القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده


رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده 


رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده 

رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده 

رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده 


رواية ملاك الأسد الفصل الاول بقلم ريشه ناعمه حصريه وجديده 


الشمس لسه طالعـة وحرها بدأ يدق على جلدها الأبيض النقى، وهى بتتمشى حافية على الإسفلت السخن، تمسح عرقها بإيدها الصغيره، وتحاول بكل براءة تخنق صوت بطنها اللى كانت بتصرخ من الجوع. وقفت عند ناصية شارع مزدحم، حطت إيدها على بطنها وقالت بصوتها الطفولى المكسور:


"معلث ثويه وهناكل..."


صوتها كان ضعيف زى صوت نسمة، لكن فيه رجاء بيكسر القلب. عينيها الزرقا اللامعه كانت مليانة دمعه مش عايزه تنزل، بتحاول تمسك نفسها، وبتدور فى الشارع على أى حاجه تشيلها وتبيعها.


وهى ماشية شافت بوابة فيلا كبيرة مفتوحة، مليانه ورد، ألوانه بتلعب فى عينيها، وريحة الورد خدت عقلها. قربت منهم، عينيها لفت على وردة حمرا كأنها قلب بينزف، قطفتها وقالت:


"خلاث هنبعهم وهنا—"


لكن قبل ما تكمل، سمعـت صوت خشن بيزعق:

"بنت انتى بتعملى إيه هنا؟!"


اتسحبت رجليها ورا قلبها لما لقيته جاى بيجرى ناحيتها، جريت من غير ما تبص وراها، والدموع نزلت من عينيها وهى بتحاول تهرب من الحارس، جريت بين الناس، لحد ما لقت نفسها فى مكان اول مره تراه فى حياتها.. مبانى عاليه،، سيارات فخمه،، واناقه تشعرها بأنها من كوكب آخر



الناس لابسه شيك، والدنيا كانت بتقول: "انتى مش من هنا". لكنها ما خافتش، هى بس كانت جعانة.


شافت عربية سوداء فخمة واقفة، قربت منها، وفتحت كفوفها الصغيرة اللى شايله شوية ورد وقالت بصوتها الرقيق:


"تثترى ورده "


الراجل اللى جوه العربية لف ليها، بصه غريبة خلت جسمها يقشعر. بس ابتسم وقال:

"اركبى.. هاخدهم منك."


ركبت جنبه وهى لسه ماسكة الورد، الإشارة فتحت، والعربية مشيت.

قالها:

"خدى الفلوس من جيب القميص."


قالتله:

"لأ.. هتهم انت."


قالها:

"أنا سايق.. مش هعرف."


قربت تاخد الفلوس، لكنه مد إيده علي ضهرها . شهقت، وراحت لورا فى العربية، وقالت بصوت خافت مرتعش:


"بتعمل اى؟"


قبل ما يرد، شاف كمين قدامه، فتح الباب وزقها منه كأنها شنطة مش مهمة، والعربية جريت.


وقعت على الأرض، جلد ركبتها اتعور، والفستان البالى اللى كان لابساه اتوسخ أكتر. بصت حواليها، الدنيا دوشة، ومباني عملاقة قدامها.


بس هى قامت، مسحت دموعها، وشالت وردها وفضلت تمشى.


وهى بتتمشى خبطت فى بنت واقفه بتتكلم مع موظف على باب شركة.


قالت لها:

"بتعملوا اى هنا؟"


البنت ردت:

"بنشتغل."


قالتلها: 

"وأنا عايزه اثتغل" 


البنت قالتلها:

"مينفعش انتى صغيره وممعكيش سى فى!"


قالت همس: 

"يعنى اى سى فى" 


قالت البنت:

"سى فى زى الملف ده، بيكون فيه معلوماتك."


همس بصت على الملف وقالت:

"يعنى لو معايا كده، أئدر أثتغل؟"


قالت البنت:

"اه طبعًا، بس لما تبقى كبيره ."


همس ضحكت بخبث طفولى، وقالت:

"طب ممكن توطى ثويه عيثه أقولك حاكه."


البنت وطّت، وهمس شدت منها الملف وجريت، ضحكت وهى بتجرى بكل طفوله، بس قلبها كان بيدق بسرعه، وملف وقع منه ورقه صغيره، خادتها واستخبت لحد اما البنت مشيت بعد ما دورت عليها كتير ويئست انها تلاقيها وبعدين همس دخلت الشركة.


راحت للسكرتيره، رفعت الورقة وقالت بفخر طفولى:


"هثتغل عندكوا، خد دى."


السكرتيره بصتلها وقالت:

"جايبة الورقة منين؟"


قالت:

"دى بتاعتى!"


ضحكت وقالت:

"يلا اطلعى برا يا شاطرة، شغل إيه وانتى شكلك مش فاهـمه حاجه؟"


لكن همس وقفت مكانها، بعناد الطفله  : 

"لا انا عايثه اثتغل " 

السكرتيره فضلت تزعق  


وفجأه... صوت رجولى هز المكان:


"إيه اللى بيحصل هنا؟"


ظهر اسد المنشاوي…

ابن سليم المنشاوي… 17 سنة فقط… لكن بنظرة واحدة يسكت الجميع.

ذكاء فطرى، حضور طاغي، كاريزما غير عادية، ومهيب لدرجة تخليك تفكر مرتين قبل ما تنطق قدامه.

طويل، عيونه سوداء حادة، شعره أسود فاحم، وهيئته تخوف الكبار قبل الصغار.

لكن… قلبه؟ لا يعرف أحد قلبه الحقيقي غير شخص واحد… أو بالأحرى… ملاك واحد.


السكرتيره قالت:

"يا فندم، البنت دى دخله تقولى عايزه تشتغل، وجايبه سى فى مسروق!"


أسد رفع حاجبه، وبص حواليه وقال:


"هى فين دى؟"


وهمس شدت بنطلونه من تحت وقالت بصوتها الطفولى:


"أنا هنا..."


بص لتحت، وشاف ملاك نازل من السما، عيونها زرقا، شعرها اشقر كسبائك الذهب ، جسمها صغير، بتبصله بعينين فيها رجاء.


نزل عندها، وابتسم:

"إنتى جاية تشتغلى هنا؟"


قالتله:

"أه.. عايثه اثتغل علثان يبقى عندى فلوث كتير و أكل."


سألها:

"السي ڤى دا بتاع مين؟"


هزت راسها:

"بتاعى."


أسد قال:

"تعالى معايا."


قال للسكرتيره:

"متدخليش حد غير لما أقولك."


دخل بيها المكتب، وقالها تقفل الباب، هى حاولت، لكن مش عارفه توصله، وكان بيضحك عليها من غير ما يبين. راح هو وقفله، وقعد.


قالها:

"اقعدى."


قعدت على الكرسي، بس الكرسي بلعها، فهى قالت:


"مث عندك كرثى ثغير على قدى لى."


ضحك، وقالها:


"تعالى."


شالها، وقعدها على المكتب قدامه، وبص فى عينيها.


"اسمك إيه؟"


"همث."


"انتى المفروض يبقى اسمك ملاك وانا هقلك يا ملاكى" 


ضحكت وقالت "ماثى" 


"وفين باباكى ومامتك؟"


"بابا ثابنى علثان مفيث فلوث، وماما ماتت، أنا ببيع ورد، ومفيش أكل خالث."


أسد حس إن قلبه اتخلع، الطفلـة دى مش مجرد طفله، دى حاجه جواه بتحركه، وشعر إنها مخلوقه علشانه.


سألها:

"تحبى تعيشى معايا؟"


قالت:

"يعنى أكل كل يوم؟"


قال:

"كل يوم، وكل لحظة."


همس ابتسمت، وعيونها نورت، وهى قالت:


"ماثى،،بث انت اثمك ايه."


"أسد" 

فكرت وضحكت وقالت 

"انت اثدى وانا ملاك اثدى" 


ومن هنا... بدأ كل شيء.


لاحظ انها هى وبتمشى بتعرج فثالها مالك فحكتله اللى حصل راح بسرعه وجاب علبه الإسعافات وعقملها الجرح ولزقه ورفع سماعه التليفون وقال انه عايز تفريغ الكاميرات  من حوالى ساعه وجابوه وجاب الراجل اللى زقها ونزل فى ضرب وخلاهم حطوه قدام مستشفى حكوميه ويسبوه. 


دخل زياد (ابن عمه) المكتب بعد ساعة، شافها نايمة على الكنبه اللى فى الكتب وقال:

"مين القمر دى؟"


أسد اتعصب:

"احترم نفسك... وملكش دعوه بيها تانى."


زياد قال:

"طب خلاص يا عم  بس هى مين؟"


"دى... الصغيره، أنا هربيها."


زياد قال:

"ولا حد هيوافق فى القصر ."


أسد:

"محدش يقدر يقولى لا."


"طيب يلا نمشى" 


"يلا"  وحمل اسد همس طول الطريق ومنومها على صدره 


وصلوا القصر، ردود الفعل كانت عنيفه، نهى قالت بصوت قاسى:


"إنت جايبها تعيش هنا؟ بنت شوارع؟"


سليم قال بحدة:


"مش لعبه تاخدها وتسيبها... دى بنت، مين هيربيها؟"


أسد قال:


"أنا... أنا اللى هربيها، وكلمه واحده كمان هطلع بيها تانى ومش هرجع."


الكل سكت... مش لأنهم اقتنعوا، لكن لأنهم عارفين: لما أسد يغضب، محدش بيقف قدامه. حتى أبوه أو جده.


أخدها لجناحه، وحطها على السرير، دخل ياخد شور. لما خرج، لقاها نايمة زى الملاك الصغير.


ابتسم، شالها، ونيمها فوقه(نام على ضهره ونومها فوقه على صدره). الصبح، لما صحي، كانت بتفرك فى عينيها:


"ثباح الخير يا أثدى..."


بص ليها، وقال:


"صباح النور... يا ملاكى."


أول مره ينطقها، ومش هتكون الأخيرة. من هنا بدأت الحكاية. 


نزل أسد السلالم وهو شايل همس على إيده، كانت لسه نايمة على صدره، شعرها الذهبي واقع على خدها، بتتنفس بهدوء، ووشها مرتاح كأنها أول مرة تحس بالأمان.


أول ما دخل بيها قاعة الفطور، الكل كان موجود: سليم، نهى، سيلا، حسام، وزوجته فاطمة، وحتى زياد وياسين.


نهى(مرات ابوه) أول ما شافتها، صوتها خرج ساخر:


"إيه ده؟ بجد؟ شايلها كأنها  بنتك مش من الشارع!"


أسد بص لها بنظرة جمدت الدم في عروقها:


"كلمة تانية زي دي وهتندمي... أنا بقولها للمرة الأخيرة، البنت دي تحت رعايتي... واللي هيفكر يلمسها أو يضايقها... والله ما هيعرف ينسى اسمي."


سيلا (بنت عم اسد) قعدت تضحك بسخرية:

"دا انت بقيت بابا فجأة؟ مش بقالك شهرين سايب الكلب بتاعك من غير أكل، جاي دلوقتي تبقى حنون؟"


أسد كان لسه بيبص لها، بس همس حركت جسمها، بدأت تفوق.


فتحت عينيها، ومسحتهم بإيدها الصغيرة، وبصت حواليها... كتير... ناس غريبة، صمت، وحدها على كتف شخص واحد بس تعرفه.


بصت له وقالت بصوت ناعس:


"احنا هنأكل؟"


أسد ابتسم، وقال:


"أيوه، هنأكل يا ملاكي."


ضحك سليم (والده) ساخرًا وقال:


"ملاك؟! اسم جديد؟"


أسد بص له، وقال بهدوء فيه نار:

"أيوه، ملاكي... الاسم اللي يناسبها."


نهى بصت لفاطمة(مرات عم اسد) بغيظ، وقالت بصوت واطي:


"لو سكتناله دلوقتي، البنت دي هتبقى سبب خراب في القصر."


فاطمة همست:


"البنت خايفة، وعيب اللي بتقوليه ده."


أسد قعد ملاك على رجله، وبدأ يأكلها بنفسه. كانت بتضحك، وبتاكل بشهية كأنها ماكلتش من أسبوع. وكل لما كانت تقول له:


"خلاث، انا ثبعت."


كان يقول:


"لقمة كمان يا ملاكي... لازم تكبري، أنا عايزك تبقي أطول شويه علشان تبقي على قد حضني."


ضحك زياد وقال:


"هو انت ناوي تخليها عروسة؟"


أسد ساب المعلقة، وبص له:

"لو اتكلمت عنها تاني كده... هتبقى آخر مرة تدخل البيت ده."


زياد حس بالتهديد، ضحك وقال:


"بهزر يا عم... فكها شويه."


بعد الفطور، أسد طلع بيها على جناحه. أول ما دخلوا، ملاك قعدت تتفرج على الحيطان والستاير والمرايا، وبدأت تجري حوالين السرير، وبعدين وقفت قدام الدولاب كان فيه هدوم لأسد وشويه هدوم اطفال كان جايبهم لحد ونسيهم وقالت:


"إيه دا؟ دا كله هتومك؟"


أسد قال:


"أيوه، ليه؟"


قالت باندهاش طفولي:


"أنا كان عندي فثتان واحد، وخلاث اتقطع، ممكن آخدلى واحد من دول؟"


ضحك وقالها:


"كل اللى دول ليكي، بس هدور على حاجه تناسب حجمك الأول، لأنك صغيرة أوي يا ملاكي."


دخل غرفة اللبس، وفتح درج فيه شوية هدايا كان جايبها لوحده قريبته  من سنتين، واخد فستان وردي ناعم، خرج بيه وقالها:


"تعالي يا ملاكي، تعالى نشوف هينفعك ده ولا لأ."


قالت وهي بتجري ناحيته:


"لو فثتان، يبقى حلو، بحب الفثاتين أوى!"


ولما لبسته، دارت حوالين نفسها وقالت:


"ثحيح ثكلي ثى الأميرات؟"


أسد قعد على الكنبة، وسند راسه على إيده، وقال بصوت واطي:


"أنتي أحلى من كل الأميرات."


بالليل... كان قاعد بيذاكر شوية أوراق من الشركة، وهى كانت بتلعب بالوسادات على الأرض. فجأة، اتدحرجت واحدة منهم ناحيته، وقامت جايبة عروسة من تحت الكنبه وقالت له:


"اثدى؟ العروسة دى أنا سميتها 'أسد'، وهى بتحبنى... زى ما أنت بتحبنى؟"


أسد وقف، وراح عندها، جلس على الأرض جنبها وقال:


"أنا بحبك أكتر من أى حاجه... أكتر من أى حد."


فجأة، همس قربت منه وهمست:


"أأنا بحبك، وعاوثه أعيث هنا ومث  امثى تانى."


أسد حضنها وقال:

"وعد... طول ما أنا موجود، انتى هنا، وهنا مكانك."


فى نص الليل، وهو نايم، صحي على صوت بكاء خفيف. فتح عينه، لقاها واقفه عند السرير، بتبص له بعين مبلولة.


"مالك؟"


قالت بصوت متقطع:

"أنا حلمت إنك مثيت وثبتني لوحدى..."


فتح إيده، وقالها:


"تعالى هنا... مستحيل أسيبك، فاهمة؟ أنا جنبك طول الوقت."


دخلت في حضنه، ونامت، بس وهو ما نامش، قعد يبص لسقف الغرفة، وحاجة جواه بتتغير، مش عارف يسميها، بس متأكد إنها ليها علاقة بطفله عمرها ست سنين ونص... خطفت روحه بدون ما تقصد.


تاني يوم، وهو نازل على الشركة، لقى ملاك بتجرى ناحيته بفستانها الوردي، وقالت:


"أنا جاية معاك!"


قالها:


"مين قال؟ ده شغل ومفيش لعب."


قالت وهى شايله عروستها:


"مث هلعب، هقعد جنبك واثمع الكلام... وهكون ثاكته."


ضحك وقال:


"طيب... بس لو حصل حاجه، هتستخبي ورا ضهري، اتفقنا؟"


قالت:


"ماثى  يا أثدى."


وراحوا الشركة…


وفيوم اسد ساب همس نايمه وراح الشركه وقال ساعتين وهرجع قبل ما تصحا ومشى لكن هو منبه عليها من بالليل لو صحيت وملقتهوش متخرجش من الجناح،،، همس صحيت وملقيتهوش  فخرحت من الجناح وهى ماشيه سمعت حد بيكح راحت ناحيه الصوت لقيه الباب مفتوح شويه ودخلت لقيت المنشاوى تعبان وعمال يكح جامد وهو عمال يشورلها نحيه الدرج كان فيه الدوا بتاعه فراحت وادتهوله وحبتله مايه وبقى كويس،، وقعدها على رجله وقعدوا يضحكوا ويحكوا مع بعض، اسد رجع وراح على الجناح بتاعه ملقيهاش قعد يدور عليها وسمع صوت دحكهم جاى من ناحيه اوضه المنشاوى ف 


أسد دخل، وكان الغضب باين فى عينه، وقال:


"مين قالك تخرجي من الجناح؟!"


ملاك بصت له، صوتها بدأ يرجف لما شافت شكله:


"جدو كان بيكح، وأنا خفت عليه..."


قال بعصبية:


"بس أنا قولت متخرجيش! إنتى مش بتفهمى!"


قرب منها، ومسكاها من دراعها بجنون شديد ممزوج بعصبية، لكن هى كانت صغيرة وضعيفة، ومجرد صوته العالى، خلاها تنهار وتعيط وتقول:


"متثعلث منى، أنا هروح أودتى ومث هخرج تانى، أنا آثففففففففففه..."


وبعدها، فقدت وعيها فجأه، وقع جسمها الصغير فى حضنه  مرة واحدة... مفيش صوت غير صوت دقات قلبه اللي ارتفعت فجأة، ووشه اللي اتجمد للحظة، وكأن الزمن اتوقف. 


المنشاوى شافها كدا فجرى خلاهم طلبوا الدكتور. 


أسد لف إيده حواليها، ضمها لصدره، وصوت قلبه بقى أعلى من صوت أي حد حواليه، لدرجة إن الجد قاله بهدوء:


"هدي أعصابك، هات البنت نخلي الدكتور يشوفها."


أسد قال بصوت خافت بس نبرته كانت حادة:


"محدش هيمد إيده عليها... دكتورة بس هي اللى هتكشف عليها... افهمها يا جدي، أنا مش بتكلم مرتين دي همس، دي ملاكي... ولو جرالها حاجة، قسمًا بالله هتتحسب على الكل."


الجد قال:

"طب اتصل انت بيها، بسرعة."


أسد حطها على الكنبة، وهو قاعد على الأرض جنبها، ماسك إيدها الصغيرة بإيديه الاتنين، بينفخ عليها كأنه بيحاول يرجع فيها الروح.


الدكتورة وصلت، وكان واقف زي الملاك الحارس، كل ما تمد إيدها ناحية همس، يقرب أكتر، وهي تبتسم وتقول:


"مش هلمسها من غير إذنك يا أستاذ أسد... اطمن."


أسد فضل واقف مكانه، عينه فيها نار، لكن في عينه التانية كان في ألم مش طبيعي... مشاعره خرجت كلها مرة واحدة لما لقاها فقدت وعيها قدامه، وهو سبب صدمتها.


بعد شوية...


الدكتورة قالت:


"هي بس من الخضة والخوف... عندها انهيار عصبي بسيط، ولازم ترتاح، ومينفعش حد يزعقلها تاني ولا يخوفها، نفسيتها رقيقة جدًا."


أسد مسك نفسه بالعافية، ولما الكل خرج، وهو قاعد جنبها، حط إيده على جبينها، وقال بصوت خافت:


"أنا آسف... آسف يا ملاكي... كان لازم أحضنك مش أزعق... بس أنا... أنا بغير، وبخاف، وبموت لو حد قرب منك، حتى جدي..."


قرب منها، وشال خصلة من شعرها وقال:


"أنتي بقيتي حياتي، يا ملاكي... ولو قربلك ظلك، هدوسه برجلي."


تاني يوم، ملاك صحت وهي على سريره، ووشها باهت، بس أول ما شافت عينيه، اتطمنت، قربت منه وقالت:


"ثعلت منى يا أثدى؟"


أسد نزل على ركبته قدام السرير، وقالها وهو ماسك إيديها:


"أنا اللي غلط، أنا اللي زعقت، وأنا آسف... متخافيش، ومش هزعقلك تاني أبدًا."


"بس متخرجيش من الجناح لو أنا مش معاك، انتي بتاعتي، وأنا بس اللي أشيلك، وأحميك، وأقرر حتى تضحكي مع مين."


ملاك قالت ببراءة:


"طب أنا كنت بلعب مع جدو، هو حبني، وادانى شوكولاتة."


أسد وقف، وحس الدم بيغلي في عروقه، وقال:


"ما يلزمنيش، متضحكيش معاه تاني... ومش تاخدي شوكولاتة من حد غيرى، فاهمة؟"


ملاك وشها اتعقد، وقالت بصوت واطي:


"ماثي... بث متثعلث منى." 


أسد حضنها وقال:


"بس أنا أغير... ولو شفتك تضحكي مع حد، مش هعرف أتحكم في نفسي."


بالليل، لما نزلوا يتعشوا، كانت لابسه بيجاما ناعمة لونها أبيض برسومات صغيرة، وجابتلها فاطمة كمان شبشب على قدها، ومشيت بيه بصعوبة، وده خلّى الكل يضحك.


لكن أسد عينه كانت مركزة على زياد، اللي بص لملاك وقالها:


"أهو كده بقى عندك هدوم شبه الأميرات يا قمر."


أسد مسك المعلقة، وحطها على الطاولة بصوت عالي وقال:


"زياد... قولت مليون مرة، متكلمهاش، متبصش لها، متقولش حتى اسمها... ولو تاني مرة بس شوفتك تبصلها، هتعرف أنا ممكن أعمل إيه."


سليم قال بنبرة استياء:


"هو بيهزر، مفيش داعي للتهديد كل مرة، أنت واخدها على صدرك أوي."


أسد بص له وقال:


"آه... واخدها على صدري، لأنها مش لأي حد... مش طفلة عادية، دي بقيت ليا... أنا اللي لاقيتها، وأنا اللي هشيل مسؤوليتها، وأنا بس اللي هسمح لحد يتكلم معاها أو يقرب منها."


سيلا دخلت الكلام وقالت بسخرية:


"تحسه طفل جاب لعبة ومتعلق بيها."


أسد قام من على الكرسي، بص لسيلا وقال:


"لو آخر نفس فيك هيغلط فيها، هقطعه بإيدي... فاهمة بلاش تغلطي في ملاكي... أنا مش طايقك من زمان، ومش محتاج سبب أطردك من البيت، ومفيش حد هيقف ضدي."


الكل سكت... الجو بقى متوتر جدًا.


بعد العشاء...


كان أسد بيتمشى في الجنينة، وملاك ماشية وراه، ماسكه طرف بنطلونع  من ورا، بتتحرك بخطوات صغيرة، وفجأة وقفت.


قالها:


"مالك؟"


قالت بخجل:


"عاوثه أقلك حاجه، بث متثعلث."


قرب منها وقال:


"قولى يا ملاكي."


قالت:


"أنا مث بحبك لما تثعل، أنا بخاف... وبثعل لما تبثلي وانت غاضب... عاوزه أثدى دايمًا يبثلّي ثي ما بيبث للثما."


أسد قرب منها أكتر، جلس على ركبته، وبص في عينيها وقال:


"وعد... هبصلك كأنك السما، وكأني بدور فيها على النور، وعلى الدفا، وعلى الحياة كلها."


في اليوم التالي...


أسد كان في الشركة، دخل عليه زياد وقال:


"جدك طالبك... في اجتماع مهم... وهما بيتكلموا عن البنت."


أسد دخل الاجتماع، لقى الكل موجود، سليم، المنشاوى، حسام (عم اسد) حتى نهى، وكان واضح إن الموضوع كبير.


الجد قال:


"عاوزين نتكلم بصراحة، البنت وجودها هيعمل مشاكل... سمعة العيلة، المجتمع، كل حاجة."


أسد رد فورًا:


"اللي عنده مشكلة معاها... يتفضل يخرج من العيلة ملاك مش موضوع مؤقت... دي بقيت جزء منى، وأنا مش بتفاوض."


نهى قالت:


"بس البنت صغيرة وبتبات في جناحك، الخدم بدأت تتكلم."


أسد اتنفس ببطء، وقال:


"وأنا اتجوزتها، ومفيش حد له عندي كلمه."


الكل اتصدم.


حسام قال:

"اتجوزتها؟ إزاي؟"


قال:

"بالعقد، ومعرفتش... ولسه مش هتعرف، لحد ما تكبر، ومحدش فيكم له دعوة."


سليم وقف وقال:


"إنت اتجننت؟!"


أسد قال:

" أنا الوحيد العاقل فيكم."


 همس كانت في الجناح، قدام المراية، بتحاول تلف شعرها زى الأميرات… و

تابعووووووني 



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا





تعليقات

التنقل السريع
    close