القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية روح الفصل التاسع بقلم نور الشامي حصريه وجديده

رواية روح الفصل التاسع بقلم نور الشامي حصريه وجديده 


ساد توتر خانق في أرجاء القاعة، والوجوه ارتسمت عليها علامات الذهول، بينما كان ركان واقفا كالإعصار، عينيه تقدحان شررا، وصوته يجلجل غاضبًا وهو يصرخ في الحراس:


ازاي بنتي تختفي من البيت؟! كنتوا فين كلكم هاااا 


ارتبك الرجال من شدة غضبه، وتبادلوا النظرات المرتبكة، في حين جلست صفا تبكي بحرقة، ودموعها تنهمر بلا توقف. لم تحتمل أن ترفع بصرها نحو ركان، لكن عينيها التقطت وجه روح الجالس متوترًا، فاندفعت فجأة نحوها، تصرخ بجنون وهي تمسك بعنقها بكلتي يديها:


 انتي... انتي ال عملتي اكده علشان تنتجمي مني... عايزة ترديلي ال عملته في بنتك… مش اكده؟!


ارتجف المكان، واتسعت عيون الجميع من وقع كلماتها، حتى روح نفسها تجمدت، كأنها تلقت صفعة على وجهها، لا تدري إن كان ما تسمعه حقيقيا أم مجرد هذيان لكن صفا لم تتوقف بل شدت على عنق روح أكثر وصرخت بجنون:



جولي بنتي فين؟ أنا عارفه… انتي ال خدتيها.... انتي ورا كل ده.. جولي بنتي فين يا جسما بالله العظيم هجتلك.. فاهمه. هجتلك لو متكلمتيش... بنتي فين 


ساد صمت ثقيل، والكل يحدق في صفا بذهول، كأن كلماتها العاصفة أيقظت شكا دفينا في النفوس. أما روح فقد انكمشت بين يديها، وصوتها خرج متحشرجا:


انتي اي ال بتجوليه دا يا صفا؟! إنتي اتجننتي ولا اي عاظ.. اي ال بتجوليه دا 


وفي تلك اللحظة انتبهت صفا لنفسها وتوقفت للحظة كأنها تعي  ما نطقت به، ثم رفعت رأسها لتجد عيون الجميع معلقة بها… وبالأخص عينا ركان اللتان اتسعتا بغضب لا يوصف وفجأة انفتح الباب ودخل أمجد مسرعا وخلفه جنة الصغيرة التي اندفعت بخطوات متعثرة نحو القاعة وارتفعت صيحات الدهشة، وهرع قلب روح بارتياح وهي تهم بالاندفاع نحوها، لكن صفا سبقتها و جرت بخطوات جنونية واحتضنت جنة بقوة وهي تبكي بهستيريا:


يا حبيبت يا بنتي… كنتي فين.. انتي كويسه.. حوصلك اي و


لكن يدا قوية جذبتها بعنف للخلف وإذا بصفعة مدوية تهوي على وجهها كان ركان عينيه تشتعلان غضبا وصوته يخرج كالرعد:


 كفاية يا صفا... انا عارف إنك مش كويسة… بس عمري ما كنت متخيل إنك توصلي للدرجة دي... بجا للدرجادي انتي شيطانه.. تحاولي تجتلي طفله صغيره وبالطريجه دي


ترنحت صفا من أثر الصفعة بينما روح نهضت كالعاصفة واقتربت منها وقبضت على عنقها بقوة، وصوتها يرتجف من شدة الغضب والدموع:


 والله… لـ هعمل فيكي زي ما عملتي في بنتي 


لكن ركان أسرع إليها وامسك بيدها وأبعدها بقوة وهو يهتف بصرامة:


 لع يا روح… مش اكده. البوليس هو ال هيتصرف معاها


ثم أخرج من جيبه ورقة الطلاق و رفعها أمام الجميع، وصوته يقطر بالثقة:


وعلى فكره… كل دا كان خطة. أنا مطلجتش روح. أنا كنت عايز أكسب وجت علشان أكشفك… وانتي اتكشفتي بسرعة جووي يا صفا 


اتسعت عينا صفا برعب وموعها انهمرت وهي تلهث:


 إي!.. يعني إنت… إنت بتضحك عليا.. لع يا ركان.. انا معملتش حاجه.. صدجني انا معملتش حاجه والله 


اقترب ركان أكثر وصوته جاف صارم وهو يحدف في وجهها:


 أيوه… وعلشان تبجي عارفه… انتي طالج بالثلاثة.


شهقت صفا بصدمة، وكأن الأرض قد انشقت تحت قدميها. وفي تلك اللحظة، اندفع الشرطي إلى الداخل برفقة الجنود وقبضوا عليها بقوة وهي تصرخ وتقاوم بجنون:


 سيبوني.... سيبوني… والله ما هسيبك يا روح… هنتجم منك… هنتجم منك وهجتلك 


 تلاشت صرخاتها  شيئا فشيئا مع سحبها إلى الخارج، بينما بقيت روح واقفة و دموعها تنهمر تحتضن جنة بقوة وفي تلك الليلة  في المساء كان أمجد يقف في غرفته، نصف عاري يكسو جسده العرق بعد أن أنهى بعض التمارين. وقف أمام المرآة يعدّل من شعره، والهاتف المحمول مثبت على أذنه. وصوته كان يعلو بالضحك وهو يتحدث مع أحد أصدقائه لكن فجأة، انفتح باب الغرفة بعنف، فالتفت أمجد على الفور، وأسرع بإنهاء المكالمة وهو يقطب حاجبيه غاضبا:


اي دا؟! إنتي ازاي داخلة اكده من غير ما تخبطي؟!


توقفت ميرا عند العتبة، وأنفاسها مضطربة وعيناها مملوءتان بالتردد، ثم تقدمت بخطوات ثابتة رغم ارتجاف يديها وهتفت:


 انا مش عارفة اتكلم معاك، بس دلوجتي لازم نتكلم


شدد أمجد على أسنانه، ورفع يده في ضيق وهو يلتقط قميصه من على السرير ويرتديه نصف ارتداء مرددا:


هنتكلم في إي تاني يا ميرا؟! مش كفاية كل ال حوصل


تقدمت نحوه أكثر، وصوتها مبحوح باكي:


هو احنا هنفضل اكده لحد إمتى؟ انت عارف إني لسه بحبك… حاولت والله حاولت أبعد وأشوف حياتي مع حد تاني… بس مش جادرة. أنا اتلعب عليا يا أمجد… اتضحك عليا


ارتجف وجه أمجد لحظة، لكن ملامحه سرعان ما تحولت للغضب، وارتفع صوته مردفا: 


اتلعب عليكي؟! دا انتي صدجتي روح لما جالت إني بخونك! أنا حاولت ألف مرة أثبتلك إني بريء، إني مليش أي علاقة… بس إنتي ولا كنتي عايزة تصدجي! ودلوجتي جايه تجوليلي نرجع وكأن مفيش حاجه حوصلت


صرخت ميرا، والدموع تسيل بغزارة على خديها:


ما ركان اهه نفسه نسي ال عملته روح! اتجوزها أهو! وبيحبها … وانت لسه ماسك في الماضي


ابتسم أمجد بسخرية مرة، واقترب منها خطوة واحدة، صوته مشحون بالاحتقار:


ركان؟! إنتي فاكرة إن ركان بينسى؟! ركان عمره ما ينسى الغدر، وعمره ما يحب واحدة ضحكت عليه… ال بيعمله دا واجب، واجب وبس، مش حب


تجمدت ميرا مكانها، وصدرها يعلو ويهبط بسرعة و رفعت يدها المرتعشة لتجفف دموعها، ثم مدت الأخرى كأنها تستعطفه:


بس أنا لسه بحبك… بالله عليك يا أمجد، خلينا نرجع لبعض. خلينا نبتدي من جديد.


أدار وجهه عنها، وأطبق فكيه بإصرار:


مستحيل. مفيش رجوع


تسمرت ميرا في مكانها، والدموع تغرق عينيها أكثر، ثم هزت رأسها في يأس وهي تتمتم بصوت مكسور:


طيب… خلاص يا  امجد.. ال انت عايزه 


استدارت ميرا ببطء لتغادر، لكن ما إن خطت نحو الباب حتى ارتعش جسدها فجأة، وانطفأ لون وجهها، لتتهاوى أرضا بلا صوت.


ميرااا


صرخة أمجد اخترقت جدران الغرفة، واندفع نحوها مذعورا وركع بجوارها و قلبه يخفق بجنون وهو يرفع رأسها المرتخية بين ذراعيه، يناديها مرارا:


فوقي يا  ميرا، سامعاني؟! بالله عليكي مالك.. انتي اي حوصلك.. فتحؤ عيونك طيب انا اسف والله.. جوومي.. ميرا 


مد يده يتحسس نبضها، وعيناه تملؤهما الذعر. لأول مرة منذ زمن، شعر أمجد بالخوف الحقيقي…وحملها ووضعها علي الفراش واتصل بالطبيب ومع بزوغ أول خيوط الصباح، تسلل ضوء الشمس الرقيق إلى غرفة أمجد، فانعكس على ملامحه المرهقة وهو جالس بجوار السرير، عيناه مثقلتان بالسهر، وصدره يعلو ويهبط ببطء كأنه ما زال يترقب أنفاس ميرا. كانت مستلقية بوجه شاحب، تغفو في سبات متقطع بعد ليلة طويلة من الألم والخوف وأول ما تحركت جفونها الثقيلة وفتحت عينيها، اندفع أمجد واقفًا بسرعة، واقترب منها بعجلة وقلق ظاهر في صوته:


ميرا عاملة اي دلوجتي؟


حدقت فيه بعينين زائغتين لحظة، ثم تنهدت بصوت ضعيف، بينما أردف أمجد وهو يحاول أن يبدو مطمئنا: 


الحكيم جال إنها حاجه بسيطة. وأنا مرديتش أجول لركان علشان  ميقلقش عليكي


نظرت ميرل حولها بتوتر، عينيها تجولان في الغرفة، لتكتشف أنها في غرفة أمجد فـ. اتسعت عيناها قليلًا، لكن قبل أن تنطق، وانفتح الباب فجأة، واندفعت جنة الصغيرة بخطواتها الراكضة، وعينيها تلمعان ببراءة حتي قفزت الطفلة فوق السرير واحتضنت ميرا بحب طفولي وهي تقول بصوتها العذب:


عاملة اي يا عمتي؟! عمو أمجد كان طول الليل جاعد جمبك… خايف عليكي جوي


تجمدت الكلمات على شفتي ميرا، واتسعت عيناها وهي تحدق في أمجد الذي ارتبك بشدة، وشرد بصره بعيدا كأنه يبحث عن مخرج من الموقف فـ مد يده ليمسك بالغطاء، يعدل مكانه فوقها، بينما الطفلة استمرت في اللعب بخصلات شعرها وتنهدت ميرا، ثم جلست بهدوء على حافة السرير، وقد استعادت بعض قوتها. ثم التفتت نحو أمجد بصوت هادئ لكنه يحمل شيئا من الثقل مردده: 


شكرا 


حاولت النهوض ببطء، وتقدمت نحو الباب بخطوات مترددة، لكن يدد قوية أمسكت بمعصمها فجأة. التفتت ميرا، لتجد أمجد واقفا أمامها، عينيه ممتلئتين بقلق لم يحاول إخفاءه، وصوته خرج مبحوحا:


انتي كويسه؟


تأملت وجهه لثواني قبل أن ترد بنبرة عتاب خافتة:


الحمد لله... بعد اذنك 


ثم سحبت يدها برفق وأكملت طريقها نحو الباب فـ ظل أمجد واقفا مكانه، أصابعه مشدودة، وكأنها ما زالت ممسكة بيدها، وعيناه تتبعانها حتى اختفت خلف العتبة. وجلس بعدها على الكرسي بضيق، يمرر يده في شعره بتوتر، يتنفس كمن يحمل ثقلا لا يحتمل وفي تلك اللحظة، اقتربت جنة  منه، ورفعت وجهها إليه بابتسامة ماكرة وهي تقول بنغمة طفولية مازحة:


روح صالحها بقى يا عمو… متسيبش عمتوا تزعل منك


ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة، ولم يرد. فقط اكتفى بالنظر إليها وفي أروقة المستشفى جلست روح على سرير صغير، تحتضن ليان بقوة وكأنها تخشى أن تفلت منها من جديد، ودموع الفرح تتلألأ في عينيها. ووجه الطفلة بدا أكثر هدوءا، وملامحها عادت تستعيد بعضا من براءتها المفقودة فوقف ركان إلى جوارها، يراقب المشهد بعينين تحملان مزيجا من القلق والارتياح، ثم انحنى قليلًا وقال بنبرة حازمة ولكن رقيقة:


كفاية يا روح… خليها ترتاح. الحمد لله إنها عدت مرحلة الخطر وبجت أحسن.


رفعت روح رأسها نحوه وعيناها غارقتان بالدموع، ثم لم تتمالك نفسها واقتربت منه واحتضنته بقوة، وصوتها خرج مرتجفا:


شكرا يا ركان… والله انت ليك الفضل بعد ربنا. أنا ندمانة على كل حاجة عملتها قبل اكده…بس خلاص  هصلح كل الغلط ال حوصل بسببي زمان 


لكن ركان شد جسده للخلف، وأبعدها برفق، ونظراته انطفأت وكأنها تحمل جدارا لا يهدم. فـ رفعت روح حاجبيها بدهشة، وصوتها المرتعش خرج متسائلا:


مبجتش فاهمة… ليه بتعمل اكده


ابتسم ركان ابتسامة باهتة، وأجاب بصوت هادئ لكنه قاطع:


أنا كده عملت واجبي معاكي يا بنت عمي. فاضل سالم ورانيا يتحاسبوا على ال عملوه في بنتك ميرا الله يرحمها… وبعدها نبجي انتهينا


ارتجفت روح، وقلبها انقبض وهي تردد بصوت مخنوق:


انتهينا؟! انتهينا إزاي يعني


نظر إليها ركان طويلا، كأن عينيه تحفران في قلبها كلمات لا تنسى، ثم نطق ببطء وحزم:


انتهينا… إحنا مستحيل نعرف نكون مع بعض تاني و


توقعاتكم للفصل الاخير ورايكم ويا تري اي النهايه العادله وهل روح مظلومه ولا لا

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل السابع من هنا



الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس من هنا



الفصل السابع من هنا




الفصل الثامن من هنا




الفصل التاسع من هنا




أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



تعليقات

التنقل السريع
    close