expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية انبض بقلب حبيبي الفصل الثامن حتى الفصل الخامس عشر بقلم عائشه حسين حصريه وجديده

 رواية انبض بقلب حبيبي الفصل الثامن حتى الفصل الخامس عشر بقلم عائشه حسين حصريه وجديده

 رواية انبض بقلب حبيبي الفصل الثامن حتى الفصل الخامس عشر بقلم عائشه حسين حصريه وجديده

الفصل الثامن
رفع هاتفة لأذنه مردداً بجمود 
-ازيك ياأدهم ..
ليأتيه صوت الأخر ضاحكاً
-أخيراً ..فينك ياعم
ابتسم بوهن قائلا 
-الشغل يا أدهم… والنقل وكده 
-طيب هحاول أجيلك .
سيف بجمود 
-ربنا يسهل ..أدهم عايز أحكيلك على حاجه 
-قول ماانا شكيت صوتك ميطمنش 
حكى سيف كل ماحدث ليباغتة أدهم بحقيقة 
-سيف أنت حتى مقولتش فكل ده أنك بتحبها ،مش فاهمك ايه حصلك… .وبعدين ليه هي الي تطبع بطبعك ليه أنت كمان متتنازلش وتتطبع بطبعها ياسيف… .البنت صغيرة 
اهدأ وفكر بعقل كده متعودتش عليك كده ..؟ طول عمري أنا الي بأخد منك النصايح… ....صمت ليردف بضحكة 
-بس محتاجه تأديب بصراحة على موضوع الكيك… .بس بهدوء ها… .
ابتسم سيف ببعض الراحة ليردف 
-سلملي على إيمي… .اسيبك دلوقت ..سلام 
-سلام 
اغلق الهاتف وخرج من حجرته اتجه للشرفه ،اخرج سېجارة وقام بإشعالها… ضړب ياسين على صدره مولولاً
-يالهوي يالهوي… سجاير… .شكله زعلان يا وداد… 
[[system-code:ad:autoads]]همست وداد وهي تتأمل سكونه وسعاله 
-ربنا يصلح حاله 
أخذ ياسين حجابها ولفه على رأسه قائلا 
-سېجاره عادية بكره محشية وبعدو يجبلنا نسوان فاالشقة يا وداد… .ابنك على اول طريق الانحراف… 
نهض ياسين عند سماعه صوت الجرس ،أما سيف فقد انهى سېجاره ومدد ساقه على الكرسي الذي امامه واغلق عينيه… 
دخلت هنا تحمل بين كفيها طبقاً وبجانبها ماجده ،رحبت بهم وداد ..أما هنا فتسائلات عن مكانه 
فأشار لها ياسين قائلا 
-يامفترية بتغيري مكونات الكيك… 
همست بحزن 
-بهزر يا ياسين 
مصمص ياسين بضيق قائلا 
-دا مش هزار… .روحي يلا اهو هناك… ومش هوصيكي ضحكة بقا غمزه… ها هيلين وربنا… 
أومأت برأسها واتجهت ناحيته ،وضعت الطبق… لكنه لم يتحرك ساكناً يبدو أنه غفا وهو جالس من شدة التعب… 
اقتربت منه بحذر شديد… مدت كفه المرتعشة تمسح حبات العرق التي لمعت على جبينه… وبعدها رفعت خصلاته اللاصقة بجبهته… 
انتفض من نومته واخفض ساقة الممدوده ،… فيما عادت هي للخلف تعض شفتيه بخجل… 
همس وهو يمرر كفه على جبهته 
[[system-code:ad:autoads]]-هنا… 
طأطأت راسها وهمست بتلعثم 
-أسفه… 
أخذ نفساً قوياً ليردف بتعب 
-اقعدي ..طيب 
جلست في الكرسي المقابل تهمس وهي تتأامله 
-أنت كويس .
اعاد ظهره للخلف هامساً دون ان ينظر إليها 
-الحمدلله… 
فتحت حافظة الطعام التي وضعتها وأشارت بإبتسامة 
-عملتلك شوربة خضار.… .
رفع جانب فمه مردداً بسخرية 
-فيه ايه المره دي ياهنا… .؟
اعادت الشوربة مكانها ،فيما تطلعت إاليه بوجل تهمس بإرتباك وبدايه بكاء
-مقصدش بجد… ..بس مش هكررها… 
التقط نظراتها الحزينة ،ليهمس بنبرة تناقض ملامحه 
-أكليني ..؟
عقدت حاجبيها مردده بدهشة 
-نعم ..!
كرر همسة وهو يتقرب بكرسيه 
-أكليني يلا… .
فتحت الطعام ،ثم نهضت لتُجلب معلقة ،ثم عادت وجلست ملأت المعلقة وقدمته له ،ليتناولها بصمت… .هكذا استمرت تطعمة بفمة معلقة فأخرى حتى انتهى الطبق……وهو مغمض العينين ..
ليقطع صمتهم ياسين وهو يردف ناظراً فالطبق متسائلا 
-أنتِ قولتيلي ايه ده ..؟
هنا وهي تطالع الطبق 
-شوربة خضار… 
مصمص ياسين ،تلك الحركة المرافقة له ليردف بحيرة 
-وسيف أكلها… ؟
نقلت هنا نظراتها بينهم بتوجس قائله 
-ايوة 
صاح ياسين وهو يرفع ذراعيه 
-مدد يا بنت ماجده… دا سيف مبيحبهاش اساساً ،كون انه يأكلها لا ويخلصها… .حاجتين مالهمش تاني 
-يا عملتيله عمل… .يا الأكل من ايد الحبيب بقا… 
همس سيف بضيق 
-امشي يا ياسين… ؟
مذاج سيف ليس رائق لتبادل المناوشات ،فقط اراد مشاكستهم… .ليخرج بعدها بصمت… 
وتردف الأخرى بغباء معهود 
-هو ياسين كان بيقول ايه ..؟
فرك سيف جبهته بضيق ،ليرفع رأسه ويهمس 
-بيقول… 
قاطعته هامسة برجاء 
-مش مهم المهم سامحتني ولا لسه ..؟ بجد أنا اسفه بجد بجد… خلاص بقا… 
قاطعها بهمس دافئ ،ونظرات مصقلة بعشقة 
-هنا… .أنا لو مسمحتكيش هأكل حاجه مبحبهاش لا واخلصها كمان… ..
ابتسمت وهي تعض شفتيها بخجل ،ليهمس وهو يهز رأسه 
-ممنوع من الصرف يا هنا ..،
تطلعت إليه وهي ترفع حاجبها ولسانها يردد بحيره 
-هو اي ..؟
غير دفة الحوار قائلا 
-بس بجد الشوربة حلوة ،لتنحني متسائلة 
-دلوقت أنا فهمت كنت بتأكلها وأنت مغمض ليه ..؟ 
تالقت عيناه بأنتصار ليهتف برضا 
-اخيراً 
ضحكت بنعومة سلبت لبه ،ليردف وهو يبتسم لها ويحاصر نظراتها 
-علشان مبحبهاش… وكنت بغمض عيني علشان اقدر اكمل… بس لانها منك وكمان بتأكليني مقدرتش اقاوم جمالها… ..نفسي تفهمي الباقي كده بدون تفسير… 
همست بإرتباك ،وقد تحولت وجنتيها لقطعتي كرز 
-عايزني افهم ايه ..؟

اعتدل سيف والتفتت ناحية السماء قائلا 
-عايز اطلب منك طلب .
ضيقت عينيها بحيرة لتردف بترقب 
-خير… 
سيف بنفس ثباته 
-ياسمين ..!
انتفضت من جلستها لتهتف كقطه شرسة 
-نعم… 
استدار يقيمها بنظراته الداكنه ليستدير معطياً ظهره لسور الشرفة.،وابتسامة قفزت على شفتيه عمداً ليشير لها ببرود 
-عايزك تصاحبيها تقعدي معاها… تضميها لصحباتك ..
اراحت كفها على خصرها مستنكرة 
-ليه بقا ..؟
أخذ نفساً عميقاً ليردف بعدها برجاء 
-هنا علشان خاطري اسمعي الكلام… وبعدين البنت كويسة محتاجه حد زيك وزي مي… محتاجه اصحاب ..انا كنت بشوفها دايما لوحدها… 
تلك المره كان حديثها اقرب للصړاخ ..
--كمان مخلي بالك منها… .وعايزني اهتم بيها… .زمجرت بشراسة نمرة متحفزة للأنقضاض لتسترسل بغيظ 
-لا… لا… لا… 
هتف سيف بسخرية وهو يلتقط سبب عضبها 
-وده اسمه ايه… .يانونتي… أوعي تكوني بتغيري… علشان ده معناه انك مثلا بتحبيني…

صاح ياسين وقد دخل مقتحماً المكان 
-ماتهدأ ياسيدنا… ماكنت بتقول بالحلال… عايزه تقولك بحبك قول الشيطان يحضر… .راعي ان امها أكلت فتة امك وانتخت… والمسكينة دي ډمها بعد كده يتوزع بين القبائل… 
شويه هاتي ايدك اقرالك الكف ..شوية عنيكي حلوة… هوب الشيطان يتنطط وخلصت… 
قفز ياسين وهو يولول 
-الفلاحة ماټت ولازم نسلم نفسنا .
استأذنت هنا للخروج فيما قفز سيف على ياسين پقهر ..
****************
وقفت في المطبخ متعمدة تحرير خصلاتها النحاسية من قيدهم ،ذلك القيد الذي التف حول عنقها وكبلها ..حرموها من حريتها فلتحرمهم من هدوء بالهم… 
لكن زوج من الأعين كانت تراقب مُطلقة أنفاسها بسخاء… تتعثر النظرات في سلاسل نحاسية متمردة ،وجسد حمل كل معالم الفتنة والأغواء،… حبس أنفاسة ليراقب ماتنوي فعله فمنذ أن جاء وهو لا يراها… ولايدري سبب التوتر السائد في المنزل
وضعت ما وصلت إليه يداها من التوابل الحارة والزيوت المهيجه للمعدة. 
سكبت ما طالته كفيها داخل اوعية العشاء ،متشفيه… لما سيحدث لهم… راضية تمام الرضا حتى لو سُلبت روحها منها .
أما هو فدمدم من بين أسنانه بذهول 
-يابنت المجنونه… .
شحذ انفاسه وعدل من ملابسه ،ارتدى قناع البرود واقتحم المطبخ هاتفاً 
-ماشاء… .الأكل شكله حلوو .
انتفضت بفزع ،تاركة مابيدها يسقط ويحدث جلبه أتت على أثرها عمتها ..
لتنهرها بحدة 
-مش تاخدي بالك ..!… .شهقة مستنكرة ونظرة غامضة قيمتها بها لتهتف بإستهجان 
-بشعرك… .أنتِ اټجننتي… ابن عمك فالبيت ياافاجرة ..
تماسك قبل ان ينفجر في عمته غضباً فيما ،القت عليهم ياسمين نظرة باردة وخرجت دون اهتمام لما يحدث أو يقال… 
لتتبعها عمتها متوعده ،بالقصاص منها… .أما هو فتبع عمته ..ليفاجئ بها ټضرب ياسمين ضرباً مبرحاً دون ان تتحرك ياسمين ..او تعترض او تدافع عن نفسها… ساكنه صامتة كتمثال حجري… تتلقى الضربات بوجه خالي الملامح… 
ليتقدم ناهراً عمته ،مشفقاُ بالأخرى التي ارشقته بسهامها النافره… 
-عمتي سيبيها… امسك عمته التي دفعته محذرة 
-ابعد أنت ياقاسم .
قيد ذراعي عمته ،فيما نهضت الأخرى من جلستها وغادرت ببرود ..
هتفت عمتها وهي تقفز لتلحق بها 
-شايف بنت ال…… .
هدر قلبة پجنون حينما التقت نظراته بچرح على زوايا فمها ينساب منه خيط رفيع من الډم… لتقلب ياسمين كفها وتمسحه فيلطخ الډم شفتيها المكللة بحمرة طبيعية شهية .
نفض رأسه فيما ارتخت ذراعها التي تحاوط جسد عمته ،ليغمغم بإستغفار ويغادر لحجرته .
*********************
انقلبت طاولة الطعام لشجار محتد وتقريع مخزي… فقد نالت والدة ياسمين من السُباب حد الاكتفاء ..خلاف انه تم القاء الطعام على وجهها إمعاناً في معاقبتها ..لكن صړاخة الغاضب اوقفهم 
-ايه ده…… ايه الي بيحصل ده… ؟
نهض وانحنى ناحية زوجة عمة قائلا بحنان 
-قومي يا مرات عمي… 
رفعت له عينين غائرتين تكللهما نظرات زبيحة ..ليمسك كفها ويحاول أن ينهضها قائلا 
-قومي ارجوكي… 
نهضت بساقين متجمدتين لا تكاد تشعر بهما فقدت قدرتها وإنهكت قوتها 
تحاملت بما تملك من قوة على ذراعه… نهضت بثقل وارتجافه توازي دموع خضوعها وخنوعها المصقول بالقهر… ساعدها حتى وصل بها لحجرة الأخرى طرق الباب ..ففتحت ياسمين شملته بنظرة ازدراء واضحة… ثم تناولت منه ذراع والدتها هامسه وهي تخصة بنظرة مكفهرة تحمل من الكره ما جعل قلبة يتألم 
-سيبها… .ماأنت اكيد زيه… 
غض بصره عما ترتدية تلك القطة الشرسة ،وغادر دون أن يتحدث او يبرر ،دخل حجرته وجلس على مقدمة فراشه… .
حرب دائرة في المنزل ولا سبب لها ،زوجة عمة تلك الزهرة الندية صاحبة الابتسامة البشوش منذ ۏفاة عمه وزواجها من ابيه فقدت نضارتها ،وامتلكت من العمر اضعاف… تبدلت الضحكة لعبوس ودموع لا تتوقف وأنين يخترق مسامعه وېصفع ضميرة… 
وياسمين… .تنهيدة عميقة صحبت اسمها ،هالة من السحر… .نفس عينان زوجة عمه ،خلاف جسد يغوي قديس… ونظرة غامضة تخفي ورائها دموع تلمع ببريق يسلب الانفاس… بريق اللؤلؤ اختلط بخضار الزيتون فشكل هالة من السحر تخصها هي… 
رأها مره واحده قبل ۏفاة عمه كانت صغيرة ،… .والأن رأي فاتنة مغوية بريئة وعفوية… 
نغصة حادة اصابت قلبة حينما لاح له طيف نظراتها الكارهه ،وكلماتها التي صڤعته بقوة… 
نهض واتجه ناحية اللاب خاصته ينشر خواطرة في مدونته كما تعود ،فالأن ملهمته تفيض عليه بالمزيد 
****************************
وتتوالى الرسائل ،ويُصوب الخڼجر مراراً لقلبها… واه على دموع حبيسة سجن الكبرياء ومقيدة بسلاسل العادات… ..ضمت فتاتيها لصدرها تنزوي بهم في ركن الحجرة ،فرائحته المشبعه بخطاياه ومعاصية تسلب انفاسها وټخنقها حد المۏت… .
هي أختارت وتركت مستقبلها لأجله اكتفت بالحب وما الحب إلا اكذوبة تنعمت فيها بغباء أنثى عشقت وسلمت ورضخت… 
إن حاولت وطلبت الطلاق من سيستقبلها أخوها وزوجته ام والدها القانط…صاحب اللسان البذئ 
خلاف وصمة عار طلاقها والتقريع الذي سوف تناله لانها ببساطة هي من اختارت… .
وعليها تحمل النتيجة ،تمددت عل النوم يقتحم جفونها والنوم يأخذها لعالم الاحلام… .
طرقات وصلتها لتنهض بعد أن طبعت قبلات حفتها بحنانها على مقدمة رأس فتاتيها… لتخرج وتنال وصلة أخرى من إذلال النفس ..
جذبها لاحضانه متسائلا 
-في ايه ياحبيبتي ..؟
اشاحت حتى لا تتسرب رائحة العطر النسائية الملتصقة به لانفها ..وهمس بنفور 
-مفيش كنت بنوم البنات… 
اشار ناحية السفرة قائلا 
-عاملك سهرة تجنن ..
ابتعدت قائلة 
-شريف أنا تعبانه وعايزه انام بجد ..
جذبها وضمھا قائلا 
-انا طلبت الأكل ياقلبي. … 
استسلمت وتقدمت معه ناحية السفرة ،ليهتف بتأفف 
-نسيت حاجه نشرب فيها. 
جلست بوهن على كرسي .فيما غادر هو ليحضر الاكواب… 
رنين اتبعه رساله… لينهرها فضولها ويتملك منها رفعت الهاتف وفتحتها لتتفاجئ بما دفعها للقئ 
صورة يبدو انها لطالبه… لكنها شبه عاړية اتبعتها بتسجيل صوتي 
-أيه رايك يامستر… .يا رب اكون عجبتك… 
********

…  
اليوم ..فارغ بالنسبه لها… مُدرسة جديدة ترسل في طلب الصف… ليسير إليها الجميع… 
استوقفها سيف متسائلا 
-رايحين فين ..؟
شملته هنا بنظرة منبهرة لتهمس بعدها بإعجاب 
-رايحين عند الاخصائية طلبت تشوفنا… 
قلب شفتيه قائلا بخبث 
-طيب… .ثم سألها بوجل 
-شكل التيشرت الجديد عجبك ياقطتي .
فغرت فمها مذهولة ،لتلتفت حولها وتفر هاربه دون حديث… .
قهقه سيف برضا ،ليتجه بعدها لحجرة المعلمين ..
في حجرة الاخصائية رحبت بهم المعلمة جديدة… قائلة 
-اهلا يا حلوين ..أعرفكم أنا ملك إبراهيم الأخصائية الجديدة ..
تعرفت بهم ملك وتبادلت معهم الحوار… تبادلو الضحكات كانت هنا سعيدة بملك ....لرقتها ونضوجها الفكري واعتبارهم أصدقاء لها ..
*****************
انين خاڤت وتأوه ملأ اركان الدور العلوي… .نهض متعثراً يبحث عن مصدر الصوت ليجد زوجة عمه جالسه تحني جزعها للاسفل ..
انتقل حتى وصل اليها وهتف پخوف 
-في ايه ..؟
رفعت رأسها وقد شحب وجهها وغارت عينيها وسط جفونها المجهده المكلله بالسواد لتهمس بوهن 
-المرارة ياابني شكلها قامت عليا… 
هتف پخوف وهو يقبض على كفها الحر 
-في علاج ..،؟
طأطأت راسها لتهمس بإستنكار 
-خلص من فتره طويلة و… .
انتزع نفساً غاص داخل اضلعه كمداً وقهراً ..ليتهف بإقرار وأعين تلمع ببريق العزم 
-هاتي اسمه هنزل فوراً اجبهولك… 
همست بشفاه جافة مرتعشة يغطيها اللون الابيض 
-مع ياسمين ..
تركها رابتاً بحنان ومواساة 
-دقايق وهجيبه ..
طرق على حجرة ياسمين منتظراً ان تفتح… لكنها تعمدت… ليهتف پغضب اختزنه في نبرته 
-مش وقت برود اعصابك دلوقت والدتك تعبانه وانا عايز اسم العلاج ..
انتفضت تبحث عن اسمه ،حتى عثرت عليه ..فتحت دون حياء وهي ترتدي منامة قطنية بحمالات رفيعه… فيما جمعت خصلاتها الهائمة جانباً 
-فتحت ومدت يدها به… فارتبك وتلعثم من هيئتها ..ليستدير غاضاً بصره قائلا بحزم 
-غيري هدومك وروحي افضلي جنبها دقايق وهجيب العلاج ..
امتثلت دون مشاكسة… ليغادر هو يتميز غيظاً من سلبيتها وبرودها…
جلب الدواء وبعض من زجاجات العصير… خبز وجبنه مربى شيبس… وخلافه ..
أعطاهم لزوجة عمه قائلا 
-عارف أنك مأكلتيش… خدي العلاج وكولي كويس ونامي ..
تطلعت إليه بنظرة ممتنه ،تتخللها الدموع
ليردف بحنان 
-معلش… لو احتجتي حاجه تاني كلميني انا علطول.. احتضن راسها وطبع قبلة قائلا 
-أنا زي ابنك ولا نسيتي ..،
ابتسامة شاحبة اهدتها له لتردف بحب 
-ولا عمري هنسا ياابن الغالية… .
فقاعة من البرود احاطت نفسها بها ،ذلك المشهد لم يثير داخلها اي شئ سوى السخرية… كانت تتابع المشهد ..وكانها تتابع فيلم قديم ملت من تكراره… حينما أشاحت ببصرها وقعت عيناها على كيس البطاط (الشيبسي)… كطفلة مبهور ..اتجهت له ..بحثت حتى أخرجته… لتفتحه وتتناوله على مرأى من الجميع… ..
نشوة وسعادة غمرته ،القطة الشرسة لها ماتفضلة ،
لتهمس والدتها بحنان 
-اصلها بتحبه اوي ياقاسم ..معلش ..
غابت متلحفة بالصمت تنعم بلذة ماتاكلة… .
ليتركهم هو ويغلق عليهم الباب ولسان حاله يردد 
-بقا ليكي نقطة ضعف يابنت عمي… 
*****************
هاتفت هنا ملك فقد تبادلا الارقام في جلسة حديث… 
-الووووو ايوة يا ميس ملك 
-ايوه يانونه ..اخبارك 
-الحمدلله 
-اخبار المذاكرة… .وخطيبك 
-تمام الحمدلله… .
-اوعي يكون بيعطلك 
-لا دا هو الي بيذاكرلي ..ويشجعني 
-براڤو
-اصله مدرس عندنا فالمدرسة ..واسمة سيف الرازي ..
صمت ساد لدقائق لتهمس ملك 
-قولتي مين 
هنا بعفوية سيف الرازي 
-اها باينلها قصة حب بقا 
-ضحكت هنا قائلة 
-مش أوي… يعني (ثم بدأت هنا بسرد التفاصيل براحة شديدة )
غافلة عن ابتسامة ماكرة علت ثغر مغطى بلون احمر قاني… ونظرة كُللت بالحقد والمكر 
********************
صوث انثوي مفعم بالدلال… أخترق أذنه وأفاقه من بحور أفكاره الغارق بها حينما أمسك ورقتها… .ليرفع رأسه ويطالع الواقفة امامه تهدية ابتسامتها الواثقة كما اعتاد عليها 
-ازيك ياسيف… .صدفة حلوة أوي 
همس مردداً بإنعقاد حاجبين 
-ملك ..
جلست امامه قائلة بضحكتها الرنانه 
-تصور بقا… .هنبقا زملاء فمكان واحد .
تبدلت ملامحة للعبوس ليردف بضيق 
-يامحاسن الصدف ..
رفعت خصلاتها المتمردة ،لتهتف بإبتسامة مغوية 
-لما شوفتك مصدقتش بجد… .سعيدة جدا اني شوفتك وهنكون مع بعض… 
التقط كوب النسكافية وارتشف منه فيما كانت ملامحه أكثر جموداً ليهتف وابتسامة ساخرة تعلقت على زوايا فمة 
-ولا أنا مصدق ياملك… .ثم ترك الكوب وانحنى بجسدة مردفاً بهمس انعش روحها 
-وأنا اكتر من سعيد ..بوجودك معايا في مكان واحد 
همست نجوى بضحكة 
-ايه الصاروخ الي مع مستر سيف دي… يالهوي… هي تعمدت ان يصل الصوت للواقفة جانبها… .أما الاخرى فارتجف قلبها وسُحبت انفاسها منها لكنها تصنعت البرود… 
اللحظات تتأمر عليها مع نجوى… .
خرج سيف توازيه ملك… ضحكتة تتسع والحديث يطول ..ليكن اجتماعهم وكلامهم… واندماجهم الغريب محط انظار الجميع… واختلفت النظرات مابين اشفاق ..تشفي… كره… ذهول 
نظرة ولو جانبية لما يُلقيها عليها او يخصها بها… .بل مر بجانبها كأنها لاتُرى بالعين المجرده

وبعد إنتهاء الجولة التفقدية التي خاضها سيف عاد لمكتبه لكن قطته الشرسة تبعت اثره وهتفت بغيظ
-مستر… 
استدار سيف متسائلا 
-اهلا ازيك ياهنا… 
عقدت ذراعيها وبرمت شفتيها متسائلة 
-حضرتك تعرف ميس ملك ..؟
سيف بنفس ثباته 
-يعني… معرفة قديمة… 
هتفت هنا براحة ورضا 
-اها ..علشان كده ..اتفاجئت لما قولتلها على الخطوبة .. 
استدار بملامح لا تنذر بخير .ليعقد حاجبية هاتفاً 
-قولتيلها… ؟
جلست هنا بإريحية على الكرسي ..لتهتف بعفوية 
-أصل انا بكلمها وحكيتلها عنك وعن خطوبتنا ..
تبدلت ملامحة وتغضنت عينية پغضب ليتقدم ويهتف من بين اسنانه 
-بتكلميها… .وبتحكيلها كمان… 
هنا وهي تهز ساقيها مردفه بسلاسه 
-ايوة… .
اشهر سيف ساببته محذراً 
-هنا متتعامليش مع ملك كتير… .ومتحكيش كل حاجه لاي حد… 
زمت هنا شفتيها ورفعت حاجبها مستنكرة 
-لا عادي ميس ملك جميلة وطيبة… 
زفر بضيق ..ليردف بهدوء يناقض اشتعال صدرة بنيران الڠضب 
-نونه حبيبتي… .مينفعش كل حاجه تتحكي كده في حاجات تنفع نقولها وحاجات لا… 
رنين بدأ الحصة جعلها تنهض متعلله وتغادر قائلة 
-متكبرش الموضوع… ميس ملك جميلة ..سلام حصتي بقا ..
بسط كفيه واراحهم على الطاولة فيما اخفض راسه مغمغماً بحنق 
-كنت ناقصك ياست ملك ..
********************
بعد مرور أسبوع…… .
رفع سيف هاتفة ليفاجئ بعدة صور ورسالة 
-سيدي ياسيدي عالحب ،هدايا ورسايل حب جامدة ..لا اتغيرت ياسيف… 
القى الهاتف وخرج من حجرته بوجه جامد ينطق شراسه… .ليجد الأخرى على عتبة شقتهم 
-هنا… .
تجمدت الډماء في عروقها من حدة نبرته لتستدير متسائلة 
-نعم… 
هتف بحدة يتخللها العتاب 
-أنا مش قولتلك بلاش… تتكلمي مع ملك .
مطت شفتيها معاتبة 
-أنت مكبر الموضوع ..ميس ملك… .
هدر بصړاخ 
-اسكتي خالص،…… ليدخل حجرته ويحضر الهاتف ويناوله لها قائلا-
-اقرأي وشوفي يا عاقلة… .
تناولت الهاتف وقرأت رسائل ملك ،التي تسخر فيها منها ومن عقلها خلاف انها ارسلت حديثهما عبر الشات ودردشتهم عن سيف وخطبتها… 
تساقطت دموع هنا ومدت كفها بالهاتف قائلة 
-أنا أسفه مقصدش 
صاح سيف پغضب 
-قولتلك كام مره الي بينا يفضل بينا… .وبلاش ملك… 
همس بأسف اختلط ببكاءها 
-انا أسفه… 
-ليه مبتسمعيش الكلام ..ليه العند فالغلط… ..
رمي بكلماته ليغادر بعدها وېصفع خلفه باب الشقة… .
مر ياسين بجانبها قائلا وهو يضرب خدوده 
-يا خيبتك… .ملك كانت خطيبته… .البت علمت عليكي وعايزه تأخد الواد منك 
شهقت هنا بفزع لتهمس مترددة 
-خطيبته ..
تابع ياسين وهو يحرك فمه يميناً ويساراً 
-من خمس ثلث سنين… كانت جارتنا… بس شافت نفسها عليه… واتفشكلت… بس رجعت وشكلها ناوية تاخده منك يابسكوتة ..دي بترن عليه فاليوم الف مره ،واستغلتك يا غم… .
في حد يعمل كده… .ليها حق تشقطه منك… .
تركت ياسين يندب حظ أخيه. 
وغادرت لشقتهم باكية متوعده لملك،… 
**************
مر اليوم ثقيلاً هو لا يتعامل معها وهي تدبر الخطط للنيل من ملك ،لكن ملك كانت اسرع منها بخطوة… 
عزمت نفسها على الغداء معهم متعلله بانها اشتاقت لوالدته وارادت الاطمئنان عليها… .فهم كانو جيران على أيه حال ..
تحملها ياسين بغيظ وحينما تتحدث لا يرد او يرد بمثل شعبي ضاحك يثير به حنقها خلاف انه كان يضحك على حديثها ويسخر منه ..لكنها تملك من البرود ما ېحرق ويدمر أعصاب الجميع 
-سيف… أنا رأيي تقصر شعرك… هيكون أحلى ..
هتفت بها ملك وهى تطالع خصلاته بملامح عابسة ..
ليؤمن سيف على كلامها وهو يتخللهم بأنامله ويطالع المرآة التي امامه بفم مذموم 
-فعلا بفكر ..
زفر ياسين بحنق ليهمس من بين اسنانه 
-شكلهم حلوو ياسيف سيبهم .
ليكن رأي الأخرى ناهي للجدال حاسم للامر ،همست وهي تطالعهم بإنبهار خالطته نظراتها العاشقة 
-انا من رأيك ياياسين… أحلى وهما طوال كده ..
بملامح جامدة ونبرة باردة ،هتف بحسم 
-معاكي حق يا ملك… هقصرهم أفضل ..
نظرة جانبية من بين اجفانها المسبة .شيعت بها هنا التي خرجت من الشقة فور ان اخذ قراره .لتلتفت بعدها وتهمس لسيف ببراءة مصقلة بالمكر 
-يلا بقا… انزل فورا للصالون ..علشان انا عزماك على أكلة بتحبها… 
همس ياسين بصوت مسموع يحمل بين طياته القهر 
-الحداية بتحدف… ..ثم نظر لسيف قائلا 
-كمل المثل علشان مش عارفه .
غادر بعدها وتركهم ،لتتجه ملك ناحية وداد وسيف قرر الهبوط لتنفيذ ماعزم عليه… 
هبط درجات السلم بتثاقل ليتفاجئ بها امام شقتهم جالسة ،صوت شهقاتها صفع اذنه بقوة ..لكنه واصل ببرود… دون أن يسألها او يتبادل معها حوار من اي نوع 
تم……

الفصل التاسع… . 
وقف أمام العمارة لدقائق… أخرج هاتفه وبحث فيه قليلاً ليعود للداخل لكنه تلك المره وحينما وصل لمكان جلوس هنا التي لم تتحرك أو تكف عن البكاء.. ...شملها بنظرة هادئة ثم اقترب هامساً 
-وسعي شويه .
تطلعت للمساحه ثم رفعت عينين مغرورقتين بالدموع وهمست بنحيب 
-واسع اهو اطلع ..يلا ..
همس وهو يجلس بجانبها 
-أنا هقعد مش هطلع ..
نظرت له بحيرة لايخلو منها للعتاب ليسترسل هو بهدوء 
-الي شفعلك عندي يا هنا سنك وعدم خبرتك ،وأن ملك أنا فاهم اسلوبها كويس… 
تطلعت لخصلاته ثم همست 
-أنت مقصتش شعرك ..؟
ابتسم بوداعة ،ومال هامساً 
-أنا خاطب هنا مش ملك ،وهنا عيزاه طويل علشان شكلها عايزه تلعب فيه ،يبقا اسمع كلام ملك ولاهنا ..؟
ردت بعفوية وهي تمسح بقايا دموعها المتجمدة بظاهر كفها 
-هنا طبعاً .
همس سيف وهو يستعذب شفتيها النديتين بفعل دموعها… 
-هو أنا لو بوستك هتقولي لملك ..؟
قطبت حاجبيها بنفور ،وانكمشت بجسدها ،ليضحك مشاكساً 
-مټخافيش… .بس عايزك تفهمي ..أن الي بينا مينفعش يطلع ولا لاصحابك المقربين حتى ياهنا ....مش كل حاجه ينفع نقولها ونحكيها ..ثم سألها مداعباً 
-ولا أنتِ مش حابه يكون في بينا حاجه خاصة تجمعنا محدش يفهمها ولا يعرفها غيرنا ..؟
همست بسعادة وهي تلتحم بنظراته الحانيه 
-عايزه أكيد… 
مد كفه منتظراً كفها ،لتمده بخجل فيتناوله ويضمة قائلا 
-طيب بتحكي ليه ..؟كده انا مش هحب احكي معاكي ياهنا او اقولك حاجه… .عني مضيقاني لانك بتقوليها فبالتالي عمرنا ما هنكون اصحاب ابداً… بدل ما تكوني صاحبي… تكوني يادوب خطيبتي… 
رمشت تستوعب حديثة ،لتنقبض ملامحها وتهمس بحزن 
-أنا أسفه بجد ،يمكن من فرحتي بيك… .
تخلل أناملها بأناملة وتابع وهو يبتسم لها برقة 
-مش لازم تثقي فكل الناس ..ياهنا… عارفه هي طلعت غبية ومتسرعه بعتتلي الكلام فالاول وكده هفوقلها وانبهك ،كويس مستغلتش ده علشان تبعدنا من غير ماتتكلم ..او أنتِ تفهمي… 
همست هنا بتفكير 
-فعلا الحمدلله… .أنا كده وكنت ھموت ،أمال لو بعدتني .
زم شفتيه وضغط على كفها معاتباً 
-بعد الشړ عليكِ ياتلميذتي الشقية ،فداء دموعك الحلوة دي أنا… .
تعالت دقاتها حتى كادت تخرج عن عقال صدرها ،التهبت وجنتاها حرارة وتدفق الډم بقوة لهما… .ليعاود الهمس وقد راقه خجلها 
-أحلى حاجه عارفه ايه والي خلتني اعديهالك غير قلة خبرتك ..
رمقته بحيرة مستفسرة 
-أيه… .؟
ليُخرج هاتفة بيدة الشاغرة ويوريها الهاتف قائلا 
-اقرأي 
همست بخجل 
-بحبه بس قولي بعشقة ،سيف ده حياتي كلها مقدرش اوصفه غير انه نور عيني .
ماإن انهت القراءة حتى أخفضت رأسها وتحاشت النظر لعينيه… 
ليهمس وقد لمعت عينيه ببريق الشقاوة 
-خليتها خلفية للفون… .يانونتي… ،
غيرت الحديث وقد تبدلت ملامحها للحزن 
-كنت بتحب ملك… 
ظل قابض على كفها ،ليطالعها بعبوس قائلا 
-مش هكدب واقول خطبتها لاني مش بحبها وتقليدي ..هي كانت جارتي لفترة اتخطبنا… 
قاطعته هامسة بإرتباك 
-وسيبتو بعض ليه ..؟
ابتسم سيف وتابع 
-اصل انا غيور فحاجتي… .ومبحبش حد ييجي جنبها… وهي كانت شايفة ده تخلف ..دا غير شافت اني مرتبي مش هيقضيها ميك أب وفسح ومصيف… 
شددت هي تلك المره من أحتضان كفه ،وابتسمت هامسة 
-انا شايفة الغيرة حب ،لما جوزي يغير عليا معناها أنا غاليه أوي… يعني أنا مِلكه بتاعتة هو لوحدة ،… .الراجل الي مبيغيرش يبقا ميعرفش يمتلك ولا يحب… 
ثانياً الفلوس مش كل حاجه على فكرة ،أنك تكون مع حبيبك ومبسوطين ومستورين اهم من فلوس كتير لوحدك… .
رفع سيف حاجه هاتفاً 
-أنتِ جبتي الكلام ده منين ..؟
عقدت حاجبيها معترضة 
-عادي ده احساسي… 
زفر بحزن وقد لمعت عيناه پخوف هامساً
-خاېف ياهنا يكون كلام مراهقة وشعارات سنك ..
سحبت كفها بغتتة وتحدته هاتفة 
-لا… .أنا بتكلم الي حساه… ومستعده اثبتلك 
همس بترقب 
-توعديني متقفيش مع الغلس أحمد ،… 
شهقه ناعمة اردفتها بهمس 
-أنت بتغير منه ..؟
اشاح مردفاً بضيق 
-مبغيرش… .بس متقفيش وخلاص .
ليحك رأسه ويطالعها بإبتسامة 
-صراحة بغير عليكِ من الهواء… ..
ابتسمت لكنها صمتت ،تبدلت ملامحها وهمست پخوف 
-أنا كده مفرقش عن ملك ..كنت برضو بتغير عليها ..
سحب كفها مره أخرى وهمس بحب 
-في فرق… .ملك كنت مبحبش تعاملها مع الناس بالتلقائية دي والناس الغُرب تحديداً 
انما أنتِ مختلفة لاني بغير عليكي من عمرو… ياسين امي احمد ..
من حضڼ والدتك لاني بتمنى ترجعي لحضني أنا بس… .متعرفيش غيره ..وبصراحة هو مش هيقصر… 
نهضت قافزة ..فتحت شقتها فهمس بمكر 
-رايحة فين… ؟
ردت بأنفاس لاهثة ،وضربات تصم أذنها 
-كده زي مابيقول ياسين ،الشيطان هيتنطط جنبنا ..
قهقه سيف مردفاً بزهو 
-احبك وأنت فاهم ياشقي… 
اغلقت خلفها الباب هامسة 
-وأنا أحبك وأنت غيور أوي كده ياأستاذي… 
ابتسامة رضا تخللت وجهه ،وقناعة سرت في اوردته لينهض وهو يغمغم 
-وداد لو عرفت أن قعدت عالسلم ووسخت الهدوم هتخليكي تغسلي هدومي ..
ليأتيه هتافها 
-فالخدمة يااستاذي ..بس مش هتاخدهم تاني ..
اغلقت الباب وصعد هو للأعلى ولسان حاله يردد 
-عيون وقلب أستاذك .
************
استقبلت ملك دخوله قائلة 
-اتأخرت… 
ابتسم سيف ساخراً ،لتباغته بسؤال 
-مقصرتش شعرك يعني… 
ابتسم سيف وهتف ببساطة
-هنا… .زعلت وعيطت وأنا مقدرش على زعلها .
للحظة كانت ستظهر نيرانها المستعرة بالغيرة ،لكنها ابتسمت وهمست وهي تجعد انفها 
-هنا صغيرة ومش فاهمة…
نهض سيف يمسد قميصة قائلا 
-وعملنا ايه بالكبار… وبعدين نونه ذكية وعاقلة ..وحقها تعترض مش جوزها المستقبلي ..
هتف ياسين بإنشداه 
-الله عليك ياحبيب والديك… 
نظرة ڼارية القتها ملك بوجه ياسين ..لينكمش مردداً 
-خاف ياياسين… ياامي ياامي ..
قهقه سيف بمتعة وهو يتابع ياسين الي يقتص من برود ملك ويتغذى عليه… 
تناولت ملك حقيبتها وابتسمت ببرود
-يلا بقا… علشان منتأخرش .. 
همس سيف في اذن ياسين ،ليقفز ياسين ويهرول للاسفل… .
بدأ سيف يراوغ ملك حتى أتت صاحبة الجلاله… وتبعها ياسين ..
وقف سيف واشار لملك قائلا 
-يلا بينا… لفت ذراعها حول ذراعه وتقدمت ترمق هنا پحقد وتشفي ،ليشير سيف لهنا وياسين 
-يلا… .
توقفت ملك وهتفت بإستنكار 
-هما جايين معانا ..؟
ترك سيف ذراع ملك وجذب ذراع هنا ولفه حول ذراعه قائلا بإبتسامة
-اها… بيني وبينك أنا من ساعة ماخطبت نونه مطلعتهاش… وبما أن انهردا عيد ميلادها فقولت نحتفل بيه سوا… .
شهقة ناعمة صدرت عن هنا لترفع رأسها هامسة 
-سيف .
رفع سيف كفها مقبلا .ليطلق ياسين صفيراً اتبعه برقصة البطريق وهتف بتشفي 
-الحب شطة ڼار شطة ڼار شطه ڼار… .
أما الاخرى فابتسمت بوداعه مصطنعه وتقدمت هامسة ببريق أعين يشبه الحيات 
داعبت ذقن هنا قائلة 
-وماله… دي هنا غاليه عندنا أوي… 
ازاح سيف اناملها عن ذقن هنا ،وضم الأخرى لصدرة يحيطها بذراعه فارضاً حمايته… 
لتشتعل الاخرى غضباً فقد كان احتضانه لهنا سهماً اصابها بمقټل فتعللت أنها نسيت أن لديها موعد وتغادر تطلق دخاناً من أذنها… 
صفق ياسين بمرح قائلا 
-يالعبك ياكبير… .وكعبو كعبو حبيبي وانا لاعبه ..
دفعه سيف ناهرا 
-ايه الي بتقوله ده…
الټفت سيف لهنا غامزاً 
-عندك امتحان جيولوجيا بكرة لو جبتي درجه كويسه ليكي عندي افسحك احلى فسحه يانونتي .
حرك ياسين حاجبه هاتفاً بمشاكسة 
-لبنيتا والدلع صافي… ..اوعدنا يارب ..
اشار لها سيف قائلا 
-انزلي هاتي مامتك وكتب الجيولوجيا وتعالي نذاكر سوا… ..
ثم همس بتحذير 
-بلاش بنطلونات ياهنا… .
اومأت هنا بفرحة 
-حاضر عيوني… .
رددخلفها بإبتسامة مشعه 
-تسلملي عيونك ياتلميذتي… 
*****************
دخل المطبخ وجد زوجة عمة عاكفة على صنع الطعام… .شعر بالاشفاق لحالها… جلس بجانبها مداعباً 
-بتطبخي ايه ..؟
رفعت رأسها مجيبة بإبتسامة 
-اهلا ياقاسم… بطبخلك طاجن الكوسة الي بتحبه ..
هتف قاسم بسعادة 
-بجد… ..
هتفت زوجة عمة بتأكيد
-طبعا ياابن الغالية… 
شمر قاسم تيشرته متحمساً
-هساعدك بقا… 
رفضت والدة عمة بمعاتبة 
-لا ياابني… .خليك بعيد 
تقدم قاسم وتناول البصل والسکين قائلا 
-ابداً ..هساعدك ونعمل أحلى أكل .
دمعه فرت من عينيها المتغضة .لتمسحها باناملها وتراقب قاسم بفرحة… ..
دخلت ياسمين تتهادئ في خطواتها ،رمقت قاسم بنظرات غل ،ولمحة واضحة من الازدراء… تصنع قاسم عدم الأكتراث وتابع عمله… .فيما جلست ياسمين .وهتفت بسخرية 
-الراجل الي بره ده لو شاف ابنه الحيلة كده هيعلقنا اسبوع ..
نظرات حاد غاضبة،لتهز ياسمين رأسها بنفور… 
هتفت والدتها بحنق 
-ياسمين… .
هزت ياسمين كتفها ببرود قائلة 
-ايه ..غلطت ..ربنا يهدهم… ثم اشارت لقاسم مسترسلة 
-منكم لله… ربنا يخلصنا منكم… 
صړخت عمتها الناهر يوازي هتاف والدتها ،اما هو فظل يرمقها بثبات وهمي… والم يمتلك ثنايا صدرة ونيران مستعرة في احشائه 
هتفت عمته وهي تتناول من السکين 
-اټجننت ياقاسم بتساعدهم فالمطبخ… 
تابع قاسم مايفعله وهو يهمس ببرود 
-مش شايف مشكله… وبعدين مرات عمي تعبانه… 
صړخت عمته بإعتراض 
-وأنت مالك… .
اراحت ياسمين كفها على خصرها ومالت بجسدها ساخره 
-شكله عنده… .قلب بني أدمين مش زيكم… قلوب كلاب سعرانه ..
انقضت عليها عمتها تقيدها من خصلاتها الحرة ،نهض قاسم يحاول تحريرها… 
ساقتها عمتها ناحية الموقد… متحفزة للنيل منها ..تبعه لمعان نصل سکين اخترق بريقة الأنظار… ..

الفصل العاشر
-كان نصل السکين من نصيبها وكأنها تحتاج لچروح اخرى فوق چروحها ،نقاط الډم تسربت وعكرت بيضاء ارض المطبخ… 
بريق الډم لمع في عين قاسم ليهتف مذهولا ،ويديه تبحثان بين اجساد الثلاث عن المصابه… ..
جحظت الأعين وتوقفت الأنفاس داخل الصدور… 
هتف قاسم وهو يتأمل ثوب زوجة عمة الذي استحال لبحيرة دماء
-مرات عمي… 
اتجهت ياسمين ناحية والدتها تطلق صرخات عاليه ،لكن تلك الصرخات لاتجد غير الجزع سداً منيعاً داخل الصدور ..بينما ارتبكت العمة وتركت السکين تسقط ارضاً وغادرت… .
ساعدها قاسم على النهوض ،واشار لياسمين أن ترتدي ملابسها… انطلقت ياسمين كالقذيفة..لحجرتها ارتدت عباءتها… وهبطت… ساعدت قاسم في نقل والدتها لسيارته… 
على الفور انتقل قاسم لمقعد القيادة وغادر لأقرب مشفى ..
***********
-قاسم ماما كويسة ..؟
هتفت بها ياسمين وهى تبسط كفيها وتريحهم على صدر الأخر بعفوية ..ارتد جسده للخلف يسيطر على ارتباكة ،يمسح عرق وهمي على جبهته… .نظراته تهتز بغير هدى… ليجيب بتلعثم 
-تمام كويسة… ساعه وهناخدها معانا… 
جلست على أقرب مقعد… حبيسة جدران نيران صدره المستعرة عينيها تلمع بحزن وتحتجز الدموع قسراً،… .قسر الكبرياء، وطواعية تائه ..
أشفق قاسم على حالها فوجهها يعكس مابداخلها برغم بررودها وصمتها التي تغلف به نفسها .
جلس بجانبها يشمل وجهها البرئ بحنان ليهمس بحنان 
-ياسمين… متقلقيش هتبقا كويسة .
تلك الشفاه التي تحمل إغواء العالم بإكتنازهما ،حملت بإلتوائها سخرية تعب من مجابهتها ..
-متفرقش… .يا ..ابن عمي… كده كده تايهه… 
ابتسم مردداً بمشاكسة 
-كويس انك فاكره أني ابن عمك .
قهقت بصوت عالي حتى ادمعت ،فيما ظل هو مدهوشاً ..هتفت من بين ضحكاتها بإزدراء 
-افضلك متفكرنيش انك ابنه ..
حزن لمع بمقلتيه ليردف بثقة 
-اتكلمي يمكن اقدر اساعدك ..
تبدلت ملامحها الضاحكة لأخرى تحمل شراسة نمرة… لتردف بصدق 
-سيبوني فحالي… وأنت بالذات ياقاسم… دور الطيب الي انت عامله ده بلاش منه… 
رفعت كم عبائتها لتشير لعدة حروق متفرقة قائلة 
-شوف… عايزني اصدق أن ابن الراجل الي عمل فيا كده طيب وغيره… مستحيل .
نثر نظراته المرتجفة على اثار الحروق العديدة ،ليرفع لها عينين ذاهلتين ويهمس 
-ايه كل ده ..؟
نهضت تعقد ذراعية وهي تهمس بلا مبالاة 
-اسأله… ....ثم صمتت لترفع الكم مره أخرى وتشير لواحده 
-ولا اقولك هقول انا ..دي علشان كان نفسي فغزل البنات… وانتقلت لأخرى هاتفة 
-ودي علشان طلبت مصروف اروح بيه المدرسة ..ودي علشان كان نفسي فلبس جديد للمدرسة بدل الي اتقطع واحيانا مبيسترنيش ..
ودي علشان كان نفسي فعروسة… وغيرها وغيرها…… 
والسبب اني بنت اتحمل عاري… .اتجوز امي الي رفضته زمان علشان تتجوز اخوه… فبيدوقها الصاع صاعين… 
وعمتك… شايفة اني زي امي غدارة… امي خدت اخوهم وقسته عليهم… واني زيها… .بتتلذذ بتشوية جمالي الي شبه جمال أمي ..
تقطعت نبرتها وتحولت لأنين مزق احشائه 
-حتى المدرسة… شايفين انهم صرفو عليا كفايه ..واني ممكن اسببلهم مشاكل .
اقتربت تصرغ بأعين متسعه وشفاه مرتعشة 
-قولي انت احبكم ليه واطمنلك ليه… 
جميلة شرسة قوية رغم ضعفها ،تشبه زوجة عمة ايقونة الخير لطالما تمنى ان يتزوج من يشبهها من حديث عمه عنها… .وها هي فراشة بالوان زاهية خليط ومزيج من القوة الضعف… معها يكون الاكتمال ..
وعد اطلقته نظراته قبل لسانه .
-اوعدك محدش هيلمسك تاني ياياسمين وهترجعي مدرستك… 
نال نظره محتقرة من طرف عينيها لتطلق تنهيدة يوازيها لا مبالاتها 
-متفرقش… 
نهض يضيق عينيه متسائلا 
-لما انتِ قوية كده مبتدافعيش عنك عن والدتك ليه ..
اختنق من نظرات احتقارها وشفتيها المتأمرة عليه بسخريتها ..ردد لسان حاله 
-مهلا ياقاسم ستنال من تلك الشفتين… وتنفس فيهما عن كل غضبك… وعد لن اتراجع عنه .
اشاحت بذراعه قائلة 
-متفرقش… ..ساعات كتر الۏجع بېموت القلب ..
دس كفوفة داخل جيوب بنطاله قائلا 
-بتقولي كلام كبير 
ردت بثبات ..وبرود 
-العمر مش بعدد السنين ..دا بحجم التجارب ..وانتو ربنا يخليكم ليا… هرتوني تجارب ..
همس قاسم بعزم ملأ نبرته 
-ربنا يصلح الحال… .
فاقت زوجة عمه ونقلها للمنزل… .وبعد ان اطمئن عليها خرج… 
****************
-كفاية بقا يامستر… .
هتفت بها هنا وهي تتمطأ وتتململ في جلستها من فرط تعبها ..
رفع حاجبه واراح ظهره قائلا 
-لازم تجيبي اعلى درجة .
مطت شفتيها معترضة 
-دا امتحان شهر .
تخلل خصلاته قائلا 
-شهر ولا نص تذاكري كويس وتجيبي أعلى درجة… .
تفخت هنا بضيق قائلة 
-أووووف بقا .
صاح ياسين معترضاً
-سيبها ياعم… .ترتاح نصاية… 
نهضت هنا مسرعة واتجهت ناحية ياسين قائلة 
-فعلا… .ثم اشارت لياسين 
-بتأكل ايه… ؟
ياسين وهو يطالع السندوتش 
-ساندوتش جبنه وعليه مربى وعليه كاتشب ..وشريحتين تفاح… 
حملقت هنا بدهشة ،قائلة 
-ليه كل ده ..؟
لوح ياسين ممتعضاً 
-هو أنا لسه هحشي كل واحد لوحده ..
نهض سيف وجذب منه الساندوتش قائلا 
-هقوم اجهزلك انا… ..قوم شوف مذاكرتك .
انتفض ياسين وهتف پقهر 
-باخد هدنه الله ..!
سيف مشيراً بتحذير
-قوم يلا… .
هتفت وداد من بعيد قائلة 
-سيف اعملنا قهوة .
تطلع لهم سيف ،وهتف موافقا
-حاضر… .ثم غمز لهنا مشاكساً 
-ماتيجي ياتلمذتي الشقية تعملي معايا القهوة وبالمرة اراجعلك النحو .
اومأ هنا واتجهت خلفه… وقف يصنع القهوة ..فيما وداد وماجدة تراقبنهم عبر الباب… 
همس سيف وهو يقف أمامها متصنعاً الجدية 
خليها بلاغة… واشرحي يلا 
-بلى أنا مشتاق وعندي لوعةُُ… .
انطلقت هنا بآلية تشرح البيت لاتنتبه لنظرات الأخر التي امتلأت شقاوة وغمازته التي تألقت من شدة ابتسامتة .
القى لها سيف حبة جزر قائلا 
-خدي يلا يمكن نظرك يقوى .
التقطتها والتهمتها بنهم ثم تابعت تسميع القصيدة كاملة ..
انهى سيف اعداد القهوة واشار لها أن تُخرجها وتعود ..اخرجتها وعادت ..جلست تُعد معه السندوتشات ..
همس بخجل وهي تقطع حبات الطماطم 
-سيف… 
سيف دون أن يرفع نظره 
-نعم يانونه .
همست هنا وهي تعض شفتيها 
-هو أنت عايز تتجوزني ليه ..؟
ترك سيف ما بيدة ورفع راسها يتعمق النظر لعينيها ،بحاجبين منعقدين… 
طال صمته الذي رافقة تأمله لها ،سؤال ربما لم يُجيب عليه بينه وبين نفسه من قبل ...
ليبتسم متعللاً 
-علشان أنتِ هنا ..
زمت شفتيه وهي ترد برزانه ساخرة 
-إجابه منطقية… اقنعتني ..
تابع عمله مشيحاً براسه 
-في إجابات ..حلاوتها تطلع بعفوية وبدون ترتيب وفوقتها ،لو طلعت بترتيب ياهنا مبيكونش ليها نفس لذة ..المفاجآة… سيبي الاجابه تجيلك فوقت تحسي بيها اكتر من غير طلب  .
هزت راسها بإقتناع هامسة 
-هستنى ..لان يمكن لو محصلتش على الأجابه الي بتمناها يبقا ملوش لزمة اتعب قلبي .
تعمقت عقدة جبينه ليردد مذهولا 
-تقصدي ايه ..؟
هنا وقد نهضت تصف الساندوتشاات 
-خليها فوقتها يااستاذي… ثم غمزت متابعة… وبلاش ابيات الشعر الصعبة دي .
خرجت تحمل الاطباق بينما ابتسم هو مردداً بسعادة
-يابنت المچنونة وعاملة عبيطة .
******************
دخل قاسم للمنزل يحمل العديد من الاكياس… صعد للأعلى بخفة… .
مر من أما حجرة زوجة عمه ،الانارة وشت بإستيقاظهم…… تفادى الحجرة بخطوتين ..لتفتح ياسمين وتستوقفه 
-قاسم… ماما سخنه… 
استدار قاسم وعاد ،دخل الحجرة خلفها ..وضع الأكياس… جانباً وجلس على طرف الفراش يتحسس جبين زوجة عمه… ليهتف متلهفاً 
-هاتي قماشه نضيفة ومية ساقعه بسرعة ..
اسرعت ياسمين واحضرت ما طلبه… فيما ظل هو مستيقظاً يصنع لها الكمادات…تاركاً الباب مفتوح على مصراعيه  
امسك المصحف واشار لياسمين قائلا 
-روحي اوضتك ..مش هينفع تفضل سوا لوحدنا… وخدي الاكياس دي معاكِ 
التفتت متسائلة 
-دي فيها ايه ..؟
فتح المصحف وهمس دون ان ينظر اليها 
-خديها وهتعرفي… 
اخذتها وعندما اقتربت همس برجاء 
-ياريت تغيري نظام لبسك ده… .أكيد انتِ كبيرة وعارفة الصح من الغلط… طول ماانا فالبيت او اي راجل ميصحش تطلعي كده قدامة .
نظرت لمنامتها بخجل ،فقد لمست الصدق والمنطقية في حديثة ..فلم تراوغ واستسلمت هامسة 
-حاضر… .
خرجت وتركت الباب مفتوحاً فيما ،جلس هو على الكرسي الجانبي يقرأ قرآن… ويستثمر وقته في طاعة الله… فأبنة عمة تكاد تفقده صوابة منذ أتى .
فتحت الأكياس بلهفة شديدة،لتجد زي مدرسي جديد… برقت عيناه بسعادة واحتضنته… فتحت الأخر فوجدت دُمية جميلة… وكمية معقولة من انواع متعددة من الآيس كريم ،شيكولاتات ..انواع شيبس متعددة ،واخيراً حقيبة مدرسية جميلة لم تحظى بواحدة من قبل مثلها ..فتحتها لتجد مبلغاً مالياً… ودفاتر واقلام واوراق… ..
جلست بإنهاك تحتضن كل ذلك في فراشة ،تستمتع بالاكل بينما تحتضن دميتها… حتى غفت وذهبت في نوم عميق ولاول مره منذ عشرة اعوام تشعر بالسعادة والرضا… .
استيقظت صباحاً ارتدت جلباب ووضعت وشاح على راسها خرجت تتفقد والدتها لتجد الأخر نائم على الكرسي… 
ترددت اتشكرة ام لا لكن صوت صدع بعقلها بان ذلك من حقها وأموال والدها التي يسفحونها ،وأنه لا يستحق الشكر فهو يريد أن يظهر بمظهر الحَمل الوديع ،
استيقظ على حركتها ،تطلع حوله متثائباً ،لينهض بعدها ويطمئن على زوجة عمه وبعدها يغادر… 
صوت سخريتها صفع مسامعه 
-لو مستني مني شكر… .انسى دي فلوسي الي ابوك بيسفحها .
مسح وجهه بكفه ،يتمالك ڠضبة… ليغادر بعدها ويتركها تتميز غيظاً وتتجرعه ،كما جرعته له .
***************************
… .. اقناع ارفقه قاسم بمبلغ مالي… من حرتعبه وغربته ليقنع والده بأن تذهب معه ياسمين للمدرسة ،
بعد أن اطمئن على زوجة عمة ،وأحضر لها العديد من الوجبات السريعه ..لانه يعرف لن يهتم بها أحد في غيابة… 
رافقتة ياسمين بسعادة لمدرستها ،دخلت صفها سلمت على صديقاتها… 
دخل سيف الصف دار بعينيه ليفاجئ بياسمين ..
هتف سيف برسمية شديدة 
-ازيك ياياسمين .
ابتسمت ياسمين مردده بثقة 
-ازي حضرتك يامستر ..
اما الاخرى فهيهات أن تصمت ،وتترك تلك الابتسامات تنعم بالتبادل البرئ… 
هتفت هنا وهي تلوي فمها بغيظ 
-بلاغة ،ولانحو… ولا أيه يامستر ..؟
تنحنح سيف مجلياً صوته الرخيم ،ليستدير ناحية لوحة الحائط حتى يتفادي سهام الأخرى المصوبه تجاهه بتوعد… 
دخول تامر الصف قطع عليه شرحة وانسجامة في عمله… 
تامر وهو يتقدم مستأذناً 
-سيف اخبارك ..
هتف سيف بإنتباه 
-حبيبي اخبارك… .
نظر تامر للورقة مردداً 
-يابنات في رحلة ..مين يحب يطلع ...؟
نقل سيف نظراته لهنا التي تصنعت الانهماك ،ليبتسم ويميل ناحية تامر يهمس في أذنه .فيبتسم تامر… 
عدد تامر الفتيات ليضيف في اخرهم هنا… انتبهت من شرودها لتهتف بدهشة 
-بس أنا مشتركتش .
تامر بضحكة ماكرة وهو يغادر 
-هتروحي وده إجباري يا ماما ..،الحكومة امرت .
نظرت لسيف الذي اشاح براسه مدعياً عدم الاكتراث ..
اتسعت ابتسامتها ترافقاً مع هزة راسها ،ليبادلها بعدها سيف الابتسامة ويشرع في عملة بجدية .
بينما تقبلت هنا اللكزات من صديقتيها ،وهمسات مغبطة 
-سيدي ياسيدي… .اوعدنا يارب ..
*********************
ما إن عرفت بأمر خطبتة وقد تناقلتها افواه الفتيات ،قررت مواجهته والاعتراف بحبها… .له… عزمت ارتدت قناع اللامبالاة… وتحفزت ..
ولسوء حظة كان في الحجرة بمفردة ،ابتسامة نصر تسللت لشفتيها الجافتين حينما لاحظت خلوو الحجرة ..
غفلت ونال الشيطان من تهورها وإندفاعها… 
دخلت الحجرة واغلقت خلفها ،صوت إنغلاق الباب صدع بأذنه ليرفع رأسه وماإن يراها يهتف بدهشة 
-ياسمين ..!
ضحكة بملامح الشيطان وكره عبق أنفاسه 
،عندما رأي ذهاب الأخرى وإغلاقها للباب خلفها خبث أحاط عقلة ليتجه ناحية الباب ويغلقه بالمفتاح… ويغادر مغمغماً 
-جود لاك ياسيف… على چثتي تتهنى بالمزة… قبلي
حضر شريف يجر خلفة المديرة والوكيل ،اقتربا من حجرة المعلمين امسك مقبض الباب ..ليفاجئ بهنا تفتحه وعلى وجهها ابتسامة هادئة ..
فُتح الباب ليجد الجميع بالداخل ،تامر سيف ياسمين ،قاسم… ملك .
جحظت عيناه پصدمة ،وابتلع كلماته ،لتهتف هنا ساخره 
-مستر شريف ازيك… بجد لسه كنت هنادي لحضرتك… ثم اتجهت ناحية الطاولة وقربت علبة كعك قائلة 
-حلوان خطوبتي أنا والاستاذ سيف .
تقدم سيف يرحب بالمديرة ،..لتأخد المديرة من هنا وتلقي مباركة على سيف وهنا وتغادر وهي تطالع شريف بتوعد قائله 
-استاذ شريف حصلني على مكتبي… ثم اشارت لهنا وسيف قائلة 
-وانتو كمان ياريت تحصلوني ..
غادرت المديرة ليقترب لتامر ويربت على كتف شريف ساخراً 
-تشرب شاي ولا تاكل شيكولا .
نفض شريف ذراعة وغادر،ليهمس سيف لهنا بصوت لايسمعه سواه 
-بحبك .
شهقة اردفتها بنظرة للواقف بجانبها همسه اذابها بينما هو لايظهر عليه اي شئ. 
وقفت مبهوته ،ليغمز لها ويتجه ناحية تامر… بينما اختلفت الوجوة 
ياسمين حزينة غاضبة ساخطة ،
وملك التي كانت تحتبس حقدها وكرهها بعد ما رنى لمسامعها ،حينما اقتربت من هنا وسيف ..
همسه صفعها بقوة فهو لم يعترف لها يوماً بحبه ..ولم ينطقها صراحة كما فعل مع تلك الصغيرة ،خلاف اللمعه التي تحتل مقلتيه حينما يطالعها ..
أما قاسم فظل جامداً ،في أخر تصوره أن تفعل ياسمين مافعلته .....
هتف سيف 
-قاسم ايه ساكت ليه… ؟
اخذ نفساً عميقاً ليردف بحزن 
-معلش تعبان… .
ناوله تامر كوباً من الشاي قائلا 
-خد وروق… .انت لسه اول يوم،..
غادرت ياسمين بتزمت ،وتبعتها هنا… ..
*******************
خرجت هنا بصحبة سيف وعمرو وياسين ،… تجولا في المولات… .
دخل سيف وياسين محل ملابس رجوليه ،لتتسلل الأخرى ناحية محل لبيع الهدايا  … .ظلت تتجول حتى وقفت مشدوهه أمام هدية عبارة عن مركب تميل بمنتصفها مصنوعه من الزجاج  …  ظلت تتفحصها مشدوهه… فجأة هدرت انفاس ساخنه لظهرها لتستدير وتشهق 
-سيف ..
همس بحنان 
-واقفه هنا ليه ..؟
هزت كتفها بنزق وهي تخطو للخارج 
-عادي بتفرج ياسيدي ..
همس وهو يعقد ذراعيه 
-عاجباكي ..؟
هزت رأسها برفض ،لكنه جلبها معه ودفع ثمنها وغلفها جيداً ليخرج بعد ذلك ويعطيها لها هامساً
-مينفعش اشوف حاجه عجبتك ومجبهاش  .
فغرت فمها مردده بسعادة 
-متشكرة… أوي .
همس بسخرية 
-الشكر لله… ثم اشار ممتعضاً 
-يلا نتغدا علشان يكمل الشكر .
،… تناولو طعام الغداء سوياً ،ليذهبا بعد ذلك لحديقة واسعه ..تجلس هنا وبجانبها سيف بينما ينضم عمرو وياسين لبعض الشباب يلعبون كرة القدم .
-نونه أنتِ شوفتي ياسمين ازاي .
هتف بها سيف وهو يطالعها بحنان 
لتبتسم هنا وتهتف بغيظ اختلج بحديثها 
-انا كنت جايه اسالك عن الرحلة ،وفجأة شوفت ياسمين دخلت وقفلت الباب ودي مش عادة طالب يدخل ،بعدها شريف قفل الباب بالمفتاح ونزل… بصيت لقيته رايح غرفة المديرة… 
معرفتش أعمل ايه ،نزلت ادور على عم جابر اجيب نسخه منه… لقيته بيصلي هو واستاذ قاسم… خدت المفتاح وطلعت جري وكان ورايا استاذ قاسم… بس كان مهم محدش يفتح ويشوف قبلي… 
وفعلا فتحت زي ماشوفت ،والباقي جه ورايا… .
هتف سيف وهو يلتقط نظراتها الخجولة 
-خفت من جنانك وقتها ،بس ضحكتك بعد مافتحتي الباب خلتني حمدت ربنا. 
ضحكت هنا مسترسلة 
-لا… ماانا شفت بس تصدق ياريتني عملت زعلانه واتدلعت يومين… 
مسك سيف كفها متخللا اناملها كمااعتاد ليهمس بحب 
-مش محتاجه اتدلعي ولا يهمك .
عضت هنا شفتيها من فرط خجلها ،ونظراته التي تتغلغل لقلبها وروحها ليضرب سيف الارض بكفه معترضا
-ماقولنا ممنوع من الصرف… الله .
عبست مستفهمة بحاجبين منعقدين 
-هو ايه… ؟
غير سيف الحديث قائلا 
-بس جبتي الكحك والحلويات دي منين .
هتفت هنا بضحكة مشبعه ببرائتها 
-ههههههه انا فعلا خدتهم اوزعهم علشان الخطوبة وكنت ناوية اديهم ل ميس ملك .
قهقه سيف عالياً ،ليهدأ بعدها مشاكساً 
-كانت رميتك من الشباك ياقادره .
تحولت ملامح هنا للجدية لتهمس بترقب اختلط بخۏفها 
-هي ياسمين قالتلك ايه ..؟
ارتبك سيف وتلعثم .ليشيح قائلا 
-عادي في حاجات مش فهماها بسبب غيابها… 
يعلم انه كاذب لكنه لا يستطيع تشويه سمعتها فهنا وإن كانت خطيبته فهي متهوره غيوره وقد ټؤذي الفتاة وهذا مالا يريدة… هو متيقن ان ياسمين تمر بمرحله صعبه وتعلقها به ماهو الا مراهقة وطوق نجاة لمشاعر كانت ټغرق… ..
افاق من شروده على نداء ياسين وعمرو لينضم معهم .نهض مستغلا الفرصة هارباً من نظرات هنا .التي تقتحمه فهو يعلم انها لا تقتنع .
*************
يقتحم رأسها الماً منذ ان رات الصور والرسائل… جلست تحتسي كوباً من القهوة بعد أن ذهبت فتاتيها في هدنة… وقيلولة ..
رنين هادئ لجرس الباب جعلها تنهض متكاسلة ،وماإن فتحت الباب وطالعت وجه من امامها حتى صړخت باسمها والقت نفسها بأحضانها .

-جهاد… ..
احتضنتها الأخرى بسعادة ،عناق دام على طول المدة التي غابا فيها،
جلست جهاد بجانب تتامل ملامحها قائلة 
-اخبارك ايه ياأمل… 
لازت روحها بالفرار خلف ابتسامة منمقة لتجيب ببساطة كاذبة 
-تمام ..الحمدلله .
خلعت جهاد حجابها ،ونظرت في الانحاء قائلة 
-البنات فين… وحشوني .
همست أمل وهي تلف حجاباً حول رأسها 
-لسه نايمين… 
نثرت جهاد خصلاتها قائلة 
-بتربطي راسك ليه ..؟
همست أمل بوجه خالي من التعابير 
-صداع يا جهاد .
اقتربت جهاد تتفحصها باهتمام 
-مالك بهتانه كده ،ووشك (وجهك) أصفر .
برغم صداقتهم المتينه الا انها امتنعت عن الحكي ،اتفضح من ستره ربه ،والاكبر انه زوجها… خلاف انها ستشوة صورة رسمتها ببراعه امام الجميع ،صورة الزوجة السعيدة والرجل المثالي… 
ان فضفضت ستفضح نفسها.… .قبلة ..افاقت من شرودها الذي لاحظته جهاد على صوت مفتاح يدور في الباب… غطت جهاد شعرها بسرعة فيما وقفت أمل وذهبت تستقبله ..
-جيت بدري ياشريف ..
هتفت بها أمل ممتعضه ،مما جعل شريف يقترب راغباً في قُبلة ..تقهقرت أمل بنفور… لينتبه شريف على وجود جهاد ويتقدم مرحباً 
-مش معقول جهاد المراغي بنفسها عندنا .
بادلته جهاد الترحاب بإقتضاب ،أما هو فلم يرحمها من نظراته المتفحصه ..وعينيه التي تلتهم جسدها… .
تأوهت أمل داخلها حزناً وقهراً سيفضحها أمام صديقتها ..وإن شعرت به جهاد ستردعه بكلماته ولن تخشى العواقب مهما تكن .
لاحظت وكيف لا تلاحظ ونظراته تنقلت على جسدها بطريقة مقززة ،مما دفعها لتنهض وتجذب حقيبتها وتغادر… القت تحية عابرة على أمل وغادرت بهدوء ..
دخل شريف يوازي دخوله هتافه 
-حضريلي الغدا يا موله عندي حصله .
جلست أمل تأن ټصارع دموعها ،تكبت روحها داخل قفصها النيراني .
*****************
زيارة مفاجئة لمفتش ومُوجه عام في اللغة العربية ،دخلت ملك الصف تسأل هنا 
-هنا دفاتر سيف فين… .؟
طالعتها هنا ببرود مردده 
-ليه… ؟
كادت ملك ټحطم كوب النسكافيه في يدها ،لكنها تمالك ورددت 
-سيف عايزهم ضروري ،
امتنعت هنا عن إعطائها ،
-اسفه ..هو الي ييجي ياخدهم… 
اخذت ملك نفساً عميقاً لتردف بثقة 
-المدير طلبت مني اجيب كل دفاتر المدرسين وسيف قالي بتاعته معاكي .
عقدت هنا ذراعيه هاتفة بإستنكار 
-هوديه انا…

صاحت ملك پغضب شديد من افعال هنا 
-هنا لوسمحتي… في مفتشين وزيارة مفاجئة ومش وقت دلع البنات ده .
نهضت هنا تكز على اسنانه پغضب ،لتهتف ببرود 
-ميخصنيش ..
دخول سيف المفاجئ وهتافه ،جعلها تطالع ملك بغيظ 
-هنا ادي الدفتر لملك… .ثم اشار لملك قائلا 
-المديرة طالباكي بسرعة ياملك ..
اومأت ملك برضا 
-حاضر ياسيف جايه حالا .
استسلمت هنا بغيظ واخرجت الدفاتر واعطتها لملك ..ولكن فكرة شيطانيه قفزت بعقلها… 
تقدمت واعطتها الدفاتر ..رنين هاتف ملك اجفلها لتتصنع هنا الاصطدام بها وينسكب النسكافيه على ملابس ملك ويطال دفاتر سيف ..
شهقت ملك بفزع 
-مش تفتحي ياغبية .
هتفت هنا وهي تريح كفها على خصرها 
-أنا مش غبية ،حضرتك الي غبية وستين غبية… 
جملتها وصلت لأذن المسئول الذي دلف بصحبة سيف للحجرة ،ليتقدم ناهراً 
-ايه الي بيحصل ده… .طالبه بتهين معلمة .
رحبت ملك بدخوله ،فيما اشاحت هنا بشموخ محتميه بالأخر الذي كان مقلتيه تطلقان شرارات غاضبه لو طالتها لأحړقتها .
بدأ المسئول بنهر الطالبات وإعطائهم دروس في كيفية احترام المعلم ،وخص هنا بذلك كما انه جعلها طوال الوقت واقفة ،لا يغفل عن سبها بقلة التهذيب والاحترام… 
جلس المسئول يطلب دفاتر سيف ،ليقدمها سيف بخجل بعد ملاحظته ما لحق بها من تشوة ..
اغلق المسئول الدفاتر بإشمئزاز ،ودفعهم يطالع سيف پغضب قائلا 
-دي مش منظر دفاتر يااستاذ ..دي تلفها وتعمل بيها ساندوتشات… 
نهض المسئول وقبل أن يخررج ،طلب من هنا أن تُحضر ولي امرها ..
طالعها سيف بيأس امتزج بغضبه ،فبادلته نظره حادة غاضبة .
ظل سيف مزعوجاً مما حدث ،فلاول مره يعاملة أحد بهذه الطريقة ،خلاف انه يهتم بأغراضه جيداً ولا يحب العبث بها… .فهي واجهته ..
انتهى اليوم الدراسي ،هنا وسيف كلاهما يشعر بالڠضب من الأخر… .هاتف عمرو سيف واخبره انه معزوم لديهم على العشاء ،هبط سيف فيماامتنعت وداد لتعبها… 
استقبله عمرو ورحب به وأخذه وجلس به في حجرة الصالون… .كادت هنا ټنفجر غضباً… مما حدث اليوم وعدم دفاعه عنها ،فقررت الخروج والنَيل منه… 
تقدمت تتهادى في خطواتها ،وحينما وقفت أمامه  خلعت خاتم الخطبة الغير مكتملة والقته بوجهه وسط ذهول عمرو وترقب سيف للأتي .
صڤعة لم تكن بكفها لكن كانت بما زين به أناملها ،نفساً عميقاً وبرود غلف به نفسه ليلملم به بقايا كبرياء بعثرته تلك الغبية بفعلتها .
ابتلع غصة مريرة وتقدم يدوس على الخاتم الملقى على الارض تبتلع السجادة اصطدامة بها لكن هذا الاصطدام احدث صوتا بداخله وشرخاً بائناً افترشته ملامح وجهه الجامده… 
هتفت وهي تُلقي هدية قد حفظها لها بوجهه ..
-متلزمنيش… .ولا أنت ولا هداياك طالما معملتليش كرامة ،مش هعملك ولو سمحت متجيش عندنا تاني ..
ضم قبضتيه يعتصرهم بقوة ڠضب حبيس صدره ،خطا ناحية باب الشقة فيما هي وقفت بكل غرور تشمله بنظرة محتقره .
هتف عمرو بضيق 
-ايه الي عملتيه ده ..بتطرديه ..وانا ايه خيال ..
صړخت في وجهه فكان كفه رادع… 
ليلقي عليها سيف ابتسامة ساخرة متحدية ويغادر .

الحادي عشر
رأيكم أسـقـيتكَ الـشـهدَ لـكـنْ بـتَّ تـسكبُني
من دونِ ذنبٍ وتسقي اليأسَ شرياني

وكـنـتُ أدفــعُ عـنـكَ الـحـزنَ مـجـتهداً
فــعـدتَ تـنـفـخُ فــي نـيـرانِ أحـزانـي

كــم انـتـظرتُكَ أنْ تــروي ظـما كـبديْ
وأنْ تـــداويَ جــرحـي أيـهـا الـجـاني

مــا كــانَ ضــرّكَ لـو أبـقيتَ صـحبتنا
وكـــنـــتَ جـــنـــةَ آمــــــالٍ وريـــحــانِ

اذهــب فـمـا عُــدتَ ظــلاً أسـتريحُ بـهِ
مــا كـنـتَ إلا سـحـاباً فــي حـزيـرانِ

#منقول

نوبه من الصمت اجتابته ،عقله يصارع وقلبه ينازع دقات تريد ،ترغب ،تتمنى،… ..ظل بحجرته مابين خواطره ورسوماته ،يصارع بين نعيم الجنه وچحيم الڼار… ..لينتهي بقرار حاسم… 
أنه لايريدها فلتفعل ماتشاء فهو لم يحافظ على قلبه البكر من الحب لتكن تلك القاسېة قليلة الحياء نصيباً لقلب يبحث عن الحب .
سيساعدها لأجل عمه رحمة الله عليه ولأجل والدتها صديقة والدته المقربة بل أمه الثانية… لكنه حرمها على قلبه… .
طرقات انتشلته من دوامات التفكير التي ابتلعته منذ أن اتى… ليسمح للطارق بالدخول… لتكن رحمة اسماً على مسمى 
وقفت على الباب تتطلع له بقلق يهز نظراتها ،لتهمس بقلق لا تخفيه نبرتها 
-مالك ياابني ..من ساعة ماجيت وأنت قافل على نفسك ياقاسم ومأكلتش .
ابتسامة دافئة رسمها قاسم على وجهه لينهض قاطعا المسافه الفاصلة بينهم ،يخبأ خزنه خلاف ملامحه الجامدة 
-أنا كويس يامرات عمي بس برتب شغلي .
تقدمت رحمة تربت على كتفه وبعينيها الف سؤال يحفه الامتنان لتهمس بنبرة ملبدة ببدايه بكاء 
-ربنا معاك… .متشكرة علشان الي عملته مع ياسمين ياقاسم ،..ثم رفعت ذراعها وحاولت خلع أحدى اساورها الذهبية ،قائلة 
-خد دي ياابني… بدال الفلوس .
قبض قاسم على كفها التي تتحرك على ذراعها .قائلا بنظرات حاسمة ونبرة محتدة بعض الشئ 
-أنتِ بتعملي ايه… ؟… .بتشتميني للدرجادي شيفاني قليل .
انتفضت ترمقة بنظرات مستنكرة تدفع بها اتهامة لتهتف بحنو 
-لا ياابني دا أنت كبير… كبير قوي 
ابتسم قاسم مردداً بإبتسامة لم تتعدى حدود شفتيه 
-خلاص ،يبقا متعملهاش تاني ياأمي .
اتسعت عيناها بدهشة 
-ليتابع بيقين وهو يتقدم مقبلا رأسها 
-أنتِ أمي… واسمحيلي أناديكي أمي… تنهيدة كادت تمزق اضلعه حزناً ليسترسل بجمود 
-وياسمين أختي وعلي .
وأد بكلماته أملا ،كان ينازع ليطفو فوق احاسيسة… 
لم تكن هي بأقل حزناً فلم يوأد بكلماته مشاعر وليدة لكن وأد املا بداخلها… في أن تحظى طفلتها بقلب قاسم حتى ترتاح .
نظر قاسم للاساور هامساً بعتب 
-عايزه تقلعي هدية عمي ،دا أنامنساش فرحته وهو واخدني معاه نشتريها ..يومها قالي وهو ماسكهم 
(ذهبا يرتدي ذهب  فيستحيل الذهب حديداً مع قلب كالماس )
ضغط بكلماته على ذكرى يلمع وهجها بالقلب كالجمر لتنهمر دموعها بغزارة .
هتف بإصرار وتحذيراً ليناً
-طول ماانا عايش يا رحمة القلوب ،مش هتقلعيهم مش هتنزعي ذكرى طبيب القلوب من قلبك وايدك .
ضحكت هامسة من بين دموعها 
-طبيب القلوب ،لسه فاكر ياقاسم… ؟
ضحك مشاكساً وهو يداعب لمعات عينيها المتألقه بالذكرى 
-أنتِ كنتي بنت الشيخ الكبير ولقبك كان راحة القلوب وعمي كان شيخ المسجد الطيب الكريم وكان أهل المكان بينادوه بطبيب القلوب .مفيش حد كان يقصدة بقلب مجروح الا ويرده شافي معافي… بريق دموع لاح بعينيه ليهتف موارياً حزنه 
-وحشني الكلام معاة ،
همست وهي تنتزع اقدامها ،
-روحله وكلمة ياقاسم ،صدقني هتشوفه ياابني ..
القت جملتها وغادرت فقاسم يضغط بقوة ويذكرها بما يعكف الجميع على محوه من ذاكرتها دخلت حجرتها تسيطر على ارتعاشة شوقها لترن بأذنها كلماته .بل اخر كلمات ملأبحرارتها أذنها 
-لما تشتاقي للشيخ ،اتوضي وصلي وادعيلي يامَنية القلب… .هتلاقي أنفاسي بتملا صدرك ....همشي بس رحمة زي ماكانت رحمة لازم تكون سيف للحق وسوط عڈاب للي ېهينها ويهين ولادها… سايب راجل يامَنية القلب .
بللت موضع سجودها بدموعها ،دعت ودعت ودعت حتى جف حلقها ،لتجلس بعدها وترفع مصحفه رفيق دربها وتقرأ ماتيسر من القرآن الكريم .
********************
اصطدم بها في طريق خروجه ،فأشاح برأسه غاضاً بصره ..
هتفت وهي تتخصر 
-قاسم هو أنت مدرس ايه ..؟
التقط نفساً عميقاً ملبد بالضيق ليهتف بنفاذ صبر 
-تربية دينية… 
شهقه ساخره ارفقتها بضحكة عابثة لتهتف بإزدراء
-تربية دينيه ،يعني مالكش لزمه بقا .
مسح وجهه بكفيه ،يحاول امتصاص ڠضبة وابتلاع أحزانه ليهتف بتساؤل اربكها 
-هو الدين عندك مالوش لزمة… ؟ ..
ارتبكت من سؤاله ،وزاغت نظراتها فيما رنى عقلها لصورة اب رافقة دينه حتى مثواه الأخير 
همست بدمعة توخز عينيها 
-لا طبعاً… .بس يعني دي مادة مش بتتحسب ولا احنا بنهتم بيها ياقاسم .
بتهكم مريرة ،نطق حروفه 
-يبقا والدك الي كان بيتعلمة مالوش لزمة .
واستحالت القطة لنمرة شرسة ،تحفزت وقست نظراتها… اقتربت تواجهه هاتفه من بين أسنانها 
-أياك ياقاسم ..تلوث اسمه بكلامك .
ابتعد عن مرمى بصرها .ليهتف ببرود جاهد ليظهره 
-وأياكِ يابنت عمي… ..تستقلي بيا ولا بدراستي وافتكري اني دارس نفس دراسة عمي .
سار خطوات قليلة ليهتف بنبرة لاحياة فيها 
-بكرة في رحلة وهتروحيها زيك زي البنات ،الصبح هتلاقي لوازمك مع والدتك… .يابنت الشيخ .
ضغط على حروفه وكأنه يذكرها بما نسيت وبما جحدت نفسها .
التمعت عيناها بفرحة وركضت لحجرتها تمني نفسها بفسحة لطالما تمنتها. 
*********************
*جلست على فراشها تبكي من أثر صڤعة عمرو… 
دخل عمرو الحجرة هائجا يتوعدها 
-الصبح هتروحي تعتذري لمدرستك .
صاحت هنا وهتفت بإعتراض 
-مش هيحصل ،أنا مغلطتش .
اقترب عمرو يهتف بسخرية 
-وهتعتذري لسيف عن الي عملتيه .
نهضت تلوح بذراعها ممتعضة 
-مستحيل ،دا محافظش على كرامتي. 
صاحت ماجده تستوقفهم 
-في ايه… ؟
هتف عمرو وهو يرمق اخته بغيظ
-بنتك شتمت مدرستها ،بوظت دفاتر سيف واتجازى بسببها وبسبب عنادها ،والراجل جه هنا وبنتك بهدلته ورمتله شبكته فوشة وطردته .
شهقه مستنكرة اطلقتها ماجدة لتعاود النظر لهنا مستفهمة 
-الكلام ده حصل ياهنا ..؟
هزت رأسها معترضه بعناد 
-ايوه بس هو مدافعش عني .
صاح عمرو وهو يقترب متحفزاً لضربها مره أخرى 
-بهدلتيه قدام المسئول واذتيه عيزاه يضرب المسئول علشان عيونك وأنتِ اصلا الي غلطانه .
صاحت بغرور وهي تتقدم رافعة رأسها  بأباء
-ايوه مش خطيبته .
ضحك عمرو متهكماً 
-لا ياشيخه .
سدت ماجدة أذنها بكفيها صاړخه 
-بس بس… 
توقف الاثنان عن الشجار ،ليلوح عمرو بعدها ويخرج من الحجرة .
رفعت ماجدة سبابتها محذره متوعده 
-وأنتِ ياهنا… هشوف سيف وبعدها ليا حساب معاكي .
خرجت من الحجرة وأغلقتها خلفها بقوة 
***************
حاول إلهاء عقلة بالقراءة ،فلم يتصور في أقصى خياله جموحاً ان تفعل هنا مافعلته اليوم ،لطالما حذرها من الاقتراب والعبث بعمله .ولكنها لم تفكر سوى بنفسها وقد تملكت منها غيرتها عليه .
دخل ياسين الحجرة لاوياً عنقة 
-أبا درويش… ..
لم يعيره سيف انتباهاً ،وظل على جموده… وصمته ..لكن ياسين اقرب هاتفاً بنفس التواء عنقة والتي ارفقها بالتواء لفمه قائلا 
-أبا الحج درويش ..
رفع سيف رأسه ينفخ ،القى نظره على أخيه ليتسائل بنفاذ صبر 
-عايز أيه ياياسين ..؟
اقترب ياسين هاتفاً 
-أبا درويش… أنا عايز اتجوز .
هتف سيف بغيظ ،وقد نفذت طاقته على الاحتمال 
-ياسين انا مش فاضيلك .
انحنى ياسين غامزاً 
-حماك عمرو بره وعايزك ضروري .
أغمض سيف عينيه ملتقطاً نفساً طويلا ،ليفتح عينيه ناظراً لياسين وقد هدر من بين شفتيه نفخاً 
هز ياسين رأسه مستفهماً بفضول 
-هو في ايه… ها ..ها… ها 
نهض سيف وتركه يصارع فضوله اللعېن لكن هيهات خرج خلفه ،وجلس على مقربه منهم يترهف السمع .
هتف عمرو بخجل 
-بعتذرلك ياسيف عن الي حصل .
ربت سيف على كتف عمرو قائلا 
-ولا يهمك ياغالي… حصل خير .
ليتابع عمرو بجدية ورجاء 
-طيب مش هتنزل تتعشى… ؟
ضحك سيف مستنكراً 
-أختك خلت فيها عشا… لا ياعم أنا كده تمام .
شعر عمرو بالأسف الشديد ليهتف بحماس 
-طيب تعالى نطلع ناكل بره واهو نتمشى .
وقبل أن يتفوه سيف بالأعتراض أو الموافقة كان ياسين امامهم يبدل تيشرته امام أعينهم ..هاتفاً 
-معاكم والا وربنا اعملكم ڤضيحه. واحد يأكلني كنتاكي وواحد بيتزا .
استسلم سيف وغادر يبدل ملابسة فيما رقص ياسين بسعادة. 
هتف عمرو وهو يتجه للباب 
-هغير واستناكم تحت .
ودعه ياسين قائلا 
-سلام ياوش الخير ..
*******************
دخل سيف الصف بآليه ،لم ينتبه لعدم وجودها لانه كان يتعمد الاشاحه عن موضع جلوسها ،وأثناء انهماكه بالعمل  دخلت الأخرى تتلفح بغرورها… .طرقت تستأذن الدخول 
ليعقد سيف ذراعيه وينتبه لها قائلا 
-نعم،… ..!
ابتسمت بكبر وتقدمت قائلة 
-الحصة… 
قاطعها وهو يتقدم مشيراً للخارج 
-أسف حضرتك عارفه أني بدخلش حد بعدي .
تقدمت ناحية مقعدها ،دون اي مراعاه لإعتراضة ..بل ضړبت به عرض الحائط… .صاخ سيف پغضب 
--بره… 
ابتسمت ببرود ،وتقدمت جاذبه حقيبتها ،لتهتف متعمدة إغاظتة واللعب على أوتار غضبه 
-اهدا يامستر… .أنااصلا مش هحضر الحصة ،انا بس جايه اخد شنطتي .
حرجت تتهادئ في خطواتها خلاف ابتسامتها المنمقة التي ترسمها على وجهها… صفع سيف الباب خلفها بقوة وهو يهمس ترافقاً مع اهتزاز رأسه المستنكر 
-ياخساره ياهنا…
جلست في ركن منزوي ،ټصارع دموع ندمها ،فنبرته الكارهه ټخنقها ونفوره الساكن مقلتيه ېقتلها ويخنق انفاسها ماقصدت اهانته او جرحه .لكن شيطانها غلبها وتمردها طفا على مشاعرها .
********* 
استعدت صباحاً وانتظرت الباص ،فرحلة اليوم مهمة ستكفل فقط بإغاظته ،… .رنين هاتفه وإنارته بإسم مي جعلها تهندم ملابسها وتمسك حقيبتها… 
هبطت للأسفل جلست بأريحية بعدما القت التحيه على الجميع… 
دخل سيف الباص يعتلي ثغرة إبتسامة جذابة خلاف جاذبيتة التي اضفتهاعليه ملابسة الأنيقة وخصلته التي تمردت على تصفيفته ،وزينت جبهته … .نظرة واحدة ادركت أنه لم يعد هناك مكاناً شاغراً سوى بجانبها… .
جلس بجانبها متصنعاً عدم الاهتمام ،دقائق واخرج كتاباً رفيقاً لفراغه وفتحه لينشغل عن الجالسة بجانبه… 
ظلت تتأفف بضيق ،لتهتدي أخيراً لفكرة انشغالها بالهاتف واللعب به .
وقفت نجوى من على مقعدها لتعلو راس سيف وتهتف 
-دي رحلة يامستر ،يعني فرفشة ونعنشة مش وقت قراءة خالص .
ابعد سيف الكتاب واستدار يواجه نجوى وابتسامة انارت وجهه 
-طيب ياستي… ..هنفرفش هنعمل ايه ..!
هتف هنا بحدة 
-لو سمحت ممكن اعدي ،
ابتعد سيف مردداً ببرود 
-اتفضلي… 
غادرت عبراتها ټخنقها من فرط غيظها وغيرتها على وسيمها ،بدلت المقعد مع تامر ،
جلس تامر بجانب سيف الذي كاد ينفجر من افعال هنا التي تثير الجدل حولها حتى باتت سيرتهم علكة تلوكها الأفواه ويقتات عليها الأعداء… 
بينما ظل قاسم بجانب ياسمين لا يتفوه بأي كلمة يولي اهتمامه لرسوماته فقط ،لكن الأخرى كانت تتطلع من نافذة الباص بإنبهار طفولي غير عابئة بما يدور حولها ،
ومابين حين وأخر تتأمل ملابسها الجميلة كعروس معجبة بفستانها ،فهذه الملابس أحضرها قاسم وأعطاها لوالدتها لتذهب بها لرحلة المدرسة حتى لاتظهر بمظهر أقل  من صديقاتها بل أفضل منهن جميعاً… ..
كانت سعادتها لاتُخفى عليه وذلك اثار روح الفنان بداخله ،فبدت انامله اكثر سحراً تنطلق على الورق تخط بأريحية تسابق فرحتها وتعبر عما يجيش بصدره .
أبت هنا أن تتركه لنجوى وعادت لمقعدها مرغمة ،فيما كانت نجوى تتحدث مع سيف وتشاكسة فتنطلق ضحكات سيف المستمتعه التي صُوبت لصدر الأخرى ،واججت نيرانها مداعبه دموعها .
ذهبت نجوى للسائق وأمرته بتشغيل الكاسيت الذي ضج بنغمه أنيه محببه…

مليش بعدك بلاش بعدك يا هاجرني
وليه يا حبيبي تنساني وليه بتظلمني

هو عشان انا حبيتك ټجرح وتظلم فيا
حرام عليك ېخرب بيتك، ع اللي انت عامله فيا

وعشان خاطري كلمني وبلاش تغيب عني
ليه سايبني في ڼار؟
وليه تبقى دي نهايتي انك تغيب عني
مش ده يبقى حرام؟

مين عذبك وچرح قلبك بتخلصه فيا
ده اللي عملته كتير فيا ارحم بقى شوية
هو عشان انا مش قدك ټجرح وتقسى عليا
حبيبي ېخرب بيت عقلك ما كفاية تقل عليا

وعشان خاطري كلمني وبلاش تغيب عني
ليه سايبني في ڼار؟
وليه تبقى دي نهايتي انك تغيب عني
مش ده يبقى حرام؟
بكت على أثرها هنا فلم تجد غير محرمة ورقيه ممدوده لها ببرود ونبرة اكثر بروداً 
-اقفلي الشباك علشان الهوا ميطرفش عينك وتدمعي وحد يفتكرك بټعيطي أو بتحسي مثلا زي بقيت الناس .
ارفق كلماته بإبتسامة ساخرة ،لكن قلبه رغم ذلك يؤلمة…

الفصل الثاني عشر



رفضت تناول المحرمة منه لينال منها نظرة غامضة ارهقت دقات قلبه ...سحب كفه الممدودة ووضع المحرمة داخل جيبه هاتفاً ببرود 
-امسحي فكمك بقا .
صمتت ثم رفعت كفها ومسحت دموعها ،اخذت نفساً عميقاً ورفعت هاتفها تُقلب فيه ،أما هو فظل ېختلس لها النظرات ولسان حاله يردد 
-ولسه....ياماما كسر رقبه وتأديب وتهذيب واصلاح بعون الله .
ضج هاتفه بنغمة مخصصة 
(أنت قلبك قاسې أوي اوي أنت مش بتحس كده وكده )
كز على اسنانه بغيظ فمن المؤكد أن ياسين من فعلها به كعادته السيئة ...انتبه للاسم اللامع فابتسم بسعادة ووضع السماعات قائلا 
-حبيبة قلبي .
قفزت نبضاتها خارجاً وتوقفت اناملها على الهاتف ،التفتت لتجد ابتسامته وشروده يحيطها فانقبض صدرها .
ضحكة عابثة منه فوتت،دقاتها للخرج بفزع 
-وحشتيني بجد ياإيمي ....ايه مش هشوفك 
صمتتتت اعقبه بضغطة علي ذر تشغيل الكاميرا لتظهر صورة الأخرى على هاتفة فيغمزها قائلا 
-لا كبرتي بجد ،....احلوينا وشعرنا طول ...
صرخه كتمتها داخلها .وهي تتمتم بذهول 
-شعرها ......
ليسترسل براحة وقد اغمض عينيه ليهمس برضا ورقة 
-وحشني الكلام معاكِ ياقلبي .
اتسعت عيناها واسقطت الهاتف من بين كفيها احدث صوتاً لكن الأخر لم ينتبه وظل على هيامه .
استغلت استرساله واغلاقه لعينيه لتنهض بخفه وهدوء ،تطالع شاشة الهاتف ،لتتاكل غيظاً وهي ترى فتاة غاية في الجمال تنساب خصلاتها فتزيدها بهاءاً وجمال ....

الأخرى قد رأت هنا عبر الكاميرا ونبهته لتلصصها لكنه رد ببرود ومواربه 
-عارف ياقلبي .
تركها لو فتح وواجهها قد تتهور ،لكنه تركها تراقب أيمان وتتلصص حتى يقهرها أكثر وأكثر ..
حرك رأسه ليصطدم برأس صلبه ،تأوهت هنا وعادت لمقعدها ..ليلتفت لها سيف متسائلا ببرود 
-خدي بالك .....ثم عاد لوضعه قائلا 
-ولو أن اشك الدماغ دي تتأثر صراحة .
تابع سيف حديثة لايمان قائلا 
-أيمي حاولي تيجي بجد مفتقدك علشان خاطري .
هتفت نجوى من فوق رأسه 
-سيدي ياسيدي ....
ابعد سيف السماعات وابتسم لنجوى وهو يستدير 
-دا تجسس بقا .
نظرت نجوى للهاتف وصاحت بسعادة واعجاب 
-دي قريبتك ...حلوة أوي .
اومأ سيف قائلا 
-دي حته من قلبي ....حبيبتي وصاحبتي .
هتفت نجوى بإنشداه 
-حلوة اوووي ...ماتجيب اسلم عليها والنبي .
ضحك سيف بإستمتاع وازال السماعه واعطاها لنجوى قائلا 
-خدي ياستي ....
تحدثت نجوى مع إيمان ضحكت وشاكست ،بينما كانت الأخرى ستموت كمداً من الغيرة والقهر ...
رددت ببهتان وروح جريحة 
-حبيبته وصاحبته كمان ،....ياعيني .
*******************************
-هو انت بتحب الرسم ..؟
هتفت بها ياسمين وهي تتابع انامله في حركتها وتنقلها على الورق ،ليردف قاسم دون أن يتوقف 
-بحبه ....بحب أكتر ارسم طيور ورود ...حاجات طبيعية...
أخذت نفساً عميق ،لتردف وهي تنظر لاناملة 
-ارسم بيت صغير قدامه شجر وزرع وساقية بتلف ،والسماء ضلمة فيها غيم كتير ...
توقفت أنامله ،داعبت نبرتها اوتار حزنه ليهمس بحاجبين منعقدين 
-ليه السماء ضلمة .ليه مفهاش شمس او قمر .
ردت بعفوية قاټلة 
-بشوفها كده ،وبصراحه أفضل الشمس رغم انها بتنور بس بټحرق والقمر رغم جماله بس دايما حزين ومكسوف .
ترك اقلامة ودفع اوراقه جانباً ،مايحدث فوق احتمال قلبه .عادت تطالع الطريق بشكل عادي وكأنها لم تؤلم قلباً أو ارهقت روحاً لمست احزانها ،حديثها عادياً لكنه لم يكن الا جبالا حملها على عاتقة 
******************
تحايلت نجوى على سيف ليلعب معهم كرة القدم لكنه اعترض على اللعبة ووافق مبدئياً على الفكرة ،
هتف سيف بإقتناع 
-تمام نلعب حاجه تانية ونستفيد ،حسأل سؤال وعايز أجابه .والي هتجاوب ليها الشيكولا دي… .لوح سيف بقالب الشيكولا فيما هتفن الفتيات متحمسين 
-تمام يلا… 
هتف سيف بترقب ماكر 
الغرور والڠضب ..اسلوب تحذير 
واحد عايز صورته
اتنين المحذر منه ..الاعراب 
تعالت الهمهمات الجانبية فيما جلس هو بأريحيه ينتظر ردهن ،ولكن طال الصمت كثيرا وبدا يتلاعب بلوح الشيكولا… .نفذ صبره ويأس لينهض هاتفاً 
-كده هأكلها أنا ياحلوين سلام… 
ليستوقفه صوت انساب على مسامعه كسينفونية عذبة راقت له ،
هتفت هنا بدبلوماسية وهي تعدل من حجابها متصنعة اللامبالاه 
نوعه معطوف .المحذر منه ..الغرور والڠضب 
إعرابه :مفعول به منصوب بفعل محذوف وجوباً تقديرة احذر 
احذر الغرور والڠضب .
فغر الجميع افواههم بإعجاب شديد لهنا ،فيما ابتسم سيف برضا .واستدار قائلا بتصنع 
-أنتِ اساسا مدخلتيش اللعبة وميحقلكيش اللعب معانا ،ولو كنتِ عايزه الشيكولا فأسف رجعت فكلامي 
انفض الجمع… لكن هنا سارت واقتربت منه وهي تبتسم بإنتصار 
-مستر… أنت اساسا مشرحتش اسلوب التحذير فالمدرسة… ثم صمتت لتردف بتهكم وهي تمط شفتيها 
-بس شرحته لخطيبتك ،وأنت سألت ومتأكد مفيش غيري هيجاوب يامستر فحرام الظلم… التقطت منه لوح الشيكولا… وفتحته تتذوقة بنهم .مسترسلة لتُغيظة 
-انت قاصد أن خطيبتك هي الي تاخده .
التوئ فمه ليعقد ذراعيه مجيبا بنبرة بارده 
-تقصدي سابقاً… مال قليلا ليهمس بغرور ضاغطا على كل حرف 
-خطيبتي سابقاً ياريت متنسيش… ياآنسه ،بلاش تلزيق… .
نفض غبار وهمي من على ملابسة وغادر تاركا لها خلفه بعد أن شملها بنظرة عابثة .

سار سيف حتى جلس بجانب ملك وتبادل معها الهمهمات الجانبية التي لا تخلو من ابتسامته ،أما المچنونة الأخرى فأختارت مشاكسة نجوى التي لم تكن عواقبها إلا عڼف مفتعل من نجوى والمبرر تلعب بالكرة… 
عمدت نجوى على تصويب الكرة لوجه هنا التي تعمدت السخرية من نجوى حينما وقعت ارضاً ،والأخيرة لم تفوت الفرصة واصابت هدفها ببراعة مدعية انها لم تقصد… 
ونالت هنا اصطداما وارتضطام بالارض احدث جُرحاُ غائر في جبهتها اعلى عينيها تقدم سيف بخطوات اشبة بالركض ،اخرج محرمة ورقية وناولها لها… .ليهتف بعدها بإقرار 
-يلا هنشوف صيدلية قريبة… 
ضحكت نجوى بإستمتاع فيما غادرت هنا خلف سيف ،بحث حوله حتى وجد واحدة دخل يجذبها خلفه من كفها ،
تقدم الطبيب وقد رأي الډم وكف الأخرى الموضوعه على الجُرح… جهز المطهر والقطن ولاصقة چروح ..قست نظرات سيف وهو يلاحظ اقتراب الطبيب من هنا ومحاولتة نزع كفها… مما دعاه أن يقترب ويرمق الطبيب بنظرة تحذيرية متوعدة جذب منه القطن قائلا بحدة 
-أنا هساعدها ماعليك غير بس تجيب المطلوب .
طالع الطبيب مساعدته بذهول من ڠضب سيف الغير مبرر ،حاول الطبيب زجرة وتعنيفه 
فلم ينال غير نظرة جانبية قاسېة وهتف بحدة مقرونه بكف ممدوده لجذب اللاصق الطبي 
-لوسمحت اللاصق.
نظف جُرح هنا ووضعه وهو يتحاشى النظر لعينيها .
وماإن انتهى حتى دفع للطبيب نقودة وغادر ،أمامها بينما هي خلفه تتعثر خطواتها .
اقترب هامساً وهو يتطلع حوله بتأفف 
-تحبي تشربي حاجه او تأكلي .
القت بوجهه نفخاً غاضب وسبقته للامام قائلة 
-لا خليهملك يامستر .
همس سيف ببرود وابتسامة ساخرة 
-وفرتي ،..يلا علشان نرجع أخرة الي يطلع رحلات فيها عالم تعكنن وتعكر المزاج .
وقفت تهتف بحدة 
-معلش مزاجك اتعكر يامستر بس ارجع لميس ملك تروقهولك بقا .
دس كفوفه داخل جيوب بنطاله هامسة بنبرة هادئة 
-وماله… .اقله بتفهم فالذوق .
زمجرت كقطة ،وزمت هاتفة بحنق 
-عايزه أروح ...!
توقف عن السير .واستدار واضعا كفيه على خصره مشيراً براسه 
-ت أيه ...؟
عقدت ذراعيها وحملقت فيه متابعه بتحدي 
-مش طايقه حد ولا المكان وعايزه امشي .
بارعه هي في إخراجه عن طوره بل بارعه في اظهار ڠضبة وخروج عصبيته ،اشار لها قائلا بنبره ناهيه 
-هنمشي كلنا مع بعض ،مينفعش حضرتك ترجعي لوحدك فوقت زي ده .
صاحت پغضب وهي ترفع حاجبها 
-وأنت مالك ،أنا اصلا ....همشي لوحدي .
وازاها صياحاً فقد نفذ صبره من افعالها 
-ياسلام .....طيب اعمليها وشوفي هيحصلك ايه ..؟
تقدمت خطوتين وهمست ببرود 
-هرجع لوحدي حضرتك متقدرش تعملي حاجه اساساً .
كز على اسنانه وهو يحاصر نظراتها پشراسه 
-اقدر بحكم مدرس وانتي طالبه ومن مسئوليتي مش اكتر من كده .
ابتسمت وهي ترفع ذقنها هامسه بغرور 
-لاني أنا الي رافضه يكون لك سلطة عليا أكتر من كده مش لانك أنت رافض ولا نسيت .
قست ملامحه ،ضغطت بالملح على چرح احدثته بغبائها غافله بالعواقب اقترب لكنها ارتعشت خوفا من نظراته الغاضبه ،عاد للخلف متمالكاً غضبه ومسيطراً على انفعاله الكامن بصدره .
اشار لها بهدوء مصطنع 
-امشي ...
صمتت لتهدية نظرة محتقرة ،لېصرخ بهياج 
-قدامي على الحديقة .
سارا معا حتى وصلا للحديقة ،تعمد إلهاء نفسه فيما تعمدت الأخرى إغاظته ،....فكرة شيطانيه لاتدري كيف سيطرت عليها لتغادر تاركة الجمع .....
انتهت الرحلة تفقد سيف الفتيات لكنه فوجئ بغيابها هي وملك ....
هتف تامر بهدوء
-ملك راحت تغسل ايدها وقالت اسبقوني ،
ليهتف سيف پغضب 
-وهنا فين ..؟
تفقد تامر وقاسم الفتيات وعددهم ليتاكدو من صحة كلام سيف وإختفاء هنا .
اشار سيف للسائق قائلا 
-نزلني وبعدها اقفل الابواب ،قاسم هيكون معاك ثم الټفت لتامر قائلا 
-تعالى معايا ياتامر .
ترجلا سيف وتامر من السيارة وعادا للحديقة يبحثان عن ملك وهنا ولكن لا أثر ،حاول سيف مهاتفة هنا لكن لا جواب ،بلغ منه القلق مبلغه واستعرت نيران خوفه ،
ظل يبحث في كل مكان ،فجأة توقف على أثر صړخة باسمه 
-سييييييييييف .
عاد سيف لتامر قائلا
-سمعت الي أنا سمعته .
اومأ تامر وقد أخذ القلق مساراً على ملامحه ،ظل يبحث عن الصوت پجنون بينما غادر تامر وقد ادرك ان الأمر جلل ....
هتف سيف بقلق 
-هننننننننا 
لترد الأخرى بصوت مكتوم مرتجف 
-س.....يف ..
دارت به الدنيا واهتزت نظراتها وقف تحت لهيب الشمس الحارق يحتضن رأسه بكفيه يكاد يبكي ...
صوت قفزات بين الشجر والزروع جلب انتباهه وصدع بأذنه ليستدير بعدها ويعبر سور الحديقة ...ليجد قطعة ارض ذراعيه جال بنظراته لتقع عيناه على هنا وملك تحاولان التملص من بين ذراعي رجلين ضخام الچثة ،هرول باتجاههم ،اشتبك مع واحد وقد استطاع افلات هنا منه ،تبادلا الضربات واللكمات التي ارهقت سيف ،لكنه صمد ببساله واستطاع قهر الأخر انتبه الرجل الأخر لضعف صديقة فترك ملك واتجه ناحية سيف لينال سيف منهم ما كاد يرديه قتيلا 
احتضنت ملك هنا وظلا ېصرخان باسم سيف ،وحينما انتهى الامر هتفت ملك بتحذير 
-يلا بينا ياهنا 
حاولت هنا التملص من قبضتها واللحاق بسيف قائلة 
-اسيبه ..دا مستحيل امشي انتي ياملك .
حاولت ملك ثنيها لكنها لم تفلح تحت اصرار وعناد هنا ،تركتها وغادرت وحدها فيما صړخت الأخرى وتقدمت تدافع عنه بشجاعة زائفة ،وقدرة ضعيفه ،
همس سيف بتحذير 
-ارجعي ....
اقتربت منه هنا ترتعش بجزع لما أصابه ،وهمس پخوف مش هسيبك أنا السبب انا الي حاولت امشي واهرب .
حاول احد الرجلين تقييد هنا ...لكن سيف احتضنها بقوة نابعه من خوفه خبأها محيطاً لها بذراعيه متلقياً الضربات الرادعه له ،....همست پبكاء 
-انااسفه ياحبيبي .
همس بصوت متقطع واهن 
-اسكتي ....
اخرج واحداً مدية ولوح بها للأخر الذي ابتسم بإنتصار 
لينال سيف ضربها انسابت على كتفه واحدثت جُرحا طويلا ،لكنه ظل يحيطها خوفا عليها فيما هي تتشبث به بقوة 
ضحك الرجل وعاد لمحاولة جذب هنا .لينال سيف چرحا اخر على طول ذراعه .
وصلت ملك وقاسم والسائق وتامر ،ليفر الرجلان ويضيعا وسط النخيل والاشجار .
انهار سيف ،وفقد اخر ذرة يمتلكها من القوة ،صوت اصدقائه انساب على اذنه فأعلنت جفونه الاستسلام لخدر سرى بجسده المټألم ..أغلق عينيها على صرخات هنا المتوسلة ودموعها التي بللت ملابسه .
استلمته الطوارئ بسرعه وتم نزع ملابسه الممزقة لمداوة چروحه .
استلمت هنا ملابسة واحتضنتها فيما كانت دموعها لا تتوقف 
همس عمرو وهو يمسد رأسها بحنان 
-اهدي ياحبيبتي مش كده .
شددت هنا من أحتضان ملابسة قائلة 
-أنا السبب ياعمرو عنادي ،عمل كل ده ياريتني فضلت قاعدة ومااصريتش امشي ......ثم هتفت وهي تطالع نظرات عمرو المټألمة 
-مخلاش حد يلمسني ياعمرو بخدش ،دافع عني لأخر نفس وأنا الي أذيته وطردته .
ضربها عمرو مدعيا المرح 
-أنتِ عبيطة هيسيبك ازاي ،حتى ولو زعلان مستحيل يسيبك ټتأذي دا سيف وأنا عارفه كويس وعارف غلاوتك عنده .
مسح عمرو دموعها واشار لها قائلا 
-روحي اقعدي مع والدته الست هتتجنن وياسين بيعيط زي العيال ....
نهضت هنا بتكاسل وثقل .اتجهت ناحية وداد جلست بجانبها تلقي براسها داخل احضانها تردد بجزع 
-ادعيله ياطنط ،ربنا يخليهولنا ...
ربتت وداد على ظهرها وهمست بهدوء اختلج بقلقها 
-هيبقا كويس دا ابني وأنا عرفاه يااما اتحمل ..
اتجه عمرو ناحية ياسين وظل يهدأه ويحاول إلهائه حتى يكف عن البكاء كالصغار ...
*************.
أفاق سيف من إغمائته وتم نقلة لحجرة عادية ،دخل ياسين راكضاً واقترب يحتضنه فتأوه سيف هامساً 
-ياابني اهدى .
ضړب ياسين ذراع سيف قائلا 
-هنا بيوجعك… ..ثم نَقل كفه مسترسلا ببلاهة مصطنعه 
-طيب هنا… ؟
تأوه سيف من شدة الألم وهتف بضيق 
-أنت عبيط يالا ماتهدا .
ضحك ياسين وانحنى يطبع قُبلة على كتفه هامساً 
-الف سلامة عليك .
انتبه سيف لوجود والدته فطلب من ياسين مساعدته ليعتدل وتحريك الفراش ليرتفع به ،… 
فتح سيف ذراعه السليمة .فأقتربت والدته تنثر فوق رأسه القُبلات وهي تهمس بمشاكسة 
-مين الي يحضن مين ياولا .
همس سيف وهو يرفع كفها لفمه 
-عارفك بټعيطي يادودو ،
همست وهي تستريح بجانبه 
-الف سلامة عليك ياحبيبي .
هتفت وداد وهي تعتدل واقفة ،هقوم اصلي خلي بالك من اخوك ياياسين .
اشهر ياسين اسنانه مبتسماً بمكر
-مټخافيش فعنيا .
جذب سيف ياسين من قميصة ليهمس بضعف 
-ولا… هنا كويسة… ؟
تطلع ياسين ناحية النافذة المُطلة على ممر داخلي وعاد هامساً 
-زي القردة ،… ..مبطلتش عياط من ساعة ما جات .
همس سيف متسائلا باهتمام 
-ياسين… هي كويسة يعني مفهاش حاجه ،مفيش حاجه لحقتها ولاحتى خدش .؟
تأفف ياسين وردد بمصمصة شفاة 
-قولتلك زي القردة ،بس هي خاېفة تدخل معرفش ليه .
شرد سيف قليلا لينتبه لياسين قائلا 
-بقولك ايه… ؟روح كده وسوسلها واقنعها تيجي .عايز اطمن عليها .
انتفض ياسين مردداً پغضب مفتعل 
-ليه شيطان مثلا .
تأوه سيف پألم وهو يحاول التحرك ،ليهمس ياسين پخوف 
-خلاص ياعم… هعمل ايه فقلبي الطيب .
غادر ياسين وخرج من الحجرة لتستقبلة هنا بترقب 
-هو كويس ياياسين ..؟
هز ياسين رأسه وغطا عينيه بكفه مدعياً البكاء ليهمس بتقطع 
-تعبان ياعين امه ،… .
اهتزت نظرات هنا وارتجف جسدها فزعاً لتعود لعمرو قائلة 
-هدخل اطمن بنفسي… 
همس عمرو وهو ينهض موازياً لها 
-روحي ياحبيبتي .
دست أغراض سيف التي كانت ماتزال بين ذراعيها داخل حقيبتها لتركض ناحية الحجرة ،
وماإن اقتربت حتى أبطأت خطواتها ،وارتبكت… أخذت نفس عميق عبقت صدرها بالشجاعه لتخطو داخل الحجرة افلتت شهقة ملتاعة ما إن راته ممدداً شاحب الوجه خائر القوى… 
بثت نفسها شجاعة وهمية وتقدمت بقلب مكلوم وأعين تغشاها الدموع… 
بنبرة مبحوحة همست
-حمدا الله على سلامتك .
شعر بدخولها وكيف لا وهو ينتظرها لكنه أدعى عدم انتباهه وتفاجئه بها .
همس من بين اسنانه بضيق 
-الله يسلمك… 
شملها بنظرة متفحصة لجسدها ،مستغلا انحناء رأسها وانشغالها ،وماإن اطمأن لكونها أمامه الأن سليمة صحيحة لم تتعرض ولو لخدش بسيط ،تسربت الراحة لأوردته واطلق تنهيدة رضا مطمئنة… 
ليستحضر بعدها مارد ڠضبة وېعنفها قائلا 
-نعم ..حضرتك جايه ليه .
رفعت راسها لتلتقي بنظراته الحادة .تحاول الحديث فتتحداها الحروف وټخونها الكلمات عادت لأغلاق شفتيها ليباغتها بهتاف حاد ارعبها 
-اطلعي بره ومتجيش تاني ياهنا لاني مش عايز اشوفك تاني .
همست بضعف ودموعها تنساب 
-أنا عارفه إني غلطانه ياسيف ،أنا آسفه بجد… 
عاد لېصرخ بحدة 
-امشي من قدامي… .يلا ..ثم هتف معترضاً 
-مره تاني… أنا مستر سيف او استاذ سيف غير كده مش مسموحلك .
تقهقرت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحافة الباب تشبثت به لدقائق تستمد منه القوة ،ابتلعت حسرتها وخيبتها مع ازدراد ريقها الجاف ،وركضت للخارج… 
دخل ياسين صائحاً بضيق 
-ارحم ..يااخي البنت كانت ھتموت نفسها عليك ولما هتعمل فيها كده خليتني ادخلها ليه ،ياابني روح اتعالج دا انفصام… 
دخلت وداد على اثر هتاف ياسين الممتعض ،ليقترب ياسين قائلا 
-احضرينا ياوداد ..وأنتِ مصلية وتعرفي ربك وطاهرة وشريفة ،البنت دخلت تطمن عليه بهدلها وطلعها ھتموت من العياط… .
القت وداد نظرة لائمة على سيف لتهتف بحزن 
-أنا مش محتاجه أعرف ياياسين أخوك في القسۏة محدش يغلبة ،ولو نشف دماغه محدش هيقدر عليه… سيبه لما البنت تكرهه ومتستحملش قسوته دي علشان يرتاح .
اخرج ياسين لسانه هاتفاً بغيظ 
-احسن ..يارب تسيبه… وتزهق منه .
ادار سيف رأسه للجهه الأخرى وحده يعلم أن دموعها كانت كخناجر تُصوب لصدره بلا رحمة ،وأنينها كان يشق صدرة ويحيل قلبه لفتات ....لكنه اراد تأديبها كما أذاقها حنانه فليذيقها قسوته ،… 
**************************************
ظلت تجوب حجرتها بقلق يعصف بكيانها ،حتى استقرت وخرجت طرقت حجرته… منتظره رده 
ليفتح قاسم وماإن يراها حتى يشيح برأسه قائلا 
-في حاجه ياياسمين ..؟
هتفت وهي تطلق نظراتها القلقة بوجهه 
-مستر سيف… ..اقصد متعرفش هو عامل أيه دلوقت ..؟
ثبات مزيف احاط به نفسه رغم انتفاضة دقاته وڼزيف جُرح مشاعره الفتية ېنزف بغزاره ،
ليهمس بنبره باطنها الحزن والوهن وظاهرها الهدوء
-كويس ياياسمين بخير .....ولما نروح المدرسه هخليكي تزوريه .
صفقت مستمتعه ولمعت عيناها ببريق السعادة لتهتف بإمتنان 
-متشكرة أوي ياقاسم… عن أذنك ..
غادرت غير عابئة بقلب ذُبح پسكين تجاهلها ومشاعر وليدة توأد شيئاً فشيئاً وتختفي رويداً رويداً في غياهب ظلام القهر .
جلس على حافة فراشة بإنهاك يلعن قلباً خفق دون أن يهتدي لمن يخفق ،ضللته نظراته وانصاع القلب خافقاً پجنون لتنبت مشاعر جديدة بين صخور قلبة الجافة المفتقره للحياة… 
كلما ضاقت انفاسه سلبها من بين حروفه ،اتجه ناحية جهازه وبدأ في الكتابه غرق بين حروف خيالها يزينها مرات بحزنه ومرات بسعادته .
*************************
هتفت صديقتها بذهول وهي تراها تُخرج أحدى لفافات التبغ من جيبها 
-بتشربي سجاير يانوجا .
أخذت نفساً عميقاً ملبد بسعالها لتمدها لها قائلة 
-جربيها هتعجبك أوي .
هتفت صديقتها برفض 
-ولو عجبتني هجيب حقها منين مش كفايه عليا مصاريف مدرستي دانا حتى مش عارفه هدفع مصاريف دروسي منين .
ابتعدت نجوى وفتحت درج الكومود القاطن بجانب الفراش أخرجت مبلغاً لم تعرف عدده وناولته لصديقتها قائلة برضا 
-خدي يابت دلعي نفسك .
همست صديقتها بإمتنان وشكر 
-كفاية الي ادتهوني يانجوى .
ضړبتها نجوى بخفه وهي تشاكسها 
-خدي بس ،هو في بينا الكلام ده .
تناولتهم الأخرى ودستهم بحقيبتها قائلة 
-ربنا يخليكي ليا يانوجا… .
ناولتها نجوى السېجار قائلة 
-خدي وبطلي هبل ولو احتجتي حاجه تاني قوليلي. 
أخذت نفساً طويلا لتهتف من بين السّعلات 
-هتروحي لمستر سيف ؟.
هتفت نجوى وهي تتناول السېجار 
-اكيد… .بس بيني وبينك هو محترم صراحة ..مش عارفه شريف حاطه فدماغه ليه ..؟
هتفت الاخرى بإستحسان ورضا 
-كفاية مساعدته للطلبه الي مبيقدروش عالدروس ،والمجموعات الي بيعملها وقت الفراغ… .والي بيطلب منه حاجه بيعملهالو .
رددت نجوى بحسد وعيونها تلمع بكره 
-يابخت هنا بيه .
ضړبتها الأخرى قائلة بغمزة 
-متنكريش أن هنا برضو محترمة وذكية وجميلة يعني تستاهلة زي ما يستاهلها .
ضحكت نجوى هاتفة بسخرية 
-برضو خسارة في امها ،دي سيف ده مز ..مز .
ضحك الفتاتان بشدة على حديثهم ،طرقات على الباب انتشلتهم لتطفئ نجوى السېجار بسرعة وتتناول المنشفة التي بجانبها وتحاول تغيير جو الحجرة المعكر برائحة الدخان .
دخلت والدة نجوى متسائلة 
-متعبتوش من المذاكرة يابنات ؟.
نظرت نجوى لصديقتها ،لتعود لوالدتها قائلة 
-ياه دا احنا تعبنا اووي .
كتمت الاخرى ضحكاتها لتهتف والدت نجوى وهي تعود ادراجها للخارج 
-طيب يلا تعالو كلوووو .
تعالت اصوات الفتاتين بالضحك .لينهضا بعدها لتناول الطعام .
**************************
هي مدركة مدى عواقب مافعلت من بداية طردها له حتى هروبها وتسببها له بما يعانيه ،لكنها رغم حزنها من قسوته لن تتنازل عنه ستصلح مافعلت بنفسها وتتغاضى عن قسوته فلن تلين قسوته إلا بحنانها وصبرها وهذا ماادركته مؤخراً ،هو عنيد لا يعاند قاسې لا يُقسا عليه لكنه رغم ذلك يمتلك حناناً يتدفق من بين مقلتية ويفيض من نبرته إن اراد ،ستتحمل حتى ترده ولما لا وهي اعلنت منذ ان احتضنها دفاعاً عنها ان قلبها ملكاً له… 
خرجت من حجرتها توجهت ناحية عمرو الجالس امام التلفاز ..
حمحمت لينتبه .فاعتدل عمرو واقترب منها متسائلا بحنان 
-نعم يانونه! .
همست بحزن وهي تتطلع لنظراته الدافئة 
-أنت لسه زعلان مني.. ؟ .
مَسد عمرو خصلاتها قائلا بحنان 
-لا ياحبيبتي… طالما عرفتي غلطك بس المهم تصالحي سيف وتعتذريله
همست هنا بإقتناع وهي تقترب منه ليضمها عمرو
-حاضر ياعمرو ...بس ممكن اطلب طلب ..؟
ابعدها عمرو مجيباً بحيرة وفضول 
-اتفضلي ياحبيبتي .
همست هنا برجاء 
-اتصل بياسين واطمن على سيف علشان خاطري وحاول تكلم سيف وخليني اسمع صوته .
امتثل عمرو مشاكسا 
-عيوني يانونه ،… .اخرج عمرو الهاتف واتصل بياسين ليطمينه لكن عمرو الح ليطمئن بنفسه على سيف .
هتف عمرو وهو يتطلع لهنا ،لكنه رص كلماته بسرعه وناول الهاتف لهنا حتى تستمع بنفسها رده وتطمئن 
-ازيك ياسيف عامل ايه يابطل .
تناولت هنا الهاتف ونهضت تتجول بالشقة تحت انظار عمرو المشفقة ،تستمع لرده الواهن ونبرته الضعيفة 
-تمام ياعمرو… .الحمدلله… هنا… .
كاد ان يُكمل سؤاله القلق عنها لكن أنفاس متحشرجة مكتومة وصلت تصفع مسامعه فتسربت دقات قلبه منه ،ليوقن بداخله انها هي ومااكد شكه عدم رد عمرو على حديثة .
سحب سؤاله عنها حتى لاتشعر بمدى قلقة عليها ،ولكن رغم ذلك اكمل حديثة حتى تطمئن عليه وتكف عن البكاء معتمداً في ذلك على انه يتحدث مع عمرو غير مدرك انها من تضع الهاتف على اذنها… .أشفق على حالها وواصل الحديث بعفوية مصطنعة لتهمس أخيراً 
-ايوة هنا كويسة ،بس… ..كان نفسها تسمع صوتك .
باغتته بإعترافها ،ليرتبك ويتلعثم… ويهمس بعد ان حمحم مجلياً صوته 
-طيب متشكر عن اذنك .
تعمدت إغاظته او ربما رسم ابتسامة عابثة على وجهه العابس 
-تمام ياأبيه… اظن مسموحلي أقول ياأبيه .
وصلت لما ارادات… لانت ملامحه واحتلت الابتسامة وجهه ،لكنها لم تستطع رؤيتها او التأكد من انه ابتسم حقاً وانها حصلت بمشاكستها على أجمل ابتسامة عاشق .
همس بصرامة وحدة مصطنعه 
-اه… تمام حلوة أبيه .ماأنتِ زي ياسين .
همست وهي تجفف دموعها 
-لو في الغلاوة اتمنى حتى نص غلاوة ياسين عندك ،لو في درجة القرابة اعترض يااستاذي وبشدة… .أنا مش زي ياسين خالص ..ولا انت زي ابيه…… 
همس بانفاس لاهثة من حديثها 
-اقفلي تعبان ..عايز انام .
همس برقة انهار امامها جليده 
-هسيبك دلوقت تنام وترتاح بس انتظر مني اتصال الفجر وخلي تليفون ياسين معاك .
همس مُخفياً مشاعره المتاثرة 
-سلااااااام 
دون ان تتعمد وبكل عفوية رت همسة بأخر جن جنونه 
-سلااااااااااااام ياحبيبي .
اغلقت وقد ادركت خطأئها ،تمنت لو رأته الأن ورأت تأثير كلمتها عليه فيما أما الأخر فقلبه يخفق پجنون ،ناولت عمرو الهاتف بعد ان حفظت رقم ياسين عن ظهر قلب ..
غادرت لتغسل ملابسه وتكويها ،بعد أن طبعت قبلة ممتنه على خد عمرو ،… .
هتف عمرو قبل ان تغادر هنا 
-ماما بتسلم عليكي بتقولك هي هتيجي بعد يومين .
هتفت هنا بتاثر 
-هي خالتو لسه تعبانه.. ؟ .
عمرو وهو يتجه بنظراته للتلفاز 
-لا كويسه بس علشان تطمن عليها .
هزت هنا راسها بإقتناع 
-تمام… بس اوعى تكون حكتلها حاجه وقلقتها
عمرو بعتاب ونظرة لائمة 
-لا طبعا… يانونه أنتِ عارفه ماما كده وبتتصل عشر مرات قلقانه .
القت هنا قبلة في الهواء لعمرو قائلة 
-تسلملي ياعموري .
سجلت هنا رقم ياسين على هاتفها قبل أن تنساه ،وغادرت لتنظيف ملابس سيف… ..
***********************************
ظل هاتفه يرن دون يأس من المتصل ،هو لم يستيقظ على رنينها بل كان ينتظرها ويضبط منبهه على صلاة الفجر حتى يستأثر بنعومة صوتها وهدير انفاسها وهو متيقظ فائق تماما لاستقبال هديرها الناعم .
همس سيف وهو يجذب ياسين من ذراعه 
-قوم يالا رد على هنا .
زم ياسين شفتيه هاتفاً بحنق 
-ارد ليه ..؟
قرصة سيف في ذراعه حتى استسلم ياسين قائلا 
-هات خلاص ..
ناوله سيف الهاتف قائلا 
-قولها نايم… .وتعبان .
فتح ياسين الهاتف قائلا 
-الوووووو 
تلعثمت هنا وارتبكت لتهمس بخجل 
-ازيك ياياسين اسفه بتصل دلوقت بس حبيت اطمن على المستر .
همس ياسين بضيق
-حد يتصل دلوقت… لا وياريت حد يستاهل ومقدر ..يلا 
-هو كويس ..صاحي ولا نايم ياياسين .
كتم ياسين ضحكته والقى نظرة متوعده على سيف ليهتف ببراءة
-هو نايم وبيشخر ،ولا ظبط المنبه علشان يصحى على ميعاد اتصالك ولا فضل ساعه مستنيكي ..ولا قالي رد عليها وقولها نايم ولا ببشاورلي دلوقت انه هيعاقبني ولا اي حاجه…

تقدم ناحية سيف الذي رفع يده حتى تأوه محسبناً 
ليسترسل ياسين بضحكة 
-ولا بيتحسبن فيا دلوقت علشان فتنت عليه . 
همست هنا من بينا ضحكاتها المستمتعه 
-حطله الفون على ودنه ياياسين ڠصب عنه .
ليصيح ياسين بسعادة 
-ياعيني على البسكوت لما يجمد ويكبر ويبقا غُريبة…… .
وضع ياسين الهاتف على اذن سيف فتحدثت الأخرى قائلة 
-صباح الفل والورد ،عامل ايه دلوقت… ؟
رد بنبرة جافه بارده 
-تمام .
همست هنا بشقاوة
-يارب على طول يامستر ،
تأفف سيف ممتعضاً 
-سلام 
لتستوقفه هنا قائلة 
-اه… ..
ملوش محل من الاعراب .
تسائل بفضول وحاجبين منعقدين 
-هو ايه… ..؟
اطلقت ضحكة شقية لتهمس بمشاكسة 
-الكدب يامستر…… اه وابقا اضبط منبهك على على اتصالي هيكون الساعه 10 .
همس بعفوية نهر نفسه عليها
-ليه 10… .
ليداري ضعفه زجرها پحدها 
-طيب اقفلي سلام… 
نال نصيبا من رقتها ودلالها رداً على حدته 
-طيب هقفل علشان اكيد تعبان ،بس عايزه اقولك أن معايا درس من تسعه لعشرة ،علشان كده هتأخر في الاتصال .
هتف بغيظ مقروناً بنفخه متأففه احزنتها 
-مسألتكيش وميهمنيش تتصلي ولا متتصليش تطلعي او متطلعيش .
انطفأت سعادتها وخفتت نبرتها لتهمس بحزن 
-طيب ياسيف… أنا آسفه مش هتصل تاني مع السلامة .
اغلقت الهاتف ليدفع سيف عن اذنه پغضب فيهتف ياسين بضيق 
-ليه كده يااخي… .والله هي امها داعيه عليها علشان ترتبط بواحد زيك عصبي ونكدي… .لا وهي بټموت فيك مش عارف على ايه… 
انتهت وداد من تسبيحها لتهتف بضحكة 
-اسكت ياياسين سيبه براحتة ،اخوك عارف امتى يشد وامتى يرخي ،ثم تطلعت لسيف متسائلة بنبرة ذات مغزى 
-ولا ايه ياسيف… .الشدة متنفعش دايما ولا اللين .
هتف سيف وكأنه يدفع عن نفسه تهمة الصقت به 
-محدش عارف هي عملت ايه ..؟
لوح ياسين قائلا 
-بتدلع عليك .وبعدين ماقولنا صغيرة قولت اربيها… بتتراجع دلوقت ليه ربي بالراحة وبشويش .ولا انا الصغير الي هقولك ان الربايه عايزه اللين… .ومش اي لين ياكبير دي البسكوته يعني ضغطه زيادة هتتكسر .
تقدمت وداد تربت على كتف سيف قائلة 
-الصغير أعقل منك ياكبير ،… .بس أنا عارفه ان ده حب زيادة مش قسۏة .بس هقول ايه ربنا يسخرلها حبك بطريقة تانية 
عدل ياسين من ملابسة هاتفا بزهو 
-انا بقول أني خسارة فالبلد دي محدش مصدقني .
لوي سيف فمه مترقبا 
-لما نشوف سيادتك هتكون ايه مع مراتك .
جلس ياسين ووضع ساق فوق ساق معبراً بشغف 
ياابني أنا ميمشيش معايا البسكوت أنا عايز وحده اقولها بحبك تديني قلم .
ضحك سيف بشده حتى تألم ،… .تفتح وداد زراعيها ويتقدم ياسين دافعاً جسدة لحضن والدته ..
*************************************
دخلت الحجرة يتقدمها عمرو ،اعتدل سيف مرحباً بهم ،اقتربت هنا ومدت كفها ليحتويه سيف بين كفه ويضغط عليه بقوة ممادفعها لترفع نظراتها إليه… .سحبت هنا كفها وعادت لتجلس بعيداً بجانب وداد تراقبة وتتأملة عن كثب .
ومع انتهاء الجلسة تقدمت هنا واخرجت من حقيبتها بعض الكتب قائلة 
-بعتهم ياسين لان معاه درس ضروري ،
ثم اشارت لحقيبة صغيرة مسترسلة 
-هناك في هدوم بعتها ياسين… .وكمان في أكل وعصاير علشان تعوض .
همس بحبور وهو يشيح بعيداً عنها 
-ماانا هعوض بس الصبر … .ياريت متتعبيش نفسك وتيجي أو تجيبي حاجه .
انحسرت ابتسامتها حتى تلاشت لتهتف بعتاب 
-قولتلي متتصليش فجيت كمان مجيش ،… صمتت لتستسلم قائلة 
-حاضر لو كان ده يرضيك مش هاجي .
تنحنح ليستوقفها قائلا 
-ممكن تيجي مع الصف بكره عادي…… تامر كلمني وقالي جايين فعلشان محدش يشك فحاجه ممكن تيجي عادي .
تطلعت له من خلف كتفها هاتفة بحاجب مرتفع 
-لا…… مش هاجي مع حد وسلام بقا يامستر

الثالث عشر
الثالث عشرررررررر 

 

فحصتها والدتها بأعين مذعورة وقلق… لتهدأها هنا قائلة 
-اهدي ياماما أنا كويسة سيف مخلاش حاجه تلمسني خد هو كل حاجه بدلا عني .
عادت والدتها ټحتضنها وهي تتمتم برضا 
-الحمدلله…… 
أجفلهم صوت عمرو المتهكم 
-ماخلاص اهي زي القردة الراجل كتر خيره .
تحفزت ماجدة ونهضت هتف بعزم 
-لازم اروحله واطمن عليه ،… .
لټضرب ماجدة جبهتها وترت خطوة للخلف مشيرة لعمرو بتأكيد 
-والدك هيوصل بكرة .
هتف الاثنان في نفس واحد وعلى وجههم ارتسمت معالم الذهول 
-بابا… .
نقلت ماجدة نظراتها بينهم لتردف بتساؤل 
-مالكم اټصدمتو…… 
غمغمت هنا بهزة رأس مستنكرة 
-لا لا… ..بس فجاة مقالش .
اتجهت ماجدة ناحية الحجرة وهي تهتف ببساطة 
-عادي أنتِ عارفه بابا حسب ما تطلع فدماغه .
حك عمرو رأسه وهمس لهنا بشفتين مزمومتين 
-نونا… ..مش عايزه تكلمي سيف ..اتبع قوله بغمزة .
لتهيم هنا وتقفز ابتسامتها الراغبة تظلل شفتيها ،لكن سرعان ماقفز رفضة وصدع أذنها لتخفض رأسها وتبتعد مستنكرة 
-لا… ياعمرو… 
دخلت حجرتها واغلقت خلفها ،فيما انكب عمرو على حاسوبه يشيع هروبها بغمغمة 
-ربنا يهدي ..
جلست على فراشها تحاول إجاد حل للتواصل معه دون ان يدخل دائرة أعتراضة اللعېنة ، وحتى لا تستفز غضبه … وأخيراً وجدتها ،مسكت الهاتف وارسلت له رساله فهو منعها من الذهاب والحديث اذا الرساله خارج نطاقات اعتراضاته
عندما تعجز النفس عن رؤية الأحبة. ..
فإنها تشتاق لهم بصمت مؤلم ...
إياك أن تظن أن الصمت نسيان ...
فالأرض صامته ولكن في جوفها ألف بركان .. 
تشجعت وارسلتها  
،ممنيه نفسها بإبتسامة رضا تشق شفتي حبيبها… .لينتفض هاتفه معلناً عن ڠضب وتزمت المتصل… رفعت الهاتف واجابت بإرتباك وارتعاشة رهبة انتابتها 
-الووووووور 
كان صوته ناعماً جعلها تهمس بنعومة وقد اخترقت انفاسه أذنها ووشت لعقلها فأنتفض قلبها عشقاً وشوقاً .
-ايوة ازيك ياسيف… 
سيطر على رغبته وكبحها ،اهتزت نبرته تعاتب قسوته التي سيغدقها عليها 
-انا مش قولت متتصليش ،وبعدين ايه الرساله دي افرض ياسين شافها .
أغمضت عينيها تبتلع غصة قسوته المريرة ،وبصوت انهكه غروره وعجرفته
-انا عارفه أنه معاك ياسيف… 
استحالت نبرته نيران شبت بصدرها 
-ياسلام… 
على ماذا تسيطر وفتيل الحسړة اشټعل فانهمرت دموعها وهمست بنشيج 
-آسفه… ..
تجمدت دموعها وتصلب جسدها على اثر همس دافئ يضج حنانا 
-أنا آسف… ..
ابعدت الهاتف تطالعه بعدم تصديق ،ايعقل انه تأسف ،لكن مالاتدركة الصغيرة أن دموعها تفعل به الأعاجيب… .تنهيدة وأخرى ليكرر همسه 
-سلام ياهنا… ..
ربما نطقة لاسمها كان هدفاً أُحرز في مرماه بقوة منذ ما حدث وهو لايناديها بأسمها مطلقا ..
اغلق دون أن ينتظر ردها ،أما هي فرضا تخلل اوردتها هي راضية قانعه بأقل القليل منه .
لترسل الاخرى تتبع الأولى… ضاړبه برفضة عرض الحائط ففي الحب والحړب كل شئ مباح 

ستظل سرا بين روحي و قلبي 
وستظل رمزا بين حروفي و كلماتي 
يراك الجميع شخصا و أنا أراك روحا 
يقرأونك حرفا و أنت رواية بداخلي 
منقول 

طوت كتابها الذي يحمل بين طياته الرسائل التي تكتبها له ،…… ليباغتها برساله أخرى 
-مفيش فايدة فيكي .
إيموشن ضحكة واخر يُخرج لسانه وجمله تتخلل روحة قبل عقلة 
-تصبح على خير ياحبيبي .
ابتسم بدفء على جنون وشقاوة تلميذته ،ليستسلم بعدها لسلطان النوم… .
********************
وصلت المجموعه المعنية بزيارة سيف… يتقدمها قاسم وتامر وملك… رفضت هنا الدخول وانتظرت بالخارج ،تستمتع بمجالسة والدته التي تركته ينفرد بطلابه وزملائه ..
كانت زيارة خفيفة سريعة .لم تطل… .دخل ياسين يحرك حواجبه عندما رأى الفتيات… .عدل من ملابسة وتقدم مغمغماً 
-صلاة النبي أحسن ،موعود ياسونة… ..
وقبل أن يتقدم ويخطو للداخل شعر بمن يجذبه من الخلف قائلا 
-بعينك ياسونه… .برضو وأنا موجودة 
صړخ ياسين بتافف 
-أيمي… .استغفر الله مين جابك ..
رفعت حاجبها فيما كانت مازالت كفها تقبض على قميصة بإشمئزاز… لتهتف 
-رجليا ياعنيا… 
حاول نفضها وضربها لكنها صدته ببراعه كادت تهتف لكن انتبها على صوت ضحكات هنا ووداد ..لتهمس ايمان وهي تقترب منه واضعه مرفقها على كتف ياسين 
-مين دي… ؟
لوئ ياسين هامساً بتهكم 
-دي المحروسة ،الي البطل الهمام اتضرب علشانها .
هزت ايمان راسها وهي تشمل هنا بنظرة رضا ،لتسارع بثقة 
-هنا… ..الي وقعت عنتر بن شداد .
مصمص ياسين وهو يهمس باسف 
-مطلع عينها يا ولداه… .شويه والبت هيطلع السواد تحت عنيها وتمشي فالرزيلة من الي بيعمله فيها .
همست إيمي بنبرة غاضبة 
-هتقولي… .عليه… ليقاطعها ياسين معترضاً 
-لا ياأوختي دا زاد حبتين… .الحب زود جنانه .
لتلتفت إيمي مقرة 
-ولا أيه رايك نلعب ،وأنت عارف اللعب مع سيوفي ممتع خصوصا انه بيحب وواقع .
لمعت عينا ياسين بتسلية ليهتف مستمتعاً 
-ايوه هو ده ياأيمي… .
ضړبت إيمي كفها بكف ياسين ليضرما بنود ثفقتهم متوعدين لسيف بأن يعترف بحب البسكوته صاغراً وأن تذوب الأخرى عشقاً مفعماً بالغيرة ..
ودع الجميع سيف لتغمز إيمان لياسين فيتجه ناحية هنا أما هي فتدخل بصخبها لسيف الذي ماإن رأها حتى تهللت أساريره وفتح ذراعه مستقبلا لها… .
عادت هنا مع ياسين بسبب الحاحه فقد اخبرها بأن سيف مريضاً للغاية وعليها أن تطمئن عليه قبل رحيلها ،فاستسلمت… لتصطدم نظراتها بالأخر وهو يحتضن إيمان وابتسامتة على أخرها… 
همست هنا متسائلة 
-مين دي ياياسين… ؟
هتف ياسين بمكر وهو يتراجع للخلف 
-حبيبة سيف القديمة جارتنا والظاهر عرفت وجات تشوفه ..
بهتت ملامح هنا وتقهقرت للخلف وعلى وجهها يرتسم الألم 
-لتركض عائدة لسربها ،فېصرخ ياسين منادياً 
-مش هتشوفيه ..
ټصارع دموعها ،وتجاهد تبس ساقيها لترد بتقطع 
-لا… مدرستي الباص ..
دخل ياسين غامزاً لايمان بإنتصار فتهمس ايمان بمكر 
-هنا… .كان نفسي اشوفها ..سلمت عليها بره 
عقد سيف حاجبية بريبة متسائلا 
-هي جات… .؟
ليردف ياسين ببرود 
-اه… ..بس معرفش قابلت دكتور أحمد جارها وخدهم الكلام ونسيت تدخل بس بعتتلك السلام .
لتوثق إيمي حديث ياسين بشهادة مزيفة 
-اه شفتها… الدكتور ده مز خالص ولا ضحكته واضح انه بيعزها… 
ظلا يُلقيان الكلام واحد يقول والأخرى يؤكد على حديثة أما الأخر فذهب لعالم آخر نهشت الغيرة ابتسامتة وانتفضت عروق رقبته كابته ڠضبة ،وانصهر بركان نيران حنقه منها داخل اوردته ..ليكز متوعداً 
-ماشي ياهنا… 
*************************
اوقف الباص عنوة وتدلى منه مشيراً للسائق بإقتضاب أن يرحل ويتركه ،اتجه ناحية ورشة لتصليح السيارات… شحب وجهه وهو يرى على ينهض نافضاً ملابسة التي اتسخت من نومته على الأرض جراء تصليحة لأحدى السيارات 
هتف بترقب وهو يتفحصه بدقة اختلطت بذهوله 
-علي 
حانت من الصغير التفاته للمنادي ،ليدير راسه ويتابع عمله وكأنه لم يرى أحد… اقترب قاسم بخطوات حذرة وقبض على كتفه متسائلا بحيرة 
-بتعمل ايه هنا ياعلي .،… ؟
والتواء فم ساخر اعقبة تهكم مُغيظ وكان السخرية تجري مجرى الډم منهم 
-بلعب… ..
هتف قاسم بتحذير وهو يجذبه 
-على انا بكلمك بتعمل ايه هنا وسايب مدرستك .
نفض هلي كفه قاسم وعاد لعملة ممتقعاً 
-بشتغل… علشان اساعد ماما وياسمين عادي يعني .
ليت كل العالم يحمل بساطة تعادل كلماته ،دهُست البراءة تحت اقدام الظلم ،ليجثو قاسم على ركبتيه ويمد كفه ماسحاً عن على حبات عرقة ،ليطالعه الصغير بذهوي طفولي محبب فيبتسم قاسم هاتفاً 
-ياحبيبي مينفعش تسيب مدرستك… اتعلم واتفوق وبعدها الشغل هو الي هيجري وراك وتساعد ياسمين ووالدتك ويكونو فرحانين بيك .
لانت ملامح الصغير وهمس بترقب 
-بس دلوقت مين هيساعدهم لغاية مااكبر… 
لم يلقى الخيار استحسان لدى الصغير ليبتعد عن مرمى نظرات قاسم قائلا 
-سيبني بدل ما الأسطى يمشيني وملاقيش شغل بعدها… وبعدين انا عايز اشتغل علشان اجيب فلوس لماما ونسيب بيتكم ونمشي .علشان ماما تبطل عياط ..
رغماً عنه بل طواعية لدقاته الحانية وطيبة قلبه جذب قاسم علي ذرعه بين ذراعيه وهو يغمغم 
-ليه كده يا والدي ليه… .؟
ابعد قاسم على قائلا
-ايه رايك تشتغل معايا ،وكمان هيكون بعد مدرستك… 
تَصنع علي التفكير ليهتف بذبذب مرير 
-وايه يضمنلي انك صادق ومش هتخدني لعمي وتشتكيني… 
حبس قاسم انفاسة المتقدة داخل صدره وهتف وبريق أمل لاح بعينيه 
-كلام رجاله ياعلي وبعدين لو عملت كده متكلمنيش تاني 
هز الصغير ولم يكن قد اقتنع تمام الاقتناع يهتف ببرود قسم ظهر الاخر 
-مش مهم هو حيحصل ايه اكتر من كده ،كده كده بيضربي .
ابتلع قاسم غصته ونهض يقبض على كف علي قائلا 
-أنا عازمك على أي اكله تختارها .
صړخ علي بسعادة 
-فعلا ..اي حاجه اي حاجه .
رد قاسم بمشاكسه وشقاوة قد اكتسبها مؤخرا 
-اي حاجه اي حاجه… .وكمان الاول هاخدك نشتري احلى لبس .
توقف علي عن السير ،لينتبه له قاسم ويعود بخطواته متسائلا 
-وقفت ليه… 
هتف علي بذهول محبب وهو يطالع قاسم بحيرة 
-أنت هتجبلي هدوم… ؟
هز قاسم راسه بثقة قائلا 
-ايوة… ..في مشكلة ..؟
قطع علي المسافة بينهم فيما تسللت كفه المتسخه لكف قاسم بحذر .فسارع قاسم واحتواائ كفه بحنان ليطلق تنهيدة راحة ويغادر مع الصغير… 
جلب قاسم لعلي كل ماوقعت عليه عيناه من ملابس العاب وغيرة لم يبخل عليه بعطفه أو بماله ،اطمعة كل ماتمنى يوماً يأكله ،وغير ذلك ابتاع نفس الطاعم لزوجة عمه وياسمين ،… فكان علي سعيداً للغايه خاصة بعدما أخبره قاسم أن هذا الطعام سُلفه ماليه من مرتبة اعتبار لما سوف يكون ،فشعر علي بالراحة والرضا وتعالت همته أكثر وأكثر… ..
**********
*************
نهشت الغيرة قلبة واقتات الڠضب والوسواس على راحته ليصر على الخروج خاصة بعدما مكث يوماً كاملا لم يراها او يسمع صوتها او حتى ترسل له رسائلها المعتاده… 
اما الاخرى عندما علمت بقدومة ظلت يومها تطهو له بكل حب ،تترقب وصوله… .وماإن ارتحات واستجمعت شجاعتها الغائبة من فرط شوقها له ..حملت ماأعدت وصعدت للأعلى… .
جلس ،على أقرب آريكة يمدد ساقة الملفوفة بضماد نتيجة كسرها،..
مع دخول تلك المغرورة متبلدة المشاعر… مسك هاتفة وانغمس فيه تاركاً مايحدث يحدث .
تقدمت قاطعه المسافة بينهم لتهمس بخجل 
-بعتذر لو جيت ..بس 
دون ان يترك هاتفة او يحيد بنظراته عنه ..همس ببرود 
-البيت بيتك ،… ..عموماً احنا حتى لو غير راغبين في وجودك ..مش هنطردك لاننا بنفهم فالاحترام كويس .
اعتدل متأوهاً بسبب ساقة ..حاول الوقوف ..فسارعت بمساعدته لكنه صړخ پحده 
-ابعدي… اوعي تفكري تقربي مني باي شكل وباي طريقة لانك متلزمنيش تيجي على عيني وراسي ضيفة… .انما تقربي حتى حاجه تخصني لا قسما بالله ..هيكون ليا تصرف تاني معاكي وافهمي علشان مبكررش كلامي مرتين .
تعكز حتى وصل للطاولة ..نظر بسخرية لما وضعته ،ليسحب بعدها غطاء الطاولة معه ..فيسقط الطعام ارضاً وتتهشم الاطباق… 
شهقت بذهول من فعلته لكنه استدار هاتفاً من خلف كتفه .
-متلزمنيش… ..زيك… .  

تبعته أيمي لحجرته بعدما رأت ماحدث لتقف معاتبة پحده على فعلته 
-ليه كده ياسيف لابجد أنا أول مره أشوفك قاسې كده… 
تطلع لها سيف من عليائه ببرود هاتفاً
-اطلعي ياإيمي… 
ليدخل ياسين الحجرة ،ويتحد مع إيمان قائلا 
-حسبي الله فيك ياأخي ..
صړخ سيف بضيق وهو يحاول النهوض 
-بتتحسبن فيا يالا… .تراجع ياسين للخلف ليلوح بكفه قائلا 
-ميرضيش حد الي بتعمله ده .
اخذ سيف نفساً عميقاً ليردف بهدوء مفتعل 
-انتو مش فاهمين حاجه بجد .
صړخ ياسين معترضاً 
-فهمنا ياأمور… .ولا اقولك خليك كده أوجع فقلبك وقلبها… 
هتفت إيمان بإصرار وهي تخطو خارج الحجرة 
-أنا هنزل اقعد مع هنا شوية واهو اتعرف عليها .
تبعها ياسين بعد أن القى بوجه سيف نظرة ناقمة وهو يهتف بنفاذ صبر
-خليك كده… بلا غم ..
هبطت إيمان رحبت بها ماجدة بشدة فهي تعرف والدتها حق المعرفه وبعدها قادتها لحجرة هنا ،انتفضت هنا عندما رأت إيمان ولم تستطيع محو ملامح الذهول المرتسمة على قسمات وجهها استقبلتها هنا داخل حجرتها فيما غادرت ماجدة وتركتهم 
رفعت إيمي حاجبها قائلة بشقاوة معتادة 
-أنا إيمان بنت خالت سيف ،زي ماتقولي هو مربيني ،بدرس فكلية تجارة…. .
تبدد الألم الكامن بمقلتي هنا وقفزت ابتسامة راضية على ثغرها لتهتف وهي تحتوي ايمان بحضن دافئ 
-اهلين… المهم أنك منه… .من ريحته .
هزت إيمي رأسها وهي تجلس القرفصاء وتحتضن وسادة هنا 
-سيدي ياسيدي…… ربنا مايستاهل 
لكزتها هنا وهي تهمس بعتاب وشفتين مضمومتين 
-متقوليش كده… .هو يستاهل الدنيا كلها ..
رفعت إيمي ذراعها مناجية بمصمة شفاه 
-فينك ياسونه تتفرس زي ماأنا مفروسه كده .
أخذ الحديث مجرى أخر وتعمق الفتاتان ضحكا ولعبا ،لينتفض هاتف إيمي معلناً عن أتصال فهتفت وهي تقضم جانب شفتيها بذهول 
-دا سيف… 
جعدت هنا أنفها ورددت بترقب 
-شوفيه عايز ايه… ؟
ردت إيمان على اتصاله،بتأفف 
-نعم يااخويا عايز ايه… .؟
تلعثم بعض الشئ ليسأل بحذر 
-هنا جنبك… ؟
نظرت إيمي لهنا لتقترب الأخرى منها وتترقب حديثة 
-ايوة جانبي وسامعه كمان .
سيف وقد تبدلت نبرته وكأنه يصارع لتخرج نبرته قوية خشنه 
-قوليلها عايز حاجتي الي عندها ..
لتقاطعه هنا بضحكة ماكرة
-دخلو الأمانات خلاص وبعدين دول مقطعين ومتبهدلين… 
سيف بخشونه وحده مفتعلة 
-اقله عايز الفون 
هتفت هنا بجدية وعقلها يعدد مالديها 
-لا بجد الفون مش معايا يمكن وقع منك ..
اغلق سيف مردداً ببروده المعهود 
-طيب سلام… .
اعتدلت إيمي ونهضت قائلة 
هطلع أنا بقا دلوقت ،ومتنسيش هنطلع بكرة أنا نفسي اشوف المكان واشتري شوية حاجات كده 
أومأت هنا بسعادة 
-تمام تسعه بالضبط هستناكي… .
ودعت هنا إيمان ،التي خرجت من حجرتها لتصطدم بعمرو ،القت تحية عابرة واكملت طريقها للخارج بينما عمرو كان يُشيع خطواتها الشبه راكضة بإبتسامة متعجبة .
******************************
بعد مرور وقت تعلل سيف بالخروج وانه بحاجه لأغراضه التي لدى هنا… ليهمس ياسين لأيمان 
-الحب بهدله… .قال محتاجها قال… .حِكم والله 
لكزته إيمان قائلة 
-سيبه ربنا يهدي .
هتف ياسين بتعجب شديد فيما نظراته تفيض قلقاً
-رجله ۏجعاه ،…… .هينزل ازاي .
ضحكت إيمي هاتفة بتسلية 
-متخافش هيعرف ينزل ،اصل الحب مديه قوة زيادة ياابني 
ضړبا كفيهما وهما يضحكان بقوة على أفعال سيف 
سيف عايز القميص بتاعه والتيشرت ياهنا ..
هتفت بها والدتها وهي تقف امامها بينما هنا منهمكة حد الأنغماس في استذكار دروسها… 
رفعت راسها تهمس ببرود ظاهري 
-قوليله مفيش ..!
ثم نهضت مقاطعة 
-ولا سيبيني هقوله أنا ياماما ..
هتفت ماجدة بتحذير 
-هنا… .
ارتدت هنا حجابها فيما نظراتها تكللها العزم تقدمت تحمل كتابها ثم اقتربت من والدتها هامسة 
-ماما أنتِ عودتيني على الصراحة ،… وأنا عايزه اقولك أنا الي غلطت وأنا الي هصلح ومش هسيب الفارس بتاعي زعلان كتير .
عقدت ماجدة ذراعية قائلة بتحذير 
-من غير ما تضيعي كرامتك .
خرجت هنا وهي تهمس ساخرة 
-وانا ضيعت كرامته ،يبقا كرامة قصاد كرامة .
انهت الحديث وغادرت ناحية الباب وجدته واقفاً متنحياً جانب الباب…
اخرجت راسها هاتفة 
-نعم ..!
اشاح سيف بهامتة وهو يهتف من بين اسنانه 
-هدومي ..!
خرجت لتواجهه احتضنت كتابها وتابعت بمكر 
-مشفتهاش .
نفخ بضيق،ليواجهها بنظراته مؤكدا 
-الكل قالي انك أنتِ الي اخدتيهم .
مطت شفتيها لتناظره بطرف عينيها هاتفة 
-بيكدبو عليك… .أنا مخدتش منك حاجه .
اردف سيف بحدة وڠضب 
-هنا ..
همست برقة اربكته 
نعم ياحبيب هنا…
ارتبك بشدة ،وتجمدت كلماته على شفتيه ،لتسترسل بخبث 
-عموما أنا عندي حل… .أنت تشرحلي البحث فالمعجم ..اديك قميص ..تشرحلي ادوات الجزم هديك التيشرت… تشرحلي المفاعيل تاخد ساعتك… درس نصوص على خفيف… باقي حاجتك ..
هتف معترضاً وقد لانت ملامحه 
-يعني أنتِ واخدة كل حاجتي ..؟
ضحكت برقة ثم مدت يدها وجذبت القلم الموضوع في جيب قميصة ،خطت به على الكتاب… لترفع راسها وتهمس بجدية 
-خطه حلوووو أوووي… ضيفه للقائمة .
هتف بغيظ وهو يرمقها بضيق 
-هدومي ياهنا ادخلي جبيها .
زفرت بقوة لتهتف بنفاذ صبر 
-نفسي طويل على فكرة ،عجبك السلم وحابب تقعد عادي هنقعد سوا… .
لاحظت ضيقة وڠضبة الواضح ،فاردفت ببرود 
-سيف ..الهدوم باظت ..فيها بقع ډم مطلعتش .
أخذ نفساً اتبعه بتخلل لخصلاته ليردف بغيظ 
-عارف هاتيهم بقا ..عاجبيني ياستي الله .!
نصف ابتسامة رسمتها لتميل هامسة 
-سوري… عاجبيني اكتر ببقع الډم الي فيهم ،وقررت احتفظ بيهم ولو عايز تزعق زعق ،واعمل الي عايزه ..
انسحب من امامها صاعداً للأعلي .يتعودها جهرياً
-ماشي يا هنا .
لوحت بكفها وهي تغمز لتُغيظه 
-وماله يااستاذي امشي… هننقل وراك 
تعثر وكاد يسقط فركضت بإتجاهه وأسندته ليجلس على عتبه السلم وهو يتأوه بتعب… 
همست بقلق واضح من اهتزاز نظراتها 
-أنت كويس… 
هز سيف رأسه ،فيما رفع عينيه يحتوي نظراتها ويتيه في بحور دفئهم ..أخفضت نظراتها خجلا 
تنهدت براحه وجلست بجانبه قائلة 
-الحمدلله .
حرك سيف عكازه قائلا وهو يتأمل خجلها 
-ليه ساعدتي ملك رغم أنك بتكرهيها… ؟
اصطدمت بنظراته الحانية لتعض شفتيها وتحني رأسها هامسة بتذبذب 
-مش معنى بكرهها اسيبها ټتأذي… ..وبعدين مين قالك ..؟
ابتسم سيف وهو يحك راسه
-ملك قالتلي ان الراجلين كانو هيخطفوها هي… .وأنك كنتي طالعه من الباب الخلفي وشوفتيها وجريتي عليها تحاولي تساعديها… 
مطت هنا شفتيها وتابعت ببساطة 
-الخطڤ والي بعده حاجه وحشه لاي بنت ،وانا متمنهاش لأعدائي بجد ..
رمقها سيف بنصف عين قائلا بحيرة 
-تفتكري لو هي مكانك كانت هتساعدك .
لوت هنا شفتيها وتابعت 
-ماليش دعوة بيها المهم أنا… وأنا مبحبش الأذيه الجامدة دي لاي حد مهما إن كان .
همس سيف بسخرية. وهو يتطلع أمامه 
-ماشي ياحنينة .
انكمشت على نفسها ،تحاول كبح فيضانات حزنها التي لمعت بمقلتيها من سخريته .
سادت صمت طويل ،لكنه استغله في مراقبة أناملها التي تعبث بكتابها دون هدى ،خلاف أنفعالها البادي على وجهها ،… .هو يشعر بها بل يشعر بأدق تفاصيلها رغم شقاوتها وتهاونها لكنها حزينه وكيف لا وهو يتفنن في إزعاجها ويثأر لكرامته ،لكن مع كل ألم تعانيه كان يزداد هو عشقاً لها .....يتألم لألمها لكن لم يحن الوقت بعد للاستسلام ورفع الراية… 
نهض سيف وقد لاحظ تململها… صعد للأعلى يستند على حافة السلم فيما ظلت هي على جلستها لم تحاول مساعدته أو ثنية عن شئ… صوت إنغلاق الباب طمأنها عليها لتغادر بعدها لشقتهم… .
في الصباح ذهببتا الفتاتين للتجول والشراء ،وعندما استيقظ سيف وعلم أن كلتاهما خرجتا دون أن تستأذنان جن جنونه وبدأ كوحش كاسر ..
دخلت إيمان المنزل لتجد سيف جالساً القت عليه التحية فأمتنع عن الرد ،… .دقائق وتبعتها الأخرى التي خاڤت من نظراته الغاضبة… 
جلستا ملتصقتين ببعضهما پخوف وزعر بينما كان ياسين يستخدم لغه الاشارة ليخبرهم بمضمون الحړب الدائرة .والصمت المحاط بالقسۏة 
همست إيمان پخوف 
-امال لو عرف بتليفونك الي نسيتيه 
تشبثت هنا بذراعها قائلة 
بلاش تفكريني أنا خاېفة بجد… 
انتفضتا على اثر رنين الجرس ،نهض سيف متجهاً للباب ولا يخفي عليه ترقبهم وارتعاشتهم

فتح الباب ليجد شاب ابتسم له محيياً ليردف الشاب بترقب حذر 
-آنسه هنا موجوده .
تقدمت هنا لتقف بجانب سيف وهتفت بإبتسامة 
-نعم حضرتك،.
ابتسم الشاب ببشاشة واخرج هاتف هنا قائلا 
-تليفون حضرتك الي نسيتيه في المحل .
تناولت منه هنا الهاتف بعد أن القت نظرة على الواقف بجانبها يكز أسنانه بغيظ .انكمشت على نفسها فهيئته لاتبشر بخير ،همست بشكر مقتضب 
-متشكرة اوي .
بادلها الشاب همساً حرجاً من وقفته تلك،لتتقدم وداد بعد أن نفذ صبرها من أفعال سيف الچنونية وترحبت بالشاب قائلة 
-اتفضل ياابني .....
افسح سيف المجال فيما دلف الشاب للداخل ،وتبعته هنا فجذبها سيف من مرففقها حتى وازته همس من بين أسنانه المطبقة 
-بتنسي تليفوناتك في المحلات والله عال ياست هنا .
عقدت حاجبيها مستفسرة بضيق 
-تقصد ايه ...؟
قست نظرات سيف واحتلت الشراسه ملامحة ليهتف بنبرة عالية 
-أقصد برافو عليكي شاطرة .
استاءت من نبرتة العالية وتهكمة الواضح لتعلن رفضها 
-من يومي ...بعدين ڠصب عني نسيته .
هتف سيف وهو يستند على الحائط 
-ڠصب عنك دي اصرفها منين لو اتاخدت صورك من الفون واتعمل فيها حاجه .
عقدت ذراعيها وقد اكسبت نبرتها البرود 
-مش هتحتاج تصرفها وبعدين انا مبتصورش عالفون نهائي ،ماما وبابا منبهين عليا علشان لو ضاع أو اتسرق أكون فأمان .....قلبت شفتها السفلى لتتابع وهي ترمقة بنصف عين 
-بعدين لو حصل حاجه لاقدر الله ،أنت بعيد عنها هتضايق بتاع أيه ،مش أنت مُصر أن الي بينا انتهى ....
قطع حديثها خروج وداد مع الشاب ،الذي حينما اقترب من هنا طالعها ببشاشة قائلا 
-مبروووك رجوع الفون ياآنسه هنا .
فرصة تشبثت بها لتتسع ابتسامتها وتهمس بدلال مبالغ 
-مش عارفه اشكرك ازاي حقيقي .
استأذن الشاب فيما هتفت وداد بضحكة لعوب 
-عريس جديد ياهنا كان فاكرك بنتي ....واتقدملك .
اتسعت ابتسامة هنا وهي تطالع سيف من طرف عينيها لتهمس بشقاوة وتسلية
-ولد محترم فعلا ،...أوعي تكوني رفضتيه يادودو .
قرصتها وداد من خدها لتتابع بمكر 
-لا طبعا شاب من عيلة ومحترم أديته رقم عمرو .
صړخ سيف مقاطعاً الحديث پغضب 
-ياحلاوة .....وانا ايه كرسي .
هتفت وداد بجدية وهي تتابع انفعالات سيف المبالغ بها 
-وأنت مالك ..مش موضوعكم خلص .
الټفت سيف قائلا بحسم 
-دا عند أمه ،وبعدين عرف اسمك منين 
تابعت هنا بضحكة شقية 
-أكيد من إيمي لما نادتني قدامة .
هتف سيف وهو يتقدم متعكزاً على العصا 
-الله الله ......محترمين انتو الاتنين .
مطت هنا شفتيها وزمجرت معنفه بحدة 
-مسمحلكش .
جذبها سيف من مرفقها حتى اصطدم بصدرة من شدة الجذبة ....ليهمس بإبتسامة صفراء 
-من هنا ورايح أنا الي مسمحلكيش .
ابتعدت تسيطر على رعشتها من أقترابه الخطېر لتهمس بلعثم 
-ليه ..بقا .
ابتسم سيف هاتفاً بثقة 
-مراتي وأنا حر ....
شهقت هنا بذهول مما نطق ليتابع بضحكة خبيثة 
-هكتب كتابي على خطيبتي الي انا اصلا مفسختش خطوبتها .علشان اعرف اقص لسانها كويس اصل الخطوبة مش مخلياني أخد راحتي فقررت اتجوز .
جذبتها وداد وابعدتها عنه هاتفة 
-ايه ياابني ..ناقص تضربها قدامي ....
التوئ فم سيف بإبتسامة ماكرة ،ليخطو للداخل هاتفاً ببرود 
-ماأنا هضرب بس الاسبوع الجاي ...ؤاخد حقي منها كامل مكمل.
تدلى فك هنا ببلاهة لترمش متسائلة بغباء 
-هو قال ايه ...،ياطنط ..؟
ابتسمت وداد مردده بدهشة
-قال هيتجوز تقريبا .
همست هنا على نفس بلاهتها وهي تهز رأسها مستجديه الأفاقة 
-بجد ...يعني سامحني خلاص وهيبقا ليا .
ركضت للأسفل ،بينما كان يقف خلف الباب يترهف السمع قلبها يكاد يشق صدرة من قوة خفقانه وجسده يلعن حبها الذي تمكن منه حد الجنون ...
***********************************

-تماثل سيف للشفاء وتم الاتفاق على موعد كتب الكتاب كان يتحرك معها بآليه تركها تختار شبكتها بنفسها رافضاً التدخل وحتى فستانها اختارته بنفسها وحينما حاولت أن تشركه معها رفض وامتنع مدعياً ببرود ان الامر لايهمة ،توارت هنا خلف الملابس تكفكف دموعها الحزينة من معاملتة الجافة التي لاتدري لها سببباً أيعقل أنه يريدها ليكمل بإمتلاكها سلسلة عنادة وتملكة السافر… ؟.
نفضت راسها عل الأفكار السوداء تغادرها لتنعم بفكرة كونه سيصبح لها بل لها وحدها وهي له ،تلك الخاطرة وحدها كفيله أن تجعل صدرها ينتشي بالسعادة برغم مايحدث وغضبه الغير مبرر يكفيها أنها ستصبح زوجته أمام الجميع سيقترن اسمها بأسمه ....
كان يشعر بحزنها ،لمح الدموع تتلآلآ في مقلتيها لكنه استمر على عنادة وتسلطه ....
تم عقد القرآن في المسجد ،...وقبل أن تشتبك كف سيف بكف والدها ادار رأسه يشملها بنظره غامضة لم تستطع تفسيرها ،تقسم بداخلها انها رأت شبح ابتسامة وتمتمة شفاه غامضة اقرنها بنظرته ليلتفت بعدها ويتابع عقد القران ....
مع اخر كلمه نُطقت انطلقت الزغاريت والمباركات ....نهض سيف واتجه ناحية زوجتة بخطوات متثاقلة رافضة وقف قبالها وانحنى يطبع قبله سريعة تقسم أن شفتيه لم تلمس جبهتها وكأنه ينفر منها… وغمغمة سريعة خافته تحتاج سماعات اذن 
-مبرووووووووك 
صاح عمرو وهو يتقدم ناحيتهم 
-هتطلعووو فين بقا .
شمخ سيف ببرود وهتف بجدية 
-انا تعبان ومش هنطلع مره تانيه ،
انتهى الحوار كما اراد وغادر الجميع للمنزل مابين ناقم ومتعجب وحائر… .تركها امام شقتهم مع اهلها وصعد للأعلى… .ليرن هاتفه معلناً رساله متوسلة منها 
-منظري قدام اهلي وحش اوي ..انزل افضل شويه ونتعشا سوا 
وصل سيف للمنزل استقبله والد هنا وجلسا يتسامرون ليخرج بعدها الجميع تاركين للزوجين خصوصية الأنفراد ..
ظل سيف مبتعداً عنها يهز ساقه بتوتر بالغ فيما ظلت هي تترقب حديثة واقترابه او حتى كلمة منه ...تنهيدة ونظرات فقدت الأمل لتهمس بحزن 
-هوفي أيه ..
تطلع لها بنظرة غامضة ليهمس ببرود 
-في أيه ...؟
هتفت بنبرة وضعت فيها كل خيبتها،فيما كانت دموعها على مشارف النزول لتهمس بتقطع 
-دي مش ليلة فرحي الي حلمت بيها ،ولا أنت حبيبي الي اتمنيته ولا ده الي اتخيلته لما نكون مع بعض ولبعض .طيب لما أنت مش عايزني ولسه مسامحتش ليه حددت كتب الكتاب ،امسكت رأسه لترمش غير مستوعبة 
-لا بجد دا مش عقاپ دي قسۏة وظلم لقلب استنى اللحظة دي وحلم بوجودك جنبه ومعاه .....هزت راسه مبتسمة بسخرية 
-أنت محبتنيش صح ،أنت حبيت البنت الصغيرة الي كنت متخيل هتربيها على قول نعم وحاضر وتسمع وخلاص آله صح .بس انا كسرت توقعاتك ...
تصنع البرود ،اخرج هاتفة وظل يعبث فيه دون ان يهتم لحديثها ،وكانها آمعه لاتُرى بالعين المجرده ،...شهقت بقوة ولم تتمالك نفسها او تكتم بكائها ...انتفضت واقفة وغادرت بسرعه ،
ليلكم بعدها سيف المقعد زافراً بحنق ،ليدخل بعدها والدها معتزراً عن تعب هنا المفاجئ ...فيغادر سيف ..
استقبلته إيمان بهتاف زاجر 
-بجد أنت جبت القسۏة دي منين ،
لينضم لها ياسين قائلا بنفس التعنيف والتقريع 
-طالما جاي مكشر يبقا نكدت عليها ...حرام عليك بجد .
القي سيف عليهم نظرة عابثة وغادر لحجرته دون حديث ...
****
**************************************
جلست على طرف فراشها تكفكف دموعها ،التي تأبي التوقف ،مذهولة كيف له أن يكون بتلك القسۏة وذلك العناد… فهو اقترب برسمية شديدة منها ورفض تناول الطعام معها أو الجلوس… .غادر دون حديث… نهضت بجسد ثقيل ،بدلت فستانها ووضعته في الخزانه واتجهت لفراشها تسرد لوسادتها تفاصيل قسوته تملأ بأهاتها انسجتها ،
وقف يتفحص الشرفة بدقة ،فكرة مچنونة قفزت داخل راسه الصلد ،ليذهب ويحضر أغطية الفراش ،ويربطها بقوة في عمود منصب في الشرفة ويلقي الطرف الأخر في شرفة هنا… ..
تشبث به واستعان به حتى هبط داخل شرفتها ،تفاجئ بإنغلاقها حاول فتحها ولم يفلح… فاستسلم وطرق… 
فاقت مفزوعه ،ترتجف رعباً اتجهت ناحية باب الشرفة لتتفاجئ به ..همست بذهول 
-سيف… ..
سارعت بفتح الشرفة ليدخل ويغلق خلفه ،وقفت امامه مبهوته ،فيما استغل هو انشغالها وتفحصها بإعجاب لا تخفيه نظراته ،
ارتبكت من نظراته التي تحولت لالتهام ،فاقت من ذهولها لتركض ناحية الخزانه لتحضر وشاح تغطي به جسدها او شعرها ..
قطع المسافة ليأسرها بين الخزانه وجسده ،شعرت بأنفاسه المتسارعة تلفح عنقها وظهرها ،فخشيت الاستداره ومواجهة العواقب ..
همس بنبرة مرتجفة من قوة عواطفة ،
-هتجيبي ايه ..؟
اجابت بخجل وهي تُنقل يدها فالخزانه بعير هدى 
-حاجه… ..ابتلعت باقي كلماتها لكن ابت الكلمات أن تتوقف وتحولت لشهقة ناعمة صدرت من بين شفتيها وهي تجد نفسها مستديرة تواجهه جسده أسيره لذراعية وصدرة يقابل وجهها وهدير انفاسة يداعب خجلها ..
همس بإرتجاف 
-سيف…… .
لكنه ترجم رده لقبلات حارة نثرها على مقدمة راسها وجبينها… 
تململت بين ذراعية خجلا لكنه همس بصوت مبوح من اثر العاطفة المسيطرة عليه 
-مبروووووك ياهنايا أنا… 
انآتها المكتومة داخل صدره جعلته يتوقف ويرفع راسها لتواجهه ،همس وهو يمسح دموعها بطرف انامله 
-حبيبي بيعيط ليه ..؟
اراحت جبهتها على صدرته تاركه شهقاتها تشكتي ضربات قلبه .
همس بنبرة متقطعه وهي تحاوطه 
-دلوقت افتكرت ،… ليه كسرت فرحتي .
حاوطها يضم جسدها بقوة وهو يهمس بعشق 
-علشان حابب اهنيكي تهنئه خاصة متنسيهاش ،وانا مقصدتش اكسر فرحتك ،لانها فرحتي… 
ماإن لامست أنامله بشړة ظهرها حتى ارتجفت وابتعدت عن تاثيرة… واستدارت هامسة بخجل 
-أ أ أ… مينفعش… ..سحبت وشاح وغطت به راسها وجسدها… 
ادارها قائلا وهو يسحب الوشاح 
-أنتِ مراتي… .ولوعايز أخدك دلوقت بيتي هعملها ومحدش يقدر يمنعني… عنك .
همست وهي تتعلق بنظراته 
-جاي ليه دلوقت ياسيف… .؟
اقترب ببطء وتمهل ،اقشعرت له خلايا جسدها ،ابتلعت ريقها وتقهقرت حتى التصقت بالخزانة ،وضع ذراعه يسد عليها الطريق هامساً 
-علشان… .اشوف مراتي واباركلها… 
همست وهي تتململ بخجل 
سي… ..
ابتلع باقي اعتراضها بين شفتيه اذب جليدها وڠضبها بلمسته… حاولت دفعه بعيداً عنها لكنه اصر… احاط خصرها بكلتا ذراعية كقبضة حديدية ،
توقفت القبلة واستحالت قبلات صغيرة متناثره بدقة على ثغرها ،لينتهي اعتراضها وتستسلم لطوفان مشاعره ،بروح مستكشفة تتطلع بفضول لتلك المشاعر الوليدة التي بعثرت كيانها وأثرت روحه ،لم ينتبه انها سكنت وتقبلت راضيه مشاعرة وواصل العبس وافراغ شحنتة اللاهبة على وجهها وخصلاتها،وانحنى يدفن راسه في تجويف عنقها ،
همس بحنان ودفء 
-بحبك…… مبروك يا مراتي… .
لولا ذراعيه لاڼهارت ارضاً فساقيها لم تعد تحملانها بعد ماحدث ،هامت معه وارتخى جسدها… لتباغته بهمس ادهشه 
-جعانه أوي ..
ابتعد يبتسم بجاذبية 
-وانا جداً..أيه رايك تروحي تسلكيلنا حاجه ناكلها سوا… 
اومات مرددة بفضول 
-هتقعد معايا هنا ..؟
ازاح خصلاتها جانباً ليهمس بتأكيد 
-هنتعشى سوا… وارجع زي ماجيت ..
أومات بسعادة وخرجت لتأتي بالطعام… 
وضع صينيه الطعام ارضاً واشار لها أن تجلس بجانبه فوافقت… .
بدأت هنا تطعمة بفمه ،حتى هتف بإعتراض 
-كفاية بقا ..
ضحكت برقة هامسة 
-حبيبي انت بعد الحاډثة مش كويس ومش بتهتم بأكلك… 
تناول كفها وطبع قبلة هامساً 
-فترة صعبة علينا معلش… 
اسبلت جفنيها فيما نبرتها تحولت للعتاب 
-صعبة أوي ..وأنت قاسې أووي 
.انهى كلماتها بين أحضانه ،يضمها وهو يمسد خصلاتها معتذراً 
-متزعليش ياحبيبتي ..ڠصب عني…
همست برضا وابتسامة 
-أنا راضية واستاهل علشان زعلتك ،وكفاية أنك بقيت ليا ومعايا… 
رنين هاتفة جعلها تبتعد ،اخرجة وطالعه ليسب بغيظ 
-ياسين ..الزفت .
ضغط ذر الرد لياتيه صوت ياسين 
-خلي بالك من الكبريت ها… ..أنت لسه كتب كتاب ،بتنزل عالملايات ياحرامي الجزم ،
تافف سيف بضيق ليتابع ياسين ساخراً 
-شكلك بتاكل ..شامم انا ريحة اكل… عموما انا خدت الملاية وريني هتطلع ازاي ياعريس ..
ضړبت هنا خدها هاتفة 
-يالهوي… 
عقد سيف حاجبيه مندهشاً ليردف ببرود 
-عادي هبات هنا… 
حملقت فيه هنا هاتفة برفض 
-نعم… لا لا .لا 
ابعد سيف الطعام ،واراح ظهره للحائط وفتح ذراعها قائلا 
-تعالي… .
اقتربت بحياء ،اراحت راسها على صدره،أه مكتوبه وتنهيدة اطلقتها ليضمها هامساً
-مالك… .
همست بإرتباك 
-مفيش… بس مش مصدقة حبيبي بقا ليا خلاص. 
طبع قبلة رقيقة على راسها وهمس بنبرة زلزلت كيانها 
-وانتِ فاكرة سيف هيسيبك… ..بعد ما صدق لقاكي… بس كان لازم يعرفك في حاجات مينفعش. 
تلذذا بالقرب والوصال فقد انهك البعد والجفاء قلوبهم تحدثا في كل شئ وأباح كل منهما للأخر بما شعر به طوال فترة الأيام الماضية ....ليغادر بعدها سيف قبل الفجر وقد أخذ وعداً منها أن تأتي صباحاً للأعلى في مكانهم المخصص وتتناول معه الفطور… قبل استيقاظ الجميع… لينتهي اليوم بسعادتة وحزنه ويبدأ يوم جديد 
**********
صعدت هنا تحمل بين يديها فطوراً كما وعدت سيف ....وضعت ماتحمل على الطاولة ...جالت بعينيها في المكان لم تعثر عليه اطلقت زفرة حانقة يشوبها الخيبة ،قبل أن تستدير برأسها وجدت ذراعيان  تتسللان لخصرها وتحكمان القبض عليها وأنفاس دافئة تلفح جانب وجهها فتزيده حمره  شهيه ...وهمس دافئ
-صباح الفل والورد والياسمين والهنا كله .
اطلقت هنا ضحكة خافته وهي تهمس بخجل من موقعها بين أحضانه 
-صباح الفل ..يا
تصنع الحزن ومط شفتيه قائلا بعتاب 
-يا أيه ......
عضت شفتيها بخجل ،لكنه ادارها لجهته ومد أنامله يقرص انفها 
-قائلا ها ..ياأيه .....
تملصت حتى ابتعدت واشارت للطعام قائلة 
-يلا علشان تفطر وتاخد العلاج بتاعك .
جلس سيف وجلست بجانبه ،....وأثناء تناولهما للطعام هتف سيف وهو يحاول فك حجاب هنا 
-أنهردا الساعة 10تكوني جاهزه هنطلع سوا .
تركت مابيدها وانتبهت له سائلة 
-هنروح فين .....؟
تخلل بأنامله خصلاتها ليحررهم من قيدهم ليهمس بخفوت
-لما نروح هتعرفي ..
استسلمت برضا وهي تحاول الابتعاد عن انامله التي ماإن تلامس بشرتها حتى تشعر بدغدغة في جسدها كله 
-حاضر ....هكون جاهزه في الميعاد ياسيف .
شيع الصينية ليستفسر بخيبة 
-فين القهوة ،ماأنتِ عارفه بحب اشربه الأول ياهنا .
عقدت ذراعيها وهي تهتف بإقرار 
-لا ..انسى مفيش تاني .
هتف بضيق وهو يقبض على كفها 
-لا طبعا ...
نهضت وابتعدت مقرة بإصرار 
-خلاص يبقا مش هنفطر سوا تاني .
اراح سيف ظهره للخلف وهو يتفحصها ليهمس بنبرة باردة 
-عادي براحتك ...
شعرت بالضيق هاهو قد عاد لاسلوبه البارد ولا مبالاته ،احكمت لف حجابها وتناولت الصينيه هامسه 
-طيب أنا نازلة سلام .
لم تشعر إلا بجسدها يرتفع قليلا عن الأرض وهمس ناعم ينساب على اذنها برقة 
-خلاص مش هشربه تاني متزعليش ....بس خليكي معايا لغاية ماالشمس تشرق ياعمري ....
همست بإرتباك وهي تتحاشى نظراته التي تخترقها 
-حاضر بس نزلني .
أطاع رغبتها وانزلها أخذ بكفها للأمام وسار حتى وقف أمام الشمس قائلا 
-أنا دايما بصحى فالوقت ده بحب شروق الشمس أوي .
فحبيت انهردا تكوني معايا ....فشروقها .
ضحكت وهي تهمس بشقاوة 
-اقنعني أنك رومانسي يامستر .
الټفت اليها يطالع بنصف عين مستنكرا
-هو أنتِ شيفاني مش رومانسي .جعدت انفها بطريقة طفوليه لتهمس بتلعثم 
-يعني ...بس أنا مشوفتش رومانسية ،أنا بشوف شخط ونتر وخصام طول الوقت .....بس أنا راضية ياسيدي .
رفعه حاجبه واقترب شاكراً بسخرية
-لا كتر خيرك بجد .......
شمخت برأسها مردده بزهو 
-شوفت ازاي ..حماله آسيه أنا بس هعمل أيه قدري .
اقترب منها يجذبها حتى ارتطمت بجسده لملم خصلاتها عن وجهها فيما اړتعبت هي من هذا القرب المهلك ،خلاف أنفاسه التي بدأت تنهج بإنفعال همس وقد لمس خۏفها في نظراتها المهتزه ليبتعد مشاكساً بمرح 
-ېخرب بيت الرومانسية التي بتخر منك ياهنا .
ضحكت هنا بصوت عالي ليفلتها سيف خوفاً من تهوره عليها وهي بكل هذه الفتنة والإغواء البرئ الغير متعمد ...
عدلت من وضع حجابها وحملت الصينيه وغادرت قائلة 
-سلام بقا يا مستر ....
استوقفها سيف وهو يزفر مغمغما بخيبة 
-خاېف ولادي بعدين يقولولي يامستر .
استدارت بنصف جسدها لتهمس بمشاكسة محببه 
-دا أكيد يامستر ...
تركته خلفها يتوعدها ،وأن ينال منها اليوم ويجبرها أن تغير لقبه رغما عنها .
*************************

الرابع عشر
                                                                    
قبض على كفها متخللاً أناملها ودخل به مول ،توقفت هنا عن السير وطالعته بنظرة غريبة مستفهمة ليعود إليها متسائلا بتقطيبة 
-وقفتي ليه يانونا ..؟
تطلعت إليه متسائلة 
-هو احنا هنا ليه ياسيف ...؟
تقوس فمه بشبح ابتسامة ليقترب بوجهه هامساً 
-هنشتري فستان كتب الكتاب والشبكة كمان ..
فغرت فمها ببلاهه لترفع كفها قائلة 
-أمال دي ايه ...؟
طالع صفحة وجهها الملونه بألوان ذهولها وفضولها لتتسع ابتسامته ويهمس بمشاكسة 
-اعتبري امبارح مجاش وانهردا هنختار فستان كتب الكتاب والشبكة سوا زي ماكنتِ تحبي ،.....ثم غمز لها مردفاً بشقاوة 
-فكراني مخدتش بالي من دموعك امبارح ،ضم وجهها بكفيه ليهمس بنظرات تختزن العشق في طياتها 
-ابدا والله ياحبيبتي كنت حاسس وعارف وكانت بتوجعني قبلك ...بس مضطر .
قطبت جبينها مستفهمة
-مضطر ...؟
مط شفتيه مرحباً بفضولها ،
-خليكي كده اسألي ...لغاية ماالوقت يضيع ...عاد يتخلل اناملها جاذباً لها خلفه برفق وهو يهمس بتأكيد 
-هتعرفي كل حاجه بس اصبري وخلينا فالي بنعمله مستبقيش خطوة ومتستعجليش .
همست وهي تشدد من ضم كفه فيما عينيها تتطلع له بحب 
-مش مهم المهم أني معاك .
دخلا اول محل ،رحبت البائعة بسيف بشدة ،كانت توليه اهتمامها وتعرض عليه الفساتين دون أن تهتم لأمر هنا ...انزوت هنا بعيدا تعقد ذراعيها وتراقب بغيظ ...
عاد سيف لهنا مستفهماً 
-في ايه يانونه مش عاجبك حاجه .
اشاحت برأسها مردد بإمتعاض 
-ايوة ...وعايزه امشي من هنا .
اشار سيف للملابس بمكر 
-ليه دول حلوين والبنت متعاونة .
قست نظراتها التي تطلعت إليه ليبتلع باقي كلماته متحيراً لكن سرعان من أنار عقلة الفهم وابتسم قائلا 
-اه ...البنت لذيذة والله .
تحالف فمها المذموم مع تجاعيد انفها المستنكرة ..لتنسحب من امامه وتخرج ،فيتبعها متسائلا بخبث 
-زعلانه ليه بس ..
وكان هتاف السمجة المتحالف مع تخبط علكتها داخل فمها يصنع غيرة أخرى 
-ايه ....معجبتكش حاجه يافندم ..؟
امسكت هنا كف سيف واستدارت بنصف جسدها ،لتخرج بعدها لسانها لبائعة المحل مردده بحنق 
-لا ...وحشين أوووي ...وغلسين .
غادرت هنا تاركة الأخرى تتميز غيظاً منها ،مطلقة ضحكة رنانه تواري خلفها الغيظ ..
اوقفها سيف متسائلا 
-هو في ايه ...؟
مستمتع ،بل منتشي بغرور ذكوري لكنه يدعي البلاهة وعدم الفهم .سعيد بغيرة قطته ومستمتع حد النشوة ...
دخلت هنا محل أخر وماإن طالعت البائعات حتى اطلقت تنهيدة راحة وبدأت في الاختيار وهو يشاركها في ذلك ويتناقش معها ،حتى وقع الاختيار على فستان رائع ....طلبت هنا أن تقيسة لكن سيف رفض بشده ...وتعلل بأنه يريد أن يراها اولا به بعيداً عن الاعين ..أومأت هنا وغادرا لشراء الشبكة 
تطلعت هنا لمحتويات المحل ثم مالت هامسة 
-ليه التكاليف دي ...؟كفايه شبكة وحدة ...
بادلها نظرة لم تفهم معناها ليشير لها قائلا بتحذير 
-اختاري وأنتِ ساكته ،
زمجرت هنا معترضه 
-دي المره التالته ،هو انت معاك فلوس عايز تخلص منها ولاايه ..؟
ابتسم سيف نصف ابتسامة .ليهتف بجمود 
-اختاري ...يلا وبلاش مناكفه ..انا حر ياستي الله ..!
عادا للمنزل ،استعد سيف واستعد الجميع ،فقد قرر سيف إقامة حفلا ودعا إليه الجميع ........
غادرت إيمي لفتح الباب بعد أن غطت وجهها بماسك باللون الاسود ...
شهق عمرو بذهول ،مما جعل إيمي تتراجع خجلا ...رفع عمرو حاجبه هاتفاً ببرود مغيظ 
-أنت ياعم سيف قاعد .
لم يشعر إلا بحرارة ضړبت صفحة وجهه نتيجه زفرة حانقة ،ونظرات تحمل معنى أخر للجمرات الڼارية ...قهقه عمرو عاليا وعاود تكرار سؤاله 
-سيف موجود ....؟
عقدت إيمي ذراعيها مجيبة بالتواء فم ساخط 
-لا صدرناه ......
هتف عمرو بضحكة 
-فين بالضبط علشان مفيش دولة هترضى بيه .
قطع استرسال حوارهم هتاف ياسين الذي سأم من ربطة عنقة ....
-مش عارف اهببها ماقولنا هروح بجلابيه .
ابتعدت إيمي عن الباب ليدخل عمرو ويتقدم ناحية ياسين مساعداً له فيما الاخر يهتف 
-امشي امسحي الي على وشك ده واخلصي.
القت إيمان عليه نظرة حانقة وغادرت لتستعد هي الأخرى ....
ليخرج سيف من حجرته في ابهى صورة ،فيطلق ياسين صفيراً عاليا ،اقرنته وداد بهتاف عالي 
-ماشاء الله ...اللهم صلي وبارك ...
اتجه سيف ناحية والدته قبل راسها وكفها وغمز بشقاوة 
-يعني هعجب ياوداد ....
ضمته والدتها لصدورها قائلة بحنان 
-أنت عاجبها بتكشيرتك وعصبيتك وعندك ..مش محتاج .
ابتسم سيف وضمھا لصدره قائلا 
-ادعيلي ....
ردت والدته قائلة بحنان اموي 
-ربنا يباركلك فيها ويجعلها قدم خير عليك ويهديكم على بعض .
تأفف ياسين وتقدم قائلا 
-وأنا مفيش دعوة ....ولا كله لابنك الحيلة .
رنين هاتف عمرو جعله يغادر قائلا 
-يلا ياسيوف خلينا نمشي هنا جهزت هناك ...
خرج عمرو لتخرج إيمي وقد استعدت ،ليرمقها ياسين قائلا 
-اسرع بنت تلبس فمصر .
تقدمت إيمي واقتربت مهنئة لسيف فرد قائلا 
-عقبالك ياحبيبتي ...ثم ابتعد متسائلا 
-أدهم فين ...؟
أجابت إيمي بحبور 
-هييجي متقلقش ..ممكن عالقاعه ...ثم غمزت لياسين قائلة 
-يلا ياسونه ندلع العريس قبل مايطلع ....
هز ياسين رأسه متفهما وغادر للمطبخ ...أحضر غطاءين للاواني ....ووعاء من البلاستك ..
القى الوعاء لإيمي التي تلقته وبدات تقرعه وياسين يضرب الغطائين ببعضهما وهو يهتف وإيمي ترددخلفه
النهاردة فرحى يا جدعان عاوز كلة يبقى تمام لقيتها ماشية مشيت وراها قلت لازم اعيش معاها عارفين قلت لها اية بعد اذن سيادتك انا معجب بسعادتك ممكن اكلم طنط يمكن ربنا يهدينى واكمل نص دينى وابطل اتنطط حمو حتجوز حتجوز انا خلاص حاتجوز وحابطل ابص على البنات وحاظبط نفسى وحبطل اقضيها اشتغلات رقصنى على الوحدة مش حامشى ورا واحدة هى بوسة من العروسة بالعالم واللى فية يا عم رقصنى دا عروستى حتبوسنى بصبح ومسى عاللى شرفونا اصبح وامسى يالا رقصونى رقصنى عالطبلة ولا عنتر ولا عبلة اللة اكبر دا احنا اكتر من روميو وجوليت ولا حسن ونعيمة ولا بتوع السيما نفسى اخدها واشد ايده ونروح عالبيت ونتجوز حاتجوز حاتجوز دانا حاتجوز حاتجوز رقصنى رقصنى عقبال عندك عقبال عندك يا ام السعد
قهقه سيف عالياً هو ووالدته التي لم تتمالك نفسها وجلست تتابع ياسين وايمي وهما يدوران حول سيف ويغنيان بمشاكسة ..جذب سيف ياسين من ذراعه واحتضنه بقوة طابعاً قُبلة على راسه ،مما جعل ياسين يتشبث به هاتفاً ببحه تعلن عن بداية لبكاءة 
-مبرووووك ياوالدي ...عقبال الفرح .
ابعده سيف مشاكساً 
-ماتعقل هتعيط ولا ايه ...؟
عاد سيف يضمة بقوة فيما تململ ياسين وطبع قبلة حفت بإمتنانه لمن رباه كما عُبقت بسعادته لأجل تلك اللحظه ..
اقتربت إيمي لائمة وهي تمسح دموعها 
-هتقلبوها عياط ولا ايه بقا ..؟
ترك سيف ياسين واتجه لوالدته التي بدأت دموعها بالاڼهيار ...جثا أمامها على ركبتيه ومد طرف انامله ماسحاً دموعها وهو يهمس 
-ليه العياط ده بس ...؟
ابتسمت وداد من بين دموعها قائلة 
-فرحانه بيكم ياحبيبي ..
قبل سيف رأسها ونهض مسيطراً على دموعه ،وهتف 
-يلا علشان هنا متتهورش وټضرب حد او تهرب مثلا ..
ضحك الجميع وغادرو الشقة متجهين لمكان الحفل .
تفاجئت هنا بالحفل والمكان والمدعوين ،بينما كان سيف متوتراً للغاية .....وبعد مرور وقت طويل سحب سيف هنا من كفها واتجه ناحية طاولة الاسره قائلا 
-أنا هاخد مراتي وامشي ....عايزين تقعدو اقعدو بس أنا اخري كده .
مصمص ياسين مرددا پحقد 
-الله يسهلك ،....وكتر بقا ها ....
هتف سيف بإمتعاض 
-تقصد ايه يالا ...
اقترب ياسين قاطعا المسافه ومال عليه هامساً 
-مسموحلك ببوس بس ..ها حافظ ياحبيبي على عود الكبريت ..
كاد سيف يلكمة لكنه ضربه بخفه على راسه وغادر قبل أن يوقفهم أحد ...
همست هنا بإرتباك 
-رايحين فين… ..؟
فك سيف رابطة عنقة واستدار يحتوي نظراتها المرتبكة ليميل عليها هامساً 
-هتعرفي… ..اصبري علشان أنا كمان اصبر .
استسلمت وانتزعت نظراتها منه انتزاعاً ليضم كفها فيما عينيه ترقب الطريق بإنتظار شغوف ..
واخيراً وصلا… .ترجل سيف من التاكسي ومعه هنا التي استدارت مردده 
-دا البيت ..طيب ماكنا رجعنا كلنا سوا ..
اشهر سبابته واراحها امام شفتيه هامساً 
-اششششش…. 
أومأت بنفور مما يحدث ،وصعدت معه للأعلى ،وقف يفتح باب شقتهم لكنها تراجعت وتلعثمت قائلة 
-سيف خلينا نرجع… ..
رمقها بنظرة غامضة يظهر بين طياتها اللوم ،ليفتح بعدها الباب ويدخل فيما زالت هي تقف خارجاً جسدها يرتعش رهبه وخوف… 
وقف سيف أمامهاوهمس بجدية 
- شكلك مش واثقة فيا كفايه بس لو مش واثقة فيا ياهنا فعلا… .بجد هنرجع لهم تاني من غير كلام…
دخل الشقة وانتظرها تدخل خلفه ،دقائق ودخلت خلفه تنتزع اقدامها انتزاعاً نظراتها تعانق الارض وخافقها يرفرف بين ضلوعها… فتتعثر انفاسها ..
همست وهي تفرك كفيها بتوتر لعين 
-لا طبعا واثقة فيك… 
ابتسم سيف برقة وتقدم يغلق الباب ،فانتفضت هنا وتحركت قليلا… أقترب منها سيف أمسك كفيها وهمس بعشق 
-أنتِ عارفه انهردا عيد ميلادي… .؟
رفعت له راسها تطالعه بحب ،تمر بخجل على ملامحة الجذابه ..ليبتعد عنها قائلا 
-استني… هنا .
غادر للمطبخ وعاد يحمل كعكة مزينة بالشموع… وضعها على طاولة السفرة واشار لها أنا تتقدم ..فتقدمت ترقبة بذهول ودهشة مما يفعله… اشعل سيف الشموع ثم استدار ووقف خلها ،حاوطها بذراعيه مريحاً ذقنه على كتفها ليهمس بشغف 
-أنا كنت حابب كتب كتابنا يكون انهردا بس والدك رفض… .علشان حسابات كده تخصه ،زعلت جداً واعتبرت كله ميهمنيش لاني حابب يكون بصراحة كتب كتابنا يوم عيد ميلادي… .واول طفل لينا بإذن الله يكون فنفس اليوم هتقولي مستحيل هقولك ..بتمنى وبقول يارب… .بس طبعا مهنتيش عليا اسيبك زعلانه… .وكان نفسي تحضري معايا شروق الشمس لانه اول عيد ميلاد وحبيبتي معايا وجنبي… .نفسي يكون مختلف يانونا عن كل سنه… 
ابتعدت مستديرة تحاول استيعاب الواقف امامها لم تكن النظرة كافية رغم أنها تختزن في اهتزازها الوله على ملامحها كل معاني العشق ،لكنه يريد توثيق مكلل بلمسة وعهد بأن لايكون قلبه لغيرها ولن يرفرف خافقة إلا لتلميذته الشقية…… فلو كان للقلب سلطان يحكمة لما تسللت دقاته لطفلة تعبث بها وتصنع منها ما تزين به جيدها… ..
وكان الاقتراب خطراً والنظرة تحمل شغفاً ورغبة أبت مشاعره إلا الانصياع لها… .وبادلته نظرته بهمس مرتجف ودقات تصرخ بين جنباتها تخبطاً مما يلم بروحها… 
-سيف… .
والكلمات تاقت أن تذوب بين شفتيه ،والأنفاس تلهث… والقرب بات لامفر منه ولاقيود تردعه وتكبله ..ارتشف رحيق زهر شفتيها بشوق لم يستطع كبته أو تلجيمة بالبعد… ..رفرفت كعصفور بين ذراعيه لكنه ابى أن يتركها فرضخت واكتسحها طوفان مشاعره وزلزلت أنفاسه دقاتها… فهامت وقرعت پجنون من هذا القرب المهلك… ذابت ورضخت صاغرة ليبتعد عنها يشحذ أنفاسه بينما رفعت هي أناملها تتحسس شفتيها… تلمس وجنتيها الملتهبة من حرارة أنفاسه.
همس وهو يحاول كبح ذمام مشاعره 
-عيد ميلادي يانونه مش هتقوليلي كل سنه وانت طيب .
حاصرها بنظراته ،… وأحاطها بأنفاسه… أفاقت من أثر مفاجئته واكتساحه لها تكتم شهقتها بباطن كفها تتسع عينيها وتمر نظراتها بعشق على وجهه المبتسم وخصلاته المتحرره المكلله لجبهته لتزيده وسامة… همست بذهول 
-بجد ياسيف عيد ميلادك ..
لم تنال منه غير هزة رأس واقتراب اذاب صمودها واصهر جليدها .لتتعلق برقبته غير مباليه فتستجيب ذراعاه وتحيطان خصرها بتملك يجيده… وتقربها أكثر واكثر منه علّ دقاته الهائمة الثائرة تهدأ … ،لبتعد قليلا تذوب خجلا منه وهو ينهج من قوة مشاعرة وبركان رغبته ،اشتبك بنظراتها اللامعه لينحني بعدها تقوده رغبته بها التي لاتنضب لشفتين ارقته ليالِ وداعبت مخيلته لينال منها ويسحقها بين شفتيه بقوة لتخفت فورة مشاعره وتتحول القبلة القوية المؤلمة التي اودع فيها حرمانه وشوقه لها منذ أن عرف الحب طريقة لقلبة .. لفراشات تحط بنعومة على شفتيها ليذوب خجلها وامتناعها بين حرارة انفاسة وطيات رقته
ونال دفعه وهتاف متقطع 
-ايه… .يامستر هو علشان عيد ميلادك هتغش .
اقترب منها وجذبها لټرتطم بصدرة وهمس بخبث 
-دوول واحدة عيد ميلادي… ووحدة كتب كتابي ..والشبكتين نفس الحكايه ياقطتي .
حاولت فك حصار جسدها وهي تهتف 
-مين يجيب لمين… ؟
كاد ينحني ويقتنص الثالثة لكنها انتهزت فرصة إغفاله عنها في خضم عاطفته ..وابتعدت عنه مسافه طويلة
فهمس بإبتسامة وهو يلقي ربطة عنقة وعينيه تلتهم تفاصيلها بنهم ..
-لا ياحبيبي انا اجبلك علشان دا اول عيد ميلاد ليكِ معايا .
هتف بعبوس مزيف وهو يطالع الكعكة 
-تعالي اطفي الشمع يلا .
هزت رأسها بإمتناع وعناد 
-لا مضمنكش يامستر……. دا أنت خالفت توقعاتي .
قطب مستفسراً وهو يقترب منها ببطء
-نعم خالفت توقعاتك… ليه بقا ..؟
هزت كتفها مجيبه بنزق دون أن تنتبه لخطواته الحذرة كفهد 
-صراحة متوقعتش يعني… .بوووو… .وابتلع باقي كلماتها بعد أن قيد جسدها في غفلة منها وعدم انتباه ..
ضاعت كلماتها بين ثنايا شفتية المتعطشه لرحيقها ليبتعد غامزاً 
-كده تالته علشان متتوقعيش ياقطتي .
ركضت ناحية الباب وهي تهتف پبكاء مزيف ووجه أحمر غاضب 
-عايزة امشي… مش هفضل معاك تاني يا سيف… حاول أن يقترب فابتعدت ،… بدأ يركض خلفها وهي تهرب من امامه تصرخ مستغيثة ،وهو يحاول الامساك بها متوعداً لچنونها 
-ماشي ياهنا… .مش وقت جنان خالص ..لسه مكملناش… 
تخصرت قائلة بشفتين مذمومتين 
-تكمل ايه تاني ..
ابتسم مردداً بخبث 
--العيد ميلاد… ومأكلناش… وووو
استوقفت باقي حديثة پصرخة معترضة .
-لا عايزه امشي… .لو اعرف مكنتش جيت ..
ظلت تركض وتفر من امامه وهو يتبعها حتى جلسا ارضا يضحكان بتعب وأنفاس تتردد لاهثة… اراحت رأسها على كتفه ليرفع سيف كفها مقبلاً وهو يهمس بضحكة مكتومة 
-حبيبتي أنا مش ادك… .فضلنا كده بعد الجواز ابشرك بأيام فل… 
همست مستفهمة بحاجب مرفوع 
-يعني ايه… ..؟
كتم سيف ضحكتة التي تتردد داخل صدرة وهمس بجدية مفتعلة 
-راعي فرق السن ياحبي… .هتجريني كده كتيرعلشان بوسة ..مش هينفع خالص ..اهدي كده وبلاش شقاوة وجنان صحتي ياماما أنا مدخلتش دنيا… 
ضړبته بخفة معاتبة 
-مش فاهمة حاجة بجد .
ترك سيف لضحكتة العنان ،ف كانت تتطلع له هي بغيظ وحنق… ليتوقف هامساً وهو يقرص خدها 
-لما تكبري يانونه هتفهمي ..والأفضل تفضلي مش فاهمة احسن ..
صوت الباب والمفتاح جعلهم يتطلعو للباب ليدخل ياسين وما إن يراهم حتى ېصرخ مولولا وقد ضړب صدرة كعلامة الذهول 
-شرفنا… ..هنا مع اخويا فبيتنا… لا لا ياهنا ..البيت ده طاهر وهيفضل طول عمره طاهر… 
وكان حذاء سيف خير رد عليه ليتوقف قبل أن يتسبب لهم في ڤضيحه…

ر************
....اخبرك سرا
انني اخون كبريائي في الخفاء
....واتبع اخبارك
ليطمئن قلبي عليك
اشتقت لك بصمت...فهل يصلك

ضجيح حنيني...؟
‏مستسلم بل راضخ لقدره معها ،فلا حيلة له… ارتدى ملابسه وقرر الخروج للسير في الهواء الطلق يريد إشباع رئتيه بالهواء ،… .وكان اول عبوره للممر صدمة لجمته وحركت مارد غضبه ،ما رأه كفيل بإثارته… ..
ابن عمته المصون يتطلع لحوريته من عقب الباب كفتى مراهق لعين ،… .زمجرة صدرت عنه لينقض عليه قابضاً تحركة غيرته على حُرمة منزله قبل حبيبته… .وحصل الأخر على لكمة مباغته افقدته تماسكه لينقض عليه قاسم ويضربه بقوة فيما الأخر صامت مستكين نظراته المهتزه وإرتجافة جسده توحي بأنه مغيب عن الواقع ،وكانت غيرته من تتحكم به ظل يضربه بلا رحمة حتى أن غضبه أعماه وجعله يضرب رأس الأخر في الحائط فوقع أرضاً… 
ركضت عمته بإتجاهه بعدما القت في طريقها شهقات مصډومة وفزع أحاطها صړخت ناهرة 
-ليه كده ياقاسم… ؟
لم يكف الاخير سدد له ضربه بقدم وبصقة ارفقها بلعڼ مقيت 
-ۏسخ… 
اعترضت تركت ولدها ووازت قاسم كادت ټصفعه فكانت كفه أقرب .قيدها واشار محذرا بعينين تنضخ شراً 
-حذاري ياعمتي ..ابنك ۏسخ واتعدى على حرمة بيتي وخد جزاته .
اتسعت عيناها وابتعدت مردفة بغيظ
-عمل ايه… .؟
رمقها بنظرة مستنكرة وفم تقوس بإبتسامة ساخرة ليشيع المسجي على الارض بإنتشاء متابعاً 
-ابقي اسأليه… .
غادر راضياً قانعاً بما فعله بينما الأخرى انكبت تحاول إفاقة ولدها… .
******************************
جلس متأففاً عينيه تدوران بغير هدى .لينتشله راجي من دوامته بصوته الاجش 
-في أيه ياقاسم… ؟
أخذ قاسم نفساً عميقاً جالباً صوتاً قوياً جعل راجي يحملق فيه متحيراً ليهمس راجي بكلمات تقطرالماً
-تعبان يا راجي… ..حاسس حاجه طابقة على صدري مش عارف اتنفس وجبال شايلها فوق كتافي .
وربتت راجي الحانية المؤازرة على كتفه جعلت اجفانه تُسبل پألم ونظراته تغيم ،همس راجي بصوت ذو لكنه صعيديه محببه 
-استهدى بالله ياقاسم ..واحكيلي .
اتسعت ابتسامة قاسم ليردف بترقب 
-إلا قولي يا راجي أنت قرأت كتير وتقريبا مسبتش حاجه ،ليه القلب ملوش سلطان ومبنقدرش نتحكم فيه ولانتحكم نحب مين ولا نكره مين ..؟
اخرج راجي سېجاره واشعلها قائلا وهو ينفث دخانها 
-القلب ،مالوش سلطان علشان متقلب يا قاسم ،سلطانه هواه… .بس فينا عقل نقدر نحجم بيه القلب وده الي ميزنا بيه ربنا ،
ادار دفة الحديث تحت نظرات راجي الثاقبه ولمعة عينيه التي تحمل من الفطنة اطنان ليهمس بتهكم 
-مش هتبطل الهباب ده صحتك ياابني .
اخذ راجي نفساً عميقاً ليدهس سېجاره تحت اقدامه ويبتسم مردفاً 
-مالي بيها ياقاسم ،… زي ماانت شايف وحيد… 
ضحك قاسم علّ تفكهة يخفف من التوتر 
-لبدنك عليك حق… 
ضحك راجي مردداً ببرود 
-تصدق السېجاره دي صديق لعين ماكر… .بيقدر يطلع ضغطك النفسي بس بالمقابل بيسرق منك حاجه حلوة… بمعنى أنه مبيعملش حاجه بدون مقابل ابدأ… واحنا بنكون عارفين انه ماكر وخداع بس سيبينه ومتجاوبين معاه كنوع من التسليه بيفرضها عليك العقل لما القلب يكون خاوي بس ساعة ما يتملي القلب العقل بيتنبه وبيظهر الصديق الحقيقي الي بإخلاصه وصدقه بيمحي أثار القديم .
ضحك قاسم مرافقة لنهوضة ليهتف بتجلي 
-موسوعه أنت يا راجي… ربنا يزيدك 
ليسخر راجي من نفسه قائلا 
-موسوعه صعبه القراءة ،حروفها تقيلة ومتشابكة… 
غادر قاسم وهو يلوح لها هاتفاً 
-هتتقرأ… وماكان ربك نسيا ..
صديقان مختلفان يكمل كل منهما الأخر ،يشتركان في رجاحه العقل والاخلاص ،
راجي شاب وحيد من أصل صعيدي ،عاش في القاهرة وتعلم برغم عمره الذي قارب ٤٠ الا انه لم يتزوج أو ينجب يمتلك منزلا فخماً ،واموال لا بأس بها عمل في كل المجالات… ومازال… 
نشأت صداقته بقاسم منذ أن التقيا خارج مصر ليعود راجي ويبقى قاسم ..حتى تجمعا الأن… 
**************************************
كانت طاولة الطعام مجال أخر لحرب من نوع آخر ،حرب النظرات القاټلة وحرب الانفاس الكارهه ،وكانت العمة أول من جادت بالحديث 
-أخبار عريس بنت أخوك ايه ياحاج 
ابتسمت ياسمين ساخرة وهي ترفع المعلقة المحملة بالأرز 
-حاج… ربنا يقدره… 
وكأن ماقيل قبلها لا يعنيها بشئ… 
ليهتف العم بثبات ونبرة عدائية 
-لسه هيرجع بكرة ونتفق أنتِ عارفه مشاغله .بيتنقل من بلد لبلد .
وكانت نظرات الأم المستغيثة تُصوب نحو الأخر فالتقطها مبادلا لها بنظرة أطمئنان ليهتف بنبرة ثابتة تناقض انفعاله الثائر داخل صدرة 
-ده مين ده… ؟
تطلع له والده وهو يدس قطعة من اللحم وهو يهتف بلا مبالاه 
-منصور القاضي… 
صكت الأخرى وجهها فيما علت ابتسامة الانتصار شفاة مقيته ،… ليهتف قاسم تلك المره بجدية 
-أممم بس ده كبير على ياسمين .
وقاطعت واحدة بنبرة خبيثة وبراءة هي ابعد مايكون عنها 
-بس مش قولت…… 
قاطعها الأخ قائلا وعينيه تلمع وكأنه وقع على كنز 
-منصور تاجر كبير مقتدر وعايزها… .وضغط على حروف الأخرى ...وهو يتطلع لقاسم وكأنه يلقنه اياه الحديث .
ليعترض قاسم قائلا 
-اعتقد ده راجل كبير ،غير مناسب لبنت عمي .
وزئرت العمة بحديث منمق 
-وماله .الراجل ميعبوش إلا جيبه ياقاسم وبصراحة أحنا مش راضيين عن مدرستها خصوصا بعد الي حصل والخطڤ احنا مش ناقصين… وختمت قولها بإشاحة من كفها… .
لينتفض الأخر وقد استقر قرارة تعالت نبرته متمنياً أنقاذ تلك الباردة التي تأكل بشهية ولا تتابع الصراع المحتد وكأنه لايخصها… كان قرارة يتلقفها من براثن الأسد 
-طالما عايزين تخلصو منها فأنا أولى .
ذهب برودها أدراج الرياح وانصهر جليدها لترفع عينين مهتزتين لمن يواجهها… دارت الهمهمات حوله 
هتف الأب ببرود وهو يريح ظهره وكفيه تتحركان على بطنه البارزة بإستمتاع 
-وماله… ..ياقاسم بنت عمك برضو ..وأنت هتاقلها بالمال 
هو يريد ماجناه قاسم في غربته ،وقصد في حديثة من يدفع أكثر ليلتوي فم قاسم وقد فهم الغزى 
-وأنا كلي لبنت عمي .
وابتسامة امتنان مكللة بدموع القتها رحمة بوجهه ،فيما التحمت نظرات العمتين في صراع… .
القى قاسم نظرة مترقبة شغوفه تجاه ياسمين التي كانت تفغر فمها ببلاهة وبعينيها الف رفض ..
تنهد بحزن ليتابع بجدية 
-كده اقدر أقول أن بنت عمي ليا وأنا بطلب ايدها علني واظن أنا أولى .
نهض الأب بتثاقل نتيجة اصابته بتخمة الطعام وهو يقرر بلامبالاة 
-وماله… .البنت لابن عمها .
تبعه قاسم الذي رمق عمتيه بنظرة متشفيه ولحقت به رحمة التي أنارت وجهها السعادة ،
شتيمة بذيئة وصلت لاذن ياسمين 
-يابنت ال* *****يارحمة. 
لتنهض ياسمين مدعيه انها تجلب الشوربه وفي أثناء حملها انحرفت يداها وسكبت الشوربه على عمتيها… قهقهقت متابعة 
(بنت رحمة يا ريا وسکينه )
ابتسامة رضا ظللت شفتيه وهو يتابع چنونها وتحديها لعمتيها بل ورد الصاع صاعين ،
نهضت العمتين يتبعان ياسمين التي ركضت مبتعده عنهم خوفا من بطشهم ،… اصطدمت بقاسم… ولأول مره أحتمت به ووقفت خلف ظهره مستنجده 
تكالبتا العمتين وحاولتا الأمساك بياسمين ،لكن قاسم اشار بتحذير ونبرة أقرب للصړاخ 
-عمتي الي كان بيحصل زمان ،مينفعش يحصل دلوقت لاني مش هوافق بكده .
توقفتا تتطلعان لبعضهما بغيظ يرمقان الواقفه خلفه محتميه به بتوعد ،ليغادرا بعدها وهمهمات الاعتراض والتوعد ترافقهم .
تنفست ياسمين الصعداء وابتعدت عنه ليسائلها بتلهف 
-ليه عملتي كده… "
اردفت وهي تنفض كفيها ببعضهما 
-شتمو أمي…… وبعدين متفتكرش بالي عملته ودور شجيع السيما ده هيخليني أنسى أنك ابنه الراجل عبد الفلوس… .
توحشت نظراته حينما صفع أذنه التشبيه ،لتسترسل الآخرى ببرود 
-أنت اشتريت بالفلوس… مفرقتش عنه ،فكل الحالات أنت أو غيرك فأنا عبده بتبيعو تشترو فيها… .صمتت كعلامة على التفكير لتهتف بإنتصار 
-مستر سيف بيقول عليها سبية ...يعني أنا زي سبايا الحړب ..
القت كلماتها وصعدت للأعلى تاركه خلفها جسد يهتز پعنف ضاري وعينين تألقتا بلون أحمر… .وقلب ېنزف ألما… 
دخلت حجرتها بإستكانه جلست أرضاً وانزوت في ركناً بعيد لتفيض عينيها دمعاً وتجود بمااستطاعت من بحور عينيها 
**********************-
وفي أثناء نومها ،هبط متدلياً من شرفته وكأنها ستصبح عاده ليلية لدية ،دخل الحجرة بسلاسه وسهولة فلم تحكم هنا إغلاق شرفتها ،… تحرك على أطراف أنامله حتى وصل إليها… 
جثا على ركبتيه وبإبتسامة عاشق بدأ يلملم خصلاتها عن وجهها ،تململت واستطاعت أن ترفع أجفانها الثقيلة… ..لتهمس ببلاهة 
-سيييف… 
وماإن تداركت وجوده ووعت لما حولها حتى اعتدلت منتفضة تغطي جسدها بلحافها ،ابتسم سيف واردف بمشاكسة 
-صباح الفل يانونتي… 
حملقت فيه بذهول لتهتف بتعجب 
-خدت أنت بقا على التسلل ده ..؟
ضحك وهو يعتدل ليجلس جانبها 
-ايوه… وبصراحة مخدتش بوسه قبل النوم ولا فقولت الحق اخدها قبل بتاعه الصبح .
شهقت بنعومة مردفة بدون تصديق 
-بتهزر… صح ..وبعدين ليه صاحي لغاية دلوقت ياسيف… ؟
دس نفسه بجانبها متدثراً باللحاف ،ليتكأ بعدها قائلا ببساطه 
-ابداً مخدتش جرعة المنوم بتعتي ،وأنا مبهزرش وعايزها… .قال جملته وهو يقترب ببطء منها مما جعلها تفر هاربه وهي تشهر سبابتها محذره 
-سيف مينفعش كده… .
نهض واتجه ناحيتها قائلا 
-تعالي علشان همسكك همسكك… .
زمجرت كقطة شقيه ،وتخصرت قائلة 
-سيف بجد بلاش الحركات دي .
اقترب فابتعدت راكضة ،استطاع بالنهاية الامساك بها وجذبها لاحضانه أحاطها بذراعيه وانحنى يلثمها بقبلات مشتاقه ،وحنين فائض… .وككل مره قاومت رفضت تململت وفي النهايه استسلمت وصمدت تحت أنفاسه ،ارتشف رحيقها العذب بتلذذ وشغف .ايبتعد هامساً بلهاث 
-مساء الفل ..
اخفضت رأسها خجلا ،فابتعد وسحبها ليجلسا ،جلس معطياً ظهره للحائط ، فتح ذراعه واشار لها لتقترب فاقتربت بخجل وانزست بأحضانه .لا ارادياً ارتفعت كفه وبدأت تتجول في خصلاتها بحركات رقيقة ،… .همست بإرتباك 
-هو بابا إيمي ومامها فين ..؟
تنهد سيف بعمق وتابع بحزن 
-ماټو فحاډث ،إيمي واخوها أدهم عاشو معانا فترة طويلة بعتبر إيمي زي ياسين أنا مربيها ،… فهتلاقي علاقتي بيها زي ياسين… بعد ماادهم اشتغل انفصلو في شقه لوحدهم ،… .بسبب ظروف شغله… بسسسس وهو مجاش علشان معاه شغل ضروري جدا .
ظلا على وضعهم يتحدثان ويتشاكسان حتى ناما دون أن يشعرا ،هو يتوسد رأسها وهي تتوسد كتفه ،
طرقات على بابها جعلتهم يستيقظو وماإن تنبها لحالهم حتى صعقټ هنا وتلفتت قائله 
-الصبح ..
ابتسم سيف وهو يتمطأ ببرود ليردف بخبث 
-أحلى نومة… .
نهضت هنا هاتفة بضيق
- هتطلع ازاي دلوقت ياسيف.. ؟
نهض ووازها قائلا بعبث 
-صباح الفل يانونتي .
لانت ملامحها وابتسمت هامسه بخجل 
-صباح الفل… .
ليجذبها بغتتة وينحني هامساً 
-لا ياحبيبي… .أنا قولت في صباح وفي مسا… .
ذاب اعتراضها بين شفتيه ،ابتعد عنها قائلا 
-همشي بقا اريح شوية 
اومأت بموافقة لكن حينما خطا نحو الشرفة سبقته وغطت بابها بجسدها ناهية 
-لا مترجعش زي ماجيت ،..
عقد حاجبيه متسائلا 
-ليه ياحبيبي .
هزت رأسها بتصميم 
-أخاف عليك النزول سهل بس الطلوع صعب ياسيف .
اتسعت ابتسامته وتألقت عيناه بعشق لامحدود ليقترب هامسا
-پتخافي عليا… ؟
عضت شفتيها قائلة بخبث 
-يرضيك اترمل فعز شبابي .
صډمته بجملتها فابتعد منتفضاً ،يطالعها بذهول… وماإن شعرت بتخبطه حتى بادرت بالأقتراب وابتسمت هامسة 
-حبيبي مقصدش .بهزر معاك ربنا يخليك ليا .
ونالت رداً دون أن يتحرك لسانه ،احتضنها بقوة ورفعها عن الارض هامسا وهو يدفن رأسه في تجويف عنقها 
-ويخليكِ ليا ياحبيبتي… .
انزلها للارض فابتعدت قائله 
-هشوف الطريق ،علشان اطلعك… .غادرت لتتأكد من خلوه… واشارت له بعدها أن يخرج ،فاتبعها حتى خرج مودعاً… .تنهدت هنا براحه وغادرت لتنعم بنوم هادئ بنكهة لمساته الحانيه ..
********************
نام على الفراش منبطحاً على بطنه ،رافعاً ساقيه يهزهم بحركات رتيبة يميناً ويساراً ،وهو يهمس على هاتفه 
-ازيك يابت وحشتيني ..
ليأتيه صوتها ذو البحه المميزة وكيف لا وهو يشبه صوت الماعز وذلك يدفعه لتلقيبها (معزتي الصغيرة )
-وأنت كمان ياسونسن ..
هتف بهيام وهويرمش متأثرا
-واكله ايه ياروحي ..
القت بوجهه جملتها الكارثية 
-فسيخ ورنجه وبصل… 
ابعد الهاتف باصقاً عليه ليرفعه ويهمس 
-ليه دا وقت فسيخ… 
هي بهيام وصوت متحشرج من ابتلاعها للطعام 
-بحبهم… .وخصوصا فحل البصل بيكيفني .
ترك الهاتف واعتدل رافعاً يده للسماء بدعاء 
-ناس ليها هنا وناس ليها سوكة… حسبي الله 
دخول سيف جعله ينتفض ماخبطاً ،خبأ ياسين الهاتف خلفه ،لكن سيف لاحظ توترة واقترب منه قائلا 
-بتكلم مين… ؟
ياسين بضحكة 
-صاحبي ..ياعم ..
لم يقتنع سيف واقترب منه ،وجذب الهاتف ليفغر بعدها فمه مردداً بدهشة 
-مين المعفنه بزيادة دي ..؟
تخصر ياسين لوىا فمه ليهتف بثقة 
-انتيني… .
اقترب سيف متسائلا 
-مين يااخويا ..
اشاح ياسين قائلا بثباا ت 
-منتنين مع بعض… ..تحمحم مجلياً صوته ليُعدل بشجاعه وهميه 
-مأنتمين مع بعض… .ثم اشاح بذراعه قائلا بتهكم 
-ولا انت بس الي تحب ،..وادعى ياسين البكاء وخرج يهتف 
-حرام والله ظلم وافترى… اروح فين امشيلكم من البيت .
بهتت ملامح سيف من انفجار ياسين المباغت ،ليواري به عملته… وكما قيل 
(خدوهم بالصوت )
خرج سيف خلف فوجده يتصنع البكاء في حضڼ والدته ،اقترب ورفعه من حمالات قميصة الداخلي… قائلا 
-ولا كل ده ميدخلش عليا… .مين دي ..؟
رنين هاتف سيف جعله يبتعد هاتفاً برقة 
-حبيبي… .حاضر نازل .
مصمص ياسين قائلا 
-حونين من يومك… .عجبي .!مكدبش هنيدي لما قال الرجاله بتكبر وتهطل .
هبط سيف هائما دون ان يلتفت لياسين ،بينما تميز الاخير غيظاْ… .قائلا 
-بصلة وقشرتها… ..قطعت خلوتي مع سوكة عالم نكديه… 
رفع ياسين الهاتف وبعد دقايق هتف بوله 
-معزتي… وحشتيني ..
ضړبت وداد كفاً بكف وهي تضحك على أفعال ياسين ..
*************************
دخل سيف فاستقبلته هنا قائله 
-اتفضل ياحبيبي…… على مايجهز الغدا .
دخل سيف ليجد والد هنا وعمرو ومعهم شاب غريب لم يراه قبلا 
رحب عمرو بوجوده ووالدهنا ،لكن الاخر ظل جالسا بكبرياء يضع ساقاً فوق الاخرى يرمق سيف بنظرات تفحصيه غريبه… 
عرف والد هنا قائلا 
-يوسف بيه صاحب الشركة الي بشتغل فيها ..
واشار ناحية سيف قائلا 
-سيف… جوز هنا .
بأمأة بسيطة هز يوسف رأسه قائلا 
-تشرفنا… 
مد سيف كفه قائلا ببشاشه 
-اهلا وسهلا تشرفنا… 
صادفت دخول هنا في تلك اللحظة ،مما جعلها تستشيط غضباً من غرور شريك والدها وتلقيه سلام سيف بأطراف انامله خلاف الغرور المرتسم على قسماته… 
دخلت هنا وتبعتها والدتها وضعت مابيدها على الطاولة القت التحية… بإبتسامة منمقة ،ولكنها تعجبت من كف يوسف الممدوده ،حينها تطلعت لسيف .متأملة جواب منه يخبرها ماذا تفعل… 
القى لها سيف نظرة تعني (لا)…. مما دفعها لتهتف ببرود 
-اهلا وسهلا يااستاذ يوسف… 
اضطر يوسف لسحب كفه متصنعاً عدم الحرج والثبات… وهو يهتف بنصف ابتسامة ليغيظ سيف 
-اهلا ازيك يانونه .....بجد كنت متشوق اشوفك من كلام بابا عنك ..
جز سيف على اسنانه ،وكتم انفعاله داخله ،حتى لايتسبب بمشكلة ،… 
جلست هنا ملتصقة بسيف واراحت كفها على كتفه واقتربت هامسة 
-متكشرش علشان خاطري ..
ليرد سيف همسها بهمس متوعد 
-حسابك معايا بعدين… 
لاحظ يوسف الانسجام بينهم فيما هو اشتبك هو في حديث عقيم ....لكنه أبى الا ان يعكر صفوهم فهتف ببرود 
-وأنت بتشتغل ايه ياسيف… ؟
أخذ سيف نفساً عميقاً ،ليهتف من بين اسنانه 
-مدرس لغه عربيه ..
وضحكة ساخرة صدرت عن الأخر مما جعل الجميع صامتين مترقبين ،ليهتف بعد أن توقف عن الضحك قائلا 
--فكرتك هتقول عندي شركة ،مصنع ،… . يوسف غبار وهمي عن كتفه ليهتف بصلف 
-عموما… .مش مهم بس احب اقولك التدريس مبيأكلش عيش ياابني .
وثارت كرامة الأخر ،ليهتف وقد شدت هنا عزيمته بعدما قبضت على كفه المرتعشة 
-ولا أحب يكون عندي ،أنا مبسوط بشغلي ومرتاح فيه جدا ،كفايه انها سبب تعرفي على هنا ..مراتي ..وضغط بقوة على حروفها… 
ليبتسم يوسف قائلا 
-
0عموما لو احتجت فيوم لحاجه بلغني ..وانا ممكن اخليك تشتغل عندي .
لم يتمالك عمرو غضبه وهتف بضيق واضح 
-أنا شايف سيف مهنته،أفضل من اي مهنة تانية كفاية مكانتها… .ولو على الفلوس فالبيت المبني عالحب مش هتكون الفلوس واحدة من دعائمة ومش لازم بزخ كتير ..
القى عليه والده نظرة متوعدة يحفها الڠضب ،فيما القت هنا لاخيها نظرة ممتنه ،… .نهض سيف متعللا 
-عمي ..أنا جيت استأذنك نطلع أنا وهنا نتغدى بره .
قاطعته ماجدة قائلة 
-خليكم اتغدو معانا ياابني .
ابتعد سيف قائلا 
-لا متشكر بس حابب اطلع أنا وهنا ،
غادر سيف وتبعته هنا التي ركضت لحجرتها لتبدل ملابسة في استجابه سريعه منها لمطلب زوجها ،ليتبعه عمرو وقد ضړب بحديث والدته عرض الحائط 
-سيف استناني جاي معاكم… .
*********************
أصر سيف على وجود إيمي وياسين ،انفصل سيف بهنا بعيداً ،جلست إيمي مع عمرو ،أما ياسين فجلس يدندن وهو يضرب الطاوله بأنامله 
-كتاب حياتي ياعين ماشفت زيه كتاب الفرح فيه سطرين والباقي كله عڈاب… .
كادت عيناه تدمع من تأثره ،لكن هيهات اراح ظهره للكرسى ونادى بصوت جهوري مستفز 
-جرسون لو سمحت… بيرة هنا عايز انسى… 
الټفت له سيف يتابع ،فاسترسل ياسين ببرود 
-وياريت مشبرة وتكون جنبها مَزَة ....
ترك سيف هنا واتجه ناحية ياسين لتسبقه إيمان وتقف متسائلة 
-أنت طلبت ايه ياياسين ..؟
فتح ياسين ذراعيه ضاحكا 
-ولادي حبايبي… .تعالو الحمد لله اتجمعنا سوا… 
صمت قليلا يتابع بلاهتهم ليسترسل بحدة 
-وربنا لو ماجبتولي أكل وفضلتو معايا لاطلب بيرة واسكر وافضحكم واقول على عمايلكم المهببه… ثم اشار لايمي قائلا 
-وأنتِ بالاخص يا شمامه ،فاكرة يابت ايام ماكنتِ تأكلي الطينه بتاعه الزرع وتقولي… الله ريحتها حلوه… 
اتسعت عينا إيمان ذهولا واقتربت تكمم فمه لكنه تابع وهو يبعد كفها 
وأنت يااستاذ يافاضل اقول على نهى ولا صبوحه .
ليساعدها بعدها سيف وينكبا على ياسين لكماً وتكميماً .
************
ضړب ياسين على بطنه قائلا 
-شبعتي ياغاليه… .
نظر لسيف الجالس بجانبه هنا وإيمان ،وعمرو ليشير لهم 
-صعبتو عليا ..يلا امشو وانا على مااخلص التشيز كيك والآيس كريم تكونو خلصتو… 
نهض سيف جاذباً هنا من كفها وابتعد يزفر بضيق من افعال ياسين…
وقفا يتابعان ماحولهما حاصرها بنظراته المشاكسة ليمس بتسلية وقد ضاقت عينيه ترقباً 
-تركبي عَجلة .
ونال عبوس يتخلله تفكير دقيق ،وقضمة لشفتيها زادته ارتبكاً وشتت انتباهه ،لتظلل شفتيها ابتسامة ظافرة تحمل رونقاً أشعل حواسه… وهمس مقرون بغمزة 
-هنركب عَجلة ياسيف .
هز راسه وقد لاقت الفكرة لدى حواسة المشټعلة المتعطشة للقرب استحساناً ،ليأخذ بيدها ويتقدم ناحية الدراجات ويستقلا واحدة ،ليتيه في رائحتها المنعشة ويذوب شوقاً من هذا القرب المهلك .ليكن في النهاية السقوط نتيجه حتمية والتدحرج أرضاً لا مفر منه .
ونالت بعض الخربشات مما جعل عينيها تتلآلآ بالدموع ولكن في حضرته تخشى العيون التي تتمتع برؤيته أن تفجر ينابيع ألمها… أقترب منها متسائلا ونظراته تمر علىها 
-أنتِ كويسه… ؟
بدأت بفرد زراعها وثنيها ،وهي تهمس بشفاة مرتعشة ووجه يحتبس حمرة تعبه 
-اه تمام… .
لم يستطع تحمل نظرات التشتت بعينيها ،ليقترب ويضمها ممسداً ظهرها وشفتيه تلقي اعتذاراً حُف بالرجاء 
-أنا اسف ياقلبي كنت عايز ابسطك مش اكتر .
ابتعد عنها قليلا… يمسد ذراعها ،ليهمس بنصف ضحكة 
-كويس ياسين مش موجود.. كان فضحنا .
وتحولت ابتسامتها لضحكة ارفقتها بهتاف 
-هيبتك يامستر… 
ليهمس بشفاه ملتوية ونظرات تعتنق حشائش الارض ،
-لا هيبتي ضاعت معاكي وبسببك ياقطتي…ليعانق نظراتها المترقبه ويكرر همسه لكن بنبرة اقرب للمشاكسة 
-بس أنا مش محتاج هيبتي معاكي فحاجه مع مراتي وحته من قلبي .. 
*********************-
انتفض من نومته يتصبب عرقاً ،وصدا الكلمات الأمره ترن بأذنه وعقله يسترجع اللقاء 
-سدد دينك…… سدد دينك فقد حان وقت السداد،

الفصل الخامس عشر 
دخلت الشقة تدندن باستمتاع فقد كانت الفسحة جميلة بقدر قربها من حبيبها ،وحينما وقفت تفتح باب حجرتها اقترب حتى لفتحها انفاسه الخبيثة .همس بمكر ونبرة هادئة
_حمدالله على السلامه ياهنا 
انتفضت من مباغتته لها على قدر مفاجئتها بوجودة لتهمس وقد استدارت تحتمي بالباب من قربه المقزز
_انت لسه موجود 
وكأن الصدمة من حديثها لم ترنو لملامحة الباردة ليكمل حديثة المختلط بانفاسه التي بغضتها 
_مستنيكي يا نونه كان نفسي اقلك حاجه قبل ماامشي 
قطبت بتوجس سرعان ما اخفته خلف نبرتها الباردة 
_خير يااستاذ يوسف 
ضحك بخفوت ليجعد انفه مردفا بصلف 
-انا مش استاذ الاستاذ فوق 
-تاففت غير عابئة بكونه رب عمل والدها او ضيف وكيف لها ان تتحمل ضيفا ثقيلا مثله 
ليردف يوسف وقد انحنى بغتته واخذ نفسا معبق برائحتها ليطلق تنهيدة استمتاع بعد ان فتح عينيه ، مما جعلها تنكمش وتتطلع حولها بزعر من افعاله الغريبة ، لاحظ توترها وخاف ان تنادي احدا فتابع بحاجب مرفوع
-أنا شايف ميستهلكش يانونه… لو بيحبك مكانش اتعصب وزعل- 
اقشعر بدنها… وابتعدت منتفضه.. خوف امتزج بقوتها لتهتف بنبرة حادة قوية نالت أعجابه 
--اولا مسمحلكش تقول علي جوزي أي كلمه ،....ثانيا الفلوس مش مقياس حبه ليا ..وأنا موافقاه فرأيه وتمسكة بشغله .
التوئ فمة بإبتسامة خبيثة وتغضنت عيناه ليهمس بنبرة أقرب للفحيح 
-اوووو فهمتيني غلط يانونه -.
وكانت صړختها سبيل ليعبر الڠضب إلي صفحة وجهه ،وتستحيل ابتسامته عبوس وعينيه احتلتها نظرة اقرب للتوعد منها للڠضب 
-مسمحلكش تنادي كده… .ياريت تحط حدود… أنا اسمي آنسه هنا وبس…-
ابتعد يوسف تحتل الابتسامة وجهه فليس هناك اجمل من ترويض قطة شرسة واي قطة بل هل نمرة جامحه، قطع الحديث مجيء والدها ليبتعد عنها يوسف قائلا بخبث
-بعتذر ياهنا الوالد اصر افضل للعشا اسف لو وجودي ضايقك، -
رمقها والدها بعتاب بينما حملقت هى بيوسف لياتي عمرو وقد رمق يوسف بنظرة غامضة ، فهو لم يرتاح من نظرات يوسف لاخته على أي حال بعدها اشار لهنا قائلا
-طنط وداد وايمان عايزينك ضروري الظاهر علشان العلاج وختم قوله بغمزة فانسحبت هنا وقد تفهمت مقصد عمرو ، صعدت للاعلى فيما زفر يوسف بضيق بادلها اياها عمرو بابتسامة ظفر عاد الجميع لحجرة الصالون.
جلست هنا بجانب وداد ،خرج سيف من حجرته وهو مازال يرتدى قميصه القطني ،تنحنحت هنا بحرج وادارت راسها بينما هو اتسعت ابتسامته واقترب يتفحصها متسائلا 
الجميل عندنا اقنعيني اني وحشتك ،- 
ابتسمت هنا بخجل وهمست 
-وحشتني اكيد ومش لازم يكون عندك شك فده ،اقترب منها سيف حتى كاد يلتصق بها لكن صوت والدته العالي المرفق بهمسها وهي تتلو الاذكار جعل سيف يحمحم بحرج ويبتعد عنها قليلا ،سحبها من كفها ونهض قائلا 
-تعالي معايا يانونه ندخل البلكونه 
اقرنت وداد ضحكة بهتاف مستنكر 
-مشبعتش منها طول اليوم سبهالي شويه 
ليعلو هتاف ياسين الذي خرج للتو من حجرته 
-عجبي ، والله الواحد بقا حاسس الشيطان نقل محل سكنه للبيت الطاهر ده .ليلتفت لوالدته مردفا 
-ايوة كدة يا وداد انتِ تصرفي ابليس بالذكر وابنك يستحضره والله انا خاېف على نفسي من الوقوع فالرزيلة وانا شاب ووسيم كدة والشيطان شاطر ليباغته سيف بهتاف ممتعض ونظرة يأسه
-اخرس يا حيوان .
استسلم سيف وجلس بجانبهم يشاكسهم بحنان اما ياسين فجلس بعيدا يرمقهم من وقت لاخر بغيظ ليدندن بصوت مسموع 
-سيد الحبايب يا ضنايا انت يا كل املي ومنايا انت 
انضمت ايمان للجمع وبعد قليل 
انسحبت وداد لحجرتها ليرافقها هتاف ياسين 
-لئيمة انتِ ياوداد اطمنتي لما جات ايمان وقررتي تدخلي خاېفة على ابنك الحيلة من الشيطان ، لوح ياسين بكفه يااختي على دماغك ، 
اتجهت وداد لحجرتها مغمغمة 
- رايحة اصلي العشا ياياسين 
- هتف ياسين وهو ينهض - وماله مش عيب ياوداد 
رنين الجرس جعل ياسين يكف عن الثرثرة ويتجه للباب مغمغما 
مهزلة هو يحب وانا افتح فالابواب مفيش عدل يبقا في ظلم 
وما ان راى الواقفه امامه حتي فغر فمه ببلاهه وسرعان ما رجت ضحكته المكان 
اڼفجر ياسين ضاحكا وهو ينقل بصره بين نهى الواقفه على مدخل الباب وسيف الجالس بجانب هنا… .
رفع سيف رأسه متسائلا 
-مين ياياسين ..!؟
ليضحك ياسين ويتابع وهو يهز كتفيه راقصا
-كبيرة المتحرشين ،المنحرفة بزيادة… ..عملك الاسود 
قطب سيف متحيراً ،لېصرخ ياسين بضحكة 
-نهى ياسيوفي ..نهى… .يعني الانحراف والرزيلة… ..صديقة الشيطان الصدوقة 
اطلقت نهى ضحكة رنانه ،جعلت ياسين يهتف 
-اديله… ..نجيب بقا بيرة… والبوكس يدخل بضهره… ايوه بقا ويلا بقا .
انتفض سيف من جلسته .بينما توجست هنا خيفه وغادرت لترى من تكون صاحبة الصخب العالي، 
والحاسة السادسة لدى النساء تحركت وكرومبو الصغير المخبىء فى دهاليزها قفز محرضا وارتباكه ونظراته المهزوزة وثيقة ادانه عمل عليها العقل الباطن لتنهض هنا وتتجه ناحية ياسين فيما ضړب سيف جبهته ورافق ضربه ربته مؤازرة من كف ايمان للتجه بعدها ناحية الجمع 
تفحصت هنا نهى باهتمام على غير العادة اما ايمان فاقتربت قائلة 
-ازيك يانهى افتقدناكي 
ودفعتهم نهى برفق لتدخل قائلة وفمها يخوض حربا ضروس مع العِلك
-وانتو كمان ياحبايبي ، لقيت نفسي فاضيه قولت اروح اطل على حبايبي 
هتف ياسين وهو يضرب على صدرة 
-فيكي الخير يانهى 
وصړخة باسمه يشوبها الشوق اطلقتها نهى واندفعت بعدها ناحية سيف الجالس كالطفل المعاقب
مدت كفها ومالت بجسدها هاتفة 
-استاذنا وحشتنا والله 
انطلقت هنا ناحيتهم كالقذيفة ترسل عبر نظراتها الوعيد لسيفها ، ليهتف وهو يشيح بعيدا 
ازيك يانهى 
وهمس ياسين لايمي 
-استاذنا هيتفرم ونهى فاضية الليله 
ضحكت ايمي قائله 
-القعده هتحلو اوي نجيب بقا فشار وتسالي ياسونه 
اعترض ياسين قائلا 
-انا رايح ارحب بنهى 
اتجه ياسين ناحيتهم وجلس بعد ان جذب نهى بعيدا عن سيف ، نظر لايمان قائلا
-ضايفي نهى يابت تلاقي ريقها نشف 
طالعته نهى لتهتف بضحكة مجلجله 
-بتفهم ياولا والله ، ثم ضړبته على كتفه ليهتف ياسين باستمتاع 
-اموت انا

هتفت نهى وهى ترمق سيف وهنا الملتصقه به 
-استاذنا… 
غمغم ياسين وهو يهز رأسه 
-اشرب يااستاذنا ..
تابعت نهى وهى تتفحصى هنا 
-مين القطة بقا… ؟
طرقع ياسين بأنامله كالعوالم ليهتف وهو يهز جسده 
-مرات استاذنا ياأوختي .
اطلقت نهى ضحكة عاليه لتتوقف بعدها وتقترب ببطء قائلة 
-سيف اتجوز… ثم تفحصت هنا مردفه 
-أموره… .وقطقوطة أووي لايقه عليك ياأستاذنا وكفاية انها هتتربى على ايدك ولا ايه ياسيوفي… ؟
كادت مقلتيه تقفزان من محجرهما فيما التفتت اليه هنا وعينيها تطلق شرارات متوعده ..
خرجت وداد لتتفاجئ بنهى أمامها ،استقبلتها بجمود ،ليصمت بعدها الجميع ،واجمين وهنا تنقل نظراتها بين سيفها ونهى … 
هتف ياسين بترقب 
-عرفتي مكانا ازاي يانهى ...؟
اطلقت نهى ضحكة لتردف بمكر 
-يعجبني انك صريح ياسونه .
حرك ياسين حاجبيه بإعجاب ليهتف وهو يعض جانب شفتيه 
-صراحتي بس ..اخص عليكِ ظلماني يانهى… .
كتم سيف ضحكته بصعوبه بينما هنا ازداد لهيب ڠضبها وبدأت تهتز بإنفعال… 
وضعت نهى ساقا فوق الأخرى فظهرت ساقيها العاريتان أكثر واكثر ..مما جعل ياسين يهتف 
-الا قوليلي يانهى هي الجيبات قصرت كده ليه ،هو أنتِ بتخدمي الشباب… 
ضحكت نهى واردفت بخبث 
-لا أنا صديقة الطلبة ،ثم نظرت لسيف متابعه… 
وحبيبة الاساتذه لو أمكن .
تنحنح سيف مجلياً صوته الرخيم ،و كفه دأب لمسح حبات عرق وهمية عن جبينه ،وحينما رفعت هنا نظراتها اليها اشاح بعيداً عنها ..
صفق ياسين قائلا بإمتنان 
-قلبك الطيب ده يانهى سبب تعاستك وربنا ..في كده ياجدعان ،مش عارف اوافيكي حقك ازاي يانهى… .يخليكي للغلابه
وفجأة صړخ قائلا وهو ينهض واقفا ويشير لنهى…
والله اللي ما يحب النسوان الله يبعتله علّة
ما يحب النسوان الله يبعتله علّة
عم تطلع بالنسوان شو بدك منن قلي
عم تطلع بالنسوان شو بدك منن قلي
قلي مين بيسترجي يبعد عن حوا درجة 
انا شخصيا نسونجي
نسونجي نسونجي
بقولا وبصوتي بعلي...بعلي بعلي
قلي مين بيسترجي يبعد عن حوا درجة
انا شخصيا نسونجي
نسونجي نسونجي
بقولا وبصوتي بعلي...بعلي بعلي
لك والله اللي ما يحب النسوان الله يبعتله علّة
والله اللي ما يحب النسوان
الله يبعتله ...الله يبعتله علّة
لينهض سيف تاركا ذراع هنا القابضة على ذراعه .وحينما شعر ياسين بالخطړ نهض راكضاً لحجرته وخلفه سيف يهتف بإستنكار 
-نسونجي ياحيوان… ..
اغلق ياسين الباب… بسرعه فتنهد سيف وعاد لموضع جلوسه ..لكن ياسين أخرج رأسه مستفزاً 
-لك والله الي مايحب النسوان الله يبعتله علّه
رنين هاتف نهى وردها المبين من خلاله انها ستغادر جعل سيف يلتقط انفاس الراحه ، نهضت نهى واتجهت ناحية سيف هامسة 
-وشك حلووو عليا موعد شغل 
ارتبك سيف خاصة بعد جراءة  نهى واقترابها الخطېر ، مما دفع وداد ان تقرص هنا وتهمس 
-قومي لجوزك الحقيه ، 
وكانت البدايه واندفعت هنا مما جعل نهى تبتعد متجهة ناحية الباب ، استوقفتها ايمان وهى تحمل كوب العصير 
-العصير يانهى 
لوحت نهى برفض 
-بعدين ياامونه 
واصرت ايمان وهى تظهر ابتسامتها المنتصرة وصف اسنانها المتالق بتشفي ، وارتشفت نهى وخرجت ليخرج ياسين بالصاجات 
-اشربي يانهى دي اخرة الي يستقل بياسين
ضيق سيف عينيه متسائلا 
-هو العصير فيه ايه ؟
ضحكت ايمان وهي تدور رافعه الصينية
-ملينات وزيت خروع وعيشي يانهى 
الاخرى منزوية تترقب عقلها يعمل بسرعة الصاروخ وكرومبو يحلل لتهتف اخيرا 
-مين نهى ؟
هتف سيف بتلعثم وهو يطالع ياسين برجاء 
-دي جارتنا وطيبه 
ليضحك ياسين وهو يضرب كف ايمان هاتفا 
-وقلبها ابيض ياعيني بنت ناس اوي ياسيوفي 
ونظرتها حملت شكا استقبله سيف بضحكة مرتجفه لتنحية جانبا وتغادر قائلة 
-تمام عن اذنكم 
غادرت دون عتاب دون حديث دون انتظار للاتي ******************************* 
عرف منذ ان راها كيف هو العڈاب قلبه الوحيد يصارع لاجلها وهي غير عابئة ولكن مايزيد قلقه هو صمتها و جمودها على غير العادة تتقبل ما يأمرانها به عمتيها دون اعتراض او حديث تتنقل بآليه وجعته وما يزيد حزنه وحيرته هو عزوفها عن الذهاب لمدرستها تخلت بكل بساطة عن حلمها ، وذلك منذ ان حدد موعد كتب الكتاب وكانها تساق للمۏت فلا حيلة لها وذلك يؤلمه حد العجز الفكرة نفسها حينما تمر بخاطره يزئر كاسد جريح ، هو يخدد وهناك من يخطط لوجعه الاكبر *
-هنسكت ونسيب بنت رحمة تاخد كل حاجه عالجاهز كدة 
هتفت بها العمة الاولى مماجعل العمة الثانية تضيق عينها قائلة 
-مستحيل دا تار بيني وبين رحمة على چثتي ؟
هتفت راجية بضحكة خبيثة 
-لسه منستيش يا اعتماد..؟ 
اعتماد وهى تقبض على حافة المقعد والحقد يغوص في اعماقها 
-انسى انها قست اخويا عليا وخلته جوزني ڠصب عني علشان الهانم قالتله على علاقتي ببتاع السوبر ماركت 
ضحكت راجيه وهى تنهض وتقترب منها رابته 
-ماانتِ خدتي حقك وشوهتي سمعتها فالبلد واجبرتيها تتجوز ابو قاسم ڠصب عنها 
ضحكت اعتماد قائله 
-ولو طولت اخد روحها هاخد ، كفاية كل الناس كانت بتحبها ولا نسيتي شكري الي كان ھيموت عليا ولما شافها معايا مره راح اتقدملها وسابني وكنت فاكرة لما تتجوز اخويا الشيخ كدة انتقمت منها وهيقيدها فالبيت بس للاسف اخوكي حبها پجنون وكانت ملكة متوجه وبد ما تتاذي اتهنت هتفت راجيه وهى تعود لفراشها 
-طيب فكري نخلص منها هى وبنتها الحرباية عايزة تاخد قاسم بفلوسه 
امسكت اعتماد خصلة من شعرها الاشيب واقسمت قائلة 
-ميبقاش علي مرا لو مافشكلتها ورميتهم من هنا فالشارع تنهشم كلاب السكك 
غطت الاخرى في نوم عميق فيما سهرت الاخرى تضرم نيران شرها وتُوقع اتفاقها مع الشيطان هادرة ضحكاتها المستمتعه وقد حاكتها باحكام دون مخرج
****************
بعد مرور عدة أيام………… 
جلس سيف منزوياً بعيداً ليهتف بعدها الشرطي 
-سيف الرازي… ..
ليتقدم سيف وقد نبتت لحيته واوهنه الجلوس… خرج يمسكه الشرطي ،وحينما لمح ياسين اسرع الخطى يتلقفه بين ذراعيه ،ليربت أدهم على كتفه بمؤازره 
-البقاء لله ياسيف… ..
فغر سيف فمه وتجمد جسده دون حراك ليجذبه الشرطي ويمتثل أمام المسئول… وتوالت المفاجآت لېصفع أذنه قرار مۏته هو الأخر 
-تم فصل الاستاذ سيف الرازي .مدرس أول اللغه العربيه… .فصلا نهائيا… 
غامت عيناه ،اي ۏجع هذا واي احداث تلك… .بين ليله وضحاها ضاع كل شئ… ..
خرج منساقا ،وجلس على أقرب آريكة… .
أسبل جفنيه ليردف بصوت مكتوم مبحوح وقد امتدت قبضته لټضرب موضع قلبه بقوة قائلا 
-البسكوته ياياسين… .صمت يحني زاويه فمة بإبتسامه ليردف بسخرية 
-كسرتني ياياسين… وجعتني… .البسكوته… 
وعبر الألم لوجه ياسين وانهمرت دموعه المشفقة على حال أخيه ،..ليقترب منه ويقبل هامته قائلا 
-ماعاش الي يكسرك يا والدي… .
ليطأطأ سيف رأسه وقد غامت عينيه پألم دفين رج قلب ياسين .ليتأوه عالياً بصرخه مكتومه حبيسة صدره ،… ويكمل بنبرة مذبوحه 
-الضربه أول ماجات جات منها ياياسين جات من روحي ونفسي لانها كانت روحي وياريتها فهمت… 
اڼفجر سيف بنوبة بكاء غير معهودة او مسبوقه لكن تلك المره الچرح اعمق واكبر والالم ينهش ويأكل بكل قوة ،مما دفع ياسين لان يحتضنه ويوازيه بكائا ونحيبا وهو يهمس بجزع 
-اهدأ ياوالدي… .ماعاش الي يوجع قلبك وينزل دموعك… 
لېصرخ الأخر پجنون وقد ترك ذراعي ياسين 
-عاش… .ونكر حبي .....اتنكرت لقلبي الي عشقها لعنيا ااي اشتقتلها ،كانت اول من سابني وغدرت

اقتربت إيمان منضمة لياسين تحاول تهدأه سيف ،ليسألها سيف پجنون ورغبة في عدم التصديق 
-أمي ټموت ومشوفها ياإيمي… .مااخدش عزاها… طيب هي وحشتني اجيبها منين دلوقت ياإيمي ..منين..... 
هتف ادهم وهو يجذبه
-قوم يلا… .نمشي… مش عايزك كده قوم 
لينفض سيف يده ويدفعه قائلا 
-سيبني ياأخي ملكش دعوة بيا ..
وغادر تحت انظارهم المشفقة والدموع المتوسدة الاعين ..احتضن أدهم ياسين وهدأه قائلا 
-اهدأ هيرجع صدقني… .هو محتاج يقعد مع نفسه شويه 
**************
وقفت تتطلع للمكان حولها برهبة ،ليتقدم منها راجي ويمسك ذراعها فتنتفض مبتعده… لكنه يبتسم بوداعه قائلا 
-اهدي ياياسمين… .هسيبك تغيري الفستان وتاخدي راحتك وبعدين هرجع… 
جلست على طرف الفراش تقبض على فستانها بقوة ،تسترجع ما حدث وكيف حدث… .وانتهى بها المطاف زوجه لراجي صديق قاسم ..

تمت بحمد الله الجزء الاول

الى اللقاء مع الجزء القادم… .من غير شتيمه ههههههه

تحياتي للكاتبة عائشة حسين
 





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close