القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية في ظلمة بيجاد الحلقه الواحده والعشرون حتى الخامسه والعشرون بقلم مياده مأمون حصريه وجديده

اعلان اعلى المواضيع

رواية في ظلمة بيجاد الحلقه الواحده والعشرون حتى الخامسه والعشرون بقلم مياده مأمون حصريه وجديده

رواية في ظلمة بيجاد الحلقه الواحده والعشرون حتى الخامسه والعشرون بقلم مياده مأمون حصريه وجديده

 الحلقة الواحده والعشرون

اسرع في خطاه للخارج حتى توقفت قدماه امام جدار المخزن يستمع الي صراخها ونداء عمه بأسم ابنته وكأنه يراها هي في هذا الموقف


مهران: ب يجااد ال حق فرح يا بيجااد


بينما هي كانت تصرخ تنادي حبيبها الذي ذهب إلى المكان الوحيد الذي لا يمكن أن يعود إليها منه.


ساره: لااااء حرام عليكم زياد سيبتني ليه لااااء يارب يا رب


لا يعلم لماذا شعر بتلك الغصه تضرب قلبه وكأنه يرى اخيه يقف أمامه يلومه على ما يفعله بها


واذا به يجري مره آخري للداخل تفاجئ بصديقه وهو يحاول ان يمزق ملابسها من عليها وبرغم انها مقيده الا انها تحاول أن تتشبث بها جيداً


دفعه بقوه بعيداً عنها وسط نظراتها الحارقه له و صراخها ودعائها عليه


انت لا يمكن تكون اخوه ياريتك انت اللي كنت مت وهو عاش


وقف حسن يحاول ان يظبط من تنفسه وصدره يعلو ويهبط بشده


الله ليه قلة المزاج دي بقي يا صاحبي


اطلع بره  يا حسن


اندهش صديقه مما قاله وخرج وهو يعدل من ملابسه


نظر هو إليها واقترب منها بهدوء وانحني بجزعه بالقرب منها 


ارتعبت مره اخرى وتحاشت النظر في عينه المرعبه


خاشية من أن يفعل هو الاخر اي شئ يذلها به اكثر من ذلك


ولكنه مد يده ليتمسك بيدها واذا به يحل قيودها وتركها وذهب سريعاً دون أن يتفوه بأي كلمه 


استمعت هي الي هذا الباب العتيق وهو يغلقه من الخارج وهكذا علمت انها أصبحت سجينة في حضرة 

بيجاد 


///////////////////////////////


بدموعه السائله على وجهه نداها لتقترب منه 


ف رح سامحيني يا بنتي ااانا السبب في كل ده


بيجاد ليه حق يعمل أكتر من كده كل الكره اللي عنده ده انا اللي زرعته فيه يا فرح


كانت في ابشع موقف ممكن ان تتعرض له أي أنثى ملابسها ممزقه وملطخه بلاتربه وشعرها اشعس 


عيناها تزرف الدمع بغزاره ووجهها ملطخ بالدماء تشعر بعلامات الاعياء والألم تجتاح جسدها بالكامل


ولا تقوى حتى أن تقف على قدميها 


جست على ركبتيها  لتسحب حجابها سريعاً ما مسحت به جبينها ووجهها من الدماء ثم لفته حول شعرها


واثقلت رأسها بجانب الجدار وهي تهمس له بشهقات هامسه


انا مش فرح يا عمي مهران انا ساره بنت صاحبك 


اللي ربنا أخده وريحه وسابني انا للعذاب


وكأنه لم يستمع لما قالته وظل يناديها


فرح تعالي قربي مني انا ابوكي سامحيني يا فرح


بجسد ممتلئ بالكدمات زحفت اليه لتضع رأسها بجانب فراشه ووضع هو يده على جبينها وظل يبكي بصوت مرتفع 


علت شهقاتها ايضاِ وظلت تناجي ربها 


يا رب يا رب يا رب


بقلمي/مياده مأمون////////////////////////////////////


جري الي غرفة اخيه سريعا بعد أن استمع إليهم امسك صورته بين يديه وهو يبكي بشده وتحدث معه 


شكلها بريئة اوي يا زياد مش ممكن تكون غداره زي ما قولتلي ليه ضيعت نفسك ومش سمعت كلامي يا اخويا 


لاء انا اللي كنت غبي وضيعتك من ايدي كان لازم اقتلو من يوم ما قتل فرح


والحيه اللي تحت دي مش هتقدر تضحك عليا ببرائتها 


دي براءة الافعى الي سحبتك بيها وبعد كده لدغتك في قلبك يا حبيبي لكن انا هحاربهابنفس سلاحها لحد ماقطع ليك رأسها بالكامل 


//////////////////////////////////


ظلت رأسه متخبطه طيلة اليومين الماضيين ولكنه تجنب الظهور والمواجهه  مره ثانيه ليس خوفاً عليها بل بِدأً في تنفيذ خطته التي لايعلمها أحداً غيره 


الكل يطيع اوامره دون أن يسأل حتى صديقه حسن 

ماكان منه إلا أنه يرضخ لكلامه ويختفي عن الانظار هو وجميع الرجال 


بعد أن علم بنزول الشرطه الي البلده وتمشيطها رأساً على عقب حتى يصلو الي اي خيط يصلهم للجناه في تلك الحادثه المفجعه دون جدوي


كان يعيد حساباته ويشغل نفسه بأعماله يهتم بأبنه جيداً ويتأقلم مع حياته المعتادة نهاراً


وفي المساء يجلس بالخارج مع حارسه الأمين ليخبره بكل ما يدور عندها فهو الوحيد الذي يأتمنه على الدخول نحوها دون أن يرتاب في أمره


لكن ما أشعل قلبه لهيباً انها بدأت تمرض ذلك الكهل المريض وتداوي قرحاته الفراشيه وترفق بحاله 


جلس على الاريكة الخشبية في هذا الهواء القارص يستمع الي ذلك المنحنى أمام مشعل النيران يوقده

له وهو يحتسي كوب من الشاي


والله يا سي بيجاد زي مابقولك إكده هي من ساعة ما سعديه مرتي مادخلت سترتها بجلبيه من حداها  وغيرت هدومها المتقطعه من عليها وبدأت تشد حيلها شويه


وهي مابتعملش حاجه غير انها تجعد جنب مهران بيه وتداوي جروحه دي حتى طلبت مني وانا بدخل لها الاكل اني احممه واغيرله هدومه بس اني ماسمعتش كلامها وجولت اجولك انت الاول


ولما حست اني مش هاعمل أكده منغير اوامرك  طلبت مني ورقه وجلم وكتبتلي العلاج ده عشان اجيبه لسى مهران بيه


اخذ من يده تلك الورقه ونظر فيها ثم أعطاها له ثانية و


اعمل اللي طلبته منك يا حماد وخلي سعديه مراتك تنضف ليهم المخزن كويس وابقي حطلها  سرير تنام عليه بدل رقدتها على الأرض وهاتلها غطي تقيل


وهات لعمي هدومه وحميه زي ما طلبت منك


بنظرة مندهشه اجابه سريعاً 


أكده من عنيه يابيه والله عين العقل يا ولدي طب ياريت تكمل جميلك وتنقلهم الفيلا دا حتى المخزن برد جوي عليهم 


بطل رغي يا راجل يا خرفان انت فيلا ايه اللي انت عايزني انقلهم فيها انت تعمل اللي بقولك عليه وبس 


وعلله يا حماد تسيب باب المخزن مفتوح في يوم 


واني هاسيبه مفتوح ليه بس يا ولدي 


عشان صعابنه عليك مثلاً تقوم تسيبه مفتوح ليها فتهرب هيا والله بموتك انت وعيالك ومراتك لو عملتها يا حماد


بكل خوف اجابه


لاه واني من ميته بس بعمل حاجه غير اللي بتقولي عليها داني  تحت امرك وطوعك من ساعة ماجبتني اهنه يا ولدي


أيوه خليك بقى كده في طوعي واتقي شري احسنلك مانت اكيد بردو ماتحبش تشوف شيطان بيجاد الألفي يا عم حماد


بأنحنأه خفيفه اتكئ على كتفه واعطي له الكوب الزجاجي وابتسم له بخبث ثم تحرك للداخل


ليهمس ذلك الجالس ارضاً وهو يقلب حديثه جيداً برأسه


بجيت واعر جوي يابن الألفي وشيطانك أتمكن منك مسكين يا ولدي بجيت ظالم ومظلوم بنفس الوقت


///////////////////////////////


كالطيف تأتي زائراً


معذباً وحائراً


أشعر بخطواتك نحوي غائرة


وانفاسك تجاهي مئلمه


ولكن كل الامك سيدويها الهوى


وبالقرب يا حبيبي ستلقي الدوا


ذهب إلى ذلك المخزن وفتح بابه بهدوء وجدهم نائمون كل منهم في مكانه 


عمه المريض راقداً في فراشه اما هي تفترش الأرض بجسدها متقوصة في بعضها ضاممه قدميها الي عنقها ترتعش من شدة البرد


فشلح جاكته الثقيل من عليه ودثرها به برفق ثم واعتدل في وقفته ورحل بهدوء مثلما حضر

موصوداً الباب خلفه جيداً


لتعتدل هي من رقدتها واخيراً ما تهدأ رجفتها التي ماكانت الا رجفة رعب منه وكرها شديد له


قذفت جاكته ارضاً من عليها بأشمئزازوهي تسخر من فعلته


ال يعني حنين اوي وفي قلبك رحمه روح يا شيخ منك لله

الحلقة الثانية والعشرون


تنفيذاً لأوامره دلف إليهم في الصباح مصتحباً زوجته معه حتى يبدؤا في العمل


ادخلي يا سعديه وهمي شوية عشان تخلصي بسرعه 


يوه حاضر يا حماد مانا جايه اهو خد انت عني الحاجات دي 


هاتي يلا اني هركب السرير وانتي روحي هاتي باقي الحاجه يلا قبل ماتصحي 


بس انا صحيت اهو يا عم حماد صباح الخير


اعتدلت في جلستها حتى ترى مايحملوه في ايديهم


ايه اللي شايلينو معاكم ده 


اجابها بكلمات  ساخره ليثبت لها أن سيده يمن عليها بعطفه 


ده سرير بيجاد بيه امر اني اركبه ليكي اهنه عشان تنامي عليه بدل نومتك على الأرض في التلج اكده


لأ والله طب يا سيدي كتر خيرك انت وبيجاد بيه بتاعك بس يا ترى بقى جبت العلاج بتاع عمي مهران


ايوه جبته وجيبت له هدوم نضيفه كمان اطلعي اقعدي قصاد الباب مع سعديه مرتي على بال ماخلص واحممه واغير ليه هدومه


لمعت عيناها بخبث ووقفت سريعاً بفرحه وجرت نحو الباب


ماشي كلامك  تعالي يا ست سعديه نخرج بره


تقدمت معها زوجته المتزمرة جداَ من حديث زوجها


جلست أمام المخزن وهي تتأفف بحديث مبهم


كل شويه روحي يا سعديه هاتي يا سعديه لما هاتجيب اجل سعديه عن قريب


ضمت حاجبيها لها غير متفهمه عليها


مالك بس يا ست سعديه 


مافيش يا بتي حاجه أصله مش بيبطل كل شويه طلبات من شويه كان بيقولي روحي هاتي باقي الحاجات ودلوقتي بيقولي اقعد معاكي بره وكمان حبه ينادم عليا فين الحاجه يا سعديه انتي يا وليه روحتي فين


هههههههه الله يحظك والله يا خاله ضحكتيني برغم اللي انا فيه 


أكده بتضحكي طبعا ليكي حق ماهو انتي السبب في اللي انا فيه ده


صمتت ثانية بتفكير ثم قالت


طب ما تقومي تعملي شغلك وانا قاعده هنا يعني هاروح فين


بجد طب بصي انا هاروح اجيبلك باقي الفرش اوعاكي تتحركي من اهنه احسن تضريني يابتي


لاء ماتخفيش مش هاتحرك من هنا يلا

انتي بسرعه بقى عشان تخلصي شغلك بدري


سريعاً ما همت واقفه وجرت نحو الفيلا


تريثت رويداً الي ان اختفت من أمام اعينها


لتقف متلفته حولها ثم جرت الي الخارج باتجاه البوابه


الي ان وصلت عندها لتجدها موصوده جيداً


خاب أملها وهي تحاول فتحها ولكنها وقفت مصدومه و هي تستمع الي اكتر صوت كرهته في حياتها


على فين العزم انشاء الله


............

ماتحوليش البوابه مقفوله بالمفتاح والمفتاح في أيدي اهو


استدارت نحوه تهز رأسها يمين ويسار وعينها تزرف الدمع بشده


لأ لأ لأ حرام عليك بقى


انت عايز مني ايه سيبني في حالي بقى يااخي


كده بسهوله اسيبك قبل ما اخد حقي منك


انت لسه ليك حق ما أخدته وقتلت ابويا ابوس ايدك سيبني اخرج من هنا وانا والله لا هاروح للبوليس ولا هبلغ عنك


هههههههه تبلغي عني؟؟ يا ماما انتي لو رجلك خطت بره الفيلا دي 


بعد لحظه واحده البوليس هيقبض عليكي انتي وبدل ما هتبقى محبوسه في سجني انا هتتحبسي عند الحكومه بتهمه تجارة المخدرات


اه اصلهم لما وصلوا لفيلا ابوكي ولقوا جثته متفحمه

لقوا المخدرات المتخزنه فيها بردو 


وعرفو ان كان ليه بنت


بس مالقوش جثتها مع باقي الأموات فابيدورو عليها


عشان تشيل قضيه ممكن تاخد فيها إعدام بقليلو اوي يبقى مؤبد


صرخه قويه خرجت من جوفها وهي تحاول الفرار منه تبحث عن أي ثغره تحاول أن تخرج منها


لاء كدب انت كداب خرجوني من هنا  انا عايزه اخرج حرام عليكم


أخيراً ما امسكها بين يديه بعد أن جري خلفها وبقيت عينه مثل جمرتان ملتهبتان ترمقها بشده تجبر عيناها

ان تنجذب اليه ولا تقوى على الافلات


هاتهربي مني تروحي فين خلاص انتي مبقاش ليكي مكان يأويكي غير بيتي هاتعيشي طول عمرك هنا خدامه فيه لحد ما اقرر انهي حياتك بأيدي


بابي


مفاجئه غير متوقعه خروج صغيره الان سوف يعركل خطته لن يتخلص من كم الاسئله التي سيبدئها ولن يتركه دون اجابه مقنعه


تركها من يديه ونظر اليه وهتف


يامن انت صحيت يا حبيبي خرجت في البرد ليه ادخل جوه وانا هاجي ليك حالاً


مين دي يا بابي هي بتصرخ وتعيط ليه


دي دي تبقي يا حبيبي الشغاله  الجديده جبتها عشان

تساعد داده سعديه في شغل البيت


بس هي غبيه شويه كسرت حاجات كانت شايلها وانا كنت بزعقلها عشان كده بتعيط


بس دي حلوه اوي خليها مس تعيط يا بابي وتجبلي اكل انا جعان


حاضر يا يامن انا هاخلي داده سعديه تيجي تفطرك بس اطلع انت اوضتك دلوقتي


لاء خليها هي تيجي معايا يا بابي


بنبره قويه يعلمها طفله جيداً ويهابها اجابه


لاء


اسمع الكلام وادخل جوه 


لم ينتظر الصغير لحظه أخرى واختفي عن عينه 


لتسخر هي


ده يامن ابنك؟ زياد الله يرحمه كلمني عنه كتير طفل جميل خساره انه يكون ليه اب زيك


بحركه سريعه مد يده الي عنقها المغطي جيداً بحجابها وضغط عليه


الخساره الوحيده ان زياد عرف واحده زيك وفي الاخر تخونه وتغدر بيه وتكون السبب في قتله لاء وجايه دلوقتي تترحم عليه


وبنفضه قويه ترك عنقها لترتد للخلف وهي تسعل بشده وتحاول ان تسيطر على تنفسها


وانا هنتظر ايه من واحد جاحد وقتال قتله زيك دا حتى عمك الوحيد وجد ابنك سايبه بحالته دي ومافكرتش تعالجه لاء وراميه في المكان القذر

ده 


واذا بها تجري نحو سجنها برغبتها والذي أصبح الان مئواها الأمن الوحيد بعد أن ثبتت في عقلها تلك الكذبه التي ابتلاها بها منذ قليل


دلفت الي الداخل سريعاً بعين جامدة وعبرات ثابته مثل لاءلأ الماس 


لم تلتفت لذلك الذي اصتدم بها وكاد ان يسقط زوجته المترجله من خلفه


ليستجمع نفسه سريعا وينظر الي سيده الثابت في مكانه واضع يديه في جيب بنطاله ينظر إلى طيفها بسخرية تامه


خلاص يابيجاد بيه عملنا كل اللي امرتنا بيه


سي بيجاد يا بني انت ساَمعني


هاه اه طيب يا حماد خد المفتاح واقفل الباب عليهم تاني ودي آخر مره البت دي تخرج الجنينه


الله مش انت يا بني قولتلنا نسيبها وانك عايز تشوفها هاتصرف ازاي


وشوفت ووصلت للي كنت عايز اوصله خلاص الباب ده  مش هيتفتح بعد كده غير لما تدخلو ليهم الاكل او لو عايزه حاجه تيجي تقولي الأول وبعدها لو انا وفقت تبقى تفتح ليها


بقلمي /مياده مأمون/////////////////////////////////////////


جلست بجانب ذلك الكهل تبكي في صمت بعقل مشتت 


هل ستتهم بالفعل بتلك التهم التي ألقاها عليها وهي لم تفعل شئ 


نعم والدها كان بالفعل تاجر للمخدرات وهذا ماكان الجميع يعرفونه بل وكان حبيبها يوضحه لها


وهي تكذبه وتقف ضده بشراسه الي ان اتضح كل شئ أمام اعينها 


والدها هو سبب شقائها في حياته وبعد موته عليها الآن إن ترضى بقضاء ربها وتستسلم لقدرها 


وترضخ أيضاً لسجانها وعدوها الوحيد


بيجاااااد

الحلقة الثالثة والعشرون


ظل الطفل وحيداً طيلة هذه الأيام يأكل وحده ويلعب وحده وعندما يعود والده يجلس بجواره في غرفة مكتبه في صمت 


الي ان يغفو في هدوء ثم يحمله بين يديه ويصعد به الي غرفة نومهم


ولكنه اليوم صعد به وارقده في الفراش ودثره جيداً وترجل للأسفل ليذهب حيث ذلك السجن الذي يغلقه عليهم


وقف بالخارج ولم يدلف إليهم عندما وجدهم


مستيقظين يتحدثون سوياً فقرر الاستماع لحديثهم الحزين في هدوء


كنت فاكرك غير ابوكي يا ساره كنت فاكرك زي فرح بنتي في طيبتها عمري ماكنت اتوقع انك تغدري بزياد وتكوني السبب في موته


كان صوت بكائها أعلى من كلماتها التي تتفوه بها 


والتي كان يشعر بيجاد بصدقها ولا يعلم السبب


حتى انت كمان مصدق الكلام ده ياعمي بس ليك حق كلكم ليكم حق تصدقو حتى اخوه الظالم ده


انا مش زعلانه من كل حاجه بيعملها معايا معذروين اصلكم

مش فاهمين حاجه


طب احكيلي يا بنتي قولي حصل ايه


هاحكيلك يا عمي مهران مع اني عارفه انه مش هيفيد بحاجه


انا لما زياد الله يرحمه اتصل عليا قومت بسرعه لميت كل حاجاتي 


ولبست وفتحت الباب لقيت ابويا واقف قصادي


وعنيه بطق شرار بصلي وقالي


فلاش باك


رايحه فين يا ساره


انا انا مافيش كنت بس خارجه اجيب شوية حاجات


بشنطة السفر يا ساره


افهمني يا بابا عشان خاطري انا اناكنت


كنتي ناويه تهربي مع ابن الألفي وتحطي راس ابوكي 

في الوحل 


لاء يا باباوالله أبداً زياد بيحبني وعايز يتجوزني على سُنة الله ورسوله 


وهو اللي عايز يتجوز يحرض البنت اللي عايز يتجوزها على الهروب بردو


انت اللي مش مديلو فرصه وبتهاجم اخوه ومعاديهم


كل ده للدرجة دي سيطر عليكي وخلاكي تكرهي ابوكي


لأه هو مش عمل كده كل الحكايه انه كان هايخدني ونبعد عنك انت وأخوه ونبعد عن مشاكلكم دي خالص 


بس انا مش عايزك تبعدي عني يا ساره مش عايزك تسيبيني يا بنتي


وانا بحبه يا بابا ومش عايزه اسيبه عشان خاطري وافق على جوازنا


صمت قليلاً عم المكان وبعد ثواني عديده اجابها


حاضر يا حبيبتي بس تعالي قوليلي هو مستنيكي فين وانا هروحله واتفق معاه على كل حاجه


ابتسامه مشرقه انارت وجهها الجميل وتلهفت لتسبقه للخارج وهي تجذب يده خلفها


يا حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا يا رب طب يلا بينا انا هاجي معاك 


رد لها الابتسامه بمكر وتحرك خلفها في هدوء وهو يشير لرجاله بأن يتبعوه


ذهبو سوياً الي المكان الذي أخبرها بأنه ينتظرها فيه


وجده يقف وحيداً ينتظرها وما ان رأته هي إلا وقررت ان تسرع خطاها اليه حتى تخبره بموافقة والدها ولكنه قطع عليها الطريق وأشار لها بأن تقف صامته وأمر رجاله سريعاً بأن يحضروه اليه قبل أن يهرب


ارتاب هو الأمر وحاول الركض بعيداً الا انه في غضون لحظات وجد نفسه أسير وسط حلقه مغلقه من الرجال فصرخ بعنف 


بتغدري بيا يا ساره بتسلميني لأبوكي


كادت ان تصرخ له وتترجاه ان يهدأ ولكنها تفاجأت بأبيها وهو يضغط على جانب خصرها بسن سكين حاد وباليد الأخرى يخرس ثغرها حتى لا تتفوه بأي كلمه


وفي غضون لحظات وجدت احد رجاله قد طعن حبيبها الذي ركع على قدميه وسط بركة من الدماء 


لم تشعر بأي شئ حولها بعد ذلك حيث رحل بها والدها غير مستوعبه ما يحدث حولها ولا ترى سوي وجه حبيبها ودمائه التي روت الأرض من حوله


باك


هو ده كل اللي حصل يا عمي مهران ابويا خدعني لو كنت اعرف انه ناوي على الشر لزياد عمري ماكنت عرفته مكانه ولا كنت حتى روحتله


يا ريتني كنت سيبته او حتى مش رضيت عليه في التليفون بس كان عاش يا ريتو هو كان سمع كلام اخوه الظالم ده وسابني وسافر ولا انه يموت الموته الفظيعه دي وهو فاكر اني غدرت بيه وخونته


انهارت كل حصونها الان وأخيراً أطلقت صراح عبراتها لتسترسل على وجنتيها وهي تطلق الصراخات والعويل على حبيبٍ رحل عنها ولن يعود إليها مره ثانيه


بقلمي/مياده مأمون//////////////////////////


وبعد أن استمع الي اعترافها الذي استمعه بمحد الصدفه رحل من أمام ذلك الباب العتيق الفاصل بينه وبينها


وجلس بغرفة مكتبه بعقل مشتت لقد اثبتت برائتها أمامه دون ان تدري


نعم تعترف بأنها مذنبه وانها هي من اوصلت ابيها الي أخيه ولكنها لم تكن تدري بفعلته الغادره


غبائها اوصلها بأنها بذلك سوف ترتبط بحبيها دون أي عوائق 


ولكن ما هذا بالله هل يبحث لها عن أعذار لاه بل هي مذنبه من ألالف الي الياء 


بالأول والأخير لو لم تكن تسحبت وتملكت قلب اخيه 


لكان موجود معه الان ولم يحرم منه للأبد


اذاً عليها ان تظل هي الأخرى داخل محبسه ولن ترحل منه أبداً مادام هو علي قيد الحياه


وأخيراً ما انهي مرافعته أمام نفسه وصعد الي جوار صغيره برأس متخبط 


لا يعلم كيف يدافع عنها ويحكم عليها بنفس الوقت الي ان غفى وذهب في نوم عميق


//////////////////////////////////////////


وفي الصباح تهيئ للرحيل الي مكتبه استقل سيارته وهو يشير الي حارسه بأن يأتي اليه حتى يملي عليه اوامره


عينك تفضل عليها يا حماد خلي بالك تفتح ليها الباب تتمشى شويه في الجنينه وتدخلها تاني وتقفل عليها لحد مارجع من المكتب


ثم أشار له بتحذير


البوابه ماتتفتحش وتخلي بالك من يامن كويس 


سيبه يلعب في الجنينه براحته


بس كده يا سي بيجاد ممكن يشوفها تاني


بأبتسامه هادئه نظر للأمام وهو يدير محرك سيارته ويتحرك بها للخارج 


وماله ماهو شافها قبل كده المهم انت عينك تبقى عليهم كويس 


حاضر يا بني ماتقلقش كل حاجه هتبقى تمام انشاء الله


/////////////////////////////////////////////


وفي فترة الظهيره فتح حماد باب المخزن لها حتى تنعم بالحريه لبعض الوقت ويرعاى هو ذلك المريض كما أمره سيده


ترجلت للخارج ولا يوجد في عقلها سوي فكره واحده الهروب


تجولت براحه في الحديقه تحت نظرات زوجته التي تجلس تراقب الصغير وهو يلعب


لم تهتم بهم فقط كانت تتفحص كل مكان تقع عليه عينها تتفقد اي ثغره في ذلك السور العالي من حولها الي ان وجدته باب صغير في آخر الحديقه يبدو أنه مر عليه زمن كبير ولم يفتح بعد


قررت أن تخطو بسرعه نحوه 


ولكن هذه المره اوقفها صوت الصغير


انتي لايحه فين 


تنهدت بقلة حيلة يبدو أن هذا الطفل سيعطلها عن ما تريده التفتت اليه بهدوء تحدثه


أبداً هاروح فين يعني بتمشي في الجنينه بتعتكم دي 


اه طيب 


لم يبالي بها و جلس الصغير بجانب حوض لزهور التوليب زات اللون الأبيض والتي بمجرد النظر إليها تشعرك بالفرحه


لكنه كان حزيناً يحني رأسه لها لا يفعل شيئاً سوي لمسها 


مالت رأسها للجانب الأيمن والتوت شفتيها بلا اراده دلالاة على عدم فهمها له


الله انت مالك قاعد زعلان كده


رفع الصغير رأسه لها 


هاعمل ايه يعني انا مس بقى عندي حد العب معاه مامي لاحت عند لبنا(ربنا) من غير ما اسوفها وزياد كمان لاح ليها وبابي على طول مسغول وانا لوحدي


وكأنه كان يجذبها اليه بكلامه لتجلس بجانبه حتى تحاول أن تخفف عليه حزنه


ياحبيبي انت كنت بتحب زياد اوي كده


ايوه هوكان ساحبي وكان بيلعب معايا وكان بيحكي لي عنك


ايه ده انت تعرفني


ايوه انا سوفت صولتك على تليفون زياد وعالف اسمك انتي ساله


يعني انت عارف اني مش زي ما بابك بيقول عليا


ايوا عالف وسعلان منه كمان عسان بخليكي تنامي في الاوضه القديمه اللي فيها العفليت


عفريت عفريت ايه مافيش عفريت ولا حاجه


انت مش تعرف مين اللي جوه الاوضه دي


كادت ان تتفوه وتخبره عن من يشاركها الجلوس في تلك الغرفه الا ان اتاه صوت من خلفهم


يامن تعالي ندخل جوه يلا

الحلقة الرابعة والعشرون


التفت الي تلك السيده وأومئ رأسه بالموافقه


حاضل يا داده سعديه سلام بقى يا ساله وماتخفيس


انا هافضل سعلان من بابي لحد مايخليكي تيجي تقعدي معانا وتسيبي العفليت


جري الصغير من امامها وهي مندهشه على حديثه وتريد ان توقفه لتخبره بالحقيقه


استنى يا يامن ده مش عفريت استنى ده يبقي


ثم أكملت بصوت خفيض عندما دلف الصغير للداخل


دا جدك ياحبيبي ازاي بس عندك خمس سنين ومش تعرف انك ليك جد عايش


/////////////////////////////////


جالساً خلف مكتبه ينظر إلى ذلك الذي يقف عاقداً يديه خلف ظهره ووجهه يكسوه الوجوم يحدثه بضمة حاجبيه التي يعلم معناها جيداً


هتافضل لحد امتى حابسها في المخزن


وضع القلم الذي كان يلفه بين أصابعه ونظر له بريبة


بتسأل ليه يا حسن  قولتلك الموضوع ده ملاكش فيه


وكنت بتشركني فيه من الاول ليه لما انا ماليش فيه يابا خلتني ادخل عليها واخوفها مني ليه


اه قول كده بقى انت زعلان عشان ماطولتهاش


بيييييجاد انت عارف كويس اوي ان لولا الاتفاق اللي كان بينا انا ماكنتش هاعمل كده 


عارف يا سيدي ومتشكر ليك جداً بس خلاص انت كده مهمتك انتهت واللي جاي ملاكش فيه بقي


يابني افهم اناخايف عليك انت كده بتخسر كل حاجه حاسس انك بقيت في نظر الكل شيطان مش عارف دماغك دي هتوديك فين بعد كده انت خلاص اتحولت من دور المظلوم وبقيت ظالم ظالم اوي يا بيجاد 


انا باخد حقي من كل اللي ظلموني 


وأخدته من الكل خلاص كفايه بقى انت كنت بتشتكي من ظلم عمك ليك زمان دلوقتي بقيت العن منه وعدلي العزيزي قتل اخوك اخدت بتارك منه وقتلته


لكن هي انت بنفسك قولت انك سمعتها وهي بتقول لعمك انها ملهاش ذنب 


مش معنى اني سمعتها بتقول كده يبقى هصدق انها بريئه من دم اخويا 


وبالنسبه لأبنك؟؟ 


هب واقفاً من مجلسه وتطاير الشرار من عينه المشتعله كالجمر


ابني مالو يامن ابني بعيد عن أي حاجه واللي يحاول يقرب منه اكل كبده ني


بأبتسامة سخريه اجابه 


بس هو خايف منك انت متصور انك حابس في المخزن عفريت وحبستها هي كمان معاه


جبت الكلام الفارغ ده منين 


منه يامن قالي يوم عزا زياد الله يرحمه انه سمع العفريت وهو بيتألم في المخزن وشافك وانت داخل هناك قالي اوعي تقول لبابي اني عارف حاجه عن العفريت 


جلس مره اخرى على مقعده يفكر برويه ربما يكون  صغيره يعلم شيئاً اخر ويهاب الحديث معه 


نعم انه يهابه كيف لم يلاحظ منذ مرور تلك الأيام انه لم يتحدث اليه 


فقط ينفذ كل ما يأمره به دون أن يتفوه بكلمه واحده 


كان معظم وقته يقضيه مع اخيه في لعبٍ وضحك ومنذ ان رحل وطفله صامت لا يتحدث ابداً


انفزع مره اخرى وهب واقفاً يلملم اشيائه قاصداً الذهاب اليه وترك صديقه يقف مندهشاً


الله انت سايبني بكلمك ورايح على فين يابني انت


هاروح لابني يا حسن وزي ما اتفقنا تفضل انت والرجاله في المزرعه 


مش عايزك تيجي ناحية الفيلا خالص يا حسن


//////////////////////////////بقلمي/مياده مأمون


وصل إلى فيلته في وقت قياسي وجد حارسه  يجلس خلف بوابتها الحديديه ولكنه اعتدل واقفاً ليفتح بابها حتى يلج سيده بسيارته داخلها


وبعد أن ترجل منها وقف ثابتاً ينتظر الاخر ليلقي عليه بأخر الاخبار


شوفت اللي حصل يا سي بيجاد


ها قول يا عم حماد سامعك 


البت شافت الباب الصغير اللي في آخر الجنينه والظاهر كانت رايحه ناحيته


بس سي يامن شافها ونده عليها وقعد اتحدت معاها شويه 


واتحدت معاها في ايه بقى انشاء الله


سعديه مرتي سمعته بيتحدت عن عفريت جوه المخزن وسمعتها وهي بتقوله ده مش عفريت ولا حاجه بس لحجته قبل البت ما تنطق واخدته ودخلت جوه الفيلا علطول 


وبعدها جات وقالتلي روحت اني دخلتها جوه المخزن بعد ما لقتها واقفه بتحاول تشيل العشب اللي محاوط الباب 


يعني لسه بتفكر تهرب تمام اوي انا بقى هاخليها تشيل الفكره دي من راسها خالص


بس الاول هادخل ليامن اطمن عليه وبعدين أفضلها بقي


/////////////////////////////////// 


بحث عن صغيره في جميع أركان الفيلا ولم يجده 


الا غرفة اخيه هي الوحيده التي لم يبحث بها فأتجه


إليها مباشرة


فتح الباب مندفعاً فانفزع الصغير الذي كان يجلس ارضاً يضع صورة عمه بجانبه ويبني بيت صغير بالمكعبات وهو يتحدث مع الصوره وكأن عمه يجلس أمامه ويلعب معه كما تعود


يامن بتعمل ايه هنا يا حبيبي


وقف الصغير سريعاً وسقطت من بين يديه قطع المكعبات وتهشم البيت وهو يهز رأسه يمين ويسار


اقترب منه قاصد حمله بين يديه


مالك يا حبيبي مش بترد عليا ليه كلمني قولي قاعد هنا ليه


ااااانا مس عملت حاجه يا بابي اصل زياد وحسني وكنت بلعب باللعب اللي كنا بنلعب بيها سوي


رأي ملامح الخوف ارتسمت على وجه صغيره وهذا وما المه بشده


هو الذي يريده أن يكون مثله قوي لايخشي احد ولايضعف أمام اي انسان حتى لوكان والده


جلس على الاريكه منحني بجزعه العلوي للأمام ضامم كفيه ببعض


ومالك خوفت كده انا مش قولتلك الف مره مش عايز اشوف دموعك ولا نظرة الخوف دي في عيونك ابداً


اانا مس خايف يا بابي انا سعلان


اممم زعلان عشان عمك زياد ولا في حاجه تاني


عسان عمو زياد وعسان.... صمت مره  أخرى ولم يكمل


الله سكت يعني ماتكمل


........ 


تعالي هنا يامن قرب مني ماتخفش


اقترب الصغير منه فمد يده وحمله على قدمه


قولي اي حكاية العفريت اللي انت قولت لعمك حسن عليها دي


جحظت عين الصغير بأند هاش وحاول الانزلاق من علي قدم ابيه بخوف


ااااانا مس قولت حاجه هو ليه قالك 


ضمه الي صدره محاولاً ان يهدئه 


اششششش اهدي يا حبيبي مالك خايف كده


انا خايف احسن تحبسني انا كمان معاه زي ساله


تفاجئ هو برد صغيره  يعلم اسمها 


بدء يحثه على التحدث اكثر 


انت عرفت اسمها منين هي اللي قالتلك عليه


احنى الصغير رأسه مره ثانيه وقرر ان يفصح عما بداخله بنبرة حزن 


لاء يا بابي زياد هو اللي قالي لما كان بيفلجني على صولتها


تنهد هو بحزن وارجع رأسه للخلف وهومغلق على صغيره بين احضانه


اه يا زياد للدرجه دي كنت بتحبها فيها أي البنت دي خلاك تتسحر بيها وتضيع نفسك عشانها بس


بابي يابابي عسان خاطلي خلج ساله من عند العفليت هي حلوه وانا مس بحب اقعد لوحدي خليها تيجي تقعد معايا


يعني انت كنت عارف مين هي قبل مانا اقولك عليها طب ليه لما شوفتها سألتني هي مين


خوفت اقولك اني اعلفها احسن تدخلني  انا كمان عند العفليت 


أولاً مافيش عفريت في المخزن 


ثانياً مين قالك انها هتوافق تيجي تقعد معاك هنا


بس انا سمعت العفليت وهو تعبان وكان بيقول اه بصوت عالي واكيد هي خايفه تقعد معاه


ابتسم على براءة صغيره ولكنه تريث في الحديث لربما تكون تلك اللعينه أخبرته من يكون 


انت شوفتها النهارده واتكلمت معاها يا يامن 


ايوه سوفتها كنت قاعد عند الورد بتاع مامي وهي كانت في الجنينه 


طب وليه مسألتهاش اذا كان في عفريت ولاء 


سألتها بس داده سعديه نادت عليا ودخلتني جوا الفيلا 


طيب يا يامن لو هي قالت ليك مثلا ان اللي في المخزن ده مش عفريت بس حد يقربلك هتصدقها من غير ما تسمع مني وتخاف تتكلم معايا ولا هاتيجي تسألني اذا كان كلامها صحيح ولا لاء


بالحق يا بابي


مش عايز غير الحق يا يامن


تملص الصغير من علي قدمه وتباطئ في خطوته برويه الي ان اقترب من باب الغرفه ثم التفت الي ابيه وهتف


مس هسألك يا بابي وهخاف منك احسن تحبسني زيها هي و زياد 


ثم جري الصغير للخارج ليحاول الاختباء من نظرة ابيه المرعبه

الحلقة الخامسة والعشرون


علم الان انه من الممكن أن يفقد ثقة ابنه فيه بل وأكثر من ذلك سيكرهه طفله حتماً عندماً يعلم بوجود جده طيلة هذه المده دون أن يدري او يشعر بحنانه


و الذي يعلم هو جيداً ان تلك الكلمه لا توجد في قاموس حياة مهران الالفي حتي لو كان طريح الفراش 


صدق رفيقه في تلك الكلمه  لقد تحول من  المظلوم الي ظالم قاسي القلب لا يعرف سوي الكره


عليه اذاَ ان يعدل كفة الميزان اليه


هب واقفاً وترجل خارج الغرفه نزولاً من علي الدرج  الي الخارج بتجاه ذلك المخزن الموصود على من سلبو منه احبائه وداق طعم الحزن على ايديهم


ولكن قبل أن يقتحمه عليهم ارتسم  الهدوء على وجهه


وأخرج من جيب سرواله ورقه مطويه في يده وفتح الباب برويه


بحث عنها في جميع ارجاء المخزن الي ان وجدها جالسه على ذلك الفراش الذي امر خادمه ان ينصبه لها لتنام عليه


كانت متكوره في نفسها شارده في شيء ما لم تشعر بوجود ذلك الذي تبغضه وتكره مجرد النظر في عينه


ولج للداخل إليهاوقرر ان يخرجها من شرودها هذا فألقي تلك الورقه في وجهها واعطاها ظهره متجههاَ


نحو فراش عمه الراقد مستيقظاَ وكأنه ينتظره 


جلب المقعد بيده وجلس أمامه وانحني بجزعه نحوه 


قولي اعمل ايه دلوقتي ابني عرف ان في حد غريب محبوس هنا غيرها وخايف يأسلني تفتكر لو قولتله ان جده عايش ومحبوس هنا هيسامحني ولا هبقي في نظره مهران نمره اتنين يا عمي


كلماته كانت قويه أسقطت العبرات من عين عمه والمته بشده يزكره بحفيده الذي يطوق بشده لرؤيته  لضمه واحده منه الي صدره ليستنشق رائحته على الاقل


ليشهق بصوت متقطع


اوعي تقوله حاجه خليه فاكر ان جده راح هو كمان مع اللي راحو


اصلاً خلاص مبقاش فاضل في العمر كتير انا حاسس ان الاجل قرب بس خايف من ساعة الحساب قوي يا بيجاد


مش طالب منك غير انك تسامحني عشان ربنا يخفف من عليا شويه يابني سامح وانسى بقي


صمت طويل عم المكان بينهم حتى من جهة من قرأت تلك الورقه المصوره وهبت واقفه بعين كالجمر مشتعله تحاول أن تفهم مايدور حولها 


لكنها تصنمت مكانها أثر تلك الكلمات 


بالله هل يطلب منه المغفرة والسماح كيف بذلك الكهل الذليل ان يتغاضي عن رؤية حفيده الذي لم يراه 


كيف بعد أن رأت قسوته عليه يريده ان يسامحه قبل أن يأتي الاجل 


قطع تفكيرها للمره الثانيه حين وقف بطوله اليافع وزج المقعد بقدمه وهتف


عمري ما هسامحك يا عمي عمري ماهانسي


انا حياتي كلها اتدمرت بسببك انت 


واذا به يتجه للخارج ولكنها اوقفته وهي خائفه من تقلبه العنيف هذا


استني


وقف معطيها ظهره وهتف


عايزه ايه انتي كمان


ااانا بس كنت عايزه افهم معني الورقه دي


التفت اليها ومد قدمه خطوه نحوها ليرتعش جسدها حين جذب الورقه من يدها على غره ويفردها أمام وجهها


شكلك الكام يوم اللي قعدتيهم هنا في المخزن نسوكي القرايه يا دكتوره


ده امر ضبط وأحضار ليكي صدر من النيابه العامه على زمة قضية المخدرات المتحرزه في فيلة ابوكي


وعلى فكره انا مش حابسك عشان كل شويه تدوري على مكان تحاولي تهربي منه انا اصلا مش طياقك


ونفسي اخد روحك بأيدي اللي منعني عنك بس انك بنت وانا ماتعودتش اخد حقي من حريم


ويلا لو عايزه تمشي اتفضلي صدقيني هافرح جداً اول ماتخرجي من هنا ويتقبض عليكي


ارتعبت من داخلها وجلست مكانها على الفراش وهي تهمس


حرام عليك انا مش عملت حاجه


صرخ فيها بشده


والله بقى دي حاجه ماتخصنيش ويلا بره بيتي قبل الحكومه ماتعرف انك عندي ويعتبروني متستر عليكي وتشبهيني معاكي وانا بردو محامي معروف وليا سمعتي


انت ظالم قلبك حجر لا يمكن تكون اخو زياد لايمكن


اوعي تجيبي سيرته على لسانك


جايه تفتكري زياد دلوقتي


هو كان طيب كان بيحبني عمره ماكان قاسي ابداً


صرخة مدويه أطلقتها عندما مد كفه ضاغطاً على ثغرها بقوها


كان طيب وطيبته ضيعته


بادلتي حبه ليكي بغدرك ليه مش كده


نفض يده من عليها بشده مع آخر كلمه تخرج من فمه ليقذفها على الأرض هي تبكي بشده


لاء مش كده انت فاهم غلط انا مش غدرت بيه والله ما حصل


بقلمي/ميادة مأمون


ركع على ركبتيه في مقابلتها 


تفتكري اني ممكن اصدقك انسى اذا كان زياد زي مابتقولي طيب فلازم تفهمي اني عكسه تماماً انا مابحبش اسيب حقي ابداً


اقولك انا ايه اللي يخليني اسيبك تمشي من هنا واستني لما يتقبض عليكي مانا أبلغ عنك بنفسي على الاقل اشمت فيكي 


كانت ابتسامته الساخره بالنسبه لها كسهام تخترق قلبها 


ولاا خارجاً تاركاً الباب مفتوح من خلفه


سمعت هي صوت العجوز المجاور لها وهو يقول


روحي وراه اوعي تصدقي انه ظالم اعملي اي حاجه يطلبها منك بيجاد طيب هو الوحيد اللي هيقدر يساعدك ويخرجك من القضيه روحي روحي


اندهشت من كلماته ولكن عليها ان تخرج نفسها من ذلك المأزق 


ترجلت سريعاً خلفه تبحث عنه بالخارج


وأخيراً ما رأته يدلف داخل الفيلا


جرت اليه وولجت هي الأخرى حتى توقفه وتترجاه بألا يفعل ويسلمها بيده للشرطه


تلفتت حولها لترى أين ذهب ووجدته قد دلف  الي غرفه بابها مفتوح ويمسك بيده سماعة الهاتف الارضي وباليد الأخرى يضغط على ازراره 


انتفض في وقفته أثر لمستها ليده حين تمسكت بسماعه الهاتف وأخذتها منه لتغلقه وتنظر له بعينها الكحيله والحزينه في نفس الوقت


ابوس ايدك بلاش تعمل كده انا والله مش عملت حاجه ورحمة زياد لو بتحبه بجد بلاش


انا هاسمع كلامك هاعمل كل اللي تقولي عليه اعتبرني خدامه في البيت وانا مش هحاول اهرب تاني بس بلاش السجن بلاش 


ابتعد عنها خطوه واحده للخلف وهو منجذب بشده لسحر عيناها الغريب


احنى رأسه واستند بكفيه على حافة مكتبه جرير يحاول ان يلملم فتات عقله الذي شتته بلمستها ونظرتها له


وهاتقعدي في البيت ده بصفتك ايه حتى لو زي ما بتقولي هتبقى خدامه هنا احنا في قريه ريفيه وكلام الناس كتير كفايه عليكي السيره الحلوه اللي ابوكي سابها ليكي وانا مش هافضل مخبيكي هنا طول عمري 


على اساس انك كنت جايبني هنا بمزاجي انت ناسي انك خطفتني وضربني وخليت صاحبك يحاول يغ


اخرررررسي


اوعي تنطقيها انا ممكن اعمل اي حاجه الا اني أشارك في حاجه قذره زي دي


جلست على الاريكه تبكي وقد تملك منها الوهن 


خلاص لو سجني هيرضيك وهتاخد حقك مني كده انا مش همنعك اتفضل اتصل بالبوليس وخليهم يجو ياخدوني


بطلي عياط حاجه واحده بس هتخليكي تقعدي هنا من غير ما اي حد يتكلم وماتفتكريش اني هاعمل كده عشانك لاء انا بس مش عايز اي حاجه تسوء سمعتي في البلد


رفعت رأسها له وبدئت تكفف عبراتها بيديها بحركه طفوليه


حاجة ايه دي


ابني يامن انتي هاتقعدي معاه في اوضته هتبقى داده ليه و اياكي تجيبي سيرة جده ليه واظن انك سمعتي بنفسك كلام جده وانه هو بنفسه مش عايز يعرف الولد بوجوده


حرام عليك انت ليه بتعامله كده ده راجل مريض و


للمره الثانيه يقاطعها بصراخه عليها


شوفتي انك مش هاتسمعي الكلام 


لاء لاء خلاص حاضر والله مش هاقول حاجه بس ابقى سيبني ادخل لعمي مهران انضف ليه جروحه


طيب 


ظنت انه هكذا قد أتم حديثه فقررت ان تذهب من امامه


انا لسه ماخلصتش كلامي


وقفت مكانها تنتظره ان يكمل


عشان تقعدي في بيتي يبقى لازم تبقى على زمتي


ايههههه


رفع حاجبه الأيمن مستنكراً 


لو مش عايزه بلاش بس تاخدي بعضك بقى يا حلوه وعلى بره



تكملة الرواية من هنا





ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS