expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية في ظلمة بيجاد بقلم مياده مأمون الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية في ظلمة بيجاد بقلم مياده مأمون الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية في ظلمة بيجاد بقلم مياده مأمون الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

الحلقة السادسه والعشرون

وكأنه كابوس ولم تفيق منه عُقد قرانها على سجَانها


وباتت اسيرة في بيته الي الابد


وعليها ان ترضى بالأمر الواقع وعلى كل حال هي لن تكون الا خادمه لصغيره


ولن يقترب منها مثلما قال لها عندما اعترضت على مطلبه هذا كما اشعرها بكرهه وبداية زُله لها كما قال


فلاش باك


ماتفكريش اني عاوز اتجوزك عشان جمالك الفتاك ولا اصلك المشرف


ولما هو اصلي مش عاجبك وقولت انك مش هاتسلمني للبوليس متمسك بطلبك ده ليه صمتت قليلاً ثم اكملت


انت قولت اني هاشتغل هنا داده لأبنك وانا موافقه وراضيه يبقى  ليه مصمم علي طلبك ده


بس ده مش طلب دا أمر يا ماما فوقي لنفسك بيجاد الألفي مش بيطلب بيجاد الألفي بيأمر والكل ينفذ كلامه


وانتي كنتي هتبقى مرات اخويا اللي كان بيحبك بجنون واخويا اتقتل بسببك يبقى انتي كمان عمرك ماهتكوني لغيره طول مانتي عايشه


وكفايه اني خيرتك واديتك حلين يا الجواز يا تخرجي بره للشارع وبعديه السجن


وما كان منها غير الموافقه على الجواز حتى تتفادي الحبس


باك


انفتح الباب عنوه وهي جالسه علي الفراش بجوار الصغير الغافي فاحملته بين يديها محتميه به


مالك خوفتي كده انا جاي اطمن على ابني على فكره


انت خضتني على فكره مافيش حد بيدخل على بنت بالطريقه دي 


وهي فين البنت دي


انتي نسيتي نفسك يا بت انتي هنا مجرد شغاله مش اكتر وانا ادخل أوضة ابني وقت ما احب والباب ده مش هيتقفل عشان خاطر حد


حطي الكلام ده في دماغك كويس عشان مش هاعيده تاني


علمت جيداً انه يتعمد ازلالها وبرغم ذلك تحملته 


حاضر يا بيجاد بيه  ابنك نايم اهو في حاجه تاني


ابتسم لها ساخراً من ردها


اه في اصلي متعود ابوس ابني حبيبي قبل ماينام بس للأسف النهارده ملحقتش فاهبوسه بقى وهو نايم وخلاص


ارتابت في أمره حين اقترب منهم وانحني بجزعه عليها واقترب بشده منها وتركزت عيناه في عيناها لترتجف أثر هذا الضغط وتغمض جفنيها بقوه


ابتسم هو على خوفها منه وقبل صغيره في وجنته واعتدل واقفاً 


فتحي عنيكي انا قولتلك انك هنا مجرد داده لابني مش اكتر واصلا اللي انتي بتفكري فيه ده مستحيل يحصل


عارفه ليه لأنك اقل بكتير من اني انزل بمستويا وافكر ان واحده زيك  تكون مراتي شرعاً ده ابعد مايكون عن تخيلك يا حلوة


بسكين حاد مزق قلبها  وبدفعة الباب خلفه اندفعت سيول الدمع من عيناها كيف ستتحمل كل هذا الألم


كيف ستقوي على هذا الزل طيلة حياتها ظلت تبكي وتشعر بختناق الي ان غفيت بجوار الصغير 


//////////////////////////////////بقلمي/ميادة مأمون


وبعد مرور عدة ايام كان يجلس مع صديقه وسط رجاله في المزرعة 


صديقه الذي لم يخبره بعقد زواجه عليها والذي لا يعلم لماذا غضب هكذا


اتجوزتها يعني اي وليه اصلاً عملت كده 


كده يا حسن اتجوزتها وخلاص انت بقى زعلان اوي كده ليه 


يا بيجاد حرام عليك البنت دي غلبانه مش زي ابوها 


هو انا بقولك قتلتها انا بقولك اني اتجوزتها يا بني آدم انت وبعدين بقى ياريت تبطل تكلمني في الموضوع ده 


عشان البنت دي بقت مراتي وانا ماحبش حد يجيب سيرة مراتي على لسانه سواء بالحلو او بالوحش حتى لو كان اعز اصحابي فاهمني يا حسن طبعا


فاهمك طبعاً بس الكلام دا لو ماكنتش خدعتها بموضوع القضيه


لازم تفهم انها عمرها ماكانت هاتقبل بيك لولا خوفها من السجن زي ماانت مفهمها


مايخصكش بقى اخدعها او اصارحها دي حاجه بتاعتي انا طلع نفسك من الموضوع ده وخلينا اخوات احسن بدل مانخسر بعض 


بس احنا كده فعلاً قربنا نخسر بعض يا بيجاد


بقضة يده ضغط على كتف صديقه واجبره على النظر داخل عينه الغائرة


الراجل اللي يخسر صاحب عمره عشان واحده ست تبقى خسارته مكسب يا صاحبي 


/////////////////////////////////////


كانت هي تعد الطعام مع تلك المرأه والصغير يلهو حولهم واذا بزوجها يأتي سريعاً اليهم


يا سعديه يا ست ساره انتو فين


احنا هنا يا حماد مالك يا راجل مسروع كده ليه


تعالي معايا يا ست ساره الحقي ال بتر كلامه حين لمح الصغير يجري نحوها ويقف منتبه له


تفهمت هي عليه واومئت له برأسها طيب طيب يا عم حماد انا جايه معاك 


هاتلوحي فين يا ساله خليكي هنا


انحنت عليه مبتسمه له 


مش هاروح في حته انا معاك عم حماد بس عايزني اروح اخد حاجاتي اللي في المخزن مش كده يا عم حماد


ايوه بالظبط هو كده


طيب تمام اقعد انت يا يامن بقى هنا كل طبقك ده كله وانا هاجيب الحاجه ومش هتأخر


رحلت من أمامه ووقف الصغير صامتاَ يعي انه هناك شئ يحدث وهم لا يريدو اخباره به


حملته السيده العجوز لتطعمه وهي تحاول ان تشتت تفكيره


تعالي يا حبيبي اني هأكلك على ماتيجي ساره وتقعد معاك 


حاضل يا داده


//////////////////////////////


جرت معه إلى هناك وهي تحثه على التحدث


في اي يا  حماد حصل حاجه لعمي مهران 


تعبان اوي يا بنتي وعمال يخترف باسامي الأموات كلهم واللي عليه سامحني يا بيجاد خفف حملي شويه يا بني ويقولي هاتلى فرح هاتلى فرح


فتحت الباب وجرت عليه وجلست على ركبتيها 


عمي مهران سلامتك يا عمي حاسس بأيه


لم يراها ساره يراها ابنته التي لم تنعم منه بحنان يوم


فرح بنتي حبيبتي انتي جيتي عشان تاخديني خلاص انا هاجي معاكي وهاعوضك عن كل العذاب اللي شوفتيه على أيدي بس سامحيني يا فرح


انتفضت أثر لمستها لجبهته والتفت الي ذلك الذي يقف خلفها


يا خبر يا حماد ده حرارته عاليه قوي وبيخرف 


طب نعمله كمدات يا بنتي


كمدات اي ده لازم يروح المستشفي اتصل بي بيجاد خليه يجي 


يا بنتي مش هيرضي


يعني اي مش هيرضي هات تليفونك الراجل بيموت


أعطاها الهاتف وطلبته وقفت منتظره رده الي ان اتاها صوته من الجهه الاخري


الو ايوا يا حماد 


انا ساره يا بيجاد


ساره انتي بتتصلي بيا ليه الواد جراله حاجه عملتي في ابني اي انطقي


تأففت من ظنه السئ بها ولعنت لهجته العنيفه معها


ممكن تهدي ابنك زي الفل بس انت لازم تيجي حالاَ عمك تعبان جداً


هدأت لهجته معها وانتصب واقفاً من جوار صديقه جلس بداخل سيارته وادارها راحلاً من المزرعه وهو مازال يحدثها


وانتي بقى اتكرمتي وكلمتيني عشان كده طب واي الجديد عمي بقاله خمس سنين تعبان على فكره


انفعلت أثر بروده وعلى صوتها بصراخ


يااخي انت ايه لوح تلج بقولك الراجل بيموت ولازم يروح المستشفى 


وطي صوتك واقفلي التليفون وادخلي الفيلا مالكيش دعوه بحاجه انا جاي في الطريق


لاء مش هاسمع كلامك المره دي مش هاسيبه دا مريض ومحتاجني جانبه


اغلقت الهاتف في وجهه وجلست بجوار ذلك الكهل المريض 


ماتخفش يا عمي انا مش هاسيبك هاتلى شوية تلج وفوطه نضيفه بسرعه يا حماد


حاضر يا بنتي حاضر 


جري من امامها وبدأت هي تحاول انت تجفف عرقه وتقيس له النبض 


الي ان اتي لها بطلبها وحاولت أن تزيل تلك الحراره العاليه بوضع تلك المنشفه المثلجه أعلى رأسه


الي ان استمعوا لتوقف سيارته بالخارج وبعد لحظات وجدته يقف اعلي رأسها بوجه متهجم


وقفت في مقابلته تحسه على سرعة التصرف


اتصل بالاسعاف يا بيجاد عمك بيدخل في غيبوبه دا تقريباً بيموت


فجأها برده عليها بصفعه قويه على وجنتها امالتها للجهه الاخري


اسمي بيجاد بيه


فاكره نفسك مين عشان تكلميني بالطريقه دي لأ وكمان بتشتميني وتقفلي التليفون في وشي 


انا قولتلك اني عمري ما مديت ايدي على بنت لكن انتي شكلك هاتخليني اعمل اكتر من كده كمان 


بابي

في ظلمة بيجاد

الحلقة السابعة والعشرون


ارتعب الصغير عندما رأي ابيه بذلك الوجه الذي يبغضه كثيراً وجرى على تلك التي جلست ارضاً باكيه


احتضنها بيديه الصغيرة ناظراً اليه بغضب والقى عليه السؤال الذي كان لا يريد سماعه أبداً ولكنه ادهشه حين قال


بتضلب ساله ليه دي كانت حبيبة زياد اوعي تضلبها وليه مس عايز تودي جدو للدكتول حلام عليك ده تعبان يا بابي 


ارتعبت هي من كلام الصغير وعلمت انه سيظن انها أخبرته 


لاء يا حبيبي ده مش جدك ده


سااااااره


خدي يامن وادخلي جوه يلااااا


حملت الصغير ومسحت عبراتها وتقدمت نحوه


حاضر بس ورحمة الغالي ماتسيبه كده ده لازم يروح المستشفى 


اعتدل الصغير من علي كتفها وارتمي على صدره ولف يديه حول عنقه ليحمله من بين يديها ويستمع اليه


ودي جدو للدكتول يا بابي انا عايس ابوسه واتكلم معاه عسان خاطلي 


تنهد بقوه وهو ينظر إليها ثم اعطاها صغيره وهو يشير لها بعينه بأن تذهب


حاضر يا حبيبي هاعملك اللي انت عايزه


أخذته منه وذهبت من أمامه وجلس هو مكانها


يامن عرف انك موجود شافك وعارف انك جده

وعشان كده بس مضطر احافظ على حياتك لو مكانش شافك كنت سيبتك لحد ماتموت يا عمي


لم يتلقى منه سوي ذلك الطلب الذي لا يكف عن ترجيه له


سامحني يا بيجاد خف الحمل عني يابني


رمقه بنظرة مستهزئه وسحب هاتفه من جيبه طالباً

له سيارة إسعاف 


وفي غضون لحظات كانت السيارة تقف داخل حديقة الفيلا ورجالها يحملوه علي السرير النقال


تحركت السيارة وركب هو أيضاً سيارته وذهب خلفها


كانت هي تراقب كل شئ من الأعلى بعد أن غفى الصغير على كتفها من كثرة البكاء 


رجعت فكرة الهرب تراودها مره ثانية حين رأت البوابة الخارجية مازالت منفتحه على مصرعيها ولا يوجد أحد بجانبها


فاجرت للأسفل سريعاً ثم بدأت تأخذ حذرها الي ان وصلت إليها وبالفعل تعدتها جرت وجرت حتى أبتعدت عنها ووجدت نفسها في الخلاء وحيده


وأخيراً ما شعرت بأنها استردت حريتها 


/////////////////////////////////


عاد هو ليلاً بعد أن اوصل عمه الي المشفى وقد وضع علي الاجهزه في غرفة العناية المشدده


ولكنه تفاجئ بالصغير يجلس بالداخل ويبكي بشده


اقترب منه وركع على ركبتيه أمام مقعده وسأله


بتعيط ليه مانا عملتلك اللي انت عايزه اهو


ساله مسيت بسببك كل اللي بيحبوني مسيو وسابوني بسببك انت يا بابي


ونفض يده الموضوعه على كتفه وجرى للأعلى دون أن يلتفت خلفه


ثار البركان الخامد داخله وصرخ بأعلى صوته


حمااااااااد انت فين يا......... سعديه انتو فين شويةب........ 


حضرت سعديه أمامه مرتعبه من صوته


نعم حاضر اني اهو ياولدي


جوزك فين وكنتو فين لما غفلتكم وهربت يا ولاد ال......... 


والله يابني كنا بنضف المخزن زي ما امرتناو بننقل حاجة الحج مهران جوا الفيلا


هي انتهزت الفرصه وهربت وحماد لما عرف جري على بره يدور عليها


زجها من أمامه وهو يرفع هاتفه ويتصل بصديقه


ايوا يا حسن تعالي الفيلا انت والرجاله حالاً ساره هربت يا حسن


/////////////////////////////////////بقلمي/ميادة مأمون


تكسف عدد الرجال والجميع يبحث عنها دون جدوى وهو يكاد يقتل اي شخص يقف بوجهه من شدة أنفعاله ولا يقوي احد على صده


اقتربت الساعه للثالثة صباحاً وعادو جميعاً بخيبة امل ووقف هو يستند بيده على سيارته معطي ظهره للباب الحديدي ويزجر في الجميع


يعني ايييييييه الأرض انشقت وبلعتها هتكون راحت فين  


صمتو جميعاً منتبهين الي صرير الباب الذي زجته بضعف 


اتجهت نحوه منحنية الرأس خائفه من نظرات الجميع المسلطه عليها واذا بها تقف أمامه


بدموع منهمره ووهن شديد وهو ينظر إليها بجمود


مالقتش حته تانيه اروحها خوفت ورجعت ليك تاني


واذا بها تسقط مغشياً عليها وقبل ان ترتطم بالارض


كانت يداه تحاوط خصرها 


وتبدلت ملامحه بفرحه غريبه وكأنه يأكد لنفسه أولاً ولصديقه الذي كان يراقب كل ما يحدث ثانياً


انها أصبحت ملكه هو فقط 


الي ان أعطاه ظهره فركل حجره صغيره بقدمه وهمس لنفسه بغل غير ملحوظ: (غبيه) 


حملها بيجاد بين يديه وصعد بها للأعلى ولكنه هذه المره لم يدخلها الا عرينه هو


زج باب غرفته بقدمه واقترب من فراشه ارقدها به

وجذب من علي رأسها حجابها ليحرر شعرها الجميل 

ثم اجتذب حذائها من قدميها ودثرها جيداً بالغطاء 


ولأول مره يلمس وجنتها برفق ويشعر بنعومة ملمسها ويهمس


من النهارده لازم تعرفي انك بتاعتي انتي ملك بيجاد الألفي وبس


وسريعاً ما ابتعد عنها تاركها وحدها مغلقاً الباب من خلفه وذهب مره اخرى لرجاله


/////////////////////////////////////


وفي الصباح الباكر استيقظت من غفوتها وفتحت عينها برفق لتتقابل بعين من آثار الرعب الدائم في قلبها


رافعها على صدره العاري وضعاً ذراعه أسفل خصرها وملصقها به 


شهقت برعب محاوله الإبتعاد عنه لكنه ابي ذلك وضمها اكثر اليه حتى انها أصبحت تعلوه


لينسدل الغطاء عنهم وتكتشف انها شبه عاريه فقط ترتدي منامتها القصيره


حاولت الإبتعاد عنه صارخه فيه


بتعمل ايه سيبني حرام عليك اوعي سيبني بقى سيبني


انقلب الوضع الآن وأصبح هو يعلوها بالكامل وتحولت عيناه الي جمرتان من نار


بعمل ايه يعني واحد ونايم جنب مراته ولا انتي نسيتي انك مراتي 


ببكاء حار اجابته وهي تحاول فك يداه التي شعرت انها سلاسل من حديد تكبلها


حرام عليك ليه بتعمل كده انت مش قولت انك مش هتلمسني


قولت اه بس انتي ماسمعتيش كلامي وحاولتي تسيبيني قابلي بقى نتيجة تهورك


حل وثاق يداه من عليها بعد أن شعر بأنها ستفقد الوعي مرة ثانيه من شدة خوفها 


ولكنه قبل أن يبتعد عنها لأول مره تقدم برفق من شفتيها والتهمهم داخل فمه


ثم تركها مستنداً بظهره على وسادته وهو يعبث في شعرها


فتحي عنيكي وقومي لو عايزة انا مش هغصبك على حاجه اصلي مش بحب الغصب في الموضوع ده بالذات


بس انتي مراتي وخلاص من النهارده مش هتنامي غير في حضني 


وده نتيجة هروبك مني قابلي بقى عقاب بيجاد الألفي 


فتحت عيناها برفق مجتذبه الغطاء عليها ولفته حولها وسريعاً ما وقفت وجرت نحو  المرحاض


وقبل ان تغلقه اوقفها ولأول مره يناديها بصوت هادئ


ساره


لم تجيبه ووقفت صامته 


طول مانا  في البيت ومافيش حد غريب موجود مش عايز اشوف حجاب على شعرك أصله لونه حلو اوي بصراحه 


انا هالبس وانزل استناكي تحت عشان لسه في كلام بينا ولازم يخلص


اغلقت الباب وجلست تخبط رأسها به مخبئه وجهها بكفيها وصوت بكائها يصل اليه بالخارج


كور يده ودق على الباب دقه واحده الجمت لسانها


بطلي عياط في الحمام وكفايه عليا اللي عملتيه مش ناقص تتلبسي كمان


وبعد ذلك ارتدي ملابسه وفتح باب الغرفه متجهاً للأسفل


///////////////////////////////


وبالأسفل وجد صغيره مستيقظاً جالساً على الاريكة عابث الوجه


جلس بجواره متكأ برثغيه على ركبتيه لم يتحدث


انتفض الصغير من مجلسه وحاول الهروب من جانبه ولكنه اعاده بكف يده


مافيش حتى صباح الخير يا بابي


لاء مافيش


يامن اتكلم بأدب


انكمش الصغير في نفسه وصمت


لام هو نفسه على تعصبه عليه ومد يده ممسكاً كوب اللبن الذي أمامه واعطاه لصغيره


امسك اشرب اللبن بتاعك


مس عايز


وبعدين بقى مش هينفع كده انا بحاول ابقى هادي معاك متعصبنيش انت


مد يده الصغيره بخوف وامسك كوب اللبن منه وبدأ يشربه


ممكن نتكلم شويه سوي


حاضل


قولي مين اللي قالك ان جدك هو اللي كان في المخزن

الحلقة الثامنة والعشرون


عندما القى عليه هذا السؤال كاد الصغير ان يسقط الكوب من يده الا انه امسكه منه ووضعه على المائده


ثم رفعه على قدمه وبدأ يخفف من رعبه هذا


مش انا قولتلك قبل كده مش عايزك تخاف مني


هاتضلبني زي زياد وساله لو قولتلك 


عمري يا حبيبي ولا افكر اصلاً اني اعملها وانت عارف اني كنت بحب زياد الله يرحمه


ولما كنت بشد عليه دا كان عشان مصلحته وساره عصبتني وقلت ادبها عليا عشان كده ضربتها


خلاث بقى ماهي مسيت هي كمان


هههههه انت زعلان عشانها اوي كده


اه كنت بحبها وبقعد اتكلم معها 


اه طب يا سيدي مش عايزك تزعل ساره رجعت ومش هاتمشي تاني ابداً


فرح الصغير وحاول الانزلاق من علي قدم ابيه لكنه

امسكه وأعاده مكانه 


استنى بس احنا لسه مش خلصنا كلامنا قولي بقى سارة هي اللي قالتلك ان جدك هو اللي كان في المخزن


لاء يا بابي هي مس قالت حاجه بس انا كنت فاكله الأول عفليت


لما كنت بسمعه وانا بلعب في الجنينه وبعد كده سمعتك وانت بتسعق ليها في المكتب وتقولها مش تقول ليا انه يبقى جدي 


انت ليه يا بابي عملت فيه كده ده سكله طيب اوي


هههههههههههه هههههههههههه


ضحك كثيراً وكانت ضحكاته عاليه وبرغم هذا كانت تدل على السخرية 


طيب مهران الألفي طيب وصمت فجأه حين رأها تترجل من علي الدرج ولكن ما ازعجه انها لم تسمع كلامه وارتدت حجابها 


انزل صغيره من علي قدمه وأشار له عليها 


اهي سارة نزلت اهها يا سيدي يلا روحلها


جري الصغير إليها بفرحه وهو يفتح لها ذراعيه


سالة حبيبتي


حملته بين يديها وقبلته في وجنته


انت اللي حبيبي والله يا يامن


اوعي تمسي وتسيبيني تاني احسن اسعل منك اوي


كانت عيناه تشملها بالكامل وهي ايضا كانت عيناها تلومه علي ما فعله بها ولكنها أجابت الصغير بجمله


اراحته هو قبل أن تريح صغيره


حاضر يا حبيبي مش هعملها تاني تعالي بقى عشان نروح نحضر الفطار سوي


يلا بينااا


وقبل ان يذهبو كالعاده اوقفها


تعالي هنا


أرادت ان لا تخيف الصغير منه فتنهدت بصبر وانزلت الصغير من بين يديها قائله


طب بص روح انت قول لداده سعدية تحضر الفطار وانا هاشوف بابي عايز ايه واحصلك علطول 


جري الصغير من امامها واتجهت هي له ووقفت بوجه متهجم 


امسك يدها مجتذبها لتجلس بجانبه فانتفضت مبتعده عنه 


أي قرصك تعبان مالك بعدتي عني كده ولا المفروض  كل شوية افكرك اني جوزك


لاء أبداً بس يعني...... 


كنتي فين امبارح 


نظرت اليه بدهشه وصمتت خائفه من ردة فعله متذكرة ما حدث بالأمس


بقلمي/ميادة مأمون


فلاش باك


ابتعدت كثيرا عن بيته ومن كثرة الجري جلست بجانب كوخ قديم خائفة في هذا الليل البهيم


من أن يهجم عليها أي حيوان او حتى رجلاً من رجال الليل أو أحد رجال الشرطه


لو كانت فكرت بذلك قبل أن تخرج من بيته لما فعلتها


سندت رأسها على جدار هذا الكوخ تبكي حالها


الي ان اصبحت الساعه الثانية عشر صباحاً ظهر من بعيد ضوء سيارة بدأت تقترب فاتقدمت منها تشير لها بيدها لتقف امامها ويظهر من بداخلها 


ومن يكون غيره حسن صديق زوجها والذي كاد ان يعتدي عليها 


اااانت


انفزعت ورجعت للخلف وحاولت ان تجري بعيداً عنه ولكنه تعركلت وسقطت وهي تصرخ


ليجري هو عليها وهو يحاول تهدئتها


اهدي يا سارة اهدي ماتخفيش


صرخت برعب منه وهي تنكمش في نفسها


ابعد عني حرام عليك ابعد عني


حاضر حاضر انا بعدت اهو بس اهدي وبطلي صريخ


ابتعد خطوتان للخلف وانتظر قليلاً حتى صمتت وهي تنظر اليه بريبة


ماتخفيش مني والله مش هقرب منك انا بس عايزك تسمعيني وانا هاعرف اهربك من بيجاد


ضمت حاجبيها بعدم فهم كانت تظن انه صديقه فلماذا سيساعدها على الهرب منه


بصي انا عارف انك مظلومه ومش تستاهلي كل الزل اللي انتي فيه ده


بس كمان لازم تفهمي اني كل اللي انا عملته معاكي كان باتفاق بيني وبين بيجاد 


انت كداب اذاي يتفق معاك انك تعمل حاجه زي دي وبعد كده يحوشك عني 


عمل كده عشان يبقي عمل فيكي جميل وتحسي انه هو اللي بيحميكي ومن غيره مش هتعرفي لا تروحي ولا تيجي


وعلى فكره انتي لا مطلوبه من الحكومه ولا في اي حاجة تدينك اصلاً


هزت رأسها يميناً ويساراً بقوه تنفي ما يقوله 


ازاي ده وراني محضر الشرطه وكمان شوفت قرار النيابه واسمي مكتوب فيه


الورق مزور فوقي يا ماما بيجاد محامي شاطر جداً 


وزي ما بيقولو بيعرف يلعب بالبيضه والحجر عرف يضحك عليكي عشان يجبرك انك تقعدي في بيته غصب عنك


بس انتي برافو عليكي انك عرفتي تهربي منه وانا هاساعدك انك تبعدي عنه خالص وماترجعيش ليه تاني


وليه هاتعمل كده في مقابل ايه مع انك عارف اني بقيت مراته مرات صاحبك


صمت قليلاً ثم اكمل وهو يحاول ان يؤكد لها صدق كلماته


مش عارف هاتصدقيني في ده ولا لاء بس انا بحاول انقذ صاحبي من شر دماغه 


انا مش فاهمه حاجه


طب ممكن تركبي وانا هاحكيلك على كل حاجه قومي يا ساره مش هأذيكي والله


وقفت من علي الارض وسارت نحو سيارته ببطئ ولكنها توقفت خاشية منه


يابنتي اركبي قولتلك مش هقربلك وربنا


ركبت بالخلف وبدء هو يحكي لها قصة بيجاد من وقت ان تعرف عليه منذ الصغر الي ان اصبح بيجاد الألفي المحامي المعروف


حتى توقف بسيارته عند محطة القطار وعندها اخرج لها ورقه وكتب عليها رقم هاتفه


بصي دا معاد قطر القاهره انتي هاتنزلي دلوقتي وهاتركبيه واول ما يوصل محطة رمسيس هاتنزلي منه هتلقي واحد مستنيكي هناك وهو هايقعدك عند وحده ست معرفه


يلا مستنيه ايه تعالي اركبي القطر قبل مايمشي


وافقته وبالفعل ركبت القطار وتركها وذهب بعد أن صورها بهاتفه حتى يرسل صورتها الي ذلك الشاب


باك


فاقت من شرودها على صوته الغاضب وهو يفزعها بصراخه


سااااااااره


ها نعم 


ها ونعم بقالي ساعه مستني منك اجابه  وانتي سرحانه في اي 


للدرجه دي سؤالي صعب بقولك روحتي فين


ها ااانا مش روحت في حته انا بس كنت خايفه منك يا بيجاد وكنت فاكره اني لما ابعد عن هنا هاسترد حريتي لكن اكتشفت العكس خوفت اول ما شوفت عسكري ماشي قريب مني


وقررت اني ارجع تاني 


عايزه تفهميني انك من ساعة ماخرجتي الساعة ٥المغرب ورجعتي الفجر مافيش حد قابلك غير عسكري ماشي في البلد وهو دا اللي خوفك


طب مانتي بتعرفي تحوري اهو اومال عامله فيها البنت البريئة ليه


بعين زائغة قررت أن تهرب من أسئلته 


وانا هاحور عليك ليه بص هو ده اللي حصل عايز تصدق صدق مش عايز انت حر بقى ااانا هاروح ليامن


حاولت الهروب مسرعه من عينه الغائرة


لتجده يقف سريعاً مجتذبها داخل غرفة مكتبه مغلقاً بابها عليهم


واذا به يجذب حجابها من علي رأسها محتجزها بين يديه


واضعاً يده اليسرى على الحائط بجانب وجنتها اما يده اليمني


فكانت تضغط على خصرها بقوه وهو يعيد نفس سؤاله عليها


َكنتي فين امبارح يا سارة

الحلقة التاسعة والعشرون


صرخة اه متألمه صرخت بها أثر ضغط يده على جانبها محاوله ابعاده عنها بوضع يدها على صدره لتزجه بعيداً عنها


ولكن هيهات هو كالجبل لم يتزحزح من مكانه


اه ه ه اوعي ايدك دي من عليا بتوجعني


مش قبل ما تتكلمي وتقوليلي الحقيقه انطقي قعدتي عشر ساعات بره الفيلا كنتي فين


حاضر حاضر هاقول بس سيبني ورحمة زياد عندك سيبني


لانت قبضة يده عليها وامسك يدها واذا به يدفعها نحو الاريكه الموضعه بغرفة المكتب 


لترتمي عليها وهي تبكي بكاء حار


جلس بجانبها مجتذبها على صدره وكأنه يجبرها على أن تتعود بتملكه لها


انطقي بقى مش عايز اتعصب عليكي اكتر من كده


حاضر هاقول بس لازم تفهم انك انت اللي وصلتني للتفكير ده 


انا كنت عايزه اهرب واخلص من زُلك ليا وجبروتك ده خرجت من الفيلا وفضلت امشي كنت عارفه انك هاتدور عليا في كل حته


قولت لنفسي احسن حاجه اعملها اني اروح محطة القطر واسافر اي حته بعيد عنك


امممم و روحتى بقى من هنا لحد المحطه ازاي اظن دا مشوار كبير اوي عليكي


هو فعلاً مشوار كبير عشان كده لما وصلت هنا اغمى عليا لأني روحت ورجعت مشي 


اعدل رأسها من علي صدره ضامم وجنتيها بين كفيه


طب وليه ضيعتي الفرصه دي من ايديكي ورجعتي ليا تاني 


أنزلت كفيه من علي وجهها بيديها وتوارت عيناها متحاشيه النظر اليه


مش كان معايا فلوس عشان اقطع تذكره لأي قطر ولما قعدت في المحطه كان في عسكري قريب مني ولما لقاني طولت في القعده 


لاقيته قرب مني بجد خوفت وجريت بره المحطه و مش لاقيت اي مكان تاني اروحه غير اني ارجع 


جذب شعرايتها ضاممها الي صدره بقوه ضاغطاً بقوه على رأسها


ومش هاتمشي تاني مش هتعمليها تاني ياسارة 


اه ه ه


حاضر والله مش هعملها تاني بس حرام عليك كفايه

ضغط عليا بقي


تركها من بين يديه وهو يأمرها


قومي روحي ليامن وإياكي تلبسي حجابك عليكي طول مانا هنا أو تكسري كلامي تاني


وضعت حجابها أعلى كتفيها وجرت نحو الباب ولكن قبل أن تفتحه همست غير ملتفتة له


هو انت عملت اي في القضية هو انا لسه ممكن اتحبس يا بيجاد 


بتسألي ليه


مش قولت انك هاتخلصني من الحكايه دي هو انا هافضل مهدده كده يعني


شعرت به يقترب بشدة منها الي ان وجدت نفسها ملتصقة به يداه تقربها بصدره ويغمر وجهه في ثنايا عنقها


لاء مش هاخلصك هاسيبك كده اذا كنتي عارفه انك ممكن تتحبسي وسيبتيني وهربتي بسهوله كده اومال لو خرجتك من القضية هتعملي اي


وبحركه ماهره من يداه لفها اليه لتجد عينها اسيرة لتلك السهام التي يطلقها عليها وسط وحشة ليله المظلم وكأنه كان ينومها مغنطيسياً 


همست بها صريحه وسمعها جيداً 


اطمن مش هعرف اسيبك تاني انا مش ليا مكان تاني غير هنا


بنظرة حائرة تركها من بين يديه مبتعداً خطوتان للخلف


و اخفض رأسه مغلقاً عيناه يحررها من اسرها


بالأصل كان يريد أن يظل هو سجانها  واصبح أسير عينيها


اعطي لها ظهره ظناً انه بذلك هارباً منها وخرج صوته متحشرجاً من حنجرته


اخرجي بره دلوقتي روحي فطري يامن يلا


تملكت القشعريرة من جسده عندما وضعت كفها على كتفه وهمست


حاضر هاخرج افطر يامن واللي انت هتقولي عليه هاعمله عارف ليه


التفت بوجهه فقط لها واجاب بكلمه واحده


ليه


عشان انا واثقه فيك وعارفه انك طيب زي زياد الله يرحمه بالظبط


ماكان منه إلا أنه ابتسم ساخراً مما تلفظت به 


انتي يا اما هبله زي زياد يا اما زكيه اوي وفي حاجه في رأسك بتفكري فيها وعايزه تنفذيها


احسب اللي تحسبه مسير الايام تثبتلك اني مش زي مانت فاكر


موافق بس من هنا لحد ما ده يحصل مش عايز منك غلطه واحده كل اللي اقوله يتنفذ مفهوم


مفهوم طبعاً عن اذنك بقي


ترجلت للخارج وهي سعيده يبدو أنها قد وضعت قدميها على اولي درجات القرب من قلبه قبل أن تصل إلى عقله


علي عكسه تماماً كان الوضع أقرب للجنون ظل ثابتاً مستنداً على مكتبه 


كان يريد أن يروضها يقسو عليها لا يريد أن يرضخ لها


أخرجه من شروده صوت الهاتف 


الو وعليكم السلام مين معايا


............................ 


مستشفى مستشفى اي


........................... 


اه عمي مهران خير حصله حاجه


........................... 


امتى حصل الكلام ده


............................ 


تمام انا هاحضر كل حاجه واجي استلم الجثه 


أغلق الهاتف متذكراً حديث صغيره 


ياترى لما تكبر هتفهمني وتسامحني ولا هتكرهني


////////////////////////////////////


كانت جالسه تطعمه وتمرح معه إلى أن وجدوه يخرج مندفعاً من غرفة مكتبه يجهر بصوته على حارثه


حمااااااد حمااااد


وقفت هي من مقعدها مقتربه منه لكنه اوقفها بأشاره من يده


خليكي مكانك اقعدي مع الواد لحد مارجع


ترجع منين هو في حاجه حصلت


جدو مات


قالها وهو ينظر إلى ولده ليراه يشهق بخفه و دموعه تسترسل على وجنتيه دون أن يخرج صوتاً


شهقت هي بصوت مرتفع واضعه كفها على ثغرها


اخرسي مش عايز اسمع صوتك خدي الواد واطلعي فوق 


جرت على الصغير تحمله وذهب هو للخارج بعد أن رأها تستمع لما قاله وتصعد الي الاعلي


وقف أمام حارسه يلقى عليه بعض الاوامر


خد مفاتيح قبر ابويا وهات الحانوتي واستناني هناك


خير ياولدي الا يكون


ايوه عمي مات 


لا اله الا الله انا لله وانا اليه راجعون الباقيه  في حياتك يا ولدي


بعين جامده القى له المفاتيح 


بطل رغي يا راجل انت واوعى من وشي خليني أنجز اليوم ده واخلص


أزاحه من أمامه وركب سيارته وادارها متجهاً الي وجهته ممسكاً بيده الأخرى هاتفه ليخبر صديقه بما حدث


ايوه يا حسن حصلني على مستشفى... انت والرجاله مهران الألفي مات ورايح أخرجه عشان ادفنه


ثم أغلق الهاتف دون أن ينتظر رده


بقلمي/ميادة مأمون//////////////////////////////////


وقف أعلى رأسه وهو راقداً على طاولة الغسل جثة هامدة


انفلتت من عينه دمعة واه هادئة خرجت منه 


اه يا عمي أخيراً هاتروح ليه اخيراً هاتقف قدامه ويحاسبك على كل اللي عملته فينا كلنا


ياه دانت حسابك تقيل اوي يا عمي تصدق انا شايل همك كتابك مليان بالذنوب وأولهم اكبر ذنب


قتل ابويا يا عمي اخوك اللي ملحقتش لانا ولا اخويا نشبع من حنانه


اخويا زياد يا عمي اللي كان اخر ذنب بردو ليك اه بحملك ذنبه هو كمان عشان لولاك ماكنش صاحبك قتله 


بس اقولك على حاجه انا هاخفف من ذنوبك وهاشيل من عليك شويه واسامحك؛


اه انا مسامح في حقي اللي عندك مسامحك على كل العذاب اللي عذبتهولي 


يلا اديني شيلت من كتابك اهم واكتر ذنب شياله ربنا بقى يرحمك في الباقي 


ومد يده ساحباً الغطاء على وجهه وهو يردد


انا لله وانا اليه راجعون


///////////////////////////////


عاد برجاله الي منزله  بعد أن تمت مراسم الدفن تركهم بالخارج ودلف هو وصديقه الذي لا ينفك عن ذلك الحديث الغير مجُدي بأي شئ الي ان صرخ فيه


كفايه بقى يا حسن قولتلك مش هعمل عزا انا حر يا اخي هو اللي مات ده عمي ولا عمك ارحمني واسكت شويه بقي


خلاص يابا بكيفك انا بس كنت بقول على شكلك قصاد اهل البلد الناس كلها كانت بتصلي عليه في الجامع وكلهم عرفو 


البلد كلها عملو الواجب في الجامع وحضرو الدفنه كمان خلصنا بقى


انا مش هافضل طول حياتي اخد عزاهم واحد ورا واحد مش عايز ادخل حزن في بيتي تاني


خلاص يا حسن مبقاش فاضل من العيله دي غيري انا وابني


ابني يا حسن اللي مش عارف انا دلوقتي بقيت اي بالنسبه ليه


مش عايز اكون في نظره مهران الألفي نمره ٢


بيجاد


هاهم يلتفوا برأسهم حيث الدرج


ليجدها تترجله وهي تحمل الصغير ولكن ما ادهشه انها لم تهيب صديقه 


كان من المفترض انهاحين تراه على الاقل تخشي مافعله بها


كيف بها بعد كل مافعله ان تتحرك بتلك الراحه النفسيه وتقف أمامه بهذا الثبات

الحلقة الثلاثون


كالبدر يتوسط سماء مظلمه


كوردة تيوليب بيضاء تتلفح بزهور الزنبق الأسود يفوح منها عبقها ليجتذبه إليها بشدة


قبل أن تخطو خطوتها الأخيرة كان هو امامها 


اي اللي نزلك من فوق واي اللي انتي لابساه ده


أي في ايه مانا لابسه حجابي عليا زي ما قولتلي ولا انت عايزني اقلعه كمان وصاحبك موجود


دانا كنت قطعت رقبتك انا مش بتكلم عن الحجاب واخلصي وقولي عايزه اي


يامن عمال يعيط انت يعني مش واخد بالك


هاتيه واتفضلي على فوق مش عايز المحك قدام عيني دلوقتي خالص


يووووه حاضر


أعطته طفله وجرت للأعلى وظل هو ثابتاً الي ان اختفت


ليلتفت الي صديقه ويلمحه وهو يتطلع إليها وعينه متركزه على أعلى الدرج


حسسسسن


اخفض حسن رأسه سريعاً وانتفض الصغير على صدره ليشعر برجفته ويضمه جيداً ويجلس به على الاريكه


ما تقعد يا حسن واقف ليه


لاء خلاص بقى طلاما مش هتعمل عزا يبقى قعدتي هنا مالهاش لازمه انا هاخد الرجاله ونرجع المزرعه


و فر هارباً قبل أن يتلفظ الاخر بأي كلمه اخري


بينما كان هو جالساً يحترق من داخله يتلفظ هامساً لنفسه


يا رب الضربه المره دي ماتجيش منك انت يا حسن


بابي


ملس على ظهره بحب وابعده قليلاً حتى يتمكن من رؤية وجهه الجميل 


سحب منديلاً ورقي من تلك العلبه الموضوعه أعلى المنضده الصغيره وبدء يجفف له عبراته


بتعيط ليه 


عسان كان نفسي اقعد اتكلم معاه ومس لحقت كنت عايزه يعلفني وانا اعلفه انت ليه عملت كده بس يابابي


اكيد عشان بحبك مش يمكن انا عملت كده عشان مش عايزك تعرف حقيقته


حقيقة اي دا كان تعبان وأنت كنت بقالك كتيل اوي حابسه ومس بتلدي تخلجه خالص


مش هقدر اقولك غير انك شوفته وهو في اسوء حالاته اللي انت زعلان عشانه ده كان هو السبب في موت امك


انزلق الصغير بخوف مما قاله لم يستوعب تلك الفاجعه فجري للأعلى باكياً


بقلمي/ميادة مأمون////////////////////////////////////


فتح الباب بيده الصغيرة وجرى عليها 


ساله يا ساله خبيني انا خايف


فتحت له ذراعيها واستقبلته داخلهما مغلقه عليه 


كانت تظن انه سيهدأ داخل احضان ابيه لكن يبدو العكس 


مالك يا قلبي انا بتعيط ومرعوب كده ليه

بس


بابي قالي ان جدو اللي مات ده هو اللي موت مامي


اندهشت مما القاه على مسامعها وضمته بقوة محاولة تهدئته


طب بس يا حبيبي اهدي اكيد بابي مش يقصد يقول كده 


عارف ليه عشان جدو مهران يبقى ابو مامي فرح 

ومافيش حد بيموت بنته يا يامن


اهدي يا حبيبي انا هفضل معاك ومش هاسيبك


اه اوعي تسيبيني يا ساله انا خايف


حاضر مش هاسيبك بس ماتخفش كده


ظل الصغير مختبئ داخل احضانها الي ان غفى


دثرته جيداَ واذا بها تقف بانفعال وتتجه الي ابيه مباشرةً


كان هو في غرفة نومه يبدل ملابسه وما ان شلح قميصه من عليه إلا و استمع الي صياحها


لم يعيرها اي اهتمام ودلف الي المرحاض تاركاً بابه مفتوح ووضع رأسه تحت الصنبور ينعشها قليلاً بمائه


دلفت هي تنادي بأسمه


بيجاد انت روحت فين يا بني آدم انت


اتاها صوته من الداخل


بطلي طولة لسان واخرسي بقى مش بيت ابوكي هو عشان تبقى عامله زي الفرسه ال...... وتر.... فيه كده


التفتت بتجاه الصوت وهي تصيح


انت مش بس مش عندك قلب لاء ومش محترم كمان


في ظرف ثواني كانت داخل احضانه تضع يدها على صدره العاري تشعر بنبض قلبه وقطرات المياه تسقط عليها 


عيناه مثبته على عيناها تحاصرها ولا تقوى على الهروب منها ويداه اليمني ملتفه حول خصرها والأخرى تحرر شعرها


عيدي كده كنتي بتقولي ايه


ااانا اه ه ه


صرخت فجأه حين شعرت بلتواء عضدها خلف ظهرها


وجحظت عينها وهي تجد قدميها غير ملامسه للأرض 


انتي  اي ما تنطقي مافيش فايده في لسانك ده


اعملك ايه انت اللي مستفز وغاوي تعصبني


وقعت ارضاً متأوهه حيث تركها من بين يديه ضاحكاً


ههههههه مستفز وغاوي اعصبك طب وعصبتك في اي بقي 


رفعت رأسها لتراه جالساً على الفراش منحني بجزعه يمد لها يده فابتعدت للخلف زاحفه بخجل


ضيقت يامن بكلامك اللي زي السم ده


اعتدل في جلسته مستنداً على الفراش بكفيه رافعاً رأسه للأعلى وكأنه يشاهد سقف الغرفه لأول مره


اه يامن يبقي حكالك


بس اللي هو قاله ده حقيقي يا ساره عمي مهران كان هو السبب في قتل فرح واللي مش متأكد منه واشك انك مش عارفاه 


انها اتقتلت على ايد واحد من رجالة ابوكي


هبت واقفه مشتعله نيران الكره في قلبها


مش ممكن مستحيل وابويا هيعمل كده ليه وعمي مهران كان صاحبه اساساً انت كداب كداب


بخطوات سريعه كان أمامها واصابع يده تضغط بشده على عضديها 


انا مش كداب انتي اللي كدابه يا ساره عايزه تفهميني انك مش كنتي تعرفي ان ابوكي بيتاجر في المخدرات


لاء مش كنت اعرف 


طب بلاش دي انه خلاكي استدرجتي زياد ليه عشان يقتله 


اسكت انا مش كنت اعرف اسكت


طيب بلاش دي كمان مش كنتي تعرفي انه هو ومهران كانو متفقين سوي على قتلي وفرح اخدت الرصاصه بدالي


لاء اسكت اسكت انا مش كنت اعرف والله ما كنت اعرف


كل اللي كنت اعرفه ان عمك اه كان عايز يقتلك وان فرح اخدت الرصاصه بدالك لكن مش كنت اعرف ان ابوي ليه يد والله ما كنت اعرف


صمت تام عم عليهم عندما ألقت برأسها على صدره وظلت تبكي


رفع ذقنها بأصبعه ليري عبراتها وحين شعر بهدوئها قرر ان يجفف وجنتيها بشفاه


ظل يمطرها بقبلاته وهي تبكي الي ان رمقت عيناه شفتيها المكتزه فانقض عليهم


ليخرج في قبلته هذه كل ضغط اعصابه ولم يفلتها بل حملها نحو الفراش وقبل ان يرقدها عليه همست بخجل مما يفعله بها


سيبني يا بيجاد حرام عليك  انا كنت حبيبة اخوك


ابتعد عنها للثانية وبهدوء سألها


انتي في حاجه حصلت بينك وبين زياد


بالأول لم تفهم مقصده ولكنها شهقت بعد ذلك


هاه أخرس يا سافل لاء طبعاً زياد الله يرحمه كان محترم ومؤدب كان بيحبني وبيخاف عليا


هههههههه طيب تمام ودلوقتي بقيتي مراتي وانا بقى عايز اتأكد بصراحه


تتأكد من ايه إياك تقرب مني تاني ابعد عني  مش انت قولت انك مش بتحب الغصب


اه مش بحبه بس انتي مراتي وده حقي على فكره


كسر حقك


كاد ان يقبض على رثغها الا انه توقف حين استمع لصراخ ابنه


أي دا اسمع كده دا يامن بيصرخ في اوضته اكيد خاف لما صحي ومش لقاني جنبه


تركها تجري من بين يديه مستجيباً لكلامها 


ذهب خلفها الي غرفته وجده متعلقاً في عنقها وهو يبكي


كنتي فين يا ساله خليكي جنبي هنا


حاضر يا حبيبي انا هنام جنبك ومش هاروح في حته تاني


استند على الجدار بجانبه موصد ذراعيه أمام صدره


يامن بلاش استعباط مانت طول عمرك بتنام لوحدك ايه اللي جد يعني


ارتعب الصغير من صوته و دافساً وجهه في صدرها 


وكأنه لا يريد رؤيته


انا خايف انام لوحدي يا بابي


كانت تترجاه بعينها قبل أن ينطقها لسانها تريد ان يتركها هي بجانبه وليس العكس


معلش سيبو النهارده ينام جنبي ومن بكره هيرجع تاني ينام لوحده صح يا يامن


التوت رأسه بعلامة الرفض وليصيح والده


ولااااا بطل عياط مافيش راجل بيعيط وابن بيجاد الألفي لازم يكون راجل من صغره انزل من علي دراعها وامسح دموعك دي بأيدك حالاً


انتفض الصغير من علي يدها كاد ان يسقط لتتشبث به هي جيداً وتصرخ فيه


كفايه قسوه بقى حرام عليك الولد مش هيستحمل


مد يده بكل عنف واخذه منها


قسوة تعرفي اي انتي عن القسوه اطلعي بره وسيبيني انا و ابني لوحدنا

يتبع



الفصل الأول والثاني والثالث والرابع من هنا



الفصل الخامس حتى الفصل العاشر من هنا



الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين من هنا





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close