رواية زوجة العمدة الجزء الاول الحلقه الحاديه عشر والثانية عشرة بقلم أماني طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية زوجة العمدة الجزء الاول الحلقه الحاديه عشر والثانية عشرة بقلم أماني طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
وددتُ لأخبارك بأن حُبي لايصفهُ الكلمات بل حُبي يصفهُ مشاعري وأهتمامي وخوفي عليك من كل داء
عاد فهد متأخرًا كعادتهُ، كان يفكر بكُل شيءِ حولهُ الآن، خالهُ سيفعل مارفضه قبلاً وما أوصلهُ إلى تزييف وفاتهُ بعد محاولات عديدة لقتلهُ، ولكنه لم يتصور يومًا بأن تكون عزة –ابنت خاله- التي أحبها بصدق وظن بأنه ستعوضه عن الكثير وكان مترددًا بشدة قبلها بأن يقُرر أمر موتهُ، ولكنه لم يكن يظن بانها بذلك السوء وسواد القلب..
أفاق من شروده على صوت جُلنار القلق تقُول بتساءَل:
- إيه اللي أخركَّ كُل ده؟
كانت نبرتها القلقة، جعلتهُ يتذكر والدتهُ والتي بالتأكيد تُعاني من مرارة فراقهُ، ولكنهُ أهَون من أن يخبرها وبدون قصد تخبر خالهُ.
ابتسم بحنين يقُول وهو يمر بجانبها نحو غرفة نومهما:
- كُنت في الشغل..
كان قليل الكلام معها، وهي لم تُحب ذلك، هي تريد أن تخبرهُ بأنها تحبهُ، ولكنهُ لايعطيها أي فرصة لتتحدث معهُ، فور أن جلس بالفراش يخلع حذاءهُ، وجدها تجثو بسرعة تخلع خفيّة، نهرها بشدة ماسكًا بكلتا ذراعيها يرفعها لتجلس بجانبهُ .. قال بحذر:
- متعمليش ده تاني ، مفهوم؟
حدة صوتهُ زادتها حُزنًا، لتقُول بابتسامة خلابة:
- عايزة أساعدك ولو بحاجة بسيطة زي دي.
- لأ ياجُلنار .. أنا مش متجُوزك علشان تخدميني.
وددت لو سألت لماذا تزوجها؟ هل لأنهُ وضع الحديد بين أعناقهُ خوفًا من حديث الناس، هي لازالت تخجل منهُ كأن هُناك جدار من الثلج لايرغب بالذوبان، رغم أنها تذوب من لهجتهُ الناعمة اللطيفة ونظراتهُ الحانية، ولكن اليوم يبدو عليه بأن هناك مايثِقُل كاهلهُ.. لتقترب منه على غير العادة قائلة بنعومة:
- هو في حاجة مضايقاكَ؟
رفع بصرهُ نحوه وزفر الهواء بعنف من رئتيهِ، بماذا سيخبرها، لازالت صغيرة على كل ذلك، هي بعمر الثامنة عشر وهو الواحد والثلاثين، كيف سيرغب بِّبناء أسرة من زواج كذلك؟ كان يشمئز من زواج القاصرات وهو الآن متزوج بفتاة يكبرها بثلاث عشر عامًا .. كم تلك الأعباء تثقُل كاهله كل يوم .. تفاجأ بيديها الناعمة تُربتّ على ظهرهُ بحنان جارف، لايعلم ما أمرهُ وما أمرها، ولكن نظرة عينيها أخبرتهُ بما يجول بجوفها، إنها تحبهُ..وهذا خطأ..
- أهلك وحشوك صح؟
حمحم يقُول بصوت مكتوم:
- آآه ..
تحدثت بحماس:
- ممكن نروح نشوفهم يومين، بابا هيقدر يقعد لوحدهُ يومين.
وضع كفه الغليظ على كفها الناعم، يقُول بصوت يغلبه الهم:
- مش هينفع يا جلنار.
أنفطر قلبها لمئات المرات، وجَّال بخاطرها، هل يخجل منها، هل يشعر بالحرج من أن يعُرفها على عائلتهُ، هل لديه امراة أخُرى ولايريدها أن تعرف بذلك الأمر، نهضت بعنف وهي تشعر بخنجر يطعنها كل ثانية .. قالت بانكسار:
- أنا عايزة أعرف دلوقتي أنتَ بتعاملني كده ليه؟ ليه بتبعد وتتجاهلني بالشكل ه.
تنهد ينظر نحوها، لترجوه متوسلة: أرجُوك متسكتش وأتكلم، ريحي قلبي اللي النار بتاكلهُ.. في واحدة تانية في حياتك .. حاسسِ إنك غلطت لما قررت تتجوزني..
نهض سريعًا يمسك بذراعيها بلُطف ونعومة وهو يقربها نحوه قائلاً:
- جُلنار .. أنتِ عارفة أنا عندي كام سنة؟
أضطربت عينها باستغراب لسؤالهُ ذاك ... لترى بأنهُ يريدها أن تجاوبهُ الآن، قالت بتردد ونبرتها المهزوزة:
- مش عارفة ممكن حاجة وعشرين أو في نفس العشرينات..
هز رأسه ينفي قائلاً:
- لأ يا جُلنار، أنا عندي واحدة تلاتين سنة.. أكبر منك بكتير أوي، بتلاتاشر سنة.
أمسكت كفيه قائلة:
- ليه بتقُول كده ؟ أنا .. انا ب..
قاطعها باصرار يقُول:
- جُلنار .. مش عايزك تُحطي أمل عليَّا، مش عايزك تعيشي نفس البؤس وحياتك اللي عانيتي منها.
تملكت منها شجاعتها لتقول وهي تقُرب كفه ناحية صدرها:
- لأ يا فهدـ أنت مش شبهُ، أنا حبيتك من أول ما شوفتك، وكنت عارفة إني أقل منك بكتير .. بس أنا حبيتك علشان ملقتكش شبهم، ملقتكش بتجري ورايا لحاجات كل يوم بهرب منها، كنت حنين عليا وبتخاف عليا ..حسيت إنك الوحيد اللي لو هستنى العُمر كله، هستناك.. أنا بحبك..
قالتها بنبرة مهزوزة وهي تبكي بارتجاف، أغرورقت عينيهِ من الحُزن الذي كسى قلبهُ، لم يظن بأنه يستحقها، ولكنهُ سيفعل، تلك المرة سيفعل، لن يتردد ويتركها ترحل أو يجعلها تنفر منهُ، مسح دموعها باصبعهُ مُقبَّلة جبتها .. وعانقها بقوة .. وقلبهُ ينبض أخيرًا لأجلها.
***
كان السفر بين القرية للقاهرة يأخذ ساعتين أو ساعتين ونصف، كان يقود هاشم السيارة، وإنتبه لسعادتها طُوال وقت القيادة، تشعر وكأنها حُرة من الأعباء، الاتهامات التي لم تتوقف منذ أن وطأت قدمها لتلك المدينة ونظرات الجميع نحوها، وتجاهلهم لأي حديث توجهُ إليهم يجعلها في مأزق وضغط مستمر ..ولكنها اليوم ستنام قريرة العين، بحُضن والدتها، سترى جيرانها الذين كان بينهم الكثير والكثير من صلات .. كانت تراهم كعائلتها الثانية..
نظرت إلى هاشم الذي كانت عينيهِ مصوبة للأمام .. هي لن تفكر بالهرب الآن، لن تفعل في الوقت الحالي .. بل ستجعل تلك الثلاث أيام تصبح أسبوعاً أو أثنين حتى تُدبر أمرها...
فكرت بأنهُ بالتأكيد هاشم تحدث مع خالهُ عن أمر أختها، لذلك لن تقلق حين تفر منهُ وتبتعد ..
فور أن وصلت بنايتها، لم تنتظرهُ بل ركضت للأعلى، وفور أن فتحت والدتها الباب أرتمت بأحضانها، تجهش بالبكُاء .. كانت تشعر بحنين لكل رُكن بالمنزل، كانت سنوات عمرها هنا، منذ أن بدأت تقول ماما وحتى حين تخرجت من كليتها، وكادت أن تسألها والدتها عن هاشم حتى ظهر أمامها يحمل حقيبتين..
ابتسمت لهُ بجفاء وهي تأخُذ أبنتها إلى غرفة نومها، كانت ميرال قد أخبرتها عن خطتها للهروب، ولكن والدتهُ قالت وهي تمسح دموعها:
- فكري تاني.
قطبت ميرال حاجبيها وهي تمسح بمنديل سيلان أنفها:
- أفكرتاني؟
أشارت والدتها بأن تُخفض صوتها، قالت:
- هاشم مديكي الأمان يا ميرال، وباين أنهُ بيحبك ..
- بس أنا بكرههُ..
وضعت سمر يديها الناعمة حول وجههِ ابنتها قائلة:
- متعرفيش ربنا مخبي ليكي إيه، حاولي الكام يوم تعرفي مشاعرهُ ليكي، وبعدين قرري، وأنا معاكي في كل قرارتكِ.
ونهضت سمر لتجلس برفقة هاشم .. الذي أستغرب دخولهم سويًا دون أن يعيراه أدنى أهمية، ابتسمت لهُ سمر قائلة:
- أنتَ هتفضل قاعد معنا هنا صح؟
ضحك بسخرية:
- والله أنتِ شايفة إيه غير كده؟
ثُم تابع:
- أنا عندي شغل في الشركة وهي على العموم قريبة أوي من هنا.. ياريت ..
قاطعتهُ قائلة:
- متقلقش مش هخليها تهرب منكَ ياهاشم .. انا برضو مش غبية..
هز رأسهُ وهو ينظر نحوها بتردد .. غادر هاشم فورًا وهو يحاول الاتصال بحازم .. ونوَّار .
***
لم يتخيل بأن صديقه حازم فور أن يراه، سيتركه مع كومة من الأوراق تحتاج لتوقيعهُ مع العديد من الأجتماعات التي لم يكن لها أول أو آخر ..أما نوار فكان قد أنهى عمله باكرًا وقرر أن يعاون هاشم على أزمته حتى يذهب لمنزلهُ ويستريح قليلاً.. وأثناء تمعُن هاشم بأحدى الأوراق، قال نوار وهو ينظر إلى النافذة:
- هي البنت اللي شفتها في بيتك يوم ما جيت تبقى أختك؟
حمحم حين رأى نظرة ثاقبة من عيناى هاشم، فسأل بتردد:
- اللي كانت لابسة طرحة خضرا..
عاد بذاكرتهُ وتذكر .. كانت بالفعل نوران، فقال وهو يضع الأوراق على المكتب:
- كانت أخُتي فعلا يانوار بس أنتَ عايز إيه؟
- أنا ؟ لأ مش عايز حاجة.. ماتديني شوية شغل أساعدك تخلصهم بسرعة..
ضحك هاشم من توتر نوار الزائد ليقُول مخففًا عنهُ:
- عموما يعني نوران حوليها مشاكل كتير يانوار أنتَ مش قدها.
تنهد نوار ينظر نحو هاشم باصرار غير عادي فقال:
- وأنا مش مهتم يا هاشم بكمية المشاكل، فاكر لما قولتلك وقت لما أحس إنها هيَّ مش هتردد رغم الظروف .. ومعنديش أي فكرة إني أتراجع ..
ابتسم هاشم لكلمات صديقه الصادقة، يعلم كم نوار شخص صالح، ومجتهد بعمله، لن يتردد إذا فكر بتمعن وطلب يديها .. فهو يعلم كم نوران تستحق شخص يحبها بصدق ويحميها من أي صعاب...
مرَّت ساعات، وحين نظر إلى ساعة يدهُ إنتبه بأنها أصبحت التاسعة مساءً، قرر أن يكمل ذلك غدًا رغم رغبتهُ بالخروج مع ميرال قليلاً، ولكنه سيجعله أخر يوم، ولكنهُ حين خرج من المكتب تفاجأ بـ"نيرة" تقف منتظرة إياهَ..
شعر بغبضة تلقفهُ، كم يكرهها الآن، مشاعره سرعان ما أختفت حين ابتعد عنها لايعلم ما أمرها معهُ..
كاد أن يمر بجانبها متجاهلاً إياها ولكنها أمسكت بذراعهُ فجأة قائلة برجاء:
- ممكن نتكلم يا هاشم، أرجوك؟
أبعد يديها عنهُ قائلاً:
- عايز إيه تاني؟
- أنا سيبت خطيبي ..
مط شفتيه غير مبالياً :
- يعني أعملك إيه يا نيرة .. أنا دلوقتي متجُوز ومش هينفع أقف معاكي بالشكل ده.
وقفت مرة اخرى أمامه تسأله باستخفاف:
- هو أنتَ بتحبها بجد؟
وقف صامتًا لثوانٍ فقال حاسمًا:
- آآه بحبها يا نيرة. على الأقل ميرال صادقة معايا وهي كمان بتحبني..
هو لايعلم حقًا مشاعر ميرال، ولكنه يتمنى لو تبادلهُ نفس الشعور .. وتلك المرة تركتهُ يمر بسلام...
***
كانت تفرش أسنانها وقد خرجت من المرحاض بعد أن سمعت عدة رسائل قد جاءتها، ولكنها أستغربت حين وجدتهُ رقم غريب .. أبتعدت خطوتين حين رأت تلك الصور، كانت تجمع هاشم بـ نيرة ويبدو بانها ملتقطة اليوم وكانت إحداهم متأبطة ذراعيهِ .. شعرت بالغضب الشديد .. وذهبت للمرحاض تغسل فاها سريعًا منتظرة قدومهُ بفارغ الصبر.
____
كانت زينات تجلس ببهو المنزل الضخم، وممسكة بيديها بقدح من القهوة ذات الرائحة الجميلة، وكانت تنظُر إلى عزة بتمعن وهي تقُول بنبرة معاتبة:
- أنتِ ليه سيبتيها تروح معاه؟
- مكنش بأيدي أوقفهُ، وهي مراتهُ في الأول وفي الأخر..
هتفت عزة بنبرة قلقة:
- خايفة اليومين دول تقربهُ منها أوي..
ضحكت زينات بخُبث قائلة:
- وهي أنا قليلة يا عزة علشان معملش أحتياطاتي، دلوقتي هتلاقيها بتولع في نفسها..
قطبت حاجبيها باستفهام، لتقُول زينات بنبرة قوية:
- خليت اللي اسمها نيرة دي تروحله مكتبهُ تتكلم معاه وتخلي حد يصورهم ويبعت صورهم لست الحسن والجمال ميرال ..
- بس .. بس أنتِ مش خايفة هاشم يقرب من نيرة دي أو يبقى يقرر يتجوزها؟
ضحكت ساخرة من صغر عقل عزة، فقالت:
- وهو أنتِ فاكراني هسمح بكده، ده أنا لو عليَّا يطلق اللي أسمها ميرال ويجي ويتجوزك وأرتاح من العقربة دي .. كنت فاكرها هتطلع زي أمها غبية وضعيفة.. بس طلعت مفيش أخبث منها.
ولكنها نظرت إلى عزة تقول بتساءُل:
- بس أنتِ مستعجلة على جوازك من هاشم ليه؟ .
أضطربت ملامحها ووجها سُحب اللون منهُ، فقالت بنبرة منكسرة تمثل عليها الحزن:
- أنا؟ أبدًا ياعمتو، أنا مش قادرة أتخطى مُوت فهد بس خايفة من ميرال وعمايلها.. خصوصًا لو عرفت إن بابا خلاص هيتجوز أختها..
هزت زينات رأسها وكان ذلك الحديث أنطلى عليها، ولكنها كانت تعلم بحُبها لـ هاشم ابنها منذ زمن، ولكن حُب فهد لها كان هو الحافز الذي جعلها ترغب بأن تكون زوجة ابنها فهد بأي شكل كان .. وتاهت بين ذاكرتها وابنها حبيب قلبها الذي فارق الروح ..
****
جاء بعد تلك الرسالة بساعتين..
كانت تفكر بالعديد حتى أنها فكرت بانتظارهُ بأن تطردهُ خارج المنزل، ولكنهُ حين عاد طرق الباب، ونسيت بالكامل بأنهما بمنزل والدتها، اقتربت تفتح الباب وهي تتجاهله تمامًا ... ولكنها تفاجأت بهِ يأتي إليها حاملاً العديد من الحلويات .. أستغربت بشدة، ولكنها تفاجأت بأنهُ قد جلب لها نوع تحبه بشدة ..ابتسم حين رأها تنظر بعينيها الواسعتين، ولكنها تفاجأ منها حين وضعت كل ذلك على الطاولة بالخارج وطلبت منه أن يأتي خلفها لغرفتها...
أول خطوة بداخل غرفتها الجميلة الهادئة، والمُلحقة بشرفة كبيرة يمكنهما الجلوس بها يحتسون شاي بها، ولكنهُ صدم حين وضعت هاتفها أمام عينيهِ ورأى صور بصحبة نيرة .. ورأى الغضب بين قسماتها، بالتأكيد لن تترك نيرة إي فرصة ليعيش بهناء .
- ممكن تفهمني إيه ده؟
- نيرة فعلا جاتلي وأتكلمنا..
أغمضت عينيها تحاول أن تتمالك أعصابها ولكنه فقط يبتسم وهو يراقبها، منذ تلك الليلة التي عالج ظهرها، وهي لم ترتدي الحجاب في وجودهُ، وكم يرغب بأن يلمسهُ بشدة .. حين فتحت عينيها وجدتهُ أمامها قريبًا بشدة.. قال وهو يضع إحدى خصلاتها بعيدًا عن مرمى عينيها قائلاً بصوتٍ أجش:
- جت وقالتلي إنها سابت خطيبها.. بس عارفة، أنا مهتمش بيها، سيبك من الصور، عارفة أنا ليه سيبتها .. علشان لقيت اللي تستاهل حُبي ليها، أنا بحبك يا ميرال..
خطف قلبها للجظات .. وجد وجنتيها قد أزدادوا حُمرة بشدة.. ولذلك لم يتردد يغُلق باب غرفتهم جيدًا ويميل نحوها مُقبَّلاً إياها...
****
- أنا هروح لـ ميرال، هتقف تضده وهتق..
ضحكت والدتها بخيبة قائلة:
- هو انتِ متعرفيش دي سافرت للقاهرة، وباين هتقضي وقت حلو تريح مخها منك ومن أفعالك .
- لأ لأ مستحيل..
قالتها بهستريا وهي ترتعش بشدة.. وتردد بقوة بأنها لاترغب بتلك الزيجة ..وضعت والدتها يسرية كفها على كتفها قائلة:
- أسمعي كلامي يابنت بطني، اللي زيها محبش الخير لغيره، وإنها تسيبك وتهرب في وقت زي ده .. يخليكي تتأكدي أنها متستاهلش أي خير ..
ثُم تابعت :
- فتعالي معايا للشيخ .. ..
هتفت بعصبية:
- الدَّجال؟ حرام عليكي ..
أمسكت والدتها بـذراعها بقسوة شديدة تأوهت أثرها، قالت بخشونة:
- أسمعي اللي بقوهولك.. كم يوم هتتجوزي وتعيشي وسطها، وقوليلي هتساعدك أزاي، انا عايزة مصلحتك .. لما تشوفي حياتها بتتدمر زيك .. وتدوق نفس المُر اللي أنتِ عايشاه هتعرف بقى إنها قذرة متساهلش الخير أبدًا...
*****
كان ساهر لازال بذلك القبو مربط الأذرع .. وشعر وكأنها نهايتهُ ولكن حين فتح الباب ودلف منه رجلاً يعرفه حق المعرفة .. جثى على ركبتيه يفك الخيوط قائلا بحزم:
- محدش موجود علشان يلحقك.. بس أعرف إني هتصل بيك قريب جدًا.
هتف ساهر بتوتر:
- ليه؟
ابتسم يضحك وهو يربت على كتف ساهر:
- متقلقش بس دي سيبها لوقتها..
وخرج وهو ينظر حولهُ..
12=الحلقة الثانية عشر ]_زُوجة العُمدة.
&_& **************
لن أترك تلك اليدين إلا وهي بين أضلوعي.
كانت نائمة بحُضنه وهو فقط ينظُر لسقف الغُرفة، قرر منذ أن راقت أفكارها بأن يمكثوا إلى نهاية الأسبوُع وكان يستمع إلى كل ماتريدهُ وترغب بهِ وكم شعر بالألم حين قالت وهي تجَلس برفقته في شُرفة منزلها:
_ كان نفسي لقاءنا ميكنش بالشكَل ده، ونفسي مانرجعش تاني ياهاشم، نفسي أعيش كل لحظة معاك بعيد عن الصراعات الليّ أهلك فيها
ثُم أمسكت بكلتا يديه مُقرباهم لصدرها:
_ انا بعترفلك بِحُبي ورجائي منكَ بلاش نرجع تاني.
ولكن القرار لم يأخذه ولكنهُ لن يكون ندلاً لوالدتهُ ويتركها تصارع بمفردها، هو حتى أمس لم يتخذ قرار حتى حين علم بِمُحاولة أخته الخرقاء بالانتحار .. وأستطاع خاله بأن يذهب بها إلى المشفى.
نظر نحوها وكانت نائمة في حضنه بسكُون، لم يتصور بأن الفتاة التي كان يتوُعد ليؤذيها أصبحت حبيبته وزوجته الذي ينبض قلبهُ لأجلها. أمّال نحوها يُقبّل جبهتها وتملمت أثرها..
قالت بصوت مبحوح:
- أنتَ لسه صاحي؟
ابتسم وهو يقابل عينيها الجميلتين يقول:
_ شوية وهنام.
وعاد إلى هيئته .. تفكيره الزائد أصابه بصداع، كيف سيُصارح ميرال بكُل المصائب .. كيف سيخبرها بأن خاله رفض ما قاله بخصوص زواجه من هبة، كيف سيخبرها بكل ذلك .. ولكنه يعلم بكم هي مجنونة ..
ابتسم سهوًا حين تذكرها وهي تُقدمه لإحدى جيرانها وهي تتدلل بإمساكها بهِ بُحب وعشق وتقُول لها بغيظ:
- أزيك يا خالة توفيقة، أعرفك بجُوزي.
وكانت تلك السيدة على مايبدو قد أخبرت ميرال بأنها لن تتزوج إلا قردًا حتى وإن عثرت، كانت ضحكتها في تلك اللحظة أسرتهُ بشدة، كما كانت لطيفة وعطُوفة..
***
أستيقظت على صوتّ صنبور المياه في المرحاض المجاور لغرفة نومهم، ولكن إنتبهت لهاتفها الذي أظهر بأن هناك العديد من الاتصالات الفائتة من هالة. نهضت وهي تمسح وجهها من القلق، فـ هالة قد أخبرتها بأن إذا حدث أمر سيءِ يجب أن تتحدث معها، ولذلك وقفت بشُرفة غرفتها بعد أن أستطاعت أن تَّرن عليها.. وتلك الأخبار أثارت حفيظتها، تلاقت عيناى ميرال وهاشم في تلك اللحظة وحين رأها تقضم شفتيها، علم بأنها عرفت بالأمر .. أغلقت الهاتف ..
واقتربت منه محاولة أن تُسيطر على غضبها.. قالت بصوت شرس:
- ليه مقولتليش إن خالك خلاص قرر إن الفرح الخميس الجاي.
- أسمعيني ..
اقترب منها ولكنها تحاشتهُ بشكل مُنفر، تحدثت بعصبية:
- أنتَ ليه مش قادر تفهم إن ده غلط؟ أنتَ وأهلك بدمُرنا من غير ماتاخد بالك. أنتَ لما قررت تتجُوزني وتستهدفني بدون سبب، وخالك اللي عايز يتجوز واحدة قد بنتهُ..
أمسكت بكلتا قبضتيها بعنف وقد أبصرتَّ مفاصلها بيضاء ..وهي تدفع صدره قالت:
- وأنتَ مُستحيل ترضى إن أختك تتجُوز واحد أكبر منها بكل السنين دي..
تنهد بعُمق وهو يحاول أن يتمالك أعصابهُ عليها، يحاول أن يقول بأنهُ لديها الحق، وأن ذلك الزفاف خطأ وأكبر خطأ بأنه صامت ولكنهُ لايستطيع .. لن يتحدث عن الأمر، خصوصًا بأن والدها قد وافق وأخذ النقود .. ليصمت..
اقترب بل حاول أن يضُمها ولكنها كانت تبتعد بشتى الطُرق ونظرة الكاراهية تقتلهُ من الداخل، هو يحبها ويكره أن يرى تلك النظرة تمكث بين عينيها، قال وهو يعتذر لها:
- أنا آسف يا ميرال، والله كنت هقولك ..
صرخت بوجهه:
- أمتى؟ لما يتجُوزها..
- أحنا هنرجع بليل
شحب وجهها وقد طفح بها الكيل، لم تنفك للحظة أن تفكر بالمكوث هنا وأن يظل يعمل كما يعمل الآن بشركتهُ ولكنهُ الآن يخبرها بأن كل ماخططت لهُما سيكون بلا معنى ..
تحدثت بهستريا وقلبها يكاد يقفز ألمًا:
- لا لالا مستحيل أرجع تاني .. مستحيل أرجع لجهنم الحمرا بأيديا..
وضع كلتا يديها على رأسها .. يجب أن تفكر بحل يجب .. ولكن أخُتها لمن تتركها، إذا تخلت عنها الآن سيكون أيامها القادمة جحيم بمعنى الكلمة، ولن تتوقف زينات من وضع الذنب عليها وتلك المرة لن تجد أحد يقف أمامها، كما يفعل هاشم ..
هاشم يقف ينظر نحوها بقلق، وجهها الذي شحب وحتى جفت شفتيها، قلق بأن تصاب بشيءِوحين أقترب تلك المرة، دفعتهُ قائلة بسخط:
- أبعد عني .. أنا مستحيل أرجع للوجع بايدي ..
ولكنها تابعت بسهتيريا وهي تُعنفه:
- انا مشفتش أحقّر منكَ، انا كنت خلاص هرتاح وهكون أطمنت عليها .. ليه بتحب تأذيني بالشكل ده، بس مش غريبة عليك الأذية ياهاشم، أذتني لما أجبرتني إني أتجوزكَ وبتأذيني تاني لما تدمرلي حياتي ..
كان صامتًا وهو يراها تُعاني .. تظن وكأنها وحدها من تاني في تلك الزيجّة هو الأخر لم يرغب بها، لم يرغب بأن يرتبط بِفتاة لايعلم عنها إلا سوء حظها بوالدها، ولم يعلم هل هي جيدة كفاية لتكون زوجة لهُ .. قال بعصبية :
- ميرال أنتبهي لكلامكِ!
صكت على أسنانها وبحركة غبية أمسكت بلياقة قميصهُ تُقربهُ نحوها بطريقة عنيفة جعلته يصك على قواطعه بشراسة حتى لايصفعها .. فقالت وهي تنظر لعينيها بِسخُرية:
_ لو فاكِر إن في اليومين دُول هنسى أهلي يا هاشم لأ، انا ممكن أبيَّع الدنيا كلها وأشتريهم مش زي جبانة..
وتركته وظنت بأنهُ لن يفعل لها شيءِ إلا أنه حاوط خصرها بيده وهو يضغط عليها بعنف تأوهت أثرها وهو ينظر لعينيها البندقتين:
_ تعرفي ياميرال .. أنا أفتكرت إنك تستاهلي فُرصة علشان علاقتنا تكون في مكان تاني، بس خلاص .. كل حاجة هتنتهي أول ما أبوكِ يدخُل السجن، وأنا اللي هحط في أيدهُ القيود ياميرال.
قالها بعزم وهو يدفعها حتى سقطت أرضاً .. قال بحزم وهو ينظر داخل الخزانة:
_جهزي الشنطَّ، هنسافر دلوقتي ..
وحين لم يجد ردًا، أمسك بكفيها يجعلها تستقيم بخشونة وهو يأمُرها بلهجة حادة:
_مش هعيِّد كلامي مرة تانية!
هزت رأسها فورًا حين رأت عينيهِ كُتلة من الشرّ، خرج من الغُرفة وهو ينتظرها بالصالون، ويرى صورها هي ووالدتها بِكُل مكان، لم يكن يعلم بأن ميرال تُقدس التصوير وتصوير كل لحظة مُهمة بحياتها، ولكن منذ أن وطأت قدميها إلى بيتهُ وني تفكر دومًا بالهروب والابتعاد عن ذلك المُستنقع الذي توحلت بهِ.
إنتهت من توضيب الحقائب، وكانت قد بدَّلت ملابسها لفُستان كانت والدتها قد أشترتهُ لها مُسبقًا ، فُستان زادها جمالاً .. تأملها للحظات، جسدها ممشوق القوام وحجابها الذي نور وجهها الذي كان خالي من المستحضرات التجميل ولكنْ كانت حمرة شفتيها شديدة من قضمها المتكرر لها ..
أبتلع ريقهُ بصعوبة وهو يحاوُل ألا ينظر نحوها حتى لاتؤثر عليه سيكُون كاذبًا إذا قال بأنهُ لم يُحبها وهو بالحقيقة واقع لها في كل تفاصيلها .. والأيام الماضية كانت جنّة، بعيد عن كل المصائب التي مر بها
أخذ منها الحقائب وهبطت أمامهُ دون أن تقول كلمة، وحين أستدار وجدها هائمة في أفكارها وكان دبوس حجابها يكاد أن يؤذيها وحين رأته يلمسها .. صفعت يدهُ بحدة وهي تسَرع بالركُوب بالسيارة.. فعلت ذلك بدون وعي من شدة كُرهها لفعلتهُ معها وخشونته معها بتلك الطريقة، التي جعلتها ترى بأنه لم يكُن حبًا.. كانت لحظات ومرّ وكأنها لم تكنْ.
______
فور أن وصلوا كان الليل قد حل، وكانت تشعر بألم يقتلها من الداخل، خرج هو أولا غير عابئا بها،وقد أمر حارس البيت إسلام بأن يُسرع بأخذ الحقائب .. وكانت تسير خلفهُ وهي تريد أن تبكي، عادت من جديد لجحيمها، ورغبت بشدة أن ترى والدتها التي لم تلحق بتوديعها حتى بالهاتف..
رأت زينات وفهمي ومعهم عزة يجلوسون في هدوء قاتل، ورؤيتها لوجهه زينات الشاحب كأن هُناك من قُتل زادها قلقًا ..
وفور أن رأته والدته أرتمت بأحضانهُ قائلة بقهر:
_ أنا تعبت منها مش كفاية جابتلنا العار وعايزة تموتني كمان.
ازدادت ميرال تعقيدًا لتقترب من هالة التي كانت تجلس أمام المطبخ صامتة وسارحة بخيالاتها، وحين رأتها.. أنتفضت هالة تُقبل على ميرال تعانقها باشتياق شديد .. وكادت ميرال ان تتحدث، وجدت هاشم يأمرها بصوتٍ حازم:
_ أطلعي أوضتنا ياميرال.
صكت على قواطعها تنظُر نحوها بغلٍ وكره، لتصعد دُون قول شيء، ابتسمت عزة بخُبث وهي تظن بأن خطة عمتها قد نجحت بجعلهما يفترقا .. ولذلك اقتربت من عمتها تهمس بأذنها:
_ خطتك باين نجحت.. مش طايقها خالص.
مسحت زينات دموعها وهي تتنهد تنظُر إليهما في حالة من الفخر والانتصار ثم قالت:
_دلوقتي نستني الصُبح وبعدين أكلمه تاني ياعزة.
***
صعدت للأعلى وهي تسمع صوتهُ خلفها، قلبها تزداد نبضاتهُ تعلم بأنهُ لن يتجرأ على إيذائها، ولكنها لن تسمح لأحد أن يفعل ذلك بها أو بأختها ..
أخذت منامتها الحريرية ودلفت للمرحاض حتى تستحم وتبُدل ملابسها، ستجعلهُ يعاني في عدم التقرب لها، وبالفعل فور أن رأها شعرت بجسده يتيبس وهو يناظرها وهي فقط تتجاهلهُ تمسح شعرها بمنشقة ..
رائحة عطرها الجميل الذي قد أهداها إياه حين أشترى في القاهرة وكم أعجبها ذوقهُ .. والآن لن يقترب منها، او يحاوطها بعدما أذاها هذا الصباح ..
نامت بالشق الأخر من الفراش، وشعرها الجميل يفترش جزءًا منهُ وهو بالشق الأخر وهو يحاول ألا يقترب منها .. كلاً منهم قد تعود النوم بحُضن الأخر وهي فقط تمنت لو يُزيح كبرياءهُ ويعتذر عما فعله بها .. ولكنها غفت من كثرة التفكير والانتظار .. وحين شعر بانفاسها تنتظم .. أستدار نحوها وبدون تفكير ضمّها إلى صدره يتمتع برائحة عطرها الساحر وقُربها المُهلك لهُ.
_____
قبل أسبوع ..
كانت تقف بشرفة نومها وشعرها الطويل مُتحرر والهواء يلاطفه كما يلاطف الموج ..تفاجأت بِ ساهر يخرجُ من المستودع ولكنها ازدادت تفاجُأ حين رأت خالها فهمي، ولكنها تعلم بأن ساهر لن يترُكها .. أسرعت دون أن ترتدي حجابها إلى الأسفل حتى رأتهُ .. زفر الهواء بضيق وعنف شديدين.
اقتربت منه قائلة بألم:
_ أنتَ هتمشي وتسبني؟
صك على أسنانه قائلا بسخرية:
_ أنتِ غبية باين عليكي يانوران، أنتِ كُنتِ لعبة ولما زهقت منكِ أنتهى دوركِ.
كانت تتنفس الصعداء بألم هو بالتأكيد يكذب، بالتأكيد هاشم جعله يقُول تلك الكلمات حتى يتركها وشأنها .. فاقتربت منه تمسك بذراعه تمنعه من الذهاب قائلة:
_ بس أنا بحبكِ ..
دفعها حتى سقطت أرضا على الاعشاب قائلا وهو يحذرها:
_ وانا بقرف منكِ يانوران، أبعدي عني أحسنلكِ ..
هرب سريعًا وظلت هي جالسة على الارض تبكي فؤادها المكلومّ.
كانت قد قررت إنهاء حياتها .. وبالفعل حين صعدت فعل ذلك .. لتتفاجأ بنفسها بغُرفة أخُرى والعديد من الأجهزة حولها .. لتبكِي بكاءً حارً .. لم ترغب بالاستيقاظ ورؤية وجهه والدتها، ولا حتى هاشم، كان فهد ووالدها وحدهما من يفهما ويفهم مشاعري ويقّدرها ولكن بعد رحيل فهد وهي تشعُر وكأن جُزء ثمين منها غادر دون رجعة.
___
أستيقظت ميرال من نومها وأنفها يلتقط رائحة كولونيا رجالية حولها لتجد هاشم يضمها بصدرهُ.. شعرت بألم بصدرها وغصة بحلقها، رفعت وجهها تتلمس لحيتهُ وهي تتفرس بملامحه وتفاصيلهُ .. كانت غبية حين تحدثت بتلك الطريقة معهُ، وهي للاسف تحبهُ ولن تستطيع أن تفترق عنه للحظة. ولكن إذا كان هو السبيل الوحيد لتنجُو، ستفعل ذلكَ.
حين فتح عينيهِ يقُابل خاصتها، أنتفضت تبتعد عنهُ وهو كذلك، وهرعت تلك المرة قبل أن يتحدث للمرحاض، فلحُسن حظها الوقت مبكر وستستطيع أن تذهب وتتحدث مع والدها وستقف أمامهم ولن تجبر أختها على تلك الزيجة.
وجدتهُ يقف منتظرًا إياها. وقبل أن تمُر بِجانبهُ أمسك بمعصمها بلطف يوقفها قائلا وهو يضيق بصره نحوها:
_بتخططي لإيه؟
كان يعلم مابداخلها من الافكار، تشبثها بصدرهُ ليلة أمس بعد أن ضمها نحوه، أيقنهُ بأنها خائفة، أهتزت مُقلتيها وهي تنظُر نحوهُ .. تريد أن تضمه لها وتستمد قوتها منهُ ولكنها لم ترغب بكسر كبرياءها مرة أخُرى لذلك دفعته بلطف قليلاً قائلة وهي تستدير غير قادرة على النظر بعينهُ:
_ همنع خالك يتجوز هبة..
وقف خلفها وهو يقول بعصبية:
_ مش هيحصل يا ميرال.
استدارت فاجأة وكادت أن تسقط لولا يدهُ التي حاوطت خصرها وجعلتها تقترب نحوهُ، جسدها كان يرتعش أثر لمساتهُ وتلك المرة لم يقاوم وضمها لصدرهُ بشدة، حاوطت عنقهُ بِكلتا يديها .. حتى أجهشت بالبُكاء، قالت بصوت مختنق:
_ عايزة أحاول يا هاشم بالله عليك سابني أمنعهم.. متوقفش ضدي.
وضع يده على ظهرها يدفعها أعمق لصدره قائلا وهو يتنفس رحيقها:
_ ميرال أنا خايف عليكي .. لو خالي أو أمُي خلوني أتكلم مش هسمحلكِ ..
دفعتهُ تلك المرة قائلة بغضب:
_سابني!!!
نظرت إلى عينيه بتحدٍ قائلة وهي تجذ على أسنانها:
_ أنا مستحيل أقف وببص على غيري بيعاني ياهاشم، متربتش على كده .. ولو منعتني .. يبقى أنساني..
نظرته المغلوب على أمرهُ جعلتها تبكي وهي تحاول أن تسيطر على نفسها لن تضعف مرة أخرى وتقترب منهُ، تعلم بأن علاقتهما على مشارف الانهيار ولكنها لن تتخلَ عن أحد .. طلب ورجا منها أن تُعينهُ..
وجدها ترتدي ملابسها وترتدي حجابها، وخرجت من الغُرفة وتلك المرة لن تسمح لأحد أن يكسرها..
****.
كانت قد جهزت الفطور مع هالة وهي تأمر الخدم الأخرين وكأنها سيدة المنزل، ولكنها ستفعل ما يؤهلها منصبها كـ« زوجة العُمدة» لن تترك أحد أن يأمُرها أو حتى يكسر كلامها، أستيقظت زينات وعزة على صوت إحدى الخادمات تخبرهم بأن الفطور قد جُهز.. وكانت الساعة التاسعة صباحًا.
هبط هاشم وقد تلقى اتصال من نوَّار والذي أراد أن يأتي بعد أن علم بماحدث لـ نوران.
وجد ميرال حبيبتهُ تقف تتحدث مع إسلام بأمرٍ ما، شعر بجسده ينتفض وهو يراها تبتسم لهُ وتضحك معه، ليقترب وهو يحاوطها بهالتهُ ويدهُ وقد نظر بشراسة لـ إسلام يقول:
_ أنتَ واقف كده ليهِ؟ أتفضل روح شغُلكَ..
توتر إسلام قائلا:
_ بس الست ميرال...
أمسكت ميرال بيـد هاشم والذي نظر إليها يكاد الغيظ يفترس ملامحهُ، لتبتسم بلُطف لـ إسلام قائلة:
_ هخلي هالة تجبلك أكلك يا إسلام.
هز رأسه لها وسارع بالذهاب إلى مكانهُ، أما ميرال نظرت نحوه غير مستوعبة مافعلهُ الآن ولكنه اقترب نحوها بشكل خطير وهو يمس باذنها:
_ أنا مبحبش إنك تضحكي مع حد بالشكل ده تاني يا ميرال. تمام؟
كانت أنفاسها مأخوذة، لقد طغى سحرهُ عليها .. لتنظُر نحوها بحبور قائلة:
_ بتغير ياهاشم؟
إبتلـع ريقه بصعوبة ولكن صوت والدتهُ جعلتهُ يبتعد بشكل مفاجيءِ، شعرت ميرال بفراغ حولها وقد بعد كفهُ وجسده عنها، هزت رأسها تحاول أن تستوعب بأنها يجب أن تقاومه ولكنها كل خطوة يقدمها نحوه، تقدم خطوتين معهُ.
_ أنتو مصحينى بدري ليه؟
كان صوت زينات يُنبأ بانزعاجها الشديد، لتقترب ميرال من مقعد هاشم قائلة:
_ أتفضلي ياحماتي .. أنا الصراحة حبيت نصحى بدري ونفطر كُلنا سوىٰ.
_ وليهِ إن شاء الله؟
عارضتها عزة والتي كانت قد رأتهم سويا بذاك القرب وزادها الأمر حقدًا وغل، لتبتسم ميرال رغبة في استفزازها:
_ علشان أنا مرات العُمدة .. وليا هنا أوامر مينفعش حد يعترضها، وأول حاجة، إن الفطار هيتعمل أول ماأقوم..واي حد هيصحى بعدي ملهوش فطار..
صرخت بها زينات قائلة:
_ أنتِ أتهبلتي ولا إيه، هو انتِ فاكرة إن شوفتك لأمكِ هيخلوكي قوية علينا ولا إيه؟
وقبل أن تردف ميرال بأي كلمة.. رأت الممرضة تركض نحوها وهي في سعادة وهي تقول بصوت مهزوز:
_ العمد الكبير صحيِّ. وبدأ أنه يقوم كمان.
❤️❤️❤️❤️❤️
الحلقه الثالثه عشر والرابعة عشرة من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل اللي بيدور عليه من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺