رواية أسير العشق الفصل الثامن والعشرون بقلم الكاتبه نور ناصر الهادي حصريه وجديده
رواية أسير العشق البارت الثامن والعشرون بقلم الكاتبه نور ناصر الهادي حصريه وجديده
رواية أسير العشق الجزء الثامن والعشرون بقلم الكاتبه نور ناصر الهادي حصريه وجديده
رواية أسير العشق الحلقه الثامنه والعشرون بقلم الكاتبه نور ناصر الهادي حصريه وجديده
رواية أسير العشق الفصل الثامن والعشرون بقلم الكاتبه نور ناصر الهادي حصريه وجديده
احمد إنت بتو.جعها بمسكتك ليها، مقصدش حاجة… بس مدام أسير رقيقة على المعاملة دي."
آدم رمقه بنظرة تكاد تقتله:– "بتقول إيه؟ يلا… سمعني بتقول إيه."
أحمد نظر إليه قال– "قلت بس… إنها تستاهل معاملة ألطف."
بص لاسير فاشت.عل غضب آدم فشال عينه عنها لما حس بنظرة تحذ.ير من آدم، كأنها أمر بعدم الاقتراب، قبضت اسير ايدها على آدم قالت بتوقفه
– "آدم…"
لكنه ما ردش وسحبها من ايدها ومشيت معاها بصمت وهى بترطب العربيه، قبل ما يقف لحظة، يلتفت لأحمد بنظرة تأكيد… نظرة بتقول "أنا عارفك… ومش ناسي".بعدها ركب عربيته، ومشى قدام عينه، سايب أحمد واقف وسط الطريق… مش عارف إذا كان الموقف انتهى، ولا لسه بدأ.
أسير، وهي تبص من الشباك – "ليه حرجتنى كده قدامه؟"
آدم وهو ماسك الدريكسيون– "حرجتك؟ السؤال هنا كنتى بتعمل إيه معاه
أسير حاولت تحافظ على هدوءها– "كان بيساعدني… وأنا اللي تواصلت معاه، مش هو."
آدم التفت لها قالت– "أحمد… اللي وقف معانا في جنازة ، ولما عرف من الشركة إني مقدمة والوظيفة راحت عليّا، ساعدني أرجعها تاني."
آدم – "وإنتِ مصدقة الكلام ده؟"
استغربت من نبرته وقالت– قصدك انك بيكد.ب وهيكد.ب ليه يعني؟"
– "اسأليه… هيكد.ب ليه. بس أنا أقولك، الشخص ده مش كويس، ومش أول مرة يعرف إنك مقدمة في شركة بالصدفة… هو لفقها بطريقة تقنعك بيها."
أسير زفرت:– "إنت لازم تبطل تشك في الناس. هو ما عملش حاجة وحشة… بالعكس، ده هو اللي إتهان."
آدم ض.غط على أسنانه– "لحد ما نوصل البيت، مش عايز أسمع كلمة عنه."
أسير استدارت له بسرعة– "بيت إيه! أنا ورايا مقابلة."
– "مش هتروحي."
أسير – "آدم… بقولك ورايا إنترفيو، ولازم أروح. اتأخرت."
![]() |
– "عايزه تشتغلي ليه يا أسير؟"
– "يعني إيه ليه؟ لازم أصرف عليّا وعلى ابني."
– "حد قالك إني هسيبكم أو مقصّر معاكم؟"
بصتله اسير من الى قاله وعينهم جت ف عين بعض قالت – "أنا قلتلك قبل كده… هَمشي، مش إنت اللي هتقصّر انااا الى همشي."
آدم صوته اتخفض لكن حسمه كان واضح:– "مش معنى إنك تمشي بشيل مسؤوليتى منك… هيدوكي كام على اللي إنتِ عاملاه ده؟"
– عشر تلاف
آدم بدون تردد– "هديكي ضعفهم."
أسير، بتسكت من الى بيقوله ادم
– "متشتغليش… وأنا هديكي القبض وإنتِ قاعدة في البيت."
شعرت أسير وكأنه بيستهين بيها والقبض الى قالتله وتنزل تتعبك عشانه قالت
– "أنا ما باخدش فلوس… وأفضل لي أنزل أشتغل ولا أمد إيدي لحد. أنا بشهادتي أقدر أشتغل… ومش عايزة أقعد من غير شغل، أنا عايزة أنزل وأثبت نفسي."
آدم عينه ضاقت– "تمدّي إيدك؟ تمدّي إيدك ليا أنا يا أسير؟"
– "أيوه يا آدم… تديني فلوس ولا تصرف عليا بتاع اى
سكت آدم وكانه أدرك الفوارق الى بينهم وكأن عنده جواب مش قادره يقوله
هي أكملت بهدوء مكسور– "أنا مش هقبل ده على نفسي."
وفى اللحظه دى بيوصلو على البيت بتفتح الباب وتقوله بدموع خفيه
– "شكرًا… إنك ضيعت الوظيفة مني."
نزلت قبل حتى ما يرد ودخلت البيت عينيها وقعت على كلارا اللي قابلنها ولمحت من بعيد آدم وهو بينزل من العربية… وملامح كلارا اتغيرت كأنها فهمت إنهم كانوا سوا.
أسير أكملت طريقها لجوه، لقيت زياد فى انتظارها قال
– "ماما، النهارده كان في اجتماع لأولياء الأمور."
تجمدت لحظة، أدركت إنها نسيت، أو بالأصح… اهتمامها كله كان في الوظيفة. حاولت تخفف وقع الأمر:– "مقدرتش أجي… غصب عني."
زياد أومأ برأسه بهدوء… وكأنها مش أول مرة. وابتعد.
تنهدت أسير، قلبها تقيل، وأخرجت تليفونها… كتبت رسالة لأحمد:
"آسفة على اللي حصل."
لكن وهي بتبعتها، كانت عارفة إن أحمد اتعرض لإهانه بسبب ادم وانه بس كان بيساعدها وهي شافته بيتهان وسكتت لانها متقدرش تقول كلمه تكسف ادم قدامه لان اهانته ادم كبيره عندها واهانت احمد اهون انها تقل من ادم قدامه
بليل اسير ماسكه الموبايل، بتتصل بالشركة وتعتذر عن غيابها– "أنا آسفة… ماقدرتش أجي النهارده بسبب ظروف… ممكن أجي بكرة أو أي ميعاد يناسبكم؟"
على الطرف التاني، الرد كان بارد ومحايد:
– "هنرجع الموضوع… ولو في أي جديد، هنتواصل مع حضرتك."
قفلت أسير ببطء، وعينيها معلقة في الأرض. عرفت إنها علامة رفض، وإن حتى الاتصال ده يمكن ما يجيش أبداً.
همست لنفسها:– "هرجع ادور ع شغل تانى
في اللحظة دي، جات عبير وقعدت جنبها، بنبرة فيها قلق أم:– "حصل حاجة بينك وبين آدم… امبارح أو النهارده؟"
أسير ما ردتش، عينها راحت بعيد، وافتكرت لحظات الأمس… والقبلات اللي جمعتهم، قبل ما كل حاجة تتقلب.
عبير قربت أكتر، وصوتها حنون– "أنا مش هأملي عليكي تعملي إيه… يا بنتي، اعملي اللي يريحك. أنا عايزة راحتك بس."
أسير رفعت نظرها وقالت بهدوء فيه حسم– "هارتاح قريب… لما أعمل لنفسي حياة بعيد."
كلمة "بعيد" كسرت قلب عبير، حاولت تخفي دمعتها بسرعة، وقالت بصوت متماسك– "أمانة عليكي… لو مشيتي، تخليني أشوف زياد. أو إديني عنوانك… أجي أشوفك ولو مرة واحدة… أطمن عليكي."
أسير ما ردتش، وقامت من مكانها، سايبة عبير ودموعها المخبّاية.
فى المطبخ الصبح زياد قاعد فى إيده كوبايه اللبن واسير بتحضر الفطار
عيونه كانت شاردة، وصوته خرج – "ماما… هنرجع بيت بابا إمتى؟"
إيد أسير وقفت للحظة، قالت– "يلا… عشان تاكل."
زياد– ماما هنرجع امتى
بيعيد سؤاله تانى عليها وقال-أنا عايز أعرف… هنقعد هنا لحد إمتى؟"
– "شوية يا زياد… مش دلوقتي."
– "أنا مش عايز أكمل هنا… عايز أمشي."
أسير حسّت قلبها بيتقبض أكتر، قربت منه:– حد ضايقك؟"
– "لا… أنا بس… عايز أمشي."
سمعو صوت رجعت بصيت لابنها قالت:– "نشوف الموضوع ده بعدين."
خرجت من المطبخ، وزياد قاعد مكانه بوش مكشر، ملامحه فيها ضيق
بدأت تحط السفرة، وكلارا كانت قاعدة تراقبها، وبابتسامة ودودة قالت:– "تحبي أساعدك؟"
أسير ما ردتش ومشت على المطبخ. كلارا لحقت بيها، ومدت إيدها تشيل معاها. أسير رفعت نظرها للحظة، كانت بتفكر: هي لطيفة… وجميلة… ليه آدم ما اتجوزهاش؟ أو يمكن… هما بيحبوا بعض وأنا معرفش؟
صوت خطوات آدم دخل المكان، عينه راحت مباشرة على أسير. هي استأذنت بسرعة وخرجت، وعبير قالت له وهي تبتسم
– "اقعد يا آدم."
أسير دخلت أوضتها، نادت على زياد– "يلا عشان تاكل."
رد عليها بهدوء رافض– "مش عايز آكل."
– "يلا يا زياد."
سكت، وما ردش. الباب اتفتح، وعبير ظهرت:– "في حاجة؟ مجيتش ليه يا زياد؟ عمك بيسأل عليك."
زياد – "هو مسألش… وإنتي يا تيتة اللي جايه."
عبير اتفاجئت وسكتت، الطفل ده محدش بيعرف يكدب عليه. ابتسمت بحزن وقالت:– "أكيد جايه أشوف حفيدي. اتأخرت على الفطار ليه؟ وكمان عمك لاحظ غيابك."
زياد ما ردش، وأسير شاورَت له– "يلا يا زياد."
خرجوا على السفرة وقعد زياد وهو ممتغض الوجه. الأكل بدأ بصمت تقيل، وكل واحد غارق في أفكاره.
أسير بصوت هادئ– "كل يا زياد."
زياد -"أنا عايز أروح بيت بابا."
أسير نظرت إليه قالت-– "قولتلك هنتكلم بعدين
-انتى مش بتتكلمى معايا
-بعد الاكل وممكن توطّي صوتك وتاكل؟"
آدم رفع عينه عليهم، وكأن الكلام شدّه.عبير حاولت تدخل:
– "في حاجة يا زياد؟"
زياد بيبص لامه ويقولها– بتقولى هنتكلم ومش بترد عليّ… أنا بس قاعد هنا عشانك بس انا عايز امشي
آدم، بحدة مفاجئة– "وطّي صوتك وانت بتتكلم مع والدتك."
العيون كلها اتوجهت له. زياد بصله واحتقن أكتر وبص ل أمه قال
– "أنا بكلم ماما… مش بكلمك."
أسير، بنبرة – "عيب يا زياد."
زياد، بعناد وغضب– "هو بيتدخل بينا ليه؟ إحنا عيلة!"
آدم شد نظره عليه:– "العيلة دي أنا فيها قبل ما أنت تيجي."
زياد، وصوته بيعلى أكتر:– "وانت كنت فين لما أنا جيت؟ أنا لا شفتك ولا أعرفك أصلاً!"
أسير حاولت تقطعه– "بس يا زياد."
لكنه انف.جر أكتر– "مش بس يا ماما! بيدخل فى حياتنع وبتقولولي إنه عمي… وأنا معرفش مين ده أصلاً. ومش عايز يكون ليّا عم… ولو كان هو "
آدم، وهو يقوم بغضب– "اتكلم عدل وانت بتتكلم معايااااا!"
وقع الكرسي على الأرض بصوت عالي، واقترب من زياد بخطوات غاضبة.أسير وقفت أمامه فورًا، عينيها مليانة خو.ف وقلق:
– "لا يا آدم!"
آدم نظر لها، والوقوف في وجهه أشعل غضبه أكتر. في عينه مرارة قديمة، غضب يشتعل، وانتقام قادم. التفت نحو زياد… لكنه لم ير طفلًا، بل رأى عاصم. ملامحه، نظرته، كل شيء فيه كان يذكره بعاصم وبالذنب الذي يلاحقه.
أسير، بعينين مرتجفتين ورجاء خافت:– "ملهوش دعوة يا آدم… زيااااد لااااا."
كأي أم تحمي صغيرها وهي ترى ف أعينه جنون شر.انى، ثبتت أمامه. لكن آدم لم ير أم وطفل… رأى خصمًا قديمًا، يتنفس أمامه
كلارا وعبير تبادلوا نظرات القلق من احتقان الجو.
آدم، بصوت حاد وجاد كالس.يف– "علميه إزاي يتكلم مع اللي أكبر منه!"
زياد نزل من على الكرسي ومشي وأمه لا تزال حاجزة بينه وبين عمه. أسير التفتت تدور عليه… لكن كان قد اختفى من الجلسة كلها.
التفتت لآدم– "زياد مؤدب ومتعلم يا آدم."
آدم، بحدة:– "لو كان متعلم، مكنش اتكلم معاكي ومعايا كده."
أسير سكتت، نظرت له نظرة مليانة صمت وقهر، ثم مشت وراء ابنها.
آدم ظل واقف يراقبها وهي تمشي… وهي في عينيه لم تكن تذهب لزياد، بل لابن عاصم.
عبير حاولت تهدي الجو:– "اهدأ يا آدم… ده عيل صغير."
آدم– "العيل ده مش طايقني من أول ما جيت."
كلارا، بهدوء– "ممكن عشان ما يعرفكش."
آدم لم يرد، وأدار ظهره ومشى. السفرة بقيت ساكتة… لا أحد لمس طبقه بعد، ولا لقمة ابتُلعت.
كان آدم قاعد لوحده في الشرفة، السيجارة بتولّع بين أصابعه، والدخان بيتصاعد ببطء قدام عينيه.جت كلارا، وقعدت جنبه بهدوء.
كلارا:– "مالك يا آدم؟"
آدم– "سيبيني دلوقتي يا كلارا."
كلارا، بابتسامة صغيرة– "ليه أسيبك؟"
آدم، وهو يبعد عينيه عنها– "عشان ما أضايقش عليكي."
كلارا– "إنت أعصابك بقت غريبة من ساعة ما جم هنا… بتتجنب أي حد من عيلتك، خصوصًا زياد."
آدم – "عايزة إيه يا كلارا؟"
كلارا، بنبرة جادة– "إنت جيت لعيلتك بعد ما أخوك ما.ت… الطفل ده أبوه ما.ت، وباين إنه كان بيحبه أوي. مش سهل على طفل في سنه يخسر أبوه ويحس نفسه لوحده هو وأمه.وأنت كمان متجنبه—لا سلّمت عليه ولا كلمته، ويوم ما كلمته اتخانقت معاه."
سكت آدم، كلارا، تقرّب أكتر:– "إنت بتحب الأطفال… حتى في روسيا لما تبرعت لميتم، رحت بنفسك، لغيت اجتماعات، وقعدت معاهم. ومكنش غرضك صورة أو دعاية… شفتك وقتها كآدم تاني."
نظرت له بعمق– "آدم حقيقي، بتحاول تخبيه جواك. كان نفسي تكون كده دايمًا."
آدم، يرد ببرود:– "أنا هو اللي قدامك."
كلارا، تهز رأسها– "غلط يا آدم… آدم التاني كان بيحس. اللي قدامي دلوقتي بيحاول يحمي نفسه من حاجة أنا مش عارفاها. كنت حنين… حنين أوي، بس دلوقتي كل اللي ظاهر منك قسو.ة، حتى في مشاعرك."
– "أنا ماعنديش مشاعر."
ابتسمت كلارا بهدوء– "إنت بتكدب على مين يا آدم؟ وعلاقتنا دي إيه؟ فاكر أول ما بدأت شغلي معاك؟"
------
كلارا نازله من شركه وبتقابل ادم بتقوله -ف حاجه يا ادم
آدم، – "سيبت الشغل."
كلارا:– "عارفة… قولتلي امبارح."
آدم– "وقولتلك إني هفتح شركة صيانة صغيرة."
كلارا– "هايل… إنت مهندس ولا محاسب في الأصل؟"
آدم– "تقدري تقولي الاتنين... كلمت كذا حد يشتغلوا معايا… وإنـتي كمان، عايزك معايا."
توقفت كلارا لحظة، نظرت له باستغراب ثم بابتسامة خفيفة:– "عايزني أعمل إيه بالظبط؟"
آدم:– "في الشركة… تشتغلي معايا."
ضحكت بخفة، كأنها في مقابلة عمل، وقالت:– "بس أنا باقبض في شركتي أكتر."
آدم، وهو يبتسم بثقة:– "هديكي نفس المرتب… غير الحوافز."
مدت يدها وهي تضحك– "يبقى متفقين."
---
كلارا تنظر له بصدق– "أنا محبتكش من فراغ يا آدم… إنت كنت صديقي، وشخصي المفضل، الرجل اللي شفته بيضحك مع الأطفال اليتامى ويعاملهم بحنية. اللحظة دي… خلتني أحبك أكتر.مش شايف إن زياد برضه يتيم؟ ليه قا.سي معاه وبتتجنبه؟"
آدم، وهو يقوم – "عشان مايحصلش زي النهارده."
تركها ومشى، تاركها في صمتها، تحاول تفهم إيه بالظبط اللي خا.يف يحصل.
اسير قاعده مع زياد قالتله -مش أنا قولتلك هنتكلم بعدين
زياد- انتى مش بتتكلمى معايا
اسير-يتفع الى حصل ده، عارفه انك زعلان بس مكنش ينفع تقول كده
-ابعدى عنه
بصيت اسير لطلب ابنها بتقوله- قصدك مين ادم
بيقول زياد- آه أنا مش بحبه وانتى كمان متتكلميش معاه
اسير- مش بتحبه لى
مش بيرد عليها تنهدت منه قالت-عشان الى حصل ولا عشان انتو بعاد عن بعض، بص يا زياد احنا هنبعد مش هنتواصل مع حد بس على الاقل خلى ده يحصل منغير مشاكل ولازم تحترمه لانه.....
سكتت ونظرت اليه قالت- أكبر منك وعمك
-هنمشي من هنا
ساب كلامها كله ومسك فى جملتها اومات له قالت-اه هنمشي
-هعمل الى انتى عايزاه يماما
قرب منها وقعد جنبها بطاعه
داخل غرفة كلارا فى مساء كانت واقفة عند النافذة، بتتكلم بلغتها فى التليفون– "عارف يا علي… لأول مرة أحس إني ماعرفش آدم."
جاء صوته من الطرف الآخر مستغرب– "يعني إيه؟ مش إنتي كنتِ تعرفيه قبل كده كويس؟"
– "كنت فاكرة كده… كنت فاكرة إني عارفة كل اللي جواه."
– "وبعدين؟"
– "عداها… لكن أنا عارفة كل اللي في قلبه."
ضحك علي بخفة– "طيب، وهو إيه بقى اللي في قلبه؟"
ابتسمت وهي تتهرب:– "دي حاجة بيني وبينه."
ضحك علي– "تمام… قوليلي بقى، عاملة إيه في مصر؟ الجو كويس معاكي؟"
– "آه، عادي… بس كنت فاكرة الرحلة هتبقى سياحة أكتر من كده."
– "أيوه، أعرفك رايحة أصلاً عشان الفرعون اللي معاكي يوريكي أجداده."
ضحكت من وصفه– "أنت فاهمني أوي… ودي حاجة بحبها فيك."
قال بجديه– "مش ناوية تحبيني أنا كلي بقى؟"
سكتت لحظة، ثم ابتسمت وهي تغير الموضوع– "الرحلة ناقصها حاجة."
– "على فكرة، الشغل هنا اتأخر بسبب وجودكم هناك. بلغي آدم يخلص اللي في إيده ويرجع، فيه عقود واقفة عليه."
– "هكلمه."
أنهت المكالمة، لكن ظلت واقفة
فى الصباح كانت أسير جالسة على الكرسي، رأسها بين كفيها، تغرق في أفكارها الثقيلة. فجأة، تسللت إلى أنفها رائحة مألوفة… رائحة تعرفها جيدًا. رفعت رأسها ببطء، فوجدته أمامها.
آدم بصوت هادئ لكنه ثابت– "بتعا.ني كده… حياتك كلها؟"
رفعت نظرها نحوه وقالت بمرارة:– "الفضل يرجع ليك."
بصلها من وقع كلماتها، فقامت أسير محاولة الابتعاد. لكن يده أمسكت بمعصمها، سحبها ليه بصتله أسير بشده قال ادم
– "بتخا.في تبصي في عيني… ليه يا أسير؟ إيه المخيف فيا؟"
نظرت في عينيه للحظة، وصوتها يخرج مبحوحًا-كل حاجة يا آدم… بخا.ف من ضعفي… وبخا.ف على نفسي لما بكون معاك."
– "مني؟"
– "أيوه… منك إنت."
ظل ساكتًا ثانية، ثم جذبها ناحيته أكثر، كأنه ير.فض إنهاء الحوار:– متمشيش احنا بنتكلم… ونقاشنا لازم ياخد وقته."
– "عايز إيه يا آدم؟"
مد يده ببطء، مرر أصابعه على ظهرها، فتوقف عند أثر حرق قديم– "مين عمل فيكي كده؟ إزاي حصل ده؟"
– "يهمك تعرف؟"
-فين خاتم جوازنا لى رمتيه لو انا لسا مهم عندك
لم يجد جوابًا منها لكن حين لمح دمعة تتساقط رغمًا عنها، تحركت يده دون وعي، مسحها بكفه. لمحت في تلك اللمسة صدى ماضٍ دفنته، فثبتت عينيها عليه.
– انا بكره أشوف دموعك."
هي، بصوت مرتعش– "دموعي جفت… رجعت لما رجعت. وما كانتش دموع بس يا آدم… كانت معا.ناة."
بعدت عنه ومشيت وسابته
يخرج آدم بخطوات بطيئة شارد الذهن
– آدم!
شاف كلارا واقفهة كأنها كانت تنتظره منذ زمن. تتقدم نحوه بهدوء، تتوقف أمامه، نظرتها ثابتة في عينيه
- إنت عارف إني بحبك من زمان… يا آدم.
استغرب من الى قالته بدون مقدمات، رفعت يدها ببطء وتلمس جانب رقبته، أصابعها تمس جلده، وصوتها ينخفض وكأنه اعتراف:
– وأكدتلك ده قبل ما أنزل… قلتلك إني لسه بحبك، بل حبي ليك بيزيد.تتذكر بوضوح يوم مقةلت انك مش نازل مصر كده وخلاص، أنا عايزك نبدأ خطوة جدية… نتجوز". ساعتها حسّيت الدنيا كلها فتحتلي، حسّيت إني أخيراً هقدر أحبك من غير ما نخبّي ولا نخاف.
آدم يقطّب جبينه– في حاجة يا كلارا؟
– أيوه… بذكّرك السبب اللي إحنا هنا عشانه. أنا استنيتك… استنيتك تكلم أهلك، تاخد خطوة.
تقترب أكثر، تلمس يده لكن نظراتها حادة– أنا مقدّرة إنك مكسو.ر… إنك فقدت أخوك، وإن كل حاجة حواليك مضطربة. بس ده مش مبرر… إنك تنساني.
ترفع يديها لوجهه، تحيطه بكفيها وكأنها تحاول تثبّته في مكانه، عينيها تلمعان بإصرار:– أنا استنيت سنين، عشان في الآخر تكون ليا… أنا، وبس.
تقترب حتى يكاد أنفاسها تختلط بأنفاسه، تُقبّله على خده ببطء وهي تهمس– إنت ليا، وكل حاجة فيك ملكي… يا آدم.
يمسك آدم يدها بصوت مثقل– كلارا…
كلارا نزلت بشفتيها على رقبته، قبّلت ببطء وكأنها توثق ملكيتها له، وهمست:– إنت ملكي يا آدم… ملكي أنا يا حبيبي.
دق قلبه من فعلتها ومسكها لكن ذراعاها التفّا حوله بإحكام، كأنها تمنع حتى الهواء أن يمر بينهما.
ادم– كلاراا… كفايه...
تجمّد فجأة عيناه التقتا بعيون واقفة عيون تحمل دمعة لامعة، لكنها أثقل من البكاء نفسه.كانت أسير.
وقفت تحدّق فيه، نظرتها تسأله بصمت "ليه؟"، وهما قريبان من بعضهم فى مشهد حميم، آدم دفع كلارا بقوة أكبر كانت هتقع بسببه، نظره مازال مثبتًا عليها
-اسير
قالها لكن أسير أدارت وجهها ومشت بسرعة، وكأنها تهرب من خن.جر مغر.وس في قلبها.
التفت ادم إلى كلارا بغضب قال– ليه عملتي كده؟ كنتي عارفة إنها واقفه
– بتهتم بمرات أخوك أوي يا آدم.
صوته ارتفع حادًا، قاطعًا الهواء بينهما:– اسكتي يا كلارا… اسكتي…
آدم استدار ليمشي، لكن كلارا أمسكت بيده بقوة.– رايح فين يا آدم؟ رايح وراها؟
شد يده قليلًا، صوته حاد– سبيني.
– إنت مضايق كده ليه؟ ولا كأنها مراتك وشافتك بتخو.نها… تشوف اللي تشوفه.
-لما اشوف حاجه لازم اوضحالههها
كلارا وقفت قدامه بعناد، وصوتها فيه تحدي ولسعة وجع– مش دي نفسها اللي خليتك هنا يا آدم؟مش دي اللي كنت بتشر.ب وتسكر بسببها؟
بصلها ادم من معرفتها قالت كلارا-مش دي اللي خلتك تكر.ه الجواز… وتوقف حياتنا عشان جر.حها ليك، جر.ح… إنت بنفسك مش قادر تتخطّاه؟
عيون آدم ضاقت، نظرته أصبحت حادة كالس.يف.
كلارا– هي نفسها… أسير، مش كده يا آدم؟هي دي اللي خا.نتك… وخليتك تفقد الثقة في أي حد!
آدم بص لها بحدة، وصوته غليظ– اسكتي… خالص يا كلارا.
لم تكن تعرف أن أسير كانت واقفة خلف الحائط، تسمع كل كلمة، وقلبها يتقبض من الصورة اللي خدتها كلارا عنها بسبب كلامه ومشيت لانها مش هتتحمل
كلارا– بعد ما خا.نتك… وبعد اللي عملته فيك… لسه في قلبك حب ليها؟
آدم شد أنفاسه بعصبية، وقال بصرامة– أسير ما خا.نتنيش… والكلام اللي قولته وأنا سكر.ان… مش صحيح.
– ده إمتى الكلام ده؟ لما رجعنا مصر؟ لما شوفتها؟أنا اللي عشت سبع سنين أحبك في صمت… عشان إنت مش قادر تاخد خطوة نتجوز بسبب الست اللي جر.حتك، وخايف أي واحدة هتتجوزها تخو.نك زيها!
آدم صرخ فيها، صوته هزّ المكان– بقولــــك اسكــــتـــــي!!!
صوت غضبه كان كفيل يخر.سها فورًا، ووجهه المشحون بالانفعال جعل كلارا تسكت، لأول مرة تحس إنه على وشك الانف.جار.
التفت إليها بعينين تضيقان من الغضب– أول وآخر مرة تشغّلي دماغك عليها… فاهمة؟
اقترب خطوة، وصوته انخفض لكنه صار أخ.طر– إياكي… إياكي تقربي منها أو حتى تفكري تجر.حيها… لأن أسير غير.
– غير إزاي يا آدم؟
عيونه اشت.علت كالنا.ر– يعني… أسير لا.....اعملي أي حاجة… إلا إنك تقربي منها.....إلا أسير يا كلارا… سمعتيني؟ دي أسير… عارفة يعني إيه أسير عند آدم؟
حدقت فيه، وعقلها بدأ يلتقط ما بين كلماته، لكن قلبها انقبض من المنظر أمامها.
عينيه لم ترهما هكذا من قبل… مشت.علة، مليانة تهد.يد وكأن القتل فيهم، وصوته الحا.د الذي اختر.قها كان كفيلًا يوضح لها الحقيقة التي كانت تنتظرها.
ترك يدها بع.نف، كأنه يقطع خيطًا يربطه بها، ثم مضى بخطوات سريعة، غير ملتفت.وظلت هي واقفة، بعيون تتابعه، وقد أدركت أخيرًا من وراء كل هذا الغضب… من هي أسير بالنسبة لآدم.
أسير ماشيه بتحاول تمنع صوتها يخرج، لكن دموعها كانت بتلسع خدها من جوه قبل ما تنزل. قلبها بيحتر.ق من اللي شافته… ومن الصورة اللي رسمتها في خيالها للحظة آدم معها، وكيف قدر يكون بالشكل ده مع غيرها.
كل كلمة قالتها كلارا كانت بتدوي في ودانها…وكل جملة سمعَتها قبل كده من آدم وهو سكر.ان، فاقد وعيه
آدم شافها راحلها – أسير
رفعت راسها– إيه اللي جابك؟… قطعت لحظتكم؟
– إنتِ فاهمة غلط.
ابتسمت أسير بمرارة، عينيها مشحونة– إيه اللي ممكن أكون فاهمه غلط بالظبط؟إيه اللي ممكن يتفهم غلط بعد اللي شوفته؟
نظرتها كانت مليانة حقد مكبوت– إيه اللي أفهمه عنك بالظبط يا آدم؟ إنك بقيت شخص كل شيء عنده متاح؟خمر… نسوان… قرف…وإني أنا في نظرك… مجرد واحدة خا.ينـة… خا.نتك وكر.هتك في الصدق كله؟
آدم حاول يقاطعها– وانا عرفت الحقيقة.
– عرفت الحقيقة؟… اللي هي إيه؟عرفت معا.ناتى اللي خلتك تشفع لي؟إنت ما تعرفش أي حاجة عني يا آدم…اللي تعرفه عني نقطة في بحر.
– يبقى عرفيني… بدل ما أنا جاهل لحد دلوقتي.
أسير نظرت له بخيبة، وقالت بصوت مبحوح:– كان ممكن أعرفك… لو كنت آدم نفسه.
وقف آدم الكلمات بتغر.س فيه.هي أكملت، ودموعها على وشك السقوط:
– أما إنت… مش آدم اللي أعرفه.إنت مش هو… إنت مختلف تمامًا عنه.بدور على عينيك فيه… ومش بلاقيها.
دم.وع أسير نزلت غصب عنها، وصوتها اتكس.ر وهي تقول:– فكرت إن آدم الحقيقي مبقاش موجود…دي بتو.جع أوي يا آدم…كأني استنيت أشوف عينك الحنينة من تاني… عشت أتمنى اللحظة دي… وفجأة اكتشفت إنها اختفت.اختفت… ومعايا زي ما أسير ماتت… آدم كمان ما.ت.
كانت عايزه تمشي مسكها قال- مش هتمشي الا لما تفسرى كلامك.. ليه بتقولي كده؟ أنا هو آدم… أنا واقف معاكي.
هزّت راسها بيأس– مستحيل تكون هو.آدم اللي أعرفه لا بيشر.ب، ولا بيعمل حاجة حر.ام زي اللي بتعملها آدم مش مقر.ف…
نظرت له بعينين كلها ألم:– إزاي قادر تكون كده معايا… وتقرب مني… وبعدها بدقيقة تكون معاها بنفس اللمس؟إزاي بقيت كده؟
آدم – أنا ما قربتش من كلارا.
– أنا مش هكدّ.ب عيني… ولا هكدّ.ب وداني.اللي شوفته، واللي سمعته… كفاية إنت كنت بتتكسر وانت معاها… ويعالم…يعالم عملت إيه كمان يا آدم!
آدم– إنتِ زعلانة عشان بشر.ب؟ زعلانة إني عملت كده؟وانتي السبب!
– أنا… السبب؟!
آدم، صوته بيرتجف من الغضب والقهر– آه… إنتِ… إنت يا أسير السبب!أنا مكنتش بعمل كده في نفسي غير عشان أهر.ب منك!كنت بعاني من قلة نومي… وتفكيري فيكي اللي ما بيخلصش…كنت بتعذ.ب… بتعذذ.ب من كتر صورتك اللي مش بتفارقني… ومن جر..حي منك…عايزاني أقدر أعيش؟!أنا شربت… آه شربت بمجرد ما عرفت إنها بتنسّي… إنها بتخليني أغيب عن الواقع اللي أنا عايش فيه بتعذب…تخليني أغيب ولو دقيقة… أرتاح من تفكيري… ومن قلبي اللي بيقت..لني في الدقيقة مية مرة!
أسير بصت له بد.موع في عينيها، لكنه قرب منها، وصوته بقى أهدى بس لسه مليان ألم– عملت كده… عشان أنساكي…كنت هعمل أي حاجة… عشان أنساكي يا أسير.
قالت بصوت مخنوق– عملت إيه تاني يا آدم؟
سكت لحظة، نظراتها كانت بتحفر فيه، وخوفها من ظنها كان واضح.
ادم– لا يا اسير مش زي ما إنتِ فاكره… أنا ملمستش واحدة من بعدك… ولا جربت أحب غيرك…حتى وأنا سكر.ان… مقدرتش ألمس غيرك أو أحس نفس المشاعر اللي حسيتها معاكي…صورتك كانت دايمًا قدامي… بشوفها في كل واحدة.... دي الحاجة الوحيدة اللي مقدرتش أعملها…
بصلها وقال-أنا مش زا.ني يا أسير.أنا منعت نفسي من أي علاقة مع أي ست بسببك…كنت فاكر ده ضعف… لدرجة إني حاولت أعمل كده عشان أثبت لنفسي إني نسيتك… بس مقدرتش.
أسير، بصوتها المثقل بالقهر– ليه مقدرتش يا آدم؟
آدم– مش عايز أوصل للمرحلة دي… ومفيش حاجة تشفع لي.
أسير، تهز راسها بأسى– بس إنت بقيت زي… بقيت من شبه عاصم.
آدم يرفع عينه فجأة، نظرة الغضب بتشتعل فيها.أسير تكمل، والدموع في عينها:
– مبقتش آدم اللي أعرفه… إنت بقيت عاصم… وحججه الفارغة اللي بيخفي بيها معا.صيه.
آدم، صوته نازل في تهد.يد واضح– اسحبي كلامك يا أسير.
أسير، ببرود موجوع– بس دي الحقيقة.بقيت مشهور… ورجل أعمال… زي ما أنا توقعت لك زمان…فاكر الورشه ولا نسيتها؟ وإحنا بنلم بقايا الحريقة…
تتنفس بصعوبة، وكأنها بتسحب من صدرها ذكريات موجعة:– أنا دلوقتي بتمنى لحظة واحدة من آدم…لحظة مع المهندس الميكانيكي اللي كان بيرجعلي آخر النهار تعبان… وريحة الشقى طالعة منه. كان بيخا.ف اقربله بسبب الشحم بس انا بتمنا يرجعلى بنفس الحاله
آدم، بنبرة غضب واحتقار– يعني عايزاني نفس المغفل… اللي الدنيا كانت بتمرمطه عشان يلم شوية ملاليم؟
أسير، تبصله بعينين مليانين إيمان وو.جع– آدم… اللي كان يعرف ربنا… وكان يخليني أصلي معاه… ويحببني فيه أكتر.
هنا… صمت آدم فجأة. كلامها نزل عليه زي السكين…
– أنا عايزة آدم زمان… عايزة آدم اللي مش بيعمل حاجة تغضب ربنا… هو ده آدم الحقيقي…آدم اللي كان زوجي… واللي كان بيحبني ويخا.ف عليّ لدرجة إنه في أول يوم علاقتنا بدأت فيه… أنا اللي طلبت منك، وأنت اللي رفضت… وأنا زوجتك!رفضت تقرب مني كأنك بتعمل حاجة غلط… كأنك خا.يف توجعني… أو حتى تقرب من أختك أو بنتك… بالرغم من الحب اللي في قلبك.نسيت إني مراتك وإن ده حقك…
آدم يبص لها في صمت، كأن المشهد بيرجعه بالذاكرة لليلة دي.
أسير تكمل، والدموع بتلمع في عينيها:– آدم الحقيقي كان شايفني ماسة… يدوس على ضعفه ويبعد… وما يفكرش فيا كراجل… مع انه... مع انه زوجي.
نظراتهم تتقابل، أسير، بخطوة للخلف:– آدم الحقيقي مش هو أنت… أنت مختلف تمامًا عنه....يومها… مشيت… وما رجعتش.
دموعها تنزل ببطء، وكأنها شايفة قدامها خسا.رة عمرها كله.– النجاح اللي أنت فيه دلوقتي… بصراحة، كان اختبار من ربك… اختبار على الصبر والبلاء… هل هتكون زي ما أنت، ولا لأ؟لكن أول ما ربنا اداك… عص.يته… ومع استمرار عصيا.نك، كبرك أكتر وأكتر… وإنت شايفه رزق… لكن ده كان بلا.ء كبير.
إنت حولت نجاحك لبلا.ء… واختبار فشلت فيه… واخترت نفسك بنفسك.
آدم،– دلوقتي جايه تعيبيني على اللي إنتِ اتسببتِ فيه؟
أسير تسكت، وتحاول تكتم دموعها.آدم، بنبرة حادة وقاطعة:
– امشي يا أسير… امشي.
هي تبص له نظرة طويلة، من غير كلمة…ثم تدير وجهها وتمشي آدم واقف مكانه، ما يمنعهاش… وكأنه عارف إن كلمة زيادة منه في اللحظة دي، هتكون غلط وجر.ح ليها هيندم عليه طول عمره
آدم خرج ، قاد سيارته وكأنه يهرب من كل شيء… من البيت، من العيون، من نفسه. ابتعد قدر ما استطاع، تاركًا خلفه ظلا.مًا آخر يتكاثف في صدره.
في الغرفة، كان الليل يبتلع كل شيء. أسير مستلقية في صمت، ابنها غار.ق في نوم هادئ، وهي وحدها التي عيناها تر.فض الانغلاق. شعور ثقيل يخنقها.
قامت بهدوء، كأنها تخشى أن توقظ الأ.لم نفسه، ودخلت الحمام. الماء انهمر على جسدها، فظهرت الند.بة العميقة على ظهرها… أثر حر.ق من الدرجة الثالثة، تشو.ه قديم لا يزول. مدّت يدها إلى شعرها، تمشطه برفق، لكن الخصلات بدأت تتساقط بين أصابعها.
حدقت في المرآة… لم تعد ترى ملامح الفتاة التي كانتها يومًا. تساءلت: أين ذهب الشباب؟ كيف غزا الشيب روحي قبل شعري؟
دمعة وحيدة انزلقت على خدها، لا ضجيج لها… لكنها كانت ثقيلة كعمر كامل.
مشطت شعرها مرة أخرى، أحست بخفته، وكأن الحياة تسرّبت منه كما تسربت منها أشياء كثيرة.
خرجت من الحمام، والبلل ما زال يلمع على كتفيها. من النافذة لم تلمح سيارة آدم دليل أنه ما زال بالخارج
في اليوم التالي، كانت أسير جالسة بصمت
عبير– "يا ترى آدم راح فين؟ معقول يمشي من غير ما يقول؟"
أسير لم ترد، وكأن السؤال لم يصلها. عبير أكملت:– "حتى كلارا مش موجودة من امبارح!"
رنّ جرس البوابة، فقامت أسير بخطوات بطيئة نحو الباب. فتحت واستغربت لما كان احمد
ابتسم أحمد بخفة– "جيت من غير معاد."
نظرت إليه بجدية:– "في حاجة يا أستاذ أحمد؟"
قال وهو يراقب تعبيراتها:– "عرفت إنك منزلتيش الشركة… قولت أطمن، وبالمرة أسلّم على الخالة عبير وزياد."
لم تدعه يدخل كونهم بمفردهم– "إحنا تمام، شكرًا. بس موضوع الشركة… للأسف راحت عليا بسبب التأخير
– "بسبب آدم، صح؟"
مردتش قالها– "ممكن نتكلم برا؟ شكلي مش لطيف وأنا واقف على الباب."
ترددت، لكنها خرجت قالت– "حصل تعقيد شوية… ومالوش دعوة بآدم."
هز رأسه:– "تمام… باين إنك بتحترميه أوي لدرجة مش عايزة تغلّطيه. على العموم، أنا ممكن أجيبلك وظيفة غيرها… في شركة أحسن، بتاعة أخويا."
– "أخوك؟!"
ابتسم بثقة:– "آه… قولتلك قبل كده، تقدري تعتمدي عليا في أي حاجة تخصك."
نظرت له أسير بعد كلمته. عدّل أحمد كلامه سريعًا:
– "أقصد… بزياد، أنتو وصية عاصم. كان أكتر من صاحب ليا."
لكنها لم تتأثر، فقط قالت ببرود:– "شكرًا."
فجأة، جاء صوت خشن، ثقيل:– "بتعمل إيه هنا؟"
التفت أحمد ليجد آدم واقف، عينيه تلمع بغضب مكتوم، وكأن المشهد قد حُفر في صدره منذ أن رآهما معًا.
ابتسم أحمد ببرود:– "كويس إنك جيت… عايز أتكلم معاك."
اقترب آدم، عينيه لم تترك أحمد، ثم التفت لأسير– "ادخلي."
ترددت:– "أحمد كان ماشي، يا آدم…"
لكن أحمد تدخّل– "لا… أنا مش جاي عشان الشغل. أنا جاي أتكلم مع الأستاذ آدم."
نظرت أسير بينهما، ثم انسحبت ببطء، والباب يغلق خلفها.
اقترب آدم أكثر، صوته منخفض لكن حاد:– "عايز إيه؟"
قال أحمد، وكأنه يلقي قنبلة في الهواء– "أسير."
تغيّرت ملامح آدم فجأة، نظراته اشتعلت، مسكه جامد "بتقول إيه؟"
رفع أحمد يديه مستسلمًا:– "أنا مقصدش حاجة غلط… أنا عايز أتجوزها."
سكت آدم لحظة، نظر في عينيه مباشرة:– "تتجوز مين؟"
رد أحمد بثبات، وإن كان فيه لمحة تحدٍّ:– "أسير. أنا حبيتها لما شُفتها… وعايزها هي وزياد. أوعدك إني مش هعاملها غير بحب وتقدير. استنيت شوية عشان ما أضايقهاش، لكن شايف الوقت مناسب… والعالم مش كويس لست لوحدها."
ظل آدم واقفًا، عينيه باردة بشكل مرعب، الصمت يطول حتى صار أثقل من أي كلمة.ثم… بلا تحذير، انطلقت قبضته الثقيلة لتصطدم بوجه أحمد بقوة
أسير بتمسك تليفونها، ولما سمعت صوت خرجت بسرعة.تجمّدت في مكانها لما شافت آدم قابض على قميص أحمد، والغضب يكاد يشتعل من عينيه.
صوت آدم كان كالرعد– "فاكر إني هسيبها لواحد زبالة زيك؟ لحد دلوقتي ما اتجوزتش من ماشيك، الشما.ل ده!"
أحمد حاول يستجمع نفسه، قال وهو يمسح الد.م من فمه– "اللي بتعمله ده غلط… ولولاها، كنت مدّيت إيدي عليك."
ابتسم آدم بسخرية، خطوة للأمام– "مدّ… وريني يلا! انت عارف اللي عايزها دي تبقى مين؟ ها؟جاى تطلب إيدها… منّي أنااااا!"
أسير اندفعت نحوه، وجهها مشدود:– "آدم! في إيه؟"
التفت لها بغضب مكتوم– "مش قولتلك خليكي جوه؟!"
– "بس يا آدم…
– "بقولك ادخلي!"
رجعت أسير للداخل بقلق، لكن عينيها ما فارقت المشهد.آدم سحب أحمد بعيدًا عن الباب، صوته انخفض لكنه صار أخطر:– "لو شفت خلقتك هنا تاني… هيكون آخر يوم في عمرك. وده مش تهد.يد… اسأل عني لو مش عارفني."
أحمد سكت، وعينيه فيها مزيج من التحدي والانكسار، لأنه يعرف مين آدم وعارف إن كلامه مش لعب.ومشهور إنه ملهوش ف الهزار،دفعه آدم بعيدًا، ودخل البيت وأغلق الباب بقوة في وجهه.
عبير كانت واقفة جوه، عينيها متسعة من الخو.ف– "في إيه يا آدم؟"
لم يرد عليها، فقط مر من أمامها متجهًا لغرفة أسير.فتح الباب بسرعة، وجدها واقفة تنتظره.
قالت بصتله تحاول تسيطر على توترها:– "آدم… إزاي تضر.به كده؟ اى الى حصل
وقف قدامها صوته مليان غضب وكأنه بيحاول يكبح نفسه "إيه اللي وقفك معاه؟"
أسير "المفروض أطرده؟ وهو كان بيساعدني فى الشغل."
آدم: "بيساعدك؟ هو مش بيساعدك… هو عايزك في المقابل."
أسير رفعت عينيها عليه باستغراب من كلامه
آدم: "عرفتي إزاي؟… كان بيبصلك."
أسير "كان كويس معانا الفتره الى فاتت
ادم: "لو كان شخص كويس… ما كانش يبص لمرات صاحبه ويعجب بيها لمجرد إنه شافها في عزاه.افهمي… الشخص ده و.سِخ وز.بالة، وأنا عارفه كويس، لأنه كان جارر عاصم للقر.ف ده. سمعتيني؟… أنا أعرف اللي إنتِ ما تعرفهوش عنه."
أسير ثبتت نظرها فيه، تحاول تفهم قد إيه كلامه صدق أو غيرة.آدم قرب أكتر، المسافة بينهم بقت تكتم النفس:
آدم: "اسمعي كلامي… لأنك ما تعرفيش نية اللي حواليك.ولو خرجتي، هتتعَرّضي لأشكال زبالة زي ده."
أسير: "شكرًا لنصيحتك… ما كنتش أعرف إن طلب جوازه مني هيضايقك كده."
آدم والشرر بيطلع من عينيه : "ايييه عايزاه؟"
أسير ما ردتش، لكن صمتها كان كافي يش.عل غضبه أكتر.
آدم: "على جث.تي يا أسير… سمعتي؟"
خطا خطوة، مسكها من دراعها: "مش هتتجوزي حد… ولا هتخرجي تشتغلي. أنا معاكي… ومش هسيبك."
أسير صوتها مهزوز لكن ثابت: "قلتلك يا آدم… لازم أنزل."
آدم: "مش لازم أي حاجة… أي حاجة تعوزيها، أنا هجبها لك."
أسير "وبصفتك إيييه؟"
آدم قرب منها، صوته أهدى لكنه أخطر
آدم: "بصفتي جوزك."
أسير وقفت متجمدة، الغصّة اتصلبت في حلقها، ما قدرتش ترد.
آدم مال أكتر، إيده لمست وجهها، عينه غارقة في عينيها:
آدم : ده كفاية
لحظة صمت ثقيلة بيبص فى عينها الاتنين قال
-ارجعيلي
تابعووووووني
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق