رواية لن أنساك الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ريهام أبو المجد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
زينب من وراهم بتقول بصدمة: ميرنا، عمران إية اللي بيحصل دا؟؟؟!
ميرنا جسمها أتنفض وبعدت إيديها اللي محاوطة رقبة عمران وبعدت عنه، وهو حاول يهدي نبضات قلبه ويبان إنه طبيعي.
زينب قربت من ميرنا وقالت: إية دا؟!
ميرنا بتوتر وهي بترجع شعرها ورا ودنها وبتقول بصوت بتجاهد إنه يخرج: دا دا أنا أفتكرت إن بابي هو اللي دخل زي ما اتفقت مع سليم بس.
زينب: بس إية كملي؟
ميرنا بتوتر: بس طلع عمران يا عمتو أنا أسفة.
زينب بصت لعمران وبعدين قالت: وأنت جيت دلوقتي لية يا عمران؟
عمران بصوت رجولي: سليم قال إن ميرنا حصل معاها حاجة فجيت عشان أطمن.
ميرنا بتوتر: عمتو والله كل دا حصل في ثانية وكان سوء فهم.
زينب طبطبت على كتفها وقالت: أهدي يا حبيبتي أنا مصدقاكي.
ميرنا: بجد يا عمتو؟!
زينب ابتسمت وقالت: ايوا يا حبيبتي ويلا أقفلي الأنوار بسرعة عشان عثمان زمانه على وصول وكل اللي خططناله هيروح على الفاضي.
ميرنا: حاضر يلا.
زينب بضحك: كلاكيت تاني مرة.
ميرنا بصت لعمران وهي متوترة وهو كان بيبصلها نظرات هي مش قادرة تقرأها.
قفلوا الأنوار تاني وميرنا قررت مش هتحضن باباها الا لما النور يشتغل وتتأكد.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
وصل عثمان ووراه سليم وسالم، وسليم كان هيموت ويعرف إية اللي حصل وعمران راح فين، قرب عثمان ودفع الباب لأنه كان مفتوح وأول ما دخل قال بإستغراب: ليه الأنوار مقفولة؟! أميرتي حبيبتي أنتي فين؟
فجأة كل الأنوار أشتغلت وظهرت ميرنا وهي بتضحك وقالت: هابي بيرث داي بابي.
عثمان فرح اووي وبصلها بحب وهي جريت عليه وحضنته وهو حضنها بحب وهو بيقول: إية الجمال دا يا قلب بابي، أنا فرحان اووي إنك عملتي كل دا عشاني.
ميرنا رفعت راسها ليه وقالت: دي حاجة بسيطة عشانك يا بابي أنت طول عمرك مبتعملشي حاجة غير إنك بتعطيني كل حاجة وأي حاجة عشان راحتي وأنا حقيقي محظوظة إني بنتك يا حبيبي.
عثمان عيونه دمعت وضمها لصدره تاني وقال: أنا اللي محظوظ إن ربنا رزقني ببنوتة شبهك، أنا كنت طول عمري من وأنا شاب كان نفسي أخلف بنوتة عشان تكون حنينة عليا وتعوضني عن حنان الأم اللي أتحرمت منه زمان، وفعلًا أنتي أحن حد عليا ومعاكي بحس إنك مش بس بنتي دا أنتي أمي وحبيبتي يا ميرنا ربنا ميحرمنيش منك وأشوفك أجمل عروسة وأشوفك سعيدة العمر كله.
ميرنا ابتسمت وقالت: هو في إية بقى يا أستاذ بابي أنت عايزني أعيط يوم عيد ميلادك عشان متعطنيش هدية ولا إية؟
زينب مسحت دموعها وقالت وهي بتضحك: يا هبلة المفروض أنتي اللي تعطيه دا عيد ميلاده.
ميرنا بضحك: ولو لازم يعطيني بردو.
عثمان بضحك: أنتي بس أطلبي وأنا عليا أنفذ.
عمران كان غيران عليها من والدها اللي لسه حاضنها وكان عايز هو اللي يكون مكانه، أما سليم مكنشي همه كان عادي وكأن كل غيرته متحوشه بس لعمران.
ميرنا مسكت إيد والدها وقربته من الترابيزة اللي عليها التورتة والحلويات وقالت: يلا عشان تطفي الشمع فاضل دقيقة واحدة.
عثمان: عايز أعرف عملتي كل دا امتى وإزاي؟
ميرنا بضحك: بمساعدة حلفائي.
عثمان بإستغراب: ايوا اللي هم مين؟!
ميرنا بضحك: زوزو حبيبة قلبي وسليم.
عمران حس بالغيرة إنها عملت كل دا واختارت سليم اللي يشاركها كل حاجة، ودا زاد من حيرته وغيرته وغضبه في نفس الوقت.
سوزان بغضب: بنت مش قولتلك قبل كدا تقولي عمتو إية زوزو دي؟
ميرنا اتحرجت وحطت وشها في الأرض بخنقة، فزينب اتعصبت وقالت: في إية يا سوزان ما تقول اللي هي عايزاه أنا راضية وبعدين أنا مش بس عمتها أنا صاحبتها وأمها زيك بالظبط.
سوزان بحرج: بس أنا مش عايزاها تشيل الألقاب عيب.
عثمان بضيق من تصرفاتها: سوزان أنا أميرتي تعمل اللي هي عايزاه وبعدين أخواتي بيحبوها تقولهم كدا وما دام مفيش حد منهم ولا أنا ممانع يبقى خلاص وبطلي كل مرة تحرجيها كدا.
ميرنا بزعل: خلاص يا بابي أنا هسمع كلام مامي.
سليم قرب منها وقال بإبتسامة: يلا يا لولو عشان نطفي الشمع.
ميرنا بضيق: يا دي لولو وسنينها، لولو في عينك يا سليم.
سليم ضحك والكل ضحك وهو قال: الله يعني أنتي تدلعيهم ومش عايزة حد يدلعك؟!
ميرنا: أي حد يدلعني إلا أنت وبطل تستفزني بقى.
زينب ضحكت وقالت: يا ولاد بطلوا النكش دا بقى وخلصونا الساعة بقت ١٢.
ميرنا جريت بسرعة وطفت الأنوار وقربت من عثمان اللي كان على يمينها وسليم على شمالها وعمران كان جنب عمه عثمان.
ميرنا بحماس: يلا نغني عشان بابي يطفي الشمع.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
بدأوا يغنوا وسليم لمس إيد ميرنا وهي أفتكرت إنه غصب عنه فبعدت إيدها شوية، لكن هو قرب تاني ومسكها وهي أتعصبت وسحبت إيدها جامد وقالت بهمس: سليم مبحبش الحركات دي أتظبط.
سليم بهمس: بس أنا عايز أمسك إيدك.
ميرنا بغضب: أوووووف.
وأتحركت ووقفت جنب والدها الناحية التانية وبقت دلوقتي بين عمران ووالدها عثمان.
عمران أول ما ميرنا بقت جنبه وكتفها لمس كتفه قلبه دق بقوة رهيبة وهي كمان، فبصت في عيونه وهو كمان وكأنها بتحاول تقرأهم وعمران تاه في عيونها اللي شبة القهوة اللي بيحبها من إيدها.
فاقت على صوت والدها وهو بيقول: يلا طفي الشمع معايا يا أميرتي.
ميرنا ضحكت وقالت: يلا يا حبيبي.
خلصوا وشغلوا الأنوار تاني وأول ما سليم شافها واقفة جنب عمران أتعصب اووي وقال: ميرنا تعالي هنا.
ميرنا بعند: لا مش جاية.
وقطعت التورتة وأخدت حتة في إيدها وأكلتها لوالدها وهو فرح، وبعدين أكلت والدتها وعمتها.
وبعدين سليم جي جنبها مكان والدها وقال بحماس: وأنا كمان.
ميرنا: لا أكل نفسك أنت مش صغير.
سليم بملامح زعل: لا عايز من إيدك زي ما عملتي مع كله دا أنا حتى خطيبك حبيبك.
ميرنا رفعت حاجبها وقالت: لا مش حبيبي شوف أنت رايح فين بقى.
عمران كان واقف هيولع من الغيرة ومن سليم.
ووجهت إيدها بقطعة الكيكة لشفايفها عشان تاكلها لقت إيد مسكت إيدها وكان سليم مسك إيدها وقربها من شفايفه وأكلها وعض صوابعها قصد.
ميرنا بغضب: يا بابي شوفت سليم عمل إية.
عثمان: ما تلم نفسك يا سليم ومتضايقشي أميرتي.
سليم بإبتسامة خبيثة: معملتش حاجة يا خالو كل دا عشان أخدت حتة كيكة.
ميرنا ضربت رجليها في الأرض بغيظ وقالت: دا عض صوابعي يا بابي.
زينب: حقك عليا أنا يا لولو أنا معرفتش أعلمه الأدب.
ميرنا ضحكت وقالت: لا متقوليش كدا يا زوزو دا هو اللي عنده طفولة متأخرة.
سليم بغيظ: والله أنتم هتتفقوا عليا.
نغم قربت من عمران بدلع ومدت إيدها بالشوكة بتاعتها وفيها حتة تورتة وقالت: ممكن تقبلها من إيدي يا عمران؟
عمران بصرامة: شكرًا مبحبش الحلويات.
نغم بدلع: دي حتة صغيرة يعني هتحرجني وترد إيدي.
عمران بصرامة: بعد إذنك.
ومشي وسابها وراح قعد بعيد، فمصطفى قرب منه ومسك إيده وقال بطفولية: عمران أنت زعلان؟
عمران بإبتسامة: لا يا حبيبي أنا كويس.
مصطفى بملامح قلق جميلة: طب هو أنت تعبان؟
عمران بص لميرنا بحزن وقال: تعبان اووي يا مصطفى.
مصطفى وقف قدامه وحط إيده على قلب عمران وقال بطفولية ممزوجة بالزعل: دا بيوجعك صح؟
عمران بصله بإستغراب: وعرفت منين؟
مصطفى بص لميرنا وبعدين بصله وقال: مامي كانت تعبانة ولما سألتها حطت إيدها هنا وقالت إنه بيوجعها اووي.
عمران حس بوجع جواه وبص لميرنا بخوف وقال: تعبان إزاي؟
مصطفى بطفولية: لما سألتها قالتلي عشان حبيبه مش جنبه وإنه مش هيخف إلا لما يقرب منه والوجع دا ملوش دوا غير قربه.
عمران بصله وبص لميرنا بحيرة وإستغراب وبعدين قاله: وهي مقلتلكشي مين حبيبه؟
مصطفى رفع كتافه وقال: لا.
عمران اتأكد أكتر أنها بتحبه لأن لو حبيبها سليم عمرها ما تقول كدا لأنه معاها طول الوقت.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
وطلعه من شروده صوت مصطفى وهو بيقول: وأنت كمان حبيبك بعيد عن قلبك؟
عمران بحزن: رغم إنه قريب بجسده لكن بعيد اووي اووي يا مصطفى.
مصطفى بزعل: طب متزعلشي يا عمران لو بيحبك هيجيلك وهيقرب منك.
عمران بصله بحب رغم صغر سنه لكن قال كلام أكبر منه وحضنه وقاله: يا رب يا مصطفى.
ميرنا قربت منهم وقالت بحرج: مصطفى.
مصطفى خرج من حضن عمران وجري على حضن ميرنا وقال: مامي.
ميرنا ضحكت ونزلت لمستواه وقعدت على ركبها وقالت: حبيبي أنا بدور عليك من ساعتها عشان أأكلك جاتوة.
مصطفى بطفولية: ما أنتي مشغولة مع سليم الرزل دا.
ميرنا: كدا عيب يا حبيبي مينفعشي نغلط في حد أكبر مننا، وأنت ولد محترم ومينفعشي تقول كدا صح يا حبيبي؟.
مصطفى بغضب طفولي: ما هو اللي كل شوية ياخدك مني.
ميرنا ابتسمت وباسته من خده وقالت: محدش يقدر ياخدني منك يا حبيبي.
وبعدين ضحكت وقالت: تعرف يا أبو درش عندك حق هو فعلًا رزل.
مصطفى ضحك وعمران ضحك غصب عنه وهي بصتله بحرج ووشها أحمر فمصطفى قالها: طب يلا يا مامي أكليني.
ميرنا ضحكت ومسكت حتة بإيدها وأكلته بحب وقالت: ها طعمها حلو؟
مصطفى: حلو اووي شبهك يا مامي.
ميرنا ضحكت وقالت: الله الله بدأنا نعاكس كمان.
عمران بهمس: ما عنده حق.
ميرنا: بتقول حاجة؟
عمران بتوتر: لا خالص.
مصطفى: مامي عمران مأكلشي أعطيه حتة هو كمان.
ميرنا بصتله بغيظ وقالت: طنط نغم قامت بالواجب.
عمران رفع حاجبه بطريقة حلوة وعرف إنها غيرانه عليه فقال: وأنتي مدايقة ولا إية؟
ميرنا بغضب: وأنا أدايق ليه إن شاء الله أنا مالي ومالكم، أبقى أكلها أنت كمان وأنت بتفسحها في إسكندرية.
عمران ضحك وهي سرحت في ضحكته الجميلة وغمز وقال: شكلك فعلًا مش مدايقة.
ميرنا بغيظ: يوووووه بقى أنت عايز إية دلوقتي؟
عمران بإبتسامة: مش عايز بس على فكرة أنا مرضتشي أخد منها حاجة ومشيت وسبتها، ثانيًا قولتلك قبل كدا أنا معرضتش عليها حاجة هي اللي حطتني قدام الأمر الواقع.
ميرنا ببرود: ولا يهمني أصلًا.
مصطفى مسك إيد عمران وخلاه ينزل لمستواه ويبقى قصاد ميرنا وبعدين مسك إيد ميرنا اللي ماسكة حتة جاتوة وقربها من عمران وقال: مامي أكليه شبهي.
ميرنا بإحراج: هو هياكل يا مصطفى.
لكن قبل ما تخلص كلامها لقت عمران قرب شفايفه من إيدها وأكل الحتة وأتعمد إن يخلي صوابعها تلامس شفايفه وهي وقتها حست بكهربا في أنحاء جسمها وحست بإحساس جميل اووي أول مرة تجربه، محستشي بيه مع سليم لما أكل من إيدها وهو غمض عيونه وبيتلذذ بصوابعها اللي ملامسه شفايفه.
بصتله بتوهان وقلبها بيدق جامد وأنفاسها مش منتظمة ودا كان واضح عليها وهو أخد باله وعرف إنه ليه تأثير عليها زي ما هي بتأثر على كل كيانه.
فاقت على صوت مصطفى اللي بيقول: وأنا كمان مرة يا مامي.
ميرنا بإحراج كبير وتوتر: ها ايوا ايوا حاضر.
وأكلته تاني وهو كان بيبصلها بحب وعلى حركاتها وهي عماله ترجع شعرها ورا ودنها.
وبعد ما خلصت كانت عايزة تمسح إيدها قالت: شوفت يا أستاذ أبو درش إيدي بقت عامله إزاي.
مصطفى ضحك وقال: متزعليش يا مامي أنا هجبلك منديل.
عمران: لا استنى أنا معايا منديل.
خرج منديل قماش من جيبه وقال: اتفضلي امسحي إيدك.
ميرنا بصت للمنديل وقالت: لا دا قماش هيبوظ خليه معاك أنا هجيب مناديل ورقية دلوقتي.
لقت عمران مسك إيدها وبدأ يمسحهالها بالمنديل بتاعه وهي حست إنها طفلة ودا باباها اللي بيهتم بيها وهو كان فرحان اووي إن القدر بيجمعهم سوا ولو لثواني وكأنه بيراضي قلبه وروحه الهيمانة فيها.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
بعد ما خلص هي سحبت إيدها بخجل وضمتها لصدرها وهي ماسكاها بإيدها التانية، وهو ابتسم على خجلها ولسه هيعين المنديل تاني في جيبه هي قالت: لا هاته أنا هغسله وأرجعهولك تاني.
عمران: لا مفيش داعي.
ميرنا بإصرار: عشان خاطري أنا اللي وسخته يبقى أنظفه بنفسي.
عمران: متقوليش كدا.
ميرنا بإصرار: عشان خاطري يا عمران هاته.
عمران لما قالت عشان خاطري عطهولها وهي أخدته ومصطفى قالها: مامي تعرفي إن عمران تعبان.
ميرنا بخوف واضح وهو أخد باله: تعبان إزاي إية اللي تعبك يا عمران أجيبلك دكتور؟
مصطفى بتسرع: لا يا مامي.
ميرنا بإستغراب: أمال في إية؟
مصطفى مسك إيدها وحطها على قلب عمران وقال: دا اللي بيوجعه يا مامي شبهك.
ميرنا بصت بصدمة لعمران ولإيدها اللي مصطفى حاطتها على صدر عمران وحاطت هو كمان إيده عليها.
عمران أول ما إيد ميرنا اتحطت على صدره قلبه دق جامد اووي لدرجة إن ميرنا حاست إن قلبه هيخرج من مكانه، وهو لمستها ليه هدت كل حصونه وفجأة مبقاش قادر يتحمل غيابها وقال بلهفة: ميرنا أنا بحب.....
سمعوا صوت في المايك بيقول: ميرنا أنتي فين؟
ميرنا وعمران اتخضوا وميرنا قامت بسرعة وقربت منهم فشافها سليم فابتسم وقال وهو بيقرب منها وبيقف قدامها وبيقول في المايك: ميرنا تتجوزيني؟
ميرنا قلبها وجعها وبصت للهفة والحب اللي في عيون سليم وبعدين بصت لعمران اللي ملامحه كلها صدمة وحزن وكانت محتارة اووي بس لقت الكل بيسقف وبيقولوا: وافقي يا ميرنا.
بصت لسليم اللي ركع على ركبته قدامها وفتح العلبة القطيفة اللي فيها خاتم ألماس وقال: أنا بحبك اووي يا ميرنا ومش من امبارح ولا من سنة لا أنا بحبك من يوم ما أتولدتي على إيدي وأنا بحبك وقولت إنك هتكون زوجتي وأم أطفالي.
ميرنا حاسه إنها مش في الكون وقلبها وجعها والأكتر على سليم، هو بيحبها اووي وميستاهلشي منها كسرة القلب، هي مش عايزاه يحس باللي هي حساه.
سليم بحب: ميرنا أنتي عارفة إني بحبك اووي لا دا أنا بعشقك وطلبتك من سنين من خالو وهو وافق وأنا استنيتك كتير على ما تخلصي تعليم رغم حبي وشوقي وإستعجالي على إنك تتكتبي على اسمي، أنا عارف إنك في السنة الأخيرة وكام شهر وتتخرجي فخلينا نلبس الدبل وبعدين نشوف حل المهم إنك تكوني معايا يا ميرنا رسمي.
ميرنا بصت للكل اللي الفرحة مش سيعاهم، وعثمان قرب وقال: وافقي يا أميرتي أنتي ساكتة ليه ما أنتي بتحبيه زي ما بيحبك.
زينب: يلا يا لولو الواد رجله هتوجعه من قعدته دي رغم إنه يستاهل.
ميرنا لقت سليم بيلبسها الخاتم وقال: أنا كدا كدا عارف إنك موافقة وحتى لو مش موافقة هتجوزك.
زينب: آه يا أهبل طب استنى حتى البنت ترد عليك.
سليم بضحك: كدا كدا هي ليا ومش هسمحلها ترفض أصلًا.
وبعدين مسك إيدها وقربها من شفايفه وباسها بحب وقال: أوعدك إني هحطك في عنيا وقلبي ولا عمري في يوم أزعلك، وحبي ليكي يكفينا احنا الإتنين وصدقيني عمرك ما هتندمي على جوازك مني.
ميرنا ابتسمت بحزن ابتسامة مكسورة وسليم فرح اووي وفضل يحضن في خاله ووالده ووالدته وسعادة الدنيا كلها في قلبه.
عمران حس بسكاكين بتنغرز في قلبه، وميرنا بصتله بحزن حزينة إنها حبته من طرف واحد وهو عمره ما حس بيها ولا أهتم بمشاعرها في يوم ودايمًا بيعاملها بجفاء رغم حبها ليه ومعاملتها معاه، طلبت منه أكتر من مرة إنه برد عليها ويقولها هو ليه بيعاملها كدا؟ لكن هو دايمًا بيتهرب منها بسكوته.
وكلهم بدأوا يحضنوها ويباركولها إلا نغم ودينا اللي الغل والكرة مسيطر عليهم، لكن نغم رغم غيرتها من حب سليم ليها وقد إية بيعشقها ويتمنالها الرضا ترضى لكن في نفس الوقت فرحانة عشان عمران هيكون ليها، لإنها كانت بتخاف لعمران يحب ميرنا بسبب جمالها اللي محدش يقدر يقاومه وهي بالنسبالها ولا حاجة ونسبة جمالها قليلة اووي قدامها.
عمران خرج بسرعة ورجع الفيلا وقعد في أوضة وفضل يبكي بقهر كبير وكأنه بيخرج كل الدموع اللي حابسها من سنين وسنين، وكان جسمه بيترعش جامد وكان حاسس بكسرة عمره ما حس بيها حتى يوم وفاة والدته.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عامر رجع الفيلا وهو شايل مصطفى اللي نايم على كتفه دخله أوضته وحاطه في سريره، وبعدين خرج وكان عايز يتكلم مع عمران في قضية مهمة عمران ماسكها.
خبط على الباب مرتين لكن مفيش رد فافتكر إنه نام فدخل بهدوء بس لقاه بمنظره دا فتخض وأترعب على ابنه وقعد على الأرض جنبه وقال بخوف: عمران يا حبيبي مالك؟
عمران بصله والدموع ملي عيونه وقال: قلبي بيوجعني اووي يا بابا، حاسس إنه هيقف من كتر الوجع اللي جواه.
عامر لما شاف ابنه وهو بيتنفض قدامه كدا وبيعيط بالطريقة دي قرب منه وأخده في حضنه وعمران أتمسك فيه جامد وزاد في العياط.
عامر كان أول مرة يشوف ابنه في الحالة دي دا حتى يوم وفاة والدته كان ملتزم الصمت، هو مش عارف إية اللي حصله.
عامر بخوف: مالك يا عمران إية اللي حصل ولية أنت بالشكل دا وقلبك بيوجعك ليه؟
عمران بقهر وعياط كأنه طفل: بحبها اووي أقسم بالله بحبها بس هي ضاعت من إيديا، ضيعتها بغبائي وقلة حيلتي وسوء ظني، أنا اللي أستاهل بس قلبي ميستاهلشي الكسرة دي، أنا بحبها اووي ومش هقدر أشوفها مع غيري يا بابا مش هقدر.
عامر بصدمة: ميرنا يا عمران؟!
عمران بقهر: غصب عني أقسم بالله غصب عني، لما سألوا سيدنا عمر رضي الله عنه قال: « لا تسأل محبًا لما أحببت، إن الله يقذف الحب في قلوبنا »، الحب مش بإرادتنا، أنا طول الوقت ببعد عنها عشان متعداش على غيري، وعارف إنه غلط أبص لخيبطة راجل غيري بس أنا كمان بحبها من زمان، بحبها من وقت ما لمست فيها حنية أمي وعطفها، حبيت طفولتها وبرائتها.
اتكلم تاني بقهر: أنت عمرك ما حضنتني يا بابا بس أنت لما شوفت حالتي حضنتني والله أنا بعاني أنا جيت على نفسي كتير اووي واستحملت كتير لكن مبقتشي قادر.
عامر بحزن على ابنه: بس دي مش ليك ومن زمان يا عمران، وابن عمتك بيحبها ومش هيسيبها وهي وافقت.
عمران: لا هي بتحبني أنا.
عامر بصدمة: إزاي طب ولما هي بتحبك مرفضتشي لية؟
عمران: عشان كلكم عليها، ومحدش فيكم سألها هي عايزة إية ومش عايزة إية، ربطتوا مصيرها بمصيره ومحدش كلف نفسه يسألها.
عامر: طب ليه مرفضتشي ليه تقبل بحاجة وبوضع مش عايزاه؟
عمران بقهر: بسببكم برضو وبسبب عمو هي مش عايزة تزعله وتصغره قدام زوج عمتو، أنت عارف إنها بتحب عمو عثمان اووي، وغير كدا هي في موقف وحش دا ابن عمتها ولو رفضت كل حاجة هتنتهي والعيلة هتتفرق وهي مش عايزة كدا ولا حتى أنا رغم وجع قلبي وقعرتي.
عامر بإستغراب: أنا أول مرة أشوف واحد بيبرر لحبيبته إنها قبلت بحد غيره.
عمران اتنهد بوجع وقال: عشان أنا السبب أنا اللي سكت زمان، أنا اللي معرفتش أحارب عشانها، أنا معرفتش أعمل اللي سليم عمله أنا ضعيف اووي، هي طلبت مني كتير أتكلم لكن في كل مرة كنت بخذلها بسكوتي ومكنتش أعرف إني بكسر قلبها، أنا السبب في اللي احنا فيه دلوقتي.
عامر: طب وهتعمل إية أنا مش عايز العيلة تتفرق يا عمران مش بعد العمر دا كله نقاطع بعض عشانكم.
عمران بحزن: لو سمحت يا بابا محتاج أكون لوحدي.
عامر خرج بحزن وسابه، هو قلبه بيوجعه عشان ابنه لكن هو مش بإيده يعمل حاجة.
عمران فضل يضرب على صدره بحرقة وقال: جاي تتعب دلوقتي وأنت السبب من الأول.
عند ميرنا كانت قاعدة في أوضتها بتعيط بحرقة هي بين نارين نار حبها اللي مش طايله منه لا سما ولا أرض وبين نار أهلها اللي مش عايزة يتفرقوا بسببها، حتى سليم هي مش عايزة تجرحه هو كل ذنبه إنه حبها ملوش ذنب إن قلبه ينكسر ويعيش اللي هي عايشاه دلوقتي.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
جالها إتصال من مي صاحبتها فردت عليها بعد عدة محاولات كتيرة من مي وقالت: الو نعم يا مي.
مي: مالك يا ميرنا أنتي كويسة حساكي مش تمام.
ميرنا صعب عليها نفسها وعيطت جامد على الفون ومي أتخضت عليها وقالت: أهدي يا ميرنا فيكي إية يا حبيبتي أهدي.
ميرنا بقهر: موجوعة اووي يا مي، قلبي بينزف ومحدش شايف نزيفه إلا أنا.
مي: عمران؟
ميرنا بعياط: ايوا هو سبب وجعي أنا مش عارفة ليه كدا، هو ليه مش بيحبني؟ ليه بيعاملني كدا؟ أنا عمري ما أذيته يا مي، عمري ما جرحته لا بفعل ولا بقول.
اتنهدت وقالت: كل لما أقول إني هبعد وهعامله زي ما بيعاملني كل دا بيتبخر لما بشوفه وعيوني تقابل عيونه أنا غصب عني قلبي مال ليه رغم إنه مش بيحبني يا مي.
مي بهدوء: طب ما تقوليله؟
ميرنا ضحكت بقهر وقالت: أقول إية يا مي الحب مبيتقالشي الحب بيتشاف وأنا لو مكنتشي عيوني بتحكيله يبقى يصدق اللي سمعه، دول صحابي اللي كانوا معايا زمان قالوله وهو مهتمش، مهتمش حتى يسألني إذا كان كلامهم صح ولا لا وكأن الأمر بالنسباله شيء عادي، أنا كرامتي أنجرحت على إيده أكتر من مرة، دا أنا حتى روحت بنفسي وأترجيته يتكلم وكالعادة أتهرب مني بسكوته اللي بيقتلني، أنا مش ههين نفسي وكرامتي تاني يغور قلبي ولا إني أتذل كدا تاني، سليم بيحبني وأنا هختار اللي بيحبني ما دام أختارت مرة اللي حبيته وهو مختارنيش.
مي: بس أنتي كدا بتضحكي على نفسك يا ميرنا وهتظلمي سليم معاكي.
ميرنا بحزن: أعمل إية يا مي قوليلي أموت نفسي يعني ولا أعمل إية، فكرت أكتر من مرة أهرب وأسيب كل حاجة بس معرفتش أنا في ناس هنا محتاجاني مقدرشي أعطيهم ضهري وأمشي، مقدرشي أكسر بابي اللي عمره ما أتخلى عني ولا حرمني من حبه ولا حنانه يا مي.
اتنهدت وقالت: أنا هحاول أحب سليم هو مش وحش كفاية إنه بيحبني وشاريني.
مي سكتت شوية وبعدين قالت: طب ما تتكلمي كدا مع مامتك يا ميرنا هي هتفهمك وهتلاقيلك حل.
ميرنا: تفتكري يا مي؟!
مي: ايوا دي مامتك روحي كدا جربي معاها.
ميرنا بقلة حيلة: حاضر.
وفعلًا ميرنا راحت لمامتها وأخدتها في أوضتها وقفلت وراهم وسوزان قالت: في إية يا ميرنا؟ وبعدين منمتيش ليه لحد دلوقتي؟
ميرنا بحرج: مامي ممكن تسمعيني شوية محتاجة أتكلم معاكي.
سوزان: سمعاكي يا حبيبتي أتكلمي.
ميرنا: ماما أنا تعبانة اووي.
سوزان بخوف: إية اللي تعبك فيكي إية؟
ميرنا: قلبي يا مامي اللي بيوجعني وعايزاكي تفهميني وتحسي بيا.
سوزان رفعت حاجبها بإستغراب وكأنها فهمت ميرنا عايزة تقول إية فقالت: عايزة تقولي إية يا ميرنا؟
ميرنا بخوف: مامي أنا مش عايزة أتجوز من سليم ومش عايزه أجرحه بس أنا......
سوزان مخلتهاش تكمل ووقفت وهي بتقول بغضب: اللي في دماغك يا ميرنا مش هيتحقق.
ميرنا وقفت وقالت: أنا لسه مكملتش يا مامي اسمعيني الأول.
سوزان مسكت دراعها جامد وقالت: أوعي تكوني فكراني مش عارفة أنتي عايزة تقولي إية ولا فاهمة أنتي بتلمحي لإية تبقى هبلة يا ميرنا.
ميرنا بذهول: أنا حقيقي مش فاهمة أنتي بتتكلمي عن إية يا مامي.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
سوزان بغضب وهي بتضغط على دراع ميرنا: بطلي إستهبال يا ميرنا أنا واخدة بالي من تصرفاتك مع عمران ونظراتكم لبعض، وعارفة أنتي لية فجأة عايزة تبعدي عن سليم عشان حضرة المقدم اللي لعب في دماغك، طب لو هو مش محترم ولا احترمنا ولا احترم ابن عمتو ولعب في دماغك ومثل عليكي الحب على الأقل أنتي احترمينا.
ميرنا بصدمة: إية اللي أنتي بتقولية دا يا مامي عمران مش كدا وأنتي فهمتي غلط، أصلًا عمران مش بيحبني ولا بيطيقني، وأنا أصلًا عمري ما حبيت سليم الحب اللي كلكم فهمينوا أنا بحبه كأخ، كصديق مش أكتر.
سوزان بغضب: ميرنا أنا مش هكرر كلامي تاني والكلام اللي أنتي قولتيه دا ميطلعشي منك تاني ولا حتى تعيديه بينك وبين نفسك وإلا قسمًا بالله لهتصرف معاكي تصرف تاني وهفضح عمران قدام العيلة وهخليه ميعرفشي يحط عينه في عين حد حتى في المراية.
ميرنا بخوف: أنتي لية بتعملي معايا كدا أنتي المفروض أمي يعني تحتويني وتفهميني.
سوزان سابت دراعها جامد وقالت: أمك في الصح لكن اللي في دماغك دا مش هساعدك فيه على أخر الزمن بسببك هتخلي العيلة تتفرق وتحطي راس باباكي في الطين وتخسريه شغله مع زوج عمتك وتعملي مشاكل احنا في غنى عنها.
ميرنا بصتلها بحزن كبير وجواها الوجع زاد أكتر، هي مش متخيلة إن مامتها تعمل معاها كدا.
سوزان أتحركت تجاة الباب وفتحته وقبل ما تخرج بصتلها بضيق وقالت: لو عملتي اللي في دماغك يا ميرنا انسي إنك ليكي أم على وش الدنيا وأنا هتبرى منك، ونصيحة مني متخسريش عيلتك وحياتك عشان شخص ميستاهلشي.
خرجت وسابتها لسه كلامها بيتردد في ودنها بتحاول تستوعب إن مامتها اللي قالتلها الكلام دا، وقعت على الأرض بإنهيار وبتعيط بقهر لكن كاتمة صوتها عشان محدش يسمعها، كانت نفسها حد يحضنها دلوقتي، كانت نفسها والدتها تاخدها في حضنها وتضمها لصدرها لكن هي كمان خذلتها زي ما عمران عمل وزي ما الكل عمل معاها.
نامت بعد وقت كبير ودموعها على خدها، صحيت الصبح وكانت واخده قرارها، نزلت صبحت على والدها وخرجت لبيت عمتها فتحتلها زينب وقالت: لولو حبيبتي صباح الخير.
ميرنا بحزن: صباح الخير يا عمتو.
زينب مسكتها من إيدها وقالت: ما دام قولتي عمتو يبقى في حاجة مالك يا حبيبتي؟
ميرنا: عمتو ممكن تحضنيني؟
زينب قلبها وجعها من نبرة صوتها ودموعها وضمتها لصدرها جامد بحب وحنان أم وقالت وهي بتملس على شعرها بحنية: مالك يا قلب عمتك فيكي إية متوجعيش قلبي عليكي.
ميرنا مسكت في عمتها جامد وقالت وهي بتعيط: تعبانة اووي يا عمتو وقلبي بيوجعني ومش لاقية حد ياخدني في حضنه، محدش حاسس بوجعي والكل بيستهتر بوجعي.
زينب عيطت على عياطها وقالت: أنا موجودة يا حبيبتي عمتك حضنها مفتوحلك في أي وقت أنتي بنتي مش بنت أخويا والله.
ميرنا بحزن: يا ريتك كنتي أمي يا عمتو.
زينب طلعتها من حضنها ومسحت دموعها وقالت: لية بتقولي كدا يا ميرنا؟!
ميرنا بحزن: أصلي كنت محتاجة مامي اللي تحضني بس هي معملتشي كدا.
زينب: ما يمكن أنتي فهمتيها غلط يا حبيبتي مفيش أم مهما كانت مش هتكون حنينة على أطفالها.
ميرنا بحزن: عمتو هو أنا ينفع أقعد معاكي هنا يومين؟ هي لسه أوضتي موجودة؟
زينب مسحت دموعها ومسكت إيدها وباستها بحنية وقالت: أوضتك موجودة يا حبيبتي ومكانك لسه زي ما هو محدش يقدر ياخده.
ميرنا حضنت عمتها جامد وباستها وقالت: أنا بحبك أووي يا عمتو ربنا ميحرمنيش منك ابدا.
زينب: ولا يحرمني منك يا قلب عمتو.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
في الوقت دا نزل سليم وشافهم كدا فقرب وهو بيهزر وبيقول: خيانة عظمة حبيبتي وأمي لا مش قادر ما كل هذة الخيانة.
زينب بضحك: مش وقت غلاستك خالص.
سليم قرب وأستغرب لما لقى ميرنا وشها حزين وفي دموع على خدها قعد على ركبته قدامها وقال بخوف: ميرنا مالك يا حبيبتي فيكي إية؟
زينب: مفيش يا حبيبي هي كانت مخنوقة شوية وعيطت وخرجت اللي جواها.
سليم بعد شعرها اللي نازل على وشها وقال بحنية وهو بيمسك إيدها: دموعك غالية يا ميرنا قوليلي في إية وأنا هجبلك حقك.
ميرنا ابتسمت وقالت: أنا كويسة يا سليم متقلقشي.
سليم: متأكدة يا ميرنا؟
ميرنا: والله بقيت كويسة لما عمته أخدتني في حضنها.
سليم باس إيديها بحنية وقال: مبحبش أشوف دموعك فعشان خاطري بلاش تنزليهم وتوجعي قلبي عليهم.
ميرنا ابتسمت ليه وصعب عليها اووي لأنها بتشوف حبها في عيونه وتصرفاته وكلامه وعمرها ما عطته فرصة ودايمًا بتصده ورغم كدا هو متمسك بيها.
سليم كان عايز يخرجها من الحالة اللي هي فيها فقال: إية رأيك نخرج أنا وأنتي النهاردة ونتغدى برا سوا؟
ميرنا: ورايا حاجات كتيرة ولسة المشروع بتاعي مخلصشي فمش هعرف.
زينب نكزتها في دراعها وقالت: حد يقول للدلع لا يا هبلة.
ميرنا ضحكت وقالت: حقيقي مشغولة.
سليم: خلاص تعالي معايا ووعد لما نرجع هساعدك في المشروع دا أنا شاطر اووي وأعجبك.
ميرنا وزينب ضحكوا وميرنا قالت: ما دام مُصِر خلاص حاضر.
سليم بفرحة: أخيرًا رضيتي عليا دا أنا قربت أشيب.
ميرنا: للدرجة دي دا أنا طلعت وحشة اووي.
سليم: لا يا حبيبتي أنتي مش وحشة أنتي أحسن إنسانة في الدنيا دي كلها واللي يقول عليكي كدا يبقى هو اللي الوحش.
زينب ابتسمت بحب وقالت: ربنا ميحرمكوش من بعض أبدًا يا حبايبي، وأنت يا سليم حافظ عليها دي جوهرة.
سليم بحب: دي في عيوني واللي يصيبها يصيبني قبل منها.
ميرنا: شكرًا يا سليم على مشاعرك دي.
سليم ضحك وقال: بتشكريني على إية يا ميرنا دا أنا أتخلقت في الدنيا دي عشان أحبك وبس.
ميرنا دموعها نزلت وهو أتخض وقام قعد جنبها ولفها ليه وفضل يمسح في دموعها وقال: طب أنا أعمل إية دلوقتي نفسي أخدك في حضني وأخفف عنك لكن مش هينفع سامحيني عشان خاطري.
ميرنا بحزن: أنت اللي تسامحني يا سليم أنا أسفة.
سليم بحيرة: أسفة على إيه يا ميرنا أنتي عمرك ما أذتيني؟
ميرنا بعياط: كل دا ومأذتكشي دا أنا كل شوية بزعلك مني.
سليم ابتسم وقال: بطلي خيابة أنتي فكرك كلامك معايا وعصبيتك مني بيزعلوني لا يا حبيبتي أنا بعتبره دلع منك عليا، وأنا بفرح لما بتدلعي عليا أمال هتدلعي على مين لو مش على حبيبك؟!
ميرنا: أنت إنسان جميل اووي يا سليم وتستاهل كل خير.
سليم غمز وقال: الله الله ابتدينا نعاكس أهو.
ميرنا ضحكت فهو قال: دا أنا بعد كدا كل يوم هعمل حادثة عشان تحبيني كدا.
زينب بخوف: بعيد الشر عليك يا حبيبي ربنا ما يوريني فيك حاجة وحشة أبدًا.
ميرنا: بعيد الشر عليك يا سليم يا رب دايمًا تكون بخير.
سليم بحب: أنا ربنا رزقني بيكم أنتم الإتنين والله الحمدلله.
خرج سالم وقال: إية دا أنتم متجمعين هنا طب مش تقولولي.
ميرنا: معلشي بقى يا أونكل المرة الجاية.
سالم: يعني وعد هتجيلي تاني تقعدي معايا.
زينب بضحك: متقلقشي هي هتقعد معانا هنا يومين لحد ما تزهق منها.
سالم بفرحة: إية دا بجد وعثمان عارف؟!
ميرنا قامت وقربت منه وقالت: لا يا أونكل متقولشي لبابي هي عمتو هتقوله إنها هي اللي عايزاني لإني محتاجة أغير جو بعيد عن الفيلا.
سالم باس راسها وقال: حاضر يا حبيبتي المهم إنك هتكوني معانا هنا.
ميرنا فرحت وقالت: حبيبي يا أونكل والله.
مشي سالم وفضل سليم وقال بفرحة: يعني بجد هتقعدي معايا هنا يومين.
ميرنا: مش معاك معاكم في فرق.
سليم ضحك وقال: بس معايا بردو.
ميرنا: يووووه هنبتديها بقى.
سليم: ايوا بقى ما دام قولتي كدا يبقى رجعتي ميرنا تاني وأنا كدا أرتاحت.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
سليم غير هدومه ونزل الجامعة وأخدها معاه وكان أول محاضرة كانت بتاعته، فدخلت هي الأول وبعدين هو.
مكنتشي لاقيه مكان لأن البنات لما بيعرفوا إنه هيعطي محاضرة كلهم بيجوا عشان يشوفوه ويتغزلوا بيه، هو سليم وسيم وشيك لكن عمران أوسم منه بكتير وملامحه كلها رجولية.
ميرنا فضلت تدور على مكان مش لاقيه فلقت مكان فاضي جنب شاب فمعرفتشي تعمل إية بس في الأخر قررت تقعد جنبه وخلاص، وقعدت وحطت شنطتها بينها وبين الشاب وسليم كان بيخرج اللاب توب بتاعه وجهز كل حاجة وبدأ يدور عليها بعنيه وأول ما لقاها قاعدة جنب الشاب أتعصب اووي وقال: باشمهندسة ميرنا.
ميرنا اتفاجأت وجات تقف لقت بنات وقفت كان اسمهم ميرنا بردو فقعدت تاني فهو كرر ندائه بس المرة دي بغضب أكبر وقال: أنا مش ناديت عليكي يا باشمهندسة؟
ميرنا وقفت بحرج وقالت: معرفشي أنا لقيت بنات كتير وقفت فقولت يمكن مش أنا.
سليم: لا أقصدك أنتي، أتفضلي غيري مكانك.
ميرنا بعدم فهم: مش فاهمة.
سليم وهو بيجز على سنانه: بقولك غيري مكانك حالًا.
ميرنا: بس أنا مش لاقية مكان حضرتك يا دكتور مش شايف العدد الكبير دا كله هفضل واقفة يعني؟
سليم: طب تعالي أقعدي جنبي هنا.
ميرنا حست بالحرج قدام الدفعة، فلقت واحدة بتقول بدلع: أنا ممكن أجي أنا أقعد جنب حضرتك وهي تقعد مكاني.
سليم: لا أنا بقولها هي.
واحد من الطلبة قال: ومش معنى هي بقى؟
سليم بحرج: عشان هي بنت وباين عليها متأذية من القاعدة فمن الشهامة أعرض عليها كدا وأنت لو مكاني هتعمل كدا.
ميرنا: خلاص حضرتك يا دكتور أنا هقف معنديش مشكلة.
سليم بصلها بنظرة هي عرفاها وقال تاني: أتفضلي يا باشمهندسة.
ميرنا أتحركت ومسكت الكرسي بتاعه وبعدته عنه شوية وقعدت عليه وهو فرح إنها سمعت الكلام وإنها قريب منه، وبدأ يشرح وهو بيتحرك حواليها وهي كانت محرجة اووي وبعد ما خلص قرب من المكتب وقال: أي أسئلة تانية؟
في بنت وقفت وقالت: عندي سؤال هو حضرتك خاطب أو متجوز ولا سنجل؟
ميرنا بصتلها بقرف وقالت: يا أختي اتلهي دا وقت محن بذمتك.
سليم سمعها فضحك وبعدين مسك إيدها من تحت المكتب وهي أتخضت بس حاولت متبينشي عشان الطلاب اللي قاعدين قدامها وهو أستغل دا وحضن إيدها جوا إيده بحب ورد على البنت وقال: ايوا أنا خاطب وبحب خطيبتي اووي لدرجة متتخيلهاش.
البنات زعلوا وفي بنت تانية وقفت وقالت: شكلها حلوة اووي ما دام بتحبها اووي كدا.
سليم ابتسم وقال: دا كلمة جميلة عليها قليلة دي أجمل بنت على وجة الأرض رغم إنه مش شرط عشان نحب حد يبقى حلو، الجمال مش معيار للحب لأن القلب مبيخترشي الأجمل ولا الأحلى، القلب بيختار القلب اللي شده وحس بيه.
ميرنا للحظة أتمنت لو عمران اللي مكانه وبيقول كدا عليها بس بعدت الفكرة دي عن دماغها بسرعة وقالت: مينفعشي تفكري فيه يا ميرنا خلاص وبعدين سليم ميستهلشي منك كدا بلاش تكوني خاينة.
خلصوا وسليم أخدها وراحوا أتغدوا سوا وسليم كان بياخد باله منها وبيحاول يسعدها على قد ما يقدر.
رجعوا بالليل وكانت زينب استأذنت من والدها وسوزان فهمت هي عملت كدا ليه هي ادايقت بس في نفس الوقت فرحت إنها هتكون قريبة من سليم يمكن تغير اللي في دماغها.
كانت قاعدة في أوضتها ولابسه بجامة بينك بأكمام طويلة فلقت حد بيخبط عليها ففتحت بس أتصدمت لما لقته سليم فقالت: نعم عايز إية؟
سليم: في حد يكلم خطيبه كدا وفي بيته كمان.
ميرنا: هنبدأ نغلس أهو وبعدين دا مش بيتك دا بيت عمتو وأونكل ودي أوضتي من وأنا صغيرة ولو قولت لأونكل يطردك برا البيت هيسمع كلامي وهيعمل كدا فمتفرحشي اووي كدا.
سليم رفع حاجبه وقال: دا إية الثقة دي كلها.
ميرنا: تحب نجرب يا أونكل....
حط إيده على شفايفها وقال: خلاص خلاص أنتي هتفضحينا.
ميرنا شالت إيده وقالت: طب أخلص قولي عايز إية بدل ما أقفل الباب في وشك.
سليم بغيظ: يوووه خلاص أصبري كنت جاي أقولك تيجي تشربي معايا قهوة؟
ميرنا: مبحبهاش أنت أول مرة تعرف.
سليم: طب أيس كوفي؟
ميرنا: هو الصراحة عرض مغري لكن مش موافقة وأتفضل بقى.
سليم: بقولك إية أنا مبخدشي رأيك انجزي وأنتي حلوة كدا بالبجامة دي وممكن أعمل حاجة متعجبكيش.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصت على نفسها واتحرجت منه واتغاظت وفجأة لقى الباب أتقفل في وشه.
سليم بذهول: هو أنتي اللي قفلتي الباب ولا الهوا؟!
ميرنا بضحك: لا أنا عشان تخلي عندك حبة من الأحمر.
سليم: طب أقسم بالله لهطلعه عليكي لما أتجوزك ومش هتفلتي من إيدي.
ميرنا للحظة قلبها وقف مش متخيلة إنها ممكن تتجوز راجل تاني غير عمران.
بعد شوية كانت قاعدة بترسم في المشروع بتاعها فلقت إتصال من عمران فأفتكرت إنه مصطفى فردت وهي بتضحك: أبو درش حبيبي عملتها تاني وأخدت الفون من ورا أخوك.
بس اتصدمت لما سمعت صوت عمران وهو بيقول بحزن: ميرنا.
ميرنا قامت وقفت بخضة وقالت بتوتر: عمران!
عمران: ميرنا ممكن تطلعي تقفي في البلكونة؟
ميرنا بإستغراب: لية؟! وبعدين أنا مش في الفيلا عندنا.
عمران بحزن: عارف أنتي عند عمتو من فضلك أخرجي في البلكونة.
خرجت زي ما قال واتفاجأت لما لقته واقف قدام الفيلا ورافع راسه وبيبصلها والفون على ودنه فقالت: في إية يا عمران أنت أول مرة تعمل كدا؟
عمران بحزن: اسمعيني وبس يا ميرنا من فضلك.
ميرنا سكتت وهو اتنهد وقال: أنا أسف على أي احساس أنتي حسيتي بيه بسببي، وأسف على كل ثانية ضيعتها وأنا مش جنبك بغبائي.
سكت شوية وبعدين قال: ميرنا أنا مش زي ما أنتي فاكرة أنا مش بكرهك أنا بحبك اووي ومن سنين فاتت.
ميرنا قلبها وقف مش مصدقة الكلام اللي عمران بيقوله لكن اللي صدمها لما كمل وقال: ايوا بحبك لا دا أنا بعشقك بس أنا طول عمري بحارب مشاعري دي، كنت فاكر إنك بتحبي سليم وعشان كدا عمو قرأ فاتحتكم مع عمو سالم فبدأت أعاملك بالجفاء دا عشان أقسى على قلبي اللي بيحبك كنت فاكر إني كدا بعاقبك لكن أكتشفت إني مكنتش بعاقب حد غير نفسي، طول الوقت كنت بتهرب منك مش عشان مش طايقك لا عشان كنت خايف أضعف قدامك وقدام عيونك، في الوقت اللي أنتي كنتي بتدوري فيه على سبب لمعاملتي ليكي أنا كنت بفكر إزاي أجاهد قلبي عشان معملشي حاجة تغضب ربنا لإني مينفعشي أبص لإنسانة ملك غيري وأتعدى على خطبة أخي المسلم.
دموعه نزلت وقال: مكنتش قادر أصدق إنك ملك غيري وأنا اللي ليه حق فيكي أكتر منه، قلبي بيوجعني اووي وأنا شايفة قصاد عيني بس بينا ميت سد وسد بيمنعوا إيدي تحضن إيدك.
وقتها ميرنا أفتكرت الحلم اللي حلمته واللي نفس الكلام اللي بيقوله عمران فقالت بلهفة: عمران.
عمران غمض عيونه لما سمع حروف اسمه من شفايفها وبصوتها اللي بيهد كل حصونه فقال: قلب عمران أنا أسف، أسف على وجع قلبك اللي كان بسببي وبسبب سكوتي طول الوقت، أنا عارف إنك وافقتي لإنك بين نارين، نار قلبك اللي مكنتيش تعرفي إذا كان حبيبه بيحبه ولا لا وبين نار أهلك وأهلنا اللي لو أخدنا أي قرار هيأدي لهدم العيلة كلها وبين سليم اللي حبك واللي أنتي خايفة تكسري قلبه ويحس بنفس إحساسك.
ميرنا دمعت لما لقته حاسس بيها وعارف بتفكر في إية.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
كمل كلامه بعد تنهيدة طويلة وكأنه بيخرج معاها كل الوجع اللي جواه وقال: ميرنا أنا كنت جبان ومحاربتش عشانك وعارف أنتي حاسة بإية دلوقتي وعارف إن والدتك خيرتك بيني وبينها.
ميرنا أتصدمت وعمران ابتسم بقهر وقال: عارف إنك بتقولي عرفت إزاي بس عايز أقولك مش مهم المهم إني عارف إن وجودي هيسببلك وجع كبير وهيخسرك كل أهلك، أنا كل اللي كان نفسي فيه إنك تكوني جنبي وقلبي يكون قريب من قلبك، أنا لقيت فيكي أمي اللي خسرتها زمان، وعمري ما هلاقي حد يفهمني زيك يا ميرنا.
ميرنا بعياط: عمران أرجوك.
عمران بدموع: أنا أسف يا قلب عمران لو قدرتي تسامحيني سامحيني مع إني مستحقش إنك تسامحيني بعد اللي عملته واللي هعمله.
سكت شوي وفضل يبصلها بنظرات كلها حب وشوق وقال: تعرفي نفسي في إية يا ميرنا؟
ميرنا بدموع والفون على ودنها: في إية يا عمران؟
عمران بإبتسامة كلها حزن: نفسي أنام على رجلك وتلعبي في شعري زي ما كنتي بتعملي وأحكيلك على وجع قلبي وأنتي تسمعيني بتركيز وبعدها أنام بدون ما أشعر بعد ما حسيت معاكي بالأمان.
ميرنا كملت بوجع ودموع: وبعدها أحط راسك على المخدة وأبوسك من جبينك وأقولك إني هفضل طول عمري أستناك.
عمران دموعه نزلت بقهر وقال: حبنا أتظلم في الدنيا دي وأتحكم عليه بالفشل لكن يمكن نتقابل في دنيا تانية وساعتها همسك فيكي بإيدي وسناني وأضمن لصدري وأقول للعالم كله دي بتاعتي أنا ومش من حق حد غيري.
ميرنا: عمران أنا بحبك وعايزاك.
عمران غمض عيونه وكأنه بيستشعر كلماتها وبعدين فتح عيونه وقال: أنا عايزاك أكتر منك لكن القدر ضددنا زي ما الكل ضددنا يا ميرنا.
ميرنا بدموع: يعني إية يا عمران هتتخلى عني؟!
عمران بدموع وهو بيضرب على صدره وهي خافت عليه فقال: وحياة حبك اللي كاسر ضلوعي واللي خلى قلبي يصرخ بيه أنا نفسي أضمك لصدري عشان تشفي جروحي لكن أنا عارف إن قربي منك هيأذيكي، أنا مينفعشي أخليكي تخسري أهلك وأمك عشاني.
ميرنا بدموع: عمران هنلاقي حل صدقني.
عمران بدموع: صدقيني كل البيبان أتقفلت في وشنا أنا أسف سامحيني.
بعدين بصلها قبل ما يقفل الفون وقال: ميرنا أنا بحبك اووي.
#البارت_السابع
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
عمران بصلها قبل ما يقفل الفون وقال: ميرنا أنا بحبك اووي.
وقفل الخط وهي مش قادرة تنزل الفون حتى من على ودنها وهو فضل يبصلها شوية وشاورلها بإيده على خدها ويقصد إنها تمسح دموعها اللي على خدها.
وبعدين حط إيده على صدره موضع قلبه وقال بشفايفه بطريقة هي قدرت تميزها وتقرأها: دا بينبض علشانك أنتي وبس.
دموعها نزلت أكتر وقالت بشفايفها وهو كمان قدر يقرأها: متسبنيش.
عمران دموعه نزلت على حبيبته اللي بسبب الظروف والقدر وكل اللي حواليهم قلبها انكسر وكلهم استكتروها عليه.
بصلها لأخر مرة وبعدين مشي وكانت خطوته تقيلة وكأنه أول مرة يتعلم المشي وهي فضلت واقفة مكانها أكتر من نص ساعة زي ما سابها وكأنه سلب روحها معاه وأصبحت جسد لا حول له ولا قوة.
وبعدين دخلت أوضتها تاني وقعدت على الأرض جنب السرير وضمت رجليها لصدرها وحاوطتهم بإيديها ودفنت راسها بينهم وفضلت تعيط بقهر، هي حاسة بالظلم والوجع، فضلت تعيط لوقت كبير لدرجة إنها حست إن قلبها خلاص كل شرايينه أتقطعت من الحزن والوجع.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
الصبح كانت عمتها زينب صحيت بدري عشان تصحيها للجامعة، مرت على أوضة سليم وكان بيجهز فقالت بإبتسامة: صباح الخير يا حبيبي.
سليم باس راسها وقال: صباح الجمال على عيونك يا ماما.
زينب: لما تخلص أنزل عشان تفطر.
سليم: حاضر بس هي ميرنا صحيت؟
زينب: مش عارفة لسه هروح أشوفها قولت أجيلك الأول.
سليم ابتسم وقال: طب ما تخليني أنا أروح أشوفها.
زينب نكزته في دراعه وقالت: يا ابني أتلم شوية زهقت البنت بحركاتك الصبيانية دي.
سليم ضحك وقال: أعمل إية بحبها يا ناس والله.
زينب باسته وقالت: ربنا يفرح قلبك يا حبيبي ويجمعكم على خير.
سليم بلهفة: يا رب يا ماما ربنا يسمع منك، كتري بقى من الدعوات دي.
زينب ضحكت وسابته وراحت لأوضة ميرنا وفضلت تخبط بس مفيش رد، جي سليم على صوت خبطها وقال بإستغراب: في إية يا ماما؟!
زينب بخوف: مش عارفة يا ابني عماله أخبط مش بترد عليا قلقانة عليها اووي.
سليم: ما يمكن نايمة يا ماما.
زينب بقلق: لا ميرنا نومها خفيف جدًا وأي حركة جنبها بتصحيها.
سليم: طب ما تفتحي وادخلي.
زينب: ما دا اللي معجزني هي قافلة الباب عليها من جوا.
سليم بخوف: طب خبطي تاني.
زينب فضلت تخبط وتنادي عليها لكن لا حياة لمن تنادي.
زينب بصت لسليم وقالت: لا أنا مش هستحمل أكتر من كدا أكسر الباب يا سليم.
سليم: بس....
زينب بخوف: مبسش أكسر وأبعد أنت عشان لو هي واخدة راحتها في اللبس ولا حاجة هدخل أنا أشوفها الأول.
سليم بقلق: حاضر.
وفعلًا سليم بعد محاولتين قدر يكسر الباب وبعد على طول وزينب دخلت ولما دخلت أتصدمت من المنظر اللي شافته كانت ميرنا واقعة على الأرض جنب السرير وأنفها بينزف، زينب أول ما شافت المنظر صرخت بكل قوتها وقالت: ميرررررررنا.
سليم دخل أول ما سمع صراخ زينب وهو قلبه هيقف وأول ما شاف ميرنا بحالتها دي وقف مكانه مصدوم مش قادر يتحرك وكأن جسمه كله أتشل، فزينب قالت بدموع: الحقني يا سليم، ميرنا هتضيع مني.
سليم أخيرًا قدر يتحرك ونزل بمستواها وشالها بين إيديه وخرج بيها وهو بيجري ومش شايف قدامه وكل شوية يبصلها ودموعه تنزل، وقتها كان عثمان جاي يصبح على ميرنا قبل ما ينزل الشركة هو وسالم.
أول ما شاف سليم وهو شايل ميرنا وشاف منظرها قلبه وقف، صعبة اووي لما يشوف بنته الوحيدة كدا، قرب وقال: ميرنا فيها إية؟ حصلها إية؟
زينب بعياط هيستيري: والله العظيم ما أعرف أنا جيت الصبح عشان أصحيها لقيتها كدا.
سليم بإنفعال: مش وقته أخلصوا أركبوا.
زينب ركبت ورا وأخدت ميرنا في حضنها وعثمان جنبهم وسالم قدام، وسوزان شافتهم من بعيد ونزلت بسرعة عشان تلحقهم بس كانوا مشيوا فركبت مع السواق ومشيوا وراهم.
وصلوا بعد وقت وسليم دخل المستشفى جري وهو شايلها وحطها على الترولي ودخلت العمليات فورًا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
سليم واقف وبيبص لإيده اللي بتترعش وكل أما يفتكر وهو شايلها بالمنظر دا قلبه يوجعه.
وزينب قاعدة منهارة وسالم جوزها بيحاول يهديها، وعثمان واقف حاطت إيده على قلبه بيجاهد إنه ميقفشي لحد ما يطمن على بنته.
زينب بعياط: يا ريتني ما سبتها تنام لوحدها وخصوصًا إنها كانت تعبانة ومنهارة.
عثمان أتصدم وقال: أنتي بتقولي إية يا زينب؟!
زينب سكتت فهو قال بغضب: أتكلمي تقصدي إية إنها كانت تعبانة؟!
زينب بعياط: والله ما أعرف كل اللي أعرفه إنها امبارح جاتلي وهي منهارة وبتعيط وبتقولي إن قلبها بيوجعها وكان باين إن سوزان زعلتها في حاجة.
عثمان بغضب: إزاي أنا معرفشي حاجة؟
زينب بحيرة وعياط: أنا كمان معرفشي مرضتشي تحكيلي على اللي حصل بينهم.
سالم: خلاص يا عثمان نطمن عليها الأول وبعدين هنعرف كل حاجة المهم ميرنا تقوم بالسلامة.
عثمان: وأنت يا سليم معرفتش تحافظ على بنتي.
سليم مبيردش كل اللي قدامه دلوقتي منظر ميرنا وهي بتنزف ومش بتتحرك.
دخلت سوزان وهي بتجري وبتقول: بنتي حصلها إية؟
عثمان بغضب: ما احنا عايزينك تقولينا حصل إية؟
سوزان بعدم فهم: مش فاهمة أنا شوفت سليم شايلها وبيجري بيها ولقيتكم ركبتم معاه ومحدش قالي حاجة جيت وراكم.
عثمان بغضب: أنتي هتستعبطي يا سوزان زينب قالتلي إنك اتخانقتي مع ميرنا وكانت منهارة امبارح.
سوزان بصت لزينب وقالت: ويا ترى هي عارفة أنا عملت كدا لية؟!
عثمان بغضب: مش وقت ألغاز أنا صبري بدأ ينفذ كله إلا ميرنا أنتي فاهمة؟
سالم بغضب: عثمان لو سمحت احنا في مستشفى وقولتلك يا صاحبي استنى لحد ما نطمن على بنتنا الأول.
عثمان بصله بحزن وسكت ومرت ساعة وكله على أعصابه فسالم قرب من عثمان وحط إيده على كتفه وقال: أصبر يا صاحبي وكل حاجة هتتحل وإن شاء الله بنتنا هتكون بخير.
عثمان بدموع: صعبة اووي يا سالم أشوف بنتي الوحيدة في الوضع دا، أنا بس دلوقتي عرفت إحساسك وقتها لما سليم كان هنا.
سالم ربت على كتفه بحنية وقال: مش بنتك لوحدك يا عثمان دي بنتي أنا كمان دا أنت مش بس صاحبي دا أنت أخويا وعشرة عمري، صدقني هترجعلنا.
عثمان: يا رب يا رب.
بعد حوالي ساعتين أخيرًا الدكتور طلع وكله جري عليه وعثمان قال: طمني يا دكتور بنتي كويسة صح؟
الدكتور بأسف: أنا بعتذر جدًا منكم بنتكم مش بتسجيب.
سليم بصدمة: يعني إية؟ وبعدين كانت بتنزف ليه؟
الدكتور: النزيف دا بسبب إنها أتعرضت لصدمة دماغية ونفسية قوية اووي عليها لدرجة إن عقلها الباطن مقدرشي يستحملها فدخلت في غيبوبة وبإرادتها.
الكل أخد الكلام بصدمة ومش فاهمين، عثمان بصدمة: يعني إية بنتي دخلت في غيبوبة أنت أكيد بتهزر.
الدكتور بأسف: بعتذر جدًا لكن كل اللي عليكم إنكم حاولوا تتكلموا معاها يمكن تقدر تتغلب على ضعفها وعقلها وترجع تاني.
زينب وقعت على الأرض منهارة وقالت: لا لا ميرنا بنتي مستحيل.
سليم: لا ميرنا مش هتضيع مني دا أنا كنت لسه بكلمها امبارح.
عثمان بعياط: بنتي يا سالم، بنتي أنا دخلت في غيبوبة بسبب صدمة نفسية لية حصل امتى وإزاي دي كانت لسه بتضحك معايا امبارح.
سالم بتعب وحزن شديد على بنت صديق عمره: ميرنا قوية مش هتستسلم أنا واثق.
سوزان بحزن داخلي: يا ريتني ما كلمتها كدا وكنت احتويتها أنا أسفة يا بنتي سامحيني.
زينب بصت لسوزان بغل وقامت وقفت قدامها وقالت بصراخ: عملتيلها إية خلاها كدا أنطقي يا سوزان.
سوزان: مش هقدر أقول.
زينب بغضب: يعني إية بنتي هتضيع مني عشان غبائك.
سوزان بغضب: زينب أخرسي واحترامي نفسك وأنتي بتكلميني وبعدين متنسيش دي بنتي أنا مش بنتك متعيشيش الدور.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عثمان بغضب: سوزان إلزمي حدودك.
سوزان بغضب: لا مش هسكت دي بنتي أنا يعني هخاف عليها أكتر منها هي مجرد عمتها ودا ميعطهاش الحق تتهمني بإني أذيت بنتي.
زينب بحزن: أنا اسف إني نسيت إنها بنتك بس لعلمك الأم مش اللي حملت وولدت الأم اللي سهرت وربت وأنا عملت كدا ومن أول يوم وأنا بعتبرها بنتي وحتة مني، أنتي كنتي بتهتمي بنفسك أكتر ما بتهتمي بيها يا سوزان والكل عارف كدا، فاكرة لما كنتي بتسبيها عندي بالكام يوم والأسبوع عشان بس هتسافري بلد جديدة وعايزة تعيشي شبابك ولا ناسية، لو ناسية أفكرك أنا اللي ربيت وشيلت وسهرت يا سوزان.
اتنهدت بحزن ودموعها نازلة وقالت: أنا اللي كنت بتوجع لما بشوفها تعبانة وأسهر جنبها وأعطيها كل أدويتها، أنا اللي كنت صاحبتها وأختها، كانت بتجري عليا أنا وتحكيلي على اللي أنتي كنتي بتقوليلها عليه تفاهات وإنك مش فاضية لكلام المراهقين دا عشان عندك زيارة لواحدة صاحبتك، أنا اللي أمها يا سوزان مش أنتي.
سوزان حطت وشها في الأرض لأنها عارفة إن كل كلمة قالتها زينب صح وعثمان بص لسوزان بإحتقار لأنه طول الوقت والسنين دي كان ساكت على أفعالها وكان مطمن إن بنته مع عمتها وبتاخد بالها منها، أتكلم معاها كتير لكن هي مكنشي بيهمها غير نفسها وبس ومكنتشي بتأدي دور الأمومة صح.
سالم: خلاص يا زينب تعالي أرتاحي ضغطك أترفع.
عثمان: نادوا للدكتور يشوفها بسرعة يا سالم.
الدكتور وصل وكشف على زينب وعطاها حقنة مهدئة، وميرنا أتنقلت لغرفة عادية ومكنشي مسموح بالزيارة.
بليل كان الكل موجود في المستشفى ما عدا عمران، طبعًا الكل حزين غير الإتنين اللي كلهم غل وكره وقلبهم ميعرفشي للرحمة طريق نغم ودينا.
سالم: يا جماعة مينفعشي قعدتكم دي أتفضلوا ارجعوا كدا كدا الزيارة ممنوعة عنها النهاردة وبكرا إن شاء الله تقدروا تيجوا تشوفوها.
عامر: فعلًا سالم عنده حق تعالوا أوصلكم وأرجع تاني.
سالم: لا يا عامر أنت مش هترجع انت كمان لازم ترتاح، أنت راجع من شغلك ووقفت معانا أكيد تعبت ومحتاج راحة.
عامر: بس....
عثمان بتعب: اسمع كلام سالم يا عامر أنا موجود أهو.
سالم: ما أنت كمان هترجع الفيلا يا عثمان محدش هيفضل هنا غير شخص واحد بس.
زينب بلهفة: يبقى أنا اللي هفضل معاها هي محتجالي عشان خاطري يا عثمان خليني جنبها.
سوزان: لا أنا اللي هفضل جنب بنتي.
عثمان بصلها بعتاب وحزن وقال: لا زينب اللي هتفضل عشان نفسيتها تكون أفضل أنتي هترجعي معايا الفيلا وقراري نهائي.
سوزان سكتت عشان عثمان وزينب فرحت إنها هتفضل مع ميرنا.
عثمان: يلا يا سليم تعالى أنت كمان.
سليم: لا هفضل معاهم هنا عشان لو احتاجوا حاجة.
عثمان: لا تعالى وبعدين مينفعشي إلا مرافق واحد بس.
سليم بإصرار: لا أنا هفضل في العربية برا بس المهم مش هسيبهم لوحدهم.
سالم: خلاص يا عثمان سيبه أنت عارف إنه هيعمل اللي في دماغه.
عثمان بتعب: طيب بس لو احتاجتوا حاجة كلمني يا سليم.
سليم: حاضر.
مشيوا كلهم ونغم كانت مستغربة عدم ظهور عمران بس فرحت، وسليم خرج قعد في عربيته وحط راسه على الدركسيون بتعب وهو بيقول: يا رب رجعهالي عشان خاطري.
زينب دخلت وباست ميرنا من جبينها وقالت: وحياتي عندك ترجعيلي يا ميرنا أنتي عارفة أنا بحبك قد إية وقلبي بيوجعني وأنا شيفاكي كدا يا حبيبتي.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
رجعت ونامت على الكنبة وهي حزن الدنيا كله في قلبها، وبعد وقت كبير وفي آخر الليل كانت ميرنا نايمة على السرير لا حول ليها ولا قوة وفجأة الباب إتفتح بالراحة ودخل عمران بهدوء عشان عمتو متصحاش، وأول ما عيونه جات على ميرنا قلبه وجعه ودموعه نزلت على وجع حبيبته الجميلة اللي الحزن صابها وصاب ملامحها البريئة، قرب منها بخطوات ثقيلة وزاح خصلة من على وجها وقرب منها وباسها من جبينها بحنية وشوق كبير، وبعد عنها بس لسه وشه قريب من وشها وبيتأمل كل جزء من وشها وكأنه بيحفظه عن ظهر قلب.
عمران وهو لسه قريب منها قال بصوت هامس جدًا: أنا عارف إني سبب حزنك ووجعك يا حبيبتي وشاركت معاهم في حزنك لكن غصب عني مش عايزك تدوقي طعم فراق الأم شبهي، مش عايزك تحسي بالوحدة اللي بحس بيها رغم إن الكل جنبي، أنتي كنتي كل ناسي وأهلي صدقيني، أنتي كنتي دايمًا قصاد عيني وبراقبك وحافظك أكتر من نفسك، أنا عارف إني عمري ما بينتلك حبي ولا إهتمامي لكن أقسم بالله أنا كنت دايمًا معاكي، أصلي مكنتش بقدر أسيطر على شوقي ليكي ولهفتي عليكي.
اتنهد وملس بصوابعه على وشها بحنية وحب وغمض عيونه وهو بيحس بالأحاسيس الجميلة دي اللي بيحسها وهو بيلمسها وقال: ميرنا يا حب عمري وسنيني أنا أسف لإني معرفتش أكون أناني وأخطفك لبعيد، معرفتش أكون أناني وأحرمك من أهلك وأخدك في حضني وتكوني ملكي، أسف إني مش أناني رغم إن قلبي كل ثانية بيقولي خليك أناني عشاني، كان نفسي أضمك لصدري وأقولك كل كلام الحب اللي في الدنيا وأقولك إني شايفك كل لحظة وإنك عمرك ما كنتي ولا شيء بالنسبالي زي ما كنتي بتتهميني، أسف عشان مقدرتش أصرخ بعلو صوتي وأقول للكل إنك ملكي أنا لكن معرفتش أفكر في مصلحتي وفكرت في مصلحتك اللي هي قرب أهلك وناسك.
عمران قرب شفايفه من عيونها وباسها فيها ببطء وبعدين رفع وشه وقال: وغلاوة عيونك عندي أنا لهفتي عليكي كبيرة اووي بس حبي ليكي أكبر، أنا بحبك حب الأب لبنته والصديق لصديقته والأبن لأمه قبل ما أحبك حب الحبيب لحبيبته عشان كدا مش قادر أكون أناني وأشوف نظرة الندم في عينك في يوم من الأيام إنك أختارتيني أنا.
قرب شفايفه من عينها التانية وباسها بنفس البطىء وبعدين رفع راسه وقال: كان حلم عمري أشوفك لبسالي الفستان الأبيض وعمي بيسلمك ليا في إيدي، وكل العيلة فرحانة وبتقولي مبروك عليك حبيبتك لكن أنا عارف إن دا مش هيحصل عشان كدا عايزك تسامحيني، كان نفسي أقولك أفضلي حبيني العمر كله لكن بردو معرفتش أكون أناني معاكي وبقولك أكرهيني وخلي قلبك يبطل يحبني ويكفيني أنا أحبك ليا وليكي.
بعد عنها ومسك إيدها بحنية وقال بصوت حزين: أرجعي يا ميرنا، فوقي عشاني أنا بحبك.
وبعدين ضغط على إيدها وكأنه بيعطيها الأمان اللي هي محتجاه وقال: أرجعي يا ميرنا، أرجعي يا حبيبتي.
وقتها حصلت المعجزة وميرنا فعلًا فتحت عيونها ببطىء وهو بصلها بلهفة وهي فتحت وأول ما شافته ابتسمت بحنية وقالت بتعب: عمران.
عمران ابتسم وهي أول ما شافت ابتسامته ابتسمت وغمضت عيونها تاني بهدوء وكأنها فتحت بس عشان تلبي ندائه نداء حبيبها اللي الدنيا أستكترته عليها، غمضت بعد ما أطمنت إنه رجع، غمضت بعد ما حست بالأمان اللي كانت محتجاه اللي عطهولها بمسكت إيده وكلامه الدافىء.
عمران بعدها قلبه أطمن إنها رجعت تاني وساب إيدها رغم إن كل جوارحه بتمنعه، حتى صوابعه بتقوله لا سيبنا بين صوابع حبيبنا.
وقبل ما يفتح الباب تاني ويخرج لف وبصلها وقال: بحبك بس أنا أسف.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
وخرج من عندها وخرج من الباب الخلفي للمستشفى عشان عارف إن سليم قاعد برا في عربيته.
خرج وكان صاحبه مستنية في عربيته برا فهو ركب وكان حزين.
صاحبه إسلام: ها عملت إية يا عمران؟
عمران بحزن: ودعتها.
إسلام بحزن: طب هي فاقت؟
عمران: ايوا ودا اللي طمني عشان كدا هقدر أبعد وأنا مطمن.
إسلام: إزاي مش كانوا بيقولوا إنها دخلت في غيبوبة؟!
عمران: ايوا بس سبحان الله لما ندتلها عشان تفوق وترجعلي فتحت عيونها وابتسمتلي وقالت اسمي وغمضت تاني.
إسلام: تعرف من علاقتكم اللي مش مفهومة دي في حاجة واحدة بس مفهومة وحقيقية.
عمران بإستغراب: وإية هي؟
إسلام: أرواحكم متعلقة ببعض وقلوبكم مترابطة، يعني إزاي واحدة دخلت في غيبوبة وأول ما لمست إيدها وقولتلها تفوق فاقت كأنها كانت محتجالك تطلب منها كدا.
عمران بحزن ودموع: قلبي بيوجعني اووي يا صاحبي نفسي أخدها في حضني وأعيش عمري كله معاها بس العالم كله هيقف ضددنا.
إسلام ربت على كتفه بحزن وقال: أجمد يا صاحبي أنا عيشت معاك كل دا وعارف أنت قد إية بتحبها وإزاي كنت بتجاهد نفسك عشان متقربشي عشان خاطر سليم رغم إني ملييش حق أقلل من حب حد بس أنا شايف إنك بتحبها أكتر منه ورغم حبك دا وعشقك ليها إلا إنك بتفكر في مصلحتها اللي هتكون سبب في فراقك عنها، أنا لو مكانك كنت خطفتها وهربت بعد ما عرفت إنها بتبادلني نفس مشاعري.
عمران بحزن: مينفعشي يا صاحبي مينفعشي نكون أنانيين في الحب، لو عملت زي ما بتقول هيكون إية الفرق بيني وبين اللي بيخطف بنت وبيعتدى عليها عشان بيحبها ومش عايزها لغيره، لا يا إسلام أنا مش بس بحب ميرنا أنا بعشقها ومش قادر أتخيل إنها ممكن في يوم تكون بين إيدين راجل تاني أقسم بالله ما حد حاسس بالنار اللي بتنهشني من جوا إحساس صعب وبشع اووي يا إسلام، إحساس ضعف الحيلة دا وحش اووي.
اتنهد بوجع وقال: أنا مكسور وموجوع اووي، أقسم بالله من كتر الوجع حاسس إني هموت.
إسلام حضن عمران بحزن ودموعه نزلت على صاحب عمره وقال: خلاص يا عمران أنا أسف، نفسي أساعدك بس مش بإيدي حاجة.
عمران بدموع: أنا مش قادر أساعد نفسي يا إسلام إزاي أنت هتساعدني.
بص للسما وقال: يا رب بحق وجع قلبي وكسرتي دي ساعدني وفك قربي ورجعها ليا واجمع قلوبنا يا رب على خير.
إسلام بحزن: يا رب.
ومشي عمران مع صاحبه ومن يومها مظهرشي تاني وكأنه فعلًا كان جاي يودعها.
مر يومين عليها وهي لسه في الغيبوبة ومش بتفوق والكل حواليها وبيدعولها تفوق، لكن هي مش بتفوق، وزاد حزنهم لما عرفوا إن عمران نقل شغله في سيناء عشان يكون بعيد وينشغل هناك رغم إنه عارف إنه عمر ما باله ينشغل عنها وصاحبه إسلام كان بيهون عليه على قد ما يقدر.
أشرقت شمس يوم جديد ومعاها هتبدأ حياة جديدة، ودا كان اليوم الرابع يمر على ميرنا وهي مش بتفوق، وقتها صحيت زينب ولقت ميرنا صاحية وبتبص للسقف وشاردة ودموعها بتنزل على الوسادة بتاعتها.
زينب جريت عليها بفرحة وقالت بلهفة: ميرنا بنتي حبيبتي أخيرًا فوقتي.
ميرنا لسه باصه للسقف وبتفتكر عمران هي فاكرة إنها كانت بتحلم متعرفشي إنه حقيقي وإنه فعلًا كان موجود معاها ولمسها وإيده كانت حاضنه إيدها.
زينب طلعت برا وهي بتقول بلهفة: دكتور، يا دكتور.
سليم جري عليها بخوف وقال: في إية يا ماما ميرنا كويسة؟
زينب بفرحة ودموع: ميرنا فاقت يا سليم، حبيبتك فاقت.
سليم مكنشي مصدق نفسه وجري بسرعة ودخل وقرب منها ومسك إيدها وقال بلهفة كلها فرحة: ميرنا حبيبتي أنتي فوقتي أنا مش مصدق نفسي.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا مكنتشي بترد ولسه بتبص للسقف وكأنها مش معاهم في الدنيا.
دخل الدكتور مع زينب وكشف عليها وقال بفرحة: طب الحمدلله دا كدا عال اووي.
زينب: طب هي لية مش بتبصلنا ومش بترد علينا؟
الدكتور: لسه شوية دي أعراض ما بعد الغيبوبة بس هي هتكون كويسة لما تستوعب كل حاجة حواليها المهم إنها فاقت الحمدلله، هي عندها إرادة قوية ومن الواضح إن حد منكم تواصل مع عقلها وقدر يخليه يركز معاه ويفوق.
هم مش فاهمين بس فرحانين إنها أخيرًا فاقت وقتها زينب أتصلت بالكل ووقتها كان عثمان نزل الشركة بعد ضغط سالم عليه لأنه مكنشي عايز يسيبه في الحزن دا ليحصله حاجة لأنه عارف إن ميرنا دي مش بس بنته دي روحه.
كان قاعد في الميتنج ومن ضمن الموجودين كان أمجد اللي عرف حالة ميرنا وحاول أكتر من مرة يروح يشوفها بس عمتها مكنتشي بتسيبها والكل كان حواليها فمحبش يثير الشك ليه.
عثمان بيبص لقى في إتصال من زينب فخاف ليكون في حاجة حصلت لميرنا فرد وهو قاعد في الميتنج وقال: الو ميرنا كويسة يا زينب؟
زينب بفرحة: أميرتك فاقت يا عثمان أخيرًا الحمدلله.
عثمان بفرحة: بتتكلمي جد أميرتي فاقت الحمدلله يا رب.
بص لسالم بفرحة وقال: ميرنا فاقت يا سالم.
سالم بفرحة: الحمدلله.
عثمان بفرحة: أنا هاجي بسرعة يا زينب قوليلها بابي جايلك.
أمجد فرح لما عرف إنها فاقت وقال: أخيرًا يا حبي دلوقتي بس أقدر أخدك لبعيد ومحدش هيقدر ياخدك مني أبدًا.
وقتها عثمان جري ومهتمش لأي حاجة غير لبنته حبيبته وصل بعد وقت للمستشفى هو وسالم وسوزان كانت وصلت مع نغم ودينا، ومصطفى كان معاهم لأنه طول الفترة اللي فاتت كان مكتئب وكان رافض الأكل من غير ميرنا وكانوا بيأكلوه بمعاناة.
وصلوا كلهم وكانوا حواليها وعثمان حضنها جامد وقال بدموع: حبيبة بابي هونت عليكي تسبيني لوحدي كدا دا أنا كنت بموت كل يوم ألف مرة، قولتلك قبل كدا إنك مش بس بنتي دا أنتي أمي وأختي وكل حاجة ليا.
بعد عنها وبصلها بإستغراب وقال: هي مالها؟!
زينب: مش عارفة بس الدكتور قال إن دي أعراض وهتكون كويسة وهتبدأ تتفاعل معانا.
عثمان: إن شاء الله هتتفاعل بس أهم حاجة إن ربنا ردها ليا وفاقت.
سوزان حضنتها وقالت: ميرنا حبيبتي مامي جنبك أهو فوقي يا حبيبتي وحقك عليا مكنتش أقصد أزعلك سامحيني.
مصطفى جري عليها وطلع على السرير ونام عليها وقال: مامي حبيبتي وحشتيني اووي، كدا تسيبي مصطفى لوحده أنا زعلان اووي منك.
زينب قربت منه عشان تشيله من عليها وقالت: مصطفى أنزل مينفعشي كدا ميرنا هتتعب.
مصطفى بعند طفولي: لا أوعي سبيني خليني في حضن مامي.
عثمان قرب منه وقال بحنية: مصطفى يا حبيبي أنت كدا هتتعب مامي وأكيد أنت مش بتحب تشوفها تعبانة صح؟
مصطفى بدموع: صح خلاص هقوم بس هفضل قاعد جنبها على السرير ماشي يا عمو؟
عثمان ابتسم وقال: ماشي يا حبيبي زي ما أنت عايز.
مصطفى أتعدل وقعد جنبها وفضل يملس على شعرها بإيده الصغيرة وقال: ليه مامي بتبص لفوق كدا؟!
زينب: عشان لسه تعبانة يا حبيبي لما تخف خالص هترجع زي الأول.
مصطفى باس راس ميرنا وقال بحنية: مامي هتخف وهترجعلي تاني عشان مصطفى مش بيعرف يعيش من غيرها.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
الكل ابتسم بحزن عليه وسكتوا، وسليم كان واقف جنبها على الجنب التاني وبيبصلها بحب، بعد وقت عامر وصل وأول ما دخل ريحته داعبت أنف ميرنا لأنه كان حاطت البرفيوم بتاع عمران وهو اللي طلب منه كدا لسبب في دماغه، وعامر وافق رغم إنه مش عارف السبب.
وقتها ميرنا حركت صابع من صوابع إيدها اليمين اللي كان عمران ماسكها لما كان معاها، ومصطفى أخد باله وقال: عمو عثمان مامي حركت صابعها.
الكل ركز معاها وكل ما كان عامر بيقرب منها كانت بتحرك صابع تاني وكلهم فرحوا وقالوا: عامر شكل دخولك أثر في ميرنا وخلاها تحرك إيدها.
عامر ابتسم وقرب منها وملس على شعرها وباس راسها وقال: ميرنا حبيبتي عمورتك هنا أهو فوقي بقى.
وقف جنبها وجي يرجع ورا شوية لقاها مسكت إيده والكل اتفاجأ وحركت راسها وعيونها وبصتله وكانت بتقول حاجة بس محدش سامع فعامر قرب منها اووي وقال: بتقولي إية يا ميرنا؟
ميرنا بهمس منخفض: عمران.
عامر بصلها بحزن وقال جنب ودنها: عمران مشي يا ميرنا أنا عمك عامر يا حبيبتي أنا أسف.
ميرنا قلبها وجعها إنه إزاي مشي وسابها ومسألشي عنها وهي في غيبوبة، وأفتكرت اليوم اللي أعترفلها فيها ومشي وسابها بس أقنعت نفسها إنه أكيد هيرجع فلازم تخف وتبقى كويسة عشانه.
عامر رفع راسه وبصلها بحزن وزينب وقالت:بتقولك إية يا عامر؟
عامر بتوتر: مش سامع يا زينب.
دينا بغل: غريبة يعني.
زينب بصتلها بقرف وقالت: والله ما في غريب هنا غيرك.
دينا بصتلها بغل وقالت: أحترمي نفسك يا زينب.
زينب لسه هتزعقلها لقت ميرنا بتقول: عمتو.
زينب بصتلها بلهفة وقربت منها بلهفة وقالت: حبيبت عمتو أنا جنبك أهو يا ميرنا.
ميرنا بصت لها وابتسمت وملست على وش زينب بحب وقالت: وحشتيني اووي يا ماما زوزو.
زينب دموعها نزلت لأن ميرنا أول مرة تقولها يا ماما وقالت بصدمة: ميرنا أنتي قولتي إية؟!
ميرنا ابتسمت وقالت: ماما.
زينب حضنتها جامد وقالت: قلب ماما يا حبيبتي أنتي أول مرة تقوليلي كدا أنتي متعرفيش أنا فرحانة قد إية؟
سوزان بغيرة: ميرنا حبيبتي حمدالله على سلامتك يا قلب مامي.
ميرنا وهي بتبص الناحية التانية: الله يسلمك.
سوزان عرفت إنها لسه زعلانة منها وإدايقت اووي إنها قالت لزينب كدا وهي مقلتلهاش حاجة حتى مقالتشي مامي.
بصت لعثمان وقالت بضحك: أوعى تكون عملت حاجة من ورايا هزعل منك اووي.
عثمان حضنها جامد وقال: الدنيا كانت واقفة من غيرك يا قلب بابي والله، قومي أنتي بس وأنا وأنتي هنعمل بلاوي.
ميرنا ضحكت بس كحت بتعب فزينب قالت: بالراحة على البنت دي لسه تعبانة.
بصت لمصطفى اللي في حضنها وملست على شعره وقالت: حبيبي.
مصطفى كان زعلان منها فمردش عليها، فهي قالت: حبيب مامي شكله زعلان مني صح؟
مصطفى بطفولية: ايوا ومش تكلميني بقى.
ميرنا ابتسمت وقالت: طب يهون عليك مكلمكشي؟
مصطفى رفع راسه وبصلها وقال: أنا زعلان منك عشان سلمتي على كله إلا أنا وكمان لما فوقتي مش قولتي اسمي هو أنتي مش بتحبيني يا مامي؟
ميرنا ملست على خده وقالت: ومين هيحبك غيري يا حبيبي، أنا بحبك اووي ومش عايزاك تزعل من مامي ينفع؟
مصطفى ابتسم وحط إيده على خدها وقال: خلاص متزعليش مصطفى مش زعلان من مامي خلاص.
ميرنا ضمته لصدرها وقالت: ومامي بتحبك اووي.
نغم بقرف: حمدالله على سلامتك يا ميرنا.
ميرنا بإبتسامة: الله يسلمك يا نغم شكرًا.
دينا: حمدالله على سلامتك.
ميرنا: الله يسلمك يا طنط.
سليم قرب منها وقال بحب: وحشتيني.
ميرنا بإحراج: شكرًا يا سليم.
سليم بحزن: مكنتش متخيل إني شايفك وأنتي كدا بس كنت واثق إنك هترجعيلي تاني.
ميرنا ابتسمت وقالت: ايوا طبعًا هرجع عشان أنكد عليك، هو أنت عندك حد تاني يقرفك.
سليم ضحك وقال: ولا عايز يكون عندي غيرك يا ميرنا.
زينب ضحكت وقالت: مش هتتغيروا أبدًا أنتم الإتنين أهبل من بعض.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
زينب عدلت ميرنا في قعدتها وقالت بفرحة: ميرنا في حد عايز يشوفك.
ميرنا بإستغراب: مين يا ماما؟
زينب بفرحة أكبر: عشان ماما اللي طالعة منك زي القمر دي فهخليها تدخل بسرعة.
دخلت بنت جميلة ملامحها كلها ملامح زينب ضحكت وقالت: وحشتيني اووي يا صديقتي الصدوقة.
ميرنا بصدمة وفرحة: سلمى هو دا حقيقي؟!
زينب بدموع: حقيقي يا حبيبتي دي أول ما عرفت إنك حصلك كدا حجزت على أول طيارة لإسكندرية وجات بأقصى سرعة.
ميرنا دموعها نزلت ورفعت دراعتها لسلمى وقالت: تعالي قربي يا بنت عمتو يا وحشة.
سلمى جريت عليها وحضنتها جامد وفضلت تملس على شعر ميرنا وقالت بدموع: أنا أسفة يا ميرنا إني مكنتش معاكي، وأسفة عشان سيبتك زمان بس أنتي عارفة إنه غصب عني والله أنتي عارفة إن روحي فيكي.
ميرنا طلعتها من حضنها ومسحت دموعها وقالت: متتأسفيش يا حبيبتي دي سنة الحياة وأنتي زوجك كان مسافر ومكنشي ينفع تسيبيه لوحده.
سلمى فضلت تبوسها في كل حتة في وشها وقالت: وحشتيني اووي يا ميرنا، مكنتش عايزة أتجوز وأسيبها بس نعمل إية لعمتك اللي فضلت تزن عليا.
ميرنا ضحكت وقالت: يا بكاشة هي بردو اللي ضغطت عليكي دا أنتي كنتي بتموتي في وجدي وكان نفسك تتجوزية بأي طريقة.
سلمى ضحكت وقالت: أنتي بتكشفيني على الملأ كدا.
زينب ضحكت وقالت: تستاهلي.
ميرنا: صحيح فين مكة ومازن حبايبي؟
سلمى: سبتهم مع دادة في الفيلا بس وجدي معايا أدخله؟
ميرنا نكزتها في كتفها وقالت: وسايباه برا يا قادرة دخليه بسرعة.
وجدي دخل وقال بإبتسامة: حمدالله على سلامتك يا ميرنا الحمدلله إنك بقيتي بخير.
ميرنا ابتسمت وقالت: الله يسلمك يا وجدي، وأسفة والله.
وجدي: بتتأسفي على إية؟
ميرنا بحرج: عشان بسببي سيبت شغلك ونزلت إسكندرية.
وجدي ابتسم وقال: لا ما أنا خلاص قررت أستقر هنا ونقلت شغلي كله هنا كفاية غربة بقى، وكمان سلمى بقالها ٨ سنين بعيدة عنكم وصراحة صعبت عليا.
زينب بفرحة: بجد يعني هتفضلوا هنا؟
وجدي ضحك وقال: ايوا والله عشان تعرفي أنا بحبك قد إية يا حماتي.
زينب: حماتك إية لا قولي يا زوزو شبه ميرنا متكبرونيش.
كله ضحك وميرنا قالت: أحلى ماما وأحلى زوزو كمان.
زينب حضنتها وقالت: أنتي نور عيني يا ميرنا والله.
قضوا معاها اليوم والكل كان مبسوط بيها وفرحوا أكتر عشان سلمى وإنها خلاص هتستقر هنا.
مر شهر عليهم وهم عايشين مع بعض في جو دافي وكله حب وكانت دايمًا بيوصل لميرنا رسائل من أمجد بس مكنتشي بتحكي لحد ومكنتشي بترد بردو، لدرجة إن أمجد أتعصب جدًا وبدأ يبعتلها رسائل تهديد.
ميرنا كانت قاعدة في أوضتها ووصلها رسالة فتحتها وكان مضمونها « أقسم بالله ما هتكوني لحد غيري يا ميرنا ولو مجتيش بهواكي هاخدك غصب عنك ومش هيعجبك وقتها ».
ميرنا قفلت الفون ورمته جنبها بعصبية وقالت: مش عارفة اللي بيبعت الرسائل دي مبيزهقشي.
وبعدين كملت بحزن وقالت: فينك يا عمران إزاي هونت عليك كدا؟ وإزاي تسيبني لغيرك وتتخلى عني نفسي أكرهك لكن مش عارفة.
لقت حد بيخبط عليها فقالت: أتفضل.
سلمى دخلت وقالت: حبيبة قلبي بتعمل إية؟
ميرنا فرحت وقالت: سلومتي تعالي يا حبيبتي، أنا بخلص المشروع بتاعي.
سلمى حضنتها وبصت على الرسمة بتاعتها وقالت: حلو اووي شكله هيبقى برفكت.
ميرنا: طبعًا يا بنتي مش أنا الي عملاه.
سلمى ضربتها على مؤخرة دماغها وقالت: بطلي غلاسة.
ميرنا بغيظ: آه إيدك تقيلة يا باردة.
سلمى: هضربك أتلمي واحترميني دا أنا حتى أكبر منك ب ٨ سنين وعندي أطفال.
ميرنا ضحكت وقالت: والله ما باين عليكي يا بنتي.
سلمى فرحت وقالت: بجد يعني لسه حلوة.
ميرنا: دا أنتي قمر أنتي مش بتبصي لنفسك في المراية، ولا وجدي مبقاش يقولك كلام حلو زي زمان.
سلمى ضحكت وقالت: والله ما في قمر هنا غيرك دا أنتي جمالك مغطي علينا كلنا، وبعدين وجدي بيقولي كلام حلو بس بقى قليل عشان مشغول.
ميرنا: يعني متجوزشي أنا بقى ما دام هي دي الحياة الزوجية.
سلمى: حرام عليكي سليم متحنط جنبك أتجوزيه بقى.
ميرنا بحزن: إن شاء الله اللي ربنا عايزه.
سلمى: مالك يا ميرنا هو في حاجة، هو سليم مزعلك؟!
ميرنا: لا مش مزعلني خالص.
سلمى: أمال في إية؟
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا كانت هترد عليها لقت سليم بيرن عليها ففتحت وقالت: نعم يا سليم.
سليم: عايزك عازمك على العشا.
ميرنا: بس أنا مش فاضية دلوقتي يا سليم.
سليم: عشان خاطري يا ميرنا.
ميرنا بصت لسلمى فسلمى هزت راسها بمعنى توافق فميرنا قالت: حاضر يا سليم هقوم ألبس أهو.
سليم فرح وقال: طب أنا هستناكي تحت.
سلمى: أخرجي معاه وغيري جو يا حبيبتي.
ميرنا: هو ممكن تيجي معايا؟
سلمى: بس مش هينفع أنتم مخطوبين وعازمك على العشا يعني جو رومانسي هاجي بينكم أعمل إية؟
ميرنا: طب عندي فكرة تعالي أنتي ووجدي وأقعدوا على ترابيزة واحنا على ترابيزة وأهو تعيدوا أنتي ووجدي أيام زمان.
سلمى: تصدقي فكرة أنتي أجدع ميرنا في الدنيا.
ميرنا ضحكت وقالت: حبيبتي.
غيرت هدومها وسلمى كمان رجعت لبست هي ووجدي وسليم كان متغاظ بس مرضيش يتكلم عشان ميرنا.
سلمى: يلا يا ميرنا أنتي لسه مخلصتيش دول واقفين تحت ومتعصبين.
ميرنا: قلبي مقبوض يا سلمى مش عارفة ليه ما بلاش الخروجة دي.
سلمى بقلق: في إية يا ميرنا مالك؟
ميرنا لسه هترد لقت تليفونها بيعلن عن وصول رسالة فتحتها وأتعصبت اووي لما قرأتها وكان محتواها« لو مردتيش عليا يا ميرنا هعمل فعل ميعجبكيش وهندمك على حد غالي اووي عليكي »
سلمى: في إية يا ميرنا وليه أتعصبتي كدا لما مسكتي الفون؟
ميرنا مردتشي عليها فسلمى مسكت الفون منها وقالت: هاتي أشوف بنفسي.
ميرنا: هاتي الفون يا سلمى وبطلي غلاسة.
بس سلمى مردتشي عليها وشافت الرسالة وقرأت باقي الرسائل وقالت بصدمة: إية كل دا يا ميرنا وإزاي مقولتيش لحد؟!
ميرنا بحزن: في الأول أفتكرتها رسائل من حد طايش وطنشت بس رسايله بدأت تخنقني وتقلقني وخايفة أقول لبابي هيخاف عليا ومش عايزة أشغل عمو عامر وكمان لو سليم عرف هيتصرف بغباء وهيورط نفسه وأنا مش عايزة كدا.
سلمى: لا لازم يعرفوا عشان يتصرفوا يا ميرنا دا شكله مش بيهدد على الفاضي.
ميرنا: مش دلوقتي خلينا نخرج وبلاش ننكد عليهم.
سلمى: بشرط لما نرجع نجمع الكل ونحكيلهم.
ميرنا: حاضر وعد يا حبيبتي.
خرجوا وسليم لما شاف ميرنا قلبه دق بسرعة كانت شبه الحوريات، ومدلها إيده فحطت إيدها في إيده عشان متحرجهوش قدامهم ونزلت وركبت جنبه في العربية وسلمى وزوجها ورا.
وصلوا المطعم وقعدت مع سليم ونزل الأكل وميرنا أكلت خفيف وفضلت تشرب العصير بتاعها وذهنها شارد في عمران.
حست بإيد سليم اللي أتحطت على إيدها فبصتله فقال: هو أنا جايبك هنا عشان تسرحي مني يا ميرنا.
ميرنا: لا أنا معاك أهو.
سليم ابتسم وقال: فرحانة معايا يا ميرنا؟
ميرنا بصتله بعمق وقالت: أكيد يا سليم.
سليم فرح وقرب إيدها من شفايفه وباسها وهي غمضت عيونها بألم وسليم قال: بحبك اوي يا ميرنا ومش قادر أستحمل أكتر من كدا عشان كدا أتفقت مع خالو إن كتب كتابنا الإسبوع الجاي.
ميرنا أتصدمت وشدت إيدها من إيده وقالت: أنت بتتكلم بجد؟
سليم بفرحة: ايوا يا حبيبتي مالك؟
ميرنا بغضب: أنت بتسألني مالي أنت واعي للي بتقوله وبتعمله يا سليم؟
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
سليم: في إية يا ميرنا أنا مش فاهم حاجة؟!
ميرنا بغضب: مش فاهم إية أنت إزاي تاخد قرار زي دا من غير ما ترجعلي أصلًا أنت فاكر إن دي حياتك لوحدك لا يا سليم دي حياتي أنا كمان وليا حق الإختيار.
سليم بغضب: أنا مش فاهم أنتي متعصبة ليه ما أنا بختار ليا وليكي فيها إية يعني؟!
ميرنا بغضب أكبر: فيها كتير اووي يا دكتور أنت حضرتك بتلغي شخصيتي وأنا مقبلشي بدا وبعدين دا قرار مصيري يعني لازم نقرره سوا المفروض تيجي تتكلم معايا أنا الأول مش كل مرة تحطني قدام الأمر الواقع أنا مبقتشي قادرة أستحمل الطريقة دي أبدًا.
سليم بغضب: وطي صوتك يا ميرنا احنا في مكان عام وتعالي نتكلم بهدوء في العربية ونتفاهم.
ميرنا بعند: لا هتكلم هنا وبعدين كان فين التفاهم دا من الأول فيها إية لو كنت جيت وأتكلمت معايا وشوفت أنا عايزة إية وإية اللي هيناسبني ولا أنا لعبة في إيدكم كل واحد بيفكر وياخذ القرارات براحته وأنا المفروض أقف أسقفلكم وأقبل بكل ترحاب صح؟
سليم بإستغراب: احنا مين لية بتجمعي؟
ميرنا أخدت بالها من اللي قالته فسليم قال: وضحي كلامك حالًا.
سلمى ووجدي قربوا منهم وقالوا: في إية يا جماعة أهدوا صوتكم عالي اووي مينفعشي كدا.
ميرنا بغضب: تعالي شوفي أخوكي يا سلمى بيقرر بمزاجه وقال إية جاي يقولي كتب كتابنا بعد إسبوع والمفروض مني بقى أقول حاضر يا حبيبي من عنيا، دا حتى مكلفشي نفسه يقولي حتى بابا متكلمشي معايا وكأني مجبرة مش مخيرة، طب حتى مفكرتش إن العروسة دي بتكون محتاجة وقت عشان تكون مؤهلة نفسيًا وجسديًا لكل دا أنتم بتفكروا إزاي؟ وإزاي تاخد قرارات بالنيابة عني أنا إنسانة على فكرة وليا حق أخد قراراتي بنفسي أنا مش طفلة يا دكتور.
سليم: أنا أسف مفكرتش في كل دا حقك عليا بس متكبريش الموضوع يا ميرنا.
ميرنا بغضب: بردو هيقولي متكبريش الموضوع أنت عايز تعصبني أكتر يا سليم، وبعدين ليه مفكرتش في كل دا ها؟
سلمى: خلاص يا ميرنا أهدي وأنت يا سليم صراحة غلطان الأمور اللي زي دي مينفعشي طرف واحد اللي ياخدها لازم المشاركة أصل دي حياة جديدة ومصير مرتبط بيكم أنتم الإتنين يا حبيبي وهي من حقها تثور كدا أنا لو مكانها هتجرح وهحس إني مليش أي أهمية عندك.
سليم: والله ما أقصد كل دا أنا بس عايزاها معايا بأقصى سرعة.
ميرنا: لية هطير وبعدين أنت عمرك سألتني إن كنت أنا عايزة ولا لا؟
سليم بصدمة: تقصدي إية؟
ميرنا حست بخنقة وقالت: لو سمحتوا أنا عايزة أمشي.
سليم: مش هتمشي إلا لما تقوليلي تقصدي إية؟
ميرنا بصتله بعمق وحزن وقالت: شوفت بردو بتمشي كلامك ومش بتحترم رغبتي في أي حاجة.
سلمى: سليم سيبها، وأنتي يا ميرنا تعالي نروح التواليت عشان تغسلي وشك وتهدي شوية.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
مسكت ميرنا وأخدتها وميرنا عيطت وقالت: سلمى أنا مخنوقة اووي وتعبانة من كل حاجة.
سلمى حضنتها وقالت: حقك عليا يا ميرنا بس سليم بيحبك وبيتصرف بتهور بس ميقصدشي يجرحك والله.
ميرنا بحزن: أنا مش عايزة أفكر في أي حاجة أنا بس نفسي أخد يوم راحة من كل العالم وأبعد عن كل المشاكل ووجع القلب دا.
سلمى: طب تعالي نمشي وأنا هاخدك عندي ونقعد مع بعض يا حبيبتي.
طلعوا ولسه هيتحركوا ميرنا لقت حد بيشدها جامد وشخص مسك سلمى، فميرنا قالت بخوف: سلمى.
سلمى: ميرنا أنتم بتعملوا إية؟ أنتم مين؟
الراجل اللي حاطت قناع على وشه أخد ميرنا جامد والتاني حدف سلمى بعيد وسلمى صرخت وقالت: ميرنا لا سيبوها.
سليم ووجدي وصلوا على الصوت وسليم قال بخوف: في إية؟ وميرنا فين؟
سلمى بعياط: أتخطفت يا سليم.
سليم بصدمة: يعني إية؟!
سلمى: اتنين طلعوا علينا وخطفوها ومقدرتش أعمل حاجة لأن التاني كان حاطت سكينة على رقبتي.
سليم جري بسرعة للإتجاة بس ملقاش حاجة ووقع على الأرض وهو بيصرخ بخوف: ميرنااااا.
اللي خاطفين ميرنا وصلوا لمكان مهجور وحطوا ميرنا وكان في قماشة على عيونها فقالت بخوف: أنا فين؟ وأنتم مين؟ وعايزين مني إية؟
أمجد من وراها: أنتي معايا أنا يا حبي.
ميرنا بخوف: أنت مين؟ صاحب الرسائل صح؟
أمجد ضحك وقال: طول عمري بحب ذكائك يا حبي.
ميرنا: وريني نفسك ولا خايف.
أمجد ضحك جامد وقرب منها وشال القماشة وأول ما شافته أتصدمت وقالت بغضب: آه يا حيوان أنت رجعت تاني، بس عايزة أقولك رجعت لقضائك أنا مش هرحمك.
أمجد ابتسم وقال: بحبك وأنتي شرسه كدا وصراحة دا اللي حببني فيكي أكتر.
ميرنا: أنت بتقول إية؟
أمجد ابتسم وقال: إية أنتي أول مرة تعرفي هو أنا مقولتلكيش قبل كدا إني بحبك اووي وإني عملت كل دا في صاحبتك عشان بس أعرف أقرب منك وأفوز بيكي يا جميل.
ميرنا بصدمة: يعني أنت قربت من ملك وكسرتها وبسببك أنتحرت دا كله عشاني أنا.
أمجد: بالظبط كدا، بس مش مشكلة تغور المهم إني قدرت أوصلك.
ميرنا بدموع: مش قادرة أصدق يعني أنا ليا إيد في قهرة وموت ملك، أنا حيوان ومتستهلشي الحب اللي هي حبتهولك.
أمجد: تؤتؤتؤ كدا أزعل متقوليش كدا يا حبي هي أصلًا إنسانة هبلة وساذجة لإنها بتصدق أي حد، إنما أنتي ذكية وجميلة اووي لدرجة مش قادر أشيل عيوني من عليكي.
ميرنا بكره: أقسم بالله لهقتلك بإيدي يا أمجد ومش هرحمك ولا أقولك أنا هخليك تتمنى الموت ومش هرحمك بردو، أنا كان نفسي أوصلك من زمان عشان أنتقم لملك وأنت اللي جيتلي برجليك.
أمجد قرب منها ومشى صوابعه على وشها وقال: تعرفي إني مستعد أعمل أي حاجة عشان تكوني في حضني وملكي أنا وبس، كنت مستعد أموت ملك بنفسي بس هي أنتحرت ووفرت عليا، دا أنا حتى كنت مقرر أقتل سليم عشان ميقربشي منك تاني، بس صراحة قولت أخطفك أحسن ونتجوز ونرجعلهم ببيبي صغير منك يا حبي ويكون نسخة مني.
ميرنا بصتله بقرف وبعدت وشها عنه وقالت: أنا حقيقي قرفانة اووي منك دا حتى ريحتك مش طايقاها أنت متخيل إني ممكن أبص لواحد حشرة زيك دا أنت لو أخر راجل في العالم مش هبصلك.
وبصتله بقوة وقالت: صدقني مش هتطول مني شعرة واحدة ولو متخيل إنك هتقدر تقربلي فأنت غلطان أنا عندي أقتل نفسي ولا إن واحد زيك يلمسني، أنا ميرنا عثمان الدهشوري لو ناسي، أنا مش سهلة يا أمجد وصدقني نهايتك على إيدي أنا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
أمجد قام وهو متعصب وقال: هنشوف يا ميرنا وأوعدك إنك أنتي اللي هتترجيني عشان ألمسك.
ميرنا بقوة: دا بُعدك وحلم عمرك ما هتوصله اللي زيك مكانهم تحت رجلي وبس.
أمجد ابتسم وقال: هنشوف مين فينا اللي هيفوز.
مشي وهي قالت: أنت رايح فين وسايبني هنا؟
أمجد ابتسم وقال: إية يا حبي عايزاني معاكي معنديش مانع أنا بصراحة هموت وأقربلك.
ميرنا بقرف: ما قولتلك دا حلم بعيد من المستحيلات يعني.
أمجد ابتسم وقال: وأنا قررت أسيبك هنا كام يوم لحد ما تعقلي وتجيلي أصلي مش عايز ألمسك غصب عنك عايز كل حاجة تحصل بينا تكون بإرادتك يا حبي.
ميرنا بصتله بقرف وهو خرج وهي فضلت تعيط بقهر وقالت: يا رب أنقذني.
عثمان ضرب سليم بالقلم وقال بغضب: مش عارف تحافظ على بنتي يا سليم أمال عايزني أسلمهالك إزاي؟
سليم وهو حاطت وشه في الأرض: أنا اسف يا خالو بس لازم دلوقتي ندور عليها.
عثمان بغضب: أنا مش عايز أشوف وشك تاني أنت فاهم وبنتي أنا هدور عليها بنفسي، أنت لتاني مرة متعرفشي تحافظ عليها.
زينب بعياط: عشان خاطري يا عثمان مش وقته لازم كلكم تتحدوا عشان ترجعولي بنتي.
سلمى بعياط: يا ريتني سمعت كلامها قالتلي إن قلبها مقبوض ومش عايزة تخرج بس أنا ضغطت عليها.
عامر: خلاص يا حبيبتي أهدي إن شاء الله هنرجعها.
سالم: إن شاء الله.
عامر: عثمان زينب عندها حق وأنا هسلم القضية لظابط كفء بس لازم أتكلم مع سليم وسلمى ووجدي عشان نقدر نفهم كل حاجة حصلت بالتفصيل.
مر يوم كامل على ميرنا وهي محبوسة وإيدها وجعتها من الربطة اللي هي مربوطة بيها وكانت عطشانه اووي، واليوم خلص وكانت الساعة ٣ قرب الفجر وميرنا قاعدة وبتقول بتعب: يا رب أنقذني.
دموعها نزلت وقالت: أنا تعبانة اووي يا ترى بابي حالته عامله إزاي وماما زينب ولا سلمى اللي شافتني وأنا بتاخد من قدام عيونها؟
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
أمجد دخل ومعاه أكل وماية وقرب منها وقال: أكيد وحشتك يا حبي صح أنا جبتلك معايا أكل وشرب.
ميرنا بقرف: أنت حقيقي شخص مريض.
أمجد: مش هتعرفي تعصبيني لأني بحبك ومش عايزك تشوفي وشي التاني عشان مش عايزك تخافي مني.
ميرنا: أنا مبخفشي إلا من اللي خلقني.
أمجد: أموت في قوتك وشراستك اللي بتجنني عليكي أكتر وأكتر.
ميرنا بإستهزاء: ما أنت هتموت فعلًا مكدبتش المرة دي.
أمجد قرب منها الماية وبيشربها بس هي بعدت وقالت: مش عايزة أشرب من إيدك القذرة دي، ومش عايزة أشوف وشك تاني.
أمجد قام وحط القماشة على عيونها وقال: طب كدا هتشربي أنا غميت عيونك أهو.
ميرنا: أنت فعلًا مريض وقولتلك مش هشرب أمشي بقى.
أمجد: أنتي حرة يا حبي بس هرجعلك تاني أصلك بتوحشيني اووي.
خرج وسابها وبقت مش شايفة حاجة وكانت عطشانة بس كرامتها فوق أي حاجة ومش عايزة حاجة منه، وقعدة حزينة وقالت: محدش هيجي يخرجني من هنا حاسة إني بدأت أتخنق.
فجأة سمعت صوت حواليها فخافت بس مثلت القوة وقالت: رجعت تاني لية قولتلك مش هشرب ومش عايزة أشوف وشك.
مسمعتشي رد فقالت: أقسم بالله لو قربتلي يا أمجد لأقتلك وأقتل نفسي متحلمشي إنك تلمسني أو إني هخضعلك وأوافق.
لقت حد بيقرب عليها فرجعت لورا وقالت بتوتر: متقربشي أكتر من كدا أنا بحذرك.
فجأة لقت إيد مسكت إيدها وأول ما لمسها قلبها دق بقوة وحست نفس الإحساس اللي بتحسه لما عمران يلمسها فقالت بلهفة: عمران.
#البارت_الثامن
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
ميرنا قالت بلهفة: عمران.
مسمعتشي رد فقالت: دا أنت صح؟ كنت واثقة إنك مش هتتخلى عني أبدًا.
عمران بدأ يفك إيديها وأول ما فك إيديها هي شالت القماشة اللي على عيونها وشافته فحطت إيدها على خده وملست عليه بحنية وقالت بحب: عمران وحشتني.
عمران مردش عليها فهي قالت بإستغراب: عمران أنت مش بترد عليا لية؟
عمران حاول يتماسك قدام لمساتها اللي بتحرك كل مشاعره تجاهها وبتهد كل حصونه، غمض عيونه وبعدين حط إيده على إيدها وشالها من على خده وقال: يلا عشان أخرجك من هنا.
ميرنا بحزن: عمران بصلي وأنت بتكلمني لو سمحت.
عمران بحدة: قولتلك يلا مش وقته الكلام دا.
ميرنا: أنت عرفت مكاني إزاي؟
عمران سكت وأفتكر لما كان عندها في المستشفى وهي في الغيبوبة وحط جهاز التتبع في السلسلة بتاعتها لأنه عارف إنها مش بتخلعها خالص ودايمًا بتخبيها في هدومها ودا لأنه كان مراقب أمجد وكان حاسس إنه هيعمل حركة غدر.
ميرنا لما طال سكوته قالت: رجعنا تاني للسكوت تمام يا عمران فهمت.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا حاولت تقف لكن حست بدوخة ومقدرتش تقف لإنها بقالها يومين لا أكلت ولا شربت، كانت هتقع لكن هو لحقها ومسكها من خصرها بقوة لدرجة إنها بقت في حضنه وسانده إيديها الإتنين على صدره ورفعت راسها وبصت في عيونه اللي كلها شوق وحنين ليه.
عمران للحظة حس إنه هيضعف قدامها بس رجع فوق نفسه وقال: اسندي عليا لو مش هتقدري تمشي.
ميرنا بحزن: لا شكرًا أنا هسند نفسي.
عمران: بس أنتي شكلك تعبانة.
ميرنا بصتله بنظرة وجعته وقالت: خايفة أتسند عليك وأتعود وفجأة ألاقيك أختفيت وقتها مش هعرف حتى أتسند على روحي.
عمران فهم قصدها وقبل ما يتكلم لقى الباب بيتفتح فحطها ورا ضهره وطلع المسدس بتاعه وصوبه قدامه.
أمجد ضحك وقال: المقدم عمران الدهشوري بذات نفسه مشرفنا وأنا اللي كنت بسأل نفسي المخزن نور كدا لية.
عمران بإستفزاز: لا ونظف كمان ولا أنت مش واخد بالك بسبب الغشاوة اللي على عنيك؟
أمجد ابتسم وقال: ويا ترى إية سبب الزيارة حب ولا قرابة؟
وبعدين كمل بإبتسامة خبيثة وهو بيبص على ميرنا اللي ورا ضهر عمران وقال: أصل أنا عزرك ما هو الإنسان الطبيعي ميقدرشي يقاوم الجمال دا كله.
عمران حاول يمسك نفسه عشان يحافظ على ميرنا وقال ببرود: كان نفسي أقولك عندك حق بس للأسف الحق متبري منك.
في الوقت دا كان إسلام صاحب عمران وصل بالفرقة بتاعته وبدأ يقرب من المخزن بهدوء.
أمجد بصله بغضب وقال: هو أنت فاكر إنك لما تيجي هنا هتخرج على رجلك؟
عمران ابتسم وقال: ايوا أصلي مبدخلشي مكان إلا لما أكون دارسه كويس وعارف إني هخرج على رجلي إن شاء الله.
أمجد بنفاذ صبر: والله كان نفسي نكمل حديثنا الشيق دا لكن مش فاضي.
بص لرجلته وقال: خلصوا عليه.
ميرنا أول ما سمعت كلامه قلبها وقف من الخوف على عمران وحاولت تفكر في أي حاجة.
الرجالة بتوع أمجد بدأوا يقربوا من عمران وهو بيرجع بيها لورا وحطها في جنب وأستعد للمواجهة وبدأوا يضربوا فيه وهو بيضربهم بس الكترة تغلب الشجاعة ووقع على الأرض وبيحاول يقف على رجله تاني بس واحد خبطه جامد بجديدة على رجله من ورا فوقع تاني وهو بيتألم، وميرنا كانت واقفة بتعيط عليه.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بدموع: قوم يا عمران متستسلمشي.
عمران بصلها وبص بدموعها وقال: متعيطيش والله هخرجك من هنا ولو كان فيها روحي يا ميرنا.
أمجد كان واقف بيتفرج وفرحان اووي، وكان واحد منهم طلع سكينة وكان هيطعنها في بطن عمران، فميرنا بصت حواليها لقت السكينة اللي عمران كان بيفكلها بيها الحبل اللي كانت مربوطة بيه، وطت وأخدتها وحطتها عند شريان إيدها وقالت بصوت عالي: أقسم بالله يا أمجد لو ما خليتهم يبعدوا عنه لخلص على نفسي ووريني ساعتها هتاخدني إزاي.
أمجد قام من على الكرسي بفزع وقال: ميرنا أهدي ومتتهوريش.
عمران بصلها بخوف وقال: ميرنا سيبي اللي في إيدك.
ميرنا بصتله بدموع وقالت: لا مش هسيبهم يأذوك.
عمران بعصبية: قولتلك سيبي اللي في إيدك أنا هخرجك من هنا صدقيني.
ميرنا بصت لأمجد وقالت: خليهم يبعدوا عنه حالًا.
أمجد بخوف لأنه عايزها ومش عايزها تموت: خلاص حاضر هنفذلك كل اللي أنتي عايزاه بس سيبي اللي في إيدك.
وأمر رجالته يبعدوا عن عمران وعمران قرب منها ومسك السكينة من إيدها وقال بخوف: إية اللي بتعمليه دا يا ميرنا.
ميرنا بدموع: مش هقدر أخسرك يا عمران.
أمجد: والله عال بقى المقدم عمران الدهشوري بيتحامى في بنت لا أخص عليك.
عمران أتعصب اووي وضغط على إيده وعروقه برزت فميرنا بصتله بخوف وبعدين بصت لأمجد وحاولت تستفذه فقالت: هو مش زيك وبعدين ما توريني رجولتك وتواجهه أنت عشان أتأكد إنك راجل بدل ما أنت بتتحامى في رجالتك.
أمجد بعصبية: أنا راجل غصبًا عن الكل.
ميرنا: طب ما توريني حتى عشان لما ابقى معاك أكون حاسة بالأمان مكونشي خايفة عشان عارفة إنك مش هتعرف تحميني.
أمجد أتعصب وشاور لرجالته تبعد وقال: تمام هوريكي يا حبي.
بصت لعمران وقالت: مش عايزاك تسيب فيه حتى سليمة يا عمران هاتلي حقي منه وأنا بقى هجيب حق ملك منه.
عمران بصلها وهز راسه وقال: وحقي عشان قرب منك.
بدأوا يتقاتلوا وعمران أقوى منه بكتير وفعلًا عمل زي ما ميرنا قالتله وكان كل ما رجالة أمجد تقرب هو يشاورلهم يبعدوا كل إما يبص لميرنا اللي كل شوية تقوله: لا لا قوم كدا ووريني شطارتك.
لحد ما بقاش قادر يقوم يقف وميرنا فرحانة فيه لأنها حاسه إن كدا صاحبتها ملك روحها هترتاح، وفجأة إسلام دخل بالفرقة بتاعته وأشتبكوا مع رجالة أمجد، وقدروا يخلصوا عليهم.
عمران قرب من ميرنا وقال: أنتي كويسة صح؟
ميرنا: أنت اللي كويس يا عمران في ندوب كتيرة في وشك وجسمك أنا أسفة إن كل دا حصلك بسببي.
عمران: أنا اللي أسف لإنك أستنيتي هنا يومين حقك عليا.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
لسه هترد عليه لقت أمجد بيتقدم عليه وماسك سكينة في إيده وعايز يطعن بيها عمران في ضهره.
فبعدت عمران بسرعة ومسكت هي السكينة اللي غرزت في باطن كف إيدها والدم بدأ ينزل منها على الأرض وهي بتبص لإمجد بكره وقالت: هتفضل طول عمرك غدار بتطعن في الضهر ملكشي أمان.
أمجد رمى السكينة بسرعة لما شافها كدا وقال: كنتي سبيني أخلص عليه محدش هياخدك مني يا ميرنا أنتي فاهمة.
اتنين من الظباط مسكوه، وعمران جري عليها وبص لإيدها اللي بتنزف وقال بخوف: ليه عملتي كدا؟!
ميرنا بصتله وقالت: أنت بتسألني يا عمران؟!
عمران بخوف: أنا فداكي مكنتش عايز نقطة دم تنزل منك يا ميرنا.
ميرنا بحزن: النزيف دا أهون عليا من نزيف قلبي يا عمران.
عمران بصلها بحزن وكان بيتألم من جواه عشانها بس هو مش قادر يعمل حاجة فقال بصرامة: طب يلا عشان أعالج إيدك وبعدين أرجعك للعيلة.
ميرنا بصتله بعمق وبعدين بعدت عنه ومشيت بس رجعت لأمجد ووقفت قصاده ونزلت على وشه بقلم جامد وقالت: دا عشان ملك.
ضربته قلم كمان وقالت: ودا بقى عشان وجع قلبي عليها.
أمجد بصراخ: والله لأندمك عليهم يا ميرنا وبردو هاخدك ولما تكوني بين إيديا ساعتها بس هاخد حقي منك كويس.
عمران قرب منه وشد ميرنا ووقف هو قصاده وضربه بالبوكس جامد في وشه لدرجة إن شفايفه نزفت وقال: ودا بقى عشان فكرت في بنت من بنات عيلة الدهشوري.
أمجد بكره وغل: والله لأندمكم كلكم وقريبًا اووي هرجعلكم.
عمران: عيني هتفضل عليك زي ما كانت طول الوقت عليك، هو أنت فاكرني عبيط يبقى متعرفنيش أنا حاطت عيني عليك من زمان اووي من وقت موت ملك وأول ما رجعت مصر وأنا براقبك ومستني أي خطوة منك واللي خلاني أتأخر هو إني كنت باخد الإذن إني أنا اللي أمسك القضية وعلى ما رجعتلك.
وكمل بغضب وغيرة: وأقسم بالله لو فكرت تاني مجرد تفكير إنك تقرب من حاجة تخصني لكون دافنك بإيديا.
ميرنا فرحت لما قال عليها إنها تخصه وهو مسك إيدها وأخدها معاه والظباط أخدوا أمجد عشان ياخدوه على القسم.
عمران فتحلها باب العربية وهي دخلت وهو قبل ما يركب قرب على إسلام وقال بمغزى: إسلام نفذ اللي قولتلك عليه ومتتأخرشي عليا.
إسلام بحزن: لسه مصمم على اللي في دماغك يا صاحبي.
عمران: لازم يا إسلام المهم عندي إن ميرنا تعيش حياتها لكن أنا مش مهم حتى لو اللي بعمله دا هيموتني في الثانية ألف مرة عشان خاطري يا صاحبي أعمل اللي قولتلك عليه.
إسلام بحزن على صاحبه: حاضر يا صاحبي أعتبره حصل.
عمران ابتسم له ورجع ركب العربية وشغل العربية وأنطلق، وميرنا طول الطريق بتجاهد نفسها إنها متبصلوش لكن غصب عنها كانت بتسرق نظرات منه وهو كمان.
وقف قدام صيدلية وقال: خليكي هنا مش هتأخر عليكي.
ميرنا مسكت إيده بسرعة وقالت: رايح فين متسبنيش لوحدي؟
عمران قلبه دق جامد وبص في عيونها وسرح فيهم بس فاق وشال إيدها وقال: متخافيش هدخل إجيب حاجة من الصيدلية وهرجع بسرعة.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا أتحرجت منه وسكت وهو دخل وطلع بعد خمس دقائق، ودخل العربية وطلع أدوات الإسعافات الأولية عشان يضمدلها الجرح ومسك إيدها بحنية وبدأ يعالجها وقال: سلامتك أنا أسف معرفتش أحافظ عليكي ومخلكيش تتأذي.
ميرنا: بعد كل اللي عملته دا وبتقول إنك معرفتش تحافظ عليا دا أنت كنت هتضحي بروحك عشاني ورجعت بس عشاني ولقيتني وحميتني ورجعتني سليمة وتقولي أسف دا أنا اللي أسفة يا عمران.
عمران: نزفتي وأتجرحتي معنى كدا إني فشلت يا ميرنا.
كان خلص وهي سحبت إيدها بعد ما لفهالها بالشاش ولسه هيقفل العلبة هي مسكتها وقالت: مفشلتش يا عمران بدليل إني رجعت.
طلعت قطنة وحطت عليها مطهر وقربت منه وبدأت تطهر الجروح اللي في وشه وهو غمض عيونه بسبب قربها منه وريحتها اللي بتداعب أنفه، بدأت تحطله اللزقة على الجروح وقالت: عمران ليه مشيت وسبتني أنا بقالي شهر مستنياك، هو أنت ليه مجتشي تزورني في المستشفى هو أنت متعرفشي إني دخلت في غيبوبة؟ أكبد محدش قالك صح؟
عمران بتوتر بسبب قربها: ميرنا أنا...
معرفشي يكمل كلامه لما لقى ميرنا حطت صوابعها على شفايفه وبتملس عليهم بحنية فرفع إيده وحطها على إيدها وبيحاول يبعدها فقالت: بتوجعك؟
عمران بصوت بيجاهد إنه يطلعه: هو إية؟
ميرنا: الجرح اللي في شفايفك دا.
عمران مكنشي حاسس بأي وجع ولا بأي حاجة غير لمسات إيديها اللي بتذبذبه من جواه.
فغمض عيونه بقوة وبيحاول يتمالك نفسه فهي أفتكرت إنه بيوجعه فقالت بزعل: أنا أسفة وجعتك.
عمران فتح عيونه وبعد إيدها عن شفايفه وبعد بجسمه عنها وقال بتوتر: لا موجعتنيش أنا كويس.
ميرنا: طب لحظة هحطلك عليها مرهم.
عمران خايف تقرب منه تاني وميقدرشي يسيطر على نفسه فقال: لا لا مش عايز احنا لازم نمشي دلوقتي.
ميرنا: خلينا شوية في كلام كتير لازم نكمله لأنه مكملشي قبل شهر فات.
عمران فهم قصدها وأفتكر لما أعترفلها بحبه وكان عايز يتهرب منها فقال: مفيش كلام ناقص يا ميرنا صدقيني.
ميرنا: لا فيه نسيت كلامك يا عمران؟
عمران: ميرنا مش وقته ولازم نتحرك دلوقتي لإني لازم أرجع تاني.
ميرنا بصدمة؛: ترجع فين أنت ناوي تسيبني تاني يا عمران دا أنا بقالي شهر متعلقة ومش عارفة أعمل إية.
عمران بنفاذ صبر ضرب على الدركسيون بقوة وقال: قولتلك خلاص يا ميرنا مفيش كلام يتقال.
ميرنا خافت من غضبه وعيونها اتملت بالدموع وبصت من الشباك اللي جنبها وهي بتحاول تداري دموعها اللي نزلت فهو إدايق من نفسه وقال: بطلي عياط يا ميرنا.
ميرنا مردتشي عليه ولا بصتله فهو وقف بالعربية وحط إيده تحت دقنها ولفها ليه وهي بصتله بدموع وجعت قلبه فقرب إيده منها وبدأ يمسحلها دموعها بحنية وقال: عشان خاطري بلاش تنزلي دموعك دي أنا مستهلشي ولا حد يستاهل تنزلي دموعك الغالية دي عشانه يا ميرنا.
ميرنا مسكت إيده وقالت: بس أنت تستاهل يا عمرتن، أنت تستاهل عمري كله.
عمران بحزن: صدقيني مستهلشي وبكرا الأيام تثبتلك.
ميرنا: لية بتقول كدا؟!
عمران: ممكن متعيطيش تاني وتخليني أركز في الطريق عشان نرجع زمان الكل قلقان عليكي.
ميرنا بحزن: حاضر يا عمران اللي تشوفه.
وصلوا الفيلا ووقتها كان عثمان والكل قاعدين على أعصابهم.
عثمان بغضب: إية يا عامر اللي سلمتهم المهمة وصلوا لإية؟
عامر: أهدى يا عثمان وإن شاء الله هترجع.
عثمان بغضب: أمتى؟ أنا عايز بنتي يا عامر دي بقالها يومين بعيدة عني وأنا مش قادر أعمل حاجة دا حتى اللي خاطفها مطلبشي فلوس حتى.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
في اللحظة دي دخلت ميرنا مع عمران وقالت بلهفة: بابي.
عثمان أتلفت ليها بصدمة وقال: أميرتي!!
ميرنا جريت عليه وحضنته وقالت بدموع: وحشتني اووي يا بابي، أنا كنت خايفة اووي إني مقدرشي أشوفك تاني.
عثمان عيط وحضنها جامد وقال: حقك عليا يا حبيبتي أنا مقدرتش أحميكي وأحافظ عليكي.
ميرنا طلعت من حضنه ومسحت دموعه وقالت: متقولشي كدا يا حبيبي أنا كويسة قدامك أهو.
عثمان حضنها تاني وقال: الحمدلله إنك بخير يا حبيبتي.
زينب بدموع: ميرنا حبيبتي أنتي كويسة الحيوان دا عمل فيكي حاجة أو لمسك؟
ميرنا: لا يا ماما متخافيش أنا كويسة ومقدرشي يلمسني وعمران أنقذني منه.
زينب حضنتها وفضلت تبوس فيها وقالت: الحمدلله يا نور عيني كان هيحصلي حاجة لو حصلك حاجة.
ميرنا بحب: بعيد الشر عندك يا حبيبتي.
مصطفى جري عليها وحضنها وقال: مامي أنتي وحشتيني اووي كنتي فين؟ كدا يهون عليكي مصطفى تسيبيه لوحده؟
ميرنا نزلت لمستواه وحضنته جامد وفضلت تبوس فيه وقالت: لا ميهونشي عليا يا حبيبي غصب عني والله.
مصطفى بحنية: خلاص ما دام غصب عنك، بس مش تبعدي عني تاني عشان أنا بحبك اووي ومش بعرف أعيش من غيرك.
ميرنا باسته وقالت بحب: وعد يا حبيبي معنتش هبعد.
مصطفى بفرحة: وعد يا مامي.
سوزان قربت منها وحضنتها وقالت: ميرنا حبيبتي وحشتيني اووي.
ميرنا بجمود: شكرًا.
سوزان بعدت عنها بحزن وعامر قرب منها وقال: حبيبتي أسف إن الدعم اتأخر عليكي.
ميرنا حضنته وقالت: المهم إني رجعت ومش عايزة أفتكر أي حاجة خلال اليومين دول وبعدين عمران اللي جالي وأنقذني وبسببي حصل فيه كدا.
الكل بصوا لعمران اللي كان كله جروح وإصابات وعامر قرب منه وقال: عمران أنت كويس يا ابني تعالي أوديك للدكتور.
عمران: أنا كويس يا بابا الحمدلله وميرنا عالجت الجروح اللي في وشي متقلقشي، وبعدين مش أول مرة يحصل معايا كدا وشغلنا فيه أكتر من كدا فالحمد لله إنها جات على قد كدا المهم إن ميرنا بخير.
عامر: بس أنت عرفت مكان ميرنا إزاي؟ وكمان إزاي تغامر وتروح بنفسك ودي مش قضيتك أنت كدا ممكن تعرض شغلك للخطر لو كان حصل أي فشل في العملية، أنت رجعت أمتى من سيناء أصلًا؟
عمران: مش مهم كل دا يا بابا المهم إن ميرنا رجعتلكم تاني بخير الحمدالله.
زينب قربت منه وحضنته وقالت: شكرًا يا عمران يا حبيبي أنت فعلًا بطل.
عثمان قرب منه وحضنه جامد لدرجة إن عمران اتألم لأن جسمه بيوجعه وقال: أنا مش عارف أقولك إية يا عمران بس أنا مديون لك بروحي كفاية إنك رديتلي ميرنا بخير لولاك مكنتش عارف بنتي هيحصلها إية.
ميرنا بخوف عليه لما لقت ملامح وجه أترسم عليها الألم فقالت: بابي بالراحة شوية عليه هتتعبه كدا.
فعمران بصلها وبابها بعد عنه وبصلها فقالت بتوتر: أقصد يعني بالراحة لأن جسمه بيوجعه زي ما أنت شايف وأنت حضنته جامد وضغطت على جسمه.
عثمان ابتسم وقال: اها معلشي يا ابني من فرحتي بس مأخدتش بالي، وبجد متشكر اووي ليك يا بطل.
عمران بصله وقال: بتشكرني على إية يا عمي دي ميرنا أختي.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
الكلمة نزلت على ميرنا بصدمة فرددت كلامه وقالت: أختك؟! أنا أختك يا عمران؟
عمران أتهربت من نظراتها واللي أنقذه عمتو زينب لما قربت من ميرنا وقالت: ايوا يا حبيبتي ما هو ابن عمك ومتربيين سوا يبقى أخوكي فيها إية.
ميرنا بصت لعمران بحزن والكلمة مكنتشي سهلة عليها زي ما هو قالها بصعوبة بردو بس كان لازم يعمل كدا عشانها مش عشانه.
فاقت من سرحانها ونظراتها لعمران على صوت سلمى وهي بتقول: أنا أسفة يا ميرنا بسببي أنا حصلك كل دا.
ميرنا: بسببك إزاي بطلي هبل.
سلمى بعياط: لا بسببي أنا اللي أصريت عليكي تخرجي مع سليم.
ميرنا حضنتها وقالت: لا يا حبيبتي دا قدر ومكتوب وبعدين أنا غلطت من الأول إني مقولتش لحد على الرسائل اللي كانت بتوصلي.
عمران بحدة: مبقاش في داعي للكلام دا أنتي خبيتي علينا ودي كانت النتيجة وأظن إنك أتعلمتي الدرس.
ميرنا بصتله بحزن على قسوة كلامه معاها وقالت: فعلًا عندك حق أنا أتعلمت الدرس كويس اووي.
سليم قرب منها وهو حاطت راسه في الأرض وقالت بندم: أنا أسف يا ميرنا عشان مقدرتش أحميكي، وأسف إني زعلتك.
ميرنا: ولا يهمك يا سليم متعتذرشي كلنا بنغلط والدليل أنا.
سليم: يعني مسامحاني.
ميرنا بهدوء: ايوا يا سليم.
عثمان بغضب: بس أنا مش مسامحك.
ميرنا: خلاص يا بابي لو سمحت عشان خاطري.
عثمان: بس....
ميرنا: عشان خاطري يا بابي.
عثمان بلين: عشانك أنتي بس يا أميرتي.
وبعدين بص لعمران وقال: أخيرًا رجعت يا عمران دا احنا من غيرك ناقصنا كتير، ليه سافرت وسيبتنا؟
عمران ابتسم وقال: شغل يا عمو.
عثمان: ما تخليك معانا هنا وسطنا.
عثمان: لا أنا كدا مرتاح.
نغم بدلع: بس أنت بتوحشنا يا عمران.
عمران بحدة: أنا هستأذن أنا بقى هتحتاجوا مني حاجة.
ميرنا بتسرع: لا استني.
عمران بصلها والكل فتحرجت وقالت: أقصد احنا بليل اووي أرتاح هنا النهاردة وبكرا سافر عشان حتى تركز في الطريق.
عثمان: ايوا يا عمران ميرنا كلامها صح.
عمران أستعد للي مخطط ليه وقال: ما هو أنا مش لوحدي يا عمو.
عثمان بعدم فهم: مش لوحدك إزاي مش فاهم؟
عمران بص ناحية باب الفيلا وقال: أتفضلي يا فاطمة.
كله أستغرب وبصوا على البنت اللي دخلت كانت شكلها جميل وهادي اووي وبصتلهم وابتسمت وقالت: مساء الخير.
الكل: مساء النور.
زينب بإستغراب: مين دي يا عمران؟!
عمران بص لميرنا وقال: دي خطيبتي يا عمتو.
الكلمة نزلت على الكل بصدمة إلا ميرنا الكلمة نزلت عليها كالصاعقة قسمت قلبها نصين وقالت بدون وعي: خطيبتك!
عمران: ايوا خطيبتي فاطمة أحب أعرفكم عليها وهنتجوز قريب إن شاء الله.
ميرنا دموعها نزلت، وزينب قالت: خطبت من ورانا إزاي يا عمران لية هو أنت وحيد ولا ملكشي أهل؟
عمران: معلشي يا عمتو أنا أتعرفت عليها في سيناء وخطبتها من والدها قرينا الفاتحة يعني وجبت دبلة عشان تبقى بإسمي عشان أهلها بس، وكنت هعرفكم بس كل حاجة جات بسرعة والفترة اللي فاتت كنت مشغول جدًا فمعرفتش أنزل أعرفكم.
زينب بزعل: طب كنت حتى عرفنا بالتليفون يا عمران.
عمران: معلشي يا عمتو حقك عليا أعذريني.
زينب: خلاص يا حبيبي المهم تكون فرحان.
عمران بص لفاطمة وقال: اووي يا عمتو.
عامر فهم عمران وعرف إنه بيكدب لأنه بيحب ميرنا فقال: مبارك يا عمران.
عمران: الله يبارك في حضرتك يا بابا.
نغم بغيرة وصدمة: أنت إزاي تخطب كدا وواحدة غريبة كمان ومنعرفهاش؟
عمران ببرود: أنا حر بحبها وهي بنت ناس ومحترمة بدليل إنها مردتشي عليكي.
نغم: بس لية تخطب واحدة متعرفهاش؟!
زينب بحدة: في إية يا نغم وأنتي مالك وبعدين قالك إنه بيحبها عايزة إية أكتر من كدا الله.
دينا حاولت تداري على بنتها فقالت: هي بس زعلانة إنه خطب من غير ما يقولنا.
عمران: تتعوض في الفرح إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصتله بحزن وقالت: مبارك يا حضرة المقدم عروستك جميلة ما شاء الله حافظ عليها وعلى قلبها أصل كسرة القلب صعبة اووي وصعب نداويها.
وبعدين قربت من فاطمة وقالت: مبارك عليكي المقدم عمران.
فاطمة بإبتسامة حزينة: أنتي ميرنا صح؟
ميرنا بحزن: ايوا أنا ميرنا أخت خطيبك مش كدا يا عمران؟
عمران بصلها وقال: صح.
ميرنا بصتله بحزن كان نفسها يقول لا أو تكون بتحلم بس للأسف دي حقيقة، بصت لفاطمة وقالت: أتشرفت بحضرتك بعد إذنك.
وخرجت برا في الجنينة وفضلت تعيط بحرقة مش مصدقة إن عمران يعمل فيها كدا، دا كان لسه بيقولها إنه بيحبها، إزاي قدر ينساها بالسرعة دي وكمان خطب.
كانت جاية ترجع للفيلا لقته خارج فقالت: إزاي قدرت تعمل كدا؟
عمران: عملت إية؟
ميرنا بوجع: تستغلني وتكسر قلبي وكمان خطبت واحدة تانية، وبتقولهم إني أختك، أختك إزاي يا عمران فهمني؟!
عمران حاول ميضعفشي قدامها فقال: بحبها فيها إية دي وبعدين أنتي بنت عمي يعني في مقام أختي.
ميرنا قربت منه وضربته على صدره جامد وقالت بعياط: طب وأنا يا عمران؟ أنت نسيت إنك قولتلي إنك بتحبني؟ طب إزاي قدرت تنسى حبي ليك؟ وبعدين أنا مش أختك ومينفعشي أصلًا أكون أختك أنا بحبك يا عمران وعايزة أكمل عمري معاك وفي حضنك وتكون زوجي وأبو أطفالي.
عمران بجمود: بس أنا مبحبكيش، ومليش ذنب في أحلامك دي أنا محلمتش بيها معاكي أصلًا يا ميرنا.
ميرنا رجعت لورا بصدمة وقالت: أنت بتقول إية أكيد بتكدب أنت قولتيلي إنك بتحبني أنت مش فاكر؟! أنت قولتيلي إنك نفسك تكمل عمرك معايا وقولتلي كلام كتير أنت خلتني أمسك في حلمي أكتر لية كدا يا عمران؟ لية تهد كل أحلامي في لحظة وبكلمة واحدة لية؟!
عمران: دا كان طيش مني بس أنا في الفترة اللي مرت دي أكتشفت إني مش بحبك وشوفت فاطمة وحبيتها.
ميرنا بدموع وإنهيار: لية تعمل كدا؟ لية تعمل كدا فيا؟
عمران: أهدي يا ميرنا أنتي كدا كدا مخطوبة لسليم وهو بيحبك عيشي حياتك بين عيلتك والناس اللي بتحبك، وانسيني ومع الوقت حبك ليا هينتهي وهتكتشفي إن كل دا كان وهم زي ما أنا أكتشفت، أنا كمان أختارت أعيش حياتي وأبدأ من جديد.
ميرنا بكسرة ودموع: أنسى؟! أنت بتقولي هنسى طب إزاي أنسى حبي ليك؟ إزاي أقنع قلبي اللي حبك إنك خلاص أختارت غيره وفضلته عليه؟! أنت جاي بكل بساطة تقولي إنسي وأبدأي حياة جديدة، يا ريتها كانت بالبساطة دي يا عمران مكنتش هحس بكل الوجع اللي جوايا دا، مكنتش هحس إن روحي بتطلع كل ثانية بسبب حبك اللي بيوجع قلبي دا، أنسى حبك اللي بسببه دخلت في غيبوبة وكنت رافضة الحياة عشان مكنتش هتشاركني فيها، أنت إزاي كدا يا عمران؟!
عمران لما شاف حالة الإنهيار اللي هي فيها قرب منها وقال: طب أهدي أرجوكِ.
ميرنا بغضب: متقوليش أهدي.
وبعدين بصتله وكملت بدموع: إزاي قدرت تعمل كدا فيا؟ إزاي قلبك طاوعك تكسر قلبي بالشكل دا وتدوس عليه وكأنه مش بيحس وبيتألم؟ طب لية معلمتنيش أعمل زيك؟ لية معرفتنيش إزاي أكون زيك؟
عمران: أنا أسف بس صدقيني هتنسي زي ما أنا نسيت.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصتله بصدمة وقلبها بيوجعها اووي منه وقالت بدموع: أنا بكرهك يا عمران، سامع أنا بكرهك.
وكملت بقهر وهي بتشاور بإيدها على قلبها وبتقول: وأكتر حاجة بكرهها هو دا، بكره قلبي عشان حبك وعشان لسه بيحبك رغم اللي عملته فيه.
عمران قلبه وجعه وندم إنه عمل كدا فيها بس أقنع نفسه إنه لازم يعمل كدا.
ميرنا أتحركت من قدامه وهي مكسورة وخطواتها ثقيلة بس رجعت تاني وبصتله وكانت عيونها في عيونها وقالت: وحياة الكسرة اللي في قلبي دي والوجع اللي بيحرق في روحي اللي متعلقة بيك واللي مش عارفة توجعك زي ما وجعتها بوعدك إني هنساك وهكمل حياتي زي ما أنت طلبت بس صدقني يوم ما ترجعلي أنا وقتها اللي هرفضك.
مسحت دموعها وقالت بقوة: وحياة كل ذرة حب حبتهالك يا عمران لهنساك زي ما أنت طلبت بس أنت عمرك ما هتنساني مش هتنسى إنك كسرتني والندم هياكل في قلبك اللي قلبي حبه بجنون، يمكن الحكاية أنتهت بالنسبالك لكن بالنسبالي منتهتشي وأنا اللي هسطرها.
مشيت من قدامه ووقفت وكانت ضهرها لضهره وقالت بوجع بس حاولت تبان إنها قوية: شكرًا إنك أنقذت حياتي وجميلك مش هنساه أنا مش ناكرة للجميل ومستعدة في أي وقت أسده، بس مش عايزة أشوف وشك تاني يا عمران ولا ألمحك ومتقلقشي هعلم قلبي إزاي ينساك زي ما علمته إزاي يحبك يا ابن عمي حتى لو كان التمن طلوع روحي معاه.
دخلت بسرعة وطلعت لأوضتها وهي منهارة وفضلت تعيط بقهر وكأن الدنيا صبت كل حزنها عليها هي.
أما هو فقد كل ذرة تماسك بيمتلكها ونزل على ركبه ودموعه نزلت بقهر عليه وعلى حبيبته وفصل يضرب بإيده جامد على الأرض لحد ما نزفت فإسلام دخل بسرعة وقال: يلا يا عمران قوم.
عمران بعياط: أنا كسرتها يا إسلام، دموعها نزلت بسببي.
إسلام بحزن: تعالى معايا نتكلم بعيد عن الفيلا.
إسلام ساعده إنه يقوم وسنده وركب العربية بتاعته وشغلها وراح لمكان بعيد شوية وبعدين نزل ونزل عمران وقعده قدام البحر وقال: قولتلك يا صاحبي بلاش لإنك هتتوجع أكتر منها.
عمران بدموع: كان لازم أعمل كدا، لو معملتش كدا هتتمسك بيا أكتر ووقتها عذابها هيتضاعف، صعب تكون في حيرة بين أهلها وحبيبها، أنا مش عايزاها تتعذب عارف إني باللي عملته عذبتها ووجعتها رغم إني بتوجع أكتر بس أنا مش عايزها تبقى وحيدة، أنا أجبرتها على القرار دا لإني عارف إن الإختيار صعب.
إسلام: عمري ما اتخيلت إني ممكن أشوفك في يوم بتعيط، دا أنا كنت بحسدك على تماسكك وقوتك مكنتش أعرف إن حبك صعب كدا يا صاحبي.
عمران بقهر: بحبها اووي وقلبي بيوجعني حكمت عليها وعلى قلبي بالوجع، مش قادر أتخيل إني بسيبها لراجل تاني غيري بحس إني ضعيف وإني مستحقش الحياة دي لكن مش عايزها تعاني بعدين شبهي اللي داق طعم الحرمان وبالذات لو حرمان الأم مش عايز غيره يدوقه.
إسلام: أحكيلي يا صاحبي طلع اللي جواك.
عمران: مامتها كلمتني تاني يا إسلام، قالتلي كلام يوجع هي عارفة إني بحب ميرنا اووي وهي أستغلت النقطة دي، حكمت علينا بالوجع.
إسلام: قالتلك إية؟
عمران: قالتلي متفكرشي ترجع تاني وسيب بنتي تعيش حياتها وتنساك، متفرقشي العيلة وتكون سبب الخراب اللي هيحل علينا، أنا بنتي هتتوجع كام يوم بس بعد كدا هتتعافى لكن لو فضلت قدامها وقولتلها إنك بتحبها هتعطيها أمل وهتخليها تتمسك بيك وتخسر كل حاجة وأولها أنا لإني هتبرى منها.
بصله بقهر وكمل بدموع: قالتلي إني أناني وإني عشان أتحرمت من أمي عايزها تتحرم هي كمان منها، قالتلي إني بشع وإني مش بفكر غير في نفسي، بتعايرني بموت أمي وإني يتيم من غيرها، وكأن الموت بقى شيء يتعاير بيه الإنسان.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
مسك إيد إسلام وقاله: أنا عمري ما كنت أناني يا صاحبي، أنا عملت كل دا عشان هي متتحرمشي من عيلتها ولا تحس باليتم شبهي، أنا من يوم وفاة أمي وأنا حسيت إني يتيم، والدي مش بيسأل عليا ومعطي كل وقته لشغله لدرجة إنه مأهمل مصطفى وميرنا هي اللي بتهتم بيه، لدرجة إني بحسد مصطفى إنه لقى أم تانية، هو أصلًا مشافشي ولا يعرف أم غير ميرنا اللي تشبه أمي في حنيتها وطيبتها، من يوم وفاة أمي وهو بيهرب للشغل وكأن حياته أنتهت بإنتهاء حياتها، كان بيحبها اووي وهي اللي كانت عمود بيتنا وعيلتنا ولما عمرها انتهى هو انكسر ووقع وكل حاجة أتهدت.
إسلام: خلاص يا صاحبي إنسى وقوم معايا.
عمران: أنا قولتها تنسى زي ما أنا نسيت بس هي مقدرتش تكشف كذبي وإني عمري ما نسيت ولا هنسى، وإزاي أنساها وهي سبب إستمراري في الحياة، هي حلمي ومحدش بينسى حلمه حتى لو مر عليه الدهر كله يا صاحبي، حتى لو خسر الحلم دا ومقدرشي يحققه بيفضل يحن ليه وكل إما يفتكره يتوجع عشان ضاع من إيديه وبقى ملك غيره ومبقاش ليه.
إسلام: مامتها صعبة اووي ولو بتحب بنتها مش هتعمل كدا.
عمران: هي أم وشايفة إني مش مناسب لبنتها وإني هبعدها عن أهلها لكن هي متعرفشي إني أنا نفسي أعيش بين أهلي وأنسى اليتم اللي بحسه.
إسلام: قوم يا صاحبي خلينا نمشي، وناخد فاطمة خطيبتي ونرجع تاني سيناء.
عمران: نفسي أودعها بس عارف إنها مش هتقبل تشوفني تاني، نفسي أضمها لصدري وأخبيها بين ضلوعي.
إسلام: ربنا يهون عليك يا صاحبي.
عمران: أنا اسف يا صاحبي إني ورطتك أنت وخطيبتك في مشاكلي.
إسلام: متقولشي كدا يا عمران أنا أفديك برقبتي.
عند ميرنا دخلت عليها سلمى ولقتها بتعيط فقالت بخوف: مالك يا ميرنا فيكي إية يا حبيبتي؟
ميرنا بصتلها بدموع وحضنتها وقالت: أمتى أرتاح من وجع قلبي دا يا سلمى؟
سلمى: سلامة قلبك مالك؟
ميرنا بدموع: هو إزاي ننسى حد روحنا فيه؟ إزاي نكمل حياتنا واحنا قلبنا مقسوم نصين؟
سلمى: الحياة مش بتبقى عادلة معانا طول الوقت، ودايمًا بتسلب مننا أحلامنا وكل حاجة بنتعلق بيها مش عارفين دي قسوة منها ولا يمكن بتعلمنا إزاي نعيش ونكمل حياتنا برغم اللي مكسور جوانا بس صدقيني بنكمل حياتنا مفيش حد فينا حياته بتقف على حد يا ميرنا ومع الوقت بنتعود رغم إننا مبننساش بس بنكمل، الوجع يا ميرنا بيبدأ كبير اووي بس مع الوقت بيقل بس أثره بيفضل معلم فينا مبيتمحيش، فلازم تتعلمي إنك تعيشي مع الأثر دا لأن الحياة والأيام والسنين هتعدي عليكي فأنتي الوحيدة اللي بإيدك تختاري تعيشيها وأنتي قاعدة مكانك محلك سر أو إنك تعيشيها وأنتي واقفة على رجلك بتعافري رغم اللي جواكي.
ميرنا بعياط: بس أنا روحي مشروخة وقلبي بينزف، أنا أول مرة أحس إني ضعيفة اووي كدا.
سلمى ملست على شعرها وقالت: مفيش نزيف بيفضل ينزف طول العمر يا ميرنا يا إما بينداويه وبنمنعه ينزف لإيما بنسيبه لحد ما يصفي كل الدم اللي بتملكيه وبردو هيقف بس وقتها هتكوني خسرتي حياتك في أنتي بإيدك بردو تختاري طريقة وقوفه.
ميرنا: الكلام مفيش أسهل منه لكن التطبيق صعب يا سلمى.
سلمى بهدوء: بصي يا حبيبتي كلنا بنحتاج في وقت من الأوقات إننا نسمع كلام من حد يداوي قلوبنا رغم إننا بنكون عارفين الكلام دا بس بنحتاج إن ودننا تسمعه من أشخاص غيرنا، لو صدقنا الكلام هنلاقي الأفعال سهلة إحنا اللي بإيدينا نعمل كل حاجة بس احنا دايمًا اللي بنستسهل دور الضحية ونعيش في أوهام نهايتها الضياع.
ميرنا بعياط: ممكن تحضنيني؟
سلمى قربت منها وأخدتها في حضنها ودموعها نزلت على وجع ميرنا اللي متعرفشي سببه وفضلت تملس على شعرها بحنية لحد ما نامت ميرنا وهي غطتها كويس وسابتها ومشيت.
أشرقت شمس يوم جديد بعد غروب، صحيت ميرنا بقلب مكسور وأحلام مسلوبة، قامت بكل الحزن اللي جوايا بصت في المراية وبصت لعيونها الدبلانة وملامحها اللي كساها الحزن والوجع.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بحزن: كنت حلم بالنسبالي ونفسي أحققه لكن أنت أختارت تبعد بمزاجك وكسرتني معاك فوعد مني إني مش هفضل في الحزن دا لوقت كبير وهدوس على قلبي الغبي اللي لسه بيحبك وهبدأ من جديد.
اتنهدت وقالت: كان نفسي أقول الله لا يسامحك على وجع قلبي وجرحه لكن ميهونشي عليا أدعي عليك أصل اللي بيحب ميدعيش على حبيبه حتى لو سقاه من كأس المر.
وقتها عمران كان واقف ساند على عربيته وبيبص على بلكونتها، وهي طلعت في البلكونة تشم هوا فعيونها قابلت عيونه وهو قلبه دق بقوة وفرح إنه قدر يشوفها قبل ما يسافر .
أما هي أول ما شافته قلبها دق بعنف بس أفتكرت كلامه وقسوته وبالذات لما شافت فاطمة خرجت من الفيلا فعطته ضهرها ودخلت بسرعة الأوضة تاني.
وقف بسرعة وكان نفسه ينادي عليها ويقولها استني خليكي كمان شوية لسه عيوني مشبعتشي من عيونك ولا روحي أتعطرت بعبير روحك العطر.
فضل شوية واقف مكانه لحد ما فاطمة قالت بحرج: مش هتخرج تاني الجرح لسه جديد وكان من الحبيب والطعنة جات في صميم القلب فصعب ينداوى بسهولة.
إسلام: خطيبتي عندها حق أنت وجعتها ووجعت نفسك معاها يا صاحبي.
عمران بحزن: على عيني إني أكون سبب في جرحها لكن الدنيا كانت ضددنا والكل شاركها، أهون عليا تشوفني أنا الوحش ولا إنها تشوف مامتها أو حد من عيلتها اللي بتحبهم وحش.
سافر عمران وميرنا بتحاول تأقلم نفسها وتتناسى وجعها أو تتعايش معاه، مر شهرين وميرنا على حالتها وعمران مشتاق ليها وسليم بيحاول يقرب من ميرنا أكتر، وكانت خلصت المشروع بتاعها بتاع التخرج واللي بتخطط تحققه على أرض الواقع.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
في يوم ميرنا كانت في الجامعة بتخلص شوية ورق ليها وسليم أخدها عشان يرجعوا سوا فبصتله وقالت: ممكن نقعد على البحر شوية يا سليم؟
سليم فرح وقال: أكيد طبعًا يا حبيبتي أنتي تؤمري.
ميرنا: شكرًا.
وقف فعلًا قدام البحر ونزل وقعدوا على كافتيريا على البحر وطلبوا عصير فميرنا كانت بتبص للبحر وهو فضل يبصلها ومرضيش يتكلم عشان متدايقشي.
فهي بصتله وقالت بهدوء: فاكر موضوع كتب كتابنا اللي كلمتني فيه أخر مرة يا سليم؟
سليم بحزن: أنت لسه زعلانة مني أنا أسف مش هتتكرر تاني وبعد كدا هاخد رأيك في كل حاجة تخصنا.
ميرنا: أنت لسه عايز تكتب كتابنا؟
سليم: أكيد طبعًا بس أنا هسيبك تختاري الوقت اللي أنتي عايزاه يا ميرنا.
ميرنا بهدوء: أنا موافقة يا سليم.
سليم بعدم فهم: موافقة على إية؟!
ميرنا: إننا نكتب كتابنا.
سليم بصدمة وفرحة: إية؟!!!!!!
#البارت_التاسع
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
سليم بصدمة وفرحة: إية؟؟!
ميرنا بهدوء: موافقة يا سليم نكتب كتب كتابنا ويا ريت تخليه قبل حفلة التخرج بتاعتي، يعني مثلًا لو ينفع الأسبوع الجاي يبقى تمام إية رأيك؟
سليم بفرحة مسك إيدها وقال: دا أنا موافق جدًا مش مصدق إنك أخيرًا وافقتي يا ميرنا.
ميرنا بإبتسامة متكلفة: طب كويس ممكن نرجع الكومبوند دلوقتي عشان عايزة أخلص المشروع بتاعي عشان هقدمه بعد يومين.
سليم: محتاجة مني مساعدة يا حبيبتي؟
ميرنا: شكرًا لو احتاجت أكيد هقولك.
سليم حاسب على الطلبات ومسك إيدها وركبوا العربية ووصلوا الكومبوند ووقف قدام فيلا ميرنا ونزل فتحلها العربية وهي نزلت وقالت: سليم تعالى معايا عشان تفاتح بابي في الموضوع.
سليم بفرحة: حاضر يا حبيبتي يلا.
ميرنا دخلت هي وسليم وكان سالم قاعد مع عثمان بيشربوا قهوة، ميرنا حطت الشنطة بتاعتها على الترابيزة وسلمت عليهم وسليم عمل زيها.
عثمان: حبيبة بابي أخبارك إية؟
ميرنا بإبتسامة: الحمدلله يا حبيبي.
سالم: أوعي يكون الولد دا زعلك في حاجة قوليلي وأنا أقطعله رقبته.
سليم حمحم وقال: بابا حبيبي أنت ناسي إني ابنك ولا إية؟
سالم ضحك وقال: لا مش ناسي بس ميرنا كمان بنتي وبنت صاحب عمري يعني أغلى منك كمان.
ميرنا باسته في خده وقالت: ربنا ميحرمنيش منك يا أونكل.
سالم بضحك: ولا منك يا حبيبة أونكل.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصت لسليم عشان يتكلم فهو حمحم وقال: خالو كنت عايز أتكلم مع حضرتك في موضوع يخصني أنا وميرنا.
عثمان: خير يا سليم؟
سليم: كل خير إن شاء الله.
مسك إيد ميرنا وقال: أنا وميرنا قررنا نعمل كتب الكتاب بعد أسبوع لأنها عايزاه قبل حفلة تخرجها.
سالم بفرحة: أخيرًا يا حبايبي هتفرحونا بقى.
عثمان بص لميرنا وقال: أنتي متأكدة من قرارك دا يا ميرنا؟
ميرنا سكتت شوية وبعدين بصت لوالدها وقالت: ايوا يا بابي.
عثمان بشك من سكوت ميرنا وترددها: لو محتاجة تفكري تاني.....
قبل ما يكمل ميرنا قالت بثقة: لا يا بابي أنا خلاص أتفقت مع سليم ودا أنسب حل.
عثمان بصدمة: حل؟؟؟؟!
ميرنا بسرعة: أقصد أنسب ميعاد.
وبعدين سحبت إيدها من سليم وقالت: عن إذنكم هطلع أغير هدومي عشان أكمل مشروعي.
عثمان سكت وسالم قال: تمام يا حبيبتي خدي راحتك.
سليم: وأنا هروح أحضر اللي هنحتاجه عشان نكون جاهزين على الميعاد.
ميرنا بصتله وقالت: تمام يا سليم.
طلعت ميرنا وغيرت هدومها لحاجة مريحة ولفت شعرها ببنسة شعر بس في خصل نزلت على وشها.
قعدت على الكرسي وبدأت تكمل المشروع بتاعها بعد شوية مصطفى خبط على الباب بس هي مكنتش مركزة وماسكة القلم وبتخطط فهو دخل بهدوء وكان فاتح كاميرا الفون وبيكلم عمران.
مصطفى وقف وراها وقال بهمس لعمران: مامي قاعدة بترسم.
عمران كان مشتاق اووي إنه يشوفها بقاله شهرين مشافهاش، أشتاق لملامحها البريئة اللي بتسحره.
عمران بلهفة: ممكن يا صاصا تلف الكاميرا عليها بس من غير ما تعرف وتنادي عليها.
مصطفى: بس لو مامي عرفت هتزعل مني.
عمران: هي ثانية واحدة ومش هتعرف عشان خاطر أخوك يا صاصا.
مصطفى: حاضر.
مصطفى لف الكاميرا ليها وعمران شافها من ضهرها وكان عايز يشوف وشها فمصطفى قال بصوت عالي: مامي.
ميرنا لفت وكان في إيدها القلم وأول ما لفت الخصلات جات على عيونها وكان شكلها يجنن كأنها لوحة فنية.
عمران أول ما شافها قلبه كان هيقف من عنف ضرباته لما شافها وشاف ملامحها وعيونها وشفايفها وأنفها وخدوها اللي شبه الفراولة.
ميرنا شالت بإيدها الخصلات اللي على عيونها وابتسمت بحب وقالت: أبو درش حبيبي هات حضن كبير لمامي.
عمران بغيظ: مش عارف هتخلصي أحضان وبوس أمتى بقى دا أنتي لو عايزة تشليني مش هتعملي كدا.
مصطفى نزل الفون وراح حضنها وهي قالت: تعالى نقعد على السرير وتحكيلي عن يومك وعملت إية مع الميس.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
قعد قدامها عشان الكاميرا تعرف تجيبها فهي قالت: تعالى أقعد على رجلي يا أبو درش قاعد بعيد ليه؟
عمران أتعصب اووي وقال بهمس: وكمان أنتي اللي بتطلبي منه حسبي الله بجد.
مصطفى خاف من عمران فقال: كدا حلو يا مامي أنا مبقتشي صغير.
ميرنا ضحكت جامد وعمران سرح في ضحكتها اللي وحشته وقال: أخيرًا شوفت ضحكتك يا حب عمري.
ميرنا بصت لمصطفى وقالت: ودا من أمتى يا أبو درش؟ عمومًا أنت حر أنت الخسران.
عمران ابتسم وقال: هو فعلًا اللي خسران.
ميرنا: مصطفى أنت قولت حاجة؟
مصطفى بخوف: لا لا يا مامي.
ميرنا: مالك يا حبيبي متوتر كدا لية؟ أنت مخبي حاجة عني؟ وبعدين أنت ماسك فون عمورة لية؟ هيزعقلك يا حبيبي.
مصطفى: لا يا مامي مش مخبي حاجة وبعدين دا أنا استأذنته والله.
ميرنا بحب: مصدقاك يا حبيبي من غير ما تحلف يلا بقى قولي عملت إية مع الميس النهاردة؟
لسه هيرد لقى مي صاحبة ميرنا فتحت الباب بسرعة ودخلت عليها ميرنا قامت من مكانها بفزع وقالت: في إية يا مي حد حصله حاجة؟ أنتي جيتي أمتى ومقولتليش ليه؟
مي قربت منها ومسكتها من دراعها وقالت: اللي سمعته دا حقيقي يا ميرنا؟
ميرنا بعدم فهم: سمعتي إية؟ وبعدين إية الدخلة دي يا بنتي حرام عليكي فزعتيني حتى أبو درش بصي انكمش إزاي؟ ومالك مسكاني كدا لية؟
مي بغضب: ميرنا مش وقت إستظرافك دا؟
ميرنا بغضب: في إية يا مي قولي اللي عايزة تقوليه دوغري.
مي: أنتي بجد أتفقتي مع سليم إنكم هتكتبوا كتابكم بعد إسبوع؟!
عمران أول ما سمع كلامها قعد على السرير بصدمة وحس بشرخ في قلبه ودموعه نزلت من غير ما يحس بيها وردد بذهول: هتتجوز؟!!!!!
واللي وجعه أكتر لما سمع رد ميرنا اللي قالت: ايوا صح يا مي مالك متعصبة ليه؟
مي بغضب: يعني مش عارفة ليه؟
ميرنا: لا مش عارفة وبعدين المفروض تفرحيلي.
مي بغضب: أنتي عايزة تجننيني يا بنتي أفرح لك إزاي وأنتي بتدفني نفسك بالحياة؟ أفرح لك إزاي وأنتي بتظلمي نفسك وبتظلمي معاكي سليم؟
ميرنا لفت بجسمها وبقى ضهرها لمي وكأنها بتتهرب من عيونها وبقى وشها للكاميرا يعني لعمران وقالت: كفاية يا مي لو سمحتي مش عايزة اسمع حاجة.
مي: لا هتسمعي أنتي لسه بتحبي عمران ولحد دلوقتي مش قادرة تنسيه، دا أنتي كل يوم بتنامي وأنتي حاضنه صورته ومنديله في إيدك.
ميرنا بدموع: كفاية أرجوكِ كفاية حرام عليكي بس بقى.
مي بغضب: لا مش كفاية أنا مستحيل أشوفك بتعذبي روحك وروح غيرك معاكي يا ميرنا، أنتي بتحبيه وحبك باين في عيونك وكلامك وتصرفاتك.
مي اتنهدت وقالت: مينفعشي تتجوزي سليم وأنتي بتحبي عمران يا ميرنا، أنتي فكرك إنك كدا بتنتقمي منه أنتي كدا بتنتقمي من نفسك وبتعذبيها.
ميرنا بعياط وإنهيار: يا مي أنتي مش فاهمة حاجة.
مي: طب فهميني.
ميرنا بعياط: أنا شوفته وهو بيتخلى عني ودا أصعب وأقسى مشهد على قلبي يا مي.
عمران قلبه وجعه وهو بيسمعها وكره نفسه ألف مرة على اللي عمله فيها وفضل يضرب على قلبه اللي بسببه خلاه يعمل فيها كدا، خلى حبيبته قلبها ينزف كدا ودموعها تنزل رغم إنه جرحه أعمق منها لكن صعب عليه يشوفها كدا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بإنهيار: أنا قلبي لسه مكسور، لسه مش قادرة أنسى إنه أتخلى عني، كل إما غمض عيوني أشوف نفس المشهد كأنه حقيقة، أشوف نفسي وأنا بترجاه إنه ميسبنيش.
مي: أنا حاسة بيكي يا حبيبتي بس دا مش حل.
ميرنا بصوت عالي: محدش حاسس بيا، محدش حاسس بقلبي وناره غيري، كلكم شايفين إني كويسة وإن الدنيا موقفتشي وإنه عادي لكن أقسم بالله عمره ما كان عادي، أنا الدنيا وقفت عندي من يومها وأنا واقفة بترجاه بكل جزء فيا إنه ميتخلاش عندي.
قعدت على الأرض بإنهيار وقالت: أنا لسه كلامه في ودني يوم ما قالي أنا عمري ما حبيتك ولا حلمت معاكي باللي أنتي حلمتي بيه.
مصطفى لما شاف ميرنا كدا ساب الفون وجري عليها وحضنها وقال بعياط: متعيطيش يا مامي عشان خاطر مصطفى.
ميرنا حضنته جامد وبصت لمي بدموع فمي نزلت لمستواها وقالت: أنا أسفة يا ميرنا حقك عليا بس أنا مش عايزاكي تأذي نفسك عشانه.
ميرنا مسحت دموعها وقالت ببعض القوة: مي أنا هتجوز سليم ودا قراري الأخير، سليم ميستحقش مني إني أخليه يحس بنفس النار اللي جوايا، مقدرشي أكسر قلبه زي ما عمران كسر قلبي، مقدرشي أهد حلمه اللي حلم بيه بقاله سنين زي ما أنا حلمي أتهد في لحظة كانت كفيلة تهد كل حياتي أنا مش أنانية يا مي، كلهم عايزين كدا يبقى ليه أهد حلم مشترك بينهم كلهم مش مهم أنا المهم هم، أنا خلاص خسرت كل حاجة في اللحظة اللي عمران أتخلى فيها عني وكسر روحي قبل قلبي.
مي: بس أنتي مبتحبيش سليم يا ميرنا.
ميرنا: وأنا كسبت إية يا مي لما حبيت، أنا سمعت مرة كلام قلبي ومشيت وراه وكان الثمن إية يا مي.
كملت بعياط: كان الثمن كسرة قلبي وجرح كبريائي وشرخ روحي يا مي، فلمرة واحدة بس اسمع كلام عقلي يمكن أنجح.
عمران سامعها وقلبه بيتقطع، سامع تكسيره وكأنه إزاز شباك صابه الريح القوية فمقدرشي يصمد ووقع انكسر مية حتة كأنه ما كان.
ميرنا: أنا خلاص قررت يا مي ومش هرجع في قراري ومتفتكريش إني بعمل كدا عشان إنتقام وكلام من دا كدا كدا عمران مبيحبنيش وخطب وهيتجوز ويعيش حياته وأحلامه مع الإنسانة اللي اختارها فمتشغليش أنتي بالك.
مي بهدوء: طب سليم ذنبه إية يا ميرنا دا بيحبك وحرام تظلميه معاكي، مينفعشي جسمك يكون معاه وقلبك وعقلك مع غيره ربنا مش هيسامحك.
ميرنا: سليم بيحبني وعايزني وأنا عمري ما هفكر في غيره وأنا معاه ويمكن أحبه لما أعاشره بما يرضي الله، سليم حنين وبيحبني وأنا هعيش حياتي مش مهم الحب اللي كله عذاب في عذاب.
مي: ميرنا فكري تاني يا حبيبتي وابقى قوليلي قرارك أنا همشي.
مي قامت وفتحت الباب وقبل ما تخرج سمعت ميرنا وهي بتقولها بهدوء: مي أنتي صاحبتي الوحيدة ومحتجاكي تكوني جنبي متتخليش عني أنتي كمان أرجوكِ.
مي قربت منها بدموع وحضنتها وقالت: عمري ما أتخلى عنك يا حبيبتي.
مشيت وفضلت ميرنا مكانها ومصطفى في حضنها فبصتله وقالت: حبيبي.
مصطفى بصلها بدموع وقال: مامي أنتي تعبانة عشان كدا بتعيطي؟
ميرنا: تعبانة شوية يا مصطفى.
مصطفى: هو عمران مزعلك عشان كدا بتعيطي هو وحش وأنا مش هكلمه تاني عشان خلاكي تعيطي يا مامي.
ميرنا مسحت دموعها وقالت وهي بتملس على شعره: لا يا حبيبي مينفعشي تقول كدا على أخوك الكبير عيب وبعدين عمران عمره ما زعلك في حاجة ولا حرمك من حاجة مينفعشي تقول عليه كدا.
مصطفى بطفولية: بس هو زعلك وأنا مش بحب حد يزعلك يا مامي.
ميرنا: بص يا حبيبي احنا الكبار بنزعل من بعض بسبب خلافات بينا الصغيرين مش بيفهموها ومينفعشي الصغيرين يدخلوا فيها لأننا احنا ممكن نتصالح وساعتها موقفك أنت اللي مش هيتنسي وبعدين يا حبيبي أخوك عمران مفيش أحسن منه وبيحبك اووي يبقى أنت كمان لازم تحبه ومتزعلشي منه عشان حد.
مصطفى: بس أنتي مش حد أنتي مامي.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا باسته من خده وقالت: بس هو أخوك اللي بيحبك اووي، أوعدني معنتش تقول على عمران كدا ولا تزعل منه هو ميستهلشي منك كدا اتفقنا يا بطل؟
مصطفى: بس أنتي كمان أوعديني مش تعيطي تاني.
ميرنا: مقدرشي أوعدك بحاجة خارج إرادتي يا حبيبي بس أوعدك وعد تاني أحسن إية رأيك؟
مصطفى بحماس: اتفقنا إية هو؟!
ميرنا: إني هكون قوية وإني مخليش دموعي تنزل على أي حاجة.
مصطفى: اتفقنا يا مامي وعد.
وقتها عمران كان مندهش من رد فعلها وإنه رغم اللي عمله فيها وهي بردو بتحافظ على صورته قدام أخوه وعيلته وحبه ليها بيزيد أكتر، قفل الفون وحطه جنبه وحط راسه بين إيديه بقهر وإنهزام.
إسلام دخل عليه وشافه كدا فقعد جنبه وقال: مالك يا صاحبي؟
عمران بحزن: خلاص هتتجوز الإسبوع الجاي وهتكون لراجل غيري يا إسلام.
إسلام: وأنت كنت فاكر إية ما دا اللي كان هيحصل يا صاحبي، كنت عايز إية إنك تسيبها وتكسر قلبها وهي تفضل محلك سر زيك كدا.
عمران بوجع: كفاية يا صاحبي أنا قلبي مش حمل كلامك دا.
إسلام: لا اسمعني يا عمران أنت كنت كدا كدا عارف إنها مخطوبة لسليم وهتتجوزه وأنت معملتش حاجة واستسلمت للظروف ورفض اللي حواليك وخوفك عليها إنها تخسر أهلها أنت خسرتها وخسرت قلبك معاها، كنت فاكر إنك لما تكسرها وتتخلى عنها رغم إنها أترجتك متتخلاش عنها إنها هتفضل عايشة على ذكراك لا يا صاحبي أول قرار البنت بتاخده في وقت زي دا إنها تقبل بأي حد وتتجوز، بترفض قلبها وتبدأ تفكر بعقلها.
عمران بدموع: أنا قلبي بيتقطع يا إسلام، زي ما قولت كنت عارف اللي هيحصل بس لما بقى أمر واقع مبقتشي حاسس بحاجة غير الوجع، الموضوع طلع أصعب مما كنت أتخيله، أنا تعبان اووي يا صاحبي حاسس إن روحي بتطلع مني.
عيط زي الطفل وقال: نفسي أموت وأستريح عشان محسد بالنار اللي بتحرق في روحي وقلبي دي، أنا عايزاه يا إسلام مش قادر أتخيل إن في راجل غيري هيلمسها ويكون ليه حق فيها، مش قادر أتخيل إن في راجل غيري هيكون جنبها في كل الأوقات وإنه يكون شريكها في كل لحظاتها الحزينة والسعيدة.
تتنهد بألم وقال: مش قادر أتخيل إنها لما تكون حاسة بخذلان العالم ليها هتروح تترمي في حضنه هو عشان تلاقي أمانها فيه، كل إما أفكر في كل دا أحس بنار في صدري وروحي بتتعذب وأنا مش قادر أتحرك كأني متسلسل.
إسلام: أهدى يا صاحبي وأدعي ربنا ولو ليكم نصيب مع بعض صدقني ربنا هيسخرلكم كل حاجة عشان تكونوا مع بعض ثق في ربك يا صاحبي.
عمران: يا رب يا رب.
مرت الأيام بسرعة وكان بكرا كتب كتابهم وميرنا قاعدة في أوضتها وضامه رجليها لصدرها ودافنة راسها بين إيديها.
دخلت عليها مامتها وقربت منها بهدوء وملست على شعرها فميرنا رفعت راسها وبصتلها بحزن فسوزان قالت: مالك يا حبيبتي؟
ميرنا: يااه أخيرًا سألتيني.
سوزان بحزن: هو أنا وحشة اووي كدا في نظرك يا ميرنا.
ميرنا: ومين قالك كدا أنا مقدرشي أقول كدا أنتي مامتي.
سوزان: بكرا كتب كتابك ليه حزينة كدا؟
ميرنا بصتلها وابتسمت بإنكسار وقالت: مش مهم أنا المهم أنتي تكوني فرحانة أديني بعملك اللي أنتي عايزاه.
سوزان: بتتكلمي معايا كدا لية؟!
ميرنا: مامي لو فاكرة إن وجودك دلوقتي هيخليني أرجع زي ما كنت فحضرتك غلطانة أصل اللي بينكسر عمره ما بيتصلح متصدقيش اللي بيقولوا إن اللي انكسر بيتصلح دا كله وهم، من المستحيل إن اللي انكسر يتصلح، صدقيني الشروخ هتفضل زي ما هي.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
اتنهدت وقالت: أنا بعملك اللي أنتي عايزاه واللي كلكم عايزينه عشان تعيشوا بسلام، وعشان متتبريش مني زي ما قولتي.
سوزان: يا ميرنا أنا عايزة مصلحتك.
ميرنا: متقوليش مصلحتك دي تاني أنتي لو أمي بجد وحاسة بيا كنتي يوم ما جيتلك وقولتلك إني تعبانة وقلبي بيوجعني كنتي أخدتيني في حضنك وملستي على شعري زي ما عملتي دلوقتي حتى لو مش هتنفذي اللي أنا عايزاه بس كنتي داويني بحضنك وسمعتيني واهتميتي لمشاعري مكنتيش كسرتيني وهددتيني بنقطة ضعفي.
سوزان: يا ميرنا أنا.....
ميرنا: لو سمحتي يا مامي أنا مش عايزة اسمع حاجة أنا كل اللي عايزاه تسيبيني دلوقتي أنا لما بكون محتاجة لحنان الأم وحضن بجري لماما زينب اللي هي عمتو تعرفي إية الفرق بينك وبينها؟
ميرنا سكتت وبعدين اتنهدت وقالت: الفرق كبير اووي هي بتسمعني وبتفهمني بتحتويني وبتحتوي مشاعري، لما بتلاقيني حزينة بتضمني لصدرها من غير ما أطلب، الفرق إنها بتأدي دورك أنتي.
سوزان بغضب: هي مش أمك يا ميرنا أنا اللي أمك.
ميرنا قامت من مكانها وفتحت الشيش بتاع البلكونة ووقفت تستنشق هواء وضهرها لسوزان وقالت: الأمومة مش كلام الأمومة مشاعر حقيقية وإحتواء، أنتي جاية دلوقتي مش عشاني أنتي جاية عشان حاجة في دماغك وأنا هطمنك أنا هتجوز سليم ومش ههرب متخافيش ودا مش عشانك ولا عشان تهديدك لا عشان كل اللي حواليا وبالذات ماما زينب هي متستهلشي إني أكسر فرحتها وفرحة ابنها.
سوزان أرتاحت وقالت: طب لو احتاجتي مني حاجة قوليلي يا حبيبتي.
ميرنا ابتسمت بقهر وغمضت عيونها وسوزان خرجت من أوضتها بعد ما اطمنت إن ميرنا مش هتهرب أو ترفض تاني.
بليل قرب الفجر كدا عمران كان قاعد حزين ومش قادر حتى يسند طوله وكأنه انكسر معاها، دخل عليه راجل كبير في السن من أهل سيناء وقال: مالك يا ولدي لية قاعد كيف اللي انكسر ضهره وانحنى.
عمران رفع راسه وقام ومسك إيد الراجل الكبير اللي بيسند على عكازه وقال: عم درويش أتفضل وحشتني يا راجل يا طيب.
عم درويش: عيونك بتقول إن في حد تاني وحشك يا ولدي لكن حاجة منعاك.
عمران قعد جنبه وقال بحزن: ما هو مبقاش ينفع يا عم درويش.
عم درويش قرب براسه منه وحط عكازه قدامه وسند عليه بإيديه الإتنين وقال: ولية مبقاش ينفع يا ولدي؟
عمران: عشان هي لغيري وخلاص خسرتها بغبائي.
عم درويش: بتحبها؟
عمران: لو كان قلبي بيتكلم كان رد عليك، ولو روحي تقدر كانت قالت للعالم كله.
عم درويش: روحلها يا ولدي وخبرها.
عمران بدموع: مبقاش ينفع يا عم درويش صدقني.
عم درويش خبط بعكازة في الأرض وقال: اللي مينفعشي يا ولدي إنك تستسلم وتقول دا نصيب احنا اللي بنتعب نفسنا ونقول دا نصيب، اللي مينفعشي هي قعدتك دي كيف الولايا، دافع عن حقك فيها يا ولدي وحارب عشانها متكسرشي بخاطرك وخاطرها وتقول دا نصيب.
عمران بصله بأمل وعم درويش بصله وقال: روحلها يا ولدي وحب على راسها ومتتخلاش عن حقك فيها محدش هيدافع عن حقك لو أنت فرطت فيه يا ولدي.
قام وهو بيتسند على عكازه فعمران قام يسنده فعم درويش بعده عنه وقال: ساعد نفسك الأول يا ولدي قبل ما تساعد غيرك.
ومشي خطوتين وبعدين بصله وقال: إلا خسارة الحبيب يا ولدي دي بتقطم الضهر وأنا جربته ومن يومها وأنا ضهري محني وبقيت أمشي على عكازي، روحلها يا ولدي وخليكم عكاز لبعض يوم ما الشيب يصيبكم.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عم درويش مشي وسابه وهو فكر في كلامه وقام بسرعة يجري، إسلام شافه وقال: مالك يا صاحبي؟ ورايح فين بالليل كدا؟
عمران: هلحق حقي يا صاحبي مش هفرط فيه.
إسلام: مش فاهمك!
عمران: هروح لميرنا وأخدها مش هسيبها لغيري أنا خلاص فوقت والبركة في عم درويش.
إسلام: طب استنى للصبح دا الفجر قرب يأذن مش هتعرف تسوق بالليل كدا.
عمران: لازم ألحقها دا كتب كتابها فاضل عليه كام ساعة لازم ألحقها يا صاحبي.
إسلام: طب استنى هاجي معاك مينفعشي أسيبك لوحدك.
وبالفعل ركبوا العربية واتحركوا وميرنا كانت نايمة على السرير وبتتقلب ومش عارفة تنام وحاسه إن قلبها مقبوض وخايفة اووي من اللي مستنيها بعد ساعات قليلة.
عمران كان بيسابق الريح عشان يوصل لحبيبته وكان مدايق من نفسه إنه اتخلى عنها وسمح للكل إنه يهزمه، عرف إنه غلط يوم ما سمع كلام أمها ومحاولشي عشانها بس في نفس الوقت مكنشي قدامه غير كدا مكنشي هيقدر يخلي الكل يشوفها بصورة وحشة وإنها خاينة والحب عمره ما كان خيانة.
الصبح طلع والكل فرحان وبيرقص والبنات في أوضة ميرنا بيجهزوها وبيفرحوها إلا مي كانت بتبصلها بحزن عشان عارفة صاحبتها.
زينب: يلا يا ميرنا عشان تاكلي الأول.
ميرنا: مليش نفس يا ماما والله.
زينب: عشان خاطري يا قلبي كدا هتدوخي واليوم طويل.
ميرنا: طب هاتيلي عصير وخلاص.
زينب: يووه بقى يا ميرنا متبقيش عنادية كلي حاجة بسيطة عشان خاطري حتى.
ميرنا: حاضر يا ماما عشانك بس.
زينببحب: حبيبتي يلا.
وأكلتها حاجة بسيطة وبعدين سابت البنات يجهزوها وراحت تشوف سليم، دخلت عليه لقته لبس القميص وبيلبس الجرافته بتاعته فقربت منه بإبتسامة وقالت: أخيرًا شوفتك عريس يا حبيبي.
سليم: دا أنا اللي هموت من الفرحة يا ماما أخيرًا ميرنا هتبقى بتاعتي وعلى اسمي.
زينب: هي من يوم يومها وهي ليك يا حبيبي بس حافظ عليها وأوعى تزعلها في يوم عشان مزعلشي أنا منك.
سليم باس راسها وقال: عمري ما هزعلها يا ماما دي حبيبتي وحلمي اللي عيشت عمري كله نفسي أحققه.
زينب مسكت الجرافتة بتاعته وبدأت تلبسهاله وقالت: وحلمك الحمدلله هيتحقق بعد كام ساعة يا حبيبي.
عند عمران كان تعب من السواقة بس بيعاند ومكمل، إسلام واخد باله فقال: أقف يا عمران وأنا هسوق مكانك عشان ترتاح شوية.
عمران: لا أنا مش هرتاح إلا لما أروحلها لازم أوصل قبل فوات الأوان.
إسلام: يا ابني هتعمل حادثة أنت مرهق جدًا أقف أنا هسوق مكانك.
عمران بعند: لا سيبني.
إسلام: طب خفف السرعة شوية أنت كدا هتأذينا.
عمران: إسلام لو سمحت متضغطشي عليا أكتر ما أنا مضغوط.
إسلام بقلة حيلة: حاضر يا صاحبي.
عمران كل شوية يبص في الساعة، وفجأة العربية وقفت فعمران أتخض وقال: إية دا في إية وقفت لية؟!
إسلام: مش عارف استني أنزل أشوف في إية.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
نزلوا ولقوا العربية بتطلع دخان فعمران قال: لا لا مش وقتك أرجوكِ.
إسلام: أهدى يا صاحبي أكيد خير.
عمران بإنهيار: ليه الزمن حتى ضدي ليه كدا؟
إسلام: أهدى يا صاحبي أنا هتصرف.
عمران بإنهيار: أنا بتعاقب عشان فرطت فيها زمان بس أنا عايزها والله، حرام والله بجد حرام.
إسلام فضل يبص حواليه يمكن يلاقي ورشة تصليح أو أي حاجة بس كانوا كأنهم في شبه صحراء فقال بيأس: مفيش حل غير إننا نوقف أي عربية توصلنا.
عمران ساكت فإسلام قرب منه وحط إيده على كتفه وقال: متستسلمشي يا صاحبي قوم وعافر متخليش أي حاجة تعركلك.
عمران قام وقال: عندك حق لازم ألاقي حل وأسابق أنا الزمن.
فضلوا واقفين مستنين عربية تعدي وفات عليهم وقت مكنشي في حد بيقف بس أخيرًا عربية مرسيدس وقفت وركبوا.
عند ميرنا وسليم، سليم كان جهز كل حاجة وعمل حفلة صغيرة كدا في الجنينة الخلفية وزين المكان وكانوا اتفقوا يخلوها كتب كتاب وجواز مع بعض وبيكون فيها قرايبهم والناس اللي بيحبوهم وبس.
ميرنا لابسة فستان أبيض طويل بأكمام شفافة وفردت شعرها وجابته على جنب والطرحة كانت طويلة من ورا.
زينب هي وسوزان دخلوا عليها الأوضة عشان يشوفوها، فأول ما شافوها انبهروا بجمالها رغم حزنها اللي محدش شايفه غيرها هي ومي.
كانوا واقفين جنب بعض وميرنا أول ما شافت زينب حست إن هي دي مامتها اللي نفسها تحضنها يمكن الألم اللي جواها دا يخف.
سوزان فتحت دراعتها لميرنا بس ميرنا جريت على زينب وحضنتها جامد وقالت: ماما كنت مستنياكي من زمان عشان تحضنيني.
زينب بحب: أنا جيتلك يا حبيبتي أهو أنا مش مصدقة أنتي جميلة اووي كدا إزاي؟
سوزان كانت مدايقة اووي وحاسة بالغيرة من زينب اللي أخدت مكانها.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
ميرنا: مفيش في جمالك يا ماما.
زينب باستها وقالت: أخيرًا شوفتك عروسة وحلمي أتحقق وهتتجوزي ابني وتبقى معايا في الفيلا طول الوقت زي ما كنتي وأنتي صغيرة.
ميرنا باست إيدها ودا خلى سوزان تستغرب وتغضب أكتر لأن ميرنا عمرها ما عملت كدا ولا باست إيدها وزينب كمان أستغربت وقالت: أول مرة تبوسي إيدي يا ميرنا.
ميرنا بحب: عشان أنتي تستاهلي كدا يا ماما وتستاهلي أحطك تاج فوق راسي أنتي عمرك ما بخلتي عليا لا بحبك ولا حنانك وطول الوقت وأنتي محوطاني وعمر حضنك ما رفضني في أي حالة من حالاتي، كنتي جنبي في صغري ومراهقتي وشبابي ودلوقتي معايا في يوم زي دا أنا حقيقي بحبك اووي.
زينب بدموع: ميرنا أنا بحمد ربنا إنه عوضني بيكي طول عمري وأنا شيفاكي بنتي دا أنتي أقرب ليا من سلمى وهي عارفة كدا، أنتي نور عيني يا ميرنا، وأنتي وسلمى حتة مني.
ميرنا: طب بطلي عياط بقى بدل ما أعيط جنبك.
زينب: لا خلاص يا حبيبتي.
بصت لسوزان وهي بصتلها بغضب ومشيت وسابتها حتى من غير ما تقول لبنتها كلمة حلوة في يوم زي دا، وزينب أتعصبت اووي منها وقالت: متزعليش يا ميرنا أكيد زعلت عشان أنا حضنتك قبلها وعندها حق بس والله ما كان قصدي.
ميرنا: لا يا حبيبتي أنا مش زعلانة وبعدين أنا اللي جيت وحضنتك وهي مش زعلانة عشان كدا أنا عارفة هي زعلانة ليه بس مش مشكلة.
سلمى ومي دخلوا وانبهروا بجمالها وحضنوها وخرجوا لما عثمان دخل يشوف ميرنا أول ما شافها دموعه نزلت وقال: أميرتي أنتي فعلًا شبه الأميرات.
ميرنا حضنته وكأنها بتهرب من العالم والواقع المؤلم دا في حضنه، وهو فضل يملس على شعرها وقال: مالك يا أميرتي حاسك فيكي حاجة أنتي كويسة؟
ميرنا: كويسة متقلقشي.
عثمان: مش حاسس أنتي شايفة إنك أتسرعت ولا حاجة يا حبيبتي لما خلتيها جواز مع كتب الكتاب؟ لو حابه نأجل الموضوع شوية معنديش مشكله ونخليها كتب كتاب بس.
ميرنا: لا خالص وبعدين ملوش داعي الكلام دا دلوقتي يا بابي.
وكملت بضحك لكن كانت ضحكة حزينة: أكيد يعني مش ههرب وابقى العروسة الهاربة.
عثمان ضحك وقال: طب يلا يا غلباوية.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
نزلت مع والدها وخرجوا للجنينة الخلفية وكان سليم مستنيها وأول ما شافها قرب منها زي العيل الصغير وقال: سيبها يا خالو بقى أنا همسكها.
عثمان: الله أنت أتهبلت يا سليم أهدى يا ابني.
سليم: والله ما ههدى إلا لما أتجوزها.
سليم أخدها من إيدها وقعدها على الكرسي وقعد جنبها وقال بحماس: يلا يا شيخنا أكتب بسرعة.
زينب: هي هتهرب منك يا ابني.
سليم: لا بس عايز أخلص بقى عشان أحضنها.
عثمان: ما تلم نفسك يا ابني دا أنا حتى قاعد.
سليم: خلاص حاضر بس يلا بالله عليكم.
ميرنا من جواها بتقول: يا ريت أقدر أهرب بس مش من هنا بس لا من العالم كله، لية كدا يا عمران تخلينا نوصل للمرحلة دي؟ وأنا ليه بعمل في نفسي كدا؟
بدأ المأذون يكتب الكتاب وميرنا بتبص لمي بحزن، ومي ماسكة إيدها عشان تدعمها.
عمران كان بيسابق الزمن عشان يوصل وقال: أرجوك سوق بسرعة لازم ألحقها.
وصل عمران ودخل الكومبوند بسرعة ووصل لفيلا عمه عثمان ودخل بس ملقاش حد وفجأة لقى حد خارج من الجنينة الخلفية فعرف إنهم فيها فدخل جري وإسلام بيجري وراه بس لما عمران دخل وقف مصدوم من اللي شافه.
إسلام وصل وهو بينهج ومن غير ما يبص حط إيده على كتف عمران وقال: وقفت ليه يا عمران يلا.
وبعدين بص للمكان اللي عمران بيبص عليه وهو كمان أتصدم من اللي شافه.
#البارت_العاشر
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
إسلام بص للمكان اللي عمران بيبص عليه وهو كمان أتصدم من اللي شافه.
كان سليم حاضن ميرنا وكأنه بيدفنها جوا ضلوعه، ومبتسم وكأنه كسب جائزة أخر العمر، وكأنه أمتلك كل كنوز العالم.
عمران فضل يرجع لورا بضهره ودموعه خانته ولقت طريقة في الهبوط وكأنها بتهبط من على جبل شائق، ظنت أنها لن تهبط من عليه يومًا، لكنه الحب وما أدراكَ بكسرته وطنعته فلا شفاء بعده.
ميرنا كانت فرحتها مكسورة والألم جواها متضاعف مكنتشي تتخيل في يوم إنها تكون ملك لحد غير مالك قلبها عمران، حبيبها الروحي.
خرجها من حضنه وهو السعادة مليا عيونه وهي في لحظة دمعتها خانتها فبتبص قدامها شافته مكنتشي متخيلة إنه ممكن يحضر في يوم زي دا.
ألتقت العيون في حديث خاص لكنه حديث مؤلم، يشعل النار بجدارة، يزهق الروح دون خروجها فما أشده من عذاب.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
مسكت في إيد مي وضغطت عليها جامد وكإنها بتتسند عليها ودمعة نزلت على خدها وشافت نظرة في عيونه، نظرة أستغربتها اووي كأنه إتهام، بيتهمها بالخيانة.
مي بصت للمكان اللي هي بتبص عليه واتفاجأت من وجود عمران وقالت: عمران! إية اللي جابوا؟!
ميرنا: نظرته ليا غريبة يا مي، دا مش عمران اللي أتخلى عني وقالي كل الكلام القاسي اللي كسر قلبي.
مي بحزن: خلاص يا ميرنا معدشي ينفع تتكلمي عنه، سليم جنبك يا ميرنا انتبهي لزوجك.
ميرنا بصت بحزن لعمران وبعدين بصت لسليم اللي سحبها من إيدها عشان يرقصوا رقصة السلو مع بعض، وحاوط خصرها بتملك وبدأ يرقص معاها وهو بيبصلها بحب وإنتصار.
عمران حس بوجع في قلبه وبدأ يرجع لورا ويجر معاه خيباته وصرخاته وأنينه الذي لا يسمعه سوا ربه ثم هو.
خرج من المكان كله قبل ما حد يلمحه، ويجبره إنه يشاركهم فرحهم اللي جلب لقلبه الألم والأنين.
إسلام بحزن: استنى يا صاحبي.
عمران كان ماشي زي التايه وكأنه فقد ذاكرته ومش عارف عنوان بيته، وإزاي وهي كانت بيته وأمنه ومسكنه رغم البعد.
إسلام حط إيده على كتف عمران بعد ما خرج من الكومبوند كله وقاله: خلاص يا صاحبي مش نصيبك، أنتي صارعت الزمن لكن حكم ربك قوي.
عمران بصله بوجع وقال بصراخ: آآآآآآآه.
إسلام دموعه نزلت على صاحب عمره، بيبكي لأنه مش قادر يساعده ولا يقلل من وجع قلبه.
عمران بحسرة: ضاعت مني يا صاحبي، ضاعت الحاجة الحلوة واللي كنت عايش عشانها، ضاعت اللي أخترت أتوجع وأوجع روحي وقلبي عشانها، ملحقتهاش يا إسلام، ملحقتهاش.
إسلام: أهدى يا صاحبي، كفاية بقى توجع قلبك اللي خلقها قادر يخلق غيرها، إنساها بقى وبطل تقتل نفسك بالبطيء.
عمران: مش قادر سنين كتيرة مرت عليا وأنا مقدرتش أنساها جاي دلوقتي تقولي أنساها ما أنا لو قادر كنت نسيتها لكن نسيانها دا أصعب من طلوع الروح يا صاحبي.
إسلام بحزن: بس خلاص مبقاش يفيد دي بقت ملك غيرك، مش هعاتبك على أي حاجة لكن عايز أقولك لازم تنساها وتتعايش من الوجع دا لحد ما يختفى أثره.
عمران بدموع وقهر: مستحيل أنساها، أنا هختار إني أعيش بوجع حبها دا عشان يكون عذابي لإني فرطت فيها يا صاحبي.
إسلام: قوم معايا يا صاحبي نرجع من مكان ما جينا يمكن البعد يخفف عنك، قوم يا صاحبي.
إسلام سند عمران لأنه بقى شبيه بالجسد الذي يخلو من الروح، ووقفوا عربية ورجعوا من مكان ما كانوا، وكأنهم لم يكونوا يومًا ما.
بليل بعد ما خلصوا إحتفال ميرنا كانت قاعدة حزينة وبتفكر في عمران وفي النظرة اللي شافتها في عيونه، وفجأة لقت سليم بيشيلها بين إيديه فقالت بخوف: في إية شايلني كدا ليه؟!
سليم بضحك: هنطلع أوضتنا يا حبيبتي.
ميرنا بخوف: لا لا خلينا قاعدين معاهم شوية.
سليم: لا كفاية كدا أنا عايزك.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
زينب بصتلهم وقالت: يلا يا حبايبي أطلعوا أرتاحوا أنتم تعبتم النهاردة.
سليم: قوليلها يا ماما.
ميرنا بخوف من القادم: بس أنا عايزة أقعد معاكم كمان شوية.
سلمى: تقعدي فين يلا يا هبلة أطلعي مع زوجك.
سليم مستناش وطلع بيها على السلم وهي خايفة وحست إنها ظلمت نفسها عشان الكل.
سليم دخل بيها ونزلها على السرير فهي قامت بسرعة وقالت بتوتر وهروب: أنا هدخل الحمام.
سليم بخبث: استني أساعدك في خلع الفستان.
ميرنا بإرتباك: لا لا أنا هعرف أغير بنفسي.
وجات تتحرك من قدامه هو مسكها وشدها ليه وبقى ضهرها في صدره وهو قرب من السوستة وبدأ يفتحها ويلمس ضهرها وهي غمضت عيونها بقهر ودموعها نزلت بصمت وسليم مش حاسس.
شال شعرها اللي على كتفها وطبع قبلة على كتفها وهي غمضت عيونها جامد وحاسه بوجع في روحها قبل قلبها، وقرب شفايفه من خدها فحس بطعم الدموع فلفها ليه وقال بصدمة لما شافها: ميرنا أنتي بتعيطي؟!
ميرنا مردتشي عليه فهو حط إيده على خدها وقال: أنتي خايفة مني؟! متخافيش مش هأذيكي.
ميرنا بصتله وقالت: ممكن أدخل أغير فستاني في الحمام.
سليم: خلاص خدي راحتك يا حبيبتي أنا أسف.
ميرنا شالت فستانها وهربت للحمام وأول ما قفلت الباب قعدت في الأرض بإنهيار وبتكتم صوت شهقاتها، مقدرتشي تستحمل لمساته ليها مع إنه حقه لكن روحها وقلبها رافض لمساته بس خلاص مبقاش ينفع كل الكلام دا.
ميرنا بعياط: فكرتي غلط يا ميرنا ومعملتيش حساب اليوم دا.
وكملت بقهر: ليه يا عمران؟ ليه مخلتشي قصتنا تبدأ، أنت نهيتها قبل ما تبدأ وأنا ظلمت نفسي وظلمت سليم علشان أراضي الكل جيت على روحي وقلبي.
بعد ما أتأخرت في الحمام سليم قرب من الباب وخبط وقال بلهفة: ميرنا أنتي كويسة؟ أتأخرتي عليا كدا ليه؟ يلا بقى أنا مستنيكي.
ميرنا بتحاول تخلي نبرة صوتها طبيعية فقالت: حاضر يا سليم هطلع أهو.
غيرت هدومها لبجامة بأكمام لونها أزرق وطلعت وهو أول ما شافها راح حضنها جامد وقال: يااااه يا ميرنا أخيرًا بقيتي في حضني وبتاعتي أنا وبس مش مصدق نفسي رغم إنك طول عمرك ملكي لكن كنت مستني اللحظة دي اللي يتقفل فيها علينا باب واحد وتشاركيني حياتي.
« يخبرها بأنها ملكه لكن قلبها وروحها يرفضان الخضوع ويخبرانه بأنهما ملكًا لمن رحل وترك أثره بداخلها »
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
باسها من رقبتها وقال: أنا بحبك اووي يا ميرنا.
ميرنا جسمها أتنفض من الخوف بس هو مهتمش وشالها وحطها على السرير وهو بيقول: أحلى يوم في عمري هو النهاردة.
وانتهت الليل وكانت صعبة على ميرنا والأصعب على عمران لما كل شوية يتخيلها وهي في حضن راجل غيره، وإن حد تاني بيقولها كلام كان نفسه يقولهولها، كل إما يتخيل إن حد تاني أخدها في حضنه وضمها لصدره قلبه يتقبض وصدره يبقى نار مش بتنطفي.
عمران بقهر: يا رب دعيتك بيها كتير وكانت دعوة ثابتة في صلاتي، حلمت إنها تكون ليا وتقر عيني بيها لكن حكمتك وأمرك كان ليهم حكم تاني، حكم شرخ قلبي رغم إني متأكد إنك مش بتظلم حد من عبادك أنا راضي لكن أقسم بعزتك وجلالك أنا حزين حزن يقطم الضهر، سامحني يا رب مش بإيدي أنت خلقتنا بشر وأنا عندي طاقة، سامحني وأشفى نار قلبي وبرده وطلعها من قلبي ما دام مش ليا وأنتي عطتها لغيري.
اتنهد تنهيدة وجعته أكتر وكأنها بتقطع في حباله الصوتية وقال: يمكن هي كانت كتيرة عليا وأنا مستهلهاش لكن والله أنا حبتها بصدق وكنت مستعد أفديها بروحي لو لزم الأمر، أنا عارف يا رب إنك بتغير على عبادك لما قلوبهم بتتعلق بغيرك وأنا حبيتها اووي فأنت حرمتني منها عشان تعطيني درس لكن الدرس كان قاسي اووي عليا وقطم ضهري.
كان في حد بيخبط عليه فحاول يسند نفسه ومسح دموعه وقام فتح وكان عم درويش بصله شوية وبعدين قال بحزن: ضهرك أتقطم زي يا ولدي صُح؟
عمران بصله بحزن ودموعه نزلت وقالت: وقلبي انكسر وياه.
عم درويش: اسمعني يا ولدي لو مكنشي ليك نصيب فيها مكنشي ربك زرع حبها في قلبك ولا خلاك مش قادر تنساها رغم العبد والجفا، دا درس منه ليك عشان يعلمك إزاي تحافظ على اللي منك وإزاي تتمسك بحقك اللي مش هيحامي عليه غيرك، دي قرصة ودن عشان تتعلم إزاي تتمسك وتحارب وتسعى.
عمران بحزن: حاربت وكان نفسي لكن الكل كان ضدي.
عم درويش: لا يا ولدي أنت ما سعتشي ولا حاربت أنت استسلمت وبعت القضية برضاك وصدقت ظروف كانت في يوم هتتحل، أنت محاربتش عشانها يا ولدي فكان لازم تتعاقب وتتعلم الدرس؛ علشان كدا قلبك ناره حامية ومش هتهدى مهما حاولت.
اتنهد وقال: يا ولدي الإنسان منا مش مطلوب منه غير السعي والإجتهاد وإنه يطلب رزقه ويسعى عليه والرزق أنواع كتيرة منها الحب والزواج، المشكلة إن الكل فاكر إن الرزق فلوس وبس فبدأوا يهملوا باقي أنواع الرزق، صدقوا اللي عقولهم أتركبت عليه فعشان كدا الشقاء بقى من نصيبهم.
عمران بكسرة: بس أنا حاولت عشانها لكن خوفت أتعدى على غيري.
عم درويش: لا يا ولدي أنت جهدك كان قصير وإستسلامك كان هو حلك، لكن هو سعى وحاول أكتر منك وربك هو العدل وبيرزق كل واحد على قد سعيه ومحاولاته.
عمران بحزن: عشان كدا حرمني منها وعطهاله.
عم درويش طبطب على كتفه وقال: قوم يا ولدي وأسند طولك وأقف على رجلك وعافر في الحياة لسه في أنواع رزق تانية في طريقك، وربك هيناولك اللي في بالك بس بعد ما تتعلم الدرس.
عمران بحزن: ما خلاص معدشي ينفع يا عم درويش ضاعت ومبقاش ليها رجعة.
عم درويش ابتسم وقال: بس قدرة ربك كبيرة وقادر يلم الشمل من تاني ويجمع بين قلوب ملتحمة، ربك بيرزق الدودة في الحجر، دا شق البحر نصين لسيدنا موسى مش هيقدر يرجعهالك ثق في ربك يا ولدي وأرمي حمولك عليه هو وحده عالم باللي في صدرك وسامع أنين قلبك، قوم يا ولدي وسيبها على اللي خلقك.
عمران: ونعم بالله، يا رب أجبر كسر قلبي وشرخ روحي اللي بين إيديك.
بعد مرور عام كامل على قلوب الجميع، عام مر ومر معه كل عسير ويسير، قلوبًا غمرها الشوق والحنين، وقلوبًا أزهقها التخلى والتضحية، وقلوبًا تغمرها السعادة لجوار حبيبه.
في فيلا سليم، كانت ميرنا نايمة وصحيت على حركة على وشها، بتفتح عيونها لقت سليم مقرب وشه من وشها وبيلمس خدها بإيديه فقامت مخضوضة فسليم قال: لسه بردو بتخافي؟ إزاي بعد سنة مش قادرة تتعودي عليا يا ميرنا؟!
ميرنا بتهرب: لا مش كدا أنا بس أفتكرت في حاجة.
سليم: خلاص ولا يهمك أهدى يا حبيبتي.
ميرنا وهي بتقوم من على السرير: هي الساعة كام؟
سليم بإبتسامة: ٨ صباحًا.
ميرنا: إية دا أنت كدا هتتأخر على شغلك يا سليم.
سليم بإبتسامة: ما أنتي عارفة إني مبعرفشي أخرج من غير ما تفطريني وتسلمي عليا قبل ما أمشي.
ميرنا: معلشي أنا هقوم أحضرلك الفطار بسرعة.
سليم مسكها وشدها لصدره وحاوط خصرها وقال: استني لازم أخدوبوستي الأول.
ميرنا بحرج: سيبني يا سليم عشان أحضرلك الفطار.
سليم بعند: لا هاخد بوستي الأول.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
وباسها من خدها وبعدين سابها وهي راحت لسرير طفلتها ملك وقالت بخوف: إية دا فين ملك يا سليم؟
سليم: عطتها لماما أصلها كانت بتعيط فخوفت تصحيكي.
ميرنا: أنا آسفة بس محستشي كنت تعبانة اووي وطول الليل مكنتشي راضية تنام.
سليم: ولا يهمك يا حبيبتي يلا بقى عشان أمشي.
ميرنا: حاضر.
نزلت ميرنا ودخلت المطبخ لقت زينب بتجهز الفطار فقالت: صباح الخير يا ماما.
زينب بفرحة: صباح الخير يا قلب ماما، ها أستريحتي شوية؟
ميرنا بتعب: والله يا ماما دماغي بيوجعني اووي معرفتش أنام غير ساعتين اتنين بس، ملك مش بتبطل عياط وزن.
زينب: معلشي يا حبيبتي دا طبيعي هي لسه يدوب عندها كام شهر.
ميرنا: أمال هي فين؟!
زينب بإبتسامة: مع سلمى يا حبيبتي قالت تاخدها شوية عشان ترتاحي.
ميرنا باست زينب من خدها وقالت: ربنا ميحرمنيش منكم أبدًا يا رب.
زينب: شكلك مش فايقة انتي مغسلتيش وشك أصلًا صح؟
ميرنا: ايوا أصلي نزلت جري عشان أحضر الفطار لسليم عشان يلحق شغله.
زينب بزعل: طب ما أنا موجودة أهو كان لازم يعني يتعبك ويقومك وأنتي يا دوب نمتي ساعتين.
ميرنا: مش مشكلة يا ماما هو بيتعب لازم أقدره.
سلمى من وراهم وهي شايله ملك: تعرفي يا ماما إن ميرنا طول الليل قاعدة تحت وعماله رايحة جاية بملك عشان كانت بتعيط ومكنتشي عايزة تزعج سليم.
زينب: لية كدا يا ميرنا زمانك تعبتي اووي.
ميرنا: عادي يا ماما دي بنتي.
زينب: وبنته هو كمان لازم يستحمل ويشيل معاكي.
ميرنا بهدوء: يا ماما سليم مبيحبش الصوت العالي والعياط جنبه فأنا أحترمت دا وخرجت من الأوضة.
سلمى: أنا كنت زيك بس وجدي كان معايا وكنا بنستلم الأدوار سوا.
ميرنا بضحك: أنتم متأكدين إن سليم ابنكم دا أنتي لو حماته مش هتقولي كدا يا ماما.
زينب: عشان أنتي كمان بنتي يا ميرنا ومحبش أشوفك تعبانة زي ما أنا مبحبش أشوفه زعلان وكمان هو غلطان لأن دي مش بنتك لوحدك لازم يساعدك مش يقولك مبحبش صوت العياط إية نسكت البنت بالعافية يعني.
ميرنا: خلاص يا ماما عشان خاطري عشان سليم ميزعلشي من كلامك دا أنا راضية معنديش مشكلة، ممكن بقى أساعدك عشان أحضر الفطور بتاع سليم.
زينب: لا يا حبيبتي أطلعي أنتي خديلك دوش وغيري هدومك على ما أخلص أنا.
ميرنا: لا مش عايزة أتعبك يا ماما.
زينب: خديها يا سلمى أنا مش حمل مناهدة.
سلمى بضحك: تمام يا فندم.
ميرنا ضحكت وقالت: طب هاتي أبوس ملوكتي حبيبتي.
ميرنا أخدت ملك اللي أول ما ميرنا شالتها ضحكت وكأنها حست بيها وميرنا قالت: حبيبة مامي يا ناس قمر اووي.
سلمى: شبهك اووي واخده جمالك يا لولو.
ميرنا بضحك: وهو أنا حلوة اووي كدا.
سلمى: بصي لنفسك في المراية يا حبيبتي وأنتي هتعرفي.
ميرنا بضحك: حاضر خدي بقى ملوكتي على ما أخلص، وأبعدي ابنك مازن عنها عشان مصطفى لو شافه هيتخانق معاه.
سلمى: وماله ابني يا حبيبتي أنا أصلًا هجوزهاله.
ميرنا وهي بتطلع السلم ضحكت وقالت: ابقى قابليني يا حبيبتي دا مصطفى ممكن يرتكب جناية دي دماغه ناشفه ومش بيسيب حقه لحد مش عارفة طالع لمين دا.
سلمى بضحك: لأخوه عمران.
ميرنا أتصنمت مكانها لما سمعت اسمه وبصتلها بحزن وقالت: لا في فرق كبير مصطفى مبيتخلاش عن حاجة عايزها.
سلمى: ما عمران كدا.
ميرنا ابتسمت بحزن وقالت: بيتهيقلك يا سلمى.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
سلمى أستغربت كلام ميرنا بس سكتت لما لقت ميرنا لفت تاني وكملت طلوع السلم.
دخلت الأوضة لقت عمران قاعد على اللاب توب بتاعه فلما لقاها داخله قام وحاوطها من خصرها وقال: إية وحشتك طالعة تشوفيني.
ميرنا بخنقة: لا طالعة أخد دوش يا سليم ممكن تسيبني.
سليم وهو بيبوسها من خدها: لا مش هسيبك أنتي وحشتيني.
ميرنا بخنقة: يا سليم مش وقته.
سليم مسألشي فيها وباسها من خدها التاني وبيضمها ليه أكتر فميرنا أتخنقت اووي من تصرفاته وعدم تقديره فزقته جامد وقالت: يا سليم قولتلك أبعد أنا تعبانة.
سليم بعصبية: مالك يا ميرنا في إية وبعدين إزاي تزقيني كدا أنتي أتجننتي؟
ميرنا حطت إيدها على راسها بوجع وقالت: أنا أسفة يا سليم بس أنا تعبانة حاول تقدر شوية وقولتلك مش وقته.
سليم: أيًا كان مينفعشي تتطاولي عليا كدا ولا هو عشان بحبك ومدلعك زيادة.
ميرنا بتعب حقيقي: عندك حق أنا غلطت ولو كنت مدلعني فمتدلعنيش يا سليم عن إذنك.
مشيت خطوتين بس مقدرتش وفجأة أغمى عليها، فسليم جري عليها وقال: ميرنا حبيبتي فوقي خلاص أنا اسف حقك عليا.
ميرنا مردتشي فقام شايلها وحطها على السرير وخرج برا الأوضة وقال: ماما أطلبي الدكتور بسرعة.
زينب خرجت بخوف وقالت: دكتور لإية يا سليم في إية؟
سليم: ميرنا يا ماما وقعت مني فجأة ومش بترد عليا.
زينب بخوف: بنتي!
سلمى طلبت الدكتور بسرعة وبعد وقت وصل وكانت زينب قاعدة على طرف السرير وماسكة إيدها بحنية وسليم واقف على أعصابه هو وسلمى والدكتور بيكشف عليها.
سليم: طمنا يا دكتور.
الدكتور: المدام محتاجة راحة لإنها مجهدة جدًا ونفسيتها مش كويسة، ومناعتها ضعيفة عايزة تغذية.
زينب بدموع: يا حبيبتي يا بنتي هي فعلًا الصبح كان باين عليها الإرهاق والتعب.
الدكتور: أنا كتبتلها أدوية يا ريت تاخدها في مواعيدها.
سليم: حاضر يا دكتور أتفضل.
خرج سليم يوصل الدكتور وفضلت سلمى وزينب قاعدين جنبها، دخل سليم تاني وقال: لسه مفاقتشي.
زينب بغضب: حصل بينكم إية يا سليم خلاها تتعب بالشكل دا أنتم اتخانقتم؟
سليم: ايوا يا ماما شديت معاها في الكلام بس مكنتش أعرف إن هيحصلها كدا.
زينب: يا ابني ميرنا ضعيفة وبتتأثر بسرعة ومن أقل كلمة وهي مجهدة جدًا وأنت عارف إن ملك لسه صغيرة ومحتاجة رعاية كبيرة وميرنا مش بتأثر وغير كدا أنت مش بتحاول تساعدها فدا، فالفترة دي لازم تستحمل تقلباتها المزاجية يا حبيبي وتهدى عليها شوية، وبعدين أنت أكتر واحد عارف إن ميرنا هادية ومش بتأذي حد بكلمة فلما تلاقيها حصل منها موقف غير الطبيعي بتاعها تبقى تستحملها لإن أكيد دا ضغط كبير عليها.
سليم: حاضر يا ماما ممكن تسبوني معاها شوية.
زينب: لا سيبها نايمة براحتها وتعالى عشان تفطر وتنزل شغلك.
سليم: طب شوية كدا بعد إذنك يا ماما.
سلمى: خلاص يلا يا ماما سيبيهم سوا وبعدين زمان الولاد صحيوا عشان ياكلوا.
زينب: حاضر يلا يا بنتي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
خرجت زينب هي وسلمى وفضل سليم مع ميرنا قعد جنبها ومسك إيدها وباسها بحب وبعدين باسها من خدها فهي فاقت وقالت بصوت تعبان: سليم.
سليم: نعم يا حبيبتي محتاجة أجبلك حاجة؟
ميرنا: لا شكرًا أنت لسه هنا لية؟ زمانك اتأخرت على شغلك.
سليم: أنا أسف يا ميرنا إني جرحتك بكلامي.
ميرنا: وأنا كمان أسفة عشان اللي عملته.
سليم: مش زعلان منك يا حبيبتي حقك عليا معرفشي إنك تعبانة.
ميرنا حاولت تعدل نفسها عشان تقوم فهو ساعدها فهي قالت: مفيش بينا حقوق يا سليم يلا قوم عشان تفطر وتنزل شغلك.
سليم: متأكدة مش عايزاني جنبك؟
ميرنا بإبتسامة هادية: ايوا متأكدة يا أبو ملوكة.
سليم ضحك وباسها وهي أتحرجت وقالت: يلا يا سليم بقى.
سليم: طب هاتي حضن الأول.
وحضنها وباسها من خدها ونزل يفطر وباس ملك وركب عربيته وراح شغله.
بعد وقت ميرنا قامت ونزلت ولقت زينب شايلة ملك ومصطفى وزياد بيتخانقوا عليها.
ميرنا: أبو درش، مازن.
مصطفى بصلها وجري عليها حضنها جامد وقال: مامي وحشتيني.
ميرنا باسته وقالت: وأنت كمان يا قلب مامي.
مازن جري عليها وحضنها وقال: ميرنا وحشتيني ليه مش جيتي صحتيني؟
ميرنا: كنت تعبانة يا حبيبي غصب عني.
مصطفى بعد مازن عن حضن ميرنا وقال بغيرة: دي مامي بتاعتي أنا وبس أبعد عنها.
مازن بخناق: لا أنت كل حاجة تقول بتاعتي ومش عايزني أقرب لا من ميرنا ولا من ملك.
مصطفى: عشان ميرنا مامي وملك حبيبتي وهتجوزها.
مازن: لا أنا، أنا أكبر منك.
ميرنا: بس يا ولاد عيب كدا أنتم أخوات مينفعشي تتخانقوا مع بعض.
زينب: والله يا بنتي غلبت تعالي يا حبيبتي أرتاحي أنتي عامله إية دلوقتي؟
ميرنا باستها من خدها وقالت: الحمدلله يا ماما.
زينب: كدا تقلقيني عليكي يا حبيبتي.
ميرنا: معلشي يا حبيبتي كنت تعبانة ومقدرتش أسند نفسي.
زينب: خلي بالك من صحتك يا ميرنا أنتي مهملة اووي ومش بتسمعني كلامي لما بقولك كلي.
ميرنا: خلاص هسمع كلامك بعد كدا يا زوزو يا قمر أنتي.
زينب ضحكت وقالت: طول عمرك بكاشة.
ميرنا: طلعالك يا ماما.
زينب: طب قومي بقى من قدامي بدل ما أضربك.
ميرنا بإستعطاف: وأهون عليكي يا ماما؟
زينب بغلب: لا ما دا اللي مصبرني عليكي.
ميرنا: هاتي ملوكتي زمانها جاعت.
زينب: ايوا والله خدي يا حبيبتي.
ميرنا: مازن، مصطفى تعالوا هنا يا حبايبي.
مصطفى ومازن: نعم.
ميرنا: بصوا يا حبايبي مش عايزاكم تزعلوا من بعض وعايزاكم تحبوا بعض وتكونوا أصحاب وإيد واحدة عشان الغريب يخاف منكم ويعملوكم حساب إنما لو كل واحد فضل لواحده الناس هتأذيكم ترضوا بكدا؟!
مصطفى: لا يا مامي.
مازن: لا يا ميرنا بس مصطفى اللي كل شوية يقولي متقربشي من ملك ولا من مامي.
ميرنا: مصطفى يا حبيبي مازن أخوك وأكبر منك لازم تحبه وتحترمه وبعدين هو بيحبنا مش المفروض تحب اللي بيحبنا صح ولا أنا غلطانة؟
مصطفى بص لميرنا وبعدين بص لمازن وقال: صح يا مامي خلاص مش هزعقله تاني.
ومد إيده لمازن وقال: صحاب.
مازن ضحك ومسك إيده وقال: صحاب يا صاصا.
ميرنا: يلا تعالوا بوسوا ملوكة وبعدين روحوا ألعبوا سوا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عملوا زي ما قالتلهم وزينب بصتلها وضحكت وقالت: قدرتي تعملي اللي محدش فينا قدر يعمله.
ميرنا: هم بيحبوا بعض بس كانوا محتاجين حد يتكلم معاهم ويفهمهم.
زينب: ميرنا ممكن أسألك سؤال؟
ميرنا وهي بتهتم بملك: أكيد يا ماما أتفضلي.
زينب: ليه ضحكتك وروحك المرحة أختفوا حتى إبتسامتك بحسها حزينة بقالك سنه وكام شهر؟
ميرنا بتوتر: بتقولي إية يا ماما ما أنا كويسة أهو وبعدين هو في حد مش بيضحك ولا بيبتسم.
زينب: ايوا يا ميرنا فيه، مش كل الضحكات ولا الإبتسامات بتكون حقيقية ونابعة من القلب ساعات بنضحك ونبتسم رغمًا عنا عشان نخبي حزن كبير جوانا.
اتنهدت وقالت: هو أنتي مش سعيدة مع سليم؟
ميرنا أتصدمت وقالت بتوتر وهروب: بتقولي إية يا ماما لا طبعًا سعيدة وسليم بيحبني و....
قبل ما تكمل كلامها: وأنتي بتحبيه؟ دايمًا بتقولي سليم بيحبك ولا مرة قولتي إنك بتحبيه.
ميرنا: مش بحبه إزاي يا ماما أكيد بحبه وإلا أكيد مكنتش أتجوزته وبعدين أمال ملك دي إية؟
زينب: مش كل الأطفال بيكونوا نتيجة حب يا ميرنا.
ميرنا بتهرب: ماما أمتي بتقولي كلام غريب وأول مرة تقوليه صدقيني أنا كويسة.
ميرنا قامت وأتحركت خطوتين سمعت زينب بتقول: بس أنا مسألتكيش أنتي كويسة ولا لا، أنا سألتك أنتي سعيدة ولا لا يا ميرنا.
ميرنا بصتلها وقبل ما تتكلم لقت سليم داخل من الباب ففكرت في حاجة تزيل بيها شك وكلام عمتها فجريت على سليم وحضنته وقالت: حمدالله على سلامتك يا سليم وحشتني.
سليم اتفاجأ اووي لأنها أول مرة تبادر هي بالحضن أو الكلام وأول مرة من سنة مرت تجري عليه وتستقبله وتحضنه، كانت دايمًا وقت رجوعه بتكون قاعدة في أوضتها أو نايمة.
سليم بذهول حضنها وقال: أنا وحشتك بجد يا ميرنا؟
ميرنا بتوتر: ايوا أكيد وحشتني ووحشت ملوكة كمان.
سليم فرح اووي وقال: طب تعالي معايا فوق يلا.
ميرنا: لا لا خلينا هنا.
سليم: لا أنتي وحشتيني تعالي نطلع وخلي ملك تنام مع ماما النهاردة.
زينب بصت لميرنا وقالت: هاتيها يا ميرنا وأطلعي مع زوجك.
ميرنا: بس هتتعبك ومش هتعرفي تنامي يا ماما.
زينب أخدتها منها وقالت: ما أنتي ياما عملتي كدا وأنتي صغيرة وأنا اللي كنت باخد بالي منك وبريحك يا حبيبتي متقلقيش اطلعي قضي وقت حلو مع زوجك.
سليم: شكرًا اووي يا ماما.
سليم مسك إيد ميرنا وطلع بيها وأول ما دخلوا حضنها من ضهرها وطبع بوسه على رقبتها وقال: وحشتيني اووي يا لولو.
ميرنا غمضت عيونها وقالت: وأنت كمان يا سليم.
سليم بإبتسامة: لا أنتي فيكي حاجة غريبة النهاردة بس تصدقي كدا حلو.
قضوا اليوم سوا وبليل كانوا كلهم قاعدين سوا وميرنا دخلت تحضرلهم مشروبات وكان مصطفى بيتكلم فيديو كول مع عمران والكل بدأوا يسلموا عليه.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عثمان: ياااه يا عمران بقالنا سنة مشوفناكشي وعمرك ما أتصلت فيديو كول.
مصطفى بضحك: ما أنا اللي أتصلت بيه يا عمو ومكنشي يعرف إنكم معايا.
زينب بعتاب: كمان ليه كدا يا عمران احنا زعلناك في حاجة يا حبيبي؟!
عمران: لا يا عمتو بس مشغول شوية.
سليم: إزيك يا عمران أخبارك إية؟
عمران بصله بحزن وقال: أنا بخير الحمد لله، أنت عامل إية؟ وأخبار بنتك ملك إية؟
سلمى بضحك: دي ملك دي حكاية لوحدها يا عمران.
عمران: لية؟
سلمى بضحك: أصلها حتة من ميرنا شبهها اووي، نفس جمالها ولون عيونها وكل حاجة عايزة تتاكل أكل كدا.
عمران لما سمع اسم ميرنا قلبه دق بعنف وكأن اسمها بيصيب قلبه وجسمه كله بإضطرابات وإنقلاب.
زينب: وريهاله يا سلمى.
سلمى جابت الكاميرا عليها وشافها ولقاها فعلًا شبه ميرنا، والغريبة إنها ضحكتله فهو ابتسم لها بحب غصب عنه واتمنى إنها تكون بنته هو من حبيبته بس حكمة ربنا خلى حبيبته تجيب طفلة من راجل غيره وهو وحيد في ظلمات بير الماضي اللي بيلاحقه.
جات ميرنا وهي شايلة صنية المشروبات وحطتها وقالت: بتكلموا مين؟
وقربت من سلمى وهي بتقول: هاتي ملوكتي بقى وحشتني.
عمران أول ما شاف ميرنا اللي ظهرت في الكاميرا بوضوح وشاف ملامحها اللي وحشته وسمع صوتها اللي بقاله سنه مسمعهوش قلبه خفق جامد وكأنه بيعلن إقامة الحرب والخضوع لملكته الأصلية والوحيدة.
وقال بخفوت: ميرنا.
ميرنا حست إنها سمعت حد بيقول اسمها فسلمى ضحكت وقالت: طب سلمي على عمران الأول.
ميرنا جسمها أتنفض لما قالت اسمه وقالت بتوتر: بتقولي إية؟
سلمى شاورت على الأيفون وقالت: عمران أهو سلمي عليه.
ميرنا كانت خايفة ترفع عينها وتبص بس رفعت عينها وأول ما شافته قلبها دق بعنف وبصتله شوية وبعدين حست إن اللي بتعمله دا غلط فقالت بحدة: سلمى هاتي ملك.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
الكل أستغرب منها وهي أخدت ملك وقالت: سليم تعالى نطلع أوضتنا.
عمران أتوجع اوي لما قالت كدا وكأنها فوقته على الواقع المؤلم اللي كان تناساه لثواني لما عيونه قابلت عيونها.
عثمان: خليكي قاعدة معانا يا أميرتي.
ميرنا: معلشي يا بابي أنا تعبانة شوية وعايزة سليم معايا.
سليم: حاضر يا حبيبتي تعالي نطلع.
سالم ضحك وقال: ما بتصدق أنت يا سليم.
سليم ضحك وقال: بنتهز الفرصة دي أول مرة تقول كدا.
ميرنا بحدة عشان كشفها قدام عمران فقالت: سليم.
سليم: خلاص هسكت يلا نطلع.
حاوطها من خصرها وطلع معاها تحت إستغراب الكل.
عمران: هستأذن أنا بقى وأقفل عشان عندي شغل.
عثمان: ماشي يا حبيبي وخلي بالك من نفسك كويس.
عمران: حاضر يا عمو سلام.
في أوضة سليم وميرنا، سليم قرب منها وقال بخبث: ها أدينا طلعنا هنعمل إية بقى؟
ميرنا: ولا حاجة تعالى نتكلم شوية.
سليم بغيظ: وأنتي مطلعاني عشان نتكلم تم احنا كنا بنتكلم تحت.
ميرنا بتوتر: لا عايزة نتكلم لوحدنا.
سليم: تمام.
ميرنا بندم: سليم أنت زعلان مني في حاجة؟ أو أنا قصرت معاك يوم في حاجة؟
سليم حاوطها وقال: لا يا حبيبتي أنتي عطتيني كل حاجة كنت بتمناها من يوم ما قبلتي إننا نتجوز لحد النهاردة، وكمان فرحتيني ببنتنا ملك اللي نسخة منك.
ميرنا: سليم أنا مش عايزاك تزعل مني في يوم وأسفة لو جرحتك في يوم.
سليم: لا يا حبيبتي أنا بحبك اووي وأخدت منك كل حاجة كان نفسي فيها كفاية إنك بقيتي في حضني وملكي أنا وبس.
ميرنا سكتت فهو قال: ميرنا هو أنتي لية عمرك ما قولتيلي إنك بتحبيني أثناء خطوبتنا عمرك ما قولتيها حتى بعد ما أتجوزنا في الأول كنت فاكرك محرجة مني بس لحد دلوقتي عمرك ما قولتيها.
ميرنا بتوتر: مش شرط عشان مش بقولها يبقى مش بحبك يا سليم.
سليم: بس أنا نفسي اسمعها منك مرة، دا حتى النهاردة كنتي أول مرة تحضنيني من نفسك وتقوليلي إني وحشتك شكلي هموت ولا إية؟
ميرنا قلبها أنقبض وحطت إيدها على شفايفه وقالت: بعيد الشر عنك متقولشي كدا تاني يا سليم.
سليم ابتسم وحط إيده على إيدها وقال: بتخافي عليا؟
ميرنا: أكيد ولو مش هخاف عليك هخاف على مين؟ دا أنت زوجي وأبو بنتي.
سليم: ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا حبيبتي.
ميرنا: ولا منك يا سليم.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
قضوا الليلة سوا وميرنا كانت نايمة وضهرها ليه وحاسة بتأنيب الضمير هي طول السنة دي عايشة معاه وكانت بتمنع نفسها تفكر في عمران وفعلًا نجحت ولو بنسبة قليلة وبدأت تعيش حياتها مع سليم وبنتها وأهتمت بيهم وشغلت وقتها وحياتها بيهم لدرجة إنها أتخلت عن حلمها في بناء مشروعها وإنها تعمل الماجيستير اللي كان حلمها في يوم من الأيام، هي بتحب سليم بس مش الحب اللي هو عايزه ودا غصب عنها القلوب مش بإيدينا، احنا مش بنختار الشخص اللي بنحبه.
أشرقت شمس يوم جديد ومعاها تنقلب الأحوال وتتبدل الأدوار ويصبح هناك أمل جديد لإلتحام القلوب مرة أخرى.
صحيت ميرنا كالعادة على حركة سليم فقالت: صباح الخير يا سليم.
سليم بإبتسامة: صباح الورد والياسمين.
ميرنا: أوعى تقولي إنك أتأخرت.
سليم: لا أنا أخدت النهاردة أجازة.
ميرنا أتعدلت وقالت بإستغراب: لية أنت كويس؟
سليم ضحك وقال: ايوا كويس بس كنت عايز أقضي اليوم دا معاكم.
ميرنا: غريبة أول مرة تعملها.
سليم: قولت أبقى غريب شبهك ولا هو حلال ليكي وحرام عليا.
ميرنا ضحكت وقالت: لا موصلتشي للدرجادي.
سليم باسها من خدها وقال: طب يلا قومي عشان نقضي اليوم من أوله.
ميرنا: حاضر.
وفعلًا قامت وأخدت دوش وغيرت هدومها وهدوم بنتها وسليم كمان جهز وباسها وباس ملك وحاوطها من خصرها وخرجوا ونزلوا فزينب فرحت لما لقتهم كدا فقالت: رايحين فين كدا يا حبايبي.
سليم بإبتسامة: قررت أقضي اليوم دا معاكم ونعمل ذكريات حلوة.
زينب قلبها أنقبض فقالت: ذكريات ليه يا حبيبي احنا مع بعض لأخر العمر إن شاء الله.
سليم ضحك وقال: مش شرط الذكريات عشان حاجة وحشة يا حبيبتي احنا بنعمل ذكريات عشان نفتكرها بعد كدا.
زينب: طب خلي بالك من نفسك ومن ميرنا وبنتك يا حبيبي.
سليم باس راسها وإيدها وقال: حاضر يا حبيبتي أدعلنا أنتي بس وأرضي عنا.
زينب حضنته وقالت: راضيا عنكم يا حبيبي.
سليم: ربنا ميحرمناش منك أبدًا يا أجمل ماما في الدنيا.
زينب: ولا منك يا حبيبي.
خرجوا من الكومبوند وركب العربية وقعدوا على البحر وميرنا كانت حاسة بشيء غريب لكن حاولت تطرد الإحساس دا وتقضي يوم حلو مع سليم اللي أخدت قرار تعطيه فرصة وتعطي لقلبها فرصة إنها تحبه وتعيش حياة هادية معاه ومع بنتها والعيلة زي ما كانت عايشة.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
سليم: ميرنا هروح أجيب أيس كريم من هناك وأجي.
ميرنا: لا مش لازم يا سليم وبعدين أنت لسه هتعدي الطريق أنا أصلًا مش عايزة.
سليم: لا هجيب أنا عارف إنك بتحبيه.
ميرنا بخوف: لا مش بحبه ومش عايزة أيس كريم خليك معايا ومع ملوكة.
سليم بعند: استني هروح وأجي بسرعة.
ميرنا قامت وقالت: عشان خاطري خليك مش عايزة حاجة متعاندشي يا سليم.
سليم باس إيدها وقال: ميرنا بطلي دلع يا حبيبتي.
ميرنا: طب استنى عايزة أقولك حاجة.
سليم: قولي يا حبيبتي.
ميرنا مسكت إيده وقالت: سليم أنا عمري ما قولتلك إني بحبك لكن والله بحبك أنت صديقي وزوجي وأبو بنتي فعايزاك تعرف إني بحبك.
سليم بفرحة: الله أخيرًا قولتيها بعد السنين دي كلها دا إية التقل دا يا بنتي.
ميرنا: مش تقل والله بس أنا كنت فكراك عارف.
سليم: وأنا بحبك اووي ومش عايز من الدنيا غيرك أنتي وملك.
حضنته وقالت: شكرًا يا سليم على كل حاجة وعلى حبك.
سليم بفرحة: دي تاني مرة تحضنيني من نفسك لا دا أنا كدا مش عايز حاجة بعد كدا.
ميرنا ضحكت وقالت: طب خد ملوكة معاك وأنت بتجيب الأيس كريم ما دام مصمم تروح.
سليم بصلها وقال: لا خليها معاكي هي محتجاكي أنتي أكتر وخلي بالك منها يا ميرنا دي ثمرة حبي ليكي.
ميرنا بخوف: لية بتقول الكلام دا دلوقتي يا سليم؟
سليم: مش عارف والله أقولك هروح أجيب الأيس كريم بقى.
عدا وفجأة وهو في نص الطريق كان في عربية بتراقبهم فأول ما شافته بيتحرك أتحركت بسرعة وخبطته بكل قوتها.
ميرنا بصدمة وصراخ: سليم حاسب، لااااااااااا.
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق