رواية تمنيت أن يطول عذابي الحلقة الأولى والثانية بقلم الكاتبه نورا محمد علي حصريه وجديده
![]() |
رواية تمنيت أن يطول عذابي الحلقة الأولى والثانية بقلم الكاتبه نورا محمد علي حصريه وجديده
وقف "فريد عبد الهادي" أمام المرآة يداعب شعره طويلًا، مسترجعًا كيف أقنعه صديقه المقرّب "عادل" بالذهاب معهم في رحلة الجامعة، والتي تمتد لخمسة أيام، تبدأ من الفيوم مرورًا بالصعيد، وتنتهي في النوبة.
عادل: هتيجي يعني هتيجي.
فريد: ما تتعبش نفسك.
عادل: بقى "فريد عبد الهادي" الدنجوان مش هيروح الرحلة اللي الكل عاوز يطلعها؟! عشان شوية بنات بيرسموا عليه؟! من إمتى يا معلم؟ دا احنا دفنينه سوا!
فريد: ممكن تسيبني برحتي؟
(يستلقي عادل على فراش فريد وهو يقول:)
عادل: على أساس إني عاشق جمالك في الضلمة؟! بلا خيبة، ماليش أنا في الخِشن!
فريد: اطلع بره يا له!
عادل: مش طالع! إنت فاكرني قاعد عشانك؟! لا يا حبيبي، أنا قاعد عشان المحشي اللي رحت قابلت البيت عشانه!
فريد: أموت وأعرف بتودي الأكل ده فين؟
عادل: إنت بتِنق!
فريد: لا، بيحسد بس...
عادل: ما أنا عارف، بس أوعى يا عم، الـ 7 بنات طالعين، وكلهم بيرسموا عليك! وكل واحدة أبهى من أختها، ابن محظوظة!
فريد: على أساس إنهم في دماغي؟! يلا بينا نتغدى عشان أخلص منك.
كان "فريد" مترددًا، هاربًا من ملاحقة الفتيات له. فهو شاب جذّاب، طويل القامة، أسود الشعر، أبيض البشرة يشوبها بعض الحمرة، متفوق دراسيًا، ميسور الحال، وساخر بطبعه.
وقف ينظر إلى انعكاس صورته في المرآة وهو يُهندم قميصه الأسود على بنطال جينز أسود، ثم ارتدى ساعته وهو يتساءل:
_ "يا ترى هكلم مين فيهم؟ هدى؟ أم رضا؟ أم غادة؟ أم ليلى؟ أم منى؟ أم منار؟ أم ريم؟ هو أنا بحب مين فيهم؟"
أُحب؟!
هل "فريد" حقًا من يطرح هذا السؤال؟
هو لا يحب أية واحدة منهن؛ كلهن صديقات، أو زميلات دراسة، أو علاقات عابرة.
حسم الأمر وهو يصفف شعره للمرة العشرين، وقال:
_ "مش مهم، المهم إني رايح الرحلة."
حمل حقيبته على كتفه، وأخفى عينيه البنيتين خلف نظارة شمسية سوداء. ألقى السلام على من في البيت، وغادر منزله متجهًا إلى الباص.
فريد: سلام عليكم يا شباب.
(رد الجميع، وراح كلٌ منهم يناديه ليجلس بجواره.)
فريد: لا شكرًا، أنا كده كده هنام، الطريق لسه طويل.
ألقى التحية مجددًا، ووجه ابتسامة ساخرة إلى "عادل"، ثم جلس في المقعد المخصص له، ولا تزال الابتسامة تعلو وجهه.
كانت تلك الابتسامة سببًا في تلقيبه بـ"الساخر".
فهو يسخر من كل شيء: من ماضٍ لا يستطيع تغييره، وحاضرٍ يحاول تعديله، ومستقبلٍ لا يزال مجهولًا.
وبعد ساعات، وصل الباص إلى الفندق المخصص لهم في الفيوم. لم يمر وقتٌ طويل حتى اندمج "فريد" مع الطبيعة، ومع جمال المكان الفطري. تنقّل من مكان لآخر حتى داهمه الليل.
عاد إلى الفندق وصعد إلى الطابق المخصص للشباب، ومن حسن حظه أنه لم يُصادف أيًّا من الفتيات اللاتي يلاحقنه دون هوادة.
نام في سلام، وفي صباح اليوم التالي تحرّك الباص نحو المحطة التالية.
كان يومًا لا مثيل له. وعند وقت الغداء، اجتمعوا جميعًا على مائدة واحدة، لاحظ خلالها من تنظر إليه بعتاب، لكنه لم يُعرها اهتمامًا، بل اكتفى بابتسامة باردة.
وجّه حديثه إلى "عادل"، يناقشه في إحدى الصخور التي بهرته. فهما في الصف الرابع من كلية العلوم، تخصص "جيولوجيا"، لكن "فريد" كان يعشق الفيزياء والطبيعة.
انتقل الباص إلى المحطة التالية، ومن سحر إلى سحر، ومن عبق إلى عبق، حتى وصل إلى الأقصر.
هناك، عاش "فريد" اللحظة وكأنه يزورها للمرة الأولى، وكأن رحلاته السابقة إليها، والتي جاوزت العشر مرات، لم تكن.
تاه في عشق الآثار، والوقت يتلاشى وهو يتجوّل بين المعابد.
ثم انتقل الباص إلى أسوان؛ مدينة النقاء والكرم وعبق الحضارة، إنها روح مصر.
وبعد ليلة لا تُنسى، انتقلوا إلى المحطة الأخيرة...
النوبة الساحرة، وكانت خير ختام.
هناك، تجمّع الشباب والفتيات حول عرّاف عجوز، كلٌ منهم يمدّ كفه ليقرأ له طالعه!
أما "فريد"، فظل واقفًا في مكانه، تتراقص على شفتيه الرقيقتين بسمة ساخرة.
راح يستمع إلى تلك الخزعبلات التي يرددها العرّاف، والتي يصدقها الجميع.
إحدى الفتيات بحماسة: بجد يا شيخ؟! هتجوز اللي بحبه؟!
العرّاف: أيوة.
(تُخرج مبلغًا كبيرًا من المال وتُعطيه له.)
لم يتخيّل "فريد" مدى سذاجتهم!
وذلك الشاب "أيمن" يقول:
أيمن: هسافر بجد؟
العرّاف: آه، وهتبقى راجل أعمال.
أيمن: سمعتواااا؟! هههههه!
(ثم اقترب منه شاب آخر، يسأله ويأخذ يروي له.)
وهنا اقتربت "ريم" من "فريد"، وقالت:
ريم: حب...
(نظر إليها من طرف عينه، بملل.)
ريم: أقصد، "فريد"، مش هتشوف كفّك؟
فريد: لا.
ريم: ليه؟
فريد: مش عيب؟! آخر سنة جامعة! هنطلع علماء وأساتذة! وتؤمني بالتخريف دي؟
ريم: إدينا بنسأل...
فريد: دا دجال، ما يعرفش حاجة. بيضحك عليكم، وإنتم زي الهبل، بتدّوله فلوس وتصدقوا تخاريفه!
(تعالت السخرية على وجه "فريد"، فاقترب منه العرّاف، وقد سمع كل ما قاله، ونظر إليه طويلًا، ثم قال:)
العرّاف: إنت...
فريد: أنا؟!
تعليقات هنشر فصل كمان
روايات بقلم نورا محمد عليطططط
الفصل الثاني
بقلم: نورا محمد علي
العراف: إنت.
فريد: أنا؟
العراف: أيوه إنت يا ساخر.
فريد: بما إنك عارف إني ساخر، فأنا بسخر منك، عشان مفيش غير ربنا سبحانه وتعالى اللي يعلم الغيب.
العراف: وأنا ما قلتش غير كده.
فريد: لا، قلت، لما ادّعيت إنك بتقرا خطوط الكف وتعرف الحظ والكلام الفارغ بتاعك ده.
العراف: بس أنا ما ادّعتش.
فريد: يا سلام؟! أمال حضرتك مكشوف عنك الحجاب؟
العراف: طب جرّب، لو مش مصدق.
(صمت العراف لبرهة ثم قال:)
العراف: عايز الماضي ولا الحاضر؟
فريد (بسخرية واضحة): لو كنت تعرف، فـ أنا عايز الاتنين!
العراف: لا، أنا هديك التلاتة… الماضي والحاضر والمستقبل.
(تعالت السخرية على وجه "فريد" وهو يقول:)
فريد: وده بجد؟! هتقولّي التلاتة؟! ومنين إن شاء الله؟ من كف إيدي؟
العراف: ما بلاش!
فريد: على أساس إني هخاف يعني؟
العراف: طيب، هات إيدك.
فريد: اليمين؟
العراف: الاتنين.
فريد (واقف في مكانه، مستغربًا): الاتنين؟ وده ليه إن شاء الله؟
العراف: قصدك إيه؟
فريد: طول عمرهم بيقولوا كفّ واحد! إنت عايز الاتنين ليه؟ عشان تعرف تقرأ كويس؟
(ظهرت السخرية على وجهه، فردّ العراف بسخرية مشابهة، كأنهما يقفان أمام مرآة تعكس أحدهما في الآخر)
العراف: خايف؟
فريد: أنا مش بخاف غير من ربنا.
العراف: طيب، هات إيدك.
عادل: ادينا بنتسلّى يا فريد!
فريد: بطل هبل يا له.
عادل: على فكرة، بيتكلم بثقة... شكله بيعرف!
فريد: ولا نقطني بسكاتك.
العراف: هات إيدك.
(ناوله "فريد" يده، وعلى فمه نفس البسمة الساخرة... نظر العجوز في عينيه ثم قال:)
العراف: رحم الله والدك يا فريد...
فريد (مذهولًا): عرفت اسمي إزاي؟!
(أكمل العجوز بثقة:)
العراف: سابك وإنت طفل صغير، وخلّى أمك تربيك لوحدها...
(حاول "فريد" سحب يده، لكن العجوز تمسّك به بقوة لا تليق بجسده الضعيف، ذلك الجسد الذي تجاوز السبعين عامًا. كيف تحكم في شاب بكامل قوته؟ جسدٌ قوي، متناسق العضلات!)
كان العراف يثبّت فريد بين يديه الواهنتين، ويُحدّق فيه بنفس نظراته الساخرة... كأنه "فريد" نفسه بعد سنوات طويلة!
عجوز يحمل على وجهه معالم الأيام والسنين، ويقول:
العراف: إنت مش بتحب ولا واحدة من السبع صديقات.
(تعالت صيحات الفتيات من حوله:)
ريم: إيه؟
غادة: بجد؟!
العراف: ومش هتحب ولا واحدة منهم.
عادل (ضاحكًا): ولّعت!
العراف: وهتقابل كتير... وهتحب كتير... ومش هتحب غيرها يا عالم الفيزياء... هي قدرك.
(ثم فتح العراف كفّ "فريد"، ليريه صورة طفلة تتشكّل على راحته... لم تكن صورة! بل كأنها مقطع فيديو صغير يتحرّك أمامهم...)
(صُدم الجميع، وأُذهلوا مما رأوا، وعمّت الدهشة.)
(زالت السخرية من وجه "فريد"، وحلّت محلّها الدهشة والذهول. نظر إلى كفّه، ثم إلى "عادل"، ثم إلى الشباب والفتيات من حوله.)
بين وجوه البنات المندهشة، وعيون الشباب الممتلئة بالشماتة، كان الموقف أشبه بصفعة غير متوقعة!
فالغيرة كانت تأكل بعضهم، فهو المتفوق، المميّز، حلم بنات الجامعة، والساخر من كل شيء...
يتعرض لسخرية على يد عراف عجوز!
"فريد" كان لا يزال ينظر إلى العراف، الذي كان يضغط على كف يده كأنه يلفت انتباهه:
العراف: قدرك.
فريد: إنت مجنون؟! إيه اللي عملته في إيدي؟!
(ضحك العراف ضحكة ساخرة، رنت في المكان، وقهقه بصوت عالٍ:)
العراف: عملت إيه؟! هههههههه!
فريد: إيه ده؟!
(كان "عادل" يربّت على كتف "فريد"، وبدأ يندم لأنه طلب منه التجربة، فقد بدأ يشعر أن هذا العراف يعرف جيدًا ما يفعله...
لقد ظنه مخادعًا يبحث عن بعض المال!)
أما "ريم"، فكانت تبكي بصمت.
كانت تحلم بأن تصير زوجته يومًا ما، وكانت تفعل المستحيل لتلفت نظره...
وكان يدّعي أنه لا يلاحظ حتى لا يُحرجها.
لكن الآن، أمام الجميع، قالها العجوز بوضوح: هو لا يحب أيًّا منهن!
(نظرت "ريم" إلى "رضا"، التي كانت دائمًا تقول: "هو ليّا!")
ثم نظرت إلى "منار" وابتسمت بسخرية، فقد كانت "منار" تتباهى منذ أيام أنه يحبها، وسيتقدّم لخطبتها قريبًا.
ريم: متنسيش تعزمينا.
منار: إنتِ؟!
ريم: عشان تعرفي إنك موهومة.
منار: بقولك بيحبني!
ريم: لا يا شاطرة، طلع مش بيحب حد.
منار: بس أنا بحبه...
فتاة بجوارها: مش لوحدك!
منار: قصدك إيه؟
الفتاة: بصّي يمينك...
(كانت "رضا" تحاول إخفاء دموعها، و"نهى" تبتعد حتى لا يراها أحد وهي تنظر إلى "فريد" بصدمة...)
لكن... من يلومه؟
هو لم يوعد أيًّا منهن بشيء!
أنت حر في مشاعرك...
لكن لا تفرضها عليّ.
لك الحق أن تُحب،
ولي الحق أن أُحبك... أو لا.
هذه مشاعر، وليست فَرضًا.
(كل هذا والعراف لا يزال ينظر إلى "فريد" بتسلية، كأنه يرد له الإهانة...)
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحلقه الثالثه والرابعه من هنا
الحلقه الخامسه والسادسه والسابعه من هنا
الحلقه الثامنه والتاسعه والعاشره من هنا
اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق