expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية شخص آخر الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم هدير محمد حصريه وجديده

رواية شخص آخر الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم هدير محمد حصريه وجديده 

رواية شخص آخر الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم هدير محمد حصريه وجديده 

بيقولوا إن مراته السابقة خا*نته... و كمان شافها و هي في حضن عشـ,ـيقها... 

' يلهوي... و هو عمل ايه ؟ 

* كان هيقـ,ـتلها و يقتـ,ـله... بس ابوه منعه و سجن مراته بس هربت من السجن و محدش يعرفلها طريق... اما عشـ,ـيقها هرب بره مصر... 

' اعوذ بالله... صعب اوي... 

* عشان كده مستر يحيي مضطرب حبتين... اللي مر بيه مش سهل... خصوصًا انه كان بيحب مراته أوي... 

' الحوار ده من امتى ؟ 

* من 3 سنين... يعني هو لحد الآن مش قادر يبقى كويس... مستر يحيى ده كان شخصية مرحة جدا و هادي... اللي حصله ده طفاه من جوه و من بره... بقا عصبي و ملامح وشه ثابته... بقا عبارة عن جسم من غير روح... المهم لو زعق فيكي عديها... 

' كويس انك قولتي... كنت لسه هتخانق معاه... 

رن هاتفها و كان هو.... 

' امشي انا عشان بيتصل بيا... سلام يا حبيبة 

* سلام يا رهف... 

ذهبت رهف الى مكتبه... طرقت الباب و دخلت... وقفت أمامه و شبكت يداها الاثنتين ببعضمها و قالت 

' حضرتك اتصلت عليا... تؤمر بإيه ؟ 

" طبعتي الملفات اللي بعتهملك ؟ 

' اه طبعتهم... عندي في المكتب... اجيبهم لحضرتك ؟ 

" اه هاتيهم... 

اومأت له و ذهبت... و بعد دقيقة أتت و بيدها تلك الملفات... وضعتهم له على المكتب... امسك الورق و قال 

" روحي اعمليلي قهوتي... 

' حاضر يا مستر يحيى... 

إلتفتت و ذهبت... اسند يحيى ضهره للخلف و راجع الملفات... و بعد دقائق جاءت رهف بالقهوة و وضعتها أمامه... 

" شكرا... 

' العفو... حضرتك تؤمر بحاجة تاني ؟ 

" لا... جهزي نفسك لان بالليل في اجتماع في الفندق... 

' جاهزة... 

" تقدري تمشي... 

اومأت له و إلتفتت لتخرج... شعر يحيى بإنزعاج شديد من صوت كعب حذائها 

" استني... 

وقفت مكانها و قالت في سرها 

' مش بيقول استني غير لما اكون عملت حاجة غلط... يا وقعتي السودة... 

إلتفتت له و قالت مبتسمة 

' في حاجة نسيتها ؟ 

" متلبسيش كعب تاني... 

' نعم ؟! 

" اظن انك سمعتي كلامي... ف مش محتاج اكرره كتير... فهمتي يا رهف ؟ 

' حضرتك ليه ملبسش كعب ؟ 

" اهو كده... في محل كوتشيات بعد الشركة بشارعين... اشتري منه كوتشي... 

' بس حضرتك انا برتاح في الكعب اكتر من الكوتشي... 

" ده أمر يا رهف... مش باخد رأيك... تمام ؟ 

' تمام... 

" تقدري تمشي... 

اومأت له و خرجت... و بمجرد ان دخلت مكتبها... ظهر الغضب على وجهها... و قالت و هي تقلد كلامه

' متلبسيش كعب تاني... نينينيني... فاكر نفسه مين ده... المشكلة اني مضطرة اسمع كلامه... لفيت على الشركات كلها محدش قِدر يديني ربع المرتب اللي بيدهولي هو... معلش يا رهف استحملي... 

اخذت رهف بعض المال و ذهبت لمحل الكوتشيات و اشترت واحد أبيض مناسب لها... دخلت الشركة و هي تمسك في يدها حذائها ذو الكعب الطويل و الرفيع... رأتها صديقتها و قالت و هي تضحك 

* ايه ده يا رهوف ؟ 

' بقيت قصيرة صح ؟ 

* لا انتي مش قصيرة و طولك حلو... بس حساكي غريبة بالكوتشي... كل الشركة اتعودت عليكي بالكعب... بس ليه التغيير ؟ 

' أوامر مستر يحيى... يارب صبرني عليه يارب... 

* والله مستر يحيى ده ملهوش حل... 

' يا عم اتلهي... ده حطني في مشكلة كبيرة... انا كل جزمي بكعب... مش بلبس الكوتشي غير لما اروح الجيم و لما اروح اشتري عيش من الفرن... 

* معلش... هتتعودي عليه... 

' اوووف... حاضر هتعود... اتغديتي ؟ 

* لا... كنت مستنياكي... 

' يلا على الكڤاتيريا... 

* يلاااا... 

في مكتب مستر يحيى... كان يراجع بعض الورق و يمضي عليه... رن هاتفه... رد و فتح الاسبيكر و وضعه على المكتب ليكمل الكتابة 

" نعم يا خالد ؟ 

* فينك انت ؟ 

" في الشركة... 

* فاضي ؟ 

" لا... في ملفات كتير لازم اراجعها بنفسي... 

* مفيش مجال نخرج شوية... 

" نخرج نروح فين ؟ 

* اي با*ر... نروق على نفسنا كده... 

" انت عارفني... مش بروح الاماكن دي... 

* نروح النادي ؟ 

" عندي شغل كتير... و عندي اجتماع مع الاداريين النهاردة... ياوب اخلص... ارجع للبيت و انام... 

* خلاص يا عم... كل مرة اقولك نتفسح بتقفلها في وشي... 

" مش عايز اتفسح يا خالد... وصلت كده ؟ 

* يا يحيي بطل تقفل على نفسك بالطريقة دي... ماشي انا عارف انك مش قادر تنسى و حاسس بيك... بس ده مش معناه انك تبقى قافل على نفسك كده... هتد*مر حياتك عشان وحدة متستاهلش ؟ 

" خالد... اقفل السيرة دي... 

* لا مش هقفلها... لانك اتغيرت... مش انت صاحبي اللي انا اعرفه... بقيت غريب أوي و كأني لسه عارفك من يومين... 

" المفروض اعملك ايه ؟ 

* تنساها... ارجع يحيى بتاع زمان اللي كلنا بنحبه... 

" مش عايز حد يحبني... و اقفل دلوقتي عشان عندي شغل... 

* يحيى... 

اغلق يحيي هاتفه... تأفف خالد و قال 

* مش عارف زعلان ليه... هي الأميرة ديانا !! يارب احر*قها مكان ما هي قاعدة... 

تذكر يحيى ذلك المشهد الذي لن ينساه أبداً... 

من 3 سنين... 

- متأكدة انه مش هيجي ؟ 

* اه متأكدة... قالي انه بايت في الشركة لان عنده شغل مهم لازم يخلصه... 

- كويس... وحشتيني... 

* انت أكتر... 

نظر لها بخُبث و قرّبها منه... قَبلها بين شفتاها و يداه تملس جسدها بجرائة و هي مستسلمة له... بعد قليل فُتح باب الغرفة 

" ريم انا جيت و جبتلك... 

لم يكمل جملته حينا رآها شبه عا*رية مع رجل غريب... في غرفته و على سريره... اتسعت عيناه من الصدمة و احمرت بشدة... وقع برواز الصورة على الأرض و انكـ,ـسر الذي صممها خصيصًا لها و كان سيهديه لها الآن... ابتعدت ريم عنه و اتصدمت عندما وجدت يحيى أمامها و بلعت ريقها بخوف... تغلغت الدموع في عيناه و نظر لها و قال بإنكسار 

" بتخو*نيني ؟ ليه ؟ انا عملتلك ايه ؟ 

خرج من تلك الذكرة السيئة التي دمر*ت حياته بالكامل... فهو احبها حُبًا صادق تتمناه أي مرأة... تعلق بها كثيرا... قدم لها كل مشاعره... اشمئز من نفسه لانه لمـ,ـسها و نامت في حضنه... احمرت عيناه غضبًا... جَزَ على أسنانه بغضب و ضغط بالقلم على الورق ف قُطعت الورقة... انتبه لِما فعله... و رجع بكرسيه للوراء... 

" اوووف بقا انا زهقت... انا عمري ما جر*حتها... عمري ما قسيت عليها... ازاي هي تعمل كده ؟ في حين اني اول ما اتجوزتها احترمتها و مبصتش لأي وحدة غيرها... ازاي هي سمحت لحد غيري انه يلـ,ـمسها ؟ ازااي بجد انا هتجنن !! انا غلطت في ايه عشان تعمل فيا كده ؟ 

ظل يكرر لنفسه نفس تلك الأسئلة التي لم يحصل على اجابتها حتى تلك اللحظة... فلتت اعصابه و انهارت... فتح دُرج المكتب و اخذ حبة مُهدئة للاعصاب... تناولها و شرب المياة بعدها... فَك الكارڤات خاصته عندما احس انه اختنق... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليان حتى هدأ... نظر للورقة المقطوعة... امسك هاتفه و اتصل على رهف... و جاءت الى مكتبه... 

' نعم يا مستر يحيى ؟ 

" ملف الـ Hg... ورقة رقم 67... اتقطت مني... اطبعيلي وحدة غيرها... ياريت بسرعة 

' حاضر... 

نظرت له و لعيناه الحمراء و حالته تلك... إلتفتت و ذهبت... ذهبت رهف الى المطبعة الخاصة بالشركة... فتحت اللاب توب الخاص بها و اوصلته بمكنة التصوير... بحثت عن تلك الورقة و ضغطت على زر الطباعة... وجدت من يمرر لها القهوة و يقول 

* اتفضلي... 

نظرت له... وجدته زميلها مروان... 

' شكرا يا مروان... بس انا بشرب القهوة للضرورة بس... ساعات بتأثر عليا بطريقة وحشة... 

* عادي ولا يهمك... 

' بقولك... هو في اعشاب في الكڤاتيريا ؟ 

* اها... في كل المشاريب اللي تحتاجيها... 

' تمام شكرا... عن اذنك... 

اخذت الورقة من مكنة الطباعة و ذهبت... اخذ مروان رشفة من فنجان قهوته و قال 

* ليهم حق كل رجالة الشركة تكراش عليكي... جامدة أوي... 


طرقت رهف باب المكتب... 

" ادخل... 

دخلت رهف... وضعت له الورقة أمامه 

' اتفضل حضرتك الورقة اهي... 

" تمام... 

اخذ الورقة و بدأ يقرأها من جديد... نظر لها وجدها مازالت موجودة 

" مش لازم اقولك تمشي عشان تمشي... طالما متكلمتش يبقى مش عايز حاجة تاني... 

وضعت رهف الكوب على المكتب بجانب يده... نظر للكوب و قال 

" ضاقت الشركة بيكي عشان تيجي تشربي البتاع ده هنا ؟

' لا ده مش ليا... ده لحضرتك... 

" و ايه ده ؟  

' لمون بالنعناع و العسل الأبيض و الڤانيلا... بيهدي الأعصاب 

" بيهدي الأعصاب !! شيفاني بشد في شعري زي المجانين ولا ايه ؟ 

' لا حضرتك انا مقولتش كده... انا شايفة ان حضرتك مضغوط حبتين الأيام دي و الشغل زاد شوية و بتقعد لحد الفجر في الشركة... فقولت اجيبلك حاجة تروق اعصابك... 

" مش عايز... 

' صدقني حضرتك ده كويس جدا... و طعمه حلو اوي 

نظر يحيى للكوب ثم نظر لها 

' دي كوباية جديدة... محدش شِرب فيها قبل كده... عارفة ان حضرتك قروف شوية و مبتحبش حد يشرب مكانك ولا تشرب مكان حد... 

" تمام... يلا اخرجي... 

اومأت له و ذهبت... نظر يحيى للكوب و قال 

" شكله غريب... كأنها خالطة ملوخية في الخلاط... 

امسك يحيى الكوب و شمّه... شدته رائحته و اخذ رشفة منه... اعجبه مذاقه كثيرا و شرب بقية الكوب... هذه اول مرة يعجبه مشروب غير القهوة... 

رأت رهف الفتى صاحب الكڤاتيريا يخرج من مكتب مستر يحيى و يحمل كل الاكواب التي عنده 

' احمد... 

* نعم يا استاذة ؟ 

' هي الكوباية دي اخدتها من مكتب مستر يحيى مليانة و فضيتها في السلة ولا ايه ؟ 

* لا يا استاذة... اخدتها من عنده فاضية... 

' اخدته من عنده بالشكل ده ؟ 

* ايوة... 

' تمام... شكرا يا احمد... 

ذهب احمد... ابتسمت رهف و قالت 

' المشروب بتاعي عجبه... ده لحس الكوباية كلها ! 

* بخخخ... 

' بسم الله الرحمن الرحيم... مالك يا حبيبة ؟ 

* لقيتك واقفة هنا و بتتكلمي مع نفسك... فجيت خضيتك... 

' بطلي حركات العيال ده... احنا في شركة يا ماما... 

* عارفة اننا في شركة... قوليلي صح... اجتماع الفندق ده الساعة كام ؟ 

' الساعة 9 بالليل... 

* الساعة 7 دلوقتي... روحي اجهزي... 

' اجهز ؟ هو فرح صحبتي ؟ 

* هتلبسي ايه ؟ 

' هروح بلبسي ده... 

* ليه كده ؟ اسيستانت مستر يحيى اللي كانت قبلك... في الاجتماعات اللي زي دي... كانت بتبلس سواريه... 

' ايه الاوڤرة دي... ده اجتماع مش حِنة شيماء... 

* هتروحي كده يعني ؟

' ايوة هروح كده... مالها الجيبة الكافيه و البلوزة البيضة اللي انا لبساهم... ساعة كده هدخل الحمام اغسل وشي و اظبط الميكب بتاعي... 

* يا بت خليكي ذكية... الاجتماعات اللي زي دي بيحضرها ناس نضيفة كده و عسولة... مفروض تبقي ذكية و تشقطي واحد... 

' لا يا حبيبتي... انا مش جاية اشقط... انا جاية اشتغل و بس... و بركز في شغلي و بس... تعرفي ليه ؟ 

* ليه ؟ 

' لأن رهف اللي قدامك دي عدت على شركات كتير و اكبر مرتب اخدته 4000 بس و اخصمي منهم 2000 جنيه المواصلات بتاعتي طول الشهر و الألفين الباقيين كانوا مش بيشتروا طقم عِدل حتى... جيت هنا و اشتغلت الاسيستانت الخاصة بمستر يحيى و باخد 12 ألف... فتخيلي من 4000 الى 12 ألف... نقلة رهيبة في تاريخي... عشان كده همسك في الوظيفة دي بإيدي و أسناني... فحوارات الشقط و الحب دي انا صارفة النظر عنها... انا حاليا بحوش عشان اشتري عربية... 

* اوعااا يا جامد... 

' هنخرج بكره نشتري هدوم... اوعي تنسي... 

* حاضر يا قمر... اسيبك انا عشان استراحتي خلصت... 

اومأت لها و ذهبت... دخلت رهف مكتبها و اكملت شغلها المتبقي... رن المنبه... انها الساعة الثامنة... اغلقت الاب توب و ذهبت للحمام... غسلت وجهها بالماء و عادت لمكتبها... فتحت شنطتها و اخرجت منها مرآة صغيرة و بعض الميكب... 

نظر يحيى لساعته... ترك الذي بيده و نهض... ارتدى جاكت بدلته و أزاح شعره للخلف... اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج متوجهًا لمكتب رهف... وجد الباب مفتوحًا قليلا... نظر منه و جدها تنظر للمرآة و تقول 

' قمر يا بت... لا بجد ايه الجمال ده ؟ ده انا يادوب خفيت الهالات السودة و رسمت ايلاينر و حطيت حبة روج... مش محتاجة فونديشن... بشرتي بتلمع وحدها... يخربيت جمالي... 

وضعت يدها في شنطتها 

' في ايه تاني احطه ؟ لينسيز ؟ لا انا بحب عيوني السود الجميلة دي... حتى رموشي مش محتاجة ماسكرا... يخربيت حلاوتي... اهو الامورة تستاهل ثري تركي كده... 

اخرجت من حقيبتها ازازة عِطر و رشت منها عليها و ازاحت شعرها للخلف و نظرت للمرآة مجددا 

' انفع موديل... يلهوي سكر كده يا انا... بموت فيكي... خدي بو*سة 

اعجب يحيى بثقتها العالية بنفسها... فهي حقًا جميلة من غير اي مجهود... رجع خطوتين و طرق الباب... انتبهت رهف و اعادت كل شيء داخل حقيبتها 

' ادخل... 

فتح يحيى الباب و قال 

" يلا تعالي... و هاتي اللي قولتلك عليه... 

اومأت له و هو سبقها للخارج... اخذت حقيبة مستر يحيى و اخذت حقيبتها و استخدمت الاسانسير لتنزل للاسفل... وجدت مستر يحيى يقف بجانب سيارته... وضعت حقيبته في السيارة... 

" امسكي... 

قالها يحيى ثم ألقى لها مفتاح السيارة و هي إلتقطته... 

' ايه ده حضرتك ؟ 

" مش واضح يعني ؟ انتي هتسوقي العربية... 

' بس... 

" بس ايه ؟ متعرفيش تسوقي ؟ 

' لا بعرف... 

" يبقى تنجزي... 

قالها ثم فتح باب السيارة و جلس.... جلست رهف في الكرسي المخصص للقيادة و شغلت السيارة و لكن لم تتحرك... 

" واقفة ليه ؟ 

' ثواني بس... 

نظر لها وجدها تخلع كوتشيها من رجلها 

" انتي بتعملي ايه ؟ 

' الكعب بينفع عشان الفرامل... مش بعرف اسوق و انا لابسة كوتشي...

" بتتصرفي على مزاجك يعني ؟ 

' حضرتك انا مش شايفة ان دي مشكلة... بعدين شرابي نضيف... انا لسه مشترياه مع الكوتشي... 

" بطلي كلام و اطلعي يلا... 

' حاضر... 

نظر من النافذة و ظل صامتًا كعادة... تحركت بالسيارة لوجهتهم... وقفت بالسيارة منتظرة إشارة المرور يتغير لونها... فتحت حقيبتها و اخرجت منها زجاجة مياة... مررتها ل يحيى 

' اتفضل... 

نظر لها و قال 

" مش عايز... 

' مقفولة بقفلتها يا مستر يحيى... الجو حر... خُد اشرب... 

عرف انه لم يستطيع ان يُسكتها لانها كثيرة الكلام... اخذ الزجاجة و شرب منها القليل... 

' ينفع افتح تكييف العربية ولا مينفعش ؟ 

" افتحيه... 

فتحت تكييف السيارة و بعد دقائق فتحت إشارة المرور و اكلمت طريقها 

' مستر يحيى... 

" نعم ؟ 

' ممكن اسأل سؤال... 

" سؤال واحد بس... 

' ماشي... حضرتك ليه طردت الاسيستانت اللي كانت قبلي ؟

" كانت مستهترة... عايزة تاخد المرتب من غير ما تعمل اي مجهود... كان عندي اجتماع مهم... و بصفتها الاسيستانت الخاصة بيا مفروض هي تبلغني بمواعيد الاجتماعات... مقالتش و فاتني الاجتماع... خرجت بحجة قوية قال ايه نسيت ! فطردتها... 

' اها... طب ايه رأيك فيا كـ اسيستانت ؟ 

" بالنسبة لسنة وحدة شغل معايا كويسة... 

' كويسة بس !! 

" هكتبلك قصيدة شعر ولا ايه ؟ 

' لا مقصدش... 

" انتي كويسة... بس لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن... 

' مقدرش... دي طبيعتي... 

" طبيعية الشغل مفروض تبقى رقم واحد في البند بتاعك يا رهف... 

' تمام يا مستر يحيى 

ادخلت رهف يدها في حقيبتها و قبل ان تسحب منها شيء قال 

" متاكليش في العربية... 

' حضرتك عرفت ازاي اني هطلع سنداوتش اكله ؟ 

" متاكليش في العربية... احنا مش رايحين رحلة... و انتي راجعة ابقي كُلي... 

' ماشي... 

اغلقت رهف حقيبتها و اكملت قيادة... وصلوا للفندق... ركنت رهف السيارة في موقف السيارات... نزلوا منها... ركبوا الاسانسير... يحيى يضع يداه الاثنتان في جيوبه و ينظر للامام و وجه ثابت ولا يتكلم... اما رهف تنظر له بإستغراب... منذ ان بدأت العمل مع و هو غريب هكذا... لم تراه مرة واحدة حتى يبتسم بالخطأ ! 

' مستر يحيى... 

" نعم ؟ 

قالها ثم نظر إليها... اقتربت منه و امسكت الكارڤات خاصته و ربطتها جيدا... تعجب يحيى من اقترابها منه... انتهت و ابتعدت عنه و قالت 

' الكارڤاتة مكنتش مظبوطة... قولت اعدلها لحضرتك... 

هز رأسه ثم عاد لنفس وضعه... وصل الاسانسير للدور ال 25 و فُتح... خرج يحيى و هي ذهبت ورائه... دخلا مكان واسع شبيه بالقاعة... وجدوا الكثير من الرجال التي بمجرد ما رأت مستر يحيى يدخل وقفوا جميعهم و رحبوا به... و بعد دقيقتين من الترحيب سمح لهم بالجلوس و هو جلس على كرسي في رأس الطاولة... و رهف تقف خلفه... شغلت رهف الشاشة كما طلب منها يحيى و بدأت الاجتماع و المناقشة على المشروع الجديد... و بعد 4 ساعات في ذلك الاجتماع

" و هكرر تاني عايز 3 سفن جديدة... و الشحنات تكون جاهزة... اي خطأ انا مش مسؤول عنه... لحد الدقيقة دي انا دوري خلص... الباقي عليكم... و بكده نكون وصلنا لنهاية اجتماعنا... و بشكرك كل واحد فيكم على حضوره و مشاركته في المناقشة... تقدروا تتفضلوا... 

سقفوا له و خرج واحد تلو الآخر حتى القاعة اصبحت فارغة... 

' العقود دي احطها فين ؟ 

" حطيها في الشنطة... و حطي الشنطة في الخزنة بتاعت الفندق... 

' ازاي احطها في الخزنة بتاعت الفندق ؟ دي عقود مهمة و ممكن تتسرق... 

" انا عندي خزنة في الفندق ده... محدش يقدر يقربلها... 

' مستر يحيى انا مش بوافقك في كده... انت بتخاطر بورق مهم... ممكن اللي بيشتغلوا هنا يفتحوا الخزنة دي... ازاي محدش يقربلها و الفندق بيدخله مليون واحد ؟ 

" يمكن عشان انا صاحب الفندق ده ؟  

قالها و هو يرخي ظهره على الكرسي و ينظر لها بحِدة... شعرت رهف بالحرج 

' مكنتش اعرف ان الفندق ده مِلك حضرتك... 

" قولتلك لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن... 

' آسفة... 

اومأ لها ببرود... اخذت رهف كل الورق وضعته في الحقيبة و توجهت للخزنة... لكن لم تكن خزنة عادية... بس انها غرفة على شكل خزنة و بابها من حديد و محصنة بتقنيات عالية...  وضعت رهف كارت مستر يحيى على الباب و فُتح الباب... دخلت و وجدت رفوف كثيرة بداخلها دولات و سبائك ذهب و ألماظ... وجدت خزنة ضغيرة في رفٍ ما... فتحتها بالمفتاح الذي اعطاه لها مستر يحيى... وضعت الحقيبة و اغلقتها... وقفت في نصف الغرفة تنظر حولها... في كل اتجاه يوجد مال و ذهب و ألماظ... اقتربت من رف سبائك الذهب و امسكت بيدها سبيكة منهم... 

كان مستر يحيى يراها من كاميرا المراقبة من هاتفه... و عندما رأى ان يدها تمسك احدى السبائك... غضب و كان سينهض و سيذهب لها... لكن وقف عندما وجدها تخرج هاتفها و تأخذ صورة سيلفي مع السبيكة الذهبية... وضعت السبيكة الذهبية مكانها و خرجت من الغرفة... و بمجرد ان قدمها خرجت من الغرفة... غُلق الباب الحديدي لوحده و شاشة الباب اصبحت حمراء 

' يلهوي على التكنولوجيا... 

قالتها رهف و هي تضحك... و رجعت لمستر يحيى... و لكن لم تجده في القاعة... 

' راح فين ده ؟ معقول سابني و مشي ؟ ازاااي يمشي ده الساعة 12 يعني مستحيل الاقي مواصلات !! انا كنت حاسة ان اليوم ده هيتقفل قفلة سودة... 

كانت تمشي في الفندق ولا تعرف اين هي و اين تذهب... صادفت الجرسون ف اوقفته و قالت 

' بقولك لو سمحت... شوفت واحد كده طويل و لابس بدلة رمادي... هو امور بس وشه مكشر و عامل كده... 

قالت آخر كلمة و هي تلقد تعابير وجهه العابسة... ضحك الجرسون و قال 

* قصدك مستر يحيى ؟ 

' اها... فينه ؟ 

* في مطعم الفندق بيتعشى... الدور ال 16... 

' اوك... شكرا... 

صعدت رهف للاسانسير و وصلت لذلك الطابق... وجدته جالس في آخر طاولة بجانب الزجاج المطل على البحر... تقدمت منه و قالت 

' طالما حضرتك هنا... مقولتش ليه ؟ 

" شششش... اسكتي... 

اخفضت صوتها و قالت 

' معلش نسيت ان حضرتك مبتحبش حد يضايقك أثناء الأكل... 

" جعانة ؟ 

' اه... بس هو ايه اللي بتاكله ده ؟ 

" Tereen and An Papyout ... 

' ايه دول ؟ 

" أكلات اجنبية بحبها... تاكلي ؟ 

' لا شكرا... شكلهم غريب... 

" براحتك... 

' طب معلش آخر حاجة... 

" قولي... 

' لما روحت الخزنة من شوية... متوقعتش انها هتكون بالشكل الرهيب ده... المهم انا اتصوت سيلفي مع سيبكة الدهب... ينفع انزلها انستا ولا لا ؟ مش قصدي حاجة هي مجرد صورة ترفيه و بس... ده بعد اذن حضرتك يعني... 

سعِد يحيى انها اخبرته بنفسها على تلك الصورة... فهو لم يخبرها بأنه رآها ليرى هل تكون صريحة معه او لا... 

" نزليها... 

سعدت رهف كثيرا و قالت 

' شكرا جدا يا مستر يحيى... هروح الحمام و جاية... 

اومأ لها و ذهبت... و اكمل هو طعامه و أثناء ما اهو يتناول عشائه... وصله إشعار على هاتفه... فتح الهاتف و وجد رهف نزلت صورة جديدة و كتبت عليها " شفتوني و انا غنية و مسكت سبيكة دهب مرة وحدة "... اغلق يحيى هاتفه و وضع الشوكة في الطبق و اكل 

" البنت دي مجنونة... عمري ما حسيتها طبيعية... المهم انها بتشتغل كويس... 

عادت له رهف و هي تحمل في يدها طبقان... وضعت طبق امامه و طبق امامها و جلست... 

" ايه ده ؟ 

' Baflofa 

" يعني ؟ 

' تحلية روسية بحبها... حضرتك مش الوحيد اللي تعرف حاجات من بره... فيها كريمة و شوية فواكه... اتفضل... هتعجبك... 

" مش عايز... 

' بس انا عملت حساب حضرتك في طبق... 

ترك الشو*كة و السكـ,ـين و مسح يديه بالمنديل... 

" كُلي انتي... 

قالها ثم نهض 

" هغسل ايدي و هستناكي تحت في العربية... انجزي... 

إلتفت و ذهب... قالت و هي تقلد كلامه

' انجزي نينيني... تصدق بالله انا غلطانة لاني بعزم عليك... و هاكل الطبقين لوحدي !! 

نزل يحيى للاسفل و خرج من الفندق... ركب سيارته و ظل ينتظر رهف... ظل يتذكر ذكرياته الجميلة مع ريم... ابتسم و نزلت دمعة من عينه... تذكر خيا*نتها له ف مسح دموعه و غضب كثيرا و رجع يتظاهر بالثبات... طرقت رهف على زجاج السيارة... نظر لها و فتح الزجاج 

' حضرتك هتسوق ولا انا اسوق ؟ 

" انتي هتسوقي... اركبي... 

اومأت له و ركبت... شغلت السيارة و ذهبوا... و طوال الطريق كان يحيى صامتًا كـ عادته... وجد رهف تمرر له زجاجة المياة... عرف ان هذه الفتاة تُصر دائمًا... اخذ منها الزجاجة و شرب منها لكي لا يدخل معها في حديث جديد... 

" بيتك فين ؟ 

' هو حضرتك متعرفش ؟ 

" ممكن تجاوبي على اد سؤالي ؟ 

' انا هوصل حضرتك للبيت الأول و بعد كده امشي انا... 

" بتركبي مواصلة ايه ؟ 

' مترو و ساعات اتوبيس... 

" لفي و ارجعي... 

' ليه ؟ 

" مش هتعرفي تروحي في الوقت ده... محطة المترو فاضية دلوقتي و الاتوبيسات وقفت...

' عادي... ابقا اوقف تاكسي... 

" في الوقت ده مينفعش ( نظر لساعته و اكمل ) الساعة 1 بالليل دلوقتي... 

' عادي... مش اول مرة ارجع فيها مواصلات في الوقت ده... هاخد تاكسي... 

" ضامنة سواق التاكسي ؟ 

' هو يعملي ايه يعني ؟ معايا الدولارات ولا ايه...

" انتي مفكرة ان طالما مش معاكي فلوس يسر*قها... يبقى كده هيسبك ؟! كلنا بندي الأمان لناس مستاهلش... كلنا بنثق في ناس مستاهلش ذرة ثقة... و من بناخد بالنا غير لما ناخد الطعـ,ـنة من الضهر... من اقرب شخص لينا... متثقيش في حد !! 

شعرت رهف ان هذا الكلام ليس موجهًا لها... بل لنفسه... كأنه يعاتب نفسه لأنه وثق بزوجته السابقة... أدرك يحيى ما قاله الآن... مسح وجهه بيديه و اخذ نفسًا عميق و قال 

" لفي و ارجعي... روحي على بيتك انتي الأول... و انا هاخد العربية و امشي... و قبل ما تعترضي ده أمر... متناقشنيش... تمام ؟ 

' تمام... 

لفت رهف بالسيارة متوجهة الى بيتها... و بعد نصف ساعة اوقفت السيارة أمام أحد العمارات السكنية... اعطته المفتاح و اخذت حقيبتها 

' شكرا يا مستر يحيي... 

" العفو... 

ابتسمت له و نزلت من السيارة... دخلت تلك العمارة و استخدمت الاسانسير... نزل يحيى من السيارة و ركب مكان كرسي القيادة و عاد لبيته... 

كانت رهف تقف أمام المرآة في الحمام... تغسل أسنانها بالفرشاة... انتهت من غسيل أسنانها... بدأت في وضع كريم للبشرة و تغني في ذات الوقت... فهي صاحبة صوت جميل... 

غسلت يداها و نظرت لنفسها في المرآة مجددا 

' ايه الجمدان ده يا رهوف ؟ قمر بجد... اللي هيتجوزني يابخته بيا... 

* فعلا اللي هيتجوزك يابخته بيكي... اقدر كده اقول يابختي بيكي... 

آتاها هذا الصوت من خلفها... اتسعت عيناها بصدمة فهي تعرف صاحب هذا الصوت جيدا... إنه عمر ابن صديق والدها ! 

إلتفتت له و قالت 

' أنت جيت هنا ازاي ؟ و دخلت ازاي ؟! 

* مش مهم جيت ازاي... المهم انتي ( نظر لها من فوق و تحت بخُبث ) ايه القمر ده ؟ 

انكمشت رهف في نفسها و فهي ترتدي ملابس قصيرة بما انها في بيتها لكن لم تعرف انه سيأتي... 

' اطلع بره... اطلع بره يا عمر بدل ما ألم اهل العمارة كلهم عليك ! 

* لا مش هطلع... انا طولت بالي كتير عليكي لاني بحبك... اما المرة دي مقدرش... خصوصًا و انا شيفاك كده و بالجمال ده... 

' اياك تعمل القذا*رة اللي في دماغك... اياك يا عمر... انا بحذرك اهو... 

* هتعملي ايه يعني ؟ 

قالها ثم بدأ يقترب منها... ظلت ترجع للوراء حتى وصلت للحائط... لم تعرف كيف تهرب منه... امسكت بإزازة العطر لتضر*به بها على رأسه لكن امسك يدها و اخذ منها الازازة و ألقاها بيعدا... حاوطها كي لا تهرب و اقترب من وجهها و قال

* المرة دي مش هتعرفي تفلتي مني... اسمعيني... انا بحبك و عايزك... تعالي نتجوز... 

' مش هتجوز واحد حيو*ان زيك و كل هَمُه في الدنيا انه يلاقي وحدة تبسطه... عمري ما هبقى شبه الأشكال الز*بالة اللي تعرفها... 

* ما انا عارف انك كويسة... عشان كده بقولك تعالي نتجوز... انا حابب اكون معاكي انتي وبس... و انتي هتكوني مِلكي انا وبس !!  

' مستحيل اتجوز واحد زا*ني زيك و نام مع مليون وحدة... عمر ابعد عني !! 

* حاولت ابعد مقدرتش... رفضك ليا بيشدني ليكي أكتر... انا عايزك و عايز تبقي قريبة مني... وافقي نتجوز و هحط العالم كله بين ايدك... كل طلباتك هتكون مُجابة... لو عايزة اكتبلك الشركة بتاعتي بإسمك هكتبها... تبقي المديرة بتاعتها بدل ما مديرك الز*فت ده تعابك في شركته و بيخليكي تشتغلي زي العبيد لوحدك... انا هخليكي ملكة... 

' مديري اللي بتتكلم عنه ده انت متساويش ضُفر منه... على الأقل هو محترم... عمره ما بصلي بطريقة مش كويسة... اما على طول بتضايقني... مفكرني هستسلم ليك زي البنات العا*هرات اللي تعرفهم... عمري ما هخضع لرغباتك القذ*رة !! 

* مش هاخدك بمزاجك... يبقى هاخدك غضب عنك... افتكري اني حاولت كتير معاكي اخدك بالطريقة اللي ترضيكي... بس انتي رفضتي... يبقى تستحملي نتيجة رفضك... 

' عمر ارجوك متأ*ذنيش و ابعد عني... 

* مش هقدر ابعد... أنا بحبك... 

قالها ثم قَبلها في شفتاها رغمًا عنها... ظلت تقاومه و تبعده عنها لكن لم تستطع... يضمها إليه أكثر و يُقبلها بعُنـ,ـف و تملك... ابتعد عنها لتأخذ انفاسها... أزاح شعرها للخلف و ابتسم 

* اديني فرصة... اثبتلك فيها اني بجد بحبك... استسلمي ليا احسن... محدش هيقدر يخلصك مني... 

كانت رهف تبكي و جسدها كله يرتعش و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف 

' أرجوك سيبني... 

قالتها و هي تبكي و تترجاه ان يبتعد عنها... و لكن لم يصغِ لترجيها له... قَبَل رقبتها بعنف و يضع علامات امتلاكه عليها... لم تتحمل رهف و يجب ان تنقذ نفسها... و بكل قوتها ضر*بته بركبتها تحت الحزام... ابتعد عنها متألمًا و دفعته للارض و ركضت للخارج... امسكت مقبض الباب لتفتحه و تخرج... لكن لم يفتح... اتضح ان عمر اغلقه بعد دخوله لكي لا تهرب منه... 

* يا بنت ال ****... والله ما هسيبك النهاردة يا رهف !! 

سمعت صوته آتٍ من الحمام... اخذت هاتفها و دخلت غرفتها بسرعة... اغلقت الباب عليها بالمفتاح... فتحت الهاتف لتطلب النجدة... يداها ترتعشان من الخوف ولا ترى جيدا بسبب دموعها... طُرق الباب بقوة و قال عمر بغضب 

* افتحي يا رهف... افتحيييي 

حاولت رهف تمالك اعصابها لكن لم تستطع و صوت طَرقِه على الباب يذعرها اكثر ولا تعرف بمن تتصل... صرخت و قالت 

' أرجوك سيبني و امشي... 

* مش همشي بعد اللي عملتيه ده... انتي و جسمـ,ـك مِلكي انا و بس !! 

بدأ بضر*ب الباب بقوة بقدمه... تحرك اصبعها على رقم يحيى و اتصلت به و لكن لم يرد... اتصلت مجددا 

من الناحية الآخرى كان يحيى نائمًا... أيقظه صوت هاتفه الذي يرن بإستمرار.... فتح عينه بتثاقل و رأى اسم المتصل 

" الساعة 3 بالليل... بتتصل ليه دي ؟ 

رد عليها و قال 

" نعم يا رهف ؟ بتتصلي ليه في الوقت ده ؟ 

' الحقني بسرعة... 

قالتها بنبرة مرتجفة و هي تبكي بشدة 

" مال صوتك ؟ في ايه ؟ 

كانت ستتكلم لكن سمع صوت خربشة كأن أحد اوقع الهاتف على الأرض بقوة... رن عليها مجددا لكن الهاتف قد اُغلق ! 


* قولتلك مفيش حد هينقذك مني !! 

' ارجوك متعملش فيا حاجة... 

* انا هعمل... و هعمل كتير اوي... انتي بس استحملي !! 

قالها ثم خلع تيشيرته... اقترب منها و امسكها بشعرها بقوة و هي صرخت متألمة... ضر*بته في بطنه بقوة و ركضت للخارج و قبل ان تصل للباب امسكها من شعرها مجددا و ألقاها على الأرض... فقدت رهف قواها فقد اصطدمت بالأرض بقوة... نزل لمستواها و وضع يده على وجنتها 

* يمكن قسيت عليكي شوية... معلش بس المرة دي مش هتقدري تمنعيني عنك... 

كان صدرها يعلو و يهبط... حاولت أن تزحف على الأرض لكن منعها... اقترب منها و كانت ستصرخ لكن قَبلها مجددا... ظلت تضر*به على ظهره بيداها الضعيفتان التي انهالت قوتها منهما... لم تستطع ان تدافع عن نفسها...

- يا رهف... انتي كويسة ؟ 

قالت ذلك احدى الجيران من وراء باب الشقة.. ابتعد عمر عن رهف عندما سمع صوتها... طرقت على الباب و قالت 

- ايه صوت الصراخ اللي عندك ده ؟ انتي كويسة ؟ في حاجة حصلت ؟ 

' الحـ..قـ..يني أنا... 

قالتها رهف بتقطيع و قبل ان تكمل جملتها وضع عمر يده على فمه و اسكتها... ظلت جارتها تنادي عليها و عندما لم تجد ردًا منها ذهبت... 

* اي نعم انا بحبك... بس ده مش معناه إن انا اروح في دا*هية بسببك... 

قبلها مجددا ثم ابتعد عنها... بصقت رهف على الأرض و مسحت بيدها آثار شفاته من عليها... ظلت تلتقط انفاسها بصعوبة... ضحك و قال 

* ايه يا مُزة دي مكنتش بو*سة و كام علامة عملتها في جسمك... 

' هوديك في ستين دا*هية... اقسم بالله ما هسيبك و هسجنك يا عمر ! 

* اوووبااا... سجن مرة وحدة ؟ كده بدأت اخاف... 

' لازم تخاف... 

* و ايه اللي هيخوفني منك ؟ 

' هرفع عليك قضية... و مش كده و بس... فاكر البنت بتاعت الساحل اللي اغتـ,ـصبتها ؟ هجيبها و هفتح قضيتها من جديد... و ابقا شوف لو خليتك تشوف الشارع تاني يا و*سخ... 

* و انتي اد التهديد ده ؟ 

' ايوة اده... و هتشوف بنفسك !! 

* هشوف بنفسي !! كده اللي عملته فيكي دلوقتي جه بنتيجة عكسية... بس ماااشي... انا هربيكي !! 

اقترب منها ثم.... 

وصل يحيى الى شقتها... و كان بملابس البيت... يرتدي ترينج بيتي... طرق على الباب كذا مرة و ظل ينادي عليها 

" رهف... افتحي... في ايه حصل ؟ 

خرجت جارتها نرمين و قالت 

* مين حضرتك ؟ 

" انا ابقا قريب صاحبة الشقة دي... تعرفيها ؟ 

* ايوة انا اعرف رهف... سمعت صوت صراخ من عندها و جيت خبطت بس الصوت اختفى... و رنيت على بوليس النجدة من دقيقة... 

" حصلها حاجة... كان واضح من صوتها انها واقعة في مشكلة... 

* طب هنعمل ايه ؟ 

نظر يحيى للباب ثم ظل يضر*به بكتفه بقوة حتى كُسـ,ـر القفل... دخل الشقة... وجدها على الأرض و ثيابها مـ,ـمزقة و غارقة بين دمـ,ـائها... 

" رهف !! 

البارت الثاني من رواية #شخص_آخر 


* ايه يا مُزة دي مكنتش بو*سة و كام علامة عملتها في جسمـ,ـك...

' هوديك في ستين دا*هية... اقسم بالله ما هسيبك و هسجـ,ـنك يا عمر ! 

* اوووبااا... سجـ,ـن مرة وحدة ؟ كده بدأت اخاف... 

' لازم تخاف... 

* و ايه اللي هيخوفني منك ؟ 

' هرفع عليك قضية... و مش كده و بس... فاكر البنت بتاعت الساحل اللي اغتـ,ـصبتها ؟ هجيبها و هفتح قضيتها من جديد... و ابقا شوف لو خليتك تشوف الشارع تاني يا و*سخ....

* و انتي اد التـ,ـهديد ده ؟ 

' ايوة اده... و هتشوف بنفسك !! 

* هشوف بنفسي !! كده اللي عملته فيكي دلوقتي جه بنتيجة عكسية... بس ماااشي... انا هربيكي !! 

اقترب منها ثم.... 

وصل يحيى الى شقتها... و كان بملابس البيت... يرتدي ترينج بيتي... طرق على الباب كذا مرة و ظل ينادي عليها 

" رهف... افتحي... في ايه حصل ؟ 

خرجت جارتها نرمين و قالت 

* مين حضرتك ؟ 

" انا ابقا قريب صاحبة الشقة دي... تعرفيها ؟ 

* ايوة انا اعرف رهف... سمعت صوت صراخ من عندها و جيت خبطت بس الصوت اختفى... و رنيت على بوليس النجدة من دقيقة... 

" حصلها حاجة... كان واضح من صوتها انها واقعة في مشكلة... 

* طب هنعمل ايه ؟ 

نظر يحيى للباب ثم ظل يضر*به بكتفه بقوة حتى كُسـ,ـر القفل... دخل الشقة... وجدها على الأرض و ثيابها مـ,ـمزقة و غارقة بين دمـ,ـائها... 

" رهف !! 

قالها يحيي بخوف عندما رآها هكذا... ركض إليها و جس على ركبتيه و امسك رأسها اسندها على قدمه و ظل يحركها و ينادي عليها 

" رهف اصحي... قومي يا رهف... 

خلع يحيى جاكته و وضعه عليها... شعرت نرمين بذعر عندما رأتها هكذا و ظلت تبكي... وضع يحيى يده على رقبتها ليستشعر نبضها و حرارتها و صرخ قائلًا 

" لسه عايشة... اطلبي الاسعاف بسرعة !! 

اومأت له و طلبت الاسعاف في الحال و بعد دقائق جاؤوا اخذوها للمستشفى... 


في المستشفى..... 


* انا هضطر امشي لان الوقت اتأخر اوي... بس امانة عليك اوعى تسيبها لوحدها... انا هجيلها الصبح و اقعد معاها لحد ما تخرج بس لازم امشي عشان سايية عيالي لوحدهم... 

اومأ لها يحيى ثم ذهبت نرمين و بقى هو بمفرده في المستشفى... نظر لثيابه التي تلطخت بدمائها و ظل يسأل نفسه كثيرا ماذا حدث... من فعل هذا بها... و كيف حدث كل هذا... 

قطع تفكيره خروج الدكتورة من الغرفة التي بها رهف... ركض إليها 

" رهف كويسة صح ؟ 

* حاليا بقت حالتها مستقرة... 

تنهد يحيى بإرتياح ثم قال 

" هو ايه اللي حصلها ؟ 

* رهف اتعرضت لمحاولة إعتـ,ـداء... 

" ايييه ؟! 

* في علامات اعتـ,ـداء على جسمـ,ـها... بس الحمد لله انه مش اعتـ,ـداء كامل... 

" و رأسها اتجر*حت ازاي ؟ 

* الظاهر كده لما رهف قاومته فبدأ يعنـ,ـف معاها عشان تخضعله... الست اللي كانت هنا هي سمعت صوت صراخها... و لما خبطت على باب شقتها اكيد خاف و مكملش جر*يمته... و خاف طبعا ليتكشف ف ضر*بها في رأسها بالشكل ده و هرب... يعني حاول يقـ,ـتلها عشان يفلت بجر*يمته... بلغت البوليس ؟ 

" اه بلغته... هي هترجع لوعيها امتى ؟ 

* بالكتير بكره... المهم لما تفوق متضغطش عليها اوي لان اكيد اللي حصل معاها ده هيأثر بالسلب على صحتها النفسية... و رجاءًا تنتبه لاكلها و تاخد ادويتها في معادها... 

" تمام يا دكتورة... اقدر ادخلها ؟ 

* اه اتفضل... 

دخل يحيى الغرفة وجدها مسطحة على السرير... سحب كُرسي و جلس بجانب سريرها و ظل ينظر اليها و الى وجهها الشاحب المتعب و رأسها الملفوفة بالقماش... فهو دائما كان يحسدها على روحها الجميلة و على ابتسامتها التي كانت تخرج من قلبها و يتمنى ان يصبح مثلها... في ظرف ساعات كل الامور انقلبت !! 

قرّب يده منها ليلمس وجنتها لكنه تراجع على اخر لحظة و ابعد يده عنها... جمع قبضته بغضب من نفسه... اخذ نفسًا عميقًا و رن هاتفه... كان والده ( ياسر )... ذهب يحيى للشرفة و رد عليه 

* خرجت من البيت ليه في الوقت ده ؟ في ايه يا يحيى ؟ انت كويس ؟ 

" انا كويس يا بابا متقلقش... بس في واحد صاحبي عمل حادث و انا بايت معاه في المستشفى... 

* خالد عمل حادث ؟! 

" لا يا بابا مش خالد... واحد تاني انت متعرفهوش... 

* لا حول ولا قوة الا بالله... خلاص خليك جمبه... بس الشركة... 

" متقلقش يا بابا... اول ما يصحى و اتطمن عليه هروح للشركة... 

* ربنا معاك يا ابني... لو احتاجت اي حاجة رن عليا... خلي بالك على نفسك... 

" حاضر يا بابا... 

اغلق يحيى هاتفه و عاد اليها... بعد ساعات كان يحيى نائمًا... استيقظ على صوتها... وجدها نائمة لكن تمتم بكلام غير مفهوم و تبكي... اقترب منها و حاول ايقاظها من ذلك الكابوس... 

' ابعد عني... ارجوك متأ*ذنيش... 

" رهف... اصحي... 

قال ذلك و هو يُحركها لكي تستيقظ... ظلت تكرر نفس الجملة مرارًا و تكرارًا... تصبب وجهها عرقًا و جسدها يرتعش من الخوف... قلق يحيى عليها... وضع يده على كتفها... فجأة نهضت بذعر و صرخت قائلة 

' ابعد عني !! 

نظرت له وجدته يحيى ليس عمر... نظرت حولها و صدرها يعلو و يهبط و تحاول التقاط انفاسها... 

" اهدي ده انا... 

نظرت له و الدموع انهمرت من عيناها كالشلال... و قبل ان يتحدث يحيى اقتربت منه رهف و عانقته... تفاجئ يحيى من عناقها له... ظلت رهف تبكي و تقول 

' كان هيغتـ,ـصبني... 

قالت ذلك بذعر و يداها تتشبث برقبته اكثر... ظلت يدا يحيى مكانهم و لم يبادلها العناق و لا يعرف ماذا يفعل لكي يُبعدها عنه... 

" رهف... 

' ارجوك متسبنيش... 

قالتها ثم عانقته اكثر و دفنت رأسها في عُنقه... ظل يحيى على وضعه... يداه معلقتان في الهواء... فهو يعرف جيدا انها عانقته بسبب خوفها لا اكثر ولا تعي الذي تفعله الآن... لم يبعدها عنه و ظلت في حضنه عشر دقائق... احس يحيى بأن نفسها قد ثقُلَ... و يداها المتشبثة به بدأت بالتراخي... نظر لها وجدها نامت... برفق اسندها على السرير و سحب الغطاء عليها... نظر لجهاز نبضات القلب وجده مستقرًا اي انها الآن بخير... جلس على الاريكة و ظل ينظر اليها لدقائق حتى غفى... 

في اليوم التالي.... 

استيقظ يحيي و رهف كانت مستيقظة و بجانبها الطبيبة

* جميع الفحوصات كويسة... يخلص المحلول بعدها تقدري تخرجي من هنا... و انتظمي على ادويتك و كُلي كويس... الف سلامة عليكي... 

' الله يسلمك يا دكتورة... 

ابتسمت لها الطبيبة و خرجت... مسح يحيى وجهه بكفيه ثم نظر الى الرهف التي كانت شاردة مع نفسها... نهض و تقدم منها و جلس على الكرسي الذي بجانب سريرها و قال 

" انتي كويسة ؟ 

لم ترد عليه و مازلت تنظر امامها بشرود... لاحظ يحيى نزول دمعة من عيناها... 

" رهف... 

لم ترد ايضا و هذا دفع يحيى ان يتقدم بيده و يضعها على كتفها... و لكن بمجرد ان يده لمست كتفها... جسدها اتنفض و ابعدت يده عنها في الحال و قالت بخوف 

' متلمـ,ـسنيش !

" اهدي يا رهف... 

' بقولك متلمـ,ـسنيش !! 

" تمام... تمام... اهدي... محدش هيعملك حاجة... انتي في امان هنا... 

نظرت له ثم غرقت عيناها بالدموع... انكمشت في نفسها و قالت 

' هو اغتـ,ـصبني... انا فقدت عذريتي !! 

" لا... يعني... الدكتورة قالت ان دي محاولة اعتـ,ـداء مش اعتـ,ـداء كامل... 

نظرت له و على وجهها بعض الامل

" ده كلام الدكتورة مش كلامي... عشان تتطمني بس... 

نظرت للامام مجددا و سكتت... 

" ممكن تقوليلي ايه اللي حصل... و مين عمل كده... 

' عايزة امشي من هنا... 

" انا بلغت الضابط يجي يحقق في كده و يساعدك في القبض عليه... 

' ظابط ايه ؟ لا متبلغش حد.... 

" مش انتي كده كده هترفعي قضية ؟ 

' لا مش هرفع حاجة... 

" نعم ؟! ده اللي هو ازاي ؟ 

ابعدت عيناها عنه و سكتت... تعجب يحيي كثيرا من كلامها... 

" يعني ايه مش هترفعي قضية ؟ 

' زي ما سمعت كده... 

غضب يحيى و قال 

" انتي مستوعبة انتي بتقولي ايه ؟ الو*سخ ده كان هيغتـ,ـصبك و يقتـ,ـلك... ولا انتي مش ملاحظة راسك المربوطة دي... و الجـ,ـروح اللي في جسـ,ـمك

' الموضوع ده يخصني انا... لو سمحت متتدخلش... ارفع قضية او لا... في الحالتين ميخصكش !! 

تفاجئ يحيى اكثر... ضحك بسخرية و اقترب منها و قال 

" انتي اتصلتي عليا عشان انقذك... روحت لقيتك مرمية على الأرض زي الجـ,ـثة وسط دمك... طالما مفروض مدخلش... اتصلتي ليه عليا ؟ 

' عشان انت كنت اخر رقم اتصلت عليه... اكيد مش هقعد افكر اتصل بمين ولا مين و انا في الموقف ده... معلش ازعجتك... تقدر تمشي... 

" لا والله ؟! بس كده ؟ بالبساطة دي ؟ 

' اه بالبساطة دي ! 

اخذ يحيى شهيقًا طويلا ليُهدأ اعصابه... 

" هـ,ـددك بإيه خلاكي مش عايزة ترفعي عليه قضية و تسجنيه ؟ 

' مفيش حد هـ,ـددني... و بكررها لتاني مرة... رجاءًا متتدخلش !! 

" انا مستغرب بجد... الكلام ده طالع منك انتي ؟ 

' اطلع بره... 

زاد غضب يحيى و جمب قبضته و يحاول ان يتمالك اعصابه بقدر المستطاع... اشار لها بإصبعه تحذيرًا لها و قال 

" لما دماغك ترجع لمكانها الطبيعي ابقي افتكري انتي كلمتي مين بالاسلوب ده... لولا انك في المستشفى و في الحالة دي... كان هيبقى ليا تعامل معاكي غير كده... 

بمجرد ما انهى جملته... اخذ معطفه و هاتفه و خرج و الغضب يجتاحه... رأته حبيبة صديقة رهف و هو خارج من الغرفة التي بها رهف و الغضب واضح عليه ف تسألت كيف جاء لهنا و لماذا غاضب هكذا ؟ 

دخلت حبيبة عند رهف... 

* رهف ! 

نظرت لها رهف ثم جاءت حبيبة جلست بجانبها و عانقتها رهف بقوة و ظلت تبكي... ربتت حبيبة على ظهرها و قالت 

* خلاص اهدي... بطلي عياط... 

' مش قادرة يا حبيبة... انا في مصـ,ـيبة كبيرة... 

* مصـ,ـيبة ايه ؟  

' خرجيني من هنا و تعالي نروح شقتك و هقولك كل حاجة... 

* ماشي... شوفت مستر يحيى خارج من اوضتك... شكله متعصب اوي... حصل حاجة ؟ و عرف ازاي انك هنا ؟ 

' ما انا اتصلت عليه لما حصل الحوار ده... 

* مش فاهمة حاجة... تعالي على شقتي... خديلك دش و كُلي و نتكلم على رواقة... 

اومأت لها رهف... من الجهة الثانية... وصل يحيى الى منزله... دخل البيت وجد والده ياسر و امه ناهد و اخته اسراء و اخاه عاصم... يجلسون على السفرة يتناولون وجبة الافطار... قال ياسر 

* كويس انك جيت... تعالى افطر معانا... الفطار ملهوش طعم من غيرك يا ابني... 

تقدم يحيى منه و امسك يده قَبلها و قال 

" حبيبي يا بابا... انا اكلت بره... هاخد دش و البس و اطلع على الشركة... 

* مش هيحصل حاجة لو اكلت لقمتين... 

" بجد مش عايز... 

* طب امسك من ايدي اشرب كوباية العصير دي... 

" يا بابا... 

* هتكسفني يعني ؟ 

" اكيد لا... انا مقدرش اكسفك... 

اخذ منه كوب العصير و شربه... وضعه على السفرة و قال 

" بالهنا و الشفا ليكم... 

صعد على الدرج متجهًا لغرفته... قال عاصم

- هتفضل لحد امتى تعامله كأنه طفل ؟ 

* لحد ما امو*ت... 

- مش شايف انك مبالغ شوية يا بابا... 

* لا مش ببالغ على يا عاصم... يحيى اكتر واحد اتظلم فيكم و مشافش مني الحنية اللي انتوا شفتوها... لما اتولد فرحت بيه يومين و بعد كده ركزت للشركة على حسابه هو... مهتمتش بيه زي ما اهتميت بيكم لان كل تركيزي كان على الفلوس و ازاي اكبرها... و لما ملقيش اهتمام مني راح دور عليه بره... وقع مع بنت الجـ,ـزمة اللي اتجوزها و في الآخر خا*نته... مر بفترة صعبة بسببها و اهو الحمد لله بقا كويس شوية... ف بحاول على اد ما اقدر احسسه بحناني شوية لحد ما تيجي بنت الحلال اللي تحبه بجد و تعوضه عن كل حاجة وحشة اتعرضلها... 

قالت اسراء 

• بس انا معتقدش يا بابا ان يحيى ممكن يحب او يتجوز بعد اللي حصله ده... يعني برضو مهما بيّن قدامنا انه كويس في جزء فيه من جوه مش كويس ابدا... الخيا*نة شىء مش سهل ابدا... 

* و ده اللي انا خايف منه... بس مسيره يلاقي نصه التاني... 

• حتى لو لقي نصه التاني... هيخاف يدخل في علاقة تاني... لانه حاليا معتقد انه ميستحقش يتحب... يعني هيخاف يتعرض للخيا*نة تاني... 

* منها لله هي السبب... كسـ,ـرت ثقته في نفسه و كسـ,ـرت قلبه... ربنا يا*خدها مكان ما هي قاعدة... 

• آمين... 

* مش خلصتوا اكل انتوا الاتنين ؟ يلا على جامعتكم... عااصم... 

- نعم يا بابا... 

* يلا اقوم اجهز على جامعتك و خُد اختك معاك و خلي بالك عليها... 

- حااضر... 

نهضت اسراء و عاصم... قالت ناهد 

- ايه رأيك نجوز يحيى ل بنت عمه رغد ؟ شيفاها مناسبة له و طيبة و جدعة و متأكدة انها هتسعده... 

* بس انتي عارفة كويس يا ناهد ان يحيى مش بيشوفها اكتر من اخته... و لو كان عايزها كان هيتجوزها... مش هقف في طريقه يعني... 

- طب يتخطبوا و يتعرفوا على بعض حتى... 

* بصي... سيبي يحيى في حاله... هو لما يعوز يتجوز او يخطب هيجي يقولنا بنفسه... بلاش نقنعه بوحدة مش في دماغه اصلا... 

- بس رغد... 

* نااهد معلش اقفلي السيرة دي... انا عارف ابني كويس... 

- طيب... 

في غرفة يحيى... خرج من الحمام بعد ما استحم... لبس بدلته و سرح شعره الأسود الكثيف و وضع عطره المميز برائحته الرجولية... خرج و ركب سيارته متجهًا لشركته... 


من الجهة الاخرى... استيقظت ريم ( زوجة يحيى السابقة التي خا*نته من 3 سنوات ) دخلت المطبخ و فتحت الكاتل لتُعد قهوتها... لم تنتبه و سُكبت المياه الساخنة على يدها و احتر*قت... احست بألم شديد و بسرعة فتحت صنبور المياه و وضعت يدها تحت الماء لتخفف من الالم الذي تشعر به... نظرت ليدها المحترقة و تذكرت شيئا ما... 

منذ 4 سنين... 

كانت تقف في المطبخ تُعد مكرونة بالوايت صوص... فجأة وجدت من يلف يداه حولها و يحتضنها من الخلف و قَبَل خدها بحُب... 

• يوووه يا يحيى... قولتلك بطل حركاتك دي... 

قبلها مجددا و قال 

" بتعملي ايه ؟ 

• اكتر اكلة بتحبها... مكرونة بالوايت صوص... 

" بس انا بحبك اكتر من المكرونة... 

• احلف كده ؟ 

" بحبكوا انتوا الاتنين... 

• ايوة كده اتعدل... قاعد ليه بالبنطلون بس ؟ 

" عشان اوريكي عضلاتي... 

• روح البس حاجة بدل ما تبرد... 

" حضنك موجود عشان يدفيني... 

• لو لقيتك بتكح بكره هضر*بك... 

" سيبك مني... انتي بقا لابسة ليه ؟ 

• الجو برد لو تلاحظ يعني... 

" نفتح الدفاية و يدفى... قولتلك مليون مرة... و احنا في البيت متلبسيش... 

• بس انا بتكسف... 

" بتتكسفي مني ؟ طب بصيلي كده... 

نظرت له و بسرعة شدها من وسطها اليه و اقفل عليها بيداها... 

• يحيي... 

" قلب يحيي... 

• بتعمل ايه ؟  

" ولا حاجة... مش من حقي يعني اتحر*ش بمراتي ؟ 

احمرت وجنتاها ف ضحك 

" ريم... 

• اها ؟ 

" انا بحبك اوي... 

قالها و عيناه تلمعان و تُقَطر حبًا لها... اخذ شفتاها في قُبلة طويلة حنونة... ثم حملها بين ذراعيه 

• طب المكرونة ؟ 

" طفيت عليها اهو... تعالي عشان عايزك في موضوع مهم... 

ضحكت و اخذها للغرفة و اغلق الباب... في الليل الساعة 3 فجرا... كانت ريم نائمة في حضن يحيي الذي غرق في نومٍ عميق... عيناها مفتوحتان و تفكر... وصلت رسالة على هاتفها... فتحت هاتفها في الحال و ارتسمت الإبتسامة على وجهها بعد ما قرأت الرسالة... نهضت من جانب يحيي بحذر... ارتدت الروب و فتحت باب الغرفة و خرجت... توجهت للاسفل عند الباب الخلفي... وجدت ايمن عشيقها ينتظرها... بمجرد ما رأته اندفعت عليه و حضنته بقوة و قبلته  

• وحشتني... 

* انتي اكتر... بس ايه الروب ده ؟ هو لمـ,ـسك ؟ 

• لا... قولتلك مبيعرفش اصلا... 

* انا زهقت من الوضع ده... امتى هتسرقيه عشان اخدك و نهرب سوا ؟ 

• لسه... المشكلة انه طول الوقت اللي بيقعده في البيت مش بيجبلي سيرة شغله خالص... النهاردة و هو في الشركة قلبت البيت على مفتاح الخزنة... ملقتش حاجة... 

* ابن الكلـ,ـب محصن نفسه... طب ايه... هتعملي ايه ؟ 

• هاخد منه 30 الف و اقوله دول سُلفة و ان في وحدة صحبتي محتاجهم... بمجرد ما يديني الفلوس هبعتهملك... خدهم ظبط بيهم امورك دلوقتي لحد ما اشوف هخلع منه ازاي... 

* هيرضى يديكي الفلوس ؟ 

• مش بيرفضلي طلب... اصله عبيط اوي و واثق فيا زيادة عن اللزوم... اي فلوس بصرفها من الڤيزا بتاعته مش بيسألني صرفتها في ايه... ساعات بيصعب عليا... 

* ناقص تحبيه كمان !! 

• لا احبه ايه... ده مجرد واحد اهبل هخرج بمصلحه من وراه... انا بحبك انت و بس... 

قالتها ثم إلتفت يداها حول عنقه... نظرت له و ابتسمت... ابتسم بخبث و انقض على شفتاها كالوحش... و هي مستسلمة له... ترك شفتاها و قبَل رقبتها و تمادى في لمـ,ـسه لها... 

• ابعد يا ايمن لحسن يصحى... 

* مش قادر... وحشتيني اوي... 

• انت كمان... 

* بكره اتصرفي و اتججي بأي حاجة و تعاليلي الشقة... 

• عيوني... يلا باي 

قلبها مجددا ثم تركها و ذهبت... 

عادت ريم لغرفتها... مازال يحيى نائمًا... استلقت جانبه... تحرك فتح عينيه بتثاقل و اخذ ريم في حضنه... 

" صاحية ليه ؟ 

• كنت في الحمام... 

" مالك ؟ تعبانة ؟ 

• لا... انا تمام... 

" انتي عارفة اني مش بستحمل اشوفك تعبانة... لو في حاجة قولي... 

• والله مفيش... انا كويسة... 

" و ده المطلوب... 

قَبل خدها و غطاها جيدا و ناما... 

عادت ريم من تلك الذكريات... شعرت بالحزن الشديد تجاه يحيى... ف بعد ما دمـ,ـرته و سر*قته تركها عشيقها عندما فُضح امرها امام الكل و هرب خارج البلاد... اصبحت وحيدة الآن و الكل يكر*هها... خاصًة يحيى... يحيى الرجل الذي احبها حُبًا صادقًا بريئًا و تعلق بها و فعل العديد لاجلها... و هي قامت بخيا*نته... دمـ,ـرته بالكامل... اصبح عبارة عن جسد دون روح... قلبه تفتت... فهو عشقها و هي فعلت له ذلك بدون مبرر !! 

قفلت صنبور المياه و امسكت هاتفها... دخلت على حساب الانستجرام الخاص ب يحيى... فتحت اخر صورة قام بتنزلها... ظلت تنظر له ل دقائق... وعدت يحيى انها لم و لن تندم على خيا*نتها له... و الآن هي في اشد درجات الندم... رأت بقية الصور... لاحظت انه مسح كل صورهم التي كانوا فيها سويًا... فهو كان يحب ان يتصور معها و ينزلها على حسابه ليعرف الجميع زوجته التي يعشقها... اما الآن مسح جميع الصور و يلعـ,ـن نفسه لانه احبها !! 


* مستر يحيى... رهف لحد الآن مجتش الشركة... 

" هتاخد اجازة اسبوع... ياريت تمسكي مكانها لحد ما ترجع... 

* حاضر... 

خرجت غادة... ارخى يحيى ظهره للخلف... و اخذ نفسًا عميقًا ثم اخرجه... اغمض عيناه ثم فتحهما عندما وجد صديقه خالد امامه... 

* برن عليك من امبارح و مش بترد... 

" كنت في المستشفى... 

* ليه ؟ حصل ايه ؟ 

تنهد يحيى و حكى له كل ما حدث... 

" في الآخر تكلمني بطريقة معفـ,ـنة كأني شغال عند اللي خلفوها و تقولي متتدخلش و اطلع بره... اقسم بالله لولا مسكت اعصابي كنت هجيبها من شعرها !! 

* يا عم اهدى... اعذرها لان اللي مرت بيه مش سهل برضو... بس في حاجة غريبة... ازاي مش هترفع قضية ؟ 

" ده نفس السؤال اللي سألته لنفسي... 

* ليكون هـ,ـددها بحاجة ؟ 

" قولتلها لو هـ,ـددك بحاجة اتكلمي... باجحت معايا في الكلام و عَلت صوتها عليا كأن انا اللي عملت كده فيها مش هو... نسيت اني مديرها... كلمتني كأني ابن اختها الصغير

* معلش يا يحيى... خلاص سيبها هي حرة... 

" في ستيـ,ـن داهية... انا غلطان اني قومت من سريري و روحتلها...

* خلاص يا يحيى اهدى... 

" بنت مستفزة و بنت ستيـ,ـن...... 

* يا يحيى !! 

" خرست اهو... 

* هتخلص شغلك امتى ؟ 

" الساعة 7... 

* حلو اوي... تلعب بوكس ؟ 

" بوكس ؟ ماشي مفيش مشكلة... 

* خلص شغلك و ارجع البيت خُد دش لطيف كده و هستناك في صالة الألعاب الشرقية الساعة 10... الحجز على حسابي عشان تعرف اني جدع...  

" تمام يا خالد... 

* اطير انا بقا... 

" سلام... 

خرج خالد... فتح يحيى الاب توب الخاص به و اكمل عمله.... 


* لا بجد انتي اتجننتي !! ازاي مش هترفعي قضية ؟؟؟ 

' يا حبيبة افهمي... بقولك لما عرف اني رنيت على يحيى هددني بيه... قالي هيقتـ,ـله لو رجلي عدت القسم... و هو زبـ,ـالة و يعملها 

* يعني ايه ؟ هتسبيه يفلت بعملته كده بسهولة ؟ انتي متخيلة انه كان ممكن يضيعك ؟؟ 

' انا مش هكون سبب في آذية مستر يحيى بأي شكل... غلطت اوي لما اتصلت عليه... دخلته في حوار هو ملهوش دعوة بيه... 

* طالما مش هترفعي قضية عليه... هيجيلك تاني... و الله اعلم ممكن يعمل ايه... انتي بسكوتك ده ف انتي في خطر على كده... 

' اعمل ايه يعني ؟ خلاص يا حبيبة انا مش قادرة اتكلم تاني... 

* اووووف... طب خلاص اهدي... المهم شقتك دي اياكي ترجيعها تاني... هبعت حد يجيب حاجتك منها... 

' هقعد فين يعني ؟ 

* تقعدي معايا... و اظن ان المكان هنا بعيد عن شقتك... اكيد مش هيعرف انك هنا... 

' افرض راقبني ؟ 

* ابن خالتي ضابط شرطة... هخليه يحط حراسة على البيت... متقلقيش مش هحكيله حاجة... هقوله حوار تاني... 

' هتقل عليكي... 

* انتي هبلة ؟ ده انا ما بصدق اشوفك... نورتي بيتي والله... 

' حبيبتي... 

* يلا قومي نعمل اكل... 

' طب و الشركة ؟ 

* اه نسيت اقولك ان مستر يحيى اداكي اسبوع اجازة و قالي النهاردة اقعد معاكي ف انا مش رايحة الشركة... 

' يعني مطردتنيش و كمان اداني اجازة حتى بعد ما عملت في كده ؟ 

* عملتي ايه ؟ 

' كلمته بطريقة وحشة اوي و زعقتله و كمان طردته... 

* يخربيتك يا رهف !! 

' عارفة اني غلطت في حقه... بس معرفتش افلت من اسئلته غير بالطريقة دي... 

* يلهوي... انتي ملقتيش غير ده و تزعقي فيه ؟ 

' هطرد صح ؟ 

* لو كان عايز يطردك كان عملها لما اتصل عليا من شوية... بس هو مطردكيش... ليه ؟ اوعااا ليكون مخطط ينتقم منك على طريقته لما تيجي الشركة ؟ 

' هيعمل ايه ؟ 

* هيحطك في دماغي زي ما عمل مع السكرتيرة اللي قلبك... هيقفلك على اقل غلطة... و هيحطك تحت المراقبة 

' و هو عمل ايه مع السكرتيرة اللي قبلي ؟ 

* طردها من الشركة بزفة حرفيا... مسح بكرامتها الأرض قدامنا كلنا... زعيقه فيها جلل الشركة... و رفع عليها قضية بعدم التزامها بقوانين العمل المشروعة و كسب القضية و اخد منها 100 الف جنيه من ورا القضية دي... 

بلعت رهف ريقها بخوف 

* ان شاء الله يلتمسلك العذر و يعرف انك كنتي تعبانة و اكيد مش قصدك تكلميه كده... و لما ترجعي الشركة لازم تعتذريله... 

' هعتذر طبعا... مش هستنى اتزف قدامكم يعني... 

* اسيبك تغيري هدومك و بعد كده تعاليلي المطبخ... 

' ماشي... 


بعد مرور اسبوع..... 

' ان شاء الله الكيكة تعجبه و يقبل اعتذاري... 

* ان شاء الله... 

قالت موظفة الاستقبال 

- نورتي الشركة يا رهف... 

' بنورك يا غادة... 

- مستر يحيى مستنيكي في مكتبه... 

' من اولها كده ؟ 

- قالي اول ما تيجي تروحيله المكتب... 

' ماشي... يا وقعة طين يا حبيبة... ده عدى اسبوع كامل... مفروض ينسى... 

* ده مستر يحيى يا رهف... يلا اقرأي الشهادة و ادخلي... 

ذهبت لمكتبه... طرقت على الباب 

" ادخل.... 

فتحت رهف الباب و دخلت... تقدمت منه و وضعت الكيكة على المكتب... نظر لها يحيى بطرف عينه ثم نظر للكيك 

" ايه ده ؟ 

شبكت رهف اصابعها في بعضهم و قالت 

' مستر يحيى... انا بعتذر جدا جدا على طريقة كلامي مع حضرتك في المستشفى... ده مش هيتكرر تاني... ياريت تقبل اعتذاري... 

" هقبل اعتذارك بكيكة يعني ؟ 

' طعمها حلو على فكرة و هتعجب حضرتك... 

" اممم... خدي الكيكة دي و اطلعي بره يا رهف... 

' بس... 

" بقولك خدي الكيكة و اطلعي بره يا رهف... ايه هتقولي كلام فوق كلامي ولا ايه ؟ 

' مقدرش حضرتك... 

" يلا وريني عرض كتافك... 

تنهدت بضيق و امسكت الكيكة و إلتفتت لتذهب ف وقفت حينما قال 

" اعملي حسابك انك هتتحطي تحت المراقبة لمدة شهر...

إلتفتت له ف اكمل كلامه 

" قسمًا بربي لو لقيت اي غلطة في شغلك... هتطردي بزفة زي اللي قبلك... و ابقي شوفي لو خليت اي شركة تقبلك عندها بعد ما اطردك هنا... 

نهض و وقف امامها و قال 

" المرتب اللي بدهولك حلو و ميتسابش... بس مقابل المرتب ده لازم تتعبي و تحترمي مديرك بدل ما اخليكي تكرهي اليوم اللي قررتي في تقدمي على وظيفة هنا... يبقا هتعملي ايه الفترة اللي جاية ؟ تشغلي دماغك و تفتحي عيونك كويس... و اتقي شري احسنلك... تمام يا... رهف ؟؟ 

' تمام يا مستر يحيى... 

اشار لها بيده بأن تخرج و خرجت... عادت لمكتبها... جاءت حبيبة عندها و قالت 

* قِبِل اعتذارك صح ؟ 

' اعتذار ايه اللي يقبله... ده حطني تحت المراقبة لمدة شهر كامل... و هددني بالطرد عيني عينك كده... يا وقعتي السووودة... ملقتش غير ده افتحله صوتي و ازعقله ؟ اهو دخلت في حوار اكبر مني بكتييير... و هطرد بزفة !! 

* لا لا بعد الشر عليكي متقوليش كده... حصل خير... المهم انتي انتبهي و اضغطي على نفسك لحد ما الشهر ده يعدي... 

' اوووف... ربنا يكون في عوني... 


خرجت حبيبة و اخذت رهف نفسًا عميقًا و جلست على الكرسي و بدأت في عملها... عدت ساعات و حان الآن وقت البريك... خرجت رهف متوجهة الكافتيريا... اخذت قطعتين كرواسون و فتحت ماكينه القهوة لتعِد لنفسها فنجانًا... 

* رهف... 

إلتفتت لذلك الصوت... انه مروان 

* ازيك عاملة ايه ؟ 

' انا تمام... 

* سمعت انك تعبانة ف اخدتي اجازة اسبوع... انتي كويسة ؟ 

' اها... بقيت احسن... 

* الحمد لله... لو مفيهاش رخامة هطلب منك طلب...

' اتفضل... 

* كتب كتاب اختي يوم الأحد الجاي... هستناكي... 

' والله مش هقدر اجي... 

* ليه ؟ 

' اصل مضغوطة في الشغل اوي اليومين دول... 

* بس ده هيكون بالليل... حتى تعالي ساعتين على الأقل... 

' ماشي يا مروان هشوف... 

ابتسم لها... وصلت رسالة على هاتفها... انها من مستر يحيى !! في الحال تركت رهف ما بيدها و نهضت متجهة الى مكتبه... دخلت المكتب بعد ان طرقت الباب و سمح لها بالدخول... وقفت امامه و قالت 

' نعم يا مستر يحيى ؟ اي أوامر ؟ 

" فين كشف الموظفين ؟ 

' عندي في المكتب 

" بيعمل ايه عندك ؟ 

' جيت ارجعه لحضرتك لقيتك مشيت و مسبتليش مفتاح المكتب زي العادة ف حطيته في مكتبي... 

" اممم... طب هاتيه هنا... في ارباح جات للشركة... ف عايز احسب الحسبة و ازود مرتب كل موظف هنا... 

ابتسمت ف اكمل 

" ما عدا انتي... 

اختفت ابتسامتها و قالت 

' ليه ؟ 

نهض من كرسيه و وضع يداه في جيوبه و قال وهو ينظر لها بحدة

" متنسيش انك تحت المراقبة... يعدي الشهر ده و اشوف هل تستحقي الزيادة ولا لا... بالعقل كده... ازود ليه مرتبك بعد ما هنتيني ؟ 

' بس انا اتأسفت لحضرتك... 

" والله ؟ على كده اللي بيسر*ق بنك ممكن يروح يعتذر لصحاب الخِزن و بس كده من غير ما يتعاقب ؟ 

' تمام... اللي حضرتك شايفه اعمله... 

" هاتي الكشف و القهوة بتاعتي في طريقك... 

' حاضر... 

ذهبت و هي تشعر بالإنزعاج الشديد من تصرفاته تجاهها... فهي لم تقصد ما فعلته له... اعدت قهوته و احضرت الكشف من مكتبها و عادت إليه... وضعت له القهوة على المكتب و كذلك الكشف... 

' حضرتك تؤمر بحاجة تاني ؟ 

" اطلعي بره... 

تضايقت من طريقته تلك... كأنه يرد لها نفس جملتها... ذهبت و هي تقلد طريقة كلامه المزعجة... 

* يوووه يا رهف... خلاص اهدي... 

' اهدى ازاي... انتي مشوفتنيش كان بيبصلي ازاي و ازاي كلمني...

* هو كده مستر يحيى... او الظروف اجبرته انه يبقى كده... 

' طب انا مال امي... مراته خا*نته... بجد انا مالي !! 

* شششش وطي صوتك... هتخليني اندم اني قولتلك... 

' هيزود مرتبكم لكام ؟ 

* بلغ الموظفين ب 4000 جنيه زيادة في المرتب لمدة شهر... 

' يعني بعد ما اخرج انا من المراقبة اللي انا فيها... هتكون الزيادة طارت عليا !! 

* النصيب بقا... 

' اووووف... طب سهيلة اختي بعتتلي رسالة و قالت عايزة 10 آلاف مصاريفها... و انا مرتبي 12 ألف بس... هكمل ازاي بقية الشهر ب 2000 بس !! 

* مشكلة دي... طب رأيك تاخدي الزيادة بتاعتي ؟ 

' لا يا حبيبة... دي من حقك انتي... 

* ابقي رجعيهم في اي وقت... مش هنختلف يعني... 

' لا انا هتصرف... 

* هتتصرفي ازاي ؟ 

نظرت الى ساعتها و قالت 

' وقت البريك خلص... اسبيك انا و اشوفك آخر اليوم... 

* اوك يا حبيبي... 


في الليل... في مكتب يحيى و معه رئيس الحسابات 

" و تتأكد كويس ان الزيادة وصلت لفيزا كل موظف هنا... حتى بتوع الكافتيريا و عمال النضافة... 

* تأكدت و وصلت للكل... بس 

" بس ايه ؟ 

* حضرتك اكدت عليا مضيفش الزيادة لحساب رهف السكرتيرة... لسه واقف عند قرارك ؟  

" اه و مش هغيره... 

* ليه ؟ 

" أمجد... اظن شغلك هنا خلص... 

* مقصدش ازعج حضرتك... اللي تشوفه... تؤمر بحاجة تاني ؟ 

" لا... شكرا... 

نهض أمجد و ذهب... ارخى يحيى رأسه للخلف و اغمض عينيه لوهلة... فتحهما وجدت رغد أمامه ( تلك تكون ابنة عمه ) 

* هااي يحيى... 

تنهد يحيى بإنزعاج و قال 

" مش قولتلك لما تدخلي المكتب تخبطي على الباب ؟ 

* اخبط ليه... انا بنت عمك... 

" رغد... هنا مكان شغل...

* اوووف يا يحيى ده انت ممل ( تركت شنطتها على المكتب و جلست أمامه على المكتب بملابسها الضيقة ) اخرج شوية من جو الشغل ده... انت عندك حياة غير الشغل... لازم تعيشها... 

" طيب... ايه اللي انتي لابساه ده ؟ 

* حلو صح ؟ 

" زي الزفت... 

* ليه ؟ ده انت قولت هيعجبك انت... 

" رغد... انتي زي اختي... اكيد مش هكون مبسوط لما تخرجي كده قدام الناس... 

* و فيها ايه يا يحيى ؟ ما كله بيلبس كده... حتى... ريم كانت بتلبس كده و مع ذلك اتجوزتها...

بمجرد ما نطقت اسمها غضب كثيرا و قال و هو بيجز على أسنانه 

" ازاي تنطقي اسمها قدامي !! 

* عشان دي حقيقة... معلقتش ليه على لبسها زي ما بتعمل معايا ؟ و مع انك كنت سايبها على كامل حريتها... خا*نتك !! 

" رغد اخرسي !! 

قال ذلك بغضب شديد... أشار لها بيده و قال 

" اطلعي بره... 

* مش عارفة ليه كل اللي يجيبلك سيرتها تتعصب بالشكل ده... اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغلفت من عَيِلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك و اسمها كانت على ذِمتك يا سيد رجالة الكيلاني !! 

البارت الثالث من رواية #شخص_آخر 


" ازاي تنطقي اسمها قدامي !! 

* عشان دي حقيقة... معلقتش ليه على لبسها زي ما بتعمل معايا ؟ و مع انك كنت سايبها على كامل حريتها... خا*نتك !! 

" رغد اخرسي !! 

قال ذلك بغضب شديد... أشار لها بيده و قال 

" اطلعي بره... 

* مش عارفة ليه كل اللي يجيبلك سيرتها تتعصب بالشكل ده... اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغلفت من عيلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك و اسمها كانت على ذمتك يا سيد رجالة الكيلاني !! 

" بقولك اطلعي بررره !! 

* اوكي... باي يحيى... 

نهضت و اخذت شنطتها و خرجت و هي تضحك بسهرية عليه... غضب يحيى كثيرا و تذكر كلامها " اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغفلت من عَيلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك " 

فَك يحيى ربطة العنق و وضع كلتا يداه على رأسه و ظل يأخذ شهيقًا و زفيرا متتاليًا... 

" فين البرشام ؟! 

قالها ثم اخذ يبحث بجنون عن حبوبه المهدئة... قلب كل ما على المكتب و فتح جميع الادراج... لم يجد تلك الحبوب... في تلك اللحظة دخلت رهف عندما سمعت ضجيجًا في مكتبه... تفاجئت عندما رأت حالة المكتب و رأته... عيونه حمراء بشكل مخيف و يتنفس بشده لدرجة ان نفسه مسموع... هذه اول مرة تراه هكذا 

' مستر يحيى... 

لم يرد عليها و استمر بالبحث... اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه... بمجرد ما يدها لمـ,ـست كتفه... امسك يده بشدة و ضغط عليها كأنه سيكسـ,ـرها... 

" متلمـ,ـسنيش !! 

خافت من نبرة صوته تلك... 

' مستر يحيى انت مش كويس !! 

" و مش هكون كويس غير لما الاقي علبة الحبوب... 

' حبوب ايه ؟ 

" الحبوب اللي كانت في الدرج الاخير... راحت فين !! 

' والله ما اعرف ولا شوفتها... 

اشتد على يدها و قال بغضب جحيمي 

" انتي الوحيدة اللي بتدخلي مكتبي... اخدتي الحبوب فين ؟ 

كانت تتألم من مسكته تلك... صرخ بوجهها قائلا 

" انطقي !! 

في تلك اللحظة دخل صديقه خالد و بسرعة دفعه و ابعده عن رهف قبل ان يكسـ,ـر ذراعها بالفعل... 

* ايه اللي انت بتعمله ده... يحيى فوق لنفسك !! 

لم يسمعه و عاد ليبحث عنها و يكرر كثيرا " الحبوب فين " 

لم يجد خالد جدوى من ذلك... اخرج الحقـ,ـنة من حقيبته و غـ,ـرزها في كتفه... ارتخى جسد يحيى و اغلق عيناه تدريجيًا... اسنده خالد قبل ان يقع و وضعه على الانتريه... اما رهف كانت مذهولة مما حصل أمامها و لم تصدق ان هذا هو... فاقت على كلام خالد 

* انتي كويسة ؟  

اومأت له إيجابًا 

* هو ايه اللي حصل ؟ 

' معرفش... سمعت صوت حاجات بتتكـ,ـسر ف دخلت لقيته كده... 

نظر خالد للمكتب و الحالة الفوضاوية التي به... 

' هو ماله ؟ ايه اللي خلاه يتصرف كده ؟ 

* دخل في إنهيار عصبي... 

' ليه ؟ 

* أكيد حد جابله سيرتها... 

' هي مين ؟ 

* الزفتـ,ـة طلقيته... يحيى مكنش كده... بسببها بقا كده... بقا واحد غريب... انا ڪ صديق طفولته بقيت بحس اني لسه عرفاه من كام يوم مش من سنين طويلة... دمـ,ـرته... حر*قت قلبه... نوبات الانهيار دي بقت بتجيله بس لما حد يجيب سيرتها قدامه... مين كان عنده قبل ما تدخلي ؟ 

' آخر حد دخله كانت بنت و تقريبا اسمها رغد... 

* يا رغد يا بنت ال ******... مااااشي... انا هعرف احاسبها... 

' هو كويس ؟ 

* هيرجع لحالته الطبيعية لما يفوق من الحقنـ,ـة... هاخده على البيت... خلي حد ينضف المكتب ده و يشيل الازاز المكسـ,ـور... 

' تمام... 

اسنده خالد و اخذه خارج الشركة... ذهبت رهف للحمام و تستوعب ما حدث منذ قليل... كان مخيفًا جدا و هو على تلك الحالة... رفعت كُم الشيميز لتنظر ليدها مكان مسكته و ترى انها اصحبت زرقاء... ألهذه الدرجة كان شديدا عليها ؟ كانت رهف ما تزال مندهشة مما حدث... ف منذ ما عملت معه و هي لا ترى منه غير الهدوء المبالغ فيه... او بالاصح البرود !! كيف انقلب 180 درجة بهذا الشكل !! 


فاق يحيى و استيقظ... نظر حوله وجد نفسه في بيت صديقه و في غرفته... 

" انا جيت ازاي هنا ؟ 

دخل خالد و وجده مستيقظًا... 

* كويس انك صحيت... 

" جيت عندك ازاي ؟ انا فاكر كويس اني كنت في الشركة... و رغد جات و... 

* كمل يا يحيى... جات رغد و كالعادة استفزتك... دخلت في إنهيار عصبي... كسـ,ـرت مكتبك كله 

" اوووف... قولتلكم البت دي ابعدوها عني... في حد شافني غيرك ؟ 

* اه... السكرتيرة... كمان كنت هتكسـ,ـر ايدها... 

" نعم ؟!! 

قالها يحيى بتفاجئ ثم نهض و قال 

" ازاي ؟ 

* اه كنت هتكـ,ـسر ايدها... لولا انا دخلت و منعتك والله كان زمان ايدها متجبسة بسببك... يمكن لو انا مجتش كنت هتـ,ـقتلها... 

جلس يحيى و وضع رأسه بين يديه و قال 

" انا زهقت... بجد مش عارف اسيطر على نفسي... 

جلس خالد بجانبه و ربت على ظهره 

* خلاص عدت على خير... ياريت تحاول تمسك اعصابك بعد كده... 

" بحاول مش عارف... من غير المهدئ بفشل في التحكم في اعصابي... المهم... رهف... كويسة ولا اذ*يتها ؟ 

* لا الحمد لله كويسة... جبتك عندي عشان لو كنت رجعتك بيتك كان هيحصل حوار و اهلك يقلقوا... 

" تسلملي يا خالد... مش عارف من غيرك كنت هروح فين... 

* ولا يهمك... انا أكدت على رهف متقولش لحد على اللي حصل ده... يكون في علمك... هتبات عندي... جهزتلك الحمام... روح خُدلك دُش حلو كده... و بعد ما تخرج نلعب بلاستيشن... بقالي اسبوع مش عارف اقابلك 

عانقه يحيى و قال 

" كويس انك موجود... 

* انا موجود معاك في اي وقت... المهم انك تكون بخير...

ابتسم يحيى و في نفس الوقت يفكر... هل رهف حقًا بخير ام لا ؟ فهو يشعر بالندم الشديد انه كان سيؤ*ذيها و هو على تلك الحالة... 


* ايه يا بنتي... مبتاكليش ليه ؟ 

فاقت رهف من شرودها و قالت 

' لا باكل اهو... 

* بتحركي المعلقة جوه الطبق و خلاص... طبقك زي ما هو... ولا اكلي مش عاحبك ؟ 

' لا يا حبيبة بجد المكرونة تحفة... انا بس سرحت شوية... 

* طب كُلي... ايه العلامة الزرقة اللي في ايدك دي! 

' قصدك دي ؟ اتخبطت فيها و انا في الحمام... 

* يوووه... خدي بالك على نفسك اكتر من كده يا رهف... 

' حاضر... عايزة أسألك سؤال... 

* اسألي... 

' بدري في بنت جات الشركة... تقريبا قريبته... اسمها رغد... 

* يابوووي... البنت السمجة دي... 

' تعرفيها ؟ 

* ايوة... بنت عمه... بنت متكبرة كده و باردة ( اكلت ملعقة من المكرونة و اكملت ) حاطة عيونها على مستر يحيى... بس هو عمره ما اداها وش... 

' اه... 

* بيني و بينك كده... اول ما مستر يحيى طلق مراته... لاحظت ان رغد دايما بتتعمد انه تضايقه بيها... تقريبا بتنتقم منه لانه مبصلهاش من الأول... 

' اه فهمت... بقولك ايه... انتي شكلك عارفة كتير... ما تحكيلي عن طلقيته دي... 

* احكي ازاي ؟ 

' يعني اتعرفوا على بعض ازاي...

* الحقيقة انا معرفش هم اتعرفوا على بعض ازاي... لما جيت اشتلغت في شركته من 6 سنين... كان متجوزها جديد... 

' طب احكيلي من هنا... 

* الصراحة... قصة حبهم كان مفروض تتعمل رواية رومانسية... انا ڪ حبيبة كنت بتمنى اني اعيش زي قصة حبهم... مستر يحيى كان بيحبها اوي... كان روحه فيها حرفيا... مشوفتيش نظرته ليها... كلها حُب... كان دايما يجيبها في الشركة و يدخل بيها من باب الشركة و هو ماسك ايدها و يرغى معاها و يسمعها بإنصات... في اي مشروع يعمله ميطلعش على التليفزيون غير و هي معاه... و يتكلم عنها بكل بفخر... حرفيا كان بيحبها حُب اي بنت تتمنى انها تتحب بنفس الطريقة... 

' خا*نته فعلا ولا مجرد كلام ؟ 

* لا خا*نته فعلا... من اول ما شوفتها قولت انها بتاعتة فلوس... كانت متلبسش غير من اغلى البراندات من فرنسا... قولت ممكن عادي لان مستر يحيى غني و دي مراته ف طبيعي تلبس من براندات غالية... بس الموضوع كان مبالغ فيه شوية... لبسها كله غالي بطريقة أوڤر... مرة كانت لابسة فستان اي نعم شكله حلو... بحثت عنه لقيته ب 500 ألف دولار انتي متخيلة !! كان مبذرة بشكل غبي... كنت متابعاها على الانستا... 

' ايه ده... انتي عندك الاكونت بتاعها ؟ 

* كان عندي بس ما اتكشفت كده او بالاصح اتفضحت... قفلت كل اكوانتاتها... 

' طب متعرفيش خا*نته ليه ؟ 

* مش متأكدة بالضبط بس اللي عرفته انها كانت متجوزاه و راسمة عليه دور الحب ده مصلحة بالاتفاق مع واحد... ده نفس الشخص اللي خا*نته معاه... لما الحوار اتكشف الدنيا اتقلبت حرفيا... كله اتصدم... لان قصة حبهم كانت جميلة جدا... في الآخر ده كله كذب و هي كانت متجوزاه عشان تسر*قه... 

' بكره الناس المادية دي... 

* المهم يا اوختشي... انتهى حوارهم و جوازهم بالطلاق... و كل حاجة رجعت طبيعية ما عدا مستر يحيى... 

' حصله ايه ؟ 

* حياته اتد*مرت... حرفيا بقا شخص تاني... اللي بتشوفيه في الشركة ده مش مستر يحيى اللي انا شوفته زمان... اتغير اوي... بقا عبارة عن جسد من غير روح... اتصدم فيها... كسـ,ـرته اوي... تخيلي كده انك تحبي شخص و تقدميله كل مشاعرك في الآخر يخو*نك ؟ الخيا*نة وحشة اوي... تقريبا لو كانت سر*قته من غير ما تخو*نه مكنش هيتكسـ,ـر بسببها بالمنظر ده... تعرفي... بيتهم اللي كانوا عايشين فيه... بعد ما طلقها... مستر يحيى حر*ق البيت ده... البيت بقا عبارة عن فحمة... كل حاجة فيه اتحرقت حتى الجنينة... طبعا الاعلام مسكتش ف ابوه لَم الموضوع و قال ان البيت اتحرق بسبب مولد الكهرباء... لكن مستر يحيى هو اللي حر*ق البيت ده لاني سمعت انه قفشها مع عشيقها في بيته ده و انتهى الامر انه حر*ق بيته... و من ساعتها رجع مستر يحيى عاش مع اهله من تاني في قصرهم... عشان كده بقولك لو اتعصب عليكي عديها و خلاص... لان اللي حصله مش قادر ينساه ولا هينساه مع ان عدى 3 سنين على الكلام ده... 

شعرت رهف بالحزن الشديد عليه و صدقت أكثر كلام صديقه خالد... 

* بس تعرفي انا عندي أمل ان مستر يحيى يلاقي حُبه حقيقي... اي نعم تحسيه بارد اوي بس اللي حصله مش قليل و بإذن الله يلاقي البنت اللي تحبه بجد و ترجعه للحياة من تاني... 

' ان شاء الله يلاقيها... 

* قولتلك اهو كل اللي اعرفه... قوليلي بقا... كنتي بتسألي ليه ؟ 

' ولا حاجة... فضول مش اكتر... 

* اشمعنا فضولك جالك دلوقتي ؟ 

' عايزة طبق مكرونة تاني... 

ضحكت حبيبة و قالت 

* اتفضلي الحلة عندك في المطبخ... 

قامت رهف متوجهة للمطبخ... 


كان يحيى نائما على السرير... ينظر للسقف و يفكر... يفكر في رهف... اكيد ستخاف منه عندما رأته في تلك الحالة... هل آذا*ها و خالد يقول مجرد كلام حتى لا يقلق ؟ هل ستقدم استقالتها بعد ذلك الموقف ؟ اللعنة... كان يجب ان يتصل بها منذ ساعات ليتأسف على ما فعله دون قصد... 

نهض و امسك هاتفه و لكن تردد... ماذا سيقول لها ؟ لم يتصل بها و قرر ان يحادثها واتس افضل من المكالمة... وجدها وضعت حالة... رآها... كانت صورة لها برفقة حبيبة صديقتها... و كاتبة عليها " اتصورت معاها بس عشان عملت مكرونة حلوة " نظر يحيى للصورة و عمل زوم على يدها اليمين... وجد كدمة عليها... سبَ نفسه لانه سبب ذلك... 


" هو انا ازاي عملت كده ؟ والله ماشي يا رغد ال *****... بس ازاي انا خرجت عن اعصابي للدرجة دي... كنت هأ*ذيها !! 

شعر بالندم الشديد... اغلق هاتفه و خلد للنوم... 

على الجانب الآخر... فتحت رهف لترى من رأى الحالة الخاصة بها... 

' مريم... دينا... سلمى... منه... رنا... مستر يحيى... جنة... حبيبة... اسراء... فاتن... ايه ده ثواني... مستر يحيى شاف الاستوري بتاعتي ؟! غريبة دي... دي اول مرة من اول ما سجلت رقمه يشوف استوري تبعي... طالما شافها ده معناه انه بقا كويس... طب الحمد لله... ايه البرود ده... مش مفروض يعتذرلي ؟ اكيد خالد قاله كل حاجة... ايدي وجعاني من مسكته دي... يخربيته صحته مساعداه... هيعتذر ليه اصلا... ده مستر يحيى... اما انا مجرد سكرتيرة على باب الله... 


تاني يوم....... 

كان يحيى في مكتبه ينظر الى ساعته... نهض من على الكرسي و نظر من النافذة... 

" الساعة جات 9 و لسه مجتش... ولا هي جات بس مجتش عندي ؟! 

خرج من مكتبه و وقف امام مكتبها... مسك مقبض الباب وجده مقفلا... هذا يعني انها لم تأتي أساسا... ذهب لموظفة الاستقبال و قال

" غادة... 

* نعم يا مستر يحيى ؟ 

" هي رهف جات ؟ 

* لا لسه مجتش... اتصلك عليها ؟ 

" لا خلاص... لما تيجي بلغيني... 

* حاضر... 

عاد يحيى لمكتبه... جلس على كرسيه و ارخى ظهره للخلف... تنهد و قال 

" عمرها ما اتأخرت كده... تقريبا مش هتيجي بسبب الغباء اللي عملته امبارح... اوووف... 

فتح يحيى اللاب توب و ظل يقرأ الإيميلات التي وصلت إليه... بعد ساعة... اتصلت عليه غادة و ابلغته ان رهف وصلت الشركة... و هي الآن عند الكافتيريا... ابتسم و نهض في الحال... ذهب عند الكافتيريا... وجدها تتحدث مع صديقتها... فرح لانه رآها بخير... وقعت عيناها على يحيى و هو يشير لها ان تأتي خلفه... تركت صديقتها و ذهبت ورائه للمكتب... و هذه المرة لم تغلق الباب كما تفعل دائما... بل تركته مفتوحًا... و يحيى لاحظ ذلك... 

" اقفلي الباب... 

' لا... كده كده بعد ما اشوف حضرتك عايز ايه هخرج... 

فهم يحيى انها باتت تخاف بعد ما حدث ذلك... اقترب من الباب و اغلقه ثم نظر لها... اقترب منها و هي ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط... توترت من اقترابه ذلك و قالت 

' في ايه حضرتك ؟؟ 

قالت ذلك بنبرة متوترة و خائفة... امسك يحيى يدها و فَك زرار المعصم و رفع الشيميز قليلا و رأى الكدمة... شعر بالندم 

" انا آسف... 

قالها ثم نظر لها و اكمل 

" مقصدتش اعمل كده... مكنتش عارف اتحكم في اعصابي... بجد آسف... 

تعجبت رهف مما تسمعه... يحيى ياسر الكيلاني بنفسه يعتذر منها !! 

ابتعد و إلتفت و اعطاها ظهره... وضع يده على وجهه لانه متضايق من نفسه كثيرا... فما ذنب تلك البنت بما مرَ هو به بالماضي ؟! 

' مستر يحيى... حضرتك كويس ؟ 

" كويس... 

قالها ثم نظر لها 

" انتي كويسة ؟ 

' اه انا تمام... 

" ايدك وجعاكي ؟ 

سكتت قليلا ولا تعرف ماذا تقول... ف يدها حقًا مازالت تؤلمها... فهم يحيى سبب سكوتها ذلك... فتح صندوق الاسعافات... اخرجه منه مرهم و مرره لها 

" خدي المرهم ده... كويس للكدمة... جبته من ايطاليا... مفعولة سريع... 

اخذت منه المرهم و قالت 

' شكرا لحضرتك... عايز حاجة قبل ما اخرج ؟ 

" اعتبري نفسك خرجتي من المراقبة و نجحتي بعلامة نهائية كمان... هتاخدي الزيادة زي كل موظف هنا... مقدرش احط عليكي قوانين بعد ما كنت هأذ*يكي... 

ابتسمت ابتسامة قد تصل لاذنها و قالت 

' بجد ؟ 

اومأ لها ايجابًا... قالت 

' بجد شكرا اوي لحضرتك... 

سعِد يحيى لانه فرحت بما قاله... قبل ان تخرج قالت 

' قبل ما اخرج... احب ابلغ حضرتك ان في اجتماع النهادرة بالليل الساعة 7 مع المهندسين كلهم... مناقشة للفرع الجديد اللي هيتم بناؤه قريب... 

" تمام... 

' عن اذنك... 

خرجت و بمجرد ما اغلقت الباب... اخذت نفسًا عميقًا بإرتياح 

' حاسة كأنه هَم كبيييييير اوي و انزاح من على قلبي... والله طلع جدع و بيفهم... هروح اقول لحبيبة اني المراقبة اتشالت من عليا و كمان هاخد الزيادة... الله... حاسة كأني في حلم... حلم جميل اوي... 


كان يحيى في الجيم... يفرغ غضبه في التمرين... رن هاتفه و كانت والدته... ترك الحديد و رد عليها 

* ايه يا حبيبي... فينك من امبارح ؟ 

" كويس... انا في الجيم دلوقتي... اخلص تمرين و هاجي اتعشى معاكم... 

* تيجي بالسلامة يا روحي... بس في مشكلة... 

" خير يا ماما ؟ 

* عاصم اخوك اتخانق مع واحد في الجامعة... طالبين ولي امره... و انت عارف ان ابوك هيضايق لو سمع حاجة زي دي... ممكن تروح انت بما انك اخوه الكبير ؟ 

تنهد و قال 

" حاضر يا ماما... اول ما اخلص تمرين هروحله الجامعة... 

* تسلم يا ابني... 

اغلق هاتفه و وضعه جانبًا و ارتدى الايربودز... و استمر في رفع الاثقال... كانت الفتيات بالجيم ينظرون اليه و يقولون

* هو المُز ده يحيى الكيلاني اللي مراته خا*نته ؟ 

- غبية اوي... مقدرتش النعمة اللي في ايدها 

* انا لو جوزي حلو كده هحطه في صندوق و اقفل عليه بالمفتاح... 

- على رأيك... ملامحه الحادة عجباني اوي... 

* تسريحة شعره تحفة... 

- هو كله قمر... حتى استايل لبسه رايق و شيك... 

* تفتكري هيتجوز تاني ؟ 

- اكيد... في الحالة دي انا هكون مراته... 

ضحكت الفتاة بشدة 

* طموحك عالي اوي... بعد الخازوق اللي اخده ده مستحيل يقع تاني... 

- يعني هيفضل طول عمره عازب كده و لوحده ؟ الرجالة مبتقدرش تعيش من غير جواز... 

* بس هو عاش اهو من غير جواز ل 3 سنين كاملين... 

- يمكن ملقيش لسه نصه التاني... 

* او خايف يدخل في علاقة تاني... 

- الله اعلم... خلصتي تدريب ؟ 

* ايوة... 

- مخلياني واقفة كل ده... طب يلا يما قومي ورانا شغل... 

* اديني قومت اهو... 


" سيادة العميد رضا السيد... ممكن افهم اللي حصل بالضبط... 

* قبل ما اتكلم... حضرتك تقرب ايه ل عاصم ياسر الكيلاني ؟ 

" اخوه الكبير... انا يحيى ياسر الكيلاني... 

* بس انا طلبت اشوف والده... 

" معلش حضرتك... والدي مريض سكري... لسه من قريب فايق من غيبوبة سكر... انا اخوه الكبير... ولو مش مصدقني اهي بطاقتي الشخصية ( اخرج بطاقته و وضعها امامه ) تقدر تتكلم معايا انا... 

رأى العميد بطاقته ثم قال 

* استاذ يحيى... الحقيقة مينفعش اللي بيعمله اخوك ده... كل مرة يتخانق مع نفس الولد... 

قال عاصم بإنفعال 

- انا اللي بتخانق معاه ولا هو اللي بيتخانق معايا ؟! انتوا مش شايفين الكدمات اللي في وشي دي ؟! 

" عاصم... اهدى... 

- اهدى ازاي يا يحيى ؟ قولي اهدى ازاي ؟ كل ما يتخانق معايا اطلع انا الغلطان !! 

" عاااصم... بقولك اهدى !! 

قالها يحيى بزعم... نفخ عاصم بضيق و سكت... نظر يحيى للعميد و قال 

" ممكن اشوف الولد ده ؟ 

* حاضر... 

استدعى المعيد ذلك الولد... وقف يحيى أمامه و رأى ان بوجهه كدمات اكثر من عاصم... نظر يحيى لعاصم و قال بغضب مكتوم 

" ايه اللي انت عملته ده ؟ 

- هو اللي عصبني و بيتعمد دايما اني اشتبك معاه... فيستحمل بقا... 

تكلم الولد و قال 

• سيادة العميد... لو مش عايزني اوصل الحوار لاهلي... يبقى عاصم ياخد فصل نهائي من الجامعة... 

نهض عاصم ليضر*به لكن منعه يحيى

- فصل نهائي مين يا ابن ال ******* 

" عاصم اخرس !! 

- انت مش سامع هو بيقول ايه !! 

" هتقعد على جمب ولا اتصل على بابا ؟ 

- قعدت اهو... 

قالها و هو يعدل ملابسه... تنهد يحيى و نظر للشاب و قال 

" ممكن نتكلم كلمتين لوحدنا ؟ 

نظر له الشاب و وافق على كلامه... ذهبوا للخارج ليتحدثوا... نظر العميد لعاصم و قال 

* منور يا عاصم... 

- بنورك يا سيادة العميد... 

بعد ان تحدثوا و حُلت المشكلة بكل هدوء بفضل يحيى... لم يفُصل عاصم و لكنه اخذ انذار... اخذ يحيى اخاه و ركبوا في السيارة متوجهين للبيت 

- الفضول هيقتـ,ـلني... ما تقولي قولتله ايه خليته يغير كلامه ؟ 

" مش مهم... المهم انها عدت على خير... ياريت تبطل مشاكل... 

- الصراحة يا يحيى انا لا بحب الكلية دي ولا بحب دفعتي... 

" ازاي ؟ انت في سنة تالتة... يعني خلاص فهمت الدنيا... 

- فهمتها بس انا نفسيًا مش مرتاح فيها... مش عايزها... و اظن بدون اسم الكيلاني مكنتش هنجح... لاني اصلا مش بذاكر ولا اعرف موادي فيها ايه اصلا... بنجح كده و خلاص... بعمل مشاكل مع دفعتي اللي هو بسلي وقتي في الكلية بخناقاتي معاهم... 

ركن يحيى سيارته بجانب الرصيف و نظر لعاصم و قال 

" و مقولتش ليه من الاول ؟ 

- لما نجحت في الثانوية العامة لقيت ان بابا عنده رغبة شديدة ان يبقى حد مننا دكتور... فقولت ادخل طب بشري بمجموعي عشان ينبسط... دخلت محبتش الدنيا نهائي... مش فاهم حاجة من الدكاترة... و مضايقني حوار ان إجابات الامتحانات بتوصلني على الجاهز كده من غير ما اعمل حاجة... 

" انت في سنة تالتة دلوقتي... مستوعب يعني ايه سنة تالتة ؟ قطعت نص الطريق... 

- الصراحة كده... طب بشري مش مكاني... 

" و جاي تكتشف كده دلوقتي ؟ 

- كنت خايف ان بابا يزعل... 

" عاصم... متبنيش حياتك لاجل سعادة حد تاني... حتى لو كان ابوك... لو كنت قولت الكلام ده و انا بقدملك للجامعة... كنت هتصرف و اخلي ابوك يقتنع بالكلية اللي انت بتحبها و عايزها... 

- يعني فات الآوان ؟ 

" لا مفاتش... قولي بقا... كنت عايز تدخل ايه ؟ 

- حسابات و معلومات... 

" فلاشة يعني ؟ 

- لا... هكر اد الدنيا... 

ضحك يحيى ثم سكت قليلا بعد سكوته ذلك قال 

" طب اسمع اللي انا هقوله ده... انت عديت 3 سنين في الكلية دي... لو حولت لكية تاني هيبقى ضاعوا منك 3 سنين في الهواء... 

- يعني هكمل برضو ؟ 

" اه هتكمل... بس هتفق مع حد اعرفه كده فاتح مركز معتمد مع بريطانية يديك كورسات بنفس مواد كلية حسابات و معلومات... و بعد ما تخلص الكورسات دي هتكون معاك نفس كل معلومة اللي بياخدوها طلبة حسابات في الكلية حاليا و كمان بتوسع اكتر... و كمان هتاخد شهادة معتمدة من مركزه تقدر بعد ما تخلص الكورسات عنده تسافر مستريح بره و تشتغل بيها... بس من بره هتبقى طالب في كلية طب بشري... بس من جوه هتبقى اكبر هكر... ايه رأيك؟ 

- بس الحوار ده مش مُكلف شوية ؟ 

" متشيلش هَم فلوس... انا هتصرف... 

- بجد يا يحيى ؟ 

" بجد يا حبيب اخوك... 

فرح عاصم كثيرا و عانق يحيى... ربت يحيى على ظهره و قال 

" بعد كده لما تكون مضايق من حاجة... تيجي تقولي... متكتمش في نفسك و تتصرف على انك كويس قدامنا... تمام ؟ 

- تمام يا يحيى... كويس انك جيت... 

" طب يلا عشان منتأخرش عليهم... 

- يلا... 

شغل سيارته و ذهب... 


' شكلي حلو يا حبيبة ؟ 

* قلب حبيبة ( عانقتها بحب ) شكلك قمر اوي... المُزة رايحة فين ؟ 

' في اجتماع النهادرة مع المهندسين... 

* رايحة تخطفي مهندس ولا ايه ؟ 

' مش عارفة... 

* يا بت... عارفة انا النظرة دي... ناوية تيجي بعريس... صح ؟ 

' ممكن اه و ممكن لا... 

* لما نشوف... 

' بعد الاجتماع ده هروح كتب كتاب اخت مروان اللي شغال معانا في الشركة... اصله عزمني و أكد عليا اجي 

* اممم... بقولك يا رهوف... انا حاسة ان الواد مروان ده عينه منك... 

' عينه مني ازاي ؟ 

* معجب يعني... اصلك مبتشوفيش بيبصلك ازاي طول الوقت... من الآخر الواد ده واقع في حبك... 

' اعمله ايه يعني ؟ مروان بالنسبالي زميل شغل و بس... 

* بس انا شايفة انه شاب محترم و جدع... 

' خلهولك... لسه مجاش ابو لهب اللي هيلبسني الدهب... 

ضحكت حبيبة و قالت 

* شكلك ناوية توقعي واحد ملياردير... 

' دعواتك بس ( امسكت حقيبتها الصغيرة و هاتفها ) استأذن انا بقا عشان متأخرش... سلام يا عثل 

* سلام يا قلبي... 


في بيت يحيى... بعد ما تناول العشاء مع عائلته... دخل الحمام ليستحم... بعد نصف ساعة خرج و هو عاري الصدر و  يرتدي بنطاله فقط... جفف شعره بجهاز التجفيف ثم وضع عليه كريم و مشطه... ثم وضع مرطب على يده و جسده... و بعض كريمات العناية بالبشرة... ارتدى قميصه الابيض الذي يظهر عضلات بطنه... و ارتدى حذائه الاسود... لبس ساعته السوداء... و رش عِطره نفاذ الرائحة... امسك هاتفه و إلتقط صورة له ثم خرج... 

نزل للاسفل وجد والدته تتكلم مع رهف... 

* متأكدة انك مش مخطوبة ؟ 

' لا والله يا طنط... مش مخطوبة... 

* طب مرتبطة ؟! 

' لا... 

* ازاااي ؟ ازاي وحدة قمر زيك مش مخطوبة... عيزاكي تقنعيني ازاااي ؟! 

' تقولي ايه يا طنط... رجالة معندهمش نظر... 

* على رأيك... في حد يسيب الغزال دي ؟ 

' قوليلهم... 

" ماما... 

نظرت له ناهد و قالت 

* تعالى يا يحيى... مش تقولي ان المُزة دي تبقى السكرتيرة... 

" اول مرة تشوفيها ؟ 

* ايوة... 

" اعرفك عليها... ماما دي رهف السكرتيرة بتاعتي... ماسكة تلت تربع شغلي... رهف دي مدام ناهد... امي 

' تشرفنا يا طنط... 

* ايه طنط دي ؟ ميغركيش اني مخلفة واحد طويل و شحط زي يحيى بس انا لسه صغيرة و قمر... 

' حصل... تحبي اقولك ايه ؟ 

* قوليلي ناهد... اصل انا نرجسية و بحب اسمي اوي... 

ضحكت رهف و قالت 

' مستر يحيى... مامت حضرتك إصدار حديث من الأمهات... دي عارفة معنى كلمة نرجسية... 

* اوماال ايه... ده انا جامدة و هعجبك... انا حبيتك و دخلتي قلبي... هاتي رقمك... 

' عيوني... 

اعطتها رهف رقمها و ايضا اخذت رقمها هي... و ظلوا يضحكون سويًا 

" احم... هنتأخر على كده... 

' اه صح الاجتماع !! طب عن اذنك يا ناهد... 

* هنتقابل تاني... 

' ده اكيد... اوعي تنسي تبعتيلي واتس... 

* متقلقيش... 

ذهب يحيى و رهف ذهبت ورائه... نزل ياسر و قال 

- ايه الدوشة دي ؟ 

* مش تقولي ان يحيى موظف عنده السكرتيرة الجامدة دي... احلى بكتير من المقشفة اللي كانت قبلها... 

- قولتلك انه وظف سكرتيرة جديدة من سنة... 

* بس البت جامدة موت... و دمها خفيف و روحها حلوة اوي... لايقة على يحيى... ايه رأيك نجوزهاله ؟ 

- هو اي بت في وشه يبقى نجوزهاله ؟ 

* انا بتكلم بجد... البت دي دخلت قلبي... احلى من رغد قلبًا و قالبًا... و حساها هتوقع يحيى... اصلك مشوفتهوش... كان بيتسم من تحت ل تحت كده و هي بتتكلم... 

- ياريت توقعه... اهو يخرج من جو الوحدة ده... 

* يارب يحبوا بعض... 


قفلت إشارة المرور و وقف يحيى بالسيارة... 

' مستر يحيى... احنا هنطول قي الاجتماع ولا ايه ؟ 

" هيستمر لساعتين او ساعتين و نص... بتسألي ليه ؟ 

' اصل رايحة كتب كتاب اخت مروان... 

" انا كمان رايح... 

' ايه ده بجد ؟ طب كويس... 

رن هاتفه ف مدت يدها لتأخذه و ترد و في نفس اللحظة مد هو ايضًا يده... فلمست يده بالخطأ... تراجعت بسرعة و قالت 

' بجد آسفة... قولت انا ارد لانك مشغول بالسواقة... 

اومأ لها و رد على هاتفه... تكلم مع ذلك الشخص ثم اغلق يحيى هاتفه... فتحت إشارة المرور و اكمل طريقه... وصلا الفندق... ثم ركبا الاسانسير... كانت رهف تنظر ليدها... لأن يعجبها كثيرا لون المناكير التي وضعته... وضعت يدها في وجه يحيى و قالت

' بصي يا حبيبة ايدي حلوة ازاي... 

نظر لها يحيى بتعجب مما قالته... استوعبت رهف ما فعتله الآن... و خبأت يدها خلف ظهرها 

' آسفة والله... اصل اتعودت ان حبيبة تبقى موجودة معايا اربعة و عشرين ساعة... 

" تمام... 

' نسيت اقول لحضرتك... شكرا اوي على المرهم... نفع معايا... 

" كويس... استمري عليه لحد ما تمشي... هو انتي قولتي لحد على اللي حصل ده ؟ 

' لا طبعا... بس الصراحة كنت هقول... لولا انك شلتني من تحت المراقبة ف انقذت نفسك مني... 

نظر لها ببرود 

' اه نسيت اتكلم برسمية... مش قادرة اثبت على وضع لان سننا قريب من بعض... 

" انتي عندك كام سنة ؟! 

' 25 سنة... 

" فرق خمس سنين و تقوليلي قريبين من بعض ؟! 

' اها... بقولك ايه يا مستر يحيى... ايه رأيك نبقى اصدقاء ؟ نخرج من مود الرئيس و السكرتيرة ده...( مدت يدها لتصافحه ) هااا ايه رأيك ؟ 

نظر يحيى ليدها ثم نظر لها... وضع يده في جيبه و قال 

" لا... 

فُتح الاسانسير و خرج امامها... احست رهف بالاحراج الشديد ثم ذهبت ورائه... دخلوا قاعة الاجتماعات الكبيرة و كل المهندسين حاضرين... جلس يحيى على رأس الطاولة... فتحت رهف شاشة العرض الكبيرة و بدأ الاجتماع... رهف كانت مُنصتة كثيرا و تسجل كل كلمة... و بعد انتهاء الاجتماع اتفقوا سويا على بناء الفرع الجديد في المكان الذي تم تحديده... صافحوا مستر يحيى و خرجوا... اخذت رهف الفلاشة و الرسوم وضعتها داخل الحقيبة و اقفلتها جيدا... 

' احط الشنطة في الخزنة ؟ 

نظر لها و اخذ منها الحقيبة... و أشار لها ان تأتي خلفه... ذهب للخزنة و فتحها و هي دخلت خلفه... اغلق الباب عليهم... وضع الشنطة في احد الارفف... فجأة ظل ساكتًا لوهلة... 

' مستر يحيى... في حاجة تاني هنعملها ؟ 

لم يرد عليها... بل كان شاردًا... نظرت اليه وجدته يُمسك انسيال فضي شكله جميل جداً و واضح انه غالي الثمن... نظر يحيى للانسيال و تذكر شيئًا ما.... 


" ايه رأيك ؟ 

نظرت ريم للانسيال الذي ألبسه لها يحيى... 

* شكله خطير اوي يا يحيى... 

" اول ما شوفته قولت مش هيليق غير على ايدك الجميلة دي... 

* انا مش عارفة اقولك ايه... انا بحبك... 

بمجرد ما قالت تلك الجملة اخذ شفتاها في قُبلة طويلة يملأها الحب 

عاد يحيى الى الواقع... شعر بالقرف من نفسه... كيف كان يلمسـ,ـها و هي تسمح لرجل آخر لا يَمُت لها بصلة ان يلمسـ,ـها ايضا... ألقى ذلك الانسيال على الارض و دهس عليه بجزمته حتى تفتت و غضب كثيرا و وجهه احمر من الغضب و رهف لاحظت ذلك... 

' مستر يحيى... حضرتك كويس ؟ 

" اخرجي استنيني بره عند العربية... 

اومأت له و خرجت... تسائلت هل تذكرها لذلك غضب... و ما علاقة الانسيال الذي دمـ,ـره و فتته... خرجت من ذلك المبنى و سندت على سيارته و تنتظر قدومه... 

كان يحيى في الحمام يغسل وجهه... اقفل الحنفية و اخذ المناديل جفف بها وجه... نظر لوجهه في المرآة و قال 

" دمـ,ـرتيني يا ريم... بسببك مش عارف ارجع يحيى بتاع زمان... خليتي حياتي كلها لون واحد... سودة و ملهاش طعم... ربنا يحر*قك مكان ما انتي موجودة... عمري ما هسامحك... 


رأت رهف يحيى يخرج من المبنى و وجهه عابس... 

' اسوق انا ؟ 

" لا... انا راجع البيت... 

' ازاي ؟ حضرتك قولت انك هتيجي كتب كتاب اخت مروان... 

" مصدع و مش عايز اشوف حد... 

قالها ثم ركب السيارة... ركبت رهف ايضا... 

' مستر يحيى... في حاجة ضايقتك ؟ انا ضايقتك في حاجة ؟ ليه غيرت قرارك... ليه مش هتروح ؟ 

" رهف... متسأليش الأسئلة دي... متدخليش... 

' انا مش بتدخل... بس انا معرفش حد هناك غير مروان... مش عايزة اروح لوحدي... 

" خلاص متروحيش... 

' مروان هيزعل... 

" انا مالي يا رهف ؟ 

' أرجوك تعالى معايا... حتى تغير جوه... 

" رهف... 

' عشان خاطري... 

" موظف عندي بنت اخويا الصغيرة مش سكرتيرة في شركة كبيرة... انضجي شوية... 

' ملهاش علاقة بالنضج... اول مرة اطلب من حضرتك طلب... ياريت متكسفنيش... 

وضع المفتاح في السيارة و شغلها... ف علمت انه لم يغير رأيه... 

' خلاص نزلني اول الشارع العمومي و هاخد تاكسي... 

لم يسمع كلامها و استمر بالسواقة 

' مستر يحيى... 

" هروح معاكي... 

ابتسمت بشدة و قالت 

' بجد ؟! 

اومأ لها ف قالت 

' شكرا اوي... 

لم يعرف يحيى لماذا وافق على كلامها من الأساس... بعد دقائق وصلا لمنزل مروان و دخلا المنزل... رأهم مروان و جاء استقبلهم و رحب بهم بلطف... 

" الف مبروك يا مروان... عبقالك... 

* الله يبارك فيك يا مستر يحيى... شكرا جدا لانك جيت... 

" العفو... 

' الف مبروك يا مروان... ربنا يتمم على خير... 

* الله يبارك فيكي يا رهف... انتوا داخلين سوا... اتقابلتوا في الطريق ؟ 

' لا... كان في اجتماع في الفندق ف عرفت ان مستر يحيى جاي برضو ف خلصنا الاجتماع و جينا... 

* منورين... 

' اوماال فين العروسة... عايزة اسلم عليها... 

* اهي هناك... تعالي ورايا... 

ذهبت ورائه و كذلك مستر يحيى... هم الاثنان باركوا للعروسين... ظلت رهف تحكي مع العروس أما مروان شارد في جمالها و جمال فستانها... جلس يحيى على احدى الطاولات بمفرده... في طاولة ما يجتمع عليها ثلاث فتيات 

* يلهواااي... بصوا مين هناك !! 

- مين ؟ 

• ما تقولي مين هناك ؟ 

* ده يحيى ياسر الكيلاني بشحمه و لحمه... 

- اووبااااا 

• هو ده يحيى الكيلاني !! 

* مُز صح ؟ 

- مُز اوي... 

• بقا هو ده اللي مراته خا*نته ؟ 

* معندهاش نظر... ربنا يحر*قها... 

- برضو القمر ده يتخا*ن... 

• على كده ارتبط تاني ولا لا ؟ 

* الله اعلم... بس اكيد لا... مفيش راجل هيأمن نفسه مع ست تاني خصوصا لو قصته زي يحيى الكيلاني كده... يحيى اتعقد من الصنف كله... 

- معتقدش انه اتعقد من الصنف كله... 

• قصدك ايه ؟ 

* معنى كلامك ايه ؟ مش فاهمة 

- بصوا هناك عنده و تعرفوا معنى كلامي... 

نظروا ثلاثتهم الى الطاولة التي بها يحيى... جاءت رهف معها كأس من العصير... مررته له و قالت 

' اتفضل... 

نظر للكأس ثم نظر لها 

' ده عصير فراولة فريش... و خليت مروان يخرجلي كوباية جديدة من الكرتونة... غسلتها كويس و حطيت جواها العصير... 

اخذ منها الكأس... الأول شمّه ثم اخذ رشفة منه... اعجبه مذاقه و قال 

" شكرا يا رهف... 

فرحت رهف لانه نال اعجابه... اكمل كأسه و هي كذلك اكملت كأسها

' مستر يحيى... ممكن اسألك سؤال ؟ 

" اسألي... 

' هو ليه حضرتك موسوس كده ؟ 

" بمعنى ؟ 

' يعني فنجان القهوة بتاعك لو حد شرب منه ترميه و تشتري واحد جديد... مش بتاخد اي حاجة استعملها حد قبلك حتى لو اتغسلت... حتى لاحظت ان فيه كرتونة كاملة كلها معقمات في العربية... و دلوقتي مكنتش هتاخد مني الكأس غير لما قولتلك ان مروان لسه مخرجه من الكرتونة... و شميت العصير و شربت حتة صغننة منه و مرضيتش تشربه كله غير لما اتأكدت انه كويس... ليه ده كله ؟ النضافة مطلوبة بس اللي حضرتك بتعمله ده مش أوڤر شوية ؟ الكورونا قلِت خالص على فكرة... 

" بصي عشان مبحبش الرغي الكتير و عارف اني لو مجاوبتش مش هتبطلي أسئلة... جاتلي سنة كده اتعرضت لكذا مرض مناعي... ليه بقا... لاني كنت مستهتر و بشرب مكان اي حد عادي... زيك كده 

نظرت له بشدة و قالت 

' بس الكوبيات مغسولين... 

" ولو... طالما متعقمتش تبقى مضرة... 

' اها... يعني جاتلك كورونا ؟ 

" مش كورونا... دي مجموعة أمراض دمروا خلايا التنفس عندي و مناعتي كانت زفت... قعدت سنة كاملة في البيت على جهاز التنفس... انتي متخيلة يعني ايه تقعدي سنة كاملة من غير ما تخرجي او حتى تخرجي في جنينة البيت... كنت محجوز في الأوضة كل ده... نفسيتي مكنتش احسن حاجة بسبب كده... خسيت 10 كيلو... مكنتش باكل... كنت عايش على الجلكوز و المية بس... حياتي اتعطلت اوي بسبب السنة اللي عشتها في الاوضة... 

' و خفيت ؟ 

" يعني انا لو مخفتش كنت هاجي كتب كتاب اخت مروان ؟! 

ضحكت رهف و استوعبت ما قالته... 

' طب خفيت ازاي ؟ 

" سافرت بره اتعاجلت هناك في 4 شهور و تخنت 15 كيلو ... ندمت اوي لاني مسافرتش من الأول و ضعيت سنة كاملة من عمري في الأوضة... لا بشوف حد ولا حد بيشوفني... و من ساعتها بقيت موسوس مع ان الدكتور قالي اني رجعت لطبيعتي... بس انا مش مستعد اضيع سنين تاني على السرير... 

' كنت قاعد لوحدك طول السنة دي ؟ 

قالت ذلك و هي تنظر لعيناه... تنهد يحيى و اومأ لها إيجابًا... حزنت كثيرا عليه... فوق الخذلان الذي تعرض له من حبيبته... مرَ أيضا بفترة مرض جعلته جليس الفراش وحيدا لمدة عامٍ كامل... 

' لما عديت بفترة المرض دي... كنت متجوز ولا قبلها ؟ 

نظر لها بحِده و قال بجدية 

" ايه رأيك اجيبلك ملفي من السجل المدني و بطاقتي بالمرة... عشان تعرفي قصة حياتي من اول ما اتولدت ؟؟ 

' مستر يحيى انا مقصدش حاجة بس كنت.... 

قام من على الكرسي... ذهب و تركها... 

' اوووف... الظاهر كده هببت الدنيا... فضولي ده هيوديني في دا*هية... 

رن هاتفها و كانت حبيبة صديقتها... ذهبت للحديقة بعيدا عن ضجيج الموسيقى... وقفت بجانب المسبح و ردت 

* ايه يا روحي... السهرة مطولة ولا ايه ؟ 

' مش عارفة... لما مستر يحيى يمشي همشي معاه... 

* هو مستر يحيى معاكي ؟! 

' ايوة... 

* ازاي ؟ 

' لقيته رايح زيي و روحت معاه... 

* اه... ايه اخبار مروان ؟ 

' اخباره ازاي يعني ؟ 

* يعني ايه اخباره يا رهف... 

' كويس... هااا ايه تاني ؟ 

* معترفلكيش بحبه ؟ 

' حب ايه يا حبيبة... مروان زي اخويا و انا زي اخته... 

* مفتكرش خالص انه بيعتبرك اخته... 

' يعتبرني اخته او لا... مفيش اي مشاعر ليا اتجاهه... هو بالنسبالي مجرد زميل عمل و اخ... مفيش حاجة تاني... مش هتنازل عن عريس ثري تركي... 

* ايه الطموح العالي ده ؟ 

' ما انا مش قليلة برضو... الاتراك رومانسين و انا بموت في الرومانسية... 

ضحكت حبيبة و كذلك رهف... فجأة الهاتف وقع منها و اصطدم بالأرض عندما وجدت عمر أمامها... احست انها تجمدت مكانها و تذكرت كيف كان يحاول ان يغتصـ,ـبها

* ازيك يا رهف ؟ 

إلتفت لتذهب لكنه امسك يدها و شدها اليه... نظر لشفاتها و قال 

* معقولة تشوفيني و متسلميش عليا ؟

' انت عايز ايه مني... ابعد عني... 

* عايزك يا رهف... صدقيني مهما لفيتي الدنيا مش هتلاقي حد بيحبك الحب اللي انا بحبهولك... 

' حب ؟ كنت هتغتـ,ـصبني و لما قاومتك حاولت تقـ,ـتلتني و تقولي حب ؟! 

* ما انتي لو مكنتيش قاومتيني و اتصلتي على مديرك ده مكنتش هعمل كده... 

' ابعد عني يا ز*بالة !! 

* طب و ليه الغلط ؟ 

' هددتني انك هتأذيه لو اتكلمت... و انا سكت... عايز ايه تاني مني ؟! 

* بقولك عايزك... في بيتي و على سريري... 

' سرير ايه يا ***** !! 

* لسانك بقا طويل اوي يا رهف... 

' بقولك سيب ايدي و ابعد عني بدل ما أصرخ و ألم الناس كلها عليك... 

* اصرخي يا رهف... حتى صوت صريخك وحشني اوي... 

' أرجوك ابعد عني... 

* حاضر هبعد... بس قبل ما ابعد احب اقولك اني قرأت الـ CV بتاعك... حلو اوي و مرتب و كله إنجازات جميلة زيك... بس في حاجة لاحظتها... في ركن المهارات الشخصية لقيتك حاطة السباحة في خانة حمرة 

بمجرد ما قال ذلك... و بقوة دفعها للمسبح و وقعت فيه... شهقت و هي تحاول ألا تغوض للاسفل و تطلب منه المساعدة

* كان نفسي انزلك بس للاسف انا برضو حطيت السباحة في الخانة الحمرة في الـ CV بتاعي... مش بعرف اعوم زيك... لو كان معايا عوامة كنت هنزلك بيها... خليكي كده طرطشي جوه المية يمكن لسانك الطويل ده يقصر شوية... و اعتبري ده تحذير تاني... سلام يا مُزة... 

' ع... عمر... خرج... خرجني من هنا... 

ضحك عليها و بسرعة ذهب و اختفى... حاولت رهف ان توازن جسدها بالماء و تتنفس بقدر الامكان حتى تستطيع الخروج... كانت تغوص للأسفل ولا تعرف ماذا تفعل... بمجرد ما تخرج رأسها من المياه... تغوص للأسفل مجددا... طلبت النجدة لكن لم يسمعها احد... دخل الكثير من المياة في جسدها... احست ان حركتها ارتخت و عيناها تُغمض رغمًا عنها و كفَت عن المقاومة و نزلت للأسفل... 


قبل اي حاجة البارت طويل و اللي يفتحش معاه يفتح فيس عادي مش لايت عشان يظهرله البارت + اتفاعلوا 🫵♥

البارت الرابع من رواية #شخص_آخر  


* بقولك عايزك... في بيتي و على سريري... 

' سرير ايه يا ***** !! 

* لسانك بقا طويل اوي يا رهف... 

' بقولك سيب ايدي و ابعد عني بدل ما أصرخ و ألم الناس كلها عليك... 

* اصرخي يا رهف... حتى صوت صريخك وحشني اوي... 

' أرجوك ابعد عني... 

* حاضر هبعد... بس قبل ما ابعد احب اقولك اني قرأت الـ CV بتاعك... حلو اوي و مرتب و كله إنجازات جميلة زيك... بس في حاجة لاحظتها... في ركن المهارات الشخصية لقيتك حاطة السباحة في خانة حمرة 

بمجرد ما قال ذلك... و بقوة دفعها للمسبح و وقعت فيه... شهقت و هي تحاول ألا تغوض للاسفل و تطلب منه المساعدة

* كان نفسي انزلك بس للاسف انا برضو حطيت السباحة في الخانة الحمرة في الـ CV بتاعي... مش بعرف اعوم زيك... لو كان معايا عوامة كنت هنزلك بيها... خليكي كده طرطشي جوه المية يمكن لسانك الطويل ده يقصر شوية... و اعتبري ده تحذير تاني... سلام يا مُزة... 

' ع... عمر... خرج... خرجني من هنا... 

ضحك عليها و بسرعة ذهب و اختفى... حاولت رهف ان توازن جسدها بالماء و تتنفس بقدر الامكان حتى تستطيع الخروج... كانت تغوص للأسفل ولا تعرف ماذا تفعل... بمجرد ما تخرج رأسها من المياه... تغوص للأسفل مجددا... طلبت النجدة لكن لم يسمعها احد... دخل الكثير من المياة في جسدها... احست ان حركتها ارتخت و عيناها تُغمض رغمًا عنها و كفَت عن المقاومة و نزلت للأسفل... 

ذهب يحيى للجنينة... 

" راحت فين دي ؟ اتصدعت من صوت الأغاني و عايز امشي... والله لو ملقتهاش خلال خمس دقايق همشي و ابقا ترجع مواصلات... اصل انا الدادة بتاعتها كل شوية ادور عليها... 

اخرج هاتفه من بنطاله... رن عليها... سمع صوت هاتفها قريب منه... تتبع الصوت... تعجب عندما رأى هاتفها مُلقى على الأرض بجانب المسبح... امسك هاتفها و قال 

" راحت فين دي ؟ و ازاي تليفونها هنا ؟ ولا ضاع منها ؟ 

نظر للهاتف و يسأل نفسه... ماذا حدث... لماذا هاتفها هنا و اين هي ؟ 

لاحظ يحيى شيء في المسبح... شيئًا أسود بداخله يُذكره بشيء او بشخص... تعمق في الرؤية... انه جسد انسان... اتسعت عيناه و قال بذعر 

" رهف !! 

ترك ما بيده و بدون تردد قفز بداخل المسبح... عامَ للاسفل حتى وصل اليها... وجد انها رهف بالفعل... قلق كثيرا كيف هذا حدث... ضمها إليه جيدا و اقفل يده عليها... سبح للأعلي و وضعها على حافة المسبح و خرج هو أيضا... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا و يستنشق الاكسجين... أزاح شعره للخلف بعيدا عن عينيه... نظر لرهف و حاول إيقاظها... 

" رهف قومي... اصحي يا رهف... فتحي عيونك... 

و لكن لا جدوى فهي كالجثة الهامدة... اقترب يحيى منها ليسمع دقات قلبها التي كادت ان تكون معدومة... قلق أكثر... نبضها ليس مستقر... ماذا يفعل ؟ تمالك اعصابه و هدأ قليلا... ظل يضغط على صدرها بيديه لتخرج الماء الذي شربته... خرج بعض الماء من فمها ثم سعلت... ابتسم يحيى لانها تحاول ان تستعيد وعيها... فتحت عيناها بتعب و عندما اتضحت الرؤية رأت يحيى أمامها اطمأنت...

" انتي كويسة ؟ 

امسكت يده بشدة و قالت بتعب و هي تحاول إلتقاط انفاسها 

' مت... متسبنيش...

" هتبقي كويسة متقلقيش... 

احس بيدها ترتخي بين يده... اغمضت عيناها و فقدت وعيها 

" لا لا... رهف قومي... متغمضيش عيونك... 

لم ترد عليه... اقترب مجددا ليسمع دقات قلبها... اللعـ,ـنة... نبضها يقل... نظر لها بخوف و وضع وجهها بين يداه و قال و هو يلامس وجنتاها بيداه و يبعد شعرها الاسود الطويل عن عيناها 

" يا رهف قومي... متناميش... فتحي عيونك... 

لم يجد جدوى من ذلك... و في الحال حملها بين يديه ذهب عند سيارته... وضعها في الخلف و اقفل الباب جيدا ثم ركب و شغل السيارة... 


في احدى الفنادق الفخمة... بالتحديد الساعة 4 فجرًا 

استيقظت رهف لتجد نفسها وسط سرير كبير بداخل غرفة اكبر و فخمة التصميم... وجدت نفسها ترتدي بيجامة نوم عادية... 

' انا فين ؟! 

قالت ذلك بتساؤل ثم سمعت صوت داخل الحمام... صوت المياة مفتوحة... اللعـ,ـنة... اين هي الان و من الذي يستحم بالداخل ؟!!! 

' هو انا اتجوزت عُرفي ولا ايه ؟ انا فين و مين اللي بيستحمى جوه ده !! 

كانت مغطاه بالغطاء بعناية كأن احد تعمد ذلك لكي يدفأ جسدها... نزعت الغطاء من عليها... نزلت من السرير... وجدت شبشب... لبسته و تحركت بحذر ناحية باب الغرفة لتخرج... و لسه هتمسك مقبض الباب سمعت صوت من خلفها يقول 

" رايحة فين ؟ 

تسمرت في مكانها... هذا الصوت... انه صوت يحيى !! 

إلتفتت و رأته أمامها يرتدي ترينج رياضي يظهر عضلاته و يجفف شعره بالمنشفة... 

' مستر يحيى ؟ انت بتعمل ايه هنا ؟ في الأوضة دي ؟ 

" تقولي ايه بقا ما انا صاحب الأوضة دي بالفندق ده... 

' يعني دي اوضتك انت ؟ يعني دي مش أوضة اللي انا اتجوزته عُرفي ؟ 

" نعم ؟؟؟ 

' متاخدش في بالك... بس انا بعمل ايه هنا في اوضتك ؟ و كمان انا مكنتش لابسة البيجامة دي و مش فاكرة اني غيرت هدومي اصلا ( اتعست عيناها و اكملت ) ولا انت... 

" انا ايه ؟ 

' انت اللي غيرتلي هدومي... ده معناه انك اغتص... 

وضع يده على فمها و قال 

" قبل ما تكملي... أولًا انا لقيتك مرمية في البيسين في بيت مروان... 

تذكرت انها رأت عمر و هو من ألقى بها في المسبح

" ثانيًا انا لقيتك ف نطيت خرجتك من البيسين... كنت بتطلعي في الروح بس الحمد لله لحقتك... جبتك هنا و جبت الدكاترة اسعفوكي... ثالثًا و اهم حاجة لاني عارف دماغك الشما*ل دي... هدومك كانت مبلولة كلها ف خليت الممرضة تلبسك البيجامة دي... وضحت يا رهف ؟ 

احست رهف بالاحراج فكانت ستتهمه اتهام كبير لكن من الجيد انه منعها من الكلام قبل ان تلخبط الوسط تمامًا... نظرت ليده التي على فمها... فهم معنى نظرتها و ابعد يده عن فمها... 

وقف أمام المرآة فتح علبة الكريم و وضع منه على وجهه ثم على يديه 

' و حضرتك لقيتني ازاي ؟ 

" كنت بتصل عليكي عشان نمشي... لقيت تليفونك واقع جمب البيسين و شاشته مكسورة... بعدين لقيتك جوه المية... 

' اه... في حد عرف بكده ؟ 

" لا... بس هيعرفوا... 

' يعني ايه ؟ 

إلتفت لها و قال بحدة 

" مين اللي رماكي جوه المية ؟! 

كانت ستتكلم لكنه قاطعها بزعم 

" و متقوليش انك دوختي و وقعتي جوه البسين  لوحدك !! 

اللعـ,ـنة ما هذا... اخذ تلك الجملة من لسانها... بلعت ريقها و نظرت للارض 

" مين اللي رماكي جوه المية يا رهف ؟ 

' مفيش... 

" والله ؟! عبيط انا بقا عشان اصدق الهبل ده... 

' خلاص محصلش حاجة... انا كويسة اهو... 

اقترب منها و نظر لها بغضب 

" رهف... اتكلمي !! 

عضت على شفتاها و نزلت دمعة من عيناها و قالت بضعف 

' مقدرش اتكلم... 

" نعم ؟ يعني ايه متقدريش تتكلمي ؟ ( ضغط على اسنانه بغضب و اكمل ) اللي عمل كده كان عارف و متأكد انك مبتعرفيش تعومي... يعني كان قاصد يغرقك... ف متقعديش تلفي و تدوري في الكلام و اتكلمي... مين عمل كده ؟ 

لم تجيب فقال 

" شكله اللي عمل كده هو نفس الشخص اللي حاول يغتـ,ـصبك في شقتك... ده نفس الشخص اللي انتي مرضيتيش ترفعي قضية عليه و مش عايزة تقولي مين هو من ساعة الحادثة الأولى... 

قلقت كثيرا... الآن فهم كل شيء

" رهف انا هساعدك... بس قوليلي مين هو ده... 

' مقدرش... 

" ليه ؟ 

' هـ,ـددني... 

قالت ذلك ثم لم تستطع كبح دموعها اكثر من ذلك و بكت أمامه 

" هـ,ـددك بإيه ؟ 

صمتت و لم ترد عليه... نفذ صبر يحيى و صرخ في وجهها قائلا 

" انا بكلمك يا رهف... قوليلي هـ,ـددك بإيه... انطقي !! 

' متضغطش عليا أرجوك... 

قالتها و هي تترجاه بعيناها الغارقة في الدموع... تنهد يحيى و قال

" رهف... الشخص ده خطر على حياتك... ده حاول يقـ,ـتلك للمرة التانية... انتي مستوعبة ؟ لازم توقفيه عند حده... و انا هساعدك... يكفي بس تقوليلي اسمه... 

' والله ما اقدر... 

ضر*ب يحيى يده بالحائط بغضب و قال 

" اقسم بالله انتي غبية... غبية اوي و جبانة... يعني ايه يعني عشان هـ,ـددك تقومي تغطي عليه للمرة التانية ؟ انا بجد مش مصدق... انتي رهف اللي عاملة فيها المرأة القوية و الحديدية... حتة عيل زي ده خايفة منه ؟ 

' لازم اخاف لانه هـ,ـددني... 

" همو*ت و اعرف هـ,ـددك بإيه عشان تغطي على جر*ايمه بالشكل ده !! عـ,ـددك بإيه يا رهف ؟ 

' هـ,ـددني بشخص عزيز عليا !! 

قالت ذلك و هي تصرخ في وجهه ثم اكملت 

' شخص انا مقدرش اشوفه بيتأ*لم قدامي و بسببي لانه فيه اللي مكفيه... والله ما اقدر اتكلم... هعرف احمي نفسي بعد كده بس مش هقف على جمب و اشوف الشخص ده بيتأ*ذى بسببي... 

تنهد يحيى و حاول تهدئة نفسه 

" هـ,ـددك بحبيبك يعني ؟ 

تعجبت لوهلة... فهي تقصده هو بكلامها ذلك... عن اي حبيب يتحدث هذا... 

" يعني هو هـ,ـددك بإنه هيأ*ذي حبيبك لو اتكلمتي... فإنتي ساكتة عشان خايفة عليه... صح كده ؟ 

لم تعرف ماذا تقول... فقط اومأت له إيجابًا ليهدأ... 

" انتي خايفة على حبيبك... بس ده مش معناه انك تعرضي نفسك للخطر... تاخدي تليفوني تتصلي عليه تفهميه كل حاجة من الأول... و انا هساعدكوا... 

نظرت له بدهشه... حقًا انه اقتنع بكلامها !! 

" رهف... انا بكلمك... 

فاقت من شرودها 

' ايه ؟ 

" بقولك تاخدي تليفوني تتصلي على حبيبك... قوليله كل حاجة بهدوء كده... 

' لا... 

" ليه ؟ 

' عشان هو... نايم... حبيبي نايم في الوقت ده... اصله مش بيسهر و بينام بدري... 

" تمام... الصبح هاخدك لعنده... يعني لو خوفتي تتكلمي و كده انا اكلمه... 

' تاخدني فين ؟ 

" بيته... 

' بيت مين ؟ 

" حبيبك... 

' حبيب مين ؟ 

" في ايه يا رهف ؟ مالك ؟ 

' مفيش... 

" دماغك تاهت منك عشان مأكلتيش... جعانة ؟ 

' جعانة اوي... 

اومأ لها بتفهم و امسك هاتفه و طلب منهم ان يعدوا الطعام لهم... بعد دقائق وصل إليهم في الغرفة... 

' هو ليه الاكل متغطي بالناموسية ؟ 

" ناموسية ؟! 

' اه والله دي ناموسية... 

" ده غطى واقي بيمنع دخول الجراثيم... 

' ااااه فهمت... 

نزع يحيى ذلك الغطاء من على الطعام و وضع الاطباق على الطاولة... 

' ايه ده ؟ 

" جمبري... مش بتحبيه ولا ايه ؟ 

' لا بحبه بس شكله... 

" ماله شكله ؟ 

' شبه الكرواسون... 

" عشان كبير... كُلي هيعجبك... 

اومأت له بتفهم... امسك يحيى الشوكة و السكيـ,ـن و بدأ في الأكل... لاحظ انها لم تلمس الطعام 

" مبتاكليش ليه ؟ 

' انا هعمل حاجة بس متتضايقش... 

" هتعملي ايه ؟ 

امسكت السكيـ,ـن و رغيف الفينو... فتحته من الوسط... وضعت خس و الجمبري بداخل الساندويتش و القليل من المايونيز على وجهه... 

' كده احلى... 

قالتها ثم بدأت بأكل الساندويتش 

' بعرف اكل بالشوكة و السكيـ,ـن زيك بس ده في الاجتماعات مش هنا... 

ترك يحيى الشوكة و السكيـ,ـن من يده و نظر لها و هي تأكل بكل طبيعية... ليس بطريقة عشوائية لكن طبيعية و بسيطة...  

" عايز ساندويتش زيك... 

تفاجئت مما قاله 

' ما انت كنت بتاكل بالشوكة و السكيـ,ـن زي الفل اهو... 

" يعني مش هتعمليلي ساندويتش زيك ؟ 

' هعملك اصبر 🤌

اخذت ساندويتش آخر... فتحته من النصف و وضعت الخس و الجمبري 

" حطي معلقة طحينة... ولا اقولك... خليهم معلقتين... 

اومأت له و اضافت الطحين عليه 

' امسك... بالهنا و الشفا 

شكرها و اخذها منه اكله... و الغريب انه انهاه قلبها و طلب واحد آخر... 

' تعرف يا مستر يحيى... اول ما صحيت و لقيتني هنا... قولت اتجوزت عُرفي و انا مش في وعيي... بس لما لقيتك اطمنت 

" و دي حاجة حلوة ؟ 

' اكيد... 

نظر لها لوهلة ثم تجاهل كلامها كأنه لم يسمع شيء... و استمرا في الأكل في صمت... لاحظ يحيى ان يوجد بجانب فمها البعض من المايونيز... امسك المنديل و قرب يده منها و مسحه بنفسه... نظرت له فقال 

" كان في بقايا مايونيز جمب بۅقك... مسحتها... 

' اه... شكرا... 

في هذه اللحظة تذكر شيءٌ ما 

كان يأكل مع ريم نفس الاكلة... ينظر لها بحُب يقُطر من عنياه... فهو يحب ان يراقبها أثناء أكلها... 

* بتبصلي كده ليه ؟ 

بحركة سريعة قَبلها بجانب فمها 

* ايه يا يحيى اتلم شوية... 

" كان في حتة مايونيز جمب بوقك... قولت اشيلها... 

* تشيلها ولا انت ما بتصدق تقرب ؟ 

" الصراحة مش بقدر اقاومك... بحبك اوي... 

شعر يحيى بشيء ثقيل على قلبه... كيف كان مغفلا لهذه الدرجة... ترك الساندويتش و دخل الحمام... استغربت رهف... لماذا تضايق ؟ هل فعلت شيء ضايقه ؟ 

انتهت من اكلها و جاء الجرسون اخذ الاطباق... نظرت لباب الحمام... لِما لم يخرج حتى الآن ؟ 

طرقت على الباب و قالت

' مستر يحيى... انت كويس ؟ 

لم يصل لها ردًا... تشجعت و امسكت المقبض لتفتحه لكنه سبقها وفتح الباب... 

' آسفة والله... لقيت حضرتك اتأخرت جوه... 

اومأ لها و ذهب من أمامها... لاحظت رهف وجهه العابس... ماذا حدث ؟ ذهبت إليه و قالت 

' هو انا ضايقتك في حاجة ؟ 

نظر لها و قال 

" بتسألي ليه ؟ 

' اصل فجأة كده قومت و مكملتش اكلك... شكلي قولت حاجة ضايقتك و انا ما اخدتش... آسفة... 

" انتي مضايقتنيش... بالعكس

' بالعكس ايه ؟ 

لاحظ يحيى انه لو تحدث و اكمل كلامه سيعقد كل شيء... فإلتزم الصمت... وضع الوسادة على الاريكة و استلقى لينام... قفل نور الاباجورة و قال 

" روحي نامي... 

' انا مفروض ارجع البيت 

" هرجعك الصبح... نامي دلوقتي... 

اومأت له و تسطحت على السرير و نامت... الغريب انها نامت بسرعة... فهي تشعر بالأمان بوجوده... 


* يعني مستر يحيى انقذك للمرة التانية !! 

' ايوة... 

* شكل كده في حوار... 

' بمعنى ؟ 

* طالما صمم انه يعرف مين حاول يأ*ذيكي ده معناه انه مهتم... 

' لا استني بس... هو صمم يعرف لان دي تاني مرة و انا خبيت عليه... 

* بس هو خايف عليكي... و اضايق انك متكلمتيش... شكل كده عنده مشاعر تجاهك... 

احمرت وجنتاها بمجرد ما قالت صديقتها ذلك... لاحظت حبيبة ملامح الاحراج التي ظهرت على رهف... ابتسمت و قالت

* ولا انتي ايه رأيك يا رهوف ؟ 

' لا يا حبيبة... مشاعر ايه اللي اتجاهي... ده مستر يحيى... عارفة يعني ايه مستر يحيى ؟ عمره ما هيبصلي... 

* ليه بقا ؟ ما انتي زي الفل اهو ولا ناقصك ايد... متستقليش بنفسك... 

' مش بستقل بنفسي بس بجد عمره ما هيبصلي... 

* يا بنتي انتي قمر و ثكر كمان... مسيره يقع... لحظة بس... طالما بتقولي كده ده معناه انك... 

' مُعجبة بيه... 

تفاجئت حبيبة وسقفت بمرح 

* كنت عارفة... والله كنت عارفة... كلامك الزايد عنه كان بيوضحلي كده... 

' بس دي مصيبة... 

* ليه ؟ 

' خايفة الاعجاب ده يكبر و يبقى حب... في اللحظة دي هيبقى حب من طرف واحد... 

* ليه يبقى حب من طرف واحد ؟ 

' انتي عارفة اللي مَر بيه... مستحيل يدخل في علاقة تاني او يثق في حد تاني... حتى لو حس بمشاعر اتجاهي هيدفنها و عمره ما هيبوح بيها... بقولك امبارح كنا بناكل زي الفل... فجأة كده ساب الاكل و قعد نص ساعة في الحمام و لما خرج كان واضح على وشه انه زعلان و مضايق... شكله افتكرها... 

* اممم عندك حق... منها لله طليقته دي... 

' طب فكك من مستر يحيى دلوقتي... هتصرف ازاي مع عمر ؟ 

* عمر اتمادى اوي و بقا بيشكل خطر على حياتك... انا شايفة انك تروحي تقولي لمستر يحيى على كل حاجة... و هو هيساعدك... 

' هروح اقوله هيقولي طب روحي قولي ل حبيبك لانه لازم يعرف... 

* حبيب ايه ؟ انتي ارتبطي من ورايا ؟ 

' لا طبعا... بصي امبارح لما اتكلمنا ضغط عليا جامد عشان اقول اسمه... قولتله اني لو اتكلمت هتسبب في أذ*ى شخص عزيز عليا... مجرد ما سمع الكلمة دي اقتنع اقتناع تام ان عندي حبيب... و احنا في الطريق لشقتك قالي قوليلي عنوان حبيبك ده و اوصلك لعنده و تحكيله كل حاجة... معرفتش اقوله اني معنديش حبيب و اني اقصده هو بكلامي ده... مسبليش فرصة اوضح حاجة... 

* يا وقعتك السودة !! انتي بوظتي كل حاجة... طب هيقع في حبك ازاي و هو خلاص اقتنع انك مرتبطة ؟؟؟ 

غطت وجهها بيداها و قالت بضيق 

' اووووف مش عارفة... مش عارفة بجد يا حبيبة... 

ربتت حبيبة هلى ظهرها و قالت 

* كل حاجة هتتحل... دلوقتي خلينا نركز على حوار عمر... 

' ربنا يحرقه مكان ما هو قاعد... 

* يااااااارب 


كان يحيى في المنزل... مُستلقي على السرير... و بيده توكة على شكل فراولة... تلك مِلك رهف... وجدها في سيارته... ينظر لها و على شفتاه ارتسمت ابتسامة خفيفة... رن هاتفه و كان صديقه خالد... وضع التوكة تحت الوسادة و رد عليه 

" نعم يا خالد ؟ 

* طالما بترد بهدوء كده يبقى لسه مشوفتش الخبر... 

" خبر ايه ؟ 

* افتح الفيس و شوف... 

اغلق يحيى الخط و فتح الفيس... اتسعت عيناه بدهشة مما رآه !! 


* رهفففففف !! 

' ايه... في ايه ؟ 

* تعالي بسرعة... 

خرجت رهف من المطبخ و ذهبت إليها... 

' ايه مالك... بتصرخي ليه ؟ 

* خدي بُصي... 

اخذت منها الهاتف و نظرت إليه... اتسعت عيناه بصدمة مما قرأته... رأت صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة و عليها الكثير من التفاعل و الشير... تلك الصورة هي بها و يحيى يحملها بين يديه و مكتوب فوقها " رجل الاعمال الشهير يحيى ياسر الكيلاني يواعد فتاة عشرينية جميلة " 

' يا وقعتي السودة !! 

* دي لما انقذك من البيسين... شايفة كل ده شير... مين صوركم ؟ 

' معرفش... يلهوي... مستر يحيى هيمسحني من وش الأرض... 

* الآه ؟ ليه ؟ 

' لان ده بسببي... هتسببله بمشاكل كتيرة... الإعلام مش هيسكت... و هو مش بيحب الحاجات دي و حِذر اوي في الحتة دي... كل ده بسببي... 

* بسببك ليه ؟ انتي كنتي فاقدة وعيك و هو ساعدك مش اكتر... 

' و عشان محدش يشوفني معاه خلاني اقعد في الفندق الليلة دي... مين ابن الجز*مة اللي صوره !! 

* اهدي يا رهف... 

' انا انتهيت... خلاص مفيش رهف تاني... كل ده بسببي... 

* مستر يحيى عاقل و بيفكر كويس... اكيد مش هيرمي عليكي السبب و يرفدك مثلا... 

' الخبر نازل من ساعة... اكيد شافه من بدري... و متصلش عليا... طالما متصلش عليا ده معاه اني في دائرة الامان... 

رن هاتفها... نظرت للاسم انه يحيى !! 

' يا مصيبتي السودة ده بيتصل !!! 

* طب ردي... 

' ارد ايه... ارد عشان يرفدني... 

* يا بنتي ردي... 

تأفأفت رهف و تصنعت الهدوء و ردت عليه 

' نعم يا مستر يحيى ؟ 

" مستنيكي في البيت... نص ساعة و تكوني عندي... 

' مستر يحيى انا.... 

اغلق المكالمة... ألقت رهف الهاتف على الاريكة و قالت 

' انا انتهيت !!! 


" اقفلي الباب وراكي... 

اغلقت رهف الباب... و أشار لها بأن تجلس في الكرسي الذي مقابله... جلست عليه و شبكت يداها الاثنتين و هي تضغط بهما على بعض... انها متوترة كثيرا... 

" طبعا شوفتي الأخبار اللي نازلة على مواقع السوشيال و الجرايد... 

هزت رأسها بمعنى نعم ثم قالت 

' انا بجد آسفة... كل ده بسببي... 

" مش جايبك هنا عشان تتأسفي... 

' اوماال عشان ايه ؟ 

" بصي... انتي عارفة كويس اني مبحبش الأخبار اللي من النوع ده... و برضو الأخبار دي هتأثر عليكي بالسلب... في خلال ظرف 4 ساعات هقدر امسح الأخبار دي من الصفحات 

' طب كويس... 

" بس بشرط... 

' ايه هو ؟ 

" تقوليلي مين اللي رماكي جوه البيسين... 

تفاجئت رهف... نظرت له بصدمة و ظلت ساكتة... نظر يحيى في ساعته و قال 

" قدامك خمس دقايق... 

' مستر يحيى... احنا قفلنا الموضوع ده... 

" لا متقفلش... و الأخبار دي من تحت راسك انتي و سكوتك ده السبب فيها... 

' أنا آسفة و... 

" آسفك ده مش هينفع بحاجة... يستحسن تتكلمي... 

' حضرتك ليه مصمم تعرف !! 

اقترب منها و نظر في عيناها 

" عشان... انتي زي اختي... ف أكيد مش عايزك تتأ*ذي... انتي لحد الآن مش مستوعبة الخطر اللي انتي فيه لانك بتغطي على عمايله... بدري قعدتي تلفي و تدوري بالكلام و مرضتيش تديني عنوان حبيبك و صممتي ترجعي لصحبتك... قولي يا رهف و انا هساعدك... عايز اسمه بس... 

قالت رهف في سرها 

' انا زي اختك ؟!! يلهواااي... بقا انا معجبة بيك و انتي تقولي اني زي اختك ؟! 

" رهف... 

فاقت على صوته... 

' نعم ؟ 

" قرري يلا... 

' افرض انا متكلمتش... و الأخبار دي فضلت موجودة... الإعلام مش هيسيبك في حالك... 

" عادي... ضجة و هتعدي... أما انتي... اظن زمايلك في الشركة مش هيسبوكي في حالك... صح ولا ايه يا رهف ؟ 

كلامه بالفعل صحيح... ف الموظفين في الشركة ما يصدقوا عندما يجدوا مثل تلك المواضيع ليتحدثوا بها... لن يتركوها وشأنها أبداً... تنهدت رهف و قالت 

' تمام هقول... 

" اتكلمي... 

جلست فهو جلس أيضا... ظلت تفرك يدها بالآخرى و متوترة... تنهد يحيى بضيق و نظر لها بمعنى تحدثي 

' اللي عمل كده عمر محمد الصاوي... 

" مين ده ؟ 

' بابا قبل ما يتوفى... كان صديق والده... كان بينهم صداقة مقربة و كانوا ساكنين جمب بعض... المهم انا اول ما كبرت لاحظت ان عمر بيضايقني... 

" بيضايقك ازاي ؟ 

' بيعاكس و الكلام ده... المهم اول ما بابا اتوفى... نقلت لشقة تانية في منطقة تاني... لاني بخاف منه... بس هو مش سايبني في حالي... عرض عليا الجواز كذا مرة بس انا رفضت... 

" ليه رفضتي ؟ 

' لان انا مش عيزاه و لانه طايش و بتاع بنات... هَمه كله يشبع رغباته الو*سخة و بس... و عايزني لنفس الغرض... لما رفضت بقا مش سايبني في حالي ابدا... مش عارفة ازاي عرف عنوان شقتي و ازاي دخلها... ف اتهجـ,ـم عليا ساعتها... 

" و ازاي جه بيت مروان ؟ 

' طلع مراقبني... كنت مفكرة ان مروان يبقى صديقه و عزمه  في اليوم ده بس لما سألت مروان عنه قالي ميعرفش حد بالاسم ده... يعني عمر طلع مراقبني... 

" رماكي جوه البيسين ليه ؟ 

' كان عارف اني مش بعرف اعوم... ف عمل كده تحذير ليا لو اتكلمت... 

تنهد بغضب و قال 

" كل ده و ساكتة ؟ 

' بقولك هددني بشخص عزيز عليا... 

" ماشي بس برضو مكنش لازم تسكتي و تغطي عليه... بعدين انا قولتلك انا بنفسي هكلم حبيبك و اقوله بالتفصيل... لازم يعرف عشان يحميكي لان ده واجبه عليكي... 

صمتت رهف ولا تعرف ماذا تقول... 

" طب هاتي رقمه... 

' رقم مين ؟ 

" حبيبك... 

' ليه ؟ 

" عشان اكلمه... لازم يعرف... اكيد هيضايق لما يشوف الاخبار اللي نازلة دي... هاتي اكلمه و انا هوضحله كل حاجة و ان شاء الله يفهم و ميعملش مشكلة معاكي... 

' اه بس هو مسافر... 

" مسافر ؟ 

' ايوة... بيشتغل بره مصر... ف رقمه المصري مش شغال... 

" بس اكيد بيكلمك من رقم هناك... 

' اه بس مش دايما... كل شوية يكلمني من رقم مختلف... 

" طب هاتي آخر رقم اتصل عليكي منه... 

' مش حفظاه... 

" هاتيه من المكالمات... 

' ما انا عملت سوفت وير للتليفون... ف كله اتمسح... 

" و انا لما اتصلت عليكي بدري... اتصلت عليكي من رقمي التاني... عرفتي ازاي ان ده انا و انتي بتقولي إن كل الارقام عندك اتمسحت ؟ 

' ما انا حافظة الرقم... 

" انا ڪ صاحب الرقم مش حافظه... 

' انا بقا بحب احفظ الارقام... 

" بجد ؟ هايل والله... طب قوليلي رقمي... 

' ايه !! 

" هو ايه اللي ايه... مبتسمعيش ولا ايه... 

' لا لا بسمع عادي... استغربت بس... 

" طب يلا سمعيلي رقمي... بما انك حفظاه... 

' ءءءءا... لازم يعني ؟ 

" اه لازم... 

قالها بزعم و تحدي... لقد اوقعت رهف نفسها في مشكلة كبيرة... كيف ستخرج منها الآن... 

" رهف... 

' نعم ؟ 

" سكتي يعني ؟ 

لم تعرف بماذا تجيب... حان الآن وقت الهروب... وقفت رهف و ذهبت لتفتح الباب و تخرج... امسكت بالمقبض و فتحته لكنه اسند يده عليه و اغلقه... إلتفت رهف لتجده ورائها و حاوطها بذارعيه و يعقد حاجبيه بغضب و نظراته الغاضبة منها لا تبشر بخير أبداً... 

' مستر يحيى... عايزة امشي 

" بتكذبي عليا ليه ؟ شيفاني عيل ولا ايه... 

' كذبت في ايه ؟ 

" والله ؟ هتعملي فيها عبيطة دلوقتي... 

' ممكن امشي... 

" لا مش هتمشي... انتي عارفة كويس ان اكتر حاجة بكرها في حياتي هي الكذب... و انا بقولك هساعدك... تقومي تكذبي عليا !! 

' خلاص متساعدنيش... ممكن تبعد عشان امشي ؟ 

" رهف !! 

قالها بنبرة غاضبة ثم اكمل 

" بقولك لاخر مرة... مش هتمشي من هنا غير لما اعرف في ايه بالضبط... 

صرخت فيه قائلة 

' ايوة انا كذبت عليك... انا معنديش حبيب ولا بتاع... بطل تضغط عليا !! 

تفاجئ يحيى انها صرخت في وجهه... نظر لعيناها الغارقة في الدموع و لشفتاها الحمراء... وضع يده على وسطها و شدها و ضمها اليه... مسح دموعها بيده و ازاح شعرها للخلف و قال و هو ينظر لعيناها 

" خلاص اهدي... متعيطيش... 

' متزعقش فيا تاني... 

" حاضر... انا آسف... ( وضع يده على شفتاها ) انتي جميلة اوي... 

اتسعت عيناها و ابتسمت بخجل... ابتسم يحيى و اقترب منها و اخذ شفتاها في قُبلة حنونة... 

" رهف... 

فاقت رهف على صوته لتجد ان كل ما حدث الآن كانت تتخيله لا أكثر... 

" ازاي بتزعقي في وشي كده ؟ هو انا شغال عند اللي خلفوكي ولا ايه ؟ 

' انا زعقت فيك ؟ 

" ايوة زعقتي... تحمدي ربنا انك بنت... لانك لو ولد كنت هنزل فيكي ضر*ب اشوهلك وشك... 

' انا آسفة يا مستر يحيى... 

" انتي شكلك مش تمام و بتتصرفي بغرابة الايام دي... ارجعي لبيتك دلوقتي و نكمل كلامنا بعدين... 

' اه تمام.. بتأسف مرة تانية... 

" اتفضلي... 

اومأت له و ذهبت... تعجب يحيى من تصرفاتها تلك... 

" البنت دي غريبة... 

فتح الباب و دخل ياسر والده 

* يحيى... 

" نعم يا بابا ؟ 

* ايه اللي شوفته على النت ده ؟ مش تقريبا البنت السكرتيرة اللي جات هنا امبارح ؟ 

" ايوة هي... 

* ايه بينك و بينها ؟ 

" مفيش بيني و بينها اي حاجة... 

* ده اللي هو ازاي ؟ و الخبر المنتشر ده ايه ؟ 

" الخبر ده كذب... 

* متأكد يا يحيى ؟ 

" اه متأكد... هي اتعرضت لمحاولة قتـ,ـل... في حد حاول يغرقها... و انا انقذتها... معرفش مين صورنا... لكن مفيش اي حاجة بيني و بينها... 

تنهد ياسر و أشار ليحيى بالجلوس... جلس يحيى على الاريكة و جلس بجانبه والده... وضع يده على كتفه و قال 

* يحيى... انا مش بسألك الاسئلة عشان مش واثق فيك... بالعكس انا واثق انك عمرك ما هتعمل حاجة غلط سواء في حقي او في حق نفسك... على فكرة... هبقى سعيد اوي لو حبيت و اتجوزت و كونت عيلة... 

" أحب ؟ بابا... انت اكتر واحد عارف اللي مريت بيه... و برضو انت اكتر واحد عارف و متأكد اني مستحيل أحب تاني... 

* يعني مش هفرح بيك ؟ 

" لا... عندك عاصم و إسراء... افرح بيهم... 

* يحيى... متخليش اللي حصل ده يأثر فيك اكتر من كده... كلنا ملاحظين تغيرك ده... وحشنا يحيى القديم... 

" انا كده و هفضل كده... يستحسن تتعودوا عليا كده... ولو مضايقكم اروح اعيش في الفندق... 

* ده مش قصدي يا ابني... وجودك معانا مهم بالنسبالنا... اقصد يعني لو ترمي كل حاجة ورا ضهرك و تفتح صفحة جديد لنفسك... و تبدأ من تاني... 

" مفيش اي حاجة ممكن تطفي النار اللي جوايا غير حاجة وحدة بس... 

* ايه هي ؟ 

" تقلب الارض كده و تلاقي ريم و تجبهالي لحد عندي... 

* تاني يا يحيى ؟ 

" تاني و تالت و رابع... مش عايزيني ارجع يحيى القديم ؟ يبقى تلاقي ريم و تجبهالي... 

* و هيحصل ايه لو لقيتها ؟ 

" هقتـ,ـلها !! 

* مش هسمحلك تعمل كده... مش هسمحلك تبقى قا*تل عشان وحدة زبا*لة زي دي... انساها يا يحيى... 

" مش هنسى غير لما اخد حقي منها هي و الكلـ,ـب عشيقها... لولا انك جيت على آخر لحظة و منعتني كان زماني واخد حقي منها من زمان اوي... قولت هتاخد حقك بالقانون و بلاش تبقى قا*تل... سمعت كلامك لاجلك و أجل اخواتي و امي... في الاخر ايه اللي حصل ؟ هم الاتنين هربوا... و انا مش ههدى غير لما اشرب من دمهـ,ـم هم الاتنين و بالاخص ريم !! 

* هم هربوا فعلا بس خلاص في ربنا... هو ياخدلك حقك منهم... 

" مش هتساعدني اني ألاقيها... براحتك... كده كده انا كل يوم و كل ساعة بدور عليها... ألمح بس ضِلها... مش هرحمها... 

* يحيى فوق بقا... مش هسمحلك تو*سخ ايدك بد*م وحدة و*سخة زي دي... 

" عن اذنك... 

خرج يحيى... ضر*ب والده كف ب كف 

* و انا اقول بقيت كتوم ليه ؟ اتاريك بتخطط لقتـ,ـلها !! مش هسمحلك يا يحيى... طول ما فيا الروح مش هسمحلك تقتـ,ـلها... 


تاني يوم...... 

ذهبت رهف للشركة و ركبتاها تتخبط في بعضهما من الخوف... ف بعد انتشار ذلك الخبر لم و لن تسلم من كلام كل فرد في الشركة... 

' عمو ايمن... انا نسيت كارت الاسانسير عندك... ممكن تدهولي ؟ 

نظر لها من فوق و تحت بإشمزاز و اعطاها الكارت... لاحظت رهف نظرته تلك... اخذت الكارت و فتحت به الاسانسير و ذهبت للدور الخامس... كانوا كل الموظفين يتحدثون مع بعضهم... مجرد ما رأوها امامهم... منهم من ضحك بسخرية و الثاني يهمس للاخر... انهم يتحدثون عليها... تفادتهم رهف و ذهبت لسكرتيرة الاستقبال 

' غادة بقولك... هم شافوا الخبر ؟ 

* ده كله شافه... حتى عمال النضافة... 

' يلهوي... 

* بس ايه يا رهوف... ده انا افتكرت انك انتي و مروان على علاقة ببعض... اصطادتي صاحب الشركة مرة وحدة ! 

' ايه اصطادت دي... ما توضحي كلامك !! 

* قصدي مستر يحيى... يا بنت اللعيبة... عرفتي ازاي توقعيه ؟ 

' انا موقعتش حد و مفيش حاجة ما بينا... بعدين انا ببررلك ليه اصلا... 

تركتها رهف و ذهبت لمكتبها... اغلقت الباب و ألقت شنطتها على المكتب و امسكت رأسها بكلتا يداها 

' اوووف بجد... سيرتي بقت على كل لسان هنا... كلامهم مقر*ف... انا الضحية هنا... محدش هنا يقدر يكلمه بكلمة وحدة حتى لانه المدير و الرأس الكبيرة... اما انا كله بيتكلم عليا.... ياريته ما انقذني... 

طُرق الباب 

' ادخل... 

دخل مروان و اغلق الباب... كان غاضب كثيرا... وقف امامها و قال 

* اللي بيتقال ده صح ؟ 

' ايه اللي اتقال ؟ 

* انك انتي و مستر يحيى...( سكت قليلا ثم اكمل ) اووف مش قادر اقولها... هل فعلا انتوا الاتنين على علاقة ببعض ؟ 

' ايه اللي انت بتقوله ده يا مروان ؟ انتبه لكلامك... 

* ده مش كلامي... ده كلام كل موظف هنا... متعرفيش اد انا اتنرفزت و انا بسمع الكلام ده عنك... 

' يقولوا اللي يقولوه... مش مضطرة ابرر لحد... 

امسكها من كلتا يداها و قال 

* لا مضطرة تبرريلي انا... 

' ابررلك ايه يا مروان ؟ 

* انتي على علاقة مع مستر يحيى ولا لا ؟ 

' انت اتجننت رسمي... 

* اه اتجننت... ردي على سؤال... 

' هيفرق ردي يعني ؟ 

* اه هيفرق... 

' ليه هيفرق ؟ 

* لاني بحبك !! 

قالها بإنفعال وهو ينظر لعيناها... تفاجئت رهف كثيرا مما قاله 

' بتحبني ؟ 

* اه بحبك... و ده مش من دلوقتي... ده من زمان... و من فترة بحاول ألمحلك بس انتي ولا هنا... 

' انت فاجئتني... 

* رهف... انا عارف ان اللي بيتقال ده إشاعات... بس انا مش قادر اسمع عنك اي كلمة متعجبنيش... لمي حاجتك و يلا نمشي من هنا... 

' امشي ؟! 

* اه... و انا هكون معاكي و هجمعلك وظيفة احسن من دي بكتير... يلا نمشي... 

شدها من يدها لكنها لم تتحرك 

* رهف... 

تركت يده و قالت 

' انا مش عايزة امشي ولا عايزة اسيب الوظيفة دي... 

* انتي بتتكلمي بجد ؟ 

' اه بتكلم بجد... زهقت من اللف على الشركات... 

* عشان زهقتي من اللف على الشركات... هتقعدي هنا رغم كل الكلام المقرف اللي بيتقال عنك ؟ 

' مليش دعوة بكلام الناس... 

* رهف لو سمحتي ردي عليا بصراحة و بوضوح... الاخبار اللي نازلة دي صح ولا لا ؟ 

' لا طبعا مش صح... 

* طالما مش صح ايه اللي يخليكي تقعدي هنا تاني ؟ 

' مقدرش اسيب مستر يحيى... يعني كل اللي حصل ده بسببي انا... هو حاول يساعدني مش اكتر... مقدرش بعد مساعدته ليا اسيبه لوحده في الموقف ده... 

* طب و انا ؟ 

' انت ايه يا مروان ؟ 

* بقولك اني بحبك... ده مفرقش معاكي في حاجة ؟ 

' بُص يا مروان... انا بحترم مشاعرك اتجاهي بس انا و انت مينفعش... 

* مينفعش ليه ؟ 

' انا مش الانسانة اللي هتسعدك... 

* و ده معناه ايه ؟ 

' مقدرش ارتبط بيك... مفيش اي مشاعر عندي اتجاهك... انا اسفة... 

* مش تجربي بس عشان تشوفي في مشاعر او لا ؟ رهف انا مستعد اقدملك الدنيا كلها عشانك... هخليكي اسعد انسانة على وجه الارض... مش هتندمي على ارتباطك بيا... جربي بس... 

' مش عايزة اجرب... انا مش عايزة اجرحك.... بس انا مش بحبك يا مروان... انا اسفة

نزلت عليه تلك الجملة ڪ الصاعقة... نظر لها بحزن ثم اعطاها ظهره و ذهب في الحال... جلست رهف على الاريكة و تلعن نفسها لانها جر*حت قلبه لكن ماذا تفعل ؟ فليس لديها اي مشاعر اتجاهه 

كان يحيى في مكتبه... يشرب قهوته و يراقب كل الذي يحدث في مكتب رهف... رأى شجارها مع مروان من اوله الى آخره... شرب رشفة من الفنجان و قال 

" يعني حبيبك هو مروان عشان كده مخبياه عني ؟  

( طب يا جماعة اكيد كلنا اتشلينا من ذكاء يحيى الخارق حتى انا ڪ هدير اتشليت من ذكائه ) 

بعد 3 ساعات...... 

' اتفضل يا مستر يحيى... كل الملفات اللي حضرتك طلبتها... 

" تمام... حطيها عندك... 

' تؤمر بحاجة تاني ؟ 

" مضايقة صح ؟ 

' من ايه ؟ 

" من كلام الموظفين عليكي... 

' اي وحدة مكاني هتتضايق... 

" قولتلك قوليلي الحقيقة و امسح الخبر... كذبتي عليا... بس براحتك... انا اهو قاعد هنا... محدش قدر يرفع عينه في عيني و يقولي حتى لو ربع الكلام اللي اتقالك... 

' طبيعي ميقدروش يرفعوا عيونهم في عين حضرتك لانك المدير و صاحب الشركة اللي هي مصدر رزقهم... اما انا مين ؟ مجرد سكرتيرة عادي... يتداس عليا بالجز*مة عادي... 

لاحظ يحيى دموعها المتجمعة حول عيناها... اخفت وجهها عنه و ذهبت للخارج... 

طُرق الباب مكتب رهف... 

' ادخل... 

دخلت غادة و قالت 

* تعالي بره... 

' ليه ؟ 

* مستر يحيى عايزك... 

' ياربي !! هو في المكتب ؟ 

* لا... في ساحة الشركة... 

' تمام... 

خرجت غادة... تأفأت رهف و قالت و هو ترتدي معطفها 

' مستر يحيى عايزك... مستر يحيى بيقولك تعالي هنا... مستر يحيى بيقولك تعالي هناك... مستر يحيى بيقولك فين قهوته.... نينينيني... كل شوية أوامر... انا زهقت... و في الاخر يحطني في الموقف ده قدام الكل و بإيده يخلص كل حاجة بإتصال واحد... كل ده عشان كذبت عليه... كذبت على الملك هركليز يعني... شكلي هسيب الشركة دي بجد... 

خرجت رهف و ذهبت للساحة... وجدت جميع الموظفين موجودين بالساحة... ف استغربت... لماذا نادى على الكل ؟ 

' حبيبة... هو نادى علينا كلنا ليه ؟ 

* مش عارفة... بس شكله هيقول حاجة مهمة طالما جمعنا كلنا في نفس المكان... 

' هيقول انا رئيس و انا المتحكم في كل حاجة... انتوا من غيري ولا حاجة ف لازم تسمعوا كلامي بالحرف عشان مينتهيش الامر بطردكم من امبراطوريتي الخاصة... 

قالت ذلك و هي تقلد طريقة كلامه و حركات يداه... ضحكت حبيبة بشدة و قالت 

* يخربيتك يا رهف... ده انت قلدتيه بالضبط... 

' مش معاه غير البوقين دول... 

* شكلك شايلة منه جامد... 

' ده انا هولع منه... بقولك ايه... بفكر اسيب الشركة... 

* يلهوي... ليه يا رهف ؟ 

' منظري بقا بايخ هنا قدام الكل بسببه... مرضيش يمسح الخبر عِندًا فيا... بجد مضايقة اوي و كر*هته... 

* كر*هتيه ؟ مش هو ده اللي انتي معجبة بيه ؟ 

' اتطسيت في نظري بعيد عنك... بلا اعجاب بلا قر*ف... مش عارفة عقلي كان فين لما اُعجبت بيه... 

* بالسرعة دي بعتيه ؟ ده انقذك مرتين... 

' هيذ*لني يعني عشان انقذني ؟ خليه يغو*ر... 

* طب وطي صوتك لحد يسمعك و يروح يفتن عليكي... 

' خرست اهو... 

نفخت بضيق و نظرت أمامها وجدت مروان يرمقها بنظرات غاضبة و حزينة في ذات الوقت... تفادت نظراته تلك و عادت للحديث مع صديقتها... 

فُتح باب الاسانسير و خرج منه مستر يحيى... تقدم منهم و وقف في المنتصف... الجميع نظر إليه... حمحم بنبرته الرجولية الحادة و قال 

" الفترة الاخير انا و انتوا اضغطنا جامد في الشغل... و بالرغم كل الضغط ده شوفت منكم نتايج هايلة... سواء الموظفين او صحاب الكفاتيريا او عمال النضافة... كلكم ليكم دور مهم هنا... و حابب اشكركم فردًا فردًا على المجهود ده...انا عارف ان الشكر بالكلام بيرفع منعويات الموظف... لازم كل واحد يحس ان شغله مُقدر... بس طبعا انتوا عارفين اني مش بحب الشكر بالكلام اوي لاني يحيى ياسر الكيلاني... 

قالت رهف بصوت منخفض 

' بدأنا التكبر و الغرور... اتنـ,ـيل... 

نكزتها حبيبة على كتفها و قالت 

* بت اخرسي هتودينا في داهـ,ـية... 

' هو فيه داهـ,ـية اكتر من اللي انا فيها ؟ 

* معلش اعصري على نفسك لمونة و خلينا نسمع الكلمتين بتوعه دول عشان نشوف اللي ورانا... 

' قصدك اعصر على نفسي جردل لمون... لولا اني ذوق و كلي برستيج كنت خلعت الكوتشي اللي في رجلي و نزلت فيه ضر*ب عشان اطفي ناري منه... مدير نطـ,ـع... 

* يا بت اسكتي !! 

' سكت اهو.... 

اكمل يحيى كلامه و قال 

" بأسمي و بأسم شركة DRD... عندي خبر هيفرحكم كلكم... جات ارباح للشركة اكتر من الكَم الربح اللي اتعودنا عليه... ده طبعا بفضلكم انتوا... انا يحيى ياسر الكيلاني رئيس و مالِك شركة الـ DRD... قررت ازود مرتب كل واحد فيكم 4000 دولار الشهر ده ڪ مكافأة... و مش كده وبس... مرتباتكم هتزيد 1000 دولار لمدى الحياة... 

سعِد الجميع و ملامح الفرح اجتاحت وجوه كل منْ بالساحة و سقفوا له...

" شكرا ليكم لانكم تقدرتوا تتعايشوا في الضغط الفترة اللي عدت... ياريت تبقوا على نفس المستوى و انا هكافئكم... و بمناسبة اليوم اللطيف ده خدوا بقية اليوم إجازة... اللي عنده شيفت بالليل يعتبره ملغي... و اللي خلص شيفته دلوقتي يرجع بيته... ارتاحوا و نبدأ من جديد بكره... 

* بنحبك يا مستر يحيى... 

* هو ده المدير ولا بلاش... 

* ربنا يحفظكم لينا... 

* المكافأة جات في وقتها... شكرا جدا يا مستر يحيى... 

* ربنا يفتح ابواب الرزق في طريقك اكتر و اكتر... 

ابتسم لهم و فرح بمدحهم له... 

* مالك مش مبسوطة ليه ؟ 

' مين قال اني مش مبسوطة... ده انا هفرقع من الانبساط... بجد هتشل... كل واحد يبص عليا و يخبط كتف زميله و يتهامسوا و بيضحكوا... اكيد بيتكلموا عليا بسبب زفت ام الخبر اللي نزل ده... 

* فكك منهم... متركزيش اوي عشان متتعبيش... 

' اوووف... طيب... 

وسط كلام الجميع الجميل الموجه له نظر ل رهف... الكل سعيد ما عدا هي... تنهد و قال 

" حاجة اخيرة يا شباب... 

إلتفتوا له مجددا... 

" بمناسبة الخبر اللي نزل امبارح عني و عن زميلتكم رهف مصطفى... أحب اقولكم من غير لَف و دوران و بكل وضوع... الخبر ده كذب... مش هسمح لأي حد منكم يتكلم عليا او عليها بطريقة مش كويسة او يضايقها بأي طريقة... و اظن احنا كبار و عارفين عواقب كل حاجة... فبلاش جو تالتة ابتدائي ده اللي هو اسحب زميلي و اتكلم على ده و ده و مفروض اننا اكلنا عيش و ملح سوا... خلينا نبقى واضحين في وش بعض زي ما انا واضح معاكم... رهف موظفة زيكم و مش محتاج اعرف أي حد منكم انها بتشتغل اضعاف شغلكم... و مش محتاج اعرفكم انها شالت و حَلت مشاكلكم بتاعت يوليو اللي فات و الداتا اللي اتحذفت و هي اللي رجعتها... طبعا انتوا مفكرين اني نايم على ودني و معرفش المشكلة اللي حصلت في السيستم عندكم...  رهف اختكم... و اللي يتكلم عليها كلمة متعجبهاش... ميزعلش مني لما اطرده... اصل بالعقل كده... سهل اوظف موظف جديد... لكن صعب ألاقي سكرتير نائب عني في كل حاجة و شايل مسؤولية كبيرة فوق كتافه و مستحملني بكل أوامري و أمين على أسرار شغلي... ف زي ما بتحترموني و عاملين ليا حساب... هتحترموا رهف زميلتكم و تعملولها ألف حساب... و اللي مش عاجبه كلامي... عندك الباب اهو... افتحه و امشي... و من اللحظة دي سيرة الموضوع ده تتقفل... ولو اتفتحت تاني... براحتكم انتوا حُرين... اه صح... انا فتحت كل كاميرات الشركة من تاني بعد الصيانة... ف خلوا بالكم من كلامكم... اوكي ؟ 

قالوا في صوت واحد 

* تمام يا مستر يحيى... 


ارتدى نظارته و خرج لخارج الشركة... ركب سيارته و ذهب... امأ رهف في حالة ذهول مما قاله امام الجميع... سعدت كثيرا لانه وضع حدًا لذلك أمام الجميع... جاء زملائها اعتذروا منها... 

* بت يا رهف... 

' ايه ؟ 

* بصي... 

اخذت منها الهاتف و نظرت إليه و تفاجئت 

* الصفحة اللي نزلت الخبر اتقفلت خالص و جريدة اليوم منزلة اعتذار رسمي له... هو اللي عملها... مستر يحيى ده ملهوش حَل... طلع خطير و له نفوذ قوية... ( ضحكت ) يا عيني قفل الصفحة بتاعتهم خالص... 

' والله طلع جدع... 

* راجل و بيفهم... هو ده اللي انتي كنتي لسه شا*تمة عليه من كام دقيقة و عايزة تخلعي الكوتشي تضر*بيه بيه ؟ 

' انا قولت كده ؟ 

* ايوة قولتي كده... 

' لا مش انا... 

* اومال مين قال كده يا آخرة صبري ؟ 

' اللي قالت كده رهف الشريرة مش انا... 

* يا راااجل ؟ 

' الصراحة كنت متعصبة منه اوي... 

* و دلوقتي ؟ 

' عايزة اروح اشكره... 

* و مستنية ايه... روحي اشكريه... 

' بس هو مشي... و شكله مش جاي تاني لان خلى بقية اليوم إجازة... 

* اتصلي عليه ؟ 

' تفتكري هيرد ؟ 

* يلهواااي يا بت انا هتشل منك... اقولك ايه... هطلع اجيب شنطتي و شنطتك تكوني اتصلي عليه و شكرتيه عشان نروح سوا... يلا اتحركي... 

' حاضر... 

ذهبت حبيبة... وقفت رهف بجانب شجرة في الخارج و اخرجت هاتفها من معطفها و رنت على يحيى... 

" نعم يا رهف ؟ 

' مستر يحيى... ازيك و ازاي امك... 

" افندم ؟؟؟؟ 

استوعبت رهف ما قالته من لبختها... ابعدت الهاتف عن اذنها و قالت بصوت منخفض 

' يلهوي ايه اللي انا قولته ده !! 

" رهف... 

اخذت نفس عميق و اعادت الهاتف بجانب اذنها 

' نعم يا مستر يحيى ؟ 

" كنتي بتقولي ايه عشان مسمعتش كويس... ازيك و ازاي ايه... 

' لا متاخدش في بالك... 

" متصلة ليه ؟ 

' اتصلت عشان اقول لحضرتك شكرا بجد على عملته من شوية... و عرفت انك مسحت الخبر... ف شكرا اوي... 

" العفو... في حاجة تاني هتقوليها ؟ 

' لا... 

" سلام... 

انتهت المكالمة... جاءت حبيبة 

* يلا بينا... 

' يلاااا... 


في وسط البلد.... 

* مش فاهم انت جايبني ليه هنا ؟ 

" قولتلك يا خالد احنا جايين هنا نصطاد حمام... انت عارف ان هوايتي هي الصيد... 

* نصطاد حمام في وسط البلد ؟! يحيى انت كويس ولا حرارتك زادت ؟ 

" ايوة هنصطاد حمام في وسط البلد... 

* يحيى انت كويس ؟ 

" انا كويس اوي... 

قالها ثم اخرج من بنطاله مسد*س كاتم للصوت و وضع فيه 4 طلقـ,ـات و اخذ وضع الهجو*م 

* معلش استحمل اسألتي... انت دايما بتصطاد بالأسهم أو بالبند*قية... المسد*س ده بيعمل ايه هنا ؟ 

" هصطاد بيه... 

* مش مطمنلك... انت ناوي على مصيبة صح ؟ 

" ششش اسكت... الحمامة بتاعتي وصلت... 

* فينها ؟ 

" متبصش لفوق... اهي حمامتي قدامك... 

أشار له على شخص... نظر خالد و فتح فمه مترين 

* انا اعرف الولد ده... ده ابن عيلة الصاوي !! يحيى انت... 

قبل ان يكمل جملته... اطلق يحيى من مسد*سه طلقـ,ـة غرزت في جسد عمر !! 

" تمت العملية بنجاح ✅


البارت الخامس من رواية #شخص آخر 


* مش فاهم انت جايبني ليه هنا ؟ 

" قولتلك يا خالد احنا جايين هنا نصطاد حمام... انت عارف ان هوايتي هي الصيد... 

* نصطاد حمام في وسط البلد ؟! يحيى انت كويس ولا حرارتك زادت ؟ 

" ايوة هنصطاد حمام في وسط البلد... 

* يحيى انت كويس ؟ 

" انا كويس اوي... 

قالها ثم اخرج من بنطاله مسد*س كاتم للصوت و وضع فيه 4 طلقـ,ـات و اخذ وضع الهجو*م 

* معلش استحمل اسألتي... انت دايما بتصطاد بالأسهم أو بالبند*قية... المسد*س ده بيعمل ايه هنا ؟ 

" هصطاد بيه... 

* مش مطمنلك... انت ناوي على مصيبة صح ؟ 

" ششش اسكت... الحمامة بتاعتي وصلت... 

* فينها ؟ 

" متبصش لفوق... اهي حمامتي قدامك... 

أشار له على شخص... نظر خالد و فتح فمه مترين 

* انا اعرف الولد ده... ده ابن عيلة الصاوي !! يحيى انت... 

قبل ان يكمل جملته... اطلق يحيى من مسد*سه طلقـ,ـة غرزت في جسد عمر !! 

" تمت العملية بنجاح ✅

وقع عمر على الارض بين دمه و الناس اتلموا عليه... اما خالد في حالة ذهول 

* ايه اللي انت عملته ده يا يحيى !! 

" اصطادت حمامة... 

* حمام ايه... انت قـ,ـتلته !! 

" لا بجد ازعل منك... انا بتاع قتـ,ـل برضو ؟ 

* اوماال ايه اللي انت عملته ده ؟! 

" ده رصاصة في رجله... خليه يبطل جري وراء البنات و يتهد شوية... 

* انت تعرفه اصلا ؟ 

" عرفته من كام يوم... و ما شاء الله سُمعته الو*سخة مسمعة... 

* يحيى انت بتتكلم ببرود كده ليه ؟ عملك ايه اصلا عشان تضر*به بالمسد*س ؟! 

" اهو المرمي هناك هو ده اللي حاول يقتـ,ـل رهف مرتين... 

* انت بتقول ايه ؟ 

" انا مقدر حالة الذهول اللي انت فيها... شغل العربية و هقولك كل حاجة و احنا في الجيم... 

* لولا انك صاحبي كنت هبلغ عليك... تحمد ربنا اني بحبك... 

" يا عم اطلع بقا... ده انت قلبك خفيف... 

شغل خالد السيارة و ذهبوا... 


كانت حبيبة تشرب مشروبها الدافئ و تقلب في الهاتف... خرجت رهف من الحمام بعد ما استحمت و كانت ترتدي البورنص... وقفت بجانب المرآة تجفف شعرها بجهاز التجفيف... و بعد ما انتهت من تجفيفه فتحت علبة الكريم لكن وجدتها فارغة... 

' يوووه بقا... الكريم بتاعك خلص... 

* البركة فيكي بأم شعرك الطويل ده... يا بت ده العلبة كانت بتقعد معايا بالشهر... جيتي انتي يا هانم خلصتيها في اسبوع و كمان مش عاجب... اتفوووو... 

' خلاص يا ختي اكتمي... هحط زيت... 

وضعت زيت و وزعته على شعرها و مشطته ثم فتحت السيروم... 

' الآه ؟ حتى السيروم كمان خلص !! و اياكي تقوليلي ان انا اللي خلصته... 

* لا السيروم انا خلصته... 

' طب اهدي شوية ما انتي بشرتك زي الفل اهو... 

* خمسة في عينك... 

' نينيني..... 

فتحت رهف علبة مرطب الجلد 

' لا انا زهقت... حتى المرطب خلص... 

* اه المرطب انا خلصته... ما احنا في شتاء و بشرتي بتنشف من البرد بسرعة... 

' مينفعش الكلام ده... بقولك ايه... قومي إلبسي نشتري الحاجات اللي نقصانا... حتى عايزة اشتري جاكت صوف... 

* اتهدي يا رهف... مش عشان قابضين مكافأة يبقى نخلص فلوسنا من اول يوم... 

' النهاردة فرصة حلوة للخروج... لازم نستغلها... لان انا و انتي لما بنرجع من الشركة بنكون تعبانين و بنام على طول... ف يلا قومي إلبسي... 

* اوكي... 

نهضت حبيبة و فتحت الدولاب... فتشت في ملابس رهف 

* رهوف... 

' نعم ؟ 

* هلبس البلوڤر الاسود اللي في ورد أبيض ده... 

' ده بتاعي... 

* ما انا عارفة عشان كده بقولك... هلبسه 

' إلبسيه... بس لو وبر... همو*تك... 

* لا يا ختي متقلقيش... 

إلتفتت و اكملت اختيار الملابس 

* رهوف... 

' يادي النـ,ـيلة... هتسرقي مني ايه تاني ؟ 

* هلبس البنطلون الجينز الابيض الاوڤر سايز ده... و كمان هلبس الطاقية السودة الصوف دي... عندك شوية هدوم جامدة... 

' تحبي بالمرة تاخدي البوت الاسود بتاعي ؟ 

* تصدقي صح هيليق اوي على الطقم !! هلبسه معاهم... 

' بس بشرط... 

* اشرطي... 

' في جاكت صوف عندك لونه بيبي بلو... همو*ت عليه... 

* ده Don't touch ياما... بيشلني في غسيله... 

' على اساس هلعب بيه في الطين ؟ يا بت ده انتي مطقمة طقم كامل من عندي بالبوت بتاعي كمان... مستخسرة فيا حتة جاكت ؟! 

* يا ستي ربنا يخليكي ليا و اطقم من عندك كمان و كمان... إلبسي الجاكت بس فكريني نجيب مسحوق غسيل لما نخرج... 

' ماشي... 

* اطير انا بقا ألبس الطقم الجامد ده... 

' دي هدومي على فكرة... 

* خلاص يا ختي عرفنا انها هدومك... يلا اتحلحي و لمي شعرك ده و إلبسي... 

' اوكي... 


" بس يا سيدي... هو ده كل الحوار... 

* يا ابن ال ***** يا عمر... بقا كل الو*ساخة دي... تخرج من ورا العيل ده ؟! بس كنت بلغت عنه احسن من حوار انك تضر*به بالمسد*س... 

" لو بلغت الضابط هيقولي فين دليلك... فين شهودك... و رهف لو عملت ايه مش هتتكلم لاني حاولت معاها... 

* بتعمل ليه كده ؟ 

" بتحمي الواد اللي بتحبه... قصاد كده بتعرض نفسها للخطر... وحدة غبية... 

* اتمنى ميكونش حد شافك و انت بتضر*به... اكيد في كاميرات مراقبة في الشارع اللي كنا واقفين فيه... 

" عيب عليك كنت مأمن ضهري و عملت حساب النقطة دي... 

* حاسك بقيت بتميل للدم... مش انت يحيى الكيوتة اللي كنت اعرفه... 

" يخربيت ام الاسطوانة دي اللي بسمعها كتير... حتى ابويا قالي نفس الكلمتين دول... 

* عشان عنده حق... اتغيرت اوي... بقيت شخص تاني... لو تنسى بس و تبدأ من جديد... 

" مش هنسى يا خالد... و ريم هلاقيها يعني هلاقيها... 

* هتستفيد ايه لما تلاقيها تقتـ,ـلها و تدخل السجن في وحدة نجـ,ـسة زي دي ؟ 

" قلبي هيرتاح... 

* ده بيتهيألك... قلبك عمره ما هيرتاح بالشكل ده... انت بتوهم نفسك انك لو قـ,ـتلتها هترتاح... لكن لا... الحوار مش كده... انت مجر*وح و قلبك بينز*ف... و النز*يف ده مش هيقف غير لما تنسى... 

" انسى ازاي قولي ؟ انسى انها كانت بتجيبه بيتي و دخلته اوضتي و شوفتها بعيني و هي معاه... ولا انسى ان كل الفلوس اللي كانت بتسحبها مني تبعته له هو... ولا انسى انها رسمت عليا دور الحب و خلتني احبها و اتجوزها و في الاخر تنام مع راجل تاني... ولا انسى رجولتي و كرامتي اللي بقت في الارض بسبب كل عمايلها الو*سخة... ولا انسى انها لما كانت في حضني قلبها و جسمها مع واحد تاني... ده انا اول ما اتجوزتها احترمتها و مبصتش لأي وحدة تاني... وثقت فيها ثقة عامية... لا كنت بسألها انتي بتعملي ايه بالفلوس اللي بتسحبيها مني كل شوية ولا كنت بدور وراها هي بتصرف ده كله فين... في الاخر تسر*قني و تخو*ني !! يا اخي ده ابليـ,ـس بيخجل عنها... رغم كل الحب و الحنان اللي شافته مني برضو صممت تكمل هدفها الو*سخ... و بعد ده كله تقولي انسى يا يحيى !! قولي انسى ازاي ده كله ؟ قولي يا خالد ؟ 

* بس الامر مش هيتصلح انك تبقى قا*تل و تدخل السجن بسببها و تخلي عيلتك كلهم يمو*توا من الزعل و القهر عليك... 

" لا هيتصلح بكده... الحوار ده يخصني انا و بس... و مش هرتاح غير لما اقطـ,ـع رقبتها بإيدي... 

* يحيى متخليش غضبك يسطر عليك... 

" لو انت مكاني كنت هتعمل ايه ؟ 

سكت خالد قليلا 

" كنت عارف انك هتسكت... عشان تعرف ان الخيا*نة مش سهلة... متلومنيش بقا على اللي هعمله لاني عندي الحق في كل حاجة هعملها بعدين... 

* انا خايف عليك... 

" متخفش... وياريت تبطل شفقة عليا... انا مش عيل صغير... 

* انا عارف انك مجر*وح... انا حاسس بيك... 

امسك يحيى فقاز الملامكة و ارتداه بيده و قال وهو ينظر للأمام بجمود 

" مفيش حد حاسس بيا... مفيش حد حاسس بالنار اللي جوايا... كنت مغفل اوي و غبي... دمر*تني... بس ماااشي... كل شيء بأوانه... 

إلتفت لخالد و قال 

" تلعب بوكس ؟ 

* اكيد...


* كده اشترينا كل حاجة ؟ 

' استني اراجع الورقة... السمنة و الزيت ؟ 

* موجودين... 

' المكرونة و الرز ؟ 

* موجودين... 

' كيسين بسبوسة ؟ 

* موجودين... 

' 2 كيلو الكنافة ؟ 

* موجودين... 

' 3 كيلو لحمة و فرختين و كيس دبابيس الفراخ و الكبدة ؟

* موجودين...  

' الكريم شانتيه و الكراميل و السمسم و زبدة الفسدق و الشيكولاتة ؟ 

* موجودين... 

' بس كده تمام... اشترينا كله... 

* بس انتي نسيتي حاجة مهمة... 

' اه فعلا نسيت الفول السوداني و اللِب السوري !! 

* مش قصدي على الاكل يا رهف... قصدي نسيتي تشتري السكرين كير اللي نقصانا... 

' تصدقي صح ! 

* كفاية صَرف على البطن... بينا على الصيدلية... 

' يلا بينااااا.... 


' يعني الصن بلوك ده ب 600 جنيه ؟ 

• ايوة يا فندم ده ب 600

* ليه ان شاء الله... ده واقي شمس مش واقي ذنوب... مفيش خصم يا قطة ؟ 

• لا يا فندم... ده تمنه بعد الخصم... 

' كمااان... قولتلك يا زفتة بالراحة على الصن بلوك... خلصتيه اهو و تمنه غِلي... 

* انا مالي يا رهف... مكتبي دايما بيجي عليه شمس... يرضيكي وشي يتحر*ق ؟ 

' لا ميرضنيش يا عنيا... بقولك يا قطة طب بكام السيروم فيتامين C ؟ 

• ب 200 جنيه يا فندم... 

* لا بقاااا وسعيلي كده يا رهف... ايه مالك يا قطة... ده السيروم ده اشتريته من اسبوعين ب 80 حنيه... 200 ايه اللي بتقولي عليها دي... 

• سعر السيروم... 

* والله ؟ مالك بتقوليها بإنشكاح كده ؟ 

• دي اسعارنا يا فندم... لو مش قادرة تشتري عندك صيدليات كتير غير دي... 

* مين اللي مش قادرة تشتري ؟! ده انا اشتريكي انتي و الصيدلية دي كلها... يا قطة ده انا قابضة مكافأة و كمان قبضاها بالدولار... بتقبضي انتي بالدولار ولا جينهات فكة ؟

' حبيبة اتلمي... 

• كده عيب يا فندم و هطلب منكم بكل أدب تخرجوا بره انتوا الاتنين... 

' استني يا حبيبة... مين اللي يخرجوا بالضبط ؟ 

• حضرتك و حضرتها... 

' و عاملة نفسك كتكوتة و هتسوقي فيها عشان قولنالك يا قطة... بت انتي اتكلمي بأدب بدل ما اجيلك من ورا الازاز ده افر*تك دماغك !! 

• كده كتير اوي... هضطر ابلغ البوليس... 

' بلغي يا ختي مش هخاف... 

* يلهوي يا رهف... دي مسكت التليفون... شكلها هتبلغ البوليس بجد... 

' يا وقعة سودة... كان لازم نعمل فيها ستات قادرة... 

* هنعمل ايه ؟؟ 

' هو انتي لسه هتسألي ؟ كياسك و اجري لبره !! 


بعد ما انهى يحيى يومه مع صديقه... عاد للبيت... فتح الباب و وجد رغد تجلس مع والدته... تفادهم و ليذهب لغرفته ف قالت والدته 

- يحيى ! 

" نعم يا ماما ؟ 

- مش هتيجي تسلم على رغد ؟ 

نفخ بضيق و إلتفت و قال بإبتسامة اصطناعية

" ازيك يا رغد ؟ 

* تمام الحمد لله... و انت ايه اخبارك ؟ 

" تمام... 

قالها ثم صعد لغرفته... لاحظت ناهد طريقة رده على رغد 

- هو انتوا متخانقين ؟ 

* خلاف صغير... متقلقيش... انا هصالحه... 


وضع يحيى شنطة التدريب على الاريكة و خلع الكوتشي... قام بنزع الهودي الذي يرتديه ليبقى عا*ري الصدر... فتح الدولاب

* يحيوحي... 

إلتفت لذلك الصوت... انها رغد... تنهد بضيق و قال و هو يلبس مجددا نفس الهودي 

" قولتلك مليون مرة تخبطي على ام الباب... 

* على فكرة... انت كنت سايب الباب مفتوح... 

" بيتي و انا حُر... بعدين بتعملي ايه هنا ؟ 

اقتربت منه و لفت يداها حوالين رقبته و قالت 

* انت لسه زعلان مني ؟ 

نزع يداها من عليه و قال 

" رغد... عايزة ايه من الاخر ؟ 

* انت عارف كويس اني بحبك... مش معنى اني نرفزتك مرة ولا اتنين يبقى بكر*هك... بالعكس انا بحبك اوي...( وضعت يدها على ذقنه و نظرت داخل عيناه و اكملت ) لو تسمح بس اوضحلك اد ايه انا بحبك... 

اقتربت من شفتاه لتُقبله ف ابتسم بخبث و اقترب هو أيضا و قال على آخر لحظة

" مبحبش الصنف الساهل ده... 

قالها ثم ابعد يدها عنه... شاطت رغد غضبًا 

* قصدك ايه بكلامك ده ؟ 

" اظن ان كلامي واضح بما فيه الكفاية... مش عيبط انا عشان اغلط معاكي... 

* بقولك اني بحبك... و دي مش من دلوقتي... ده من زمان... 

" زمان عن دلوقتي مش هيفرق... انتي ولا حاجة بالنسبالي... مجرد صلة قرابة ما بينا اتمنى تتمسح... 

* يحيى لو مبطلتش تكبرك و غرورك ده عليا هوريك وشي التاني... 

" هتعملي ايه يعني ؟ 

* هقـ,ـطع هدومي و اصرخ و ألم البيت كله عليك و اقولهم انك حاولت تغتصـ,ـبني... و شوف بقا هيحصلك ايه بالذات من ابوك اللي هيتصدم فيك يا محترم... 

" اه و بعدين ؟ 

* مفكر اني بهزر ؟! انا بتكلم بجد... 

" المفروض اخاف يعني و اقولك انا تحت امرك يا ملكة ؟ المهم يا رغد... هتعرفي تقـ,ـطعي هدومك لوحدك ولا اساعدك ؟ 

تفاجئت رغد من جرائته و من نظرته لها التي ليس بها اي ذرة خوف...

* ماشي يا يحيى... هندمك ندم عمرك على رفضك ليا... 

" ايوة يعني هتعملي ايه ؟ هتغيري لون شعرك ولا ايه ؟ 

نظرت له بغضب و ذهبت... ضحك يحيى بسخرية عليها و اغلق باب غرفته بالمفتاح... تنهد بإرتياح ثم اشتم رائحة الهودي 

" هتخـ,ـنق من ريحة العرق... منك لله كان زماني غيرته و اخدت دُش من بدري... ربنا ياخدك انتي و ريم... لا ريم خليها... دي بقا هديها لعزرائيل بنفسي... 

ابتسم بشَر و اخذ ملابسه و دخل الحمام... 


' حلو كده ولا نعمل فيديو غيره ؟ 

* لا ده جامد... ابقي ابعتهولي انزله استوري... 

' والله احنا مكانا مش هنا... مفروض نبقى بلوجرز... 

* عندك حق... اشترينا الاكل و الاسكين كير و الهدوم و شربنا لاتيه و عملنا 8 فيديوهات تيك توك... يلا كفاية لَف... 

' رجلي وجعتني اصلا... يلا نمشي... 

امسكوا الاكياس و ذهبوا لمحطة المترو... 

' بت يا حبيبة... حبييييييبة... يا ولية ردي بدل ما اكسـ,ـرلك الايربودز اللي انتي مبسوطة بيها دي... 

* ايه مالك خرمتي ودني ! 

' بصي مين جاي علينا... 

نظرت حبيبة وجدت خالد يأتي نحوهم... 

- ازيك يا رهف ؟ 

' تمام يا استاذ خالد... و حضرتك ؟ 

- انا تمام ( نظر ل حبيبة ) ازيك يا آنسة حبيبة ؟ 

* انا ؟ انا زي الفل... و حضرتك ؟ 

- تمام الحمد لله 

تعجبت رهف... انه قال يا آنسة حبيبة... لماذا لم يقل لها يا آنسة مثل صديقتها ولا هي مُطلقة ولا تعلم هذا ؟! 

- شكلكم راجعين من شوبينج كبير... 

* اه انا و رهف اشترينا الحاجات اللي ناقصين البيت... 

- كل ده ؟ 

* حلاوة المكافأة بقا... 

- ربنا يذيكم اكتر و اكتر... على كده انتوا عايشين سوا ؟ 

* ايوة... 

- من غير راجل معاكم ؟ 

* لا لا عندك لو سمحت يا استاذ خالد... انا بنعرف نحمي نفسنا كويس اوي... ولا اقولك فكك من رهف دي بسكوتة انا اللي بحميها اصلا... 

' لا والله ؟ يلهوي على كَم المجر*مين اللي شافوني معاكي و راحوا استخبوا... 

* خافوا من هيبتي... 

' نينينيني... بعدين خدي هنا... ده انتي شنطتك مفيهاش غير حلاقة فلامنجو... لو طلع علينا حرامي كنتي هتعملي ايه ؟ 

* هعمله شنبه... و معايا فتلة كمان... هعمله حواجبه و اخليه حرامي نضيف... 

ضحك خالد بشدة من كلام حبيبة... 

' دمك سِم... 

- لا يا رهف... الحق لازم يتقال... دمها خفيف... 

* الله يسترك... انت جدع على فكرة... مش زي الاستاذة... محسوبة عليا صديقة عمري و خلاص... 

' شوف البت !! 

- انتوا مفروض متقعدوش سوا ابدا... ده ناقص تشدوا شعر بعض قدامي... 

* منك لله يا رهف انتي دايما كده فضحانا... 

' انا ؟!! 

* ايوة انتي... 

' حسابك في البيت... 

* قولي بقا يا استاذ خالد... حضرتك جاي من فين ؟ 

- جاي من الجيم... 

* مش وراك غير الجيم ؟! شكلك عاطل ولا ايه... 

رهف نكزت حبيبة في كتفها 

* كتفي يا متـ,ـخلفة !! 

ضحك خالد و قال 

- لا مش عاطل يا آنسة حبيبة... الجيم اللي جاي منه ده بتاعي... و فاتح كافيه و مطعم... بس معظم وقتي بقضيه في الجيم... 

قالت رهف 

' طب ازاي... مش حضرتك خريج صيدلية اصلا ؟ 

- اه خريج صيدلية و فاتح صيدلية عند مسجد نور الاسلام... 

' عند مسجد نور الاسلام امممم... ( اخفضت صوتها ) بت يا حبيبة انا حاسة اني عديت ناحية المسجد ده... 

* و انا كمان... اسأليه على اسم الصيدلية كده... 

' الصيدلية بتاعتك اسمها ايه يا استاذ خالد ؟ 

- صيدلية ( هُدى المنتصر ) مسميها على اسم امي الله يرحمها... 

' الله يرحمها... 

* الله يرحمها... 

مالت رهف على حبيبة و قالت 

' مش دي نفس الصيدلية اللي ردحنا فيها انا و انتي للبت الصيدلانية و كانت هتبلغ عننا البوليس ؟ 

* ايوة هي... 

' يا وقعتنا السودة اكيد هتقوله... 

* سيبيلي انا الطلعة دي... احم... استاذ خالد... 

- نعم ؟ 

* انا و رهف روحنا الصيدلية دي... بجد انا مستاءة... 

- الآه... ليه ؟؟

* اسعارك غالية اوي... يعني ايه صن بلوك ب 600 جنيه و سيروم ب 200... اسعار دي بذمتك ؟ 

- بحط السعر على حسب المنتج زي ما بستورده من بره... بس مش هخليكم تستاؤوا تاني ( اخرج من حقيبته كارت و مرره لهم ) ده كارت بخصم 60% على اي حاجة من الصيدلية بتاعتي... سواء أدوية أو منتجات للبشرة... خدوا و المرة الجاية لو عديتوا على الصيدلية بتاعتي خلوا الصيدلانية تشوف الكارت ده... 

* كنت فين من زمااان يا استاذ خالد...( اخذت منه الكارت ) شكرا اوي... 

' بس في مشكلة... 

* اخرسي يا رهف... 

' لا لازم يعرف... 

- ايه المشكلة ؟ 

' احنا لما روحنا اتخانقنا مع الصيدلانية و كانت هتطلب البوليس... بس احنا هربنا... لما نروح تاني هترضى تدخلنا ولا هنتطرد ؟ 

- لا متقلقيش... انا هكلمها و اقولها انكم تبعي... 

' تسلم اوي... 

* ربنا يكتر من امثالك... 

نظر لحبيبة مبتسمًا هذه اول مرة يتكلم معها خارج الشركة... و اعجب بعفويتها و رهف لاحظت نظراته لها و ابتسامته التي لم تفارق وجهه و هي أمامه... جاء اخيرا المترو... 

- عنكم يا بنات... 

قالها ثم حمل بعض الاكياس ليخفف عنهم ذلك الحِمل... و دخلوا المترو و جلسوا 

* والله انت ابن بلد... الاكياس كانت هتقـ,ـطع ايدي من تُقلها... 

- انا في الخدمة في اي وقت 

ابتسم لها و هي بادلته الابتسامة... اخرج خالد هاتفه و انشغل به... كانت حبيبة تنظر ليداه الاثنتين له من تحت ل تحت... قالت رهف في اذنها 

' متقلقيش... خالد اعزب... 

* و بتقوليلي ليه ؟ 

' اصل شيفاكي بتبصي على ايديه كتير... فاضية متقلقيش... 

* و انتي متأكدة كده ليه ؟ 

' سمعته من كام يوم و هو بيرغي مع مستر يحيى و قال انه زهق من العزوبية و بيدور على بنت الحلال... يا بنت الحلال يا حبيبة... 

* انا مبفكرش في كده.... بت اتلمي !! 

' عيوني... 


بعد 3 ساعات...... 

طُرق الباب و قال يحيى 

" ادخل... 

دخلت إسراء اخته و ركضت اليه و عانقته 

* وحشتني... 

ضمها إليه و ربت على ظهرها 

" انتي اكتر...( اخرجها من حضنه و لمس وجنتها ) اخبارك ايه في الجامعة ؟ 

* تمام اوي... داخلة على فاينال... 

" شدي حيلك و ركزي... عايز امتيازات... 

* عيب عليك... هو انا عمري خذ*لتك... 

" هي دي اختي... اي حد يضايقك هناك... 

* اقوله اني اخت يحيى ياسر الكيلاني 

" سيبي عليا انا الباقي... 

غمز لها و ضر*ب كفه بكفها 

* تعالى اتعشى معانا... 

" حاضر... روحي انتي و انا جاي وراكي... 

ذهبت و سبقته للاسفل... 

ارتدى يحيى جاكته... خرج من غرفته... نظر أمامه اذ بعاصم قال بصوت مرتفع

* يحيووووح... 

" خضتني يا عم... في ايه مالك ؟ 

* هو غلط اني اخض اخويا الكبير يا يحيوحي ؟ 

" اكبر شوية... بعدين متنادنيش بأم الاسم ده تاني... 

* الآه ليييه ؟ 

" بكر*هه... 

* يا يحيوحي... 

ضر*به يحيى على كتفه بالبوكس.. 

* ايييه يا عم ايدك تقيلة... هزار ده بذمتك ؟! 

" يعني تدريب البوكس جاب نتيجة ؟ 

* اه يا عم جاب نتيجة... خلعت كتفي من مكانه... 

" انا ؟ ده انا غلبان... 

* لا واضح... يلا ننزل عشان نتعشى... 

" بابا جه من بره ؟ 

* قال انه هيتأخر و قال متستنونيش... 

" ليه في حاجة ؟ 

* مش عارف... 

" طب يلا ننزل... 

نزلوا سويًا... جلس عاصم بجانب كرسي يحيى ڪ عادته... سحب يحيى كرسي من السفرة و جلس عليه... أخذ تفاحة من طبق الفواكه... فهو يحب التفاح كثيرا... قالت ناهد 

* بُص يا يحيى على الفرد الجديد الموجود معانا دلوقتي... 

رفع يحيى رأسه... تفاجئ عندما وجد رهف أمامه 

' هاي مستر يحيى... 

وقفت قطعة التفاح في حَلقِه و اختنق من تلك المفاجأة... 

* ابني بيمو*ت !! 

ضر*به عاصم على ظهره لكن مازال مختنقًا... 

* هاتوا مية بسرعة !! 

جاء إحدى الخدم و قدم له كأس به ماء... اخذه يحيى بسرعة و شربه... و اخيرا مرت قطعة التفاح من حَلقِه... إلتقط انفاسه اخيرا... نظر لرهف و قال 

" في حاجة حصلت في الشركة ؟ مين ما*ت ؟ 

' مفيش حد ما*ت و الشركة تمام... 

" يبقى جاية ليه ؟ 

قالت ناهد 

* انا عزمتها على العشاء و وافقت تيجي بالعافية... اصل اول ما اتعرفت عليها قلبي انفتحلها و بقالنا فترة بنتكلم واتس... ف حبيت نتقرب اكتر و جبتها تتعشى معانا... 

" اه... اذا كان كده هتعشى في اوضتي... بلغوا الخدم يجبولي الاكل فوق... 

* ليه تتعشى لوحدك يا يحيى ؟ 

" مبحبش اقعد مع حد بيبتسم في وشي و من ورا بيشتـ,ـمني... 

قالها و هو ينظر لرهف بحِدة... تعجبت رهف... معنى كلامه انه هناك أحد اوصل له كل الكلام الذي قالته عليه أثناء غضبها منه... قالت في سرها 

' يا وقعتي السودة... 

حمحمت رهف و نهضت من الكرسي و قالت و هي تنظر لساعة يدها... 

' طب بقولك يا ناهد... همشي عشان ممكن ملاقيش مترو شغال بعد شوية... 

* تمشي ايه... اقعدي يا بت... 

قالتها و هي تشدها من يدها و اجلستها على كرسيها مجددا... 

' بس... 

* مبسش يا رهف... الظاهر كده في خلاف ما بينكم... ده الخلاف ده في الشغل جوه الشركة... أما هنا غير... 

" عن اذنكم... 

قالها يحيى و إلتفت ليذهب لكن والدته شدته من يده و اجلسته مكانه... 

" يا ماما... 

* بلا ماما بلا زفت... اقعد ياض... 

" ياض ؟ ( نظر لرهف ) انتي السبب... خليتي امي سرسجية زيك... 

' والله ؟ انا اللي عملتها السرسجية ؟ ليه حضرتك شايفني ماشية بمـ,ـطوة و واخدة شبورة عند حاجبي ولا ايه ؟ 

" مش بعيدة عليكي... 

' نينينيني... ظريف اوي... 

" الظريف ده هيرفدك قريب... 

' ارفدني... مش بخاف... 

* بس اخرسوا انتوا الاتنين !! 

قالت ناهد ذلك بزعم... سكتوا هم الاثنان ثم اكملت كلامها و قالت 

* بُص يا يحيى... اخرج من جو الرئيس ده... انت هنا مش مستر يحيى... انت هنا ابني... و رهف هنا مش السكرتيرة بتاعتك... هي هنا ضيفتي انا... و من واجبك و غصب عنك تحترمها طول الوقت اللي هتقعده هنا... واضح ولا اوضح اكتر ؟ 

" واضح يا ماما... 

قالها و هو يجز على أسنانه بغضب و يرقمها بنظرته الحادة... 

* جدع يا يحيى... و انتي يا رهف... كلامي مفهوم ؟ 

' مفهوم بس لو سمحتي يا ناهد متخليش الكائن ده يتكلم معايا طول ما انا قاعدة هنا... 

امسك يحيى الشو*كة و نهض من كرسيه و قال 

" انا كائن ؟؟ 

امسك عاصم يده و قال 

- اهدى يا يحيى... 

" دي بتقول عليا كائن !! 

- معلش دي ضيفتنا برضو... 

قالها عاصم و هو يضحك... وجه يحيى الشو*كة عليه و قال بغضب

" بتضحك على ايه يا بتاع انت كمان...  

- مش بضحك ده بيتهيألك... اقعد بقا و اتهد و هات الشو*كة دي... 

اخذ عاصم منه الشو*كة... جلس يحيى مكانه... و عاصم و إسراء ينظرون لبعض و يضحكون على أخاهم و رهف... تأفأف يحيى و نظر لوالدته التي تتكلم مع رهف كثيرا و منسجمان سويًا... 

" معلش بقطع الحديث التافه ده... انتوا ازاي اتعودتوا على بعض كده بالسرعة دي ؟ 

' عادي... سِننا قريب سِن بعض ف اتفاهمنا بسرعة... 

" سِن ايه اللي قريب يا رهف... دي اد جدتك... 

* ولد !! 

" آسف يا امي بس استغربت... 

* قليـ,ـل الادب معرفتش اربيك... اقعد ساكت... إياك اسمع صوتك تاني... 

" حاضر... 

نظرت رهف ليحيى نظرات ساخرة ثم عادت للحديث مع والدته... جاء الخدم بالطعام 

* بصي بقا... البيت هنا بيتك و الاكل على السفرة ده كله اكلك... خدي راحتك كإنك في بيتك بالضبط... 

" ما هي لو اخدت راحتها كأنه بيتها يا أمي... هتمسح السفرة بكل الاطباق اللي عليها... مش هتخلي حاجة لينا... 

' على الاقل باكل كتير و مش بتخن... مش زي واحد يا عيني كل دقيقة رايح الجيم عشان خايف طبق الكشري يتخنه و يضيع الفورمة بتاعته... 

" ناوية على طردك صح ؟ 

* خلاص اسكتوا... ايه مبتزهقوش من الخناق ؟ 

صمتوا... نظرت رهف ليحيى من فوق لتحت و هو كذلك... امسكت ناهد الدجاجة و قطعت منها الدبوسين و ضعتهم في طبق رهف 

* بالهناء و الشفاء... 

' شكرا... 

" بس انا بحب دبوس الفرخة... ازاي تديها الدبوسين لوحدها ؟ 

* عشان هي ضيفتي... عندك البطة اهي... خُد منها الحتة اللي تعجبك... 

" بس انا عايز دبوس الفرخة ! 

' بموت في دبابيس الفراخ... هاكلهم كلهم... 

قالت ذلك و هي تتعمد ان تستفزه 

* بالهناء يا قلبي... يلا ابدأوا أكل يا حبايب قلبي... 

بدأوا جميعهم بالاكل... كان الجميع سعيد ما عدا يحيى... فهو لا يريدها ان تكون أمامه بعد ما عرف كل الذي قالته عليه وراء ظهره رغم كل شيء فعله لاجلها... انتهى العشاء و جاء الخدم اخذوا الاطباق... جلسوا سويًا في الصالون يشربون السحلب و القهوة 

* قوليلي يا رهوف... 

' اممم... 

* مفكرتيش تتجوزي ؟ 

' لا... 

* ليه يا بنتي ؟ 

' مش عارفة... لسه ملقتش ابن الحلال... 

* ربنا يرزقك بيه... 

تعجب يحيى من ردها... معنى كلامها ذلك انها تنكر علاقتها بمروان... لكن لماذا ؟! 

نظر يحيى للهاتف فهو ينتظر اتصال مهم على أحر من الجمر و يَعِد الدقائق و الثواني... 

' عايزة اشرب... 

* ثواني انادي على الخدم... 

' لا لا... الخدم تعبوا بما فيه الكفاية... المطبخ فين ؟ 

* عندك على اليمين... 

نهضت رهف و توجهت للمطبخ... بعد دقائق نهض ورائها يحيى... ضحكت ناهد و قالت 

* لايقين على بعض اوي... حِبوا بعض بقا... 

وجدت رهف شوب المياة على الطاولة التي بالمطبخ... اخذت كأس منه و شربت... إلتفت وجدت خلفها يحيى يقف كالحائط الغاضب 

' مستر يحيى !! ازيك و ازاي عيالك ؟ 

" كويسين... و اتتي جوزك عامل ايه ؟ 

' كويس... 

" رهف... 

نظر لها بحِدة و بدأ بالاقتراب منها خطوات متتالية... بلعت ريقها بخوف... حان الآن وقت الحساب... 

' مستر يحيى اسمعني... انا لما شتـ,ـمت على حضرتك و قولت الكلام اللي وصلك ده... كنت مضايقة من حضرتك لانك ممسحتش الخبر... فأنا بتأسف لحضرتك جدا جدا و ده مش هيتكرر تاني... بعدين عادي يعني... اضايقت و قولت كلام من ورا قلبي... اكيد حضرتك تتضايق مني بتشـ,ـتم عليا... 

" لا يا رهف مش بشـ,ـتم من ورا ضهرك... تعرفي ليه ؟

' ليه ؟  

" لاني مش بوشين زيك... اه سوري... قصدي 3 وشوش... 

' 3 وشوش ؟! ممكن توضح ؟ 

" بجد مصدوم فيكي... 

' يادي النيـ,ـلة... انا عملت ايه تاني ؟ 

" دلوقتي من كام دقيقة امي سألت و قالت مفكرتيش تتجوزي... 

' اه و بعدين ؟ 

" كان ردك عليها انك لسه ملقتيش ابن الحلال... 

' ايوة لاني لسه ملقتهوش فعلا... 

" والله ؟! عيبط انا عشان اصدقك ؟ 

' الصراحة مش فاهمة معنى كلامك... 

" لا فاهمة... و فاهمة كويس اوي... بس عاملة نفسك من بنها

' معلش استحملني... فهمني معنى تلميحات حضرتك دي... 

" خلاصة تلميحاتي دي انك مجرد وحدة كذابة... 

' انا كذبت في ايه ؟ 

" مش عارفة يعني كذبتي في ايه ؟ 

' اه والله مش عارفة... ياريت تعرفني و كفاية كلام مُبهم...

" ليه كذبتي على امي و قولتي ان مفيش حد في قلبك ؟ 

' دي حقيقة... 

" و حبيبك راح فين ؟  

' قولتلك معنديش حبيب... 

" بالسرعة دي بعـ,ـتيه و اتخليتي عنه ؟ 

' ياربي !! طب هو مين ده اللي انا بعـ,ـته و اتخليت عنه ؟ تقصد مين بكلامك ده ؟ 

" قصدي على حبيبك مروان...

مجرد ما سمعت منه تلك الجملة انفـ,ـجرت ضاحكة في وجهه 

' لا لا بجد جامدة... يلهوي هموووووت 

" بتضحكي ليه ؟ 

' آسفة والله كلامك مضحك اوي... ده شوية و كنت هقتنع من طريقتك اني متجوزة في السِر و معرفش... اه يا بطني هموووت بجد... 

" رهف... اتكلمي عِدل... 

' ثواني بس... 

ظلت تضحك بشدة ثم تمالكت نفسها عندما نظر لها بحِدة... شربت بعض الماء و هدأت 

" خلصتي ضحك ؟ 

' اه خلصت... 

" ردي على سؤالي... بتخفي ليه علاقتك بمروان ؟ 

' اممم... يا ترى بخفي ليه علاقتي بمروان ؟! يمكن مثلا عشان مفيش علاقة ما بينا اصلا... ف ليه اعترف بعلاقة مش موجودة من الاساس ؟ 

" ازاي ؟ انتوا اتخانقتوا... انا شوفتكم... 

' اه فعلا اتخانقنا شبه خناقة كده و هو من ساعتها متجنبني... 

" ليه ؟ 

' انا شايفة ان حضرتك مهتم بالحوار ده زيادة عن اللزوم... 

" رهف... جاوبي على اد سؤالي... 

' اوكي... كل الحوار ان مروان طلع بيحبني و اعترفلي بكده وسط ما بنتخانق يوم انتشار الخبر على النت... 

" بيحبك ؟! 

' اه... متفاجئ ليه ؟ انا قمر و اتحب بسرعة... 

قالت ذلك و هي تزيح شعرها للخلف بغرور... نزر داخل عيناها و قال 

" و انتي بتحبيه ؟ 

' لا... مقدرش اشوفه اكتر من اخويا و زميلي في الشركة... معنديش اي مشاعر اتجاهه... 

" و هو عارف بكده ؟ 

' اه قولتله كل حاجة بوضوح... اصل مقدرش اخليه يحبني و يتعلق بيا و انا مبحبهوش... مش عايزة اظلمه او اجر*حه بأي شكل لانه إنسان كويس و يستاهل كل خير... اي نعم زعل مني بس كام يوم و ينسى و يفهم ان اللي حصل ده هو الصح لينا احنا الاتنين... خلاصة كلامي اني مكذبتش في اي حاجة قولتها... حلو كده يا مستر يحيى ؟ 

كان صامتًا فقط ينظر لعيناها و هي كذلك... امسك ذقنها رفع رأسها إليه... 

' مستر يحيى... 

و بدون أن ينطق ببند كلمة... اقترب منها و اخذ شفتاها في قُبلة... اغمضت رهف عيناها و دقات قلبها ترتفع... شدها إليه و عانقها... 

" رهف... 

فتحت عيناها لتجد ان تتخيل لا أكثر ولا حدث اي شيء مما رسمه لها عقلها الباطن... 

" ايه... سرحتي فين ؟ 

' ءءء... مفيش حاجة... 

" على العموم تمام يعني... كنت بسألك بس عشان مروان زي اخويا الصغير... ف فكرت انك بتخلعي منه... 

' لا مفيش حاجة... مفيش حاجة ازيد من قولته لحضرتك... 

رن هاتفه... نظر و قرأ الاسم و ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتاه ثم إلتفت و ذهب من باب الحديقة... شربت رهف كأس ماء آخر و اخذت رهف نفس عميق... قالت و هي تتحسس حرارة وجهها بيدها 

' انا مش كويسة خالص... دي تاني مرة اتخيله بيقرب مني... في ايه مالك يا رهف ؟ ده مستر يحيى... يعني مستحيل يحبك او يبصلك اصلا... فوقي بقااا... 

استعادت وعيها ثم عادت لوالدته... ودعتها و اخذت حقيبتها و ذهبت... 


* يحيى باشا... معلش اتأخرت عليك في الرد... 

" مش مهم... المهم... لقيتها ؟ 

* اه لقيتها... هي هي نفس اللي في الصورة... و هي دلوقتي عندي في المخزن... تحب اوجب معاها انا و رجالتي ؟ 

" لا توجب ايه بس... لحد هنا و مُهمتك انتهت... الباقي عليا... انا اللي هوجب معاها... 

* براحتك يا باشا... طب ايه يا باشا مش هتكا... 

" متقلقش... خلال ربع ساعة هتلاقي الـ 10 مليون في حسابك... ابعتلي عنوانك حالًا... 

* عنيا... 

اغلق يحيى هاتفه و ابتسم بشَر... اخرج سيارته من الجراج... ركب سيارته... اخذ نفس عميق ثم فتح تابلو السيارة... اخرج منه سـ,ـكين كبير و حاد... نظر للسـ,ـكين و قال 

" اخيرا جات اللحظة اللي بتمناها من 3 سنين... انا عند وعدي يا ريم... السـ,ـكينة دي هفصل بيها رأسك عن جسمك... و هدخل السجن و انا في قمة السعادة... المهم مو*تك يبقى على ايدي انا وبس !! 

وضع المفتاح في السيارة و دهس على الفرامل و انطلق... 



تكملة الرواية من هنا






تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close