أعلان الهيدر

2024/06/30

الرئيسية رواية خطاياها بيننا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هديل نور حصريه وجديده

رواية خطاياها بيننا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هديل نور حصريه وجديده


رواية خطاياها بيننا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هديل نور حصريه وجديده 

رواية خطاياها بيننا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هديل نور حصريه وجديده 

دلف جابر الي المنزل و هو يشعر بالراحة فقد حصل اخيراً على وثيقة الزواج فقد كان من الصباح يعمل على تسريع الاجراءات حتى  يحصل عليها قبل عودته للقرية  لذا اتصل بجعفر لكى ينقل غزل الى القرية حتى لا تبقى بالمشفى بمفردها بوقت متأخر... فهو لم يرغب بالعودة الى المنزل بدون تلك الوثيقة فقد كانت مهمة للغاية لما يخطط له.. 


خرج من افكاره تلك و قد تجمد جسده فور ان دلف الى ردهة المنزل و رأى العائلة مجتمعة هناك و على وجوههم يظهر الهلع و الخوف بينما والده كان جالساً على مقعده يبكى صارخاً بان يحضر احد الاسعاف.. 


خطر بعقله على الفور شقيقته بسمة فهى من تمرض من كل حين الى اخر  لكنه تذكر ان بسمة ليست بالمنزل فقد سافرت الى القاهرة لقضاء عدة ايام لدى  اقاربهم مما جعله يطمئن قليلاً..


اسرع نحو والده الذى كان يبكى بشدة و جهه شاحب  هاتفاً بقلق 

=فى ايه يابا....ايه اللى حصـ...... 

لكنه ابتلع باقى جملته عندما اتبع نظرات والده الصامتة لتتجمد الدماء بعروقة و انحبست انفاسه داخل صدره كما لو كان يختنق فور ان وقعت عينيه على جسد غزل الملقى على الارض والدماء تحيط به...


لم يشعر بنفسه الا وهو  يركض نحوها و وقع منهاراً بجانبهل وهو يصرخ باسمها بصوت ممزق و كامل جسده ينتفض بذعر شاعراً بروحه تكاد تغادر جسده فور ان ادرك انها مصابة بطلقاً نارى.... 


تحسس بيده التى كانت ترتجف بعنف جانب عنقها بحثاّ عن نبضها ليهدئ ذعره قليلاً عندما وجده لا يزال ينبض لم ينتظر و اسرع بحملها بين ذراعيه صارخاً بجعفر الذى كان واقفاً يتابع ما يحدث بوجه متجهم قلق...

امره جابر و هو يندفع خارج المنزل ركضاً وهو يحمل جسدها الهامد بين ذراعيه بان يفتح  باب السيارة و القيادة الى المشفى باقصى سرعة لديه ... 


جلس جابر بالمقعد الخلفى للسيارة كان وجهه شاحب وعينيه محتقنة بلون الدماء

يضم الى صدره جسد غزل النازف بين ذراعيه بينما يحاول بهسترية كتم الدماء المنسدلة من اعلى صدرها بيده المرتجفة..

بينما يهمس بصوت متألم مختنق باسمها و يقين بداخله انه سوف يفقدها هذه المرة بالفعل... 

لكنه لن يستطيع العيش بدونه... لا لن يستطيع رفع عينيه الى اعلى هامساً بتضرع بصوت ممزق و الدموع تسد حلقه

=يا رب متختبرنيش فيها... الا هى يا رب.... الا هى يا رب

 

ضم جسدها اليه بقوة مما اغرق ملابسه بدمائها..

بينما غمغم جعفر الذى كان يراقب جابر من خلال المرآة الامامية باعين تلتمع بالشفقة فبحياته لم يرى جابر  العزايزى منهاراً او ضعيفاً بهذا الشكل المثير للشفقة

=مين اللى عمل فيها كدة يا باشا؟؟ 


لم يجيبه جابر فهو بهذة اللحظة لا يهتم بمعرفة من فعل بها هذا فكل ما يهتم به الأن هو ان ينقذها بعدها سيعلم من فهل ذلك و سيسحقه تحت اقدامه.. 


صرخ بجعفر بان يسرع بينما يشدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو بهمس بصوت ممزق

=كله الا انك تسيبنى يا غزل... ده انا استحملت اللى مفيش بنى ادم يقدر يتحمله علشان موصلش معاكى للنقطة دى.... 

مرر يده فوق وجهها الشاحب الساكن ليتلطخ بدمائها التى كانت تملئ يده وهو يدعى الله بان ينقذها من اجله.. 


       


     

       ༺༺༺༻༻༻


فى وقت لاحق.... 


كانت غزل مستلقية فى غرفتها بالمشفى و هى غارقة فى ثبات عميق اثر مخدر العملية التى تم اجرائها لها لاخراج الرصاصة التى اصابت اعلى صدرها بالقرب من الكتف.... 


بينما وقفت باخر الغرفة صفا التى كانت تراقب باعين تلتمع بالشفقة ابن عمها جابر الذى كان جالساً بجانب فراش غزل و وجهه لا يزال شاحب و عينيه التى كانت  متحجرة و محتقنة كالدماء مسلطة على جسد غزل الساكن

بينما ملابسه كانت مبعثرة و غارقة بالدماء يمسك بيدها بقوة كما لو كان خائفاً من ان تختفى من امامه.. 

اقتربت منه مربتة على ذراعه برفق مما جعله يلتف نحوها ينظر اليها باعين فارغة 

=جابر..روح انت ارتاح شوية و غير هدومك.. و انا هفضل هنا مع غزل هبات معاها انا و حلا متقلقش.... 


هز رأسه قائلاً بصوت اجش مهزوز لأول مرة بحياتها تسمعه منه  

=لا انا هفضل معاها... روحوا انتوا يا صفا و خلى ابويا و كل اللى برا يمشوا مش عايز حد هنا...... 


اومأت برأسها فهى تعلم انه لا فائدة من الجدال معه.. لكنها وقفت مترددة قبل ان تسأله السؤال الذى يقلقها 

=جابر... هو انت عرفت عمى فراج ضرب غزل بالنار ليه...و الله يا جابر..غزل لا يمكن...... 


قاطعها بحدة و عينيه تعود للاستقرار على غزل 

=اطلعى يا صفا... و عرفيهم محدش يهوب ناحية هنا تانى.... 


اومأت صفا برأسها بخوف من نبرته الحادة تلك قبل ان تستدير و تغادر  الغرفة مسرعة..


فور ان اغلق الباب خلف صفا انهار جابر و دفن وجهه بالوسادة التى يستقر عليها رأس غزل يطلق العنان لدموعه التى كان يحبسها طول الفترة الماضية لا يصدق انه كاد ان يفقدها الى الابد.. 

رفع يدها الى شفتيه يقبلها بحنان و دموعه تنساب على وجهه لا يستطيع التحكم بها.. 

كان خوفه من فقدها يكاد يمزق قلبه حاول التحكم بارتجافة جسده و قلبه الذي كان لا يزال يعصف بخوف بداخله..

مرر يده بحنان على وجهها فقد كان محتاج الشعور بها لكى يطمئن قلبه و لو قليلاً.. 


لكن اهتز جسده بعنف عندما  وقعت عينيه علي يده التى كانت مستقرة على خد غزل وكانت ملطخة بالدماء...

لكنها لم تكن اي دماء..فقد كانت دماء غزل انقبض قلبه بألم كاد ان يحطم روحه الي شظايا فور تذكره لمشهدها و هي ملقية على الارض كجثة هامدة و الدماء منتشرة من حولها... 


قبل جبينها وجانب عنقها وهو يهمس بصوت مرتجف ممزق

=ليه يا غزل... ليه وصلتينا لكل ده... ده انا محبتش و لا عمرى هحب فى حياتى قدك....

ليكمل و هو يشعر بألم يمزق روحه الى اشلاء 

=اديتك فرصة يا حبيبتى.. ليه  ضربتينى فى ظهرى تانى... المرة دى مش هعرف اسامحك ياغزل...


انسابت دموعه على خدييه وهو يهمس بضعف و ألم

=و برضو مش هعرف اسيبك تبعدى عنى... انا روحى متعلقة بيكى.. عارف ان ده هيخلينى ضعيف...هيخلينى عثمان عزايزى تانى..هيخلينى اكتر حاجة كنت خايف و بهرب منها بس برضو مش قادر ابعد و اسيبك....   


ارتجف جسده بعنف و هو يشعر باليأس مما جعله يعقد ذراعيه من حولها دافناً وجهه في رقبتها يبكى  كما لو كان فقد روحه...

ظل على حالته تلك حتى هدئ قليلاً امسك بيدها بين يده دافناً وجهه بعنقها اكثر ممتصاً أنفاس عميقة من رائحتها لتمر الدقائق و الساعات عليه ويقترب الفجر و هو لايزال مكانه لا يمكنه أن يبتعد عنها او  يتركها يذهب .. 


༺༺༺༺༻༻༻༻


فى الصباح... 


افاقت غزل اخيراً لتجد جابر جالساً بالمقعد المجاور لفراشها و ما ان رأها تستيقظ انتفض واقفاً مقترباً منها قائلاً بلهفة 

=عاملة ايه...!؟ حاسة بتوجعك انده الدكتور....؟!


هزت  رأسها و هى تنظر الى كتفها الذى كانت تشعر بألم حاد به

=كتفى واجعنى اوى....مش قادرة 


انهت جملتها وهى تحاول بصعوبة النهوض ليسرع هو برفعها برفق و مساعدتها فى الجلوس واضعاً خلف ظهرها عدة وسائد محاولاً جعل جلستها مريحة بقدر الامكان قبل ان يستدعى الطبيب و اخباره بالألم الذى تشعر به...


فحصها الطبيب و اعطاها بعض من الادوية المسكنة القوية مطمئناً اياه بان  ألمها هذا طبيعى فى حالتها خاصة بعد زوال المخدر الذى حقنت به قبل العملية التى اجرت لها.. 


فى اليوم التالى... 


كان الصمت يحل بانحاء الغرفة فقد ظلت غزل  جالسة بفراشها تتطلع امامها بصمت و هى تتذكر كل ما حدث لها بالأمس ارتجف جسدها بعنف فور تذكرها للأتهامات القاسية التى القاها فراج بوجهها و طعنه فى شرفها و اخلاقها..و النظرات النافرة التى القاها الجميع نحوها كما لو كانت عاهرة ألحقت العار بعائلتهم


لا تعلم كيف ستخرج من مصيبتها تلك و كيف يمكنها تبرير وجود تلك الملابس بحقيبتها و حبوب منع الحمل وغيابها عن المشفى التفت الى جابر هامسة بصوت منكسر

=لازم تعرفهم انى متجوزة خليل.. و ريهم قسيمة الجواز...و عرفهم انك كنت عارف و انك اللى جوزتنى بايدك...


هز جابر رأسه بالموافقة بصمت و هو لا يزال مخفض الرأس بوجه مكفهر كئيب مما جعلها تشعر بالاختناق فهى الان ستصبح الان حقاً زوجة خليل امام الجميع لم تستطع تمالك نفسها و همست بحسرة وهى تشعر بالألم

=كل ده بسببك...


لمفاجأتها انتفض واقفاً فجأة هاتفاً بصوت مدوى كما لو كان ينفجر

=بسبب انا..!! السبب فى كل اللى احنا فيه ده دلوقتى انتى يا غزل...  

ليكمل بخشونة و هو يتطلع اليها بحسرة و ألم

=بسببك ضيعتى كل اللى كان بنا.. بسببك  اختى حياتها ادمرت بقت شبح بتخاف تواجه الناس... بقى عندها ٢٨ سنة و مفيش عريس واحد خبط بابها و هى بنت العزايزة اللى ألف واحد يتمناها... ومكتفتيش بكدة لا و صل بيكى الجبروت انك عايزة تدوسى على شرفها و تدمري لها حياتها اكتر ما هى مدمرة...


ليكمل بقسوة وهو ينحنى عليها حتى اصبح وجههما لا يفصلهم شئ ينظر داخل عينيها الضبابيتين  بالدموع التى تحاول مكافحتها

=بسببك حياتى ادمرت... بقيت واحد معرفوش...دمرتينى و دمرتى حياتى...انتى اللى خالتينى أسلمك بايديا لراجل تانى....فاكرة انه كان سهل عليا حتى لو كان لدقيقتين حتى و لو كنت واقف برا بس انا كنت بموت... قبل ما كنت بعذبك كنت بعذب نفسى و بدمرها....  


اشاحت غزل وجهها بعيداً عنه مخرجة صوت صغير متألم كان كسكين غرز بقلبه لكنه انتفض مبتعداً يوليها ظهره سريعاً عند سماعه لصوت انتحابها يقبض على شعره يجذبه بعنف وهو يحاول تمالك نفسه حتى لا يستدير اليها حيث اراد اكثر من اى شئ سحبها بين ذراعيه و تركها تبكى فوق صدره اراد تهدئتها و اراحتها و احتضانها حتى تهدئ ألامها و ألامه تطلب منه الامر كل ما لديه من قوة  ارادة لكى يستدير و يغادر الغرفة بالصمت

تاركاً اياها غارقة فى موجة حزنها... 


༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور يومين.... 


غادرت غزل المشفى مع جابر الذى و لدهشتها لم يتركها طوال فترة مكوثها بالمشفى..رافضاً بشكل قاطع طلب كلاً من حلا و صفا بالبقاء معها..


حيث ظل معها يراعاها و يساعدها فى كل شئ قد تحتاجه

فقد تولى مسئولية جعلها تتناول  ادويتها فى مواعيدها المحددة و اطعامها..حتى كان يساعدها فى الذهاب الى حمام حيث كان يحملها بين ذراعيه و يدخلها الى هناك من ثم يتركها لقضاء حاجتها و رغم رفض غزل بقاءه معها الا انه تجاهل رفضها هذا... 


كان ينام على المقعد الذى يقع بجانب فراشها مما جعل الطبيب  يعرض عليه بان ينام بغرفة مجاورة لغرفتها  و على الرغم من عدم راحته و عدم حصوله على ما يكفى من ساعات نوم مريحة الا انه رفض هذا العرض و فضل ان يبقى معها فى ذات الغرفة.. 

فقد كان يظل مستيقظاً بجانبها  مستعداً لمساعدتها فى اى شئ قد تحتاجه او تطلبه.. لكنه رغم اهتمامه و رعايته تلك الا انه كان لا يتحدث معها فقد كان يظل صامتاً طوال الوقت... 


كما هى الاخرى  تجاهلته كما لو كان غير موجود معها بالغرفة فقد كانت تشعر بالغضب و الكراهية نحوه كلما تذكرت  الفخ الذى اوقعها به... 


فور ان وصلت سيارتهم امام المنزل اوقفها جابر و ظل بمكانه يتطلع امامه باعين تلتمع بالحدة و الجمود مما جعل غزل تفتح الباب تهم بالهروب لكنه امسك بذراعها المعافى يمنعها من الخروج قائلاً بصوت اجش ممتلئ بالتوتر الذى لأول تسمعه منه

=استنى يا غزل عايزك....


هزت غزل رأسها قائلة بتململ

=عايز ايه منى تانى يا جابر...؟؟ 


فرك  وجهه بقوة ملتقطاً نفساً عميقاً كما لو كان يهدئ نفسه قبل ان يمد يده بجيب سترته و يخرج ورقة و مدها نحوها... 


ظلت عينيها مسلطة بريبة واضطراب على تلك الورقة قبل ان تستجمع شجاعتها و تقوم بأخذها منه و فتحها ليهتز جسد بعنفها و صدمة كما لو صاعقة قد ضربتها  فور ان قرأت محتوى تلك الورقة و التى لم تكن سوى وثيقة زواج قانونية... تثبت زواجها من جابر....


القت الورقة بوجهه هاتفة بصوت مرتجف و كامل جسدها يرتعد بقوة 

=ده..ايه..؟! انت عايز تجننى.. مش كدة...دى خطتك الجديدة...


اجابها جابر بهدوء و هو يضغط على فكيه بقوة 

=مش خطة جديدة ولا غيره... كتب الكتاب كان حقيقى و خليل كان شاهد على العقد بس...يعنى انتى مراتى على سنة الله و رسوله و........ 


قاطع جملته كف غزل الذى سقط على خده بصفعة مدوية تردد صداها بانحاء السيارة الصامتة لم تنتظر غزل رد فعل منه لتهجم عليه مرة اخرة تضربه بيدها المعافية ضربات متفرقة  بانحاء جسظه خادشة جانب عنقه بقسوة باظافرها متجاهلة الألم الذى يعصف فى كتفها اثر حركاتها العنيفة تلك لكنها لم تهتم فكل ما تهتم به إلحاق الضرر به فقد كانت تكرهه حقاً بهذة اللحظة ظلت تضربه وتخدشه و هو مستسلم لها لم يقاومها او يدفعها بعيداً رغم قدرته على ابعادها سحقها بيد واحدة.. 

صرخت بغضب عاصف وهى مستمرة بضربه

=انت مريض... مريض..سلمتنى لخليل و انت عارف انه مش جوزى.... 


لتكمل بغل وهى فى حالة شبة هستيرية منفجرة فى بكاء مرير

=انا بكرهك سامع بكرهك.... و عمرى ما هسامحك على اللى عملته فيا.... 


امسك جابر يدها مانعاً اياها من الاستمرار بضربه وهو يقاطعها بشراسة

=على الاقل خليل انا كنت واقف برا و مكنتش هسيبك معاه...كل اللى عملته...عملته بس علشان تدوقى ولو جزء بسيط من اللى كنت عايزة تعمليه فى اختى.... عارف انى غلطت يوم ما عملت كده بس و جعى و غضبى منك هو اللى خالانى اعمل كل القرغ ده... بس عايزك تعرفى انى كنت متفق معاه ميقربش منك و لا حتى عينه تيجى على طيفك... بس هو طلع عيل و سخ وخلي باتفاقى معاه... بس انا عمرى ما كنت هأذيكى ولا اخلى مخلوق يلمسك او يمس شرفك... عكسك و عكس نيتك السودا لبسمة..... 


صرخت غزل بحدة وانفعال

=محصلش... متفقتش مع الزفت خليل على انه يغتصب اختك.. كانت بسمة تانية... بسمة تانية.... 


القى جابر يدها التى كانت بين يده بحدة مزمجراً بصوت مخيف مظلم

=كدابة... كدابة زى اللى خلفتك بالظبط.... نفس الكلام اللى قالته امك لأبويا لما دفعت لواحد من قطاعين الطرق انه يهجم على امى وهى فى البيت لوحدها... 


شحب وجه غزل فور سماعها كلماته تلك هامسة بصوت مرتجف وهى لا تصدق ما يقوله

=كداب... امى عمرها ما تعمل كدة.. 


قاطعها جابر هاتفاً بقسوة و الازدراء يلتمع بعينيه

=امك تعمل اللى اوسخ من كدة... 


تابع حديثه مردفاً وهو يشير نحو المنزل

=انزلى اسألى عثمان العزايزى... و هو يقولك حصل ولا محلصش...


انسابت الدموع على خدييها بينما نشيج مؤلم يصدر من حلقها و هى لا تصدق افعال والدتها... لكنها كانت متأكدة بان والدتها ليست بهذا الشر الذى يحاولون جميعاً اظهاره.. لكنها ايضاً تعلم بانها كانت تكره وفاء و لبيبة  العزايزى اكثر من اى شئ فى هذة الحياة فهل من الممكن ان تكون فعلت ما يقوله حقاً هل اتفقت مع رجل لكى يغتصب والدة جابر. 


مسحت وجهها بيدها المرتجفة قبل ان تلتف اليه قائلة بحدة 

=انا معملتش حاجة فى اختك.... 

لتكمل سريعاً مقاطعة اياه عندما حاول التحدث 

=عايز تصدق صدق... مش عايز انت حر مبقاش يهمنى و لا يفرق معايا... اللى يهمنى دلوقتى لو ورقة الجواز دى صح وحقيقية انك تطلقنى... انا مش عايزاك.... 


التوت شفتيه بتهكم قائلاً بسخرية لاذعة جارحة و هو يقاوم شعوره بالجرح و الألم.. 

=ده على اساس ان انا اللى عايزك اوى... ولا طايق حتى اشوف خلقتك.... 


شعرت غزل بكلماته كسكين حاد يغرز بقلبها ممزقاً اياه لكنها رغم هذا لم تظهر له ألامها اخذت نفساً طويلاً مرتجفاً قائلة بهدوء 

= يبقى تطلقنى......


قاطعها مزمجراً بقسوة و عينيه تلتمع بالشراسة

=على جثتى... الجوازة دى مش هتخرجى  منها الا و انتى ميتة او أرملة... 


تسارعت انفاسها  نظرت داخل عينيه وعينيها تنصج بالكراهية والغضب الذى تشعر به نحوه قائلة 

=يبقى ان شاء الله هخرج منها أرملة... و قريب اوى


ثم فتحت باب السيارة و امسكت بالباب المفتوح محاولة الخروج منها لكنها لم تستطع فقد ازدادت عليها ألام كتفها بسبب الحركة المفرطة و العنيفة التى فعلتها اثناء ضربها له.. 

وجدت جابر يقف بجانبها يساعدها على الخروج لكنها رفضت مما جعله يطلق لعنة حادة قبل ان يمسكها باصرار و يخرجها ثم احاط كتفها برفق  بينما يحثها على التقدم لداخل المنزل لكنها دفعته بعيداً رافضة لمسته تلك لكنه عاد واحاط كتفيها منحنى على رأسها هامساً باذنها

=جوا مش عايز اسمعلك صوت... عايزك توافقى على كل حاجة هقولها... 


زجرته بقسوة قائلة بتهكم

=فى المشمش...ابقى قابلنى 


توقف جابر مديراً اياها نحوه قائلاً بصرامة وحدة

=غزل... انا مبهزرش الموضوع حياة او موت مش لعبة بنلعبها فاهمة


انهى جملته قبل ان يعاود باستكمال طريقهم لداخل المنزل لكن فور ان دلفوا الى الداخل تصلب جسد غزل بقوة فور ان رأت جميع العائلة مجتمعة مرة اخرى.. 


مما جعل شعور من الخوف يزحف بداخلها و هى تتذكر اخر مرة تجمعت العائلة  بها هنا تلقت رصاصة كادت ان تؤدى بحياتها... 

ابتعدت غزل عن جابر و اتجهت نحو القبو للذهاب الى غرفتها القديمة محاولة تجاهلهم لكن اوقفها صوت جابر الصارم الذى هتف من خلفها

=تعالى يا غزل هنا..... 


استدارت نحوه مجيبة اياه بجمود و هى لا تتحمل التواجد معه او مع من تسببوا بأذيتها و الطعن فى شرفها

=تعبانة و عايزة انام.. 


قاطعها جابر بحدة و صرامة

=قولتلك تعالى هنا.... 


استسلمت  و اتجهت اليه حتى لا تصنع مشهد امامهم وقفت بعيدة عنه بعدة خطوات لكنه امسك برفق بذراعها غير المصاب و جذبها نحوه لتصبح واقفة بجانبه ثم التف نحو العمروسى والد حلا صديقتها و الذى كان يعد ذراعه الايمن بالاعمال اشار اليه برأسه قائلاً بنبرة ذات معنى

=عمروسى..... 


هز العمروسى رأسه قبل ان يتوجه نحو والد جابر يعطيه ورقة اخذها منه عثمان و قرأها لترتسم على وجهه الصدمة قبل ان يرفع عينيه نحو جابر قائلاً بصوت ممتلئ بالصدمة والدهشة

=اتجوزتها.....؟!!! 

ليكمل بحدة و غضب

=لما انت اتجوزتها معرفتناش ليه..يا بنى


قاطعته لبيبة هاتفة بعصبية هى تختطف منه الورقة 

=اتجوز مين بالظبط...؟! 

ضربت يدها بصدرها فور ان قرأت محتوى الورقة شاعرة بدلو من الماء المثلج يسقط فوق رأسها و غضب عاصف يضرب عروقها

اقتربت من جابر هاتفة بقسوة و غل 

=اتجوزت بنت ازهار ياجابر....ازهار اللى موتت امك بحسرتها...اتجوزت اللى حرقت اختك..و دمرت حياتها 


لتكمل صارخة بعويل كما لو مات شخصاً ما

=اهاااا يا وفاء يا حبيبتى.... ياللى مش هترتاحى فى تربتك ابداً بعمايل ابنك.... يا وفــــــــــــــاء ياختى... ياللى موتوكى بحسرتك و حرقة قلبك يا غاليــــــة


ظل جابر واقفاً ينظر اليها بجمود محاولاً تجاهل الألم الذى ضرب صدره و هو يستمع الى كلماتها تلك بينما اخذ الحضور يتحدثون بين بعضهم البعض و الصدمة بادية علي وجوههم والعمروسى يمر عليهم يظهر لهم وثيقة الزواج.... 


هتف بحدة فراج الذى كان يجلس بين الحضور وهو يشير نحو الورقة التى بيده

=و احنا ايه ضمنا ان الورقة دى صحيحة ما يمكن انت ضاربها علشان تتستر على فضيحة حبيبة القلب.... 


التمع الامل بداخل لبيبة فور سماعها ذلك فركت عينيها التى كانت محتقنة كالدماء محاولة ابعاد دموع الغضب مسلطة عينيها على جابر محاولة كشف الحقيقة من ردة فعله... 


بينما اومأ جابر بهدوء مشيراً بيده بصمت نحو العمروسى الذى انطلق مغادراً المكان على الفور..

.

وقفت غزل بجانبه تحاول تجاهل نظرات الجميع التى كانت منصبة عليها فق كانت ممتزجة بالصدمة و الغضب خاصة فراج الذى كان يطالعها بنظرات تنفجر بالحقد كما لو يرغب الانقضاض عليها و قتلها لكنها لن تلومه فها هو بعد كل ما فعله بها يقف امامها بكل هدوء و جبروت دون ان يحاسبه احد على ما فعله بها كما لو كانت روحها التى كادت ان تهلك لا تستحق ان يحاسب من أجلها...


ابتلعت غصة الألم التى تشكلت بحلقها شاعرة بالشفقة على نفسها فقد كانت رخيصة بالنسبة الى جابر فلما يحاسبه فهو يكرهه فهى ليست سوى المرأة التى احرقت شقيقته و تأمرت على تلويث شرفها.. 


خرجت من افكارها تلك مرفرفة بعينيها بقوة محاولة دفع بعيداً الدموع التى كوت مقلتيها عندما جذب انتباهها العمروسى و هو  يعود مرة اخرى بصاحبة رجل يرتدى عباءة و عمامة تعرفت عليه على الفور فقد كان المأذون الذى عقد قرانهم منذ يومين بشقة المنصورة..  

اشار العمروسى للمأذون قائلاً

=اتكلم يا أستاذ....  


تنحنح المأذون قائلاً بصوت مرتفع

=انا المأذون الشرعى سالم السيد و اشهد امامكم و امام الله...  

ليكمل وهو يشير نحو غزل و جابر

=انى عقدت قران الاستاذ جابر عثمان على الاستاذة غزل مجاهد...من يومين بمدينة المنصورة.... 


ثم التف نحو العمروسى مسلماً اياه بطاقة هوايته و دفتر الزواج الخاص به و هو يردف بهدوء

=و ادى بطاقتى اللى تثبت انى مأذون شرعى و ده دفتر الزواج متسجل فيه العقد.. 


ذهب العمروسى بتلك الاوراق نحو عثمان والد جابر ثم فراج الذى اشتعل الغضب بعينيه من فلات ابنة ازهار من  المأزق الذى كان فرحاً بانها قد وقعت فيه فقد كان يرغب بفضحها  اكثر ودعس وجهها بالارض الموحلة..


تمايلت لبيبة التى كانت تنظر الى الدفتر وهى لا تصدق بان كل ما خططت له قد فشل و تحطم فوق رأسها..

تمايلت الى الخلف و هى تكاد ان تفقد الوعى مما جعل شقيقها حسان يسرع نحوها هاتفاً بهلع

=مالك... ياختى فوقى...    

هزت رأسها بينما تبتعد عنه محاولة تمالك نفسها حتى لا تنهار امامهم و تفضح امرها.. 

راقب جابر حالتها تلك و تعبير ساخر مرتسم على وجهه قائلاً بسخرية

=مالك يا خالة لا اجمدى كده... احنا لسه بنقول يا هادى.. اوعى يغمى عليكى لازم تبقى فايقة كدة و مصحصحة علشان تتفرجى و تتعلمى من اللى هيحصل قدام عينك دلوقتى... 


انهى حديثه واتجه نحو فراج يمسك به من كتف عبائته يجذبه بقوة كادت ان تجعله يسقط ارضاً

صرخ فراج بحدة و هو يحاول التحرر من قبضته

=اوعى...يا جابر انت ماسكنى كدة ليه.... بقولك اوعى...... 


تجاهله جابر جاذباً اياه الى منتصف الغرفة مشيراً نحو العمروسى و جعفر اللذان اسرعا بالامساك بفراج وتقييد حركته مما جعل فراج يصرخ  بذعر و قد شحب وجهه

=انت بتعملوا اوعى يالا انت و هو.. اوعى....انتوا اتجننتوا..... 


صرخ احدى اعمامه بحدة 

= بتعمل ايه يا جابر.. ميصحش يا بنى كدة.... مهما كان ده خالك برضو و كان بيدافع عن شرف العيلة


قاطعه جابر مزمجراً بصوت مدوى حاد 

=عم مصلحى..مالكش دعوة انت بالليلة دى احسنلك... و خالى مكنش بيدافع عن شرف العيلة.. لا خالى كان بينتقم من بنت ازهار... ازهار اللى كان دايب و واقع فيها لشوشته و هى رفضته و فضلت ابويا عليه...فطلع غله و حقده فى غزل... يمكن نار قلبه تهدى.... 


ليكمل وهو يوجه  حديثه الى جميع الرجال الواقفين ينظرون برهبة الى ما سيفعله فرغم صغر عمره الا انه من كان يدير شئون العائلة  بأكملها لا يقوى احد منهم على الوقوف بوجهه

=وكل واحد فيكوا فاهم ده كويس...و زى ما كل واحد فيكوا برضو كان حاطط جزمة فى بوقه و ساكت و هو شايفه بيضرب مراتى بالنار... يحط نفس الجزمة فى بوقه و مسمعش نفس... 


صمت الجميع بالفعل بعد ان كانت هناك همهمهات معترضة بينهم 


التف جابر نحو غزل التى كانت واقفة تراقب ما يحدث بوجه شاحب امسك بيدها و وضع بين يديها مسدس 

=اضربيه بالنار زى ما ضربك.... 


اهتز جسدها بعنف من شدة الصدمة فور سماعها كلماته تلك بينما صدرت الشهقات الصادمة من  حولهم بينما اندفعت لبيبة نحوه تصرخ بهستيرية و صدمة

=عايز تموت خالك يا جابر...... 


قاطعها جابى بصوت حاد عاصف و عروق عنقه تنتفض من شدة الغضب

=و اقتل عيلتى كلها مش خالى بس... و اى حد يفكر بس انه يلمسها تانى... 


شحب وجه لبيبة فور سماعها تهديده هذا متراجعة الى الخلف ببطئ بينما قلبها ينبض بداخلها فى خوف و ذعر... 


اخفض جابر عينيه نحو غزل عندما حاولت سحب يدها من يده رافضة الامساك بالمسدس 

=جابر ابعد البتاع ده عنى .؟!!!! 


استدار و وقف خلفها يستند ظهرها الى صدره ثم اخفض رأسه هامساً باذنها متجاهلاً صراخات المعترضة للبيبة و فراج الذى كان يحاول التحرر من قبضة الرجال 

=خدى حقك... 


هزت غزل رأسها برفض و دموعها تنساب على خدييها مما جعله يضغط على فكيه  بغضب هامساً باذنها بصوت حاد صارم

=قدامك حل من الاتنين لتمسكى المسدس و تضربيه زى ما ضربك و يبقى فى امل ان ضربتك تيجى غلط وتصيب اى حته فى جسمه غير قلبه و يعيش لأما هضربه انا يا غزل و ساعتها رصاصتى مالهاش مكان الا قلبه..


ادارت غزل رأسها تنظر اليه باعين متسعة بالذعر و الخوف و هى لاتدرى ما تفعل....

#الفصل_السابع❤

#خطاياها_بيننا❤☘️


استدار جابر و وقف خلفها يستند ظهرها الى صدره ثم اخفض رأسه هامساً باذنها متجاهلاً صراخات المعترضة للبيبة و فراج الذى كان يحاول التحرر من قبضة الرجال 

=خدى حقك... 


هزت غزل رأسها برفض و دموعها تنساب على خدييها مما جعله يضغط على فكيه بغضب هامساً باذنها بصوت حاد صارم

=قدامك حل من الاتنين لتمسكى المسدس و تضربيه زى ما ضربك و يبقى فى امل ان ضربتك تيجى غلط وتصيب اى حته فى جسمه غير قلبه و يعيش لأما هضربه انا يا غزل و ساعتها رصاصتى مالهاش مكان الا قلبه..


ادارت غزل رأسها تنظر اليه باعين متسعة بالذعر و الخوف و هى لاتدرى ماذا تفعل


ليكمل و هو يضغط برفق على ذراعها 

=خدى حقك يا حبيبتى و بردى نارى... و عرفى كل كلب فيهم مصيره هيبقى ايه لو فكر تانى يأذيكى.. 


ظلت غزل صامتة  تنظر الى فراج باعين فارغة و هى تتذكر كل ما كان يفعله بها فقد كان يتعمد ان يؤذيها فعندما كان يأتى لزيارة لبيبة كان  يدخل المطبخ حيث كانت غزل تعمل هناك  مخالفاً أوامر جابر بألا يدخل اى رجل الى المنزل.و فور رؤيته لها كان يقوم باهانتها و نعتها بالعمياء ذات الاربع عيون و يقوم بالقاء الصحون و الاطباق على الارض  محدثاً ضجة عالية حتى تأتى شقيقته و تسأل ما الذى حدث يخبرها بان غزل العمياء لم ترى الصحون و اوقعتها ارضاً ليبدأ هو و شقيقته بالسخرية منها و من ضعف نظرها جاعلين منها تسليتهم... 


كانت فى البداية ترغب غزل باخبار جابر عما يفعلونه بها لكنها بالنهاية قررت عدم اخباره... 

فقد كانت تعلم انه يكرهها واذا اخبرته فربما يقوم بالسخرية منها هو الاخر... 


لذا صمتت و تعمدت تجاهل فراج مما جعله يغضب و يزيد من مضايقته لها اكثر ناعتاً اياها "بالضبشة بنت ازهار الفاجرة " 

وقتها وقفت امامه و هددته كاذبة بانه ان لم يتوقف سوف تخبر جابر بانه  خالف اوامره و دخل الى المنزل .. 

وقتها شحب وجهه و استدار ذهاباً بصمت و منذ ذلك اليوم لم يدخل للمنزل مرة اخرى لكنه لم يتوقف عن مضايقتها لذا كانت طوال مدة زيارته لشقيقته كانت لا تخرج الى الحديقة... 

همس جابر بأذنها وهو يضمها اكثر لجسده فى حماية

=خدى حقك و افتكرى اللى عمله فيكى...


تذكرت غزل ضرب فراج لها و محاولته لقتلها  و اهانتها امام الجميع و طعنه  و سبها بشرفها ثارت الدماء بعروقها مما جعلها ترفع يدها و تصوب المسدس نحو فراج الذى ما ان رأى ما فعلته صاح بغل و عينيه تشع منها 

=اية هتضربينى بالنار يا بنت ازهار... 

ليكمل و هو يبثق كلماته بشراسة و اشمئزاز

=صحيح ما انتى فاجرة و زبالة زى امك متفرقيش عنها كتير 


غطى ستار اسود من الغصب عينين جابر فلم يفكر كثيراً قبل ان يقبض على يدها التى كانت تمسك بالمسدس و التى كانت ترتجف بعنف يضغط هو على زناد السلاح الذى صوبه نحو صدر فراج موضع قلبه لكن اسرعت غزل و فى ردة فعل سريعة منها بخفض يدها التى كان يمسك بها مخفضة فهوة السلاح  لتصيب الرصاصة التى انطقلت من مسدسه فخده الأيمن


شاهدت غزل باعين متسعة بالصدمة و الذعر فراج وهو يسقط ارضاً غارقاً فى دماءه و هو يصرخ متألماً بأعلى صوت لديه مما جعلها تلتف و تدفن وجهها فى صدر جابر منفجرة فى بكاء و كامل جسدها كان ينتفض بقوة  و هى لا تصدق انها شاركت فى اطلاق النار عليه حقاً... 


تعالى غى الارجاء نواح و صراخ لبيبة التى كانت تبكى بشهقات عالية ممزقة وهى جاثمة بجانب شقيقها

=يا خويـــــــــا قتلوك يا فراج... قتلتك بنت ازهار يا فراج..... 

كان عثمان جالساً فى مقعده يشاهد ما يحدث بأعين ممتلئة بالرضا.. 


بينما ضم جابر جسد غزل المرتجف اليه بقوة عندما شعر بارتجاف جسدها و هى تهمس بصوت ممزق عند سماعها كلمات لبيبة تلك ظناً منها بان فراج قد مات بالفعل.. 

=قتلته... انا قتلته... قتلته


احاط خصرها بذراعيه يضمها بحنان اليه هامساً باذنها

=ممتش يا غزل...اهدى يا حبيبتى جت فى رجله متخفيش..ده بسبع أرواح....


ثم انحنى حاملاً اياها بين ذراعيه عندما شعر بارتجافها يزداد قاومته غزل معترضة لكنه شدد من احاطته لها دافناً وجهها بعنقه قبا ان يلتف الى جميع الرجال الذين كانوا ملتفين حول فراج قائلاً ببرود و هو يضغط على حروف كلماته بقوة

=استأذنكوا انا بقى رجالة اصل...مراتى تعبانة و محتاجة ترتاح شـ...... 


لكنه توقف عن تكملة جملته  مطلقاً هسيس متألم عندما قامت غزل التى كان تخفى وجهها بجانب عنقه بغرز اسنانها فى كتفه بقسوة تعضه بغل مما جعل لهاث متألم يصدر منه لكنه حاول التماسك و عدم اظهار ألمه حتى لا يفضح امام رجال العائلة استدار نحو الدرج مولياً ظهره للجميع متصنعاً الصعود قبل ان يخفض رأسه هامساً باذن تلم التى كانت لاتزال تغرز اسنانها بكتفه هامساً باذنها بصوت حاد صارم

=غزل لمى نفسك بدل ما عليا النعمة اخلى جنانى يطلع عليكى...قدامهم


نزعت اسنانها من كتفه فور سماعها تهديده هذا  زاجرة اياه بقسوة لكنه تجاهلها و التف الى الرجال مرة اخرى قائلاً ببرود كالصاقيع

=اها و قبل ما انسى كلكوا معزومين على فرحنا الاسبوع الجاى...... 


ليكمل  بسخرية لاذعة و هو يخفض نظره نحو فراج الجالس على الارض ممسكاً بساقه النازفة

=اوعى يا خال متجيش هستناك لازم تيجى.... ده انت مهما كان الخير و البركة بتاعتنا برضو..... 


زجره فراج بنظرة قاتلة ممتلئة بالغل والكراهية قابلها جابر بنظرة باردة ممتلئة بالتهكم قبل ان يلتف و يصعد الدرج وهو يحمل غزل بين ذراعيه غافلاً عن والده الذى كان جالساً فى مقعده يتابعه وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة واسعة فرحة فما كان يتمناه يتحقق اخيراً.. 


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


مشى جابر بالممر الذى بنهايته غرفة غزل و هو لايزال يحمل جسدها بين ذراعيه تململت محاولة جعله ان ينزلها هاتفة بحنق

=نزلنى... 


تجاهلها و استمر فى طريقه مما جعلها تغرز اصابعها بشعره الكثيف تجذب خصلاته بقسوة و هى تصرخ بغضب

= نزلنى...بقولك.... 


ارجع رأسه للخلف بحدة محرراً شعره من قبضتها وهو يتمتم بكلمات حانقة غاضبة غير مفهومة مستمراً فى طريقه حتى وصل الى  غرفتها التى فتح بابها و دلف بها الى الداخل و اخفضها برفق فوق الفراش خوفاً على جرحها 

تراجع الى الخلف ينظر اليها بحدة و هو يفرك فروة رأسه التى كانت تؤلمه بشدة اثر جذبها لشعره قائلاً بحدة

=عيلة مفترية.... 


زجرته  بحدة هاتفة بغضب يعاكس ارتجاف جسدها

=تستاهل..... 


زفر جابر بحدة و قد لانت تعبيرات وجهه الغاضبة عندما لاحظ ارتجافها هذا بينما كان وجهها شاحباً بشدة مدركاً انها لازالت تحت تأثير الصدمة فقد كان الخوف يلمع مثل منارة في عينيها لقد كانت خائفة  أصاب ذلك قلبه   

اقترب منها بهدوء ممسكاً بيدها السالمة جاذباً اياها منها برفق حتى اصبحت تقف على قدميها امامه سحبها بين ذراعيه يضمها بحنان لكنه قاومته و حاولت الابتعاد عنه هاتفة بغضب

=اوعى سيبنى.... 


لكنه رفض تحريرها وضمها اليه اكثر لكنه كان حريصاً فى ذات الوقت على الا يؤذى كتفها المصاب.. 

مرر يده بحنان على ظهرها محاولاً تطمئنتها هامساً فى اذنها بصوت اجش

=مش عايزك تبقى خايفة انتى خدتى حقك... و  لازم تتعودى من هنا و رايح اى حد فيهم يعمل فيكى حاجة تاخدى حقك منه  


قاطعته بسخرية لاذعة و هى تحاول دفعه بعيداً

=لو نفذت كلامك ده يبقى انت اول واحد هاخد حقى منه و اول رصاصة هضربها هترشق فى قلبك لأن مفيش حد أذانى قدك.... 


لتكمل بقسوة و هى مستمرة فى استفزازه

=بعدين عايزاك تعرف انه كان ارحملى ان ابقى مرات خليل العمر كله... ولا انى أبقى على ذمتك ليلة واحدة.... 


انهت جملتها متخذة خطوة الى الخلف بعيداً عنه  عندما سمعته يصدر هدير عاصف من بين شفتيه بينما تحولت عينيه الى ظلام عاصف من الغضب..

لكنها رفضت التراجع اكثر و ثبتت قدميها بالأرض رافضة ان تظهر له خوفها مرة اخرى.. 


رفعت رأسها عالياً متجاهلة وجهه الذى كان محتقناً بالغضب مرمقة اياه ببرود كما لو كان غضبه هذا لا يهمها لكنها انطلقت راكضة تهرب من امامه نحو الحمام و هى تصدر صرخة مدوية عندما رأته يتحرك نحوها محاولاً الامساك بها و هو يتمتم بكلمات غاضبة.. 


هربت لداخل الحمام مغلقة بابه سريعاً بوجه جابر الذى كان لا يفصله عنها سوى خطوتين فقط و ينجح بالأمساك بها...


استندت على الباب تزفر براحة بينما تسمعه يهتف من الخارج

=ماشى يا غزل... افضلى استفزى فيا...و احرقى فى دمى بكلامك اللى زى الزفت ده و لما اجى ألمسك تقعدى تعيطى و تصوتى زى العيال الصغيرة.... 


قاطعته من خلف الباب بحدة 

=انا لا بعيط ولا بصوت.... 

لتكمل ببرود مستمرة فى استفزازها اياه

=بعدين انا ذنبى ايه انك بتتحول و تتعصب كل ما اجيب سيرة خليل جوزى...قصدى اللى كان  جوزى..... 


وضعت غزل يدها فوق فمها تحاول كتم ضحكتها عندما سمعته يطلق هدير عاصف ضارباً الباب بقبضته  بقوة كما لو فقد السيطرة على اعصابه لكنه صمت فجأة لعدة دقائق قبل ان يهتف مرة اخرى بصوت حاد ملئ بالغضب و نفاذ صبر

=انا هخرج من هنا...هخرج قبل ما ارتكب جريمة ده انتى عيلة مستفزة و باردة..و معندكيش دم.... 


ثم عقب كلماته  تلك الصوت الحاد لإغلاق باب  الغرفة الذى اهتز  بسببه ارجاء المكان.. 


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور ساعة... 


كانت غزل مستلقية على الفراش

بينما ألام جرحها يزداد كما كانت تشعر بالحكة بسبب الجبيرة القماشية التى تضم ذراعها الى صدرها حتى يضمن الا يتحرك كتفها فقد تسببت الرصاصة ببعض الأذى به.


طرق الباب و دلفت بعدها احدى الفتيات التى تعمل بالمنزل قائلة بابتسامة خبيثة

=جابر بيه..بعتنى ليكى بصنية الاكل دى...و بيقولك تاكلى كويس و تاخدى دواكى..و تخلصى الصنية كلها


لتكمل سريعاً و هى تضع الطعام على المنضدة التى بجانب الفراش

= و طلب منى اساعدك فى الأكل علشان دراعك مش هتعرفى تحركيه.... 


هزت غزل رأسها هامسة وهى تشعر بالخجل من اهتمامه هذا الذى اظهره امام الاخريين.. خاصة امل المعروف عنها القيل والقال

=تسلمى يارب يا امل... بس انا هاكل لوحدى....... 


همهمت أمل قائلة بتردد

=بس جابر بيه اكد عليا ان اساعدك و ممكن يضايق منى لو عرف انى.... 


قاطعتها غزل بهدوء 

=متخفيش هقوله ان انا اللى قولتلك.. 


لوت  امل شفتيها فى ابتسامة قبل ان تتنهد و هى تهز كتفيها باستسلام قبل ان تلتف و تخرج من الغرفة...


تراجعت غزل تستند الى ظهر الفراش و هى تفرك بطنها بيدها فقد كانت جائعة للغاية فطعام المشفى لم يكن يشبعها نهضت محاولة الوصول الى صنية الطعام عندما فجأة انفتح الباب بقوة جعلته يرتطم بالحائط ولبيبة تدلف الى الغرفة بوجهها الذى كان  اسود من شدة الغضب و عينيها المختنقة كالدماء بينما كان اسفل عينيها و خدييها ملطخان بسواد كحلها الذى سال بسبب بكائها

=اتجوزتيه... ها.... اتجوزتيه يا بنت ازهار.... و نفذتى اللى كنت مخططاله انتى و امك من الاول...... 

لتكمل بغل وهى تندفع نحوها 

=حرباية و عقربة زى اللى جابتك تفضلوا تلفوا و تحوموا حاولين الراجل لحد ما توقعوه فى حبالكوا.... 


قاطعتها غزل ببرود و هى ترسم على شفتيها ابتسامة واسعة 

=على الاقل احنا احسن من اللى بتفضل طول عمرها تلف و تحوم حاولين الراجل لحد ما بتخنقه و تكرهه فى حياتهو عيشته وفى الاخر بيديها بالشبشب فوق دماغها..... 


فهمت لبيبة انها تقصد بكلماتها تلك حبها لعثمان و رفضه لها فبالتأكيد والدتها قد اخبرتها فلم تشعر بنفسها الا وهى تنزع نعالها و  تهجم عليها محاولة ضربها به... 


تراجعت غزل على الفور الى الخلف محاولة الهرب منها عندما وقع عينيها على المسدس الذى تركه جابر هناك عندما صعد بها الى هنا..

لم تتردد لثانية واحدة  قبل ان تمسك به و تشهره بوجه لبيبة التى تراجعت الى الخلف و الخوف والصدمة يملئان عينيها 

هتفت غزل بها بغضب يعاكس ضربات قلبها التى تقفز بصدرها من شدة الخوف و الرهبة

=لو قربتى منى عليا النعمة لأضربك... 


صرخت لبيبة مقاطعة اياها بقسوة و قد احمر وجهها من شدة الانفعال

=فكرك جابر هيسكت لما تضربى خالته اللى مربياه.... 


قاطعتها غزل ببرود وهى تحاول التحكم فى ارتجاف يدها التى تحمل المسدس فلم تكن ترغب ان تلاحظ ارتجافها هذا 

=جابر مين.. جابر اللى بايده خالانى اضرب خاله... 

لتكمل كاذبة وهى ترمقها بشماتة عندما لاحظت وجهها الذى شحب

=و لا جابر اللى ادانى المسدس وقالى بالحرف اى حد يفكر يلمسنى فى البيت المعفن ده اضربه بالنار..... 


صرخت لبيبة بغل و عينيها تكاد ان تخرج من مقلتيها من شدة الغضب فقد كانت تشعر كما لو هناك نيران تلتهم قلبها حياً

=ليــــه و احنا فراخ  هتخلصوا علينا انتى و سى جابر بتاعك لا البلد دى فيها حكومة..... 


قاطعتها غزل مشيرة نحو الباب بالمسدس

=بقولك ايه يا لبيبة روحى زورى اخوكى فى المستشفى و اطمنى عليه مش زيارة المريض واجب برضو.... 


قاطعتها لبيبه هاتفة بكلمات مليئة بالحقد و الغل 

=عقبال ما ازورك كدة و انتى راقده جنب امك... و ميبقاش ليكى وجود فى الدنيا الا نفسك اللى طالع.. داخل زى امك كدة...... 


رسمت غزل ابتسامة على شفتيها  مقاومة الألم الذى عصف داخل قلبها عند سماعها كلماتها القاسية تلك مجيبة اياها ببرود 

=انا و انتى يا خالتى يا رب..... 


هزت لبيبة رأسها تنظر اليها باعين تصرخ بالحقد و الكراهية

=ماشى يا بنت ازهار... وحياة امك لهدفعك تمن وساختك دى غالى... حاضر..... ابقى افتكرى اليوم ده كويس


ادارت غزل عينيها بسخرية كما لو ان تهديدها هذا لا يهمها قائلة بسخرية

=حاضر.. هبقى افتكره حاضر


التفت لبيبة مغادرة الغرفة وهى لاتزال تسبها و تلعنها بافظع الشتائم


        ༺༺༺༻༻༻


بعد مرور ساعتين... 


كانت غزل جالسة على الفراش تتنهد بحدة و هى تفرك بطنها التى كانت تصدر اصوات مزعجة فقد كانت جائعة للغاية ولم تأكل شئ منذ وجبة الافطار بالصباح...

فهى لم أكل  الطعام الذى أتت به أمل حيث لم تستطع الأكل بيدها الشمال حيث وجدت صعوبة فى التحكم بالملعقة فكلما رفعت ملعقة طعام الى فمها يسقط الطعام من عليها قبل ان يصل الى فمها... فجابر من كان يساعدها فى الطعام بالمشفى... 


فكرت النزول الى الاسفل و اخبار احدى الخدم بصنع شطيرة لها لكنها تراجعت فهى لا تريد الخروج من غرفتها و مواجهة لبيبة مرة اخرى فيكفى مواجهتهم الاخيرة ابتسمت غزل وهى تفكر فيما فعلته فهى لا تدرى من اين اتتها تلك الشجاعة او الجرئة حتى تقف بوجهها وتشهر المسدس نحوها...


لتنفجر ضاحكة فور تذكرها كيف شحب وجه لبيبة فى خوف و ارتعاب همست بخبث محدثة نفسها وهى تطلق ضحكة قصيرة

=يلا ما هى طيبة  برضو وتستاهل كل خير ... 


انهت جملتها متراجعة الى الخلف فوق الفراش تتمدد باسترخاء لكنها انتفضت جالسة عندما فجأة فتح باب غرفتها و دلف جابر الى الغرفة 

هتفت به بحدة و هى تجذب حجابها وتضعه على رأسها

=ايه ده مش تخبط..مش تعمل حساب لحُرمة الاوضة و لا هى زريبة...؟! 


اتجه نحوها بخطوات هادئة جالساً بجانبها على الفراض ممسكاً بحجابها ينزعه من فوق رأسها  و يلقيه بعيداً متجاهلاً شهقتها الصادمة قائلاً ببرود

=حُرمة ايه يا متخلفة... انا جوزك


شهقت غزل قائلة بسخرية 

=جوزى...!!! لا ده انت صدقت نفسك اوى...... 


امسك بفكها بيده قائلاً بحدة و عينيه تعصف بالغضب

=اها جوزك يا ام لسان و ربع...يعنى حقى ادخل الاوضة دى و اى اوضة انتى فيها فى اى و قت انا عايزه.... 

ليكمل و هو يمسك بطرف منامتها العلوى يرفعه للاعلى

=و لو قلعتك هدومك دى دلوقتى برضو حقى.... 


ضربته غزل بيدها السالمة على يده الممسكة بمنامتها بينما تركله بقدمها  فى ساقه و ذراعه هاتفة بغضب و قد احمر وجهها بشدة 

=لا بقولك ايه احترم نفسك... و لو فاكر ان انا بقى غزل بتاعت زمان الطيبة اللى مبيطلعلهاش صوت لا انسى  دهانا اتغيرت و مش هسكتلك....... 


دون ارادته ابتسم جابر فور سماعه كلماتها تلك مع رؤيته لحركاتها العصبية المنفعلة و هى تنتفض فى مكانها 

=اها ما انا عارف بقيتى بلطجى.... 


ليكمل وهو يقبض على ساقها التى كانت تركله بها محاولاً تقييد حركتها لكنها ظلت رغم ذلك تحاول  تحريرها و ضربه مرة اخرى

=برضو...انا جوزك غصب عن عينك و عين اى حد فى البيت ده... جوزك يا غزل.... 


توقفت غزل فجأة عن محاولاتها لضربه قائلة بهدوء يعاكس لثورتها الغاضبة 

=يعنى انت جوزى... مش كدة


همهم جابر بالموافقة و هو يحرر ساقها من قبضته قبل ان يمسك بمشبك شعرها ينزعه ممرراً يده خلال خصلاته مستمتعاً بنعومته الحريرية  حتى اصبح مسترسلاً على كتفيها كشلال من الحرير.... 


اومأت غزل برأسها قائلة بدلال بينما عينيها تلتمع بخبث

=طيب انا جعانة... و عايزة أكل.... 


هز جابر كتفه قائلاً بينما هو مستمر بتمسيد شعرها

=طيب ما تاكلى  هو انا منعتك... 


اجابته قائلة وهى تتصنع الخوف بينما المكر يلتمع بعينيها

=اصل كل اللى شغالين ف البيت زمانهم مشيوا.... و انا جعانة اوى مأكلتش حاجة من ساعة الفطار...و دراعى مش قادرة احركه علشان اعمل اكل ليا فعايزاك تيجى معايا تحت تعملى اى حاجة أكلها... 


قاطعها جابر بحدة و عصبية 

= و ماكلتيش ليه يا غزل من الصبح... انتى بتستعبطى انا مش بعتلك الاكل مع امل و قولتلها تساعدك.... انتى بتاخدى ادوية و مضاد حيوى عايزة تموتى.... 


ثم انتفض واقفاً جاذباً اياها معه قائلاً و هو يجذب معطفها المنزلى الثقيل الطويل من فوق المقعد و ويضعه فوق كتفيها فارتداءه بالكامل سيكون صعباً بسبب ذراعها  وضعه عليها ليصبح يغطى منامتها  متدلياً على الأرض

ثم وضع الحجاب على رأسها عاقداً اياه بشكل غير مرتب مما جعلها تغمغم بتهكم 

=كدة مش ناقص الا ان اروح اشحت قدام اى جامع بمنظرى ده.... 


قاطعها جابر و هو يضع ورقة من المال في جيب معطفها المنزلى

=اها.. و ادى أول 10 جنية منى.... 


لوت غزل شفتيها ساخرة منه قائلة بحدة

=طيب و لزمتها ايه الطرحة... مفيش غيرنا فى البيت و بابا عثمان و خالتك... يبقى لزمتها ايه... قولى


احاط خصرها بذراعه يحثها على التقدم معه لخارج الغرفة و هو يجيبها 

=لما ننزل و اطمن ان مفيش حد تحت ابقى اقلعيها براحتك.. و اتكتمى بقى شوية مش عايز صداع


هتفت غزل بحنق و هى ترجع رأسها فى سخط

=يا رب ارحمنى من دى دماغ مش هتتغير ابداً...... مين يعنى اللى هيبقى موجود الساعة 12 بليل


لم يجيبها و استمر فى طريقه الى الاسفل و هو يحيط خصرها بذراعه يساعدها برفق على المشى لكنه و فى منتصف طريقهم كما لو تذكر انه يجب عليه عدم تركها تمشى على قدميها انحنى و حملها بين ذراعيه مما جعله تصرخ معترضة لكنه تجاهلها و استمر فى طريقه الى الاسفل... 


فور دخولهم المطبخ اجلسها برفق على مقعد متجهاً نحو البراد يبحث به عن شئ تأكله.. 


استدار اليها قائلاً و هو يمسك بطبق من السمك

=كانوا عاملين النهاردة سمك... تاكلى.... 


عكصت وجهها فى اشمئزاز و رفض

=انت عارف انى مباكلوش يا جابر متستعبطش..... 

لتكمل سريعاً وهى تشير نحو البراد

=دور كدة عندك كان فيه شوربة خضار و فراخ امل كانت مطلعة منها ليا النهاردة.... 


تنهد جابر بحنق قبل ان يستدير و يبحث مرة اخرى بالبراد قبل ان يستدير  اليها قائلاً 

=مفيش حاجة.... 


تنهدت باستسلام قبل ان تنهض وتقف امامه قائلة بوداعه يعاكس المكر الذى يلتمع عينيها

=جابر مش انت جوزى....


ضيق عينيه عليها يفحصها و هو يعلم انها تنوى على شئ قائلاً بهدوء

=اها بيقولوا انى جوزك.... 


تلاعبت غزل بازرار قميصه قائلة بدلال و هى تحاول كتم ضحكتها

=طيب يبقى تطبخلى شوربة خضار و فراخ....... 


لمفاجأتها اومأ برأسه قائلاً بموافقة 

=قوليلى اطبخهم ازاى و انا اعملهم... انتى عارفة عمرى ما دخلت المطبخ فى حياتى اصلاً


فتحت عينيها على مصراعيها فى صدمة فقد كانت تتوقع ان يرفض فالرجال فى قريتها يعدون دخول الرجل الى المطبخ حتى ولو لمساعدة زوجته نوع من الاهانة و عدم الرجولة همست و هى لازالت لا تصدق انه وافق 

=هتطبخ بجد...؟ 


اومأ برأسه قائلاً بحنق و حدة

=ما قولت اها... قولى اعمل ايه؟ 


اجابته هامسة وهى تشير نحو براد التجميد

=طلع الفراخ و الخضار من الديب فريزر... 


اومأ بالموافقة  و ذهب بالفعل ليخرج ما اخبرته به ثم بدأت تخبره بكل بما يحتاجه لاعداد الوجبة و كان ينفذ كل شئ تخبره به خطوة خطوة... 


جلست غزل على المقعد الذى بالمطبخ تشاهد باعين متسعة بالصدمة جابر و هو واقفاً امام موقود الغاز يعد الطعام لها وهى لازالت لا تصدق بان جابر العزايزى بجبروته و غروره واقفاً يطبخ لها فاذا شاهده احد يفعل هذا سوف يصبح محل سخرية جميع من بالقرية... 


التف اليها قائلاً و هو يقلب حساء الفراخ 

=احط ملح قد ايه...؟! 


نهضت غزل واقتربت منه واقفة بجانبة ممسكة بملعقة بيدها السالمة و اخذت بعض من الملح و وضعته فوق الحساء التى كان يبدو شهياً لكنها حاولت استفزازه

=استغفر الله العظيم هى شكلها عامل كده ليه...؟!! 


اجابها بعصبية و هو يضع الغطاء فوق الطنجرة بحدة

=مالها شكلها ؟!! مش عاجبك متاكليش منها...


تنهدت قائلة و هى تتصنع الاستسلام 

=مضطرة اكلها.. اعمل ايه يعنى مفيش غيرها.... 


زجرها جابر بغضب قبل ان يلتف ويزيل الغطاء مقلباً الحساء مرة اخرى عندما  سمع صوت لبيبة  يأتى من خلفه

=ايه ده بتعملوا ايه..؟! 


لتكمل هاتفة بصوت صاعق وهى تضرب صدرها بيدها

=يا مصيبتى.... بتعمل ايه يا جابر...؟ 


اجابها جابر ببرود 

=بعمل أكل لمراتى ..

=

قاطعته لبيبة بحدة و هى تزجر غزل بغل 

=مراتك....!!! 


لتكمل وهى تقترب منهم 

=و هو يصح برضو ان انت اللى تطبخ  بنفسك...دى تبقى عيبة و فضيحة


ظل جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات كما لو كان يفكر بالأمر قبل ان يغمغم قائلاً

=عندك حق و الله يا خالتى... 


ارتسمت ابتسامة واسعة راضية على شفنى لبيبة ناظرة الى غزل بشماتة لكن سرعان ما ماتت ابتسامتها تلك عندما سمعته يكمل

=علشان كدة كملى انتى الاكل بقى... 


صاحت لبيبة بحدة وغضب 

=اكل ايه اللي اكمله.....!! 


تجاهلها جابر و استدار نحو غزل التى  كانت تحاول كتم ضحكتها ملتقطاً ملعقة و غمسها بالحساء ثم وضعها امام فم غزل قائلاً

=شوفى كدة يا حبيبتى محتاجة ملح كمان  لو كد خالة لبيبة تزودهولك.... 


تناولت غزل الملعقة وهى تبتسم قبل  ان تجيبه 

=لا مظبوطة... 


لكن اتسعت ابتسامتها عندما سمعت لبيبة تهمهم فى الخلف بكلمات غاضبة حانقة وضع جابر الغطاء على الطنجرة قبل ان يلتف الى لبيبة قائلاً

=خلصى الاكل يا خالة... و ابقى هاتيه لغزل برا فى اوضة السفرة... 


لم ينتظر اجابتها حيث احاط خصر غزل بذراعه وسحبها معه للخارج تاركاً لبيبة واقفة  بجسد مهتز من شدة الغضب بوجه مشتعل بالغضب و عينين تصرخان بالحقد و الكراهية 

=مبقاش الا اخدم على بنت ازهار.... 

التفت ممسكة بالاكواب واخذت تلقىيهم ارضاً و هى تصرخ غضباً شاعرة بالاهانة و المذلة 


      ༺༺༺༻༻༻


كانت غزل تجلس بجانب جابر على طاولة الطعام بينما كان يتحدث بالهاتف عن عمله كالعادة

=ظبط الدنيا انت بس يا عمروسى.. وانا ساعة و هجيلك... 

ليكمل قائلاً سريعاً عندما رأى لبيبة تدلف الى الغرفة وهى تحمل صنية من الطعام

=اها خاليهم يطلعوا المحصول على دفعات و براحة مش عايز خساير ماشى....


اغلق معه و عينيه مركزة باهتمام  على خالته التى وضعت الطعام امام غزل قائلة بحدة

=الاكل اهو... يكش يعجب السانيورا... 


ابتسمت غزل قائلة بمحبة مزيفة

=تسلم ايدك ياخالتو...... 

لتكمل و هى تلمس صحن الحساء و هى تعقد حاجبيها

=بس الشوربة باردة... معلش ممكن تسخنيها..... 


هتفت لبيبة بغضب وهى تشير نحو الابخرة التى تتصاعد من الصحن

=هى ايه اللى باردة.... و نبى ما فى بارد الا دمك.. ده انا لسه منزلها من على النار و مولعة قدامك اهها.... 


التفت غزل الى جابر الذى كان جالساً يتابع باستمتاع ما يحدث فقد كان يعلم انها تأخذ ثأرها من خالته على ما فعلته بها بالسابق

=جابر.. قولها تسخن الشوربة انت عارف مبعرفش اشربها باردة


اومأ جابر بينما يقاوم بصعوبة الابتسامة التى ترتجف بها شفتيه راسماً الجديه على وجهه

=معلش يا خالة سخنيهالها... هى بتحبها فعلاً سخنة.... 


ظلت لبيبة واقفة مكانها تكاد الابخرة تتصاعد من اذنيها تنظر الى غزل بنظرات سامة قاتلة قبل ان تتناول طبق الحساء مت امامها و تذهب للمطبخ حتى تعيد تسخنيه.. 

اقترب جابر من غزل قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير


=هدى الدنيا بقى..مش عايز مشاكل.... 


نظرت اليها باعين متسعة تمتم ببرائة كما لو كانت لا تعلم عما يتحدث

=مشاكل؟!! ليه عملت ايه...؟! 


هم جابر باجابتها لكنه صمت عندما رأى لبيبة تعود مرة احرى و هى تحمل صحن الحساء الذى كان يبدو عليه انه ساخن حد الغليان و تعبير من الشر على وجهها تذكر جابر بالمرة الماضية عندما احرقت يد غزل بالحساء لكنها وقتها كان الحساء ليس بسخونة هذا فماذا سيفعل هذا اذا وقع على فسوف تتضرر ضراراً بالغاً بالتأكيد.. 


انتفض واقفاً يقف بين لبيبة و غزل كحائل بينهم قائلاً وهو يمد يده نحو لبيبة محاولاً الحصول منها على الصحن

=هاتى يا خالة.... 


هزت لبيبه رأسها رافضة تسليمه له قائلة

=لا اوعى انت يا جابر عنك انا هحطه على الطرابيزة... الطبق سخن 


رفض جابر التزحزح من مكانه قائلاً باصرار و حدة

=هاتى الطبق يا خالة بقولك.... 


القت لبيبة نظرة جانبية غاضبة على غزل التى كانت جالسة لا تفهم ما يحدث قبل ان تعطى الصحن لجابر وتعبير من الامتعاض على وجهها...


وضع جابر الصحن امام غزل قائلاً بهدوء و هو يتنفس براحة ان الامر قد مر بسلام

=يلا كلى...علشان تاخدى علاجك و تنامى......


اشارت غزل برأسها نحو الملعقة قائلة بهدوء

=أكلنى...... 


رفع حاجبه قائلاً بصدمة 

=أعمل ايه...؟!!! 


اجابته غزل بخبث شيطاني و هى تعلم انها تستفزه و تقوم باحراجة امام لبيبة

=أكلنى... مش عارفة اكل بسبب ذراعى.....بعدين ايه ما انت كنت بتأكلنى فى المستشفى على طول


جلست بجانبها لبيبة التى كانت تشعر بانها على وشك  الاصابة ازمة قلبية  قائلة سريعاً

=هأكلك انا... يا حبيبتى  ما انتى زى بنتى برضو... 


هزت غزل رأسها قائلة بدلال و رقة مثيرة غيظها اكثر

=لا انا عايزة جوزى اللى يأكلنى.... 

لتكمل بحدة و قد اختفى الدلال و الرقة وهى تنظر بتحدى باعين جابر

=مش انت جوزى برضو يا جابر.... 


ابتسم جابر و هو يخبر نفسه بانه يجب عليه تحمل افعالها تلك فقد كان يعلم ان ما مرت به خلال الايام الماضية لم يكن بالأمر الهين عليها.. و رغم افعالها المشينة بحق شقيقته الا انه لا يمكنه انكار انها تعرضت لعدة صدمات عنيفة و يكفى انه كاد ان يفقدها الى الابد على يد فراج الملعون... 


تناول الملعقة وبدأ ملئها بالحساء قبل وضعها امام فمها لكنها رفضت فتحه قائلة و هى تنظى اليه ببرائة

=الشوربة سخنة بردهالى.... 


اومأ جابر برأسه ثم بدأ ينفخ  برفق فى الملعقة محاولاً تبريد محتوياتها قبل ان يعيد وضعها امام فمها الذى فتحته بطاعة هذة المرة و تناولتها.. 


مما جعل لبيبة تنتفض واقفة و هى تهتف بغيظ و هى تضرب يدها بساقيها

=يا  حزن الحزن.. لا... لا... دى هتفقعلى مرارتى..... مش قادرة.. مش قادرة... 

لتكمل وهى تتجه نحو الباب و اضعة يديها بفوق رأسها

=انا طالعة انام قبل ما انجلط...  


ارتجفت شفتي غزل فى ابتسامة و هى تشعر بالرضا و الفرح من الحالة اتى اوصلت لبيبة لها..

لكنها انفجرت ضاحكة عندما سمعتها تهمهم محدثة نفسها كما لو جنت وهى تصعد الدرج 

=سخنلى الشوربة... لا بردلى الشوربة... اكلنى الشوربة لا انفخلى الشوربة... اها هتجلطنى يا ناس...والنعمة هتجلطنى...


شهقت غزل ضاحكة بصوت رنان مرتفع و هى لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها اكثر من ذلك 


بينما جلس جابر يراقب ضحكها و ابتسامة كبيرة  تملئ وجهه مستمتعاً بسماع صوت ضحكها بعد ان كاد ان يفقدها الى الابد


تنحنحت غزل  متوقفة عن الضحك فور ان لاحظت ابتسامته تلك تشير برأسها بصمت نحو الطعام ليبدأ جابر باطعمها بهدوء بينما اخذت هى تتناول وجبتها بشهية كبيرة فقد كانت جائعة للغاية مما جعل جابر يشعر بالذنب من انه لم يتأكد بنفسه من تناولها طعام الغداء و ترك الأمر لأمل.. 


فور انهت طعامها اصطحبها جابر الى غرفتها ساعدها فى تناول دوائها ثم ساعدها فى الاستلقاء على الفراش فى وضعية مريحة دون ان تؤذى كتفها المصاب.. 


وقف بجانب الفراش قائلاً بهدوء و هو يجذب الغطاء فوق جسدها

=هروح انا بقى اشوف اللى ورايا  سايب العمروسى بيراقب العمال و هما بيحصدوا المحصول.... 


اتسعت عينين غزل بالصدمة فور ذلك و هى لا تصدق بانه جلس معها يحضر لها الطعام و يطعمها بنفسه تاركاً حصاد المحصول فقد كانت هذة العملية اهم خطوة فى عمله حيث كان بكل عام لا يعود للمنزل عدة ايام بسبب اشرافه على عملية حصد المحصول و تخزينه بالمخازن التابعة له.. 


اغلقت غزل عينيها متصنعة النوم مخبرة اياه بصمت ان يغادر لكنها اهتز جسد و قد تثاقلت انفاسها عندما شعرت بشفتيه تلمسان جبينها مقبلاً اياه بحنان  بينما يده تمسد شعرها برفق جاذباً الغطاء حتى عنقها قبل ان يلتف ويغادر الغرفة بهدوء.. 


       ༺༺༺༻༻༻


فى اليوم التالى.... 


كانت غزل جالسة فى حديقة المنزل   تتناول افطارها بمساعدة صديقتها حلا التى اتت منذ الصباح الباكر حيث اخبرتها ان والدها هو من اتصل بها و ايقظها من النوم مخبراً اياها ان تأتى الى هنا لمساعدة غزل فى تناول افطارها و ان تتأكد من  تناول ادويتها كما وصفها لها الطبيب.. 

علمت غزل ان جابر بالطبع هو من جعله يفعل ذلك..كما انه اتصل بها مرتين منذ استيقاظها يطمئن عليها لكن غزل لم تتأثر بذلك و لم تفسر اهتمامه هذا على انه حباً فكل ما بالامر انه يشعر بالذنب بسبب خطته الحقيرة التى ادت الى اصابتها بطلق نارى... 


وضعت حلا قطعة من الخبز المغطاة بالمربى  بفم غزل و هى تضحك

=يالهووى... يا غزل ده انتى قادرة يا بت خلتيها تسخنلك الشوربة.. دى زمانها هتتشل.... 


اومأت غزل مبتسمة فور تذكرها لحال لبيبة

=كانت هتموت يا بت يا حلا... انا والله لما سمعتها بتكسر فى الكوبايات فى المطبخ قولت هتجيب سكينة وهاتيجى تدبها فى قلبى...


نكزتها حلا فى ذراعها قائلة 

=لا بس جابر.... دايب على الاخر..... 


لوت غزل فمها بحسرة قائلة بصوت مختنق

=دايب ايه بس يا حلا... بعد كل اللى عمله فيا و اللى حكيتلك...... 


قاطعتها حلا سريعاً 

=ده كان هيموت علشانك يوم ما اضربتى بالنار.. انا اول مرة فى حياتى اشوف جابر العزايزى عامل كدة.... كان عامل زى العيل الصغير اللى خدوا من امه.. و رفض يسيبك انا و صفا قولناله هنقعد معاكى وهو قالنا لا... هو اللى هيعقد معاكى منمش دقيقة واحدة ولا حتى كل ولا شرب الا بعد ما فوقتى...ده كان منظره صعب.. 


قاطعتها غزل بصوت مضطرب فهى لا ترغب بسماع كل ذلك 

=حاسس بالذنب مش اكتر.... 


همت حلا بمقاطعتها لكنها صمتت و عينيها متسعة بالصدمة والخوف خلف غزل هامسة بصوت مختنق

=غزل الحقى البوليس.... 


انتفضت غزل واقفة فور سماعها ذلك ملتفة تنظر خلفها لتجد عدة رجال من الشرطة يعبرون باب الحديقة و يتجهون نحوهم عدلت غزل سريعاً حجابها حول رأسها و كامل جسدها ينتفض خوفاً... 

غمغمت احدى العاملات التى كانت تتبع رجال الشرطة

=ست غزل... الباشا بيسأل عليكى


هتف بها احدى الرجال بحدة

=انتى غزل مجاهد....؟! 


هزت غزل رأسها بالايجاب و هى غير قادرة النطق بحرف واحد من شدة الخوف ليشير الرجل الى الى رجاله قائلاً بصرامة

=هاتوها... 


هتفت حلا فى رعب و تضرب بيدها صدرها

=ليه بس يا باشا... عملت ايه..؟! 

اجابها الضابط بحدة و اختصار

=متهمة فى محاولة فراج العزايزى... 


شحب وجه غزل فور سماعها ذلك شاعرة بالبرودة تجتاح جسدها 

امسك بها احدى الرجال من ذراعها المصاب مما جعلها تصرخ متألمة هتفت حلا  به

=براحة عليها دى عاملة عملية فى دراعها... 


تجاهلها الرجل وسحب غزل معه للخارج متجاهلاً صراختها المتألمة

انفجرت غزل باكية و هى تشعر بعالمها ينهار من حولها فقد كانت متأكدة بان جابر من وراء كل ذلك فقد كانت هذة خطته منذ البداية خطتة البديلة للأنتقام منها و سحقها بالكامل و التخلص منها بشكل نهائى... 

#الفصل_الثامن❤

#خطاياها_بيننا❤☘️


تراجع جابر فى مقعده للخلف باسترخاء واضعاً ساقاً فوق الاخرى و هو يلتقط نفساً عميقاً من سيجارته قائلاً بهدوء

=ها يا خليل... برضو منشف راسك و مش عايز تقول فين البت اللى اشتغلت غزل وفهمتها ان اسمها  بسمة...؟؟ 


تململ خليل الذى كان ملقياً ارضاً  اسفل قدم جابر و وجهه كان منتفخاً بسبب الكدمات و الدماء التى كانت تملئه.

فقد كان محتجزاً هنا منذ اليوم الذى واجه به جابر و غزل بشقة المنصورة حيث بعد مغادرته للشقة بعدة ساعات عثر عليه رجاله و احتجزوه باحدى الاماكن التى تقع بوسط الأراضى التى يملكها جابر العزايزى.... 


تعرض لجميع انواع الضرب و التعـ.ذيب حتى يخبره بالحقيقة و رغم ما عاناه من ألام و تعـ.ذيب الا انه ظل على كلماته التى احفظته اياها جيداً  لبيبة العزايزى... 


فقد انكر وجود تلك الفتاة التى تسمى بسمة و أصر ان غزل هى من اتفقت معه على اغتصاب شقيقته.... 


لم يفكر خليل و لو ثانية واحدة بالاعتراف بالحقيقة.. فاعترافه هذا قد يهدد حياة عائلته.. 

فلبيبة العزايزى قد اخبرته منذ البداية انه اذا فتح فمه و اخبر اى شخص بحقيقة الأمر.. فسوف تقتل والدته و شقيقيه الصغيرين و هذا ما لا لن يستطيع تحمله فقتله على يدى رجال جابر العزايزى اهون عليه من خسارته لعائلته على يدى تلك المرأة الملعونة فقد كان يعلم انها لن تتردد ثانية واحدة فى تنفيذ تهديدها هذا...

لذا ظل على حالته من الانكار

رفع رأسه هامساً باجابته التى لم يغيرها بالايام الماضية

=قولتلك يا باشا... انا معرفش انت بتتكلم عن ايه... انا كل اللى اعرفه حكيته ليك من الأول...الست غزل اللى اتفقت معايا.. انا سمعتك الكلام كله... و حتى اتصلت بها قدامك


ضغط جابر على فكيه بقوة و هو يدرك انه لن يصل معه الى شئ  فقد جعل رجاله يضربونه حتى كاد ان يفقد حياته عدة مرات لكنه لم يغير كلماته ابداً فعلى ما يبدو انه يقول حقاً الحقيقة  لذا يجب عليه تحريره... 


اطلق جابر لعنة و هو يشعر بالغضب من نفسه فقلبه الغبى العاشق لها هو الذى تشبث بدفاعها عن نفسها بوجود تلك الفتاة الوهمية التى اخترعتها حتى تبرر خطتها الشنيعة فى حق شقيقته... 

لكنه اكتشف انه ليس سوى احمق لتصديق كلماتها مرة اخرى.. 


خرج من افكاره عندما سمع العمروسى يجيب على هاتفه قائلاً بحدة

=فى ايه يا بت يا حلا بتعيطى ليه ... يا بت اهدى مش فاهم منك حاجة.. اتكلمى براحة... 

ليكمل هاتفاً بصدمة

=ايه غزل... امتى ده....!! 


انتفض جابر واقفاً و قلبه يضرب بجنون فى صدره و قد انتابه الذعر و الخوف فور سماعه اسمها اقترب من العمروسى هاتفاً بحدة

=مالها غزل.... فيها ايه..؟


اجابه العمروسى بلهجة سريعة منفعلة

=البوليس جه و قبض عليها.. الحاج فراج قدم بلاغ فيها انها حاولت تقتله... 


هجم عليه جابر قابضاً على عنق عبائته يعتصرها بقوة هاتفاً به بشراسة

=يعنى ايه قدم بلاغ فيها... و  انت كنت فين انا مش قايلك تخليه تحت عينك... ميغبش لحظة واحدة


اجابه العمروسى متلعثماً و قد شحب وجهه فى خوف

=ما انا كنت مخلى الرجالة تراقبه و كان قاعد فى المستشفى متحركش... انا متأكد


حرره جابر دافعاً اياه بقوة للخلف مما جعله يكاد ان يسقطاً ارضاً هاتفاً به بشراسة و موجه من الغضب العاصف تسرى بعروقه

=اتنيل هات الرجالة و حصلنى.....   


ثم التف مغادراً سريعاً بخطوات عاصفة و تعبير من الغصب من الغضب مرتسم على وجهه يجعل من يراه يفر هارباً 


        ༺༺༺༻༻༻


فى وقت لاحق... 


كانت غزل جالسة فى زنزانة الحبس الاحتياطى بمركز الشرطة التابع لقريتها وجهها شاحب كشحوب الأموات تنظر امامها باعين فارغة ممتلئة بالدموع  بينما عقلها لا يكف عن التفكير كيف ستخرج من مأزقها هذا... 

لكنها كانت تعلم  جيداً انه لا يوجد مخرج منه فجابر هذة المرة  خطط لكل شئ جيداً و بالطبع ستشهد جميع  العائلة ضدها...

فقد تخطى انتقامه منها هذة المرة كل الحدود فهى الان ستقضى نصف حياتها او اكثر بسبب انتقامه الأعمى منها و الذى يبدو انه لن ينتهى ابداً... 

خرج نشيج منها و هى تفكر بألم 

ألهذا الحد يكرهها لا تصدق كم الغضب و الحقد الذى يشعر بهم نحوها حتى يفعل بها هذا..

فقد اتى لزيارتها عدة مرات لكنها رفضت بكل مرة مقابلته.. فماذا يرغب منها... يرغب بالتأكيد ان يرى اثر فعلته الحقيرة عليها... 


لم تشعر بالوحدة كما كانت تشعر بهذة اللحظة فقد كانت ترغب بان تستيقظ والدتها من غيبوبتها تلك وتحتضنها بين ذراعيها وتطمئنها بان كل شئ سيصبح بخير  دفنت وجهها بين ساقيها هامسة بألم =انتى فين يا ماما...فوقى بقى و انجدينى من اللى انا فيه... 

انسابت دموعها على خديها مصدرة شهقة باكية منخفضة

مما جعل المرأة التى بجانبها تهتف بصوت غليظ

=جرى ايه يا بت انتى... انتى من ساعة ما جيتى مقضيهلنا نواح و عياط صدعتى اللى جابونا... 


لم تجيبها غزل التى بدأ كامل جسدها فى الاهتزاز و هى تدخل فى نوبة هستيرية من البكاء احاد مما جعل المرأة غضبها يختفى فور رؤيتها لحالتها و قد امتلئت عينيها بالشفقة  امسكت بغزل جاذبة اياها بين ذراعيها و هى تهمهم بتعاطف و شفقة

=ياضنايا.. يا بنتى طيب اهدى.. اهدى... هو فى ايه بس... انتى بنت مين فى البلد... انا مسافرة بقالى سنين و بقيت معرفش حد هنا ... 


اجابتها المرأة الاخرى التى تجلس بجانبها

=دى بنت ازهار العزايزى... يا نبوية....... 


هتفت نبوية بدهشة و سعادة وهى تبعد غزل من بين ذراعيها

=و نبى ايه... انتى بنت ازهار... دى امك دى حبيبتى... و صاحبتى الروح بالروح من واحنا كنا فى قد كدة... اصل امى الله يرحمها كانت شغالة فى بيت العزايزى... 

لتكمل سريعاً تسأل غزل بلهفة و حماس

=الا امك عاملة ايه و اخبارها ايه انا معرفش حاجة عنها بقالى سنين  من يوم ما اتنيلت اتجوزت المنيل و سافرت معاه السعودية...و ادينى اهو مبقاليش شهر راجعة و اترميت فى الحبس... بس باذن الله هخرج النهاردة... عايزة اشوفها دى وحشانى اوى


اجابتها غزل بصوت اجش ملئ بالحسرة و هى تكفف دموعها 

=ماما... ماما.. فى غيبوبة بقالها اكتر من سنتين..   


ضربت نبوية صدرها هاتفة بصدمة

=يا ستار يارب...ليه كدة ايه اللى حصلها..؟! 


نظرت غزل بتردد الى المرأة التى بجانب نبوية التى لاحظت ذلك على الفور ترددها هذا مما جعلها تنكز المرأة فى ذراعها هاتفة باستنكار

=ياختى انتى قعدالنا كدة لية... ما تقومى تتنيلى تترزعى فى اى حتة تانية.... 


زجرتها المرأة هاتفة بغضب

=فى ايه يا نبوية.. انتى هتطلعى قرفك عليا.... 


قاطعتها نبوبة بصوت غليظ غاضب

=اها... هطلع قرفى عليكى... و اتكلى على الله بقى.... متخلنيش اتجنن على اهلك.... 


زفرت المرأة بحنق زاجرة اياهم بغضب قبل ان تنتفض واقفة وهى تضرب بيديها على ساقيها ثم ذهبت لأقصى الغرفة جالسة بجانب امرأة اخرى..  


ربتت نبوية على ساق غزل قائلة بحنان

=قوليلى... امك فيها ايه... 


بدأت غزل تخبرها بحالة و الدتها المرضية و عندما سألتها عن سبب وجودها هنا اخبرتها بحرص فهى لم تكن تعرفها جيداً حتى تخبرها عن اسرار حياتها...

فبدأت نبوية هى الاخرى تخبرها عن سبب وجودها هنا و هو اتهام طليقها بسرقة امواله التى اتى بها من السعودية لكن كشف الله كذبه..و سوف تخرج خلال ساعات معدودة من هنا...ثم بدأت تخبرها عن ذكرياتها مع والدتها... 

لكن قاطع حديثهم رجل الشرطة الى الزنزاتة قائلاً بصوت مرتفع

=غزل مجاهد القناوى.... 


وقفت غزل ببطئ و هى تضم يدها الى صدرها محاولة عدم تحريكه فقد كان جرحها يؤلمها بشدة اثر ارتطامها بجانب سيارة الشرطة عندما دفعها الرجل الذى حتى تصعد للسيارة و كان الألم كل مدى يزداد بقوة

اجابته بصوت مرتجف

=ايوة... انا..... 


اجابها الرجل بصوته الغليظ

=زيارة... جوزك


تراجعت غزل الى الخلف و قد اشتد وجهها بالغضب 

=مش عايزة الزيارة... مش عايزة اقابله....


هتف بها الرجل بحدة

=دى المرة الرابعة اللى يجى و ترفضى تقابليه بعدين ده جابر العزايزى... اخلصى يا بنتى انا مش ناقص مشاكل...


قاطعته بغضب و صوت متضطرب 

=مش عايزة اشوفه انا حرة.... 


وقف  يتطلع اليها عدة لحظات بتردد قبل ان يغمغم بحدة 

=براحتك...

ليكمل وهو يهمهم بصوت منخفض محدثاً نفسه وهو يتذكر بخوف غضب جابر العزايزى بكل مرة يخبره برفضها مقابلته

=ربنا يسترها.... 


جلست غزل مرة اخرى بوجه مكفهر تتطلع امامها باعين محتقنة و كامل جسدها يهتز بانفعال فقد كانت تعلم انه قد أتى حتى يشمت بها و يخبرها بان كل ما حدث من مخططه.. و حتى يحتفل بنجاح خطته و يرى سقوطها و هزيمتها بعينيه.. 


لم تمر سوى خمس دقائق  الا و فتح الباب مرة  اخرى و دلف ذات الرجل قائلاً بحدة موجهاً حديثه لها

=حضرة الظابط عايزك... تعالى معايا... 


وقفت على قدميها المهتزة تتبعه و هى لا تعلم ما الذى يجب عليها قوله مرة اخرى فقد انكرت الأمر تماماً...

لكن و هى فى منتصف طريقها الى مكتب ضابط الشرطة  اتتها  فكرة ستنتقم بها من جابر العزايزى فستعترف بان جابر هو من حاول قتل فراج نعم ستفعل ذلك ستقلب خطته و تجعله يقع هو بها .... 


فى ذلك الوقت... 


كان جابر جالساً  بوجه مكفهر ينتظر بمكتب صديق طفولته ضابط الشرطة احمد علام فقد طلب منه ان يأمر امين الشرطة بان يأتى بغزل و يخبرها بانه هو من يريد رؤيتها... 

فقد رفضت مقابلته بكل مرة حاول مقابلتها بها مما جعله يشعر باليأس والغضب..

فيبدو انها غاضبة منه هل تظن انه السبب فى ورطتها تلك تنهد مطلقاً لعنة حادة فقط لو تعلم انه لم تغمض له عين منذ الأمس محاولاً العثور على ذلك الحقير الذى يدعى فراج فقد امضى طوال الساعات الماضية يبحث عنه محاولاً ايجاد حل حتى يخرجها من هنا ..

حتى توصل الى انه اذا لم ينجح فى العثور على فراج فسوف يذهب بنفسه الى الشرطة و يعترف بانه من اطلق النيران عليه فهو لا يمكنه تركها هنا فهو يستطيع تحمل السجن لكن هى لا هى ارق و اضعف من  تحمل تلك الحياة القاسية... 

مرر يده بشعره وهو يفكر لو فقط انها تعلم انه سوف يهدم العالم و ما به حتى لا تقضى ليلة اخرى بهذا المكان..لكنه الأن لا يرغب سوى بالاطمئنان عليها فقلبه يؤلمه كلما تذكر حالتها الضعيفة التى كانت عليها و اصابة كتفها

خرج من افكاره تلك عندما ضرب صديقه على كتفه قائلاً

=الأمين راح يجيبها و هيفهمها ان انا اللى طالبها.... 

ليكمل و هو يلاحظ حالة صديقه المزرية

=هتتحل يا جابر متقلقش.. كل البلد عارفة خالك فراج و وساخته... 


ضغط جابر على فكيه بقوة قائلاً بصوت قاسى لاذع

=قسماً بالله لأعلمه الأدب.... و هندمه العمر كله... 


ضغط احمد على كتف صديقه قائلاً بحزم

=بالقانون.... كله بالقانون يا جابر...... 


ابتسم جابر قائلاً بسخرية وهو يواجه صديقه

=طبعاً بالقانون يا حضرة الظابط... احنا شغلنا كله بالقانون... 


ابتسم احمد قائلاً  فقد كان يعلم صديقه جيداً

=يا خوفى منك يا ابن العزايزى.... 

ليكمل سريعاً وهو يتجه نحو باب مكتبه يستعد للذهاب

=هروح الف لفة كده فى القسم اشوف ايه الاحوال..و اهو بالمرة اسيبك مع المدام شوية...... 

ليكمل بخبث مشيراً لرفض غزل مقابلته

=اصل شكلها زعلانة منك على الاخر... و مش طايقة تشوف وشك.... 

انهى جملته و اسرع خارجاً تتبعه صوت ضحكته عندما سمع جابر يصدر لعنة غاضبة... 


     ༺༺༺༻༻༻


التقطت غزل نفساً مضطرباً و هى تشاهد أمين الشرطة يطرق على باب احدى الغرف قبل ان يفتحه و يدفعها امامه  لكن فور دخولها الى الغرفة تصلبت قدميها فى مكانها بخوف عندما رأت ضابط الشرطة جالساً على مقعد مكتبه يوليها ظهره.... 


تنفست بعمق محاولة استجماع شجاعتها حتى تنفذ خطتها للأنتقام اتخذت عدة خطوات نحو مكتبه قائلة بصوت حاولت جعله ثابت 

=انا عايزة اعترف بحاجة يا باشا... مش انا اللى ضربت فراج العزايزى.... 

لتكمل سريعاً و هى توجه نظراتها نحو الارض  بينما كان الضابط لايزال يوليها ظهره فهى لا تعلم اذا ما كان ما تفعله الشئ الصحيح ام لا

=جابر العزايزى هو... هو... هو...... الـلى..... 


تصلب جسد جابر  الذى كان جالساً على مقعد صديقه يوليها ظهره و قد اصابته كلماتها تلك بلكمة قاسية تصيب قلبه

شاعراً بالخيانة فقد كانت تعترف ضده..

هو يكاد  ان يجن هنا من كثرة النفكير و يفعل كل ما بوسعه حتى يخرجها من هذا السجن بينما هى تعترف ضده حتى تلقيه به..


انتظر منها ان تكمل اعترافها لكنها ظلت صامتة لم تكمل جملتها.  

فى ذلك الاثناء كانت غزل تضغط على شفتيها بقوة وهى لا تستطع ان تكمل خطتها للأنتقام من جابر فهى لا تستطيع فعل به ذلك.. فرغم علمها انه من تسبب فى كل ما تعانى منه لكن قلبها الاحمق لا يستطيع  أيذاءه...


انفجرت باكية هامسة بصوت مرتجف عاجز و هى تنفى كلماتها سريعاً.... 

=لا.. لا.. جابر معملش حاجة... فراج فراج هو اللى ضربنى بالنار.. انا.... انا.... 


شعر جابر بالسعادة تغمر قلبه عند سامعه نفيها هذا فهى لم تخونه... لم تعترف ضده  انتفض واقفاً من مقعده مستديراً نحوها ليشاهد الفزع والصدمة ترتسم على وجهها فقد تفاجأت من وجوده..

تراجعت للخلف وعينيها تتسع بالذهول عندما رأته يتقدم نحوها  محاولاً الامساك بها لكنها تراجعت مبتعدة عنه هاتفة بصوت ممزق

=انت بتعمل ايه هنا....

لتكمل بحدة و عصبية و دموعها تغرق وجنتيها

=جاى تشمت فيا.. مش كدة.. جاى تتأكد من نجاح لعبتك الوسخة


تغيرت نبرتها الحادة الى همس منكسر  وهى تدخل فى نوبة من البكاء الحاد شاعرة بألم يكاد يزهق روحها

=ايه عايز تتأكد كسرتنى المرة دى و لا لسة محتاج لعبة وسخة تانية تلعبها عليا.......


قاطعها جابر هاتفاً بحدة و هو يمده يده نحوها

=اهدى و بطلى جنان ..


صرخت به و هى تضرب يده بعيداً رافضة لمسته 

=عايز منى ايه تانى... عايز منى ايه.... 


حاول احتضانها لكنها قاومته بضراوة و شراسة رافضة لمسه اياها لكنه امسك بها رغم مقاومتها تلك يحيط بذراعيه جسدها المرتجف يضمها الى صدره بقوة  بينما يده تمر بحنان فوق رأسها و ظهرها هامساً باذنها بصوت منخفض

=شـش... اهدى... اهدى ياحبيبتى


دفنت غزل وجهها بصدره تطلق نشيج باكى متألم منهارة بين ذراعيه بينما ظل هو يحتضنها حتى هدئ بكائها اخيراً و تحول الى شهقات متقطعة حملها بين ذراعيه و وضعها برفق فوق الاريكة جالساً بجانبها احاط وجهها بيديه يمسح دموعها العالقة بوجنتيها برفق قائلاً 

=قسماً بالله مش لعبة منى يا غزل... و لا انا ورا اى حاجة من اللى حصلت.... استحالة اعمل فيكى...   


قاطعته بقسوة و عينيها المحتقنة بالدموع تنطلق منها شرارات غضبها

=لا تعمل كدة...عارف ليه لانك عملت فيا اللى اوسخ من كدة...... 


اخفض جابر عينيه فاركاً مؤخرة عنقه و هو لا يعلم بما يجيبها فقد كان يعلم ان معها كل الحق فهو فعل بها الأسوأ من ذلك بالفعل لا يمكنه مجادلتها


قبضت غزل على عنق قميصه بيدها السالمة متجاهلة الألم الصراخ بكتفها مزمجرة بهسيس حاد مليئ بالتهديد و الوعيد الكاذب الذى كانت تعلم جيداً انها غير قادرة على تنفيذه

=لو مخرجتنيش من هنا... يا جابر يا عزايزى و رحمة ابويا لأقول فى النيابة انك انت اللى ضربته مش انا... 


اطلق زفرة حادة متجاهلاً غضبها هذا دافناً يده اسفل حجابها متلمساً جانب عنقها و هو يقول بهدوء و هو لا يزال يشعر فى داخله بالرضا من معرفته انها لم تستطع الاعتراف ضده و ايذاءه

=كدابة... عمرك ما هتعملى كدة مهونش عليكى..... 


قاطعته بحدة و هى تدفع يده بعيداً 

=لا هعملها..و هحبسك.... 

لتكمل  بانفعال ضاربة اياه فى كتفه بقسوة 

=سامعنى... هحبسك....يا ابن العزايزى و هجيبلك عيش و حلاوة كمان..... 


ابتسم جابر ثم انحنى طابعاً قبلة على خدها بلطف قائلاً و هو يفرك باصبعه وجنتها الاخرى متنعماً بملمس خدها الحريرى

=كدابة برضو لو كنت ناوية تعمليها كنت عملتيها..من شوية بس انتى مقدرتيش... 

ليكمل عندما رأى اليأس الذى تشكل بعينيها محيطاً وجهها بكفيها يسند جبهته فوق جبهتها يتنفس انفاسها بعمق

=اطمنى يا حبيبتى قسماً بالله لأطلعك من هنا... و الليلة كمان.... 


اردف بتصميم وحدة عندما رأى عدم التصديق يلتمع بعينيها

=هخرجك منها يا غزل... لو يأست خلاص و ملقتش لها حل هاجى و هعترف ان انا اللى ضربته بالنار مش انتى.... 


نظرت اليه باعين مرتبكة لا تعلم اذا كانت تستطيع تصديقه ام لا.. فهى ترغب بالخروج من هنا لكنها ايضاً لا ترغب بان يدخل السجن شعرت بالتعب و الانهاك يجتاحانها فهى لم تعد تعلم ماذا  تفعل او من تصدق... 


دفنت وجهها بعنق جابر الذى تصلب جسده بصدمة من فعلتها الغير متوقعة تلك لكنه زفر بارتياح مشدداً من احتضانه لها طابعاً قبلة فوق رأسها.. 


ظلوا على  حالتهم تلك عدة دقائق قبل ان يمرر يده بلطف فوق كتفها المصاب قائلاً بهدوء 

=جرحك عامل ايه....؟! 


اجابته كاذبة مفضلة عدم اخباره بالألم العاصف الذى تشعرى به.. 

=الحمد لله.... 


استمر يتحسس ذراعها برفق قائلاً 

=انا كنت بعتلك علاجك مع الاكل... كلتى و خدتيه....؟؟ 


اومأت مرة اخرى كاذبة فهى لم تأكل شئ حيث قامت النساء بالزنزانة بسرقة طعامها حتى دوائها لم تستطع العثور عليه بعد ان هجموا على الحقيبة 


ظل جابر محتضناً اياها بين ذراعيه يقبل رأسها من حين الى اخر و عقله منشغلاً باين يمكن ان يوجد فراج فقد اختفى تماماً حتى هاتفه اغلقه...


انتفضت غزل مبتعدة عنه عندما انفتح باب المكتب فجأة و دلف احمد الى الغرفة قائلاً و هو يتجه نحوهم 

=جابر... غزل لازم ترجع الحبس مينفعش تفضل هنا اكتر من كدة... 


قاطعه جابر و قد احتد وجهه 

=مينفعش تشوف اى اوضة تقعد فيها لحد ما احل الموضوع... هى كلها كام ساعة... انا مش عايزها تقعد فى الحبس مع الاشكال اللى تحت دى.... 


قاطعه احمد قائلاً بأسف 

=مش هينفع يا جابر المأمور مرخم علينا و شادد حيله الايام دى اوى... 


اومأ جابر برأسه بصمت لكن تصلب فكيه و انتفاض العرق الذى بجانب عنقه كشف مدى انفعاله و غضبه.. 

لذا اسرعت غزل قائلة محاول ان تطمئنه

=متقلقش... صاحبة ماما طلعت معايا تحت... و هى واخدة بالها منى..   


عقد حاجبيه قائلاً باستفهام و قد انتابه القلق 

= مين دى  اللى صاحبة امك...؟! 


اجابته غزل مبتسمة و هى تشعر بالسعادة من تعرفها على نبوية

=اسمها نبوية... كانت صاحبة ماما وهما صغيرين بس اتجوزت وسافرت مع جوزها السعودية.. و رجعت من كام شهر البلد...    


التف جابر نحو صديقه احمد يهز رأسه يسأله بصمت عن هوية تلك المرأة اجابه احمد بهدوء

=ايوة نبوية السيد من عيلة الملاح كانت مسافرة  مع جوزها من يجى اكتر من 30سنة مع جوزها ولما طلقها نزلت مصر و هو حصلها على هنا و كل شوية يعملها محضر مرة سرقة...مرة تعدى بالضرب.... 


تذكر  جابر فى طفولته كانت توجد امرأة تعمل لدى جده من عائلة الملاح بالفعل و قد علم من والدته ان ابنة تلك المرأة كانت الصديقة المقرية لابنة عمها ازهار.. 


ربت جابر على ظهرها قائلاً 

=برضو خدى بالك منها... احنا منعرفهاش..... 

ليكمل بصوت منخفض وهو يولى احمد ظهره ممسكاً بيدها 

=ظش عايزك تخافى هخرجك من هنا يا غزل....لو فيها حياتى هخرجك....


اختنقت غزل بالغصة التى تشكلت بحلقها قبل ان تومأ برأسها بصمت وهى تحاول استجماع شجاعتها وتركه لكن ما ان دلف رجل الشرطة الى الغرفة حتى يصطحبها الى المحبس تشبثت يدها بقوة بيد جابر رافضة تركه مما جعله يشعر بالألم و العجز من عدم قدرته على مساعدتها فقد كان يرغب بدفع الامين بعيداً عندما امسك بيدها الاخرى واضعاً بها الاصفاد الحديدية لكنه ضغط برفق على يدها المتشبثة به محاولاً ان يطمئنها قائلاً بصوت متحشرج مختنق بالمشاعر التى تعصف بقلبه

=كلها كام ساعة..و هقابلك تانى  متخفيش.... 


اومأت غزل برأسها تاركة على مضض يده ذاهبة مع رجل الشرطة الى المحبس مرة اخرى

غافلة عن عينين جابر التى اصبحت بلون الدماء بسبب دموعه المحتقنة بها... 


     ༺༺༺༻༻༻


بعد مرور ساعة... 


اقتحم جابر منزل فراج فور ان فُتح الباب هاتفاً بقسوة بالمرأة التى تقف بالباب

=فين جوزك يا خالة اسعاد...؟! 


تراجعت المرأة الى الخلف هامسة بخوف 

=فراج... ما انت عارف انه فى المستشفى.......


قاطعها جابر بغضب و هو يكاد ان يفقد اعصابه

=مش فى الزفت... انتى اكيد عارفة مكانه.. 

ليكمل بقسوة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب التى بثت الرعب بداخلها

=اخلصى... و قولى هو فين.... 


هزت اسعاد رأسها مجيبة اياه بصوت مرتجف مرتعب

=والله يا بنى ما اعرف... ما انت عارف انه رمينا من يوم ما اتلم  على الحرمة الغازية اللى ماشى وراها فى كل حتة و مبيجيش هنا الا على مزاجه.... 


اومأ جابر برأسه بصمت وهو يضغط على فكه بقوة بينما يحاول السيطرة على اعصابه قبل ان يأمرها بصوت حاد

=اتصلى بيه من تليفونك.... اكيد فى رقم معاكى محدش يعرفه


وقف اسعاد تنظر اليه بتردد خائفة من ردة فعل فراج لكنها انتفضت فى مكانها فازعة عندما هتف بها جابر امراً اياها بالاتصال به

هزت رأسها مبتلعة بصعوبة غصة الخوف التى تسد حلقها  قبل ان تطلب من ابنتها ان تجلب الهاتف لها..

اتت طفلتها بالهاتف واعطته لها لتقم اسعاد بالاتصال بفراج الذى لم يجيب بأول مرة.. 

امرها جابر ان تتصل به مرة اخرى نفذت امره فى الحال اجاب فراج هذة المرة  ليصدح فى الارجاء صوت فراج الحاد المتذمر

=عايزة اية يا بوز الاخص بتتصلى ليه و تقلقى مزاجى.... 


همت اسعاد باجابته لكن نزع جابر الهاتف منها قائلاً  بصوت عاصف

=بقى انت بتبلغ عن مراتى و بتهرب زى النسوان.....يا روح امك

ليكمل بصوت صارم ملئ بالغضب

=طيب و رحمة اختك يا فراج يا عزايزى ان مطلعتش على القسم حالاً و طلعت مراتى من الليلة  الوسخة دى لهندمك العمر كله.... انا فى واقف فى قلب بيتك و معايا مراتك و عيالك.... 


قاطعه فراج ببرود ولامبالاة

=هتعمل ايه يعنى هتقتلهم مثلا... تبقى و الله عملت فيا خير...و ريحتنى منهم 


شهقت اسعاد بصدمة وألم فور سماعها كلماته تلك بينما اندفع طفليها البالغين من العمر 12 عاماً الى بين ذراعيها يحتضونها بقوة بينما جسدهم يرتجف بخوف مما جعل عين جابر تظلم بغضب عاصف حول انتباهه الى الهاتف الذى بيده مؤة اخرى مزمجراً بصوت مخيف مظلم

=لا مش هقتلهم..بس هولعلك فى البيت كله بما فيهم الأوضة اللى انت حافرها تحت الارض... 


هتف فراج بصوت مرتعش محاولاً الانكار  وهو يشعر بالصدمة من معرفة جابر بتلك الغرفة التى تعد سرية ولا يعلم عنها احد حتى زوجته

=اوضة.. اوضة ايه انا معرفش انت بتتكلم عن ايه.... 


قاطعه جابر بهدوء متعمداً اثارة اعصابه 

=الاوضة اللى بابها تحت كرسى مكتبك  اللى حاطط فيها كل فلوسك..والدهب اللى العصابة بتاعتك بتسرقه من محلات الدهب و تيجى تفضى فى عيبك 

شوفت انا اعرف عنك كل حاجة ازاى....

تابع حديثه و قد اصبحت لهجته اكثر قسوة ويده تشتد حول الهاتف

= لو مراتى مبتتش الليلة فى بيتها قسماً بالله يا فراج لهخلى بيتك رماد... و فلوسك والدهب مش هتشوفهم تانى..و ابقى شوف بقى هتصرف على الرقاصة بتاعتك بعد كده منين  


صاح فراج بفزع 

=لا لا.... هروح المركز و هغير كل كلامى... و غزل هتكون فى بيتها النهاردة يا جابر...  بس و رحمة امك متقربش من الأوضة..... 


زفر جابر داخلياً براحة قبل ان يجيبه بهدوء و هو يحاول الا يظهر له الانفعال و الخوف الذى يعصف به

=اتفقنا... بس الفلوس اللى فى الاوضة تلزمنى..   


صاح فراج بصوت متلعثم و هو يشعر بانه يكاد ان يصاب بنوبة قلبية

=لييه.. ليه بس يا جابر... ما انا هعمل اللي انت عايزه


اجابه جابر بهدوء و هو يشير برأسه نحو العمروسى الذى اعطى على الفور اوامره لرجاله الذين اقتحموا غرفة مكتب فراج 

=لا الفلوس دى انا هعتبرها انها تمن الكام ساعة اللى مراتى قضتهم فى الحبس ... و اهو تأديب ليك  برضو علشان بعد كدة تعرف و تحط فى بالك ان مرات جابر العزايزى خط احمر و اللى يهوب ناحيتها انا بفرمه..بفعصه تحت رجلى...

ليكمل بقسوة و دون رحمه

=ساعة واحدة و يوصلى خبر من رجالتى انك فى المركز.... ساعة و خمس دقايق يا فراج لو مكنتش هناك هحولك الدنيا رماد.. 


هتف فراج بصوت شبه باكى محاولاً اقناعه بالعدول عن قراره

=طيب اسمعنى يا جابر انا.......

لكن اغلق جابر الهاتف سريعاً واضعاً اياه بيد اسعاد التى كانت ترتجف باكية...


خرج رجاله  من الغرفة حاملين حقيبة كبيرة ممتلئة بمبلغ ضخم من المال سلموه اياه.. 

اخذ منهم الحقيبة و قام بتسليمها الى  اسعاد التى نظرت اليه باعين متسعة بالدهشة متسائلة ليجيبها جابر بينما يربت على رأس الطفل الذى لا يزال بحضنها يبكى مرتجفاً

=الفلوس دى تاخديها و تعيشى حياتك بعيد عن فراج و قرفه انا عارف انه مبيصرفش عليكوا و مبهدلكوا معاه...خد عيالك و سيبى البلد و جيبى شقة محترمة  لهم و الباقى تحطيه فى البنك تعيشوا منه... 


قاطعته اسعاد باكية و هى تهز رأسها فى خوف

=مش هيسبنا فى حالنا يا جابر... ده شرانى.... 


اخرج جابر بطاقة من جيبه ثم وضعه بيدها قائلاً بحزم

=ده رقمى... لو فكر بس يقرب منكوا اتصلى بيا و متخفيش انا هتصرف معاه..... 

ليكمل و هو يتفحص بأسف الطفلين و ملابسهم الباليه فرغم الغنى الفاحش لفراج الا انه لا ينفق على طفليه و زوجته... مفضلاً انفاق امواله على تلك المرأة ذات السمعة المشبوهة.. 

=رجالتى هتفضل معاكى لحد ما تخلص لم حاجتك... و هايخدوكى على بيتى فى المنصورة لحد ما تظبطى حالك...... 


انحنت اسعاد على يده تحاول تقبيلها باكية 

=اللهى يسترك... زى ما سترتنى انا و عيالى...جميلك ده هيفضل دين فى رقبتى العمر كله


سحب جابر يده بعيداً قائلاً سريعاً

=استغفر الله يا خاله اسعاد.. متقوليش كده

ثم التف الى رجاله معطياً لهم عدة اوامر قبل ان يسرع منصرفاً يتبعه العمروسى قائلاً بصوت منخفض

=هتسيبه يفلت بعملته بالساهل كده؟؟ 


اجابه جابر وهو يكمل طريقه للخارج

=اسيبه... ده انا هفرمه.. بس موضوع غزل يخلص والقضية تتقفل.. و افوقله... 

اومأ العمروسة برضا بينما يتبعه للخارج... 


      ༺༺༺༻༻༻


بعد مرور ساعتين... 


كان جابر يجوب ردهة مركز الشرطة ذهاباً و اياباً ينتظر بفارغ الصبر انتهاء اجراءات الافراج عن غزل بعد ان غير فراج من اقواله و نفى التهمة عنها.. 

فتح الباب مما جعله ينطلق بلهفة نحوه عندما رأى غزل تخرج منه و ابتسامة واسعة تملئ وجهها هاتفة بفرح

= براءة.. 


لم يشعر جابر بنفسه الا وهو يندفع نحوها يضمها بين ذراعيه  يحتضنها بقوة وهو يشعر بالسرور و الراحة يجتاحاه... 

لكنه ابتعد عنها عندما سمع صوت الشهقات تنطلق من  الناس المحيطين بهم..

ابعد جابر غزل من بين ذراعيه ينظر حوله ليجد جميع الواقفين الذين كانوا من اهل القرية يتطلعون اليهم باعين متسعة  بالصدمة و الانكار بسبب احتضانه لها فلم يكن احد بالقرية يعلم عن امر زواجهم..


رفع جابر يد غزل التى كانت تحمل دبلته التى قدمها لها بيوم كتب كتابهم قائلاً بصوت مرتفع 

=فى ايه مالكوا مراتى...مكتوب كتابنا... 

ليكمل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه

=و فرحنا الأسبوع الجاى الكل معزوم..... 


تعالت من حولهم التهنئة و قد بدأ الناس من حولهم يندفعون نحوهم   لتهنئتهم بينما كانت غزل واقفة تتلقى التهنئة راسمة على شفتيها ابتسامة جامدة فقد ازداد ألام جرحها عندما احتضنتها امرأة ضخمة ضغطت بقسوة على جرحها... كانت ترغب فى البكاء بدلاً من الابتسام لكنها تحاملت و لم تظهر ألامها.. 


فور وصولهم الى المنزل  اصطحبها جابر الى غرفتها بعد ان أمر العاملين بالمنزل بتحضير الطعام لها متجاهلاً نظرات لبيبة التى كانت تلاحقهم و ممتلئة بالغل  بسبب خروج غزل من هذا المأزق... 


جلست غزل بتعب على فراشها بينما اتجه جابر نحو خزانتها فتحها واخرج منها منامتها ثم جذب غزل برفق من ذراعها قائلاً و هو يقوم برفق تفكيك الجبيرة القماشية التى تضم ذراعها الى صدرها

= ادخلى يلا خدى دش و غيرى هدومك يكون الأكل جهز... و انا كمان هروح اخد دش فى اوضتى و اغير هدومى و هاجيلك على طول.. 


اومأت بصمت و هو تحول كتم الصرخة المتألمة التى كادت ان تفلت منها عندما فك الجبيرة عن ذراعها ثم دلفت الى الحمام حتى تأخذ حماماً ساخناً لعله يذهب ارهاق و تعب الليلة التى امضتها بالحبس متمنية ان يخفف الماء الساخن من ألام جرحها... 


بعد وقت قصير.. 


كانت غزل جالسة على الفراش مرتدية منامتها و شعرها المبلل يتساقط على ظهرها تبكى بصوت ممزق بينما تضع يدها فوق كتفها حيث جرحها يؤلمها بشدة فقد زاد الماء الساخن من التهاب جرحها بدلاً من تخفيفه... 


تجمد جسد جابر بقلق فور ان دلف للغرفة و شاهد حالتها تلك اندفع نحوها قائلاً بلهفة وقلق

=بتعيطى ليه... مالك فى ايه؟! 


همست بينما تشير نحو كتفها

=الجرح واجعنى مش قادرة....... 


قاطعها  بانفعال و قلق

=وجعك ازاى يعنى... مش خدتى علاجك فى ميعاده..؟! 


هزت رأسها قائلة بهمس مرتجف

=لا مخدتهوش.....اصل اللى فى الحبس  سرقوا الكيس اللى كان فيه الاكل و الدوا و معرفتش اخده منهم.. و خالة نبوية مقدرتش عليهم.... 


اشتعل الغضب فى عروقه فور سماعه ذلك ضيق عينيه  محدقاً بها قائلاً من بين اسنانه المطبقة بقوة

=انا مش سألتك وقولتى خدتيه....


هتفت باكية وهى لم تعد تستطع تحمل الألم بعد الأن 

=خلاص بقى يا جابر... بقولك تعبانة... بموت مش قادرة..... 


زفرو بحدة و عينيه تسلطت عليها بقلق  مخرجاً هاتفه سريعاً متصلاً الى طبيب مشفى القرية ليخبره انه ليس بالقرية و انه قد سافر الى القاهرة... اغلق معه و اتصل بطبيبها الذى اشرف على علاجها منذ البداية لكنه كان يقطن بالمنصورة و لن يستطع القدوم الى هنا بهذا الوقت المتأخر... 

اخبره جابر عن حالتها ليبدأ باخباره بما يجب عليه فعله لها لحين قدومه لفحصها بالصباح اخبره عن ألامها الحادة و بكائها اخبره الطبيب على مسكن قوى سيخفف من ألامها لكنه يحتاج الى ورقة موصوفة من الطبيب حتى يستطيع صرفها من الصيدلية ليفهم جابر  على الفور ان هذا المسكن من الادوية المحظورة... 

اخبر الطبيب انه لن يعطيها مثل تلك الأدوية  لكن امسكت غزل بيده قائلة برجاء بينما الألم مرتسم على وجهها مما جعل قبضة حادة تعتصر قلبه

=جابر انا.. مش قادرة... انا بموت..... 


زفر بغضب هاتفاً بصرامة 

=لا مش هديكى ادوية من النوع..ده ليه مستغنى عنك... ولا عايزك تقلبى مدمنة... 


تحدث الطبيب الذى كان لا يزال معه على الهاتف

=يا راجح بيه اطمن دى مش مخدرات بعدين دى جرعة مخففة وتحت اشرافى وهى الحكاية كلها قرص واحد لحد ما اجيلها بكرة الصبح...... 

ليكمل سريعاً 

=عايزك بس تصورلى الجرح و تبعتهولى على الواتس عايز اطمن ان الالتهاب مش حاد ولا خطر..... 


وافقه جابر ثم اغلق معه قائلاً باقتضاب بينما يلتف الى غزل

=اقلعى هدومك.... 


تراجعت للخلف وهى تتمسك بعنق منامتها قائلة برفض رغم الألم الذى يعصف بكتفها

=لا مش هقلع.....قدامك... 


امسكها جابر من ذراعها و جذبها نحوه قائلاً ببطئ من بين اسنانه

=اقلعى يا غزل انا على اخرى.... 


هزت رأسها برفض و دموعها تناسب على خدها تغرق وجهها من شدة الألم الذى تشعر به مما جعله يزفر بحدة و قد لان تعبير وجهه احاط جانب رأيها بيده دافناً اصابعه بنعومة شعرها قائلاً برفق

=طيب اقلعى و مش هبص....هركز على الجرح بس...

همست غزل بتردد 

=بجد؟! 


اومأ جابر بالموافقة و هو يقاوم الابتسامة التى تكاد ترتجف على شفتيه من ساذجتها  شاهد باعين ثابتة و هى تبدأ بنزع الجزء العلوى من منامتها حاول ان يرسم على وجهه الجدية و عدم اللامبالاة لكن ضربات قلبه اخذت تقفز بجنون و قد اظلمت عينيه بالرغبة فور ان اصبحت تقف امامه بثوبها الداخلى ذات الحملات الرفيعة الذى كان باللون الاسود و اظهر بياض  وجمال بشرتها..

لكنها اسرعت بوضع منامتها فوق كتفها الاخر الغير مصاب حتى تغطى باقى جسدها تاركة فقط الجزء العلوى من صدرها حيث الجرح مكشوف امام عينيه...


التقط جابر نفساً مرتجفاً محاولاً تهدئة رغبته بها التى تكاد ان تجعله ينقض عليها..

نجح بالنهاية بنفض ما يشعر به بعيداً مركزاً اهتمامه على جرحها نزع اللاصقة الطبية عنه ليجده  احمر كالدماء..

اخرج هاتفه والتقط صورة مقربة له و قد كان حريصاً على الا يظهر اى جزء اخر من جسدها... 


ارسل الصورة الى  الطبيب الذى اجابه على الفور بانه التهاب حاد بسبب عدم تنظيفه و تطهيره منذ خروجها من المشفى وانه يجب عليه تطهيره فى الحال واعطائها المسكن الذى سيخفف الامها 

ثم بدأ الطبيب يخبره بكيفية تطهيره للجرح  و كيف يعتنى به لحين قدومه بالصباح.. 


اغلق معه جابر و اتصل على الفور بالعمروسى و اخبره اسم المسكن الذى يريده فقد كان يعلم انه يستطيع جلبه دون اى وصفة طبية... 


جلس جابر على الاريكة بينما غزل تجلس امامه بوجه متوتر يظهر عليه الألم بدأ يستعمل الادوات الطبية لتطهير جرحها كما اخبره الطبيب لكنه  توقف عندما اصدرت غزل شهقة متألمة فور ملامسته لجرحهغ مغلقة عينيها بقوة و قد ازداد بكائها فقد كان يعلم انها تتألم حقاً مما جعل قبضة حادة تعتصر قلبه فرؤيتها تتألم بهذا الشكل يكاد يدمره.. 

لم يستطع مقاومة الانحناء نحوها و طبع قبلة فوق عينيها قبل ان يخفض شفتيه الى اذنها قائلاً بحنان محاولاً تشتتيها و التخفيف من ألامها فقد كان يعلم انها تحب الثرثرة

=عارفة... ان اسعاد سابت فراج.. 


هتفت غزل بصوت اجش من اثر بكائها متناسية ألامها للحظات

=بجد..؟! طيب و الله كويس ده كان مبهدلها هى كانت بتحكيلى عارف كانت بيعمل فيها ايه


ثم بدأت بطبيعتها الثرثارة تخبره عما كان يفعله بها كان جابر يستمع لها و هو يحاول منع نفسه من الضحك فقد كان يعلم انها تحب القيل و القال خاصة معه فقد اعتادت بالماضى ان تجلس معه كل ليلة تخبره بكل ما علمته من اخبار اهل القرية و كان هو يحب ذلك للغاية ليس شغفاً بمعرفة اخبار اى احد لكنه كان يستمتع بطريقتها فى سرد كل ما تعرفه

عندما انتهى من وضع اللفافة الطبية حول جرحها ساعدها فى ارتداء ملابسها رغم خجلها... 

=حاسة انك احسن...؟! 


هزت رأسها نافية قائلة 

=لسه فى وجع... بس هحاول اتحمله... 

اومأ جابر قائلاً بجدية

=حاولى تتحمليه يا غزل انا مش عايز اديكى المسكن ده... 


ثم نهض وحمل صنية الطعام التى اتت بها احدى العاملات بوقت سابق واضعاً اياها امامها قائلاً

=و يلا علشان تاكلى و تاخدى المضاد الحيوى... و باقى علاجك


بدأ باطعامها لكنها اخبرته انها تستطيع تناول الطعام بمفردها فقد نزعت الجبيرة لكنه اصر على اطعامها بنفسه حتى لا تحرك كتفها.. 


لكن وبمنتصف تناولها للطعام اصدرت صرخة ألم مرتفعة عندما ضربتها فجأة موجة من الألم الحاد وضعت يدها فوق جرحها و هى تنفجر فى البكاء بينما كامل جسدها يرتجف ألماً...


انتفض جابر واقفاً شاعراً بالعجز عندد رؤيته لحالتها تلك اسرع باخراج هاتفه متصلاً بالطبيب هاتفاً به بغضب

=تيجى البلد حالاً و تكشف عليها...


اجابه صوت الطبيب الذى كان يظهر عليه النوم

=يا جابر بيه الوقت متأخر فيها ساعتين لما اجيلك.....و ديها المستوصف اللى فى البلد لحد ما اجيلك بكرة بس هما مش هيعملولها حاجة... هيدوها مسكن.... و المسكن اللى هيدوهلها مش هيعملها حاجة


هتف به جابر الذى كلما سمع انينها المتألم يزداد جنونه

=يعنى ايه اسيبها تتوجع كدة.... لحد ما سيادتك تشرف بكرة.... 


اطلق الطبيب تنهيدة طويلة قائلاً بهدوء

=انت مدتلهاش حباية المسكن مش كدة.... 


نظر جابر الى علبة الدواء التى اتى بها العمروسى بوقت سابق و ارسلها مع العاملة التى اتت بالطعام.. 

=لا مدتهلهاش.... 


غمغم الطبيب بهدوء

=طيب ادهالها... هتريحها... 

ليكمل بتردد 

=بس تاخدها و متطلعش فى اى مكان الافضل تنام...على طول


قاطعه جابر بتوجس 

=اشمعنا.... 


همهم الطبيب سريعاً 

=لا عادى بس علشان ساعات بيبقى اثرها قوي على بعض الناس...بس الاكيد انها هتتأثر بها شوية... بس مش لدرجة تقلق.... 


غمغم جابر بصوت حاد بينما يده تتحس بحنان شعر غزل التى كانت تدفن وجهها بصدره تبكى بشهقات ممزقة

=عارف لو حصلها حاجة... قسماً بالله ما هرحمك..


همس الطبيب بخوف

=ان شاء الله مش هيحصل حاجة..


اغلق معه جابر و ظل ينظر بتردد الى الدواء بينما يحاول تهدئة تلك الباكية تنهد بالنهاية باستسلام فلا يمكنه تركها تتعذب اكثر من ذلك كما ان الطبيب هو الذى وصفه لها..

اخرج حبة و وضعها بفم غزل ثم ناولها كوب من الماء ارتشفت نصف محتوياته...

ثم جذبها بين ذراعيه مرة اخرى يحتضنها محاولاً تهدئتها ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق حتى غمغم محاولاً مرة اخرى تشتيتها حتى يبدأ مفعول الحبة بالسريان

=احكيلى عملتى ايه فى الحجز..؟ 


بدأت غزل تخبره هامسة بصوت مرتجف يظهر به الألم عن كل ما حدث و سرقة النساء لطعامها و محاولة نبوية لاسترجاع حقيبتها منهم كان جابر يستمع لها بينما يدة تمر بحنان بشعرها لكن تجمدت يده عندما سمعها تكمل بعفوية

=نبوية شدت منهم الكيس فمسكوها وكانوا عايزين ت

يضربوها بس انا مسكتش و روحت اشيل نبويه من ايديهم بس واحدة منهم قد الحيطة اول ما قربت منهم زقتنى لقتنى طرت لاخر الاوضة....

لتكمل بصوت منخفض كما لو كانت تخبره  سراً مصدرة ضحكة منخفضة كانت غريبة على اذنيه

=بس انا مسكتش و نطيت فوقها و عضيتها ف قفاها علشان تسيب نبوية.... بعدها نبوية بقى مسكتها و ادتها حتة علقة... 


ابتعدت عنه تنظر اليه بجدية قائلة و بعينيها توجد نظرة غريبة  و هى ترفع اصبعها بوجهه بتهديد

=على فكرة بقى انا هجيب نبوية تضرب كمان خالتك العقربة اللى تحت.....


لتكمل و هى تحاول غرز اصبعها بعين جابر لكنه اسرع بالقبض على اصبعها و ابعاده قبل ان تخترق عينه

=و لو انت ضايقتنى هجيبها تضربك انت كمان


اومأ بهدوء عالماً انها الأن تحت تأثير الحبة فقد اخبره الطبيب انها قد تتأثر بها قليلاً

=ماشى....يا غزل هاتيها تضربنى و تضرب خالتى العقربة..... 


هزت رأسها بالموافقة ثم ظلت صامتة تنظر اليه باعين مشوشة قبل ان تحول عينيها الى خلف كتفيه ثم فجأة انتفضت واقفة هاتفة بعصبية و هى تنظر خلفه كما لو كانت تتحدث الى شخص ما يقف خلفه

=لا بصى... انا مش هسكتلك زى  المرة اللى فاتت و الله لأضربك....... 


غمغم جابر بارتباك و هى ينظر خلفه 

=هى مين دى يا غزل..؟! 


لتكمل بانفعال تتحدث الى تلك المرأة الغير موجودة

=و الله ما هسكتلك... عايزة تسرقى اكلى تانى.... هضربك.....


ثم فجأة و دون مقدمات انفجرت باكية تشير الى خلف جابر 

=شايف اهها... جاية تضربنى تانى...و انت واقف مبتعملش حاجة... اضربها


امسك جابر بذراعيها برفق قائلاً بنبرة مهدئة و هو لا يعلم ما يجب عليه فعله معها لكنه قرر مجاراتها

=اهدى بس يا حبيبتى مين  اللى عايزة تضربك....و انا هضربها؟! 


اجابته غزل بانفعال كما لو كان احمق لديه صعوبة بالفهم

=الست التريلا... ما هى واقفة وراك اهها..... 


دفعته غزل بعيداً قائلة و هى تتجه نحو منتصف الغرفة

=لا اوعى  كدة انا هنزل اجيب السكينة و افتحلها كرشها...علشان تحرم تسرق أكلى 


ركض جابر خلفها وامسكها برفق 

=اهدى بس يا غزل.... 

ليكمل هاتفاً بغضب وهو يحاول منعها من الخروج و هو يلعن الطبيب 

=الله يخربيتك... هو ده اللى تأثيره خفيف.... ده انا هفرمك


هتفت به وهى تقاومه محاولة  فتح باب الغرفة و الخروج

=اوعى بقولك اوعى.... هفتح كرشها يعنى هفتح كرشها...... 


شدد قبضته عليه هاتفاً بيأس و هو لا يعلم ماذا يفعل معها

=اهدى... اهدى بقى الله يخربيتك انتى كمان تفتحى كرش مين هى ناقصة ده انا جايبك لسه من القسم... 

انهى جملته رافعاً اياها على كتفه ثم اغلق باب الغرفة بالمفتاح واضعاً اياه بجيب بنطاله قبل ان يتجه بها نحو الفراش يضعها  فوقه محاولاً الاتصال بالطبيب و معرفة ما يجب عليه فعله اخبره انه  تأثير الحبة كان قوى عليها و انه لا يوجد حل سوى ان ينتظر زوال مفعوله لعنه جابر وتوعد بقتله قبل ان يغلق الهاتف بوجهه... 


بعد مرور ساعة.... 


كان جابر جالسا! بمنتصف الغرفة على احدى المقاعد و جسده متصلب بالتوتر يراقب بتوجس تلك الجالسة فوق الفراش تضع قدميها اسفلها تنظر اليه بثبات فقد كانت جالسة على وضعها هذا منذ مدة طويلة لا تفعل شئ سوى النظر اليه... 


لكن اتسعت عينيه بالصدمة عندما فجأة اخذت تلاعب حاجبيها له وتغمز له باحدى عينيها 

ثم اشارت بيدها اليه بان يأتى اليها قائلة

=تعالى....

لتكمل و هى تغمز بعينها له عندما ظل بمكانه تشير اليه بالقدوم اليها

= خد اقولك... 


استسلم جابر و نهض متجهاً نحوها و التوتر و الارتباك يتمكنان منه فهو لا يعلم ما تنوى فعله فقد جعلته يكاد يفر هارباً من الغرفة من افعالها المجنونة خلاا الساعة الماضية..

وقف امامها مباشرة مما جعلها تشير اليه بان ينحنى نحوها.. 

امتثل و فعل ما تريده لكن كامل جسده تشدد عندما عقدت ذراعيها حول عنقه تجذبه نحوها قائلة و هى تنظر داخل عينيه

=تعرف انى بحبك اوى.... 


اومأ برأسه بصمت و هو يبتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه بينما قلبه كان يعصف فى صدره لتكمل و هى تشدد من ذراعيها حول عنقه بشكل سبب له الألم 

=قولى يلا انت كمان انك بتحبنى... 

لتصرخ بهستيرية عندما ظل صامتاً وهى تجذب عنقه بشكل مؤلم

=يلا قول.... 


حاول جابر فكك ذراعيها عن عنقه هاتفاً بألم

=بحبك... بحبك خلاص بقى اوعى.... 


افلتته غزل مطلقة ضحكة مرتفعة رنانة قبل ان تفاجأه و تسرع بغرز اصابعها فى بطنه تزغزغه بشكل مؤلم مما جعله يتراجع مبتعداً عنها و هو يهتف بها 

=ما تهدى بقى.. الله يخربيت شكلك... 


ركضت غزل خلفه محاولة الامساك به لكنه حاول الهرب منها لأقصى الغرفة و هو يهتف بعصبية وقد بدأ يفقد السيطرة على اعصابه

=و حياة امه لما اشوفه بكرة لأخليه يبلع شريط حبوب بحاله.... انا تعبت 


التقط نقساً عميقاً و هو يحاول تهدئة اعصابه  ثم وقف بمنتصف الغرفة قائلاً بهدوء و هو يشير نحو غزل التى كانت تتقدم نحوه و ابتسامة غريبة مرتسمة على شفتيها

=اهدى بقى... ها اهدى بقى كل انسان و له طاقة و انتى اكيد بعد الفرهدة و الجرى ده كله اكيد و باذن الله.. باذن الله يعنى طاقتك هتكون خلصت... 


لكنه ابتلع باقى جملته و قد اتسعت عينيه بصدمة عندما رأها  تنزع منامتها عن جسدها لتصبح بقميصها الداخلى الذى كان يظهر اكثر ما يخفى من جسدها بينما تتقدم نحوه و هى تتلوى فى مشيتها همس جابر بصوت مختنق

=انتى بتعملى ايه...؟!


حاول التراجع عندما اقتربت منه قائلة و هى تغمز له بعينها بينما تتلمس صدره 

=هو انت مالك احلويت كدة لية...؟!


هتف بها وهو يحاول نزع يدها بعيداً عن صدره بينما يستمر فى التراجع للخلف 

=غزل... احترمى نفسك بقى.... 


لكنه سقط على الاريكة التى كانت خلفه و هو فى حالة من الصدمة و فمه فاغراً عندما رأها تنزع باقى ملابسها و هى تتجه نحوه و التصميم مرتسم على وجهها..


#الفصل_التاسع❤

#خطاياها_بيننا❤☘️

حاول التراجع عندما اقتربت منه قائلة و هى تغمز له بعينها بينما تتلمس صدره 

=هو انت مالك احلويت كدة لية...؟!


هتف بها وهو يحاول نزع يدها بعيداً عن صدره بينما يستمر فى التراجع للخلف 

=غزل... احترمى نفسك بقى.... 


لكنه سقط على الاريكة التى كانت خلفه و هو فى حالة من الصدمة و فمه فاغراً عندما رأها تنزع باقى ملابسها و هى تتجه نحوه و التصميم مرتسم على وجهها.. 


ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه ماسحاً بيد مرتجفة وجهه الذى كان يتصبب عرقاً وهو يحاول بصعوبة سحب عينيه بعيداً عن جسدها المغرى الشبه عارى و التركيز على وجهها فقط قائلاً بلهاث و هو يشاهدها تتقدم نحوه

=غزل... كفاية و حياة امك...انا مبقتش قادر.... 


جلست على ساقيه مما جعله ينتفض كما لو صاعقة كهرباء قد ضربته شاعراً بكامل جسده يرتجف رغبتاً بها  نزع سريعاً قميصه الذى كان يرتديه و هو يتمتم بكلمات غاضبة لاهثة

= اتهدى بقى...انتى مبتتهدديش ليه.. حرام عليكى انا فرهدت..... 


وضع قميصه فوق رأسها مساعداً اياها فى ارتداءه و تغطية جسدها العارى عن عينيه التى تكاد تأكلها حية حتى لا يفقد السيطرة على نفسه..

لكنه  اصدر هسيس متفاجأ عندما ارتمت فوق صدره تدفن وجهها بعنقه تقبله برفق وهى تهمس

=بحبك...بحبك ياجابرى.... 


عصف قلبه داخل صدره فور سماعه كلماتها تلك بينما رفعت رأسها عن عنقه تنظر داخل عينيه هامسة و اصابعها تتحسس خده برفق

=مش انت كمان بتحبنى يا حبيبى... 


اومأ برأسه بصمت و عينيه مركزة  بعينيها يلتقط نفساً عميقاً مرتجفاً هامساً بالكلمات التى يصرخ بها قلبه وهو يعلم ان هذة هى فرصته الوحيدة التى سيستطيع قولها بها  فلن يستطيع نطقها مرة اخرى    اذا كانت بوعيها

=بحبك و بعشقك يا فراولة.... 

ليكمل بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة وهو يحيط وجهها بيديه يفرك ابهامه فوق خدها برفق متحسساً نعومة بشرتها هناك

=بحبك اكتر من نفسى...اكتر من اى حد فى الدنيا دى كلها... 


اشرق وجهها بابتسامة واسعة لتحيط عنقه بذراعيها قائلة بصوت مترنح و وجهها يقترب من وجهه ببطئ

=طيب عايزة ابوسك... 


ارجع رأسه للخلف قائلاً بلهاث وهو يعلم انه اذا لمسها لن يستطع التوقف مرة اخرى

=غزل.. اهدى و خلى الليلة دى تعدى على خير..... 


تحاهلته و قربت وجهها من وجهه تحاول تقبيله على شفتيها لكنه استمر فى محاولة الابتعاد عنها و قلبه يصرخ به ان يستسلم فقد كان كامل جسده متشدد بالرغبة

قبضت على رأسه بيديها و ضغطت بشفتيها فوق شفتيه تقبله برفق ظل جابر جامداً  مكانه و هو يحاول عدم الاستسلام الى رغبته لكنه لم يستطع المقاومة و الصمود سوى عدة لحظات قبل ان يطلق زمجرة مرتفعة و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها إليه ساحقاً شفتيها على شفتيه..

اخذت يده الاخرى تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً..ارادها لأكثر من سبع سنوات طوال من العذاب...


ترك شفتيها اخيراً عندما شعر انها تحتاج الى الهواء دافناً وجهه بعنقها طابعاً قبلاته الشغوفة هناك 

و عاطفته و عشقه لها يسيطران عليه لكنه بالنهاية اجبر نفسه على تركها مذكراً نفسه بانها ليست بوعيها و لا يجب ان يستغل هذيانها هذا.. 


نهض حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش و استلقى عليه و هى لازالت بين ذراعيه اقتربت منه فى الحال تحتضنه عاقدة ذراعها حول خصره دافنة وجهها بعنقه مما جعله يزمجر 

=يا بنت الحلال ارحمى امى بقى... انا على تكه.... 


تجاهلته غزل التى كانت فى عالمها الخاص تطبع قبلات متفرقة على عنقه هامسة و هى فى حالتها من اللاوعى

=بحبك.. بحبك يا جابرى...


شعر جابر برجفة حادة تسري بسائر جسده عندما شعر بقبلتها تلك فوق عنقه بينما اخذ صدره يعلو وينخفض بشدة وهو يكافح لالتقاط انفاسه حاول دفعها برفق بعيداً لكنه تجمد عندما صرخت فجأة بحدة و هى تنفجر باكية بينما اظافرها الخادة تغرز فى خلف عنقه بقسوة

=لا  انا مش بحبك.. انا بكرهك...


اخذت تضربه بقبضتها فى صدره ممسكة بشعره تجذب بعنف وهى تصرخ باكية

=بكرهك... سامع.. بكرهك... مش طايقاك..... بكرهك 


امسك جابر ذراعها السليم محاولاً ابعدها عنه برفق حتى لايؤذى كتفها المصاب و هو يكاد ان يفقد اعصابه بسبب تلك المجنونة التى بكل لحظة بحال مختلف

=طيب...يا حبيبتى اهدى... اهدى خلاص عرفت انك بتكرهينى...... 

لكنه ابتلع باقى جملته مطلقاً صرخة مدوية عندما قبضت باسنانها على كتفه تعضه بعنف

=اهــــــا يا بنت العضاضة....

ليكمل و هو يحاول دفع رأسها بعيداً عن كتفه الذى مزقت جلده باسنانها

=اوعى الله يخربيتك... انتى اتسعرتى ولا ايه..؟! 


افلتت كتفه من بين اسنانها اخيراً واخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان ترتمى فوق صدره تحتضنه مطلقة تنهيدة طويلة عاقدة ذراعيها حول جسده تضمه اليها دافنة وجهها بعنقه مرة اخرى تقبله برفق هناك بينما أصابعها تداعب فكه و ابتسامة ناعمة تتمايل على شفتيها رفعت وجهها تنظر اليه تحدق في وجهه بشغف 

هامسة بصوت متعب منخفض

قبل ان تضغط قبلة رقيقة على فمه 

=بحبك يا جابرى.... 

ثم عادت و دفنت وجهها بعنقه مرة اخرى دافنة يدها بشعره الذى كانت تجذبه بعنف منذ دقائق قليلة تتحسه الان برفق وحنان


تصلب جسد جابر الذى كان على وشك الجنون من افعالها المتناقضة تلك هم بابعادها من بين ذراعيه لكنه تفاجأ عندما توقفت حركة يدها بشعره بينما تعالى صوت تنفسها واصبح عميقاً متثاقلاً ليعلم انها سقطت بالنوم.. 

اطلق نفساً طويلاً و هو يهمس براحة

=اخيراً..... 


عدل من وضعية استلقاءها بين ذراعيه و احاط جسدها المغطى بقميصه الخاص يحتضنها اليه بقوة ليصبح جسدها مصبوب بإحكام على جسده.. 

وجه أنفه نحو رقبتها مستنشقاً رائحتها بشغف فقد كانت موشومة على كل جزء من قلبه و روحه..كان يعشقها و عشقه لها هذا لعنة لن يستطيع التخلص منه ابداً مهما فعلت به او بعائلته سيظل ذلك الاحمق العاشق لها... 


        ༺༺༺༻༻༻


فى وقت لاحق من الليل.... 


انتفض جابر مستيقظاً عندما سمع صوت مدوى لتحطم شيئاً ما اخفض عينيه الى جانبه من الفراش  حيث كانت غزل تستلقى لكنه وجده فارغاً 

هتف باسمها بهلع و عينيه تدور بالغرفة يبحث عنها  

لكن اتسعت عينيه بالصدمة عندما عثر عليها جالسة على الارض تضع امامها هاتفه المحمول و ممسكة بمزهرية مصنوعة من المعدن تضرب بها على شاشة هاتفه الذى اصبح مهشماً بالكامل و هى تتمتم 

=افتح بقى.. افتح.... 


انتفض واقفاً متجهاً نحوها هاتفاً بدهشة وصدمة

=بتهببى ايه يا غزل.....؟؟ 


اجابته بهدوء و الجدية مرتسمة على وجهها وعينيها منصبة باهتمام على الهاتف الذى امامها قبل ان تضرب الزهرية بشاشته ثم رفعت الهاتف بيدها تحاول الضغط فوقه كما لو كانت تحاول فتح شاشته

=الباسورد مش عايز يفتح...


هتف بها بصدمة وهو يرى هاتفه اصبح مهشماً بالكامل

=تفتحي ايه الله يخربيتك...... يعنى علشان مش عارفة الباسورد تقومى كسره تليفون بـ30الف جنية.... 


صرخت به غزل بحدة عندما حاول جذب الهاتف المهشم من يدها 

=اوعى سيبه عايزة افتحه.... 


تراجع جابر للخلف عندما وقفت مهددة اياه بضربه بالمزهرية فرك وجهه بعصبية وهو يتمتم من بين اسنانه المجزوزة بقسوة

=اللهم ما طولك يا روح....ام الليلة دى مش عايزة تخلص ليه......


امسك بيدها جاذباً منها المزهرية ملقياً اياها بعيداً قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش قاومته ضاربة اياه بساقه محاولة تحرير نفسها من قبضته لكنه امسك بها بقوة مانعاً اياها من الحركة هاتفاً بقسوة

= اتخمدى بقى... 


قاومته بقوة راكلة اياه بساقه و تضربه بيديها فى انحاء جسده  مما جعله ينحنى ويلتقط وشاحها الذى كان ملقياً على الارض و يقيد يديها به ثم القاها على الفراش لتصبح مسطحة عليه  ثم نام فوق يحاصرها بجسده اسفله قبل جبينها وجفنيها بحنان

=نامى يا حبيبتى..نامى ربنا يهديكى.... 

و لمفاجأته  اطاعته و اغلقت عينيها لتغرق على الفور بنوماً عميقاً.. 


   ༺༺༺༺༻༻༻༻


بالصباح... 


صعدت لبيبة مبكراً الى غرفة غزل حتى تعرف منها كيف خرجت من السجن فقد ظلت طوال الليل بدون نوم تحاول الاتصال بشقيقها فراج لكنه لم يكن يجيب عليها  مما جعل عقلها يكاد ان يجن.. 

لذا ما ان اشرق الصباح صعدت الى غزل حتى تعلم منها كل شئ.. 


حاولت فتح باب غرفة غزل لتجده مغلقاً بالمفتاح من الداخل مما جعلها تحدث نفسها بغيظ

=قافلة عليكى يا بنت ازهار فكرة نفسك ست الدار يا روح امك و ليكى خصوصيتك.... الله يرحم الاوضة اللى فى البدروم اللى كانت ارضيتها بتاكل فى جتتك يا بنت الرفضى..   


لتكمل بغل وهى تضع يدها بصدرها مخرجة عدة مفاتيح تختفظ بها دائماً خاصة بالمنزل اخذت  تجرب عدة مفاتيح حتى  عقرت على المفتاح الخاصة بالغرفة و نجحت بفتح الباب اخيراً.... 


دخلت الغرفة بخطوات غاضبة كانت تهم ان تصرخ بها لكنها توقفت بمدخل الغرفة بوجه منصدم وفم مفتوح على وسعيه عندما رأت ذلك الغارق بالنوم و ه  هو عارى الصدر يحتضن بين ذراعيه غزل التى كانت لا ترتدى شئ سوى قميصه الخاص


هتفت لبيبه بقسوة وحدة وعينيها تنطلق منها شرارات الغضب

=ايه الفُجر و قلة الادب دى...... 


استيقظ جابر على صوت صراخها هذا يرفع رأسه من فوق وسادته يتطلع نحوها باعين نصف مغلقة بالنوم قائلاً بصوت اجش حاد

=فى ايه على الصبح ..؟! 


هتفت لبيبة بقسوة وهى  تضرب يديها فوق ساقيها بغل بينما لا تستطع التحكم فى نيران الحقد التى تنشب بصدرها

=فى ان اللى بتعملوه ده قلة تربية... ايه خلاص  يا خويا تنت وهى مش عارفين تمسكوا نفسكوا لحد ما يتعملكوا فرح..... 


تجاهلها جابر و عاود الاستلقاء على الوسادة معدلاً من وضعية نومه ليصبح مستلقياً فوق ظهره جاذباً جسد غزل معه ليصبح جسدها مستلقى فوق جسده فى محاولة منه لتخبئة يدي غزل التى كانت مقيدة متجاهلاً شهقة 

لبيبة التى ضربت بيدها فوق صدرها بصدمة فور رؤيتها ما يفعله و وضعيتهم تلك..


لكن جابر تجاهلها قائلاً ببرود

=اطلعى برا يا لبيبة..... 


هتفت به بصوت مرتفع وكامل جسدها يهتز من شدة الغضب

=انت بتعمل.. ايه يا اخى احترم انى واقفة قدامك... 


قاطعها جابر بحدة لكنه صوت كان منخفضاً خوفاً من ان تستيقظ تلك النائمة بين ذراعيه

=ششش.. صوتك يوطى.. مراتى نايمة...و مش عايز حاجة تزعجها... 

ليكمل و هو يسحب الغطاء فوق جسدهم طابعاً قبلة حنونة على جبين تلك الغارقة بالنوم لا تدرى بما يدور حولها 

=اطلعى و اقفلى الباب براحة و انتى طالعة مش عايز صوت... 


وقفت لبيبة تزجره بنظرات ممتلئة بالغل والكراهية قبل ان تلتف و تتجه نحو الباب لكنه اوقفها قائلاً وهو يجذب جسد غزل اكثر اليه

=اها و قبل ما تطلعى.. سيبى على الطرابيزة المفتاح التانى بتاع الاوضة اللي معاكى... و تانى مرة تخبطى على الباب.. والله حبينا نفتحلك هنفتحلك محبناش يبقى تاخدى نفسك و تمشى بالسلامة.. 


ظلت  لبيبة واقفة مكانها توليه ظهرها  بينما تعتصر يديها بقسوة قبل ان تخرج المفتاح من صدرها وتلقيه اياه بحدة فوق الطاولة ثم خرجت من الغرفة سريعاً مغلقة اياه برفق منفذة امره حتى لا تثير غضبه.. و بداخلها تلعنه و تلعن زوجته.. 


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


بوقت لاحق من الصباح... 


تلوت غزل فى نومها مستيقظة لكنها لم تستطع فتح عينيها فقد كانت ثقيلة كما لو كان بهم حجر   حركت رأسها على وسادتها محاولة ايجاد وضعية مريحة لرأسها الذى كان ينبض بألم لكنها تجمدت عندما شعرت بجلد دافئ اسفل رأسها و جسد صلب اسفل جسدها بدلاً من فراشها الناعم  فتحت عينيها على وسعيها شاعرة بالذعر يجتاحها عندما وجدت نفسها مستلقية فوق جسد جابر الذى كان نائماً و هو عارى الصدر اخفضت عينيها بذعر الى جسدها لتجد انها كانت ترتدى فقط القميص الخاص والذى كان يظهر طول ساقيها..

لكن انسحبت الدماء من جسدها عندما وقعت عينيها على يديها التى كانت مقيدة بحجابها الخاص هدرت صارخة بصوت مرتجف و هى تنتفض مبتعدة عنه 

=اصحى... انت نايملى ...؟؟ 


انتفض جابر مستيقظاً هاتفاً بهلع وهو ينظر حوله بعدم وعى 

=ايه.... فى ايه... تانى؟؟ 


هتفت به وهى تشير الى يديها و الى قميصه الذى ترتديه بينما تحاول تخبئة ساقيها العارية اسفل جسدها

=انت عملت فيا ايه بالظبط...؟ 


تنهد جابر قبل ان يجلس و يصبح بمواجهتها قائلاً بهدوء و هو يقوم بفك وثاق يديها

=هنكون عملنا ايه يعنى ياغزل... 

ليكمل بخبث و هو ينحنى يقبل خدها 

=صبحية مباركة يا فراولة... 


دفعته بعيداً  عنها هاتفة بذعر وقد شحب وجهها 

=صبحية مباركة..!! 


لتكمل تحدث نفسها بحسرة و هى تلطم خدييها لطمات متتالية مستمرة قاسية

=صبحية مباركة... يا فضيحتك السودا يا غزل... حطيتى راس ابوكى و امك فى الارض يا غزل....... 


امسك جابر بيديها مانعاً اياها من أذية نفسها اكثر من ذلك هاتفاً بها بحدة

=فضيحة ايه يا متخلفة... انا جوزك.... 


هجمت غزل عليه تحيط عنقه بيديها تعتصره بقوة و هى تصرخ بغضب

=انت اكيد استغليت انى نايمة و مش حاسة بالدنيا و اتحرشت بيا خدت منى اللى عايزه... 


دفعها بعيداً هاتفاً بنبرة لاذعة

=اتحرش بمين بيكى انتى..؟!! ده انتى تتحرشى ببلد بحالها...ده  انا كنت خايف على نفسى منك.....


ليكمل بتهكم و سخرية مقلداً اياها 

=جابر بحبك... جابر ايه ده مالك احلويت كده ليه.... جابر هات بوسة 


سقطت للخلف على الفراش مبتعدة عنه و عينيها متسعة بالصدمة و قد انفجر بعقلها صور لما فعلته بالأمس  معه و نزعها لملابسها و محاولتها اغراءه.. 

دفنت وجهها الذى كان احمر كالدماء بين يديها هامسة  وهى ترغب بان تنشق الارض و تبتلعها

=يا فضحتى....


انفجرت باكية و هى مازالت مستمرة بالهمس بهستيرية

=يالهوى عليا و على سنينى...ايه اللى انا هببته ده...!!! 


شعر جابر بالشفقة عليها ليسرع بالاقتراب منها يدفع يديها بعيداً عن وجهها قائلاً برفق

=اهدى يا حبيبتى انا بضحك معاكى...محصلش حاجة بنا... كل الحكاية ان الحباية كان تأثيرها زيادة عليكى.... 


نظرت اليه هامسة بخجل 

=يعنى انا مقلعتش هدومى..؟! 


ضغط جابر على شفتيه محاولاً عدم الضحك لتفهم غزل الاجابة على الفور دفنت وجهها الذى اشتد احمراره و حرارته مرة اخرى بين يديها و هى تكاد ان تنصهر من شدة الخجل لكنها رفعت رأسها  بحدة ممسكة بطرف عنق قميصها تنظر اسفله لتزفر براحة عندما رأت انها لم تكن عارية بالكامل اسفله... 


امسك جابر بيدها مقرباً اياها منه لتصبح جالسة على ساقيه

=يا غزل... انا جوزك.. يعنى مفيهاش حاجة لما تحاولى تغرينى   و تقلعى و اشوفك عـ......  


وضعت يدها فوق هاتفة بصوت مضطرب منفعل

=متكملش اسكت.... 

ازاداد غضبها عندما رأته ينفحر ضاحكاً و قد كان يبدو عليه الاستمتاع كانت تهم بتعنيفه لكن قاطعها صوت الطرق على الباب و صوت احدى العاملات بالمنزل يغمغم من الخارج

=جابر بيه الدكتور وصل تحت... اطلعه..؟! 


اجابها جابر و هو ينهض من الفراش سريعاً متجهاً نحو الخزانة الخاصة بغزل

=خليه يطلع يا مروة... انا مستنيه


اخرج عبائة فضفاضة من الخزانة و اتجه نحو غزل ساحباً اياها على قدميها ثم فجأها عندما قام بنزع  قميصه من فوق جسدها مما جعلها تصرخ رافضة لكنه اسرع بوضع عبائتها فوق جسدها بينما ارتدى هو قميصه مرة اخرى

=ايه اللى انت بتعمل ده..؟! 


اجابها بهدوء بينما يهز كتفيه براحة

=ايه اقابل الراجل عريان... ولا اسيبك تقابليه بمنظرك ده... 


زجرته غزل بغضب عندما طرق الباب ثم فُتح و دلف طبيب شاب الى الغرفة استقبله جابر قائلاً بحدة

=اومال فين الدكتور مصلحى....!


اجابه الطبيب الشاب بهدوء

=عنده عمليات مقدرش يجى بنفسه..... 


قاطعه جابر بتهكم و حدة

=عمليات برضو ولا خاف يجى.... عمتاً عرفه ان الحساب بنا مخلصش.... 


اومأ الطبيب بهدوء قبل ان يصب اهتمامه على غزل الجالسة على الفراش و بدأ يفحص جرحها طمأنهم ان الألتهاب قد خف كثيراً و ان سبب ما حدث لها بالأمس سببه عدم تنظيف الجرح لوقت طويل مما تسبب بالتهابه..   

بالنهاية أمرهم بالاهتمام بنظافة الجرح و الاستمرار باخذ ادويتها بمواعيدها.. 


         ༺༺༺༻༻༻


بالمساء..... 


كان جابر جالساً يتجادل مع غزل التى كانت تجلس بجانبه بحديقة المنزل  يتناولوا الطعام 

=قولتلك كملى اكلك... 


هتفت به وهى تلقى بحدة من يدها الملعقة فوق صحنها

=قولتلك شبعت ايه...هقضى اليوم كله باكل.. انت مش سايبنى اخد نفسى.... 


هتفت لبيبة التى كانت جالسة تتناول طعامها  و هى تحشر ملعقة من الطعام بفمها بحدة

=ما قالتلك خلاص يا جابر...  ايه انت هتفضل طول اليوم تزغط فيها..... 


تجاهلها جابر و اخذ قطعة ضخمة من اللحم و وضعها بصحن غزل  هاتفاً بصرامة و حدة

=تاكليها..كلها....

ليكمل بمكر و هو يضيق عينيه محدقاً بها بتحدى

=ولا تحبى احكى للبيبة عن حباية المسكن.... 


اندفعت الدماء بوجه غزل ليصبح احمر قانى فور سماعها تهديده هذا لتسرع باختطاف قطعة اللحم من صحنها و تقضم منها قطعة كبيرة ملئت فمها بينما غمغمت لبيبة بفضول وعينيها تنتقل بينهم بحيرة

=حباية مسكن ايه....؟! 


لتكمل بالحاح عندما ظل جابر صامتاً 

=ها.. حباية مسكن ايه يا جابر اللى هتقولى عليها...؟؟ 


اجابها جابر و هو يشاهد باستمتاع غزل التى كانت تدفن وجهها بصحنها وفمها يكاد ينفجر من الطعام الذى يملئه

=ابداً  غزل كانت خدت حباية تسكن وجع كتفها امبارح و.......

قاطعته غزل مسرعة بالقول و هى تحاول بصعوبة ابتلاع ما بفمها

=الحباية..دى بقى سحر يا خالة لبيبة...لازم اجيبلك منها علشان وجع ظهرك...


اومأت لبيبة رأسها قائلة بحماس

=اها ياريت لحسن وجع ظهرى ده منيمنيش من امبارح....


نهضت غزل واقفة  بحماس تقول بابتسامة واسعة

=هطلع بسرعة اجيبهالك... 


اتتفض جابر واقفاً ممسكاً بيدها برفق مانعاً اياها من التحرك قائلاً بحدة و ارتباك

=تجيبى ايه...اقعدى


عقدت لبيبة حاجبيها قائلة باستنكار و غضب

=ايه يا جابر ما تسيبها تجيبلى حباية تسكن الوجع اللى فى ظهرى... فى ايه مالك..؟؟ 


التفت غزل اليه مغمغمة بخبث شيطاني

=صحيح يا جابر.. ما تسيبنى اجيبلها حباية فى ايه.... 


زجرها  بقسوة مزمجراً من بين اسنانه 

=اتكتمى و مسمعش صوتك... 


ثم التف الى لبيبة قائلاً بهدوء

=متنفعكيش يا خالة..غلط على اللى عنده الضغط زيك كدة... 


همهمت لبيبة و هى تهز رأسها بالموافقة. 

جلست غزل تضع يدها فوق فمها تخفى الابتسامة التى تملئ شفتيها..

بينما جلس جابر  يراقب باستمتاع حالتها من الشقاوة تلك شاعراً بضربات قلبه تقفز فى صدره و هو يتأمل جمالها الخلاب فى ضوء الشمس لكنه خرج من افكاره تلك عندما سمع صوت شقيقته بسمة يأتى من خلفه نهض و التف اليها و كامل جسده قد تشدد بالتوتر و الانفعال ليجد شقيقته تركض نحوه وابتسامة واسعة فرحة تملئ شفتيها ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة هامسة باشتياق حقيقى

=جابر... واحشتنى... اوى... يا حبيبى... 


احتضانها جابر قائلاً بصوت شبه متشنج 

=وانتى كمان يا حبيبتى... اتبسطى فى مصر..؟! 


هزت رأسها قائلة بحماس و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها.. 

=اوى... اوى يا جابر.... 


جلست غزل تراقب هذا المشهد بنظرات مشتعلة ممتلئة بالكراهية و الغل..فقد كانت تكره تلك الفتاة لما تسببت به من ألم فى حياتها فقد كانت السبب فى هدم حياتها  و كل ما حدث لها بسبب كذبها و حقدها عليها منذ الصغر... 


تنحنحت غزل قائلة ببرود تمط حرزف كلماتها قاصدة ان تلفت انتباه بسمة اليها

=حمد لله على السلامة يا بسمة البيت من غيرك كان وحش


ماتت الابتسامة التى كانت على شفتي بسمة عندما لاحظت غزل التى كانت تجلس على الطاولة ترتدى عبائة رائعة غير تلك العبائة البالية التى كانت معتادة ان ترتديها دائماً ترتشف باستمتاع من كوب العصير الذى كان بيدها تبادل نظراتها بنظرات باردة وقحة همست بسمة بصوت متشنج وهى تشير نحوها

=البتاعة دى قاعدة بتعمل ايه... هنا معاكوا.....؟؟ 


تشدد جسد جابر بالتوتر وهو لا يعلم بما يجيبها فقد كان خائفاً من هذة اللحظة منذ ان تزوج غزل  فهو يعلم جيداً ان شقيقته لن تمر الامر مرار الكرام.. 

هم بفتح فمه واجابتها لكنه سمع لبيبة تغمغم قائلة بمكر و عينيها تلتمع الشماتة و التشفى

=مش تباركى لأخوكى يا بسمة.. 


نظرت اليها بسمة هامسة بصوت متوتر مرتبك

=اباركله على ايه...؟! 


اجابتها غزل هذة المرة و هى تطلع اليها بابتسامة شامتة

=اها صحيح يا بسمة مش تباركيلنا ..... 

لتكمل و هى تنهض متجهة نحو جابر تعقد ذراعيها حول خصره متجاهلة وجهه الذى كان متصلب بالغضب والتوتر

=تباركلنا على جوازنا...انا و جابر اتكتب كتابنا الاسبوع اللى فات....والفرح الخميس اللى جاى


دوت صرخة بسمة التى كانت عينيها اتسعت بالصدمة وعدم التصديق بينما اصبح وجهها شاحب كشحوب الاموات

=اتجوزتها...؟!!! 

لتكمل بصوت عاصف و هى فى حالة شبهة هستيرية تنظر باعين ممتلئة بخيبة الأمل و الحسرة الى شقيقها الذى كان واقفاً بوجه شاحب يخفض نظراته 

=اتجوزت بنت اللى موتت امك بحسرتها...اتجوز اللى حرقتنى..و دمرت حياتى....يا جابر  


اشتعل الغضب بصدر غزل فور سماعها كلماتها تلك ابتعدت عن جابر متخذة خطوة نحو بسمة قائلة بقسوة

=انتى كدبتى الكدبة و صدقتيها....  

لتكمل بتشفى و شماتة قاصدة استفزازها و أذيتها

=بعدين ياختى بطلى السواد اللى جواكى... و افرحلنا يمكن ربنا يكرمك انتى كمان.... 


صمتت قليلاً قبل ان تردف بنبرة باردة كالصقيع بينما تنظر من اعلى لأسفل على جسد بسمة بنظرات موحية ممتلئة بالازدراء..

=مع انى اشك... انه ممكن يحصل... 


شهقت كلاً من بسمة و لبيبة بصدمة فور سماعمهم كلماتها القاسية تلك بينما قبض جابر على ذراعها بقسوة متجاهلاً صرختها المتألمة هادراً بها بغضب عاصف

=انتى عيلة قليلة الادب..... 


نظرت اليه غزل باعين تنطلق منها شرارت الغضب 

=وانتوا على بعضكوا كدة شوية  مرضى نفسيين و محتاجين تتعالجوا.... 


ابتلعت باقى جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما جذبها من ذراعها المصاب بقسوة غير مبالى بجرحها جراراً اياها معه لداخل المنزل.. 

بينما انهارت بسمة باكية بين ذراعى لبيبة التى كانت تحاول تهدئتها و عينيها تلتمع بالنصر والفرح... 


        ༺༺༺༻༻༻


فور دخولهم الى الغرفة دفعها جابر بقسوة على الفراش لتنفجر غزل باكية بسبب ألام كتفها 

اندفع جابر نحوها هادراً قائلاً بصوت عاصف و هو يكاد ان يفقد عقله بسبب الألم الذى رأه باعين شقيقته

=انتى ايه... شيطان.. مش مكفيكى اللى عملتيه فيها... كمان بتعايريها..... 


هتفت به وهى تعتدل جالسة ممسكة بكتفها

=عارف ليه علشان اختك كدابة و بجحة.....و انت مبتعملش حاجة غير انك بتدلعها و تصدقها فى كل حاجة... 


قاطعها بوجه متصلب مليئ بالغضب بينما عينيه اصبحت مظلمة بشكل يبث الرعب بداخل من يراه 

=اومال عايزانى اصدق مين.... اصدقك انتى... اصدق اللى سمعتها بودنى بتتفق علي اغتصاب اختى... اصدق اللى قدام عينيا داست على جرح واحدة و عيرتها بتشوهها و انها لحد. دلوقتى متجوزتش.... امى كانت على طول  بتقولى انك بتغيرى من بسمة و مبتحبهاش... بس انا كنت رافض اصدق كنت معمى بحبك......


نهضت غزل و اقتربت منه واقفة امامه قائلة بصوت مرتجف يأس

=انا تعبت... تعبت من كل  اللى بيحصل فى حياتى...قولى ايه اللى ممكن اعمله علشان ترحمنى و تسيبنى امشى من هنا و اخلص منك و من اختك و من عيلتك كلها... 


لتكمل منفجرة بغضب عاصف عندما ظل صامتاً

=ما تنطق... اخلص منك ازاى...ايه اللى ممكن يرضيك و يرضى اختك و تحسوا انكوا خدتوا حقكوا منى... 


وقف جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه محتقنة بالألم 

=عايزة تعرفى ايه اللى ممكن يرضينا يا غزل...... 


ليكمل وكامل جسده يهتز بالغضب 

=اللى يرضينا ان تتحرقى زى ما اختى اتحرقت... ان بسمة تغرق بالجاز و تحرقك زى ما حرقتيها... و تاخد حقها منك وقتها هسيبك تمشى يا غزل وتخلصى منى زى ما انتى عايزة... 


جفلت و تراجعت خطوة الى الخلف تحيط جسدها المرتجف بذراعيها وقلبها ينقبض بخوف من القسوة التى رأتها بعينيه تومأ رأسها بحسم قائلة بصوت مهتز

=لو ده اللى هيخلنى اخلص منك... فانا موافقة.... 


وقف جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات وعيناه تومض بقسوة و غضب مظلم قبل ان يلتف و يغادر الغرفة بصمت مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان.... 


انهارت غزل جالسة على الاريكة تدفن وجهها بين يديها منفجرة فى بكاء  مرير ممزق فقد كانت تعلم انها اخطأت فيما قالته لبسمة فقد استفزها تمثيلها دور الضحية كما لو كانت غزل احرقتها بالفعل و انها السبب بمعاناتها و كأنها ليست التى هدمت حياتها.. 

اعماها غضبها و لم تدرك قسوة كلماتها الا بعد ان خرجت من فمها الاحمق.. 


    ༺༺༺༻༻༻


غرفت غزل بالنوم اثناء جلوسها على الاريكة لكنها انتفضت مستيقظة تشهق برعب عندما شعرت بسائل نافذ الرائحة يسقط على وجهها فتحت عينيها متراجعة للخلف على الاريكة مطلقة صرخة فازعة عندما رأت بسمة تقف امامها بالظلام ممسكة بعبوة ممتلئة بسائل البنزين الذى عرفته غزل من رائحته النفاذة صرخت بها و هى تحاول النهوض و الهرب من امامها

=انتى بتعملى ايه يا مجنونة... انتى....!!!! 


دفعتها بسمة بيدها فى صدرها بقوة جعلتها تسقط مرة اخرى على الاريكة قائلة بفحيح لاذع 

=بعمل اللى كان نفسى اعمله من سنتين........... 

لتكمل بقسوة وعينيها تلتمع بالجنون

=كنت مستنية اللحظة اللى جابر يأذن ليا فيها اخد حقى منك....و اهو اخيراً قالى اخد حقى منك..قالى اولع فيكى زى ما ولعتى فيا...... 


شحب وجه غزل بينما اهتز كامل جسدها فى خوف و صدمة فور سماعها كلماتها تلك لا تصدق ان جابر سينفذ تهديده و يسمح لشقيقته بحرقها.. 

همست بسمة يملئة الجنون و الكراهية

=هحرقك يا غزل... هحرقك و هخلى جابر يقرف حتى يبصلك... هحرقك 


كانت تتمتم بكلماتها تلك و هى تسكب محتويات العبوة على جسد غزل الذى اصبح غارقاً بمادة البنزين القابلة للاشتعال.. 


صرخت غزل باكية محاولة الهرب منها لكن تصلب جسدها مطلقة صرخة مرتعبة عندما رأت بسمة تخرج قداحتها و تضغط عليها و عينيها تلتمع بالجنون و التصميم... 

#الفصل_العاشر❤

#خطاياها_بيننا❤☘️

اكملت بسمة بقسوة وعينيها تلتمع بالجنون و الحقد

=كنت مستنية اللحظة اللى جابر يأذن ليا فيها اخد حقى منك....و اهو اخيراً قالى اخد حقى منك..قالى اولـ.ـع فيكى زى ما ولعتى فيا...... 


شحب وجه غزل بينما اهتز كامل جسدها فى خوف و صدمة فور سماعها كلماتها تلك لا تصدق ان جابر سينفذ تهديده و يسمح لشقيقته بحرقـ.ها.. 


همست بسمة بفحيح يملئه التصميم و الكراهية

=هحرقـ.ك يا غزل... هحـ.رقك و هخلى جابر يقرف حتى انه يبص فى وشك... هحرقك 


كانت تتمتم بكلماتها تلك و هى تسكب محتويات العبوة على جسد غزل الذى اصبح غارقاً بمادة البنزين القابلة للاشتعال.. 


صرخت غزل باكية محاولة الهرب منها لكن تصلب جسدها مطلقة صرخة مرتعبة عندما رأت بسمة تخرج قداحتها و تضغط عليها و عينيها تلتمع بالجنون و التصميم... 


فى ذات الوقت... 


دلف جابر الى المنزل بعد يوم عمل شاق فبعد مشاجرته مع غزل ذهب الى المخازن يشرف على تخزين المحاصيل محاولاً دفن عقله بالعمل و الهاء  نفسه حتى لا يعود الى  المنزل  ويقوم بخنقها بيديه بسبب كلماتها الحمقاء التى اسمعته اياها.. فقد وافقت على ان يحرقها حتى تتخلص منه...تلك الحمقاء لا تعلم انه لا يمكنها ان تتخلص منه بهذة السهولة.. كيف تعتقد انه يمكنه ان يحرقها و يقوك بايذائها.. فاذا كان قادراً على على فعلها كما تعتقد لما انتظر اكثر من سنتين لكى يفعلها.. 


صعد الدرج بخطوات ثقيلة و هو يحاول منع نفسه من الذهاب الى غرفتها فهو لا يرغب برؤيتها بعد كلماتها القاسية التى قالتها لشقيقته لا يعلم كيف يمكن لقلبها ان يكون قاسى بهذا الشكل

وقف بالردهة المؤدية الى غرفتها ينظر بتردد الى باب غرفتها فاركاً وجهه بيديه وهو يطلق زفرة طويلة يأسه قبل ان يستسلم اخيراً لرغبته ويذهب لرؤيتها.. 


دخل الى غرفتها دون ان يطرق الباب فقد كان الوقت متأخراً من الليل و بالتأكيد ستكون نائمة  و لا يرغب بازعاجها و ايقاظها حتى لا يتشاجروا مرة اخرى.. 


فسوف يلقى عليها نظرة خاطفة لكى يطمئن قلبه انها بخير ثم سيعود الى غرفته على الفور.. 

لكنه ما ان خطى داخل الغرفة تصلب كامل جسده و قد جفت الدماء بعروقه فور ان رأى شقيقته واقفة  بغرفة غزل تمسك بقداحة من النار تهدد بها غزل التى كانت متكومة على الاريكة تحيط بذراعيها جسدها الذى كان يهتز بعنف و الرعب والخوف مرتسمان على وجهها الشاحب وصل الى انفه رائحة سائل البنزين النافذة ليدرك على الفور ما يحدث هنا صرخ بصوت عاصف و هو يشعر بقلبه يكاد ان يقف من شدة الخوف

=سيبى اللى فى ايدك ده يا بسمة... 


التفت شقيقته تنظر اليه فى البداية باعين متسعة بالارتباك من رؤيتها له لكن سرعان ما اختفى  ارتباكها هذا و خل محله الغضب قائلة بتصميم و حدة

=لا مش هسيب اللى فى ايدى يا جابر... و هحـ.رقها...  سامع هحـ.رقها و هخليها تحس باللى حسيت به..  و عيشته


ارتسم معالم الرعب على وجهه شاعراً بقبضة حادة  تعتصر قلبه قائلاً بصوت مرتجف و قلبه يكاد ان يقف فور تخيله للنيران تشتعل بجسد غزل

=علشان خاطرى يا بسمة سبيها....... لو بتحبينى سبيها


صرخت بسمة بحدة و يديها تتشدد حول القداحة 

=مش هسيبها يا جابر... هحرقها....وهخليك تقرف تبص حتى فى وشها زى ما بتقرف تبص فى وشى انت و كل الناس..... 


قاطعها جابر من خلال أسنانه المشدودة 

=بس انا عمرى ما قرفت منك و حتى لو حرقتيها يا بسمة عمرى ما هقرف منها زى نا بتقولى  اعقلى و ارمى الولاعة من ايدك.. 


صرخت بهستيرية بصوت مخيف مظلم

=كداب كلكوا بتقرفوا منى.. و مش هرميها ياجابر هحرقـ.ها... 


شعر باليأس وهو يدرك ان شقيقته فى حالة من الجنون ولن يقنعها شئ عن العدول عن قرارها و سوف تنفذ تهديدها و تحرق غزل 


اخفض عينيه نحو غزل التى كانت جالسة على الاريكة بصمت جسدها يهتز بعنف بينما شفتيها بيضاء شاحبة من شدة الخوف مما جعل احشاءه تلتوى بشدة داخله فور ان قابلت عينيه عينيها التى كان الضعف يلمع مثل منارة بها لقد كانت مرتعبة و قد أصابه ذلك بلكمة بقلبه.. فهو لا يمكنه خسارتها... لن يستطيع العيش بدونها..

شعور من اليأس جعله يندفع نحوهم  سريعاً جاذباً غزل من فوق الاريكة نحوه يحتضنها بقوة بين ذراعيه لتسرع غزل بدفن وجهها بصدره منفجرة فى البكاء 


هتفت بسمة بقسوة فور ان رأت فعلته تلك

=سيبها يا جابر و ابعد.... 


شدد جابر من احتضانه لغزل يضم جسدها الغارق بسائل البنزين الى جسده اكثر قائلاً بتصميم 

=مش هبعد يا بسمة...و لو عايزة تحرقيـ.ها... يبقى هتحرقـ.نى معاها... 


هزت بسمة رأسها قائلة بصوت مرتجف 

=ابعد يا جابر... مش هسيبها.. هحرقك و هحرقك معها.. 

لتكمل هاتفة بهستيرية جنونية وهى تشير بالقداحة نحوهم

=هحرقكوا...فاهم هحرقكوا ابعد


صرخت غزل فور سماعها كلماتها تلك حاولت التحرر من بين ذراعى جابر و دفعه بعيداً حتى لا يتأذى لكنه رفض تحريرها مما جعلها تهمس بصوت مختنق ضعيف من بين شهقات بكائها وهى تدفعه بصدره

=ابعد يا جابر... ابعد يا جابر علشان خاطرى.... 


هز رأسه فى رفض قاطع مزيداً من احتضانه لها فالموت لديه ارحم من ان يعيش بدونها... 


قربت بسمة القداحة نحوهم ويدها ترتجف بقوة مما جعل كلاً من جابر و غزل يغلقان عينيهم واذراعهم تتشدد حول بعضهم البعض فى خوف مزيدين من احتضانهم  يتوقعون ان تنشب النيران بهم باى لحظة.. 


لكن انهارت بسمة ملقية القداحة من يدها بعد ان اغلقتها و انهارت ارضاً باكية بصوت ممزق فهى لن تستطيع فعل ذلك بشقيقها..او حتى بغزل ....

فهى اضعف من ذلك بكثير...فقد صدمها مدى حب شقيقها لغزل فقد كان سيضحى بحياته من اجلها...لا يمكنها ان تصديق 


ابتعد جابر عن غزل متجهاً نحو شقيقته المستلقية ارضاً تبكى بكاء شبه هستيرى يحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو غرفتها و  قلبه ممزق على حالتها تلك... 


بينما سقطت غزل ارضاً بجسد مرتجف و أعين متسعة وهى لا تصدق انها قد نجت بالفعل فقد كانت على وشك ان تحترق حية.. 


༺༺༺༺༻༻༻༻༻


جلس جابر يحتضن شقيقته الباكية و هو لا يعلم ماذا يفعل ايعنفها على محاولتها لحرق غزل او مواساتها فقد كان يعلم مدى الألم الذى تعانى منه.. 

همست بسمة بصوت ممزق

=كنت عايزة احرقها... اموتها... بس مقدرتش.. علشان انا جبانة..انا جبانة...  

لتكمل هامسة وهى تتمسك بذراع شقيقها بقوة

=عمرى ما اتخيلت انك بتحبها للدرجة  دى... و كنت هتموت نفسك علشانها.... 


صمت جابر ضاغطاً على فكيه بقوة قائلاً بصوت مختنق  و غصة حادة تضرب قلبه فور تذكره انه كاد ان يفقد غزل 

=علشان كدة عايزك تعرفى انى عمرى ما هسامحك يا بسمة لو أذتيها...


ابتعدت عنه هاتفة بصوت حاد يملئه الألم و قد انسابت دموعها على خدييها بغزارة ضاربة على  صدرها بيدها

=طيب و اشمعنا سامحتها لما أذتنى... هو انا مش غالية عندك زيها


قاطعها هاتفاً بحدة و هو يغرز اصابعه بشعره يجذب خصلات بعصبية

=مين قالك انى سامحتها..... 

ليكمل بصوت متكسر و عينيه تصرخ بالعذاب والألم الذى يمزق قلبه

=يارتنى كنت قدرت اسامحها... يارتنى عرفت انسى اللي عملته فيكى... انا بتعذب و مقسوم ما بين حبى لها و حبى ليكى و اللي عملته فيكى... 


صمتت بسمة شاعرة بضميرها يمزقها من الداخل و هى ترى حالة شقيقها فلم تكن تدرك ابداً انه يحبها بهذا الشكل او انه يتعذب هكذا... لكنها ايضاً لن تستطيع اخباره بحقيقة الامر..فاذا علم كذبها سيكرهها..وهى ليست من يجب عليه كرهها بل يجب ان يكره غزل..و ستبذل كل جهدها حتى تجعله يكرهها.. 


امسك بيد شقيقته ضاغطاً عليها قائلاً برجاء

=لو بتحبينى.. توعدينى دلوقتى ان عمرك ما هتحاولى تحرقيها او تأذيها تانى.... 


ضغطت على يده قائلة بصدق فقد كانت لا ترغب بخسارة شقيقها فهو اغلى ما لديها.... 

=اوعدك  انى مش هكررها تانى... 


ربت جابر على على ظهرها بلطف و هو يتنفس براحة و قد وصل الى ما يرغب به نهض و تركها بعد ان تأكد انها بخير  مغادراً الغرفة متجهاً نحو غرفة غزل... 


        ༺༺༺༻༻༻


فور ان دلف جابر الى الغرفة لاحظ غزل التى وجدها لازالت جالسة على الارض تدفن وجهها بين ذراعيها تبكى بشهقات ممزقة اسرع نحوها يحملها برفق من ذراعها جاذباً اياها بين ذراعيه لم تقاومه و انهارت فوق صدره باكية مما جعله يحتضنها بقوة بين ذراعيه محاولاً تهدئتها و قبضة تعتصر قلبه فور تذكره ما كان سيحدث لها على يد شقيقته اذا لم يحضر الى غرفتها..

اخذت نفساً طويلاً مرتجفاً والخوف يقبض على صدره فهو لن يستطيع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير من ان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوة اكبر دافناً وجهه بعنقها فى حاجة الى شم رائحتها لعل هذا يهدئ فزع قلبه قليلاً لكن بدلاً من رائحتها وصل الى انفه رائحة البنزين النفاذة التى جعلته يختنق مما جعل الذعر و الخوف من فقدانها يعصفان بداخله مرة اخرى  مرر يده بلهفة فوق ظهرها متلمساً اياها حتي يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمة و بين يديه


دفنت غزل وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيط خصره بذراعيها تضمه بقوة اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات ممزقة...


اخذ جابر يربت بحنان على ظهرها هامساً بكلمات حنونة محاولاً تهدئتها ظلوا على حالتهم تلك حتى هدئت تماماً ابعدها عنه برفق محتضناً وجهها بين يديه مقبلاً اياها بحنان على خدييها ثم عينيها طابعاً بشفتيه المرتجفة قبلة حنونة فوق جبينها.. 

ثم تركها و اختفى داخل الحمام الملحق بغرفتها قام بملئ حوض الاستحمام ثم عاد مرة اخرى الى الغرفة حاملاّ اياها بين ذراعيه واتجه بها نحو الحمام انزلها برفق على قدمييها امسك بالجزء العلوى من منامتها ينزعه عنها مما جعلها تتراجع فى رفض محيطة جسدها بذراعيها بحماية امسك بها جابر وجذبها نحوه قائلاً بصوت اجش

=عايز اشيل البنزين من على جسمك... 

ابتعدت عنه متراجعة للخلف مرة اخرى هامسة بصوت متقطع

=هستحمى انا.... اطلع انت بس..... 


زفر  جابر باحباط قبل ان يستسلم و يغادر الى غرفته حتى يستحم ويزيل عنه هو الاخر رائحة البنزين العالق به... 

استحم جابر سريعاً و عاد الى غرفة غزل ليجدها جالسة على الفراش شعرها مبلل يسقط بحرية على كتفيها مرتدية منامة اخرى كانت رائعة تظهر جمال قوامها مما جعل قلبه يتسارع خفقانه باستجابة سريعة.. 

لكنه تجاهل مشاعره تلك وتناول المنشفة و فرشاة الشعر من فوق طاولة زينتها جلس خلفها على الفراش جاذباً اياها برفق لتصبح جالسة بين ساقيه همست غزل معترصة و هى تحاول الابتعاد عنه

=بتعمل ايه يا جابر....؟؟ 


طبع قبلة على رأسها بينما يجذبها نحوه اكثر

=هنشف شعرك مش عايزك تاخدى برد........ 


انهى جملته واضعاً المنشفة فوق رأسها يجفف شعرها و عند انتهائه من تجفيفه بدأ يمشطر شعرها برفق حتى اصبح جافاً مسترسلاً فوق كتفيها بنعومة جعلته يرغب بدفن وجهه به لكنه تراجع حتى لا يضايقها... 

استلقى على الفراش جاذباً اياها معه لتصبح مستلقية بين ذراعيه لكنها رفضت قائلة بصوت متعب

=مينفعش كل يوم تنام معايا فى الاوضة...اللى فى البيت هيقولوا ايه..الفرح لسه يوم الخميس..


جذبها نحوه قائلاً بحدة

=يقولوا اللى يقولوه احنا محدش له حاجة عندنا احنا متجوزين و مكتوب كتابنا... 


صمتت  غزل و لم تجادله فلم تكن تملك الطاقة لمحاربته دفنت وجهها بصدره مغلقة عينيها محاولة الاستمتاع بشعورها بين ذراعيه.... 

ظلوا على حالتهم تلك بعض الوقت يحتضنون بعضهم صامتين لكن قفز قلب غزل داخل صدرها فور تذكرها كيف حاول جابر انقذها من شقيقته و كيف احتضنها راغباً بالاحتراق معها رافضاً تركها رفعت رأسها عن صدره و وضعت رأسها على الوسادة التى عليها رأسه ليصبح وجههما متقاربان كانت تنظر اليه بصمت تحدق به وعينيها تلتمع بعشقها له تتمنى بداخلها لو الامر كان مختلف بينهم.. 


كانت عينين جابر مسلطة بعينيها رفع يده إلى خدها في مداعبة رقيقة  بدى كما لو كان يأساً للمسها.. 

انزلقت عينيه المشتعلة بالنيران  على منامتها المحكمة التفصيل حول جسدها الرائع مظهرة قوامها الرائع و الذى  كاد ان يجعله يفقد عقله من رغبته بها..تأمل باعين محترقة بالرغبة والشغف شفتيها الوردية الممتلئة هسهست أنفاسه في شوق دفن يده فى شعرها يتلمس خصلاته الحريرية  جاذباً جسدها إلى جسده مطلقاً زمجر منخفضة وهو يستسلم لرغبته و يستولى على شفتيها فى قبلة حارقة انفصلت شفتيها طواعية لمطلبه الملح دافعاً اياها إلى تيار هائل من الرغبة  مما أشعل كل حواسها وادراكها لمدى حاجته اليها.. 

فصل قبلتهم دافناً وجهه بحنايا عنقها ممرراً شفتيه برفق فوقه يقبلها بحنان 

=غزل.... 

همس اسمها بأنين عميق ملئ بالحاجة موزعاً قبلاته فوق عنقها و حلقها قبل ان يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة قوية نهمة و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و خجل فى ذات الوقت...


تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان يتحسس بشرتها الحريرية بينما يستولى على شفتيها اكثر بينما جوعه لها يمزقه.. 

تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة...  فكان هناك جوع رهيب في قبلته جوع اجتذب بلا هوادة كل ما ستقدمه له و لم تستطع غزل محاربته فقد ارادته ايضاً كان قلبها يصرخ بمدى حبها و عشقها له..

استمرت القبلة واستمرت ، كما لو أنه لا يمكن أن يكتفي منها أبدًا ...

غرقوا سريعاً في النسيان و فقدوا  انفسهم في بعضهم البعض... 


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


في وقت لاحق... 


عندما استعادت غزل وعيها شعرت بدمائها تنسحب من عروقها و قد ضربتها صدمة ما فعلته اخذ جسدها يهتز بقوة و هى تفكر بانها  قد سلمت نفسها له..

كيف امكنها ان تسلم نفسها له بعد كل ما فعله بها...سلمت نفسها اليه كأمرأة رخيصة ليست لها قيمة...

دفنت رأسها بالوسادة و هى تشعر بالقذارة تشعر كما لو كانت عاهرة و بالتأكيد هذا ظنه بها ايضاً..


بينما كان جابر الذى كان غافلاً عن الصراع الذى بداخلها كان مستلقي  ينظر الى ظهرها الذى كانت توليه اياه و ابتسامة سعيدة على شفتيه لا يصدق انها اصبحت ملكه اخيراً حبيبته..زوجته...

اقترب منها برفق يرغب بالاطمئنان عليها عالماً ان التجربة قد تكون مؤلمة بعض الشئ بالنسبة اليها وضع يده فوق خصرها قائلاً بصوت اجش 

=غزل....


لكنها ظلت صامتة لم تجيبه كما لو كانت لم تسمعه مما جعله ينادى اياها مرة اخرى لكن قاطعه صوت الصراخ العالى الذى ملئ المنزل مما جعله ينتفض من فوق الفراش بفزع مرتدياً ملابسه سريعاً و هو يدرك ان شقيقته فى خطر عندما سمع خالته تصرخ بصوت مرتفع يملئه الكرب

=الحقوووونى..البت بتموت...منى

ارتدى جابر قميصه و هو يفتح الباب راكضاً للخارج يرى ماذا حدث..


بينما ظلت غزل مستلقية مكانها بالفراش داخل قوقعتها من الحزن والألم منفجرة ببكاء حاد اخذت تلطم خدييها و تجذب شعرها بقسوة كما لو كانت تعاقب نفسها على فعلتها الفاضحة..

دفنت وجهها بالوسادة تصرخ بهستيرية و ألم فالأن قد اكدت له فكرته السيئة عنها اكدت له انها رخيصة كما يعتقد.

سوف يعود و يقوم باهانتها..لكنها لن تنتظر حتى يعود لقد اكتفت...سوف تذهب من هنا سوف تغادر و لن تعود ابداً انتفضت واقفة متجهة نحو خزانة ملابسها اخرجت ملابس جديدة وارتدتها مسرعة ثم جذبت وشاحها عقدته حول رأسها... 

و لكن و هى تتجه نحو الباب تذكرت تهديده بفصل الاجهزة عن والدتها بالمشفى تراجعت خطوة الى الخلف تنظر امامها باعين متسعة و دموعها تنساب فوق خدييها لكنها هزت رأسها بقوة تعلم انه لن يفعل ذلك.. لا لن يفعل ذلك..

سوف تذهب..لن تستطع البقاء هنا فسوف تموت قبل ان تسمح له بان يهينها مرة اخرى سينعتها بالتأكيد بالعاهرة التى سلمت نفسها اليه بكل سهولة ركضت نحو الباب تفتحه خارجة من الغرفة  ثم هبطت الدرج مسرعة تعميها دموعها مما جعلها تصطدم و هى فى منتصف الطريق اصدمت بلبيبة التى كانت تحمل كوب من العصير فى طريقها الى غرفة بسمة.. 


اخذت لبيبة تتفحص عبائتها السوداء التى ترتديها و وجهها الملطخ بالدموع بدهشة قائلة باستغراب قابضة على ذراعها بقسوة

=لابسة كدة و راحة فين يا بت انتى... فى وقت زى ده؟؟؟ 


نفضت غزل يدها بعيداً هاتفة بصوت اجش مختنق

=غورى من وشى...انتى كمان


ثم ركضت مسرعة نحو الباب تخرج منه اخذت تركض و قلبها يقفز بخوف فقد كانت تعلم ان لبيبة ستخبر جابر عن خروجها لذا اتجهت نحو الحظيرة  الخلفية و خرجت من الباب الصغير الذى يقع خلف الخظيرة حيث كانت تعلم ان الحراس يهملون حراسته رغم تأكيد جابر عليهم بان يغلقوه... 


بينما ظلت  لبيبة واقفة مكانها تراقب غزل و هى تركض هاربة بابتسامة واسعة و  عينيها تلتمع بالفرح هامسة محدثة نفسها

=والله و وقعتى يا بنت ازهار.... 


اسرعت باخراج هاتفها من صدرها متصلة برقم تعرفه

=اسمع كويس البت هربت من البيت ابعت وراها حد من رجالتك وخاليه يعمل اللى هقولك عليه.... 

ثم بدأت تخبره بما تريد فعله بها.. 


     ༺༺༺༺༺༻༻


مشت غزل بخطوات سريعة شبه راكضة فى احدى الطرق التى تؤدى الى الاراضى الزراعية كانت تنظر خلفها بكل حين و اخر معتقدة ان جابر سيلحق بها بأى لحظة لم تهدئ خطواتها الا عندما شعرت انها بامان وانه لا يوجد احد يلاحقها جلست بالنهاية باحدى الطرق وسط الاراضى الزراعية التى كانت تحيط بها من كل مكان دفنت وجهها بين يديها منفجرة فى بكاء مرير اهتز له كامل جسدها شاعرة بألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها الي شظايا من شدة الحزن و الغضب من نفسها لأستسلامها له كيف امكنها ان تفعل ذلك بعد كل ما فعله بها.. كيف نست اهانته المستمرة له.. كيف نست لعبته الحقيرة وخداعه لها.. لقد كانت حمقاء ملعونة.. قلبها العاشق له هو الذى جعلها تستسلم له... 


ظلت جالسة بمكانها عدة دقائق تحاول تهدئة ارتجاف جسدها قبل ان تنهض بتثاقل تجر قدميها بصعوبة و هى لا تعرف الى اين ستذهب فليس لها احد سوى عمتها اسعاد التى تسكن بالقاهرة.. لكنها لن تستطيع الذهاب اليها فبعد وفاة والد غزل قامت هى و زوجها بسرقة جميع اموال والدها مجاهد الذى كان شريكاً معها فى العديد من المشاريع....

و لم تستطع والدتها اخذ حقها وارثهم منهم حتى بمساعدة عثمان العزايزى.. 


وضعت يدها فوق موضع قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يمزقها من الداخل هامسة من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه...

=اروح فين يا رب... يارب ماليش غيرك 

اخذت تمشى بلا هوادة وهى لاتعلم ما وجهتها فقد كان الظلام يحيط من حولها و صوت عواء الكلاب يتردد فى صمت الليل مما بث الرعب بداخلها 


༺༺༺༺༻༻༻༻


فى ذات الوقت.... 


غادر جابر غرفة شقيقته بعد ان اطمأن ان نوبة التشنجات التى اصابتها و كانت تأتيها من حين الى اخر قد انتهت... 

اسرع خطاه حتى يعود الى غزل وابتسامة سعيدة ترتسم على شفتيه لا يصدق انه امتلكها اخيراً... اصبحت زوجته بكل ما تحمله الكلمة  من معنى سوف يحاول نسيان الماضى سيتحدث معها و يطلب منها ان يبدئوا حياتهم سوياً و يضعوا الماضى خلفهم يعلم ان ذلك سيجعله يبدو ضعيفاً سيصبح عثمان العزايزى اخر.. لكنه لا يستطيع مقاومة حبها اكثر من ذلك حاول.. حاول كثيراً ان يبدو غير مبالى و انها لاتعنيه  لكن بكل مرة حاول فيها اظهار ذلك فشل و فضحه قلبه العاشق لها...


فتح باب الغرفة و ابتسامته تزداد متوقعاً ان تكون مستلقية على الفراش كما تركها لكن اختفت ابتسامته عندما وجد الفراش خالياً اتجه نحو الحمام يطرق بابه ظناً منه انها بالداخل 

=غزل...... 

لكن لم يصل اليه اى اجابة يدل على وجودها بالداخل مما جعله يعبث بقلق ظناً منه انه قد اصابها مكروه و انها تعانى بالداخل اسرع بفتح الباب ليجده فارغاً...

اهتز جسده بعنف و قبضة

من القلق تعتصره من الداخل اين ستكون ذهبت فى هذا... 

التف خارجاً من الغرفة مسرعاً نحو المطبخ يبحث عنها هناك فمن الممكن ان تكون قد جاعت و ذهبت لتتناول الطعام لكنه لم يجدها هناك ايضاً... 

بحث بكل ركن بالمنزل والحديقة و لم يجدها مما جعله يكاد ان يجن استدعى احدى رجاله المسئولون عن تأمين وحراسة المنزل اخبره انهم لم يروها... امره ان يرى كاميرات المراقبة و يتأكد... 


جاء  الرجل بعد قليل و اخبره وهو يرتجف رعباً ان الكاميرات اظهرت انها خرجت من الباب  الخلفى للحظيرة... 

فور سماع جابر ذلك تسارعت انفاس جابر و احتدت بشدة شاعراً كما لو هناك ستار اسود من الغضب يعمى عينيه....غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق هذا المنزل بما فيه و لا يترك خلفه سوى الدمار والموت...


قبض على عنق الرجل و قد انتفضت عروق عنقه تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة

=و انتوا كنتوا فين... يا بهايم..  

هدر قائلاً بصوت غليظ و هو يسدد لكمة قاسية بوجه الرجل

=انا مش قايل الباب اللى ورا ده يتقفل خالص و حد يقف عليه... 

سقط الرجل ارضاً من قسوة الضربة زمجر جابر و هو يزجره بنظرات تنطلق منها شرارت الغضب

=وحياة امك انتوا و هو لهدفعكوا تمن اهمالكوا ده غالى بس افوقلكوا... 


ثم التف صائحأً و هو اشبه ببركان ثائر سينفجر بمن حوله هاتفاً بالعمروسى الذى كان يقف بنهاية الردهة يبدو عليه انه استيقظ للتو

=ابعت كل الرجالة تدور عليها...و شوفوا مواقف العربيات اللى نازلة المنصورة اسألوا السواقين شافوها ولا لا... و متسيبوش حتة فى البلد الا و تدوروا فيها سامع...


.اومأ العمروسى رأسها سريعاً وهو ينظر اليه بخوف و رهبة بينما انطلق جابر خارجاً من المنزل لكى يبحث عنها بنفسه و قلبه يكاد ان يتوقف من شدة قلقه وغضبه عليها فى ذات الوقت...


         ༺༺༻༻༻


جلست غزل على احدى الصخور المنتشرة بجانب الاراضى الزراعية وهى تلهث محاولة التقاط انفاسها فقد مشت لمسافة طويلة منذ خروجها من المنزل... 

احاطت جسدها بذراعيها و غصة من البكاء تغلق حلقها فهى الان تفكر هل اخطأت عندما هربت من المنزل  وهى لا تملك مكان تذهب اليه... فهى الان بالعدم ليس معها مال او منزل تتجه اليه... كيف خرجت من المنزل دون ان تأخذ اى مال فقد اعماها غضبها وجعلها تتصرف دون تفكير.... 


وقفت ببطئ و هى تتنهد بتعب فسوق تكمل طريقها الى حين تجد مخرج من مأزقها هذا... 

لكن تصلب جسدها فى خوف عندما سمعت صوت خطوات خفيفة تأتى من خلفها  مما جعلها تنتفض واقفة تهم بالهروب 

لكن امسك بها شخص من الخلف واضعاً يداً فوق فمها يكتم صراخها جراراً اياها بعنف نحو الارض الزراعية قاومته غزل بكل قوتها لكنه كان اضخم منها بكثير لم تستطع الفرار من قبضته التى كانت تمسك بقوة مؤلمة


  ༺༺༺༺༻༻༻༻


فى اليوم التالى.... 


كان جابر جالساً بردهة المنزل يضع  رأسه بين يديه كان وجهه شاحب وعينيه حمراء محتقنة يملئها الحزن و التعب فلم تغمض له عين منذ الأمس فقد بحث عنها بكل مكان لم يترك مكان الا و ذهب اليه بحثاّ عنها...

كما رجاله منتشرين بانحاء القرية يبحثون عنها كما تأكد من انها لم تسافر الى المنصورة اوى اى مكان اخر فالسائقين بموقف السيارات اكدوا انهم لم يروها..

اين هى يكاد ان يفقد عقله.. ايمكن ان يكون قد اصابها مكروه..قتلها احدى ابناء الليل الذين يجوبون القرية ليلاً او قام باختطافها

هذة الافكار جعلت الدماء تجف بعروقه والارض تميد اسفل قدميه شعر كما لو احدهم امسك بعنقه و قام بخنقه رغب بالبكاء اراد ان يبكى كما يبكى الطفل الذى فقد والدته لكنه لا يستطيع فرجاله يحيطون به بكل مكان لا يمكن ان يظهر ضعفه امامهم ابتلع بصعوبة غصة البكاء التى تسد حلقه فاركاً عينيه المحتقنة محاولاً دفع الدموع بعيداً... 

خرج من افكاره تلم عندما

على بالارجاء صوت رنين هاتفه اجاب سريعاً عندما وجده من احدى رجاله الذين يبحثون عنها... 

=جابر بيه لقينها..... 


انتفض جابر واقفاً هاتفاً بلهفة وكل خلاية من خلايا جسده تنتفض بحماس وترقب

=لقيتوها فين...؟؟ 

همس الرجل بتردد 

=هناخدها وطالعين على المستشفى يا بيه... لقيناها مرمية فى ارض زراعية على طرف البلد و.....وشها و ايديها كلهم محروقين حروق صعبة..... 


ترنح جابر فى مكانه فور سماعه ذلك و كاد  ان يفقد وعيع ليسرع نحوه العمروسى هاتفاً بقلق و خوف 

=جابر بيه... مالك فى ايه...؟! 

لم يجيبه جابر الذى هرول بترنح نحو باب  المنزل صاعداً سيارته يقودها كالمجنون محاولاً الحاق بها

يتبع 


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
close