القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ليتك كنت سندي بقلم الكاتبه أسماء عبد الهادي الفصل الثامن والتاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية ليتك كنت سندي بقلم الكاتبه أسماء عبد الهادي الفصل الثامن والتاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية ليتك كنت سندي بقلم الكاتبه أسماء عبد الهادي الفصل الثامن والتاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

استاء ماهر من مكوث أخته هكذا بالغرفة والطعام يأتيها إلى غرفتها كالملكة 


لذا دخل الغرفة بحدته المهعودة لتنتفض هي مكانها كلما يُفتح باب غرفتها 


 اقترب منها على عجل وسحب يدها بحدة اوجعتها فآلام جسدها لم تشفى بعد لذا أصرت تأوهات عالية نتيجة سحبه لها من فراشها عنوة مما أدى إلى سقوطها من الفراش لترتطم ركبتها بالأرض فتصرخ من الألم 

ليقول هو 

_قومي هنا انتي مش هتفضلي قاعدة في الأوضة هنا كتير... انتي مكانك مش هنا... مكانك في المطبخ، من هنا ورايح انتي المسؤلة عن البيت كله زيك زي الخدامة بالظبط ...بل كمان احنا ظالمين الخدامة لأنها هتكون أشرف منك


نظرت لأخيها ترمقه بألم على ما يفعله بها

لتنظر لها بشراسة

_بتبصيلي كدا ليه.. اوعي تفكري إنك ممكن تأثري فيها بنظرات اللي المخادعة دي ..خلاص لعبتك انكشفت وظهرتي على حقيقتك ... انجري يلا على المطبخ .


أغمضت رهف أعينها وقررت أن تتحمل ما يحدث لها.. المهم أن تكون وسط عائلتها وأوهمت نفسها أنهم مع الوقت سينسون ما حدث وسيعود كل شىء كما كان وكأن شيئا لم يكن

لكن ترى هل الذي ينكسر سيعود كما كان ...فمهما مر عليه الزمان سنظل نرى أثر تلك التصدعات والتشققات به حتى بعد لحامه.


____أسماء عبد الهادي__


انتظرت رهف إلى أن يعود أخيها في نهاية الاسبوع كي تراه فهي تشتاق اليه كثيرا، لكنه لم يأتي 

كانت تقف في المطبخ تعد لهم الغداء كما طلب ماهر منها

فهو قدًم على إجازة لفترة من الوقت ..فهو لا يستطيع أن يواجه الفريق هناك في الوقت الحاضر.


سمعت رهف صوت أخيها يطلب منها احضار كوب القهوة خاصته لكنه كان لا يناديها باسمها بل كان يطلع عليها لقب (بتاعة)


_انتي يا بتاعة إنتي ..فين كوباية النسكافيه


قامت بتجهيزها على الفور حتى لا تطالها يده مما يفعل في كل مرة فهي لا تسلم من بطشه أبدا في كل مرة يطلب منها احضار شيئا له.


قابلت في طريقها أمها التي تتحاشى للنظر لها او الكلام معها من يومها

فنظرت اليها رهف بتودد علّ قلبها يلين وترمقها حتى بنظرة عطف

وقالت بحب صادق

_إزيك يا ماما

لكن أمها تجاهلتها كالعادة وتابعت طريقها لغرفتها ..وضعت رهف كوب النسكافية على الطاولة ولحقت بأمها وتقول ببكاء

_ارجوكي يا ماما ..كلميني..بصي في وشي..أقولك إضربيني ..صرخي فيا ..اعملي فيا اللي انتي عايزاه مش همانع أبدا... بس أرجوكي متتجاهلنيش كدا... إنتي كدا بتكوي قلبي بتوجعيني أوي يا ماما... ماما اقسم بالله انا بحبك ومقدرش على زعلك أبداً .

جثت رهف على ركبتيها

._ماما أبوس ايدك ردي عليا كلميني.. أنا بنتك


أبعدت سوسن يدها بقسوة وقالت بصرامة


_أنا بنتي مامت يوم فرحها خلاص..ومبقاش عندي بنات.

قال كلماتها والتي كانت كالسهام الذي أثلج قلب رهف فأصبح بضربه خفيفة أخرى قابلا للتهشم في أي لحظة.


جثت هيه مفترشة الارض محلها تبكي بوجع لا يضاهيه وجع


خرج ماهر من غرفته غاضبا لتأخرها الى هذا الحد وأن أردنا الحق هو كان ينتهز أي فرصة للبطش بها 


وما أن وجدها تفترش الارض وتبكي حتى صدع بها

_انتي يا بتاعة إنتي.. فين قهوتي!!


همت هي على الفور ..وتحاملت على نفسها لتناوله كوب القوة الخاص به والذي يقف هو أساسا جواره 

وبيد مرتعشة وجسد من الآلام يئن وقلب على وشك التلاشي ليصبح رماد ..ناولته القهوة

قائلا وهي تهتف بصوت مبحوح من كثرة البكاء

_اتفضل

ليقابلها هو بكلمة شكر تركت أثار يده على صفحة وجهها الذي لم يعد به مكان لتحمل صفعات أخرى بعد.


ارتد وجهها الجهة الأخرى ولم تحاول ارجاعه لوضعه الطبيعي، وشاهدته وهو يدلف غرفته وكأنه لم يفعل شيئا 

ظلت على وضعها لبعض الوقت ومن ثم ارتمت مكانها ..تسأل ربها أن يمن عليها بالصبر على ما تعانيه ..علها تتخطاه يوميا.


بعد مرور حوالي شهر على ما حدث وخلال هذا الشهر لم يعد ماجد بعد للمنزل .

كانت سناء تجلس مع أختها لا أن تشد من أزرها وانما لتشمت فيما حدث لهم، فهي وابنتها تجد فيه تسليتهما وشفاء لغليل قلبيهما.

سمعت ملك طرقا على الباب فذهبت لتفتح ظنا منها أن الطارق ماجد.. فاليوم الاجازة الأسبوعية وربما قد يأتي

توجهت لتفتح بحماس، لتجده رجل غريب 

فاختفت ابتسامتها تدريجيا

_خير يا حضرت عايز مين ؟

_ أنا معايا جواب ،المفروض أسلمه لأصحاب الشقة دي 

ممكن تمضي على اقرار الاستلاء


أمسكت ملك الجواب في يدها باستغراب وهزت كتفيها بعدم معرفة فحواه

ثم مضت على الاستلام ،وأغلقت الباب بعد أن رحل الرجل


نادتها أمها 

_مين يا ملك


هتفت تلك التي تفتح المظروف 

_ مش عارفة يا ماما استني ،بس.


فتحت لتتسع ابتسامتها وتلَوي ثغرها بشماتة وقررت أن تستغل الفرصة لمضايقة رهف أكثر 

لذا شهقت بصوت عالي كي تسمعها خالتها

_الحقي يا خالتي ...يادي المصيبة اللي حطت على البيت


اشرأبت سوسن بعنقها بقلق لترى ماذا هناك 

هرولت تجاهها ملك وهي تقول

_المحضر جاب جواب الطلاق بتاع رهف 

لتصيح سناء

_يالهوتي، اتفضحنا في الحتة وسيرتنا هتبقى على كل لسان أكتر ...كان مكتوبلك ده كله فين بس يا سوسن ياختي.

أسرعت ملك الخطى وهي تقول 

_هروح أوديه لرهف

بينما بقيت سوسن صامتة تتحسر على الوضع الذي هم فيه

طرقت ملك الباب ثم دخلت ، ليفتر وجهها عن ابتسامة عابثة فهي تحب أن ترى رهف تتألم 

_رهف الجواب ده جه علشانك


نظرت لها رهف بحماس ظنته من ماجد أخيها، لذا تحاملت على نفسها أن تعتدل في جلستها بعد أن كانت ترقد في إعياء فأعمال المنزل ترهقها مع آلام جسدها التي لن تبرأ بعد

_جواب من ماجد!!


تغيرت ملامح ملك للعبوس لرؤيتها اللهفة في عيني رهف بذكرها أخيها ماجد،لذا ردت بسخرية

_لا جواب من القسم


هتفت رهف بخفوت

_القسم ...جواب إيه؟


_جواب طلاقك يا حلوة 

قالتها ملك بشماتة منتظرة أن ترى الصدمة على وجه رهف كما رأتها على وجه أمها سوسن، لكن بدا وجه رهف عاديا وعلى ما يبدو أنها لم تتفاجىء 

لذا هتفت ملك

_ ايه مش هتأخديه؟

_لا حطيه عندك أو أرميه في الزبالة.

_غريبة مش شايفاكي زعلانة ...ده انتي اطلقتي بعد فرحك بشهر .. يعني لسه عروسة.


لم تجبها رهف، لذا اغتاظت ملك وصاحت بها

_انتي معندكيش دم يا رهف ..واحدة زيك جوزها رماها يوم فرحها وبعتلها ورقة طلاقها ..المفروض تكون بتموت في اليوم ميت مرة ... لكن رد فعلك ده غريب.. انتي باردة أوي .. ايه البجاحة دي.


أغمضت رهف أعينها مديرة لها ظهرها

_لو خلصتي كلامك يا بنت خالتي من فضلك سيبيني لوحدي.


صاحت ملك بغضب

_وكمان بتطرديني من أوضتك ... لا كده كتير أوي وأنا مش هسكت.


علمت رهف أن ابنة خالتها ستثير المشاكل فتوجس قلبها خيفة 

وهذا ما كان، خرجت ملك تدعي البكاء

_شوفتي يا خالتى رهف، روحت أعطيها الجواب اللي المحضر بعته .. زعقت فيا وأهانتني وطردتني برا الاوضة ... طب أنا ذنبي إيه؟


قالت كلامها وهي تنظر لغرفة ماهر تعلم أنه ربما يستمع حديثها 

وبالفعل فتح ماهر الغرفة سريعا

فابتسمت ملك بخبث وجلست جوار أمها تبكي أو هكذا تدعي.


أقترب منهم ماهر بوجهه الغاضب

_ عملت فيكي إيه البتاعة دي!!

لتكمل سناء مسرحية ابنتها والتي تعلم تمام العلم أن ابنتها تدعي ورهف لم تفعل شيئا مما قالته

_ لا ...أنا هأخد بنتي وأروح ...فوتكم بعافية ...يخص عليكي يارهف تزعلي ملك دي زي أختك وبتموت فيكي.


أشار لها ماهر بأعينه 

_لا خليكي يا خالتي وأنا هجيبهالك لحد عندك تعتذرلك على قلة أدبها معاكي

سناء_ لا ملوش لزوم احنا أصلا ماشين

ماهر بحزم

_ أنا قلت هجيبها تعتذر وحالا.


انطلق نحو غرفة أخته التي فزعت لدخوله المفاجىء، ولم تفق من فزعها بعد حتى وجدته يسحب يدها عنوة ليخرجها خارج الغرفة، تعثرت عدة مرات ولم تجد بد من مضاهاته في السرعة حتى لا تتعثر ثانية.

أوقفها بحدة أمام خالتها وابنتها، لتتأوه رهف بألم وكادت أن تختل توازنها وتسقط على الارض الا انها استندت بيدها على ظهر الكرسي أمامها

صاح بها ماهر بصرامة

_اعتذري لملك حالا.


_ بس أنا معملتش حاجة.

لتجد رهف أخيها يصفعها بشدة على وجنتها،لتصيح هي من الألم 

_قلت اعتذري.

أغرورقت عيني رهف بالدمعات ... وضعت يدها تلقائيا مكان الصفعة وهتفت بخفوت لتجنب أذى أخيها

_أسفة

أمسكها أخيها من شعرها بقوة

_ علي صوتك... ولا فالحة بس في قلة الأدب.


لترجفت رهف ببكاء وتضع يدها على شعرها وهتفت بمرارة.

_ أنا أسفة يا ملك 

ليفتر وجه ملك عن ابتسامة راضية للحالة التي وصلت إليها رهف من المهانة والانكسار

ترك ماهر شعرها وهو يدفشها ليجعلها تتوجه للمطبخ

_اعملي لخالتك عصير يروق دمها إمشي.

جرّت رهف قدم خلف الاخرى بتعب شديد متوجهة للمطبخ لتنفذ ما قاله أخيها حتى لا تتعرض لعقابه ثانية.


لتقول سناء بمسكنة

_مكانش له لزوم اللي عملته يا ماهر


ماهر_ لا يا خالتي ... حقكم على راسي .

ثم أردف بوجه قاس وهو ينظر لرهف التي ما زالت تعافر حتى تصل للمطبخ

_ اللي مترباش نربيه من جديد


لتقف رهف محلها برهة تغمض عينيها بقوة لتبتلع تلك الإهانة الموجهة إليها بصعوبة ومن ثم تكمل سيرها للمطبخ تجر قلبها قبل قدميها .


______

بعد يومان آخران تعاني فيهما رهف وحدها

عاد ماجد أخيرا من عمله 

وأول شىء فعله أنه توجه إلى غرفة أخته فهو مازال لا يصدق أنها قد فعلت شيئا مشينا 

لكنه لم يجدها، فاستغرب أين هي، فالمساء قد حل ،وخاصة أن البيت هادئ وعلى ما يبدو أن الجميع نيام رغم أن الوقت ما زال مبكرا

لكن  يبدو أن ما حدث قد غير كيان الأسرة بأكملها ، ذهب إلى المطبخ يبحث عنها، فتعرقل في شيئا ما وكاد يسقط على الأرض لكنه حافظ على توازنه في اللحظة الأخيرة ، فهَمَّ هو بفتح الإضاءة ،ليرى ما الذي تعرقل به فهو يظن أنها هي رهف 

أبصر ليجدها بالفعل هي تفرتش أرضية المطبخ وتنام بعمق وووجهها يعاني من الارهاق الشديد فهي لا تأكل جيدا ، كما أن جراح وجهها لم تبرأ بالكامل بعد


فدب الحزن في قلبه وتسرب ليظهر جليا على قسمات وجهه .

انحنى بجزعه تجاة أخته وحملها برفق نحو غرفتها ، بسطها على فراشها بحنان بالغ ومسد على شعرها بأسى لما آل إليه حالها ، لا يدري ماذا يفعل بشأنها فهي لا تريد أن تنطق بحرف واحد وهو لا يستطيع الحكم عليها هكذا دون أن يسمع منها ويعرف الحقيقة كاملة .

لم يشأ أن يوقظها فهي تبدو تعبة للغاية لدرجة أنها لم تشعر به عندما حملها .

أمسك بكف يدها بين كفيه ومسد عليهما 

_ مش عارف أصدق أبدا إنك تخدعينا وتعملي حاجة تمس شرفك وعرضك.. بس لو كنتي مظلومة ليه مش بتتكلمي ..ليه مش بتدافعي عن نفسك ... سكوتك ده اللي بيقتلني يا رهف ..أنا مبقتش عارف أنام ولا أمارس حياتي بشكل طبيعي ...يارب تكوني مظلومة يارب.


ظل هو على وضعه  إلى أن غفى جوار أخته دون أن يشعر، تأرقت رهف في منتصف الليل ،لتنتفض من فراشها بدهشة

كيف جاءت إلى غرفتها ومن الذي يقاسمها فراشها ، دققت النظر به لتجده أخيه الحبيب فينشرح صدرها برؤيته وتهتف بفرحة عودته

ماجد... أخيرا جيت .. وحشتني أوي يا حبيبي .


تململ في الفراش ومن ثم فتح أعينه ليجد أخته تجلس جواره وتبتسم له بسعادة لعودته 

هب معتدلا في جلسه

_ ايه ده أنا الظاهر نمت ومأخدتش بالي 

ليجد أخته تعانقه بشدة وكأنها تستنجد به، تستمد منه الأمان والقوة التي فقدتهما من بعده بسبب ماحدث


تنهد بعمق ثم سأل بإشفاق على حالة أخته

_عاملة إيه يا رهف... وليه كنتي نايمة في المطبخ 

صمتت رهف وهي تزم شفتيها بأسف

ليردف ماجد بألم

_لسه ماهر بيعاملك وحش صح؟؟... واضح جدا من وشك.

لتهتف هي ببكاء

_ ما انت سبتني لوحدي يا ماجد.


_سبتك علشان مأذكيش أنا كمان يارهف .. إنتي متخيلة بعد اللي حصل عايزانا نعاملك إزاي؟


إغرورقت عيني رهف بالدموع وأدارت ظهرها لأخيها بانكسار


لكن ماجد أدارها إليه ثانية عنوة عنها وتحدث بحدة قليلا

_ رهف بصيلي هنا 

لكن رهف أخفضت رأسها ولم تستطع أن تنظر له 

ليهدر بها بحدة

_قلتلك بصيلي يارهف

نظرت له بخوف من صراخه بها ،لكن عينيها أمتلأت بالدمعات 

ليقول هو_ مش همشي غير لما تقوليلي الحقيقة... كل حاجة حصلت بالظبط.. حتى لو انتي الغلطانة ..قوليلي كل حاجة.


أبتلعت رهف غصة تقف في حلقها فتعكر عليها صفو حياتها ..غصة تمنعها من البوح بمكنونات قلبها .. غصة تجعلها تكتفي بالصمت فهو أسلم للجميع لكنه بالتأكيد ليس أسلم لها فهي تتلقى جراء صمتها المزيد والمزيد من الضرب والإهانة والتي سيأتي يوم وتفقد قوتها على التحمل.

لذا هتفت بخفوت وانكسار

_معنديش حاجة أقولها..أنا أسفة يا ماجد أسفة اوي 


فقد ماجد كل صبره وقدرته على التحكم في نفسه فمد يده ليهوى بها على وجه رهف والذي تلقته بهدوء دون صراخ هذه المرة وأكتفت فقط بترك دمعاتها تنساب من مقلتيها على وجهها البائس الذي تورم مكان الصفعة


أمسكها ماجد من كتفيها يهزها بعنف وهو يقول بغضب يعصف بقلبه 

_ليه يا رهف ليه ... حرام عليكي ...حرام... ليه عملتي فينا كدا. 


لم يزد كلماته، رهف سوى بكاء ونحيبا فعلى صوت شهقاتها أكثر 

ليهدر بها

_قوليلى مين ده  اللي غلطتي معاه...ما هو لإما هقتله لإما هيتجوزك حتى لو كان غصب عنه.


وقع قلب رهف في قدميها وأرتجفت مبتعدة عن أخيها فهي لا تعلم ماذا تجيبه

ليضغط بقبضته يغرز أظافره في كتفيها بقوة ،لتتألم بشدة 

_انطقي ..أنا صابر عليكي كتير .. وسبق وقولتيلك اوعي تعملي حاجة تستدعي إنك تشوفي وشي التاني.. وأديكي أهو مصرة تشوفيه .


لتقول بصراخ

_ سيبني يا ماجد أرجوك ... أنا معنديش أي كلام أقوله .. معنديش أي جواب لأسألتك دي... سيبني في حالي بقا 


أثارت كلماتها غضبته وأغارت صدره فأحتدم وجهه بشدة

وأمسك بشعرها يجرها خلفه حتى توجه تجاه الحائط وبدأ في دفع رأسها بالحائط عدة مرات وهو يقول وسط صرخاتها المجلجلة 

_ليه تعملي كدا ليه... ليه ضيعتي مني قطتي مين هيرجعالي دلوقتي.. قطتي كانت بريئة ... كانت نسمة رقيقة .. كانت فرحة قلبي .. ليه تندسيها كده ليه؟.


كان كل كلمة تخرج منه يقولها بألم ودموعه فشلت في أن تستقر في مقلتيه ... يقولها هو يضربها بالحائط غير مابال أو منتبها لصرخاتها المتألمة ولا للدماء الي بدأت تنساب من رأسها بخيوط رفيعة من اللون الأحمر تنساب لتختلط بدمعاتها فأصبح وجهها بحالة يرثى لها

فليس فقط رأسها من كدم... فقلبها أصابه العديد من الكدمات والشروخ


هرول والداها وأخيها إلى غرفتها ليريا ما الأمر ليتفاجئا بماجد ثائر على أخته كالوحش المنقض على فريسته يشبعها ضربا، فهم لم يكونوا على علم بوجود ماجد في المنزل من الأساس

بسرعة اتجه ماهر إلى أخيه يبعده عن رهف والذي يعرف أنه ليس في حالته الطبيعية ولا حتى في وعيه فهو لم يكن ليفعل هذا بأخته أبدا 

_ماجد سيبها فوق .. انت كده هتموتها في إيدك.


أمسك فهمي ابنته يحاول أن يوقف الدماء التي تنزل بغزارة من وجهها ..لكن جسدها لم يستطع التحمل ... فقرر أن يدخل في  حالة إغماء... فتلك الخبطات بالحائط عملت على رج المخ وبالتالي فقدان التوازن.


ما ان رأى ماجد أخته تقسط بلا حراك بين يدي أبيه أمامه ،حتى فاق من حالته وصرخ باسمها

_رهف .. رهف ردي عليا.


____

حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ يضمد جرح رأسها بنفسه فعلى ما يبدو أنها عندما فاق من ثورته .. أدرك فضاحة ما فعله بأخته ... كان الجميع يراقبونه باستغراب فذلك الذي يضربها بلا رحمة ولو كانوا تأخروا قليلا لأرداها صريعة؛ هو الآن يقوم بإسعافها بكل الطرق التي يقدر عليها حتى انه يقوم بالاتصال بصديقه الطبيب ليخبره كيف يتصرف حيال الأمر .

مكث جوار أخته يتفقد حرارتها بين الفنية والأخرى كما أوصاه صديقه الطبيب، ظل مرابط على الكرسي جوارها بينما الجميع بالخارج ينتظرون إفاقتها في أي وقت .. صحيح أن ما فعلته لا ييغتفر وأنهم غاضبون منها كثيرا إلا أنها مازالت روح لا ينبغي أن تهدر بغير حق 


رآها تحرك جفونها بألم شديد وكأنها لا تستطيع فتحهما فالألم يفتك بها ..كررت محاولاتها إلى أن استطاعت ان تفتحهما أخيرا ببطىء شديد

لتهمس بخفوت وهي تشعر بصداع شديد

_ماجد

وقف مكانه وقال بجمود وهو يشير للحبوب على الكومود جوار الفراش

_الدوا ده مسكن للآلام خديه وقت ما تحسي بألم...أنا ماشي ومش راجع هنا تاني.. مبقتش طايق اقعد هنا بعد النهاردة ..ويمكن لو فضلت يوم كمان أقتلك في ساعة غضب


نظر  إلى عينيها مطولا بألم  وكأنه يلومها على ما فعلت ، يومها على إضاعته اخته الحبيبة التي كانت تملأ عليه حياته بدلالها وبراءتها ، نظر إلى رأسها بأسف و الذي تضرر كثيرا بسبب ما فعله بها.

استدار ليغادر الغرفة بل المنزل بأكمله ..سمع صوتها تناديه بصوت خافت يأن بتوجع،  تنسكت عبراتها كالمطر دون توقف _

متسبنيش ارج..وك.


استدمعت أعين ماجد وهو يشاهدها على هذا الوضع المبكي ، لكنه تحلى بالجمود ومسح الدمعة الفارة من عينيه بسرعة قبل  أن تلحظها ..ليرحل على عجل قبل أن يرق قلبه لها.


طالعته بتوسل عله يعود لها لكنه رحل بالفعل ، فأغمضت أعينها تعتصرهما من الوجع كما تعتصر قلبها في شجى وغمة.

*****

بارت9

خرج من غرفتها ليبصر والداه يجلسلان في كمد وحرقة

فاقترب من أمه وقبّل يدها ..منخفضا بجذعه ليهمس في أذنها 

_متزعليش ..مش هتحمل أشوفك إنتي وبابا بالشكل ده .. للأسف اللي حصل حصل ومفيش في ايدينا حاجة نعملها.. لكن الزعل غلط على حضرتك

تنهدت أمه في شجن ليعانقها بحرارة

_أشوف وشكم بخير .. هكون معاكم على اتصال ديما


اتجه الى والده وقبّل يده هو الآخر وطلب منه أن يعتني برهف ،فماجد يعرف أن أبيه الوحيد الذي يرفق بحالة ابنته ..فهي كانت في يوم من الأيام مدللته التي لا يوجد أغلى منها على قلبه.

_____

في اليوم التالي 

علمت ملك أن ماجد قد عاد مساء أمس ،فجاءت في الصباح على عجل لتراه..لكنها تفآجئت أنه غادر في نفس الليلة، ليخيب آملاها في لقاءه ، فلعنت رهف لأنها هي السبب في ابتعاده، لذا قررت أن تُعيّرها أمام أصدقاءها وتغتابها بإعلامهم بما فعلت ..عن طريق كتابة منشور عبر جروب الجامعة الخاصة برهف ..من خلال حساب فيك مزيف حتى لا يعرف احد انها الفاعلة 

لتضحك في إرتياح لقلبها المريض الذي يتغذى على أذية الغير ..وتفرح بالتعليقات التي تسب وتزم في رهف ،وتلدغها بعبارات مسيئة ومحقرة من شأنها.

____

في المساء وأثناء سير ماهر بتخبط في الشوارع بعيدا عن الحي، لا يعلم كيف يعود لفريقه وإلى متى سيتهرب من الجميع خوفا من أن يكون حسن قد أفضى بسر أخته لأعضاء النادي والذين لن يدخروا جهدا للسخرية منه او بالأحرى طرده من الفريق والنادي بأكمله

وبينما هو يسير على غير هدى، قابل أحدهم والذي على ما يبدو أنه يتبعه ،منتظرا اللحظة المناسبة كي يستطيع التحدث معه على انفراد

_كابتن ماهر ، ممكن أتكلم معاك.


التف ماهر لصاحب الصوت فهو ليس غريبا عنه، ليجده عامر الشاب الذي يسكن في الحي المجاور لحيهم

_اتفضل يا أستاذ عامر ..مفيش مشكلة.


جلس إثنتيهم على إحدى مقاعد الاستراحة على الطريق

تردد عامر قبل أن يقول 

_أنا كنت عايز أفاتحك في موضوع مهم .

_سامعك يا أستاذ عامر.


هتف عامر بابتسامة

_أولا بلاش كلمة أستاذ دي ..إحنا خلاص لو وافقت ممكن نبقى نسايب.


حرّك ماهر رأسه بعدم فهم ما يقوله

_مش فاهم تقصد إيه

_أنا عايز أطلب إيد أختك رهف.


طالعه ماهر بزهول برهة ثم وقف محله استعدادا للمغادرة فهو ظن أن عامر يسخر منه 


استوقفه عامر 

_في إيه يا ماهر ..هو أنا قلت حاجة غلط


تحدث ماهر بحدة

_أستاذ عامر .. لو حضرتك  جاي تهزر فأنا معنديش استعداد لده.. ومش هسكت على أي تصرف مهين أبدا.


وقف عامر قبالته ومسك ذراعه ليجلسه ثانية

_أنا بتكلم  جد يا ماهر ..أنا فعلا بطلب منك إيد أختك رهف...ومقصدش أي اساءة من أي نوع.

أخذ ماهر نفسا عميقا ثم هتف بخزي

_حضرتك عارف أنها لسه في شهور العدة ومبقلهاش شهر متجوزة واتطلقت؟


_عارف .. أنا أعرف كل حاجة بخصوص رهف .


أحس ماهر أنه في موقف محرج فتنحنح بخزاية

ليردف عامر

_وميهمنيش أي حاجة سمعتها ... ماهر زي ما أنت عارف انا اتقدمت لرهف مرتين قبل كده وللأسف هيه رفضت متحججة أنها لسه بتدرس ...ودلوقتي بتقدم ليها للمرة الثالثة.. قولت ايه؟.


_أنت بتتكلم جد يا عامر .. انت عايز تتجوز رهف؟


_لو وافقتوا هنعمل الفرح بعد شهور العدة علطول 

انفرجت أسارير قلب ماهر وانشرح صدره بهذا الخبر ، فمعنى أن هناك من يريد أن يتزوج اخته بهذا الوضع وهو يعلم ما حدث ومتمسك بها..يعني أن الألسن والأقاويل ستبدأ في الاختفاء ولو قليلا.. أي أنهم سيستطيعون أن يرفعوا رؤوسهم ولو قليلا في وجوه الناس ..يعني انهم لن يكونوا بحاجة للشعور بالحرج او الخزي بعد الآن


أمسك ماهر يد عامر بامتنان ولا يعرف كيف يعبر له عن مدى سعادته بالخبر

فهتف بحماس

_هبلغهم في البيت وهرد عليك ..بس متقلقش طالما أنا موافق محدش هيعارضني


ابتسم له عامر

_أهم حاجة رأي رهف لأنها رفضتني قبل كدا.


ماهر_متقلقش خير أن شاء الله


رمقه عامر ببسمة ثم انتصب في وقفته ليغادر

_منتظر رأيكم على أحر من الجمر.. أسيبك بقا علشان وريا مشوار مهم 


ما أن رحل عامر حتى هب ماهر بسرعة منطلقا الى بيته ليخبر والديه بالخبر الذي أخيرا سيدخل السرور ولو قليلا على قلبيهما ويزيح غشاوة للحزن عن اعينهما

___

وصل ماهر إلى المنزل وتحديدا لغرفة والديه ليزف لهم الخبر السعيد

تهللت أسارير الأم كثيرا فأخيرا ستستطيع غلق أفواه جاراتها اللعينات الاتي لا يبرحن عن التحدث في سيرة رهف ليل نهار 

بينما بقى الأب صامتا ولم يبدي أي ردة فعل يفكر في ذلك الذي يريد ابنته رغم ما حدث.. رغم والأقاويل الكثيرة المختلفة بعضها حقيقي وبعضها ملفق و التي تغزل بحقها ..أهو يتلاعب بهم أم ماذا .. أهو يريدها لهذه الدرجة..أوصل به الحب أن يتجاوز عن ماضيها.. أم أن الله أرسله ليكون نجاة لابنته ولهم من تلك المصيبة التي حلت فوق رؤوسهم.

لاحظ ماهر صمت والده وعبوسه فهتف بتساؤل

_بابا مالك ..مش فرحان يعني؟؟


تنهدت فهمي بحيرة

_مش عارف يا ماهر..مش عارف خايف أفرح يكون بيشتغلنا ..مفيش واحد عاقل يبفكر في اللي بيطلبه ده.


نهرته زوجته وهي تضع يدها على كتفه تحركه 

_يا خويا افرح إننا لقينا حد يلم بنتك ..ويقطع ألسنة الناس اللي مبطلتش كلام من ساعة اللي حصل .

ماهر _ ماما معاها حق يا بابا


فهمي _اللي فيه الخير يقدمه ربنا ..متجيبش سيرة لرهف بأي حاجة خالص دلوقتي وأطلب من عامر  يتقدم تاني بعدة شهور العدة ..لأنه مينفعش التصريح  بالخطبة أثناء فترة العدة...  ..حرام .

وأهو منها هنعرف إذا كان صادق ولا بيلعب بأعصابنا... ومن النهاردة محدش يجرح رهف بأي شكل من الاشكال .

ثم نظر لماهر 

_وخصوصا انت يا ماهر ..خف ايدك على أختك... كفاية اللي ماجد عمله فيها.. اللي حصل حصل..ربنا يسامحها بقى ..وأهو في حد لسه عايزها وهيرحمنا من اللي احنا فيه.


هتف ماجد بغضب من رهف

_منها لله مش قادر أعقلها أبدا ..حتة بتاعة ولا تسوى زي دي تخمنا كلنا وتطلع كدا..


فهمي بحسم للأمر

_خلاص بقا يا ماهر.. ممنوش فايدة أي كلام ... واعتقد اللي شافته يخليها تفكر ألف مرة أنها تكرره تاني.


زم ماهر شفتيه

_ماشي يا بابا اللي تشوفه.. أنا أصلا مش طايق البيت وعايز أمشي.. بس خايف يكون حسن قال حاجة وحد شم خبر.


فهمي_ لو حد عرف حاجة مكنتش هتلاقي الهدوء ده ...وأنهم كل شوية يطلبوا منك تقطع أجازتك وترجع.


حك ماهر ذقنه بتفكير

_معاك حق يا بابا... الظاهر أن حسن لسه فعلا في تأثير الصدمة ومفقش منها 

ثم قليلا ثم هتف بتوعد

_هرجع أشوف الجو هناك عامل إزاي... لكن وقسما بالله لو اللي حصل ده سببلي مشاكل في مستقبلي...ما هرحمها ...هيه ولا تفرق معايا بنكلة لكن مستقبلي يتدمر بسببها فده اللي مش هسمح بيه أبدا

___

سافر ماهر قابضا على قلبه من الخوف ،لكنه عكس ما توقعه قوبل بالترحاب الشديد..ولا أحد تطرق إلى موضوع حسن وأخته ..فعلم أن حسن لم يفصح عن شىء بعد

فخشي أن يسأل أين هو فينكشف أمره لذا فضّل الصمت حتى يظهر حسن من تلقاء نفسه.


____

انقضت أشهر العدة قضتهم رهف وحدها ،فلا أحد يتعامل معها مهما حاولت ،فقط تقوم بأعمال المنزل ومن ثم تعود لكوكعتها في غرفتها وجليسها الوحيد هو المصحف التي باتت لا تتخلى عنه في الأونة الأخيرة.


أعاد عامر طلبه كما أخبره ماهر واتفق مع فهمي على خطبة لمدة أسبوع واحد وبعدها يتم عقد القران..فشقته جاهزة يعيش فيها مع أمه..قام بالتعديلات البسيطة على غرفته لتناسب العروس

في حقيقة الأمر،  ما كان فهمي ليطلب أكثر من هذا ،هو فقط يريد أن يستر ابنته ويمنع الكلام الذي يشاع في حقها كالبانة يمضغونها باستساغة غير مراعين لمشاعر الأهل ، لا يعرفون أنه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.


(فالانسان قد ينجو من ثعبان لكنه لا ينجو من النميمة)

___

أخبر ماهر أخته بشأن زواجها بعد أسبوع، لكنها رفضت رفضا قاطعا 


لذا هتفت برفض  تماما للأمر 

_لا  يا ماهر ... أنا مش عايزة أتجوز ..أنا عايزة افضل معاكم هنا في البيت.


ليهتف هو بامتعاض 

_واحنا مش عايزينك هنا من أصله ..أنا أول واحد عايز ارتاح منك.


حاولت ان تبتلع بمرارة ما قاله والذي يقصد به إهانتها وتحاملت على نفسها وهتفت برجاء


_حاضر هفضل في الأوضة ومش هتشوف وشي نهائي بس أرجوك مش عايزة أتجوز ..أرجوك


أمسكها ماهر من خصلات شعرها بقوة حتى كان أن يقتلعها في يده


_مش عايزة تتجوزي ..بس عايزة تدوري على حل شعرك مش كدا؟


حاولت هي تخليص شعرها وهي تصيح بألم

_أبدا والله ما هعمل حاجة غلط.. كل اللي أنا طالباه أفضل هنا معاكم وهعمل كل اللي تطلبوه مني بالحرف.


ترك شعرها ليدفشها على فراشها وهو يقول متجها لخارج الغرفة

_أنا مش جاي آخد رأيك أنا جاي أبلغك...احمدي ربنا أن في حد وافق يلمك ويأخدك على قرفك ده.

قالها وهو يرمقها بنظرة متحقرة لشأنها وغادر.


بسطت جسدها على الفراش تبكي بقهر فلا حيلة لها بمجابهة أخيها...حاولت أن تجد حلا وفكرت أن تتحدث الى والدها فهو الوحيد الحاني عليها في هذا المنزل 

لذا انتظرت الفرصة المناسبة عندما كان يتوجه للحمام ليتوضأ 

اقتربت منه وأمسكت يده برجاء

_بابا أرجوك أنا مبقتش عايزة أتجوز خلاص.. عايزة أعيش الباقي من عمري هنا معاكم.


تنهد فهمي وأزاح يدها عن ذراعه ببطىء وقال ناظرا لعينيها المدمعتان


_عامر شاريكي وطلبك من قبل ما عدتك تخلص كمان ..ده غير انه اتقدملك مرتين قبل كده وانتي رفضتي ...ارضي بحالك واتجوزيه لأنه ده الحل الوحيد اللي هيخلصنا من الفضيحة اللي انتي حطتينا فيها دي


طأطأت رهف رأسها لأسفل وهمت لتقول شيئا 

فسبقها ماهر الذي استمع لحديثهم قائلا

_ماجد جاي قبل كتب الكتاب بيوم وهيسألك عن رأيك وحذاري إنك تقولي مش موافقة.. أظن انتي فاهماني كويس..قالها وهو ينظر لها بنظرة أخافتها جعلتها تفر من أمامه بسرعة.


أخذ فهمي نفسا عميقا وهو يتمتم

_يارب سلمتك أمري كله ..فألطف بينا يارب ومن ثم باشر هو في الوضوء لصلاة العصر.


___

في اليوم التالي جاء عامر ليجلس مع رهف ولو لمرة واحدة قبل الزواج


استعدت للقاءه بناء على رغبة أخيها الذي أجبرها على ذلك..فتحاملت على نفسها مر ما يحدث معها وجلست معه

وما أن رأته عرفته على الفور ..إنه كان طالبا في نفس كليتها ولكنه يكبرها بأعوام ..كانت تشاهده يرتاد الجامعة أحيانا لتحضير رسالة الماسجتير ..تقدم لخطبتها لكنها ما كانت تشعر بالارتياح له قط لذا رفضته متعللة بأنها تريد انهاء دراستها.

ما أن رآها حتى ابتسم ابتسامة سمجة هي تراها كذلك وهتف قائلا 

_اهلا يا رهف

جلست هي على أحد المقاعد بصمت تام ودون أن تنظر اليه .

افتتح هو حديثه

_طبعا انتي مستغربة أنا ليه متمسك بيكي حتى بعد اللي حصل


كلماته التي تفوه بها جعلتها تنظر له تلقائيا ..تترقب اجابته بتوتر.


ليهتف بهمس

_أول ما شوفتك في الجامعة أعجبت بيكي جدا..ودخلتي قلبي علطول... جيت واتقدمت ليكي لكن للأسف رفضتيني مرتين


شعرت رهف بالحرج لأجله فأخفضت رأسها ثانية 

لتسمعه هو يردف كلامه

_ لكن بعد اللي حصل ..جيت أتقدم لك بقلب جامد وأنا عارف أنكوا هتوافقوا علطول ما هو مفيش حد عاقل يوافق يتجوز اا...


قطع كلامه لينظر اليها ليرى تعابير وجهها بعد صمته تاركا إياها تفهم إيحاءاته.


ليرى تعابير وجهها تحتقن بشدة لتنهض من مكانها وتهتف غاضبة


_وأنت مش مغصوب على الجوازة دي ..وأنا بعفيك منها عن اذنك


وقف هو أمامها ليمنعها من المرور ويقول هامسا بفحيح أصابها بالضيق

_مش هتقدري تعملي حاجة .. أهلك ما صدقوا حد أتخبل في عقله وفكر يتجوز واحدة زيك يخلصهم من الفضيحة اللي انتي عملتيها..


ليهتف هي بصوت باكي

_إنت عايز مني إيه؟؟

ليقترب منها هامسا في أذنها

_عايز أتجوزك هكون عايز إيه 


لتبتعد هي عنه كمن لدغه عقرب لتهتف محاولة استجماع شجاعتها


_وده مش هيحصل ولو أهلي وافقوا ..ماجد مش هيوافق لو عرف إني مش موافقة 


ليقول بصوت رخيم


_ليه بس يا رهف ده أنا بحبك ورضيت بيكي رغم اللي عملتيه.


_مش هيحصل ... إنت عايز تشمت فيا مش أكتر


ليهتف هو بعند

_هيحصل وهتشوفي ويا أنا يا إنتي يارهف .


قالها وانحنى نجزعه نحوها حتى باتت انفاسه تلفح فيها وجهها

 _  لو عايز أشمت فيكي هتجوزك؟؟ إيه التفكير العقيم ده يا روحي ..سلام أسيبك ترتاحي الكم يوم دول علشان جوازنا ..باي يا روحي.


____

كانت كلمات عامر مثيرة للريبة والشك في قلب رهف لا تدري أهو حقا يحبها كما يزعم ومتمسك بها أم أنه يريد التسلية ليس أكتر ..قضت الأيام الباقية لها قبل الزفاف في توتر وتفكير هناك هاجس يخبرها أنه ثمت هناك شىء خاطىء بالأمر وأنها لابد أن تتراجع عن تلك الزيجة... لكن القرار ليس بيدها هي ..كان آخر أمل لها هو ماجد أخيها..لكن كيف تخبره عدم قبولها وأخيها ماهر يقف لها بالمرصاد 

انتظرت عودة أخيها بفارغ الصبر إلى أن جاء في الموعد تماما كما أخبرها ماهر

عندما علمت بقدومه لا تدري أهي فرحه لرؤيته أم أنها خائفة منه فآخر لقاء لهما كان مخيفا بالنسبة لها لكنه على كل حال سيظل أخيها الذي تحبه كثيرا.


طرق باب غرفتها فطالعت الباب وهو ينفتح ويدلف منه ماجد وخلفه ماهر 

نظرت له بترقب وشوق وكادت أن تتقدم نحوه لتحيط عنقه بذراعيها كما كانت تفعل دائما ..لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة تتذكر ما فعله بها آخر مرة فرمقته بخوف وشوق معا ..مزيج من العبرات مصحوبة بمشاعر متناقضة تترقرق بين أهدابها  ..كم اشتاقت إليه وإلى تدليله لها ..كم اشتاقت لمجالسته ..إلى مشاجراته معها..إلى كل شىء بصحبته لكن أنى لها كل هذا الآن 


كان هو أيضا يبادلها نظرات الاشتياق نفسها مختلطة بالحسرة والألم 

ظلا على وضعيهما يمرقان بعضهما بالنظرات التي تشي بالكثير إلا أن قطعها ماجد مدعيا الصلابة والحزم

 


قائلا بنبرة جادة وكأنه يخاطب شخصا غريبا, مما أصابها بالحزن الشديد

أنا جيت علشان أخد رأيك موافقة على العريس ولا لا ؟

زاغت نظراتها نحو أخيها ماهر الذي يقف عاقدا ذراعيه إلى صدره  و يرمقها بنظرات تحذيرية من ألا تجيب بنعم 

انتبه ماجد لذلك لذا هتف به قائلا

-ماهر ممكن تسيبنا لوحدنا شوية؟

حدق ماهر لبرهة لرهف والتي تراجعت للخلف خوفا من نظراته, ثم غادر بصمت.

طفق ماجد حديثه عندما رآها تطوقه بعينيها بصمت 

-مردتيش عليا ..انا طلبت من ماهر يمشي علشان أسمع قرارك من غير ما حد يغصب عليكي.

غمرت العبرات  وجه رهف دون أن تجيب 

كان يعلم تمام العلم انها غير موافقة البتة على تلك الزيجة وهذا جلي جدا في عينيها ,كيف لا يفهمها وهو من كان مقربا لها أكثر من نفسه , لكنه صُدم بها بعدما حدث وما اقترفته..فلم يعد يراها كما كانت بالسابق, كيف يفعل بعد زلتها تلك.

كبح غضبه مكورا قبضته قائلا بعقلانية 

-عارف انك مش موافقة .. لكن لازم تفكري في أهلك ..مجرد زواجك من عامر هيقطع السنة أي حد يتكلم في حقك تاني.. هيخليهم يرفعوا عيونهم في عيون الناس من تاني .. مش هيكون في قلبهم نظرة الانسكاروالخيبة اللي مالية قلوبهم دي .. وطبعا انتي السبب في كل  اللي بيحصل ده صح ولا ايه؟

أطرقت برأسها للاسفل , ليردف ماجد

-علشان كده لازم تتحملي نتيجة غلطتك للاخر..وكمان عامر باين عليه بيحبك دي رابع مرة يطلبك فيها..  لعله يكون خير ليكي ...

زفر ليخرج ضجيج قلبه المتألم

-فكري في كلامي كويس.. القرار في الأول والآخر يرجعلك.......هسيبك طول اليوم تفكري.. ومنتظر ردك بالليل وصدقيني اللي انتي عايزاه هعمله .

انهى حديثه التي كانت تستمع له بصمت ثم غادر بهدوء

ليت كها هي في دوامة حيرتها تتخبط في افكارها .. هي لا تريد الزواج بهذا الشكل  أو بالأحرى لم تعد تفكر في الزواج مطلقا..أخذت تطرق بقبضة يدها على كفة يدها الأخرى في هياج, وجهها محتدم للغاية قلبها يعتصر على غير سكينة..رأسها في ضجة واضطراب تخشى المجهول .. لكنها تذكرت كلماته أجل هو محق لابد وان تفكر في أهلها لابد وان تتحمل من اجلهم 

حدثت نفسها

-وهو كمان أكيد بيحبني ..ده مُصر يتجوزني .. مفيش تفسير لطلبه غير كدا ..هوافق وربنا يستر ..بس علشان خاطر اهلي من حاجة تانية 

عزمت أمرها على ان تخبر اخيها بقرارها 

في المساء

ذهبت الى أخيها حيث يجلس مع أسرته في الردهة , شبكت أصابعها ببعضها وفركتهم معا ثم قالت بتردد

-ماجد .

رمقها الجميع باهتمام وأولهم ماهر  

لتردف هي

-انا موافقة 

قالتها على عجل وكأنها في سباق وهمت على الفور للتوجه لغرفتها مرة اخرى في أحست انها تسرعت فمنذ ان نطقت بموافقتها وهي تشعر بأنها أخطات وتسرعت في الأمر 

ابتسم ماهر برضا ثم ناداها قبل ان تلج غرفتها

-حضري لينا العشا.

عادت أدراجها الى المطبخ ثانية .. تعد لهم طعام العشاء.. وضعته على الطاولة ومن ثم همت للتوجه كعادتها الى غرفتها التي لا تبرحها سوى لأعمال المنزل .

هدل ماجد باستغراب

-رايحة فين تعالي اتعشي

جابت بأبصارها عيون والديها واخيها وقبل ان تنطق 

هتف ماجد مرة اخرى 

-اقعدي يا رهف ... انتي بكرة هتتجوزي .. وعايزين كلنا ننسى اللي فات ..صحيح صعب لكننا هنحاول 

لم تجد رهف بُد من الجلوس فاختارت تلقائيا جوار ماجد فهي مازالت ترى فيه الأمان....لم تهنأ بالطعام بقدر أنها تجلس وسط عائلتها مجتمعون من جديد .. فتنهدت بارتياح واستبشرت خيرا عسى ال أيام القادمة تمحي تلك الذكرى الاليمة في قلوبهم وتعود المياة الى مجاريها من جديد

-------------------------

في مساء اليوم التالي 

استعدت رهف للذهاب مع عامر الي بيته فلقد أنهى المأذون اجراءات عقد القران للتو .. وحان الوقت لتوديعهم

ودعتها أمها واضعة يدها على كتفها تحدثها لأول مرة منذ الحادثة قائلة بألم

-مع السلامة.. على الله المرة دي تصيب وينصلح حالك, مش عايزين غير كده

طوقت رهف والدتها_ رغما عنها_ بذراعيها ببكاء 

-يااه يا ماما اخيرا كلميني  ..أنا اسفة اني كنت مصدر ألم ليكي في اليوم من الايام..واوعدك اني مش هزعلك تاني ابدا

تنهدت سوسن باستسلام وربتت على ظهر ابنتها التي ترفض ان تخرج من أحضانها

-ربنا يسعدك يا بنتي

خرجت من بين أحضان أمها بعد برهة لتقترب من أبيها تعانقه والذي بادلها العناق ببدموع هو الأخر ويقول

-ربنا يكتلبك الخير يا بنتي ويهنيكي.

لتهتف ببكاء

-هتوحشني أوي يا حبيبي .. سامحني لو كنت اذيتك او زعلتك.. انا أسفة أوي.. حقك على راسي يا حبيب قلبي

قالتها وهي تقبل رأسه بحب بالغ

ليأتي الدور على أخيها ماهر والذي كان يتابع الموقف بمشاعر باردة جدا يستند برأسه على يده جالسا علي المقعد بلا مبالاة

لتقترب منه بارتباك باسطة يدها نحوه لتودعه

أشوف وشك على خير يا ماهر.

اجابها ببرود متجاهلا يدها الممتدة نحوه لتصافحه فما زال لا يستطيع ان يغفر لها زلتها

-مع السلامة .

لكنها انحنت بجسدها نحوه تلتقط يده عنوة ولأول مرة تستجمع شجاعتها وتفعل هذا مع اخيها 

أخدت يده بين كفيها ومن ثم قبلت يده 

-هتوحشني اوي ..مش عايزاك تزعل مني .. مش كل حاجة بتحصل قدامنا حقيقة .. ساعات بيكون في حاجات خفية احنا مش شايفينها.. سلام يا ماهر

حملق ماهر فيها بزهول من فعلتها ومن كلماتها المبهمة وطالعها وهي تقترب من أخيها ماجد..تقف أمامه دون حراك على عكس عادتها مما أثار تعجب ماجد.. كان يتوقع ان ترتمي في أحضانه لكنها لم تفعل واكتفت بقولها

-مع السلامة يا ماجد

قالتها واستعدت لتتقدم نحو عامر ذلك الرجل الغريب عنها والذي فرض عليها بسبب الظروف .. كانت تريد ان ترى ردة فعل أخيها هل سيتقبل جفاءها في الحديث معه ام ان الامر لا يعنيه.

لتجده يسحب يدها يضمها الى صدره يقبل رأسها مغمضا عينيه يتألم من أجلها فهو قسى عليها يعلم انها ترفض تلك الزيجة لذا اضطر ان يجعلها توافق رغما عنها بقوله (فكري في اهلك ) كان يعلم انها ستضعف اذا ما تعلق الامر بوالداها.

ومن ثم همس لها بأسف

-سامحيني يارهف ..اللي عملته علشان خاطر ماما وبابا ..ارجعي لربنا واستغفريه لعله يتجاوز عن ذنبك...ويسعدك في مرحلتك الجاية.

دفنت رأسها في صدره تتشبث به بيدها

-ادعيلي يا ماجد.. ومتتخلاش عني ارجوك انا مليش غيركم.

-مش هنتخلى عنك يا رهف .. بس كلنا محتاجين وقت علشان نفوق .. الصدمة مكانتش سهلة علينا ولاعليا انا بالذات .. انا بموت بسبب اللي حصل يا رهف ومحدش حاس بيا 

-مش كل اللي شايفينه حقيقة يا ماجد .. هتوحشني يا حبيبتي

 (فليس كل ما هو منظور حقيقة .. فلك الظاهر لكن لا تحكم بناء عليه) أسماء عبد الهادي

انسلت هي من بين يديه حتى لا يفتضح أمرها اكثر من هذا واقتربت من عامر الذي مد يده ليستقبلها لتذهب معه وعينها على أهلها  لا تبرحهم الا ان اختفوا من أمامها لانطلاق عامر بالسير متجها إلى شقته في الحي المجاور .

صدحت ملك تحدث نفسها  بغيظ واستشاطة

-لسه بردو حظك نار يا غبية انتي .. ااه ياني .. انا هتفرس ..بقى تبقي لسه مطلقة بقالك كم شهر وتتجوزي تاني يا جبروتك يا شيخة

--------------------------------------

ما أن وصلت رهف مع عامر الذي كان يسير معها طوال الطريق صامتا، حتى انتفض قلبها وانقبض فجاءة كتلك القبضة التي أصابتها عند زفافها لزوجها السابق حسن 


أدخلها البيت وأوصد الباب خلفه جيدا .. كانت متوترة خائفة تنظر للمنزل بتيه واضح ومن ثم قررت الجلوس على إحدى مقاعد الركنة اللتى تتوسط الردهة، فمن فرط توترها لم تعد قدماها تحملانها.


لتجده يقف أمامها وقد تحولت تلك الابتسامة التي كانت على وجهه إلى وجوم ونظرات استحقار تشملها من رأسها حتى أخمص قدميها ويقول صادحا بها

_مين سمحلك تقعدي !!!


ارتبكت من حديثه الفظ وتغير لكنته المفاجئة فلقد كان بمنزلها لا تفارق الابتسامة شفتيه فهبت على الفور لتقف في حرج وهي لا تعرف ماذا يحدث .

فهتف باستغراب

_في حاجة يا عامر!!! بتتكلم ليه كدا؟؟

ليتحدث عامر بحدة  وباستهزاء 


_ممنوع تعملي حاجة أو تلمسي حاجة في البيت ده غير بإذني... البيت ده طاهر وهيفضل طول عمره طاهر ... مش هتيجي واحدة زيك تندسه.


حركت رأسها بعدم استيعاب ما يقول

ليلوي ثغره ساخرا


_إوعي تكوني فاكرة إني اتجوزت حبا فيكي... صحيح حبيتك أول ما شفتك ...واتقدمت لك مرتين في الحلال و رفضتيني .. بس اتضح إنك سافلة مش بتحبي غير الحرام وبس 


عقدت ساعديها بغضب شديد وهدرت به

_طيب اتجوزت السافلة اللي بتقول عليها ليه ..ها ؟


_اتجوزتك علشان أنتقم منك واوريكي النجوم في عز الضهر..اتجوزتك علشان أذلك .


لم تصدق رهف ما تسمع وما ترى فحملقت به يرمش جفناها عدة مرات

ليهتف هو بتهكم

_إيه كلامي مش عاجبك؟.


_لا مش عاجبني طبعا واتفضل طلقني حالا خليني أرجع لبيت أهلي


ليمسك عامر بشعر رهف وحجابها 

_الكلمة دي مسمعهاش تاني... ومفيش خروج من هنا غير لما أءذن أنا بده .. وبعدين أهلك اللي انتي عايزة ترجعي ليهم دول ما صدقوا يخلصوا منك ومن فضايحك اللي بتلاحقهم يا عيني في كل مكان بسببك انتي


حاولت تخليص نفسها من قبضته قائلة بغضب

_إوعى سيبني.. انت عايز مني إيه؟؟... أنا عملتلك إيه لكل ده .. ما أنا كنت قاعدة في حالي في بيت أهلي حد اشتكالك.


أمسكها عامر ذراع رهف وقام بليه ليصطدم ظهرها بصدره متأوهة من الألم 

_قولي معملتيش إيه .. إنتي كنتي بتطيري النوم من عيني .. كنت بفكر فيكي كل ليلة ..قد ايه كانت صورتك في مخيلتي البنت الوديعة الرقيقة اللي مشفتش ولا هشوف في أدبها وجمالها.. لما فكرت اتقدم ليكي و رفضتيني.. اسودت الدنيا في عينيا بس ميأستش واتقدمت تاني وبردو رفضتيني .. فحسيت إني بموت فضلت شهر مكتئب بسببك ..بس بعدها قررت أسافر اشتغل في أي شركة واسيب الماجستير لفترة يمكن إنتي كنتي رافضة تتجوزيني علشان دخلي القليل مثلا..ما أنا مكنتش عارف سبب رفضك.. سافرت وفضلت أشتغل ليل ونهار وبعافر هنا وهناك علشان أجمع مبلغ كويس ويكون ليا مكانة مرموقة تفخري بيا .. سبت أمي لوحدها بالشهور  مسافر بعيد عنها ..كل ده في سبيل إنك لما ارجع توافقي عليا 

لكن لما رجعت اتصدمت إنك اتخطبتي وخلاص هتتجوزي

مش عارف أوصلفك نظرة الحزن اللي كانت في عين أمي وهيه شايفة ابنها بينهار قدامها .. الخبر مقدرتش أتحمله .. البنت اللي صبرت سنين علشان اتجوزها خلاص اتخطبت وفرحها بعد كم يوم!!


رقدت في السرير مش بتحرك .. لا باكل ولا بنام من الصدمة .. وأمي كانت بتتقطع علشاني عايزة تساعدني ومش عارفة تعمل ايه؟؟


لحد ما ف يوم وصلها كلام من واحدة جارتكم في العمارة 

ولما أمي قالتلي .. هبيت من مكاني فجاءة .. وقفت زي الاهبل .. اتشليت من الصدمة


البنت اللي بعافر علشانها تطلع كدا!!!


قربت أمي مني تملس على ظهري

_احمد ربنا يابني أن ربنا نجاك منها ..شوفت حكمة ربنا ..مكانش ليك نصيب فيها لأنها مكانتش تنفعك.. إنت طيب وابن حلال يا ابني.. ومتستاهلش الا بنت الحلال اللي زيك.. قوم افرح وعيش حياتك مش دي اللي تبكي عليها.


ساعدتها غامت عيني واسود قلبي وقررت إني لازم أنتقم منك وأعاقبك بنفسي على اللي عملتيه ... على كسرتك بقلبي.. ولصدمتي بجوازك لغيري.. وأخرهم على صدمتي فيكي وإني كنت بحب وهم وسراب.. قررت إني أتجوزك علشان أزلك وأعرفك أن الله حق وإني مش هعدي حقارتك دي بالساهل.


مد يده الاخرى ليدير وجهها عنوة وهو مازال لاويا ذراعها ليهتف في أذنها بفحيح نيران تتأجج داخله لا تنوي لها على خير


_حظك العكر اللي وقعك في طريقي .. بعد تحول الحب اللي حبتهولك لكره لدرجة إني أحب العمى ولا إني أحب واحدة زيك


قالها وهو يدفشها بقوة لتسقط على الارض بقوة فتنجرح قدمها وتصدر تأوها مكتوما يصاحبه الدمعات التي تواسيها فيما يحدث لها


أبصرته يقترب منها وما زال وجهه محتدم بنظرات غاضبة 


فزحفت بإيديها تبتعد عنه خوفا حتى اصطدمت بالجدار الذي يعلوه شاشة التلفاز..بصدمة مما اكتشفته في ذلك الرجل أمامها


انحني بجزعه نحوها فأخفت وجهها بيدها سريعا لتجده يقبض على قدمها المصابة فتصرخ بشدة 

ليهتف هو ويعتلي ثغره بسمة شامتة 

_وجعتك مش كدا... ولسه يا رهف .. دي البداية بس ومحدش هيرحمك مني .. صدقيني.


صاحت به باكية برجاء 

_ارجوك سيبني في حالي... أنا أسفة أسفة على كل حاجة ...بس والله مكانش قصدي إني أعمل فيك كدا... أنا ..أنا رفضت زي ما كنت برفض أي عريس يتقدملي مش رفضتك انت شخصيا صدقني... ارجوك سيبني أمشي .


ليمسكها هو فكها بحدة فتغمض عينيها بألم

_حظك بقا إنك قصاد عامر بعد ما اتحول بصدمته فيكي لوحش مش هيقضي غير عليكي انتي.. فوفري على نفسك النواح ده لأنه مش هينفعك .. وقومي اتحركي على أوضتي يلا إخلصي.


***************


الفصل العاشر والحادى عشر والثاني عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات

التنقل السريع
    close