expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية كارمن البارت العاشر والحادي عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية كارمن البارت العاشر والحادي عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية كارمن البارت العاشر والحادي عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

 البارت العاشر

- الحل الوحيد ان رشيد يتجوز. 

نظرت اليها والدتها باهتمام تفكر في اقتراحها، تنهد الجد بقلة حيلة لانه يعلم بعدم موافقة حفيده على الزواج بعد فشل زواجه الاول. تحدثت والدة رشيد بعد تفكير:

- عندك حق يا رهف.. مفيش حد هيقدر ينسيه البنت دي غير بنت تانيه.. بس المهم تكون بنت كويسه ومن عيله تشرف عيلتنا. 


نظر اليهما الجد وزفر بغضب، ثم تحدث الي زوجة ابنه:

- لما وجيه يرجع من شغله خليه يجيلي اوضتي.. لازم اتكلم معاه ونفكر في حل. 


بهتت ملامحها وهمست بداخلها:

- هو وجيه فاضي لحد! 


نظرت رهف الي والدتها وتحدثت بتأكيد:

- فعلا يا ماما، بابا لازم يساعدنا ويشوف حل مع رشيد. 


أومأت والدتها برأسها بالايجاب وهي تفكر في إهمال زوجها لها ولعائلته. 


*******


بداخل شقة رشيد. 

انتهت كارمن من ترتيب المنزل واستقبلت زميلاها بالمطعم والذي جاء بالمأكولات ومستلزمات الحفل التي طلبها رشيد من مديرهم. تركها زميلاها لكي تقوم بعملها في التخديم بهذا الحفل الصغير وعاد هو الي عمله. 


اعدت كل شئ بعد ترتيب المنزل ولم تستطيع البقاء في المنزل لاستقباله هو وزوجته وابنه، لا يمكنها فعل ذالك، تشعر بنيران تحرق قلبها كلما تذكرت انه استطاع الزواج من اخري. 


ذهبت من المنزل قبل عودته، ركضت وكأنها تهرب من مواجهته ولا تريد رؤيته مع عائلته الصغيرة التي كونها بعد انفصاله عنها. 


عاد رشيد الي المنزل ومعه مروان ابن شقيقته، كان المنزل هادئًا ولمستها الرائعه في ترتيبه كانت واضحة. تقدم إلى الداخل وبحث عنها في كل مكان ولم يجدها. اقترب منه ابن شقيقته وتحدث اليه بصوته الطفولي:

- خالو.. احنا هنعمل ايه؟ 


نظر اليه بتفكير، ثم تحولت نظراته الي الغموض واجاب بمكر:

- هنلعب شوية. 


ابتسم الطفل بسعادة وركض يلهو ويلعب امامه، ابتسم بمكر وهو ينظر الي هاتفه، بحث عن اسم خالد صديقه واتصل عليه وانتظر رده وهو يرتب خطته بتفكير عميق. لحظات قليله واجاب عليه خالد بسعادة:

- رشيد عامل ايه طمني عليك؟


اجابه رشيد بهدوء:

- خالد انا محتاج منك خدمه ضروري. 


تحدث خالد بثقة:

- وانا تحت امرك يا رشيد. 


ابتسم رشيد بقسوة وأخبره ماذا يريد. 


*******

بعد ثلاث ساعات بداخل الغرفة التي تمكث فيها كارمن مع والدتها. 


كانت كارمن تجلس متكومة فوق الفراش بنفس الثياب التي اتت بها ولم تبدل ثيابها، كانت شارده به؛ تفكر ماذا يفعل الان مع زوجته وابنه! كيف يحتفلون؟ 


تابعت والدتها شرودها وحزنها الواضح بستغراب، لم تسألها ما بها! تجاهلتها وجلست تقرأ احدى الصحف وتتابع الموضه وهي تتحسر على حالها وما وصلت اليه بعد الثراء الذي كانت تعيش به. 


بعد دقائق قليله استمعوا الي صوت طرق قوي على باب الغرفة، حتى كاد الطارق ان يحطم الباب. وقفت كارمن مسرعة وفتحت الباب بقلق. صدمها وجود رجال الشرطة امام الغرفة، حدقت بهم بصدمة وارتجف جسدها بشدة، همست بصوت مبحوح وهي تسألهم ماذا يريدون:

- نعم.. حضراتكم عايزين مين؟! 


اجابها الضابط بقوة:

- انتي كارمن الهوارى؟ 


جف حلقها بخوف، شحب وجهها وهي تحدق به بصدمة، بللت لعابها واجابته بخوف:

- ااه.. انا. 


التفت ينظر الي رجاله وتحدث اليهم بأمر:

- هاتوها. 


اقترب منها رجال الشرطة وقاموا بالامساك بها، صرخت بين يديهم بخوف وهي تردد بهلع:

- في ايه؟ انا عملت ايه؟ 


لم يجيب عليها احد، اخذوها الي سيارات الشرطة بالاسفل. وقفت والدتها تتابع ما يحدث بستغراب، لم تتحرك من مكانها وهم يأخذون ابنتها امام عيناها، ولم تفكر في الالحاق بها، همست الي نفسها بثقة "اكيد في حاجة غلط وهيرجعوها تاني! كارمن مش ذكية عشان تعمل حاجة خارجة عن القانون!!" 


صعدت كارمن الي داخل سيارة الشرطة، كانت تبكي بخوف واهل الحي يقفون على الصفين يشاهدون ما يحدث معها ويتسألون ماذا فعلت هذه الفتاة!


*******

في وقت باكر جدا من صباح اليوم التالي ومع اول ظهور لخيوط الشمس. 


بداخل قسم الشرطة.

جلس رشيد امام الرائد خالد صديقه وزميله سابقًا قبل ان يخسر رشيد عمله بالشرطة منذ اربعة اعوام. 


تحدث اليه خالد بثقة وهو يخبره ماذا فعل مع كارمن بعد مكالمته: 

- بعت ظابط ثقة من رجالتي المطعم اللي هي بتشتغل فيه وخدوا العنوان من هناك وراحو خدوها من البيت. 


أومأ برأسه وهو يستمع الي نجاح خطته، ثم نظر الي خالد وتحدث اليه بفضول:

- وهي فين دلوقتي؟ 


توتر خالد قليلاً واجاب عليه بهدوء:

- انا خليتها تبات في غرفة مكتبي وقعدت انا هنا في المكتب ده. 


رمقه رشيد بغضب واردف بعصبيه:

- ليه عملت كده يا خالد! انا كنت عايزاها تبات في التخشيبه على الارض.. كنت عايزها تدوق اللي انا دوقته بسببها. 


وقف خالد من مكانه وجلس امام رشيد وتحدث اليه وهو يجلس مقابلاً له:

- مكنش ينفع اعمل غير كده يا رشيد.. متنساش ان كارمن لسه مراتك. 


نظر اليه رشيد بصدمة. أومأ خالد برأسه بالايجاب واضاف:

- محدش يعرف انك مطلقتهاش غيري.. ولو انت نسيت ده،، فـ انا مستحيل انسى. 


نظر اليه رشيد واردف بغضب:

- انا مطلقتهاش لحد دلوقتي عشان من حقي اعرف هي ليه عملت فيا كده..؟


ربت خالد علي يديه بدعم:

- وانا معاك يا رشيد لحد ما تتأكد وتعرف الحقيقة، للاسف احنا مقدرناش نعرف الحقيقة من أربع سنين بسبب اختفاءها المفاجئ، بس هي دلوقتي ظهرت وتقدر تعرف منها هي ليه عملت فيك كده! 


نظر اليه رشيد وهو يعلم ان كل شئ حدث يؤكد خيانة كارمن له، لكن هناك شعور بداخله يرفض تصديق خيانتها. وضع يديه فوق رأسه بتعب، أرهقه التفكير كثيرًا. تذكر ما فعلته بعد ثلاثة أشهر من زواجهما...✋🖤. 


كم كان سعيدًا معها، كانت حياتهما رائعة طوال الثلاثة أشهر، ازداد عشقه لها وتعلقه بها، كانت تلجأ اليه وتعتمد عليه في كل شئ، كانت فتاته المدللة، كان يذهب إلى عمله في الصباح وهي تذهب الي الجامعه، ويعودان في المساء. كانا يتناولان الطعام معا وسط أجواء رومانسيه رائعه ويتبادلان الحديث والمزاح حتى الصباح. اصبح قلبه ينبض بعشقها، كان سعيدًا معها للغاية حتى تمنى لو تتوقف الحياة وهي بداخل حضنه. 


لكن الحياة بينهما تغيرت فجأة! 

هي من تغيرت! اصبحت طوال الوقت صامته، شاردة، التوتر يسيطر عليها طوال الوقت، حديثها غامض و ردودها حادة، تساءل كثيراً بداخله: ماذا حدث معها لكي تتبدل هكذا! ما الشئ الذي يقلقها ويجعلها شاردة طوال الوقت؟.. يتذكر عندما كان يسألها ماذا حدث معها، كانت دائمًا تخبره انها بخير، رغم ملاحظته القوية لتغيرها وعصبيتها الغير طبيعيه. 


تذكر ذات يوم عندما كان بعمله، اخبره احد زملائه ان هناك شخصًا ما قدم بلاغ ضده، يتهمه باستخدام سلطته وعمله في الاتجار بالمواد المخدرة. كان الخبر مثل الصاعقة عليه، اخبره زميله انهم في طريقهم لتفتيش منزله. ركض الي منزله مسرعًا لكي يكون بجوارها عند حضور رجال الشرطة الي منزله، حتى لا يفزعها حضورهم وتفتيشهم للمنزل. 


وصل إلى المنزل قبل وصول رجال الشرطة، استغربت كارمن حضوره باكرًا، تحدث معها واخبرها ان هناك تفتيش من الادارة وعليه تنفيذ الامر، لم تفهم شئ، وقفت بتوتر وهي تستمع الي صوت جرس الباب، ذهب رشيد وفتح الباب ورحب برجال الشرطة، اعتذر منه احدهم وأخبره ان عليه تنفيذ الامر بالتفتيش. رحب بهم رشيد وهو على يقين ان البلاغ كاذب وسوف يتأكدون الان عند تفتيشهم المنزل وتأكدهم ان البلاغ كيدي. 


بدأ رجال الشرطة في التفتيش، كانت كارمن تتابع ما يحدث بخوف وتوتر، اقترب منها رشيد وامسك بيديها لكي يهدأها قليلاً وظل يطمنها ان كل شئ على ما يرام. 


خرج احد رجال الشرطة من غرفة النوم وهو يحمل بيديه حقيبه بلاستيكية صغيره بها اكياس من مادة الهيروين المخدرة. اقترب من الضابط واعطاه الحقيبه باحترام. 


وقف رشيد بصدمة يتابع ما يحدث بزهول، لا يصدق ما حدث، كيف خرج من غرفته بهذه الحقيبه! من اين اتي بها؟ كيف اتت هذه الحقيبه الي غرفته؟! 


اقترب منه الضابط وتحدث اليه:

- للاسف يا رشيد انا مضطر اقبض عليك. 


شهقت كارمن بصدمة. وقف رشيد وهو في حالة صدمة لا يستعب اي شئ، لا يعلم ماذا حدث ومن اين اتت هذه الحقيبه! 


بكت كارمن وهي تراهم يضعون يديه بداخل اصفاد حديديه، نظر اليها وتحدث اليها بقوة:

- متخافيش يا كارمن اكيد في حاجة غلط.. خليكي في البيت واقفلي على نفسك كويس وانا هرجعلك تاني متقلقيش. 


بكت بانهيار وهي تتابع ذهابهم من المنزل وهو معهم، جلست على الارض تبكي بانهيار. 


كان يستمع الي صوت بكائها وهو ذاهب مع رجال الشرطة الي سياراتهم، لم يتحمل تركها بهذه الحالة، تمنى لو يركض ويعود اليها ويخبرها ان ما حدث معه ما كان اللي مزحة من اصدقائه معه. لا يعلم ان ما حدث ما كان مزحة، انما كان أمر مرتب له. 


لم تنتهي التحقيقات معه لمدة 15 يومًا، جميع الأدلة كانت ضده. جلس معه المحامي الخاص به واخبره ان كل شئ ضده، حتى شهادة زوجته، نظر الي المحامي بصدمة، اخبره المحامي ان زوجته آكدت بشدة عدم دخول احد غريب الي المنزل وآكدت انه يملك تلك الحقيبة البلاستيكية التي كانت ممتلئة بالمواد المخدرة، وهذا يعني انه هو من وضع هذه الحقيبه بداخل غرفة نومه. كان يعلم جيدا ان زوجته مازالت صغيرة ساذجة ولا تعلم خطورة شهادتها عليه، لكنه كان في حيرة من عدم زيارتها له طوال الخمسة عشر يومًا! كان ينتظرها كل يوم ويتمنى رؤيتها حتى يؤكد لها انه لم يفعل ما اتهم به، يخشى ان تصدق انه خائن لعمله ويعمل في اتجار المخدرات، لا يفكر في شئ الان سوى اثبات برأته امامها.


بعد عدة ايام..

جاء ضيف جديد الي غرفة الحبس الذي يقيم بها رشيد حتى تنتهي التحقيقات، اقترب من رشيد وجلس بجواره وعلي وجهه ابتسامة باردة، نظر اليه رشيد وتذكره على الفور، تلك الابتسامة الباردة لن ينساها ابدًا. انه "سعد بشار!" الرجل الذي قبض عليه رشيد بعد اطلاق صراحه بساعات قليلة، عندما اختطف رجاله باص الرحلات الذي كان في طريقه الي العين السخنه وكان به مجموعه كبيرة من الفتيات. 


ابتسم سعد ساخرًا من وضع رشيد وتحدث اليه بمكر:

- منور يا باشا.. السجن للجدعان. 


رمقه رشيد بغضب قائلاً:

- السجن للمجرمين والخارجين عن القانون. 


ضحك سعد بطريقه مستفزة قائلاً:

- يعني بتعترف يا باشا انك مجرم وخارج عن القانون! 


رمقه رشيد بغضب وصدح صوته الغاضب قائلاً له بعصبيه:

- متنساش نفسك يا سعد واعرف انت بتكلم مين. 


اجابه سعد ساخرًا:

- عارف طبعاً يا باشا.. دا انت نورت هنا على ايدي. 


جذبه رشيد من ثيابه بغضب قائلاً له بانفعال:

- انت ليك يد في اللي حصلي ده؟! 


اجابه سعد بأمأة بسيطه من رأسه قائلاً بستفزاز:

- اومال يعني يا باشا كنت عايز تعلم عليا وانا اقف اتفرج عليك، دا انت خليت اسمي في الارض يوم ما قبضت عليا انا ورجالتي.. كان لازم اخليك عبره قدام الناس كلها عشان ارجع هيبتي في السوق تاني. 


لكمه رشيد بقوة قائلا له بغضب:

- دا انا اللي هعمل منك عبرة قدام الدنيا كلها. 


جذبه من ثيابه واقترب من الباب وهو يتحدث بقوة:

- لازم تعترف ان انت اللي عملت كده. 


ضحك سعد بسخرية وهو يحاول تخليص ثيابه من يديه وتحدث بثقة:

- بس انا لو اعترفت يا باشا مش هشيلها لوحدي. 


حدق به رشيد بستغراب، أومأ سعد برأسه بثقة واضاف:

- المدام بتاع سيادتك هتشيلها معايا. 


حدق به رشيد بصدمة، ابتسم سعد ساخرًا واضاف:

- هو انت مسألتش نفسك يا باشا مين اللي دخل المخدرات دي بيتك وحطها في دولابك؟ 


ترك رشيد ثيابه وهو ينظر اليه بصدمة، اعتدل سعد في وقفته واضاف بثقة:

- بس انت طلعت رخيص عند المدام اوي يا باشا.. اه لو تعرف المبلغ التافه اللي هي خدته قصاد خدامتها لينا. 


رمقه رشيد بغضب ورفض تصديق حديثه، تحدث بصوت غاضب قوي:

- انت كداب.. انا مراتي مستحيل تعمل كده! 


ابتسم سعد بثقة قائلاً:

- انا لو مكانك برضه مش هصدق يا باشا.. بس ايه رأيك لو تسألها بنفسك؟ 


ثقته وهو يتحدث كانت تأكد صحة ما يقول، لكن قلب رشيد وعقله لا يصدقان. اقترب سعد من الباب وطرق عليه، فتح له أحد رجال الشرطة، ابتسم سعد بسخرية قبل ان يذهب ونظر الي رشيد بانتصار، ثم ذهب إلى غرفة الحبس الاخرى. 


جلس رشيد وهو في حالة من الصدمة، ظل يردد بداخله؛ كيف فعلت به هذا! من المؤكد ان هذا المجرم كاذب ويريد افساد حياته فقط، لكن كيف كان يتحدث بثقة وطلب منه مواجهة زوجته. هل عليه مواجهتها حقًا! لكنه يثق بها ثقة عمياء ولا يمكنه مجرد التفكير بخيانتها له. شعر وكأنه سيفقد صوابه الان، كان قلبه يؤلمه خوفًا من ان يتأكد ان ما اخبره به سعد حقيقيًا. 


وقف وتحدث الي احد رجال الشرطة الواقفين امام الباب، طلب منه ان يخبر النقيب خالد انه يريد رؤيته في صباح الغد للضرورة. 


عاد الي مكانه وجلس وهو يفكر بها، يفكر في تبدل حالها في اخر فترة بينهما! يفكر في عدم حضورها لرؤيته منذ اعتقاله! يفكر في شهادتها ضده! هناك أشياء كثيرة تجبره على التفكير في حديث سعد ولكن قلبه يخبره انها لن ولم تفعلها به. 


صباح اليوم التالي.. 

ذهب خالد لرؤيته كما طلب منه رشيد، لكنه توقف فجأة عن السير عندما اصطدمت به كارمن وهي تخرج من المبنى المسجون به رشيد، كانت تخفي عيناها اسفل نظارة سوداء وتسير بخطوات مسرعه، ارتبكت كثيراً عندما رآها خالد، تركته وركضت من أمامه قبل ان يتحدث اليها. وقف خالد يتابع ما فعلته بستغراب، اعتقد انها اتت لرؤية رشيد وحدثت بينهما مشاجرة. 


تابع سيره الي وجهته وذهب لمقابلة رشيد، انتظره قليلا وجاء اليه رشيد وهو يسير بارهاق، كان وجهه شاحب من قلة النوم وكثرة التفكير، نظر اليه خالد بقلق وتحدث اليه:

- رشيد انت كويس؟ شكلك تعبان اوي! 


جلس رشيد امامه وتحدث بأرهاق:

- انا كويس يا خالد اقعد متقلقش.. انا عايزك تسمعني كويس في اللي هقوله. 


حدق به خالد بستغراب قائلاً:

- في ايه يا رشيد.. انت قلقتني؟! 


نظر اليه رشيد وبدأ يخبره بحديث سعد معه.. كان خالد يستمع اليه بصدمة وعقله رافض تصديق ما يخبره به. تحدث خالد بفضول بعد ان انتهى رشيد من الحديث واخبره بكل شئ قاله سعد:

- وانت لما سألت كارمن قالتلك ايه؟! 


زفر رشيد بتعب قائلاً:

- مسألتهاش عشان مشوفتهاش من اليوم اللي اتقبض عليا فيه. 


حدق به خالد بستغراب، ليضيف رشيد بحيرة:

- وده اللي مجنني! مش متخيل ان كارمن متفكرش تيجي تشوفني ولو مرة واحدة! 


استوقفه خالد عن الحديث بأشارة من يديه قائلا بصدمة:

- لحظة واحدة.. انت عايز تقول ان انت مشوفتش كارمن من يوم ما اتقبض عليك؟ يعني كارمن مكانتش هنا النهارده بتزورك؟! 


نظر اليه رشيد بستغراب واجاب:

- لا.. انا مشوفتش كارمن من اخر مرة كنا في الشقه مع بعض لما اتقبض عليا. 


نظر اليه خالد بصدمة وهو يفكر؛ اذا لم تأتي كارمن لرؤيته! لمن اتت؟ 


حدق به رشيد بترقب وسأله بقلق:

- في ايه يا خالد؟! 


نظر اليه خالد بصدمة واجاب:

- في ان انا قابلت كارمن وهي خارجة من هنا، وفكرت انها كانت بتزورك، والغريب انها اتوترت جدا لما شافتني! 


حدق به رشيد بصدمة وسأله بقوة:

- انت متأكد انها كارمن يا خالد؟ 


اجابه خالد بثقة:

- طبعا يا رشيد متأكد. 


وقف رشيد من مكانه وهو يحاول استيعاب ما يسمعه، فكر بداخله بصوت مسموع:

- معقول كارمن كانت هنا ومجتش تشوفني! هتكون كانت هنا بتعمل ايه؟ 


نظر اليه خالد بحيرة هو الاخر واجاب:

- يمكن كانت بتزور حد هنا! 


استرسل له عقله وجود سعد بشار بنفس المبنى، التفت ينظر الي خالد وتحدث اليه بقوة:

- انا لازم اعرف هي كانت هنا بتزور مين؟ 


وقف خالد ونظر اليه باهتمام، تحدث اليه رشيد مرة أخرى:

- انت هتقدر تعرف بسهولة هي كانت بتزور مين. 


أومأ خالد برأسه بالايجاب قائلا:

- تمام.. هروح اراجع اسماء الزوار واشوف كانت بتزور مين وارجعلك. 


أومأ رشيد برأسه وهو ينظر اليه بصدمة، ذهب خالد وجلس رشيد مرة أخرى، عقله رافض استيعاب خيانتها له! هل من الممكن انها تعاونت حقًا مع سعد بشار؟ كثرة الاسئلة بأفكاره حتى شعر انه على وشك الجنون. كانت لحظات انتظاره لـ خالد گالدهر، تتخبط به الافكار مثل السهام المشتعله، يدعوا بداخله ان لا يتأكد من خيانتها، فهو يثق بها ويعلم ان ما قاله سعد بشار ما هو الا خدعة منه. 


عاد خالد اليه وهو يخفض وجهه بصدمة، ملامحه ووقفته يؤكدان ان هناك شئ لا يريد اخباره به، حدق بـ خالد وسأله بترقب وقلبه يخفق بقوة شديدة:

- ايه يا خالد طمني؟ 


نظر اليه خالد بحزن واجاب:

- انا مش عارف اقولك ايه يا رشيد.. بس الواضح ان كلام سعد بشار صح.

#الفصل_الحادي_عشر

#رواية_كارمن

#الكاتبة_ملك_إبراهيم


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹 استغفر الله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ❤️


- انا مش عارف اقولك ايه يا رشيد.. بس الواضح ان كلام سعد بشار صح. 


انتفض جسده وأصبح قلبه على وشك التوقف، انقطعت انفاسه فجأة وكأن روحه تنسحب منه وتتركه يعيش هذه اللحظة بدون قلب وبدون روح لكي لا يشعران قلبه وروحه بهذا الالم الذي يعيشه الان. 


اقترب منه خالد وربت على ظهره بدعم قائلا بحزن:

- رشيد انت لازم تكون قوي وتستقبل الصدمة دي بعقل عشان نقدر نثبت برائتك ونخرجك من هنا. 


سأله رشيد بصوت مبحوح وهو ينظر أمامه بصدمة:

- عرفت كانت بتعمل ايه هنا؟ 


أومأ برأسه بالايجاب وتحدثت بحزن:

- كانت بتزور سعد بشار. 


اغمض رشيد عيناه بصدمة ثم ضرب بقبضة يديه فوق الطاوله امامه بقوة وهو يصرخ بصدمة لا يصدق ما فعلته به بعد حبه الكبير لها وعشقه لها الذي تخطى حدود العشق، كيف تعاونت مع ذاك المجرم! كيف استطاعت ان تفعلها به! هل هذه حبيبته البريئة النقيه التي خطفت قلبه! اين ذهبت برائتها؟ هل استطاعت خداعه مثل ما فعلت والدتها مع والده سابقًا؟ هل كان جده محق عندما حذره منها واخبره انها مثل والدتها؟ هل هذا جزائه بعد كل ما فعله معها! 


اقترب منه خالد وامسك بيديه وتحدث اليه بقوة:

- رشيد انت لازم تهدى عشان نقدر نفكر ونلاقي حل، ومتنساش انها مراتك، يعني حتى لو اتهمناها يبقى هنضر اسمك وسمعتك. 


تبدلت نظرات عينيه الي نظرات ناريه قاسية، اراد مواجهتها بخيانتها والانتقام منها بقسوة، نيران مشتعله بقلبه لن يشعر بها احدًا غيره، افكار كثيرة بالانتقام استرسل له عقله بها حتى تهدأ النيران المشتعله بداخله. 


نظر اليه خالد بقلق وشعر بالصراع الدائر بداخله. تحدث اليه رشيد بصوت ذو نبرة قاسية:

- انا لازم اشوفها يا خالد.. اعمل اي حاجة وهتهالي هنا. 


حدق به خالد بقلق، شعر بنيته في الانتقام منها، يعلم ان هذا ليس الوقت المناسب لمناقشته في شئ، أومأ له برأسه بالايجاب لكي يهدأه قليلاً :

- حاضر يا رشيد.. اللي انت عايزه هيتنفذ.


ذهب خالد وهو يفكر كيف يحميه من غضبه وافكاره المتهوره في الانتقام، لم يجد امامه سوى الذهاب إلى جد رشيد. 


ذهب إلى اللواء المتقاعد "نور الدين الجبالي" جد رشيد. واخبره بكل شئ. 


لم يتفاجئ جد رشيد كثيرا عندما اخبره خالد ان زوجة رشيد هي من تعاونت مع سعد بشار ضده، هذا ما كان ينتظره ان يحدث من فتاة لها ام مثل سهير سالم، يضع كل الخطأ على حفيده؛ هو من ذهب اليها ووضع اسمه وحياته بين يديها، لم يقوم جده بمساعدته حتى الان لكي يعطيه الوقت الكافي لكي يستيقظ من هذا العشق الذي اعمى عينيه وجعله اسير لتلك الفتاة التي حذره منها سابقًا، لكنه لم يلتفت الي حديث جده وذهب وتزوج منها رغمًا عن الجميع. 


كان جد رشيد ينتظر انتهاء التحقيقات مع حفيده وهو على يقين ان التحقيقات سوف تثبت برائته، لكن لا يمكنه الانتظار بعد الآن، عليه فعل كل شئ لاثبات براءة حفيده بنفسه واخراج تلك الفتاة من حياته الي الابد. 


ذهب جد رشيد الي صديقه اللواء طلعت. استقبله اللواء طلعت بترحاب شديد. جلس جد رشيد وتحدث معه:

- وبعدين يا طلعت! .. التحقيق مع رشيد طول اوي وكل ده ملوش لازمة! 


اجابه اللواء طلعت باحترام:

- حضرتك عارف الإجراءات.. بس انا عايز اطمن حضرتك ان كل التحقيقات الجديدة بتاعنا في صالح رشيد رغم اقوال زوجته اللي مكانتش في صالحه ابدا!! 


غضب جد رشيد واردف بعصبيه:

- انسى موضوع مراته ده يا طلعت لانها السبب في كل اللي حصل.. خلينا في المهم وطمني وصلتوا لأيه؟ 


اجابه اللواء طلعت:

- مفيش اثبات واحد ظهر يثبت ان رشيد له علاقة بالمخدرات، ومفيش اي بصمات له على شنطة المخدرات اللي اتمسكت في غرفة نومه، وثبتت بصمات كتير مختلفه على الشنطة والاكياس اللي جواها وده بيأكد ان الشنطة دي اتحطت في بيته عن طريق اشخاص رتبوا لكل ده. 


أومأ جد رشيد برأسه مؤكدًا:

- انا عرفت مين اللي رتب كل ده يا طلعت.


حدق به اللواء طلعت بفضول، تحدث جد رشيد مرة أخرى واجاب فضوله:

- سعد بشار اللي رشيد قبض عليه في قضية اخطتاف أتوبيس البنات. 


نظر اليه اللواء طلعت بصدمة وتحدث بستغراب:

- وحضرتك عرفت ازاي الموضوع ده؟! 


اجابه جد رشيد:

- هو راح بنفسه واعترف لـ رشيد وكان هدفه من الاعتراف ده انه يعرف رشيد انه انتصر عليه وانتقم منه. 


استمع اليه اللواء طلعت باهتمام وتحدث:

- يبقى احنا لازم نخليه يعترف. 


تحدث جد رشيد ببساطه:

- مش محتاجين نضغط عليه عشان يعترف.. كفايه انكم تقبضوا على رجالته اللي برا وتعملوا تطابق للبصمات وانا متأكد ان هتطلع بصامتهم هي اللي موجودة على الشنطة والمخدرات. 


أومأ اللواء طلعت برأسه بالايجاب وهو يستمع الي خطة اللواء المتقاعد نور الدين الجبالي. 


بعد اسبوع.. 

استطاعوا القبض على عدد من رجال سعد بشار بخطة مرتبة من اللواء نور الدين الجبالي وتم التآكد من تطابق البصمات الموجودة على اكياس المخدرات مع بصماتهم وبدأ التحقيق معهم ومع سعد بشار. 


تحدث اللواء طلعت مع اللواء نور الدين الجبالي وأخبره ان بأمكانهم إطلاق صراح رشيد الان لكن لا يمكنه العودة إلى عمله حتى انتهاء التحقيقات مع سعد بشار ورجاله واثبات برأته بالكامل وخصوصًا بعد ذكر اسم زوجة رشيد في اعترفات رجال سعد بشار. 


خلال هذا الاسبوع. كان رشيد في اسوء حالته النفسيه، لم يذهب خالد اليه منذ حديثه الاخير معه عندما اخبره بخيانة زوجته له. 


دخل اليه احد الضباط واخبره باطلاق صراحه الان بعد إثبات برائته. 


خرج رشيد وكل ما يشغل افكاره هو الذهاب الي كارمن وموجهتها بما فعلته والانتقام منها. لم يفكر ماذا حدث في القضية وكيف تم اثبات برأته، كل ما يفكر به الان هو المواجهة والانتقام. لكن جده لم يعطيه الفرصه.


كان جده في استقباله ومعه خالد وكان معهم مأذون شرعي. اراد منه جده ان يطلق زوجته قبل خروجه من هذا المبنى حتى يطوي صفحتها من حياته ويبدأ حياته من جديد بدونها، لكن رشيد رفض يطلقها قبل ان يواجهها ويعلم منها لماذا فعلت به ما فعلته؟ 


لم يستطيع جده اقناعه بالطلاق، استسلم جده لرغبته وتركه يذهب اليها ويواجهها بمنزل والدتها ولكنه اشترط ذهاب خالد معه لكي يوقفه عن أي فعل متهور يفكر به. 


ذهب رشيد مع خالد بسيارته، كانت الكثير من الاسئلة تتزاحم برأسه، لا يصدق حتى الان ما فعلته به. 


توقفت السيارة امام منزل والدتها، ترجل من السيارة وهو يركض الي منزلها بجنون، يريدها تجيب على أسئلته، يريدها ان تخبره ان ما فعلته به ليس حقيقًا. 


وقف يطرق على باب منزلها بقوة، ركض اليه خالد وحاول تهدأته، ظل رشيد يطرق على الباب بقوة ولم يأتيه ردً من الداخل، دخل في حالة هيستيريه وهو يطرق على الباب بقوة حتى گاد ان يحطم الباب. حاول خالد السيطرة عليه وتهدأته بصعوبة، لكن رشيد كان يصرخ وينادي اسمها بطريقه جنونيه. لم يشعر احد بالنيران المشتعلة بقلبه. 


بدأ الجيران يتجمعون حولهم واخبرهم حارس العقار انها تركت المنزل هي ووالدتها وذهبوا ولا يعلم احد الي اين! 


وقف رشيد ينادي اسمها بجنون، تجمع حولهم عدد من جيران المنزل ووقفوا يتابعون انهياره وهو يركل الباب بقوة وينادي اسم كارمن بصراخ، تابع خالد نظرات الجيران الي رشيد بين الدهشة والشفقة، بدؤ يتهامسون ويطلقوا عليه (المجنون) لم يتحمل خالد رؤيته بتلك الحالة. اخذه خالد بقوة وجذبه الي السيارة، كان ينادي اسمها بصراخ وينظر الي منزلها ينتظر خروجها منه، اخذه خالد بصعوبة الي داخل السيارة، جلس رشيد بداخل السيارة وهو يردد اسمها بجنون ولم يتوقف عن نطق اسمها، شعر خالد بالقلق عليه، اخذ هاتفه وتحدث الي جد رشيد واخبره بحالة رشيد السيئة، واخبره انه سيأخذه الي المشفى وطلب منه سرعة الذهاب اليهم الي المشفى. 


*******

اسبوعين وهو بداخل المشفى متمددًا فوق الفراش، يظهر عليه الضعف الشديد ووجهه اصبح شاحب وجسده اصبح نحيف بعد امتناعه عن تناول الطعام. لا يشعر بالرغبة في أي شئ، امتنع عن الحديث حتى اعتقد الجميع انه فقد النطق، لكنه كان ينطق كلمتان اثنان فقط عند حضور صديقه خالد اليه، كان يسأله عن كارمن ولم يجد جواب من خالد غير الصمت والنظرات الحزينه علي حالته وما وصل اليه صديقه المقرب. 


كان جده يتابع حالته مع الطبيب المعالج له، آكد له الطبيب ان رشيد يحتاج إلى العلاج النفسي واذا تأخر هذا العلاج يمكن ان تقوده هذه الحالة الي اليأس ثم التفكير في الانتحار. 


نظر اليه جده بحزن، لا يمكنه الانتظار اكثر وهو يرى حفيده يفقد حياته ببطئ، ولا يمكنه المجازفة بمستقبله عندما ينتشر خبر خضوعه للعلاج النفسي بين زملائه وأصدقائه، فكر في ارساله الي خارج البلاد، لكي يتعالج نفسيًا بإحدى المستشفيات بسرية ولا يعلم احد بشئ ويعود اليه كما كان سابقًا. 


بعد عدة ايام.. 

بدأ اللواء نور الدين الجبالي في إجراءات سفر حفيده الي احدى الدول الاجنبيه لتلقي العلاج النفسي بسرية تامة في واحدة من أكبر المستشفيات، كانت تزداد حالة رشيد سوء ويشتد عليه الشعور بالمرض الجسدي والنفسي، لم تترك كارمن أفكاره لحظة واحدة، حاول خالد مساعدته في البحث عنها، لكن البحث عنها جاء بالفشل ولم يستطيع خالد الوصول اليها حتى اعتقد انها تركت البلاد وسافرت مع والدتها الي الخارج. 


انتظر جده حتى جاء موعد السفر واخبره به قبل ساعات من موعد اقلاع الطائرة. اصبح رشيد في حالة سيئة ولا تسمح له بالاعتراض على السفر، بدأ يتسلل اليه الشعور باليأس وعدم الرغبة في الحياة، اصبح هو الاخر يريد العلاج النفسي لكي يعود الي نفسه من جديد. 


استوقفه جده بالمطار قبل اقلاع الطائرة، وقف امامه وتحدث اليه بقوة:

- اسمعني كويس يا رشيد قبل ما تسافر.. انت هتخرج من البلد دي عشان تتعالج وترجعلنا رشيد حفيدي القوي، وتنسى كل اللي فات وتبدأ حياتك من جديد. 


نظر رشيد الي جده بضعف، لم يشعر احد بالالم الذي يشعر به بداخله، لقد اشتاق إليها كثيرا رغم قسوتها عليه، يريد الاطمئنان عليها والتحدث اليها لمعرفة لماذا فعلت هذا به؟ ماذا فعل معها لكي تفكر في خيانته! 


لم يتوقف عقله عن التفكير بها ولم يتوقف قلبه عن عشقه لها والخوف عليها، اعتقد ان بسفره الان يمكنه الهروب من أفكاره وذكرياته معها وبأمكانه نسيانها بالكامل. 


نظر اليه جده بقوة واضاف:

- وقبل ما تخرج من هنا لازم تطلق البنت دي وتخرجها من حياتك للابد. 


نظر اليه رشيد بصدمة، خفق قلبه بقوة، لم يستطيع اخذ هذا القرار وهو بهذه الحالة، هناك شعور قوي بداخله يخبره ان هناك شئ لا يعلمه، مازال لا يصدق ما فعلته به! توتر خالد وهو يقف بجوارهما ويتابع رد فعل رشيد. تحدث رشيد الي جده بتعب:

- بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتي يا جدي.. انا حقيقي تعبان ومحتاج ابعد عن هنا. 


تحدث اليه جده بقوة:

- انت هتفضل تعبان طول ما البنت دي شايله اسمك بعد اللي عملته فيك! 


نظر رشيد امامه بتفكير، ربت جده فوق كتفه بدعم قائلا:

- انا عارف انه قرار صعب بس لازم تاخد القرار ده يا رشيد قبل ما تسافر، لانك مستحيل هتقدر تنساها وهي شايله اسمك. 


أومأ برأسه بالايجاب وتحدث وهو شارد بافكار كثيرة:

- عندك حق يا جدي.. انا فعلاً لازم اخد القرار ده، بس انا محتاج اكون أقوى من كده عشان اقدر اخده. 


نظر جده إلى خالد وتبادلت النظرات بينهما، أومأ خالد برأسه الي الجد مطالبًا منه الا يضغط عليه اكثر. تفهم الجد ما يمر به وتحدث اليه:

- وانا واثق فيك يا رشيد ومتأكد انك هتاخد القرار ده وتنفذه اول ما تخرج من البلد هنا، وهستنا منك مكالمة تقولي فيها انك طلقتها خلاص. 


ذهب رشيد وهو يفكر في حديث جده. كلما اقترب من الطائرة كان يعتقد ان المسافات البعيدة بينه وبينها تستطيع مساعدته على النسيان، اقلعت الطائرة واخذته الي خارج البلاد. 


بلد جديد وناس جدد وحياة جديدة مختلفة، عامً بداخل المشفى يتلقى العلاج النفسي، وعامً اخر بخارج المشفى مع متابعة العلاج النفسي مع الطبيب المعالج، وعامان استطاع فيهم انشاء عمل خاص به بعد تقبله الانفصال عن عمله بالشرطة بعد قضيته الاخيرة ومرضه وسفره الي الخارج، عامً تلو الاخر وهو يحاول التعايش بدونها والتأقلم مع حياته الجديدة وتحقيق نجاح بعمله الجديد في مجال (إدارة الأعمال) فعل كل ما بوسعه لكي يعود كما كان سابقًا قبل وجودها بحياته. 


لم يستطيع اخذ قرار الطلاق رغم سفره واقامته بالخارج أربعة أعوام، لم يستطيع العودة قبل ان يتعافى من عشقه لها واثبات نفسه في العمل من جديد، كان دائمًا على تواصل مع خالد وكان خالد يبحث عنها في كل مكان. كان الجد دائمًا يتواصل مع رشيد ويطالبه بتنفيذ قرار الطلاق، حتى اخبره رشيد ذات مرة انه اخذ هذا القرار وقام بتنفيذه. هكذا اطمئن جده وشعر بالراحة ولم يتحدث معه بهذا الموضوع مرة أخرى. 


بعد مرور أربعة اعوام بين العلاج النفسي ومحاولاته الكثيرة لنسيانها ونجاحه بعمله الجديد. جاءته مكالمة من خالد يؤكد له انه رأها تعمل بأحد المطاعم ويبدوا عليها الفقر الشديد، لم يستطيع المكوث بالخارج بعد معرفته بوجودها بمصر، قرر العودة لكي ينهي علاقته بها بعد ان يتأكد من خيانتها له. لقد تبدل العشق بداخله للكراهية، هذا ما اعتقده حتى تقابل معها في الحفل! مشاعره اتجاهها تغضبه كثيرًا، مازال قلبه يخفق بقوة عند رؤيتها! مازال يشتاق اليها كثيرًا. لا يصدق انها مازالت بقلبه رغم قسوتها وخيانتها له! عشقه لها يرهق قلبه كثيرًا، يريد معرفة سببً واحدًا يدفعها لذالك! ربما يستطيع انتزاع عشقها من قلبه بعد معرفة السبب الذي دفعها لخيانته...✋. 


فاق من ذكرياته علي صوت خالد وهو يتحدث اليه بهدوء:

- رشيد.. انت لازم تتكلم معاها وتنهي الموضوع ده بقى! انا ساعدتك توصلها وتعرف مكانها عشان تعرف منها السبب اللي خلاها تعمل فيك كده وترتاح. 


نظر اليه رشيد بتفكير، أومأ خالد برأسه مؤكدًا:

- ايوه يا رشيد انت لازم تاخد القرار النهائي عشان تكمل باقي حياتك.. يا اما تطلقها وتكمل حياتك مع واحدة تانيه، يا اما تسامحها وترجعها حياتك تاني وتاخدها وتسافروا بعيد عن هنا. 


حدق به رشيد بصدمة مرددًا:

- اسامحها!! اسامحها ازاي بعد ما دمرت حياتي! انا خسرت شغلي بسببها وخسرت اهلي وعشت في الغربه اربع سنين اتعالج عشان اقدر بس انساها! 


تحدث اليه خالد بثقة:

- ورغم كل ده مقدرتش تنساها. 


حدق به رشيد بصدمة، أومأ خالد برأسه بالايجاب ووقف من مكانه وهو يضيف:

- انا هخرج وابعتهالك.. يمكن لما تتكلم معاها تلاقي اللي انت عايزه وترتاح. 


خرج خالد من الغرفة ولم ينتظر رده عليه، جلس رشيد بمكانه يفكر بصدمة! لا يعلم حقًا ماذا يريد! هل يمكنه انهاء علاقته بها رسميًا وتركها والزواج من غيرها؟ ام يمكنه مسامحتها على ما فعلته به والعودة اليها مرة أخرى؟ لكنه ليس بهذا الضعف حتى يعود اليها بعد ما فعلته! يريد فقط معرفة سبب ما فعلته، يريد استماع صوتها وهي تخبره لماذا فعلتها به! 


صوت خطواتها اخرجه من افكاره، توقفت بتوتر عند الباب، خفق قلبها بقوة عندما رآته أمامها. نظر اليها وتأملها بقوة، مازال يستطيع الشعور بها وبما تشعر به، كان يرى خوفها وتوترها بوضوح، كان يستمع الي صوت خفقات قلبها المسرعة. 


تقدمت اليه بخطوات مرتبكة. كان جسدها يرتجف بقوة. عجز لسانه عن الحديث عند رؤيتها، اراد فقط معانقتها حتى يشعرها بالامان ويختفي خوفها. 


وقف من مكانه وهو يتأملها بقوة، كم اشتاق إليها! اغضبته مشاعره اتجاهها التي مازالت تحيا بقلبه، ماذا يريد اكثر حتى تتبدل تلك المشاعر بداخله وتصبح باردة، والافضل لو تختفي ولا يخفق لها قلبه مرة اخري. 


توقفت أمامه وجسدها يرتجف بخوف، تحدثت اليه بتوتر:

- رشيد انا بعمل ايه هنا؟ ليه قبضوا عليا وخدوني من البيت بالطريقه دي؟! 


اغضبته برائتها التي تخدعه دائمًا، نظراته القاسيه مع نبرت صوته الحادة وهو يجيب عليها:

- من أربع سنين انا كمان خدوني من البيت وقبضوا عليا بنفس الطريقه دي وانا مكنتش عارف ليه! 


اشتدت نبرة صوته بقسوة وهو يقترب منها اكتر ويمسك بذراعيها ويضغط عليها بقوة ويضيف:

- انتي وقتها كنتي تعرفي قبضوا عليا ليه؟ 


لمعت عيناها بالدموع وهي تتألم من قبضة يديه القاسيه، انسابت دموعها وهي تجيب عليه بخوف:

- انا اسفه.


حدق بها بقسوة مرددًا بذهول "اسفه!!" ارتجف جسدها بخوف. تلقت صفعة قوية من يديه علي وجنتها وهو يصرخ بها:

- اسفه بعد ما دمرتي حياتي؟! 



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا



رواياتكم من هنا




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close