رواية المغوار الفصل الأول والثاني بقلم حليمه عدادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
تبدأ قصتنا في فرنسا وتحديدًا في ذلك المنزل الصغير. يبدو من الخارج جميلًا وهادئًا، ولكن الداخل يخلو من السكينة. كان يكسر كل شيء أمامه بغضب حارق، وهي ترتجف بذعر خلف والدتها وَشَهقاتُها تعلو وهي ترى غضبه يقترب من والدتها التي تحاول الدفاع عنها، وهي لا قوة لها أمامه. نظر إليها وهتف بغضب قائلا:
-كل يوم مشاكل بسببها وبتجي منين من جامعتها ..
اخذت صوفيا نفساً عميقًا وفكت حصار صمتها، تحاول السيطرة على أعصابها قائلة:
-هي معملتش حاجة هما السبب اهدى إنت ماشوفتش حالتها ..
زاد غضبه وأحمرت عيونه وكف يده وهو ينظر إليها بغضب، لم يبالِ ببكائها وهتف بغضب هادرٍ قائلا:
-حالتها ماتهمنيش كل مرة أسيب شغلي بسببها النهاردة مديرة جامعتها جه يشتكي منها ..
لم تتحمل صوفيا، وهي ترى ارتجاف وذعر ابنتها، إجابتها قائلة:
-هي عملت إيه بنتي ماعملتش حاجة من غير سبب ..
خرجت من خلف والدتها ودموعها تنساب على وجنتيها تحرق روحها. هل هذا والدها السند لها الذي يحميها ويحتضنها ويكون مأوى لها؟ ولكن العكس دائما، لم يشعرها بحنان الأب ولا بالسند. دائما يعاملها بأسوأ معاملة. هتفت وشهاقتها تعلوا قائله:
-أنا تعبت ياماما كل مرة بتعرض للتنمر بسبب حجابي كلهم بيهربوا مني ذنبي اي يا بابا.
زفر بغضب حارق وهو ينظر لها بنظرات اخافتها واختبأت خلف أمها. اقتربت صوفيا حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها وهتف قائلا:
- قوليلها تقلع الحجاب دا وتغير الهدوم اللي هي لابساها دي وتلبس زي البنات مابتلبس مش عايز أشوفك بالهدوم دي ثاني.
انهى كلامه وخرج غاضبًا والشرر يتطاير من عينيه.
نظرت إلى أثره بكره شديد واستدارت إلى ابنتها وجذبتها إلى حضنها تمسح على شعرها بحنان وهي تشعر بالحزن الشديد على حالة صغيرتها ابتعدت عنها حياة ومسحت دموعها بأناملها وهتفت قائلة:
-ماما هستغنى عن أي حاجة إلا حجابي دا فريضة من ربنا هو تاج على رأسي أنا مش هقلعه حتى لوقتلوني..
تنهدت "صوفيا" بحزن عميق وهي تنظر أمامها بشرود قائله:
-منعني إني أشتغل علشان رفضت أقلعه وإنتي هيمنعك من دراستك.
ابتعدت عن أمها وجلست على أقرب أريكة، والحزن بادر على معالم وجهها. همست مرتجفة بدموع قائله:
-يا ماما مدير جامعتي قبلني بحجابي لكن كل اللي معايا بيتنمروا عليا مش عايزني معاهم أنا مش هكمل دراستي هنا ..
نظرت صوفيا إليها بتساؤل قائله:
-أومال هتكملي دراستك فين؟!
ظهرت ابتسامة شبه واضحة على ثغره، وأجابت قائلة:
- في بلدي أنا عايزه أرجع بلدي يا ماما..
تنهدت صوفيا بحزن، فهي تعلم أنه لن يوافق على هذا السفر مهما حدث، ولا تريد أن ترى دموع ابنتها كل يوم :
-أبوكي مش هيسيب شغله هنا ..
اخذت نفسا عميقا ودخلت غرفتها. هي تعلم أنها لا يمكن لها الذهاب إلى أي مكان بسبب والدها. أصبحت تريد فقط الراحة من كل ما تعيشه. دفنت وجهها بين يديها وبكت، بكت حتى تبللت وجنتيها.
**********************
في إحدى القرى الجميلة التي يسحرك جمالها، وتحديدًا في منزل صغير، كان يجلس جانب أمه ويتحدث معها، ولكنها "لا حياة لمن تنادي"، ينظر إليها بحسرة ودموع، وهو يراها دون حركة. هتف بدموع قائلا:
-من يوم الحادث وأنا مسمعتش صوتك. ياماما أنا بر بين الناس وحيد و إنتي هنا مش عايزه تتكلمي قولي حاجة انا ابنك ارسلان
تنهد بحزن ومسح تلك الدمعة التي حرقت وجنتيه،
و لمس ذلك التشوه الذي على وجهه وهتف بحزن قائلا:
- ماما أرجوكي إتكلمي بقيت أمشي بين الناس و الكل بيهرب مني بصي لوشي الكل بيخاف منه
دلوقتي أنا هروح..
قبل أن يدها وخرج من غرفتها، وضع غطاؤه على رأسه وخرج من منزله ينظر إلى الجميع بحزن شديد. الجميع لهم أصدقاء عائلة، ولكن هو كلما تجول بين الناس يهربون منه كأنه شبح. ولكن أصبح يعتاد على الأمر، اتجه إلى الغابة التي يجلب منها الأخشاب ويبيعها إلى امرأة يعلم أنها تستغله، ولكن ليس أمامه حل آخر. لا أحد يريد الشراء منه غيرها
***********************
في القرية نفسها بجانب منزل أرسلان، يوجد منزل جميل تعيش فيه سيدة تدعى أمل وابنتها أسيل. خرجت من المطبخ ووجدت ابنتها لا زالت تجلس. هتفت قائلة بتساؤل.
-أسيل دا أول يوم لكي في الشغل إتأخرتي ليه ..
حملت حقيبتها ووقفت من مكانها قائلة:
- أنا جاهزة ماما هنروح سوى طريق المكتبة قريب من المدرسة ..
-يلا بينا حبيبتي.
خرجوا من منزلهم واستقلوا سيارتهم الصغيرة واتجهوا إلى علمهم. نظرت أسيل إلى أمها قائلة بتساؤل.
- ماما حياة ماتصلتليش من وقت طويل..
تنهدت وهي تعرف معاناة اختها وابنتها، وأجابت قائلة:
-إنتي عارفه التنمر اللي بتتعرضله بسبب حجابها و قسوة ابيها..
-أنا مش فاهمه هما إيه دخلهم بحجابها ..
نظرت أمل إلى الطريق أمامها وهي تفكر كيف كان زوجها يعاملها، هي ابنتها، بأجمل معاملة كأميرة، ولكن اختها تعيش أسوأ الأيام مع زوجها. هتفت قائلة:
-أكثر حاجة بتوجع هو أبوها مش هامه غير الفلوس طلب منها تقلع الحجاب علشان مصالحه .
-أستغفر الله هو دا أب المفروض هو اللي يدعمها علشان تحافظ على حجابها..
وصلتُ أمام المكتبة التي تعمل فيها، هتفتُ قائلة
-أقفي هنا ياماما أنا وصلت..
نزلت من السيارة. هتفتُ أمل بابتسامة قائلة:
-حبيبتي خلي بالك على نفسك مع السلامه..
***************
في منزل صوفيا، خرجت من المطبخ على صراخ زوجها العالي، تنهدت بتعب ودعت أن يمر الأمر على خير. وجدته يجلس والابتسامة تعلو ثغره، وهتف قائلا:
-صوفيا صوفيا إنتي فين عايز أتكلم معاكي ..
نظرت إليه باستغراب، فهي كانت تعتقد أنه سيعود غاضبًا مثل كل يوم. هتفت قائلة بتساؤل:
-مالك في إيه خرجت وإنت متعصب ورجعت مبسوط ..
- نادي على بنتك لازم أقولها هي كمان ..
شعرت بالتوتر من هدوئه الذي لم تعتاد عليه، وشعرت أن هناك هدوء قبل العاصفة في هذه الأثناء، بينما صوفيا تحاول معرفة ما يدور في عقلها. خرجت حياة من غرفتها وجلست بجانب والدتها، وزعت نظره بينهما قائلا :
-النهاردة طلب مني مدير الشركة طلب لوعملته هبقى مدير لواحده من شركاته ..
تبادل النظر إلى بعضهم بتساؤل في صمت. فك حصار صمتهم صوت صوفيا قائلة بتساؤل.
-وإيه هو الطلب دا اللي هيخليك مدير؟!
هتفت بفرحة كأنه فعل إنجاز عظيم، ولا يعلم أنه يكسر قلب ابنته ألف مرة بجحوده وطعمه الذي لا ينتهي، قائلا:
-في اليوم اللي جه فيه المدير لعندي شاف حياة وعجبته وعايز يتجوزها ..
وضعوا كليهما ايديهم على أفواههم بصدمة، وقفت صوفيا وقد نفذ صبرها، صرخت بعصبية قائلة:
-إنت اتجننت هو مش مسلم وبسن أبوها أو أكبر كمان ..
تحدث وهو لا يبالي بمشاعر ابنته كأنها شيء يُباع ويُشترى ولا قيمة لها. أصبح يرى المال أهم من سعادة ابنته. هتف بكل طمع وابتسامة خبيثة تعلو ثغره، أجابها قائلا:
-إستني بس هو مسلم وعايش هنا من وهو صغير اما من ناحية إنه كبير في السن فهو قال إنه هيدفعلنا مبلغ كبير أوي..
انسابت دموع حياة في صمت. نظرت صوفيا إلى ابنتها بحزن وهتفت بغضب قائلة:
- إنت بتقول إيه عايز تبيع بنتك علشان الفلوس إنت أحقر شخص شوفته..
وقفت صوفيا بخوف شديد بينما تراجع يانيس بغضب حارق، ثم باغتها بصفعة عنيفة على وجنتيها، مما جعلها تسقط أرضًا. هتف يانيس بغضب هادر قائلا:
-أنا هخرج دلوقتي فكروا بالموضوع وهتتجوزيه سواء وافقتي او رفضتي ..
خرج بغضب، صفع الباب خلفه، ركضت حياة إلى صوفيا وساعدتها على النهوض، ثم جلست جانبها ودموع تنساب من عيونها بحزن وقهر. نظرت صوفيا لها وهتفت قائلة.
-اللي قاله دا مش هيحصل مش هتتجوزي العجوز دا .
هتفت حياة بدموع قائلة:
-ماما إنتي شايفه هو بيعاملني إزاي من وأنا صغيره وهو بيعاملني بقسوة وكنت بستحمل والنهاردة عايز يبيعني علشان مصلحته ..
فكرة صوفيا قليلة ثم قالت:
- لما يرجع هبلغه إنك موافقة ..
حياة بصدمه :
-إيه ..
مسكت يدها بحنان ومسحت دموعها وهتفت بجدية قائلة:
-علشان يكون عندنا وقت علشان أقدر أهربك بكره لعند خالتك لازم تهربي على أول طيارة ..
لم تصدق حياتها ما سمعته. هل حقًا ستذهب من هذا الجحيم؟ لم تفكر كثيرًا، وحضنت والدتها بفرحة وهتفت بسعادة قائلة:
-إنتي أحسن أم في الدنيا وأخيراً هرجع لبلدي ..
************************
في الغابة، انتهى أرسلان من جمع الأخشاب، مسح جبينه من العرق وجلس تحت ظل الأشجار. أخرج هاتفه وأجرى اتصالًا هاتفيًا مع تلك المرأة التي تأخذ منه الخشب. وبعد انتهاء المكالمة معها، جلس ينتظرها ويسترح قليلًا. لم يمر وقت طويل حتى وصلت إليه. نظر إليها قائلاً:
-الخشب جاهز إنتي كل مرة بتنقصي من الفلوس .
.
نظرت إليه بسخرية ثم ضحكت بصوت عالٍ قائلة:
-لولايا مكنتش بعت الخشب،مافيش حد هيشتري من واحد مشوه، أنا باخذ حق تعبي ..
حاول كتم غضبه وأجابها:
-تعب إيه إنتي بتاخذيه على الجاهز وتبيعيه وتاخذي المبلغ الأكبر من غير ماتتعبي ..
زفرت بغضب وهتفت قائله:
-لومش عاجبك مش هاخذوهم كل الناس رفضت إنها تشتري منك ..
علم أن الكلام معها لن يجدي نفعًا، فهي تستغل وضعه، وهو يصبر من أجل والدته، فهذا هو مصدر رزقه. أشار لها على الخشب قائلاً:
-طيب روحي حطلها الخشب فوق العربية..
أخذت المرأة الخشب ثم دفعت له بعض النقود، وذهبت وجلست حزينة تنظر أمامه بشرود. لماذا الجميع يهرب منه؟ ما ذنبه؟ هو لم يختار أن يكون مشوها. يتحمل كل شيء من اجل امه.
#المغوار_ ❤ #بقلم_حليمة_عدادي
_يا تُرى هل ستستطيع حياة السفر أم ستتزوج من صديق والدها؟
يا ترى ما سبب تشوه أرسلان ولماذا هو حزين وما هي حكايته؟
تابعوا الأحداث وسنعرف كل شيء، قصة جميلة أتمنى أن تنال إعجابكم.
كسرت قيود الألم وحررت نفسها من جبروت أب قاسٍ، وحلقت في فضاءٍ رحب وعانقت هواء الوطن الذي أنعش روحها من جديد.
Part 2
في منزل أمل، صباحاً، جلست على مائدة الإفطار هي
وابنتها. يتبادلون أطراف الحديث لأن اليوم كان عندهم إجازة من العمل. أضاءت شاشة هاتف أمل، نظرت إلى المتصل وظهرت معالم السعادة على وجهها. فتحت الخط بفرح قائله:
- السلام عليكم ياحبيبتي إزيك وإزي حياة ..
أجابتها صوفيا بصوت يبدو عليه التوتر والخوف قائله:
- وعليكم السلام مش وقت أسئلة ياأمل أرجوكي ساعدي حياة..
هتفت أمل وهي تشعر بالقلق من صوت صوفيا الخائف قائلة:
-في إيه اهدي ياحبيبتي وقوليلي أساعدك إزاي ..
هتفت صوفيا بصوت يبدو عليه القلق قائلة
-إسمعيني كويس، حياة دلوقتي في طائره استقبليها أول ما تنزل من الطيارة، و خذيها عندك لحد ما ألاقيلها حل ..
شعرت أمل بخوف صوفيا من كلماتها على ابنتها الوحيدة، هتفت تحاول طمأنتها قائلة:
-"إنتِ بتقولي إيه، حياة بنتي؟و هتبقى عندي قد ما تحب..
أجابتها صوفيا بامتنان وشكر قائلة:
-- أنا مش عارفة أشكرك إزاي، حياة. أمانة عندك
وماتقوليش لأبوها إني إتصلت بيكي ..
شعرت أمل بالحزن من أجل أختها؛ فهي أكثر شخص يعرف ما تعيشه أختها من معاناة مع زوجها. حاولت تطمئنها قليلاً ..
-ماتقلقيش عليها هي مع والدتها خلي بالك من نفسك ..
سمعت صوفيا صوت زوجها القادم، هتفت بسرعة قائلة: "
-مع السلامه أنا هقفل دلوقتي يانيس جه ..
وضعت أمل الهاتف أمامها وتنهدت بحزن، وهي تفكر فيما سيحدث لأختها. أنشلها من تفكيرها صوت أسيل قائلة بتساؤل:
-في إيه ياماما؟ خالتي صوفيا كويسة.
هتفت أمل بجدية قائلة:
-إنتي سمعتي اللي حصل؟ قومي غيري هدومك علشان تروحي تجيبي بنت خالتك من المطار على هنا أمان ..
وقفت أسيل من مكانها بسعادة وهتفت بسعادة قائلة
-أخيراً جت حياة دي وحشتني أوي أنا زهقت من الوحده..
تم تصحيح الفراغات بين الكلمات وإضافة نقطة في نهاية الجملة.
*********************
جلست صوفيا أمام يانيس بتوتر وهي تناجي الله في سرها أن يمر الأمر على خير وتنجو ابنتها منه. هي تعلم أن لن يمر ما فعلته دون غضبه، انشغلها من شرودها صوته قائلا:
-فين حياة ياسر هيجي بعد شوية..
-خرجنا علشان نشتري شوية حاجات وهي دلوقتي في أوضتها ..
وقف من مكانه وهو يسلط نظره على غرفتها قائلا:
-أنا هروحلها علشان أتكلم معاها شوية..
انهى كلماته واتجهى الى غرفتة ابنته وقفت خلفه صوفيا وهي تستعد الى تلك العاصفه القادمه.
طرق باب الغرفه عدة مرات وعندما لم يجد أي رد، فتح الباب وجد الغرفه مرتبه ولا يوجد أحد. شعر بالغضب اتجهى الى خزانة ملابسها فتحها وجدها فارغه. هنا علم أن ابنته لم تعد موجوده. غلى الدم في رأسه وصرخ بصوت عالي قائلا:
-صوفيااااا صوفيااااا ..
هرولت صوفيا إليه بخوف وتوتر قائلة"
-في إيه إنت بتزعق كدا ليه ..
نظر إليها وقد أصبح لون عيونه أحمر وشرر يتطاير من عينيه وهتف بغضب هادر قائلا"
-بنتك هربت إنتي كنتي فين اتكلمي أنا هقول إيه لياسر ضاع الشغل من بين إيديا ..
هتفت صوفيا وجسدها ينتفض من الخوف قائلة:
-هو دا كل اللي يهمك الفلوس وشغلك وبس مش هامك بنتك فين دلوقتي هي مالهاش أصحاب هنا..
خرج من الغرفة وهو في قمة غضبه، يكسر كل شيء أمامه، ويتحدث وهو ينهج قائلا:
-قرفت منها ومن عمايلها لولا شغلي مكنتش هدور عليها أنا هدور عليها وإنتي إعملي أي حاجة ..
انتهى كلامه وخرج مسرعًا. جلست صوفيا على أقرب أريكة وأخذت نفسًا عميقًا، براحه لانه لم يكشف أمرها.
**********************
في المطار وقفت حياة وهي تشعر بالخوف كلما مر أحد بجانبها، تشعر بالذعر كأن والدها قريب. انتفضت بفزع عندما شعرت بيدٍ على كتفها، استدارت بسرعة بهلع، ثم تنهدت بارتياح عندما وجدت أسيل. هتفت قائلة:
-أسيييل دي إنتي وقعتي قلبي كان هيغمى عليا بسببك ..
احتضنتها وهتفت بسعادة قائلة:
-حياة إزيك إشتقتلك يا قلبي.
مسكت يدها بفرح واتجهوا خارج المطار. هتفت: "حياة مردفة!"
-وأنا كمان إشتقتلك كثير بقالنا كثير مشوفناش بعض.
-يلا بينا أنا جيت بعربية ماما هيا هناك .
وصلوا إلى مكان السيارة، صعدت حياة و استقلت أسيل جانبها وانطلقوا. نظرت حياة إلى الطريق عبر نافذة السيارة بشوق، وأخذت نفسًا تستنشق هواء الوطن بسعادة، وهتفت قائلة:
-إشتقت لبلدي مستحملتش أبعد عنها..
هتفت أسيل قائلة بمزاح"
-البنات بيحلموا إنهم يسافروا لفرنسا و إنتي عايزه ترجعي منها ..
تنهدت بحزن، فهي منذ ذهابها إلى فرنسا تعاني الألم من طرف والدها ومن طرف آخر التنمر الذي أتعبها نفسياً، وأصبحت تكره البقاء هناك. أصبح كل شيء يخنقها. تحدثت بحزن قائلة:
-أنا بحبها لكن هناك الكل بيتنمر عليا وكل مايشوفوا هدومي بيسخروا مني وأنا مش هسيب حجابي علشان حد ..
هتفت آسيل بمزح، تحاول أن تنشلها من حزنها قائلة:
-لما نوصل للقريه الوضع مش هيعجبك وهتتمني إنك ترجعي لفرنسا ..
نظرت أمامها إلى طريق القرية بسعادة وهي ترى جمالها وبساطة أهلها. تحدثت ونظرها مسلط على الطريق قائله:
-على فكرة أنا بحب بلدكم وبحب الطبيعة ولما نوصل عايزه اتمشى في كل مكان فيها ..
نظرت أمامها إلى طريق القرية بسعادة وهي ترى جمالها وبساطة أهلها. تحدثت ونظرها مسلط على الطريق قائله"
-أنا إشتقتلك ياخالتي ..
-أهلاً بيكي ياحبيبتي وحشتيني أوي إنتي كويس ..
-متقلقيش عليا ياخالتوا أنا كويسه ..
جلسوا معًا وأحضرت لها أمل الطعام، وبدأت حياة تخبرهم عن حياتها في فرنسا. بعدما انتهت، هتفت أمل قائله"
-أنا جهزتلك الحمام تعالي و بعدها أدخلي علشان ترتاحي ..
إجابتها حياة بابتسامة"
-أنا كويسة أوي وبعد الأكل هخرج أتمشى في القرية كلها وبعدها عايزه أروح للغابة لوسمحتي لي ..
-تمام موافقة أسيل هتاخذك ..
*********************
في منزل أرسلان، جلس جانب والدته يشعر بضيق في صدره. لا معنى للحياة من دون أم، لقد فقد مصدر الأمان والحنان. كلما نظر إليها وهي لا تتحرك، يتألم قلبه ويتمنى لو كلمة منها تشفي جروحه. هتف بصوت حزين قائلا:
-ماما حبيبتي اتكلمي معايا إنتي زعلانه مني.
لم يجد منها أي رد، لقد اعتاد على صمتها وهذا ما يؤلمه. انحنى وقبل يدها، وخرج متجهاً إلى الغابة مثل كل يوم. وفي طريقه لفت انتباهه فتاة تبكي وشاب يمسك ذراعها، والآخر يبدو أنه يزعجها وهي تبكي بذعر. هرع إليهم مسرعا..
عندما هتفت الفتاة بدموع قائلة:
-لوسمحت أبعد عني ..
ضحك الشاب الذي يمسك ذراعها بصوت عالٍ قائلاً"
-أنا مش عايز حاجة ياقمر أنا بس عايز أتعرف عليكي ..
حاولت سحب ذراعها، ولكن دون جدوى، فهو أقوى منها. انسابت دموع حياة على وجنتيها، وهتفت بصوت مختنق بدموع قائلة:
-أنا مش عايزه أتعرف على حد أبعد عني ..
اقترب الشاب من حياة وظهرت ابتسامة لعوبة على ثغره، ولكن أفزعه صوت غاضب من خلفه قائلا:
-سيبوا البنت في حالها إنت مش سامع أنا قلت إيه ..
التفت بسرعة، ولكن عندما وجد أرسلان، هدأ روعه، رمقه بحنق متفصح من أعلاه إلى أخمص قدميه بنظرة محتقرة، وهتف قائلاً:
-ههه شوف مين اللي بيأمرنا المشوه ..
استغلت انشغالهم مع أرسلان ودفعته بقوة عنها، وركضت لتختبئ خلف أرسلان. مسكت فيه بذعر وهتفت بدموع قائلة:
- سعادني لوسمحت قلهم يروحوا ..
هتف الشاب قائلا:
-مش هنروح قبل مانتعرف..
قال كلماته ثم اقترب كي يأخذها من خلف أرسلان، ولكن دون سابق إنذار، تلقى صفعة قوية من أرسلان أسقطته أرضًا. نظر إليهم بغضب وهتف قائلا:
-لو مروحتوش من هنا هتشوفوا وش ثاني ماشوفتهوش قبل كدا ..
وقف ونظر إلى أرسلان بغضب وقال:
-ماشي هنروح دلوقتي لكن ابقى افتكرنا كويس ..
وقفت حياتها مكانها بتوتر مما حدث، لوهلة كانت ستكون ضحية ذئاب بشرية انشلتها من تفكيرها. صوت أسيل التي هرولت إليها قائلة:
-حياة أنا آسفة إتأخرت عليكي بسبب المكالمةمالك حصل إيه؟ حبيبتي...
ضغطت على يدها بتوتر والذعر لازم جالياً على معالم وجهها. هتفت قائلة:
-أنا خايفه في شابين اعترضوا طريقي وحاولوا إنهم ياخذوني معاهم لولا الشاب....
حضنتها بخوف عليها، هي تعلم أنها أخطأت. عندما تركتها وحدها، فهم ليس لهم أمان في هذا المكان. ابتعدت عنها وهتفت بعتذار قائلة:
-اهدي ياقلبي خذي نفس أنا آسفه كله بسببي المكان هنا مش آمن ..
ابتعدت عن أسيل عندما تذكرت الشاب الذي أنقذها، تفقدت المكان ولكن لم تجد له أي أثر، استدارتُ عند أسيل وهتفت قائلة بتساؤل:
-فين هو عايزه أشكره ..
- هو مين ..
نظرت حولها على أمل أن تجده أو تراه من ببعيد، ولكن كأنه اختفى. تحدثت قائلة:
-الشاب اللي أنقذني كان حاطط غطى على رأسه لكن أنا شوفت وشه كان مشوه علشان كدا كانوا بيسخروا منه ..
-هو مش بيتكلم مع حد يلابينا نبدأ جولتنا ولاعايزه نرجع البيت ..
حركت رأسها برفض وهتفت بحماس قائلة:
-لا أنا كويسه يلابينا عايزه أتمشى في كل مكان ..
هرولت نحو الغابة وهي تشعر أنها تعانق الحرية التي سُلبت منها منذ سنوات.
يتبع
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق