رواية لن أنساك الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم ريهام أبو المجد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
ميرنا بصدمة وصراخ: سليم حاسب، لاااااااا.
وفجأة سليم بقى مفترش الأرض ودمائه حوله، منظر مهول يحبس الأنفاس وخاصة تلك التي تحتضن طفلتها وتلجمها هول الصدمة.
الناس جريت على سليم اللي بينازع الحياة، بيحاول يلتقط أخر أنفاسه.
ميرنا حاولت تتحرك أكتر من مرة، كانت بتصارع العالم عشان تقدر توصل لسليم، قربت بعد معاناة ودخلت من بين الناس وركعت على ركبتها جنب سليم وبتقول: سليم قوم يلا.
سليم وهو بيحاول يجاهد عشان يتكلم ورفع إيده بصعوبة ولمس بيها خد ميرنا وقال بصعوبة: ميرنا.
ميرنا بعياط وإنهيار تام: سليم عشان خاطري قوم متسبنيش.
سليم جسمه أتنفض كأن روحه بتجاهد عشان تخرج: حبيبتي أنا أسف إني هسيبك.
ميرنا مسكت إيده اللي على خدها وقالت: عشان خاطر ملك قوم متسبناش لوحدنا يا سليم.
سليم بمجاهدة: ميرنا قولي لعمران يسامحني، خليه يسامحني أرجوكِ.
ميرنا: متتكلمشي يا سليم.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصراخ: حد يساعدني أرجوكم أطلبوا الإسعاف زوجي بيروح مني.
سليم: ميرنا أرجوكِ اسمعيني مبقاش في وقت.
ميرنا: لا لا مش هسمع حاجة أنت هتقوم وهتكون كويس، لأنه مينفعشي تسيبني أنا وبنتك وماما زينب.
سليم بدموع ووجع: اسمعيني عشان خاطري.
ميرنا بإنهيار: حاضر حاضر.
سليم: قولي لعمران يسامحني على اللي عملته، خليه يسامحني عشان أرتاح.
ميرنا: أنت هتقوله اللي أنت عايزه عشان هتقوم بالسلامة.
سليم بكلام متقطع: ملك يا ميرنا خلي بالك منها دي ثمرة حبي ليكي، والحاجة الحلوة اللي ربطتني بيكي، وقولي لماما إني بحبها اووي.
ميرنا بعياط: سليم.
سليم ابتسم وقال: قوليلي حاجة حلوة لأخر مرة يا ميرنا.
ميرنا سكتت ودموعها اللي بتتكلم فهو ملس على خدها وقال: عشاني.
ميرنا بصتله وقالت: أنت أغلى حد على قلبي، صديقي وأخويا وزوجي وأبو بنتي، أنت......
سكتت بسبب الزبحة اللي في أحبالها الصوتية بس سليم قال: أنا إية؟
ميرنا ابتسمت له وقالت بوجع: أنت أجمل حاجة حصلتلي يا سليم أنا أسفة سامحني.
سليم ابتسم وقال: قوليلهالي لأخر مرة يا ميرنا.
ميرنا فهمت قصده وعيطت أكتر بس لما لقت سليم جسمه بيتنفض خافت وقالت: أنا بحبك يا سليم، بحبك والله.
سليم ابتسم وفارق الحياة وهو مبتسم، روحه فارقت جسده وكأنها كانت مستنية إعترافها بحبها ليه، وكأن هي دي كلمة السر اللي هتحرر روحه وتكون طليقة، حرة في سماء خالقها.
وإيده وقعت من على خدها وهي فضلت مصدومة مش قادرة تنطق، مش قادرة حتى ترمش وكأن الزمن أتوقف عند اللحظة دي، كل حاجة حواليها بقت صامتة حتى هي.
ميرنا بصدمة: سليم بطل هزار يلا قوم أنا عايزة أروح البيت.
هزته كتيرة وقالت: يلا يا سليم ماما مستنيانا، طب بص ملك بتعيط إزاي وأنا مش عارفة أسكتها، طب بص أنا هروح أنيمها بعيد عشان أنت مبتحبش الدوشة بس قوم يلا معايا أنا مش هعرف أرجع لوحدي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
لكن لا حياة لمن تنادي، الناس حواليها دموعهم نزلت عليها وعلى المشهد الفظيع اللي قدامهم، فواحدة ست كبيرة قربت منها وحطت إيدها على كتفها وقالت بدموع وحزن: قومي يا بنتي وبطلي تعذبيه، هو دلوقتي عند اللي خلقه.
ميرنا بصراخ: متقوليش كدا أبعدي عني، سليم عمره ما سابني ودايمًا بيكون حواليا هو بس بيهزر عشان يشوف رد فعلي.
الست: لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يصبرك يا بنتي.
ست تانية: دي بنتهم لسه صغيرة اووي، يا عيني عليكي يا بنتي اتيتمتي بدري بدري.
ميرنا: يلا يا سليم بقى أنا خايفة وعايزة أرجع البيت.
سليم مبيردش وهي فضلت تبصله شوية وفجأة كأنها أدركت أخيرًا إنه مات، سليم مات خلاص.
ميرنا بوجع وصراخ: آآآآآآآآآآآه.
في الوقت دا عمران كان قاعد على الكنبة ومرجع راسه لورا، وفجأة حس بوجع في قلبه جامد وخنقة شديدة وحاول ياخد نفسه، فهم درويش قرب منه وقال: مالك يا ولدي؟!
عمران: مش عارف يا عم درويش بس حاسس بخنقة ووجع في صدري شديد فجأة كدا.
عم درويش: استهدى بالله يا ولدي وقرأ قرآن همك يزول.
عمران: حاضر يا عم درويش.
عم درويش: ربنا يريح قلبك يا ولدي ويقرب البعيد.
عمران بحزن: يا رب.
وفجأة فقدت الوعي ونامت بجانبه وملك بأحضانها، الناس أخدوا البنت وحاولوا يفوقوا فيها لكن هي مش بتفوق.
وصلت عربية الإسعاف وأخدوا سليم اللي غرقان بدمائة، وميرنا اللي فاقدة الوعي بل الحياة بأسرها.
حد أتصل من المستشفى بالبيت، ووقتها سالم كان لسه مخرجشي، فرد على الفون.
سالم: الو، ايوا أنا سالم شهاب، مين معايا؟
_ ......
سالم بصدمة: أنت بتقول إية؟
زينب بخوف وقلب مقبوض: في إية يا سالم؟ ابني سليم كويس؟
وكأن قلب الأم قد شعر، سالم: بيقولوا إن ميرنا وسليم في المستشفى ولازم نروح حالًا.
اللي أتصل بيه مرضيش يعرفه اللي حصل عشان ميحصلوش حاجة فقاله كدا وهو يجي يكتشف بنفسه.
زينب بخوف: لية في إية؟ هم عيالي كويسين؟
سالم بخوف: معرفشي لازم أروح أشوف.
زينب بعياط: استناني أنا جاية معاك.
وصلوا بعد وقت ودخلوا وهم بيجروا وسألوا في الإستقبال.
سالم: في شاب وزوجته ومعاهم بنتهم وصلوا هنا من حوالي ساعة على حسب ما الشخص بلغني اسمه سليم سالم شهاب؟
الممرضة: ايوا يا فندم مظبوط.
سالم بلهفة: طب هو في غرفة رقم كام؟
الممرضة بحزن: المدام في غرفة رقم ١١ هي والبيبي، أما الزوج فأنا بعتذر وصل وهو مفارق الحياة البقاء لله.
سليم وزينب سمعوا الكلام وهم مصدومين محدش يقدر يتخيل إنه يسمع كدا عن ابنه.
زينب: أنتي بتقولي إية أكيد غلطانة، قولها الإسم تاني حلو يا سالم شكلها مش مركزة.
الممرضة حطت وشها في الأرض بحزن ومتكلمتشي، فزينب قالت: أنا عايزة ابني يا سالم.
سالم: أكيد مع ميرنا في الغرفة تعالي نشوفهم.
زينب: ايوا عندك حق أكيد مع ميرنا يلا.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
دخلوا الغرفة اللي قالتلهم عليها، ولما دخلوا لقوا ميرنا متعلق لها محلول ونايمة وفي ست كبيرة قاعدة وشايلة ملك بحنية.
زينب جريت على ميرنا بلهفة وقالت: ميرنا فوقي أنتي كويسة.
الست: أنتي تعرفيها؟
زينب: ايوا دي بنتي إية اللي حصلها؟!
الست مش عارفة تقولها إية فسكتت، فزينب بصت لسالم بخوف وقالت: أنا قلبي بيوجعني يا سالم وأنا مش فاهمة حاجة.
سالم لسه هيرد دخل ظابط ومعاه كام شرطي كدا، فسليم بص لزينب وبعدين بص للظابط وقال: خير حضرتك؟!
الظابط: احنا جايين ناخد أقوال المدام في الحادث ونعرف إزاي زوجها الدكتور سليم مات.
الكلام وقع على قلوبهم للمرة التانية بوجع شديد.
سالم بصدمة: حضرتك بتقول إية ابني سليم عايش وكويس.
الظابط بتفهم: أنا متفهم موقف حضرتك بس البقاء لله ابن حضرتك توفي أثر الحادث مباشرة وقبل ما يدخل المستشفى.
زينب بصراخ: لااااااا ابني لا.
سالم دموعه نزلت وقال: فين ابني؟
ميرنا فاقت على الصوت وقامت بسرعة وقالت: سليم، سليم فين أنا عايزة سليم.
زينب بإنهيار: ميرنا قوليلي إن الكلام دا كدب، مش أنتم كنتم خارجين تقضوا وقت سوا صح وهو قالي إنه هيرجع تاني ومش هيتأخر عليا.
ميرنا بصت لها بحزن ودموعها نازلة بصمت فزينب مسكتها من درعاتها وهزتها بعنف وقالت: أنطقي قوليلي إن الظابط دا بيكدب وإن الممرضة بتكدب وإن سليم ابني حبيبي جاي دلوقتي.
ميرنا بوجع: أنا أسفة يا ماما، أسفة.
زينب بصراخ: لا لا كله إلا سليم، دا حتة مني وابني الوحيد، إزاي يتاخد مني كدا؟ يعني كان بيودعني الصبح وأنا مش حاسة؟
مسكت إيدها وقالت: أبوس إيدك يا ميرنا قوليلي إنكم بتضحكوا عليا متوجعوش قلبي.
ميرنا سحبت إيدها بسرعة وحضنتها جامد وقالت: كفاية يا ماما، متوجعهوش أنتي.
زينب: لا أبعدي أنا عايزة أشوف ابني هو فين؟
سالم: أرجوك قولي ابني فين؟
الظابط: تمام هنشوف الدكتور.
الدكتور أخدهم للتلاجة وهم بيجروا رجليهم وفتحها وشافوا سليم.
زينب جريت عليه وحضنته وقالت بإنهيار: سليم حبيبي لا، لا مكنشي ينفع يومك يبقى قبلي، لا أنت وعدتني مش هتسيبني أنت كدبت عليا، حرام عليك توجع قلبي بالشكل دا.
سالم حضنه وقال: كسرت ضهري يا سليم يا ابني، كسرته معاك يا حبيبي.
زينب أغمى عليها وسالم حاول يشيلها معرفشي فقال: مش قادر أشيل أمك يا سليم مش قولتلك إني ضهري اتكسر.
الممرضين شالوها وأخدوها للغرفة وكشفوا عليها، وكل العيلة عرفت وراحوا المستشفى.
وقدروا ياخدوا سليم عشان يدفنوه في المقابر بتاعة العيلة، وكان الكل حزين حزن شديد وزينب فقدت النطق وسالم بقت راسه محنية، أما ميرنا فكانت مغيبة عن الواقع هي بتتحرك زي ما هم بيحركوها حتى مش قادرة تشيل بنتها وسابتها، سلمى حزنها كبير على أخوها الوحيد اللي كان سندها.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
في العزاء كان كلهم قاعدين وعمران دخل وتأخر طبعًا عشان الطريق والسفر فمقدرشي يحضر مراسم الدفن.
أول ما دخل عينه جات على حبيبته وشاف الكسرة والحزن في عيونها، أتمنى لو يمحى كل أحزانها وإنه كان منع حدوث كل دا من الأول لكن دا قدر ربنا ومكتوب إنه يتشاف ويتعاش.
وقفوا لحد ما العزاء خلص والكل مشي، والدادة جات تقوم ميرنا عشان تطلع أوضتها مقدرتشي تقوم وفضلت تعيط.
عمران قلبه أتقسم نصيين لما شافها كدا لو بإيده يضمها لصدره ويملس على ضهرها ويقولها بلاش وجع وعياط، بلاش توجعي قلبي عليكي يا حب عمري وصاحبة كل ندبة في روحه وقلبه.
قرب من سالم وباس راسه وقال: أنا جنبك يا عمي، أعتبرني ابنك.
سالم طبطب على كتفه وقال: كتر خيرك يا ابني.
مشي جنب سالم عشان يسنده، فميرنا حاولت تقوم بس فجأة لقت الدنيا بتلف بيها ومش قادرة تقف على رجليها، ولسه هتقع لقت اللي بيحاوطها من خصرها.
عمران لما شافها كدا قلبه وجعه وشالها بسرعة ووقف قدام الأوضة وخايف يدخل، وإزاي يدخل الأوضة اللي كانت بتجمع بين حبيبته والإنسانة الوحيدة اللي أتمناها وبين راجل تاني، كانت بتشاركه فيها حياتهم، صعب عليه اووي يتحمل كل دا.
عثمان: وقفت ليه يا عمران؟ دخلها بسرعة.
عمران قفل عيونه بوجع وضغط على عروقه وجاهد ودخل غصب عنه حطها على السرير بهدوء وبص عليها نظرة أخيرة قبل ما تيجي عيونه على صورة فرحهم مع بعض، حس إنه مش قادر يتنفس وإن الأوضة بتنكمش عليه اووي، خرج بكل سرعته وأول ما خرج بدأ يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة، وكأن الأوضة الأكسجين والهواء فيها معدوم.
ميرنا فضلت نايمة اليوم كله وسوزان كانت واخدة ملك معاها اللي مبطلتشي عياط وبعد فترة كبيرة نامت شبه الملائكة.
مر يومين على ميرنا وهي في سريرها مش قادرة تتحرك وفاقدة الأمل في الحياة حاسة بعذاب جواها، كانت بتتمنى تبادل سليم نفس مشاعره بس غصب عنها القلوب بيدي الله يقلبها كيفما شاء.
احنا مبنخترشي الشخص اللي بنحبه، ربنا هو اللي بيقذف الحب في قلوبنا رغم كدا كانت حاسة بتأنيب ضمير إنها مقدرتشي تحبه الحب اللي هو كان عايزه بس هي بتحبه بشكل تاني بشكل بالنسبالها هي محتاجاه.
في اليوم الثالث عمران كان قاعد في الفيلا، مكنشي قادر يمشي ويسيبها وهي بالحالة دي، كان كل يوم في منتصف الليل يخرج يقف قدام الفيلا بتاعة عمتو بيجاهد نفسه إنه ميقربشي، بس غصب عنه كان نفسه يشوفها ويطمن عليها لكن مكنشي ليها أي أثر ودا كان بيخنقه أكتر.
سليم: ميرنا.
ميرنا بفرحة: سليم أنت هنا بجد؟!
سليم ابتسم وقال: قومي يا ميرنا.
ميرنا: بس أنا مش عايزة أقوم أرجع عشاني أنا وملك.
سليم: مينفعشي يا ميرنا بس أنتي لازم تقومي عشان ملك وعشان ماما.
ميرنا بدموع: بس أنا مش قد المسؤولية دي، أنا ضعيفة، هشة عمري ما قدرت أواجه ولا أدافع عن حقي، أنا أضعف مما تتخيل.
سليم مسك إيدها وقال: لا أنتي قوية اووي، جواكي قوة أنتي جهلاها، قومي عشان بنتنا يا ميرنا، متسبيش ملك للمرة التانية.
فجأة ساب إيدها وبدأ يبعد وهو بيقول: ملك يا ميرنا، ملك محتجاكي.
ميرنا قامت من النوم وهي بتنادي عليه وبتقول: سليم.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
في الوقت دا عمران كان واقف برا وحس بنغزة في قلبه مش عارف سببها، رفع عيونه لفوق ناحية أوضة ميرنا، فضل يبص شوية وبيقول: خليني أشوفك لو سمحتي، قلبي نفسه يطمن عليكي يا ميرنا.
كان لسه هيمشي بس لمحها، هي خرجت ووقفت في البلكونة، مش مصدق نفسه إنها واقفة قدامه بعد ٣ أيام متواصلين وهي حابسه نفسها في الأوضة.
كان شعرها بيتطاير أثر الريح، وملامحها كلها حزن وشجن، ضمت إيدها لصدرها بسبب لفحة البرد، وفجأة عيونها قابلت عيونه لما شافته أفتكرت نفس الوقفة بتاعة زمان، نفس النظرة اللي هي بقت بتكرهها، أفتكرت كل كلامه في الليلة دي بس في نفس اللحظة أفتكرت كل كلامه القاسي، وأفتكرت مشهد موت سليم قدام عيونها فدموعها نزلت وبصتله نظرة هو مفهمهاش ودخلت بسرعة وهو فضل واقف مكانه حاسس إن نظراتها حرقته من جوا، وكملت على الكسر اللي في قلبه.
راحت لأوضة زينب اللي كان حالها يلين الحجر، قربت منها وحطت إيدها على إيد زينب وقالت بوجع: ماما.
زينب مبتردش ولا بتتحرك حتى، فميرنا قلبها وجعها أكتر وقالت: أنا محتجاكي أرجوك خليكي معايا.
زينب مفيش منها أي ردت فعل فميرنا ضمتها لصدرها وفضلت تطبطب عليها لحد ما زينب نامت في حضنها كإنها هي اللي بنتها اللي كانت محتاجة حضن أمها عشان تنام بسلام.
خرجت ميرنا من الفيلا عشان تروح تجيب ملك بنتها بس لقت عمران لسه واقف مكانه فاتخطته لكن هو وقف قدامها وقال بحزن: البقاء لله.
ميرنا بحزن: ونعم بالله.
وأتحركت وكانت عايزة تمشي من قدامه فهو قال: ميرنا.
ميرنا بحدة: اسمي متنطقهوش على لسانك مرة تانية أنت فاهم.
عمران بحزن: سامحيني يا ميرنا أنا أسف.
ميرنا بصتله بكسرة وقالت: أعتقد إنك شايف حالتنا وشايف إني فقدت زوجي وأبو بنتي فمش محتاج إني أقولك تبعد عني وعن عيلتي.
مشيت خطوتين فأفتكرت كلام سليم فرجعت وقالت: أنا معرفشي حصل إية بينك وبين سليم لكن هو قالي وهو.....
وفجأة عيطت فهو قرب منها وقال بخوف: خلاص خلاص أهدى متعيطيش.
رفع إيده عشان يمسح دموعها لكن قبل ما يقرب منها هي بعدت وقالت بحدة: سليم قالي أطلب منك إنك تسامحه.
عمران بإستغراب: لية؟!
ميرنا: أنا نفسي معرفشي لكن لو هو يفرق معاك أرجوك سامحه عشان يرتاح، سامحه عشان خاطر ماما زينب أرجوك، مستعدة أعملك أي حاجة بس سامحه عشان يرتاح.
عمران بلهفة: أهدي يا ميرنا أنا مسامحه رغم إني معرفشي ليه قال كدا لكن أنا مسامحه دا ابن عمتي وكان في يوم من الأيام صديقي.
ميرنا مسحت دموعها وقالت: شكرًا بجد شكرًا.
عمران: متشكرنيش يا ميرنا أنا.....
ميرنا: مش عايزة اسمع حاجة بعد إذنك.
ومشيت من قدامه ودخلت فيلا والدها وأخدت بنتها وخرجت ورجعت تاني وضمت بنتها لصدرها بشوق كبير، وملك كأن الضحكة رجعت ليها تاني وهي بين إيدين مامتها.
بعد مرور شهرين كان عمران رجع فيهم سيناء تاني، وميرنا كانت بتحاول تخلي زينب تتكلم، وبقت مسؤولة أكتر وبتخلي بالها من كل اللي موجودين حواليها.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا دخلت أوضة زينب وقالت: ماما.
زينب مردتشي فهي قربت وقالت: ماما أرجوك أنا محتجاكي اووي تكوني جنبي وتدعميني، أنا مش عايزة أحس إني وحيدة كدا، عشاني قومي، طب عشان سليم.
زينب حركت عيونها ليها فميرنا حست بالأمل وقالت: ماما أنا عارفة إن الموضوع صعب اووي، أنا كمان موجوعة على فراقه بس أنتي أم أكيد الوجع عندك الضعف لكن أنا محتجاكي تمسكي إيدي ونسند بعض عشان خاطر ملك، دي كانت وصية سليم الأخيرة.
اتنهدت وقالت: ماما شوفي سليم في ملك وخليها تعوضك عن غيابه، دي ملك حتة منه وحفيدتك، أرجوكِ ملك محتجانا احنا الإتنين جنبها، أنا مش هقدر لوحدي ومحتاجاكي معايا.
باست إيدها وقالت: أنا كمان زي ملك محتاجة أمي، أنا محتجاكي يا ماما أنتي عارفة إني ملييش غيرك وإنك أنتي أمي الحقيقية، أنا نفسي تحضنيني وتاخديني في حضنك يمكن أرتاح شوية، محتاجة أبكي على صدرك وأنام في حضنك، بقالي شهرين بحاول معاكي وبحاول أتماسك لكن أنا محتجاكي وإلا هنهار في نص الطريق، أرجوكِ متسبنيش أنتي كمان زي ما سليم سابني.
ميرنا قامت من قدامها بعد ما فقدت الأمل إنها تتكلم ووقفت ولسه هتمشي لقت إيد مسكت إيدها جامد وسمعت صوتها وهي بتقول: ميرنا أنا جنبك يا حبيبتي.
ميرنا بصتلها بصدمة ودموعها نزلت وقالت: ماما حبيبتي أخيرًا أتكلمتي.
فزينب فردتلها درعاتها وقالت بدموع: تعالي في حضني يا ميرنا، تعالي يا بنتي.
ميرنا حضنتها جامد وهم الإتنين فضلوا يعيطوا وكأنهم بيخرجوا كل اللي كتموه وقتها من الصدمة.
من يومها وزينب رجعت تاني وبدأت تهتم بملك أكتر وتعلقها بيها بيزيد أكتر وشافت فيها فعلًا سليم ابنها اللي فقدته وميرنا وقفت على رجلها وبدأت تكمل اللي وقفته زمان ونزلت شغل في شركة والدها وسالم، وأهتمت بزينب وملك أكتر وحياتهم بقت شبه مستقرة.
وبعد مرور سنتين كاملين، في يوم ميرنا كانت واخدة أجازة من الشركة علشان هتنزل تجيب ملابس جديدة مع سلمى للولاد عشان مدارسهم.
ميرنا: يا بنتي أرحميني بقى مبقتشي قادرة أمشي.
سلمى: أنتي بتفرهدي بسرعة اووي دا يدوبك ١٠ محل ندخله.
ميرنا: ادعي عليكي بإية يا مفترية.
سلمى ضحكت وقالت: طب أدفعي بس عربية بنتك دي وأنتي ساكتة عشان ننجز دا حتى شوفي ملوكة بتضحك ومبسوطة إزاي.
ميرنا بصت لملك اللي في عربية البيبي وقالت: ملوكتي حبيبة مامي فرحانة وأنتي شايفة مامي متبهدلة كدا من عمتو.
ملك ضحكت أكتر فميرنا ضحكت وقالت: خلاص عشانك بس هسكت لعمتك.
سلمى: ميرنا تعالي ندخل المحل دا فيه فساتين حلوة اووي تعالي أجبلك واحد.
ميرنا بضيق: سلمى متحاوليش أنا مش هغير الأسود، فريحي نفسك وبلاش حركاتك اللي أنا حفظاها دي.
سلمى: يا ميرنا مرت سنتين كاملين وأنتي قافلة على نفسك حتى ماما حاولت معاكي كتير بس أنتي مش راضية، تم أنا أهو غيرت الأسود، الحزن في القلب يا ميرنا.
ميرنا: سلمى أنا غيرك أنتي مينفعشي تلبسي أسود عشان وجدي زوجك وأنتي مينفعشي تلبسي أسود أكتر من ثلاثة أيام لإن زوجك ربنا يطول في عمره عايش أما أنا أرملة أخوكي، وبعدين مش فارقة ألوان من الأسود وأنا مرتاحة كدا، وعارفة إن الحزن في القلب لكن أنا مرتاحة كدا وبعدين ما أنا بلبس وأنا راحة الشركة شمييز أبيض وفوقه الجاكت الأسود.
سلمى: والله!
ميرنا: أقفلي على الموضوع عشان ممشيش واسيبك.
سلمى: خلاص ماشي بس تعالي أجيب فستان ليا وخلاص يلا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
لسه هيدخلوا المحل سلمى خبطت في بنت فقالت بسرعة: أنا بعتذر مأخدتش بالي.
البنت رفعت ليهم وشها وقالت: لا ولا يهمك أنا كمان بعتذر.
سلمى بصت لميرنا بصدمة والبنت كمان، فسلمى قالت: فاطمة!
فاطمة بتوتر: ايوا.
سلمى ضحكت وقالت: إية دا متخيلتش أبدًا أشوفك هنا، هو مش أنتي المفروض من سيناء؟
فاطمة بصت لميرنا اللي بتبصلها وقالت: ايوا.
سلمى: أمال بتعملي إية هنا؟ هو عمران معاكي بقى على كدا صح؟ بس مقالشي يعني إنه هينزل، طب هو فين معاكي هنا؟
فاطمة لسه هترد لقت إسلام جاي من وراها وسائل بيبي على إيده وحاوطها من خصرها وقال: خلصتي يا حبيبتي أنا مستنيكي من ساعتها.
سلمى وميرنا انصدموا وسلمى قالت بإنفعال: إية اللي بيحصل دا؟ وأنت مين وإزاي ماسكها كدا؟
إسلام بص لميرنا وسلمى وقال: مين حضراتكم؟
سلمى: أنت اللي مين؟
ميرنا بهدوء: سلمى أهدي مينفعشي كدا خلينا نفهم.
ميرنا بصت لإسلام وقالت: دي سلمى بنت عمة عمران خطيب الأنسة فاطمة وأنا مدام ميرنا زوجة المرحوم سليم أخو سلمى.
إسلام أتصدم وقال: أنتي ميرنا؟!
ميرنا بضيق: مدام ميرنا لو سمحت.
إسلام: أنا أسف.
سلمى: ممكن بقى أفهم في إية؟ وأنتي مش المفروض خطيبة عمران.
إسلام أتوتر وكان عايز يخرج من الموقف بأي شكل بس فاطمة سبقته وقالت: دا إسلام زوجي ودا ابننا عمران الصغير، وأنا عمري ما.......
إسلام وقفها عن الكلام وقال بسرعة: فاطمة كانت مخطوبة قبلي ومحصلشي نصيب وهي دلوقتي مراتي في مشكلة؟
سلمى وميرنا اتحرجوا فميرنا قالت: احنا بنعتذر لحضراتكم على سوء الفهم دا، هي بس سلمى أستغربت لإن عمران مقالشي أنه فسخ خطوبته.
إسلام: حصل خير بعد إذنكم.
مشي وسابهم في حيرتهم وسلمى قالت: إزاي حصل كدا؟ وبعدين ما هو كلمنا كتير وعمره ما قال إنه فسخ خطوبته، وكنت كل إنا أقوله هتتحوزوا امتى يقولي ربنا يسهل.
ميرنا: ملناش دعوة يا سلمى كل واحد حر في حياته يا حبيبتي ويلا عشان نخلص من الشوبنج دا عشان أنا تعبت وكمان ملك نامت.
سلمى: تمام يلا.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا كانت واقفة مستنية سلمة تخلص وبتفكر في الموضوع وفجأة لقت فاطمة قدامها فأستغربت وقالت: حصل حاجة تانية حضرتك؟
فاطمة مسكت إيد ميرنا تحت إستغراب ميرنا وقالت: أنا أسفة إني يومها مقولتلكيش الحقيقية وشاركت إسلام وصاحبه عمران في خطتهم وضاع من عمركم سنتين وأنتم كدا.
ميرنا بذهول: أنتي بتقولي إية؟ وخطة إية؟ أنا مش فاهمة حاجة.
فاطمة بهدوء: ميرنا أنا عمري ما كنت خطيبة عمران، أنا كنت خطيبة صاحبه إسلام وعمران قال في اليوم اللي جالكم فيه كدا عشان يخليكي تكرهيه وتبعدي عنه لكن هو بيحبك اووي ولحد دلوقتي عمره ما فكر في غيرك وبيتعذب كل لحظة عشانك وبسبب حبه ليكي، بقاله سنتين بيعاندي من بعدك وبيعذب نفسه عشان مقدرشي ياخدك من الكل، ومقدرشي يوقف كل حاجة.
ميرنا بصدمة: أنت بتقولي إية؟
فاطمة: ايوا يا ميرنا عمران بيحبك اووي وكل اللي عمله فيكي كان غصب عنه عشان خاطرك أنتي.
ميرنا الكلام نزل عليه مثل الصاعقة فقالت بصوت بتجاهد إنه يخرج: مستحيل؟؟؟!!!!!!!!
#البارت_الثاني_عشر
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
ميرنا الكلام نزل عليها مثل الصاعقة فقالت بصوت بتجاهد إنه يخرج: مستحيل؟؟!!!
فاطمة بهدوء: ميرنا أنا عارفة إني غلطت لما شاركت في التمثيلية دي لكن كان غصب عني إسلام ضغط عليا عشان خاطر عمران، وإسلام رغم إنه مكنشي قابل بالتمثيلية دي عشان عارف إن عمران هيتوجع اوووي من غيابك بس أضطر يوافق عشانه.
ميرنا مكنتشي بتتكلم بتسمع بس وقلبها بيدق بسرعة كبيرة، فاطمة اتنهدت وقالت: ميرنا أنا عارفة إنك بتحبي عمران زي ما هو بيحبك.
ميرنا بإنفعال: مش بحبه.
فاطمة: كدابة يا ميرنا وبتضحكي على نفسك، لو مش بتحبيه زي ما بتقولي مكنتيش وقفتي معايا وسمعتيني، كنتي من أول كلمة صدتيني ومسمحتليش إني أكمل كلامي.
ميرنا: مش هتفهميني يا فاطمة.
فاطمة بهدوء: أنا بنت زيك وشايفة الحب في عيونك، احنا بنات زي بعض وبنفهم بعض.
ميرنا بحزن كبير: معدشي ينفع يا فاطمة، الكلام دا مبقاش يهم خلاص.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
فاطمة ضغطت على كف إيدها وقالت: أنا عارفة وفاهمة أنتي بتقولي كدا ليه بس صدقيني حبك ليه أقوى منك، أنتي طول الوقت بتحاولي تهربي منه زي ما هو بيعمل بس صدقيني أنتم الإتنين فشلتم في دا، الحب مبيموتشي بسهولة يا ميرنا.
ميرنا دموعها نزلت غصب عنها وقالت: مقدرشي أخون سليم يا فاطمة، مقدرشي أخون الإنسان الوحيد اللي كان جنبي ومتخلاش عني زي ما عمران عمل، مش هقدر أنسى سليم بالسهولة دي، ومش هقدر أسامح عمران أبدًا، حبه معدشي يفرق معايا، وأنا قررت من زمان إني أعيش عشان خاطر بنتي ملك وعيلتي والأهم ماما زينب.
فاطمة: أنتم الإتنين أتظلمتم وحبكم أتظلم، تعرفي عمران لحد دلوقتي بيعاقب نفسه عشانك، لحد دلوقتي مش قادر ينساكي، فضل الوحدة عشان أنتي متعيشيش وحيدة، فضل إن قلبه يتكوي كل ليلة عشان أنتي تعيشي سعيدة.
فاطمة دموعها نزلت وقالت: تعرفي يا ميرنا كان إسلام يرجع البيت مهموم ودموعه على خده كنت بستغرب ولما أسأله يقولي دموعي دي متجيش حاجة جنب دموع صاحبي اللي بشوفها كل دقيقة عشان حب عمره بعيد عنه، أنا كنت بحزن عليه وعليكي أنتي أكتر رغم إني مش قريبة منك ولا أتعاملت معاكي بس كنت بحس بيكي أكيد إحساس إنك عايشة بجسمك مع حد وقلبك وروحه مع حد تاني، وعارفة إنك أكيد كنتي بتجاهدي نفسك وإحساسك دا عشان خايفة من ربنا ومش عايزة تشوفي نفسك إنك خاينة، لإني عارفة إن الخيانة ليها أكتر من شكل.
ميرنا: يا ريت يا فاطمة الكلام يداوي قلوبنا، يا ريت كلامك دا يرجع الماضي ويصلح كل اللي فات، يا ريت قلوبنا كانت أجتمعت مع اللي صابتها بسهم حبها، لكن خلاص مبقاش يفيد.
ميرنا اتنهدت وقالت: خلاص يا فاطمة اللي حصل حصل، أنا دلوقتي بقيت أرملة سليم، بقى معايا قطعة منه، ملك دي كل حياتي وأنا عايشة عشانها، سليم مكنشي وحش سليم طول عمره بيحبني وكان صديقي، عارفة إننا مكناش عارفين نفهم بعض اووي بس قدرنا نكمل.
فاطمة: حاولي تمنحي حبكم فرصة تانية يا ميرنا، متحكموش على نفسكم بالموت، بلاش تكملوا حياتكم وأنتم أجساد بلا روح.
فاطمة اتنهدت وقالت: أنا لازم أمشي لإن لو إسلام عرف إني جيتلك وحكيتلك على كل حاجة هيزعل مني اووي.
مشيت خطوتين فميرنا ندهت عليها وقالت: فاطمة.
فاطمة بصتلها وقالت: نعم.
ميرنا بتردد: هو عمران كويس؟
فاطمة ابتسمت وقالت: وإزاي يكون شخص كويس وهو بعيد عن حبيبه.
بصتلها شوية وبعدين مشيت وميرنا كانت واقفة سرحانة فجات سلمى وقالت: لولو مالك يا حبيبتي؟!
ميرنا فاقت من شرودها وقالت: لا مفيش يا حبيبتي، لو خلصتي خلينا نرجع بقى.
سلمى: ايوا يلا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
إسلام: كنتي فين يا فاطمة؟
فاطمة ارتبكت وقالت: مفيش.
إسلام: يبقى عملتي اللي في دماغك وقولتي لميرنا كل حاجة.
فاطمة: كان لازم يا حبيبي، كان لازم تعرف كل حاجة وبعدها هي تفكر وتختار اللي هي عايزاه.
إسلام: ربنا يحنن قلبها على عمران، دا أنا كل إما أشوفه قلبي يوجعني، مش دا صاحبي عمران القوي، من خلاله عرفت فعلًا إن الحب نار بتكوي القلوب زي ما هو حلو في نفس الوقت.
فاطمة سكتت شوية وبعدين بصت لإسلام بإبتسامة وحماس وقالت: إية رأيك نجمعهم احنا؟
إسلام: إزاي وهم أصلًا بعاد؟ وبعدين أنتي ناسية إن من يوم اللي حصل وعمران قرر يستقر في سيناء عشان ميضعفشي قدامها.
فاطمة بحماس: بسيطة خالص نخليه يرجع وكدا نكون قربنا البعيد في المسافات ووجودهم جنب بعض وعيونهم قصاد بعض هيقرب مسافات القلوب والروح تطيب ويتلم الشمل إن شاء الله.
إسلام عجبته الفكرة فغمزلها وقال: مطلعتيش سهلة يا بطة.
فاطمة بكسوف: ما أنا زوجة المقدم إسلام باشا.
إسلام حضنها وقال: بحبك اووي يا بطتي.
فاطمة بحب: وأنا كمان يا حبيبي.
إسلام: هنفذ الخطة أمتى؟
فاطمة: حالًا كفاية بقى تضييع وقت.
إسلام: عندك حق بس هنخليه يرجع إزاي؟
فاطمة: لا سيبهالي دي بقى عندي خطة جامدة.
إسلام ضحك وقال: بحب دماغك اووي.
فاطمة قالتله خطتها وهو أقتنع وأتصل بعمران واستنوا يرد عليهم.
عمران كان قاعد مع عم درويش وبيشربوا شاي.
عم درويش: بكفياك بقى يا ولدي حزن.
عمران: مش بإيدي يا عم درويش.
عم درويش: البعيد مصيره يبقى قريب يا ولدي، وقريب اووي كمان.
عمران: كان زمان ممكن أصدق الكلام دا لكن بعد السنين دي أنطفى الأمل جوايا وحل محله الحزن وتأنيب الضمير.
عم درويش مدله إيده بكوباية الشاي وقال وهو بيبتسم: مصير الحي يتلاقى، ومصير القلوب تتوحد وكل شيء يصير أحلى مما كنا نتخيل في يوم، ونشوف الحياة ربيع رغم وجود الخريف ما دام الحبيب موجود.
عمران: نفسي يكون عندي نفس الثقة والحكمة اللي عندك يا عم درويش.
عم درويش: بكرا الأيام تمنحهالك والزمن يختمها فيك، الدنيا يا ولدي خير مدرسة للبشر، والزمن كفيل يعلمك كل مختلف.
عمران اتنهد وقال: إحساس صعب إنك تكون بتحب حد اووي بس لا هو قريب منك فتضمه لصدرك ولا هو بعيد عن قلبك عشان تنساه.
عم درويش: هيقرب يا ولدي ثق في ربك ثم نفسك، ثق يا ولدي وخلي الثقة تعمر قلبك.
عمران ابتسم وقال: تسلم إيدك يا عم درويش أحلى كوباية شاي بشربها من إيدك رغم إني عمري ما حبيته ولا شربته، مكنتش بشرب إلا القهوة.
سرح بذاكرته لما ميرنا عملتله القهوة مرتين وكانت أحلى قهوة شربها في حياته، كان بيحس إنها معمولة بكل الحب.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
فاق من شروده على صوت عم درويش وهو بيطبطب على كتفه وقال: كل حاجة بتتغير حوالينا لما احنا نقبل بالتغيير دا، وسبق وقولتلك إن الزمن كفيل بكل دا.
تليفونه رن وكان إسلام ففتح وقال: أخبارك يا صاحبي؟
إسلام بتمثيل: عمران ألحقني.
عمران بخوف: في إية يا إسلام مالك ابنك ومراتك كويسين؟!
إسلام بص لفاطمة فهي طمنته فكمل وقال: كويسين بس أنا اللي تعبان ومحتاجك جنبي.
عمران: مالك يا إسلام عندك إية؟
إسلام: تعبت فجأة وروحت كشفت طلع في التحليل إني قلبي مريض ومرضتشي أقول لفاطمة لإنها مش هتستحمل بس أنا محتاج حد جنبي ومليش غيرك يا صاحبي.
عمران بصدمة: أنت بتقول إية أنت عمرك ما أشتكيت من قلبك دا حصل إزاي؟!
إسلام: معرفشي يا صاحبي أنت هتفضل تسألني أسئلة وأنا مش قادر أتكلم أصلًا هتجيلي وتقف جنبي ولا لا؟
عمران: أكيد يا صاحبي أنت بتسألني، بكرا إن شاء الله هتلاقيني قدامك.
إسلام: خلي بالك من نفسك.
عمران: خلي أنت بالك من نفسك على ما أجيلك.
عمران قفل مع إسلام وقال لعم درويش بس هو فهم فابتسم وقال: البعيد هيقرب يا ولدي آن الأوان.
عمران مكنشي فاهم حاجة فقام حضر شنطته وأخد أجازة وأستعد للنوم كام ساعة عشان لما الصبح يبدأ يهل يسافر رغم خوفه إنه هيرجع للبلد اللي حبيبته فيها.
عند ميرنا كانت قاعدة بليل مع سلمى وزينب اللي شايلة ملك على رجليها وبتلاعبها ومصطفى نايم على رجل ميرنا وهي بتلعب في شعره.
سلمى: صحيح يا ماما تخيلي قابلنا مين النهاردة واحنا بنعمل شوبنج.
زينب بإستفهام: مين؟
سلمى: فاطمة .
ميرنا: هو أنتي مبتسكتيش أبدًا.
سلمى ضحكت وقالت: الله بلاش أقول يعني.
ميرنا: قولي هو أنا يعني لو قولتلك اسكتي هتسمعي الكلام.
زينب: بس يا بنات لازم تنكشوا في بعض كدا.
سلمى: سيبك منها يا ماما ركزي معايا، تعرفي فاطمة مين؟
زينب: منعرفشي حد بالإسم دا أصلًا.
وبعدين سكتت كدا وقالت بصدمة: متقوليش أوعي تكون فاطمة خطيبة عمران بس إية اللي هيجيبها إسكندرية مش أهلها من سيناء.
سلمى ضحكت وقالت: لا والتقيل ورا يا ماما.
ميرنا بنفاذ صبر: يا بنتي ما تقولي على طول هو لازم لف ودوران وبعدين ماما مبتحبش الفرهدة فانجزي.
زينب: ايوا والله يا بنتي كنت عايزة أقولها كدا من الصبح بس سكت.
ميرنا وزينب فضلوا يضحكوا وسلمى أتدايقت بس لما بصتلهم ضحكت معاهم.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
سلمى: خلاص هقول على طول.
زينب بضحك: يا ريت.
سلمى: هي فعلًا خطيبة عمران لكن اكتشفنا أنها متجوزة ومخلفة ولد كمان.
زينب بصدمة: إزاي دا حصل عمران أتجوز من غير ما يقولنا؟!
سلمى: لا يا ماما أهدي دي متجوزة حد تاني، وهي وعمران مكملوش مع بعض.
زينب: غريبة يعني أمال ليه عمران مخبي علينا وكل إما نسأله يقول الحمدلله.
سلمى: ما دا اللي محيرني.
ميرنا بهدوء: يا جماعة كل واحد حر يمكن عنده أسبابه اللي تمنعه يقول دا.
زينب: ولو يا ميرنا كان لازم يعرفنا، يعني سكتنا لما خطب في الأول من غير ما يقولنا وكمان فشكل من غير ما يقولنا كدا كتير احنا بردو عيلته اللي بتحبه وبتخاف عليه.
ميرنا: بصي يا ماما كل واحد وليه عذره ويمكن هو أتحرج يقولكم عشان هو كان خطبها من غير ما يقولكم فهماني، ويمكن مش عايزكم تقلقوا عليه عشان هو في بلد لوحده وكدا.
زينب: أنا مقتنعه بكلامك يا حبيبتي بس بردو زعلانة.
ميرنا: معلشي يا ماما ابقى اسأليه بنفسك وبلاش تقولي حاجة لحد أفضل.
زينب: حاضر يا حبيبتي.
ميرنا: أبو درش أنت نمت؟
مصطفى: لا يا مامي صاحي.
ميرنا ضحكت وقالت: أمال ساكت لية؟
مصطفى: عشان أنتم بتتكلموا.
ميرنا: ربنا يكملك بعقلك يا حبيبي المهم أنا عايزاك تاخد أجازة من المدرسة بكرا ينفع؟
مصطفى رفع عيونه ليها وقال: ممكن أعرف السبب؟
سلمى ضحكت وقالت: الولد دا خطير بحسه راجل كبير وناضج من طريقة كلامه مش عيل صغير أبدًا.
مصطفى أتعدل وقال بغضب: بس أنا مش عيل صغير أنا راجل.
ميرنا: متتكلمشي مع سلمى بالطريقة دي كدا عيب.
مصطفى: أنا أسف يا مامي بس مش بحب حد يقولي إني عيل.
زينب ضحكت وقالت: خلاص متزعلشي أنت راجل.
سلمى بإستهزاء: راجل إية أبو ٩ سنين دا.
مصطفى: العقل ملوش دعوة بالسن يا سلمى، زي ما في ناس كبيرة بعقل صغير وفارغ، فيه بردو صغيرين بس بعقل كبير وناضج ودا يرجع للبيئة والتربية.
ميرنا: كلام أبو درش صح الصح كمان، وبعدين أنا عمري ما أتعاملت معاه على إنه طفل بالعكس أنا بتعامل معاه كراجل وبعتمد عليه في حاجات كتيرة وباخد رأيه دايمًا في كل كبيرة وصغيرة، دا غير إنه صاحبي الوحيد وهو عمره ما خذلني.
سلمى: تعرفي إني بحب فيكي معاملتك ليه رغم إنه بيعصبني بردوده لكن هو فعلًا عقله يوزن بلد، أنا نفسي أتعامل مع مازن كدا ويكون شبه مصطفى.
زينب: أتعلمي من ميرنا يا حبيبتي، وفعلًا أنا مش عجباني طريقة معاملتك لمازن دا أكبر من مصطفى بسنتين يعني عنده ١١ سنة وما زلتي بتتعاملي معاه على إنه طفل ودا غلط حاولي تحسييه إنه كبير ودا ميمنعشي بردو إنه يعيش سنه.
سلمى: هحاول يا ماما حاضر.
مصطفى: ها يا مامي كنتي عايزاني أخد أجازة ليه؟
ميرنا ابتسمت وقالت: أصلي هروح أقابل عميل مهم في كافية خارج العمل وصراحة مش عايزة أقابله لوحدي وبابي عنده شغل ومحتاجة راجل معايا وأنت الراجل بتاعي فقولت إية؟
مصطفى ابتسم وقال: أكيد طبعًا يا مامي هاجي معاكي ومينفعشي فعلًا تقابلي راجل غريب وتقعدي معاه لوحدك.
ميرنا ابتسمت وقالت: يعني مش زعلان إنك هتضطر متروحشي المدرسة؟!
مصطفى ابتسم وقال: لا طبعًا يا مامي أنتي أهم.
ميرنا ابتسمت وقالت: حبيبي دا يا ناس والله.
زينب وسلمى ضحكوا وزينب قالت: ربنا يحميكم يا حبايبي، طب خلوا بالكم من نفسكم بقى وأنا هخلي بالي من ملوكة.
ميرنا باست إيد زينب وقالت: ربنا ميحرمنيش منك يا ماما.
زينب بحب: ولا منك يا نور عيني.
سلمى ضحكت وقالت: خلوا بالكم أنا كدا هغير ونار الغيرة مفيش أصعب منها.
ميرنا ضربتها على راسها وقالت: ما تغيري ميهمناش صح يا ماما؟
زينب: صح.
سلمى: وووه يا بوي.
ميرنا ضحكت وقالت: دي قلبت صعيدي نلحق نفسنا بقى ونهرب لتاكلنا.
زينب بضحك: أنا بقول كدا بردو.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
الليلة أنتهت بضحكهم وحبهم لبعض، وأشرقت شمس يوم جديد ومعاها بدايات جديدة، ولقاء قلوبًا بات البعد أن يمزقها إربًا.
جهزت ميرنا عشان تقابل العميل ومصطفى كمان ونزلوا تحت وميرنا كانت شايلة ملك اللي نايمة.
زينب: خلاص هتمشوا يا حبايبي؟
ميرنا: ايوا يا ماما عشان منتأخرشي، وخدي ملك أهي قبل ما تصحى ومش هتنام إلا بطلوع الروح.
زينب: هاتي يا حبيبتي وأتوكلوا على الله أنتم، خلي بالك من ماما يا مصطفى.
مصطفى باس إيد زينب وقال: حاضر يا عمتو متقلقيش.
زينب ابتسمت وقالت: ربنا يبارك فيك يا حبيبي.
ميرنا ركبت عربيتها وأنطلقت لوجهتها وفي الوقت دا كان عمران في طريقة للكافية اللي إسلام أتفق معاه يقابله فيه.
وصلت ميرنا ودخلت وقعدت على الترابيزة اللي العميل كان قاعد عليها والعميل أستغرب اووي من وجود مصطفى وقال بضحك: إية دا أول مرة أحضر ميتينج فيه أطفال.
مصطفى أتعصب وقال: هي فين الأطفال دي؟
العميل رفع حواجبه وكان لسه هيتكلم ميرنا سبقته وقالت بهدوء: حضرتك دا ميتينج خارج الشركة وفي كافية وأعتقد إن الكافيهات مش بتمنع دخول حد من سنه وبعدين حضرتك مش جايين نتعرف احنا بينا شغل هنخلصه بسرعة ونمشي، انتبه معايا وبس.
العميل ابتسم وقال بسماجة: دا أنا هنتبه اووي.
ميرنا معجبهاش الكلام ومصطفى مش مرتاحله بس ميرنا ضغطت على إيده وقالت بهمس: هم نص ساعة هنخلص بسرعة ونخلص منه فأمسك نفسك أنا عرفاك عصبي.
مصطفى: كلامه مش كويس.
ميرنا: عشان خاطري أستحمل النص ساعة دي عشان نخلص.
مصطفى بضيق: حاضر.
ميرنا فتحت اللاب توب بتاعها بدأت تتناقش مع العميل وتتفاهم معاه وتشرحله، وفي الوقت دا إسلام كان قاعد على ترابيزة جنبهم بس بكام ترابيزة كدا بس مكانشي واخد باله منها.
عمران وصل بعد ربع ساعة ودخل وأول ما دخل قلبه دق جامد ومش عارف السبب إية وهي كمان في نص شرحها للعميل حست بضربات قلبها بتدق بشكل غريب وداعب أنفها ريحة برفيوم مميزة اووي ودايمًا كانت بتأثر على قلبها قبل أنفها.
ميرنا رفعت راسها وبصت تجاة الباب بس في الوقت دا كان عمران أتحرك خلاص ووصل لترابيزة إسلام.
ميرنا فاقت من شرودها على كلام العميل: حصل حاجة؟!
ميرنا بعملية: لا اتفضل نكمل.
عمران حضن إسلام جامد وقال: وحشتيني اووي.
إسلام: أنت أكتر يا صاحبي بقالي سنة بتحايل عليك تنزل تعيش معانا في إسكندرية وأنت مش راضي.
عمران ابتسم وقال: وأسيب عم درويش لوحده.
إسلام: عم درويش بردو ولا خايف ترجع وتضعف.
عمران بحزن: بلاش السيرة دي يا إسلام عشان خاطري.
إسلام: خلاص يا صاحبي ها أطلبلك القهوة؟
عمران: بطلتها من زمان يا صاحبي.
إسلام بحزن: خلاص هطلبلك عصير ليمون.
عمران: أي حاجة المهم طمني عليك.
إسلام: حاضر بس استنى أطلبلك حاجة.
إسلام طلب والطلب نزل وبعدين عمران قال: ها في إية بقى فهمني؟
إسلام بتوتر: زي ما قولتلك يا عمران.
عمران: طب هات التحاليل دي ونروح نشوفها عند دكتور تاني.
إسلام: حاضر هبقى أجيبهالك بس طمني عنك الأول.
عمران: أنا هكون كويس لما تكون كويس يا صاحبي.
في الناحية التانية عند ميرنا كانت خلصت وقال: حضرتك كدا كله تمام في أي إستفسار؟
العميل بإبتسامة: لا كله كدا تمام.
ميرنا: طب تحب نبدأ أمتى التنفيذ؟
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
العميل حط إيده على إيدها وقال بطريقة مقززة: الوقت اللي تحبيه يا جميل.
ميرنا أتعصبت وشدت إيدها بسرعة وقالت بإنفعال: أنت إزاي تتجرأ وتلمسني أنت أتجننت.
العميل: أنتي هتعمليهم عليا وبعدين أكيد بتعملي حركات كتيرة عشان تجذبي أي عميل ما أنتي زوجك ميت وماشية بمزاجك.
ميرنا حست بنغزة في قلبها لإن الكلام دا دايمًا بتسمعه من كل اللي حواليها وبالذات الناس المريضة دي.
ميرنا وقفت وقالت بعصبية: أخرس مسمحلكشي تتكلم معايا بالطريقة دي.
الصوت كان عالي فعمران وإسلام بصوا لمصدر الصوت وكذلك كل اللي موجودين، لكن عمران أتصدم من اللي شافه دا أخوه مصطفى ومكنشي شايف ميرنا لإن ضهرها ليه.
العميل وقف ومسك إيدها جامد فميرنا قالت: سيب إيدي يا حيوان.
مصطفى أتحرك من مكانه وضربه على إيده عشان يسيب ميرنا فقال: سيب مامي وإلا هندمك.
العميل أتعصب ودفع مصطفى فوقع على الأرض، فميرنا أتصدمت ولفت بوشها وقالت: مصطفى حبيبي.
وفي لحظة بصتله بغضب ونزلت على خده بكف جامد بإيدها التانية فالعميل أتعصب ورفع إيده عشان يردلها الكف فميرنا غمضت عيونها بقوة.
مر ثانية اتنين وهي لسه مغمضة لكن محصلشي حاجة فتحت عيونها بالراحة ولقت اللي ماسك إيده بقوة فبتبص لقت عمران ايوا عمران قدامها بذات نفسه.
عيونهم اتلاقت في حديث خاص مزيج من الشوق والعتاب والحب.
ميرنا بصدمة: عمران.
مردش عليها وبص للعميل بغضب وعصر إيده في قبضته لدرجة إنه ساب إيد ميرنا من الوجع فهي جريت على مصطفى وقربت منه بخوف ولهفة وقالت: حبيبي أنت كويس؟ في حاجة بتوجعك؟
مصطفى: لا يا حبيبتي أنا كويس متخافيش.
مصطفى بص لعمران وقال: مامي دا عمران صح؟ رجع أمتى؟
ميرنا: ايوا هو بس مش عارفة رجع أمتى مش وقته.
عمران بغضب شديد: أنت إزاي تتجرأ وتمسك إيدها كدا؟ لا ومش بس كدا دا أنت كمان فكرت إنك تمد إيدك عليها دا أنت أمك داعية عليك في يوم مطلعلهوش شمس.
العميل: وأنت مالك أصلًا، دي واحدة زبالة وبتعمل......
مكملشي كلامه لإن عمران أنقض عليه بلكمات في وشه وفضل يضرب فيه بكل غضب، لما شافه ماسكها كدا حس بنار جوا صدره، عمره ما أتخيل إن حد يتجرأ على حبيبته كدا.
عمران وهو بيضربه: لو فكرت مجرد تفكير تقول اسمها أو تقول كلمة غلط في حقها هخليك تكمل باقي حياتك في السجن.
إسلام حاول يبعده عنه وهو بيقول: خلاص يا صاحبي دا هيموت في إيدك.
عمران بغضب: مش هسيبه دا لمسها يا إسلام عارف يعني إية، إزاي يلمس حاجة تخصني.
ميرنا: لو سمحت سيبه كفاية لحد كدا.
عمران وقف ضرب وبصلها وقال: ميرنا.
ميرنا وهي بتمسك شنطتها ومسكت إيد مصطفى وقالت: يلا يا مصطفى.
مصطفى: مامي أستني أسلم على عمران.
ميرنا وقفت وأعطته ضهرها وهو بصلها بحزن بس رجع بص لمصطفى اللي حضنه وقال: وحشتني اووي يا عمران.
عمران بادله الحضن وقال: أنت أكتر يا حبيبي ووحشني غلاستك.
مصطفى بغضب: يا سلام أنت شايف كدا.
عمران ضحك وقال: بهزر معاك يا وحش متزعلشي.
مصطفى: طب مقولتليش ليه إنك راجع؟
عمران: أصل كانت فجأة وأسأل إسلام.
إسلام بتأكيد: ايوا حصل يا مصطفى أنا نزلته بسرعة عشان عايزه ضروري.
مصطفى: خلاص سماح المرة دي، طب يلا عشان ترجع معانا.
ميرنا: يلا يا مصطفى، عايزة أرجع عشان ملك.
مصطفى: حاضر بس عمران هيجي معانا.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصتله بضيق وهو سرح في ملامحها اللي وحشته بس هي قالت: زي ما سافر لوحده ورجع لوحده يقدر يتصرف ويرجع الفيلا لوحده.
عمران بحزن: مصطفى ميرنا عندها حق.
ميرنا: مدام ميرنا لو سمحت متنساش دي تاني مرة ألفت إنتباهك.
عمران: أنا أسف.
ميرنا مسكت إيد مصطفى وخرجت وركبت العربية وأنطلقت بيها وقالت لمصطفى اللي كان بيبصلها: عارفة أنت عايز تقول إية بس لو سمحت أجل أي كلام دلوقتي وصدقني أنا هجاوب على كل أسألتك بس لما أكون جاهزة.
مصطفى: تمام وأنا هستناكي.
وصلت الفيلا ودخلت وأخدت ملك من زينب واللي كانت مستغربة من حالتها فسألت مصطفى وهو قال: مقدرشي أتكلم يا عمتو، مامي هي اللي ليها الحق تتكلم بعد إذنك.
سابها ومشي تحت ذهول زينب من رده واللي كل مرة بيثبتلها إنه ناضج جدًا وسابق سنه.
بعد وقت كانت ميرنا قاعدة ومتعصبة منه، لإنه في كل مرة بيختار يبعد أمتى ويقرب أمتى.
ميرنا كانت قاعدة على السرير بتحاول متفكرشي فيه بس قطع كلامها صوت التليفون بتاعها لقت رقم غريب بيرن عليها كنسلت أول مرة بس لقته رجع يرن تاني فقررت ترد.
ميرنا: ألو.
فاطمة: الو ميرنا معايا؟
ميرنا: ايوا أنا، مين معايا؟!
فاطمة: أنا فاطمة يا ميرنا.
ميرنا أتعدلت وقالت بإستغراب: فاطمة! جبتي رقمي منين؟
فاطمة: مش وقته دلوقتي عايزة أقولك إن عمران....
ميرنا قطعتها وهي بتقول بغضب: مش عايزة أسمع عنه حاجة لو سمحتي، هو أصل ميهمنيش وميفرقشي معايا.
فاطمة: عمران أتصاوب بالرصاص يا ميرنا ألحقيه.
ميرنا قلبها وقف ونسيت كل كلامها اللي كانت بتقوله من شوية فقالت بخوف شديد: إية عمران لا مستحيل.
فاطمة: تعالي على العنوان دا بسرعة *****.
ميرنا قامت بسرعة وهي بتعيط وجريت وزينب قابلتها وقالت: في إية يا ميرنا مالك ورايحة فين؟
ميرنا مكنتشي مدركة لأي حاجة حواليها هي عايزة بس تلحق عمران حبيبها، هي مش حمل أي خسارة تانية.
ركبت عربيتها بسرعة واللي حاولت أكتر من مرة تتحرك بيها بس أعصابها مش مساعداها.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا لنفسها: أهدي يا ميرنا عمران محتاجك أتحكمي في نفسك.
دموعها نزلت وقالت: مش قادرة كله إلا عمران، قلبي هيقف مش قادرة.
بعد وقت مسحت دموعها وقدرت تتحرك بالعربية ووصلت العنوان ونزلت من العربية بسرعة ودخلت العمارة وركبت الأسانسير ووصلت للشقة ورنت الجرس وهي مش قادرة تقف على رجليها.
فاطمة فتحتلها الباب وميرنا قالت بخوف: فين عمران؟
فاطمة: جوا يا ميرنا.
ميرنا دخلت بسرعة كبيرة وبتدور على عمران بعيونها وقلبها وفجأة لمحته كان واقف فقالت بلهفة وخوف: عمران.
عمران بصلها وقال: ميرنا أنتي هنا بجد؟!
ميرنا مستنتشي لحظة وجريت عليه وقالت وهي بتتفحص جسمه: عمران أنت كويس إية اللي بيوجعك يا حبيبي؟
مستنتشي رده وحضنته جامد وقالت من بين دموعها اللي غرقت قميص عمران: متسبنيش أرجوك مش كل مرة تتخلى عني وتبعد من غير ما تفكر في قلبي ليه كدا.
عمران كان في حالة ذهول تامة بس غصب عنه شوقه ولهفته عليها أتغلبوا عليه ورفع إيديه الإتنين وضمها لصدره جامد.
ميرنا بعياط وهي مغيبة عن العالم ومش مدركة لأي حاجة وخوفها اللي بيحركها: عمران حبيبي متسبنيش.
عمران: ميرنا أنا عمري ما أسيبك تاني لإني بحبك اووي.
ميرنا رفعت راسها وبصت في عيونه وقالت: أنت قولت إية؟!!!!
وبعدين بصت حواليها كأنها أدركت اللي بيحصل فقالت: إية دا؟!!!!!
#البارت_الثالث_عشر
#رواية_لن_أنساكَ
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
ميرنا بصت حواليها كأنها أدركت اللي بيحصل فقالت: إية دا؟!!!
وبعدين بصتله تاني وقالت: أنت كويس مفيش حاجة في جسمك أمال فاطمة قالتلي إنك.....
مكملتشي كلامها وكأنها أستوعبت اللي بيحصل وبصت لفاطمة بحدة وقالت: أنتي خدعتيني.
فاطمة: يا ميرنا أنا......
ميرنا بإنفعال: أنتي إية؟ أنتي خدعتيني وكذبتي عليا، أنتي متعرفيش أنا حالتي كانت عاملة إزاي، متعرفيش أنا كنت هعمل كام حادثة عشان بس أعرف أوصل في وقت قياسي وألحق حبيبي.
كلهم ابتسموا وميرنا أتصدمت لما قالت كدا وعمران قلبه دق بسرعة فهي قالت بتوتر: أنا لازم أمشي.
بس عمران مسك إيدها وقال: استني يا ميرنا مش هتمشي إلا لما أفهم في إية.
ميرنا بإنفعال: سيب إيدي لو سمحت، وبعدين أنت أكيد متفق معاهم أنا مش غبية يا حضرة المقدم.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عمران بص لإسلام وقال: هتتكلم من نفسك ولا أخليك تتكلم بطريقتي يا صاحبي.
إسلام بلع ريقه وأتوتر ولسه هيتكلم فاطمة سبقته وقالت: أنا اللي خططت لكل دا من أول رجوعك إسكندرية لحد وجود ميرنا هنا.
عمران أتصدم وبص لإسلام وقال: يعني أنت كويس؟!
إسلام بص في الأرض وقال: الحمدلله.
عمران بإنفعال: ولية ترجعني وأنت عارف إني هتوجع أكتر لما أرجع وأنت أهو شايف بنفسك.
بص لميرنا بحزن وبعدين بصله وقال: ليه كدا يا صاحبي؟
إسلام بإنفعال: عشان مش قادر أشوفك كدا، بتعب وأنا شايفك مكسور وحزين عشان الإنسانة الوحيدة اللي بتحبها بعيد عنك لا ومش بس كدا دي قبلت بغيرك.
عمران حس إن الكلام زعل ميرنا فقال: إسلام لو سمحت كفاية لحد كدا، مش معنى إننا في بيتك تتكلم كدا.
إسلام بحزن: ومن أمتى بيتي مش بيتك يا صاحبي؟!
عمران كان لسه ماسك إيد ميرنا فهي حركتها بين إيديه وقالت: قولتلك سيبني.
عمران سابها وهي جات تتحرك بس وقفت لما سمعت كلام فاطمة لما قالت: بطلوا هروب بقى وواجهوا لو لمرة واحدة، وعلى فكرة محدش منكم هيطلع من هنا إلا لما تتكلموا مع بعض وكل واحد فيكم يسمع التاني.
ميرنا بصتلها وقالت: يعني إية؟ هتحبسيني يعني؟
فاطمة بتحدي: بالظبط كدا.
فاطمة مسكت إيد إسلام وخرجوا برا الشقة وقفلوا عليهم وميرنا جريت وفضلت تخبط على الباب لكن من غير فايدة.
فاطمة من برا: مش هتخرجي من هنا يا ميرنا إلا لما تتكلمي مع عمران وتسمعيه ويسمعك.
ميرنا: افتحي يا فاطمة والله هطلب الشرطة.
فاطمة ضحكت وقالت: دا أنتي معاكي الداخلية نفسها.
فاطمة بصت لإسلام وقالت: إية رأيك نطلع نقعد على البحر شوية لحد ما يخلصوا.
إسلام بصلها بذهول وقال: يخربيت كدا أنتي طلعتي خطيرة يا حبيبتي.
فاطمة ضحكت وقالت: طب خاف مني بقى.
إسلام حضنها وقال: أخاف إزاي وأنتي اللي بلجأ لحضنها وقت ضعفي.
فاطمة: حبيبي يا إسلام، أنا بس عايزاهم يعطوا فرصة لبعض، ويسمعوا بعض ساعتها كل حاجة هتتحل إن شاء الله.
إسلام: ربنا يجازيكي خير يا حبيبتي، وربنا يجمعهم على خير.
بالداخل عند ميرنا وعمران، قرب منها من الخلف وقال: كفاية إيدك هتوجعك.
ميرنا لفت بجسمها وقالت بصوت عالي وإنفعال: متقوليش كفاية ملكشي دعوة بيا حتى لو أنا موت.
ولفت بجسمها تاني وفضلت تخبط على الباب، عمران قلبه وجعه لما جابت سيرة الموت وكمان كان خايف على إيدها اللي أحمرت من كتر خبطها على الباب بقوة.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
قرب منها أكتر ومسك إيدها وقربها ليه، وضهرها بقى في صدره، وقال جنب ودنها: بعيد الشر عنك أنا مكانك.
لفت بسرعة وبقى وشها في مقابل وشه مفيش غير مسافة صغيرة اووي بينهم حطت كف إيدها التاني على شفايفه وقالت: لا لا بعيد الشر عنك، متقولشي كدا يا عمران أرجوك.
عمران ضربات قلبه زادت وهي حاسه بيها حط إيده على إيدها وبعدهم شوية عن شفايفه وقال: خايفة عليا؟
ميرنا بعدت عنه وقالت: وخاف عليك ليه؟ أبعد كدا.
عمران: ميرنا أنا بحبك وعايزك كفاية بقى بُعد وهجر ووجع.
ميرنا بإنفعال: لا مش كفاية، أنت زمان كسرتني يوم ما أتخليت عني ورمتني ورا ضهرك وكإني ولا حاجة، ليه أنت وقتها مقولتش كفاية.
كملت بقهر ودموع: دا أنت حتى ممنحتنيش فرصة إني أقول كفاية، قهرت قلبي ووجعتني، وخلتني أقبل بوضع أنا مش عايزاه، خلتني أظلم نفسي وأظلم سليم لإني معرفتش أحبه ربع الحب اللي حبتهولك.
عمران بصدمة: يعني بتحبيني؟! طب ليه أتجوزتيه يا ميرنا.
ميرنا زقته جامد في صدره وهو جسمه رجع لورا خطوة وقالت بعياط: كل دا بسببك لو مكنتش أتخليت عني وفضلت جنبي مكنشي كل دا هيحصل، كنت هبقى معاك أنت، وملك هتكون بنتك أنت، بس أنت أناني قولت إنك مبتحبنيش ولا عمرك حبيتني، كان ممكن نواجه الصعوبات سوا، كنا هنستمد من بعض القوة وهنواجه، لكن لوحدي مكنتش هعرف، وهواجه إية وأنت أصلًا أتخليت عني في أول محطة.
ضربته على صدره بقبضة إيديها الإتنين وقالت: فاكر لما قولتلك أنا بحبك ونفسي أحقق معاك أحلام كتيرة قولتيلي إية؟
ضربته تاني وقالت: ما تقول بس أكيد مش فاكر طب أنا هقولك قولتلي إنك ملكشي ذنب وإنك محلمتش معايا بالأحلام دي.
كملت بوجع وقالت: مشيت وسبتني مرة ويومها دخلت في غيبوبة بسببك وأنت مكلفتش نفسك تيجي تشوفني، وسيبتني للمرة التانية بس المرة دي سيبتني وأنت في إيدك بنت غيري.
عمران بوجع: بس أنا جيتلك المستشفى يا ميرنا.
ميرنا انصدمت وقالت: كداب.
عمران بحزن: بصي في عيني وأنت هتعرفي إذا كنت بكدب ولا لا.
ميرنا عطته ضهرها وقالت: متفرقشي يا ابن عمي.
عمران لفها ليه وقال: لا تفرق بصي في عيوني يا ميرنا.
ميرنا: لا مش هبص.
عمران: قولتلك بصي يا ميرنا وقوليلي بتقولك إية يلا.
ميرنا بصت في عيونه ولاقت فيهم الصدق فقالت بدموع: يعني لما مسكت إيدي كان حقيقي؟
عمران: ايوا يا ميرنا وحياتك عندي كان حقيقي، وحبي ليكي حقيقي وصادق.
ميرنا: مش عايزة اسمع حاجة مفيش حاجة هتغير اللي حصل ولا هترجع زمان.
عمران بغضب: لا هتسمعيني، المرة دي محدش فينا هيهرب لازم نساعد بعض ونتكلم.
ميرنا أتحرك من قدامه عشان تمشي فهو مسكها من دراعها وقال: قولتلك هتسمعيني بطلي عناد.
ميرنا بصراخ: ملكشي فيه سيبني بقى عايزة أرجع الفيلا.
عمران قربها ليه أكتر وقال بحنية: عشان خاطري يا ميرنا اسمعيني، حرام قلبي مبقاش قادر يتحمل أكتر من كدا، أنا قلبي بيوجعني اووي.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا هديت لما شافت حالة عمران فسكتت وهو اتنهد وقال: ميرنا أنا طول عمري بحبك من وأنتي لسه بضفاير، وحبي ليكي زاد لما كبرتي حسيت فيكي حنان أمي وطيبتها، ميرنا أنا عملت كل دا عشانك أوعي تفتكري إنه كان سهل عليا أبعد عنك وإني أقولك الكلام اللي قولته أقسم بالله كنت بتوجع ضعف وجعك.
دمعة نزلت من عيونه واللي عبرت عن صدق كلامه وإحساسه فقال: ميرنا أنا لما شوفتك في المستشفى نايمة على السرير لا حول ليكي ولا قوة حسيت إن حد طعن سكينة حادة في قلبي، كان وجع وألم صعب يتوصف، أنا أتحرمت أقولك كلمة بحبك رغم كل الحب اللي جوايا ليكي، أتحرمت أبص في عيونك بحرية في الوقت اللي غيري كان مسموح له، لا أنتي كنت قريبة فأقدر أضمك ولا أنتي بعيدة فأنساكِ ودا أصعب إحساس ممكن إنسان يعيشه.
ميرنا: أنا........
عمران مخلهاش تكمل لما قال: أنتي مش فاهمة حاجة يا ميرنا، أنت متعرفيش إحساسي وأنا كل يوم بتخيلك وأنتي في حضن راجل غيري، مش هتقدري تتخيلي إحساسي كل إما أفكر فيكي وأنا مينفعشي أفكر فيكي لإني كدا بغضب ربنا.
ملس على خدها بحنية وقال بضعف: أنا بقالي سنين بعاني من بعدك، أنا بقيت أكلم نفسي وأقول طب هو أنا مستحقش حبك؟! مستحقش إني أكون جنب الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها، أنتي حب عمري يا ميرنا، أقسم بالله عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك.
ميرنا كانت تحت تأثير لمساته وضربات قلبها بتزيد فقالت بتوهان: عمران أرجوك أبعد كدا غلط.
عمران قربها أكتر وكأنه مسمعهاش وقال: أنا بقالي سنين بعيد، لية مستكترة عليا الكام دقيقة دول.
ميرنا حطت إيدها على إيده وقالت: أنت اللي أخترت البعد يا عمران يبقى أستحمل ناره.
عمران: ناره كوتني في الثانية ألف مرة، مبقاش فيا حاجة سليمة، ورغم كدا لسه عايزك، لسه قلبي بيتمنى جنة قربك، أرحميني يا ميرنا وأرحمي ضعفي وحبي وسامحيني وبلاش بُعد تاني أرجوكِ.
ميرنا بدموع: مبقاش ينفع يا عمران صدقني.
عمران ضغط على كتافها وقال: ليه يا ميرنا؟
ميرنا بعدت عنه بقوة وقالت بإنفعال: عشان أنا أرمله يا عمران، ومش بس كدا دا أنا بقيت أم لبنت مش منك، أنا في حد تاني لمسني غيرك، مبقاش ينفع صدقني كل إما تكون معايا هتفتكر دا وقلبك هيوجعك، هشوف في عيونك النظرة اللي مش حابة أشوفها، صدقني لو البعد كان نار دلوقتي البعد أحسن بكتير، لو قربنا هنحترق كلنا، واللي مكنوش هيقبلوا بيك زمان فدلوقتي هيكون الرفض أقوى.
عمران بإنفعال أقوى منها: كل دا ميهمنيش أنا لسه عايزك، وقلبي محتاجك جنبه، ليه بتحكمي عليه بالعذاب من تاني بعد ما كان عنده أمل إنك هتكوني ليه؟
ميرنا بكسرة: عشان مبقتشي أنا ميرنا بتاعة زمان، كل حاجة أتغيرت أنا نفسي لما ببص في المراية مبعرفنيش.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عمران بضعف: أنا بحبك يا ميرنا ولسه شايفك زي ما أنتي، حتى نبضات قلبي ليكي زي ما هي لا دي زادت، اسمحيلي أكون جنبك، اسمحيلي أعوضك عن السنين اللي فاتت، اسمحيلي أكون حبيبك وأبو بنتك ملك، والله هتكون بنتي لإنها حتة منك.
ميرنا: عمران صدقني هتندم ونظرة عينك ليا هتختلف.
عمران: متصدريش عليا أحكام من غير ما تسمعيني ولا تشوفي بعينك متقسيش قلبك عليا، دا الدنيا كلها جات عليا بلاش أنتي كمان تكوني معاهم ضدي.
ميرنا بصتله شوية وبعدين قالت: أنا عايزة أرجع كلم صاحبك يفتح الباب أنا تعبت ومش قادرة.
عمران بقلة حيلة: يعني خلاص يا ميرنا أختارتي البعد تاني؟
ميرنا: أنا مخترتهوش أولاني يا عمران أنت اللي أخترت وجبرتني أقبل بيه، البعد مبقاش أوبشن يا عمران دا بقى واقع أتكتب علينا.
عمران: بس أنا مش هبقى غبي زي المرة اللي فاتت وأضيعك، أنا هحارب عشان أوصلك وأخليكي ترضي عني وعن قلبي وصدقيني هفوز بالنهاية.
ميرنا: حارب لوحدك يا عمران بس صدقني هتحارب في معركة خسرانة يا ابن عمي.
عمران: مش خسرانة طول ما أنتي الوطن اللي بحارب عشانه.
ميرنا: أرجع من مكان ما جيت يا ابن عمي، بلاش تتعب نفسك على الفاضي.
عمران: مش هرجع إلا وأنتي معايا ودا وعد مني ليكي.
ميرنا ضحكت بحزن وقالت: بتحلم يا ابن عمي والأحلام مبقتشي تتحقق في الزمن دا خلاص.
عمران أتصل بإسلام واللي رجع على أمل إنهم اتصالحوا.
إسلام: كان نفسي يرجعوا لبعض ويتصالحوا.
فاطمة: المهم إنهم سمعوا بعض وصدقني كل شيء هيزول مع الوقت والقلوب هتتجمع من تاني.
إسلام: يا رب يا حبيبتي.
خرجت ميرنا واتجهت لعربيتها فهو وقفها وقال: استني هوصلك تعالي في عربيتي.
ميرنا: شكرًا معايا عربيتي.
وركبت وسابته وهو ابتسم وقال: والله لهرجعك ليا مهما عملتي، والمرة دي هسعى أكتر عشان ربنا يرزقني بيكي.
وركب عربيته ومشي وراها وصلت الفيلا ودخلت لقت زينب قاعدة مستنياها وقلقانة، أول ما ميرنا دخلت زينب قامت وجريت عليها وقالت: ميرنا يا حبيبتي أنتي كنتي فين واتأخرتي كدا لية؟ وليه وأنتي خارجة حالتك كانت عاملة كدا لية؟
ميرنا: ماما ممكن تحضنيني؟
زينب عرفت إنها أكيد تعبانة ما دام طلبت منها تحضنها، فحضنتها جامد وفضلت تملس على شعرها بحنية وقالت: مالك يا نور عيني؟
ميرنا: تعبانة اووي يا ماما وحاسة الدنيا كلها جاية عليا، مبقاش عندي طاقة أحاربها، مبقتشي قادرة أمثل دور القوية.
زينب: عارفة يا حبيبتي حقك عليا معرفتش أحميكي من الدنيا وغدرها، ومعرفتش أكون دعم ليكي وأسندك.
ميرنا خرجت من حضنها وقالت: لا يا ماما متقوليش كدا دا لولا حبك ليا ودعمك مكنتش قدرت أقف على رجلي من تاني، مكنتش قدرت أرجع لبنتي ملك، صدقيني يا ماما وجودك جنبي أكبر داعم ليا، دا كفاية إنك أخدتي دور مامي وأحتوتيني بكل حب وحنان.
زينب حضنت وشها بين إيديها وقالت: يا لولو دا أنتي بنتي اللي كبرت على إيدي، أنتي غلاوتك من غلاوة سلمى.
ميرنا ابتسمت وباست إيدها وقالت: تعرفي إني بحبك اوووي اووي يا زوزو.
زينب ضحكت وقالت: بكاشة اووي بس أنا بحبك أكتر بكتير.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
قطع كلامهم صوت الجرس، الدادة فتحت وزينب قالت: مين يا أم هاني؟
عمران بصوت عالي: دا أنا يا عمتو.
زينب قامت بفرحة وجريت عليه وحضنته وقالت: حبيب عمتك وحشتني اووي يا عمران، كدا متسألشي عليا نسيتني؟
عمران: هو أنا أقدر يا حبيبتي.
زينب بدموع: قدرت يا عمران، دا المفروض تكون هنا جنبي وتحسسني إن سليم لسه عايش وموجود.
ميرنا جات وقالت: بس يا ماما متعيطيش يا حبيبتي.
عمران باس راسها وأخدها في حضنه وقال: متعيطيش يا حبيبتي حقك عليا أنا أسف.
زينب: لا يا حبيبي بس أوعدني إنك هتفضل معايا هنا.
عمران: أوعدك يا حبيبتي.
زينب فرحت وقالت: زمانك جعان روح غير هدومك وخدلك دوش على ما أخلص الأكل، هطبخلك بإيدي.
عمران باس إيدها وقال: يسلملي إيدك يا حبيبتي، هروح الفيلا بقى عشان أشوف مصطفى.
زينب: لا ما هو مصطفى هنا يا حبيبي في أوضة ميرنا.
عمران رفع حاجبه وقال بغيرة: لية إن شاء الله؟
زينب ضحكت وقالت: بقاله سنتين عايش معانا هنا عشان ميرنا وساب الفيلا هناك للست دينا وبنتها نغم وطبعًا أنت عارف عامر مش بيرجع إلا كل فين وفين وأنت مش موجود بقالك ٣ سنين، وسايبين الفيلا للهوانم.
ميرنا: ماما ملناش دعوة كل واحد حر.
زينب: حاضر سكت أهو.
عمران: طب أنا هروح وابقى أرجع أشوف مصطفى بقى.
زينب: تمام يا حبيبي.
خرج عمران وبعد مرور وقت كانت زينب خلصت وعمران اتأخر فبصت لميرنا اللي بتلعب مع ملك وقالت: عمران اتأخر كدا لية؟
ميرنا: معرفشي يا ماما.
زينب: طب أتصلي بيه.
ميرنا بزهق: تليفوني فاصل شحن.
زينب: طب أتصلي عليه من تليفوني يلا.
ميرنا نفخت بضيق وفضلت تتصل عليه بس مبيردش.
ميرنا: مبيردش يا ماما.
زينب: يووووه طب قومي شوفيه.
ميرنا: لا أنا لا.
زينب: هتقومي ولا أقوملك أنا أخلصي.
ميرنا: وعلى إية متتعبيش نفسك، ولا أقولك هحاول لأخر مرة.
أتصلت بيه بس المرة دي فتح فلسه هتتكلم لقت نغم بترد وبتقول: عمتو عمران مش فاضي دلوقتي.
ميرنا قفلت في وشها وقالت بغضب وبصوت مش مسموع: أقسم بالله لهطربقها فوق دماغكم دا أنت ملحقتش، ماشي يا عمران.
ورمت الفون جامد على الكنبة وزينب قالت: مالك يا بنتي في إية؟
ميرنا بغضب وغيرة: دا في بلاوي أنا هروحله.
زينب: طب حلو بس وشك ماله لا يبشر بالخير كدا ليه؟!
ميرنا: أنا لا طبعًا.
سابت ملك مع زينب ومشيت بسرعة.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عند عمران كان هو بياخد شور في الحمام ونغم هي اللي دخلت عليه الأوضة، فهو خرح من الحمام كان عاري الصدر فاتفاجأ بنغم فقال: نغم! بتعملي إية في أوضتي؟!
نغم قربت منه بدلع وبالذات لما شافته كدا وقالت: كنت جاية أطمن عليك يا عمور.
عمران بقرف: اتكلمي عدل يا نغم اسمي عمران.
نغم بدلع أكبر: عادي ما احنا ولاد عم وبعدين أنت وحشتني اووي.
في اللحظة دي ميرنا كانت دخلت لإنها لقت الباب مفتوح وسمعتها وهي بتقول أخر جملة.
ميرنا بغضب: وأكيد أنتي كمان وحشتيه يا نغم صح يا حضرة المقدم؟!
عمران اتفاجأ لما لقاها وقال: ميرنا أنتي فهمتي غلط دي نغم كانت......
ميرنا مخلتهوش يكمل وقالت: غلط ليه ما كل حاجة قدام عيني أهو، ألا صحيح مردتشي عليها ليه وقولتها وأنتي كمان وحشتيني.
عمران حس بغيرتها ودا فرحه اووي وحب يشوف أكتر فسكت.
نغم بغل: عايزة إية يا ميرنا؟ وجاية لية؟ وبعدين حد يدخل كدا من غير ما يخبط.
ميرنا بإستفزاز: معلشي يا حبيبتي أصلي لقيت الباب مفتوح كنتي أقفليه بدل ما تخلي حد يشوفك بالمنظر دا في أوضة شاب وهو شكله كدا.
وبعدين كملت وقالت: وبعدين دا بيت عمي وأنا متربية فيه إنما أنتي لسه جديدة هنا يعني أنا ليا فية أكتر منك.
وبصت لعمران وقالت: ولا إية يا ابن عمي؟
عمران حاول يمسك ضحكته وقال: بقولك يا نغم مامتك بتنادي عليكي سمعتها روحي شوفيها.
نغم: بجد طب هروح بسرعة وأرجعلك.
وخبطت كتف ميرنا وهي خارجة بغل وميرنا سكتت وبعدين بصتله لقته بيضحك فاتعصبت وقالت: مبسوط أنت اووي صح؟
عمران: بصراحة مبسوط اووي.
ميرنا خبطت رجليها في الأرض وقالت: طب أحترم نفسك وأستر نفسك، احنا هنبتديها كدا من أولها.
عمران قرب منها فهي أتوترت ورجعت لورا وقالت: بتقرب ليه أرجع شوية.
عمران وهو بيقرب وبيقول بخبث: ليه؟ دا حتى القرب حلو.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا جريت من قدامه وراحت ناحية السرير وهو ضحك فمسكت التيشيرت بتاعه ورمته في وشه وقالت: أستر نفسك بلاش قلة أدب، فرحان بعضلاتك دي وواقف تاخد وتدي معاها في الكلام.
عمران بخبث: وأنتي إية اللي مدايقك أنا حر، ما يمكن هحبها.
ميرنا بغضب: حبك بورص يا عمران، دا أنت لسه من ساعتين كنت بتقولي بحبك ومش قادر على بعدك يا ميرنا، لحقت تبخر الكلام يا كداب.
عمران ضحك جامد وقال: ما أنتي مش عايزاني فقررت أكمل حياتي مع واحدة تحبني.
فهي أتعصبت وحست بغيرة جامدة جواها، كانت فاكرة إنها نسيته بس للأسف طلع عكس كدا، فقربت منه وضربته في صدره وقالت: أبقى أعملها كدا وشوف أنا هعمل إية.
عمران مسك كف إيدها وقربه من شفايفه وباسها برقة وقال: أنا بهزر معاكي أنا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك، ولا في يوم عيوني تشوف غيرك يا ست البنات.
ميرنا ضربات قلبها زادت وحست بإحساس جميل كانت مفتقداه، إحساس بتحسه بس لما تكون معاه هو، غمضت عيونها فهو قرب شفايفه من خدها وطبع قبلة رقيقة عليه.
ميرنا فتحت عيونها بصدمة وزقته عنها وخرجت برا الأوضة بسرعة، أما هو كان مبسوط اووي وحس إن في أمل كبير إنها ترجعله وتكون ملكة ويعوض سنين الفقد والبعد اللي عاشهم بعيد عنها.
حط إيده على شعره من ورا وقال: مجنناني معاكي يا ميرنا بس بردو بعشقك.
ضحك ولبس التيشيرت بتاعه وحط البرفيوم اللي هي بتحبه ومشط شعره حلو وخرج.
راح لفيلا عمته زينب ودخل وكانوا مستنينه وميرنا قاعدة شايله ملك وسرحانه.
مصطفى: عمران أخيرًا رجعت الفيلا.
عمران حضنه وقال: رجعت يا حبيبي ومش هسيبك تاني.
مصطفى: وعد؟
عمران: وعد.
زينب: تعالى يلا يا حبيبي عشان تاكل.
بصت لميرنا وقالت: يلا يا لولو سيبي ملك مع الدادة وتعالي.
عمران: لا أنا عايز ملك معايا أنا.
زينب: مش هتعرف تاكل يا حبيبي وأنت شايلها.
عمران: هعرف بس هاتيها.
قرب من ميرنا ونزل بجسمه لمستواها وبقى وشه مقابل وشها فابتسم وقال بهمس: شكلك حلو اووي وأنتي مكسوفة.
ميرنا أتكسفت أكتر وسكتت فهو قال: ممكن أخدها؟
ميرنا هزت راسها فهو أخد ملك وإيده لمست إيدها وإحساس لذيذ داعبهم هم الإتنين.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
عمران أخد ملك اللي ضحكتله أول ما شالها وكإنها حست بمشاعره وحنيته، وهو فرح اووي.
زينب: غريبة إنها ضحكتلك كدا مع إنها عمرها ما شافتك وتعتبر غريب عنها وهي بتعيط لو حد غيرنا شالها أو قرب منها.
عمران ابتسم وبص لميرنا بمغزى وقال: أكيد بتحبني.
زينب ضحكت وقالت: شكلها كدا فعلًا.
عمران بص لميرنا وقال: باين عليها اووي يا عمتو.
ميرنا شرقت وهي بتشرب ماية فهو أتخض عليها وقال: أهدي، خلي بالك يا ميرنا، أنتي كويسة؟
ميرنا بحرج: أنا كويسة الحمد لله.
خلصوا أكل وفضلوا قاعدين مع بعض وبعدين ميرنا طلعت تقعد في الجنينة الخلفية شوية، وأفتكرت كل ذكرياتها وماضيها وكلام عمران اللي قالهولها الصبح، وكلام فاطمة ليها، ويا ترى تعطيه فرصة ولا لا؟
فاقت من شرودها على عمران اللي وقف قدامها وقال: لسه مش ناوية تحني عليا؟
ميرنا: صعب يا عمران، صعب اووي.
عمران: حاولي عشانك وعشاني أرجوكِ.
ميرنا سكتت وفضلت تبصله هي لسه بتحبه، لسه بتحن لماضي هجر، بس خايفة يضيع منها تاني ويتخلى عنها.
عمران ركع على رجله قدامها ومدلها إيده وقال: ميرنا تقبلي تتجوزيني؟ تقبلي تكوني حبيبتي؟؟؟؟؟
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق