رواية بين نبضتين البارت الثالث 3 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
رواية بين نبضتين البارت الثالث 3 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
ترددت سارة، ثم قالت وهي تحاول تغيير الموضوع: "إحنا هنا عشان نساعدك تتعافى، خلينا نركز في ده".
ابتسم آدم وقال: "بس أحيانًا العلاج بيبدأ من جوا، من كلام مش من أدوية. مش كده؟".
نظرت إليه سارة بحذر: "إنت بتفكر كتير، يا آدم. المفروض تريح عقلك شوية".
رد بلهجة مرحة: "إزاي وأنا عندي دكتورة بتشغلني بكلامها الموزون؟".
ضحكت سارة رغمًا عنها: "آدم، إنت دايمًا بتلف الكلام وتخليه على مزاجك".
قال آدم بنظرة تحدي: "وده مش جزء من التعافي؟ إنك تلاقي نقطة ضحك وسط كل ده؟".
سكتت للحظة، ثم قالت: "يمكن، بس مش كل الناس بتقدر تلاقيها".
اقترب آدم قليلًا، عاقدًا حاجبيه: "وأنتي، يا دكتورة، ليه مش بتحاولي تلاقيها؟".
تراجعت خطوة للخلف وقالت بنبرة دفاعية: "دي مش قضيتي. شغلي هنا هو إنك تتحسن، وبس".
رد آدم بابتسامة هادئة: "وأنا شايف إنك محتاجة تتحسني برضو، بس مش بنفس الطريقة".
سارة شعرت بتوتر خفيف وهي تسمع تعليق آدم، لكنها قررت أن تحافظ على هدوئها المعتاد. قالت: “آدم، خلينا نركز في الجلسة. المرة الجاية نتكلم في مواضيع أعمق، أوكي؟”
آدم ابتسم وقال: “ماشي، بس ده وعد يا دكتورة.”
مرت دقائق الجلسة ببطء، ومع كل توجيه من سارة كان آدم يحاول أن يتفاعل بجدية، لكن كان من الواضح أن هناك أمورًا كثيرة تدور في ذهنه. عندما انتهت الجلسة، همّت سارة بتجهيز أوراقها للرحيل، لكنه سأل فجأة: “عمرك فكرتي إنك محتاجة حد يسمعك؟ زي ما بتسمعي المرضى؟”
توقفت يد سارة عن الحركة للحظة، ثم استدارت نحوه وقالت بابتسامة حزينة: “الدكاترة كمان بيحتاجوا حد يسمعهم، بس في شغلنا، إحنا اللي بنسمع.”
آدم رد بنبرة واثقة: “يمكن ده اللي محتاج يتغير.”
سارة شعرت بكلمات آدم تلامس جزءًا خفيًا بداخلها، لكنها لم تكن مستعدة للاعتراف بذلك. أغلقت الملف ببطء وقالت: “أتمنى إنك تستفيد من الجلسات دي يا آدم، ده الأهم.”
آدم نظر إليها بنظرة طويلة قبل أن يرد: “أنا بستفيد، بس مش بس من الجلسات.”
سارة حاولت أن تتجاهل ذلك التعليق وغادرت الغرفة بخطوات ثابتة، لكن عقلها كان مشغولاً بتلك الكلمات التي بدت وكأنها تفتح أبوابًا لم تكن مستعدة لاستكشافها.
في نهاية اليوم، جلست سارة في مكتبها تتأمل السجلات، لكنها لم تستطع أن تركز. كلمات آدم كانت تتردد في ذهنها، “يمكن ده اللي محتاج يتغير.” لأول مرة شعرت بأنها ليست فقط طبيبة تشفي الآخرين، بل إن هناك من يرى احتياجها للأمل والحديث مثل أي إنسان آخر.
سارة جلست في مكتبها، تشعر بعبء يوم طويل ومشاعر متضاربة. صوت آدم وكلماته كانت تطن في أذنيها، وتعيدها إلى لحظات نادرة كانت تشعر فيها بالضعف. “يمكن ده اللي محتاج يتغير”... لم تكن تعلم لماذا أثرت فيها تلك العبارة بهذه الطريقة.
رنّ هاتفها فجأة، فقطعت أفكارها وأمسكت به لتجد رسالة من زميلتها مها: “سارة، عندك وقت نتكلم الليلة؟ محتاجة أفضفض.”
تنهدت سارة وكتبت بسرعة: “طبعًا، في أي وقت.” وضعت الهاتف جانبًا، وعادت لتفكر في نفسها. كيف يمكن أن تكون الدكتورة التي تُنصت لغيرها بحاجة أيضًا لأن تُنصت لها؟
في تلك اللحظة، دخلت مها إلى المكتب دون استئذان، مبتسمة رغم التعب الذي بدا واضحًا على ملامحها. “مش حبيت أرد بالرسائل. قلت أجيلك نتكلم وجهًا لوجه.”
ابتسمت سارة وقالت وهي تشير إلى الكرسي المقابل: “تعالي اقعدي. شكلك تعبانة.”
مها جلست وأخذت نفسًا عميقًا، ثم قالت: “فعلاً، اليوم كان مرهق. بس، مش هكذب عليكي، انتي كمان شكلك مش مرتاح. حصل حاجة مع المرضى النهاردة؟”
ترددت سارة للحظة قبل أن ترد: “مش مشكلة كبيرة، بس واحد من المرضى، آدم... كلامه لمسني بطريقة غريبة.”
مها رفعت حاجبها باهتمام: “آدم؟ المريض الجديد؟ قوليلي إيه اللي حصل.”
بدأت سارة تروي تفاصيل الجلسة ومحادثتها مع آدم. كانت مها تستمع بتركيز وتهز رأسها بين الحين والآخر. “عارفة، أحيانًا المرضى بيفتحوا عيوننا على حاجات جوانا إحنا مش مدركينها.”
ضحكت سارة بخفة: “يمكن. بس مش متعودة أكون أنا اللي بتتأثر.”
مها قالت بصدق: “إحنا بشر في الأول والآخر، حتى لو بنلبس القناع المهني. يمكن آدم شايف حاجة فيكي إنتي نفسك مش قادرة تشوفيها.”
تأملت سارة كلمات مها، وأدركت أن هناك جانبًا من الحقيقة فيما قالته. ربما كانت بحاجة لأن تسمح لنفسها بأن تتأثر، بأن تشعر، بأن تكون أكثر من مجرد دكتورة.
في اليوم التالي، عندما دخلت سارة غرفة آدم، كانت تشعر بطاقة مختلفة. ابتسمت له قائلة: “صباح الخير يا آدم، جاهز للجلسة؟”
آدم رد بابتسامة عريضة: “جاهز دايمًا، بس النهاردة حاسس إنك مختلفة.”
سارة رفعت حاجبها باستغراب: “مختلفة إزاي؟”
قال آدم بثقة: “كأنك سمعتي الكلام اللي قلته، مش بس سمعتيه... حسيتي به.”
شعرت سارة بتلك الكلمات تعبر قلبها، وأدركت أن رحلة التغيير قد بدأت.
سارة استنشقت نفسًا عميقًا وقالت وهي تجلس أمام آدم: "يمكن... ويمكن كنت محتاجة أسمع الكلام ده من زمان."
نظر آدم إليها بدهشة ممزوجة بالاهتمام، وقال: "إنتي عارفة إن ده جزء من التعافي برضو؟ إنك تواجهي نفسك قبل ما تواجهي أي حد تاني."
ابتسمت سارة بخفة وقالت: "ما توقعتش إنك تبقى المعالج بتاعي بدل ما أكون معالجتك."
ضحك آدم وقال: "الدنيا كده... ساعات بنلاقي المساعدة في مكان ماكنّاش نتوقعه."
سكتت سارة للحظة، ثم قالت: "طيب خلينا نتفق إن الجلسة دي مش ليا... دي ليك."
آدم أومأ برأسه وقال: "تمام، بس على شرط... إنك ما تحاوليش تخبي أي حاجة المرة الجاية لو حسيتي إنك محتاجة تتكلمي."
سارة رفعت حاجبها بمرح وقالت: "صفقة غريبة! بس ماشي... نكمل الجلسة."
بدأت الجلسة تأخذ طابعًا أكثر جدية، وسارة كانت تحاول التركيز على حالة آدم، لكن ما حدث بينها وبينه في الأيام الماضية ظل يطفو في ذهنها.
بعد انتهاء الجلسة، وعندما كانت تودعه عند الباب، قال آدم فجأة: "على فكرة يا دكتورة، أنا مؤمن إن كل حد ممكن يلاقي طريقه، حتى لو كان الطريق صعب."
ابتسمت له سارة وقالت: "وأنا مؤمنة إن كل حد محتاج يلاقي طريقه بطريقته الخاصة."
رد آدم بابتسامة صغيرة: "يمكن طريقنا يبقى فيه تقاطع."
سارة لم ترد، لكنها شعرت بكلماته تترك أثرًا داخليًا.
في المساء، جلست سارة مع مها في شقتها، تتناولان كوبين من الشاي. مها سألتها: "طيب، بعد كل ده... إنتي حاسة بإيه؟"
تأملت سارة قليلاً قبل أن تقول: "مش عارفة أوصفه. زي ما تكون حاجة جوايا بدأت تتحرك، حاجة كنت فاكرة إنها ميتة أو خلاص ما بقاش ليها وجود."
مها ابتسمت وقالت: "طيب دى حاجه كويسه. بس لازم تبقي حذرة برضو، آدم مريض، وعلاقته بيكي لازم تبقى في إطار العلاج."
سارة أومأت ببطء وقالت: "عارفة. وأنا مش هتجاوز حدودي. بس الكلام معاه... خلاني أفكر في حاجات كتير كنت بغفلها."
مها وضعت يدها على كتف سارة وقالت: "كلنا محتاجين نعيد النظر في حياتنا من وقت للتاني. يمكن آدم كان مجرد مرايا للحاجات اللي جواكي."
سارة نظرت لصديقتها وقالت بابتسامة: "يمكن فعلاً... بس مش عارفة لسه هعمل إيه."
في الأيام التالية، بدأت سارة تلاحظ تغيرًا في تعاملها مع المرضى. كانت أكثر قربًا وأكثر إنصاتًا، ليس فقط لتاريخهم المرضي، ولكن لما خلف الكلمات.
أما آدم، فكانت جلساته معها تزداد عُمقًا. كل مرة كان يحاول أن يكسر الحواجز بينها وبين نفسها، وسارة كانت تتجاوب دون أن تدرك أنها فعلًا بدأت رحلة التعافي الخاصة بها.
في إحدى الجلسات، قال آدم: "إنتي عارفة، يا دكتورة، كل ما بتكوني صريحة مع نفسك، كل ما بتساعديني أكتر."
ردت سارة مبتسمة: "وأنت كل ما بتتكلم أكتر، بتخليني أفكر في حاجات جديدة."
قال آدم وهو ينظر إليها مباشرة: "يمكن ده الجزء الأهم في العلاج... إننا نلاقي القوة في ضعفنا."
سارة شعرت أن كلماته تحمل أكثر من مجرد معنى نظري. ربما كانت تلك الكلمات هي ما تحتاجه لتعيد بناء نفسها.
ومع انتهاء الجلسة، قالت وهي تودعه: "آدم، شكراً إنك بتخليني أتعلم منك... مش بس أعلمك."
آدم ابتسم وقال: "الدنيا دايمًا فيها تبادل... حتى لو ما كناش متوقعين."
سارة أدركت أن حياتها بدأت تأخذ منحنى جديد، ربما أكثر وضوحًا، وأكثر صدقًا.
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق