رواية ليس لها ذنب الفصل الثالث بقلم ميلي ميس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية ليس لها ذنب الفصل الثالث بقلم ميلي ميس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
شد عليها الطرحة بعنف، وسليم اتسمر مكانه... كان واقف قدام حرية كاملة، رغم دموعها اللي ورّمت عينيها وخليتهم زي البحر الموج فيه عالي، لونهم أزرق غامق بيغلي بالحزن. شعرها الأحمر كان سايب على كتفها زي لهب، وشفايفها الوردية بتتهز من الرعب... وبشرتها؟ بيضا وباينة فيها كل وجعها.
فضل سليم باصص لها، سرح فيها، كأنه أول مرة يشوفها... قرب منها بهدوء غريب، وهي رجعت لورا، خطوة بعد التانية، لحد ما ضهرها خبط في الحيط. عنيه كانت سودة، مليانة حاجة مش مفهومة، بس أكيد مش طيبة.
قرب من وشها، من شفايفها، وهي نفسها اتقطع...
بووووم!
صفعة قوية فاجأته، من كفها الصغير اللي رغم رعشته ضربته بكل ما فيها.
سليم حط إيده على خده، بص لها بنظرة كلها نار.
شدها من شعرها وصرخ:
"إنتِ جَبتي أجلك!"
وبدأ يضرب فيها، صفعة ورا التانية، وهي بتعيط وبتصرخ، بتحاول تغطي وشها بإيديها، وتنهار بصوت بيرجّع القلب:
"أنا آسفة! والنبي سامحني! متعملش فيا كده!"... أرجوك كفاية!"
"أنا مش مستحملة، حرام عليك!"
لكن من غير فائدة، شدها سليم بكل عنف، رماها على السرير كأنها قطعة قماش مرمية، وبدون تردد مزّق الفستان اللي كان مغطيها، وهي بتصرخ بكل ضعفها:
"أرجوك... بعد ربنا، سيبني... ما تعملش فيا كده..."
قرب منها، وهمس في ودنها بكلمة خلّت قلبها يقع من مكانه:
"المرة دي هسيبك... بس أوعى تنسي... أنا لما أحب آخد حقي، هاخده... بكيفي، وبمزاجي، غصب عنك وعن اللي خلفوكي."
رجع يبعد عنها، لكن قبل ما يسيبها، بص لها نظرة كلها قسوة وكأنها أقل من خدامة عنده، وكمل بصوت ملوش قلب:
"افتحي ودانك واسمعي كويس... من النهاردة، إنتِ مش أكتر من خدامة في بيتي. تطبخي، تنضفي، وتخدمي، وتنامي هنا... على الأرض زي الكلاب. ولما أندهلك، تجيلي فاهمة؟
نور كانت مرمية على السرير، دموعها نازلة بدون صوت، جسمها بيرتعش مش بس من الخوف، من الإهانة... من كسر النفس، من إحساسها إنها لأول مرة في حياتها مش إنسانة، مجرد جسد مكسور، مسلوب، لا صوت له ولا حق
صرخ فيها بصوت خلّى الحيطان ترتج:
"لما أكلمك... تردّي! تفهمي؟!"
جسمها انتفض من الصوت، عينيها توسّعت، وكأن روحها هربت للحظة من جواها، وسرعان ما هزّت راسها بسرعة، وقالت بصوت بيتهز من الرعب:
"فاهمة... فاهمة، والله العظيم فاهمة..."
نبرة صوتها كانت ضعيفة... شبه الهمس، لكنها كانت بتتوسّل، بتطلب الرحمة حتى من الهواء اللي حواليها. كانت بتتكلم وهي مش شايفة قدامها، دموعها مغرقاها، وملابسها ممزقة، ونفسها متقطع، وإيديها بتترعش كأنهم مش قادرين يشيلوا ضعفها.
سليم كان واقف فوقها، صدره بيعلو وينزل من الغضب، عنيه سودة، كأن الرحمة عمرها ما سكنت فيها. بص لها من فوق لتحت كأنها وصمة، وقال بجليد:
"لو نسيتِ نفسك تاني... هتندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه."
سكت ثانية، ثم استدار، ومشي من الأوضة وهو بيقفل الباب وراه بعنف، صوت الباب كان كأنه صفعة تانية، بس المرة دي على روحها مش وشها.
نور فضلت مرمية في مكانها، مش قادرة تتحرك... بتحاول تجمع بقايا نفسها من الأرض، بس حتى نفسها مكسور، كأن الضرب ما كانش بس على جسمها، ده كان على كرامتها، على قلبها... على إنسانيتها كلها.
نهضت نور بصعوبة، كل خطوة كانت بتوجعها، بس الألم الحقيقي كان جواها. دخلت الحمام ووقفت تحت المية، سايبة الميّة تنزل على جسمها وكأنها بتحاول تغسل الذل، تغسل خوفها، تغسل كل حاجة سليم كسرها فيها.
كانت بتعضّ على شفايفها علشان ما تصرخش، بتحاول تكتم صوت الوجع اللي كان بيعلو جواها.
خرجت بعد وقت، لابسة إسدال بسيط، وشعرها مبلول ونازل على كتفها، ووشها شاحب كأن الحياة انسحبت منه. طلعت من شنطتها سجادة الصلاة وفرشتها، وقامت تصلي... ركعت، سجدت، و كامت تدعوا : ربي متسيبنيش ودموعها بتنزل بدون صوت، لحد ما غفت وهي ساجدة، وجسمها من التعب نام على السجادة زي ملاك منكسر بيحاول يلاقي أمانه في سجدة
.
في اللحظة دي، كان سليم داخل أوضة سارة.
أول ما عيونها وقعت عليه، جريت له وحضنته بدلع مستفز:
سارة (بهمس متغنّج):
"كنت خايفة العروسة الجديدة تسرقك مني... قلبي مش مستحمل الخوف عليك."
سليم، وهو بيضمها بنظرة فيها نار طالعة من رماد، همس لها وهو ماسك شعرها:
"ما تنسيش لحظة... هي مجرد ورقة، وأنا كتبتها بدم انتقامي. قلبي ليكي، وجسدي ليها... بس روحي؟ مدفونة جوّاي، وما تطلعش إلا وإنتي جنبي."
ضحكت سارة، وغرقت في حضنه، وسليم سايب نفسه لنفسه... كأنه بينسى مين فعلاً بيتوجع دلوقتي.
بعد شوية، دخل سليم أوضته، كانت الضلمة سايبة نور خفيفة على الأرض.
عيونه وقعت عليها... كانت نايمة على سجادة الصلاة، بإسدالها، ووشها لسه فيه آثار دموع، وإيديها محتضنة جسمها كأنها بتحمي نفسها حتى وهي نايمة.
وقف سليم، سكت، وساب عينه تاكل ملامحها...
كانت شبه الملاك، ساكنة، بريئة، وضعها يكسر الحجر.
وقف سليم، لثواني، ساكت... مش قادر يشيل عينه عنها.
لنفسه، بصوت منخفض، وكأنه بيشد قلبه قبل عقله:
"إيه اللي جرالك يا سليم؟ من إمتى بتقف قدّام واحدة بالشكل ده؟ دي مش ملاك... دي بنت الراجل اللي قتل روحي قبل ما يقتل أبويا. لا تغرك البراءة... جواها نفس الدم، نفس الخيانة."
شد الباب بإيده، لكن قلبه كان بيتسحب ناحيتها...
كأن في حاجة جواه بدأت تتكسر،
بس بسرعة... لملم بقاياه، وقال لنفسه:
"أنا ما بضعفش... أنا اللي بكسر."
دخل سليم إلى الفراش ورمى جسده المُتعب فوقه بلا أي اكتراث، تاركًا المسكينة "نور" ترتجف من البرد على الأرض الباردة. كانت ليلتها طويلة وقاسية، لا غطاء يحميها، ولا وسادة تخفف من وجع قلبها وجسدها. عيناها كانت نصف مغلقتين، وجسدها ينتفض من شدة البرد، لكن التعب كان أقوى من أي شعور آخر، فاستسلمت لنومٍ ثقيل حزين.
مع بزوغ أول خيوط الفجر، اخترق صوت طرقات متتالية على الباب سكون الغرفة.
سوزي، الخادمة: "سليم بيه، الفطار جاهز، والعيلة كلها مستنياك تحت!"
سليم، وهو يتقلب في الفراش بنعاس: "حاضر... نازل دلوقتي."
نهض بتكاسل من السرير، وفجأة وقعت عيناه على "نور"، النائمة على الأرض كأنها خرقة بالية. وجهها كان شاحب، لكن خدودها محمرة من البرد، وشفايفها زرقاء. وقف للحظة ينظر إليها بلا رحمة، ثم قرر إيقاظها بطريقته المعتادة.
أمسك كوبًا من الماء البارد وسكبه فجأة على وجهها.
نور، بفزع وهي تصرخ: "آآه! حاضر! أنا صاحيـــة!"
لكن صرختها قُطعت بصوت سليم القاسي، الذي علا كالسياط في المكان:
سليم، بحدة وجمود: "من النهاردة، الساعة ستة تكوني صاحية وتحت مع الخدم! مش عايز أشوفك نايمة تاني! فاهمة؟"
سكت لثوانٍ، ثم أكمل بنبرة أكثر قسوة:
"أهلي رايحين لأختي... وانتي؟ انتي هتنضفي القصر كله لوحدك! ولا واحد من الخدم هيساعدك، دورهم النهاردة في المطبخ بس. لو رجعت ولاقِيت نقطة تراب، هخليكي تتمني الموت كل لحظة!"
وقفت نور ودموعها على وشّك السقوط، لكنّها أخفتها وهي تهمس:
"حاضر."
خطت نحو الحمّام بخطوات متعبة، وكأنّ كل نفس يخرج منها يحمل معه قطعة من روحها. غسلت وجهها بمياهٍ باردة كأنها دموع الجبال، ثم أسرعت للمطبخ، حيث بدأت يومها في عالم لا يعرف الرحمة.
أما سليم، فنزل إلى الطابق السفلي، حيث كانت عائلته مجتمعة حول مائدة الفطور. فور دخوله، اقترب من والدته وقبّل يدها باحترام، ثم جلس في مكانه المعتاد.
على الطاولة، كانت الأم تجلس بكبرياء، تراقب ابنها بنظرات فخر. بجانبها، جلست "مرت عمه" التي لم تكن تخفي نظرات الحقد تجاه نور، تتظاهر بالابتسامة، بينما قلبها يفيض خبثًا. وعلى الطرف الآخر من الطاولة، كانت "يارة" – تلك الفتاة التي تحب سليم بجنون، لكنها تكره نور أكثر من أي شيء في حياتها.
كان الحديث بين النساء يدور حول الزيارة المرتقبة لأخت سليم، لكن خلف الكلمات، كان السم يتسرّب في كل جملة.
مرت عمه، بابتسامة مصطنعة: "سليم، شكلك مرتاح بعد الجوازة، بس يعني... مراتك ما بتبانش معانا خالص؟ يمكن مش بتعرف تتعامل؟"
يارة، بتلميحة خبيثة: "ولا يمكن مش عايزة تزعجنا بحضورها؟ أصل مش كل الناس تعرف تتعامل مع أهل البيوت الكبيرة..."
ضحك سليم ضحكة قصيرة، ثم قال ببرود:
"هي تحت، بتتعلّم... ومع الوقت، هتفهم حدودها كويس."
نظرت الأم إلى سليم نظرة فاحصة، لم تقل شيئًا، لكنّ في عينيها كان هناك شيء خفي... شيء لم يُفصح عنه بعد.
أما في الأعلى، كانت نور تمسح الأرضية بيدين مرتجفتين، ودموعها تسقط بصمت... تحاول أن تنهي يومها الطويل، وهي تتساءل في داخلها:
"هو أنا ليه هنا؟ وليه ربنا كتبلي الطريق ده؟"
العيلة كلها كانت راحت تزور ليلى بنتهم الكبيرة، .
سليم، كالعادة، استغل الفرصة ومشي على شركته، مش عايز يشوف وش نور، ولا حتى يفتكر إنه متجوزها.
أما نور، فكانت لوحدها في القصر الكبير… ماسكة المكنسة في إيد، ودمعتها في التانية.
كانت بتكنس الأرض، تمسح الزجاج، تنظف الركن اللي ماحدش بيدخله أصلاً، والدموع نازلة من غير صوت.
وفي وسط الشغل والتعب، قالت لنفسها وهي بتتنفّس بصعوبة:
"يا رب… يا رب إزاي هنضف القصر ده كله لوحدي؟ ده مش بيت، ده ملعب كورة خمس نجوم!"
بصّت حوالين القصر، ومسحت العرق من جبينها، وقالت بتذمّر وهي بتكلم نفسها:
"هو الأغنيا مالهم؟ بيحبوا البذخ ليه كده؟ يعني قصر فيه يمكن خمسين أوضة… وفي الآخر ساكنين في طابق واحد! والباقي؟ إيه؟ عاملينه مساكن للعفاريت؟ ولا حاضنة للأشباح؟!"
ضحكت ضحكة يائسة وهي بتكنس:
"أنا متأكدة إن فيه جِن بيتفرج عليا دلوقتي من ورا الستارة وبيقول: يا عيني عليكِ يا نور، وقعتِ في عيلة تجنن!"
وبين ضحكة مخنوقة ودمعة، فضلت تكمل شغل وهي جسمها خلاص بيستسلم.
وبعد كام ساعة، دخلت الدادة فاطمة، ست كبيرة كده، طيبة من وشها، قلبها واسع كأنها أمّ الكل.
كانت شايلة في إيدها ساندويتش سخن، ومعاه عصير، جايباه مخصوص لـ نور اللي ما حطتش لقمة في بُقها من الصبح.
وأول ما دخلت، سمعت صوت المكنسة، وقلّة النفس،
راحت ماشية على الصوت لحد ما شافت نور واقفة بتنضّف أوضة من الأجنحة، ووشها كان أحمر كأن النار طالعة منه،
نَفسها مقطوع، وجسمها بيرتجف من التعب.
الدادة فاطمة (بقلق):
"يا بنتي... انتي كويسة؟ وشك عامل زي الطماطم المشوية!"
نور بصّت لها، بعين مكسورة، ولسانها مش قادر يلفظ كلمة،
كل اللي طلع منها كان همسة:
"أنا..."
وفجأة، من غير أي مقدّمات،
إيدها سيبت المكنسة،
جسمها تهاوى و....... يتبع
رواية #ليس لها ذنب
بقلمي ميلي ميس
أعزائي القرّاء،
أتمنى الفصل ده يكون عجبكم!
بصراحة، تعبت جدًا وأنا بكتبه، وكل كلمة فيه كانت طالعة من قلبي… بس حسّيت إني محتاجة أعرف رأيكم بصدق.
هل القصة ماشية في الاتجاه اللي يعجبكم؟
هل الشخصيات لمستكم؟
ولا تحسّوا إن في حاجة ناقصة؟
قولولي رأيكم في التعليقات، لأن بجد… شكلي هوقّف الرواية، إلا لو حسّيت إن فيه ناس مستنية تكملة الحكاية 💔
كل تعليق منكم بيفرق، صدّقوني.
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺