رواية ليتك كنت سندي البارت العاشر والحادى عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه أسماء عبد الهادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية ليتك كنت سندي البارت العاشر والحادى عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه أسماء عبد الهادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
عندما سمعت ما قالته ارتجف قلبها أضعافا وانكمشت في نفسها أكتر، كيف تدخل الغرفة مع الوحش الذي ينوي تعذيبها قبل قتلها...كيف تجرؤ على دخول قفص واحد مع سجانها
عندما وجدها لا تستجيب لأمره..صدح بها بقسوة
_قلتلك أتحركي على الأوضة
لم يزدها صراخه سوى خوفا ورعبا فلم تستطع التقدم قيد أنملة
فما كان منه إلا أنه سحبها من يدها عنوة ليدخلها إلى الغرفة بالقوة ويدفشها على الفراش بصرامة
لم تستطع مقاومته فأنى لتلك الهزيلة أن تضاهي قوة ذلك الوحش الذي على وشك الإنقضاض عليها في أي لحظة .
اعتدلت في جلستها وهي ترمقه برعب حقيقي ، ترصد كل حركة يقوم بها لتجده يتحرر من قميصه الأبيض ويلقيه على الشاذلونج بإهمال وعينه مسلطة على رهف التي ترتعش بخوف، فهو يتعمد إثارة زعرها ودب الرعب في قلبها.
بعدها بدأ في سحب حزام خصره من مكانه ومن ثم اقترب منها لتصيح رهف بتشنج مع ارتجافة بدنها بقوة واجتلاج قلبها مما قد يفعله بها.
انحنى عليها ليثير أعصابها أكثر ليهمس في أذنها
_خايفة؟؟
إزدردت ريقها في خوف وشعرت أنها سيغشى عليها بين الفنية أو الأخرى
لتجده يمسك بالخدادية ويلقيها بوجهها ومن ثم يسحب يدها ليبعدها عن فراشه ويجلس هو .. وينخرط في نوبة ضحك طالت بعض الشىء
طالعته باستغراب من إهزاقه(ضحكه) بهذا الشكل وهي تقف محتضنة الوسادة التي ألقاها بها علها تحتمي بها من بطشه
انقضت نوبة ضحكه ليهتف بسخرية
_مالك مرعوبة ليه كدا.. هو اللي زيك بيخافوا؟؟؟
لتبتعد هي خطوتين للخلف عينها ترصده تخشى لحظة غدر منه ..ليتمدد هو على جانبه على الفراش ناظرا إليها مستندا برأسه على راحة يده
_متخافيش كدا ..أنا ميشرفنيش أصلا إني ألمس واحدة زيك .. أنا حبيت ألعب بأعصابك وبصراحة استلذيت ده جدا ... من النهاردة هتنامي هنا في أوضتي ..لكن على الأرض المكان المناسب للحثالة اللي زيك .... كان ممكن أنيمك في أي مكان تاني بعيد عن أوضتي .. لكني عايز أشوفك قدامي مذلولة دايما.. اتنيلي طفي النور واتخمدي.
زفرت هي بارتياح إثر كلماته بأنه لن يلمسها ووضعت يدها على قلبها تتنفس براحة ومن ثم اتجهت سريعا تبحث عن مكبس الإضاءة لتغلقه
ثم بركت على الارض تضم قدمها إلى صدرها تحتضن الوسادة ..تستند بظهرها للحائط... تتمتم بعبارات الحمد ..غير مبالية ببقية كلامه المسىء لها ..ولا بنومها على الأرض ..المهم أنها نجت منه هو.
ظلت على وضعها تحمد وتستغفر...محاولة أن ترضى بحالها..فهي مهما تزمرت فلن يتركها تعود لبيت أهلها ..وهي لن تستطيع فعل ذلك حتى فكيف تعود لهم للمرة الثانية ولم يمر على زواجها بضعة ساعات...بقيت على حالها إلى أن غفت وغلبها النعاس...ولم تفق إلا على شىء ما ثقيل يجثم على صدرها بقوة ..ففتحت أعينها بعناس لتجده عامر يضع قدمه فوق بطنها وينظر لها شزرا
وما أن أبصرته حتى هبت من نومها سريعا ..زاحفة نحو الحائط ..صدرها يعلو ويهبط من الخوف
ليهدر بها عامر بوجه عابس
_انتي هتفضلي متنيلة نايمة كدا ..كان بيت أبوكي هوا... قومي اتنيلي حضري الفطار حالا.
هرولت رهف على عجل لتفر من أمامه ..لتتوسط الردهة لا تدري أين المطبخ وتخشى دلوف أي مكان دون إذنه فينهرها
ليقول هو من خلفها مستندا بظهره على الجدار
مما جعلها تنتفض فزعا فهي لم تدري أنه خلفها
_المطبخ على ايدك اليمين في آخر الطرقة ..انجزي في يومك.
ذهبت إلى حيث أرشدها إلى أن وصلت للمطبخ لتقف به أيضا لا تدري ما تفعل وماذا تعد له هي لا تعرف ماذا يحب أن يتناول على الفطور وهو لم يخبرها
قررت أن تفتح المبرد وترى ما بداخله ..فوجدت أنواعا من الجبن المختلفة وبيض في باب المبرد ..فقررت أن تعد له طبقا البيض أيضا وكوب شاي ..فهكذا كان يفطر إخوتها في البيت
بحثت عن الأدوات المطلوبة إلى أن وجدتها بعد صعوبة ...إلى أن أعدت كل شىء وتوجهت إليه حاملة صينية الفطور
لتضعها أمامه على الطاولة وتهمس بخفوت _اتفضل
نظر عامر لمحتويات الصينية ثم عبس بوجهه ثم قال بضيق
_شاي!! أنا هفطر شاي!!..اتنيلي اعملي حاجة تانية حالا
انتظرها لأن تتحرك لكنها لم تفعل فنظر لها بغضب
_سمعتي أنا قلت إيه؟؟
لتهتف هي بتلعثم
_ااا..حح..حضرتك تحب تشرب إيه ..أنا مش عارفة حضرتك بتحب إيه.
_إعملي أي حاجة غير الشاي إخلصي.
تنهدت بخفوت
_حاضر.
عادت رهف أدراجها إلى المطبخ لتعد شرابا آخر...سمعت أصوات بالخارج لكنها لم تهتم وأكملت ما تعده إلى أن انتهت من صنع القهوة فهذا ما استطاعت العثور عليه..لتعود إليه من جديد تتمنى أن يرضى بما صنعته
لتتفاجىء بسيدة في عمر والدتها تجلس معه ويحيطها بذراعه ..خمنت رهف أنها والدته فهي تذكر أنه قال أنها ستعيش معه في بيت والدته
ألقت التحية
_السلام عليكم
ثم اومأت إلى والدة عامر بابتسامة خفيفة
_ازي حضرتك .
ثم وضعت القهوة على الطاولة
ليقول باشمأزاز وهو يدفش الصينية ليقع محتواها كله على الأرض ...وسط دهشة رهف وصدمتها لما فعل
ليقول عامر باشمئزاز
_انتي مفكرة إني ممكن أكل أنا وأمي من أيد واحدة زيك!!!... انتي هنا هتقومي بكل حاجة من تنظيف ومسح وغيره إلا الأكل ممنوع إيدك تتمد فيه ..ومسموح لك تبقي تأكلي اللي يفيض مننا وبس مفهوم ...ويلا هاتي حاجة ونضفي البهدلة دي حالا.
ظلت تحدق به برهة بغيظ ومن ثم ذهبت الى الحمام المجاور للمطبخ لتبحث عن أدوات التنظيف بغضب شديد فهي علمت أن أيامها في هذا البيت ستكون عصيبة جدا لكن عليها أن تتحمل إلى أن يمل من أفعاله ويطلقها وترتاح منه
قبضت بأصابعها على العصا الخشبية للممسحة لتكتم غيظها من أفعاله ..ثم اخذت نفسا عميقا وخرجت لتباشر التنظيف
لتسمع والدته تقول وهي تربت على صدره
_هقوم أعملك الفطار بنفسي يا حبيبي مش من إيدين مشيها بطال.
استمعت رهف لما تقوله أم عامر ،وهي منحنية تثني ركبتيها لتمسح الأرض ، فتوقفت برهة عن التنظيف ونظرت أمامها بشرود لتحدث نفسها
_دي باينلها أيام سودة على دماغك يا رهف .. ده طلع هو وأمه متفقين عليا .. منك لله يا اللي في بالي.
(يا ترى عرفتوا مين اللي تقصده رهف ولا لا جابوا في الكومنتات)
دلفت أم عامر للمطبخ بينما ركل عامر بقدمه رهف التي تأوها بسبب ركلته
_شهلي وراكي شغل كتير لسه ...أنا قاعدلك كم يوم هنا ومش ورايا شغلة غيرك .
لتهتف رهف بخفوت واضعة يدها على خصرها مكان إصابته جسدها ،تفركها بألم
_ومنك لله انت كمان ... كنت عملتلك ايه لكل ده .. حسبي الله ونعم الوكيل.
_____
في منزل عائلة رهف مساءا
جاءت سناء مع ابنتها لتريان ما الجديد منتظرتان أن تعود رهف أيضا في يوم عرسها لزواجها السابق
استقبلتها أختها بالترحاب لتهتف ملك وهي تجوب بعينها المكان تبحث عن رهف وتقول بسخرية
_إيه ده رهف مرجعتش زي الجوازة الأولانية ..أصلها متتعاشرش أصلاأستمع لكلامها فوقف يرمقها بغضب عاقدا ساعديه الى صدره
وما ان لمحته حتى ابتسمت بسماجة وقالت لتصحح كلامها الذي لم يعجبه
_بهرج طبعا . ...إيه مش هنروح نباركلها ولا ايه؟
انهت حديثها وتخطته بسرعة لتجلس جوار أمها في هدوء وكأنها لم تفعل شيئا.
تفت سناء بتساؤل مصحوب بابتسامة
_مش هتروحوا للبت ولا إيه .. عايزين نطمن عليها ..يارب ترفع راسنا للمرة دي.
تنهدت سوسن بضيق تخفي القلق داخلها تجاة ابنتها
_ لا هيه هتبقى تيجي هيا بس مش دلوقتي
رفعت سناء إحدى حاجبيها
_كلمتوها ولا إيه؟؟
_لسه ماهر مش راضي دلوقتي بيقول كمان يومين نكلمها
لتهتف سناء تدعي الضيق من أجل رهف
_لا ملكش حق يا ماهر .. دي مهما كان من لحمكم ولازم تطمنوا عليها.
قالت كلاماتها وهي داخلها تريد أن تعرف ما أخبارها لتشمت بها أكثر هي وابنتها ... تريد أن ترضي فضولها هل رهف سعيدة بزيجتها تلك أم ماذا .
هتف ماجد بهدوء
_أنا هكلم عامر أطمن عليها
هتفت سوسن بخوف من رد فعل ماهر عندما يعلم
_بس يا ماجد أخوك لو عرف هيبهدل الدنيا.
ماجد بلا مبالاة
_مش هيعمل حاجة
قالها وهو يبحث في قائمة الأسماء عن اسم عامر زوج أخته إلى أن وجده وضغط زر الاتصال.
ليقترب الجميع منه بتلهف وأولهم ملك التي استغلت الوضع لتقف جوار ماجد
___
على الناحية الأخرى استمع عامر لرنين هاتفه
فمد يده في جيبه ليخرجه ليجد اسم ماجد على الشاشة فهتف بصوت مسموع استطاعت رهف التي أجبرها عامر على غسل سجاد المنزل بأكمله والتي استغرقت اليوم بأكمله في تنظيفه إلى جانب تنفيذ كل ما يطلبه منها لذا تعبت وورقدت على حافة البانيو في الحمام لتستريح
_ماجد...وده عايز إيه ده؟؟
ما أن استمعت رهف لاسم أخيها حتى تناست تعبها وركضت لتقف بالقرب من عامر بشوق لأن تسمع صوت أخيها وكأنها لم تره أو تسمع صوته منذ سنوات.
أجاب عامر على الاتصال ..ليقول ماجد
_السلام عليكم.. ازيك يا عامر
هتف عامر بصوت جعله يبدو سعيدا_وعليكم السلام.. اهلا يا أبو نسب..عاملين إيه
_كله تمام الحمد لله... معلش لو كنت أزعجتك بس كنا حابين نطمن عليكم
_لا متقلقش كله تمام يا حبيب.. لو كنت عايز رهف تكلمها..حاضر ثواني هيه في الحمام ..هناديها حالا... ياا رهف .
شعر ماجد بالاحراج
_لا لا ملوش لزوم ..بلغها سلامنا.. أسيبك تشوف اللي وراك سلام.
_سلام
انهى محادثته ليجدها ترمقه بغضب شديد وتضع يدها في خصرها
لكنه تجاهلها عمدا وجلس ليكمل متابعة التلفاز واضعا قدما فوق الأخرى
لتقترب هي منه وتقف أمامه
_أنا في الحمام ..ها؟؟..ممكن أعرف ليه مخلتنيش أكلم أخويا
ليقف هو أمامها يرمقها بغضب
_مزاجي كدا.. إنتي هتحاسبيني ولا إيه!!
لتهتف هي بتراجع خوفا منه
_لا بس ده أخويا ليه تكدب عليه وتقوله إني في الحمام وأنا كنت واقفة جنبك .. أكيد كانوا عايزين يطمنوا عليا...وأنا كنت عايزة أسمع صوتهم
ليهتف هو باستهزاء
_وحشوكي أوي انتي مبقلكيش هنا غير يوم واحد .. انجري شوفي اللي وراكي بلاش لكاعة.
قضمت رهف شفتيها بغيظ ثم رحلت من أمامه لتنهي عملها بالحمام تنظفه قبل أن تدلف للنوم
لكنها لم تستطع المقاومة فانخرطت في البكاء تنعي حظها العكر الذي أوقعها في يد ذلك المخادع الذي أشبه بمريض نفسي .
تنهد ماجد براحه ووضع هاتفه في جيبه مرة أخرى ليجد الجميع محدقون به يريدون أن يعرفوا ما الاخبار
فأشار بعينيه إلى أمه يطمئنها فلقد كان القلق ينهش منها تريد ان يرتاح قلبها تجاه ابنتها فعلى الرغم من فعلتها السابقة الا إنها مازالت ابنتها التى تتمنى لها الخير والستر
وهتف قائلا _الحمد لله كويسين .. كده أسافر لشغلي وأنا مرتاح
ليأتي ماهر من غرفته ويقول بضجر
_عملتوا اللي في دماغكم وكلمتوهم مفيش فايدة أبدا
ماجد بضيق
_ايه يابني ما تطلع منها انت بقا ...أبوك وأمك مكانوش هيرتاحوا الا لما يطمنوا .
ليزم ماهر بشفتيه ويقول بتهكم
_ يطمنوا على إيه ... ماهي خلاص فضحتنا واللي كان كان ومهما عملت مش هتغير صورتها في نظري أبدا .. أنا وافقت على الجوازة دي علشان خاطر الناس تتلم بقا وتبطلع كلام كتير ملوش لازمة
هتف ماجد بحنق
_ابقا البس نضارة نظر .. تعرف متتدخلش انت وملكش دعوة خالص برهف
ليشيح ماهر بيده لأخيه بغضب
_يا خويا اشبع بيها .. أنا خلاص مش حابب يكون ليا أخت من أصله ..بعد ما خلت الناس خلاص كلت وشنا
لتتنهد أمه بحزن
_لو عملت إيه مش هتعرف تخلي الناس تبطل كلام ...انسى يا ماهر اختك خلاص اتجوزت وادعيلها ربنا يعدل حالها .
ليهتف ماهر بنار تتأجج داخله
_أنسى أنسى ازاي يا ماما؟.. .واللي عملته دي حاجة تتنسي.. انتي بنفسك تقدري تنسي؟..طبعا لا
هتف الاب بهدوء
ربنا يبسامح يا ماهر .. سامح دي في الأول والاخر من لحمنا ودمنا.
هب ماهر واقفا بعد أن جلس جوار أبيه
_أنا آسف يا بابا من لحمك ودمك انت لكن أنا لا مبقتش طايقها ولا طايق حد يجيبلي سيرتها ومهما عملت مش هسامحها بردو ... عن اذنكم.
حرك الأب رأسه يمنة ويسرة بقلة حيلة_ربنا يهديك يا ابني.
ليطالعه أخيه ماجد بغضب لكنه بقى صامتا وهم بالتوجه إلى غرفته هو الآخر
أما سناء وملك فكانتا تتابعان ما يحدث بسعادة وخبث باطني عجيب، رغم تضايقهم لظنهم رهف تعيش بحال جيد مع عامر.
__________
وقف أمام باب الحمام ومن ثم دفشه بقدمه بقوة لتنتبه رهف
انتفضت هي إثر الصوت المزعج الذي خلّفه دفع الباب ...ووقفت محلها تكفكف دموعها بباطن يدها.
لتسمعه يصدح بها
_بتتنيلي تعملي إيه هنا؟؟
أجابت بصوت متحشرج
_كنت بنظف الحمام زي ما طلبت مني أعمله بعد السجاد.
طالع فستانها التي مازالت ترتديه منذ ليلة أمس والذي أصبح بحالة مزرية نتيجة أعمال التنظيف التي قامت بها طوال اليوم دون حتى أن تنال قسطا من الراحة
_خلصتي ولا لسه؟
_خلصت
أمسك رسغها يخرجها من الحمام بحدة
_طب اتنيلي اطلعي عايز أخد شاور ...جهزيلي هدومي على ما أخرج بسرعة
هتفت وهي تدعك رسغها تدلكه إثر قبضته المؤلمة
_إيه!!
ليهتم بتهكم
_ايه طلعتي حقيرة وطرشة كمان!!!..بقولك حضري هدومي سمعتي ولا أسمعك بطريقة تانية.
ازدردت رهف ريقها وهتفت
_سمعت ..وانطلقت نحو الغرفة تنفذ ما طلبه
وقفت أمام الخزانة لتفتحها لترى ماذا ستحضره له من ملابس فأمسكت بقميص قطني أبيض مريح للنوم وبنطال قطني أيضا من اللون الرمادي المخطط بالابيض لتضعهم على طرف الفراش وهي تمتم بغضب منه
_ ربنا يسامحك.. أنا حقيرة وطرشة كمان؟ .. ده انا لو كنت واحدة من الشارع كنت هتكرمها أفضل من كدا .
مسكت طرف قميصه تقبض عليه بغضب
_ اه يا ما نفسي أخنقك وأديك على وشك مع كل لفظ جارح تقوله في حقي ...بس إزاي أعمل ده وأنا مغلوبة على أمري بالشكل ده.
فكرت استغلال الفرصة وهو مشغول عنها في الحمام .. أن تبدل ملابسها تلك التي اتسخت .. بحثت في انحاء الغرفة عن ملابسها فلم تجد حقيبتها بأي مكان
قررت البحث عنها في غرفة أخرى وما ان خطت عتبة
باب الغرفة حتى وجدته أمامها يرتدي برنس الحمام ويجفف شعره بالمنشفة القطنية على رأسه ،لكنه توقف عن التجفيف ووضع المنشقة على كتفه وقال بصوت غليظ
_ رايحة فين؟؟
فركت أصابعها وهتفت بارتباك
_ انا جهزتلك هدومك .. وكنت بدور على شنطتى أنا كمان
_ليه؟!
هتفت بتوتر
_علشان يعني فيها هدومي ومحتاجة ابدل الفستان .
استند بظهره على الجدار قائلا ببرود
_ بردو ليه؟؟
_الفستان مبقاش نضيف خلاص ..هفضل بيه كدا إزاي.. ممكن حضرتك تقولي مكان شنطتي فين ؟
ليردف كلامه البارد معها كلوح من الثلج
_لا انتي هتفضلي كدا
هتفت باستنكار
_هفضل كده ازاي مش هينفع .. ارجوك قولي مكان شنطة هدومي فين ؟
تجاهل سؤالها ليقول باستهزاء
_ كده الفستان بقى زي صاحبته انتوا الاتنين مش نضاف فبالتالي هتفضلي كدا بالفتسان ده ومش هيتغير
قال كلماته وولج الغرفة ليرتدي ملابسه التي جهزتها له وما ان انتهى .. التفت ليجدها تقف على حالها .... تنظر للفستان المتسخ بدموع تهطل دون توقف، فهو لا يبرح يستغل أي موقف حتى يمطرها بكلمات مهينة ومحقرة لشأنها.
فهتف بها بصياح
_ادخلي واقفلي الباب وراكي يلا.
تحركت بتثاقل لتفعل ما أمرها وما زالت دموعها تنهمر بقهر دون توقف
استدارت بعد أن أوصدت الباب
لتسمعه يقول وهو مستلق على ظهره واضعا يده أسفل رأسه وينظر اليها ليهتف بصرامة
_اقفلي النوم ونامي.. وراكي شغل كتير بكرا
طالعته بنظرات لم يستطع أن يفهمها، نظرات عتاب ولوم.. ،ومن ثم اطفأت النوم وتوجهت إلى وسادتها تضمها إلى صدرها وتجلس مستندة بظهرها للحائط لتنام كيوم أمس .. فهي تحرجت أن تتمد لتنام أمامه ..ظلت مستيقظة تنتظره إلى أن تنتظم أنفاسه ويغط في النوم حتى تبدأ هي في النوم ...لكن تعبها طوال النهار جعلها تنام بسرعة من قبل أن تعرف أنام هو أم لا.
_____
في صباح اليوم التالي استعد كل من ماهر وماجد للعودة الى عملهم بعدما تناولا الفطور مع والديهم
نظر ماجد الى كرسي رهف الخاوي بحزن ..يشتاق اليها.. يتمنى أن تعود حياتهم طبيعية ويعود لمشاجراته الدائمة معها والمحببة الى قلبيهما
تنهد بكمد وشعر بعدم رغبة في تناول الطعام فقال من مقعدة
_أنا ماشي أشوفكم على خير
هتف به أخيه
_ما تستنى يابني لما أفطر وننزل سوا
_لا أنا مستعجل .. افطر براحتك ..سلام
هتفت أمه وهي تشير الى الطعام
_ بس انت مأكلتش حاجة يابني
ليضع فهمي كفه على يد زوجته فهو الوحيد الذي يفهم ما به
_سيبه يا سوسن براحته.. مع السلامة يابني.
____
خرج من المنزل يسير نحو محطة الاتوبيس ليستقل الحافلة التي ستوقله لمحطة القطار و منها الى مكان عمله..لكن قدماه قادته إلى البناية التي بها شقة عامر .. رفع عيناه لأعلى حيث نافذة المنزل عله يلمحلها ... انتظر بعضة دقائق لكنها لم تفعل .. فتنهد بضيق وهو يدعو لها
_ربنا يصلح حالك يارهف... مش عارف ليه قلبي واكلني عليكي.... اتمنالك السعادة يا اختي.
_____
استيقظت رهف لتجد نفسها ممدة على الارض ونفس الشىء الثقيل على بطنها والذي ماكان سوى قدم عامر يفعل هذا ليوقظها كوسيلة لإذلالها كما أقسم أن يفعل
حاولت أن تعتدل في جلستها لكنها لم تستطع فهو كلما تحركت يزيد من ضغطته بقدمه عليها فقالت بتأوه
_أرجوك انت كده بتوجعني.
ليهتف هو وهو ينظر لها بلا شفقة
_بجد .. طيب ما هو ده المطلوب
ليزيد من ضغطها على بطنها لتصرخ هي بألم .. فما يزيده صراخها إلا ضحكا...أبعد قدمه عنها ليبصرها تضع يدها على بطنها تتوجع بملامح وجه منكمشة من الالم ..فيتنهد برضا ويذهب لتناول فطوره مع أمه .
(ترى هل كان يحبها حقا.. هل يتحول الحب إلى تعذيب لهذا الحد وخاصة أنها لم تفعل به شخصيا شيئا ... هل هو محق فينا يفعله حتى لوكانت تستحق؟ .. أم أنه معتوه أخرق)
*******************
أسماء عبد الهادي
بارت11
بعد أن تناول الفطور مع أمه نادى على رهف كي تعيد الاطباق الى المطبخ وتنظفها ..ناداها عدة مرات لكنها لم تجيب.
كانت رهف تجلس مكانها تبكي بألم بالوضع فاق احتمالاتها ..لا تعرف الى من تشتكي هي لا تريد أن تخبر والديها حتى لا تفجعهم أكثر يكفي ما يعانونه بسبب ما حدث ..شعرت أنها وحدها لا أحد جوارها يساندها ... كتب عليها أن تعاني وحدها ولا تقدر أن تبوح لأحد بسرها.
(فما أقصى الحياة عندما تعافر فيها وحدك وما أصعب أن ألا تجد لك رفيقا تشاركه همك )
دخل الغرفة كالطور الهائج يصيح بغضب
_أنا مش بنادي عليكي مبترديش ليه؟؟
في حقيقة الأمر هي لم تسمعه لأنها كانت تبكي بحرقه وألم على حالها التي ظنته سيتحسن بالزواج منه لكنه أتضح أنه أسوأ مما توقع بكثير .
لم تقو على أن تفتح فمها لتجيبه فرمقته ببكاء
ليسحبها عامر من ذراعها عنوة ويدفشها تحت قدم أمه
_إخلصي شوفي أمي هتطلب منك إيه تعمليه .
أصدرت رهف تأوهات متألمة صامتة دون أن تجرؤ على أن تخرج أي صوت .
واستمعت لوالدة عامر تقول لها أن تحمل صينية الطعام وتلحق بها إلى المطبخ... لتستند على يدها لتقوم بتنفيذ ما طُلِب منها دون أن تنظر في وجوهم
تدعو الله أن يلهما الصبر وقوة التحمل على ما تعانيه من قهر وأن يخلصها عاجلا من هذا البيت الأشبة بالسجن المشدد.
وضعت الطعام في الحوض وبدأت في تنظيف الأطباق بصمت تام الى أن انتهت
استمعت لأم عامر تقول
_السجاد شوفيه وقلبيه على ظهره علشان ينشف كويس .
ذهبت رهف لتنفيذ ما تطلبه منها دون التفوه بحرف واحد ..دخلت الى النافذة ومدت يدها لتقلب السجاد على وجهه الآخر .. لتجد عامر يقف أمامها بغضب ... تحاشت النظر اليه وتابعت عملها
لكنها فوجئت بأصابع يده تلفح وجهها ويقول يقول بقسوة
_لما أمي تكلمك تردي عليها مش تسيبيها وتمشي ... وقاحة زي دي تتكرر تاني متولميش إلا نفسك .
هزت رهف رأسها عدة مرات فمعنى أنها ستفعل، لتنجب بطشه مرة أخرى
رحل عامر وتركها تبكي دموع الحسرة على حياتها التي لا يبدو أنها سترى فيها يوما واحدا هنيئا.
ذهبت إلى حيث أم عامر في المطبخ ووقفت أمامها لتقول بصوت متحشرج باكي فهي تود الاعتزار منها
_ أنا أسفة أوي ياطنط.. والله أنا مش قصدي أي اساءة لحضرتك ... حضرتك طلبتي مني أعمل السجاد ورحت علطول أعمله أنا بعتذر لو كنت ضايقت حضرتك .
أومأت لها أم عامر بأن لا بأس ولتذهب لتعمل عملها
_ماشي روحي خلصي اللي قلتلك عليه
رهف بخفوت
_حاضر.
توجت أم عامر الى ابنها الذي كان يدرس على حاسوبه ،وذلك لتسأله هل تعرض بالضرب لرهف فهي تري أثار أصابع جلية على وجهها
_عامر هو انت ضربت رهف وطلبت منها تيجي تعتذرلي؟؟
ليرد عامر على أمه بلا اكتراث
_ايوة علشان تتعلم إزاي تكلمك بأدب ... لكن مطلبتش منها تعتذر هي أعتذرتلك؟؟
لتقول أمه وقد بدأت تشعر بالاشفاق تجاه رهف فهي لم ترى منها منذ أن جاءت الى منزلهم أي سلوك مسئ أو مشين
_ ايوة يا بني البنت جت لي و اعتذرت وقالت انها مش قصدها متردش عليا وكان شكلها معيطة ووشها باين فيه أثار ضربك ليها... ارحمها شوية ياعامر البنت شكلها مكسورة والظاهر ان أهلها عاقبوها جامد على اللي حصل فملوش لزوم اللي بتعمله فيها.. لو مكنتش يابني عايزها طلقها وسيبها ترجع لأهلها بلاش تظلمها معاك اكتر من كده.
ليترك عامر حاسوبه وينظر لرهف بقسوة من خلال نافذة غرفته والتي كانت في الشرفة تقلب السجاد
_ اطلقها؟؟؟... دي لما تشوف حلمة ودنها حتى مفيش طلاق.. هتفضل هنا تحت سلطتي لحد ما أشفي غليلي منها وأحس إني خلاص ناري بردت بعد اللي عملته ... ومأظنش ناري هتبرد بسهولة
تنهدت أمه بأسف من أجل رهف فأبنها لن يغير رأيه ولا ينوي أن يرحم تلك المسكينة.
_______
بعد اسبوع
جاءت سناء مع ابنتها ملك لزيارة أختها فهي لن تنتظر أكثر من هذا بشأن خطبة ماجد لابنتها ملك ..لذا قررت أن تستخدم الأسلوب المباشر في طلب ذلك من أختها
لذا وأثناء حديثها مع أختها قالت
_بقولك ايه يا سوسن ياختي... مش خلاص اطمنتي ع البت وربنا هاديها مع جوزها...عايزين بقى نفرح بالولاد هما الفرحة الحقيقية ونفرح بملك هي كمان.
ففهمت سوسن على الفور ما تقصده فهي تعرف أن ملك تميل كثيرا لابنها ماجد لكنه لا يفكر فيها مطلقا، لذا حاولت رسم ابتسامة على محياها
_أكيد طبعا ده يوم المنى يوم ما أفرح بيهم .
لتهتف سناء بتأكيد وبأعين ملتهفة فالحيلة انطلت عليها
_ايوة يااختي خلي الفرح يدخل بيتنا من جديد بل ما أكننا في عزا والفرح مش عايز يخش بابنا .
تنهدت سوسن
_ الولاد يرجعوا من الشغل هفاتحهم في الموضوع علطول.
ثم التفتت إلى ملك تقول بابتسامة
_هوا إحنا عندنا أعز من ملك ؟
لتتسع ابتسامة ملك وتنفرج شفتيها بسعادة حالمة فهي أخيرا سترتبط بماجد فتى أحلامها.
بعد أسبوع
مر الأسبوع على رهف أيامها كلها كانت شقاء في شقاء ..تعامل أسوء معاملة من عامر وأمه فهم يرونها أنها مذنبة ولا تستحق سوي هذه المعاملة.
بينما كانت رهف تقوم بأعمال التنظيف في المطبخ ...جاءها عامر وقال بصوت صارم
_سيبي اللي في ايدك ده ،وتعالي جهزيلي هدوم علشان خارج.
هتفت أمه من خارج المطبخ
_انت قررت تخرج أخيرا يا عامر.
_ايوة يا ماما عندي حاجات كتير متأخرة لازم أعملها
خطت رهف بقدماها من جواره كي تقوم بتنفيذ ما طلبه..ليقبض عامر على فكيها بقوة
لتتأوه بفزع فهو فآجئها بفعلته...ليتكلم بصوت خلى من الرحمة وقلب بدى كأنه دون مشاعر فكيف يدعي أنه كان يحبها يوما
_أنا خارج وحسك عينك تهوبي ناحية الباب لإني ساعتها هجيبك يعني هجيبك وهتشوفي مني اللي عمرك متخيلتيه في كوابيسك حتى
اتسعت عينا رهف برعب ..وارتعد اوصالها مما قد يفعله بها فهزت رأسها بالنفي بمعنى أنها لن تفعل
ليتركها دافشا إياها ليصطدم ظهرها بالحائط ..فتغمض عينيها من الألم التي لم تعد تستطيع تحمله
لتسمعه يهتف بلهجة آمرة
_خمس دقائق وتكون هدومي جاهزة .
فتحركت رهف من مكانها تفعل ما أمرها به...ذهبت الى الغرفة وأخرجت ملابس مناسبة بنطال حكلي وقميص لبني ووضعتهم على طاولة الكي وبدأت في كيهما..ومع كل حركة من يدها تذرف دموعها دمعا كأنه شلال ينهمر دون توقف ولا أحد يعرف من أين ينبع ومتى ينتهي ماءه ...كان عزاءها الوحيد أن أهلها يظنون أنها تعيش حياة سعيدة الآن..وأنهم بات باستطاعتهم مباشرة حياتهم كالسابق فالناس ستكف عن نسج الأقاويل بحقها يوم بعد يوم.
انتهت من كيها واحضرت حذاءه الأسود وقامت بتلميعه وايجاد الجوارب المناسبة له ومن ثم وضعت متعلقاته مثل الساعة والمفاتيح الخاصة به والأقلام التي يستعملها أمامه عند المرآه حتى يأخذها معه.
ارتدى ملابسه ووقف أمام المرآة يمشط شعره ويضع عطره المفضل ينثره على ملابسه بكثرة مما جعل رهف تسعل بقوة و التي أجبرها على الوقوف أمام عينيه ربما يحتاج أن يطلب منها شيئا تفعله.
طالعها بعينيه في المرآة ونظر لها باشمئزاز ثم اقترب من الباب دافشا إياها ليعبر خارج الغرفة رغم أنها لم تكن في طريق عبوره ...لتسقط على الفراش .
ليلتف هو لها ثانية مقتربا منها قائلا بغية الانقاص منها
_السرير اللي لمسه جسمك القذر ده ..يتنضف كويس أرجع ملاقيش أي أثر لقذارتك عليه
ابتلعت غصة كلامه الجارح لها بمرارة وقامت بغضب من فراشه فهي نفسها لو كان الأمر أمرها ما لمست أي شىء يخصه فهي باتت تكره هذا الرجل المسمى زوجها والتي لا تعده سوى سجان برع في تعذيب سجينته ببراعة يشهد لها الجميع ويقر بأنه لا يمت للانسانية بصلة واذا ما ازعن النظر في أمر هذا الرجل ربما سيجدونه مختل عقليا أو رجل سادي من الدرجة الاولى يفرح عندما يجد ضحيته تعاني من الألم سواء الألم النفسي بكلماته التي تشبه أطراف سكاكين حادة تنخر في قلبها ..او الألم الجسدي .. بيده التي تطالها دائما ببطشه .
ما أن اعتدلت في وقفتها حتى وجدته يقول
_أمي لو رجعت لقيتها أشتكيت منك هيكون يومك أسود.
لتفزع هي وتقول لنفسها وهي ترمقه بسخط شديد
_انت لسه ممشتش ..حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..إنت ظلمتني وأنا عمري ما هسامحك على اللي عملته فيا أبدا.
وما أن استمعت لصوت الباب يُغلق حتى تنهدت براحة فأخيرا ستجد أنفاسها هواءا نقيا لتتنفسه بعد أن كان يجسم على أنفاسها ويحبس عنها الهواء حد الاختناق.
بركت على الأرض مكانها تستند بظهرها للحائط وسمحت لنفسها بالإنطلاق لتخرج ما في جعبتها من بكاء وآهات وشهقات ليس لها أول من آخر.
استمعت أم عامر لصوت بكاءها الذي اخترق قلبها فزمت شفتيها بأسف تجاهها فهي لا ترى لأفعال ابنها أي داع فرهف لم تخنه ولم تفعل به شيئا وانما فعلت فعلتها وهي لا تمت له بصلة ولا تعرفه حتى...حتى ينتقم منها الى هذا الحد
وصلت إليها وانحنت بجزعها لتكون في مستواها تربت على ظهرها بشفقة..لتنتفض رهف إثر لسمها لجسدها
لتهتف ام عامر بصوت بدى حانِ
_قومي يا رهف متزعليش ... قومي تعالي معايا
طالعتها رهف بأعين تغمرها الدموع حتى بات الرؤية مشوشة بالنسبة لها
أسندتها أن عامر وسارت بها نحو الحمام وقال بهدوء
_أدخلي خدي دش على ما أجهزلك هدوم نظيفة من بتاعتي .. ما هو مش هينفع تفضلي بهدومك دي أكتر من كدا .. ومش عارفة عامر أخفى شنطتك فين.
استمعت رهف لكلام ام عامر فهي كانت في أشد الحاجة لأن تبدل تلك الملابس التي ترتديها الآن
طرقت أم عامر الباب وناولت رهف ملابس رأتها أم عامر مناسبة لها بعض الشىء
فارتدتهم رهف على الفور فهي ليس لديها خيار
آخر
فكانت الملابس عبارة عن عباءة صيفية، بيتيه طويلة، سوداء منقطة بالنقط باللون المستردة .
بدت واسعة وطويلة لا تلائم جسد رهف الضئيل فأهدت أم عامر لها حزاما تضعه في خصرها حتى تضيق به العباءة عليها
شكرتها رهف بامتنان وأحست أن هناك بارقة أمل تلمع في الأفق قد يشرق منه فجر لأيامها البائسة حالكة السواد
_شكرا يا طنط.. أنا ممتنة لحضرتك جدا.
تنهدت أمه عامر وضمت شفتيها تقول بجدية
_صحيح أنا مكنتش حاباكي ولا حابة وجودك معانا في بيت واحد ..وكنت مفكرة إني هلاقيكي بنت محدش عارف يلمها وعينيها يندب فيها رصاصة مش بتختشي .. لكنك خيبتي توقعاتي... ولا مرة رفعت عينك في عيني ولا مرة بصتيلنا بصات بتاعة البنات الفلتانة..نظراتك كلها براءه وانكسار وحتى أسلوبك مهذب رقيق .. وشك بيشع نور بطريقة غريبة مش عارفة ليه حسيت إني ميالة ليكي ومش عارفة أءذيكي ..لدرجة إني جالي شعور إنك مظلومة
معقولة تبتي بالشكل ده وعرفتي غلطتك
لتهز رهف رأسها عدة مرات وتمسك يدها برجاء كي تظن هذا بها ولا تسىء معاملتها مرة أخرى
_ ايوة تبت والله العظيم ومش هعمل أي حاجة تغضبكم أبدا ..أنا مش طالبة إني أعيش حياة كريمة .
_يعني مش عايزة ترجعي لأهلك
طأطأت رهف رأسها وقالت وسط شهقاتها
_ياريت أعرف أرجع ...لكن لو رجعت دلوقتي ممكن يموتوا فيها ..لتاني مرة هرجع لهم وأنا لسه مكملتش شهر جواز حتى... مش عايزة أكون مصدر تعاستهم... هتحمل اللي بيعمله عامر علشان خاطرهم بس يا طنط.
أغمضت ام عامر أعينها بأسى لحالها
لتهتف رهف برجاء تود لو توافق ام عامر على طلبها
_ممكن أطلب منك طلب ..بس بالله عليكي ما ترديني
نظرت لها ام عامر لتستمع لطلبها
فهتفت رهف بقلب مشتاق مضطرب
_ممكن أكلم أهلي.. أسمع صوتهم من فضلك أرجوكي والله مش هقول أي حاجة بتحصل هنا وحضرتك ممكن تقفي تسمعي بقول إيه
لتهتف أم عامر مضيقة أعينها
_يعني مش هتحكي على اللي بيعمله عامر معاكي؟
حركت رهف رأسها بالنفي
_لا طبعا يا طنط .. أنا قلت لحضرتك إني مش عايزة أزعلهم ..همثل عليهم إني كويسة علشان قلبي يرتاح أنهم مطمنين عليا .. أنا لو كنت عايزة أقول لحد على اللي بيعمله عامر معايا كنت اتكلمت من بدري ياطنط..وزي ما قلتلك أنا حاطة أهلي في قائمة اولوياتي واحتياجتي دلوقتي.
_طيب هخليكي تكلميهم ..بس إوعي عامر يشم خبر بالموضوع ده.
هتفت رهف بفرحة لأنها ستحادث أهلها
_حاضر.
أخذت الهاتف وقلبها يعلو ويهبط من فرط حماستها وفرحتها ..خطت بأصابعها على الرقم التي تحفظه عن ظهر قلب فهي تحفظ أرقام أهلها كلهم ..لكنها طلبت هاتف والدها فلربما إخوتها مسافرون لعملهم.
استمعت للجانب الآخر يجيب
_السلام عليكم
لتهتف رهف ببكاء فرحة
_بابا حبيبي وحشتني أوي يا نور عيني
استغرب فهمي ولكنه نظر لزوجته بفرحة لأنها سيطمئن على ابنته فهو كان محرج من الاتصال بعامر
_رهف ... عاملة إيه يا بنتي.. وحشنا صوتك
_أنا كويسة يا بابا بكلمك من تلفون طنط أم عامر .
_سلامي ليها ولزوجك يا بنتي.. وطمنيني عنك اخبارك ايه.
نظرت رهف لأم عامر التي كانت تستمع للمحادثه وقالت بصوت متحمس حتى لا يظهر الهم في ثناياه
_الله يسلمك يا بابا.. أنا كويسة متقلقش أطمنوا كلكم عليا.. المهم طمنوني عنكم كلكم ماما وماجد وماهر عاملين ايه
_كويسين يابنتي.. اخواتك في شغلهم وأمك كويسة
_ممكن اكلمها يابابا ولا مش هتوافق
_لا طبعا متوافقش ليه ..خديها أهي معاكي
لتهتف رهف بفرحة
_ماما يا روح قلبي وحشتيني أوي
رغم أن سوسن تشتاق لابنتها ولتفقد أحوالها الا انها ردت عليها بجمود
_أهلا يا رهف ازيك.
لم تهتم رهف لتبرة أنها الجامدة فهي فرحة بأنها استمعت لصوتها
_كويسة طول ما حضرتك كويسة يا غالية ..بحبك أوي يا ماما
_ماشي خدي بالك من نفسك.. وفوقي جوزك ولبيتك هما حياتك كلها دلوقتي.
_حاضر يا ماما هعمل كل اللي تقوليلي عليه المهم تكوني راضية عني.
_ربنا يسعدك ..سلامي لجوزك وحماتك مع السلامة
_مع السلامة يا روح قلبي .. سلميلي على ماجد وماهر كتير من فضلك يا ماما
_ماشي يوصل.. سلام
_سلام يا أمي
اغلقت سوسن الخط لتجد زوجها فهمي يرمقها بضيق
فنظرت له باستفهام
_في إيه يا راجل بتبصلي كدا ليه؟؟
ليهتف بغيظ
_بقى يا شيخة مش عارفة في ايه... منتيش عارفة تكلمي البت بأسلوب أحسن من كده بدل أسلوبك الناشف ده.. البت اتجوزت والحمد لله ربنا سترها ..لزمته إيه تعكنني عليها ومتديهاش ريق حلو ..هتفضلي طول عمرك وحشة في حقها كدا ؟
زمت سوسن شفتيها
_ياخويا خدنا إيه من الريق الحلو ..أهي عملت عاملتها وجرستنا في البلد.
ليزفر فهمي بغضب
_مش كنا فضينا السيرة دي ..اللي هنعيده نزيده .. أمال لو مكنتيش بتقولي لابنك سامح.
_ايوة ده أخوها يسامحها علشان نفسيته يا حبة عيني متتعبش.. لكن أنا أمها ومش هقدر انسالها اللي عملته واتقبله بسهولة.
_ربنا يهديكي يا سوسن .. بس أنا بقولك أهو المرة الجاي لو كلمتنا تكلميها زي الناس
_____
على الجانب الآخر
تناولت رهف الهاتف لأم عامر بامتنان
_متشكرة أوي يا طنط .. حضرتك محتاجة إيه اعملهولك.
ابتسمت لها ام عامر ابتسامة خفيفة
_روحي ريحي ليكي شوية قبل ما عامر يجي ويغرقك طلبات
استجابت رهف لكلامها فهي بأمس الحاجة للنوم فهي لا تستطيع النوم مساءا في وجوده معها بغرفة واحدة وانما تغفو رغما عنها من التعب
لم تشأ رهف أن تنام في غرفته وافترشت سجادة المطبخ لتنام عليها بعمق فهي لم تنم قريرة للعين منذ أن خطت قدمها هذا المنزل
__
مر شهر كامل
على هذا الحال ..عامر يسىء معاملة رهف يوما بعد يوم وهي تتحمل من أجل أهلها كما أنا لم تعد تشعر أنها وحدها وخاصة بعد تحسن علاقتها مع ام عامر التي بمرور الوقت توقن أن رهف فتاة جيدة فرهف تحسن معاملتها وتساعدها دوما ولم تغضبها قط حتى لو ازعجتها أم عامر بأي لفظ كان أو حملتها فوق طاقتها.. فلا تجدها سوى فتاة مطيعة تريد العيش بسلام.
نزل ماجد الى بلدته بعد غياب دام شهرا كاملا وكعادته أول شىء فعله هو سؤاله عن أخته والتي لم تبرح باله أبدا
فطمأنه والده بأنها تهاتفهم مرة اسبوعيا يطمأنهم على أحوالها
فهدأت سريرة ماجد قليلا رغم أنه لا يشعر بالارتياح الكامل
ثم هتف متسائلا عن أخيه ماهر لم ينزل في إجازة هو الآخر؟
***************
بارت12
اللي بعد شهر
لتجيب أمه
_أخوك عنده مباراة مهمة علشان كده عندهم تدريبات مكثفة ومعرفش ينزل بس بيقول هينزل كمان اسبوع
أومأ برأسه متفهما ثم هتف واضعا يده على بطنه
_عصافير بطني بتصوصو .. طابخة ايه ياست الكل.
ابتسمت له سوسن
_عاملاك الحمام اللي بتحبه .. تعالى اقعد هغرفلك تاكل لإني عايزاك في موضوع
ليهتف فهمي بضجر فهو يعرف في أي شىء ستحادث ماجد فيه
_تاني يا سوسن؟
لتقول وهي تتوجه لمطبخ لتحضر الطعام
_خرّج نفسك انت منها يا فهمي وسيبني أنا اتصرف.
ليهتف فهمي بحنق
_إعملي اللي تعمليه أنا عارف ابني ومش هتفلح حيلك دي معاه.
ليحك ماجد رأسه بعدم فهم
_في إيه يا جدعان أنا مش فاهم حاجة!!
هتف فهمي وهو يغادر المنزل
_أمك عندك أسألها.
لتضع أمه الطعام أمامه وتقول بلطف
_كُل يا حبيبي كُل، ورُم عضمك انت بتتعب في الشغل
ليضيق ماجد حاجبيه
_ قلبي بيقولي إن ورا حنينتك الغير معتادة دي معايا .. حاجة أنا مش عارفها.
أكملت أمه وضع الطعام ثم جلست جواره
_بصراحة بقا أنا عايزاك تخطب يا واد يا ماجد
ليهتف ماجد بمرح ممازحا أمه كعادته وكعادتها لا تتقبل مزاحه
_أخطب و واد في كملة واحدة يا سوسو ... طب لو أنا واد هخطب إزاي بس؟
لتهتف هي بصرامة
_واد يا ماجد بطّل لماضة ورد عليا
ليهتف هو ومازال محتفظا بابتسامته
_حاضر يا ست الكل .. عندك ليا عروسة طيبة وبنت حلال ؟؟
قالها وهو متوجس، فهو على يقين أن أمه تقصد ملك وتريده أن ترتبط بها
لتقول بحماسة
_عندي طبعا هو في أحلى من ملك بنت خالتك ؟
ليعبس بوجهه في وجوم ويهتف بتهكم
_بقولك طيبة وبنت حلال يا سويو تقوليلي ملك؟؟
لتهتف غاضبة
_جرا إيه يا واد يا ماجد... ملك بنت خالتلك بنت متربية وسطينا وعارفين عنها كل حاجة والعيبة عمرها مطلعت من بوقئها
ليضحك ماجد ساخرا على آخر كلمة قالتها أمها ( العيبة عمرها ما طلعت من بوءها) فهي على خلاف ملك تماما ، فهو يعرف ملك جيدا فملك تحمل في قلبها خُبث دفين ودائما ما تحقِّر من شأن الآخرين ولا تتركهم وشأنهم بأي حال من الأحوال
لتردف أمها
_وبصراحة بقا أنا عايزة ملك بنت اختي معايا تونسني ومش هلاقي مرات ابن أحسن منها.
ليهتف ماجد بضيق
_طيب بما ان الموضوع كده.. متجربي مع ماهر بما إني مفقود مني الأمل في إني أوافق على ملك اللي طالعين فيها السما على الفاضي دي.
لترمقه أمه بغيظ
_يعني إيه ياماجد؟
_يعني مش موافق على ملك نهائي يا أمي.. عندك عروسة تانية تعرضيها عليا ماشي مفيش خلاص نفضها سيرة علشان أركز مع الحمام اللي ريحته تهبل دي.
لتستفزها كلمات ماجد بتقول بغيظ وهي تحمل طبق الحمام من أمامه
_بقا كدا طب مفيش حمام يا ماجد
ليهتف ماجد _مدعيا الحزن_ وعينه ويده على طبق الحمام التي حملته أمه بعيدا عنه
_بقى اهون عليكي يا سوسو.. ده انا راجع من الشغل هفتان زي ما انتي شايفة، وعيني وبطني هتطلع على الحمامتين دول
_لو سمعت كلامي هجبلك الحمام
_يعني عايزاني أتجوز يا سوسو غضب عني..
صمت قليلا ثم فكر في حيلة
_بعدين يا سوسو أنا شايف ملك زي أختي ..حد بيتجوز أخته؟؟
لتنفخ أمه بضيق فخطتها فشلت في إقناعه فقامت للمطبخ ومعها طبق الحمام خاصته
لينادي عليها
_الحمام يا سوسو ... هأكل أنا إيه دلوقتي.
لتهتف هي غير مبالية به
_خسارة فيك الحمام ..هروح أءكله لملك حبيبتي.
ليجلس ماجد واضعا رأسه على يده وينظر للأرز أمامه ويهتف بمزاح كعادته فلا تعرف جده من هزله
_ما أنا عارف من يومي إني ابن البطة السودا ... ناس ليها وز وناس ليها رز.. ماشي يا سوسو .. لو رجعتلك الشهر الجاي على نقالة متبقيش تزعلي ما هو أنا مفيش حد يهتم بيا ولا يأكلني حمام ... نفسي في حمام يا ناس .
قال كلماته وانتظر أمه كي تعود بطبق الحمام لكنها لم تفعل ..فتنهد بضيق وباشر بتناول الطعام أمامه فهو جائع جدا
_ماشي يا سوسو خليكي فاكرة إنك أكلتيني رز وخضار بس ها .. بس على كل حال تسلم ايدك يا ست الكل .
تناول طعامه ثم حمل الاطباق الى المطبخ حيث تقف أمه ،فأمسك يدها يقبلها
_تسلم ايدك يا سوسو على الأكل ..رغم اني كنت هموت ع الحمام بس ملحوقة.. اتحرم من الحمام أحسن ما اتدبس في ملك
ليجد أمه تخلع حذاء قدمها وتُلْقِه به ليتفاداه كعادته
_ماشي ياسوسو مقبولة منك ..
أرسل لأمه قبلة في الهواء ثم ذهب إلى غرفته لينال قسطا من الراحة .
____
صدح عامر بصوت جهوري غاضبا لا يبشر بخير ينادي على رهف التي أتت على الفور لتتجنب ضرباته المؤلمة
_رهف انتي يا زفتة
_نعم
قالتها باستكانة وخضوع تام
ليهدر هو بها ممسكها من خصلات شعرها لتصيح بألم واضعة يدها على يده محاولة تخليص نفسها منه
_الفلوس اللي كانت في جيب البنطلون ده ناقصة... طلعتي حرامية كمان والله عال
هتفت رهف لتدافع عن نفسها فهي لم تحركهم من مكانهم
_والله أنا مجتش جنبهم خالص.. أنا علقت البنطلون على الشماعة زي ما طلبت لكن ممدتش إيدي على حاجة
ليصيح بها بعد أن ضربها على وجهها بيده
_كدابة ..وحرامية كمان... بس أنا بقى هعرفك إزاي تمد إيدك على حاجة مش بتاعتك
لتضع يدها مكان صفعته وتنظر له بغضب وتهتف بحدة لأول مرة
_أنا مش كدابة ولا حرامية يا عامر بيه... أنا مش بكدب عليك أن معرفش فلوسك راحت فين ..شوف وقعوا منك او ضيعتهم فين لكن أنا مجتش جنبهم.
ثم أردف بغضب
_ومش هسمحلك تتهمني بحاجة زي كدا .. كفاية بقا زل واتهام فيا بالباطل وأنا ساكتة كفاية.
ليمسكها ماهر من خصلات شعرها مرة أخرى
_لا وليكي عين تعلي صوتك عليا يا حقيرة إنتي ..وساكتة يعني هتعملي فيا إيه يعني
لتهتف رهف ببكاء وقهر
_هشتكيك لربنا
ليدفشها لتقع فوق فراشه ويقول ضاحكا بسخرية
_اشتكيلي يمكن ربنا يستجيب منك يا .. يا ست الطاهرة الشريفة
في تلك الأثناء عادت أمه من الخارج تنادي على رهف
_يارهف .. تعالي ظبتي الحاجات دي في المطبخ
ليترك عامر رهف ملقاة تبكي على فراشه ويخرج لأمه ليهتف باستغراب
_انتي كنتي فين يا ماما؟؟
_قلت أروح السوق أجيب شوية حاجات ناقصة البيت من زمان منزلتش ..قلت أفك رجلي.
ليهتف عامر بضيق
_كده من غير ما تقوليلي!!
_فيها إيه يا عامر هوا أنا لازم أخد الاذن منك قبل ما انزل
_لا على الأقل أكون عارف
_ ما علينا المهم إني رحت ورجعت.. ااه من حق أنا أخدت فلوس من جيب بنطلونك المتعلق في الشماعة وانت كنت نايم
ليهتف عامر بصدمة
_يعني مش رهف اللي سرقت الفلوس!!
أجفل أمه مكانها خوفا على رهف
_انت فكرت أن رهف هيه اللي أخدت الفلوس.. وتلاقيك متوصتش وطلعت عينيها يا حبة عيني .
ليهتف عامر بلا مبالاة
_ميبقاش قلبك حنين أوي كده... أنافكرتها هيه اللي أخدت الفلوس علشان كده ضربتها.
لتقوم أمه بضجر من تصرفاته
_ما تهدا على البت شوية بقا يا عامر.. بعدين هيه كانت هتأخد الفلوس تعمل بيها ايه يا حبة عيني دي لا بتخرج ولا حتى شافت الشارع من يوم ما جت هنا.. والبت مستكينة وراضية .
ليبتعد عامر ويذهب ليباشر عمله في شرفة الردهة غير عابىء بكلام أمه فقلبه لم يرق لرهف قيد أنملة.
حركت أمه رأسها بأن لا فائدة ترجى منه
وذهبت لرهف لتطيب بخاطرها حتى لا تحزن
_متزعليش يا رهف .. تعالي قومي جبتلك فروالة أنا لاحظت انك بتحبيها.. تعالى ناكلها مع بعض.
ابتسمت لها رهف وسط دمعاتها ..فمدت أم عامر يدها لتزيل دموع رهف
فحمدت رهف ربها أنه سخر لها تلك السيدة ورقق قلبها تجاهها لتستطيع تحمل ما تعانيه ولو قليلا.
_____
مرت الايام
وعاد ماهر من عمله وقررت أمه أن تفاتحه بأمر خطبة ملك فهي طوال الايام الفائتة تحاول أن تجد حلا لتلك المشكلة لذا قررت أن تجعل ابنها ماهر يخطب ملك رغم أنها تعرف ميل ملك لماجد وليس ماهر ... لكن سوسن عللت الأمر بأنها تريد ملك معها هنا وملك تريد أن تسكن مع خالتها بالمنزل فلن تمانع اذا كان ماجد أم ماهر.
فاتحت سوسن ابنها فلم يهتم للأمر في بادئ الأمر ولكن مع إصرار أمه وتأكيدها عليه بأنه لن يجد مثل ملك وأنها تضمنها له ..أعلن موافقته فأمر إختيار الزوجة لا يهمه.. فهو يريد الزواج فحسب لا يهم من تكون المهم أنها تكون فتاة جيدة الاخلاق ومطيعة فحسب.
طارت سوسن من الفرحة وهاتفت أختها سناء بأن تأتي هي وملك لتخبرهم بأخبار سارة ستسعدهم
تراقص قلب ملك من الفرحة فما كانت تنتظره أخيرا ستحصل عليه أخيرا ستنال قرب ماجد وستصبح مخطوبته .. أخيرا ستستطيع أن تتقرب منه كيفما تشاء
لتهتف أمها بغرور
_مش قلتلك اسمعي كلامي وانتي تكسبي .
عانقت ملك أمها بفرحة
_بموت فيكي يا سناء... يلا نلبس بسرعة أنا مش قادرة أصبر قلبي هيقف من الفرحة
هرولت سريعا الى خزانتها وانتقت فستانا مفتوح من الساق ليظهر ارجلها وما ترتديه من أسفل من بنطال ضيق للغاية لونه متلائم مع لون الطرحة التي تضعها على رأسها وتظهر نصف شعرها منه.
ومن ثم وضعت الزينة وأدوات التجميل بكثرة هذه المرة على وجهها فاليوم يوم سعدها. .. اليوم ستخبرها خالتها بشأن تقدم ماجد لخطبتها
_____
ذهبت لبيت خالتها بحماس شديد وما أن وطئت المنزل حتى جالت ببصرها المنزل لتلمحه لكنها لم تجده
فقالت بتساؤل مدعية الخجل
_هو ماجد نايم ولا إيه يا خالتي؟؟
_لا سافر النهاردة الصبح يا حبيبتي.. عنده شغل كتير فسافر يخلصه.
ظهر على وجه ملك أمارات الاستياء لتقول سوسن بابتسامة منفرجة
_اقعدي اقعدي عندي ليكي خبر هيفرحك أوي.
جلست ملك جوار أمها ونظرت إليها بانكشاح
لتقول سوسن
_ابني طلبك للجواز يا ملك يا حبيبتي.. قولتوا إيه والخطوبة هتكون في أجازتهم الجاية يعني بعد شهر من دلوقتي .. ؟؟
لتهتف سناء على عجل دون حتى أن تسأل عن أي ابن تتكلم سوسن فهي ظنتها تتحدث عن ماجد لم تعرف أن سوسن تقصد ابنها ماهر بحكم أنه هو الموجود بالمنزل وماجد سافر إلى عمله
_واحنا نلاقي حد أحسن من ولادك يا سوسن.. أدب وأخلاق وشهامة .. دي البت ملك محظوظة بيكم والله.
لتهتف سوسن بحذر من ألا توافق ملك بماهر
_يعني انتي موافقة يا ملك
لتدعي ملك الخجل وتقول بخفوت مصطنع
_اللي تشوفوه يا خالتي
فتتنهد سوسن براحة وتبتسم وهي تربت على أرجل ملك
_ألف مبروك يا حبيبتي ... ده يوم المنى لما تكوني مرات ابني
فينشرح قلب ملك كثيرا وتتنهد بنصر فأخيرا زفرت بمن تريد.
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺