expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية كارمن الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده

 رواية كارمن الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده

رواية كارمن الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده

الفصل_الثاني_عشر

تلقت صفعة قوية من يديه علي وجنتها وهو يصرخ بها:

- اسفه بعد ما دمرتي حياتي؟!  


وضعت يديها فوق وجنتها بصدمة وهي تبكي بخوف. جذب يديها بعيدًا عن وجهها وهو يصرخ بها بجنون:

- قوليلي اسفه على ايه بالظبط؟ ردي عليا.. انطقي.. قولي ليه عملتي فيا كده؟! 


بكت اكثر وهي تنظر اليه بخوف ولم تستطيع الرد عليه، جن جنونه اكثر وصفعها مرة أخرى بقوة وهو يصرخ بها بجنون ويردد بغضب"انطقي.. قولي اسفه علي ايه؟" 


دلف خالد الي غرفة المكتب مسرعًا وركض اليهما وحاول اخذ رشيد بعيدًا عنها، كان رشيد يصرخ ويطلب اجابتها عليه وهي تبكي وتضع يديها على وجنتيها بخوف وجسدها يرتجف بشدة. 


تحدث اليه خالد بقوة وهو

يأخذه بعيدا عنها:

- اهدى يا رشيد انت كده هتموتها في ايدك!


انفعل رشيد اكثر بغضب:

- ياريت كنت اقدر اموتها وارتاح.


رفعت وجهها وهي تبكي وتجيب علي حديثه بصراخ:

- ياريت اموت بجد عشان ارتاح منك.


حدق بها بصدمة وتحدث اليها بغضب:

- ترتاحي مني! انتي كمان اللي عايزة ترتاحي مني!


اجابته بصراخ وهي تبكي وتضع يديها فوق وجنتيها الملتهبه من قسوة ضربه:

- ايوه عشان انت ضربتني جامد وانا معملتلكش حاجة!


توقف قليلاً يحدق بها بصدمة، نظر اليها صديقه خالد هو الاخر بذهول! كيف لم تفعل به شئً! نظر رشيد الي خالد وتحدث اليه بصدمة:

- بتقولك معملتليش حاجة!! 


ثم نظر اليها وتحدث بغضب:

- انتي فعلاً معملتيش حاجة! انتي دمرتي حياتي بس! خسرتيني شغلي واهلي وكل حاجة. 


تحدثت وهي تبكي:

- ما انا قولتلك اسفه.


حدق بها بصدمة وذهول، كتم خالد ضحكته وهو يستمع الي ردها البسيط، كانت مثل الطفله الصغيره وكأنها تتحدث الي والدها. اقترب منها رشيد ووقف امامها وتحدث اليها بغضب وانفعال وهو يشير اليها بيديه:

- اسفه دي تقوليها لما اكون رجعت البيت وملقتكيش مجهزه الغدا.. هنا ممكن تقولي اسفه وانا اسامحك! 


اجابته بعناد:  ما انت كنت على طول بترجع البيت ومش بتلاقيني مجهزه الغدا ومكنتش بتزعل ومكنتش بقولك اسفه!


رشيد بغضب: والله ده شئ يتحسبلي اني كنت زوج كويس معاكي وبستحمل دلعك وأكلك اللي ميتكلش اصلا.


نظرت اليه بحزن وتحدثت بصدمة:

- يعني انا اكلي كان وحش؟


شعر بحزنها وصدمتها، يعلم انه تزوج فتاة مدللة، كانت تعتمد عليه في كل شئ، وهذا ما اعتادت عليه ولا ذنب لها. عيونها اللامعه بالدموع قطعت نياط قلبه، لا يريد جرحها. تراجع عن حديثه واجابها بهدوء:

- لا هو كان بيبقى حلو شوية. 


ابتسمت وسألته برقة:

- بجد؟ 


أومأ برأسه بالايجاب وهو ينظر اليها بعشق واشتياق. 


تابعهما خالد بصدمة، تحدث خالد بصوت قوي واخرجهما من حالة العشق التي جمعتهما من جديد:

- أكل ايه اللي حلو ووحش.. انتوا بتتكلموا في ايه! 


فاق رشيد على صوته وتراجع للخلف بعيدًا عنها وهو يحاول السيطرة على مشاعره اتجاهها. خجلت كارمن وخفضت وجهها ارضًا، استمعت الي صوت رشيد وهو يتحدث الي خالد بصوت غاضب:

- هي دي بقى كارمن.. بتحول اي كلام لصالحها! 


رفعت وجهها وردت عليه بغيظ:

- شوفت.. وهو ده بقى رشيد، كل حاجة بيجيبها فيا وانا معملتش حاجة! 


رد عليها رشيد بغضب:

- اه فعلا انتي مبتعمليش حاجة ابدا.. انتي ملااك! انا اللي بخرب كل حاجة!


اجابته بتحدي: فعلا انا ملاك.. وانت اللي بتخرب كل حاجة.. ولا نسيت الشقه اللي كسرتها وبهدلتها وانا اللي نضفتها ورتبتها.. انت اصلا دايماً كده.. انت تخرب كل حاجة وانا ارتبها تاني. 


تحدث اليها بغضب:

- والله!! ونسيتي لما كنت برجع من شغلي واساعدك في كل حاجة! نسيتي لما كنت بنضف معاكي الشقه وارتبها معاكي! 


اجابته بثقة: على فكرة كل الرجالة المتجوزين بيعملوا كده واكتر كمان. 


صدح صوت خالد عاليا وهو يقف بينهما ويستمع الي حديثهما:

- بس خلااااص.. 


نظر اليهما بصدمة واضاف:

- مسح وتنضيف ايه! وترتيب شقة ايه اللي انتوا بتتكلموا فيه! 


ابتعد رشيد عنها واشار عليها بغضب قائلا:

- هي دايمًا كده مفيش فايدة فيها! 


تحدثت بصراخ:

- انت بتجيب كل حاجة عليا انا ليه! 


صرخ خالد بينهما:

- خلااااص انا اللي غلطان. 


ثم تحدث الي رشيد:

- خلينا نقفل المحضر ده يا رشيد عشان كارمن تروح. 


نظرت اليه كارمن بصدمة قائلة بفضول:

- محضر ايه؟! 


نظر اليها خالد بتوتر ثم نظر الي رشيد. اجابها رشيد ببرود:

- محضر وخلاص. 


اقترب رشيد من خالد ووقع على محضر التنازل، وقفت كارمن تنظر اليهما بدهشة، طلب خالد توقيعها ثم تحدث اليها بهدوء:

- دلوقتي تقدري ترجعي البيت يا كارمن.. وانا بعتذر على كل اللي حصل. 


نظرت اليهما بدهشة، خفض رشيد وجهه وهو يتعمد انشغاله بهاتفه، وقفت تتطلع اليهما بستغراب ثم ذهبت دون اضافة اي حديث. 


رفع رشيد عينيه بعيدًا عن هاتفه بعد خروجها، نظر الي الباب وزفر بتعب. اقترب منه خالد وتحدث اليه بثقة:

- في حاجة غلط يا رشيد! 


نظر اليه رشيد بفضول، أومأ خالد برأسه بالايجاب مؤكدًا:

- واحدة بشخصية كارمن اللي انا شوفتها قدامي دلوقتي دي.. مستحيل تخونك وتشارك مجرم زي سعد بشار في خطته! 


أومأ رشيد برأسه بتأكيد قائلا له:

- هو ده بقى يا خالد اللي تاعبني.. انت شوفتها واتعاملت معاها كام ساعه بس ومش مصدق انها تعمل كده.. انا بقى المفروض اعمل ايه وهي مراتي وعشت معاها تحت سقف واحد وبقيت اعرفها اكتر ما هي تعرف نفسها! 


تنهد خالد بتفكير وحيرة، نظر رشيد أمامه بشرود واضاف:

- عقلي مش قادر يستوعب لحد دلوقتي ان كارمن ممكن تعمل فيا كده! وانا اكيد مش غبي لدرجة اني اتخدع في شخصيتها.. يعني رغم السنين اللي عدت علينا وكارمن هي هي متغيرتش! لسه رقيقه وبتبكي من اقل حاجة زي الاطفال! 


ابتسم خالد وهو يستمع اليه ثم تحدث اليه بهدوء:

- هي فعلاً غريبة اوي.. واكتر حاجة استغربتها انها بتتحول لطفلة فعلا في وجودك.. بحس انها بتتعامل معاك وكأنك باباها! 


ابتسم رشيد وهو يتذكر حياتهما معًا واجاب:

- انا دايما كنت بحس اني مسؤول عنها.. كارمن اتحرمت من باباها وهي طفلة ومامتها كانت طول الوقت بعيدة عنها.. كارمن كانت دايما محتاجة للحنان والاحتواء، وده اللي كنت بحاول اعوضها عنه. 


تحدث خالد بثقة:

- يبقى اكيد في سبب قوي اجبرها تعمل كده! او يمكن احنا فهمنا غلط.. 


صمت خالد قليلاً يفكر بحيرة ثم اضاف:

- بس هنكون فهمنا غلط ازاي وانا شوفتها بنفسي لما كانت خارجة من السجن ولما سألت عن اسمها عرفت انها كانت بتزور سعد بشار! 


زفر رشيد بتعب وتحدث هو الاخر بحيرة:

- وكل حاجة عملتها في الفترة اللي اتقبض عليا فيها كانت بتثبت انها عملت كده فعلا! ايه اللي منعها تزورني ولو مرة واحدة؟ ليه اختفت هي ووالدتها ومظهروش غير بعد اربع سنين؟ دا غير حالة الفقر اللي وصلوا لها؟! في الف سؤال ومش لاقي اجابة تريح قلبي! نفسي اتأكد هي خاينه ولا مظلومة؟ نفسي اقدر اخد قرار.. ابعد عنها وانساها، ولا اسامحها واكمل معاها. 


نظر اليه خالد بحزن واجابه بحيرة:

- بصراحة الله يكون في عونك يا رشيد.. انا مش عارف انا لو مكانك كنت هتصرف ازاي! 


نظر اليه رشيد وتحدث:

- انا في لحظة خسرت كل حاجه يا خالد ومبقاش في حاجة اخسرها.. الاربع سنين اللي عشتهم بعيد عنها حاولت كتير اخرجها من حياتي، لكن قلبي طول الوقت كان بيأكد انها مظلومه وده اكتر شئ بيعذبني. 


تحدث خالد بتآكيد:

- يبقى الحل الوحيد انك لازم تعرف ايه اللي حصل بالظبط. 


اجابه رشيد:

- هو ده فعلا اللي لازم اعرفه. 


تحدث خالد:

- وطبعا هنستبعد فكرة انك تسأل كارمن لان اي كلام بينكم بيتحول لموضوع تاني خالص. 


ضحك رشيد وتحدث بتعب:

- انا و كارمن دايما كده.


تحدث خالد بحيرة:

- والحل ايه دلوقتي؟.. خلي بالك ان جدك ممكن يعرف في اي وقت ان كارمن لسه مراتك.


أومأ رشيد برأسه بالايجاب:

- انا عارف يا خالد.. بس كل ده ميهمنيش.. اللي يهمني اني اعرف الحقيقه واكون متأكد منها قبل ما اخد اي قرار.


تحدث خالد:

- وانا معاك يا رشيد في اي قرار هتاخده واي وقت هتحتاجني هتلاقيني جنبك.


ابتسم رشيد بامتنان وهو ينظر اليه، فهو صديقه المخلص الذي لم يتركه ابدا منذ بدأت صداقتهما بكلية الشرطة، كان دائمًا وابدا داعمًا له.


*****

عادت كارمن الي المنزل حيث الغرفة التي تقيم بها مع والدتها. استغربت جلوس والدتها فوق الفراش تتناول السجائر وتقلب بالهاتف غير مباليه بما حدث مع ابنتها!


اقتربت منها كارمن وتحدثت اليها بذهول:

- هو انا للدرجة دي مش فارقه معاكي! معقول متحركتيش من مكانك من وقت ما الشرطة جم خدوني؟!


رفعت والدتها عيناها عن الهاتف واجابتها ببرود:

- اللي تخلف بنت خايبه زيك متخفش عليها من الشرطة! هيكونوا خدوكي ليه يعني! ايه الخارج عن القانون اللي ممكن تعمليه عشان يخدوكي! كنت متأكده ان هيكون في غلط وهترجعي.. واهو تفكيري طلع صح!


حدقت بوالدتها بصدمة:

- انا مش قادرة افهم انتي بتفكري ازاي.. نفسي تحسسيني اني بنتك ولو مرة واحدة!


حدقت بها والدتها بغضب والقت الهاتف من يديها بعنف واجابتها:

- انا اللي نفسي احس انك بنتي...


وقفت من فوق الفراش واضافة بصراخ وهي تنظر الي الغرفة التي تقيم بها بأثاثها المتهالك:

- بقى دي عيشه نعيش فيها وانتي تقدري تخلينا نعيش في قصور! معقول دي تبقى اخرة سهير سالم اللي كل الرجالة كانوا هيموتوا عليها والفلوس والقصور كانت بتترمي تحت رجليها!


رمقتها كارمن بغضب مكتوم ولم تجيب عليها، غضبت والدتها اكثر واضافة بحدة:

- نفسي اعرف انتي مستنيه ايه! مستنيه مين؟ عمرك هيضيع وجمالك هيروح مع الزمن من غير ما نستفاد منه.


تلألأت عين كارمن بالدموع واجابتها:

- انا مش هكون نسخه منك.. انا مستحيل ابيع نفسي وجسمي للي يدفع.


اقتربت منها والدتها بغضب وقامت بصفعها بقوة. صرخت كارمن وهي تتلقى الصفعه بذهول. ارتفع صوت والدتها بصراخ:

- انا عمري ما بعت نفسي ولا جسمي لحد! انا كنت بتجوز على سنة الله ورسوله، كان بيبقى جواز حلال وبشرع ربنا.


تحدثت كارمن ببكاء وهي تضع يديها فوق وجنتها:

- كنتي بتستخدمي شرع ربنا في النصب على الرجالة! وشوفي كان اخرة كل ده ايه؟ خسرتي كل حاجة ودمرتي حياتك وحياتي.


حدقت بها والدتها بنظرات ساخرة:

- انتي اللي دمرتي حياتك يا كارمن وانتي اللي اختارتي تعملي كده! واظن انتي فاكرة كويس انتي عملتي كده ليه!


بكت كارمن ووضعت يديها فوق وجهها بندم. نظرت اليها والدتها بغيظ واضافة:

- العياط مش هيفيدنا دلوقتي.. انتي لازم تفوقي لنفسك وترفعينا من القرف اللي احنا عايشين فيه ده!


رفعت عيناها ونظرت الي والدتها بحزن ثم ركضت الي خارج الغرفة وهي تبكي.


وقفت والدتها تتابع خروجها من الغرفة ببرود، ثم همست الي نفسها بتأكيد:

- انا مش هستنا لحد ما اموت هنا بسببك! انا لازم اعمل اي حاجة عشان ارجع اعيش تاني في نفس المستوى اللي طول عمري كنت عايشه فيه.


رمقت الغرفة من حولها بشمئزاز واضافة بأصرار:

- هعمل اي حاجة عشان اخرج من هنا.


*******

صباح اليوم التالي..

ذهبت كارمن الي عملها بالروضة وبعد انتهاء الدوام ذهبت إلى عملها الثاني بالمطعم وهي تفكر كيف تعتذر للمدير عن عدم حضورها للعمل أمس. 


دلفت الي محل عملها ولاحظت نظرات زملائها الغير مرضيه وهم يحدقون بها بشمئزاز. تطلعت الي ثيابها ومظهرها بشك.


اقتربت من صديقتها مودة وتحدثت اليها بدهشة:

- ايه الحكاية يا مودة؟ كلهم بيبصولي كده ليه!


نظرت اليها مودة بتوتر. لم يعطيها مدير المطعم فرصة للرد واجاب هو على فضول كارمن وهو يقترب منهما:

- انتي ايه اللي رجعك هنا تاني يا كارمن؟


نظرت اليه كارمن بتوتر واجابة بتلعثم:

- رجعت شغلي.. انا اسفة مقدرتش اجي امبارح لان حصلت عندي ظروف طارئة ومنعتني اجي.


اجاب عليها بقوة:

- وانا عارف ايه الظروف دي.. لان قبل ما يجو يخدوكي جم هنا.


حدقت به بصدمة، تابع حديثه بصرامة واضاف:

- اخر حاجة كنت اتوقعها انك تكوني كده.. انتي مش بس ضريتي سمعتك! انتي ضريتي سمعة المكان كمان.


خفضت وجهها ارضًا وهي تعتقد انه يتحدث عن خيانتها لـ رشيد، لكنه اضاف بقوة واخبرها السبب الذي يعلمه:

- ازاي تمدي ايدك وتسرقي شقة عميل! انتي عارفه تصرفك ده خسرني عملا قد ايه؟


شهقت بصدمة ونظرت اليه بذهول قائلة:

- نعم.. شقة عميل مين اللي انا سرقتها؟! انا مش فاهمه حاجة؟


اجاب عليها بصرامة:

- انتي فاهمه كويس وعارفه عملتي ايه.. ومن اللحظة دي ملكيش شغل معانا.. وانا هحاول اتواصل مع استاذ رشيد واعتذرله يمكن اقدر احافظ على سمعة المطعم.


شهقت بذهول وهي تحاول استيعاب ما يخبرها به:

- رشيد!! هو رشيد....


قاطعها بصرامة:

- ايوه اللي انتي سرقتي شقته.. اتفضلي امشي من هنا بهدوء ومش عايز اشوفك هنا تاني.


تركها وذهب الي مكتبه وعاد كل زملائها الي عملهم، وقفت تفكر بصدمة وتربط الاحداث، تفهمت سبب القبض عليها وسبب وجود رشيد بقسم الشرطة والمحضر الذي تنازل عنه. همست بغضب وهي تسير من المطعم:

- بقى انا حراميه يا رشيد!!! 


*****

استيقظ على صوت طرقات قوية مزعجة فوق باب شقته، ذهب ليرى من ذاك المزعج الذي جاءه الان! وكيف يطرق الباب بهذه الطريقه العنيفه.


فتح الباب بغضب ووجدها هي من تقف امامه، تنظر اليه بعين مشتعله من الغضب، صرخة بوجهه عقب فتحه للباب:

- بقى انا حرامية يا رشييييد.

#الفصل_الثالث_عشر

#رواية_كارمن

#الكاتبة_ملك_إبراهيم


- بقى انا حرامية يا رشييييد.


رمقها ببرود ثم تركها تقف امام الباب وعاد الي الداخل دون رد، تقدمت الي داخل الشقه واغلقت الباب بعنف، التفت ينظر اليها بغضب قائلا:

- ايه الازعاج اللي انتي عملاه على الصبح ده!


اجابته بصراخ:

- لا حضرتك احنا بقينا الضهر مش الصبح.. رد عليا وقولي دلوقتي حالا.. انا سرقة منك ايه عشان تتهمني بحاجة زي كده؟!


تأملها بعمق ثم اجاب عليها:

- انتي عارفه انتي سرقتي ايه مني.


جف حلقها من شدة التوتر ونظرت اليه بخوف، تركها وعاد الي غرفة النوم غير مبالي بما تقوله او تفعله. وقفت للحظات تنظر أمامها وتفكر؛ ماذا يقصد بحديثه؟! فاقت من شرودها ودلفت خلفه وهي تتحدث بغضب:

- سرقت منك ايه يا رشيد عشان تتهمني بتهمة زي دي؟! انت عارف انت عملت ايه؟.. انت خلتني اخسر شغلي بسببك.


ضحكة ساخره ظهرت على محياه وهو يتمدد فوق الفراش غير مبالي بدخولها وثرثراتها المزعجة. تقدمت منه اكثر وهي تتطلع اليه بغيظ، عدم رده عليها وبروده المصطنع اثار غيظها. رفعت الغطاء عنه وهي تتحدث اليه بصراخ:

- قوم رد عليا يا رشيد.. انا بكلمك. 


جذبها من يديها بقوة لتسقط فوقه، صرخت بصدمة وهي تسقط فوق صدره، احاط بها بذراعيه واحكم قبضته حولها بقوة، حاولت الابتعاد عنه سريعًا لكنه كان يحاط بخصرها ويقربها اليه بقوة، خجلت منه وتلونة وجنتيها باللون الاحمر وارتجف جسدها بين يديه، استمع الي صوت خفقات قلبها المسرعه بوضوح. تأملها عن قرب وهي تخفض وجهها بعيدًا عن عينيه. همست بصوت مبحوح:

- رشيد.. سبني لو سمحت. 


تحدث اليها بصوت هامس وهو يتأملها بشتياق:

- انتي اللي جيتي هنا! 


ارتجف جسدها بقوة وحاولت التحدث:

- انااا.... 


قاطعها بتقبيل شفاتيها بشتياق بعد أن فقد السيطرة علي التحكم بمشاعره اتجاهها، حبيبته الان بين يديه بعد فراق اربعة اعوام. هي الأخرى كانت تشتاق اليه كثيراً، تجمد جسدها بين يديه، گادت ان تستسلم له بعد ان تحولت قبلته لها الي قبلات متفرقه فوق وجهها وعنقها، استسلمت له للحظات قليلة فقط ثم انتفض جسدها بين يديه بخوف، دفعته بعيدًا عنها وركضت مبتعده عن الفراش، وقفت بأحدي زوايا الغرفة وهي تبكي بخوف وجسدها يرتجف بقوة. كانت تردد بصوتها الباكي:

- مش هينفع.. حرام..  


حدق بها بصدمة، لا يصدق انه فقد السيطرة على مشاعره امامها. خفض وجهه بغضب من تسرعه وكشف مشاعره بالاشتياق اليها، عليه إخفاء تلك المشاعر حتى يتأكد من خيانتها او برائتها. 


بكاءها وكلمة "حرام" التي رددتها بخوف عند اقترابه منها، ترددت الكلمة علي سمعه وهو يخفض وجهه ويحاول السيطرة علي مشاعره اتجاهها، استغرب تردد الكلمة وهي تبكي باحد زوايا الغرفة، رفع وجهه ونظر اليها بستغراب قائلا لها:

- هو ايه اللي مش هينفع وحرام؟!


اخفت وجهها بين يديها وهي تبكي واجابته بصوت مبحوح:

- انت طلقتني وحرام تلمسني او تقرب مني!


تأملها بستغراب، من اخبرها انه طلقها!:

- وانتي عرفتي منين اني طلقتك؟


اجابته وهي تبكي:

- عرفت لما طلقتني قبل ما تسافر. 


استغرب من حديثها وتحدث اليها بغموض:

- جالك ورقة طلاق؟ 


اجابته بحزن:

- وقتها انا كنت مغيره عنواني واكيد ورق الطلاق راح للعنوان القديم. 


أومأ برأسه ثم شرد قليلاً يفكر؛ من اخبرها انه طلقها قبل سفره؟ نظر اليها بتفكير قائلاً:

- مين قالك اني طلقتك قبل ما اسافر؟! 


ارتبكت كثيراً واجابت عليه بتلعثم ونبرة حادة:

- عرفت وخلاص. 


غضب من عنادها وأومأ برأسه وهو يعلم ان الحديث معها لن يجد نفعًا. صمت قليلاً يفكر ولم يريد ان يخبرها انها مازالت زوجته، يريدها على ظنها حتى يعلم الحقيقة. حاول رسم البرود على ملامحه وتحدث اليها:

- ولما انتي عارفه انك مبقتيش مراتي.. ازاي تيجي لحد بيتي هنا وتدخلي اوضة نومي كمان؟! 


ارتجف جسدها بقوة واجابته بتوتر:

- مكنتش اعرف انك لوحدك.. كنت فاكرة مراتك عايشة معاك هنا! 


للحظة لم يتذكر انه أخبرها سابقًا انه تزوج وله ابن من زوجته، كيف لم يتذكر كذبته، حاول إخفاء ارتباكه بعد تذكره لهذه الكذبه واجاب عليها بهدوء:

- ايوه ما مراتي مش هنا دلوقتي. 


خفضت وجهها بحزن وتحدثت وهي تخرج من الغرفة:

- انا لازم امشي حالا قبل ما مراتك ترجع لانها ممكن تفهمنا غلط. 


خرجت من الغرفة واسرعت في خطواتها حتى خرجت من الشقه بأكملها، حاول الالحاق بها لكنها كانت الأسرع في الخروج من الشقة، وقفت امام باب الشقه من الخارج واستندت عليه تبكي بانهيار، لا تصدق ان هناك أمرأة بحياته وتأخذ مكانها بقلبه، اصبحت الان غريبه عنه ولا يحق لها النظر اليه، تهرب الان من منزله حتى لا تراها زوجته! لم تتحمل ما تمر به الان، ركضت وهي تبكي وتتمنى لو تنقطع انفاسها، ويتوقف نبض قلبها وتترك هذه الحياة بسلام. جلس رشيد ينظر امامه بتفكير، عليه البحث فيما حدث مع كارمن قبل أربعة اعوام، عليه معرفة السبب الحقيقي الذي جعلها تقوم بمساعدة سعد بشار. 


******

بعد عدة ايام.. 

كانت كارمن تجلس بداخل الغرفة التي تمكث بها مع والدتها، كانت تنظر بهاتفها وتبحث عن عمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان عجزت عن ايجاد عمل بعد طردها من المطعم الذي كانت تعمل به. 


زفرت والدتها بملل وتحدثت اليها بغضب:

- واخرتها ايه؟.. احنا كده هنموت من الجوع. 


اغلقت الهاتف ونظرت الي والدتها بقلة حيلة:

- هعمل ايه يعني يا ماما! انا بدور على شغل اهو. 


رمقتها والدتها بغضب قائلة بعصبيه:

- شغل ايه اللي بتدوري عليه! انتي مش عايزة تعقلي بقى.


تحدثت الي والدتها بعصبيه:

- لو سمحتي يا ماما انا تعبت ومش مستحمله كلامك ده! 


وقفت والدتها بعصبيه وصرخت بوجهها:

- انا اللي تعبت مش انتي! الفقر بيموتني بالبطيء وانتي واقفه تتفرجي عليا وتقوليلي مش مستحمله!.. ولا انا كمان مستحمله العيشة دي..


ثم نظرت حولها بحسرة واضافة:

- ده مش مكاني! مش سهير سالم اللي تقضي اللي باقي من عمرها في اوضه فوق سطح!


تابعت كارمن تحركات والدتها بالغرفة بصمت، اتجهت سهير الي خزانة الملابس الصغيرة واخذت ثيابها القديمة والقتها ارضًا وهي تصرخ بانفعال:

- كل دول عايزين يترموا واشتري جديد..


نظرت كارمن الي الثياب التي القتها والدتها ارضً، ركلت سهير الثياب بقدمها وهي تصرخ بجنون:

- انا من حقي اعيش في بيت نضيف

مش اعيش هنا! ومن حقي يكون عندي عربيه وكريدت كارد مفتوحه اصرف منها برحتي زي زمان.. 


خفضت كارمن وجهها بحزن وغمضت عيناها تبكي بقلة حيلة. لم تتوقف والدتها عن الصراخ وهي تضيف:

- شوفي شكلي بقا عامل ازاي، شعري بيقع بسبب المنتجات الرخيصه اللي بستعملها، ووشي بدأ يكرمش.. انا بموت هنا بالبطيئ وانتي قاعدة تتفرجي عليا وتقوليلي بدور علي شغل! شغل ايه اللي هيوفرلنا كل احتياجتنا؟! 


نظرت كارمن الي والدتها واجابة عليها وهي تبكي بقلة حيلة:

- كل اللي بتطلبيه ده مش ضروري عشان نعيش يا ماما! شعرك اللي بيقع ووشك اللي بيكرمش ده مش سببه الفقر! انتي كبرتي وده طبيعي يحصل مع اي ست في سنك! 


اقتربت منها سهير وهي ترمقها بنظرات ناريه وامسكتها من ذراعيها وصرخت بها بقوة:

- انا مكبرتش.. انتي اللي عملتي فيا كده بالفقر اللي عيشتيني فيه! انا سهير سالم.. سمعاني.. انا سهير سالم اللي كل الرجالة بيتمنوا مني نظرة وبيدفعوا دم قلبهم عشان بس ابصلهم. 


بكت كارمن بانهيار وهي تقف امام والدتها عاجزة عن الرد، دفعتها والدتها بعيدا عنها واردفت بصراخ:

- بس انا مش هسمحلك تعملي فيا كده.. سمعاني يا كارمن.. مش هسمحلك تضيعي اللي باقي من عمري بسبب غباءك. 


ارتطم جسد كارمن بالحائط اثر دفعت والدتها لها بقوة، لم تبالي سهير بها واتجهت الي ثيابها التي القتها ارضًا وجذبت احد الثياب وقامت بارتداءه وهي تردد باصرار:

- انا لازم الاقي حل بسرعة.. مش هستنا اموت هنا بسببك.


وضعت كارمن يديها فوق رأسها وهي تتألم من دفعت والدتها لها، انتهت سهير من ارتداء ثيابها وهي تردد بأصرار "لازم الاقي حل" 


جذبت حقيبة يدها لكي تذهب من الغرفه، استوقفها صوت كارمن وهي تتحدث اليها بقلق:

- هتروحي فين يا ماما؟! 


توقفت سهير والتفتت اليها تجيب عليها بأصرار:

- هروح للمحامي بتاعي يشوفلي اي حل.. انا مش هسمحلك تموتيني جنبك هنا! 


تحدثت كارمن بقلق وهي تبكي:

ِ- والمحامي هيعملك ايه! انتي خلاص خسرتي كل فلوسك من زمان ومبقتيش تملكي اي حاجة؟! 


اتجهت سهير الي باب الغرفة وفتحته باصرار وهي تجيب عليها:

- هروحله يشوفلي اي حل.. اعمل قرض او يشوف حد يكون ممول لأي مشروع اعمله واعيش منه.


حدقت بها كارمن بدهشة، لم تنتظر والدتها ردها وتركتها وذهبت واغلقت باب الغرفة خلفها بقوة. وقفت كارمن تنظر إلى الفراغ بحزن؛ تشعر بالضعف وقلة الحيلة، تعلم تعلق والدتها بالحياة الثريه وعشقها الكبير للمال، وتعلم ايضا ما سيحدث لها بعد عودتها من مكتب المحامي الخاص بها؛ بعد ان يؤكد لها عدم وجود مخرجًا من هذا الفقر الذي احاط بهما بعد ان خسرت كل ما تملك على يد اخر رجل تزوجت منه، عندما انقلب السحر على الساحر وهو من استغلها واستطاع اخذ كل ما تملك. 


وضعت رأسها بين يديها وهي تفكر ماذا عليها ان تفعل! لقد ارهقتها الحياة كثيرًا ولا يمكنها تحمل المزيد. 


********

في منزل عائلة رشيد.


اقتربت رهف شقيقة رشيد من جدها ووالدتها ووالدها وهم يتحدثون عن رشيد. تحدثت والدة رشيد بحزن وهي تنظر الي زوجها بلوم، لم تغفر له زواجه عليها حتى الان:

- انا مش هسيب ابني يضيع نفسه وحياته اكتر من كده.. من يوم ما البنت دي هي ومامتها دخلوا حياتنا وهما دمروا كل حاجة حلوة فيها.


خفض زوجها وجهه ارضً بصمت، تابعت حديثها باصرار وهي تنظر الي والد زوجها:

- اكيد حضرتك رأيك من رأيي يا عمي؟


نظر اليها والد زوجها بتفكير ثم نظر الي ابنه الذي اصبح لا اهمية لوجوده بينهما بعد ان ترك كل شئ واهتم بعمله فقط، تاركًا خلفه زوجته واولاده:

- من رأيي نسأل باباه رأيه ايه؟


ظهرت ضحكة ساخرة على محياها وهي تنظر الي زوجها، تعلم عدم اكتراثه لامرهم، استمعت الي رده وهي تؤكد بداخلها ان حياتهما معا اصبحت مستحيلة:

- انا مليش رأي يا بابا.. رشيد مش صغير، رشيد راجل وقد المسؤوليه واكيد هو عارف مصلحته كويس.


اثار غيظها برده الهادئ، انفعلت وتحدثت اليه بحدة:

- وابنك لو عارف مصلحته كان راح اتجوز بنت زي دي!


رمقها بغضب واجاب:

- اكيد شاف فيها اللي انتي مقدرتيش تشوفيه، مهو مش كلنا بنملك نفس العيون عشان نشوف بنفس النظرة.


زفرت بغضب وانتفضت من مكانها وهي تتحدث بانفعال:

- هو ده اللي احنا بناخده منك.. خليك كده عايش في عالم موازي لوحدك! سيب ابنك يخسر حياته بعد ما خسر شغله ومستقبله!


تركتهم وصعدت الي غرفتها بالأعلى بخطوات غاضبه مسرعة، الحقت بها ابنتها رهف وهي تركض خلفها، نظر اللواء نور الدين الجبالي الي ابنه وتحدث اليه بغضب مكتوم:

- شايف انت وصلتنا لايه! عمرك ما كنت قد مسؤولية بيت وعيلة! 


أومأ وجيه برأسه بالايجاب وتحدث بحزن:

- حضرتك عندك حق.. انا مش قد المسؤوليه فعلا!


رمقه والده بغضب، وقف وجيه من مكانه وهو ينظر الي والده واضاف:

- في حاجة بس عايز اقولها لحضرتك قبل ما امشي.. 


تابعه والده باهتمام، توقف وجيه يفكر للحظات قليلة ثم اضاف بثقة:

- اللي رشيد عمله وبيعمله دلوقتي هو ده الصح.. 


تفاجأ والده من حديثه واعتدل في جلسته وهو يستمع الي باقي حديثه:

- رشيد مخسرش شغله ولا حاجة، رشيد اصلا مكنش حلمه انه يكون ظابط شرطة! ده كان حلم حضرتك انت مش هو! عملت المستحيل عشان رشيد يكون نسخه منك..


رمقه والده بنظرات ناريه، ظهرت ابتسامه ساخرة علي وجه وجيه وهو يضيف:

- بس هو مطلعش نسخه منك ابدا يا سيادة اللوا، وده شئ يسعدني انه مطلعش نسخه منك.


حدق به والده بصدمة، طالت النظرات بينهما حتى تحرك وجيه من امام والده لكي يذهب، لكن صوت والده اوقفه يستمع اليه:

- بس يسعدك انه طلع نسخه منك انت! يسعدك ان اللي قدرت تضحك عليك وتخرب بيتك، قدرت بنتها تضحك عليه وتضيع مستقبله!


عاد وجيه والتفت مرة أخرى الي والده واجاب بثقة:

- بس سهير مضحكتش عليا! لاني كنت عارف حقيقتها من الاول..


حدق به والده بصدمة، أومأ وجيه برأسه واضاف:

- ومش هي برضه اللي خربت بيتي! بيتي اتخرب من اول ما بقى رأيي فيه ملوش قيمة جنب رأي حضرتك وقراراتك! وابني اتجوز البنت اللي حبها، ومستقبله مش معتمد على شغله في الشرطة وبس! المستقبل مفتوح قدامه ويقدر ينجح في اي مجال تاني هو يحبه.


غضب والده من حديثه ورمقه بغضب، أومأ برأسه بتفهم بغضب والده وانسحب من امامه بهدوء، تاركًا المنزل لكي يلتقط انفاسه بالخارج بعيدًا عن احكام والده التي تضيق صدره. 


******

بداخل مكتب واحد من كبار المحامين. 

جلست سهير تحرك قدميها بعصبيه وهي تأخذ احد السجائر وتتحدث الي المحامي:

- انت لازم تشوفلي حل وبسرعه.. انا مش هعيش اللي باقي من حياتي في الفقر ده! 


زفر المحامي بضيق وتحدث اليها بهدوء مصطنع:

- يا مدام سهير حضرتك عارفه ان مفيش حل في ايدي.. انتي خسرتي كل فلوسك وممتلكاتك بشكل قانوني. 


زفرت سهير بعصبيه وجسدها يرتجف من شدة الغضب:

- اعمل اي حاجة.. انت لازم تساعدني.. انت المحامي بتاعي.. فكر في اي حل.. ساعدني اعمل قرض او شوفلي حد يمول اي مشروع انا اعمله.. انا محتاجة فلوس بأي طريقه. 


نظر اليها بتفكير قليلاً ثم تحدث بهدوء:

- انا معرفش حد يكون ممول لمشروع.. بس ممكن اساعدك تاخدي قرض من اي بنك.. 


نظرت اليه يترقب وتحدثت بلهفة:

- حقيقي ممكن تساعدني اخد قرض؟ 


أومأ برأسه وتحدث بثقة:

- اه طبعا بس البنك هيحتاج ضمان. 


بهتت ملامحها بحزن ثم تحدثت بغضب:

- وانا هجيب ضمان منين للبنك.. انت عارف اني خسرت كل حاجة! 


نظر امامه بتفكير قليلا ثم تحدث بهدوء:

- احنا ممكن نقدم ارض المرحوم صادق ضمان للبنك والارض كبيرة وتعمل ملاين دلوقتي واكيد البنك هيوافق علي القرض بسهوله. 


حدقت به بصدمة قائلة بذهول:

- ارض المرحوم صادق مين؟ قصدك صادق جوزي؟! 


اجاب عليها المحامي بثقة:

- ايوه المرحوم صادق جوزك الاولاني وابو بنتك الوحيدة. 


مازلت تحدق به بصدمة وتحدثت:

- ارض ايه انا مش فاهمة حاجة؟ هو صادق كان عنده ارض؟! 


اجاب عليها المحامي بثقة:

- اه طبعا.. ازاي حضرتك متعرفيش ان المرحوم صادق عنده ارض كبيره في الصعيد وكان حصل مشاكل بينه وبين عيلته وعمه حكم عليه انه يسيب البلد وخد الأرض منه بالقوة والمرحوم صادق ساب الأرض لعمه عشان ميحصلش بينهم مشاكل اكتر، بس طبعا الأرض لحد النهارده بالقانون بأسم المرحوم صادق يعني انتي ليكي ورث فيها انتي وبنته كارمن. 


شهقت بصدمة ووقفت من مكانها تنظر اليه بصدمة:

- انت متأكد من الكلام ده؟! 


اجاب المحامي بثقة:

- طبعا متأكد.. حضرتك ناسيه اني كنت المحامي الخاص للمرحوم صادق. 


ابتسمت بسعادة وتحدثت بلهفة:

- يعني انا اقدر اخد الأرض دي وابيعها؟ 


تحدث المحامي بثقة:

- حضرتك لكي فيها الورث الشرعي اللي من حق الزوجة وكارمن لها الورث الشرعي للابنه.. وبتقديري كده هيكون مبلغ كبير جدا واظن انك مش هتحتاجي تعملي قرض ولا حاجة... بسـ.. 


صمت ولم يتابع حديثه، نظرت اليه بقلق:

- بس ايه؟! 


اجاب عليها بتوتر:

- بس معتقدش ان حضرتك هتقدري تاخدي حقك او حق بنتك في الارض دي لان زي ما قولت لحضرتك ان عم المرحوم صادق اخد منه الأرض بالقوة والمرحوم صادق بنفسه رفض يفتح موضوع الارض ده وهو في عز ازمته الماليه قبل ما يموت وانا اقترحت عليه موضوع الارض اكتر من مرة وهو كان رافض انه يطلبها من عمه او يفتح موضوع الارض ده نهائي. 


تنهدت سهير بعمق وهي تنظر امامها باصرار:

- صادق الله يرحمه مات ومسبش ليا ولا لبنته اي حاجة، يعني الأرض دي دلوقتي حقي انا وبنتي.. 


نظر اليها المحامي باهتمام وهي تضيف باصرار:

- وانا مستحيل اسيب حقي.. هاتلي اسم عم صادق وعنوانه في الصعيد. 


تنبيه هام لـ رشيد باشا الجبالي "مراتك هتسافر الصعيد عند عمها عشان تطلب منه الارض بتاعها... مراتك هتضيع يا رشيد" 🔥🙆

#الفصل_الرابع_عشر

#رواية_كارمن

#الكاتبة_ملك_إبراهيم


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ❤️ استغفر الله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 🤍 


Part 14


- وانا مستحيل اسيب حقي.. هاتلي اسم عم صادق وعنوانه في الصعيد. 


أومأ المحامي برأسه بالايجاب وبحث بداخل احد الملفات والذي يحمل اسم "صادق الهواري" واخذ منه المعلومات الكافيه عن عائلة صادق الهوارى وتحدث اليها بثقة:

- ده العنوان بالتفصيل وكل المعلومات عن عيلة المرحوم صادق.


اخذت من يديه الورقه بحماس وتحدثت:

- انت متأكد ان الارض دي كبيرة وتستاهل؟! 


ابتسم واجاب عليها بثقة:

- عيلة المرحوم صادق من أغنى واكبر العائلات في الصعيد، ونص الارض اللي تحت ايديهم ارض المرحوم صادق يعني ارض بالملايين.. 


ابتسمت بطمع ولمعت عيناها وهي تستمع اليه وهو يضيف:

- القانون معاكم وتقدروا تطلبوا حقكم في الارض.


أومأت برأسها وهي تنظر الي العنوان المدون علي الورقه بيديها وتحدثت بطمع:

- يبقى انا وكارمن لازم نسافر النهارده واخد منهم الارض وابيعها بأعلى سعر. 


تابعها المحامي بصدمة قائلا:

- تبيعي ايه؟! دول ممكن يقتلوكي انتي وبنتك لو فكرتي تبيعي الارض لأي حد.. هناك الارض شرفهم ومستحيل حد غريب ياخدها! 


نظرت اليه بستغراب:

- يعني ايه الكلام ده! مش انت لسه بتقول ان الارض قانونا من حقي انا وبنتي؟! 


اجاب عليها بثقة:

- فعلا الارض قانونا من حقكم انتي وبنتك.. لكن الارض دلوقتى تحت ايديهم هما ومحدش يقدر ياخد الارض من تحت ايديهم غير بالتفاوض معاهم والحل الوحيد انك تعرضي عليهم انهم ياخدوا الارض منكم بشكل قانوني وانتم تاخدوا منهم حق الارض وترجعوا. 


نظرت امامها تفكر بشرود ثم نظرت اليه وتحدثت:

- خلاص سيب الموضوع ده عليا وانا هعرف اتفاوض معاهم. 


نظر اليها بقلق:

- ولو احتاجتي مني اي استشارة قانونيه تقدري تكلميني في اي وقت. 


أومأت برأسها بالايجاب وشكرته وذهبت بحماس وهي تفكر في ضرورة السفر الي الصعيد اليوم قبل الغد. 


******

جلست كارمن بداخل الغرفة تنتظر عودة والدتها بقلق، تعلم ان هذا اليوم لن يمر بسلام بعد ان تعود والدتها بأحباط من مكتب المحامي الخاص بها. 


حدث على عكس توقعها واستمعت الي صوت والدتها الحماسي يأتي من بعيد، عقدت ما بين حاجبيها وهي تستمع الي صوت والدتها تناديها بحماس وسعاده وهي تصعد الدرج حتى وصلت إلى غرفتهما بالطابق الاخير، توقفت امام باب الغرفة تلتقط انفاسها المتقطعه من صعود الدرج، وقفت كارمن بقلق وفتحت لها الباب وحدقت بها بقلق:

- ماما انتي كويسه؟! 


دفعتها والدتها بحماس وهي تبتسم بسعادة وتقدمت الي داخل الغرفة:

- انا مش كويسه بس.. دا انا في اسعد واجمل لحظات حياتي. 


حدقت بها كارمن بستغراب، تقدمت والدتها من حقيبتها الفارغه امام خزانة الملابس وتحدثت الي ابنتها:

- يلا بسرعه لمي هدومك عشان نلحق القطر. 


حدقت بها بصدمة:

- قطر ايه ؟! 


التفتت تنظر إليها واجابتها وهي ترتب ثيابها بداخل الحقيبه:

- هنسافر الصعيد عند اهل باباكي.. المحامي قالي ان باباكي له ارض كبيرة اوي هناك وكان سايبها لعمه! 


اقتربت من والدتها بذهول:

- ارض ايه انا مش فاهمه حاجة؟! 


القت والدتها الثياب بداخل الحقيبه بعصبيه واجابتها:

- ايه اللي انتي مش فهماه! باباكي له ارض ورث في الصعيد وكان متنازل عنها لعمه بس من غير ورق ولا اي إثبات انه متنازل لهم عنها! انا مكنتش اعرف اي حاجة عن الأرض دي بس المحامي عرفني وفهمني كل حاجة وقالي ان من حقي اطالبهم بالارض او تمنها واكيد دلوقتي تمن الارض دي هيبقى كتير اوي. 


هزت رأسها برفض غير متقبله حديث والدتها:

- بس حضرتك بتقولي ان محامي بابا قالك ان بابا كان متنازل عنها لعمه! ازاي هنطلب منهم الارض؟ 


اجابتها والدتها بثقة:

- انا مقولتش انه اتنازل عنها بمزاجه.. المحامي قالي ان عمه اخد منه الارض بالقوة وباباكي ساب الارض ومشي.. يعني الارض تحت ايديهم لكن العقود والقانون معانا احنا ونقدر بسهوله ناخد حقنا منهم. 


وقفت كارمن تنظر الي والدتها بتفكير، لا تتقبل ما تقوله والدتها، التفتت والدتها ونظرت اليها وهي تقف شاردة بحيرة، اقتربت منها وتحدثت اليها بصرامة:

- انتي لسه هتقفي تفكري! جهزي نفسك بسرعه عشان نسافر. 


أجابت على والدتها بحيره:

- هنروح نقولهم ايه بس يا ماما! يعني لو بابا كان له حق في الارض دي اكيد مكنش هيسيبها لما كان في عز ازمته! 


لمعت عين والدتها طمعًا وتحدثت بقوة:

- باباكي الله يرحمه كان غبي.. اومال انتي طالعه لمين! لما كان عايش كانت الارض دي حقه وهو اللي ساب حقه،، لكن انا مش هسيب حقي. 


نظرت الي والدتها بصدمة وقلق، تعلم ان والدتها لن ولم تتنازل عن هذه الارض بعد ان اتت اليها في هذا الوقت التي اعلنت فيه تمردها على كل شئ، لن تقبل العيش بهذه الغرفة بعد الآن، لن تبقى هنا لحظة واحدة، وهي لا يمكنها ترك والدتها تذهب بمفردها! لا تعلم ماذا ينتظرها هناك. 


اخذت حقيبتها ووضعت بها ثيابها هي الأخرى، لم تتوقف والدتها عن الحديث وهي تضع قائمة لكل ما ستعوضه بعد حصولها على ثمن الارض، المنزل الجديد والسيارة والثياب وكل شئ افتقدته خلال السنوات الماضيه. 


كانت كارمن تستمع الي حديثها بقلق، تخشي ان تتبخر احلام والدتها في الهواء، لا تعلم من اين اتت لهم هذه الارض!


اخذت حقيبتها وخرجت والدتها من الغرفة بسعادة وهي تودع الفقر وتفتح ذراعيها لاستقبال الثراء من جديد. 


******

جلس فوق الاريكة امام التلفاز بداخل شقته التي تجمع ذكرياته الجميلة معها، كان يتذكرها وهي تجلس بداخل حضنه على هذه الاريكة ويتبادلون الحديث معًا، لم يخلو حديثهما من المرح والمزاح، كم اشتاق اليها وتمني لو يعود بهما الزمن وتعود الي داخل حضنه مرة اخري. حدق باحد الملفات امامه، كان يدقق النظر في التحريات التي ارسلها اليه خالد وبها بعض المعلومات عن الحي الذي تسكن به كارمن ومتى ذهبت الي هذا الحي. 


صوت جرس الباب اخرجه من ذكرياته، نظر الي الباب وتمنى من قلبه لو يجدها هي من اتت اليه، ذهب وفتح الباب على امل رؤيتها. بهتت ملامحه بحزن؛ عندما وجد "مايا" تلك الفتاة التي كانت بالحفل عندما ذهب مع صديقه وكانت كارمن تعمل هناك. اتت اليه برفقة صديقه عادل، نظر اليهما بستغراب قائلا:

- خير يا عادل في حاجة ولا ايه؟!


تأملته مايا بنظرات عاشقه واجابة على سؤاله بدلال:

- ايه المقابله دي يا رشيد! معقول تكون دي مقابلتك لينا واحنا اول مرة نزورك في شقتك!


نظر الي عادل بدهشة، هز عادل رأسه بقلة حيلة واشار برأسه اتجاه مايا مؤكدًا له انه جاء بها الي هنا برغبتها الملحه عليه، ابتعد قليلاً واشار اليهما بيديه مرحبًا بهما الي الداخل.


تقدمت مايا الي داخل الشقه وهي تنظر حولها باعجاب قائلة:

- شقتك حلوة اوي يا رشيد.. وذوقك فيها يجنن.


نظر الي عادل بتوعد واجاب عليها بهدوء:

- ده مش ذوقي.. ده ذوق مراتي، هي اللي اختارت كل حاجة هنا في الشقه وفرشتها على ذوقها.


انتفضت من مكانها قبل ان تجلس ونظرت اليه بصدمة ثم الي عادل بذهول وتحدثت بصوت مبحوح:

- هو انت متجوز؟!


جلس براحة واجابها بتأكيد:

- اه.. انتي مكنتيش تعرفي ولا ايه؟


حدقت به بصدمة وتحدثت بذهول:

- لا طبعاً مكنتش اعرف.. انت اتجوزت امتى وازاي؟!


اجابها بهدوء وهو يعلم ما تحمله بقلبها اتجاهه:

- اتجوزت من حوالي اربع سنين.


نظرت اليه بصدمة ثم نظرت الي عادل بتوعد على عدم اخبارها بزواج رشيد، نظرت حولها بتوتر وتحدثت بارتباك:

- ممكن اتعرف على مراتك؟


اجابها بهدوء:

- للاسف هي مش موجودة دلوقتي.. لو كنتوا عرفتوني قبل ما تيجوا اكيد كانت هتبقى في استقبالكم معايا.


شعرت بالحرج واستعدت للذهاب متجه الي الباب قائلة بتوتر:

- احنا كنا جاين نطمن عليك.. بس مش مهم.. ابقى خلينا نشوفك انت والمدام عشان حابه اتعرف عليها.


أومأ لها برأسه بالايجاب، خرجت من منزله وهي تشعر بالحرج الشديد، صدمتها بمعرفة زواجه كانت مثل الصاعقه. خرج عادل خلفها وهو ينظر الي رشيد بعتذار ويبادله رشيد النظرات بتوعد.


اسرعت مايا في خطواتها حتى توقفت امام سيارتها تلتقط انفاسها بصعوبه، وقف عادل خلفها وتحدث اليها بقلق:

- مايا انتي كويسه؟


التفتت تنظر اليه بغضب وتحدثت اليه بحدة:

- انت ازاي متقوليش ان رشيد متجوز! هو اتجوز امتى وازاي اصلا؟ انا اعرف رشيد من زمان لحد ما سافر ورجع.. معقول اتعرف عليها وهو مسافر واتجوزها هناك!


اجابها عادل بتوتر:

- اهدي بس يا مايا واسمعيني.. رشيد قبل ما يسافر اتجوز فعلا.. بس كان في مشاكل مع اهله واهل البنت اللي حبها وكلهم كانوا رافضين الجواز وهو اتحداهم واتجوزها واعلن جوازه منها، بس الخبر منتشرش اوي لان بعد فترة قليلة من جوازهم رشيد حصله مشكله في شغله وتعب جامد وتقريبا طلق مراته وسافر بعدها.


وقفت تنظر اليه بستغراب وتحدثت بفضول:

- يعني هو طلقها قبل ما يسافر؟


اجابها بتردد:

- ده اللي انا عرفته.


نظرت امامها بتفكير ثم تحدثت:

- انت تعرف مراته دي او شوفتها قبل كده؟


اجابها بصدق:

- انا معرفهاش ولا عمري شوفتها.. اصلا الفترة اللي رشيد كان متجوزها فيها مكناش بنشوفه كتير وعرفنا بالصدفه انه اتجوز!


أومأت برأسها بتفهم وفكرت قليلا بحيرة:

- بس لو هو طلقها ليه قال انه متجوز! ولو هو مطلقهاش.. هي فين؟ ليه مظهرتش معاه ولا مرة؟! وكمان مش موجودة في بيته في وقت زي ده؟!


اجابها عادل بثقة:

- اللي انا اعرفه انه طلقها قبل ما يسافر وكمان هو عايش في الشقه لوحده بعد ما رجع من السفر.


ابتسمت بمكر وأومأت برأسها وهي تهمس بداخلها:

- يبقى في سر رشيد بيحاول يخفيه.. بس انا لازم اعرفه.


نظر اليها عادل بتوتر وهمس بداخله:

- ربنا يستر انا مش مطمن. 


*****

في الصباح الباكر من اليوم التالي..

وصل القطار الي محافظة قنا بالصعيد.

ترجلت منه كارمن مع والدتها، كانت تشعر بالخوف الشديد وتتمسك بحقيبتها بيد ترتجف من شدة القلق والتوتر. لم تتوقف والدتها لحظة واحدة منذ ترجلها من القطار، كانت تسير بخطوات مسرعه الي خارج محطة القطار وكأن حياة الثراء تناديها وتريدها ان تسرع اليه، كانت كارمن تحاول الالحاق بها بخطوات مهرولة.


اشارة والدتها الي احدي سيارات الاجرة واعطته العنوان الذي تريد الذهاب اليه. استغربت كارمن من وجود العنوان مع والدتها وسرعتها في الوصول لكل المعلومات التي تساعدها للوصل الي الارض.


صعدت الي داخل السيارة بجوار والدتها ولم تتوقف والدتها لحظة واحدة عن الحديث عن الثراء المنتظر لها.


بعد مرور ساعة من الوقت بداخل سيارة الاجرة، توقفت السيارة بقرية ريفيه واخبرها السائق ان هذه هي القرية التي ذكرت اسمها بالعنوان الذي اعطته له.


ترجلت من السيارة وهي تنظر حولها بشمئزاز، عكس نظرات كارمن التي نظرت الي الطبيعه من حولها براحة واعجاب، تحدثت والدة كارمن وهي تنظر الي حذائها الذي اختلط بالارض الترابيه:

- ايه ده مش معقول! ازاي سيبين الارض مش نضيفه كده!


استنشقت كارمن الهواء النقي وتحدثت براحة:

- بس الجوا هنا حلو اوي يا ماما وهدوء وراحة.


- انتوا مين يا هوانم؟

جاءهم هذا الصوت الأَجش من الخلف. التفتوا ينظرون الي صاحب الصوت بفزع، تحدثت اليه والدة كارمن بحدة:

- انت اللي مين؟


نظر اليها من الاعلي الي الاسفل قائلا:

- شكلكم مش من اهل البلد! انتوا جاين لمين هنا؟!


نظرت كارمن الي والدتها بقلق وتراجعت الي الخلف بخوف وهي تتطلع الي هيئته بجلبابه الفضفاض وجسده الضخم وشاربه الكبير. اجابته والدتها ببرود:

- احنا جاين لكبير عيلة الهواري.. تعرفه؟


ارتجف جسده قليلا واجابها بقلق:

- ومين ميعرفش عبد الرازق بيه كبير عيلة الهواري! دول كبار البلد. 


شعرت بالرضا بعد ان لاحظت ارتباكه عند ذكرها اسم عائلة زوجها. نظرت الي ابنتها وتحدثت بفخر:

- احنا من عيلة الهواري وكنا عايزين نروح لكبير العيلة.


أومأ برأسه بحترام قائلا بترحاب شديد:

- يا اهلا يا اهلا.. نورتوا البلد يا هوانم.. انا هوصلكم بنفسي للسرايا الكبيرة عند عبد الرازق بيه.


شعرت والدة كارمن بالغرور الذي افتقدته منذ سنوات بعد خسارتها كل ما تملك. على عكس كارمن التي شعرت برهبة كبيرة من مقابلة هذا المدعو "عبد الرازق" الذي تساءلت كثيرا بداخلها كيف سيكون رد فعله بعد معرفة سبب مجيئهم الي هنا!. 


اخذهما الي المنزل الكبير لعائلة الهواري. 

كان المنزل كبير للغاية ويشبه القصور القديمة، كان يحاط بالمنزل بالخارج، عددً كبير من الرجال يرتدون الجلباب الصعيدي ويحملون الاسلحة المرخصة لحماية المنزل. 


اقترب الرجل الذي اصطحب كارمن ووالدتها الي منزل عائلة الهواري من احد الرجال الواقفين امام بوابة الدخول الرئيسيه، اخبره انهم يريدون مقابلة كبير عائلة الهواري. تطلع إليهما من يقوم بحراسة البوابة وسألهم باحترام:

- عايزين مين يا هوانم؟ 


نظرت سهير الي المنزل الكبير بعين لامعه بالطمع والجشع واجابته بكبرياء:

- احنا قرايب عبد الرازق بيه.. جاين من القاهرة. 


نظرت كارمن الي والدتها بتوتر وهمست اليها بخوف:

- ماما خلينا نرجع انا خايفه. 


همست اليها والدتها بغضب:

- نرجع فين ونسيب كل ده لمين.. 


ثم اشارة برأسها اتجاه المنزل الكبير واضافة بهمس:

- انتي مش شايفه هما عايشين في قصر عامل ازاي! 


أومأ الرجل باحترام ورحب بهما للدخول وهو يفتح البوابه الحديدية الكبيرة، تراجعت كارمن للخلف بخوف وهي تنظر للمنزل الكبير برهبه، لا تعلم ما ينتظرها بداخل هذا المنزل، لكن قلبها كان يخفق بقوة. اخذهما الرجل الي مبنى صغير منفصل عن المنزل وتحدث اليهما باحترام:

- اتفضلوا يا هوانم هنا في المضيفه وانا هروح ابلغ عبد الرازق بيه. 


دخلت سهير وهي تتطلع حولها بانبهار، خلفها كارمن تنظر حولها بخوف. تحدثت سهير بطمع:

- عيلة ابوكي طلعوا مش قليلين ابدا.. مش قادرة افهم كان مقاطعهم ليه طول السنين دي! 


تحدثت كارمن بتوتر:

- انا خايفه من الناس دول يا ماما.. خلينا نرجع. 


التفتت اليها والدتها وتحدثت بصرامة وصوت مرتفع:

- نرجع فين انتي اتجننتي! انا مش هرجع للفقر تاني حتى لو هموت هنا. 


انتفضت كارمن من صوت والدتها المرتفع وتراجعت الي الخلف بخطوات مرتبكة، اصطدمت بجسد صلب توقف خلفها فجأة، انتفضت بهلع والتفت تنظر خلفها بخوف. كان شاب طويل القامة ذو بشره سمراء وعيون سوداء حادة، ابتعدت كارمن عنه بهلع وركضت الي جانب والدتها. تطلع اليها بعمق وتحدث بنبرة حادة:

- اهلا بيكم.. قالولي انكم بتسألوا عن جدي الحاج عبد الرازق! 


توترت سهير قليلاً من حدة صوته وحاولت رسم القوة امامه واجابته بهدوء مصطنع:

- ااحنا.. انا.. انا ابقى مرات المهندس صادق الهواري الله يرحمه.. ودي كارمن الهواري بنتي. 


نظر اليهما باهتمام وعقد بين حاجبيه بدهشة. توترت سهير من نظراته الحادة واضافة بتلعثم:

- احنا كنا عايزين نقابل الحاج عبد الرازق.. هو بيكون عم جوزي الله يرحمه، وفي موضوع مهم لازم نتكلم فيه معاه. 


أومأ برأسه بالايجاب قائلا:

- جدي وابويا الله يرحمه كانوا حكولي عن عمي صادق كتير. واللي اعرفه عنه انه عاش عمره كله في مصر وقطع علاقته بالبلد واهله من سنين!


تحدثت سهير بمكر:

- بس اللي انا عرفته انه مقطعش علاقته بالكامل بالبلد.. لسه له حق في البلد. 


رمقها بنظرات غامضه وهو يستمع الي حديثها الماكر، ثم نظر الي ابنتها التي تقف خلفها بخوف وتوتر، ثم اومأ برأسه واجاب عليها بثقة:

- الله يرحمه.. خلينا نأجل اي كلام لحد ما تاخدوا واجبكم.. انتوا اول مرة تزورو بيت الهواري.


تحدثت كارمن سريعًا بتلعثم:

- لا احنا هنرجع القاهرة دلوقتي. 


رمقتها والدتها بغضب وهمست اليها بحدة:

- انتي اتجننتي! نرجع فين؟! 


انتفض جسد كارمن وهي تنظر الي والدتها بتوتر، نظر اليها الشاب باهتمام وتحدث اليها بلطف:

- اهدي يا انسه.. انتي وسط عيلتك دلوقتي، يعني متخافيش من اي حاجة. 


قالها يا انسه👀🙂🙂 واخدين بالكم 🙆🙆🙆🙆 قالها يا انسسسسسسه🙆🙆🙆😂😂😂


تفاعل يا بنات علي البارت ومتنسوش تحطوا لايك ورأيكم وتوقعاتكم في الكومنتات ❤️❤️

Malak Ibrahim




تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا



رواياتكم من هنا




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close