رواية زوجة العمده الجزء الاول الفصل الاول والثاني بقلم أماني طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
رواية زوجة العمده البارت الاول والثاني
رواية زوجة العمده الحلقه الاولي والثانيه
![]() |
رواية زوجة العمده الجزء الاول الفصل الاول والثاني بقلم أماني طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
المقدمة
كانت تظُن حينَ تعود إلى والدها كُل شيءٍ سيتغير، ستعود بسمتها وروحها إلا أنها كانت مكيدة نُصبت لأجل أن تدفع أنتقامًا مجهولاً بالنسبة لها.
وهُو ينتظر ليثأر من كل عائلتها لأجل مُوت أخيه.
_____
ميرال يوُنس السعدنيّ.
تبلغُ من العُمر الثالثـة والعشرُون، طَوِيلة القامة، ذات ملامحَ فاتنة، وجهها البيضاوي وشعرها البني المائل للأحمرار، درست تربية طفولة. يُعرف عنها طيبة قلبها وبشاشتها وابتسامتها اليافعة، وعينيها البندقتينْ ذات رونق ولمعة مختلفة.
يُعرف عنها طيبة قلبها وبشاشتها وابتسامتها اليافعة، وعينيها البندقتينْ ذات رونق ولمعة مختلفة.
هاشم جاسر الجبالي.
الابن الثاني في عائلة الجبالي، وهُو العمدة الحالي، طويل القامة، عريض المنكبين، ذو ملامح متجهمة، منذ أن تولى العمودية ولا أحد يستطيع أن يتحدث معهُ في أمور البلدة، ذو كلمة مسموعة من الجميع وجبروته فوق الكثير.
فهد جاسر الجبالي.
الابن الاكبر لعائلة الجبالي، يبلغ من العمر الواحد والثلاثين الفرق بينه وبين اخيه بعيدا، فهو طيب القلب .. يحترم الجميع، ذو طله بهيّة ..
-----° السلام عليكم☺️.
أولا الرواية مش هتبقى في الوقت بتاعنا، بعني نقول انه من سنة 2013. الزمن اللي هتدور فيه الحكاية،
1= } الــفــصــل الأوُل {
1_ مكيدة.
------
" أمُي حبيبتي، عارفة إنك منعتيني أسافر بلد بابا علشان محدش يعرفني ولا يشوفني، بس مقدرتش مشفهوش، سنين وأنا بدعي ربنا يجي ويقابلني بس محصلش، أنا مسافرة الليلة دي هناك.. وآسفة إني لأول مرة أعصي أمرك".
دعست سمر بقدميها الورقة في غضب، هدرت في حدة:
- برضُوا عملتي الليّ في دماغك يابنتي!
جلست على أقرب مقعد تضع كلتا كفيها بوجهها، وقلبها يرتجف خوفا عليها، هي تعلم بأن يونس لن يكون سعيدا يراها، فيكفي ماحدث بالماضي وجعلها تغادر البلد خوفا من بطشهُ وبطش أهل البلدة.
- يارب مايصيبك سوء من وجودك هناك.
ثُم أسرعت بمهاتفه رئيسها بالعمل حتى تأخذ اجازة وتذهب هناك في أقرب وقت.
----
باحدى قُرى الصعيد.
كانت ميرال جالسة بإحدى القطارات، ترتديّ ملابسة محتشمة مع حجاب يظهر من خصلات شعرها القليل، كانت كل فينة وأخرى ترتسم ابتسامة صافية على وجهها، وهي تتخيل وجهه ابيها سعيدا والفرحة تمتلأهُ حين يلقاها، كان اخر لقاء بينهم حين كانت بالسابعة، وهرب والدتها من البلدة وهي لاتعلم السبب حتى الآن جعلها لاتستطيع التواصل معهم. إلا عمتها.
والتي بالصدفة كانت والدتها تضع رقم هاتفها في صندوق قديم، وحمدت ربها حين لازال الرقم فعّالا، كانت نسمات الهواء الخفيفة تداعب وجهها الذي أستحال لونه ورديا مع حرارة الشمس الخفيفة في فصل الشتاء.
نظرت لهاتفها المُغلق، تعلم بأن والدتها ستحاول مهاتفها فور أستيقاظهـا لذلـك لم ترَغـب بإن ترى اتصالتها فـتليّن وتُجيبها رغما عنها.
فُور أن وصلت إلى محطة القطار، كانت تبحث عن عمتها في الأرجاء، لاتعلم كيف ستراها والمكان مُزدحم بالكثير من الباعة والمُسافريـن، وجدت مكانا فارغا، فـ ذهبت وجلست منتظـرة قُدوم عمتها.. أخبرتها والدتها سابقـًا عن حنان وطيبة قلب ميرڤت عمتها، ودائما ما كانت تُحدثها عن كرمـها حين كانت تعيـش معهم.
ولكن علّمت من عمتها بأن زوجها تُـوفى من وقت بعيد، وتـرك لها طفلها الوحيد .. سـاهـر، والذي كان يتحدث معها يوميا منذ أشهُر سابقة، لم ترى وجههُ ولكن كما أخبرها رأها مرةٍ سـرًا حين جاء إلى القاهرة لأجل عمـلًا مُـؤقتًـا.
ربتّت كف على كتفهـا في حنانٍ، لتلفت وتجـد بأن امرأة كبيرة بالعُمر على مشارف الأربعين، كانت التجاعيـد قد وجدت مكانا في وجهها، ولكن لم ينـقُـص من جمالـها شيء، بل كانت ذات جمالاً متوسطا كـ والدتها.
- ميرال يوُنس؟
قالتهـا وهي تقترب تعانِقهـا فور أن أومئت ميرال لها، أغمضت ميرال عينيها تنعم بذلك الدِفء قليلاً، كما كانت تشتاق لأي قريب لها، والدتها أخبرتها بأنها لم تملك أشقاء في حياتهـا. لذلك كانت تريد أن تبحث عن صـلة قرابة تكون لها مأمـن لها في حيـاتها.
كانت ميرڤت قد جاءت بسيارة تاكِسي سمراء، وكان على مايبدو بأن السائق لم يكن غريبًا .. فهُو كان يتحدث بود وترحاب لـ ميرال بمناسبة وصولها بأمان.
- هُو بابا هيكُون مستنيني في بيتهُ؟
نظرت ميرڤت عبر المرآة لثوانٍ معدودة، قبل أن تهز رأسها توافق ميرال كلامها قائلة:
- أيوُن يا حبيبتي.
وأنطـلقت السيارة إلى دربٍ لاتعلم عنهُ ميرال شيئا فقط كانت تشاهد الأراضي الزراعيـة الخِصبـة عبر الجانبين، والمنازل القروية بعيدة عن مرمى نظرها، تعلم بأن القرى مكانها بعيدًا خاصـة القرية التيّ تعيش بهَـا عمتها ووالدها.
تذكـرت ميرال سـاهر، ف هتفت بلهفـة:
- هُو ساهـر كمان هيكُون موجود، بقالي فترة بكلمهُ على التلفون بس بيكّونْ مُغلق!
ابتسمـت ميرڤت في خفــوت تردُف:
- ساهـر، بـرا البلد، وأكيـد تلفونهُ مفهُوش شبكـة.
وبدأت بالحديث عن أحُوالـهـا هي وأمهـا، وعن أحوال القاهرة بعد الثورة، فأخبرتها بالتغيـرات التي حدثت والأمُور السيئـة التيّ أصابت بجِيـرانهم. وأخـذهُم الحديث حتى نسيت ميرال أن تتحدث عن أمـر ابيها وأبن عمتها. ولكــن وقفت السيـارة أمام منـزلاً ضخمًـا، عقدت مِيـرال حاجِبيها في جهلٍ .. ف على حسب ما أخبرتهـا والدتها عنهم، فهم كانُوا فقراء .. وكانت القرية منازلها صغيرة ولايستطيع أحد أن يبني منزلاً كبيرًا إلا دُور العمدة وأعوانهُ.
لم تتحـدث عمتها بحـرفٍ واحدٍ، بل أخذ السائـق بروتينية الحقائق وحملهـا إلى الداخِـل إلا أنهما لم يـدِخُلاَ من الناحية الأماميـة للمنـزل، بل دلفـا من الخلف، ليتسلل الرعب قلب ميرال التيّ تحدثت بـ قلق:
- هُو إحنــا فين يا عمتـو؟
لم تُجبها إلا بنَظرة مُشفقة، وفجأة شعرت بشخصين يكَبلانهــا بقسوة ويضعـا قطعـة قُـماش رثـة على فاهِها يمنعها من الصُراخ وطـلب النـجدة!
وغابـت عن الوعيّ أثر تلك الرائحة النفاذة من القماش.
وعَقـل ميرڤت منشغًلا في تلك اللحظة عن ما تحدثت بهِ من أسبوعينْ.
_ قبل أسبوعيــن_
أقتربت نحُو المقعد الجلدِي، كانت تعلم بمكوثها فيهِ، قلبها ينتفض فقط من القرب المحتوم والحديث الذي تعلم عواقبهُ.
_ ابنك فين يا مرفت؟
ابتلعت ريقها الأخرى في خوفٍ .. تهتف بتلعثم:
_ أنتِ عارفة إني معرفش هرب وراح فين!
ابتسمت الجالسة في جبروت واستهزاء:
_ متعرفيش ابنك هرب وخد بنتي فين؟ تمام يا مرفت، انتِ اللي اختارتي يحصل فيه كل ده.
ركضت مرفت نحُو السيدة زينات وتركع بخنوع قائلة:
_ ابوس أيدك .. متأذيهوش، هعمل اللي انتِ عايزاه بس بلاش تأذيهِ .. واوعدك اول ما هعرف راح فين، هبلغكم بس بلاش الاذى هو الليّ طلعت بيه من الدُنيا.
صرخت بها زينات في غيظ وغضب:
_ مدام هُو ابنك الوحيد مكنتيش عارفة تربيهِ؟! أدي تربيتك الوسخة، خليتهُ يهرب ب بنتي برا البلد، ومعرفش عنهم حاجة .. والصراحة هاشم ناوي على قتلهُ ..
صاحت في رهبة وصوتها يهتز في زُعر حين تخيلت موت ابنها:
_ بلاش ارجووووك. بللااش
= إلا لو نفذتي اللي هطلبه منك بالحرف.
_ تحت أمرك بس بلاش ابني يحصله حاجة.
إنخفضت توازن افتراش مرفت الأرض:
_ ابنك ب بنت أخُوكِ.
هتفت بارتعاش في صوتها:
_ تقصدي هبَة!
نفت رأسها :
_ لأ.
ف تابعت:
_ ميرال.
أرتعش جسـد ميرفت قائلة في عدم فهم:
- بس ميرال هتستفادِي إيـه منها؟
ابتسمت بغلٍ:
- حاجـة قديمة كانت بيني وبين أمُهـا، زائـدة متنسيش إنكم العايلة اللي أتقتلت أبني فهد وسبب كُل حاجة حصلت لينـا، إحنا بس مكناش عايزين دم من زمان علشـان العمودية المحافظ ميخدهاش مِنّا، بس دِلوقتي أنتم اللي بدأتم من تاني العداوة يا ميرڤت.
أمسكت ميرڤت فجـأةٍ بيـد زينات تهتف برتجاف:
- بلاش ميرال أرجُوك، ميرال غلبانة وأمها ماصدقت وهربت منها من كلام الناس عليهم، بلاش أنتِ بكده مش عايزة البلد تقعـد، الدُنيا هتتقلب والنار هتاكل الكُل.
دفعتها على الأرض باشمئـزاز تهتف بعنف:
- وده اللي أنا عايزاه، أنكم تقتّلوا في بعض. من الصغير للكبير.. قدامك أقل من شهر، لو مجتش .. هنعرف مكان ساهر ونوران فين، وهيتقتل ابنك قدام عيونك يا مرڤت!
_______
كانت ميرال محبـوسة في إحدى الغُرف الصغيرة أسفل المنزل، فتحت عينيها في تردد وعقلها يؤلمهـا بشدة، بدأت في أستعادة وعيّها في هدوءٍ، ولكنها تذكرت ماحدثت، شعرت بالخُوف الشديد فبدأت بالبكُاء وهي تهتف لنـفسها:
- أكيد دي مش عمتي، انا خايفة أوُي ! ياترى هيعملـوا فيّا إيــهِ؟
دقائـق قليلـة مرت عليـها وهي تكـاد أن تمُوت خوفا من أن يحدث لها سُـوء!، ولكـن كان نفس صوت عمتها التي تحدثت معها إذًا لماذا هي هُنـا؟
فُتح الباب من شخصًا ما لم تتبين هويتهُ في البداية ولكنها كانت عمتهـا أو هكذا ما تظُنهـا، أقتربت إليها وعلى وجهها قلقًا وحـزُنـًا شديدًا .. وبدأت حديثها تقُول:
- أنا آسفة يا ميرال والله الأمر خارج عن السيطرة، وأنا مغلوبة على أمري.
وددت ميرال لو تصرخ بوجهها لولا تلك القماشة اللعينة التي تعصمها من الصراخ أو الحديث، تابعت عمتها وهي تقترب منها تقول:
- عارفة إنك طيبة وهتسامحيـني، وإنك هتوافقي تعملي اللي هقولكَ عليهِ.
نظـرت ميرال بغضبٍ وكـرهٍ شديد، فلم تحتمل عمتها وهتفت بألـم:
- ساهـر الغبـي هرب مع نوران بنت العُمدة جاسر، هرب بيهـا لمكان منعرفهوش، ولو عرفوهُ هيقتلوهُ وهيسحوا دمه ومش هيرحموا أبدًا .. غصب عني اللي عملتهُ مكنتش هستحمل ابني يموت في يوم وليلة يا ميرال .. أرجوك أفهميني .. انا ايدي ملوية بـ ابني، ولو مكنش هو .. مكنتش خليتك تيجي برجليكي هنا.
سكنت ميرال عن الحركة وهي ترى دموع عمتها تغرق وجهها وجسدها كله يرتعش، تتذكر والدتها حين اخبرتها قبلا بأن فقدان الولد يشيب الرأس، واخبرتها قبلا بأنها كانت خاملا بطفلا ومات أثر سقوطها من اعلى الدرج، واخبرتها كما كانت تشعر بحرَيـق يكفي لحرق المدينة بأكملها، من هول الألم الذي كانت تعانيـهِ ..
"- عارفة إنك كرهتيني دِلوقتي، بس أرجوك أنتِ اللي هتنقذيه بإيدك أنتِ!".
وفكتّ القماشة من فـمّ ميرال، والتي سُـرعان ما هتفت بتسـائُل وصوتٍ يعبر عن مدى الكُره والغضب المُستعمرين بقلبـها:
- وأنا إيـه دُوري في كده؟ أبنـك هرب مع بنتهم .. أنا مالي بكُـل ده؟
هتفت وصوتها منخفض:
- لازمِ تتجوزي العُمدة..
صاحـت ميرال بـ ذهُول:
- نـ نعــم !!!!
تابعت بصوتٍ عالي من الرهبة:
- إيه اللي انتِ بتقوليهِ ده؟ أتجوز!
- الحل الوحيد، علشان هو ميقدرش فرد من عايلتنا، لازمِ يبقى متجُوز من بنت من العايلة. اسفة واللهِ اني بسببي بيحصلك كل ده.
لم تعيرها اذانها فقط تعلقـت بكلمـة "زواج'' وسقط قلبها من هُول التفكيـر! ستتزوج من رُجلاٍ لاتعرفه ولايعرفها، لأجل إنقـاذ روُح ساهـر، ودّت لو صرخت بأن يذهب للجحيم أينما كان الآن وأنها لن تقبل ولن تفعل ما تمليـه عليها .. لولا تلك النظرة الفاقـدة للروح وحديثها:
_ ساهـر أبني الوحيد يا ميرال، أبوهُ مات من وقت طُويل، أنا اللي ربيتهُ وكان كل حاجة ليا، تعبت علشانهُ كتير، ومش عارفة ليه حصل كده وليهِ هـرب معهـا؟ أرجوك يا ميرال.. أرجُوكِ أنتِ الوحيدة اللي بايديكي تنقذيهِ .. أرجُوك وافقي.
صمتت ولكنها بداخلها يدفعها بقـول لا، تلك زيجة ستظل عمراً طويلا، ستتزوجين برجلا كبير بالعمر وستهرمين بجانبه وتكدحين عمرا لاجل عمر شابا اخر ليعيش هنيئا.
ولكن صوت آخر, يخبرها بأنها تستطيع أن تتطلق او تجعل ذلك الرجل يجن منها، او حتى أن تجعله لاخرى اذا لم يكن متزوجا من الأساس.
_ هوافق بس بشـرط تحكيلي القصـة كلها .. وإيه موضوع الطـار اللي مربوط بينا معاهم؟ وليه مكنوش هيرضوا بجوازة ساهر وبنتهم؟
هتفت باستسلام:
_ حاضر.
______
كان هاشِم يقف في شُرفة غرفتهُ المطلة على حديقة واسعى بسورٍ طويل، ونظراتهُ كلهُا تعبر عن سخطهُ وحزنهُ الغامر على وفاة أخيهِ .. فهد!
مذ عودتهُ وهو يريد الانتقام مِمَن قتله، الكثيروُن أخبروهُ بأن يونس لم يكن في ذلك الوقت بالمكان المحيط بل كان خارج البلدة وآخروُن يخبرونهُ بادانتهُ. لولا كلمات والدته زينات بأمر العمودية وأنها الطريق الذي سيأهلهُ. بأخذ الثأر. لما أتخذ مكان اخيهِ وكان قتل ذلك الرجل وزُجَّ بالسجن لاجل أن يطفيء نار المستعرة بداخلهُ!
صوتْ فتح الباب أثار حفيظتهُ_ فاستدار بنظرة تميل للغضب، كانت والدته، جاءت تخبرهُ بأحدث الاخبار.. وفور أن أخبرتهُ بَأن ميرال ابنة يونس بالأسفل، كظم غيظهُ وهو يحاول أن يتماسك وألا يأتيها ويجرها خلفه ك الشاه امام والدها حتى يجعله يعترف بالحقيقة.
أقتربت منهُ أمهُ في هدوء ممسكة بذراعهُ بحزمٍ تقول بثبات:
_ الليلة هيكون العرس!
قطب حاجبيه في غضب:
_ أنا قولت اني مش عايز أتجوزها! . قولتلك نجوزها لإي واحد شغال معانا، وهنخليهِ يعمل فيها اللي عايزينهُ.
_ لأ مستحيل، عايزني أخاطر، أفرض حبّها، وهرب معها للقاهرة نفضل ندور ومنكونش مستفادين منها بأي حاجة؟!
هيحصل النهاردة يا هاشم، وأبوها هيجِلينا تحت رجلينا. وساعتها هنعمل فيه ما بدانا.
وافقها، وهو فقط يفكر بالانتقام لاخيهِ، رفيق دربه وصباه الذي مات ولم يستطع أن يحضر جنازتهُ ويرى جثمانهُ، ذكرياتهُ تهشمه أكثر وأكثر، لم يكن قاسياً، لم يكن كذلك، لولا وفاة اخيه التي أتته منذ سنة. وهو بالقاهرة يعمل في شركة والدهُ القديمة، كان مقدرا بأن يعود إليه حتى يراه. ولكن لم يراه .. تمت الجنازة بعدم حضورهُ.
قبضت يديه أشتدَّت وكلمات خاله تتردد بأذنهُ تقتله بسهامٍ سامة:
_" الحمدلله إنك مشفتهوش يا هاشم ابن ال ..، شوههُ وشوهه جسمهُ ..، شكله كان يصعب عليك يا ابن اختي".
وتلك اللحظة أظلّمت عيناهَ.
😂❤️❤️❤️
2=زَوُجَة العُمدة{١-وجه القمر} - الحلقة الثانبة 2 /
[ الفصل الثاني]♡
الرواية حصرى
" أبحَثُ بين طيات الماضي عن نُورٍ، يُضيء ماتبقى لي منك".
____
كانت الأجواء بالقرية غريبة عنهُ، ف تلك المرة الأوُلى التي يرى زينة عرس من بداية السوق حتى نهاية الطريق، كان يتلفت في خيفة، وعينيهِ منصبة على أحدٍ ما، والذي بدَورهُ كان يحاول أن يهرب من تزاحُم ونظرات الناس حولهُ ..
وحين شعر بفقدان أمل حتى يلتقي بالغريب .. أمرهُ ذلك الرجل بالانصراف، ف أسرع إلى منزل العُمدة ..وضع كفهُ على الشال ثُم
نظَر ذلك الرجُل على مرمى بصرهُ، فرأى منزل العُمدة المتكُون من ثلاث طوابق، والزينة الزرقاء يبدأ العُمال في تجهيزها، كان يسمع بعض المناوشات بين النسوة والباعة، عن أن الزَواج من ابن العمدة الأصغر وابنة عدوّهِم.
شعر بغرابة، فهُو لم يتصور بأن يُقام زفاف وهُم قد أعلنوا الحداد لوفاة ابنهم البِكر فهد!
شعر بعين تتربصهُ، فنظر بجانبهُ وجد رجُلاً كان يركز عينيهِ عليه، وكاد أن يتعرف عليهِ، لولا أنهُ سارع بالعودة للوراء، محاولاً تجنبهُ إلا أنهُ في نهاية السوق، شعر بخطواته تتبعهُ، فأسرع راكضاً بين الأزقة والحواري، يركُض حتى وصل إلى الطريق السريع، ومر بهِ داخلاً إحدى القُرى المقابلة لقريتهُ.
وحين أبتعد أميال، ألتقط أنفاسهُ بثقلٍ، وهُو ينظُر خلفهّ ليتأكد من خلوهٌ من أي أحدٍ، ولكنهُ يعلم إذا عاد .. بالتأكيد سينكشف .. وهُو الآن يحتاج لتسترَّ بضعة أشهُر، قرر بالولوج داخل تلك القرية والعيش فيها، خلع عن وجههُ الشَّال الأسود الذي كان يظهر عينيهِ فقط.
كانت الأجواء ساكِنّة هنا في تلك القرية، لم يرى باعة أوُ حتى أُناس بالطريق، فقط رأى أطفال تلعب بالخارج ..
شعر بالغرابة وفي نفس الوَقت .. شعر بالارتياح حتى لايشتبهُ أحد ..
____
_" الحكاية بدأت من جواز أمُك وأبوكِ، العمدة الكبير كان عايز يتجَوُزِ أَمُك، بس هي رفضتهُ وأتجوزت يُونس، وطبعا واحدة لما تُرفض حد بمال وجاهَ زي العمدة، كان يقولوا قليلة نعمة، ولكن ساعتها كان العمدة متجُوز اللي هي مرتهُ الست زِينات، ومن وقتها وهي حاطة أُمك في دماغها، لما خلفتك بعد جواز امك وابوكِ بسنتين.. كانت الدُنيا تمام، إلا أن في يوم أمك غابت عن البيت من الصبح لغاية تاني يوم الفجر، وابوكِ خاف عليها لتكون الست زينات عملتلها حاجة .. بس رجعت وهي مليانة طينة ووشها بهتان. وحكتلهُ أنها وهي بتجيب عيش .. واحد جيهِ وخلاها تروح معاه للقرية اللي قدامنا علشان مراتهُ تولد .. وقالت الكلام ده وهُو صدقهُ..
ثُم تابعت تلتقط أنفاسها:
_ إلا يسرية اللي هي بنت خالتهُ ومراته دلوقتي، فضّلت تكدب وتقُول أنها كدابة .. وانهُ مش طبيعي تفضل يوم بليلة برا البيت .. وتقول كده، وفضلت توسوس ليهِ بالكلام ده، وسألت الخباز اذا كان شافها فعلاً وكان في حد عايز يولد مراتهُ ولا لأ، وقالها انهُ فعلا ماشفهاش، والكلام جاب من راجل ل راجل ومن ست ل ست، وأبوكِ ساعتها أتجنن.. وبيقول ما ممكن كلام الناس صح .. وهي بتستغفلهُ. .. لغاية ما ضربها، وفضل يكدبها وساعتها أمك سقطت أخُوكِ.
نظرت ميرفت إلى ملامحِ ميرال الذابلة، والتي تستمع إلى ذلك الكلام ورغبة مُلحة منها تريد أمُها حتى ترتمي بحضنها في تلك اللحظة.
أكملت ميرفت :
_ ساعتها بقى العمدة سمع باللي حصل، وسبحان الله الوحيد اللي كان مصدقها، رغم أن كلام الناس يخلي اي حد يصدق انها راحت لحد وكده، إلا هُو، راح طلبها البيت علشان يكلمها وقالها أنهُ عايزها تتطلق من أبوكِ ويتجوزها وساعتها محدش يقدر يقول كلمة واحدة عنها.
عقدت ميرال حاجِبيها في غرابة مستفهمة:
_ وليهِ يُطلب منها الطلب ده؟
ابتسمت ميرفت ابتسامة مُرة:
_ علشان كان بيحبها، أمُك ست تتحَب يا ميرال، كانت عشرية وتحَب الكُل وتخدم الكُل وكانت طيبة أوُي، عكس الست زينات .. قوية ومفترية وتيجي على حق الفقير .. الله يسامحها ..
_ طيب وبعدين، حصل إيه؟
_" أمُك رفضت وقالتلهُ إنها مبتحبهُوش، وصعب تبقى معاه وهو متجوز ومعاه عيال وأنها بكده مش هتبقى مرتاحة، وطلبت منهُ طلبين .. الطلب الأول يطلقها من أبوكِ والتاني يجبلها طريقة تسافر بيها القاهرة ومحدش يعرف عنها أيِّ حاجة .. وهُو وافق علشان يراضيها.
تنهدت ميرال قائلة بتساءَل:
_ طيب دِلوقتي، انا مِش شايفة أيّ عداوة علشان يحصل فيَّا كُل ده!!
ضمت ميرفت شفتيها في حُزن:
_ ماهُو كل حاجة بدأت لما أمك خدتك وهاجرت من البلد.
كان أبوكِ عايز يعرف مكان أمُك أوُي، فضل يجي دارِ العُمدة كذا مرة وهُو يطردهُ وميستقبلهوش، ومحدش كان يقدر يقول ل للعمدة أي كلمة، وبعد سفر أمك ب ١٠ سنين، العمدة كانت مترشح لمجلس النُواب .. وساعتها واللي قالوهُ انهُ طلب يشوف يونُس، ويونس راحلهُ فعلاً بس هو لاقاه مرمي من السلالم على الأرض ودماغهُ مفتوحة .. وساعتها الكُل قال إنهُ هو اللي حاول يقتلهُ، بس لان الخدم مكنوش في الدار ساعتها .. والحكومة مكنتش عارفة تعمل أيهِ، راحوا حبسوا أبوكِ سنتين سجن .. علشان يراضوا عيلة الجبالي، وخرج بعد السنتين، ويكُون الابن البكَر فهد هو اللي خد العُمودية .. والعمدة الكبير فضل في غيبوبة.
ثُم هتفت:
_ واللي حصل بعدها لغاية دلوقتي محدش يعرف الحقيقة، عدت ٧ سنين والدُنيا ماشية عادية ومحدش كان بيتكلم عن اللي حصل، وأخويا الصغير عمك حمادة أشتغل في حراسة الدار وده كان أمر من فهد الله يرحمهُ، وبيقولوا بقى أن أخويا حمادة ضربهُ بالنار بعد ما جاب سكينة وطعنه في صدرهُ أكتر من خمس مرات .. وناس تقول أنهُ ساعد يونس يخش الدار وهو اللي قتل فهد بيه. وكلام ومحدش يعرف الحقيقة، لغاية ما عرفت تاني من ليلة الحادثة أن فهد بيه مات، واخويا حمادة هرب ومحدش لاقيهِ .. ولبست التهمة على يُونس، بس أخُويا كان في القرية اللي جمبنا على حسب الشهود وهُما اللي قالوا أنهُ فضل معاهم لتاني يوم الصبح .. وأنهُ ماغابش عنهُ خالص، وخرج ساعتها .. بقالهُ ٩ شهور .. وطبعا التهمة ثبتَّ على حمادة أخُويا .. والحكومة لاعارفة تلاقيهِ وعارفة الحقيقة، واللي ثار العداوة هروب ابني مع بنتهم نوران .. واللي لو ما اتجوزتيش العمدة انتِ، ابني هيموت قصاد عيني.
نظرت ميرال لها بآسى، فعائلتها حقا عانت من عائلة الجبالي، وخاصة والدها، وهل حقا هوُ من قتل فهد؟ أو يكُون عمها هُو الفاعل؟، نظرت ميرفت إلى ميرال، فوجدتها في تشتت واضح وعينيها تفيضان دمعاً، والخوف بانِيّاً على جبهتها. ربتَّ على كتفها قائلة:
_" هسيبك لوُحدك شوية". قالتها وأنصرفت تاركة إياها تأكلها الأفكار أكلاً، وقلبها دخلهُ الرعُب، هي ستكون الطعم الذي سيجعل سهلاً الانتقام من موت الابن، هي ليست لها ذنبًا، كيف سيأخذونها بذنب أبيها وعمها؟!!
نظرت للنافذة التيَّ يظهر القضبان عليها، وجدت الجميع يستعد لزفاف الليلة، هي لن تستطيعِ لن تقبل تلك الزيجة، ستعود لوالدتها .. وستعود لحُضن والدتها، كانت فكرة طائشة بسفرها هُنا .. ولكِن حين كادت أن تُدير المقبض وجدت فتيات يبدو عليهن أنهَن من أهل القرية، ومعهم فستان زفاف، لم تلحق حتى أن تعترض أو تتحدث .. جعلوها تجَلسِ وبدأوُا بتجهيزها لِ الليلة.
ساعة وأنتهُو، وظلت تنظُر بالمرآة لمظهرها، خرجُوا جميعا من الغرفة .. لم يتحدث معها أحد أو يتلطف بها، وحين خرجُوا استغلت بأن الحُراس ابتعدوا عن الغرفة، وخرجَت من الخلف.كان الظلام بدأ يسرد ظلالهُ، وكان الجميع في الخارج يهيء المكان، أسرعت بالعدو خارج المنزلِ إلا أن يدًا قوية امسكت بذراعها ..أردعتها عن الركض وأصطدمت بهِ بظهرها ل صدرهُ الخشن، أستدارت في رهبة .. لترى زوُج أعين بنية تناظرها بشرارة، هيئتهُ تلك جعلتها تظن لوهلة بأنهُ ليس صعيدي لولا لهجتهُ التي فاجأها قائلا:
_ عايزة تهربيِّ في ليلة فرحك يا عروسة؟! ميصحش.
امسكت بقبضتهُ قائلة برجاء تبكي:
_ أرجوُك سبني .. انا مش عايزة أتجوز .. أرجوك.
قربهَا نحوهُ في نظرات حادة، ثابتة مُغلفة بنارٍ مستعرة:
_ هُو أنتِ فاكرة انك بعد ما جيتي كل حاجَة هتمشي بمزاجك؟، الجوازة دي هتحصل النهاردة..
ثُم تابع وهُو يتحدث بنبرة صارمة:
_ مِش خايفة على ابن عمتك ساهر، يتقتل أول ماحد يشوفهُ، هو أنتِ فاكرة أن هروب ساهر مع أختي، هيقف على جوازي منك .. الفرق أن مهلة الموت هتكتر..
هتفت باضطراب وخُوف:
_ انتَ العمدة؟
نبرتها المزعورة جعلته يبتسم متشفياً، أكمل كلامه:
_ جُوازي منك .. المهلة اللي هتخلي كل فرد من أهلك يعرف هو عمل أيه في حقنا وده عن طريقك، لو مش عايزة تتجوزي سهلة، من بكرة هنجيب ساهر وهيتقتل قدام أمهُ وكمان هندور على عمك وهنقتلهُ كمان .. بس انتِ ساعتها هتفضلي هنا، لغاية لما أبوكِ يسلم نفسه للشرطة ويقُول انه القاتل. وان عمك بعد ما أخُويا آمنهُ على بيته يغدر بيهِ ويدخل اللي قتلهُ البيت!!!
ثم ابتسم باستخفاف:
_ بس عارفة أنتِ هتبقي ورقة ضغط ليهم، رغم إن ابوكِ رافض يشهد في جوازكِ ومش معتبرك بنته حتى!
كلماته الأخيرة كالسم، ينسل إلى صدرها بعنف، شهقت وجعاً، أغرورقت عينيها حتى فاضت تبكي، وهتفت بألم:
_ بابا قال كده!
نظرة عينيها الباكِية ونبرة صوتها المُنكسرة، أدخلت في نفسهُ شعورًا لم يرغب بالشعُور بهِ أتجاهها ابدا ألا وهُو الشفقة!
حمحم يقول بحزم:
_ هترجَعي معايا وتوافقي على الجُواز .. وده لحماية أهلك كلهم ..
_ بس أنتَ في الحالتين هتموتهم.
تابعت بحدة:
_ يبقى إيه لزمتي؟!!
_ هتعرفي بعديِن..
وجرها خلفهُ حتى أدخلها للغرفة وأغلق عليها الباب بالقفل وصعد للاعلى يتجهز ..
____
كان الظلام غشى المكان وظهر أُناس فور أن رُفع أذان المغرب، كان هُو يسأل عن مكان يبيت فيهِ ولكن لاأحد يقبل ب غريب في منزلهُ.
حتى جلس بمكان بعيد عن المنازل وهُو المدخل الخلفي للقرية، سمع صُراخ فتاة تستنجد بأحد .. ف ركض دون تفكير، فوجد رجُلا يحاول الاعتداء على فتاة، ف ركض بسرعة قسوة ضاربة ذلك الرجُل بيديهِ عدة لكمات أسقطته طريحاً والدماء تغُرق انفهُ وشفتيهِ .. أرتعشت الفتاة خوفاً، وأما هُو فخفض حتى أصبح بمستوى الرجل وتحسس نبضهُ، تنهد قائلاً يطمئنها:
_ متخفيش، مغمي عليهِ بس.
أغمضت عينيها اللوزتين في راحة وزُعر لازال في صدرها، وأبتعدت تدريجيا عنهُ وقد عرض عليه مرافقتها لمنزلها، ترددت ولكن لامفر من وجودها خلفها حتى لايستيقظ ذلك الأرعن وينتقم منها لصراخها.
كان يسير خلفها وبينهم مسافة رجُلين، كانت مطمئنة من اتجاه خصوصا ملامحهُ الهادئة .. وحين كادت أن تفتح باب المنزل .. هتفت لهُ باستفهام:
_ شكُرًا يا اخ .. امال أسمك إيه؟
تردد بداية وظل صامتا .. ولكن بالنهاية نطق:
_ فهد.
يتبَّع..📽
الحلقه الثالثه والرابعه من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل اللي بيدور عليه من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺