ...
تبدلت نظرات نسمه بينه وبين صديقاتها الفاغرين فاهم بذهول وهى تحثهم على الذهاب معاً ..
_ يلا ...
تقدمت "نسمه" صديقاتها لتسير خلف "عمر" بالمقدمه متوجهين نحو المدرج بينما نظرت كلا من "دنيا" و"أحلام" و"سحر" إلى بعضهم البعض بذهول تام لما حدث أمام أعينهم منذ قليل ، لتفرغ "دنيا" فاها بتعجب قائله ...
_ هو إللى أنا شفته ده بجد ...؟؟!!
لتعقب "أحلام" بذهول لا يقل عن صديقتها ...
_ هى دى "نسمه" ولا أنا بيتهيألى ..!!
حركت "سحر" رأسها تنفض ذهولها المسيطر عليها لتردف بعمليه وإهتمام ...
_ مش فاهمه أى حاجه خالص ؟!!!! ... بس يلا فوقوا المحاضره حتبدأ ودى محاضرة مهمه مش عايزين نضيعها ...
أسرعن الفتيات يلحقون بـ "عمر" و"نسمه" نحو المدرج لحضور المحاضرة ، من وقت لآخر ظلت الفتيات ينظرون نحو "نسمه" و "عمر" يتابعونهم بأعينهم ، بينما لم ينتبها كلا منهما أبداً للمحاضرة وظلا يتحدثان سوياً طوال الوقت حتى إنتهى وقتها ، ودون إنتظار خرجا سويا ليجلسا فى الكافيتريا يستكملا حديثهما ....
لم تشعر "نسمه" بمرور الوقت معه ، بل أحبت الدنيا معه ، شعرت كأنها ترى الدنيا بعيون مختلفه ، وكأن كل شئ تغير ... أصبح فجأه جميلاً خلاباً ....
كانت سعيده للغايه شعور لم تشعر به من قبل ... فقط كانت سعيده ...
قضى الوقت بدون أن تشعر كما لو أن الدنيا بدأت تبتسم لها وتعوضها عن حرمانها ووحدتها ...
____________________________________
تمر الأيام كحلم جميل تغيرت ملامح الدنيا بعيونها ، فقد وجدت لكلمه السعاده معنى أخيراً ، هى لا تعلم لماذا أصبحت فجأه بتلك الروح المحبه المتفائلة، لكنها أحبت ذلك الشعور ..
تقرب "عمر" أكثر وأكثر من "نسمه" وكانا يقضيان بالجامعه وقت أطول ، ثم تعود لتجلس مع الفتيات تتحدث وتضحك وتعيش .. نعم .. لأول مرة تعيش ... إعتادت "نسمه" وجوده حقاً ..
أصبح من روتين يومها الجديد أن ترى "عمر" وتجلس معه ويتكلمان فى أمور عامه أو الدراسه والجامعه ، لكنها لم تحبذ أن تتكلم عن "حسن" وعما يفعله معها فهو فى النهايه أخيها الوحيد ....
_____________________________________
ذات صباح ...
الجامعة....
زمت "دنيا" فمها بضيق وقلق لتهوى فوق مقعدها مسنده وجهها فوق كفيها بإحباط تام ناظرة نحو "أحلام" ...
_ أنا خايفه أوى من الإمتحان ده .. معرفتش أذاكر كويس ...!!
_ طيب خدى الملخصات دى يمكن تساعدك ...
_تفتكرى ..متوترة أوى ...
سحبت "سحر" نفساً مطولاً لتهدئ من نفسها المغتاظه من "دنيا" وإستهتارها بالمذاكره ...
_ لا بقولك إيه ... فوقى كده ده باقى على إمتحان التيرم أيام .... دى آخر سنه يا "دنيا" ... إهتمى بالدراسه شويه ... وسيبك من الميكب والفاشون والهبل ده ..
عقصت "دنيا" وجهها بنفور من تفكير "سحر" العملى للغايه مردفه ...
_ ده هو ده إللى قاعد لنا .... ونبقى بنات حلوين .. بلاش شغل الغفر إللى أنتى عايشه فيه ده ...
_ أنتى حتودى نفسك فى داهيه ... بقى إننا نبقى بنات حلوين ده أهم حاجه ... يا سطحيه يا تافهه أنتى ... ذاكرى يا أختى وخلى لنفسك شخصيه وأهميه ... أنا مش عايزة أبقى صورة ولا مانيكان فى باترينه ....
_ ولا أنتى فاهمه حاجه ....
دارت أحلام بعينيها تبحث عن نسمه فيم حولها دون الإهتمام لجدالهم الدائم ..
_ هى "نسمه" فين مش باينه من الصبح ....؟؟؟
ابتسمت "سحر" بتهكم وهى تغمز بعينيها ...
_ حتكون فين يعنى ما أنتى عارفه ... أكيد مع عمر زى كل يوم ... واحده طول النهار تحط روچ والتانيه سارحه فى ملكوت الله مع عمر ...
_ لأ ... كده كتير ....!!!!
وقفت "أحلام" لتبحث عن "نسمه" فقد آن الآوان للحديث مع "نسمه" بهذا الشأن ، تحركت بعشوائية محاوله البحث عنها حتى وجدتها قرابه بوابه الجامعه مازالت تقف مع "عمر" ...
إقتربت "أحلام" منهما وقد بدا على ملامحها المقبضه بعض الضيق ...
_ "نسمه" .. عايزاكى ضرورى ...
إلتفتت إليها "نسمه" بقلق ..
_خير يا "أحلام" فيه حاجه ...؟؟
رمقت "أحلام" "عمر" بنظرة لم يفهمها كلاهما لتوجه حديثها إلى "نسمه" ...
_ عايزاكى فى موضوع مهم ...
_ تمام أنا جايه ... بعد إذنك يا "عمر" ...
بنفور أردف "عمر" بغير إهتمام بوجود "أحلام" فهو لا يهتم بالفتيات إطلاقاً ويشعر بأنهم شئ مهمش للغايه بحياته ...
_ حروح أنا أشوف "وائل" يا "نسمه" ....
إلتصقت "أحلام" بـ "نسمه" بحميميه شديدة وشبكت ذراعها فى ذراع "نسمه" بود وبدأت تتحدث معها بصوت خفيض ...
_ أنتى إيه أخرتها معاكى ...؟؟
_ قصدك إيه ...؟؟
_ "نسمه" ....فوقى شويه .. أنتى إتغيرتى أوى وأنا خايفه عليكى ...
_ خايفه عليا من إيه بس ...؟!!
_ من إللى إسمه "عمر" ده ..!!
اندهشت "نسمه" من تحذير صديقتها الحميمه من "عمر" ، فهى أصبحت تحب الدنيا بوجوده بها ، لم الآن تحذرها منه ...
_ "عمر" ...!!! ماله "عمر" ...؟؟!!
_ أنتى مش حاسه بنفسك ولا إيه ؟!! ...ده أنتى من ساعه ما بتشوفيه كأنك مش شايفه غيره فى الدنيا .. هى إيه الحكايه بالضبط ..
هى تدرك ذلك حقاً لكن مع ذلك أصابها اضطراب مربك حين ذكرت "أحلام" ذلك ..
_ حكايه ....؟؟!! لا حكايه ولا حاجه .. إحنا اصدقاء بس .. عادى يعنى ....
أردفت "أحلام" بشك ..
_ أنتى متأكده ... "نسمه" .. أنتى أختى .. ومش عايزاكى تقعى فى غلط ...
رواية بقلم رشا روميه قوت القلوب
دق قلبها فرحاً وعلت وجهها تقاسيم سعاده وهى تصف حالتها بصدق لصديقتها ...
_ غلط ...!! أنا أول مرة فى حياتى أحس أنى بنى أدمه وليا وجود ... وأنا معاه بحس أنى مبسوطه أوى ... بحس الدنيا حلوة ... تقوليلى وجودى معاه غلط ....ده هو ده الإحساس الصح الوحيد فى حياتى ....
بعدم تصديق لهيام صديقتها وإرتسام ملامحها الفرحه بتلك الصورة الحالميه همست "أحلام" ...
_ أنتى بتحبيه ....؟؟!!!
ربما لم يكن هذا هو المعنى الذى تبحث عنه نسمه لكنها تشعر بسعاده بوجوده لتهمس بشرود ...
_ بحبه .... !!!! لأ .....اااا .. ممكن برتاح وهو موجود .. دايماً مهتم بيا .. بس بحبه ... مش عارفه ...!!!!
_ أمال أنتى فاكرة إيه ... ؟؟ شكلك واقعه على آخرك ...
_ بجد !! أنا باين عليا أوى كده أنى واقعه ...
_ طبعاً.. أنتى مش حاسه بنفسك ؟!! ... أنتى طول الوقت معاه .. نظراتك وإبتساماتك ليه .. شكل تانى يا "نسمه" ....
_ للدرجه دى ...؟!!!
_ مش هى دى المشكله ... المشكله هو إيه ....؟؟؟
لم تفهم "نسمه" مقصد "أحلام" جيداً ...
_ قصدك إيه ....؟
تنهدت "أحلام" وهى تحاول إيضاح الصورة كامله لـ "نسمه" حتى تستطيع الحكم على مشاعره هو أيضاً تجاهها ...
_ أنتى شايفه إن إهتمامه بيكى ووجوده دايماً معاكى .... ليه ...؟؟
_ معجب بيا مثلا ....!!! أو ... بيحبنى ...!!!
_ معاكى .. حنفترض مثلاً إنه هو بيقرب منك عشان بيحبك ... أنتى متأكده بقى أنه بيحبك فعلاً ومش بيضحك عليكى ولا بيلعب بيكى ...
هوى قلبها بسماعها لتلك الكلمه التى ليس لها وجود بقلبها ..
_ يلعب بيا .. ؟؟!!!
_ وليه لأ ؟؟؟! ... مش كل الشباب إللى هنا كده .. يفهمونا أنهم معجبين بينا وبيحبونا وويطلعوا بيتسلوا ويلعبوا بينا وخلاص ....!!!
علت ضربات قلب "نسمه" خوفاً وضيقاً ليضطرب تنفسها وهى تشعر ببروده تجتاح أوصالها بغير تصديق ....
_ لا يا "أحلام" .. اا .. "عمر" .. حاجه .. تانيه ...
_وعرفتى منين إنه حاجه تانيه ؟!! ... أنتى ساذجه أوى ليه كده!!!! .. بطلى يا بنتى الطيبه الزياده دى ... أنا خايفه عليكى ليكسر قلبك ...
نظرت "نسمه" بعيون يملؤها الخوف تجاه "أحلام" مستطرده ...
_خوفتينى أوى يا "أحلام" ... أنا عمرى ما فكرت فى إن "عمر" زى ما بتقولى كده ...خالص ...
_حكمى عقلك يا "نسمه" .. بدل ما قلبك يوديكى فى داهيه ....
ربتت "أحلام" بحنو على كتف "نسمه" وتركتها فى حيرتها لما قالته عن "عمر" ، لتتركها تتخبط بأفكارها وتترك الشيطان يعبث بمسلماتها بحقيقه حبه لها ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
_____________________________________
عمر و وائل ...
جلس "وائل" بتذمر شديد وقد لاحت تقاسيم الضيق بوجهه عن رؤيته لـ "عمر" يقترب منه ليجلس إلى جواره ...
_ لا يا راجل ... كويس إنك إفتكرتنا ...
_ مالك يا جدع ... فيه إيه ....؟؟؟
تفحص "وائل" "عمر" بشك وهو يرفع إحدى حاجبيه محاولاً استنباط ما يحدث من حوله ليسأل صديقه بإستراب ...
_هى اللعبه قلبت بجد ولا إيه ...؟؟؟
_ لعبه إيه إللى قلبت بجد ... ما تظبط كده أمال ...!!!!
أخذ "وائل" يوضح لـ "عمر" ما يفعل به وجوده معها دون أن يدرك ...
_ يا أبنى أنت مش حاسس ولا إيه ؟!! ... ده أنت تيجى الصبح تدور عليها أول حاجه ... وتبقى حتموت كدة عشان تلاقيها ... وتروح لها ومحدش يشوف وشك تانى ....
أردف "عمر" نافياً بصورة قاطعه ...
_ لا طبعاً ... أنت دماغك راحت فين ؟!! ... أنا بعمل كده وأنا قاصد كده عشان تتعلق بيا أكتر ... أنا عارف كويس أنا بعمل إيه ... أنا مش أى واحده تهز فيا شعرايه يا أبنى ...
_طب و إيه الأخبار ..؟؟
إعتدل "عمر" بثقه مستكملاً..
_ الخطه ماشيه زى ما إحنا عايزين بالضبط .. دى خلاص بقت زى الخاتم فى صباعى ... ألبسه وقت ما أحب ...وأقلعه وقت ما أحب ...
صفق "وائل" بحماس ..
_ أيوة بقى .. هو ده "عمر" إللى أنا أعرفه .... الصراحه لما بشوفك معاها حسيت إنك بدأت تعجب بيها .. بقيت مهتم بيها زياده عن اللزوم ...
_ لأ طبعاً يا "وائل" .. متقلقش ... أنا يوم ما أفكر أرتبط مش حرتبط بواحده أخلاقها بالصوره دى ...
_ خد بالك برضه ... النوع ده بتبقى خبيثه وبتوقع فى شباكها على طول ... أكيد عايزة تستفاد منك بأى حاجه ....
بتلك اللحظه لاحت أمام "عمر" تصرفاتها طيله الايام الماضيه ليردف بإستراب من تلك الفكرة بالأساس...
_ بس مش عارف ليه يا "وائل" محسيتهاش كده خالص !!! .. أنا برضه مش ساذج يعنى وأعرف النوع الخبيث ده كويس ... دى بريئه أوى ... مش عارف ليه حاسس الكلام إللى سمعته منك مش راكب عليها ولا على تصرفاتها وعفويتها أبداً ....
ضرب "وائل" كفه بالطاوله بتخوف مردفاً ..
_ أهو هو ده إللى أنا خايف منه .. مش بقولك أنها بدأت تأثر فيك ....!!!!
_ بس يا "وائل" بلاش كلام فاضى ...خطتنا ماشيه وخلاص ... مش كل شويه تقولى كده ...
تركه "عمر" منفعلاً متوجها نحو المنزل فقد أصبحت الأفكار برأسه غير موزونه على الإطلاق فلابد من إعاده ترتيب أفكاره مرة أخرى بعيداً عن كل مصادر التشوش تلك ....
بينما همس "وائل" لنفسه ...
"يا خوفى يا عمر ينقلب السحر على الساحر وتحبها بجد ..."
_____________________________________
نسمه ...
جالت بنظرها باحثه عن "عمر" لتتأكد مما قالته لها "أحلام" فمن الآن سوف تنتبه له ولتصرفاته معها خوفاً من أن تكون هى تسليته ، وأن إحساسها الذى تشعر به بقلبها ما هو إلا مجرد وهم برأسها فقط ...
لتحدث نفسها بتخوف ..
"صح كده .. مش لازم أترمى أوى كده .. لازم أتأكد من مشاعره نحيتى الأول ... طب هو أنا شاغله نفسى دايماً بيه .. هو أنا كده بحبه ولا إتعودت على وجوده وإهتمامه بيا ... ما يمكن أنا كمان مش بحبه ... و أول ما يبعد عنى مش حيفرق معايا خالص وحنساه ...."
تركت "نسمه" الجامعه وذهبت لمكتبه عم "متولى" لتكمل عملها و تستذكر محاضراتها فقد تبقى على إختباراتها مجرد ثلاثة أيام فقط ....
_____________________________________
عمر ...
جلس على أحد المقاعد بغرفه المعيشه وأخذ يسترجع حديثه الأخير مع "وائل" ، وكالعاده قفزت "نسمه" بضحكتها إلى عقله كما يحدث مؤخراً بشكل كبير ....
تذكر بعض الأحاديث معها كم كانت تلقائيه وبسيطه ، هل يمكن لفتاه مثلها أن تكن النقيضين فى نفس الوقت ، بريئه وبسيطه ، خبيثه وكاذبه ، أيعقل ...؟؟؟
لقد إقترب منها ما يقارب من شهرين لم يشعر خلالهم لمرة واحده بأنها كاذبه أو إنها حتى مثل أى فتاه يعرفها ، بل إنها تجذبه رغماً عنه بسحرها وإبتسامتها العذبه ، فقد كانت بمعنى أدق رائعه ساحرة جذابه لا تقارن بغيرها ...
" فيه إيه يا "عمر" ... أنت طبيت ولا إيه ؟!! .... لالالا ... أنا زى ما أنا .. دى لعبه .. أنا لا بحبها ولا حاجه ... هو أنا يعنى ملقتش إلا دى ....!!!!!
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
دى ... مالها دى ... ده أنا عمرى ما شفت رقه ولا جمال ولا بساطه كده ... أنتى ازاى كده .. حتجنن .... بس لالالا ... مينفعش .. مينفعش ... أنا مبحبهاش ... مبحبهاش ... هو بس عشان بقالى فترة متعود أشوفها كل يوم ... أنا لازم أقعد الكام يوم دول بعيد ... وأكيد كل حاجه حترجع زى ما كانت ..."
ويبقى للأحداث بقيه ،،
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺


تعليقات
إرسال تعليق