قصة ستذهلك حقا جديرة بالقراءة (واقعية)
بالأمس عدت إلى بيتي متعباً منهكاً فقالت لي زوجتي بدل ثيابك وٱرتح قليلا ريثما ينضج الطعام الغداء ..
وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وبدلت ثيابي وتمددت على سريري وأغمضت عيني !!!
ولم أفتح عيني إلا على صوت المؤذن لصلاة العصر، فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة ...
جلست إلى المائدة وسألتها ماذا طبختي لنا اليوم يا حبيبة القلب ؟؟؟
إلا أنها لم ترد علي !!!
فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت أنها لا تسمعني .. فكانت دهشتي قد سبقت غضبي !!!
إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاماً من حياتي الزوجية أخاطب فيها زوجتي ولا تعيرني أي ٱهتمام !!!
إلتفت فإذا بابنتي البِكر تدخل المطبخ، فطلبت منها إحضار زجاجة ماء من الثلاجة، فكان فعلها مماثلا لفعل أمها، فازداد تعجبي !!!
فهممت بالخروج من المطبخ فإذا بزوجتي تقول لأبنتي: إذهبي وأيقظي أباك لتناول الطعام ..!! هنا بلغ مني الذهول مبلغا !!!
وبالفعل إتجهت إبنتي إلى غرفتي لتوقظني ،، فصرخت بعلو صوتي أنا هنا، فلم تلتفت إليَّ ومضت مسرعةً وتركتني غارقاً في ذهولي..
وبعد دقيقة عادت وقد ارتسم الرعب على وجهها فقالت لها أمها : ما خطبك !!؟؟
هل أيقظتي أباك ؟؟؟
فتلعثم قليلا ثم قالت
![]() |
حاولت إيقاظه مرارا وتكرارا لكنه لم يرد علي !!! فٱزدادت دهشتي، ماذا تقول هذه البنت !!! فدخلت زوجتي مسرعةً إلى الغرفة وخلفها البنت الصغرى، وقد بدا على ملامح زوجتي الذعر الشديد فتبعتها لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماماً، ويلبس نفس ثيابي،،،
وما إن يئست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تفيض بالدموع وبدأت بناتي في البكاء ومناداة ذلك الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في أن يرد عليهما ..
وأنا لا أصدق ماذا يجري من حولي !!!
يا إلهي ما الذي يحدث ؟؟!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني ؟؟!! لماذا لا يسمعني أحد ؟؟!! لماذا لا يراني أحد ؟؟ !!
خرجت إبنتي البكر مسرعة لتعود بعد قليل ومعها أمي وأختي وانهمر الجميع في البكاء وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني وتبكي بكاءا شديدا، فذهبت إليها محاولا لمسها والحديث معها وبدأت أصرخ بأعلى صوتي بأني مازلت بجوارها وأني على قيد الحياة لكنها لم تشعر بوجودي ..
فٱلتفتُ إلى أختي و زوجتي وبناتي محاولا إسماع صوتي مرة أخرى .. لكن دون جدوى !!!
إتصلت إختي بالأقارب فحضروا وحضر أيضا الجيران بعد سماع الخبر ثم بدأ الجميع يعد للإعداد للجنازة وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الكابوس المزعج الذي أحاولت الاستيقاظ منه.
جاء المغسل وبدأ في تغسيل ذاك الجسد الملقى على فراشي بمساعدة خالي ولفه بالكفن .. وبعدها توافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يواسي أمي المنهارة ويقدمون التعازي لزوجتي وأختي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
ثم حملوا ذلك الجسد إلى المسجد ليصلوا عليه، وخلا المنزل إلا من النساء.
فخرجت مسرعا خلف الجنازة المتجهة إلى المسجد حيث اجتمع الجيران والأصدقاء واصطفوا خلف الإمام ليصلوا علي...
ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا، ثم
كبر الإمام التكبيرة الأولى وأنا أصرخ فيهم يا أهلي يا جيراني على من تصلون ؟؟ !!
أنا معكم ولكن لا يشعرون !!
أناديهم ولكن لا يسمعون !!
بين أيديكم ولكن لا يبصرون !!
فلما يئست منهم تركتهم يصلون وتوجهت إلى ذلك الصندوق وكشفت الغطاء أنظر إلى ذلك النائم فيه ،،،
وما إن كشفت عن وجهه حتى فتح عينيه ونظر إلي وقال : الآن ٱنتهى دوري (الجثة) ،،، أنا إلى الفناء والتراب، أما أنت فإلىٰ دار البقاء !!!
ثم قال لازمتك ما يزيد عن الستين عاما واليوم مآلي إلى التراب ومآلك إلى الحساب !!!
ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقا فاقدا السيطرة على كل شئ، أطرافي لم تعد تستيجب لي .. لم أعد أرى شيئا ، لم أعد أقوى على الحراك ، أحاول الكلام فلا أستطيع ...
فقط أسمع تكبيرات الإمام ...
ثم غمغمات المشيعين ...
ثم صوت التراب ينهال علي...
ثم قرع النعال مبتعدة ...
أدركت حينها أنها النهاية ...
ولربما البداية ...
بداية النهاية ...
هكذا بكل بساطة ودون مقدمات أو سابق إنذار ؟؟؟ !!!
مازال لدي الكثير من المواعيد ،،،
مازال لدي الكثير من الأعمال ،،،
مازال لدي ديون لم أسددها ولم أوص بسدادها،،،
أين هاتفي النقال ؟؟؟
أريد أن أوصي بفعل خير لطالما أجلته ،،،
أريد أن أنهى عن منكر لطالما رأيته ،،،
وشيئا فشيئا بدأت أختنق
ثم سمعتُ أصوات أقدام متجهة إلي
فقلت: يا ويلتي سيبدأ السؤال !!!
هذا ما كان يقال لي في الدنيا ،،،
لابد أنهما الملكان في طريقهما إلي ...
وبقيت أصرخ في قبري ،،،
رب ٱرجعونِ ،،، رب ٱرجعونِ ،،، رب ارجعونِ ،،،
لعلي ،،، أعمل صالحا فيما تركت !!!
فلا أسمع صدى لدعائي سوى ،،،
كلا ،،، كلا ،،، كلا ،،،
ولازلت على هذه الحال حتى تدفق إلى مسامعي صوت رقيق يهمس في أذني : بابا، بابا، فق، الغداء جاهز يا بابا ...
ففتحت عيني لأجد ٱبنتي الصغيرة وفلذة كبدي مبتسمة كعادتها في وجهي وهي تقول بحنان : " يلا يا بابا قبل الأكل ما يبرد"
احتضنتها بلهفة وقبلت جبينها ثم تركتها تذهب ....
وجلست في فراشي برهة .. وأنا أشعر بإرهاق شديد وأطرافي ترتعد وجسدي يتصبب عرقا ....
لأخاطب نفسي قائلا: ..ها قد عدتي يا نفس ،،، فأريني أي صالحٍ ستعملين قبل أن يأتي يوم تسألين فيه الرجعى فلا يستجاب لك...
سارع بالخيرات بأعمال الصالحات ..."وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت "
أشهد ألا إلٰه إلا اللّٰه وأشهد أن محمدا رسول اللّٰه*
اللّٰهم 🤲🏻 لا تتوفَّنا إلا وأنت راض عنا يارب العالمين 🤲🏻 لا إلٰه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🤲🏻 أستغفر اللّٰه الذي لا إلٰه إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 🤲🏻 إنا للّٰه وإنا إليه راجعون 🤲🏻 ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم رب العرش العظيم 🤲🏻 البقاء لله الواحد القهار له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 🤲🏻 سبحانك ربي ما عبدناك حق عبادتك فٱغفر لنا ولا تخزنا يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون 🤲🏻 إلا من أتى اللّٰه بقلب سليم 🤲🏻
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين 🤲🏻
*واللّٰه المستعان *
اذكروا الله
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق