رواية دمعات قلب الدمعة الثالثة والرابعة بقلم رباب فؤاد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
استجابت(هالة) لرنين جرس الباب وفتحته لتجد حماها أمامها فقالت بترحاب صادق ـ"عمي؟! يالها من مفاجأة سارة. تفضل بالدخول."
دلف حموها للداخل في حين سألته هي في حيرة ـ"ولكن أين الأولاد؟ لقد ظننت أنهم في صحبتك."
أجابها الرجل في هدوء يحمل الكثير من الوقار في داخله ـ"لقد صحبهم(طارق) إلى الملاهي ولن يعودوا الآن."
دعته للجلوس وهي تقول بابتسامة هادئة ـ"أرجو ألا يكونا تسببا في الإزعاج لك أو لعمهما."
قال بنفس هدوءه الحازم ـ"إنهما ليسا بمثل شقاوة والدهما'رحمه الله' حين كان في مثل عمريهما."
ثم تابع بنبرة اهتمام ـ" كيف حال(هند) الآن؟"
أجابته في سرعة ـ"بخير والحمد لله, لقد تحسنت بعد تناول الدواء الذي أحضره لها عمها. يبدو أن لها مَعَزة خاصة عند جدها ليقطع كل هذه المسافة من أجلها."
لاحت نبرة حنان غريبة في صوته وهو يقول ـ"أنا لم أنجب بنات, لذا عوضني الله بـ(هند). أين هي؟"
نهضت قائلة ـ"نائمة بالداخل مع أمي, سأوقظها حالاً و..."
قاطعها بإشارة من يده قائلاً ـ"لا داعي لإيقاظ الصغيرة, ولكن إذا كانت والدتك متيقظة فأرجو أن تشاركنا الحديث."
عقدت حاجبيها للحظة أو أقل قبل أن تقول في سرعة ـ"بالطبع. سأستدعيها حالاً."
وبعد التحيات التقليدية ابتدر الرجل والدة(هالة) قائلاً بجدية ـ"لقد تقدمت إليك أنا وابني الراحل منذ عشر سنوات لخطبة ابنتك (هالة) بعد أن سمعنا عن أدبها وجمالها وأصلها الطيب, وطيلة هذه السنوات أثبتت كل ذلك عملياً وما زالت تثبته في تربيتها الممتازة لأبنائها رغم كل الظروف السيئة المحيطة بها."
قالت(هالة) في حيرة ـ"ظروفنا ليست بهذا السوء يا عماه. الحمد لله, نحن أفضل من غيرنا. صحيح أنني فقدت الزوج وأولادي فقدوا الأب لكننا لسنا وحدنا, جدهم وجدتهم وعمهم معهم بعد الله سبحانه وتعالى. إنهم بالتأكيد أفضل حظاً من كثير من الأطفال الأيتام."
وافقها قائلاً ـ"في الوقت الحالي كلامك صحيح, ولكن ماذا عن المستقبل؟ أنا لن أخلد في هذه الدنيا."
قالت في سرعة ـ"الأعمار بيد الله يا عمي, أطال الله عمرك."
رفع كفه في حزم قائلاً ـ"هاأنت قلتها, الأعمار بيد الله. والله وحده أعلم بمن سيموت الآن ومن سيموت فيما بعد, لذا أريد أن أطمئن على مستقبل أحفادي من بعدي."
تبادلت(هالة) نظرة حائرة مع أمها قبل أن تقول بحزم مماثل ـ"مستقبلهم بين يدي الله يا عمي. وبشهادة حضرتك فإن تربيتي لأبنائي مثالية والحمد لله, كما أن أمي معي ولا تنس أنها وحدها قامت بتربيتي, وأنا بإذن الله قادرة على فعل المثل."
تنهد الرجل في عمق قبل أن يقول ـ"لقد تغير الزمن يا ابنتي ومسئولياتك أكبر من مسئولية والدتك حينها كما أنك جميلة ومازلت صغيرة السن و..."
قاطعته بلهجة بدت حادة رغماً عنها قائلة ـ"لقد كانت أمي أجمل وأصغر سناً مني الآن ومع ذلك لم تفكر في الزواج ولو للحظة, وأنا لست بأقل منها."
تابع وكأنه لم يسمعهاـ"وإن لم يجذب جمالك الرجال, سيفعل ما ورثته عن زوجك."
احتقن وجه(هالة) في شدة في حين قالت أمها في سرعة ـ"لقد تنازلت ابنتي عن ميراثها في ممتلكات(حازم) وكذلك عن نصيبها في التعويض لصالح أبنائها."
وجه حديثه إلى الأم قائلاً بثبات ـ"هذا ما نعرفه أنا وأنت وليس العالم كله."
مالت(هالة) إلى الأمام وقالت في تحفز ـ"وأنا لست عديمة الشخصية لأن أستجيب لإغراء أي رجل مهما كان."
تراجع حموها للخلف في سرعة قائلاً ـ"معاذ الله أن تكونين هكذا أو أن أصفك أنا بذلك, ولكن في بعض الأحيان قد تشعرين بأنك وحدك في هذا العالم, ومن هذا المُنطَلَق قد توافقين على الزواج برجل ظناً منك أنه الشخص المناسب لك ولكنه ليس كذلك."
ازداد احتقان وجه(هالة) وعصبيتها التي جعلتها تغرس أظفارها في راحة يدها قبل أن تتمالك أعصابها لتقول في ثقة ـ"أنا على أتم الاستعداد لأن أقسم لك الآن بأنني لن أتزوج ثانية ولن أسمح لأي رجل بأخذ مكان(حازم) في بيته ولن..."
قاطعها بإشارة من يده قائلاً في هدوء ـ"رويدك يا بنيتي, أنا لم أطلب منك ذلك ولن أفعل أبداً. على العكس من ذلك, أنا هنا لأقنعك بالشخص المناسب."
اتسعت عينا(هالة) في شدة وهي تحدق في وجه حميها بذهول, حتى أن صوتها حين بارح حلقها كان متحشرجا من فرط دهشتها وهي تهب من مقعدها هاتفة ـ"ماذا؟!"
مالت(هالة) إلى الأمام وقالت في تحفز ـ"وأنا لست عديمة الشخصية لأن أستجيب لإغراء أي رجل مهما كان."
تراجع حموها للخلف في سرعة قائلاً ـ"معاذ الله أن تكونين هكذا أو أن أصفك أنا بذلك, ولكن في بعض الأحيان قد تشعرين بأنك وحدك في هذا العالم, ومن هذا المُنطَلَق قد توافقين على الزواج برجل ظناً منك أنه الشخص المناسب لك ولكنه ليس كذلك."
ازداد احتقان وجه(هالة) وعصبيتها التي جعلتها تغرس أظفارها في راحة يدها قبل أن تتمالك أعصابها لتقول في ثقة ـ"أنا على أتم الاستعداد لأن أقسم لك الآن بأنني لن أتزوج ثانية ولن أسمح لأي رجل بأخذ مكان(حازم) في بيته ولن..."
قاطعها بإشارة من يده قائلاً في هدوء ـ"رويدك يا بنيتي, أنا لم أطلب منك ذلك ولن أفعل أبداً. على العكس من ذلك, أنا هنا لأقنعك بالشخص المناسب."
اتسعت عينا(هالة) في شدة وهي تحدق في وجه حميها بذهول, حتى أن صوتها حين بارح حلقها كان متحشرجا من فرط دهشتها وهي تهب من مقعدها هاتفة ـ"ماذا؟!"
أما والدتها فقد لاحت رنة الغضب في صوتها وهي تقول ـ"ماذا تعني بقولك هذا يا حاج؟ بل ماذا تظن بابنتي من الأساس؟"
وَجَه حديثه إلى الأم ثانية قائلاً بنفس الهدوء ـ"صدقيني يا سيدتي, أنا أهدف من وراء ذلك إلى تأمين مستقبل ابنتك وأحفادي. ولولا احترامي لكما ما أتيت بعرضي هذا."
قالت الأم بحزم ـ"أي عرض تقصده يا حاج؟ لقد مرت ستة أشهر فقط على وفاة ابنك الأكبر وأنت تطلب من أرملته الزواج؟ أهذا معقول؟"
تنهد الرجل في ألم قائلاً ـ"لم يحزن أحد على(حازم) قدر حزني عليه. لقد كان أول أبنائي وأشبههم بي في الشكل والطباع, وكانت صدمة فقدي له قوية. أنت تعرفين بالطبع أنني أصبت بعد وفاة (حازم) بذبحة صدرية ما زلت أعاني من آثارها حتى الآن, وليس أصعب على نفسي من أن أطلب من أرملة ابني أن تسمح لرجل آخر بأن يحل محل(حازم), لكن هذا الرجل لا يختلف كثيراً عنه, فلكليهما نفس المَعَزة في قلبي لأن كلاهما ابني."
التفتت(هالة) إليه بحركة حادة عكست رفضها واستنكارها للأمر خاصة حين تابع حموها قائلاً بهدوء ما زال مشوباً برنة ألم ـ"أنا أعرض عليك الزواج من ابني الدكتور(طارق)."
و كانت مفاجأة قاسية ل(هالة).
**************************
الدمعة الرابعة
4- "لا وألف لا...مستحيل."
هتفت(هالة) بهذه العبارة في إصرار بعد انصراف حميها وهي تذرع الغرفة جيئة وذهاباً قائلة بثورة مكتومة ـ"هل أصبحت حكراً على هذه العائلة؟ أيظنوني جزءاً من ميراث ابنهم؟ وكيف..."
قاطعتها أمها قائلة بهدوء ـ"اجلسي لنتحدث بهدوء يا ابنتي."
التفتت(هالة) إليها هاتفة بانفعال ـ"هدوء؟ إن دمي يغلي منذ سمعت عرض حماي العزيز. آه لو رأيت(طارق) الآن لـ..."
قاطعتها أمها في حزم هذه المرة قائلة ـ"قلت اجلسي, إنك تثيرين أعصابي بحركاتك المتوترة تلك."
أطاعتها(هالة) وملامحها تشي بتبرمها الشديد, في حين تابعت والدتها في حنان قائلة ـ"ما وجه اعتراضك على(طارق)؟ لقد قلت بنفسك أنه ابن حلال وحنون, وأبلغ دليل على ذلك هو حب أولادك له وتعلقهم به."
أجابتها(هالة) في حدة قائلةـ"حب أولادي له لا يعني بالتبعية الزواج منه, وإلا انتظرت عرض بالزواج من كل من يقدم لهم قطعة شيكولاتة."
ربتت أمها على كتفها في حنان قائلةـ"حبيبتي...(طارق) إنسان متميز وحموك يهدف إلى..."
قاطعتها(هالة) هذه المرة هاتفةـ"أنا لست ساذجة لأصدق ما قاله, حماي يهدف إلى فرض وصاية دائمة علينا بصفتنا جزء لا يتجزأ من تركة ابنه الراحل, وإذا كان ولا بد من زواجي, فلأتزوج ابنه الثاني وأنفق ميراثي عليه باعتباره أولى من الغريب."
رمقتها أمها بنظرة صارمة وهي تقول بحزم ـ"لن أواصل الحديث معك وأنت بهذه العصبية. أنت الآن ميئوس منك بالمرة."
قالتها وهي تنهض متجهة إلى غرفتها مغمغمة في حيرة ـ"إنك لم تكوني أبداً بمثل هذه العصبية والفظاظة, لقد تغيرت."
اغرورقت عينا(هالة) بدموع ساخنة, وهي تخفي وجهها بين كفيها بعد ابتعاد أمها, وكيانها يصرخ ألماً نعم تغيرت...منذ ارتبطت بهذه الأسرة وأنا في تغير مستمر,
تعلمت أن أعاشر زوجاً عمله هو أهم ما في حياته,
تعلمت أن الحب ليس أساس كل شيء و...
ولكنني تحملت المسئولية وحدي, وهاأنذا حائرة بين ما أؤمن به وبين ما تعودت عليه مع زوجي.
هل أجعل الحب أساساً لحياتي و حياة أبنائي,
أم أمشي على نهج زوجي؟
والأدهى موضوع شقيقه هذا...
كيف أجرع من ذات الكأس مرتين؟
صحيح أن(طارق) على طرفي نقيض من شقيقه, إلا أنه كما يقولون 'العرق دساس'.
ثم كيف تتحول علاقتي ب(طارق) من كونه أخ لزوجي الراحل وعم لأبنائي إلى زوج مثله مثل أخيه؟"
إنها بالفعل لم تفكر في الزواج, ولن تفعل بعد ما عانته في زواجها السابق, لكن مع إصرار أمها وحميها...
أمها تحاول إقناعها بأن الأمر مدعاة لفخرها, خاصة بعد أن قال حميها أنه لن يجد زوجة لابنه أفضل منها, وتشدد على أن الزمن تغير وأنها وحيدة في هذا العالم دون أخ أو أخت, وحملها أثقل من أن تحمله وحدها.
ولكن كيف ستواجه الناس بزواجها قبل انقضاء عام على وفاة زوجها, ناهيك عن أن الزوج الجديد هو شقيق الزوج الراحل.
يقولون في الأرياف إنها التقاليد, ولكنها ليست في الأرياف. إنها في العاصمة, في قاهرة المعز حيث لا يعرف أحداً ما يجري للمحيطين به إما لانشغاله أو لعدم اهتمامه.
قد تكون هذه نقطة في صالح زواجها من(طارق), ولكن ماذا عنها هي؟
ماذا عن حالتها النفسية؟
كيف ستغير نظرتها إليه من أخ وصديق إلى زوج؟
"يا الهي!!! إن جسدي يقشعر لمجرد تصور الفكرة."
همست بهذه العبارة لنفسها سراً وهي تسترجع في ذهنها كل الأفلام العربية التي تزوج فيها البطل من أرملة شقيقه مرغماً.
نعم مغرماً, لقد صارحها حموها بقوله أن ابنه لم يعتد رفض طلبات أو أوامر والده.
إذاً حاله ليس أفضل من حالها, فكلاهما في الهم سواء.
لذا ستنتظره حين يعود وتواجهه و...
وأخذت تخطط لما ستقوله.
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺