القائمة الرئيسية

الصفحات

سكريبت فين عقلك الفصل الثالث والرابع بقلم آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 سكريبت فين عقلك الفصل الثالث والرابع بقلم آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


سكريبت فين عقلك الفصل الثالث والرابع بقلم آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


- هنعمل اي دلوقتي بقا يا طارق؟

- الحاجه الوحيده اللي تعمليها دلوقتي إني مسمعتش صوتك.

- على فكره معاملتك معايا بتتغير من سيء لأسوأ وأنا كده هزعل.

قولتها لـ «طارق»، لكنه مردش، وأسرع خطواته… كنا ماشين في الشارع، بنلف على محلات الأدوات المنزلية.


- لازم نشتري طاسه تانيه… مستحيل دي تتصلح.

قالها «طارق» وهو بيبص للطاسه السيراميك اللي كان لونها نبيتي ودلوقتي اسود بعد اللي البطاطس عملته فيها.

قلت بابتسامة:

- اي حاجه يا قلبي أنا من ايدك دي لإيدك دي.

بصلي طارق بقرف، ودخل محل أدوات منزلية، مش عارفه اوصفلكم أد اي أخويا بيحبني.


- كنا عايزين نسأل على سعر طاسه سيراميك!

قالها «طارق» بيسأل العامل في المحل، فرد العامل:

- طاسه واحده لأ… إحنا بنبيع الطعم كامل.

الحلقة الثالثة 

اسكريبت بعنوان:

فين_عقلك

قلت بنبرة كلها رجاء:

- يعني مينفعش تطلعلنا طاسه واحده من الطقم؟


هز العامل رأسه بالنفي وقال:

- للأسف لأ.


بصينا لبعض بنظرة بتشع حزن، والتفتنا على صوت رجولي:

- نتقابل مرتين في نفس اليوم دا كتير عليا يا أستاذ طارق.

كان «جاد»، مد ايده وسلم على طارق ووقفوا يتكلموا، بعدت عنهم شويه، وأنا راميه وداني معاهم، وطارق بيسأله:

- إنت شغال هنا ولا ايه؟


- لا دا المحل بتاعنا… 

قالها «جاد»، وهنا لمعت في عقلي فكرة، وقربت منه وقلت من غير مقدمات:

- بما إن حضرتك صاحب المكان إحنا عايزين طاسه سيراميك ولونها نبيتي عشان ماما زعلانه، أرجوك… طاسه واحده إحنا تعبنا من اللف.


بدل «جاد» نظراته بيننا، لكن قبل ما ينطق اعتذرله طارق وهو بيسحبني من ذراعي ويخرجني بره المحل، وأنا بقول:

- اصبر يا طارق… والله كان شكله هيوافق.


انفعل طارق:

- منك لله… إنتي هتشحتي يا سالي؟ والله أنا متأكد إن فكرة جوازي من أخته باظت بسببك.

قلت:

- وأنا أعمل اي؟ لفينا على محلات كتير ومفيش طاسه واحده راضيه بينا؟


- أستاذ طارق… 

كان صوت جاد، ابتسمت وقلت وأنا حاطه إيدي على كتفه:

- أكيد هيدينا الطاسه والله شكله انسان محترم… سمي الله وروحله.


- نسيتوا دي!

قالها «جاد» وهو  شايل كيسه فيها الطاسه المحـ.ـروقة، فبصيت لطارق وقلت:

- للأسف مطلعش محترم… إي رأيك بقا إني برفض جوازك من أخت الكائن ده.


مردش طارق، ومشي ومشيت وراه ساكتين…


بصلي طارق وسألني بهدوء:

- إنتي بتتدربي في مستشفى نفسي الأيام دي؟


- أيوه، بتسأل ليه؟


- ما هو المثل بيقول باب النجار مخلع، دكتور التغذية تخين، ودكتور العيون لابس نظاره، يبقا الدكتور النفسي إيه غير لاسع؟


- أنا مسمحلكش تغلط فيا يا طارق.

قلتها وأنا بحرك سبابتي في الهواء، فبصلي طارق للحظة وهز رأسه باستنكار ومشي، فمشيت وراه، في صمت لحد ما وصلنا البيت…

وأنا بفكر في كلامه، أنا فعلًا ساعات بحس إن مش طبيعية! والدكتور «عماد» بحس إنه مش طبيعي أوي، بس فيه دكاتره تانيه فاهمين نفسهم أوي ومستواهم النفسي عالي جدًا…


يمكن فعلًا كلنا مرضى نفسين لكن بدرجات مختلفة والمريض النفسي مش مجـ..ـنون وإلا كلنا نبقى مجانين بقا!


وصلنا البيت وامتص «طارق» غضب أمي بكلماته المعتادة:

- سلطانه… يا سلطانة البيت… بنطلب منك العفو والمغفرة… عيال وغلطوا اضـ.ـربيهم بالشوز لكن متزعليش… 


ووعدناها أننا هنجيبلها واحده تانيه، ومش هنكرر غلطتنا وشوية هزار على شوية حب، سامحتنا وضحكت…

استغفروا🌸

                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

- سيلين؟

كنت قاعده على سريري، بذاكر لما نادتني هناء، فقلت:

- هاا؟

- هاله اللي اتعرفت عليها في الأسانسير، لسه كانت بتكلمني بتقول إنه والدتها بتعاني من الإكتئاب من فتره طويله و النهارده خدت جلسة كهربا وبتتصرف تصرفات غريبة وبتقول كلام غريب.


- دا طبيعي بعد الجلسه قوليها متقلقش.

قلتها وبصيت لـ هناء وأنا بفتكر معاناتها مع الإكتئاب فترة طويلة، وهي كانت من ضمن أسباب تمسكي إني أدرس علم النفس، عشان أفهم نفسي ومشاعري ومشاعر اللي حوليا وتصرفاتهم وحركاتهم.

أنا دلوقتي عضّة على شفايفي، فلو بصّيتلي هتفهم إني يا إمّا متوترة، يا مترددة، يا قلقانة، يا سرحانة بفكّر بعمق.

سكتت هناء شويه، وحمحمت وقالت وهي بتقرب مني:

- طيب ممكن تيجي نبص عليها، هي ساكنه في الدورالسادس.


بصتلها ومردتش فاستعطفتني بنظراتها:

- عشان خاطري.


ولأني مبرفضش لهناء طلب، لبست وطلعت معاها وهي بتحكيلي أنها اتعرفت على هاله صدفه في الأسانسير وحكيتلها عني وعن عيليتنا، ما هي هناء ما شاء الله عليها اجتماعية جدًا، أما أنا معرفش جيراننا.

                     ***********

- أنا اللي سيبتها قدام الملجأ… سيبت بنتي قدام الملجأ… سيبت حتة من قلبي…

قالتها ست قاعدة على كرسي هزاز بيعمل صوت وهي بتتحرك بيه…

لابسة روب بيتي، لكن شعرها مبعثر وعينيها زايغة…

وفيه طفل حوالي ١٠ سنين واقف قصادها يراقبها، وهاله بنتها ١٥ سنه داخله معانا بعد ما فتحت لنا الباب.


قالت هاله بدموع:

- أنا مش مطمنة… بتقول حاجات مش مفهومه…

الدكتور قال إن ده بيحصل بعد الجلسات، بس… أنا خايفه.


- ليه خرجتوها من المستشفى بعد الجلسة؟ وفين باباكي؟

قولتها وأنا بطبطب على كتفه هاله، فقالت بدموع:

- بابا مطلقها من زمان ورنيت عليه مش بيرد، وخالتو طلعتها من المستشفى وقالت هتاخد بالها منها بس هي راحت بيتها ولسه مرجعتش، وبرن عليها برده مش بترد.


نظرات الست كانت مشتته، بتدور في البيت، سألت عن اسمها اللي كان «سناء».


- طنط سناء.

قولتها وأنا بقرب منها فبصتلي، وقالت بدموع:

- أنا شوفتها وهي كبيره، حسيت بيها بس هي محستش بيا… أنا مش عارفه أحضنها.


أشفقت عليها وقعدت قصادها أهديها… وبعد فترة هديت فعلًا.

هناء كانت واقفه جنب الطفل وبتطبطب عليه، قالت:

- وإنت في سنه كام بقا؟


وقبل ما يرد التفتت «سناء» بسرعه على صوتها، ولما شافتها ابتسمت وقالت:

- يا حبيبتي يا بنتي، إنتي جيتي يا نور عيني؟ 


وقامت وقفت وقربت من «هناء» اللي رجعت لورا خطوتين بخوف، لكن الست حضنتها وهي بتقول بدموع:

- أنا آسفه… أنا آسفه يا بنتي سامحيني… آه يا بنتي آه… متسيبينيش مع الذنب ده… سامحيني.

كانت بتقولها بحرقة قلب، فطبطبت هناء على ظهرها وسايرتها في الكلام على أساس أنها بنتها، وهدتها ووصلتها للسرير…


رن جرس الباب، فجريت هالة وهي بتقول:

- دي أكيد خالتو أنا كلمتها من شويه.


ولما فتحت الباب، ظهرت ست ملامحها تشبه ملامح سناء، ولما شافتنا ظهر عليها التوتر، نطقت:

- هناء!!

استغربت إنها عرفت اسم هناء، اللي قالت:

- حضرتك تعرفيني؟

- آآ… هاله حكتلي عنك.

قالتها الست بارتباك، ولما وقفت عشان نمشي، شوفت «جاد»، داخل ورا والدته، بلعت ريقي، وهمست:

- كتير أوي تلت مرات في نفس اليوم! 


شاورت «هاله» عليا تعرفهم بيا:

-دي الدكتوره سيلين، كانت جايه تبص على ماما.


- فرصه سعيدة يا دكتوره.

قالتها الست وسلمت عليها، ارتعشت نظراتي وأنا بجاهد عشان متروحش ناحية جاد، وقلت بحرج:

- لسه مبقتش دكتورة آآ… لسه في بداية الطريق…


استأذنت بسرعه ومشيت من غير ما أبص ناحية «جاد» اللي دخل وقعد مع أخو هاله… لكن كنت حاسه إن فيه حاجه، قلبي بيقولي إن النظرات دي وراها حاجه بس مش عارفه هي اي!


وفي الأسانسير

قالت هناء:

- قلبي وجعني أوي على هاله ووالدتها.


- ربنا يعافيها يارب…


- تعرفي إني تخيلت نفسي مكانها!


- بعد الشر عنك… إنتي مريتي بفتره صعبه بسبب وفاة صاحبتك بس إنتي برده قوية يا هاله وبتعرفي تلحقي نفسك… وبعدين عمرنا ما هنسيبك توصلي للمرحلة دي إنتي ناسية إن أختك دكتورة؟

قلتها وأنا بتظاهر بتعديل لياقتي، فقالت:

- أختي أحلى دكتوره في الدنيا.


مسكت ايديها وخرجنا من الأسانسير، ولما دخلت الشقة، قعدت في أوضتي أفكر يا ترى تكرار اللقاءات المتكرره مع جاد دي طبيعيه؟! وليه والدته اتوترت ولونها اتخطف لما شافتنا؟ حاسه إن فيه حاجه غريبة بس مش عارفه أحط إيدي عليها.


خرجت من أفكاري لما اتفتح باب أوضتي، وظهر «طارق» اللي قال بحماس:

- الكلام اللي هناء حكيته لماما ده بجد!


اتعدلت ورفعت ذقني وأنا برد:

- كلام اي؟ وبعدين مش إنت بتقول عليا لاسعه؟ متكلمنيش بقا.


قعد جنبي وقال:

- هو أنا أقدر أزعل سلسوله، دا إنتي قلب طروقه من جوه…

عرفت قصده، يادي جميله اللي واكله دماغه! طيب ما هو لو ارتبط بيها، احتمال كبير اضطر أشوف «جاد» كتير، يا ترى هو متجوز ولا أعزب ولا مطلق، ولا يمكن يكون أرمل عشان كان معاه بنته في الأسانسير، بس افتكرت لما البنت قالت:

"هنتاخر على ماما؟"


- يا بنتي ردي؟ صحيح خالة جميلة ساكنه في البرج هنا؟

انتبهت على صوت طارق، ورديت:

- هه! أيوه شوفنا مامتها، وخالتها طلعت ساكنه في البرج، وعندها اكتئاب، عايز حاجه تاني؟


- بوسه، عايز أبوس إيدك… 


وكمل بابتسامة:

- إن شاء الله بكره الصبح نطلع أنا وإنتي وماما نطمن على الست، البت هناء دي جدعه أوي وأقنعت ماما تيجي معانا ونروح نزور جارتنا… دي مهما كانت جارتنا والرسول صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار.


- لا طبعًا، أنا أصلًا عندي تدريب بكره و… مش هينفع.


- طيب ولو قولتلك عشان خاطر طروقه!


بصيت له للحظة وابتسمت وقلت:

- هرجع من التدريب بدري.


عرفت إن ماما أشفقت على الست عشان فكرتها بحالة هناء، وقررنا نزورهم بكره، بس يارب مشوفش جاد تاني.

                      ـــــــــــــــــــــــــــ

                           «جاد»

من لما خرجت سيلين وأنا قاعد لوحدي أفكر في اللي بيحصل ومين الصح ومين الغلط؟ ويا ترى اللي بتعمله دا صح ولا لأ؟!


- مالك اتوترت لما شوفتهم كدا ليه يا جاد؟

أتعدلت في قعدتي، لما أمي قالت كده وقلت بابتسامة:

- طيب ما حضرتك كمان اتوترتي يا ماما؟ 


قعدت أمي جنبي وقربت مني وهمست::

- أصل متوقعتش ألاقيهم هنا! البت هاله اتعرفت على هناء في الأسانسير وهي اللي طلبت منها إن أختها الدكتوره تيجي تشوف حالة سناء.


قلت:

- وعلى فكره أنا كلمت طارق وقابلته أكتر من مره لكن لسه مفتحتش معاه الموضوع.


سندات أمي ظهرها للكرسي وقالت:

- منها لله أمهم بقا هي السبب في الحيره اللي احنا فيها.


- والله الست معذوره… اصبري إنتي بس عليها يا ماما.


انفعلت أمي:

- دي ست دماغها ناشف أوي! 


سألتها:

- هي عرفت إن خالتو ساكنه هنا؟


- لسه، أنا مقولتلهاش حاجه ولا كلمتها… مش عارفه لما تعرف هيكون رد فعلها اي؟!


سكت وبصيت للفراغ قدامي وأنا بفكر في اللي بيحصل ده!

سكن خالتي في البرج هنا من ترتيب أمي ووراه حكايه طويله وكبيرة، أكيد هتعرفوها.

صلوا على خير الأنام 🌸 

                      ــــــــــــــــــــــــــــ

                          «سيلين»

تاني يوم في المستشفى، كنت مخنوقة…

مش عارفه ليه بقيت أحس إني مش عايزه أكمل الدبلومه ولا أكون دكتوره نفسية… أنا عايزه أتستت وأقعد في بيتي اتجوز وأربي العيال، العمر بيجري وأنا عايزه ألحق نفسي…

انتبهت على صوت الدكتور عماد وهو بيشرحلي:

- العلاج بالصدمات آمن، والمريض تحت بنج قصير… احنا مش بنعذبه وكل هدفنا نعيد التوازن الكيميائي في المخ عشان نخفف الأعراض.

كنت مخنوقة…

بصيت لدكتور عماد وحاولت أقنع قلبي بيه لكن قلبي رافض تمامًا.


بعدت عنه شويه ووقفت ماسكة دفتري، وبحاول أركز…

كان فيه صفين من السراير مرصوصين جنب بعض.

كل سرير عليه مريضة بتستعد للجلسة الكهربائية…

ما أنا طلعت قسم السيدات بعد اللي حصلي في قسم الرجاله…

عيني وقعت على ست في الخمسينات، لابسه حجاب، كانت ساكته وباصه للفرغ، كأنها غرقانة في عالمها الخاص. عينيها غايبة، ووشها شاحب.


سألت الممرضة:

- الست اللي هناك دي حالتها إيه؟


ردّت بهمس:

- اكتئاب حاد مبقتش بتنام ولا بتاكل، ليها صدمه كهربائية دلوقتي… عن إذنك أروح أجهزها.


حسّيت قلبي ينقبض، الإكتئاب ده صعب جدًا، وكأنه بيسحب من الحياة روحها، وكأن النور بيتطفي عليك فتشوف الحياة ضلمة.

ساعات بسأل نفسي، هو الإنسان لو مؤمن بالله ومتمسك بالقرآن والصلاة، برده ممكن يوصل للاكتئاب؟

أنا عارفة إن المرض ده ليه أسباب كتير، ودراستي علمتني إنه مش بييجي فجأة، وإن الشخص بيمر بمراحل قبل ما يوصل للحالة اللي قدامي دلوقتي. بس ساعات بحس إن الإيمان لوحده مش دايمًا كفاية، وإن النفس البشرية أضعف مما إحنا متخيلين.

يمكن الإيمان يخفف الحمل، يخلي القلب أهدى وسط العاصفة… لكن لو الوحدة خانقة، والذكريات بتوجع، والجسم نفسه بيبقى مختلّ، يمكن الإنسان في الوقت ده بيكون محتاج حد يمد ليه إيده. حد ينور الضلمه اللي ملت حياته.

مش كل الناس بتعرف تلحق نفسها. في ناس بتكون محتاجة حد يشدها قبل ما تغرق، يمسكها، يفكرها إن لسه فيه أمل، حتى لو هي مش شايفة أي نور.


قعدت أتابع الحالة لحد ما انتقلت لاوضة الصدمة الكهربائية…

شُفت الممرضة وهي بتحط القناع على وش الست وتثبت الأقطاب في رأسها.


وما أصعب أن يبتلى الإنسان في عقله اللي ربنا ميزه بيه عن كل المخلوقات.


لما الدكتور قال: 

"جاهزين؟"

حسّيت قلبي بيدق أسرع وأنا براقب.

الجهاز اشتغل، وجسم الست اتحرك بهزة خفيفة تحت البنج.

اللحظة كانت قصيرة… لكنها فضلت عالقة في دماغي وأنا خارجة من الغرفة بسند على الجدران وكأن أنا اللي كنت باخد الصدمة…

فرت من عيني دمعه، وأنا بشوف مريضة تانية بتدخل، وخرجت بره المستشفى وأنا بفكر في حياة الناس دي وحياة أهلهم عامله ازاي!


مر اليوم وأنا نفسيًا مش أحسن حاجه، كل شوية أخرج أشم هوا برا المستشفى…

******

- أنا عايز أتجوزك… وافقي.

كنت واقفه في حديقة المستشفى، اتنفضت وأنا واقفة، لكن لما التفتت شوفت دكتور «عماد»، ضحك وقال:

- والله المريض ده بيفهم، بنت زي القمر مؤدبة ومتعلمة وفوق كل ده متدينه.

الدكتور ده سمج بطريقة غير عادية، ماكنتش عارفه أرد أقوله اي! نفخت بضيق، فقال:

- برده مش هتديني رقم والدك؟


كنت عايزه أحط حد للأمل اللي هو متعشم بيه، فقلت من غير تفكير:

- والله يا دكتور آآ… مش هلاقي أحسن منك بس أنا… أنا أصلًا اتخطبت… قصدي هتخطب… يعني محجوزه معلش بقا.


ولما بصيت ورايا وأنا مرتبكة، اتصدمت لما لقيت «جاد» قاعد على مقعد خشبي، بيشتغل على حاجه على اللابتوب…

معرفش هو شافني ولا سمعني ولا لأ… لكن استأذنت ومشيت بسرعه من المكان وقلبي بيدق بعنـ.ـف، وقفت قدام السلم، بكلم نفسي:

- إيه اللي أنا قولته ده؟ هتخطب ازاي يعني! كان ممكن ألاقي أي رد تاني في دماغي؟ وجاد ده جاي هنا ليه هو كمان؟


نفخت بضيق ولقيت جاد جاي ناحيتي، فحطيت إيدي قصاد وشي أداريه، وأنا بطلع السلم بسرعة قبل ما يشوفني، وكان طالع ورايا، وكان فيه هاتف في دماغي بيقولي إني هقع دلوقتي حالًا وفعلًا اتكعبلت في درجة السلم لكن أتعدلت بسرعه وطلعت قبل ما ياخد باله، وأنا فرحانه إني موقعتش زي ما الهاتف اللي في دماغي قالي، لكن لما وصلت لبسطة السلم وبدون مقدمات وقعت على وشي، ولما بصيت ناحيته، كان واقف مذهول وباصصلي…

ارتبكت وقلت بابتسامة مرتعشة وأنا لسه قاعده على الأرض:

- إإ… ازيك يا أستاذ جاد؟ 


*********

- بتضحكي على إيه يا هناء؟ متخلينيش أندم إني حكيتلك!


- يابنتي كل اللي بيحصل معاكي ده ملوش غير معنى واحد، وهو إنك لازم تقعي في حبه وهو يقع في حبك.


- حب اي إنتي كمان؟ أنا أمنية حياتي إني مشوفهوش تاني.


- وهو كان جاي المستشفى يعمل إيه، إوعي يكون مريض؟

قالتها هناء، فقلت:

- لا يا ستي، مدرب التنمية البشرية.


- طيب ممتاز، عنده فرع أدوات منزلية وكهربائية، ومدرب تنمية بشرية يعني عريس لُقطه… طارق يتجوز أخته وإنتي تتجوزيه ويا سلام بقا لو عنده أخ كمان ليا…


حدفتها بالمخده وقولتلها:

- امشي من قدامي يا هناء.


مسكت المخده وقالت وهي بتضحك:

- مقولتيليش «جاد» رد عليكي بإيه لما قولتله إزيك؟


افتكرت رد «جاد» عليا وقتها لما قال وهو ماسك ضحكته، "الله يسلمك." ومشي…

 وقبل ما أرد على هناء دخل طارق لابس ومتشيك، قال:

- يلا يا سالي يا دكتورتنا يا رافعه راسنا… ماما مستنيانا بره عشان نطلع نتطمن على طنط سناء.


- روح إنت وماما أنا مش عايزه أروح.


ضحكت «هناء» وقالت:

- أصلها خايفه تشوف جاد.


- أيوه ما هي أخر مره كانت بتشحت منه طاسه.

قالها «طارق» بضحك، فقالت هناء وهي بتضحك:

- اسكت يا غلبان دا إنت متعرفش حاجه.


حدفتها بالمخده التانيه وقلت:

- اسكتي انتي.

رقدت على سريري وديرت ظهري، وكنت سامعه «طارق» اللي بيحاول مع «هناء» عشان تحكيله، لكن هناء بتكتم الأسرار كويس جدًا.


قعد «طارق» جنبي وغنى:

- يلا يا سالي يا دكتورتنا، نروح نتطمن على جارتنا، نشوف أحوالها ونسمع حكايتها، يمكن نلاقي الدوا في كلمتها… 


هناء كانت بتسقف، وبدأت تطبل وطارق بيعيد الكلام وبيغني، فقمت وقلت:

- تصدقوا بالله إنتوا الاتنين أتفه من بعض.


- اسم الله عليكي يا عاقله يا رزينه.

قالها «طارق» بغمزه، فحاولت أمنع ابتسامتي قلت:

- ريح نفسك يا طارق مش طالعه… انساني خالص، خد ماما واطلع.

وانتوا عارفين طبعًا إن كلمتي متنزلش الأرض، ومش هطلع…

كنت ببص لطارق وهناء وهما بيضحكوا مع بعض، ومن جوايا بحمد ربنا على عيلتي الجميلة.


********

- أهلًا وسهلًا نورتونا… هي بس ماما نايمه وخالتو جايه حالًا.

قالتها «هاله» بعد ما قعدت قصادنا، مش قولتلكم كلمتي متنزلش الأرض!

بصت هاله وراها وقالت:

- اهيه خالتو جت.

قامت أمي وهي مبتسمة لكن لما شافت خالة هاله اختفت ابتسامتها وظهرت الصدمة على ملامحها، وهي بتقول:

- إنتي؟ 


يتبع 

اسكريبت:

فين_عقلك

سلسلة:

حكايات_نصها_حقيقي

بقلم آيه شاكر


(٤)

- إنتي اللي جايه لحد عندنا برجلك.

- وهمشي حالًا.

قالتها أمي بعصبية، والصدمة ظاهره على وشها…


كنا مستغربين ومترقبين، وقبل ما نسأل بصتلنا أمي وقالت:

- يلا من هنا يا ولاد.


وقفت الست قدام أمي وقالت بانفعال:

- على فين؟ إنتي مش هتخرجي من هنا إلا لما عيالك يعرفوا الحقيقه


انفعلت عليها أمي:

- حقيقة اي يا ست يا مجـ.ـنونه انتي؟


وكان واضح جدًا إنهم يعرفوا بعض!

طارق كان بيبصلي بنظرات متسائله عن اللي بيحصل، فهزيت راسي بجهل…


- هو في أي يا ماما؟

سأل طارق بقلق، فتجاهلته أمي وصرخت في الست بانفعال:

- إنتوا عايزين مني اي؟ سيبوني في حالي.


انفعلت الست:

ـ إحنا عايزين بنتنا… إنتي ايه يا ست انتي قلبك حجر؟ دا إنتي عندك عيال يعني المفروض تحسي، ولا هما مش عيالك أصلًا.

قالت أخر جمله بسخرية، وقرب طارق من ماما وهو بيكرر سؤاله:

- هو في أي يا ماما؟


ردت الست:

- في إن الأستاذه هنية والدتك، رافضه تدينا بنتنا… أختي سابتها قدام الملجأ… ولما رجعت تدور عليها أمك رفضت ترجعهالنا.


سأل طارق:

- هي البنت لسه في الملجأ يعني ولا فيه حد اتبناها؟


ردت الست:

- البنت دي تبقى هناء، أمك واخداها ومش راضيه تتفاهم معانا حتى نوصل لحل وسط.


وقع الكلام عليا وعلى طارق زي الصاعقة، رمش طارق أكتر من مره وهو بيحاول يستوعب…


بدلت أمي نظراتها بيننا وانفعلت على الست:

- حل وسط اي يا ست إنتي! قولتلك هناء بنتي أنا، وياريت تبعدوا عن طريقي.


واتدخلت بسرعة:

- ايوه هناء أختنا… أكيد فيه سوء تفاهم حضرتك.


قالت الست وهي بتشاور على أوضة مقفوله:

- هناء بنت الست اللي جوه دي، يعني هناء أخت هاله.

وقالت أخر كلمة وهي بتشاور على هاله، فبصيت لماما وقلت بانفعال:

- قولي حاجه يا ماما، ردي عليها.


قربت ماما من الست وانهارت:

- هناء بنتي ومحدش هياخدها مني، إنتوا فاهمين؟ محدش هياخد بنتي مني!


سحبت الست ماما من ايديها، وفتحت الأوضة اللي نايمه فيها سناء، وقالت عشان تستعطفها:

- أختي حالتها بتسوء يوم عن يوم، الاكتئاب اتملك منها، أرجوكي خلينا نخلص الموضوع بشكل ودي، متخليناش نلجأ للقضاء.


أنا وطارق بصينا لبعض بصدمة…


- سيبوني في حالي… سيبوني في حالي.

قالتها ماما بانهيار وبصيتلنا وقالت:

- يلا من هنا يا ولاد.

واتجهت لباب الشقة واحنا وراها مصدومين ومش مستوعبين ولا بننطق…


وبمجرد ما دخلنا شقتنا…

هناء كانت بتتفرج على التلفزيون، وبتاكل سندوتشات، جت ناحيتنا وقالت بابتسامة:

- ايه الأخبار؟


ماما دخلت أوضتها بسرعة، فقالت هناء:

- إيه ده؟ هو في أي؟ ماما مالها؟ إوعي تكوني عملتي حاجه ضايقت ماما؟

وجهت ليا أخر سؤال، فبصيت لطارق وقلت بكلمات بترتعش:

- مفيش حاجه، احنا بس آآ… مفيش حاجه.


وخرج طارق من الشقة بسرعة من غير كلمة…


- في اي؟

قالتها هناء وهي بتلمس دراعي، فقلت وأنا بفتح باب الشقة:

- أنا هشوف طارق ماله ولما نرجع نتكلم.


وقبل ما أقفل الباب سمعت هناء بتضرب كف بكف وبتقول:

- إيه اللي بيحصل ده!؟


                         ********

وفي الأسانسير أنا وطارق كنا بنبص لبعض وساكتين، لسه محدش فينا مستوعب، يعني اي هناء مش أختنا؟ 


- يعني أنا مش أخوها، مش مِحْرِم ليها ولا بابا أبوها… مينفعش أصلًا نقعد معاها في بيت واحد.


قالها طارق، ولما اتفتح الأسانسير لقينا «جاد» مستني، ابتسم جاد وألقى السلام، فبصيت أنا وطارق لبعض…

كنت حاسه إن جاد عارف كل حاجه…


قال طارق:

- ممكن تيجي نشرب حاجه بره؟ محتاج أتكلم معاك يا أستاذ جاد.


وبصلي طارق وقال:

- اطلعي انتي يا سالي دلوقتي.


- أنا جايه معاكوا.

قلتها بتصميم، رغم الموقف المحرج اللي اتعرضتله قدام جاد النهارده وإني مكنتش عايزه أقابله تاني طول حياتي، لكن عندي رغبه أشد إني أفهم! إزاي هناء مش أختنا؟!


وقبل ما يرد طارق، قال جاد:

- اتفضلوا هنقعد في كافيه قريب هنا.

                ــــــــــــــــــــــ

- خالتي لما سكنت في البرج ده مكنش صدفه، هي اختارت تكون جنب بنتها اللي بقالها سنين بتدور عليها وأخيرًا عرفت إن بنت مديرة الدار اتبنتها من سنين… خالتي راقبت هناء من بعيد ولما الطرق اتقفلت في وشها إنها ازاي هتواجه بنتها اكتئبت واشتد عليها الاكتئاب، قطعت الأكل والشرب ومبقتش تتكلم خالص، ولجئنا لجلسات الكهربا.


- وهي ليه أصلًا تسيب بنتها قدام ملجأ؟ 

سألته وأنا بتجنب النظر ليه، فتنهد جاد وقال:

- خالتي دي قصتها طويلة يكفيكي تعرفي إنها يوم ما ولدت جوزها توفى، وهي كانت بتحبه أوي، حسيت إنها هي السبب وإنها بتأذي كل اللي حوليها فبعدت بنتها عنها بالطريقة دي… 


قلت:

- هي بتعاني من OCD ( الوسواس القهري).


هز «جاد» راسه بالإيجاب، وقال:

- أيوه مع الأسف… هي كانت متحكمه فيه لكن لما جوزها توفى حالتها اتدهورت بسرعه أوي.


سكتنا شويه وبصيت لطارق اللي ساكت وبيسمع بس من أول ما قعدنا… استنيته يقول أي حاجه لكنه مقالش! 


قطع جاد الصمت:

-أنا كنت لسه صغير لما شوفت خالتي داخله البيت لوحدها، سألناها فين بنتها مردتش… قعدت سنه كامله في المصحة النفسية بتتعالج لحد ما نطقت تاني ورجعت لوعيها وقالت إنها سابت بنتها قدام ملجأ، ولما راحوا يسألوا عنها ملقوش ليها أثر…

قلت:

- إحنا كنا بنسافر الامارات في فترة من حياتنا، لو كلامك صح يبقا ماما أخدتها معانا!


سكتنا مره تانيه، وقال جاد وهو باصص لطارق:

- خالتي حالتها متحسنتش إلا لما ظهر جوزها أو طليقها حاليًا في حياتها، هي شافت فيه جوزها المتوفى وحبته لكن… كانت بتناديه باسم جوزها المتوفى ومره ورا مره بدأت المشاكل بينهم، واتطلقوا من فتره.


وسكتنا فترة، كنت ببص لطارق اللي محاوط رأسه بإيديه ومنطقش لحد دلوقتي، فرفع رأسه وحرك شفايفه أخيرًا:

- أنا مش مستوعب! يعني هناء مش أختي؟ ولو مش أختي ازاي ماما وبابا سامحين إني اقعد معاها في بيت واحد، دا حرام.


طبطب جاد على ذراع طارق وقال بابتسامة صغيرة:

- انتوا ناس محترمه أوي يا طارق… أنا أصلًا من لما شوفتكم وسألت عنكم وأنا رافض فكرة إن ماما تقدم أي دعوه قضائية.


أخذ جاد نفس عميق وكمل:

- لما اتقابلنا أول مره وأنا جيت أكلمك يا طارق مكنتش صدفه… جميله أختي عارفاك ولما شافت إنك بتيجي الكافيه كل يوم قالتلي آجي معاها وأكلمك يمكن تساعدنا وتوصل لحل.


اندفعت:

- ولما ركبت معايا في الأسانسير كانت صدفه برده ولا مترتبه؟


و بابتسامة صغيرة، قال من غير ما يبصلي:

- لا والله يا دكتوره أنا أصلًا مكنتش أعرفك إلا لما شوفتك مع طارق.


عقد طارق حاجبيه وسألني:

- أسانسير اي؟


قلت بكلمات مرتعشة:

- بعدين هحكيلك، خلينا في المهم دلوقتي.


حمحمت بخفوت وبصيت لجاد وقلت:

- هناء عانت من الاكتئاب فتره بعد وفاة صديقتها وأنا خايفه أوي عليها… إنت مش متخيل هناء بالنسبالنا اي، أنا طول عمري بحس إن ماما بتحب هناء أكتر مننا وبابا كمان… عايزه أقولك إن أنا دخلت آداب علم نفس عشانها… 


قلت كده وكأني بعرفه بنفسي، مكنتش مرتبه كلامي أوي لكن رغم قلقي مش هكدب عليكم كنت عاوزه أعجبه لأنه عاجبني…

ورغم كل حاجه بتحصل كنت حاسه إني مبسوطه أوي إني بتكلم معاه، وصوت عقلي بيسخر مني: "مش ده اللي مكنتيش عايزه تقابليه تاني؟ وافرضي بقا طلع متجوز؟"


ولما رفع جاد عنيه، ديرت وشي بسرعه، وأنا بدبدب برجلي في الأرض بتوتر، فحط طارق إيده على رجلي عشان أسكت لأن الحركه دي بتربكه…


وانتبهت لكلام جاد:

- انا مقدر مشاعركم، وزي ما قولت أنا معترض إنهم يقدموا أي دعوه قضائية… ورغم إني صعبان عليا خالتي، فصعبان عليا هناء واخواتها برده.


- يبقا تقنع والدتك تبعد عننا… 

قالها طارق بعصبية، فبصيتله ورجعت بصيت لجاد لما قال:

- حاولت والله، بس برده اعتقد إنه من حق خالتي تشوف بنتها، ولا ايه؟


جاد كان بيلعب في الخاتم اللي في ايده وهو مرتبك، ولما بصيت على الخاتم، لاحظ إني ببص عليه فبصلي بنظرة سريعة وبص للخاتم، وكأنه انتبه لحاجه!!

ارتبكت وبصيت للأرض، ورفعت راسي على سؤال «طارق» اللي صفع قلبي:

- يعني إحنا ولادهم ولا جايبينا احنا كمان من الملجأ!


سكتت للحظة، لكن من جوايا كنت بكذّب كل كلمه نطق بيها طارق، مش متخيله أصلًا إن ممكن يحصل معايا كده! أكيد هما أهلي…


ورديت رد عكس اللي بيدور في قلبي:

- حتى لو كده يا طارق، كتر خيرهم وهيفضلوا أمنا وأبونا الي ربونا وتعبوا في تربيتنا.


- مين فيكم الأكبر سنًا؟

سأل جاد، فرد طارق:

- أنا أكبر.


بصلي جاد بنظرة سريعة وبص لطارق وقال: 

- بس أختك أعقل منك.


حسيت بالسعادة للحظة لكنها اختفت لما تنهد طارق وقال بيأس:

- ويا ترى بقا هي أختي فعلًا ولا طلعت زي هناء.


- أكيد أنا أختك، احنا شبه بعض…

قلتها وبصيت لجاد، وسألته:

- أنا وطارق شبه بعض صح؟


وكأني كنت عايزه حد يأكدلي، بدل جاد نظراته بيننا وقال:

- حتى لو مش شبه بعض في الشكل أنا حاسس إن روحكوا واحده.


سكتنا وبصينا أنا وطارق لبعض… والخوف بيطل من نظراتنا…

بلعت ريقي وقلت:

- إنت أخويا، فاهم؟


غمضت طارق عنيه وقال:

- يارب، يارب نكون اخوات وكل اللي بفكر فيه يطلع غلط.


وبعد فتره

رجعنا البيت، اتفاجئنا بوصول بابا من السفر، سلمنا عليه لكن مش بحراره كالمعتاد، فسأل باستغراب:

- هو في أي يا ولاد؟ انتوا متخانقين ولا اي؟


- مش عارفه والله يا بابا من لما رجعوا من عند جارتنا وهما متغيرين، حتى ماما!

قالتها هناء وبصت لماما، كان نفسي أتكلم، اتمنيت إني أسأل بابا، هو أبويا ولا لأ؟ ينفع أسلم عليه وأحضنه ولا لأ! وليه ربونا على الإلتزام بمبادئ الإسلام لما هما ملتزموش بيها، مش معقول ميعرفوش إن نسب أي طفل مش ابنهم ليهم حرام!

دي حتى واضحه وصريحه في القرآن، قال تعالى:

﴿ٱدْعُوهُمْ لِآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓا۟ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمْ ۚ﴾


يا ترى استفتوا قلبهم زي ما هما ربونا برده إننا منقتنعش بفتوى أي شيخ ونستفتي قلبنا الأول!


بس لو كلامهم صح والمفروض نستفتي قلبنا، ليه ربنا سبحانه وتعالى قال:

﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾


واحنا فعلًا لا نعلم… لازم نسأل أهل العلم ونحكم عقلنا الأول وبعدين نسأل قلبنا، بس طبعًا مش في كل الحالات نسأل قلبنا! يعني مينفعش تقول أنا استفتيت قلبي ومش مرتاح إني أصلي، أو أصوم أو أزكي؟ لأن فيه أمور النص فيها واضح وصريح…


أما الأمور الحديثه اللي اختلف فيها العلماء زي مثلًا الشغل في مكان مختلط بين النساء والرجال، ساعتها ابقى استفتي قلبك…


حاسه إن الموقف ده غير فيا حاجات كتير أولها إني ابحث وأفهم وافكر ومثقش في حد حتى في أمي وأبويا! 

                          *******

- مش هتقوليلي مالك برده؟

سألتني هناء اللي قاعده على سريرها قصادي، وأنا راقده على ظهري باصه للسقف وكأنه شاشه بتعرض حياتي اللي فاتت كلها…

بصيتلها بتركيز وأنا بسأل نفسي، هو إيه الكابوس اللي لقيت نفسي فيه ده؟ يعني طارق وهناء مش اخواتي؟ وماما وبابا مش أهلي؟ معقول؟


- من لما رجعتوا وانتوا سرحانين ومش طبيعيين! في اي يا سالي؟

قالتها هناء، فديرت ظهري وقلت:

- خليني أنام يا هناء وبكره نتكلم.


غطيت وشي وعيني مفتوحه، وحسيت بالدموع بتخرج من عيني! وأنا بسأل نفسي يعني احنا التلاته أيتام من الدار اللي ماما تولت إدارته بعد والدتها؟


أيوه ويمكن تكون مش بتخلف عشان كده اتبنتنا وكتبتنا باسمها؟

          ــــــــــــــــــــــــــ

             «جاد»

- مالك يا جاد؟

قعدت جميلة قصادي وهي بتقول كده، كنت لسه راجع من بره ومش عارف مشاعري متضايق ولا فرحان عشان شوفت في عين سيلين لمعه وهي بتبصلي، ومش عارف بيتهيألي ولا ايه! ولا يمكن عيني أنا اللي بتلمع عشان كده اتهيألي إن عنيها بتلمع!

- في ايه يا جاد؟

زفرت بقوة وقلت:

- طارق وسيلين عرفوا إن خالتي هي أم هناء، وقابلتهم واتكلمنا.


شهقت بصدمة وقالت:

- إنت اللي قولتلهم؟


- لأ… ماما اللي قالت لهم.


وبدأت أحكيلها اللي ماما حكيته ليا في الموبايل، واللي طارق وسيلين قالوهولي، فقالت:

- وتفتكر بقا، طارق وسيلين مش عيال مدام هنية؟


- مش عارف، بس حقيقي صعبان عليا طارق أوي.

قلتها وقمت وقفت جنب الشباك، فقامت جميله ورايا وبنظرة ماكرة قالت:

- طارق بس اللي صعبان عليك؟ 


بصيت في عينيها وقلت:

- تعرفي إني شوفتها مرتين النهارده؟ مره من شويه مع أخوها، ومره في المستشفى ووقعت قدامي…


ضحكت وأنا بحكيلها الموقف، وبصيت للخاتم وقلت:

- بس كانت بتبص للخاتم ده وشوفت في عينيها سؤال أنا متجوز ولا ايه؟


قلتها وحركت الخاتم اللي في ايدي، فقالت:

- هو إنت لابسه في الشمال ليه؟ 


- عشان واسع عليا في اليمين… وإنتي عارفه إنه هديه من حد غالي.


هزت راسها وقالت بابتسامة:

- أمممم، من دكتور رزق! الراجل الطيب اللي مش بتبطل كلام عنه.


هزيت راسي بابتسامة وأنا بفتكر الراجل اللي ظهر في حياتي فجأة وبقينا أصدقاء مقربين رغم إن عمره ضعف عمري، افتكرت حاجه، فبصيت لجميله وقلت:

- بنت أختك حكيتلك أكيد!

ارتبكت وقالت:

- عن ايه؟

- عن طارق!

بلعت ريقها وسألت:

- هو كلمك تاني؟

- لأ، متعشميش نفسك، خلي بالك من قلبك.

ابتسمت وقالت:

- متقلقش عليا… أنا أصلًا مش فاضيه أفكر في الحاجات دي، عندي مذاكره نفسي بقا أتخرج وارتاح… يلا كلها ترم وأبقى خريجه رسمي من كلية الألسن.


طبطبت عليها، واخدت نفس عميق وأنا بفتكر مشهد ضايقني النهارده، قلت بحزن:

- سمعت سيلين بتقول لواحد طلب يتجوزها النهارده إنها هتتخطب ومحجوزه… 

نفخت بضيق وقلت:

- وماما كمان عايزاني أتجوز هناء.


برقت جميله وقالت بصدمة:

- أخت سيلين؟! 

تابعووووووني 




الفصل الخامس والسادس من هنا




بداية الاسكريبت من هنا




أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات







تعليقات

التنقل السريع
    close