أعلان الهيدر

2024/06/30

الرئيسية رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه هديل نور حصريه وجديده

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه هديل نور حصريه وجديده


رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه هديل نور حصريه وجديده 

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه هديل نور حصريه وجديده 


هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف يملئه التحدى والأصرار بينما تتماسك بصعوبة حتى لا تنهار امامه..

=اقتلنى.... برضو هتجوزه...

لتكمل و هى تصرخ بوجهه باصرار اكبر

=سامع... هتجوزه.. هتجوزه.... 


اشعلت كلماتها الغضب و الغيرة بدماءه فلم يشعر بنفسه الا و هو يخرج مسدسه من الجيب الداخلى لسترته و يغرز فوهته بجبين غزل التى اتسعت عينيها بصدمة و خوف لكنها سرعان ما تغير هذا الخوف الى استسلام ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة هامسة بصوت مرتجف وقد احتقنت عينيها بالدموع 

=عايز تموتنى... يا جابر..؟؟ 

لتكمل و الدموع تنساب من عينيها تغرق وجنتيها و هى ترفع يدها لتحيط بيده الممسكة بالمسدس و تدفعه نحو جبينها بقوة اكبر حتى انغرزت فوهته بقسوة به

=موتنى... موتنى و ريحنى من العذاب اللى انا فيه.... موتنى.... 


ارتجفت يد جابر الممسكة بالمسدس و هو يشعر بعالمه ينهار من حوله هو يرى استسلامها هذا نزع يده من يدها و ادار فوهة المسدس نحوه هاتفاً بألم

=لا يا غزل انا اللى هموت يمكن ترتاحى من العذاب اللى معيشك فيه .... 

ليكمل بصوت متكسر و العذاب يملئ وجهه و هو يدفع المسدس الى صدره اكثر 

=انا مقدرش اعيش و انتى ملك لغيرى... انا الموت عندى ارحم.... 


شحب وجه غزل شاعرة بالدماء تحف بعروقها فور سماعها كلماتها تلك تسلطت عينيها برعب فوق اصبعه الذى كان على زناد المسدس همست بصوت مختنق

=نزل المسدس ده يا جابر.... و اعقل


قاطعها هاتفاً بنبرة شبه هستيرية و قبضته تتشدد بقوة فوق المسدس

=ليه... اهمك اوى...


انفجرت باكية و الخوف و الرعب يسيطران عليها من ان ينفذ تهديده بالفعل فهى لن تحتمل خسارته 

=تهمنى و الله تهمنى... انت عارف انت ايه بالنسبالى.... 

لتكمل وهى تربت على صدرها برجاء هامسة بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها التى كانت تهز جسدها بالكامل

=علشان خاطرى يا جابر نزل المسدس.. 


هتف بعنف مكبوت و تعبير من الالم و العذاب يرتسمان على وجهه

=الموت عندى ارحم من انك تبقى لغيرى.... 


هزت رأسها بقوة كانت ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها.كانت يداها ترتجفان بشدة لدرجة أنها بدت وكأنها قد تنهار بأى لحظة

=مش هتجوزه والله ما هتجوزه..... 


صدم جابر ولم يستطع سوى التحديق بها و كان الأمل حادًا و ساحقًا يضرب بعمق في قلبه ويغمر عروقه بالدفىء المهدئ

= هتتجوزينى.....؟! 


اومأت برأسها بصمت بينما دموعها تغرق وجنتيها ليسرع بالقاء المسدس من يده و جذبها بعنف نحوه ضامماً اياها بين ذراعيه بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس قام بدفن وجهه في شعرها و أغمض عينيه يستنشق رائحتها بعمق.

بينما احتضنته هى الاخرى تغلق عينيها بقوة ولايزال الشعور بالرعب من فقده تسيطر عليها فهى تحبه بل تعشقه حد الجنون رغم محاولتها فى اقناع نفسها طوال السنتين الماضيتين بعكس ذلك...


ابعدها برفق من بين ذراعيه يمسح دموعها العالقة بوجنتيها متأملاً الاحمرار الشديد لانفها و وجنتيها احاط وجهها بيديه هامساً بصوت حنون

=فراولتى.... 


ارتعشت ابتسامة فوق شفتيها فور تذكرها لهذا الاسم الذى كان معتاداً ان يناديها به بسبب حمرة انفها الذى كان يحدث عند اقل انفعال لها..

=تصدق واحشنى الاسم ده....


ابتسم ممرراً يده بحنان فوق انفها وجانب وجنتيها متلمساً جلدها الذى كان حريرى الملمس

=وانا واحشنى الاسم...و صاحبة الاسم.... 

ابتسمت بخجل مما جعله يبادلها الابتسام و عينيه التى كانت تتأملها تلتمع بالشغف 

=بس خلاص هانت بكره تبقى ملكى يا غزل....و محدش هيقدر يبعدنا عن بعض تانى....مهما حصل....

ليكمل بجدية و هو يشدد من قبضته حولها

=اسمعينى يا غزل كويس علشان ربنا يتممها بنا على خير...اللى فات مات...لا انا ولا انتى هنجيب سيرته تانى... ... 


قضبت حاجبيها قائلة بارتباك 

=طيب و بسمة .!!! انت عارف انها مش هتسكت لما تعرف اننا هنتجوز... 


توتر فكيه فور تذكره لشقيقته و ردة فعلها التى ستكون على زواجهم هذا زفر بقوة قائلاً و هو مستمر بتمرير اصبعه فوق خدها 

=اكيد مش هتسكت... وهتبهدل الدنيا بس غصب عنها هتتقبل فى الاخر الموضوع... المهم عندى انك مهما حصل مترديش عليها... 


انهى جملته طابعاً قبلة على جبينها وهو يتمتم 

=انا حاسس انى بحلم يا غزل... مش مصدق ان احنا مع بعض زى زمان.......... 

اكمل و هو ينظر اليها باهتمام

=مبسوطة يا حبيبتى..؟! 


اومأت مبتسمة و هى تشعر بقلبها يقفز فى صدرها من شدة الفرح ارتمت بين ذراعيه تحضنه بقوة و هى تحمد الله على عودته لها فقد كانت فقدت الأمل من يكونوا سوياً مرة اخرى.... 


ابعدها برفق من فوق صدره و عينيه منصبة فوق وجهها يتأملها بعينين تلتمع بالعشق و الشغف و عندما استقرت عينيه على شفتيها تحولت لونها الى لون مظلم بالرغبة اخفض رأسه نحوها و عينيه مسلطة على شفتيها لكنها اسرعت بالتراجع الى الخلف بقوة مما جعلها تتعثر و تكاد تسقط لكنه اسرع بالامساك بها هتفت بحدة و هى تحاول الابتعاد عنه

=بتعمل ايه يا جابر انت اتجننت ولا ايه....؟؟ 


غمغم جابر و هو يحاول الوصول الى شفتيها مرة اخرى

=و فيها ايه مش هتبقى مراتى.... 

دفعته بقوة فى صدره من ثم فرت هاربة الى نهاية الغرفة

=لا يا حبيبى لما ابقى مراتك.....ابقى اعمل اللى انت عايزه... لكن دلوقتى لا

لتكمل بحدة هجومية و هى تضع يديها بخصرها عندما اقترب منها و اصبح يقف امامها مرة اخرى 

=ولا علشان سيبتك تحضنى و انا بعيط هتعيش الدور........ 


قاطعها هاتفاً و هو يضع يده فوق فمها

=خلاص...خلاص اقفلى ام الراديو اللى اتفتح ده.. مش عايز منك حاجة يخربيت كده....

ازال يده من فوق فمها كن ثم انحنى هامساً بالقرب من اذنها يصوت اجش مغرى 

=بس انتى قولتى لما نتجوز هعمل اللى انا عايزه...يعنى هتسبينى بجد اعمل اللى انا عايزه يا فراولتى؟؟ 


اشتعل خدييها بحمرة الخجل لتهز رأسها بالموافقة و هى تغرز اسنانها بشفتيها مما جعله يضرب يديه بساقيه وهو يهتف بنفاذ صبر 

=القوة من عندك يا رب... 


هتفت بتلعثم من شدة الحرج الذى كانت تشعر به بينما تدفعه نحو باب الغرفة

=اتكل على الله يلا جابر بدل ما عمتك لبيبة تشوفنا و تفرج علينا البلد كلها.... 


وقف جابر عند باب الغرفة ممسكاً باطاره رافضاً التزحزح من مكانه قائلاً بلهفة

=طيب سامعينى واحدة من بتوع زمان خلى القلب يرجع يحي من تانى..... 


ارتعشت شفتيها فى ابتسامة هامسة بصوت منخفض يملئه الخجل

=جابرى..... 


فور نطقها للأسم اطلق هدير صاخب و هو يغمغم بحماس و فرح ممسكاً بيديها بين يديه

=قلب و عمر و حياة جابرى.... جابرى اللى كان تايه و ميت من غيرك... و النهاردة بس اتردت فيه الروح


ضغطت على يديه المحيطة بيديها هامسة باعين تلتمع بالدموع التى عاودتها من جديد

=و انا مكنتش عايشة... كل يوم كنت بشوف معاملتك و طريقتك معايا كنت بموت الف مرة... 


رفع يدها الى فمه يطبع براحتها قبلة عميقة قبل ان يغمغم قائلاً بألم

=كان غصب عنى يا فراولة...كان غصب عنى.... سامحينى... 


اجبرت شفتيها على الابتسام للتخفيف من حزنه 

=احنا مش قولنا اللى فات مات..


اومأ برأسه و هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه

=ايوة يا حبيبتى مات و اتدفن... 

ليكمل وهو يطبع على راحة يدها قبلة اخرى

=تصبحى على خير يا فراولتى.. 


اجابته هامسة وعينيها تلتمع بحبها و الفرح الذى يتراقص بداخلها

=و انت من اهل الخير يا جابرى... 


اطلق هدير اخر جاذباً اياها بعنف نحوه و هو يتمتم 

=هتجنينى... عليا النعمة هتجنينى و هاين عليا اشيلك على كتفى دلوقتى واطلع بيكى على اقرب مأذون... مسمعكيش بتقولى الاسم ده لحد ما نتجوز


سددت له لكمة خفيفة فى كتفه قائلة بغضب مصطنع 

=اطلع برا يلا يا جابر.. بدل ما اغير رأى و اقولك مفيش جواز خالص


تنهد قائلاً باستسلام و هو يفرك مؤخرة عنقه بعبوس

=حاضر... امرى لله... 

ثم استدار مغادراً متمتماً باستياء واضح

=عيله نكدية... صحيح مالكيش فى الطيب نصيب صحيح


مما جعلها تنفجر ضاحكة بينما ابتسامة واسعة ملئت شفتيه فور سماعه ضحكتها تلك..

اخذت تتابعه حتى اختفى من الرواق قبل ان تغلق الباب و تعود لداخل غرفتها تقفز مكانها فرحة لكنها توقفت مكانها تعقد حاجبيها بقلق عندما سمعت طرقاً على الباب الذى فتح ودلف مرة اخرى جابر الى الداخل قائلاً بعبوس 

=هو انا رايح فين و سايبك هنا....!! 


هزت غزل رأسها مغمغمة باستفهام

=هنا فين مش فاهمة.....اومال هروح فين...؟؟؟ 

لكنها قطعت جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما انحنى فجأة و حملها بين ذراعيه متجهاً بها خارج الغرفة 

=جابر بتعمل ايه نزلنى...؟؟ 


طبع قبلة حنونة على مقدمة انفها قبل ان يجيبها بهدوء

=هخدك على اوضتك القديمة اللى جنب اوضتى يا فراولة اكيد مش هسيبك هنا تانى.... 


تنهدت مبتسمة محيطة عنقه بذراعيها فور سماعها كلماته تلك و هى تشعر بالسعادة بداخلها بانها اخيراً ستتخلص من غرفتها البالية تلك...


عبر جابر و هو يحملها بين ذراعيه ردهة المنزل التى كانت خالية فى هذا الوقت من الليل حيث كان الجميع بغرفهم نائمين.. 


فتح باب غرفتها القديمة و انزلها على عتبتها الداخلية برفق

ثم وقف يتأملها عدة لحظات باعين تلتمع بها الشغف قبل ان يحيط رأسها بيديه مقبلاً اعلى جبينها و اخرى على خدها المحمر هامساً باذنها بصوت ملئ بعشقه لها

=بحبك يا غزل.... اقسم بالله بحبك.... 


امتلئت عينيها بالدموع وقد اخذت ضربات قلبها يعصف بداخلها فور سماعها كلماته تلك.. 

همست بصوت منخفض وشفتيها ترتجفان تأثراً احاطت خده بيدها متحسسة جلده باطراف اصابعها بحنان 

=و انا بحبك يا جابر... بحبك اكتر من أى حاجة و أى حد فى الدنيا دى


ضمها بحنان اليه عدة لحظات مستمتعاً بشعوره بوجودها بين ذراعيه ثم قبلها على رأسها متمنياً لها ليلة سعيدة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بهدوء.. 


بينما انطلقت غزل لداخل الغرفة تلتف حول نفسها تتأمل بفرح و اشتياق غرفتها القديمة قبل ان ترتمى فوق فراشها ذو المرتبه الناعمة و هى تتنهد بسعادة و فرح. 


༺༺༺༻༻༻


فى صباح اليوم التالى.... 


اخذت لبيبة تبحث بارجاء المنزل بحثاً عن غزل بعد ان ذهبت الى غرفتها التى تقع بالقبو و وجدتها فارغة فى البداية ظنت انها بالحظيرة تطعم الماشية لكنها لم تكن هناك ايضاً ايمكن ان تكون فعلتها و نجحت بالهروب اخيراً... فبكل مرة كانت تحاول الهرب بها كان جابر يحبط محاولاتها تلك حتى يأست و لم تحاول الهروب مرة اخرى منذ اكثر من سنة اشرق وجه لبيبه و هى تهمهم محدثة نفسها بفرح

=باينها عملتها بجد و هربت... اللهى لا ترجع و يتقطع حسك من الدنيا خالص يا بنت ازهار خالينى ارتاح.


ثم صعدت الدرج مسرعة حتى تخبر جابر و هى تستعد لرسم الفزع و الحزن الكاذب على وجهها لكن تجمدت خطواتها عندما مرت فى طريقها على الغرفة القديمة لغزل و وجدت ان القفل الذى كان يضعه جابر على بابها قد اختفى قبضت على الباب و فتحته لتندلع نيران الغضب و الكراهية بعروقها فور رؤيتها لتلك المستغرفة بالنوم بمنتصف الفراش مسترخية و على شفتيها يرتسم ابتسامة حالمة لم تشعر لبيبة بنفسها الا وهى تندفع نحوها وهى تصرخ بغل

=انتى نايملى هنا يا بنت الرافدى.... 

قبضت على شعرها تجذبها منه بغل مما جعل غزل تنتفض مستيقظة و هى تصرخ بألم جذبتها لبيبة من شعرها حتى اسقطتها ارضاً و هى تهتف بشراسة

=ليلة امك سودا... ان ما قطعت من لحمك و أكلته لكلاب السكك.... 


حاولت غزل مقاومتها ودفعها بعيداً لكنها عجزت فقد كانت ذات بنية جسدية اقوى منها بكثير لكن فجأة وجدت لبيبة تجذب للخلف بعيداً عنها بقوة و صوت جابر يعصف فى الارجاء بغضب

=بتعملى ايه...اوعى..... 


هتفت لبيبة و هى تتراجع الى الخلف بعيداً عن قبضة جابر 

=اوعى سيبنى اربيها... البت كسرت كلامك و فتحت الباب و نامت فى الاوضة بكل بجاحة..... 

لتكمل و هى تحاول الهجوم على غزل مرة اخرى

=و حياة امها لأعلمها الادب..... 


صرخت غزل فى خوف مندفعة نحو جابر تطلب منه الحماية مختبئة خلف ظهره لكن اهتز جسدها بصدمة عندما قبض على ذراعها بقسوة يجذبها من خلفه و يضعها امامه هاتفاً بها بقسوة 

=ايه اللى نيمك هنا يا بت انتى....انا مش منبه عليكى رجلك متخطيش هنا.. 


شعرت غزل كما لو دلو من الماء المثلج انسكب فوق رأسها اخذت تنظر اليه بارتباك.. 

شاعرة بألم يمزق قلبها فور رؤيتها لنظرة الكراهية التى عادت الى عينيه مرة اخرى 


همست بصوت مرتجف و هى تحاول استيعاب ما يحدث

=جابر.... مش انت اللى...... 


لكنه قاطعها هاتفاً بشراسة و تعبير من القسوة يملئ وجهه

=اقطمى خالص و مسمعش نفسك.... ده انت ليلة ابوكى سودا النهاردة.... بتخلفى اوامرى... بتعاندى معايا يا روح امك....... 


ارتجف جسدها بخوف عند سماعها الغضب العاصف الذى بصوته لكن ازداد ارتجافها اكثر و هى تسمع لبيبة تهتف بشماتة 

=ايوة ربيها و عرفها مقامها... اكسرلها دراع و لا رجل خليها تعرف ان الله حق.... 


لتكمل وهى تتجه نحو باب الغرفة تستعد للمغادرة بينما تلقى نظرة شامتة على وجه غزل المنكوب الشاحب

=ما اروح اصحى عثمان... و اشوفله حاجة يصبر نفسه بها لحد ما تكون خلصت معاها و تحضرلنا الفطار... 

ثم غادرت الغرفة و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها... 


اقترب جابر من غزل التى تراجعت بخوف الى الخلف و هى تضع يديها فوق وجهها بحماية مطلقة نحيب ملئ بالخوف متوقعة ان تأتيها ضربته بأى لحظة كما وعد و لكن و لمفاجأتها شعرت بيده تمر بحنان فوق شعرها بينا يده الاخرى تمسك بيديها التى تغطى وجهها ويبعدها بعيداً قائلاً بصوت حنون دافئ مغايراً تماماً لقسوته السابقة

=اهدى يا حبيبتى...متخفيش مش هضربك.... 

انهى جملته مقبلاً اعلى رأسها لكنها نزعت نفسها بقوة من بين ذراعيه متراجعة للخلف هاتفة بغضب و هى لا تفهم ما يحدث معه 

=انت مجنون.. مجنون و مش طبيعى و عايز تجننى معاك... 


لدهشتها رأته يطلق ضحكة منخفضة بدلاً من غضبه من كلماتها تلك اقترب منها مرة اخرى جاذباً اياها بين ذراعيه قائلاً بتسلية و هو يقبل خدها الذى كان مشتعلاً بسبب غضبها

=ايوة مجنون... مجنون بالفراولة.... يا فراولة


دفعت وجهه بعيداً عنها وهى تهتف بغضب و عصبية و هى تشعر بانها تكاد ان تجن 

=فراولة لما تقف فى زورك..انت عايز تجننى معاك..... 


تنهد جابر باحباط عندما ادرك مدى غضبها و ان اى من محاولاته للتخفيف من حدة ما حدث لن تفلح معها احاط بيديه وجهها 

=انا عارف انك مش فاهمة اللى عملته قدام لبيبة و انى غلطت و كان المفروض امسك لبيبة من شعرها واطردها برا البيت علشان لمستك... بس انا مكنتش عايزها تعرف ان احنا اتصالحنا و رجعنا لبعض.... 


هتفت غزل بحدة و عينيها لازالت تعصف بالغضب

=ليه بقى ان شاء الله..؟!!! 


اجابها بهدوء واصبعه منشغل فى تحسس خدها الحريرى

=علشان دى ست شر....و لو عرفت مش هتسكت وهتعمل مشاكل ده غير ان خلاص بقنعها تبيعلى نصيبها فى الارض هى و خالانى... و لو عرفت اننا رجعنا لبعض مش هتبيع وانتى عارفة هما ماشيين وراها ازاى...هى اللى بتحركهم و ممكن وقتها يبيعوا لولاد الطحاوى وانتى عارفة يا غزل انا عندى اموت ولا ان شبر من ارضنا يملكه الطحاوى وعياله... 


عقدت غزل حاجبيها و هى تتذكر العدواة الدامية التى بين جابر و عائلة الطحاوى 

=ايوة عارفة... 

لتكمل و هى تزفر بقلق 

= طيب والحل ايه....؟! 


مرر يده بحنان فوق احد حاجبيها يفك عقدته و عينيه التى تلتمع بالعشق مسلطة عليها يتشرب ملامحها بشغف

=الحل... اننا ننزل المنصورة الاسبوع الجاى و نتجوز هناك... 


جفلت وخطت خطوة إلى الخلف وذراعاها تلتفان حول نفسها عندما اصابتها رجفة جعلت جسدها يهتز

=عايز تتجوزنى عرفى يا جابر.....هى دى اخرتها.....


قاطعها على الفور و هو يشاهد بألم الضعف الذى يلتمع في عينيها لقد كانت خائفة.. خائفة منه.. لقد أصابته طعنة حادة بصدره لأن خوفها هذا كان هو سببه..... 

=عرفى ايه يا حبيبتى اهدى بس...... 

زفر بعمق وهو يفرك وجهه بقوة محاولاً السيطرة على اعصابه وعندما نجح اكمل بصوت هادىء نوعاً ما

=احنا هنتجوز على سنة الله و رسوله... و هيكتب الكتاب مأذون شرعى و أول ما اخد منهم الارض هعمل لنا فرح يتحاكى عنه البلد كلها.....


هزت رأسها وقد ارتفعت الدموع في عينيها هامسة برفض قاطع

=لا.... برضو مش موافقة احنا نستنى لحد ما يبيعوا ووقتها نبقى نكتب الكتاب مع الفرح..... 


قاطعها بصوت عاصف وقد تحولت عينيه للون اسود مظلم من شدة الغضب 

=انتى عارفة علشان اقنعهم فيها كام شهر عايزانى اسيبك..من غير ما اربطك بيا كل الوقت ده... 


غمغمت بصوت مكتوم باكي 

=و ايه يعنى ما انا طول السنين اللى فاتت مكنتش مربوطة بيك ايه اللى جد يعنى... 


زمجر بقسوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة بسبب نيران الغيرة التى تتأكله

=اللى جد ان فى حد استجرى و طلب ايدك..و عايز يتجوزك.. انا بعد اللى حصل ده مش هقدر استنى يوم واحد وانتى مش على ذمتى..ملكى..

ليكمل و هو يمسك بذراعيها قائلاً بتملك حارق 

=انا من امبارح مش عارف انام مش عارف اكل ولا اشرب ولا افكر فى حاجة...فى نار فى قلبى و مش بتهدى و لاهتهدى الا لما تبقى ليا....


وقفت غزل تنظر اليه بعجز و الخوف يتملك منها لا تعرف بما تجيبه..

لم يعد جابر قادرًا على الوقوف أمامها وهي تنظر إليه مع الكثير من عدم اليقين والقلق في عينيها قام بسحبها بعنف نحوه محتضناً اياها بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس.. دافناً وجهه في جانب عنقها و أغمض عينيه مستنشقاً رائحتها وامتص إحساسها على جلده فقد كانت موشومة على كل جزء من قلبه و روحه لا يعلم كيف تحمل السنتين الماضيتين بدونها... 

=وافقى يا حبيبتى.. وافقى و انا اوعدك 3 شهور بالكتير و هكون خلصت كل حاجة معاهم و وقتها هعملك اكبر فرح فى مصر كلها... 


ليكمل بصوت معذب ملئ بالألم و هو يزيد من احتضانه لها كما لو يرغب بدفنها داخل صدره هامساً باذنها بصوت مرتجف 

=وافقى يا حبيبتى.. وافقى علشان خاطرى.... متعذبنيش اكتر من كدة


استسلمت غزل عند سماعها العذاب الواضح بصوته هامسة بصوت مختنق 

=موافقة...... 


اطلق جابر زفيراً طويلاً ينم عن ارتياحه ثم ابعدها بحنان عن صدره طابعاً بشفتيه قبلة فوق جبينها 

قبل ان يبدأ ان يشرح لها خطتهم التى سيقوموا بتنفيذها بعد ثلاثة ايام من الان فسيخبروا لبيبة بان غزل ستقضى يومين بالمشفى مع والدتها لسوء حالتها المرضية ثم سيأخذها الى المدينة سيكتبون الكتاب هناك.. 


༺༺༺༻༻༻


بعد مرور ثلاثة ايام... 


كانت غزل بغرفة النوم التى بشقة جابر التى تقع بالمدينة تقف تشاهد بفرح انعكاس صورتها بالمرآة فقد كانت ترتدى فستان ابيض انيق قد اشتراه لها جابر مع العديد و العديد من الملابس فور وصولهم الى مدينة المنصورة بصباح اليوم..

قامت بعقد حول رأسها حجابها الذى كان يماثل لون فستانها مما اضاف اليها جمالاً فوق جمالها... 

فور ان انتهت التقطت نفساً مرتجفاً ممررة يدها فوق وجهها المشتعل فهى لا تصدق ان اليوم الذى حلمت به منذ ان كانت فتاة مراهقة بالسادسة عشر سيتحقق الان ستكون زوجة جابر..و سيكون ملكاً لها اخيراً فبعد كل ما حدث بينهم و تعقد الامور كانت قد فقدت الأمل... لكن ها هو اليوم الذى سيجتمعان به.. 


شعرت بقلبها يضرب داخل صدرها بجنون بينما تتجه نحو باب الغرفة الذى ما ان فتحته رأت جابر يقف امام الباب ينتظرها.. 

ارتبكت من نظراته التى كانت تتأملها بتفحص دقيق مما جعلها تتململ في وقفتها بعدم راحة لكن اشتعلت انفاسها عندما قابلت عينيها عينيه و لاحظت الرغبة الواضحة بها فقد كان ينظر اليها كما لو كان يرغب بالتهامها حية...


اقترب منها محيطاً وجهها بيديه طابعاً فوق جبينها قبلة حنونة هامساً لها بصوت اجش خشن

=زى القمر... يا حبيبتى... 

ليكمل بعاطفة و هو يرفع يدها يقبل راحتها بشغف

=اخيراً هتبقى ملكى....يا فراولة


اشتد احمرار وجهها مما جعله يبتسم من ارتباكها و خجلها هذا مرر اصبعه فوق خدها متحسساً جلدها الحريرى المحتقن مطلقاً تنهيدة عميقة مغمغماً برفق و هو يمسك بيدها بين يديه مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض 

=يلا يا حبيبتى المأذون مستنى.... 


انهى جملته ساحباً اياها معه لغرفة الاستقبال حيث كان المأذون يجلس بمنتصف الاريكة و امامه على المنضدة دفتره الخاص.... 


بينما يجلس كلاً من خليل و جعفر الغفر الذى يعملون لدى جابر والذين حضروا معهم هذا الصباح الى المدينة حتى يشهدوا على عقد القران...


جلست بجانب المأذون و بالجهه الاخرى منه جلس جابر الذى اخذ يتحدث معه مسلماً اياه اوراق هوايتهم الرسمية و هوايات الشهود 

مررت غزل يديها التى كانت باردة كالثلج التى كانت ترتجف من شدة التوتر فوق ساق فستانها و هى تحاول تهدئة اعصابها 

ادارت رأسها نحو جابر لتجد عينيه مسلطة عليها بالفعل ينظر اليها بلهفة و شوق واضحين مما جعل خدييها يغرقان فى الاحمرار لتسرع بخفض عينيها بخجل عندما لاحظت ان كل من جعفر و خليل الغفر يتابعان ما يحدث بينهم من نظرات..


بدأ المأذون باجراء عقد القران و قامت غزل بالتوقيع على العقد ثم وقع كلاً من جعفر و خليل كشاهدان من ثم وقع جابر بالنهاية....


بعد ان تلقوا التهنئة منهم ودعهم جابر وقام بتوصليهم حتى باب الشقة الذى ما ان اغلقه خلفهم اسرع عائداً نحو غزل التى كانت تقف بمنتصف غرفة الاستقبال بوجه مشتعل بالخجل و جسد مرتجف من شدة التوتر و الخوف...لكنها اطلقت صرخة شبه مكتومة عندما رفعها فجأة و دون سابق انذار بين ذراعيه و عينيه التى كانت تلتمع بنيران الرغبة تتأكلها احاطت غزل عنقه بذراعيها دافنة وجهها المحترق بجانب بصدره..بينما توجه بها نحو غرفة النوم و اخفضها برفق على قدميها بمنتصف الغرفة... 


عقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند ظهرها الي صدره الصلب هامساً بالقرب من اذنها بصوت ملئ بالعاطفة بينما اخذت يده تمرر بلطف فوق جانب جسدها دافناً وجهه بعنقها من اسفل حجابها يقبله بحنان

=مبروك يا فراولتى... 


اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها اسندت رأسها علي كتفه بينما كان مستمراً بتقبيل عنقها و حلقها بقبلات و شغوفة ملتهبة هامساً باسمها بعجز..


رفع رأسه عن عنقها اخيراً مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثيراً قبل ان يستولى على شفتيها في قبلة قوية لكنها كانت حنونة و رقيقة فى ذات الوقت القت غزل ذراعيها حول عنقه بينما تبادله قبلته تلك بخجل... 


استمرت فى تقبيله الحنون لها هذا عدة لحظات قبل ان تتحول قبلته فجأة و تصبح اكثر قسوة و ضراوة مما جعله تطلق صرخة مكتومة متألمة من هجوم شفتيه العنيف فقد كان حقاً يؤذيها.. 


ولصدمتها شعرت فجأة بيديه تدفعها بقوة للخلف بعيداً عنه مما جعل تتعثر و تسقط فوق الارض بقسوة.. 

حاولت غزل فهم ما يحدث معه لكن شحب وجهها وهى ترى تعبير وجهه المظلم المليئ بالكراهية و الازدراء...

فقد كان ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه بهذة الحياة همست بصوت متلعثم و هى تحاول النهوض بتعثر من فوق الارض

=جـ... جـابر....


لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما فتح باب غرفة النوم فجأة و دلف الى الداخل الغفير خليل بجسده و هيكله الضخم الى الغرفة 

التفت الى جابر الذى كان لا يزال يتطلع اليها بازدراء و قسوة هامسة بصوت مرتجف

=بيـ.. بيـ.. ـعمل ده ايه هنا...؟! 


لوي جابر شفتيه بسخرية مغمغماً بهدوء مصطنع يعاكس النيران المشتعلة بعينيه

=ده...؟!!! مش عيب يا غزل برضو.... 

ليكمل بتهكم و قد كشرت شفتيه عن ابتسامة بشعة جعلت الدماء تجف فى عروقها من شدة الخوف

=فى واحدة محترمة... تتكلم عن جوزها كدة برضو... 


شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و شحوب وجهها قد تحول الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة فور سماعها كلماته تلك لكنها ظنت انها اخطأت السمع لتهمس بصوت مختنق و هى تشعر بانها على وشك فقدها للوعى و قد اصبحت عينيها متسعة بالرعب على خليل الذى اصبح يقف بجانبها مباشرة

=مين...مين ده اللى.. اللى جوزى...؟؟ 


اجابها جابر ببرود ولا زالت تلك الابتسامة البشعة على وجهه

=خليل... جوزك..

ليكمل وعينيه تصبح مظلمة بالكراهية والشماتة

=كتب الكتاب اللى تم ده كان العريس خليل مش انا...انا كنت مجرد شاهد...و المأذون خدله قرشين وظبط الدنيا....


صرخت غزل بهستيرية و هى تشعر بانها على وشك فقدها للوعى

=انت مجنون...صح انت... انت مستوعب بتقول ايه..؟!! 

لتكمل و هى تهز رأسها بقوة تهمهم بصوت مرتعش غير مرتب و هى تضغط بيدها فوق قلبها للتخفيف من الألم الذي اصبح لا يطاق

= لا لا... استحالة تعمل فيا كدة... انا اكيد بحلم... انا اكيد فى كابوس وهفوق منه.... 


وقف امامها مباشرة ينظر اليها بازدراء كما لو كانت حثالة اقل منه شيئاً قائلاً بقسوة

=لا مش حلم.. ده حقيقى اديتك لخليل كهدية منى له... يتسلى بيكى يومين و بعدها يبقى يرميكى فى اى داهية....


هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها و هى تستمع الى ما يقوله هذا ترنحت بقسوة الى الخلف مما جعلها تنهار و تسقط ارضاً اسفل قدميه لكنه تجاهلها و التف نحو خليل الذى كان يقف بجسده الضخم الممتلئ يتابع ما يحدث بصمت و عينيه تلتمع بالرضا

=مبروك يا عريس..... قضى ليلتك هنا مع عروستك براحتك مفتاح الشقة سيبهولك على الطرابيزة برا... 


ثم استدار الى غزل قائلاً بابتسامة شامتة واسعة و لهيب الكراهية يلتمع بعينيه بوضوح

=مبروك يا عروسة..... 


ثم استدار متجهاً نحو باب الغرفة مغادراً متجاهلاً غزل التى انفجرت باكية بصوت يمزق انياط القلب نهضت متعثرة تركض خلفه تتشبث بذراعه وهى تصرخ بصوت متلعثم مرتعب

=متسبنيش معاه لوحدى يا جابر...... 


تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تصرخ برعب بينما تتشبث به و كامل جسدها ينتفض فى خوف

=متسبنيش معاه.. متعملش فيا كده... و رحمة امك ما تعمل فيا كدة... انا ممكن اموت.. 


لكنه نفضها بعيداً عنه كما لو كان لا يطيق لمستها دافعاً اياها نحو خليل ليصطدم جسدها بصدره الضخم والذى اسرع بالامساك بها مما جعلها تتلوى صارخة محاولة جعله يفلتها و هى تصرخ باكية ترجو جابر بالا يتركها معه لكنه استدار و غادر الغرفة بهدوء كما لو انه لم يسمع صراخاتها المستنجدة تلك...


تصلب جسدها فى خوف عندما همس خليل فى اذنها بصوت الخشن 

=اهدى يا حلوة....كدة و ادينى حقى الشرعى بهدوء....لان كده كده هاخده بالذوق بالعافية هاخده....


رغم خوف غزل و ارتعابها منه الا انها اخذت تقاومه بقوة محاولة الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شد من قبضته حول جسدها مما جعلها تحاربه بشراسة اكثر عندما نزع بقسوة الحجاب عن رأسها و يده الضخمة بدأت بتمزيق فستانها 

ضربته بقسوة و بكامل قوتها فى صدره و ساقيه و هى تصرخ و تسب اياه مما جعله بنهاية الامر عندما فقد صبره معها قام بصفعها بقوة مما جعلها تسقط ارضاً و هى تصرخ بذعر وخوف وهى تراه ينزع قميصه و ينحنى عليها حتى ينالها كما ينال الزوج زوجته.


#خطاياها_بيننا❤

#الفصل_الرابع_الجزء_الأول❤☘️


خرج جابر من الغرفة مجبراً ذاته على تجاهل صراخات غزل التى كانت تصرخ تستنجد به وهى تبكى بنحيب ممزق... 

مشى مسرعاً و هو يجبر قدميه التى كانت ثقيلة للغاية بالتحرك مغلقاً الباب خلفه حاجباً صراخاتها المعذبة عن اذنيه..


اسند رأسه بتثاقل على باب الغرفة يغلق عينيه بقوة ملتقطاً انفاسه بصعوبة بينما الألم يمزق قلبه شاعراً  بألم يكاد يحطم روحه الي شظايا تشددت يده حول مقبض الباب.. 


و هو يعد فى عقله اللحظات فهو لن يتركها تعانى كثيراً فقد وعد نفسه بانه سينتظر فقط بالخارج لمدة دقيقتين بالعدد ثم سيعود للغرفة مرة اخرى...

لكنه رغم هذا الا ان تلك الثوان مرت عليه كما لو كانت سنوات طويلة تعذب روحه خلالها..

فقد اتفق مع خليل على ان يخيفها لكنه شدد عليه بالا يلمسها او يقترب منها فكل ما يريده منه ان يبقى معها بالغرفة فقط حتى تظن انه قد سلمها له...


ضرب جابر رأسه بالباب محاولاً ارغام نفسه على الصبر قليلاً حتى تنجح خطته و يلقنها درساً ستظل تتذكره طول حياتها... 

حتى يجعلها تذيق ما كانت ترغب بان تفعله بشقيقته فقد اتفقت تلك الحقيرة مع خليل على ان يقوم باغتصاب شقيقته...

و هو الاحمق قام بمسامحتها على كل ما فعلته بحقه و حق شقيقته راغباً بالزواج منها و بدأ حياة جديدة معها بينما هى تطعنه فى ظهره و تتفق على تلويث شرف شقيقته...


شقيقته التى قامت بحرقها و هدم حياتها...و لم يكيفها ذلك بلا و تريد ايضاً الاعتداء على شرفها....


جذب نفساً عميقاً محاولاً تهدئت ذاته فقد كان على وشك الجنون همس لنفسه بصوت مختنق 

=دقيقة واحدة...استحمل دقيقة كمان يا جابر... دقيقة واحدة


الا انه كان يشعر بالاختناق و بألم يمزق قلبه فهو لا يطيق ان تبقى مع رجل اخر فى غرفة واحدة مغلقاً بابها عليهم حتى وان كان يقف بالخارج و يضمن ان خليل لن يقترب منها او يحاول لمسها فقد كان يعلم جيداً ان حاول رفع عينه بها فقط فلن يتردد جابر فى قتله.. الا ان مجرد تواجده معها يكاد يجعله يرغب  بحرق العالم و بما فيه.. 


رفع رأسه و هو يقرر انه لن يستطع الانتظار لباقى الدقيقتين  فسوف يدخل اليها الان..  

و لكن ما ان هم بفتح الباب تجمد جسده و جفت الدماء بعروقه عند سماعه غزل تطلق صرخة مدوية ممتلئ بالذعر و الرعب...


لم يشعر بنفسه الا و هو يسرع بفتح الباب و يقتحم الغرفة مسرعاً الى الداخل ليهتز جسده بعنف كما لو  صاعقة قد ضربته عندما رأى غزل ملقية على الارض بفستانها ممزق و تم نزع حجابها بينما يشرف عليها خليل الذى نزع قميصه محاولاً لمسها بينما تحاربه هى مما جعله يصفعها بقوة ادت الى نزف شفتيها... 


أصيب جابر بالجنون فور رؤيته لهذا المشهد اندفع نحوه جاذباً اياها من فوقها وهو يصرخ بشراسة

=بتعمل ايه يا ابن الكلب... بتعمل ايه... انت اتجننت... 


شحب وجه خليل فور رؤيته لجابر الذى ظنه قد غادر الشقة حاول التراجع و الافلات منه لكن هجم عليه جابر الذى كان وجهه محتقناً بالدماء وعينيه تلتمع بالجنون و غضب عاصف..

صرخ به جابر سابباً اياه بقسوة و هو يلكمه بقوة في وجهه الذي ارتج من شدة الضربة فإندفعت الدماء بقوة من انفه وفمه مسببة تطاير بعضاً من اسنانه و تراجع جسده للخلف بعنف من شدة الضربة... 

الا ان قبضة جابر تلقته مرة اخرى مسدداً له عدة ضربات قوية متتالية اعنف اشد من سابقتها لتتطاير المتبقي من اسنانه و يتناثر الدماء في كل مكان.. الا ان هذا لم يشفي غليل جابر او النيران المتقدة بصدره فـجذبه اليه مرة اخرى يسدد له عدة لكمات متتالية في معدته و هو يلعنه و يسبه بافظع الشتائم

لينهار خليل ارضاً وهو يكاد ان يفقد الوعي ولكن لكمات جابر القوية و الغاضبة لم تتركه لينهي عليه بعدة ركلات عنيفة وغاضبة في ما بين ساقيه لينهار خليل تماماً و هو يكاد ان يفقد وعيه لم يتوقف جابر عن تسديد الضربات حتى تورمت يديه و فقد الاحساس بها.. 

تركه اخيراً و نهض على قدميه مخرجاً مسدسه الذى كان معلقاً فى سرواله مصوباً اياه نحو خليل الذى كان مغطى بالكامل بالدماء و ما ان رأى ما يفعله جابر بكى متراجعاً على الارض و هو يصرخ بفزع

=انا راجلك يا باشا... و الله انا كنت عايز اخوفها بس والله ما كنت هعمل حاجة صدقنى و الله انا............ 


لم يجعله جابر ينهى جملته و اطلق النار عليه دون ان ترف له جفن اصابته الرصاصة فى الحال باحدى ذراعيه.. 

لعن بغضب جابر الذى اخطأ التصويب بسبب يده التى كانت ترتجف من شدة انفعاله و غضبه .. 


دوى صرخة غزل التى كانت قابعة بالارض تشاهد ما يحدث باعين مرتعبة و قد افزعها صوت الرصاصة المدوى والدماء المتناثرة على الارض.. 

اخذت تصرخ كما لو كانت فى حالة من الهستيرية و كامل جسدها يرتعد بعنف مما جعل جابر الذى كان يتجهز لاطلاق رصاصة اخرى على خليل يطلق لعنة حادة ملقياً بالمسدس قبل ان يتوجه نحوها لكنها ما ان رأته يجلس على عقبيه بجانبها اسرعت بدفن وجهها بين يديها و الخوف يظهر عليها حاول جابر تهدئتها لكن جاء الامر عكسياً ما ان شعرت بلمسته ازداد ارتجافها اكثر و اكثر..

مما جعل جابر يلعن بقسوة و قد تنافرت عروقه من شدة الغضب  التقط مسدسه وهو ينوى الانهاء على ذلك الحقير تماماً لكن ما ان التف وجد مكانه فارغاً و خليل قد اختفى من الغرفة ركض جابر خارج الغرفة محاولاً اللحاق به لكنه لم يجده فقد استغل انشغاله  بغزل و فر هارباً.. 


وقف بمنتصف الردهة يدفن يده بشعره يجذب خصلاته بقسوةمطلقاً صرخة غاضبة مدوية  و هو يتوعد بداخله لخليل فهو لن يتركه يفر بفعلته تلك.. فقد خالف اوامره التى كانت تنص بوضوح على  ان يظل معها بالغرفة دون ان يلمسها او حتى يتحدث اليها فكل ما كان يرغب به جابر هو دقيقتين فقط لكى يجعلها ان تذوق بعضاً من الخوف الذى كانت ترغب بان تجعل شقيقته تعيشه على يد مغتصبها.. 


عاد مسرعاً نحو غرفة النوم ليجد غزل جالسة بزواية الغرفة تضم ساقيها الى صدرها دافنة وجهها الذى كان شاحباً كشحوب الاموات بين ذراعيها بينما كامل جسدها ينتفض مرتعداً و شهقات ممزقة تصدر منها اقترب منها ينحنى عليها محاولاً الاطمئنان عليها لكنها انتفضت فى مكانها بذعر مطلقة صرخة مرتعبة عندما لمس ذراعها متراجعة الى الخلف رافضة لمسته... 

انكمشت على نفسها اكثر مشيحة وجهها بعيداً عنه و هى فى حالة من الصدمة تبكى و كامل جسدها يرتجف انقبض صدره بألم على حالتها فقد كان قلبه يلعنه على ما فعله بها و ما جعلها تتعرض اليه من خوف وألم بينما عقله يهنئه على نجاحه بالوصول الى مراده بجعلها تشعر و لو قليلاً مما كانت شقيقته ستتعرض له بسببها و الفرق هنا ان خليل لم ينجح فى اغتصابها لكن شقيقته كانت ستغتصب بالفعل و ينتهك برائتها... 


انحنى عليها حاملاً اياها بين ذراعيه رغم مقاومتها له و صراخها الا انه حملها  متوجهاً بها نحو الفراش الذى استلقى عليه و هي لازالت بين ذراعيه يضمها اليه  بقوة  لكنها قاومته رافضة لمسته ضاربة اياه فى صدره  و انحاء جسده بساقيها و يديها تضربه بضراوة خادشة وجهه و عنقه باظافرها كما لو كانت فى حالة من الجنون.. الا انه رغم ذلك رفض جابر تحريرها و ظل ممسكاً بها يحتضنها بقوة...

هدئت قليلاً و حاولت بهدوء الابتعاد عنه لكنه ضمها بقوة اكبر خوفًا من ترك أي مسافة بينهما فقد كان عليه أن يلمسها و أن يشعر بها بين ذراعيه

فقد كان قلبه الخائن خائفًا من انه إذا سمح لها بالابتعاد فلن يستعيدها أبدًا ظلت تقاومه محاولة الابتعاد حتى استسلمت و انهارت اخيراً فوق صدره و هى تتطلق نحيب ممزق كان كسكين يغرز فى قلبه شدد من احتضانه لها يضمها اليه بقوة بينما كامل جسدها ينتفض من بكائها..

شعر جابر بألم بقلبه و هو يستمع الى بكائها هذا بينما الذعر يمسكه من حلقه فلم يسبق له أن عانى من هذا الدمار العاطفى دفن وجهه بشعره يبتلع بصعوبة الغصة التى تسد حلقه مقاوماً بصعوبة الدموع التى احتقنت بها عينيه فهو بحياته لم يبكى ولن يفعلها الان لكنه رغم هذا سقطت دموعه من عينيه و عو يشعر بانه تائه بين قلبه الذى يعشقها حد الجنون و عقله الذى يحثه على الابتعاد عنها والذى كان يخبره بانها ليست بالبرائة التى تبدو عليها فقد عانى بدونها طوال السنتين الماضيتين فقد اجبر على الابتعاد عنها و دفن قلبه و حبه لها كان يعيش كالميت بدونها.. 

لكنه عندما علم بان ابن عمه يرغب بالزواج منها لم يتحمل بان تكون لغيره فقد كان الموت ارحم لديه من ان تكون لغيره وقتها قرر قلبه الضعيف الاحمق الذى كان يخشى فقدانها مسامحتها مبرراً لها ما فعلته بشقيقته  بانها كانت صغيرة و متأثرة بوالدتها..


حتى انه طلب منها ان  تسامحه و تغفر له سوء معاملته لها خلال السنتين الماضيتين عندما رفضت الزواج منه و تهديده بالزواج من عوض... 


و عندما وافقت على الزواج منه شعر كما لو كان يملك العالم بأكمله لكنها مرة اخرى سحقت قلبه بخيانتها له و اظهرت له كم هو احمق اعمى بحبها مثله مثل والده الذى كان اعمى بحب والدتها.. 

اخذ نفساً طويلاً مرتجفاً وهو يتذكر ذلك اليوم الذى انتهت به سعادته و افاق من حلمه على كابوس مظلم 


     

        ༺فــــــلاش بــــاك༻


كان جابر واقفاً وسط الاراضى الزراعية التى يملكها يراقب باعين كالصقر العمال الذين يعملون فى اراضيه الممتدة الشاسعة لكن عقله كان منشغلاً فى التفكير فى زواجه من غزل الذى سيتم بعد يومين فقلبه كان يرقص فرحاً فهو ها حلمه اخيراً سيتحقق سيجعل حب حياته ملكاً له اخيراً بعد كل ما مروا به من صعاب الا ان حبهم فاز بالنهاية و قد اتخذ على نفسه عهداً بانه سوف يقوم بتعويضها عن كل ما عانته سيجعلها ملكة و الجميع سيركضون لخدمتها خاصة لبيبة خالته..

ارتسمت ابتسامة حالمة فور تذكره لوجهها بهذ الصباح عندما كان جالساً على طاولة الافطار استغل خروج لبيبة للتحدث بالهاتف و طبع قبلة سريعة على خد غزل التى كانت واقفة بالقرب تضع صحن على الطاولة مما جعلها تشهق  و تتراجع الى الخلف بوجه خجل كالدماء 

غمز بوجهها قائلاً بابتسامة عندما رأى الغضب ينطلق من عينيها كالشرار

=ايه اعتبريها تصبيرة بصبر بها نفسى لحد بعد بكرة.... 


اومأت رأسها بهدوء و قد اختفى غضبها مما جعله يندهش لكنه اختفت دهشته تلك عندما فجأته و التقطت كوب الماء الذى امامه هلى الطاول و الثت بمحتوياته عليه مغرقة وجهه و قميصه

=يا بنت الـ..... 

تمتم جابر بغضب مصطنع و هو ينهض على قدميه محاولاً الامساك بها لكنها ركضت هاربة خارجة من الغرفة تتبعها ضحكاتها المرحة الصاخبة مما جعله يعاود الجلوس وابتسامة سعيدة تملئ شفتيه فقد كان قلبه يخفق فرحاً عند سماعه لضحكتها الرائعة تلك... 


خرج جابر من افكاره تلك عندما وقف بجانبه الغفير  خليل بوجه متجهم يظهر عليه الارتباك 

=جابر باشا... كنت عايز اتكلم معاك فى موضوع كده..... 


غمغم جابر قائلاً دون ان يلتف اليه 

=خير...؟! 


اجابه بصوت مرتجف و هو يفرك يديه بتوتر واضح

=بس قبل ما اتكلم عايزك تدينى الامان الأول..... 


التف اليه جابر هذة المرة هاتفاً به بحدة

=جرى ايه يالا ما تخلص.... و تنطق فى ايه ؟؟ 


ابتلع خليل لعابه بصعوبة قبل ان يهمس فى بادئ الامر بتردد

=الست غزل... طلبت منى حاجة كدة اعملها...


اشتعلت عينين جابر فور سماعه ينطق اسمها قبض على عنقه هاتفاً بقسوة و نيران الغيرة تشتعل بصدره 

=غزل...!!  و انت كلمتها امتى ولا شوفتها فين دى رجليها مبتخطيش برا باب البيت... 

ليكمل بصوت عاصف وهو يزيد من قبضته حول عنقه يعتصره

=انت خالفت يالا أوامرى و دخلت البيت..؟ انطق...انطق بدل ما ادفنك مكانك... 


هتف خليل بذعر و هو يمسك بيده التى تحيط عنقه محاولاً ابعادها

=ابداً والمصحف يا باشا... و انا اقدر انا ولا اى راجل من رجالتك يخطى جوا البيت....اخرنا عارفينه باب الجنينة اللى برا احنا عارفين ان دى بالذات فيها موتنا..    

ليكمل سريعاً عندما لم يخف غضب جابر

=ده هى اللى كلمتنى على المحمول بتاعى بس و ربنا ما اعرف جابت رقمى منين.... 


قاطعه جابر بغصب وهو يحاول السيطرة على غضبه و غيرته التى تمزق قلبه فقد كان يعلم انه مهووس بها و وصل حد غيرته الى منع اى رجل من ان يقترب من المنزل حتى اولاد عمامه ليس مسموح لهم بدخول المنزل وعندما يأتوا للزيارة يستقبلهم بحديقة المنزل و يمنع غزل من الخروج الى هناك وقتها... 

=كانت عايزة منك ايه..؟! 


ارتجفت شفتى خليل فى خوف قبل ان يغمغم بصوت مرتجف

=طلبت منى حاجة يطير فيها الرقاب يا باشا....

همس بانفس لاهثة و هو يسرع بوضع ذراعيه فوق وجهه حتى يحميها من ضرب جابر المحتمل

=طلبت منى اتهجم على الست بسمة اختك...و اغتصبها... 


لكنه ابتلع باقى جملته عندما قبض جابر على قميصه يهزه بقوة جعلت اسنانه  تصطك ببعضها البعض صائحاً بشراسة 

= بتقول ايه يا روح امك... سمعنى تانى كدة..... 


ارجع خليل رأسه فى خوف وهو يتمتم بصوت متقطع مرتجف

=والله يا باشا ده اللى حصل قالتلى اتهجم على اوضة الست بسمة و اغتصبها علشان تمسك عليها ذلة و حتى قالتلى مقابل ده هتدينى الدهب بتاع امها الست ازهار لو انا وافقت..... 


زمجر جابر مقاطعاً اياه بقسوة و كامل جسده ينتفض بالغضب فهو لا يمكنه تصديق ذلك فغزل لن يصل بها الامر الى فعل مثل هذا الفعل الحقير

=انت كداب يالا... كداب.... مين يالا اللى قالك تعمل الفيلم العبيط ده انطق... انطق بدل ما قسماً بالله اقطع من لحمك و ارميه لكلاب السكك.... 


شحب وجه خليل فى خوف فور سماعه تهديده هذا فقد كان يعلم انه يملك من الجبروت ما يجعله ينفذ تهديده هذا

=و الله انا مش كداب يا باشا... و الدليل على كلامى انك هتسافر انتى و هى المنصورة كمان يومين علشان تتجوزوا و قالتلى ان  استغل غيابك ده  و اتهجم علي اوضة الست بسمة..و ان الحاجة لبيبة و الحاج عثمان اوضهم فى الدور اللى تحت يعنى محدش هيقدر يسمعها و وعدتنى انها هتدينى دهب امها..... 


ليكمل بلهاث و هو يسرع باخراج هاتفه من جيب بنطاله ممسكاً به بين يديه المرتجفة

=التليفون ده متسجل فيه المكالمة اللى بينى وبينها انا سجلتلها تانى مرة علشان امسك دليل عليها...انا مقدرش اجى جنب الست بسمة ده انا لحم كتافى من خيرك يا باشا.... التليفون عندك اهو اتعامل معاه انت يا باشا.... 


انهى جملته تاركاً الهاتف في يد جابر  ثم هرول مبتعداً عنه كما لو ان الموت يلاحقه تاركاً جابر واقفاً بجسد متصلب يتطلع الى الهاتف الذى بيده باعين متحجرة  يشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه شاعراً بخوف يسد حلقه.. فقد كان خائفاً من ان يتضح صدق كلمات خليل و يخسرها مرة اخرى...


تحرك اخيراً و وضع بيدين مرتجفة السماعة المتصلة بالهاتف فى اذنه ثم ضغط على زر التشغيل... 

ليصل الى سمعيه على الفور صوت غزل المميز الذى كان يعرفه عن ظهر قلب وهى تتحدث مما جعل لكمة قوية تصيب صدره 

=اسمع منى بس يا خليل... هو لما يعرف انها غلطت معاك اكيد هيحب يستر عليها و مش هيتكلم..و هيوافق اكيد هيكون عايز يتستر عليها... 


سمع جابر خليل يقاطعها  

=انتى مستهونة به ليه... ده ممكن يقتلنى شوفى حد غيرى يا ست غزل الله يكرمك انا مش قده.... ده لو عرف بس انى قولت لاخته السلام عليكوا ممكن يقتلنى عايزانى بقى اروح اقوله انا غلطت مع اختك..و جوزهالى بعدين مين قالك انها هتوافق اصلاً بسمة دى مناخيرها فوق.... 


قاطعته غزل قائلة بعصبية

= انت هتستعبط ولا ايه اشوف غيرك ازاى بعدين بسمة هتوافق طبعاً دى ما هتصدق انت ناسى البلوة اللى فيها... 


لتكمل محاولة اغراءه

=و زى ما قولتلك... مقابل ده هديك الدهب بتاع امى... و خد بالك ده يدخله فى مبلغ كبير ولا نص مليون جنية....مثلاً


غمغم خليل بحدة 

=طيب و انتى هتستفيدى ايه من ده كله... 


اجابته غزل بحدة

=هستفيد كتير... هستفيد انى  هخلص منها  ومن زنها دى قاعدة هنا و قرفانى زن زن.. اخلص موافق ولا لاء 

سقط الهاتف من يدى جابر التى كانت ترتجف بشدة بينما ينهار جالساً على الارض الزراعية التى اسفله دافناً وجهه الذى كان شاحب كشحوب الاموات بين يديه لكنه سرعان ما انتفض واقفاً مرة اخرى و هو يرفض تصديق هذا يوجد شئ خاطئ فذهب والدة غزل بحوزته كيف ستدفع لخليل و هى لا تملكها.. 


صرخ باسم خليل و هو يحاول التقاط انفاسه بصعوبة.. 

ركض خليل الذى كان يقف بالخلف يراقبه باعين تلتمع بالخوف من ردة فعله

=ايوة... ايوة يا جابر باشا.... 


اشار جابر نحو الهاتف قائلاً بحدة و هو يحاول ان يسيطر على اعصابه امامه

=هات تليفونك و ورينى سجل المكالمات بتاعك.... 


اسرع خليل بتنفيذ امره اخذ يبحث بهاتفه لثوان قبل ان يختطف جابر الهاتف منه ويبحث هو بنفسه ليشعر بالبرودة تتخلل عروقه فور ان رأى رقم هاتف غزل  الذى كان ابتاعه لها بنفسه بالفعل مسجل على هاتفه فى السجلات الواردة...امره قائلاً بعصبية و قلبه الاحمق لا يزال لا يرغب ان يصدق خداعها

=اتصل بها و افتح الميكرفون... 


ابتلع خليل غصة الخوف التى تشكلت بحلقه قبل ان يومأ برأسه وينفذ امره 

اعتصر جابر قبضته فور ان سمع صوت غزل يصدر من الهاتف

=ايوة يا خليل بتتصل بيا ليه... مش قولتلك متتصلش بيا هتودينى فى داهية...جابر لو عرف انى بكلمك ممكن يقتلنى


نظر خليل بتردد و خوف نحو جابر الذى كان يضغط على فكيه بقزة كادت ان تحطم اسنانه قبل ان يتنحنح قائلاً 

=انا بس حبيت اعرفك انى موافق... 


صرخت غزل بفرح 

=بجد...؟! 


اجابها خليل  و نظره مسلط بخوف على جابر الذى كانت عيناه أكثر شيء مرعب رأه في حياته

=ايوة بجد... هتجيب الدهب ليا امتى... 


غمغمت غزل مجيبه اياه بحماس

=ادينى بس يومين وهجيبهم ليك.. 

اجابها خليل  بالموافقة قبل ان ينهى المكالمة... 

ترنح جابر مكانه شاعراً بقدميه تهتزان بقوة غير قادرتان على حمله يرغب بالجلوس على اى شئ قبل ان ينهار و يفضح نفسه امام خليل لكنه حاول تمالك نفسه حتى لا يظهر بمظهر الضعيف  امامه أمره بالانصراف ثم انهار جابر جالساً يدفن وجهه بين يديه شاعراً كما لو عالمه قد انهار من حوله... 


بهذا اليوم عاد جابر الى المنزل بوقت متأخر حتى لا يواجهها و لكن بالصباح وجدها تنتظره اسفل الدرج فور ان رأته اقتربت منه مبتسمة ممسكة بيديه و عينيها تلتمع بحبها الكاذب تمالك جابر نفسه و حاول الا يظهر لها شئ حتى يتأكد من الامر لكن عندما وجدها تطلب منه ذهب والدتها  التى بحوزته بحجة انه كان ملكاً لوالدتها وترغب الاحتفاظ به وقتها شعر كما لو احدهم قد نزع روحه من جسده اخبرها بانه سيعطيه لها بعد زواجهم ثم غادر المنزل سريعاً حتى لا يقوم بقتلها فهى لم تكتفى بحرق شقيقته وتشويهها و تدمير حياتها بلا تريد ايضاً سلبها شرفها لا يعلم كيف يمكن لها ان تكون بهذا الفكر الشيطانى فدائماً كان يراها كملاك برئ لكنه ذكر نفسه بان والده ايضاً كان معمى عن حقارة والدتها و كان يراها ملاك بسبب حبه وعشقه لها. 

فوالدتها قد فعلتها قبلها عندما اتفقت مع احدى قطاع الطرق لاغتصاب والدتها وفضحها بالبلد لكن والده رفض تصديق اقوال قاطع الطريق الذى قبضوا عليه وهو يقتحم غرفة والدته بعد صراخها... 

لذا فهى قد ورثت من والدتها ذات الفكر الشيطانى... 


زفر جابر بغضب بينما يخفض عينيه نحو تلك التى تدفن وجهها بصدره تطلق تنهدات منتحبة حتى اثناء نومها  مما جعله يزيد من احتضانه لها طابعاً على اعلى رأسها قبلة حنونة شاعراً كما لو هناك قبضة تعتصر قلبه الاحمق فرغم كل ما فعلته الا انه لا يقدر على رؤيتها بحالتها تلك اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها كلمات منخفضة محاولاً تهدئتها اثناء نومها .. 

لكنه بمنتصف فعله لذلك قطب حاجبيه بغضب من نفسه وعند ادراكه ما يفعله فقد كان احمق ضعيف مثله مثل والده... 

اخذ يتأمل ملامحها البريئة التى كانت محتقنة الان بسبب بكائها فقد كان يكرهها و يكره نفسه لضعفه نحوها ابعدها من بين ذراعيه ثم نهض من الفراش  وهو يشعر باختناق جعله غير قادر على التقاط انفاسه.. 


وقف بجانب الفراش يتأمل تلك التى كانت لازالت غارقة بالنوم بوجه شاحب و اعين متورمة من بكائها بينما كان جانب فمها متورم و خط من الدماء عليه اثر صفع ذلك الاحمق لها  عينيه ممتلئة بكم المشاعر التى تتضارب داخل صدره من ألم و غضب و عنف..


التف مسرعاً مغادراً الغرفة و الشقة بأكملها و هو يشعر بالخوف من مشاعره التى على وشك جعله ينحنى على قدميه من اجلها.... 


#خطاياها_بيننا❤

#الفصل_الرابع_الجزء_الثانى❤☘️


 فى اليوم التالى... 


هتفت لبيبة بغل  بالهاتف 

=يعنى ايه يا غبى.... مقدرتش تعمل معاها حاجة.... انا مش قايلالك اول ما جابر يمشى تعتدى عليها على طول...و تخلص و تهرب على طول و انا هخبيك بطريقتى...... 


وصل اليه صوت خليل المنخفض الذى كان يطلق بين حين و اخر انة ألم

=يا ست لبيبة  انا كنت فاكره هيمشى و يسيب  الشقة بس ده مخرجش دقيقة على بعضها و لقيته هجم على الاوضة و نزل فيا ضرب وطحن...انا و اخد رصاصة فى ذراعى و لولا انه اتلبخ معاها كان هيكمل عليا ويموتنى.. 


صرخت لبيبة بغل و غضب

=يا ريته كان موتك و لا غورت فى داهية يا بغل يا غبى.....


غمغم خليل بتذمر

=ليه الغلط بس يا ست لبيبة...انا ذنبى ايه بس...انا نفذت كل اللى قولتيلى عليه بالحرف... من اول حوار البت بسمة لحد ما حاولت اغتصب غزل...... 


هتفت لبيبة بحدة مقاطعة اياه

=تلبس دلوقتى و تروح لجابر الشقة تستسمحه و تقوله انك كنت فهمت اوامره غلط وانك كنت بتحاول تخوفها زى ما قالك..... 


قاطعها خليل بارتياب و خوف

=ارجع لمين... ده ممكن يقتلنى ده انا ما صدقت هربت منه.. انتى بتقولة يا حاجة لبيبة..... 

ليكمل بتلعثم 

=بعدين انا فى المستشفى عامل عملية قى دراعى و عندى ضلوع مكسورة ده غير .....


قاطعته لبيبة هاتفة بشراسة ونفاذ صبر

=هتروحله و الجزمة القديمة فوق رقبتك...ان شالله لو على نقاله هتروحله و تستسمحه... انا مش عايزاه يدور ورانا يا غبى...اعمل اللى بقولك عليه.... 


همهم خليل بالموافقة قبل ان تغلق الهاتف فى وجهه و هى تلعنه ملقية الهاتف من يدها فوق الفراش ضاربة بيديها فوق ساقيها ضاغطة على اسنانها بغل و هى تطلق صرخة مكتومة بينما كامل جسدها ينتفض غضباً فكل ما خططت له قد خرب على ايدى ذلك الاحمق...


لكن لا فليس كل ما خططت له قد خرب فيكفيها ان جابر لم يتزوج من ابنة ازهار فرغم تكتمهم على امر زواجهم الا انها علمت بالأمر صدفة فى ذلك اليوم عندما وجدت غزل نائمة بغرفتها القديمة فعندما تركتهم و غادرت الغرفة وقفت خارج الباب حتى تستمع الى صوت ضرب جابر لها لكنها بدلاً من ذلك سمعت اتفاقهم على الزواج دون علم احد مما جعل النيران تشتعل بقلبها كاﻧت تهم باقتحام الغرفة و الاعتراض لكنها انسحبت للخلف مسرعة نحو غرفتها فمن الافضل الا يعلم جابر انها قد علمت حتى تستطيع التخطيط و تخريب تلك الزيجة... 


ظلت بذلك اليوم مستيقظة تفكر كيف ستخرب زيجتهم كما فعلت بالماضر بزيجة والده عثمان و ازهار..   


رجعت بذاكرتها لأكثر من ثلاثين عاماً... 

فقد كانت لبيبة منذ صغرها تعشق عثمان ابن عمها حد الجنون لكنه كان لا يبالى بها فكامل حبه و اهتمامه كان ينصب على ابنة عمهم ازهار فقد كان غارق فى عشقها..  


مما جعلها تكره ازهار و تمقتها كثيراً لكن كرهها لها لم يكن بسبب حب عثمان لها فقط بل كان سببه ايضاً ان ازهار كانت اكثرهم جمالاً فقد كانت القرية بأكملها تمدح بجمالها الذى لم يكن له مثيل كما كانت المفضلة لدى جدهم مدللته...

حتى والد ازهار رغم انه كان ذو شخصية قاسية الا انه كان يغرقها  بحنانه مدلالاً اياها...

لذا كانت نيران الغيرة تشتعل فى قلب كلاً من لبيبة و شقيقتها وفاء كلما رأوا الدلال الذى يغدقها به الجميع حيث كانوا يشعرون انهم اقل شأناً منها..

فوالدهم كان يهمل اياهم كما لو كانوا غير موجودين بحياته..

اما جدهم كان يهتم بهم لكن ليس مثل ازهار. 


لذا حاولت لبيبة اكثر من مرة تخريب علاقة الحب  تلك التى بين ازهار و  عثمان  الا انها بكل مرة كانت تفشل محاولتها.

فقد كان  عثمان يعشقها حد الجنون و كذلك ازهار.  


كانت لبيبة تحاول ان تصبر ذاتها بان حبهم هذا لن يكتمل و ان عثمان بالنهاية سيكون من نصيبها هى..

حيث كان من المتعارف لدى عائلتهم بان الحفيد الاكبر من الذكور والذى كان عثمان يجب ان يتزوج من الحفيدة الكبرى من الإناث و التى كانت هى لبيبة... وكان جدها صارم فى تنفيذ قانونه هذا..

لذا كانت تعلم ان جدهم سوف يصدر أمر زواجهم فى اى وقت. 


لكن انهارت امالها تلك عندما علمت من شقيقتها وفاء انها علمت ان عثمان سوف يتقدم لخطبة أزهار و انه اقنع والده  بالأمر بالفعل  و ان والده سوف يتحدث مع جدهم بالأمر ويقنعه بان يزوجها اياها... 


وقتها جن جنون لبيبة فقد كانت تعلم بما انه نجح فى إقناع والده فقد اصبح إقناع جدهم ليس بالأمر الصعب..

فقد كان جدهم رغم شخصيته القوية و الحادة الا انه يحترم رأى ابنه الأكبر و يأخذ به فى كل الامور و بالتأكيد سيقتنع بكلامه و يوافق على خطبة ازهار لعثمان..


لذا لم تجد امامها حل سوى ان تقوم بالايقاع بهم وفضح امرهم لجدها الذى كانت تعلم انه اذا علم لن يمر الامر مرار الكرام ابداً فقد كان رجل صارم ذو رأس صلبة مؤمن بالعادات والتقاليد القديمة الصارمة...

حتى انه كان يمنع نساء العائلة من الخروج من المنزل كذلك منع اختلاط ابناء الاعمام الذكور ببنات اعمامهم فقد كان المنزل مقسم الى قسمين قسم خاص باحفاده من البنات و اخر لاحفاده من الذكور..


لذا استغلت  لبيبة هذا و دخلت سراً الى غرفة ازهار و قامت بسرقة الرسائل الغرامية التى كان يرسلها لها عثمان فى الخفاء و قامت بتسليمها الى جدها و اخبرته عن مقابلتهم السرية المستمرة بالأرض التى تقع خلف المنزل و اخبرته انهم فى هذة اللحظة هناك بالفعل.. 


ثار جنون جدها الذى نهض و اخذ سلاحه معه و اقتحم عليهم المكان وقتها قام بضرب ازهار ضرباً مبرحاً حتى عثمان لم يسلم منه عندما حاول الدفاع عن ازهار 

و اخبره انه سوف يتزوج منها الا ان جده اخبره انه لن يتزوجها حتى و اتدن كان اخر رجل بهذة الحياة  فقد تخطاه و دعس على شرف العائلة ... 

حاول عثمان اقناعه انهم يحبون بعضهم البعض لكن جده كان رأسه مثل قلبه كقطعة من الصخر لم يتراجع عن قراره... 


ثم بعد يومين اخبر الجد العائلة بانه تمت خطبة ازهار على مجاهد المنياوى الذى كان يكبرها باكثر من خمسة عشر عاماً وقتها غضب عثمان و وقف بوجه جده مخبراً اياه بان ازهار لن تتزوج غيره..


لكن الجد هدده بان اذا فتح فمه مرة اخرى فسوف يخبر عمه والد ازهار بالعلاقة التى كانت بينهم ومقابلتهم السرية..

وقتها فهم عثمان بان جده يهدده  بقتل ازهار فقد كان يعلم عمه رفقى والد ازهار جيداً حيث كان معروف بشخصيته الحادة القاسية و ميله للعنف فى حل المشاكل فقد كانت القرية بأكملها ترتجف رعباً فور ذكر اسمه.. 


و كان عثمان متأكداً بانه اذا علم بامر مقابلتهم سوياً فسوف يقتل ازهار دون ان يرجف له جفن 

رغم حبه الكبير الا ان جنونه كان امبر بكثير... 


و عندما ادرك الجد ان عثمان قد استسلم خوفاً على حياة محبوبته استغل الأمر لصالحه و أجبره على الزواج من وفاء ابنة عمه الصغرى.. رفض عثمان بالطبع لكن جده استمر بالضغط عليه و هدده مرة اخرى بحياة ازهار مما جعله يوافق بالنهاية.. 


لن تنسى لبيبة ابداً هذا اليوم الذى اجمع الجد به العائلة بأكملها و اعلن عن زواج ازهار من مجاهد وقتها كانت لبيبة وقتها ستطير من الفرحة...


لكن سرعان ما تحولت فرحتها تلك الى حزن مفجع عندما أعلن جدها انه تمت خطبة عثمان على شقيقتها وفاء...

وقتها شعرت بعالمها ينهار كانت ترغب بالبكاء والصراخ بجدها وتسأله لما شقيقتها و ليس هى..فهى التى أحق بعثمان..


لكنها ابتلعت سؤالها هذا عنظما التف اليها جدها مبتسماً ينظر اليها باعين تلتمع بالشماتة كما لو كان يخبرها بانه يعلم سبب افشائها علاقة ازهار و عثمان له...

لازالت لبيبة تتذكر تلك النظرة القبيحة التى كانت مرتسمة بعينيه فقد كان كما لو يخبرها لم أجعلك تحصلى  مرادك و زوجاه لغيرك....كما لو كان يعاقبها على افشائها هذا... 


حاولت بعدها التفرقة بين شقيقتها و عثمان لكن فشلت محاولتها حيث تم زواجهم فى اقل من اسبوعين كما لو كان الجد خائفاً من ان يتراجع عثمان عن رأيه... 


بعدها تزوجت لبيبة برحل اخر لكن رغم ذلك لم تتوقف يوماً عن حبها لعثمان ولا عن اشعال المشاكل بينه و بين شقيقتها حيث كانت تملئ عقلها و تسممه بانه لايزال يحب أزهار و انه يكرهعا مما جعل وفاء فى مشاكل مستمرة مع زوجها.. 


لكن لبيبة لم تكن تكذب فهو بالفعل كان لايزال يعشق أزهار و الدليل على ذلك انه بعد وفاة زوج ازهار تزوجها فور ان انتهت عدتها الشرعية بيوماً واحداً.. 


لوت لبيبة شفتيها وهى تبتسم بسخرية فشقيقتها لم تكن بريئة كما تبدو فهى من ساعدتها على سرقة الرسائل حتى تخرب علاقة عثمان بازهار... فشقيقتها وفاء لم تكن تحب او تكره عثمان لكنها كانت تكره ازهار.. تكرهها و تغار منها حد الجنون... و كانت ترغب بايذائها... 


تنهدت لبيبة وهى تعود الى الحاضر و الاتفاق الذى عقدته مع خليل فقد اتفقت بان يأتى بفتاة من خارج القرية و دفعتها بطريقتها الخاصة فى طريق الحمقاء غزل من خلال تخبئة تلك الفتاة بالحظيرة الخلفية للمنزل... 

وعندما عثرت عليها غزل اخبرتها بان اسمها بسمة و ان  الغفير خليل قام بعلاقة محرمة معها و عندما طلبت الزواج منها رفض و تهرب منها...

و ان شقيقها سمعها عندما كانت تتحدث مع خليل حاول قتلها لكنها هربت منه و اتت الى هنا حتى تجعلها تساعدها فقد اخبرها خليل عنها كثيراً و عن طيبة قلبها

لذا لجئت اليها لمساعدتها و اقناع خليل بالزواج منها  التستر عليها.. 


عطفت عليها غزل بالفعل و خبئتها بالحظيرة لكنها اخبرتها بانها لن تستطع التحدث الى خليل فجابر اذا علم انها تحدثت اليه فسوف يقوم بقتلها لكنها اخبرتها انها ستساعدها من خلال اخبار جابر ستتحدث مع جابر و تجعله يقنع خليل بالزواج منها و يهدئ شقيقها.... 


لكن الفتاة بكت و اخبرتها ان جابر العزايزى صديق لشقيقها و انه اذا علم بما فعلته فليس من المستبعد ان يقنع شقيقها بقتلها بالفعل...


حاولت غزل اقناعها بانها ستقنع جابر الا الفتاة التى كانت تدعى بسمة اخذت تبكى وتحلف اياها بالا تخبر جابر فسوف يجعل شقيقها بقتلها.. 


وافقت غزل على عدم اخبار جابر لكنها رفضت ايضاً التدخل فى الامر خوفاً من جابر لكنها ساعدتها فى ان تختبئ فى الحظيرة..


استمرت الفتاة كل يوم فى البكاء و الالحاح عليها بمساعدتها من خلال التحدث الى خليل و اقناعه بالزوج منها لكن غزل استمرت بالرفض حتى اخبرتها الفتاة بانها حامل بالشهر الثانى مما جعل غزل قلبها يرق و تستسلم  اخيراً و  تساعدها اخذت منها رقم خليل و تحدثت اليه محاولة اقناعه بالزواج منها لكنه رفض و طلب منها صراحةً مبلغ من المال حتى يتزوج منها... 


اغلقت معه غزل و اتصلت به مرة اخرى باليوم التالى محاولة اقناعه و عندما رفضة ثانيةً عرضت عليه ذهب والدتها  و بهذا وقعت تلك الحمقاء فر القخ الذى نصبته لها لبيبة.. 


خرجت لبيبه من ذكرياتها تلم متراجعة للخلف فى مقعدها و هى تمتم محدثة نفسها

=فلتى منها المرة دى يا بنت أزهار... بس و دينى المرة الجاية لأخلى البلد كلها تزفك بفضحيتك


    ༺༺༺༺༻༻༻༻


فى ذات الوقت... 


فتحت غزل عينيها بصعوبة فقد كانت تشعر بثقل كالأحجار بعينيها اخذت تنظر باعين مشوشة تحاول استيعاب المكان المحيط بها لكنها لم تستطع بسبب غياب نظارتها الطبية... 

حاولت تذكر ما حدث و أين هى ليضربها الادراك على الفور و تتذكر كل ما مرت به الليلة الماضية و تحول فرحتها الى كابوس مقيت على يد جابر الذى زوجها لغفيره.. 


انفجرت باكية تدفن وجهها بين يديها فور تذكرها محاولة اعتداء خليل عليها وصفعه لها....

اخذ جسدها يرتجف بقوة فور ادراكها ما اصبح عليه الامر الأن فخليل اصبح زوجها...


عند هذة الفكرة اختنقت انفاسها كما لو ان الهواء قد انعدم من حولها مما جعلها تشهق بقوة محاولة سحب الاكسجين الى صدرها مرجعة رأسها الى الخلف فى محاولة منها لالتقاط انفاسها فقد كانت تشعر انها على وشك الموت..

اسرعت بالجلوس ثم ثنت ركبتيها الى صدرها واضعة يدها فوق بطنها تستنشق الهواء بعمق من أنفها ثم  تخرجه ببطئ من فمها  محاولة ايصال اكبر قدر من الهواء الى رئتيها فاخر مرة شعرت بمثل هذا الاختناق كان عندما تعرضت لمحاولة قتل فقد كانت وقتها بالسابعة من عمرها و كانت والدتها متزوجة من عثمان  والد جابر حديثاً.. 

فى ذات ليلة كانت غزل بحديقة المنزل بوقت متأخر من الليل تجلس فوق الارجوحة تلعب بمرح حيث كانت والدتها و زوجها قد ذهبوا لحضور إحدى حفلات الزفاف مما جعلها تستغل غيابهم هذا و خرجت للعب فى الحديقة  فقد كانت والدتها تجعلها تذهب للفراش مبكراً كل ليلة رافضة جعلها تسهر لوقت متأخر ....


كانت تتأرجح وهى مبتسمة تغنى بسعادة عندما رأت وفاء والدة جابر تأتى نحوها... 

اتسعت ابتسامة غزل هاتفة بطفولية و فرح فقد كانت معتادة على اللعب معها وكانت تحبها كثيراً حيث فقد كانت شخصية حنونة و عطوفة 

=عمتو وفاء تعالى زقينى شوية و العبى معايا...

ابتسمت وفاء لها واقتربت منها بالفعل تقف خلفها انتظرت غزل بحماس ان تقوم بدفعها و العب معها كما اعتادوا ان يفعلوا سوياً لكنها فجأة و دون سابق انذار شعرت بكيس اسود من القماش يوضع فوق رأسها ليعم الظلام حولها...

 ثم بدأت وفاء بالضغط على الكيس حول عنقها محاولة خنقها به و هى تهتف بغل وحقد بينما يديها تزيد من اعتصار عنقها الرقيق

=موتى...موتى....لازم احرق قلبها زى ما حرقت قلبى.... 


وقتها غزل عانت من اسوء لحظات حياتها فقد كان الظلام يحيط بها وانعدم الهوء من حولها لكنها فجأة تركتها و نزعت الكيس من فوق رأسها قبل ان تفر هاربة عندما سمعت صوت سيارة عثمان تدلف من بوابة المنزل سقطت غزل من فوق الارجوحة مغشياً عليها بعدها بعدة دقائق عثرت عليها والدتها التى ذهبت الى غرفتها حتى تطمئن عليها لكن عندما لم تجدها هبطت الى الحديقة تبحث عنها فقد كانت تعلم مدى تعلقها بتلك الارجوحة لكنها صعقت عندما وجدت صغيرتها  ملقية كالجثة الهامدة على الارض اخذت تصرخ فازعة وهى تحاول افاقتها اجتمع من بالمنزل على صوت صراخها اخذ الجميع يحاول افاقتها لينجحوا بالنهاية ظنت والدتها انها سقطت من فوق الارجوحة واصيبت بالاغماء لم تصحح غزل معلومتها تلك او اخبارها بالحقيقة خوفاً من وفاء التى زارتها بغرفتها عندما ذهبت والدتها لكى تحضر لها كوباً  من العصير..

هددتها وفاء بانها ستقتل والدتها اذا اخبرت احد بما حدث و بالفعل خافت غزل و صمتت فقد كانت وقتها طفلة منطوية جبانة بعض الشئ..


افاقت غزل من ذكرياتها تلك فور ان انتظم تنفسها ثم بدأت تبحث عن نظاراتها الطبية محاولة العثور عليها فبدونها رؤيتها شبه منعدمة 

بحثت عنها بارجاء الفراش و. الطاولة التى بجانبه تتحسس بيديها المرتجفتين عنها و عندما لم تعثر عليها..استسلمت و اتجهت نحو باب الغرفة تمشى  بخطوات بطيئة محاول العثور على طريقها لباب الشقة فقد كان يجب ان تغادر هذا المنزل و حياة جابر بأكملها يجب ان تهرب منه و من جبروته الذى تخطى كل شئ هذة المرة ...


سوف تذهب على رغم  من عدم امتلاكها اى مال او مكان يمكنها ان تذهب اليه لكنها يجب ان تغادر جابر و عائلته الذين فعلوا كل شئ لأيذائها و تدميرها ... 


خرجت من الغرفة و وقفت بالردهة تتلفت حولها بحثاً عن جابر رغم تشوش نظرها انتظرت عدة ثوان منتظرة ان تسمع صوته العاصف يوقفها لكنها لم تسمع شئ..

اكملت نحو باب الشقة الذى كانت تتذكر مكانه جيداً  نجحت بالعثور فتحته بهدوء و خرجت منه مغلقة اياه خلفها بهدوء و رفق محاولة عدم اصدار صوت... 


كان البهو الذى امام الشقة طويل للغاية اتخذت خطواتها ببطئ و هى تتحسس طريقها محاولة تذكر اين كان يوجود الدرج عندما انزلقت قدميها فجأة مما جعلها تطلق صرخة مرتعبة عندما لامست قدميها الهواء بدلاً من الارض الصلبة المستوية سقطت بقوة عدة درجات حتى استقر اخيراً  جسدها مرتمياً على احدى الدرجات..


انفجرت غزل  باكية و هى تشعر بالعجز و الألم فهى لن تستطيع المغادرة الى اى مكان بحالتها تلك فقد كانت لا تستطيع الرؤية امامها كانت شبه عمياء..

جلست ببطئ قبل ان تدفن وجهها بين يديها تنتحب لكنها نهضت مرة اخرى و حاولت النزول ببطئ و حرص بينما يديها على درابزين الدرج تتمسك به بقوة حتى لا تسقط مرة اخرى كان كامل  تركيزها و انتباهها منصبان على عملية هبوطها عندما شعرت فجأة بذراعيين شخص ما تلتف حول خصرها من الخلف وعندما همت بالصراخ وضع هذا الشخص الذى كانت تعلم هويته جيداً  يده فوق فمها يكتم صراخها اخذت تنتتفض بين ذراعيه بقوة محاولة جعله يقوم بافلاتها.. 


لكن اسرع جابر بسحبها بقسوة اليه رافعاً اياها بين ذراعيه صاعداً بها الدرج بسرعة كل درجتين معاً حاولت غزل مقاومته والتحرر منه و هى تصرخ محاولة جذب انتباه باقى سكان المبنى لكن اسرع جابر بدفع وجهها بصدره وكتم صوتها به..

مما جعل غزل تقاومه بشراسة اكبر لكنها رغم ذلك لم تستطع التغلب عليه فقد كان اقوى منها بكثير.. 


دلف جابر الى شقته و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفة النوم و القاها باهمال و غضب فوق الفراش مما جعلها تستغل الفرصة و تصرخ بأعلى صوت لديها مطالبة بالمساعدة...

لكنها اغلقت فمها فور ان انحنى عليها  و تعبير وحشى مرتسم على وجهه مزمجراً من بين اسنانه التى كان يطبق عليها بقوة و عينيه العاصفة مسلطة داخل عينيها مما جعلها ترتجف خوفاً 

=لو سمعت نفسك بس... قسماً بالله لأدفنك مكانك... فاهمة... 


ظلت غزل صامتة تتطلع اليه باعين متسعة بالخوف لكنها انتفضت فى مكانها بفزع عندما هتف بصوت مدوى غاضب 

=فاهمة...؟! 


هزت رأسها بصمت و هى تشعر بالخوف يزحف بداخلها  دفعها بقوة الى الخلف كما لو كان لا يطيق لمستها قبل ان ينهض و يتركها يوليها ظهره يفرك شعره بغضب يحاول السيطرة على غضبه حتى لا يؤذيها اكثر من هذا لكن تجمد جسده عندما سمعها تهمس بصوت منكسر ضعيف من بين شهقات بكائها الممزقة كما لو كانت تحدث نفسها

= ازاى بتحبنى وتعمل كل ده فيا.. ازاى هونت عليك و قدرت تجوزنى لراجل غيرك... 


التف اليها يتطلع اليها باعين مشتعلة بنيران الغضب و الكراهية قبل ان يقترب منها ويقبض على ذراعها مما جعلها تطلق صرخة مرتعبة لكنه لم يبالى و جذبها من فوق الفراش  لتصبح واقفة فى مواجهته 

=حب...!!!  حب ايه اللى بتكلمى عنه... بقى انا احب واحدة زيك.... 

ليكمل بقسوة و هو يرغب بايذاءها و عينيه تلتمع بالكراهية والاشمئزاز 

= انا عمرى ما حبيتك ولا فكرت فيكى..و لا حتى تهمينى....


لوى شفتيه بسخرية و هو يكمل 

=ازاى صدقتى فيلم المسدس و انى هموت نفسى لو مكنتيش رجعتيلى.... 

اقترب منها و عينيه التى كانت تلتمع بالقسوة مسلطة داخل عينيها 

=كل ده كان فيلم انا عملته... و انتى بكل  سذاجة وقعتى فيه.... 


شعرت غزل بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو  ان المكان يطبق جدرانه من حولها بينما قلبها كان يتمزق بداخلها من شدة الالم و هى تستمع الى كلماته القاسية تلك همست بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق بينما دموعها تنساب على خدييها بصمت

=ليه...؟!  عملت فيك ايه... علشان تعمل كل ده فيا


اجابها جابر بصوت حاد بينما عيناه تشتد قسوة حيث كانت أكثر شيء مرعب رأته في حياتها

=علشان عمرى ما كنت هسيبك تتجوزى  عوض ابن عمى الغلبان الطيب...اللى كنت هتسيطرى عليه زى ما امك عملت مع ابويا... 


ليكمل كاذباً بصوت مخيف مظلم 

=عمرى ما كنت هسيبك تتجوزى  واحد زيه تتهنى وتعيشى مرتاحة... و اختى اللى انتى حرقتيها  و ضيعتى شبابها وجمالها تفضل مدفونة و مستخبية فى اوضتها طول عمرها.... و مكتفتيش باللى عملتيه فيها لا..ده انتى كمان كنت بتخططى علشان تدوسى شرفها و تنهيها خالص ..... 


هتفت غزل مقاطعة اياه وكامل جسدها يرتجف بعنف كما لو كانت بصدمة

=محصلش... معملتش حاجة ولا اتفقت مع حد... انت بتقول ايه؟؟ 


هدر بقسوة مقاطعاً اياها بصوت غليظ قابضاً على ذراعها صائحاً بقسوة  و هو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف بينما كامل جسدها برتجف بشدة

=متكدبيش و متحاوليش تنكرى انا سمعت كل حاجة بودانى  سمعتك و انتى بتتفقى مع خليل اللى كنت عايزاه يغتصب بسمة علشان تلوى دراعى و تخلينى اوافق انه يتجوزها و تخلضى منها و اهو برضو تبقى ذلة فى ايدك تمسكيها عليها و تعرفى تذليها بها كويس  ده انتى لو شيطان مش هتبقى بالشر ده....... 


هزت غزل رأسها وهى تهمهم بصوت مرتعش غير مرتب و هى تضغط بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي اصبح لا يطاق وهى لا تستوعب ما يتحدث عنه

=لا... لا...و الله  ماحصل..... والله ما حصل....... 


قبض على شعرها من اسفل حجابها مرجعاً رأسها للخلف وهو يصيح بها شراسة

=متحلفيش انا سمعت كل حاجة بودنى......مساغرب انى جوزتك لخليل...ليه مش ده خليل اللى كنت عايزاه يغتصب بسمة علشان تلوى دراعى.... وتخلينى اوافق انه يتجوزها... ده انتى لو شيطان مش هتبقى بالشر ده....... 


قاطعته غزل التى شحب وجهها و عقلها لا يستوعب ما يقوله من شدة الصدمة هتفت وهى تدفع يده بعيداً

=بقولك محصلش...محصلش.... 


رمقها بغضب و اشمئزاز  


=انتى واحدة كدابة و رخيصة...و عمرك ما هتنضفى.. متستهليش الا انك تعيشى طول عمرك زى الكلبة فى بيت اسيادك.. 


اشتعلت نيران الغضب فى دمائها فور سماعها كلماته المهينة تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعة بقوة فوق خده صفعة من قوتها دوى صداها بارجاء المكان..


لكنها تراجعت الى الخلف فور ادراكها فداحة فعلتها لكن اسرع جابر بالقبض جابر  على شعرها يجذبه بقوة و شراسة مما جعلها تصرخ متألمة وهى تنفجر باكية متوقعة ان يرد اليها الصفعة لكن لمفاجأتها أمسك بها وجذبها إليه وسحق شفتيها على شفتيه يقبلها بقسوة و شراسة اصابتها بكدمات فاخذت تضربه بقبضتيها بانحاء جسده لكنه استمر فى تقبيلها كما لو كانت ضرباتها تلك لا شئ.. 

لكنها استجمعت كامل قوتها و دفعته فى صدره دافعة بقسوة بعيداً صارخة و هى فى شبه حالة من الهستيرية

=متلمسنيش.. و لا تقرب منى..... 


لتكمل بشراسة و شرارت الغضب تتقافز من عينيها

=ايه نسيت انى على ذمة راجل تانى... 


ضغط جابر على فكيه بقسزة كادت تحطم اسنانه مزمجراً بصوت مرعب و قد اظلمت عينيه كما لو كان لا يطيق سماعها تنطق بذلك

=اكتمى.... 

  

ابتسمت غزل قائلة بتحدى وهي تمسح بكف يدها شفتيها تعبير عن التقزز و الاشمئزاز من قبلته

=انت فاكر انك عملت فيا شر لما جوزتنى لخليل لا ده خير و رحمة من ربنا انا دلوقتى مرات خليل يعنى مبقتش مضطرة اعيش فى بيتك...و لا انت ليك كلمة عليا..... 


لتكمل بغل راغبة بايذاءه غافلة عن عينيه التى اظلمت بغضب و عروق عنقه التى كانت تنتفض بقوة فقد كان اشبه ببركان على وشك الانفجار

= دلوقتى انا على ذمة راجل  و هيبقالى بيت و هخلف  منه و يبقى عندى ولاد....


هدر قائلاً بصوت حاد غليظ و قد احتدت انفاسه بشدة بينما اصبح وجهه مظلم بغضب اسود

=قولتلك اكتمى..مش عايز اسمع صوتك.... 


رسمت على شفتيها ابتسامة مرتجفة برغم شعورها بان الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها لكنها اكملت تزيد من اشعال غضبه

= اكتم ليه... مش دى الحقيقة... انا دلوقتى ملك خليل....يا جابر... 

لتكمل بهستيرية و هى تتطلع اليه بغضب 

=فاهم يا جابر... مرات خليل يعنى ملكه يعمل فيا اللى يحلاله يلمسنى و يـعمل اللى هو عـ....... 


لكن وقبل ان تنهى جملتها فجأة صفعها بقوة صفعة جعلت رأسها يرتد الى لخلف من قوتها مما جعلها تسقط فوق الفراش منفجرة فى بكاء أليم وهى تضع يدها فوق خدها الذى اصبح احمر بلون الدماء اثر صفعته تلك لكنها لم تستسلم و صرخت به 

=اضرب ان شالله حتى تموتنى برضو مش هيغير حقيقة ان انا مرات خليل... مرات خليل و هروح اعيش معاه فى بيته و هعيش خدامة تحت رجله كمان.... 

قبض على شعرها يجذبها منه بقوة مقرباً وجهه من وجهها صائحاً  بشراسة وهو ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها ترتجف رعباً

=لو عايزة تموتى انطقيها تانى... 


نظرت اليه قائلة بتصميم و هى ترغب بان يفعلها و يقتلها حتى تتخلص من عذابها والألم الغير محتمل الذى ينبض بقلبها

=انا ملك خليل... و مفيش غيره يقدر يلمسنى ... 


قطعت جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما صفعها جابر مرة اخرى على وجهها قبل ان ينتفض واقفاً ينزع حزام سرواله يعقد جزء منه حول يده بينما يتجه نحوها وعينيه تلتمع بالقسوة والشر تراجعت غزل فوف الفراش فى خوف محاولة الهرب منه لكن وقبل ان تستطع الحركة رفع جابر يده فوقها بينما اسرعت غزل


بدفن  وجهها فى الفراش بينما تطلق صرخة مرتعبة و هى تتوقع ان يصيبها الحزام لكن انتفض جسدها فى فزع و صدمة فى ذات الوقت عندما اصاب الحزام الفراش بجانبها بدلاً من جسدها رفعت رأسها ببطئ تتطلع نحوه و هى لا تفهم ما يحدث.. 

شاهدته و هو يلقى الحزام من يده هاتفاً بها بشراسة وهو يقبض على فكها يعتصره بغضب بينما عينيه تلتمع بالجنون 

= انا جبت اخرى معاكى...و قسماً بالله لو سمعتك بتنطقى اسمه تانى لأكون قتلك يا غزل...هقتلك و مش هتردد ثانية واحدة فاهمة.... 


انهى جملته تلك مبتعدة عنها محاولاً التحكم فى الغيرة التى تحرق قلبه و تلتهمه حياً..غيرته التى كادت ان تجعله يرتكب شئ قبيح وحقير مثل ضربها بذلك الحزام لا يصدق انه كاد ان يؤذيها بهذا الشكل القبيح  لكنه كلما سمعها تردد اسم ذلك الاحمق بهذا الشكل تجعله يرغب بقتلها و قتله و قتل نفسه... 


نهضت غزل من فوق الفراش واقفة على قدميها المرتجفة

وهى مصابة بحالة من الذهول لا تصدق انه كاد ان يضربها بهذا الحزام اتجهت نحو الطاولة التى عليها طبق من الفاكهة واختطفت السكين التى كانت فوقه. 


فقبضت عليه تشير  به بوجه جابر الذى كان يشاهد ما تفعله ببرود 

=انا اللى هقتلك يا جابر... انا اللى هقتلك لو قربت منى تانى... او رجعت تتحكم فى حياتى... انت انسان مريض  و دمرتنى و نهاية حكايتنا دى لأما انت تموت لاما انا اللى اموت..... 


اقترب منها جابر بهدوء حتى اصبح يقف امامها مباشرة قائلاً بتهكم

=تمام موتينى.. انا قدامك اهو... اقتلينى لو تقدرى.... 


ضغطت السكين على عنقه مهددة اياه و يدها كانت ترتجف بشدة مما جعله يهتف بها بقسوة

=يلا اقطعى رقبتى يا غزل اعمليها.... يلا مستنية ايه.... 


شعرت غزل بقلبها يسحق بداخلها فهى لن تستطيع ايذاءه مما جعل يدها ترتجف بقوة اكبر وشعور من العجز و الضعف يجتاحها


لوى جابر شفتيه فى ابتسامة ساخرة قائلاً بتهكم عندما لاحظ ترددها و ارتجاف يدها

=نزلى السكينة وبلاش شغل عيال  لانى عملت اللعبة دى قبلك  بس الفرق هنا ان المسدس كان فاضى لكن دى سكينة و مينفعش تلعبى بيها.... 


انفجر الغضب بداخلها فور سماعها سخريته تلك و تذكرها لخطته  الحقيرة للأيقاع بها و السخرية من مشاعرها وحبها له وتسليمها لرجل اخر... 

فلم تشعر بنفسها الا و هى تضغط بالسكين فوق عنقه ممزقة اياه و الدماء تنساب منه بغزارة مغرقة عنقه و قميصه و صوت شيطانى يترد بداخلها يهنئها على قتلها اياه و الاخذ بثأرها منه.. 

#الفصل_الخامس❤

#خطاياها_بيننا❤☘️


لوى جابر شفتيه فى ابتسامة ساخرة قائلاً بتهكم عندما لاحظ ترددها و ارتجاف يدها

=نزلى السكينة وبلاش شغل عيال  لانى عملت اللعبة دى قبلك  بس الفرق هنا ان المسدس كان فاضى لكن دى سكينة و مينفعش تلعبى بيها.... 


انفجر الغضب بداخلها فور سماعها سخريته تلك و تذكرها لخطته  الحقيرة للأيقاع بها و السخرية من مشاعرها وحبها له وتسليمها لرجل اخر... 

فلم تشعر بنفسها الا و هى تضغط بالسكين فوق عنقه ممزقة اياه و الدماء تنساب منه بغزارة مغرقة عنقه و قميصه و صوت شيطانى يترد بداخلها يهنئها على قتلها اياه و الاخذ بثأرها منه.. 


كان جابر واقفاً جامداً مكانه و هو يشعر بسكينها يمزق جلد عنقه لكنه لم يتحرك او حاول حتى ايقافها فقد كان ألام قلبه اكبر بكثير من الام جرحه الجسدى هذا فقد تمنى ان تقوم بغرز السكين بعنقه اكثر و انهاء حياته فهو لم يكن يتصور بانها ستحاول قتله حقاً و قد ألمه ذلك كثيراً. 


ارتجفت يد غزل الممسكة بالسكين فوق عنقه وهى تعود الى وعيها بعد ان انزاحت غمامة الغضب عن عينيها وشاهدت دماءه المنسابة على عنقه لا تصدق انها قامت بجرحه بالفعل..

حاولت سحب يدها بعيداً عن عنقه لكنه اسرع بالقبض على يدها و ضغط السكين اكثر بعنقه المصاب و هو يصرخ بها 

=راحة فين... يلا كملى اللى بدأتيه.... يلا..... 


هزت غزل رأسها بصمت و دموعها تنساب من عينيها و هى لا تصدق انها كانت على وشك قتله بالفعل

حاولت سحب يدها مرة اخرى لكنه عصف بها و تعبير من العذاب يملئ عينيه

=انهى... اللى بدأتيه يا غزل....  


همست بصوت مرتجف و هى تكاد تشعر بالاغماء من مشهد الدماء التى غطت جانب عنقه الان

=حرام عليك يا جابر.... ارحمنى  انا مبقتش متحملة كل ده..

لتكمل بصوت هامسة بصوت مرتجف شاعرة بألم بصدرها بينما تثاقلت انفاسها فبدأت تسحب الهواء الى صدرها بصعوبة

=حـ.. حاسة..ان قلبى هيقف... 


حرر يدها فور سماعه كلماتها تلك و قد ملئ الخوف قلبه عندما لاحظ شحوب وجهها والعرق الذى يغطى جبينها... 

راقبها باعين ممتلئة بالقلق و الذعر وهى تفرك صدرها موضع قلبها كما لو كانت تتألم حقاً مما جعله يقترب منها متنسياً جرح عنقه النازف قائلاً بصوت يملئه الذعر و الخوف

=مالك يا غزل.... حاسة بايه..؟! 


هزت رأسها كاذبة بصوت مرتجف ضعيف و هى تشعر بالدوار يكاد يبتلعها

=مفيش حاجة.... 


لكنه لم يصدقها فقد بدأت تتمايل مكانها اسرع بحملها بين ذراعيه واضعاً اياها فوق الفراش امسكت غزل بيده هامسة بقلق و عينيها على جرح عنقه النازف

=رقبتك... لازم تروح المستشفى


هتف جابر مقاطعاً اياها بعصبية و هو ينهض من الفراش

=بلا رقبتى..بلا زفت مش وقته


ثم تركها مسرعاً خارجاً من الغرفة ليعود بعد قليل حاملاً كوباً كبيراً من العصير فقد كان يعلم انها اصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية فهى لم تأكل شئ منذ غدائهم بالخارج بالأمس قبل كتب الكتاب و وقتها لم تأكل شيئاً بسبب توترها... 


رفعها برفق من فوق الفراش ليستند جسدها على جسده وهى كانت شبه غائبة عن الوعى واضعاً الكوب على شفتيها ارتشفت محتوياته ببطئ... 

و عندما انهته كانت بالفعل قد بدأت تشعر بالتحسن  بينما ظل جابر بجانبها قليلاً حتى تأكد من انها عادت الى وعيها و انها بخير و فور تأكده من هذا عاد لارتداء قناعه من البرود و التجاهل مرة اخرى قبل ان يتركها بالغرفة و يغادر بصمت .. 

عاد مرة اخرى للغرفة و هو يحمل صنية ممتلئة بالطعام وضعها امامها على الفراش قبل ان يلتف و يغادر مرة اخرى تاركاً اياها تتطلع الى اثره باعين ممتلئة بالحسرة والألم.. 


فى وقت لاحق...

  

كان جابر جالساً بغرفة الاستقبال  حيث كان يقوم الطبيب بفحص جرح عنقه عندما لاحظ غزل التى كانت تقف بباب الغرفة و التوتر ظاهر عليها بوضوح...

كانت قد بدلت فستانها الى عباءة استقبال سوداء اخذتةتتابع باهتمام فحص الطبيب له تجاهلها جابر  محاولاً عدم النظر اليها. 


بينما اقتربت هى منهم بتردد و وقفت بجانب جابر هامسة بصوت منخفض يملئه الارتباك

=الجرح خطير يا دكتور...؟! 


اجابها الطبيب الذى كان يعقم الجرح بأدواته الخاصة

=لا ابداً... اطمنى... ده جرح سطحى هو بس كبير شوية علشان كده نزف دم كتير... 


ليكمل مغمغماً باقتضاب 

=الجرح ده اتصبت به ازاى ياجابر بيه...؟! 


اجابه جابر و هو ينظر بسخرية الى غزل التى اصبح وجهها بلون الدماء

=كنت فى خناقة... مع واحد بطلجى....


غمغم الطبيب وهو مستمر بتعقيم جرحه

=طيب ما كده انت لازم تعمل محضر فى القسم.. متسكتش عن حقك.... 


التف جابر الى غزل قائلاً بابتسامة ساخرة ملتوية

=ايه رأيك يا غزل... اعمل فيه محضر زى ما الدكتور ما بيقول... 


عقدت بعصبية ذراعيها اسفل صدرها وهى تجيبه بحدة

=اعمل اللى عايز انت تعمله... ميهمنيش.... 


اطلق جابر تنهيدة طويلة قبل ان يوجه حديثه الى الطبيب 

=خلاص يا دكتور المسامح كريم المرة دى... خلى البوليس فى الحاجات التقيلة....هنحتاجه


ظلت غزل صامتة و لم تجيب على كلماته المستفزة تلك و ظلت بمكانها تراقب باهتمام عمل الطبيب على جرحه و الذى ما ان انهى عمله اقتربت منه قائلة بتردد و حرج

=دكتور ممكن اتكلم معاك فى موضوع كدة بس لوحدنا..   


قاطعها جابر الذى بغضب فور سماعه كلماتها تلك هو يزيح بعنف يد الطبيب عن عنقه 

=نعم ياختى... عايزة ايه..؟؟ 


تجاهلته و اكملت بهدوء تتحدث الى الطبيب

=ممكن يا دكتور..؟


اومأ الطبيب قائلاً بهدوء وهو يغلق حقيبته

=طبعاً... طبعاً. يا استاذة غزل اتفضـلى...  


لكن قاطعه جابر الذى انتفض واقفاً على قدميه هاتفاً بصوت عاصف ممتلئ بالغضب و العصبية

= تتفضل فين انت كمان...

ليكمل وهو يقترب منها و عينيه تنطلق منها شرارات الغضب لكنه حاول تهدئة غضبه هذا ظناً منه انها تحتاج الى سؤاله عن مرضها بوقت سابق

=عايزة تسأليه عن حاجة.. تسأليه و انا هنا... قدامى... 


ادركت غزل انه لن يدعها تتحدث مع الطبيب بمفردهم مما جعلها تتنهد مستسلمة قبل ان تتخذ عدة خطوات مبتعدة عنه واضعة بينهم مسافة قدر الامكان قبل ان تفتح فمها و تتحدث الى الطبيب

=كنت عايزة اسأل حضرتك.. لو ممكن تشوفلى شغلانة فى عيادتك او عيادة  اى حد من الدكاترة الـ...... 


ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما رأت جابر يقترب منها قابضاً على ذراعها بقسوة و هو يزمجر بصوت  مليئ بالغضب و الحدة

=عايزاه يشوفلك ايه...؟!


ابتلعت غصة الخوف التى تسد حلقها قبل ان تجيبه هامسة فى خوف

=يشوفلى شغل........ 


زمجر بشراسة بجانب اذنها بصوت كالفحيح بينما قبضته تشتد بقسوة حول ذراعها 

=طيب اكتمى...اكتمى خالص ومسمعش نفسك...احسنلك


ليكمل و هو يخرج من جيبه مبلغ ضخم من المال و يتجه نحو الطبيب و يضعه بيده قائلاً بصوت قاطع حاد

=متشكرين يا دكتور... تعبناك معانا...... 


غمغم بارتباك الطبيب الذى كان لا يستطيع فهم ما يحدث بينهم لكنه يعلم ان الامر سيحتد لاحقاً

=العفو يا جابر بيه... عن اذنكوا 


ثم اسرع نحو الباب مغادراً مدركاً انه افضل شئ لفعله قبل ان يتفاقم الامر اكثر من ذلك.. 


التف جابر نحو غزل فور تأكده من مغادرة الطبيب هاتفاً بغضب

=شغل ايه بقى يا ست هانم اللى بتدورى عليه فاهمينى.... 


هزت غزل كتفيها مجيبة اياه ببرود

=عايزة شغل ... علشان هنقل هنا المنصورة و هشوف شغلانة اشتغلها و اصرف منها على نفسى..... 


ضيق عينيه بغضب محدقاً بها و هو يغمغم بهدوء يعاكس الدماء التى كانت تغلى بعروقه  

=اها....و كمان عايزة تنقلى المنصورة وتعيشى لوحدك لا دى انتى حلوة اوى و بتعرفى تفكرى وتخططى اهو....... 


ليكمل بوجه متصلب ملئ بالغضب بينما اظلمت عينيه بشكل بث الرعب بداخلها 

=ده على جثتى...على جثتى يا بنت مجاهد.....فاهمة 


صرخت به ناظرة لداخل عينيه بتحدى و الكراهية تلتمع بها

=لا مش فاهمة يا ابن عثمان...و لو  فاكر انى هرجع البيت معاك تانى.. اشتغل خدامة ليك و لخالتك الحيزبونة تبقى بتحلم..... 


لتكمل و هى تهز كتفيها ببرود متجاهلة جميع انواع التحذير التى يصرخ بها عقلها لكى تتوقف عن استفزازه

=بعدين خليل جوزى هو اللى يقول اشتغل او مشتغلش.. مش انت


انهت جملتها مطلقة صرخة مدوية مرتعبة و هى تنطللق راكضة لنهاية الغرفة تحتمى خلف احدى المقاعد عندما رأته يندفع نحوها وقد اصبح وجهه احمر كالدماء من شدة الغضب و الانفعال فقد كان اشبه ببركان عاصف على وشك الانفجار 

=هموتك...عليا النعة لأموتك...... 


لكنه توقف فجأة بمنتصف طريقه اليها دافناً يديه بشعره يجذبه بقوة و عنف محاولاً السيطرة على غضبه حتى لا يقوم بايذائها فالغضب الذى بداخله يمكنه ان يتسبب بقتلها امسك بالمزهرية التى كانت على الطاولة و القى بها بالحائط و هو يطلق هدير عاصف منفساً بها عن بعض غضبه ثم اخذ يتنفس بعمق و هو يحاول ان يهدئ من نفسه. 


ظل على حالته تلك عدة دقائق طوال كانت غزل خلالها واقفة متصلبة بمكانها تراقبه باعين متسعة بالخوف لكنها تراجعت الي الخلف عندما رأته يتجه نحوها حاولت التراجع اكثر لكن ضرب ظهرها الحائط مما جعل لا مفر لها اطلقت صرخة ءعرة عندما امسك بذراعها جاذباً اياها من خلف المقعد و  اوقفها امامه قبض على فكها قائلاً بصوت مظلم خشن 

=لو سمعتك بتجيبى سيرة الواد ده تانى على لسانك هقطعهولك وهعيشك خرسه الباقى كله من عمرك...... 

ليكمل وهو يزيد من ضغطه على فكها مما جعلها تصرخ متألمة

=و تانى مرة تحاولى تهربى فيها منى.. افتكرى امك اللي مرمية فى المستشفى اللي بتليفون صغير منى اخليهم فى المستشفى يفصلوا الاجهزة عنها و ابقى روحى زوريها فى المدافن.... 


مرت رجفة من الخوف بجسدها و قد شحب وجهها ليصبح بشحوب الاموات فور سماعها تهديده هذا بانهاء حياة والدتها... فقد كانت حياتها مرتبطة متعلقة بالاجهزة المتصلة بها بالمشفى و بدونها فوالدتها تهلك فى الحال... 


وقف جابر يتطلع الى الخوف المرتسم على وجهها برضا و هو يدرك ان تهديده قد وصل اليها جيداً و انها لن تحاول الهرب منه اخرى 

هتف بها وهو يتجه خارج الغرفة 

= و يلا غورى اتخمدى... علشان بكرة هنرجع البلد...... 


ظلت غزل واقفة مكانها  جامدة تراقبه و هو يختفى من  الغرفة و دموعها تنساب بصمت على خدييها قبل ان  تتحرك اخيراً و تتجه نحو غرفتها...


وقفت بجانب فراشها تعدل من موضع نظارتها الطبية التى اعطاها لها جابر بوقت سابق فقد اتضح لها انه كان يحتفظ بها عندما فقدت وعيها بعد هجوم خليل عليها حتى لا تحاول الهرب... 


بحثت عن حقيبتها حتى تخرج منها شيئاً تنام به بدلا ً من عبائتها السوداء تلك وجدتها بالنهاية بجانب الخزانة فتحتها و حاولت البحث عن شئ ترتديه  لكنها شعرت بقلبها يعتصر بداخل صدرها عندما وقعت عينيها على احدى قمصان النوم التى جعلت صديقتها حلا تشتريها لها من أجل زواجها من جابر والايام ستقضيها معه هنا يحتفلون بزواجهم. 


شعرت بغصة من الألم تسد حلقها لكنها اخذت تقاوم بصعوبة نوبة البكاء المتصاعدة بداخلها... 

لكنها بالنهاية استسلمت و انهارت أرضاً تبكى و هى تحتضن تلك القمصان الى صدرها دافنة وجهها بها و شعور من الحسرة والفقدان يسيطران عليها... 

اشتد بكائها ليتحول الى شهقات بكاء عالية ممزقة

كان ج الزواج من جابر هو حلمها الذى كانت تنتظره منذ ان كانت فتاة بالسابعة عشر وعندما كان حلمها هذا على وشك ان يتحقق تحول الى كابوس مرعب مظلم و

انتهى بزواجها من خليل بدلاً من الزواج من جابر عشق طفولتها..


اشتد بكائها و هى تتذكر سعادتها بالايام الماضية و ماحدث لها اليوم فقد كان يخدعها و يكذب عليها اوهمها انه نادم على ما فعله بها... حتي انه امسك بمسدس يهدد بقتل نفسه ان لم تسامحه لكن كان هذا ايضاً من ضمن خطته الغادرة لإذلالها فقد اخبرها ان المسدس كان وقتها فارغاً من اى الطلقات و انه نجح بخداعها... لا تصدق انها كانت حمقاء الى هذا الحد حتى تصدقه...

لا تدرى كيف يمكنه ان يصدق انه بامكانها فعل كل تلك الاشياء الشنيعة كيف امكنه ان يصدق انها اتفقت مع خليل لكى يغتصب شقيقته لكنه صدق من قبل انها حرقتها فلما لا يصدق ذلك الان... 


ظلت على وضعها هذا تبكى حسرة على حالها حتى شعرت بالتعب يجتاحها نهضت بتثاقل و بدلت ملابسها الى عباءة كانت محكمة التفصيل على جسدها لكنها لم تهتم فكل ما ترغب به الان هو النوم و الهروب من واقعها الاليم هذا ارتمت على الفراش تغلق عينيها التى كانت منتفخة و حمراء بلون الدماء من كثرة بكائها حاولت مقاومة الدموع التى كانت تملئ عينيها لكنها انسابت على خدييها لتغرق فى نوبة اخرى ممزقة من البكاء حتى غرقت بالنوم اخيراً....  


     ༺༺༺༺༻༻༻༻


بقصر العزايزى..... 


جلست لبيبة بجانب عثمان تضع امامه الطعام قائلة بدلال و هى تحاول جذب انتبهاهه فعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات فقلبها لا يزال عاشقاً له.. 

=برضو مصر.. متاكلش كده هتتعب... يا عثمان


اجابها عثمان و هو يدير كرسيه ذو العجلات  المتحركة المخصص لحالته

=مالكيش دعوة بيا يا لبيبة... قولتلك ١٠٠ مرة متحشريش نفسك فى اى حاجة تخصنى....غزل بس اللى بتراعينى و طول ما هى مش هنا...اى حد من اللى تحت يجبلى الاكل مش انتى... 


امسكت بمقعده تديره نحوها قائلة بصوت رقيق

=الحق عليا.. انى خايفة عليك.. انت ماكلتش حاجة من ساعة ما المنيلة دى راحت تقعد مع امها فى المستشفى يومين... 


قاطعها عثمان بغضب و انفعال 

=متغلطيش فيها و اياكى تجيبى سيرتها تانى.. و ايوة مش هاكل طول ما انتوا  مش عايزين تريحونى.. وتقولولى ازهار فيها ايه ليه غزل تبات معاها فى المستشفى... و هتبات معاها ليه الا لو فيها حاجة او حالتها خطر... 


هتفت لبيبة مقاطعة اياه و هى تشعر بنيران الغيرة تمزق قلبها و تحرقها من الداخل من خوفه و قلقه الواضح على ازهار فقد كان لا يزال عاشقاً لها

=قولتلك مفيهاش حاجة كل الحكاية ان المحروسة بنتها اقنعت ابنك انها تبات معاها يومين قال ايه نفسيتها تعبانة ومحتاجة ترتاح فهتعقد مع امها يومين... بعدين دى مش اول مرة ما عملتها قبل كده كذا مرة.... 

لتكمل بغل و غيرتها تسيطر عليها

=بعدين هو انت لسه متعلق بها اوى كدة ليه... هو عندك امال انها تفوق منها اصلاً...دى خلاص اخرها كام يوم و تمـ..... 


هدر عثمان بصوت كالرعد اخرسها فى الحال

=لبيبة...قسماً بالله لو نطقتيها...لأكون انا اللى مموتك بايديا...ولا فكرك علشان بقيت مشلول و ابنى بيعاملنى زيى زي الكرسى اللى فى البيت انى خلاص مبقاش ليا كلمة عليكوا و كبقيت مالطشة للكبير والصغير و ماليش لازمة.... 


قاطعته لبيبة هامسة بارتباك و قد شحب وجهها بخوف

=ما عاش ولا كان اللى يقول عليك كده.... 

لتكمل و هى تربت على صدرها برجاء

=انا مقصدش يا عثمان سامحنى.... حقك عليا يا ابن عمى بس انا خايفة عليك مش اكتر.... 


هتف بحدة و رفض و هو يدير مقعده متوجهاً نحو الباب

=وفرى خوفك ده لنفسك.. ميلزمنيش... 


اسرعت لبيبة خلفه قائلة بلهفة محاولة مراضاته

=طيب طيب ايه رأيك لو اخدك بكرة و ننزل المنصورة نروح المستشفى و تطمن عليها بنفسك... 


اشرق وجه عثمان و قد اختفى تماماً غضبه كما لو انه لم يوجد من الاساس قائلة بلهفة

=بجد.....؟! 


اومأت لبيبة قائلة و هى تغصب شفتيها على الابتسام

=ايوة بجد... بكرة باذن الله ننزل المنصورة و نزورها  . 


قاطعها قائلاً و قد عاد العبوس الى وجهه 

= لا انتى.. متجيش معايا... مش عايزك جنب ازهار... كلمى فراج اخوكى يجى معايا... بس متعرفهوش ان جابر ميعرفش انى رايح المستشفى.. علشان لو عرف مش هيوافق يجى معايا.. وجابر عمره ما هيوافق انى اروح طول ما هو مش معايا... 


جزت لبيبة على اسنانها تحاول كظم غيظها وغضبها قبل ان ترسم ابتسامة  واسعة على وجهها قائلة بهدوء

=حاضر... هحاول اكلمه و اقنعه ما انت عارفة بلط و بروطة مبيتحركش من مكانه   


اومأ عثمان برأسه بالموافقة قبل ان يغادر الغرفة تاركاً لبيبة واقفة مكانها تعض اصابعها مطلقة صرخة غيظ و غضب بينما نيران الغيرة تتأكلها حية... 


     ༺༺༺༺༻༻༻༻


فى صباح اليوم التالى... 


استيقظ جابر على صوت رنين جرس الباب ادار رأسه نحو الطاولة التى بجانب فراشه حتى يرى الوقت لكنه جفل عندما شعر بألم حاد يضرب عنقه مكان جرحه لعن بحدة و هو ينهض عندما استمر رنين الباب  فقد كانت الوقت الثامنة صباحاً من سيأتى فى هذا الوقت و من يعلم بوجودهم هنا..


فتح الباب لكن تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب يعمى عينيه... 

بيتما اخذت  بدماءه تغلى فى عروقه فور ان رأى خليل الذى كان يقف بالباب بوجهه الذى اختفت ملامحه تقريباً بسبب انتفاخها  ووتورمها و الكدمات البشعة التى كانت تغطى وجهه بالكامل بينما كانت احدى ذراعيه مستندة على صدره فى جبيرة... 


جن جنونه جابر فور تذكره الحالة التى كانت عليها غزل عندما حاول ذلك الحقير لمسها...


لم يشعر بنفسه الا و هو يهجم عليه ويديه تقبضان على عنقه يعتصره بقوة و هو يصرخ به

=جيت لموتك يا ابن الكلب... 


هتف خليل باكياً وهو يحاول ابتراجع الى الخلف محاولاّ الهرب من قبضته

=والله يا باشا كنت بنفذ اوامرك... مش انت اللى قولتلى خوفها... 


هدر جابر مقاطعاً اياه بشراسة

=قولتلك تخوفها بانك تفضل معاها فى الاوضة من غير ما تنطق معاها حرف واحد و متلمسهاش..و عينك حتى متترفعش فيها...... 

حرر عنقه من بين قبضته قبل ان  يقبض على ذراعه السليم يلويه خلف ظهره مزمجراً بشراسة و الغيرة تنهش قلبه و روحه تتلوى على جمرها المشتعل. 

=و انت عملت ايه...لمستها..قطعت فستانها..شلت طرحتها...يعنى شوفت حاجات مكنش ينفع لا انت و لا اى راجل فى الدنيا ينفع يشوفها... 

انهى جملته و هو يلوى ذراعه اكثر خلف ظهره لم يتركه حتى سمع صوت تكسـ.ر عظامه بينما دوى بالارجاء صرخة خليل المتألمة للذى انهار ارضاً يبكى بينما يضم يده المكسورة الان الى ذراعه... 

صاح متألماً و هو يبكى من شدة الالم عندما امسكه جابر مرة اخرى من قميصه يرفعه منه 

=والله مخى التخين فهم اوامرك غلط.. انا جيت من المستشفى على هنا علشان استسمحك و الله يا باشا مكنتش اقصد غير ان انفذ  اوامرك....  


اومأ جابر برأسه بصمت و تعبير من الوحشية مرتسم على وجهه قبل ان يقبض على عنقه مرة اخرى يعتصره بقسوة حبست عنه الهواء مما جعله يختنق و يصبح وجهه ازرق من دة الاختناق...


لكن خفت قبضته من حول عنقه  فور ان  رأى غزل تدلف الى الردهة تأتى نحوهم بخطوات هادئة...


تفحصت عينيه التى اشتعلت بغضب عاصف العباءة التى كانت ترتديها فقد كانت ملتصقة بجسدها مفصلة قوامها بطريقة تجعل دماء اى رجل تشتعل ناراً 

صاح بها بصوت عاصف 

=ايه الزفت على عينك اللى انتى لابساه ده... اتنيلى ادخلى جوا..... 


استمرت غزل فى طريقها اليهم قائلة بهدوء وهى تهز كتفييها ببرود

=و ادخل جوا ليه... هو فى حد غريب..؟!  


لتكمل و هى تضع اصبعها بفمها كما لو كانت تفكر شئ هام

=اها... بس تصدق فعلاً برضو عندك حق ميصحش اطلع كده خليل و اهو جوزى و ابقى حلاله عادى... لكن انت مهما كان برضو  غريب و مينفعش اطلع كدة قدامك.... 


فور سماعه كلماتها تلك تسارعت انفاس جابر  و احتدت بشدة شاعراً كأن هناك نيران تكاد تخرج من رأسه من شدة الغضب هدر بصوت عاصف جعلها تنتفض مكانها بذعر

=اخفى من وشى...و غيرى الهباب اللى انتى لابساه ده... بدل ما ارتكب جريمة


شعرت غزل بالخوف يتسرب بداخلها لكنها رغم ذلك ظلت بمكانها رافضة التحرك لتنفيذ كلامه مما جعله يعصف بها و هو يدفع بقسوة  للخلف خليل الذى كان لا يزال يمسك به مما جعله يسقط مرتطماً بالارض

=غورى بقولك..... 


انتفضت فى مكانها فازعة و عينيها انصبت بهلع على خليل الذى كان لا يوجد جزء من جسده سليم و لم يصبه غضب جابر  قبل ان تهرع و تنطلق نحو غرفة النوم حتى تبدل ملابسها.


بينما التف جابر نحو خليل الذى وجد عينيه تتابع غزل خارج الغرفة مما جعله يفقد اعصابه ويهجم عليه راكلاً اياه عدة ركلات قاسية متتالية ببطنه و هو  يصرخ به بشراسة

=بتبص على ايه يا روح امك.. عجبك اللى شايفه... طيب و حياة امك لأخزقلك عينك .... 


اسرع خليل نافياً قائلاً بهلع و هو يحاول بصعوبة النهوض على قدميه المصابة

=لا والله يا باشا مقصدش... انا... انا.... 


=انت ايه يا ابن الكلب.. 

عاجله جابر بلكمة اخرى بوجهه قبل ان يستطع النهوض ليسقط مرة اخرى مرتمياً بالارض بالقسوة  و هو يطلق صرخة ألم مدوية  وهو يهدر بصوت غليظ ملئ بالغضب و قد كانت تظهر عليها الغيرة بوضوح

=عين اهلك دى لو اترفعت فيها تانى عليا النعمة لأقـ.ـطع من لحمك نساير و ارميها لكـ.ـلاب السكك تنهـ.ش فيها...فاهم... 


اومأ خليل مسرعاً و هو يحاول حماية جسده من ضرباته و هو يهمس قائلاً بصوت شبه باكى

=فاهم... فاهم يا باشا والله فاهم... 


زفر جابر بحدة بينما يده تتخلل شعره يجذب شعره بعنف بينما يدور بالغرفة و هو يتمتم بقسوة

=هقتـ.لك يا ابن الكلـ.ب...و حياة امك لأقتلك...


ظل يدور بالغرفة و هو يشعر انه يكاد ان يجن بينما كامل جسده كان ينتفض غضباً فالغيرة كانت تفترس قلبه حياً... 


توقف فى مكانه فجأة وقد تصلب جسده عندما رأها تعود الى الغرفة مرة اخرى بعد ان بدلت ملابسها الى عبائة اخرى لكنها كانت فضافضة هذة المرة و تمسك بيدها حقيبة ملابسها... 


تنفست غزل بعمق بينما تستجمع شجاعتها فقد كانت تعلم انه هذة المرة من الممكن ان يقوم بقتلها حقاً لكنها لم تستطع مقاومة استفزازه و اغضابه حتى تجعله يشعر و لو قليلاً ببعض الألم الذى تعانى منه..

اتجهت نحو خليل الذى كان  قد عاد للوقوف على قدميه المهتزة بوضوح يستند الى الجدار الذى كان خلفه و هو يكاد ان يسقط مغشياً عليه... 

قائلة بهدوء بينما تقف بجانبه محاولة مقاومة اشمئزازها و نفورها منه بينما تولى جابر ظهرها 

=يلا يا خليل...


اجابها خليل بصوت مرتجف وعينيه مسلطة بخوف على ذلك الذى كان يقف خلفها بوجه اسود متصلب ملئ بالغضب بينما عينيه كانت مظلمة بشكل يبث الرعب بداخل من يراه فقد علم خليل ان هذة نهايته بالتأكيد

=يلا..يلا..يلا على فين..بس يا ست غزل؟! 


اجابته بهدوء يعاكس ضربات قلبها التى كانت تضرب بجنون داخل صدرها من شدة الخوف فهى تعلم بان بكلماتها تلك ستشعل الحرب

= على بيتنا طبعاً..هاجى معاك بيتك...... 


لم تنهى جملتها تلك الا و اطلقت صرخة مدوية عندما قبض جابر على شعرها من اسفل حجابها و هو يهدر بصوت مظلم عاصف 

=اطلع برا يالا.... برا..... و اعتبر نفسك ميت يا روح امك 


وقف خليل ينظر اليه باعين ممتلئة بالرعب من تهديده هذا قبل ان يسرع راكضاً نحو باب الشقة يخرج منه مهرولاً يجر ساقه المصابة بصعوبة مغلقاً الباب خلفه بقوة و هو يحمد الله على الخروج حياً من هنا... 


التف جابر يجذب شعر غزل اكثر مرجعاً رأسها للخلف قبل ان يدفعها فجأة نحو الحائط ليضرب ظهرها به بقسوة  قبض على ذراعيها باحدى يديه رافعاً اياها  فوق رأسها يثبتها على الجدار بينما اصبح جسدها محاصراً بينه و بين الجدار الذى كان خلفها قبضت يده الاخرى على فكها يعتصره بقسوة و هو يزمجر بقسوة من بين اسنانه وتعبير من الوحشية على وجهه جعلها ترغب بان تذوب و تختفى من امامه 

=سمعينى بقى... كنت عايزاه يخدك فين....؟! 


راقبت غزل وجهه الذى كان اشبه باعصار وعينيه المظلمة  التى كانت أكثر شيء مرعب رأته في حياتها ظلت صامتة رافضة الرد عليه مما جعله يصرخ بها و هو شبه مجنون 

=كنت عايزاه يخدك..فين يا زبا.لة... انطقى


تناست غزل خوفها وهتفت به وعينيها تلتمع بالغضب من اهانته المستمرة لها

=انا مش زبالة... وانت عارف ده كويس.. انا لو زبالة كنت سيبتك تلمسنى و تاخد منى اللى عايزه... 

لتكمل بغضب وانفعال و هى تتلوى محاولة فك حصار يديها من قبضته

=ايوة عايزة اروح معاه مش جوزى... و على الاقل بيته احسن من بيت العقارب بتاعك....

لم تستطع ان تكمل جملتها حيث احاطت يده الاخرى عنقها يعتصره بقوة وهو يهتف بشراسة بها 

=جوزك هاااا.... جوزك... و عايزة تروحى معاه...مش كدة


مادت الارض تحت قدميها و اصبحت عينيها غائمة شاعرة بالاختناق بسبب عصره لعنقها

افاق جابر من غيبوبة غضبه هذا عندما وجد وجهها يتحول الى اللون الازرق مما جعله يحرر عنقها على الفور و هو يشعر بالذعر و القلق.. 

فور ان تركها مالت غزل الى الخلف تستند رأسها على الحائط بينما تحول التقاط انفاسها و هى تشعر انها تكاد ان تغيب عن الوعى و ضع جابر يده على جانب رأسها يمسده برفق وهو يحثها على التقاط انفاسها ببطئ. 

لاعناً نفسه و لاعناً غيرته التى جعلته يكاد ان يفقدها 


فور ان هدأت غزل قليلاً و اصبح تنفسها منتظم بعض الشئ دفعت يده بعيداً كما لو كانت لا تطيق لمسته  و هى تهتف به بغضب

=عايز تموتنى... موتنى و ريحنى..خالينى اخلص من عيشتـ......... 


وضع جابر يده فوق فمها يمنعها من تكلمة جملتها هامساً بصوت مختنق وكامل جسده يهتز بعنف

=ششش.. كفاية..كفاية نأذى بعض اكتر من كدة.... 


انهى جملته عاقداً ذراعيه حولها يضمها اليه دافناً وجهه في جانب عنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها محاولاً تهدئة ضربات قلبه التى كادت ان يتوقف من شدة خوفه فور ان رأى وجهها الذى تحول للون ازرق من شدة الاختناق  فقد كاد ان يقتلها.. كاد ان يفقدها الى الابد شدد من احتضانه لها  و هو يشعر بكل شيء بداخله ساكن  و  غضبه اصبح مثل عاصفة عنيفة واختفت أخيرًا ... 


غرزت غزل اسنانها بشفتيها حتى ادمتها و ذاقت طعم الدماء بفمها وهى  تقاوم ما تشعر به لكنها دفعته اخيراً  بعيداً بحدة وهى تهتف بقسوة راغبة باشعال غضبه مرة اخرى فهى تفضله غاضب عن ان يكون بهذة الرقة والحنان 

=قولتلك ١٠٠ مرة متلمسنيش انا ست متجوزة..... 


تراجع جابر الى الخلف يمرر يده بشعره يجذبه بعنف بينما عينيه تشتعل كبركان ثائر من الغضب مرة اخرى فور سماعه كلماتها تلك حاول تمالك نفسه حتى لا يؤذيها مرة اخرى ركل بقدمه الطاولة الزجاجية التى تنتصف الردهة و هو يطلق صرخة مدوية يخرج بها غضبه لتسقط الطاولة بقوة على الارض ويتهشم زجاجها و يتناثر بانحاء الغرفة... 


التصقت غزل بالحائط و قد شحب وجهها فى رعب فور رؤيتها لحالته تلك.. 

التف اليها قائلاً بقسوة من بين اسنانه التى كان يضغط عليها بقوة

=لو مش عايزة تموتى...ادخلى اوضتك... و ملمحش خلقتك قدامى خالص...فاهمة


هزت غزل رأسها وقد اتسعت عينيها فى رعب و فزع قبل ان تهرول راكضة الى غرفتها تختبئ بها خوفاً من غضبه وجنونه التى اثرته عمداً... 


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور عدة ساعات.. 


فى السيارة ظلت غزل صامتة تسند رأسها الى النافذة تنظر الى الخارج باعين غائمة بدموعها المحتقنة الغير منسابة متجاهلة جابر الذى كان يلقى عليها نظرة من كل حين الى اخر و هو يضغط على فكيه بقوة فقد كان يبدو عليه انه  لا يزال يحاول السيطرة على غضبه... 


ظل صامتاً طول الطريق وهى ايضاً فضلت تجاهله لكن عقلها كان لا يصمت فقد كانت منذ امس تفكر فيما ستفعله الان فقد اصبحت زوجة لرجل اخر بالطبع لم تكن تريد الذهاب مع خليل  لكنها ارادت تحدي جابر و احراق روحه فقد كانت تعلم جيداً انه لم يكن ليدعها تذهب مع خليل فقد كان يثور و يغضب عند ذكرها لاسمه فقط فكيف سيدعها تذهب معه... غضبه.. غضبه الذى لا تعلم سببه فقد اصبحت متأكدة الان انه حقاً لا يحبها.. بل هو يكرهها لكنها تظن ان السبب وراء غضبه هذا هو شعوره بالتملك نحوها.. 


التفت اليه وهى تقرر انه يجب ان تخبره للمرة الاخيرة انها لم تحاول ايذاء شقيقته.. 

=جابر..انا متفقتش مع خليل انه يغتصب بسمة ولا عمرى افكر فى حاجة بشعة زى دى.. مش فاهمة ازاى فكرت ان ممكن اعمل كدة اصلاً... 


ظل جابر صامتاً لم يقل شيئاً يقود السيارة بصمت لكنها لاحظت يديه تشددت حول المقود حتى ابيضت مفاصله لكنه بعد عدة لحظات اخرج بهدوء هاتفه الذى بحث به عدة لحظات قبل ان يصدح صوتها من الهاتف وهى تتحدث.... 

شحب وجهها فور سماعها الحديث الذى كان بينها و بين خليل و كيف سيبدو لأذن اى شخص لا يعلم عما هى تتحدث عنه حقاً.. فقد كانت تبدو كما لو كانت تتفق علي شقيقته بالفعل لكنها هنا لم تقصد شقيقته فقد كانت تحاول اقناع خليل من ان يتزوج بسمة تلك الفتاة التى لجئت اليها لمساعدتها فى محنتها و خبئتها بالحظيرة خوفاً من ان يعثر عليها شقيقها ويقتلها فقد اقامت علاقة محرمة مع خليل و اصبحت حاملاً منه  و رفض الزواج منها والتستر عليها لذا هربت الى منزل العزايزة و وجدتها غزل تختبئ خلف الحظيرة عندما علمت قصتها ساعدتها وتحدثت مع خليل طالبة منه الزواج منها حتى انها عرضت عليه ذهب والدتها لكى يوافق.. 

همست بصوت مرتجف وهى تتنفس بصعوبة

=جابر والله العظيم مكنتش اقصد اختك... انا.. انا هفهمك كل حاجة... 


ثم بدأت تخبره بكل شئ حدث منذ مقابلتها لتلك الفتاة ومحاولتها لمساعدتها لكن جابر ظل يقود السيارة بصمت دون ان يبدى اى ردة فعل على ما تقوله مما جعلها تكمل محاولة جعله يصدقها

=حتى كان اسمها.. بسمة المندورى و اخوها اسمه سامح ويبقى صاحبك لو مش مصدقنى... خدنى لبيتها هى روحت بعد ما خليل وافق يتقدملها و......

.. 

شهقت بقوة مطلقة صرخة مرتعبة عندما اوقف جابر السيارة دون سابق انذار مما جعل جسدها ينطلق للامام لولا حزام الامان الذى منعها من الاصطدام بالزجاج الامامى. 


هتف جابر وهو ينزع حزام امانه ملتفاً اليها

=ارحمى نفسك و ارحمينى و كفاية كدب انا مبقتش متحمل البلد كلها مفيش غير بنتين اسمهم بسمة... بسمة اختى... و بسمة بنت الزيات و دى متجوزة و معاها ٤ عيال.. وانا معرفش حد اسمه سامح من الاساس..


شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك 

=ازاى...والله العظيم انا شوفتها حتى كانت مضروبة فى وشها وخدتها خبتها فى الحظيرة و كنت......


اومأ برأسه قائلاً و هو يلتف ينظر اليها 

=خالينى اعمل مصدقك... و نفترض ان ده  اللى حصل بس بالعقل كدة.. اول حاجة هتعمليها ايه انك تيجى تقوليلى علشان اجبر خليل يتجوزها...؟!


شحب وجه غزل وهى تدرك مدى حماقتها

=بسمة رفضت قالت لو قولتلك هتقنع اخوها يقتلها و هترفض تساعدها...... 


قاطعها بشراسة وهو يقبض على ذراعها يضغط عليه بقسوة و شرارات الغضب تتقافز من عينيه 

=كفاية كدب... انتى ايه معجونة بمية كدب.... يعنى ايه هقنع اخوها يموتها ملقتيش غير الكدبة الخايبة دى


همست غزل باكية و دموعها تنساب على خدييها 

=والله العظيم مش بكدب.. ده اللى حصل.....


هز  رأسه قائلاً بحدة

=لو هنفترض انك صادقة هتديله دهب امك ليه....؟ 


اجابته من بين شهقات بكائها الممزقة

=علشان يتجوز بسمة.. حامل مكنش ينفع اسيبها..... 


صرخ  بقسوة و قد فقد السيطرة على اعصابه

=بسمة مين.... بسمة مين... بسمة اللى  مالهاش وجود الا فى عقلك المريض فضلتى من امبارح تدورى على كدبة تدارى به على لعبتك الوسخة و فاكرة انى اهبل وهصدق كلامك الاهبل اللى ميصدقوش عيل صغير... 


أدارت  غزل وجهها بعيدًا وأغمضت عينيها تبكى بصمت بينما كانت تتنفس بصعوبة شاعرة بقبضته حول ذراعها ضيقة للغاية و مؤلمة لكنها لم تهتم فألام قلبها كانت اشد و اقسى..فقد كانت تعلم الان انها وقعت ضحية خديعة تم نصبها لها..و مهما فعلت او قالت فجابر لن يصدقها و لن تستطيع لومه هذة المرة فقد كانت حمقاء و تستحق ما حل بها. 


ظلت صامتة طول الطريق حتى اوقف السيارة فى مكان كانت تعرفه جيداً.. استقامت فى جلستها و هى تنظر بريبة و خوف  الى المشفى التى تستقر بها والدتها التفت تنظر اليه بنظرة يملئها الاضطراب و الخوف من ان ينفذ تهديده السابق بفصل الاجهزة عن والدتها.. 

=احنا وقفنا هنا ليه...؟! 


اجابها ببرود بينما يخرج هاتفه من جيب سترته يبحث به عن شئ

=هتنزلى تقعدى مع امك..هما ساعتين تلاتة و هرجع اخدك اكون خلصت المشاوير اللى ورايا...و بعدها نرجع البلد


اومأت برأسها و هى تشعر بالراحة بانها ستكون بمفردها حتى لو لعدة ساعات قليلة فكل ما تحتاجه هو  التواجد مع والدتها الان


كنت تهم بفتح باب السيارة عندما اوقفها صوته الحاد وهو يقبض على يدها يعتصرها بقسوة 

=لو فكرتى تهربى...متنسيش تبقى تودعى امك قبل ما تمشى... لان المرة الجاية اللي هتشوفيها فيها هتكون فى تربتها.... 


شعرت غزل برجفة من الخوف تسير بعروقها فور سماعها تهديده ذلك لكنها رغم ذلك التفت اليه قائلة بقسوة

=حسبى الله و نعم الوكيل فيك يا جابر عمرى ما هسامحك على اللى عاملته فيا...و افتكر اليوم ده كويس ياجابر... 


ضغط جابر على فكيه بقوة بينما شعور من عدم الراحة يجتاحه عند سماعه كلماتها تلك لكنه هز رأسه بقوة هاتفاً  بها بحدة

= يلا انزلى.... 


فتحت السيارة و نزلت منها تتجه نحو باب المشفى بخطوات بطيئة مترنحة بعض الشئ كما لو كانت ستفقد وعيها باى لحظة  و هى تجر خلفها حقيبتها مما جعل جابر ينزل من السيارة مسرعاً يتبعها بهدوء محاولاً عدم اظهار نفسه لها خوفاً من ان يغشى عليها... 


ظل يتبعها حتى وصلت الى غرفة والدتها واختفت بداخلها.. 

اوقف جابر احدى الممرضات واعطاها مبلغ سخى من المال طالباً من ان تعتنى بغزل و تجلب لها بعض الطعام وان تطمئن عليها من حين الى اخر ثم انصرف مسرعاً... 


     ༺༺༺༻༻༻


فى وقت لاحق من اليوم... 


كانت غزل مستلقية على فراش المشفى بجانب والدتها تضع رأسها برفق على صدرها تبكى كما لم تبكى من قبل همست بصوت مرتجف ممزق

=سبتينى ليه يا ماما.. سبتينى لهم ليه..... 


دفنت وجهها بصدر والدتها اكثر وبكائها يزداد شدته ظلت على حالتها تلك بعض الوقت حتى هدأت تماماً و ظلت نائمة بحضن والدتها تتنعم بدفئها...

والدتها التى كانت غارقة فى غيبوبتها التى لا تعلم متى ستستيقظ منها.. و هل ستستيقظ منها ام لا...؟ 


سمعت طرقاً على الباب مما جعلها تنهض تمسح وجهها بيدى مرتجفة معتقدة انه جابر فهى لا ترغب بان تجعله يراها تبكى مرة اخرى... 


فتح الباب و رأت جعفر احدى العاملين لدى جابر واقفاً بالباب قائلاً بهدوء

=ست غزل... جابر بيه امرنى اخد حضرتك و ارجعك على البلد.... 


عقدت حاجبيها قائلة بحدة

=اومال هو فين..  ؟! 


اجابها جعفر بهدوء 

=البيه عنده شغل... قال هيخلصه ويحصلنا... 


اومأت غزل برأسها وهى تنحنى تلتقط حقيبة ملابسها فقد كانت تعلم انه غير راغب بمواجهتها مد جعفر يده حتى يأخذ منها الحقيبة لكنها تراجعت للخلف رافضة فقد كانت الحقيبة ممتلئة بملابسها الخاصة التى اخترتها من اجل زواجها بالاضافة الى حبوب منع الحمل التى ابتاعتها لها حلا بعد موافقة جابر على ان يأخذوا احتياطتهم لحين اعلان زواجهم... امتلئت عينيها بالدموع مرة اخرى لكنها مسحت وجهها بعصبية بينما تلحق بجعفر بالخارج... 


بعد مرور ساعة... 


وصلت غزل الى منزل العزايزة كان المساء قد حل.. 

دلفت الى داخل المنزل تجر حقيبتها خلفها لكنها توقفت متجمدة فور دخولها الى ردهة المنزل و رؤيتها لجميع رجال عائلة والدتها جالسين هناك مع زوج والدتها عثمان و لبيبة تقف بجانبهم تنظر اليها باعين تلتمع بالشمانة والنصر... 


فور ان لاحظ عثمان وجودها هتف بها بحدة بينما يقود مقعده المتحرك نحوها

=كنت فين يا غزل....؟! 


شعرت غزل بقلبها يعصف بداخلها فلأول مرة يتحدث معها بتلك النبرة الفظة فقد كان دائماً حنون عليها حتى وقت حادث بسمة لم يصدق انها من قامت بحرقها بالفعل 

اجابته هامسة و نظراتها تنتقل بتوجس بين رجال العائلة الواقفين حولها فقد كانت نظراتهم مسلطة عليها بحدة و عصبية كما لو كانت قد ارتكبت جريمة ما

=كنت فى المستشفى مع ماما... ما انت عارف يا بابا.... 


قاطعها فراج ابن عم والدتها الذى اندفع نحوها يقبض على شعرها من اسفل حجابها

=مستشفى ايه يا روح امك... انا و عمك عثمان كنا هناك الصبح و عرفنا انك مروحتيش هناك... ولا رجلك خطتها..... 

ليكمل و هو يصفعها على وجهها بقسوة جعلت رأسها ترتد الى الخلف بقوة

=كنت فين يا بت...طول اليومين اللى فاتوا كنت بايتة مع مين انطقى.... 


هزت غزل رأسها بخوف بينما تحتضن حقيبتها الى صدرها و هى لا تدرى بما تجيبهم فاذا اخبرتهم انها كانت مع جابر فلن يصدقها احد و لو صدقوها فهذة فضيحة اخرى لها

==ككنت... فى المستشفى... 


صفعها مرة اخرى بقوة 

=مستسفى ايه... انتى فاكرنا هبل... كنت فين يا روح امك... انطقى 


تدخل عثمان محاولاً جذبها بعيداً عنه

=فراج... ايدك متتمدش عليها... انت مالكش حاجة عندها.... 


جذبها فراج بعيداً عن عثمان و هو يهدر بغضب

=عثمان بقولك ايه... مش وقت حنيتك دى... بنت الكلـ.ب دى لو مقلتش كانت فين... قسماً بالله لأقتلها و اغسل عارنا...... 


تدخلت لبيبة محاولة اظهار نفسها تدافع عن غزل حتى ترضى عثمان

=فراج.. عثمان عنده حق..  اهدى على البنيه خاليها تعرف تنطق..... 


قاطعها فراج بشراسة

=لبيبة اقطمى... وخالى لسانك فى بوقك... مبقاش الا الحريم اللى تتكلم.... 


انهى جملته مستديراً ينظر بشراسة الى غزل التى كانت تبكى و كامل جسدها يرتجف خوفاً

=انطقى يا بنت ازهار...كنت مع مين اليومين دول.... 


ظلت غزل صامتة لا تقوى على التحدث و قد ازداد ارتجاف جسدها الذى اصبح ينتفض بقوة...لكن فرت الدماء من جسدها فور ان قبضت يده على الحقيبة التى كانت تحتضنها بقوة الى صدرها

=ورينى يا روح امك الشنطة دى فيها ايه.... 


رفضت غزل تركها مما جعله يجذبها منها بعنف ثم اسرع بفتحها و فرغ محتوياتها على الارض لتنتشر ملابسها و قمصان النوم بكل مكان.. 


شهقت لبيبة وهى تنحنى تمسك باحدى القمصان 

=يامصيبتى السودا.... 

لتكمل وهى تنحنى وتلتقط عبوة حبوب منع الحمل التى كانت بوسط الملابس 

=حبوب منع حمل...كمان


اخذت تضرب على صدرها وهى تهتف 

= يا فضيحتى يا مصيبتى... 


تراجعت غزل فى خوف من النظرة المرتسمة بعيني فراج حاولت الهرب منه لكنه اسرع بملاحقتها ضارباً اياها 

بقسوة جعلتها تسقط بعنف ارضاً 

لم يتيح لها الفرصة للنهوض و الهرب حيث اخذ ينهال عليها ضرباً و هو ينعتها بافظع الشتائم غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية... 

صرخ به عثمان و هو يتجه نحوه بمقعده محاولاً ايقافه

=سيب البت يا فراج... سيب البت بقولك.. 


جذبه من ذراعه محاولاً ابعاده عنها لكنه لم يستطع بسبب عجزه مما جعله يلتف هاتفاً بباقى الرجال الذين كانوا واقفين يشاهدون ما يحدث برضا

=حد فيكوا يتحرك... و يبعده عنها انتوا واقفين تتفرجوا... 


تجاهلوه ظلوا واقفين مكانهم رافضين التحرك من مكانهم مما جعل لبيبة تستغل الامر و تندفع نحو فراج محاولة دفعه بعيداً عنها و هى تصرخ به 

=سيب البت يا فراج... هتموت فى ايدك....حرام عليك...


لتكمل و هى تزيد من اشعال غضبه مذكرة اياه بازهار التى كان يعشقها منذ الصغر لكنها  رفضته بسبب عشقها لعثمان مما جعله يكرهها خاصة بعد ان تزوجت من عثمان بعد وفاة زوجها فقد كان يشعر دائماً بانها فضلت عثمان عليه

=ايه يا فراج انت هتطلع غلك و كرهك لأمها فى البت.... حرام عليك


ابتسمت داخلياً عندما نجحت خطتها فقد ازداد غضبه بالفعل و اخرج مسدسه من جيب جلبابه مصوباً اياه نحو غزل وهو يهتف بقسوة و عينيه تلتمع بالجنون

=هموتك يا فاجرة يا بنت الفاجرة واغسل عارنا..... 


ساد الهلع ف المكان فور رؤيتهم ما ينوى فعله اقترب منه عثمان هاتفاً بقسوة وهو يكاد يختنق من الذعر

=نزل المسدس يا فراج... انت مالكش علاقة بها... لو عار حد فهو عارى انا... انا هعرف اتصرف معاها.... 


التف اليه فراج قائلاً بقسوة

=لا عارى... قبل ما تكون بنت مراتك فهى بنت بنت عمى... يعنى انا عمها و أولى بها.....


اندفع نحوه عثمان بمقعده المتحرك محاولاً دفعه للخلف والحصول على المسدسه منه مما جعل فراج يسرع باطلاق النار نحو غزل التى استغلت شجارهم هذا و  ركضت مسرعة نحو الباب  محاولة الهرب  لكن اصابتها رصاصتة الغادرة على الفور وتسقط ارضاً غارقة فى دمائها وسط الصراخ و العويل الذى ملئ المنزل... 


تكملة الرواية من هنا


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
close