أعلان الهيدر

2024/01/26

الرئيسية رواية شوق العمر الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم ساره بركات حصريه وجديده

رواية شوق العمر الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم ساره بركات حصريه وجديده

 رواية شوق العمر الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم ساره بركات حصريه وجديده 

رواية شوق العمر الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم ساره بركات حصريه وجديده 

الفصل السادس والعشرون
عمر كان قاعد في مكتبه منتظر  لحظة أما شوق تدخل الأوضة إللي كانت فيها وتلاقي الكريم، بس إتفاجئ بإسلام إللي بيوقفها وسمع سؤاله ليها .. كان لسه هيقوم من مكانه بس وقف وإستنى يسمع ردها لدرجة إنه سأل نفسه سؤال .. إزاي واحد يقبل بكده على والدته؟؟ هل هو عنده علم أصلا؟! .. عمر كان متضايق من وقوفها مع إسلام بس حاول يركز ويعرف إجابة سؤال إسلام وبعدها يتصرف ...  شوق كانت واقفه في مكانها وبتبص بتوتر لإسلام إللي منتظر ردها ...
إسلام:"حضرتك ماردتيش ليه؟"
شوق بتوتر:"أيوه أنا والدة أمير."
إسلام بذهول:"طب حضرتك جيتي هنا ليه؟ وإزاي أمير يقبل إنك تيجي هنا و تمسحي و تنضفي؟؟!! معقولة أمير يوافق على كده؟ أنا لازم أتصل بيه و............"
شوق برجاء:"أرجوك ماتقولش لأمير حاجة، أمير مايعرفش أي حاجة، *بدأت تبكي* أمير هيزعل مني، أمير هيسيبني."
إسلام سكت لإنه كان متلخبط ومش عارف يقول إيه ..
شوق بدموع:"سكت ليه؟ أرجوك ماتقولهوش حاجة، أنا جايه عشان حاجة واحدة بس هخلصها وأمشي علطول ومش هتشوفوني هنا تاني و.............."
[[system-code:ad:autoads]]سكتت لما سمعت صوت عمر ومسحت دموعها وبتحاول تكتم شهقاتها ...
عمر بملامح خالية من أي تعبير:"في إيه يا إسلام؟ واقف كده ليه؟"
إسلام بصله وسكت ومش عارف يقول إيه وفي نفس الوقت مستغرب إزاي والدة أمير تبقى ضيفة عمر وأمير مكنش له أي صلة بعمر لا من قريب ولا من بعيد على حسب إللي هو يعرفه وبس؟؟؟!...
عمر بإستفسار متكرر وهو بيبصله بتحذير:"قولتلك واقف هنا ليه؟"
شوق بصوت متحشرج وهي بتتدخل:"أنا إللي وقفته و..........."
عمر بحدة وهو بيقاطعها ومازال بيبص لإسلام بتحذير:"إسكتي .. *وجه كلامه لإسلام* .. واقف ليه؟"
إسلام بتنهيدة:"مافيش يابشمهندس، أنا بس كنت بسألها عن حاجة."
عمر بإبتسامة مصطنعة:"وأكيد خلاص سألت سؤالك، إتفضل بقا روح شوف شغلك، وبعد ماتخلصه عايزك في مكتبي."
إسلام:"حاضر."
إسلام مشي وبعدها عمر بص لشوق في عيونها إللي واضح عليها أثر الدموع وهو معقد حواجبه پغضب .. كانت بتحاول تكتم شهقاتها وفي نفس الوقت كانت بتبص في عيونه بإستغراب شديد وده لإنه بيبصلها بنظرة قديمة هي تعرفها كويس، رجعت خطوة لورا بسبب إنها حست بالخۏف من نظرته دي، النظرة دي كان معناها إنها غلطت غلطة كبيرة وهو بيعاقبها عليها، بصت في الأرض وأحيانًا كانت بټخطف نظرات ليه وبعدها ترجع تبص للأرض تاني وده لإنها مش قادرة تبص في عيونه بسبب إحساسها بالغلط .. عمر شاف خۏفها الواضح وجه على باله إن ده كان نفس شكلها زمان لما كانت بتغلط وبيعاقبها على الغلط ده بالنظرة دي .. بس ناقص حاجة واحدة هو إنه ياخدها في حضنه، نظراته ليها هديت بسبب خۏفها ولسه هيرفع إيديه الإتنين عشان تجري لحضنه زي ما كانت بتعمل زمان .. إفتكر كل حاجة .. كور إيديه الإتنين وحاول يتحكم في مشاعره ومشي بدون أي كلمة وراح لمكتبه ... شوق تابعته بعيونها وهو بيمشي لمكتبه ومش عارفة هو مشي ليه؟ وليه كان بيبصلها كده؟ هي عملت إيه هو عرفه؟؟ .. إتنهدت بحزن ودخلت الأوضة وهي حزينة وبتفكر في زعل أمير لو عرف بالموضوع ده وفي نفس الوقت مش قادرة من ۏجع ظهرها، حاسه إنها في موقف صعب .. من جهة أمير إبنها إللي ماتقدرش تعيش من غيره وإللي ملهاش غيره أساسًا ومن جهة عمر حبيبها إللي عايزه ترجعه ليها، عمر إللي هو عبارة عن كل حاجة بالنسبالها هو الحياة بالنسبالها .. المقارنة صعبة أوي ..
[[system-code:ad:autoads]]شوق وهي بتفوق لنفسها:"مافيش مقارنة يا شوق، إنتي هنا عشان ترجعي حبيبك ليكي، إنتي هنا عشان عمر."
أخدت نفس عميق وبعدها عيونها جات على الكرسي إللي كانت قاعده عليه بس إستغربت لما لقت عليه حاجة تخص صيدلية ... قربت من الكرسي ومسكت الشنطة إللي كانت عليه وفتحتها لقت فيها علبة ولما قرأت إللي عليها فهمت إن ده كريم لآلام الظهر والعظام .. إستغربت وجود الكريم وقعدت تفكر كتير إزاي جه هنا، لحد ما جه في بالها إن ممكن حد يكون نسيه عندها، حطت العلبة في الشنطة تاني ومسكت الشنطة وخرجت من الاوضة وإتحركت في إتجاه مكتب صابرين إللي قاعده بتاكل .... قبل لحظات ... عمر كان موجود في مكتبه وبيحاول يتحكم في مشاعره بسبب قرب شوق منه، ده غير إنها لسه زي ماهي .. زي زمان، عنيدة وبريئة وطفلة بس ناضجة .. إبتسم إبتسامة عاشقة وهو بيفتكر عِندها قصاده وإصرارها على إنها هتشتغل هنا، بس فاق لنفسه وإتنهد بضيق وده لإنها مسيطرة على كامل تفكيره ...  عيونه جات على شاشة المراقبة و شاف شوق وهي بتمسك الشنطة إللي فيها الكريم ...  قرب بسرعة من الشاشة وبدأ يركز عشان يشوف رد فعلها إيه ... بس إتفاجئ لما لقاها حطت الكريم في الشنطة ومسكتها وخرجت من الأوضة وراحت في إتجاه مكتب صابرين، مسك تليفون المكتب وبدأ يعمل مكالمة لصابرين قبل ما شوق تقرب منها ... صابرين إبتسمت لشوق إللي بتقرب بس سمعت صوت تليفون المكتب بيرن ردت على التليفون في الوقت إللي شوق وقفت قدامها فيه ...
صابرين:"ألو."
عمر بهدوء:"إحتمال مدام شوق تقولك إن في حد ساب الكريم إللي في إيديها ده عندها في الأوضة، أو أيًا يكن إللي هتقوله يعني، قوليلها إنك إنتي إللي جبتيه عشان ظهرها ۏاجعها وإنك لاحظتي كده بعد ماهي مشيت لما كانت قاعدة بتأكلك فكلمتي الصيدلية وطلبتي منهم الكريم ده، وماتبينيش إن أنا إللي بكلمك."
صابرين كانت مستغربه إللي بيحصل ومش فاهمة حاجة ..
عمر:"فاهمة؟"
صابرين:"فاهمة."
عمر قفل المكالمة وركز مع شوق إللي بتتكلم مع صابرين ..
شوق بإبتسامة:"أخبارك إيه دلوقتي يا حبيبتي؟"
صابرين بإبتسامة:"أنا بخير الحمدلله."
شوق:"ربنا يديكي الصحة ويباركلك في عمرك، كنت عايزة أقولك حاجة."
صابرين:"إتفضلي."
شوق وهي بتحط الشنطة على مكتب صابرين:"أنا مش عارفه مين إللي دخل ونسي دي عندي في المكان إللي انا قاعدة فيه، فممكن تشوفي بتاعة مي..........."
صابرين بهدوء وهي بتقاطعها:"دي بتاعة حضرتك يا مدام شوق، أنا إللي جبتهالك بسبب ۏجع ظهرك، ألف سلامة عليكي."
شوق بصتلها بذهول وتفاجؤ ..
شوق بإستفسار وعدم إستيعاب:"عرفتي منين إني ظهري واجعني؟!"
صابرين بتوتر غير واضح:"أنا بس لاحظت إنه بيوجعك بعد مانتي ما مشيتي لما كنتي قاعدة بتأكليني فكلمت الصيدلية وطلبت منهم الكريم ده."
شوق إتنهدت بضيق وحطت الشنطة على الترابية وراحت أخدت شنطتها من الأوضة ورجعت لصابرين تاني ..
شوق:"تمنه كام؟"
صابرين بتوتر:"من غير فلوس خالص."
شوق بإصرار:"وأنا مش هقبله غير لما أدفع تمنه، قوليلي تمنه كام يا حبيبتي."
صابرين كانت لسه هتتكلم لقت تليفون المكتب بيرن .. 
صابرين وهي بترد:"ألو."
عمر:"خليكي مصرة على كلامك، وماتخليهاش تدفع فلوس، وخليها ضروري تدهن الكريم."
صابرين بإرتباك بسبب الموقف إللي هي فيه:"حاضر."
عمر قفل المكالمة مع صابرين وضحك ضحكة خفيفة وهو بيبص لشوق إللي واضح عليها الضيق الشديد ...
عمر بهمس:"عنيدة."
...............
شوق بإصرار:"يلا  قوليلي عامل كام؟"
صابرين:"يا مدام شوق قولتلك إنه ليكي ومن غير فلوس، وبعدين ده قصاد الجميل إللي حضرتك عملتيه ليا النهارد و......"
شوق وهي بتقاطعها:"ده مش جميل ده واجب عليا، وأكيد لو أنا حصلي كده إنتي أو غيرك كنتوا هتعملوا كده."
صابرين بتعب من المناهدة:"طب عشان خاطري إعتبريه هدية مني ليكي، بس أنا مش عاوزة حاجة قصاده، وأرجوكي روحي إدهنيه دلوقتي عشان ظهرك مايتعبكيش أكتر."
شوق سكتت شويه وهي بتبص لصابرين إللي خلاص التوتر ظهر عليها، بس إتنهدت وإتكلمت بهدوء ...
شوق:"المرة دي بس، عشان ما أردكيش، الرسول صلى الله عليه وسلم قال  " تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء"."
صابرين بإبتسامة:"عليه الصلاة والسلام."
شوق بإبتسامة:"وأنا حبيتك، وحبيتك أكتر لما هديتيني"
صابرين بإبتسامة:"ده شرف كبير  ليا طبعا، أنا كمان حبيتك يا مدام شوق."
شوق:"مدام إيه بقا؟ إسمي شوق بس."
صابرين بإرتباك:"بس أ........."
شوق:"من غير بس، ناديني "شوق" وخلاص."
صابرين بهدوء:"حاضر يا شوق."
شوق بإبتسامة:"تمام يا حبيبتي، أسيبك بقا تشوفي شغلك، وشكرا بجد على الهدية حقيقي فرحتيني."
صابرين بإبتسامة وإرتياح:"العفو."
شوق مشيت خطوتين وبعدها رجعت لصابرين إللي إستغربت رجوعها وإتفاجأت بحضن شوق ليها ... شوق بعدت عنها وإبتسمتلها مرة تانية ومشيت وراحت للحمام عشان تدهن من الكريم ده ... عمر إتنهد بإرتياح وبعدها جه على باله إسلام قرر إنه يتصل بيه ..  إسلام كان قاعد في مكتبه وبيفكر في كذا حاجة ... ليه أمير يوافق على كده؟ وليه أمير يعمل كده في مامته؟ وليه عمه بيبصله البصه دي كإنه بيحذره من إنه يعمل حاجة معينه لدرجة إنه من ساعة مادخل مكتبه وهو مش عارف يعمل حاجة ولا يشتغل حتى ... طب ليه هي ضيفة عمه؟ إيه الصلة بينهم؟ .. قطع تفكيره صوت رنة تليفون المكتب ..
إسلام وهو بيرد:"ألو."
عمر بنبرة مبهمة:"تعالى عندي حالا."
إسلام بتنهيدة:"حاضر."
قفل المكالمة وقام من مكانه وراح لمكتب عمر .. دخل المكتب لقى عمر واقف ومديله ظهره ...
إسلام بهدوء:"عمي."
عمر لف وبصله بهدوء ...
إسلام بإستفسار:"حضرتك كنت عايزني في إيه؟"
عمر بإستفسار:"كنتوا بتتكلموا في إيه؟"
إسلام:"أنا بس كنت بسألها على حاجة و.........."
عمر وهو معقد حواجبه پغضب:"ماتستعبطش عليا يا إسلام، كنت بتتكلم مع شوق في إيه؟"
إستوعب إنه نطق إسمها بدون أي ألقاب .. إسلام إستغرب نطق عمر لإسمها بدون أي ألقاب كإنه متعود على نطق الإسم ده كتير.
إسلام بإستفسار:"تعرف والدة أمير منين ياعمي؟!!"
عمر سكت وماتكلمش وفضل يبصله كتير ..
إسلام بعدم فهم وبيسأل كذا سؤال بصوت مسموع:"حضرتك ساكت ليه؟ هو ده سر وماينفعش يتقال يعني ولا إيه؟؟َ! أنا حاسس إني في متاهه، إزاي والدة أمير تبقى ضيفتك ولما أمير كان هنا مكنش بينه وبين حضرتك أي صلة تعامل عادي، حضرتك كنت بتتعامل معاه كإنه واحد من الشركة، عمري ماشوفت معاملة خاصة مثلا، وحضرتك مارجعتش مصر من 27 سنة وراجع لسه الفترة دي، فحضرتك هتلحق تعرفها إزاي في الفترة دي؟؟"
عمر بتجاهل:"مش وقته الأسئلة دي دلوقتي، *عقد حواجبه وإتكلم پغضب* إنت هتكلم إبنها فعلا تقوله إنها هنا؟"
إسلام بهدوء:"حضرتك عرفت منين إننا كنا بنتكلم في كده؟"
عمر پغضب:"مش وقته السؤال ده دلوقتي، إنت هتكلمه؟"
إسلام بتنهيدة:"كنت هكلمه يا عمي بس عشان أعاتبه وأتخانق معاه، بس هي إترجتني وقالتلي ما أقولش أي حاجة لإنه مايعرفش حاجة، فقررت إني ماكلموش."
عمر ملامحه هديت وإبتسم إبتسامة خفيفة ..
عمر:"ماشي يا إسلام، إرجع لمكتبك."
إسلام وقف في مكانه ومتحركش ..
عمر بإستفسار:"واقف كده ليه؟"
إسلام:"مستني إجابة لأسئلتي كلها، حضرتك عرفت إللي إنت عايزه مني، وأنا عايز أعرف إجابة أسئلتي دي."
عمر بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"بعدين يا إسلام، كل حاجة وليها وقتها، يلا إرجع لمكتبك."
إسلام بصله لفترة بسيطة وبعدها خرج من المكتب ..
عمر بضحكة خفيفة بعد خروج إسلام:"إسماعيل رقم 2."
إتنهد تنهيدة بسيطة وعيونه جات على الشاشة .. وفي الوقت ده شوق دخلت الأوضة وقعدت فيها وحطت الكريم في شنطتها ومنتظرة أي حد يطلب منها حاجة تعملها وطبعا ماحدش هيطلب منها حاجة وهي طبعا معندهاش علم بكل ده ... عمر تابع شوق من خلال الشاشة وفي بعض الأحيان كانت سيرين بتروح تقعد معاها في الأوضة دي وبيتكلموا مع بعض في كلام كتير خاص بيهم، ده غير إن سيرين عزمتها على الأكل وده بعد رفض كبير جدا من شوق بس في الآخر وافقت، ولما شافهم هما الإتنين بياكلوا وخاصة شوق حس إنه شبع خلاص ... شاف لهفة وفرحة سيرين وهي مع شوق ولوهلة إتمنى لو كانت شوق هي مامت سيرين مش كلارا .. مر الوقت و جاء وقت خروج الجميع من الشركة عمر كان عنده علم إن شركة التنضيف جايه بعد ساعة فبلغ الأمن بمجيهم ... خرج من مكتبه وعيونه جات على سيرين إللي خرجت من مكبتها هي كمان إبتسملها بخفاء وهي ردتله الإبتسامة .. مشيوا هما الإتنين في نفس الإتجاه بس منفصلين ولما قربوا يخرجوا من الشركة شوق كانت بتبص في موبايلها وبتسبق بخطواتها شويه عشان تلحق تمشي بسرعة وتلحق ترجع البيت قبل ما أمير يعرف بعدم وجودها، عمر عيونه جات عليها وده لإنها كانت قريبه منهم، عيونها جات في عيونه للحظة وبعدها مشيت بسرعة وخرجت من الشركة وفي نفس الوقت بتحاول تتحكم في ۏجع ظهرها إللي قل شويه عن قبل كده ... إتمنى من جواه إنه يخليها تستنى عشان يقدر يوصلها ويتطمن عليها ... فاق على صوت وصول رسالة على موبايله ... بص للموبايل ...
سيرين:"بابي، أنا هوصل شوق إسبقني إنت."
كان بإيدة إنه يرفض بس إرتاح إنه هيطمن عليها عشان سيرين هتوصلها .... سيرين سبقت بخطواتها عن عمر وخرجت من الشركة ورا شوق ...
سيرين بصوت مسموع لشوق إللي بعدت بسرعة:"شوق إستنيني."
شوق وقفت وبصت لسيرين بإستفسار ...
سيرين وهي بتقرب منها:"تعالى إركبي معايا عشان هوصلك."
شوق بإبتسامة:"ربنا يباركلي فيكي ياحبيبتي، مالهوش لازمة، أنا يادوب هلحق أروح و......."
سيرين وهي بتقاطعها:"أرجوكي بس تعالي عشان أوصلك."
شوق:"أنا مش حابه أعطلك يا سيرين."
سيرين:"ولا تعطليني ولا حاجة أنا أصلا موراييش حاجة، يلا تعالي."
شوق إبتسمتلها تاني ومشيت معاها وركبوا عربية سيرين تحت عيون عمر إللي متابعهم بعيونه وهو راكب عربيته ... سيرين إتحركت بعربيتها وعمر إتحرك وراها ... وبيفكر في حاجات كتير تخص شوق ... يا ترى هي عايشه حياتها إزاي؟ يعرف من سيرين إنها مطلقة وإنها إتجوزت ڠصب عنها من زمان، بس الحاجة الأساسية بالنسباله هي إنها باعته مهما كانت أسبابها إيه، باقت ملك لغيره .. *ملامحه إتحولت للحزن الشديد* .. كانت مع واحد غيره .. واحد أخد منه شوق بعد ما هو حافظ عليها بإيده وأسنانه بصعوبه وده لإنه إنسان، وبسبب حالته زمان كان يبقى صعب إنه يتحكم في مشاعره بالشكل .. حبها وعشقها .. كانت هي النفس إللي بيتنفسه، كانت هي كل شئ ...  فاق لنفسه لما حس إنه بيحن ليها ... 
عمر لنفسه:"شوق صفحة وإتقفلت خلاص."
زود سرعة العربية وسبق عربية سيرين وإتحرك في إتجاه الفيلا ... شوق كانت بتبص للطريق بشرود بس فاقت على صوت سيرين ...
سيرين وهي مركزة في السواقة:"برده يا شوق مش راضيه ترجعي في كلامك؟"
شوق بتنهيدة:"بدأت حاجة يبقى يستحيل أرجع فيها."
سيرين:"بس أنا يا شوق ماقدرش أشوفك كده، أنا ممكن أقول لبابي كل حاجة والأمور بينكم تتحل."
شوق وهي بتبصلها بتحذير:"إياكي يا سيرين تعملي كده، سامعاني؟"
سيرين:"طب نفسي أعرف ليه إنتي رافضه؟ ليه ياشوق؟ أنا مش حابه أشوفك تعبانه بالشكل ده، ومش مرتاحة أصلا إني أشوفك كده."
شوق بهدوء:"رافضه عشان ماينفعش عمر يرجعلي أو يتعامل معايا شفقة، أنا عايزة عمر يحبني من تاني، أو على الأقل أجدد كل حاجة بينا، لإن إتبنى بينا حاجز، وهو إللي بناه وأنا بحاول أهد الحاجز ده، بلاش ياسيرين تبوظي كل حاجة أرجوكي."
سيرين بحزن:"بس انا مش قادرة أشوفك كده."
شوق بتنهيدة:"ماتقلقيش عليا أنا قدها."
سيرين بتنهيدة:"إللي يريحك يا شوق."
شوق إتنهدت تنهيدة بسيطة وبصت للطريق بشرود تاني وبتفكر في الموقف إللي حصل النهاردة وإللي وقعت فيه مع إسلام زميل إبنها ... لدرجة إنها فضلت طول اليوم تفكر فيه على الرغم من إن سيرين كانت بتحاول تشغلها بالكلام، كانت بتدعي ربنا من قلبها إنه مايقولش لأمير حاجة وكانت واثقه إنه مش هيقول بس كانت محتاجة تتطمن مش أكتر وفعلا كلامهم في المرة التانية مع بعض طمنها جدا ..
فلاش باك قبل خروج شوق من الشركة:
شوق خرجت من الاوضة إللي كانت فيها وراحت لصابرين إللي بتجهز شنطتها ...
شوق بإستفسار:"معلش ياحبيبتي، أنا آسفه إني بزعجك، بس ممكن أعرف مكتب أ/ إسلام إسماعيل؟"
صابرين بإبتسامة:"أكيد طبعا، ..........."
بدأت صابرين توصفلها مكتبه وشوق شكرتها وراحت لمكتب إسلام إللي كان بيجهز نفسه عشان يمشي ... خبطت خبطة بسيطة على باب المكتب وبعدها دخلت .. إسلام بص للي دخل المكتب بس إتنهد لما شافها قدامه ... شوق كانت واقفه محرجة منه ومش عارفة تقول إيه ...
إسلام:"إتفضلي، حضرتك عايزاني في حاجة؟"
شوق أخدت نفس عميق و قررت تتكلم ..
شوق:"أيوه، بالنسبة لأمير أن......."
إسلام بهدوء وهو بيقاطعها:"ماتقلقيش مش هكلمه ولا هقوله إن حضرتك هنا."
شوق إبتسمتله إبتسامة خفيفة وقلبها إرتاح بسبب كلامه ده ...
شوق بإمتنان:أنا مش عارفة أقولك إيه بجد، بس شكرا."
إسلام بإبتسامة:"ماتشكرنيش على حاجة، أنا آسف على إللي حصل مني النهاردة، حضرتك والدة أمير زميلي وصديقي إللي إتعامل معايا كإني أخوه بالظبط، لو إحتجتي أي حاجة أنا موجود، إعتبريني أمير إطلبي مني كل إللي إنتي عايزاه."
شوق وهي بتبص في عيونه:"ربنا يبارك فيك يابني، ويفرح أهلك بيك."
إسلام بإبتسامة:"إيه الدعوات الجميلة دي، اللهم آمين."
شوق:"أستأذن انا بقى عشان متأخرة."
إسلام:"إتفضلي."
..............
في الوقت الحالي:
شوق إتنهدت تنهيدة بسيطة وسرحت في عمر وبتسأل نفسها تعمل إيه عشان يرجعلها؟ ... بس إللي مطمنها شويه إن عمر ده هو نفسه عمر حبيبها .. ناقص بس إنه يعترفلها  بحبه .. إبتسمت إبتسامة عاشقة لما إفتكرت غضبه منها النهاردة .. 
شوق بتمتمة:"لسه زي مانت، ماتغيرتش أبدا يا عمر."
بمرور الوقت .. سيرين وقفت بعربيتها قبل الحارة والحزن كان واضح في عيونها بشكل كبير جدا وده لإنها كانت بتفتكر ذكرياتها طول الطريق هي وأمير ومن شدة الحزن ماقدرتش تكمل وتدخل الحارة وإكتفت بالمكان ده .. شوق لاحظت الحزن في ملامح سيرين وإنها بتبص قدامها بشرود .. شوق إتنهدت بحزن ومش عارفة تقول إيه أو تعملها إيه، لإن أمير هو السبب في إللي هما وصلوله ده، لكن سيرين كانت السبب الأساسي في ده، بس كفايه عليهاإللي هي عايشاه، كفاية عليها العڈاب ده، ماينفعش تعيش في عڈاب الحب ده كتير  .. سيرين عيونها جات في عيون شوق وماقدرتش تمسك نفسها أكتر من كده وبدأت تبكي .. شوق ضمتها لحضنها وبدأت تطبطب عليها ... 
سيرين پقهرة وهي في حضنها:"وحشني."
شوق دموعها نزلت على حالة سيرين ..
شوق بدموع:"ربنا يريح بالك يا حبيبتي ويطمنك."
سيرين فضلت تبكي في حضنها لفترة بس بعدها خرجت من حضنها وحاولت تهدى ...
شوق بحزن وهي بتمسح دموع سيرين:"ماتعيطيش ياحبيبتي، هترجعوا لبعض صدقيني، أمير بيحبك بجد."
سيرين بشهقات خفيفة:"إقفلي الموضوع يا شوق، خلاص *بكت تاني* إحنا إنتهينا."
شوق بحزن وهي بتطبطب عليها:"ربنا يهديكم ويصلح حالكم، خليكي قويه يا سيرين."
سيرين پبكاء:"ڠصب عني ياشوق، كل مابحاول أنساه بفتكره وبشوفه حواليا في كل مكان، ده أول إنسان أنا حبيته بعد حبي لبابي، كنت بحس مع أمير بمشاعر غريبة أول مرة أحس بيها أصلا، خلاص كل حاجة بالنسبالي كانت عبارة عن إن أنا وأمير هنتخطب وهنتجوز ونبني عيله، بس أنا خسرته، أيوه أنا خسرته بغبائي."
بكت بشدة ...
شوق:" يا حبيبتي ماتقوليش كده على نفسك، هو الفكرة إن ده قرارك إنتي وإنتي أصلا ماكنتيش تعرفيه قبلها، يعني إنتي جايه الشركة على أساس إنك واحدة عادية زيك زي أي موظفة في الشركة دي، يعني  مكنش في نية جواكي بإنك تكذبي عليه خالص."
سيرين وهي بتمسح دموعها:"بس حصل إللي حصل خلاص، وأنا وهو إنتهينا."
شوق:"لا مافيش الكلام ده قولتلك أمير محتاج وقت، هيرجعلك يا سيرين."
سيرين إتنهدت ومردتش على شوق لما قالتلها كده ... 
شوق بتنهيدة:"سكوتك ده معناه إنك مش متقبله كلامي، أو مش مصدقاني، بس صدقيني ده إبني أنا، إللي ماليش غيره، *كملت بمرح* وأنا أهوه وإنتي أهوه إن مجالكيش بعد فترة وقالك إنه بيحبك وخلاص الموضوع عدا يبقى مابقاش أنا شوق."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة  على طريقة كلام شوق ..
شوق بإبتسامة:"أيوه كده إضحكي، الدنيا مش مستاهلة."
سيرين:"أخرتك يا شوق، تعبتك معايا."
شوق:"تعبك راحة يا حبيبة قلبي، خدي بالك من نفسك، *كملت بمرح* ألحق أنزل بقا قبل ما أمير يروح البيت ومايلاقينيش." 
سيرين بضحكة خفيفة:"إتفضلي."
شوق حضنتها وفتحت باب العربية ولسه هتنزل منها ...
سيرين بإرتباك وصوت متحشرج:"شوق."
شوق بصتلها بإستفسار ..
سيرين وهي بتبصلها:"أنا عيد ميلادي بكرة."
شوق إندهشت وده لإنها مكانتش تعرف بعيد ميلاد سيرين ...
شوق بفرحة وهي بتحضنها:"كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبتي."
سيرين بإبتسامة:"وإنتي طيبة يا شوق."
شوق وهي بتمسك وشها بين إيديها:"ربنا يسعدك ياحبيبة قلبي، ويفرحك."
سيرين:"آمين."
شوق كان نفسها تسألها سؤال بس ماحبتش تتقل عليها ألا وهو "هل أمير يعرف عيد ميلادها؟" ..
شوق بإستفسار:"مش هتعوزي مني حاجة؟"
سيرين:"سلامتك يا شوق."
شوق بحنان أمومي:"الله يسلمك يا قلب شوق."
شوق نزلت من العربية وإبتسمت لسيرين مرة أخيرة وبعدها دخلت الحارة  بخطوات سريعة وفي نفس الوقت بتحاول تتحكم في ۏجع ظهرها ... سيرين أخدت نفس عميق وبعدها بدأت تتحرك ... شوق طلعت على شقتها بسرعة وقررت تاخد دوش عشان الإرهاق مايبقاش واضح عليها .. دخلت الحمام وشغلت الدوش .. بدأت تفكر في اليوم ده .. كان يوم ملئ بالأحداث .. بس أهمهم كان تعامل عمر معاها .. عمر حبيبها إللي هي تعرفه .... في الوقت ده أمير دخل الشقة وأول أما قفل الباب بدأ يدور بعيونه على شوق ... لسه هيروح نحية المطبخ سمع صوت الدوش شغال في الحمام إتنهد بإرتياح وبدأ يجهز الاكل ... بعد مرور فترة بسيطة .. شوق خرجت من الحمام وهي لابسه جلابية بيتي و بتنشف شعرها وإتفاجأت بأمير إللي خارج من المطبخ ...
شوق بشهقة:"خضتني."
أمير بضحكة خفيفة:"مش للدرجادي، مانتي عارفة إني ببقى هنا في الوقت ده."
شوق بتنهيدة:"عموما، حمدالله على سلامتك ياحبيبي."
أمير وهو بيبوس راسها:"الله يسلمك يا ماما."
شوق بإبتسامة وهي بتبص في عيونه:"يلا إدخل خد دوش إنت كمان على ما أجهز الأكل."
أمير:"مش محتاجة تجهزي حاجة، كله موجود قدامك أهوه، إستنيني بس 10 دقايق وهجيلك ناكل مع بعض ماشي؟"
شوق بإبتسامة حنونة:"ماشي يا  حبيبي."
أمير دخل الحمام ... وشوق إتنهدت بإرتياح وده لإنها أخفت ملامح الإرهاق بتاعة اليوم كله، مشيت ببطئ وهي حاطة إيديها على ظهرها وقعدت على الكرسي وإنتظرته وبتفكر في حاجات كتير هي ناوية تتكلم فيها مع أمير ...
..................................
سيرين دخلت الفيلا وهي حزينة جدا على حالها عيونها جات على عمر إللي بيقرب منها بملامح كلها قلق ...
عمر:"مالك فيكي إيه؟"
سيرين:"مرهقة شويه محتاجة أنام يا بابي."
عمر بإستفسار:"طب مش هنتعشى سوا؟"
سيرين:"نتعشى بعدين، أنا محتاجة أنام دلوقتي حتى لو ساعة."
عمر بهدوء:"طيب يا حبيبتي، إطلعي نامي." 
إبتسمتله إبتسامة خفيفة وهو باس راسها وبعدها طلعت لأوضتها وبدأت تغير هدومها ... عمر إتنهد بحزن بسبب حالة سيرين إللي واجعه قلبه ومش عارف يعملها إيه ... كانت كل طلباتها مجابة من صغرها، لكن دلوقتي مش عارف يجيبلها إللي هي عايزاه  .. لإن ده مش شئ مادي، ده شخص .. نفخ بضيق وقعد يفكر مع نفسه وإبتسم ...
عمر بتفكير:"يمكن بكرة مزاجها يتحسن شويه، سيرين كانت بتستنى عيد ميلادها دايمًا في كل سنة، أكيد هتبقى مبسوطة."
أخد نفس عميق وراح للمطبخ وبدأ يحضر عشاء خفيف ليهم هما الإتنين ...
.............................
شوق كانت قاعده مع أمير بعد الأكل وبتبصله بهدوء وهو ملاحظ نظراتها  بس متجاهل النظرات دي لإنه فاهمها كويس جدا ..
شوق:"أمير."
أمير بتنهيدة وهو بيبصلها:"نعم يا شوق؟"
شوق بإبتسامة:"تعرف يا أمير إني نفسي أفرح بيك أوي."
أمير:"عارف."
شوق بإبتسامة:"طب ماتفرحني بيك بقا."
أمير:"إدعيلي أنجح في حياتي وفي شغلي وهنا هتكوني فرحتي بيا أوي."
شوق بزهق:"يوووووووووه يا أمير، قصدي أفرح بيك يعني أشوفك عريس مثلا."
أمير:"خيالك واسع أوي يا شوق."
شوق:"لا يا حبيبي، دي سنة الحياة، إن الواحد يتجوز يعني."
أمير بتنهيدة وهو بيبص قدامه:"مش عايز."
شوق:"حد يرفض نعمة ربنا؟"
أمير بهدوء:"ماقدرش، بس مش وقته الموضوع ده."
شوق بإستفسار:"أومال وقته إمتى يا حبيبي؟ *إتكلمت بحزن* إمتى أفرح بيك وآخد بنتك في حضڼي."
أمير ضحك ضحكة خفيفة ..
شوق بإستغراب:"بتضحك على إيه؟"
أمير وهو بيبصلها:"عشان إنتي نفسك في بنت يا شوق لحد دلوقتي."
شوق بإبتسامة وهي بتبص في عيونه:"نفسي فيها فعلا، بس حطيت أملي عليك، يعني نفسي تكون بنتك إنت، حفيدتي أنا، حفيدة شوق."
أمير بتنهيدة:"ربنا يسهل."
شوق:"إن شاء الله."
سكتت شويه وبتفكر تفتح الموضوع إزاي لحد ما قررت .. يحصل زي مايحصل ..
شوق:"أمير."
أمير بإستفسار وهو بيبصلها:"نعم يا شوق؟"
شوق بهدوء:"بالنسبة لسيرين أنا بس كنت عايزة أكلمك في موضوعكم و....................."
أمير پغضب شديد وهو بيقاطعها:"إياكي يا شوق، إياكي تجيبي سيرتها تاني إنتي فاهمة؟ إياكي تخليني أخسر ثقتي فيكي، لو بس عرفت إنك كلمتيها أو إتعاملتي معاها يبقى مش هتشوفيني تاني."
شوق بهدوء:"بس....."
أمير پغضب:"من غير بس، شوفي إنتي حابه إيه؟ وبعدين مش إحنا قفلنا الموضوع ده؟ بتفتحيه تاني ليه؟"
شوق برجاء:"إهدي يا أمير، عشان خاطري."
أمير پغضب مكتوم:"أنا داخل أوضتي، محتاج أبقى لوحدي شويه."
شوق:"حاضر يا حبيبي، المهم متكونش زعلان مني."
أمير بهدوء:"مش زعلان منك ياشوق، أنا بس إتخنقت فمحتاج أرتاح."
شوق:"حاضر، إتفضل ياحبيبي."
دخل أوضته وقفل الباب وقعد على سريره وبيحاول يهدى .... شوق حست إن كل حاجة حواليها متقفله ومش عارفه تعمل إيه أو تتصرف إزاي، نفسها يرجعوا لبعض، نفسها الأمور تتصلح مابينهم، لكن أمير ماسكها من إيديها إللي بتوجعها لإنها لو نطقت حرف كمان هيمشي ويسيبها فعلا وهي مش قادرة على بعده .
شوق بحزن:"توكلت عليك يا رب."
........................
عمر دخل أوضة سيرين إللي كانت نايمة على سريرها بهدوء وبدأ يصحيها ...
عمر:"سيري."
سيرين فتحت عيونها الحزينة إللي جات في عيون باباها ..
عمر بحزن خافي من ملامحها:"يلا يا روحي قومي عشان تاكلي، أنا عملت عشاء لينا."
قامت بهدوء من على سريرها وبعدها قامت من مكانها، وهو خرج من الأوضة ونزل عشان ياكلوا على السُفرة وإستناها لحد ما هي نزلت ... فضلت ساكته مابتتكلمش وبتاكل بهدوء ومش بتبص في عيون باباها إللي قلقان عليها ...
عمر بقلق:"سيري."
بصتله بإستفسار ...
عمر بإستفسار:"إنتي كويسه؟"
سيرين بإبتسامة خفيفة:"بخير الحمدلله."
كملت أكلها في صمت وفي نفس الوقت عمر متضايق ومش عارف يعمل إيه بس مستني بكرة ده بفارغ الصبر على أمل إن مزاجها يتحسن شويه ....  قُربَ منتصف الليل .. أمير كان ماسك موبايله وبيبص لصورة سيرين بحزن .. في بينهم حاجز وهي السبب الأساسي فيه .. أهانت كرامته قدام نفسه قبل أي حد ... ډمرت كل أحلامه من جهتها .. ډمرت قلبه ووجعته ...  سمع صوت المنبة بيعمل تنبيه إن حل منتصف الليل ..
أمير بحزن وهو بيدقق في ملامحها:"كل سنة وإنتي طيبة يا سيرين."
قفل موبايله ونام على سريره .. أخد نفس عميق وحاول ينام وبالفعل نام ..... سيرين كانت پتبكي في الوقت ده على سريرها لإنها كانت متوقعة إنه هيكلمها ده غير إنها كانت فاتحة الواتس آب منتظرة منه أي حاجة لكنه ماتكلمش، المفروض إنه عارف عيد ميلادها إمتى لإنه كان في مرة سألها عنه وهي قالتله،  بس هو دلوقتي متصلش بيها، إتأكدت إنها خسرته للأبد ... عمر كان بيفكر في بنته إللي بيفكر إزاي يفرحها ومين إللي هيساعده بكده .. قعد يفكر كتير .. مين إللي هيساعده في إن سيرين تفرح؟ طب إيه إللي ناقص سيرين الفترة دي؟ إتنهد بضيق وده لإنه محتار ومش عارف يعمل إيه؟ ... شوق كانت قاعده على سريرها ومش جايلها نوم بسبب إنها بتفكر في كل حاجة تخصها من ناحية عمر وأمير  وسيرين لدرجة إنها نسيت الوقت وقعدت تفكر كتير وما أخدتش بالها من الوقت إللي عدا غير لما سمعت آذان الفجر ... إتنفضت في مكانها وده لإنها منامتش أصلا واليوم كده بالنسبالها هيبقى صعب جدا ...  قامت من مكانها وراحت الحمام عشان تتوضى وبالفعل إتوضت وخرجت من الحمام، إتفاجأت بأمير إللي واقف قدامها بعيونه إللي شبه مقفوله وشعره المبعثر...
شوق بشهقة:"خضتني."
أمير بنعاس:"إنتي صاحية ليه؟"
شوق بإحراج:"مكنش جايلي نوم."
أمير:"طب إنتي كويسه؟"
شوق:"بخير الحمدلله، يلا إدخل إتوضى وإنزل صلي في الجامع."
أمير بنعاس:"حاضر."
كانت لسه هتمشي ..
أمير:"شوق."
بصتله بإستفسار ...
أمير:"ماتزعليش مني ل ضايقتك بكلامي النهاردة."
شوق بحب وهي بتبص في عيونه:"إنت إبني يستحيل أزعل منك، ويلا إتوضى عشان تلحق الصلاة."
أمير بإبتسامة:"حاضر."
دخل الحمام وهي بدأت تصلي في أوضتها وهي قاعده على كرسي بسبب ۏجع ظهرها وده لإنها مش قاردة توطي ....
.........................
في الصباح الباكر:
شوق كانت قاعده بعيون شبه مقفوله على سريرها وبتحاول تفوق نفسها وفي نفس الوقت بتدهن الكريم على ظهرها .. وبعد ما خلصت جهزت هدومها بهدوء .. وبعدها خرجت من الأوضة وبدأت تجهز الفطار لأمير عشان ياخده ويمشي ... بمرور الوقت ... شوق نزلت من الشقة بعد ما أمير مشي وإتحركت للشركة وهي بتحاول تبقى فايقة وصاحية وبالفعل وصلت للشركة وإبتسمت لصابرين إللي مبتسمالها ..
صابرين بإبتسامة:"صباح الخير."
شوق بإبتسامة:"صباح النور، أخبارك إيه ياحبيبتي النهاردة؟"
صابرين:"الحمدلله بخير."
شوق:"طب الحمدلله، أروح أشوف شغلي بقا."
صابرين كانت لسه هتتكلم وتقولها إرتاحي قطع كلامها رنة موبايلها ردت على الموبايل .. شوق دخلت أوضة القسم بتاعها  ولبست الكمامة وبدأت تجهز المنظفات إللي هتنضف بيها وبالفعل خلصت ولسه هتبدأ تنضيف لقت إن الأرضية نضيفة جدا ومتلمعة، ده غير المكاتب مافيش عليها تراب ... 
شوق بإرتياح وفرحة:"الحمدلله، كويس عشان مش قادرة أصلا."
رجعت حطت كل الحاجات دي في المطبخ بس جه على بالها مكتب عمر إللي ماقربتش لمكتبه من ساعة ماجات، ممكن يكون محتاج تنضيف .. راحت لصابرين بسرعة ..
شوق بإستفسار:"هو البشمهندس عمر هييجي إمتى؟"
صابرين بإنشغال:"لسه قدامه حوالي ساعتين."
شوق بإرتياح:"طب كويس، شكرا."
صابرين بإنشغال:"العفو."
شوق قررت تشتغل فرصة إنه مش هيبقى موجود في المكتب في الوقت ده وقررت تنضفهوله ... دخلت المكتب وبالفعل لقته مش منظم نوعًا ما.. أخدت نفس عميق وبدأت تشتغل وتنضف في مكتب عمر بنعاس وتعب .. بعد مرور فترة بسيطة .. قعدت على كنبة في مكتب عمر بإرهاق ونعاس ده غير إنها مش شايفه قدامها .. محتاجة تنام بأي شكل من الأشكال .. بصت للكنبة الكبيرة إللي هي قاعدة عليها وحست إنها فعلا لازم ترتاح وتنام .. ماحستش بنفسها غير وهي بتفرد جسمها على الكنبة وأول أما سندت براسها على الكنبة دخلت في نوم عميييييق ... بعد مرور ساعتين ... عمر دخل الشركة وإبتسم لصابرين ..
صابرين بإبتسامة:"صباح الخير يا بشمهندس."
عمر:"صباح النور، أخبارك إيه النهاردة؟"
صابرين:"بخير الحمدلله."
عمر:"طب الحمدلله، *حمحم بإحراج* أومال فين مدام شوق؟"
صابرين بتفكير:"هو أنا كنت مشغوله من ساعة ماجيت بس هي أكيد في قسم البوفيه، ماتحركتش من مكانها لإني ماشوفتهاش من ساعة ما هي دخلت."
عمر:"تمام يا صابرين شكرا."
صابرين:"العفو يا بشمهندس."
وهو ماشي في طريقه للمكتب عدا من قدام قسم البوفيه وقف في مكانه ومحتار يدخل يطمن عليها ولا يتجاهلها .. إتنهد بضيق وقرر يروح لمكتبه ويتجاهلها وبالفعل راح لمكتبه وفتح الباب وإتفاجئ بإللي نايمة على كنبة في ركن أوضة المكتب ..
كان واقف مصډوم ومستغرب إيه إللي جابها هنا؟ ونايمه ليه؟ وأسألها كتير جات في باله بس نومها وهدوءها وسكونها خلاه يفتكر شكلها لما كانت بتسند راسها على رجله وبتنام .. شكلها في الماضي وهي نايمة ميختلفش عن شكلها حاليًا وهي في مكتبه دلوقتي .. إشتاقلها؟ إشتاقلها بشدة، إشتاق لكل حاجة خاصة بيها .. عشق الإنسانة إللي نايمة قدامة دي دلوقتي ... عشقها پجنون .. نظراته ليها حاليًا كانت عبارة عن حب ولهفة وإشتياق .. قرر إنه يقفل الباب بهدوء عشان ماتصحاش وبالفعل قفله ...
...........................................................................
آرائكم؟ توقعاتكم؟

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم / سارة بركات
الفصل السابع والعشرون

عمر كان بيبصلها بعشق كبير وهي نايمة ومش دريانه بأي حاجة حواليها، قرب منها بخطوات بطيئة وهادئة عشان ماتصحاش .. لما وصل نزل بركبته على الأرض بحيث يكون في نفس مستواها وهي نايمة، كانت نايمة على جنبها ووشها مقابل ليه .. فضل يتأملها بهدوء مبالغ فيه، كإنه بيحفظ ملامحها وبيقارنها بملامحها من 28 سنة، هي زي ماهي ماتغيرتش، دي شوقه، دي حبيبته .. تأملها كلها وهي نايمة من راسها لرجلها، دي شوق حبيبته، دي إلإنسانة إللي فضل يحبها سنين كتير وعاش مُخلص ليها، دي شوقه، حس إنه محتاج يلمسها، محتاج يحس بحبيبته زي زمان لما كانت بتسند راسها على رجله، عيونه جات على شفايفها مد إيده نحيتها ولسه هيملس عليها، إفتكر كلامها الغاضب لما كان بيلمسها في الفترة إللي فاتت دي "ماتلمسنيش"، سحب إيده بصعوبة بس مش قادر يقاوم وجودها، كفاية بُعدها عنه السنين دي كلها .. غمض عيونه بحزن وضيق من نفسه وده لإنه لسه بيحبها .. لسه مستنيها .. لسه عايزها .. قرب إيده تاني ناحيتها بس كان في فاصل بسيط بين جسمها وإيده وحاول يتخيل ملمسها .. مرر إيده في الهواء على طول جسمها وهو مغمض عيونه .. إبتسم لإنه تخيل ملمسها عامل إزاي .. فتح عيونه وبص لملامحها وهي نايمة وكان سامع صوت أنفاسها المنتظمة .. أنفاسها .. أنفاسها إللي وحشاه .. أنفاسها إللي حافظها زي إسمه .. قرب وشه من وشها بهدوء لحد ما المسافه بينهم قلت تمامًا، غمض عيونه لما أنفاسها جات على وشه .. قلبه دق بشدة لما بدأ يتنفس أنفاسها ... فضل على الحال ده لفترة مايعرفش قد إيه وبعدها بدأ يتنشق ريحتها المميزة إللي فضل حافظها عن ظهر قلب لمدة سنين .. ريحتها وهي صغير هي نفسها ريحتها وهي كبيرة .. مافيش حاجة إتغيرت فيها .. مافيش حاجة إتغيرت أبدًا .. نفسه يضمها لحضنه .. نفسه يطمن إنها معاه ومش مجرد خيال .. نفسه يبقى ليه الحق إنه يلمسها زي زمان .. *عيونه دمعت* نفسه يرجع سنين كتير عشان يلحقها قبل ما تبقى لغيره ... نفسه يرجعوا هما الإتنين زي زمان، لما هما الإتنين مكنش ليهم غير بعض، نفسه حبيبته ترجعله، ترجع لحضنه من تاني ... لو بس تصحى وتشوفه دلوقتي هتعرف قد إيه هو بيعشقها پجنون .. هتعرف قد إيه هو بېموت فيها .. قد إيه نفسه تبقى معاه وتكون ليه لوحده .. بيحاول يتحكم في مشاعره من ناحيتها بصعوبة زي ما كان بيحاول زي زمان .. بس إشتياقه ليها بيخليه يضعف أكتر .. بس قرر إنه لازم يفوق من لحظة الضعف إللي هو فيها دي .. بعد عنها وقام من على الأرض بهدوء وعدل هدومه وبدلته وراح لمكتبه وللأسف ماقدرش يبعد عيونه عنها مسك أغلب الملفات وبيحاول يقرأ فيها لكن عيونه مش قادرة تتحرك من عليها وهي نايمة ... رمى الملفات على المكتب بضيق وتأفف وقرر إنه لازم يصحيها لازم تمشي من قدامه وإلا مش هيحصل خير .. مسك ملف وقام من مكانه ووقف قدامها ورسم على وشه ملامح الجمود وبدأ يخبط عليها وهي نايمة بالملف إللي في إيده .. شوق إنزعجت أثناء نومها بنفس الشكل إللي كانت بتبقى عليه لما عمر كان بيصحيها من النوم زمان، بلع ريقه بتوتر بس صمم إنه يصحيها ...

عمر وهو معقد حواجبه:"إصحي."

شوق بنعاس وإبتسامة عاشقة وهي مغمضة عيونها:" عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية."

عمر بقدرة تحمل ضعيفة وهو معقد حواجبه:"بقولك إصحي يا شوق."

فتحت عيونها بنعاس شديد بس برقت پصدمة لما عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها وهو معقد حواجبه .. إتنفضت وقامت من مكانها بسرعة وعدلت هدومها وحجابها، وبصت في الأرض بتوتر شديد ...

شوق بتوتر ونعاس:"أنا آسفة جدًا، أنا معرفش أنا نمت هنا إزاي؟ أنا بس ماكنتش نمت كويس وكنت بنضف هنا و .........."

عمر بهدوء وهوبيقاطعها:"شركتي مش للنوم يا مدام شوق، ومادام إنتي مانمتيش كويس، إيه إللي جابك؟"

شوق رفعت راسها وبصت في عيونه بعيون حمراء ناعسه .. بس كان الرد ظاهر في عيونها وده لإنها بتبصله بحب .. عمر كان بيبص في عيونها وبيحاول يتحكم في ضربات قلبه، بس ماعرفش، نظرتها ليه بتسحبه وبتخطف أنفاسه، بتخليه يضعف وخاصة بشكلها ده .. نظرة عيونه كانت هتتغير لنظرات كلها حب بس إتحكم في مشاعره وبِعِد عنها بخطوات بسيطة ده غير إنه بِعِد عيونه عن عيونها..

عمر بملامح خالية من أي تعبير:"مش مهم السؤال ده، تقدري تخرجي من هنا بما إنك خلصتي."

رجع لمكتبه ولبس نظارته النظر ومسك بعض الملفات وعمل نفسه مشغول بقرائتهم ... شوق إتنهدت بحزن وراحت للركن إللي كانت حاطه فيه أدوات التنظيف ووطت عشان تجمعهم مع بعض وتشيلهم .. عمر كان متابعها بطرف عيونه وهي بتجيب أدوات التنظيف إتنهد بضيق وده لإنها عنيدة وبرده مصممه تنضف .. عيونه جات على أسفل ظهرها .. قامت من مكانها وإتعدلت ومش واخدة بالها من عمر إللي بيبص على أسفل ظهرها وهي رايحة ناحية باب المكتب .. شوق إفتكرت حاجة ولفت عشان تكلم عمر .. لقته بيبص على حاجة ناحيتها حاولت تشوف هو بيبص فين ... وفجأه وشها إحمر جدا لما إستوعبت هو بيبص فين .. عمر إستغرب إنها وقفت في مكانها رفع عيونه إللي جات في عيونها إللي بتبصلها بإحراج ووجه محمر .. عمر حمحم بإحراج وبص للملف إللي في إيده ومثل إنه مشغول تاني .. وشوق فضلت واقفه في مكانها وبتحاول تستوعب إللي حصل .. بس بررت إنها أكيد فاهمة غلط .. فاقت على صوته ...

عمر بإنشغال:"واقفه ليه؟"

شوق بتوتر:"هي سيرين جات؟"

عمر بإنشغال:"لا."

شوق بقلق وإستفسار:"مجتش ليه؟ سيرين مالها؟ فيها إيه؟"

رفع عيونه من على الملف إللي في إيده وشاف قلقها وخۏفها على بنته ...

عمر وهو بيبص في عيونها إللي كلها قلق على بنته:"مافيهاش حاجة، هي كويسه، أنا إللي أقنعتها ماتجيش."

شوق إتنهدت بإرتياح وإبتسمت، عمر رجع بص للملف تاني وبيحاول على قد مايقدر يتجاهل إبتسامتها إللي بتضعفه ... شوق كانت لسه هتمشي قررت تسأله سؤال ..

شوق بإستفسار:"ليه أقنعتها ماتجيش؟"

عمر بإنشغال:"عشان ورايا كذا حاجة أعملها وعلى أساسه مش عايزها تيجي و تعرف إني.........*إستوعب إنه بيبررلها وبصلها بضيق* وإنتي مالك أصلا؟"

شوق زعلت من طريقته دي .. كانت محتاجة تتطمن على سيرين مش أكتر .. مشيت من قدامه بسرعة وخرجت من المكتب بتاعه ... بعد خروجها عمر رمى الملف إلي في إيده على المكتب وإتنهد بإرتياح لإنها خرجت .. طول ماهي معاه بيحس إنه محتاح يضمها لحضنه، بيضعف جدا طول ماهي قدامه، نفخ بضيق بسبب إنه مابقاش عارف يكرهها ولا بقى قادر يعاقبها . بقى ضعيف وده لمجرد إنها نامت في مكتبه بنفس الشكل إللي كانت بتنام فيه من سنين وهي سانده راسها على رجله .. إتنهد بضيق وقرر إنه لازم يشيلها من دماغه لإنه مش هيكسب من وراها غير ۏجع القلب .. وبدأ يفكر في سيرين إللي أقنعها بصعوبه إنها تقعد في البيت عشان يقدر يفكر ويخطط براحته هو ناويلها على إيه .... شوق دخلت المكان إللي بترتاح فيه وقعدت على كرسي، وكانت ملامحها حزينة كالمعتاد بسبب طريقة كلام عمر معاها ... إتنهدت بتعب وسندت براسها على الحيطة إللي وراها وبتفكر .. إمتى هيعترف إنه لسه بيحبها وإنه لسه عايزها تكون حلاله، نظراته ليها ڤاضحاه .. بس ليه مش راضي يعترف؟ نفخت بضيق وفي نفس الوقت بتحاول تقاوم النعاس وده لإنها منامتش كتير ... عقدت حواجبها وبصت في الوقت ... لقت إن الظهر عدا عليه كتير ... إستغربت إنها نامت كتير .. وإزاي عمر جه دلوقتي وصابرين كانت قايله إنه هييجي بعد ساعتين من ساعة ما جات الشركة .. هل هو سابها تنام في مكتبه؟ ولا هو جه متأخر؟؟ ..

شوق بتمتمة:"أكيد جه متأخر."

قامت من مكانها وخرجت من الأوضة وراحت للحمام عشان تتوضى لصلاة الظهر ...

................................

سيرين كانت قاعدة على سريرها وملامحها حزينة بسبب إن أمير مابعتلهاش رسالة لحد دلوقتي، وحمدت ربنا إنها مراحتش الشركة مع باباها وده لإنها مش هتقدر تركز في أي حاجة .. إتنهدت بحزن وفتحت الواتس آب تاني بس مجاش برده أي رسالة من أمير ... عيونها جات على الشات بتاع محمد، وإللي كان عبارة عن رسالة كبيرة جدا المستفاد منها إنه بيهنيها بيوم ميلادها وفرحان بيها عشان كبرت سنة كمان ... إللي زعلها أكتر إن الرسالة دي جات في الوقت إللي هي كانت محتاجة أمير يكلمها فيه ... جابت صورة أمير من على موبايلها وبدأت تتأمله بهدوء .. حاولت تبررله غيابه وإنه مكلمهاش .. يمكن يكون مشغول؟ يمكن يكون نسي بس أكيد لسه بيحبها وفي بينهم عشرة وعشم .. إبتسمت لمبررلها ليه ده، أكيد مشغول ونسي ميعاد عيد ميلادها، أكيد ماتهونش عليه مهما يحصل بينهم .. أكيد لسه بيحبها، أكيد مستعد يسامحها لو هي بدأت بالصلح بينهم هما الإتنين، أو لو هي قامت بالخطوة دي .. أخدت نفس عميق وحاولت تهدي ضربات قلبها، لإنها قررت تتصل بيه .. بلعت ريقها بإرتباك وفتحت شاشة المكالمات وجابت رقمه قدامها .. كانت مرتبكة ومحتارة تتصل بيه ولا لا .. بس أكيد لازم تقوم بالخطوة الاولى، أكيد الأمور بينهم هتتصلح ... غمضت عيونها وضغطت على أيقونة الإتصال وبعدها فتحتها بلعت ريقها پخوف لما سمعت صوت رنين .. أمير كان قاعد مشغول في مكتبه ومركز في الملفات إللي قدامه وبيكتب كذا حاجة وموبايله كان موجود جنبه على المكتب ... فاق من إللي هو فيه لما سمع صوت موبايله بيرن، أخده من جنبه بإنشغال ورد من غير مايبص لشاشة الموبايل ...

أمير بإنشغال:"السلام عليكم."

سيرين كتمت أنفاسها لما سمعت صوته ... وحاولت تتحكم في ضربات قلبها ...

أمير بإنشغال:"ألو."

إستغرب السكوت بِعِد الموبايل عن عيونه عشان يشوف مين، إتفاجئ لما لقى إسم سيرين قدامه على الشاشة ... قلبه دق بشدة و وإرتبك وده لإنه إتفاجئ بإتصالها، ساب القلم إللي كان في إيده وأخد نفس عميق وإتحكم في مشاعره وحط الموبايل على ودنه بهدوء وبدأ يتكلم بصوت يخلو من أي مشاعر ...

أمير:"نعم؟"

سيرين بهدوء:"إزيك يا أمير؟"

أمير:"أنا بخير الحمدلله، إنتي أخبارك إيه؟"

سيرين بإبتسامة من تجاوبه معاها في الكلام:"أنا بخير الحمدلله، طمني عليك وعلى شوق."

أمير بملامح خالية من أي مشاعر:"إحنا كويسين."

سيرين بتنهيدة:"طب كويس."

سكتت شويه ومحتارة تتكلم في إيه ..

أمير بشرود:"مش هتعوزي حاجة ياسيرين؟ أنا هقفل، شكرا على إتصالك."

قفل المكالمة من غير مايستنى رد منها ... سيرين إتصدمت من رد فعله إللي مكنش متوقع .. مكانتش متوقعه إنه هيقفل معاها بالسرعة دي .. حست إن كرامتها وجعتها جدا، وجعتها بشكل كبير .. إتكسرت منه بدل المرة مرتين ... دموعها نزلت وبدأت تبكي پقهرة من تاني ... ندمت جدا .. وإتمنت إنها مكانتش إتصلت بيه ولا كانت أخدت القرار ده أبدًا ...

.............................

في شركة (OŜ):

عمر وهو بيتكلم في الموبايل:"بالظبط يا إسماعيل، مش عايزها تحس بأي حاجة، وفي نفس الوقت أنا مش عارف أعمل إيه؟"

إسماعيل:"ماهو زي ماتفقنا بقا، أنا هخلي عفاف تعمل الأكل إللي سيرين بتحبه من إيديها وهخليها تجهز كل حاجة لحفلة عيد ميلادها وإحنا كده كده هنجيلكم علطول ونفاجئها."

عمر بإبتسامة:"أنا مش عارف أقولك إيه بجد، ربنا يباركلي فيكم."

إسماعيل:"إنت أخويا ماتقولش كده، وبالنسبة بقا لتعمل إيه دي فمش عارف بصراحة محتار."

عمر بتنهيدة:"أنا تقريبا جبتلها كل الهدايا إللي ممكن تتجاب من صغرها لحد دلوقتي."

إسماعيل بتفكير:"زي إيه؟"

عمر:"كل حاجة يا إسماعيل، كل حاجة أي بنت ممكن تستخدمها، أنا مش عارف أجيب إيه جديد تاني؟"

إسماعيل بتفكير:"إيه جديد يتجاب؟؟ أو إيه إللي ممكن يفرحها أوي؟"

عمر بتنهيدة وهو بيرجع بجسمه لورا على الكرسي وبيغمض عيونه بتفكير ...

إسماعيل بإبتسامة:"لقيتها."

عمر بإستفسار:"إيه هي؟"

إسماعيل:"مش سيرين لسه متحجبة بقالها فترة بسيطة؟"

عمر:"أيوه."

إسماعيل بإستفسار:"إنت جبتلها لبس محجبات؟؟"

عمر بتفكير وهو معقد حواجبه:"هي عموما عندها، جابت لنفسها من وقتها."

إسماعيل:"بس هي بتلبس لسه بناطيل وعلى ما أعتقد إنها كان نفسها تلبس فساتين، هي كانت قايله ده قبل كده لعفاف."

عمر بتفكير:"تصدق فكرة حلوة، بس إزاي هجيبلها لبس محجبات؟ محتاجها تقيس اللبس قدامي."

إسماعيل بتنهيدة:"صدقني مش عارف."

عمر:"تمام، بص هفكر كده وأشوف وأبلغك."

إسماعيل:"تمام، وأنا هتابع معاك وبلغني بالجديد."

عمر:"تسلم يا سُمعه."

إسماعيل ضحك ضحكة خفيفة وقفل المكالمة مع عمر إللي قعد يفكر مع نفسه ...

عمر:"لبس محجبات؟ طب هجيبلها إزاي لبس محجبات وأنا مابفهمش فيهم؟"

حاول يفكر كتير بس ملقاش الحل ... وحاول يفكر في حاجة تانية ..

عمر بتنهيدة:"طب إيه إللي يفرح سيرين أوي في يوم عيد ميلادها ويخليها بتضحك مثلا؟؟"

قعد يفكر كتير في إيه إللي ممكن يفرح بنته جدا وينسيها حزنها في يوم زي ده .. لحد ماجه على باله أمير ... عقد حواجبه بضيق وشاله من دماغه وحاول يفكر في حل تاني بس ملقاش ومافيش قدامه غير أمير هو الحل لسعادة بنته .. عمر هز رجله بضيق لإنه حاليا في حيرة كبيرة، يختار كبريائه وغيرته على بنته وحبه ليها ولا يختار سعادة بنته وفرحتها وضحكتها .. قعد فترة يفكر ويقارن إيه القرار الصح إللي هو يقدر ياخده عشان يقدر يساعد بنته في يوم زي ده .... لحد ما قرر بصعوبة إنه يتنازل عن كبريائه، ويكلم أمير ... نفخ بضيق ومسك تليفون المكتب وبدأ يعمل مكالمة ...

صابرين:"ألو."

عمر:"أيوه يا صابرين، معلش كنت عايز رقم الشاب إللي كان بيشتغل هنا عندنا في قسم الإدارة، أمير مجدي، هل هو معاكي؟"

كان بيتمنى من جواه إنها تقوله إن الرقم مش معاها بس إتنهد بخيبة أمل لما سمعها ..

صابرين:" أيوه معايا يا بشمهندس."

عمر:"طيب هاتيهولي."

صابرين:"تمام."

عمر قفل معاها وهو بينفخ بضيق وتوتر وإرتباك ومش مصدق إنه هيتنازل عن كبريائه ويكلم إبن شوق.. زفر پغضب لإنه مازال مش مقتنع إنها عندها إبن .. أمير هو الشخص الوحيد إللي وجوده بيفكره كل شويه إن شوق باعته وإتحوزت واحد تاني ... صابرين خبطت خبطة بسيطة ودخلت المكتب وقدمتله رقم أمير ..

عمر بإبتسامة:"شكرا يا صابرين."

صابرين:"العفو يا بشمهندس."

خرجت من المكتب وعمر بص لرقم أمير وحاول يتحكم في غضبه وفي نفس الوقت بيفكر نفسه بإن كل إللي هيعمله ده عشان خاطر بنته .. مسك موبايله وبدأ ينقل الرقم وبعدها بدأ يتصل بأمير ... أمير كان قاعد متضايق بعد ماقفل مع سيرين ومش عارف يشتغل بسبب إنه سمع صوتها إللي وحشه جدا بس للأسف مبقاش قادر يبقى معاها من تاني .. إمكانية وجود شئ بينهم باقت معډومة خلاص ... فاق من تفكيره على صوت رنة موبايله ... بص لشاشة الموبايل إللي قدامه لقاه رقم غريب مسك الموبايل ورد ..

أمير:"السلام عليكم."

؟؟ بهدوء:"وعليكم السلام."

أمير حس إنه سمع الصوت ده قبل كده ..

أمير بإستفسار:"مين معايا؟"

؟؟:"عمر راضي."

أمير عقد حواجبه لما سمع إسمه ...

أمير بضيق:"عايز إيه إنت كمان؟"

عمر بهدوء مصطنع:"كنت محتاجك في حاجة تخص سيرين، عيد ميلادها النهاردة وكنت عايز أصلح الأمور *بلع ريقه بصعوبة* بينكم إنتوا الإتنين."

أمير بضحك:"وهي إللي قالتلك تكلمني صح؟"

عمر إستغرب كلامه ...

أمير بلامبالاة:"عموما هي عارفه ردي من قبل ما أتكلم."

عمر وهو بيحاول يتحكم في غضبه إللي بيكبر جواه من ناحية أمير:"أنا ساكتلك من ساعة مابدأت المكالمة، لاحظ أسلوبك في كلامك معايا، أنا عامل خاطر لبنتي وساكت ومابتكلمش."

أمير پغضب وهو بيخرج كل إللي جواه:"وأنا بطلب منك إنت وبنتك تبعدوا عن طريقي أنا ووالدتي ومش عايز أشوفكم و لا أعرف عنكم أي حاجة ولا حتى تعرفوا عننا حاجة، سيبونا في حالنا بقا، وإنت بالذات، كفاية إللي أمي عاشته بسببك قبل كده، وكفاية إللي أنا شوفته بسببك إنت كمان، إبعدوا عن طريقنا إحنا الإتنين، إحنا فينا إللي مكفينا بجد، *عيونه دمعت* والدتي شافت كتير بسببك و........"

أمير ماقدرش يكمل كلامه لإنه مابقاش قادر يتكلم خلاص .. قفل المكالمة ورزع الموبايل جنبه وحاول يتحكم في أعصابه ... إفتكر شوق لما كانت پتتعذب من باباه، إفتكر بكائها وحبستها فوق السطوح، إفتكر مرضها وتعبها .. وعلى الرغم من كل إللي هي مرت بيه .. مكانتش بتبطل تقول إسم عمر إللي كرهه من قبل مايشوفه أو يعرفه، كرهه لإنه شاغل تفكير مامته زيادة عن اللزوم، كرهه لإن مامته بتحبه أكتر منه .. مسك أعصابه بصعوبة وحاول يركز في شغله بس معرفش ...

......................

عمر بعد ما أمير قفل السكة في وشه كان مذهول من الحركة دي، ده غير إنه كان بيفكر في كلام أمير .. وبيسأل نفسه يا ترى إيه إللي حصل لشوق بسببه؟؟؟ ... وليه أمير بيكرهه بالشكل ده؟؟ .. مش فاهم حاجة خالص، ده غير إن أمير أهانه وده لإنه قفل السكة في وشه .. عمر إتنهد پغضب من التصرف والأسلوب ده ... رجع يفكر تاني في شوق وسأل نفسه .. يا ترى إيه إللي حصلها؟؟؟ .. وفي نفس الوقت حس إنه إشتاقلها جدا وده لإنها غابت عن عيونه ساعة قرر إنه يفتح شاشة المراقبة ويشوفها ... فتح شاشة المراقبة وعيونه جات على شوق إللي قاعدة على الكرسي وسانده براسها على الحائط وبتبص قدامها بشرود .. فضل يتأمل ملامحها إللي مشتاقلها وفي نفس الوقت بيدور أسألة في باله خاصة بيها ...

عيونه جات على هدومها إللي كانت عبارة عن عباءة بس شكلها يدي كإنها فستان، ده غير طبعا حجابها إللي لايق بشكل خلاب على العباءة إللي هي لابساها .. فضل يبصلها ويتأملها كتير في هيئتها دي وبعدها إستوعب حاجة مهمة جدا ...

عمر بإستيعاب:"إزاي راحت من على بالي."

جه على باله إنه ياخد شوق معاه وتساعده في إنه يجيب ملابس محجبات لسيرين .. بس عقد حواجبه بضيق بسبب إن إبنها إللي لسه مزعقله ومش عارف يعمل إيه .. كرامته واجعاه أوي من ناحية شوق وإبنها ومتضايق جدا بسبب إنه متكتف ومش عارف يعمل إيه .. فضل يفكر بحيرة كبيرة لحد ما قرر ..

عمر بتنهيدة:"أه لو تعرفي يا سيرين عن كم التنازلات إللي حصلت النهاردة كنتى هتقولي إن دي هديتك، ماشي."

أخد نفس عميق وعمل مكالمة ..

صابرين:"ألو."

عمر:"أيوه يا صابرين، معلش ممكن تخلى مدام شوق تجيلي على مكتبي، عشان عايزها في حاجة."

صابرين:"حاضر يا بشمهندس."

عمر قفل معاها وأخد نفس عميق وتابع صابرين من خلال شاشة الكاميرات وهي بتروح للأوضة إللي شوق فيها وبلغتها إنها تجيله على مكتبه ... شاف شوق بتقوم من مكانها بتوتر وبتخرج من الأوضة .. قفل الشاشة بسرعة وأخد نفس عميق وحاول يتحكم في مشاعره .. سمع صوت خبط خفيف على الباب وبعدها فتحت الباب ودخلت بس فضلت واقفه عند الباب ...

شوق بإستفسار وهي بتبص في الأرض:"حضرتك كنت عايزني؟"

عمر:"أكيد، إتفضلي."

قفلت الباب وقربت بخطوات متعثرة ومرتبكة ...

عمر بإبتسامة وهو بيشاورلها على الكرسي إللي قدامه:"إتفضلي إقعدي."

شوق بصتله في اللحظة دي وإستغربت إبتسامته وإستغربت أكتر إنه بيتعامل معاها كويس، مش ده عمر إللي كان بيزعقلها من شويه .. قعدت على الكرسي بتوتر وإستنته يتكلم ... عمر كان بيهز في رجله بتوتر شديد ومش عارف يتكلم يقول إيه أو يطلب منها الطلب ده إزاي ...

شوق بحمحمة وهي بتبصله:"حضرتك كنت قولت إنك عايزني."

عمر بإحراج خافي:"اه اه أكيد."

شوق بإبتسامة هادية خطفت قلبه:"إتفضل قول سامعاك عايزني في إيه؟"

عمر سكت ومحتار يتكلم إزاي ... شوق حست إن الموضوع ده ليه علاقة بعيد ميلاد سيرين ...

شوق:"الموضوع ليه علاقة بسيرين صح؟"

عمر بهدوء وهو بيبصلها:"أيوه."

شوق إبتسامتها زادت:"وإنت عايزني أساعدك في الهدية بتاعتها صح؟"

عمر:"هو مش تساعديني بس .. أنا .. أنا .. *إتنهد تنهيدة بسيطة* أه تساعديني."

شوق بإبتسامة:"عشان خاطر سيرين أنا مستعدة أعمل أي حاجة، أنا موافقة."

عمر مكنش متوقع موافقتها السريعة دي وبصلها بإستغراب ..

شوق بإبتسامة:"حضرتك بتبصلي كده ليه؟"

عمر:"مافيش بس ... مافيش وخلاص، تمام، يلا نمشي."

عمر قام من مكانه وشوق بصاله ومش فاهمة حاجة ..

شوق بإستفسار:"نمشي نروح فين؟"

عمر"هنجيب هدية لسيرين أكيد هنلف في أي محل خاص بملابس المحجبات وهنجيبلها، يلا تعالي."

شوق بإحراج وتوتر:"بس الموظفين هيقولوا إن إزاي أنا وإنت خارجين مع بعض كده من الشركة عادي و......."

عمر بصرامة وهو بيقاطعها:"ماحدش ليه دعوة، يلا قومي."

قامت من مكانها بسرعة وهو مشي قدامها فبالتالي هي مشيت وراه ..

عمر لشوق بعد خروجهم من المكتب:"روحي هاتي شنطتك وأنا هحصلك بره."

شوق بتوتر وإحراج:"حاضر."

عمر خرج من الشركة وشوق راحت للأوضة إللي بتقعد فيها وكل ده تحت عيون إسلام إللي كان متابعهم بعيونه وده لإنه كان رايح لمكتب عمر عشان يتكلم معاه في حاجة ... عقد حواجبه بتفكير ومستغرب التعامل بين عمر ووالدة أمير ...شوق خرجت من الأوضة وسلمت على صابرين وبعدها خرجت من الشركة .. بدأت تدور بعيونها على عمر بس ملقتهوش وده لإن مكنش ليه أي أثر .. بس إتنفضت في مكانها لما سمعت صوت مزمار عربية .. بصت لإتجاه الصوت لقت عمر قاعد في العربية دي ومستنيها، أخدت نفس عميق وإتوترت بسبب إنها هتركب معاه يعني هما الإتنين هيبقوا مع بعض! .. إتنفضت مرة تانية لما عمر زمرلها تاني وهو معقد حواجبه ... راحت بسرعة للعربية قبل ماحد يشوفها وركبت ...

عمر:"ساعة على ماتركبي؟"

شوق بتوتر:"أنا آسفة."

عمر بإستفسار وهو ملاحظ توترها:"إنتي متوترة كده ليه؟"

شوق وهي بتتلفت حواليها:"خاېفة حد يشوفني."

عمر بصلها كتير بعد ما قالت الجملة دي وإفتكر قد إيه كانت پتخاف إن حد يشوفها لما كانوا بيخرجوا مع بعض .. فاق من إللي هو فيه وقرر إنه يتحرك ويشيل الذكريات دي من دماغه دلوقتي ... إتحرك بالعربية .. وشوق كانت قاعده متوترة طول الطريق بسبب إنهم هما الإتنين مع بعض .. ده غير إن عمر كان متوتر زيها بسبب إنه كان معاها برده في مكان، والإتنين مكانوش قادرين يتكلموا ولا يبصوا لبعض حتى .. شوق كانت بتبص للطريق من الشباك بتوتر ده غير إنها ضامه شنطتها في حضنها ... وعمر كان بيحاول يركز في الطريق بس كان تركيزه مشتت لإنها معاه ... بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا قدام مول تجاري ضخم وعمر ركن في الجراج الخاص بالمول ..

عمر بهدوء:"مش يلا ننزل؟"

شوق بتوتر وهي بتبصله:"هاه؟ اه اه يلا ننزل."

فضل يبصلها لفترة بسيطة وبعدها نزل من العربية وهي نزلت وراه ... كان سابقها بخطوات بسيطة وهي كانت مرتبكة ومكسوفة ومش قادرة توازيه في مشيته لدرجة إن الموضوع ده ضايق عمر ..

عمر بنفاذ صبر وتلقائية:"إمشي جنبي يا شوق، أنا مش ماشي مع عيله صغيرة."

شوق رفعت راسها وبصتله في اللحظة دي بدهشة .. وده لإنه كان دايما بيقولها كده لما كانت بتتأخر عنه بخطوات في المشي ده غير إنه نطق إسمها من غير أي رسميات .. قال "شوق" .. عمر بلع ريقه بتوتر وده لإنه إتكلم معاها بشكل بطبيعي، قرر يتهرب من نظراتها لي،ه بِعِد عيونه عنها وكمل مشي وهي كملت مشي وراه وحاولت توصل جنبه بخطوات سريعة شويه وبالفعل قدرت تمشي جنبه ...

عمر بتنهيدة وهو بيبصلها:"أنا جايبك هنا عشان تساعديني في إني اختارلها لبس محجبات، بمعنى إنتي إللي هتختاري و إنتي إللي هتقيسي اللبس وده لإنكم قريبين في الجسم لبعض بعيدًا عن فرق الطول بينكم."

شوق إتحرجت من كلامه ده ...

شوق:"حاضر، فاهمة."

عمر بص حواليه وبدأ يدور بعيونه على محلات لملابس المحجبات لحد ما لقى واحد بعيد عنهم بكذا خطوة ..

عمر:"تعالي معايا."

مشيت معاه كذا خطوة وبعدها دخلوا محل في جميع أنواع ملابس المحجبات .. وشوق إندهشت من الملابس المعروضة فيه، وده لإن عجبها اللبس والإستايلات جدا .. بس حست إنهم غاليين جدا وده لإنه واضح من شكلهم .. فاقت على صوت عمر..

عمر:"يلا شوفي هتختاري إيه لسيرين، ماتجبيش عدد معين شوفي إيه إللي هيليق بيها بشكل وهاتيه ونشوف وقتها إيه إللي هنجيبه بالظبط بعد ماتقيسي."

شوق:"تمام."

بدأت تدور في الهدوم على لبس حلو يليق بسيرين ... عمر تابعها بعيونه وهي بتدور على لبس لبنته وجه على باله لوهلة إنها بتدور لبنتهم هما الإتنين .. إستغرب تفكيره ده وفي نفس الوقت حس بالحزن وده لإن أصلا مافيش بينهم أي حاجة ومش هيكون فيه ..

بعد مرور فترة بسيطة .. شوق كانت ماسكه في إيديها الإتنين عدد معين من الفساتين ..

شوق بإبتسامة:"دول إللي ممكن يليقوا بسيرين."

عمر بإبتسامة:"جربي تقيسيهم، وشوفي إيه إللي هينفع وأنا واثق في زوقك من غير ما أشوفهم عليكي."

شوق بإبتسامة:"حاضر."

دخلت البروفة عشان تجرب الهدوم ..وعمر وقف بره بعيد عن البروفة وده لإن المحل خاص بملابس المحجبات ... شوق كانت بتجرب فستان ورا التاني .. وعمر لاحظ إن البروفات كلها خلصت .. وماتبقاش غير هو وشوق وصاحب المحل في المحل ... صاحب المحل كان مستغرب إنه واقف بره ومش بيقرب ناحية البروفية عشان يشوف الفساتين عليها حتى بعد ما الستات خرجوا ... قرب منه ..

؟؟:"حضرتك عادي تقدر تدخل للمدام جوا وتشوف عليها الفساتين إللي هي إختارتهم."

عمر بإبتسامة:"الموضوع ومافيه هو إنها مش م......."

؟؟ وهو بيقاطعه:"خلاص مافيش حد هنا غير المدام بتاعة حضرتك، يعني براحتك إدخل البروفة وشوف."

عمر قلبه دق بسبب جملة "المدام بتاعة حضرتك" ...

؟؟:"إتفضل يا فندم، ساعدها وفيدها برأيك."

عمر هز راسه بإحراج ودخل مكان البروفة العام وصاحب المحل رجع وقف عند المكتب بتاعه .. عمر عيونه جات على البروفة الوحيدة إللي مقفوله بستارة وإللي شوق موجودة فيها .. شاف خيالها الظاهر من تحت الستارة .. كانت بتقلع فستان وبعدها أخدت واحد تاني ولبسته، عمر قرب من البروفة دي بخطوات ثقيلة .. حس إن قلبه هيخرج من مكانه لمجرد إنه معاها في مكان شبه مقفول زي ده ولوحدهم .. وقف قدام البروفة وكان في مسافة بسيطة جدا بينه وبين الستارة .. أو بمعنى أصح الفاصل بينه هو وشوق كان عبارة عن ستارة .. عمر كان بيتمنى إن يبقى ليه الحق فعلا يشوف الحاجة عليها .. أو يدخل يساعدها في لبس الهدوم .. كان بيتمنى إنها تكون مراته .. تكون حلاله، بيحبها؟ أيوه بيحبها جدا وبيموت فيها وهيفضل طول عمره .. عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيرفع إيده وبيملس على الستارة كإنه بيملس عليها هي، غمض عيونه بحزن وۏجع قلب ... شوق كانت مشغوله في تجربة الفساتين بس وهي بتحط فستان تاني في الشماعه بتاعته .. الشماعة وقعت منها على الأرض وهي نزلت على الأرض عشان تجيب الشماعة شهقت بفزع لما لقت راجل واقف بره البروفة بتاعتها وماتعرفش مين وده لإن إللي ظاهر منه جزمتة فقط ..

شوق بفزع:"مين؟"

عمر بنبرة حزينة وهو بيرد عليها:"أنا يا شوق."

شوق بتنهيدة وإرتياح:"أنا إتخضيت، شويه وهخلص يا بشمهندس أ......."

عمر وهو بيقاطعها:"إسمي عمر."

شوق إستغربت نبرته الغريبة إللي أول مرة يتكلم بيها من ساعة ما شافها..

عمر بحزن:"شوق إنتي سامعاني؟"

قلبها دق بشدة لما سمعت إسمها منه بنبرته القديمة لما كان بيناديلها بإسمة .. عيونها دمعت ..

شوق:"أيوه سامعاك."

عمر بإستفسار:"هو أنا ممكن أقولك حاجة؟"

شوق سندت على حاط البروفة وإتكلمت ...

شوق:"أكيد، قول."

عمر بإستفسار:"ممكن بعد مانخرج من هنا تنسي الكلام إللي انا هقولهولك دلوقتي؟"

شوق بإستغراب:"أكيد."

عمر بإستفسار وصعوبة:"هو إحنا ليه متجوزناش؟"

كانت لسه هتتكلم بس برقت لما عمر كمل كلامه ........

عمر:"ليه مابقيتيش في حضڼي بعد ما كان مكانك في حضڼي؟ ليه روحتي من إيدي؟ .. *عيونه دمعت* .. أه لوتعرفي أنا مشتاقلك قد إيه، مكنش زمانك عملتي فيا كده............"

يُتبع .....

.........................................................................

آرائكم؟ توقعاتكم؟

نتقابل يوم الأربعاء الجاي إن شاء الله <3

الفصل الثامن والعشرون

عمر بحزن:"شوق إنتي سامعاني؟"
قلبها دق بشدة لما سمعت إسمها منه بنبرته القديمة لما كان بيناديلها بإسمها .. عيونها دمعت ..
شوق:"أيوه سامعاك."
عمر بإستفسار:"هو أنا ممكن أقولك حاجة؟"
شوق سندت على حائط البروفة وإتكلمت ...
شوق:"أكيد، قول."
عمر بإستفسار:"ممكن بعد مانخرج من هنا تنسي الكلام إللي انا هقولهولك دلوقتي؟"
شوق بإستغراب:"أكيد."
عمر بإستفسار وصعوبة:"هو إحنا ليه متجوزناش؟"
كانت لسه هتتكلم بس برقت لما عمر كمل كلامه ........
عمر:"ليه مابقيتيش في حضڼي بعد ما كان مكانك في حضڼي؟ ليه روحتي من إيدي؟ .. *عيونه دمعت* .. أه لوتعرفي أنا مشتاقلك قد إيه، مكنش زمانك عملتي فيا كده، الحياة كانت صعبة بالنسبالي بعد ما إتعلقت بيكي وبوجودك،*إتكلم بغصة* كانت صعبة بعد ما أدمنتك."
شوق بكت بشدة وفي صمت بسبب كلامه ده غير نبرة صوته إللي وجعتلها قلبها.. دمعة نزلت من عيون عمر ..
عمر وهو بيكمل:"أنا كنت بمۏت في كل لحظة من بعدك، لإن كل إللي كان دايمًا في بالي إنك *إتكلم بصعوبة أكبر ودموعه بتنزل* في حضڼ واحد غيري، واحد أخد مني بنتي وحبيبتي إللي عافرت عشانها وحافظت عليها، أخد مني روحي ونفَسِى ..*سكت شويه وبعدها كمل*.. شوق إنتي معايا؟"
شوق پبكاء:"أيوه معاك."
عمر بضعف كبير وبيكمل:"أنا كان نفسي أعيش عمري كله معاكي علطول، كنتي إنتي الحاجة الوحيدة إللي بتمناها في الدنيا دي، أنا ماكنتش عايز فلوس، وماكنتش عايز تعليم، ماكنتش عايز أي حاجة غيرك إنتي، بعدك عشت في مستوى وتعليم أي حد بيتمناه، لغات و إتعلمت لغات كتير لبلاد غير البلاد إللي روحتها، إتعلمت كدراسة .. فلوس وحققت فلوس كتير .. عملت شركة كبيرة .. بس ماحدش بص للجانب إللي ناقصني .. كان ناقصني إنتي، أنا كنت فقير في نظر نفسي عشان إنتي ماكنتيش معايا، أنا كنت غني بيكي إنتي وبس، ماكنتش عايز حاجة من دي، أنا بس كنت عايزك إنتي، كان هدفي بسيط، هدفي كان إنتي وبس."
شوق كانت پتبكي وهي سانده على حائط البروفة وقلبها بيوجعها بسبب إللي هما عاشوه ...
عمر:"ياريتني كنت قدرت أعيش من غير ما أشوفك قدامي، لكن للأسف طيفك كان معايا في كل مكان، عارفه يعني إيه الإنسانة الوحيدة إللي إتمنيتها في حياتي تكون قدامي طول الوقت ومش عارف ألمسها؟ تعرفي إن على الرغم من إني كنت زعلان منك وقتها بس كان نفسي آخدك في حضڼي أوي ... لو كنتي ظهرتيلي  وقتها ماكنتش هتردد لحظة واحدة في إني أجري عليكي وأخدك في حضڼي يا شوق ... كانوا يومين .. يومين بس .. يومين أخدوا مني كل حاجة.. يومين بعدهم إتمنيت إني أموت في الحاډثة دي ولا إني أعرف إنك بقيتي لغيري .. شوق أنا مابطلتش أحبك في يوم من الأيام وماعرفتش أحب غيرك .. عشت عمري إللي عدا ده كله وإنتي جوا قلبي .. عشت ليكي إنتي وبس على الرغم إنك كنتي في حضڼ واحد تاني."
كانت پتبكي پقهرة وعمر سمع بكاءها وضعف بشكل أكبر مما كان عليه .. مسك طرف الستارة بإيده ولسه هيفتحها منع نفسه .. فضل ثابت في مكانه وبيفكر في الخطوة إللي هيعملها دي صح ولا غلط؟؟ لو قرب منها هينسى كل إللي فات، هيديها فرصة، بس لو فضل في مكانه هتفضل شوقه بعيدة عنه، هيفضل يراقبها من بعيد من خلال شاشة المراقبة وخلاص، وهنا قرر لما سمعها ... 
شوق پبكاء:"أنا مابطلتش أحبك أبدا يا عمر، كان ڠصب عني صدقني،  مكنش بإرادتي، أنا .. أنا تعبت بعد ما شوفت خبر موتك بعيوني على التليفزيون، وفوقت وأنا في بيته، طلبت منه أ........"
عمر بضعف أكبر وهو بيقاطعها:"شوق، انا مستعد أنسى كل حاجة وأسامح، بس عندي سؤال إحنا لو رجعنا لبعض دلوقتي، هعيش نفس المعاناة إللي فاتت دي ولا هبقى مبسوط؟ "
شوق إتفاجأت بسؤاله ... عمر كان ساكت ومستني ردها وفي نفس كان متضايق جدا إنه ضعف قدامها .. ضعف لما سمعها پتبكي ... ضعف لإنه مش قادر يتحمل بكائها ... شوق فاقت لنفسها ولبست عبايتها بسرعة وبدأت تعدل طرحتها عشان لازم تسمع الكلام ده منه وهي بتبص في عيونه ... فتحت الستارة لقته قريب جدا منها مافيش بينهم فاصل غير مسافات بسيطة جدا .. دموعها كانت على خدها وعيونها حمراء من البكاء وعمر كانت عيونه حزينة جدا وهو بيبص في عيونها ....
شوق پبكاء:"قول تاني الكلام إللي إنت قولته، أنا محتاجة أسمعك وإنت بتقوله."
عمر فضل ساكت وفي نفس الوقت بيبص في عيونها إللي الدموع بتنزل منها ...
شوق:"سكت ليه؟ رد عليا يا عمر، أرجوك رد أ.........."
عمر بهدوء وهو بيقاطعها وبيبص في عيونها:"تتجوزيني؟"
شوق كانت مذهوله من سؤاله ومش مصدقة إللي بيحصل مكانتش تتوقع إن عمر هيلين بسهولة، مكانتش تتوقع إن إصرارها إنها تفضل معاه يخليه يلين بسرعة ... عمر سكت وإستنى ردها بس لقاها ساكته ومش بتتكلم .. فهم سكوتها رفض لطلبه، إبتسم بخيبة أمل ولسه هيمشي، إتسمر في مكانه لما سمعها ...
شوق پبكاء:"أنا موافقة يا عمر."
.................................................
محمد وصل الشركة على أمل إنه يتكلم مع عمر في سبب رفضه ليه .. نزل من عربيته وبعدها دخل الشركة وراح للإستقبال إللي كانت فيه صابرين ... صابرين كانت على نفس وضع الإنشغال إللي كانت فيه قبل ما شوق و عمر يخرجوا من الشركة، بس فاقت من إنشغالها ده لما سمعت صوته ...
محمد بإبتسامة هادئة:"مساء الخير."
رفعت راسها بهدوء وإرتبكت لما شافته قدامها ... 
صابرين بإرتباك:"مساء النور يا دكتور."
محمد بإبتسامة:"من غير دكتور ولا حاجة إسمي محمد، إزيك عاملة إيه؟"
صابرين:"بخير الحمدلله."
محمد:"صحتك تمام أهم حاجة؟"
صابرين بتوتر:"اه الحمدلله."
محمد بإستغراب وهو ملاحظ توترها:"مالك فيكي إيه؟ إنتي كويسه؟"
صابرين بتوتر:"مافيش بس ... بس أنا ورايا شغل كتير النهاردة فمضغوطة شويه."
محمد بإبتسامة:"أهم حاجة تكوني أكلتي كويس، عشان مايحصلش زي المرة إللي فاتت."
صابرين بإبتسامة مع توتر:"أكيد أكلت الحمدلله."
محمد:"طب الحمدلله، *كمل بإستفسار* بشمهندس عمر موجود؟"
صابرين:"لا خرج من حوالي ساعتين."
محمد بتنهيدة:"طب ماتعرفيش هيرجع إمتى؟"
صابرين:"لا معرفش للأسف، بس قال إنه هيرجع."
محمد بإبتسامة ومرح:"طب تسمحيلي أكون ضيف تقيل عندكم في الشركة النهاردة وأستناه هنالحد ما يرجع؟"
صابرين بتوتر:"ماتقولش كده، حضرتك تنور في أي وقت، إتفضل."
محمد:"شكرا."
محمد قعد في الإستقبال وصابرين كانت متوترة من وجودة ده غير إنها ڠصب عنه كانت بتركز في كل حركة هو بيتحركها ... ده غير ريحته إللي خطفت أنفاسها ...
صابرين وهي بتفوق لنفسها:"أستغفر الله العظيم."
حاولت تركز في شغلها وبالفعل قدرت بصعوبة ..
..............................
عمر بص لشوق بذهول ومش مصدق إللي سمعه كإنه بيحلم .. وشوق كان حالتها نفس حالة عمر .. كانت حاسه إنها في حلم وبتتمنى ماتصحاش منه أبدًا .. إبتسمت في وسط دموعها لما لقت عمر إبتسملها بحب وهو بيبص في عيونها  .. رفع إيده عشان يسمح دموعها إتفاجئ بيها بعدت خطوه لورا ومسحت دموعها بنفسها ... كان شكلها طفولي جدا وهي بتمسح دموعها .. ضحك ضحكة خفيفة على شكلها ده .. هما الإتنين فضلوا يبصوا لبعض لوقت مش عارفين قد إيه لحد ما هما الإتنين فاقوا على صوت صاحب المحل ...
؟؟:"أنا آسف على الإزعاج، بس عاوزين فساتين تانية؟ أقدر أساعدكم لو حضراتكم محتاجين حاجة معينة؟"
عمر بحمحمة وإستفسار لشوق:"إيه رأيك؟"
شوق بإحراج لصاحب المحل:"لا أظن كده خلاص أنا إخترت شويه عجبوني، شكرا ليك."
صاحب المحل نادى على الشاب إللي بيشتغل عنده وأخد الفساتين من البروفة وشوق وعمر مشيو وراه ...
عمر بإستفسار لشوق وهما واقفين عند الكاشير:"إيه إللي يليق على سيرين؟"
شوق شاورت على فساتين معينة ..
عمر بإستفسار:"طب والباقي؟"
شوق بإبتسامة:"جايين على طولي بالظبط يعني هيبقوا قصيرين على سيرين."
عمر سكت شويه وبعدها إتنهد و بدأ يحاسب الكاشير ... شوق كانت محرجة جدا وده لإنها مكانتش عاملة حسابها تجيب هدية لسيرين فبالتالي مكنش معاها فلوس كتير ..  فاقت على صوت عمر إللي بياخد شنط الهدوم من الكاشير .. 
عمر:"يلا نمشي."
شوق بإبتسامة:"يلا."
خرجوا هما الإتنين من المحل ومشيوا كذا خطوة وبعدوا عن المحل شوية...  من ساعة ما خرجوا من المحل عمر كان بيدور في باله كذا حاجة وفجأة وقف في مكانه .. شوق بصتله بإستفسار ..
عمر:"إستنيني هنا أنا هرجع أسأل عن حاجة وأجي."
شوق:"خلاص هدخل معاك و........."
عمر وهو بيقاطعها:"لا خليكي هنا هي دقيقة بس."
شوق:"حاضر."
عمر دخل المحل تاني وراح للشاب إللي بيعلق الفساتين إللي شوق جربتها ...
عمر:"أنا عايز أشتري باقي الفساتين إللي ... *إتكلم بهدوء* مراتي جربتهم."
الشاب بإبتسامة:"أكيد، ثواني هجهزهم."
الشاب جهزله الفساتين إللي شوق جربتهم وحطهمله في شنطة واحدة بناءًا على طلب عمر عشان شوق متاخدش بالها من عدد الشنط إللي زادت ... كانوا أربع فساتين عمر إشتراهم وضافهم لباقي الشنط إللي في إيده وبعدها خرج لشوق إللي كانت منتظراه في مكانها ومتحركتش ... إبتسملها وهو بيقرب منها وهي إرتبكت من إبتسامته ... 
عمر:" يلا نمشي."
شوق بتوتر:"حاضر."
مشي جنبها وهي كانت ماشيه جنبه بتوتر ومن توترها كانت بتبطأ في خطوتها ڠصب عنها ... عمر لما لقاها بدأت تمشي وراه وقف في مكانه وبصلها وهو معقد حواجبه بضيق لإنه بيكره الحركة دي ... شوق قربت منه بسرعة ومشيت جنبه وهي بتبص في الأرض بإحراج شديد .. إتنهد تنهيدة بسيطة وفضلوا ماشيين جنب بعض كإنهم مراهقين .. كإنهم معداش عليهم 28 سنة .. كإن إللي عدا عليهم كام يوم ... وصلوا للعربية وعمر إتنهد بإرتياح لإن شوق ما أخدتش بالها من عدد الشنط إللي زاد شنطة واحدة .. فتح شنطة العربية وحطهم فيها وبعدها راح لشوق إللي واقفه مستنياه ...  كانت لسه هتفتح باب العربية إتفاجأت بإيد عمر إللي خبطت في إيديها وهو بيفتح الباب ... إرتبكت من لمسته وسحبت إيدها بسرعة .. 
عمر وهو بيفتحلها الباب:"إركبي."
شوق:"حاضر."
ركبت العربية وهو قفل الباب وإبتسم إبتسامة خفيفة لإن إيده لمست إيديها وراح ركب في مكان السواقة .. وبدأ يتحرك بالعربية ... طول الطريق كانوا هما الإتنين محرجين يتكلموا .. شوق كانت ماسكه إيدها إللي خبطت في إيده وبتبص على الطريق من الشباك ومش قادرة تبص لعمر تمامًا وفي نفس الوقت طايرة من الفرحة عشان خلاص عمر حبيبها رجعلها ... عمر كان بيبص في الطريق وبيحاول يركز في الطريق وفي نفس الوقت بيفكر في إن الحال بينهم هما الإتنين دلوقتي مختلف .. هو إعترف بحبه وهي إعترفت بحبها .. دلوقتي هو معاه حبيبته شوق إللي فضل يحبها لمدة 28 سنة ... وفي نفس الوقت حاسس إن في بينهم لسه ألف حاجز مش عارف ليه؟ ... حاسس إنه إتسرع!، حاسس إن في حاجة غلط مش مظبوطة ... على الرغم من إعترافهم لبعض وإن خلاص الأمور بينهم إتصلحت .. لكن إللي عاشه صعب يتنسي، بس هيحاول ينساه .. هيسامحها؟ أيوه هيسامحها المهم إنها معاه دلوقتي ... كان بيلمحها بطرف عيونه كل شويه وبيتابعها وهي بتبص للطريق .. وصلوا ناحية الكورنيش وعمر عيونه جات على عربية كبدة وكفتة وده بسبب ريحة الأكل إللي وصلتله .. بعدها عيونه جات بتلقائية على شوق إللي غمضت عيونها وهي بتشم ريحة الأكل دي وإبتسمت .. راح ناحية العربية دي وركن عربيته .. شوق إستغربت إنه وقف وبصتله ...
عمر بإبتسامة وإستفسار:"تحبي تطلبي كام سندوتش؟" 
شوق بإحراج:"أنا مش جعانة."
عمر بتنهيدة:"إنجزي يا شوق قولي هتطلبي إيه؟"
شوق سكتت ومردتش عليه ... 
عمر بضحكة خفيفة:"سندوتش من كل نوع صح؟"
شوق بصتله في اللحظة دي وفرحت من جواها إنه لسه فاكر كل حاجة .. هزت راسها بإحراج ..
عمر بإستفسار:"تحبي نقعد هنا ولا عند الكراسي بتاعة العربية؟"
كانت محرجة مش عارفة تقول إيه ... كان عارف إنها بتحب تقعد على الترابيزة بس إستنى ردها يأكدله .. بس ملقاش منها رد .. نزل من العربية ...
عمر وهو بيبصلها من الشباك:"يلا إنزلي."
شوق بإرتباك وهي بتبصله:"بس.........."
عمر وهو بيقاطعها:" من غير بس، يلا إنزلي."
إتنهدت تنهيدة بسيطة ونزلت من العربية وقربت منه بتوتر ... 
عمر وهو بيشاور على ترابيزة:"روحي إرتاحي إنتي وأنا هجيلك."
شوق:"حاضر."
عمر راح للعربية وطلب ليها عدد معين من السندوتشات إللي هي كانت بتحب تاكلها لما كانوا مع بعض ... وهي قعدت على كرسي وإستنته .. إبتسمت بفرحة وحب لإن دي نفس حركاته وطريقته لما كانوا مع بعض من سنين، لسه زي ماهو ماتغيرش .. عمر أخد السندوتشات وقرب منها وحطهم على الترابيزة وقعد قدامها .. 
عمر وهو بيقدملها السندوتشات:"يلا كُلي."
شوق إستغربت إنه مطلبش  لنفسه ... 
عمر بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابها:"في إيه؟"
شوق بإستفسار:"إنت مطلبتش لنفسك ليه؟"
عمر بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"مش جعان، كُلِي إنتي."
شوق أخدت من السندوتشات بتوتر وفضلت تبصلهم كتير .. أخدت نفس عميق وبدأت تقسم السندوتشات .. عمر بصلها بإستغراب ... 
شوق بتوضيح وهي ملاحظه إستغرابه:"لما حد بيبقى معايا مابعرفش آكل لوحدي."
عمر بإبتسامة:"شكرًا يا شوق، بس أنا مش جعان."
شوق:"وأنا مابعرفش آكل لوحدي، لو حد معايا يعني."
عمر بهدوء:"خلاص أنا ممكن أركب عربيتي وأستناكي."
شوق بإبتسامة:"ماقصدش، أنا أقصد يا عمر إنك لازم تاكل معايا عشان أعرف آكل."
عمر بإبتسامة وإستفسار:"طب بتقسمي السندوتشات ليه؟ أنا ممكن أطلب لنفسي عادي، ولا إنتي فاكراني كحيان ومش معايا فلوس؟ على فكرة أنا أقدر أشتري العربية دي."
شوق إبتسامتها إختفت بسبب كلامه ده ... عمر حس إنه عك في الكلام .. أخد نص سندوتش هي كانت مقسماه وبدأ ياكل فيه ..
عمر وهو بياكل:"تصدقي طعمه حلو؟ أنا ما أكلتوش بقالي سنين."
عمر كمل أكله بعدها من غير كلام ومنتظر إنها تاكل وبالفعل شوق إبتسمت وبدأت تاكل معاه ... 
.........................................
محمد كان قاعد في الإستقبال وحاسس بملل شديد وهو قاعد منتظر عمر ... أخد تليفونه من جيبه عشان يتصل بيه بس رجع في كلامه ...
محمد لنفسه:"ممكن يهزأني لو إتصلت بيه دلوقتي، أكيد هو في مشوار مهم، مافيش مشكلة، أستنى شويه كمان."
عيونه جات على صابرين إللي بتبصله ولما لقته بيبصلها بصت في الملف إللي في إيديها ... قام من مكانه وراحلها ... 
محمد:"بما إني قاعد وحاسس بملل كبير، فأنا حابب أتكلم معاكي شويه."
صابرين بخجل شديد:"أكيد."
محمد بتفكير:"نبدأ بإسمك، إسمك إيه؟"
صابرين:"إسمي صابرين."
محمد:"متخرجة من كلية إيه بقا يا آنسة صابرين؟"
صابرين:"متخرجة من كلية آداب قسم تركي."
محمد بإنبهار:"على كده بقا ناوية تسافري تركيا؟"
صابرين بحمحمة وإحراج:"لا، مش ناوية."
محمد بإستغراب:"ليه؟ ده أنا بسمع عنكم إنتوا البنات بتتمنوا تتعلموا التركي عشان تهاجروا على هناك وتقابلوا الممثلين الأتراك دول."
صابرين بتوتر وإحراج:"لا أبدا، أنا إتخرجت وإشتغلت في مجال السكرتارية."
محمد:"مممممممممم بالتوفيق ليكي، بس معلش ممكن تقوليلي جملة تركي كده من زوقك."
صابرين بحمحمة وإحراج وخجل:"أ...أ.نا..."
محمد وهو بيقاطعها:"خلاص بلاش إنتي تقوليها، تسمحيلي أبهرك بالتركي بتاعي."
حاول يكتم ضحكته ...
صابرين بإستفسار:"مش فاهمة؟"
محمد:"والدتي بتتابع مسلسلات تركية فأنا أوقات ببقى قاعد معاها وسامع كل الحوار، لو تحبي تسمعي حاجة من إبداعاتي في التركي أنا ممكن أسمعك."
صابرين بإهتمام:"أكيد إتفضل."
محمد:"لميس تعي هون."
صابرين برقت وهي بتبصله ولما إستوعبت الجملة إنفجرت من الضحك ومحمد ضحك معاها هو كمان ...
محمد:"أيوه كده إضحكي، من ساعة ماجيت وإنتي مكشرة كده وقالبه بوزك."
صابرين بإحراج وخجل:"لا أبدا، هو أنا بس مضغوطة شويه."
محمد بتنهيدة:"ماشي، أنا عمومًا كنت بهزر أنا أصلًا لا ليا في تركي ولا بسمعه أصلا، والدتي هي إللي بتسمعه."
صابرين:"ربنا يباركلك فيها."
محمد:"آمين، أسيبك بقا تركزي في شغلك، يلا ربنا معاكي."
صابرين بإبتسامة خجل:"آمين."
محمد إبتسملها وبعدها رجع قعد في الإستقبال .. صابرين إبتسمت وهي بتبصله من بعيد وضحكت ضحكة خفيفة لما إفتكرت هزاره ده ...
..............................
خلصوا أكل وعمر كان لسه هيقوم من مكانه ..
شوق بإرتباك:"عمر."
عمر بصلها بإستفسار .. فتحت شنطتها وأخدت منها مبلغ وقدمتهوله ...
شوق:"ده تمن السندوتشات دي."
عمر عقد حواجبه پغضب شديد وهو بيبص في عيونها .. شوق بلعت ريقها پخوف من ملامحه ورجعت المبلغ لشنطتها تاني وقامت من مكانها .. 
شوق بتوتر:"أنا آسفة، مكنش قصدي، أنا ماحبتش أتعبك."
عمر بملامح خالية من أي تعبير:"ياريت الحركة دي ماتتكررش تاني."
شوق بإرتباك:"حاضر."
عمر:"أنا هروح أحاسب عشان هنمشي."
مشي وسابها وراح للعربية عشان يحاسب الشاب إللي واقف عندها .. حاسبه وبعدها راح لعربيته وإستني شوق تركب عشان يتحرك ... شوق إتحركت بخطوات مترددة وخائڤة ناحية العربية وركبت بهدوء .. عمر قبل مايتحرك مسك موبايله وبدأ يتصل على سيرين ... كانت قاعدة بهدوء على ترابيزة السفرة في الفيلا وبتبص قدامها بشرود وكان قدامها الأكل لسه زي ماهو ... فاقت على صوت رنة موبايلها، مسكت الموبايل بلهفة على إعتقادها إنه أمير بس خاب أملها لما لقته باباها ... ردت بهدوء ..
سيرين:"ألو."
عمر بإبتسامة:"طمنيني عليكي يا حبيبتي؟ أخبارك إيه دلوقتي؟"
سيرين بتنهيدة:"أنا بخير الحمدلله يا بابي."
عمر بإستفسار:"أكلتي وأخدتي الدواء؟"
شوق بصتله بإستفسار في اللحظة دي ...
سيرين بتنهيدة وهي بتبص للأكل إللي متاكلش منه حاجة ...
سيرين:"أيوه يا بابي، أكلت الحمدلله لسه مخلصه أكل يعني وهاخد الدواء."
عمر بإبتسامة:"طب الحمدلله يا حبيبتي، عايزك تنامي وتريحي مش عايزك تتعبي نفسك."
سيرين:"حاضر."
عمر:"يلا مع السلامة."
سيرين:"سلام."
قفل المكالمة معاها وعيونه جات في عيونه شوق إللي بتبصله بإستفسار ...
عمر وهو ملاحظ ملامح الإستفسار:"في إيه؟"
شوق:"إنت قولت دواء، هي سيرين تعبانة؟َ!!"
عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وبعدها إتكلم ..
عمر:"سيرين عندها السكر *ملامحه إتحولت للڠضب* أو بمعنى أصح السكر رجعلها تاني."
شوق برقت پصدمة بسبب الخبر ده ..
شوق بعدم إستيعاب وذهول:"إزاي؟ إزاي سيرين عندها السكر؟!! مش فاهمة؟ ومن إمتى الكلام ده وهي ليه مقالتش؟ لا أنا مش مصدقاك، إنت أكيد بتهزر، لا حول ولا قوة إلا بالله .... لا حول ولا قوة إلا بالله."
أخدت موبايلها من شنطتها ولسه هتتصل بيها عمر أخد الموبايل منها .. 
عمر:"ماتعرفيهاش إنك عرفتي حاجة، هي كانت رافضة إنك تعرفي حاجة أساسًا وعشان كده هي مقالتلكيش سيرين بتحكيلي على حاجة وقالتلي إنها مقالتلكيش حاجة."
شوق بعدم إستيعاب:"لما كانت بتجيلي، كانت دايما بتطلب العصير من غير سكر .. أي حاجة كانت بتطلبها بتبقى من غير سكر."
عمر فضل ساكت وهو بيبصلها ... شوق دموعها نزلت ..
شوق بدموع:"حرام عليك يا أمير، حرام عليك يا إبني، حرام."
عمر:"إهدي."
فضلت تبكي على حالة سيرين لفترة بسيطة ..
شوق بدموع:"عمر."
عمر بإستفسار:"نعم؟"
شوق:"ممكن أعرف السكر ده جالها إزاي أو رجعلها إزاي زي مابتقول؟"
عمر ملامحه إتحولت للحزن الشديد وبص قدامه بشرود وقرر إنه يحكيلها ....
عمر بحزن:"بعد ما مامتها إتوفت، سيرين دخلت في حالة إكتئاب وده لإنها كانت متعلقة بمامتها أكتر ماهي متعلقة بيا، جالها السكر في الفترة دي، لفيت بيها على لدكاترة كتير .. وبدأت تاخد علاج مستمر .. لحد ما أعراضه قلت جدا .. بمعنى أصح حالتها إستقرت شويه يعني إتحكمت في نسبة السكر عندها .. بعد إللي ... *حاول يتحكم في غضبه* ... إبنك عمله بنتي تعبت وهنا نسبة السكر زادت تاني عندها."
سكت وبص قدامه بشرود .. شوق كانت بتبصله بحزن ... لقت عمر بيدور العربية عشان يتحرك وبالفعل إتحرك .. كانت ساكته ومحرجة من عمر ومش عارفة تتكلم تقول إيه وفي نفس الوقت زعلت جدا على سيرين .. لحد ما قررت إنها تتكلم ..
شوق بحزن:"أنا آسفة."
عمر وهو مركز في السواقة:"على إيه؟"
شوق بحزن:"على إللي أمير عمله، بس الفكرة إنه مكنش يتوقع إن سيرين تبقى بنت صاحب الشركة، هو كان حقه يزعل لكن مكنش من حقه أبدًا إنه يتعامل معاها بأسلوب مش كويس."
عمر:"مالوش لازمة الكلام إللي فات، أنا المهم عندي دلوقتي هي صحة بنتي."
شوق:"أكيد وده مهم عندي أنا كمان."
عمر سكت شويه وبعدها إتكلم ..
عمر بتنهيدة وهو مركز في الطريق:"أنا عايزك تمشي من الشركة."
شوق بصتله بإستفسار وعدم فهم ...
عمر وهو معقد حواجبه:"ماينفعش تبقى موجودة في الشركة بعد كده."
شوق بإستفسار:"ليه؟"
عمر:"عشان هنتجوز ..وبخصوص الموضوع ده .. هنتجوز إمتى؟ النهاردة ولا بكرة؟"
شوق پصدمة:"النهاردة ولا بكرة؟!"
عمر وهو بيبصلها بطرف عيونه:"هو إنتي مش موافقة؟"
شوق بإرتباك:"اه موافقة أكيد، بس... بس.."
عمر:"بس إيه؟"
شوق بتنهيدة:"لازم تطلبني من إبني الأول."
عمر فرمل العربية فجأة وبص لشوق بدهشة..
عمر بذهول:"أنا أطلبك من العيل ده؟!!"
شوق إستغربت طريقة كلامه ...
شوق بهدوء:"أيوه، ده إبني، ماينفعش أتجوز كده عادي من غير ما آخد رأيه حتى."
عمر پغضب:"خلاص خدي رأيه، لكن يستحيل إني أجي أطلبك منه، إبعدينا أنا وهو عن طريق بعض."
شوق بإستغراب من كلامه:"هو في إيه؟ إيه إللي حصل لكل ده؟ أنا مش فاهمة حاجة؟ أمير ده إبني ومن حقه يعرف أنا بعمل إيه ومبعملش إيه؟"
ملامحها إتحولت للحزن الشديد لما سمعت كلامه ..
عمر پغضب:"وياترى بقا إبنك يعرف إنتي فين دلوقتي وبتعملي إيه؟ ولا إنتي واخدالي إبنك حجة وخلاص؟ شوق لو مش عايزة نتجوز خلاص أنا هعتبر كإني ماقولتش حاجة ولا إنتي قولتي حاجة ولا كإن حصل حاجة من أساسه، أوكي؟"
حاولت تتحكم في دموعها بس ماقدرتش .. 
شوق بدموع:"أنا معترفة إني بعمل حاجات أمير معندوش علم بيها، زي وجودي معاك دلوقتي، بس أمير ده إبني وكل حاجة في حياتي، أنا وهو مالناش غير بعض، ده ظهري إللي إتعودت أسند عليه، ماينفعش أتخطاه وأروح أتجوز بدون إذنه، ماينفعش أعمل خطوة زي دي بدون إذنه."
إتضايق بسبب دموعها ...
عمر بتنهيدة:"ماتعيطيش، أنا مكنش قصدي إني أزعق معاكي، بس أنا ماكنتش أتوقع إن يوم أما أتجوزك هروح أطلبك من واحد من دور بنتي."
شوق وهي بتمسح دموعها وبتبص قدامها:"أنا آسفة، بس ده إللي عندي، أنا ماليش غيره."
عمر زفر پغضب وبدأ يتحرك بالعربية للشركة وماتكلمش .. وشوق بتحاول تهدى وفي نفس الوقت حاسه إنها تايهه ... 
.............................................
سيرين حطت الأكل إللي متاكلش في التلاجة وطلعت لأوضتها بهدوء ونامت على السرير  وبصت للسقف بشرود ...  وبعدها إفتكرت إنها لازم تاخد الدواء .. بس هي ما أكلتش حاجة ... عيونها جات على علبة الحبوب بتاعتها وفضلت تبصلها كتير وفي نفس الوقت بتفتكر زعيق أمير ليها وإنعدام رغبته في إنه يسمعها .. بييجي في بالها أفكار كتير وهي بتبص للعلبة ... حاسه إنها مخڼوقة ومش قادرة تعيش ... إحساس كبير بالذنب هي شايلاه .. لوهلة فكرت إنها تنسى وتعدي الأمور لكن في جواها إصرار كبير إنها محتاجة ترتاح ... محتاجة تريح أمير منها .. أيوه هتريحه منها .. قربت من العلبه بهدوء وفتحتها وحطت كذا حباية في إيديها وبعدها بصت للحبوب دي بهدوء .. إترددت قبل ما تاخدهم بس قررت بسرعة وبلعتهم ... وبعد عدة دقائق حست بدوخة شديدة وبعدها فقدت الوعي وإترمت على السرير ...
............................................

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل التاسع والعشرون

في بيت إسماعيل:
عفاف كانت واقفه في المطبخ وبتزين التورتة إللي عملتها مخصوص لسيرين بفرحة كبيرة جدا .. إسماعيل دخل المطبخ وضحك على فرحتها الظاهرة ...
إسماعيل:"في إيه يا عفاف؟ إللي يشوفك كده يقول بتجهزي لفرح من العيال."
عفاف بإنشغال وإبتسامة حب:"إنت بتقول فيها، ماهي سيرين دي حبيبة قلبي وهتبقى مرات إبني حبيبي."
إسماعيل إبتسامته إختفت من وشه ...
إسماعيل وهو معقد حواجبه:"إيه الكلام الفارغ إللي إنتي بتقوليه ده؟"
عفاف بإبتسامة وهي بتبصله:"لا كلام فارغ ولا حاجة، سيرين لمحمد إبني ومحمد لسيرين، ومستنية اليوم ده بفارغ الصبر."
إسماعيل:"أنا مش هعيد وأكرر كلامي إللي بحاول أقنعك بيه بقالي فترة، سيرين ومحمد زي الإخوات .. ويستحيل يبقوا غير كده، فاهمة ولا لا؟"
عفاف عقدت حاجبها بضيق وهي بتبص لجوزها .. 
إسماعيل وهو معقد حواجبه:"ساكته ليه؟"
عفاف بتنهيدة وتأفف:"طيب، فاهمة."
الضيق إختفى من ملامحه وخرج من المطبخ ...
عفاف بتحدي وهي بتبص لمكان خروجه:"برده سيرين هتكون مرات إبني يا إسماعيل."
بصت للتورته إللي هي عملتها لسيرين .. إبتسمت بحب وكملت تزيينها ...
......................................
عمر وصل الشركة بس ركن بعيد شويه عشان ماحدش يشوف شوق وهي راكبه معاه إحترامًا لرغبتها ... 
عمر بضيق وهو معقد حواجبه:"أنا مش عارف ليه أصريتي إني أوصلك هنا؟، في حين إن كان ممكن أروحك لبيتك عادي، وبعدين أنا قايل ماتجيش الشركة تاني."
شوق بإبتسامة وهي بتبصله:"لو روحت البيت هقعد فيه ومش هعمل حاجة وهحس بملل، وخاصة إن أمير أغلب اليوم بيكون في شغله."
عمر وهو معقد حواجبه بضيق:"مانتي قاعدة لوحدك هنا وبرده حاسه بملل."
شوق بإبتسامة خطفت أنفاسه:"مين قال إني قاعدة لوحدي، بالعكس أنا مش لوحدي، كفاية إنك معايا في نفس المكان."
ملامحه باقت هاديه لما سمع كلامها ده ومحتار مش عارف يقولها إيه؟ ده غير إبتسامتها إللي خطفت قلبه، حس إنه شاب مراهق بالإحساس إللي عاشه ده .. 
شوق بإبتسامة:"أنا هنزل، شكرًا على الأكل."
نزلت من العربية وإتحركت في إتجاه الشركة تحت عيون عمر إللي سرحان فيها وبيسأل نفسه .. "إمتى شوقه كبرت؟" .. شوق مكانتش كده أبدًا ... لما كانت صغيرة كان شايف إنها ضعيفة وإنها محتاجاله علطول .. لكن إللي كانت معاه دي نظرة عيونها قويه وفيها ثقة كبيرة ومش عارف هي جايبه الثقة دي منين؟؟ ... حاسس إنه مايعرفهاش إتغيرت كتير جدا عن زمان، ذكية وعاقلة وعارفة إيه الصح؟ وإيه الغلط؟ .. ده غير إنه حاسس إن في حاجز جواه ناحيتها مش قادر يتخطاه ... خاېف يكون إتسرع .. خاېف يديها الفرصة إنها تجرحه تاني ... بس كل إللي عارفه إنه رجعلها عشان هو محتاجلها ... محتاج لشوقه .. محتاج للإنسانه إللي حبها من كل قلبه حتى لو هي هتستغل حبه ليها .. بس هو محتاجلها ... هيسامحها؟ هيحاول .. هينسى إللي فات؟ برده هيحاول وهيتغاضى عن إللي عملته فيه، عشان هو محتاجلها وبنته محتاجالها هي كمان .. بس هو محتاجلها أكتر من سيرين .. محتاجها زوجة وحبيبة وعشرة عمر .. نفس إللي كان محتاجها فيه زمان ... لازم ينسى و يسامح ويتغاضى عن كل إللي حصل عشان يقدر يعيش معاها .. لازم يعمل كده ... وقبل ده كله لازم يتكلم مع سيرين ويحكيلها عن إللي هو ناوي عليه لإنها ليها الحق في إنها تعرف قرارة وهو متوقع إنها هتفرح جدا بالخبر ده وهيساعد في إن نفسيتها تتحسن شويه .. أخد نفس عميق وفتح موبايله وبدأ يتصل على سيرين ... موبايلها كان بيرن وهي مش دريانه بأي حاجة حواليها كانت نايمة على السرير أو بمعنى أصح فاقدة الوعي وغايبة عن الدنيا دي .. موبايلها فضل يرن كتير لحد ما الرن فصل .. عمر شال الموبايل من على ودنه وإستغرب عدم رد سيرين ... نزل من العربية وهو بيرن عليها تاني وبيحاول يوصلها ... دخل الشركة بإنشغال ومنتظر يسمع صوت سيرين عشان يتطمن عليها ومكنش مركز مع محمد إللي مشي وراه وبيناديله لكن عمر ماسمعهوش ولا ركز معاه، عمر دخل المكتب ومحمد دخل وراه ...
محمد بصوت مسموع وهو بيخرج عمر من إنشغاله:"عمي."
عمر إتنفض في مكانه وبص وراه پصدمة ونفخ بضيق أول أما شافه ..
عمر بضيق:"عايز إيه؟ هو في حد يخض حد كده؟ وبعدين إيه إللي جابك؟"
محمد بمرح:"ياعمي ده بدل ماتقولي اهلًا يابني نورتني؟ وبعدين أنا جيت عشان نكمل كلامنا."
عمر نفخ بضيق وتجاهله وإتصل بسيرين للمرة الكام مش عارف يعد وده لإنها مابتردش ..
محمد وهو ملاحظ قلق عمر إللي بدأ يظهر:" في إيه ياعمي؟"
عمر وهو ماشي رايح جاي:"سيرين مش بترد عليا."
محمد بإستفسار:"يمكن تكون نايمة؟"
عمر بقلق وهو بيعيد إتصاله بيها:"وحتى لو نايمة، سيرين نومها خفيف، بتصحى من أقل حاجة."
محمد بتفكير:"يمكن تكون مش سامعه الموبايل أو في المطبخ أو ......."
عمر پغضب وهو بيقاطعه:"إسكت ماتتكلمش."
عمروصل هنا لأقصى مراحل القلق لدرجة إنه من قلقه جه على باله إنها يمكن يكون جالها غيبوبة سكر ... قلبه إتقبض بشدة لما جه على باله التفكير .. مسك محمد من دراعه ..
محمد بإستغراب وإستفسار:" في إيه ياعمي؟"
عمر:"عايزك تيجي معايا الفيلا ضروري."
عمر مستناش رد منه وسحبه وراه وخرج من المكتب وبعدها خرج من الشركة ..
عمر:"إركب عربيتك وتعالى ورايا بسرعة."
محمد بجدية:"حاضر ياعمي."
كل واحد ركب عربيته وإتحركوا للفيلا  وفي نفس الوقت عمر كان مازال بيتصل على سيرين ...  بمرور الوقت ...
عمر وصل بعربيته قدام الفيلا وبعدها نزل منها وجري ودخل على الفيلا ومحمد بيجري وراه بدأ يدور على سيرين في مكان في الفيلا ومش لاقيها ... طلع لأوضتها ولسه هيفتح الباب بص لمحمد إللي وقف لما لقاه وبصله ..
عمر:"خليك هنا."
محمد بهدوء:"حاضر."
عمر دخل الأوضة وقفل الباب وراه .. عيونه جات على سيرين إللي نايمة بهدوء وموبايلها جنبها على السرير، قرب منها وقعد على السرير وبدأ يصحيها ... 
عمر بحب وهو بيملس على شعرها:"سيري."
ماتحركتش تمامًا حتى إنزعاجها إللي إتعود يشوفه لما بييجي يصحيها من النوم مش لاقيه .. عمر عقد حواجبه وبدأ يطبطب على كتفها وبيصحيها بصوت عالي ..
عمر:"سيرين."
مردتش عليه ومافتحتش عيونها حتى .. مسك وشها بين إيديه وبيحاول يصحيها ...
عمر بقلق وخوف:"سيرين، إنتي مش بتصحي ليه؟ سيرين."
بدأ يدور حواليه على أي حاجة يقدر يصحيها بيها عيونه جات على علبة الدواء الفارغه وبص لسيرين إللي فاقدة الوعي بعدم إستيعاب ودموعه نزلت من عيونه بإستمرار وهو بيبصلها بذهول .. ضمھا بشدة وبدأ ېصرخ بأعلى صوته ..
عمر بصړاخ وبكاء:"لا!!!، لا!! .. سيرين إياكي تكوني عملتيها يا سيرين .. سيرين!!!!!!!!!"
محمد دخل الأوضة بسرعة شاف عمر بيبكي وهو ضامم سيرين لحضنه .... 
محمد:"عمي في إيه؟ سيرين مالها؟"
عمر مردش عليه كان بيبكي وهي في حضنه وبيهز نفسه .. شايف بيته بيتهد .... بيته إللي عاش عشانه من تاني بيروح منه ... سيرين إللي وجودها عوضه عن كل حاجة عاشها زمان بتروح منه!!! ... بكى پقهرة عليها، بكى بكاء شديد ومش مستوعب وجود محمد معاه في أوضتها.. محمد عيونه جات على علبة الدواء الفارغة وإستغرب إزاي هي تعمل كده؟؟؟ وليه؟؟؟!!!، بس مش وقته الأسئلة دي، لازم يلحقوها بسرعة، مسك معصمها وبدأ يقيس نبضها لقى النبض ضعيف جدا ... عمر مكنش مركز مع محمد إللي بيكلمه پخوف ... بس فاق على محمد إللي مسك كتفه وبيتعصب عليه ... بص لمحمد بعدم إستيعاب ... 
محمد بعصبية:"عمي أرجوك ركز معايا، عايزك تشيلها ونروح على المستشفى بسرعة."
عمر بعدم تركيز:"حاضر، هلبسها وننزل."
محمد هز راسه ليه وخرج من أوضتها .. عمر أخد إسدال الصلاة إللي هي بتصلي بيه ولبسهولها وشالها بين إيديه وخرج بيها من الأوضة وبعدها خرج بيها من الفيلا ... في الوقت ده كان ميعاد خروج الموظفين من شركة "شوق العُمَر" .. شوق خرجت من الأوضة بتاعتها ووقفت شويه عشان تشوف عمر وهو خارج من مكتبه بس إستغربت إنه مخرجش ..
شوق بتبرير:"يمكن يكون وراه شغل كتير."
أخدت نفس عميق وبصت في الوقت ...
شوق:"لازم أروح قبل ما أمير يوصل."
وبالفعل خرجت من الشركة وفي نفس الوقت بالها مشغول بعمر .. ومش عارفه هو ناوي على إيه؟ هل هيكلم أمير ولا لا؟ ولا كان بيقول كده عشان يرضيها وخلاص؟ ... هي مش فاهمة أي حاجة وفي نفس الوقت قلبها مقبوض مش عارفه إيه السبب ... 
شوق بتنهيدة:"خير إن شاء الله."
خرجت للطريق الرئيسي وبعدها ركبت وإتحركت لبيتها .... عمر وصل للمستشفى وهو شايل سيرين بين إيديه ...
محمد للممرضين بصوت عالي وهو بيجري ناحيتهم:"حالة طوارئ بسرعة."
جابوا سرير متحرك بسرعة وعمر حط سيرين على السرير ده وفي نفس الوقت دموعه مش بتبطل تنزل ومش مستوعب إللي بيحصل حواليه ... وبيجري مع السرير وفي نفس الوقت ماسك إيد سيرين، ومحمد كمان كان بيجري عشان يقدر يلحقها ... عشان ده شغله أولًا وثانيا عشان دي سيرين .. وصلوا عند أوضة الطوارئ ...
الممرضة لعمر:"حضرتك تقدر تستني هنا."
عمر مكنش مركز معاها كان بيبص لسرير سيرين إللي بيبعد عنه ودموعه مش بتبطل نزول ... الممرضة سابته وقفلت الباب وإللي لحظة بلحظة منع عنه رؤيته لسيرين .... عمر سند براسه على باب غرفة الطوارئ وهو بيبكي ...
عمر پبكاء:"يا رب."
محمد كان في أوضة الطوارئ وبيجهز كل حاجة وبيساعده الممرضات إللي بيقولهم على كل إللي هو محتاجه عشان يقدروا ينقذوا الحالة إللي معاه ... وبدأ في خطوات إنقاذ سيرين ...
........................................
أمير كان قاعد في مكانه وفي نفس الوضع إللي كان عليه من ساعة ماقفل مع عمر وبيبص قدامه بشرود ... مش قادر يبطل تفكير في إللي سيرين عملته فيه، مش قادر حتى ينسى إللي هي عملته، حاول كتير بس معرفش، حتى مش قادر يسامحها ولا قادر يعيش بشكل عادي بعد إللي حصل .. كرامته ۏجعاه .. قللت منه، كذبت عليه، قټلت كل المشاعر الحلوة إللي كانت موجوده جواه ناحيتها  .. إتنهد تنهيدة بسيطة وبص في الوقت .. لقى إن عدا على ميعاد خروجه نص ساعة .. إستغرب هو إزاي ما أخدش باله من الوقت ده ... أكيد شوق قلقت عليه .. بس شوق ماتصلتش لسه ... أخد نفس عميق وقام من مكانه وبدا يجهز حاجته عشان يمشي ...
........................................
شوق دخلت الشقة وإتنهدت بإرتياح إنها قدرت توصل قبل ما أمير يوصل .... دخلت أوضتها وقررت تاخد دوش عشان تستريح من المشوار واليوم المتعب ده قبل ما أمير ييجي ... بمرور الوقت .... أمير دخل الشقة بس المرة دي مدورش على شوق ودخل على أوضته علطول عشان يغير بس السبب الأساسي إنه مش قادر يواجهها بإللي حصل .... شوق خرجت من أوضتها لما سمعت صوت باب الشقة بيتقفل ... بدأت تدور على أمير بس مالقتهوش ... راحت ناحية أوضته  وخبطت على الباب ...
شوق:"أمير إنت جيت؟"
وصلها صوته ...
أمير بنبرة هادئة:"أيوه يا شوق، أنا جيت."
شوق بإستغراب من نبرته:"تمام يا حبيبي، حمدالله على سلامتك، أكيد بتغير هدومك، قولي حطيت الأكل فين؟ عشان أجهزه."
أمير إستوعب إنه نسي يجيب أكل ... إتنهد تنهيدة بسيطة ...
أمير:"ماجبتش يا أمي."
شوق إستغربت إنه نسي بس إللي لفت إنتباهها أكتر كلمة "أمي" إللي هو قالها ... معنى كده إن في حاجة مضايقاه أو خانقاه ...
شوق بإبتسامة وهدوء:"مافيش مشكلة ياحبيبي، أنا هحضر أكل على ما تخلص يكون جاهز."
مشيت من قدام أوضته ودخلت المطبخ وبدأت تفكر هتعمل إيه لحد ماقررت تعمل أي حاجة وبينها وبين نفسها ناوية إنها تعمل حسابها إنها تطبخ بعد كده عشان ماتتقلش عليه .. 
........................................
إسماعيل كان واقف مستني إتصال من عمر يبلغه إنهم يتحركوا عشان يعملوا مفاجأة لسيرين في الفيلا بس إستغرب إنه إتأخر في إتصاله ...
عفاف بتأفف:"هنفضل نستني كتير كده؟ جرب إتصل عليه."
إسماعيل بتفكير:"يمكن تكون سيرين جنبه وهو مش عارف يتكلم."
عفاف:"أكيد كان هيتصرف يا إسماعيل، جرب إتصل وهنعرف."
تجاهلها وبص لإسلام إللي قاعد معاهم ..
إسماعيل:"عمك مقالش ليك أي حاجة قبل مايمشي من الشركة؟"
إسلام:"أنا ماشوفتوش أصلا يابابا."
إسماعيل إستغرب الموضوع ده وحس إن في حاجة مش تمام قرر إنه يتصل ....
...........................................
عمر كان واقف قدام أوضة الطوارئ ومستني خروجها وبيدعي من قلبه إنها تصحى وتبصله بعيونها إللي بتقويه بنظرة منها، مستنيها تصحى وتمسك إيده وياخدها في حضنه ... بيتمنى يشوف ضحكتها ... بيتمنى يلاقيها بتتنفس ... الدعاء مفارقش لسانه من ساعة ماهي دخلت الاوضة دي ... بيتمنى بنته ترجعله ... ترجعله وهو مش هيسيبها لحظة واحدة .. مش هيهملها ويروح الشركة .. تغور الشركة في داهيه .. بس المهم دلوقتي هي سيرين .. يطمن عليها وهينفذ كل إللي في دماغه ... هيعوضها .. أيوه هيعوضها عن كل حاجة هي خسرتها .. أم وهتلاقي أم .. شوق موجودة .. وجود شوق هيساعدها .. وهو كمان هيبقى موجود معاها مش هيسيبها لحظة واحدة ... مش هيبعد عنها تاني ... فاق من إللي هو فيه على صوت رنة موبايله ... بص لشاشة الموبايل لقاه إسماعيل ... و وهو محتاج في الوقت ده حد يسند عليه ... حد يشكيله همه ويظهر ضعفه قدامه ... فتح المكالمة بس ماتكلمش ..
إسماعيل:"أيوه يا عمر، إنت ماتصلتش ليه؟"
عمر كان بيحاول يجمع نفسه عشان يقدر يتكلم ...
إسماعيل بإستغراب من سكوته:"في إيه ياعمر؟"
وهنا عمر بكى تاني ...
عمر پبكاء:"سيرين."
إسماعيل بإستفسار وقلق من بكائه إللي تاني مرة في حياته يشوفه:"مالها سيرين؟"
عمر:"سيرين بتروح مني يا إسماعيل."
إسماعيل برهبة وهو بيقوم من مكانه بسرعة:"في إيه ياعمر؟ إيه إللي حصل؟"
عمر بكى وماقدرش يرد عليه ...
إسماعيل:"طب قول إنت فين طيب وأنا هجيلك."
عمر وهو بيحاول يهدى:"أنا في المستشفى إللي محمد بيشتغل فيها."
إسماعيل:"طب إهدى أنا هاجي بسرعة."
عمر:"حاضر."
إسماعيل قفل معاه ولسه هيتحرك ..
عفاف:"رايح فين؟ وفي إيه؟ إيه إللي حصل؟"
إسماعيل بإستعجال وقلق:"رايح مشوار وهرجع."
عفاف بقلق:"رجلي على رجلك، إيه إللي حصل يا إسماعيل؟ في إيه؟ "
إسماعيل بصلها وسكت ...
إسلام وهو بيتدخل:"في إيه يابابا؟ إيه إللي حصل؟"
عفاف برجاء:"في إيه يا إسماعيل؟ عشان خاطري قول."
إسماعيل إتنهد تنهيدة بسيطة وحكالهم إللي حصل ...
.......................................
شوق كانت بتحط الأطباق على الترابيزة وإستغربت إن أمير لسه ماخرجش من أوضته .. راحت للأوضة وبدأت تخبط ... 
شوق:"أمير، حبيبي."
كان قاعد على سريره وبيبص قدامه بشرود ... فاق لما شوق دخلت الأوضة بس مابصلهاش .. لما دخلت لقته قاعد بيبص في الأرض ... قربت منه ..
شوق:"في إيه ياحبيبي؟ مالك؟ إيه إللي حصل؟"
أمير مردش عليهاوكان بيبص في الأرض ... نزلت لنفس مستواه وبصت في عيونه إللي بصت بعيد عنها ...
شوق بإستغراب:"في إيه يا أمير؟ مش بتبصلي ليه؟"
مردش عليها ومابصلهاش .. مسكت وشه بين إيديها وخلته يبصلها ..بس هو حاول مايبصلهاش ..
شوق بهدوء:"أمير في إيه؟ إيه إللي حصل؟ مالك؟"
أمير وهو مش بيبص في عيونها:"مافيش."
شوق بإصرار:"لا فيه، بص في عينيا وقول في إيه؟"
بعد تردد بص في عيونها وبدأ يتكلم ...
أمير:"حاجة حاجة النهاردة، هي مش حاجة، هما حاجتين."
شوق بهدوء:"إيه هما الحاجتين دول؟"
أخد نفس عميق وبدأ يحكيلها عن إتصال سيرين و إتصال عمر وكل الكلام إللي إتقال في المكالمتين ... 
..................................................
إسماعيل دخل المستشفى ومعاه عفاف وإسلام وراحوا نحية عمر إللي واقف في مكانه وساند بجسمة على الحائط إللي قدام الأوضة  كإنه مستني ...
إسماعيل وهو بيقرب منه:"عمر."
عمر بصله بتوهان بس دموعه نزلت أول أما إستوعب إن إسماعيل قدامه ... إسماعيل قرب منه وحضنه وطبطب عليه ... 
عمر:"هتروح مني."
إسماعيل:"ماتقولش كده ياعمر، هتبقى كويسه،هتخرج بعد شويه وكلنا هنطمن عليها."
عمر:"حاضر."
عفاف كانت پتبكي لبكاء عمر وإسلام بيطبطب عليها و في نفس الوقت مش عارف يواسي عمر إزاي فقرر إنه يسكت دلوقتي ....
.............................
شوق كانت بتبص لأمير وساكته مابتتكلمش .. كانت بتبصله بهدوء شديد كإنها بتحاول تتعرف على الشخص إللي قدامها .. بس مش قادره تعرفه ..
شوق بإستفسار:"هو إنت أمير؟ هو إنت إبني إللي أنا شيلته بين إيديا؟"
أمير إتنهد وبِعِد عيونه عنها ...
شوق:"ساكت ليه؟ مابتردش ليه؟ إيه إللي حصلك؟ إنت إتغيرت كده ليه؟؟"
أمير قام من مكانه وشوق قامت هي كمان ..
شوق بعصبية:"رد عليا يا أمير."
أمير وصل لقمة غضبه وبصلها:"بسببها هي، هي إللي وصلتني لكل إللي أنا فيه ده، أنا ماكنتش كده، أنا كنت إنسان هادي وحياتي ماشيه كويس، بس من ساعة ماهي دخلت حياتي وأنا إتغيرت، قلبت كياني كله، حولتني من شخص كان طموحه إنه يكبر في شغله ويبقى ليه مستقبل كبير لشخص بيتمناها تبقى حلاله، وبعدها إكتشفت إني ماشي في طريق مش معروف ومالوش أول من آخر .. كڈب وحوارات كتير أنا عايش فيها، أنا عمري ماكنت كده، أنا كنت إنسان بسيط وفي حالي يا شوق، أنا كنت كويس قبل ماهي تدخل حياتي، أنا كان عندي كرامة وكنت كبير في نظر نفسي قبل أي حد، لكن إكتشتف إني كنت عبيط، ومعمي عن الحقيقة، أخدتني على قد عقلي، خلتني ماشي تحت ضلها بدل مايبقى العكس، محت رجولتي بكذبة، آذتني نفسيا .. أنا إستحقرت نفسي بسببها، وكل إللي انا فيه ده رد فعل لكل إللي أنا حاسه جوايا، عارف إني ماينفعش أتعامل بالشكل ده مع حد، وعارف إني ماينفعش أبقى قليل الزوق مع حد، لكن هما إللي وصلوني لكده، هي وأبوها نسخة واحدة .. هي وأبوها دمرونا إحنا الإتنين، واحد سابك مرمية لا سأل عليكي ولا عبرك حتى يا شوق، وراح عاش حياته وإتجوز وخلف بنته إللي جات تكمل إللي هو عمله معاكي فيا، إحنا في دايرة مابتخلصش .. هي تحاول تتكلم معايا وماتعرفش .. فيقوم أبوها يتصل بيا عشان يخليني أجيلهم .. يا سلام؟ هما شايفيني أهبل وأقدر أتخلى عن كرامتي وكرامتك عشان أدخل بيتهم عادي كده ولا كإن حصل حاجة؟!!! كرامتنا فوق أي شئ .. وده إللي إنتي ربتيني عليه يا شوق، بس كل ده ضاع، وبحاول أتعود على إللي أنا فيه، بحاول أتعود على الإحساس المريب إللي أنا عايش فيه، إللي هو بحاول ألم إللي باقي من كرامتي ده إن وُجِدت أساسًا."
كان بينهج بسبب الكلام الكتير إللي قاله وقت غضبه وبيبص لشوق إللي  بتبصله بذهول من كلامه ... بس الڠضب إختفى من ملامحه لما شوق دخلت في حضنه ... 
شوق بحزن وهي في حضنه:"أنا آسفة."
أمير سكت بس بادلها الحضن ...
شوق:"أنا آسفة على كل إللي إنت مريت بيه، لإنه بسببي أنا."
أمير بهدوء:"مش مهم، المهم بالنسبالي إنك بخير، كله قسمة و نصيب .. *بص قدامه بشرود* وأنا رضيت بنصيبي وقدري وهقدر."
شوق وهي بتبص في عيونه وبتغير الموضوع:"الحمدلله على كل حال، ممكن نخرج ناكل بقا عشان إنت أكيد ما أكلتش وزمانك جعان."
أمير وهو رافع حاجبه:"ده على أساس إني لوحدي إللي ما أكلتش؟ أكيد ما أكلتيش إنتي كمان."
شوق إرتبكت بس حاولت تداري إرتباكها ده ..
شوق بتنهيدة:"مش هنتكلم كتير، تعالى ناكل."
أمير:"حاضر."
خرجوا هما الإتنين من الأوضة وقعدوا على الترابيزة وبدأوا ياكلوا .... شوق مكانتش مركزة في أكلها وده لإنها كانت بتفكر في حالة سيرين ومحتاجة إنها تكلمها وتهديها.. أكيد هي زعلانه من طريقته   ... وفي نفس الوقت مستغربه  إن إزاي عمر محكاش ليها عن مكالمته مع أمير ..  
.................................................
محمد خرج من أوضة الطوارئ وعمر جري عليه بسرعة ...
عمر برجاء:"طمني على سيرين."
محمد:"الحمدلله هي بخير، عملتلها غسيل معدة وركبتلها محاليل وده لإنها مكانتش بتاكل الفترة إللي فاتت دي."
عمر:"طب أنا عايز أشوفها."
محمد:"هينقلوها دلوقتي لأوضة تانية تقدر تشوفها هناك."
عمر:"حاضر."
عفاف:"حمدالله على سلامتها يا عمر."
عمر وهو بيبص للممرضات إللي بيسحبوا السرير إللي سيرين نايمة عليه:"الله يسلمك."
مشي ورا الممرضات وراح وقف عند أوضة معينه كانوا بيحطوا سيرين فيها ... وكل ده تحت عيون محمد إللي بيسأل نفسه إيه السبب إللي يخلي سيرين تعمل كده؟... فاق على صوت والده ...
إسماعيل بإستفسار:"إيه إللي حصل يامحمد؟ في إيه؟"
محمد بصله وبعدها بص لمامته وإسلام إللي بيبصوله بإستفسار ..
محمد بتنهيدة:"هو الدواء بس تعبها شويه مش أكتر فاضطريت أعملها غسيل معدة."
إسماعيل بشك:"تمام."
بعد ما الممرضات خرجوا من أوضة سيرين .. عمر دخل الأوضة بتاعتها وقرب منها بهدوء .. قرب منها بهدوء وفضل يبصلها كتير .. كانت نايمة ومش دريانه بأي حاجة حواليها .. المحاليل متوصله بجسمها .. كانت لا حول لها ولا قوة .. باس راسها وإيديها إللي ناحيته ورجع باس راسها تاني ... 
عمر بهمس:"هتصحي وهترجعي أقوى من تاني يا روح بابي، هترجعي قوية .. وأنا هساعدك على كده، إنتي بس إصحي، خليني أشوف عيونك وضحكتك، وأنا مش هسيبك تاني، *دموعه نزلت* مش هسيبك أبدًا يا سيري، أنا ماقدرش أعيش من غيرك، إصحي بس وأنا مش هتخانق معاكي، ومش هزعل منك عشان إللي حصل، بس هقولك إنه حرام .. إصحي بس وأنا هجيبلك كل إللي إنتي عايزاه، المهم إني أشوف عيونك يا روحي."
باس إيديها تاني وراح جاب كرسي وقعد جنب سريرها وفضل ماسك إيديها وبيبصلها وهي نايمة على أمل إنه يشوف حركة منها تطمنها ... وكل ده تحت عيون إسماعيل وعفاف إللي پتبكي ومحمد وإسلام .. إسماعيل شاور بعيونه لمحمد إنهم يبعدوا شويه ويسيبوهم لوحدهم ..  محمد فهم وسحب مامته وأخوه بهدوء وإسماعيل قفل باب الأوضة بتاعة سيرين من غير ماعمر يحس .. 
......................................
شوق كانت قاعدة في أوضتها وبتفكر في سيرين وبتسأل نفسها حالتها عاملة إيه دلوقتي؟ .. زعلانه عشانها أوي ومش عارفة تعمل إيه ... بس قررت تتصل بيها وتتطمن عليها .. مسكت موبايلها وبدأت تعمل مكالمة لسيرين وبعد عدت رنات المكالمة فصلت .. إتصلت بيها تاني .. برده مردتش ... إتصلت مرة تالته برده مردتش .. شوق قلقت وقلبها إتقبض ... وقررت تكلم عمر بس إفتكرت إنها مش معاها رقمه .. غمضت عيونها بحزن ومحتارة مش عارفة تعمل إيه .. محتاجة توصلها بأي طريقة بس مش عارفة إزاي وفي نفس الوقت ملازمها الإحساس بالخۏف ومش عارفه في إيه وإيه السبب، قلبها مقبوض بشكل مخيف ... قامت من مكانها وراحت الحمام عشان تتوضى وبعد ما خلصت وضوئها راحت لأوضتها وبدأت تصلي ركعتين عشان ترتاح ... وبعد ما خلصت صلاة قعدت تدعي بكل الدعوات الخاصة بضيق النفس وبعدها إرتاحت وقررت تتكلم مع عمر بكرة في الشركة وتتطمن على سيرين منه ..
...........................................
عمر طول الليل فضل سهران ومنمش ومنتظر إن سيرين تصحى من النوم وماسك إيدها ... إسماعيل بات في المستشفى في أوضة محمد وسايب عمر مع سيرين لإنه عارف إن عمر حابب يبقى لوحده ... ومحمد بات في أوضة تانية عشان يوفر الراحة لأبوه ..
...........................................................
في صباح اليوم التالي:
عمر كان مازال قاعد في مكانه وهو بيبص لسيرين ومنتظرها تصحى بس لسه ماصحيتش من نومها .. فاق من إللي هو فيه على صوت إسماعيل إللي دخل الأوضة ..
إسماعيل:"إنت مانمتش ليه ياعمر؟"
عمر وهو بيبص لسيرين:"مستنيها تصحى."
إسماعيل:"هتصحى بس لازم تنام، إنت مانمتش من إمبارح."
عمر:"مش جايلي نوم."
إسماعيل:"طب قوم إتحرك شويه بدل القعدة دي."
عمر:"قومت من مكاني لما كنت محتاج أتوضى وصليت الفجر هنا."
إسماعيل بتنهيدة:"ماشي يا عمر، طب محمد خرج يجيب فطار لينا و........."
عمر:"مش جعان."
إسماعيل بتنهيدة:"طب تحاول تاكل حاجة طيب إنت ما أكلتش من إمبارح."
عمر بتنهيدة وهو مازال بيبص لسيرين:"أنا مش جعان، شكرا يا إسماعيل."
إسماعيل إتنهد بحزن وخرج من الأوضة وسابه لوحده .. بس إتفاجئ بعفاف إللي واقفة قدامه وإسلام وراها ... 
إسماعيل:"إنتي إيه إللي جابك؟"
عفاف:"أنا روحت بس مجاليش نوم، وأول ما الصبح طلع قولت لإسلام يوصلني قبل ما يروح الشغل، طمني عليها هي عاملة إيه؟"
إسماعيل:"كل إللي أعرفه من محمد إنها نايمة، وقال بعد ما تصحى هيحدد هتقعد كام يوم هنا."
عفاف بتنهيدة:"يا رب تصحى من النوم بقا وتطمنا عليها."
إسماعيل:"آمين."
عفاف بإستفسار:"طب جبتوا هدوم ليها عشان لو هتقعد هنا؟"
إسماعيل:"لا بصراحة، مجاش في بالي خالص."
عفاف:"طب ممكن تاخد المفتاح من عمر وأنا هجيبلها هدوم من الفيلا."
إسماعيل إتنهد وبصلها ..
عفاف:"يلا يا إسماعيل عرفه إني هروح أجبلها هدوم وخد المفتاح منه."
إسماعيل:"طيب."
إسماعيل دخل الأوضة بتاعة سيرين وبدأ يتكلم ...
إسماعيل:"عمر."
عمر وهو مازال بيبص لسيرين:"نعم؟"
إسماعيل:"كنت محتاج مفتاح الفيلا بتاعك عشان هاخد عفاف ونجيب لبس لسيرين."
عمر بتنهيدة:"شكرا يا إسماعيل مالهوش داعي، هي سيرين شويه وهتصحى وهنروح."
إسماعيل:"بس محمد قال لسه لما تفوق هيشوف هتقعد قد إيه في المستشفى."
عمر بتنهيدة:"ماشي يا إسماعيل."
عمر أخد مفتاح الفيلا من جيبة وبص لإسماعيل عشان يديهوله بس فجأة إفتكر حاجة مهمة جدا .. كلام أمير لما هو إتصل بيه.. ومش عارف الكلام ده جه على باله دلوقتي إزاي؟! 
فلاش باك...
عمر بهدوء مصطنع:"كنت محتاجك في حاجة تخص سيرين، عيد ميلادها النهاردة وكنت عايز أصلح الأمور بينكم إنتوا الإتنين."
أمير بضحك:"وهي إللي قالتلك تكلمني صح؟"
عمر إستغرب كلامه ...
أمير بلامبالاة:"عموما هي عارفه ردي من قبل ما أتكلم."
.........................................
عمر عقد حواجبه لما وهو بيفكر في الكلام ده ... وإفتكر سيرين لما كانت نايمة على السرير والموبايل جنبها بس كإنه كان مرمي مش هي إللي حطاه ... ده غير الحبوب إللي هي أخدتها ... حاول يوصل الأمور ببعضها .. وإستوعب إن كل شئ له سبب ولازم يتأكد ويعرف سبب محاولة إنتحار بنته ... إسماعيل كان بيمد إيده عشان ياخد المفتاح من إيد عمر بس إتفاجئ لما عمر حط المفتاح في جيبه ...
إسماعيل:"في إيه ياعمر؟"
عمر بملامح خالية من أي تعبير:"انا إللي هروح أجبلها الهدوم، خد بالك منها."
خرج من الأوضة ومركزش مع عفاف إللي بتناديله وبعدها خرج من المستشفى وركب عربيته وإتحرك للفيلا ...
عمر بشرود وهو بيسوق:"أتمنى أكون وصلت لتحليل غلط."
فاق على صوت رنة موبايله ... بص لشاشة الموبايل لقاه بشير .. رد عليه ...
بشير:"صباح الخير، إزيك يا عمر؟"
عمر:"الحمدلله، في حاجة يا بشير ولا إيه؟"
بشير بإستغراب من نبرته:"هو إنت مش هتيجي النهاردة؟ أصل في إجتماع كنا محددينة مع شركة أ............"
عمر:"إلغي أي إجتماع،أنا مش جاي الفترة دي."
بشير بإستفسار:"في إيه ياعمر؟ إنت كويس؟"
عمر أخد نفس عميق وبعدها إتكلم ...
عمر:"بخير الحمدلله، سيرين تعبانة الفترة دي وفي المستشفى وأنا مش هعرف آجي."
بشير وهو بيقوم من مكانه:"تعبت إمتى؟ وإزاي؟"
عمر بتنهيدة:"تعبت إمبارح."
بشير:"طب إنتوا في أنهي مستشفى؟"
عمر:"أنا مش هناك دلوقتي أنا رايح الفيلا وهرجع تاني."
بشير:"طب قول على عنوان المستشفى وأنا هروح هناك."
عمر قاله على عنوان المستشفى وبعدها قفل معاه ...
..............................................
شوق وصلت الشركة وراحت لمكتب صابرين ..
شوق بإبتسامة:"ًصباح الخير."
صابرين بإبتسامة:"صباح النور."
شوق:"أخبارك إيه النهاردة ياحبيبتي؟"
صابرين بإبتسامة:"أنا بخير الحمدلله، حضرتك أخبارك إيه؟"
شوق:"الحمدلله على كل حال، *سألت بإرتباك* هو البشمهندس  عمر هييجي إمتى؟"
صابرين كانت لسه هتتكلم .. قطع كلامها صوته ....
بشير:"صابرين."
صابرين بإستفسار:"أفندم يا أ/ بشير."
بشير عيونه جات على شوق وبعدها إتكلم ..
بشير بهدوء:"إتصلي بشركة **** وإعتذريلهم عن إجتماع النهاردة والسبب إن البشمهندس عمر مش هيقدر ييجي عنده ظرف طارئ."
شوق إنتبهت لكلام بشير وقلبها إتقبض لما سمعت كلامه، وسيرين جات على بالها .. 
صابرين:"حاضر يا أ/ بشير."
بشير مشي خطوات متعددة بس وقف لما سمع صوتها ...
شوق:"لو سمحت."
بصلها بإستفسار ... شوق قربت ناحيته وبدأت تتكلم بصوت خاڤت ...
شوق:"إيه إللي حصل؟ في إيه؟"
بشير:"مش فاهم؟"
شوق بتوضيح وقلق:"حضرتك قولت هناك إن البشمهندس مش هيقدر ييجي عشان حصله ظرف طارئ، هو كويس؟؟"
بشير:"أيوه كويس."
شوق:"وسيرين؟ في حاجة حصلتلها طيب عشان كده هو مجاش؟!!"
بشير عقد حواجبه بإستغراب من سؤالها لإنه عنده علم بإن ماحدش في الشركة غير إسلام يعرف إنها بنت عمر ..
بشير يإستفسار:"إنتي مين؟"
شوق:"أنا شوق إللي جايه هنا في البوفيه و......."
بشير بإصرار:"إنتي مين؟ بتسألي عن سيرين ليه؟"
شوق بتوتر من سؤاله:"إحنا معرفة."
بشير يإستفسار:"إنتي مين يا مدام شوق؟ و إيه السبب إللي يخلي عمر يهتم بيكي أوي الفترة إللي فاتت دي؟؟"
شوق إتحرجت من سؤاله وسكتت شويه مش عارفة تقول إيه ... بس بعدها إتكلمت ..
شوق:"هو مش حضرتك بشير صاحبه إللي كان معاه في أمريكا من زمان؟ عمر كان مسافر ألمانيا قبل أمريكا عشان كانت عايز يتجوز واحدة."
سكتت وماكملتش وبصت في الأرض ...
بشير فضل واقف شويه بيحاول يستوعب كلامها وفجأه ذُهل لما إستوعب مين هي ...
بشير:"هو إنتي؟!"
شوق:"أرجوك بلاش كلام في إللي فات أنا بس محتاجة أعرف في إيه؟ بحاول أتصل بسيرين من إمبارح وأنا مش عارفه أوصلها .. ومش معايا رقم عمر خالص، طمني عليها."
بشير سكت شويه وبعدها إتكلم ...
بشير:"سيرين تعبانة، في المستشفى"
شوق برهبة:"مالها؟ إيه إللي حصلها؟ في إيه؟"
بشير:"معرفش لسه هروح أشوف إيه إللي حصلها."
شوق:"طب ممكن تقولي على عنوان المستشفى؟، محتاجة أروح أزورها."
بشير:"أنا رايح المستشفى لو كده تعالي معايا."
شوق بإحراج وهدوء:"أنا هاخد من حضرتك العنوان وهروح بنفسي."
بشير بتفهم لإحراجها:"تمام."
قالها على العنوان وبعدها هو خرج من الشركة وركب عربيته .. وشوق خرجت من الشركة وبعدها إتحركت للمستشفى .. 
..........................
عمر وصل الفيلا وطلع لأوضة سيرين .. عيونه جات على موبايلها إللي موجود على السرير .. قرب بهدوء منه وقلبه مقبوض خاېف يكون تحليله غلط .. مسك الموبايل وفتح الموبايل بتاع بكلمة السر بتاعتها إللي هو عارفها .. دخل على سجل المكالمات .إبتسم إبتسامة خفيفة لما لقى شوق إتصلت كتير عليها .. بعدها إبتسامته إختفت لما لقى إن سيرين إتصلت على رقم متسجل بإسم أمير ...  ولسوء حظ سيرين وأمير وشوق إن الموبايل بيسجل المكالمات .. فتح التسجيل الخاص بمكالمة أمير وسيرين بإيدين مرتعشة .. وبدأ يسمع التسجيل مرة وإتنين وتلاته وعشرة ... ولما إستوعب المكالمة وإللي حصل ..حط الموبايل جنبه بملامح خالية من أي تعبير وفضل قاعد في مكانه وبيحاول يعيد ويزيد في كلام أمير لسيرين في المكالمة .. وبيفتكر رجاء بنته لأمير .. عروقة برزت والڠضب بقا واضح عليه .. دلوقتي عرف سبب محاولة إنتحارها .. عرف كل حاجة .. قام من مكانه وحاول يتحكم في غضبه وبدأ يجيب هدوم لسيرين وعلى باله حاجات كتير  أوي ناوي عليها ... بمرور الوقت ... عمر دخل المستشفى بملامح مظلمة وفي إيدة شنطة فيها هدوم سيرين إللي جابها من الفيلا وراح ناحية أوضتها ... في الوقت ده دخل بشير للمستشقى وراح سأل على أوضتها وبالفعل دخل الأوضة .. لقى سيرين نايمة وعمر قاعد بهدوء قدامها وجنبه شنطة ومعاه إسماعيل ومراته ...
بشير:"ألف سلامة عليها ياعمر."
عمر:"الله يسلمك يا بشير."
بشير:"إزيك يا إسماعيل؟"
إسماعيل إبتسمله وقام من مكانه وسلم عليه ... في الوقت ده دخلت شوق المستشفى وسألت على أوضة سيرين في الإستقبال وبعدها راحت هناك .. في الوقت ده بشير وإسماعيل كانوا بيتكلموا مع بعض ...وعفاف قريبة من سيرين وعمر بيبص قدامه بشرود ...
شوق دخلت الأوضة وأول واحدة شافتها كانت عفاف إللي بصتلها پصدمة ... عمر إنتبه لشوق من ريحتها وبصلها بملامح خالية من أي مشاعر ... شوق أول ماعيونها جات على سيرين، قربت منها بسرعة بس إتفاجأت بعمر إللي وقف قدامها ...
عمر بقسۏة شديدة:"إياكي تقربي من بنتي، إياكي أشوف وشك تاني."
شوق بهدوء وتفهم لحالته:"عمر أ..........."
عمر پغضب وهو بيقاطعها:"بقولك بره."

الفصل الثلاثون

شوق كانت واقفه في مكانها ومذهولة من معاملته إللي إتغيرت
180 درجة .. محتاجة تبكي وتصرخ في وشه وتقوله كفاية ... محتاجة ترمي نفسها في حضنه وتقوله إنها مالهاش ذنب في أي حاجة ... محتاجة إعتذاره ليها على كل حاجة هي عاشتها ... محتاجة عمر القديم مش محتاجة عمر الجديد ... محتاجة عمر إللي مكنش بيسيبها زعلانة أبدًا .... عمر إللي مابيخليش أي حد يتجرأ يقرب منها ... ده مش عمر إللي هي عايزاه .. ده مش عمر إللي هي حبته ... الشخص إللي قدامها ده بېهينها قدام الكل وبيرجع يتعامل معاها عادي كأن شيئًا لم يكن .. كانت بتجيبله في مبررات كتير .. حتى غضبه في الوقت الحالي عندها مبرر ليه ... غمضت عيونها پألم لسذاجتها وطيبة قلبها وعلى حبها البرئ ليه ... إتنفضت في مكانها على صوته ...
عمر پغضب:"واقفة ليه؟"
إسماعيل وهو بيقف قدام عمر:"إهدى يا عمر، أكيد في سوء تفاهم."
عمر:"مش عايز أشوفها قدامي، مش عايز ألمحها."
حاولت تحبس دموعها بس قررت تبقى قوية ماتوريهوش ضعفها .. هتبقى شوق إللي إتمنى إنها تبقى عليها دايما وده إللي هي قدرت تعمله بعد ما هو سابها لوحدها في الدنيا دي على إعتقادها ... لفت وإدتله ظهرها وراحت ناحية الباب ولسه هتخرج من الأوضة ..
سيرين بصوت مُتعب:"شوق، خليكي معايا ماتسيبينيش."
شوق وقفت في مكانها ولفت بسرعة وعيونها جات على سيرين إللي بتبصلها بحزن وفي نفس الوقت دموعها بتنزل من عيونها .. عمر ما أخدش باله من جملة سيرين كل إللي أخد باله منه إنه سمع صوتها ... ماحسش بنفسه غير وهو بيجري على سيرين وبياخدها في حضنه ...
عمر بفرحة ولهفة وهو بيمسك وشها بين إيديه:"سيرين، حبيبتي، إنتي بقيتي كويسه؟ حاسه بأي حاجة؟"
سيرين:"أنا بخير يابابي."
عمر ضمھا لحضنه بشدة من تاني ... شوق لوهلة حست بغيرة بنسبة بسيطة لإن عمر القديم كان معاها كده .. عمر كان حنين معاها بشكل كبير .. كان بېخاف عليها من أي حاجة ... كانت الهواء إللي هو بيتنفسه ... مكنش ليه غيرها دلوقتي بقا عنده غيرها ... إستغربت تفكيرها الغريب ده ... إستغربت المقارنة إللي ماينفعش تبقى موجودة من الأساس . دي بنته لكن هي حبيبته .. مهما يكن بنته حته منه لكن هي غريبة عنه .. شافتهم كلهم هما بيتجمعوا حوالين سيرين وبيتطمنوا عليها وفرحانين إنها خلاص صحيت ... شافت إن مالهاش مكان بينهم وعشان مالهاش مكان يبقى لازم تمشي .. إبتسمت إبتسامة فرحة عشان إتطمنت على سيرين وراحت خطوتين ناحية الباب بس وقفت تاني ...
سيرين برجاء وهي بتخرج من حضڼ عمر:"شوق، عشان خاطري ماتسيبينيش."
في اللحظة دي شوق بصتلها ولقت سيرين دموعها بدأت تنزل في صمت شوق جريت عليها وتخطت عمر إللي كان واقف عند سرير سيرين وحضنتها ...  سيرين إنهارت في حضنها .. شوق بدأت تطبطب عليها ... عفاف كانت واقفة مستغربة معرفة سيرين بشوق ده غير تعامل عمر العادي معاها وإزاي وإمتى حصل كل ده؟!! ... فاقت على صوت إسماعيل ..
إسماعيل:"عفاف."
بصتله بإستفسار ..
إسماعيل:"تعالي عايز أتكلم معاكي."
عفاف بصت لسيرين إللي پتبكي في حضڼ شوق ومشيت وخرجت من الأوضة وإسماعيل وراها وبشير خرج هو كمان ... مكنش فاضل غير عمر إللي بيحاول يمسك أعصابه وبيتحكم في غضبه وبيبص لشوق إللي حاضنه بنته وبتهديها ...
.........................................
عفاف بعد ماخرجت بصت لإسماعيل ...
عفاف بإستفسار وهي معقدة حواجبها:"إيه إللي جاب الأرشانة دي هنا؟ أ........."
إسماعيل پغضب وهمس وهو بيقاطعها:"ماتتكلميش عنها كده، إحنا كنا ظالمينها مش أكتر، هي لسه بتحب عمر وإتجوزت ڠصب عنها و................."
عفاف پغضب وهي بتقاطعه:"أفهم من كلامك ده إيه؟ إنك كنت تعرف بمكانها وأنا معرفش؟ إنت قابلتها وأنا معرفش؟ إنت عملت إيه تاني من ورايا؟ وإزاي عمر يسمح لنفسه إنه يفكر فيها بعد إللي هي عملته؟ و...."
إسماعيل بحزم وهو بيقاطعها:"صوتك مايعلاش، وبعدين إنتي مالك بيها وبيه؟ ماتسيبيهم في حالهم؟"
عفاف الحزن ظهر في ملامحها ...
عفاف:"صح، أنا مالي بيها وبيه؟؟ إنت عندك حق."
مشيت من قدامه وبعدها خرجت من المستشفى ... إسماعيل إتنهد بضيق من الموقف بشكل عام وبص لبشير إللي واقف بعيد وقرب ناحيته ...
إسماعيل:"أنا آسف على إللي حصل قدامك ده أ........"
بشير بإبتسامة وهو بيقاطعه:"مافيش مشكلة، بس كنت فهمها غلطها براحه."
إسماعيل بتنهيدة:"تمام ، إنت بقا أخبارك إيه إنت وأولادك وبناتك؟"
بشير بإبتسامة:"كله بخير الحمدلله."
إسماعيل:"بيكلموا مامتهم؟"
بشير بتنهيدة:" أكيد بيكلموها، بس هما لسه زعلانين منها."
إسماعيل بإستفسار:"وإنت مش زعلان؟"
بشير:"لا مش زعلان، كله نصيب الحمدلله،إنفصالنا مأثرش بعلاقتنا تمامًا مهما كانت هي أم البنات والأولاد وبرجعلها في أي قرار باخده من ناحيتهم."
إسماعيل بإبتسامة:"أم البنات والأولاد بس؟"
بشير بضحكة خفيفة:"عايز توصل لإيه؟"
إسماعيل:"أنا بهزر يا بشير .. أصلي إتعودت أهزر بالطريقة دي مع عمر زمان، كنت بحب أنكشه أوي، وبعدين إنت بقالك فترة مش بتكلمني، وإفتكرتني لما عمر رجع من أمريكا."
بشير:"مشاغل الأولاد والبنات يا إسماعيل."
إسماعيل:"أنا بهزر معاك، ربنا يباركلك فيهم."
بشير:"آمين."
..............................
سيرين كانت في حضڼ شوق وهاديه تمامًا ...
شوق:"سيرين."
سيرين بشرود:"نعم؟"
شوق:"إنتي كويسه ياروحي؟"
سيرين:"أيوه ياشوق كويسه الحمدلله."
شوق بمرح وهي بتبص في عيونها:"طب عيني في عينك كده."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة ... 
شوق بإبتسامة:"أيوه كده إضحكي يا قلبي مافيش حاجة تستاهل الزعل ده كله، وبعدين قوليلي إزاي تعملي كده؟ إزاي تقلقينا عليكي؟ ده باباكي كان ھيموت من القلق عليكي."
عمر إبتسم بسخرية وهو واقف على جنب وبيتفرج عليهم ... سيرين بكت وبدأت تتكلم ..
سيرين پبكاء وندم:"أنا مش عارفة أنا إزاي عملت كده ياشوق؟ أنا ماكنتش في وعيي، أنا بس كنت مقهورة .. كنت زعلانة جدا .. كنت محتاجة أرتاح مش أكتر، كنت حاسه بضغوطات كتير حواليا يا شوق، كنت محتاجة إن الحياة تضحكلي لو للحظة واحدة، بس ."
شوق:"حصل خير يا حبيبتي، الحمدلله إنك في حضڼي دلوقتي، الحمدلله إنك لسه عايشه، خليكي قوية، إدعي ربنا كتير وكلميه لما تلاقي نفسك لوحدك، هو القادرعلى كل شئ، قادر إنه يفرحك في ثانية واحدة وكل ده هيحصل طول ماجواكي يقين بيه .. المهم إنك ماتعمليش كده مرة تانية، كنتي هتخسري نفسك يا سيرين، كنتي هتخسري كل حاجة يا حبيبتي."
سيرين:"أنا مش هعمل كده تاني، أنا ضعيفة جدا لدرجة إني فكرت أعمل كده."
شوق بإبتسامة:" ماتقوليش كده، إنتي قوية يا سيرين، عايزاكي دايما قوية، وتدوسي برجلك على أي حاجة تزعلك."
سيرين بصتلها بإرتباك ..
شوق بتفهم لنظرتها وإبتسامة:"حتى لو كان الشخص ده إبني، عايزاكي تتخطيه، مافيش حد يستحق دموعك دي أبدًا، فاهمني؟."
سيرين عيونها جات على عمر إللى معقد حواجبه وبيتحكم في أعصابه ... 
سيرين بهدوء:"فاهماكي."
في اللحظة دي محمد دخل الأوضة ... 
محمد بإبتسامة:"حمدالله على سلامتك يا سيرين، أنا فرحت لما بابا قالي إنك صحيتي."
سيرين بهدوء وهي مش بتبصله:"الله يسلمك."
محمد بص لشوق وعقد حواجبه كإنه بيحاول يفتكرها بس إبتسم لما إفتكرها ..
محمد لشوق بإستفسار:"إزيك عامله إيه؟"
شوق بإبتسامة:"أنا بخير الحمدلله، إزيك إنت يا دكتور؟"
محمد:"الحمدلله."
عيونه جات على سيرين ..
محمد:"قوليلي بقا حاسه بإيه؟ إنتي بقيتي كويسه الأول؟"
سيرين بهدوء وهي مش بتبصله:"أه الحمدلله بقيت كويسه."
محمد تجاهل النبرة الجافة دي وعيونه جات على عمر إللي واقف بعيد في ركن في الأوضة وبيبصلهم ...
محمد:"حضرتك واقف بعيد ليه ياعمي؟"
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانه:"سايبهم يتكلموا على راحتهم، وبعدين مش هتقول سيرين هتخرج إمتى؟"
محمد هز راسه لعمر بإنه هيشوف هتخرج إمتى .. وبدأ يفحص سيرين إللي كانت بتتنفض من لمسته ... عمر زفر بضيق وراح لمحمد وزقه ...
عمر بضيق:"قول عايز تعمل إيه وأنا أعمله."
محمد بإستغراب:"أنا دكتور ياعمي وعايز أشوف شغلي."
عمر:"شغلك ده تشوفه مع حد تاني غير سيرين، قول عايز إيه وأنا أعملهولك؟"
شوق ڠصب عنها كانت هتضحك على إللي بيحصل بس حاولت تكتم ضحكتها ... 
محمد:"مافيش كنت حابب أفحصها الأول وأشوف نبضاتها والممرضة هتيجي بعد شويه تديلها العلاج وبالمناسبة هي هتخرج من المستشفى لما تتحسن."
عمر:"طب قول إنت عايز تعمل إيه وأنا أعمله."
محمد:"ماينفعش يا عمي أنا دكتور وأفهم في الكلام  ده و......"
عمر پغضب وهو بيقاطعه:"قصدك إيه؟ قصدك إني جاهل يعني؟"
محمد:"أبدًا ياعمي ماقدرش أقول كده."
عمر:"يبقى خلاص قول هتعمل إيه؟"
محمد:"طب ننادي الممرضة طيب."
عمر بتفكير:"ممكن الحالة تبقى حرجة أكتر لو ندهنا على الممرضة أكيد فيها سنه على ماتيجي."
محمد إتنهد بإستسلام وبدأ يشرح لعمر يعمل إيه وبالفعل عمر بدأ ينفذ خطواته ... شوق كانت بتضحك ضحكات مكتومة على عمر إللي الغيرة الشديدة واضحة عليه بس هديت ضحكتها لما إفتكرت أيام زمان بينها هي وعمر لما كانت بتعمله القراءة والكتابة وإنه كان شاطر وبيتعلم بسرعة زي دلوقتي ... إتنهدت بحزن وبصت في الأرض وجواها قرار مش عارفه تاخده ولا لا ... عيونها جات على سيرين إللي بتضحك على عمر وفي المقابل هو بيبتسملها ... شوق إتنهدت بحزن ..
شوق لنفسها":هعديها عشانك يا سيرين."
بمرور الوقت ... سيرين كانت ماسكة إيد شوق إللي واقفه عند سريرها وبتبصلها بحنان أمومي تحت عيون عمر إللي ساكت مابيتكلمش ... كانت بتغمض عيونها وهي بتبص لشوق وبتبتسم لحد ماراحت في النوم ... شوف إبتسمت وباستها من راسها وبعدها عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بهدوء وفي عيونه كلام كتير ... شوق بعدِت عيونها عنه وخرجت من الأوضة ... عمر بص لسيرين وإتطمن إنها نامت وبعدها خرج ورا شوق ... إسماعيل وبشير كانوا واقفين بره وبيبصوا لعمر إللي ماشي ورا شوق بإستغراب بس قرروا مايتدخلوش بينهم ... شوق كانت ماشيه ومحتارة الحمام موجود فين؟ فضلت تدور عليه لحد ما لقته دخلت الحمام ... بعد مرور فترة بسيطة .. خرجت من الحمام وبتحاول تفتكر أوضة سيرين طريقها كان فين؟؟، فضلت ماشيه وتايهه بين الأوض ولما قربت ناحية أوضة، إتفاجأت بإللي مسكها من دراعها ودخل بيها على الأوضة دي .. شوق شهقت بفزع بس هديت لما لقت عمر هو إللي عمل كده، حاولت تهدى وده لإنها كانت قربت تفقد التنفس ... عمر كان بيبصلها پغضب ...
شوق بهدوء وهي بتحاول تشيل دراعها من إيده:"عايز إيه؟"
عمر بفحيح وهو بيحكم قبضته على دراعها أكتر:"أنا كان ممكن أقتل إبنك من أول ماعرفت إنه السبب في إللي حصل لسيرين، بس أنا كانت بنتي أهم في الوقت ده، بس صدقيني يا شوق، لو قابلته في يوم هيشوف مني إللي عمره ماشافه، أنا بنتي مش أي حد."
شوق بهدوء وتفهم وهي بتبص في عيونه:"أكيد يا عمر، بنتك مش أي حد، بس أمير موقفه طبيعي، هو بس إتعصب مش أكتر."
عمر:"كرامة بنتي فوق أي شئ، أنا كنت ساكت كتير عشانها لكن صدقيني، إبنك جاب آخره معايا، بنتي حاولت ټنتحر بسبب إبنك، أنا بنتي كرامتها إتهانت، *الحزن ظهر في ملامحه وهو بيبص في عيونها وخفف من قبضة إيده على دراعها* زي ماكرامتي أنا كمان إتهانت."
شوق بهدوء وتفهم لحالته:"أمير مش هيعرف بإللي حصل ده أبدًا، كرامة سيرين محفوظة ماتقلقش، سيرين هتكون دايمًا عاليه في نظر إبني حتى لو مكنش بينهم نصيب، كرامة بنتك في الحفظ والصون يا عمر."
عمر فضل ساكت مابيتكلمش وفي نفس الوقت بيبص في عيونها .. شوق بِعدت عنه مسافات بسيطة وعرفت تشيل دراعها من إيده ... بس فضلت واقفة في مكانها .... شافت الأسود إللي حوالين عيونه إللي بيدل على تعبه وإرهاقه وقلة نومه ... ده غير نظراته المرهقة ليها ... 
شوق بهدوء:"إنت نمت؟"
عمر غمض عيونه بإرهاق وهز راسه ب "لا" ... 
شوق بهدوء:"ممكن تروح تنام؟ إنت تعبان."
عمر فتح عيونه بإرهاق وبص لشوق كان محتاج يرمي حموله كلها عليها ... كان محتاج يحكيلها إنه قد إيه خاف بنته تروح منه ... كان محتاج يبكي في حضنها ويرتاح من الهم إللي هو حاسس بيه ده .. تايه ومش عارف يعمل إيه ... شوق شافت عمر بيبصلها بضعف وإنكسار ... قرب منها خطوات بسيطة وهي رجعت لورا بتلقائية عمر ماهتمش لبعدها بل بالعكس قرب أكتر شوق إتحرجت لوجودهم لوحدهم .. وقررت إنها لازم تخرج وبالفعل جات تخرج من الأوضة إتفاجأت بعمر إللي مسكها من دراعها وضمھا لحضنه بشدة ... شوق إتصدمت من الموقف إللي هي فيه ده وحاولت تبعد عن عمر معرفتش لإنه كان ضاممها لحضنه بشدة ... حاولت تبعد تاني سمعت صوت شهقات مكتومة من عمر وهو بيضمها بشدة ... 
عمر پبكاء:"أنا كنت ھموت لو حصلها حاجة."
شوق كانت بتحاول تتمالك أعصابها بسبب الموقف إللي هي فيه ده ...
عمر وهو بيكمل ومازال حاضنها:"أنا ماقدرش أعيش من غير سيرين، لإنها الدنيا بالنسبالي، أنا خۏفت تروح مني فعلا، أنا حسيت إن الزمن وقف بيا لما شوفتها بالحالة دي يا شوق."
شوق إيديها الإتنين كانوا جنبها وفي لحظة ضعف رفعتهم ببطئ وبدأت تطبطب على عمر .. 
عمر وهو بيشم ريحتها وبيهمس في ودنها پبكاء:"أنا آسف عشان إتعصبت عليكي، مكنش قصدي صدقيني."
شوق دموعها نزلت هي كمان .. عمر بِعد عنها مسافة بسيطة جدا وبص في عيونها .. وشوق كانت دموعها بتنزل وهي بتبص في عيونه ...
عمر:"تعرفي إن أنا كنت محتاجلك بالشكل ده لمدة 28 سنة, كنت محتاج حضڼ أو حتى طبطبة تهون عليا كل إللي فات من حياتي."
شوق دموعها نزلت بكثرة ... مسك وشها بين إيديه ومسح دموعها ... 
عمر بحب ودموع وهو بيبص في عيونها:"بس مش مهم ده كله ... المهم إنك معايا دلوقتي."
إبتسمتله بحب وبعيون بتلمع .. عمر فضل يتأملها بحب وبعدها عيونه جات على شفايفها .. ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها، وفجأه شوق فاقت وإستوعبت إللي بيحصل زقت عمر بعيد عنها وخرجت بسرعة من الأوضة دي وهي بتاخد نفسها بالعافية .. راحت بسرعة للحمام وبتحاول تاخد نفسها بإنتظام غسلت وشها كذا مرة وبتحاول تفوق من إللي هي فيه ... حطت إيديها الإتنين على خدودها وكانت في حالة ذهول وعدم إستيعاب للي  حصل ... عمر كان واقف في مكانه بعد ماهي خرجت وبيحاول يستوعب إللي حصل بينهم هما الإتنين ده ... حمحم بإحراج ومسح دموعه إللي كانت على خده وخرج من الأوضة وبعدها راح لإسماعيل وبشير إللي واقفين مع بعض ... شوق كانت مازالت واقفه في مكانها في الحمام وبتغسل وشها كل شويه عشان تفوق وفي نفس الوقت حاسه بندم شديد ... خرجت من الحمام وهي بتستغفر ربنا على إللي حصل ده وبتدعي إن ربنا يغفرلها هي وعمر ... راحت ناحية بشير وإسماعيل وعمر ووقفت بعيد عنهم شويه بإحراج شديد ... عمر بصلها بطرف عيونها إللي جات في عيونها وهي بتبصله بطرف عيونها .. شوق إتحرجت أكتر وبصت في الأرض بإحراج وخجل شديدين ... عمر إبتسم على خجلها الواضح وإتنهد وسند براسه على الحيطة إللي وراه وحس إنه محتاج ينام ومش قادر يقف على رجله أكتر من كده ... فاق على إسماعيل إللي بيحط إيده على كتفه ... 
إسماعيل:"ماتنام ياعمر، إنت مانمتش من إمبارح."
عمر:"بس أنا مش هيجيلي نوم غير لما هي تبقى معايا في نفس الأوضة."
عمر عيونه جات على شوق إللي كانت بتبصلهم  ومتابعاهم..
إسماعيل:"مش فاهم؟ هي مين؟"
عمر إبتسم لشوق إللي إتحرجت أكتر ماهي محرجه وبصت في الأرض بخجل شديد .. عمر ضحك وإسماعيل وبشير إستغربوا ضحكته ... بدأ يهدي ...
عمر بهدوء:"بتكلم عن سيرين طبعا."
إسماعيل بإبتسامة:"طب ماتدخل تنام."
عمر بإبتسامة:"حاضر."
إسماعيل:"وأنا هروح أشوف الواد محمد ده فين عشان عايزة في كذا حاجة."
عمر:"ماشي."
بشير بتنهيدة:"وأنا هروح."
عمر:"شكرا يا بشير على زيارتك."
بشير بإبتسامة:"ماتقولش كده يا عمر، إحنا أصحاب برده، يلا يا جماعة مش هتعوزوا حاجة؟"
إسماعيل وعمر:"سلامتك."
بشير مشي وبعدها خرج من المستشفى .. وإسماعيل مشي هو كمان وساب شوق وعمر لوحدهم .. عمر قرب من شوق في الوقت ده وهي إتحرجت وبصت في الأرض ...
عمر:"رقمك."
رفعت راسها وبصتله بإستغراب ...
عمر بتوضيح:"رقمك مش معايا، فحابب يكون معايا."
شوق بإحراج وإرتباك:"رقمي مع سيرين، إبقى خده منها."
عمر بتنهيدة:"طب هتعملي إيه دلوقتي؟"
شوق:"أنا هروح."
عمر بنعاس:"طب تعالي أوصلك و....."
شوق:"لا خليك زي مانت، روح نام، انا هفضل هنا خلاص."
عمر:"لا لازم تروحي، عشان ترتاحي."
شوق وهي بتقاطعه:"ماتقلقش عليا، أنا هفضل هنا شويه وبعدها هروح ماتقلقش."
عمر بتأكيد:"هتفضلي؟"
شوق بإبتسامة:"هفضل."
عمر بإبتسامة:"يعني هصحى ألاقيكي؟"
شوق بخجل:"موعدكش، يمكن تصحى متأخر."
عمر ضحك ضحكة خفيفة وبعدها مشي بنعاس ودخل أوضة سيرين تحت عيون شوق إللي بتبصله بحب .... إستغبت نفسها جدا عشان كانت ناوية تبعد عنه تمامًا .... عمر دخل أوضة سيرين لقاها نايمة بهدوء، قعد على سريرها وخلاها تسند براسها على كتفه وباس راسها وبصلها كتير وماحسش بنفسه غير وهو بيروح في النوم ... 
.............................
شوق كانت واقفه قدام الأوضة ومش عارفه هي واقفه ليه؟ ... طب ماتروح بيتها ... 
شوق بهدوء:"أنا فعلا لازم أروح، بس لسه بدري."
إتنهدت تنهيدة بسيطة وقررت إنها تروح بس قبل ده كله لازم تتطمن تشوف عمر نام ولا لا .. قربت من الأوضة بهدوء وفتحت الباب براحة .. لقت عمر نايم بهدوء وواخد سيرين في حضنه .. إبتسمت بحب على منظرهم .. إتنهدت بإرتياح وقفلت الباب بهدوء وبعدها مشيت وكل ده تحت عيون إسماعيل إللي كان متابعها من بعيد .. إبتسم إبتسامة خفيفة على اللحظات الحلوة دي ... كان فاهم نظرات عمر كويس بس كان عامل نفسه عبيط وسابلهم المكان فاضي عشان يتكلموا على راحتهم .. فاق من إللي هو فيه على صوت رنة موبايله ... إتنهدت تنهيدة بسيطة وهو بيبص لشاشة موبايله ..
إسماعيل:"نعم يا وليد؟"
وليد:"إلحقني يا بابا، ماما مڼهارة وبتعيط، أنا مش عارف أعمل إيه؟"
إسماعيل:"ماتعملش أي حاجة، أنا جايلك."
وليد:"ماشي."
إسماعيل قفل المكالمة وإتنهد ...
إسماعيل بتفكير:"عفاف مقموصة ولازم أصالحها، أصحالها إزاي؟"
وبعد تفكير قرر إنه يروح لمحمد يسأله بس إفتكر إنه مشغول في شغله .. آخر أما زهق قرر إنه يجيبلها هدية من زوقه .. 
...............................
أمير كان قاعد في مكتبه وبيحاول يركز في شغله لكنه مش عارف ... كان بيفكر في سيرين ومش قادر يخرجها من تفكيره ... إبتسامتها .. ضحكتها ... رخامتها عليه .. طموحها .. إصرارها على النجاح ... عفويتها .. نفخ بضيق لإنه مش قادر يخرجها من تفكيره ... فاق على صوت وصول رسالة على موبايله .. مسك الموبايل بسرعة بلهفة بس عقد حواجبه بضيق لما لقى رسالة من أبوه .. "مجدي" ..
" قدامك أسبوع على آخر الشهر يا حيلتها، جهزلي الفلوس بتاعة كل شهر"
قفل الموبايل پغضب وحاول يتحكم في أعصابه ...
أمير بهدوء لنفسه:"كل ده عشان خاطر شوق يا أمير، طول مانت بتديله فلوس هو هيبعد عنها."
............................
إسماعيل دخل البيت وهو ماسك في إيده كيس أسود كبير مليان موز، لقى وليد قاعد في الصالة .... 
إسماعيل بإستفسار:"أمك فين؟ ومالك قاعد كده ليه؟"
وليد:"ماما في الأوضه بتاعتي يا بابا.، هو في إيه؟ إيه إللي حصل؟"
إسماعيل:"وإنت مالك؟ ماتروح تذاكرلك كلمتين ينفعوك بدل مانت قاعد كده."
وليد بضيق:"كتبي جوا في الأوضة، وكل أما أدخل الأوضة ماما تقولي بره."
إسماعيل:"خلاص، هخليها تخرج منها."
وليد:"ياريت عشان زهقت."
إسماعيل ضحك ضحكة خفيفة على وليد وراح للأوضة وخبط .. وصله صوت عفاف ..
عفاف بصوت باكي:" إمشي يا وليد من وشي بدل ما أقوم أوريك النجوم في عز الظهر."
إسماعيل فتح الباب وهي عقدت حاجبها بضيق وديرت وشها الناحية التانية ..  قرب منها وقعد جنبها على السرير ...
إسماعيل:"خلاص يا عفاف ماتزعليش."
عفاف مردتش عليه ومابصتلوش ..
إسماعيل وهو بيضربها ضربه خفيفة على كتفها:"ماخلاص بقى."
مردتش عليه ..
إسماعيل:"شوفي جبتلك إيه؟"
بصت للكيس إللي في إيده بطرف عيونها لقت موجود فيه موز ... إبتسمت بس حاولت تداري إبتسامتها بس معرفتش ...  أخد موزه من الكيس وقشرهالها ..
إسماعيل:"إتفضلي كلي."
مسكتها منه بإحراج بس بدأت تاكلها ..
إسماعيل:"صافي يالبن؟"
عفاف بإبتسامة:"حليب يا قشطة."
إسماعيل إبتسملها بس إستغرب من تحولها المفاجئ...
عفاف بعصبية:"أنا بقا نفسي أفهم .. إزاي الأرشانة دي تظهر كده؟ وإزاي عمر يسامحها ويعدي كل ده؟ وإزاي أصلا بيتعامل معاها عادي لدرجة إنه يزعقلها كإنهم كانوا مع بعض مثلا؟ وإزاي إنت تعرف كل ده وماتقولش؟"
إسماعيل:"مالناش دعوة، خلينا في حالنا يا عفاف هما أحرار مع بعض."
عفاف وهي معقدة حاجبها بضيق:"وبالنسبة للي حصلك بسببها زمان؟ هو مش عمر ضړبك عشانها؟ هو مش عمر قاطعك بسببها 3 سنين، وبعدين .................."
إسماعيل وهو بيقاطعها:"يا عفاف الله يهديكي أنا مافيش فيا حيل للمناهدة، ده كان زمان والموضوع إتقفل خلاص، إنسي بقا."
عفاف بمصمصمة:"أنسى؟!! وماله."
إسماعيل وهو بيغير الموضوع:"لو هتفضلي مقموصة كده أنا هنادي لوليد ياكل الموز كله، *بدأ يتكلم بصوت مسموع* وليد تعالى كل........................"
قطع كلامه عفاف إللي حطت إيدها على بوقه ...
عفاف بإبتسامة:"خلاص خلاص، مش هتقمص."
إسماعيل باس راسها وضمھا لحضنه ...
إسماعيل:"مايهونش عليا زعلك يا ست الستات."
عفاف:"ربنا يخليك ليا يا أبو محمد."
بمرور الوقت ... عمر صحي من النوم وسيرين كانت نايمة في حضنه بس صاحيه ... 
عمر بنعاس:"صباح الخير."
سيرين بإبتسامة:"لسه فاكر يابابي، مساء الخير يا حبيبي، الساعة 9 بليل."
عمر عقد حواجبه وبص حواليه كإنه بيدور على شوق .. قام من جنب سيرين بهدوء ...
سيرين بإستفسار:"رايح فين يا بابي؟"
عمر بنعاس:"هشوف حاجة كده وهرجعلك."
عمر خرج من الأوضة وبدأ يدور بعيونه على شوق بس ملقهاش ...
عمر بتنهيدة:"ماشي ياشوق."
دخل الأوضة وعيونه جات على سيرين إللي بتعدل نفسها عشان تقعد على السرير وبتبصله ... قرب منها وقعد جنبها على السرير ...
عمر:"عاملة إيه دلوقتي ياحبيبتي؟"
سيرين:"انا بخير الحمدلله."
عمر باس راسها وسكت شويه بس إتكلم ..
عمر:"سيرين."
سيرين وهي بتبصله:"نعم يابابي؟"
عمر وهوبيبص في عيونها:"أنا مش زعلان منك ياسيرين، وكل إللي انا عايز أقوله إن أنا وشوق جنبك ومش هنسيبك أبدا."
سيرين إبتسمتله بس فجأة بصتله بإستغراب ...
سيرين بإستغراب وعدم فهم:"مش فاهمة؟ إنت وشوق؟ بمعنى؟"
عمر حمحم بإحراج ...
سيرين بإستفسار وحماس:"بابي، هو إنت وشوق رجعتوا لبعض؟"
إبتسملها وهز راسه ب " اه" ... ماحستش بنفسها غير وهي بتدخل في حضنه ...
سيرين بفرحة وعدم إستيعاب:"مش قادرة أصدق نفسي، هو ده بجد؟ بجد يابابي؟ رجعتوا بجد؟!!"
عمر:"أيوه مش مصدقة ليه؟"
سيرين إتحمست أكتر وحضنته تاني  .. وبعدها خرجت من حضنه ... 
سيرين:"لازم أكلم شوق .. بابي انا عايزة موبايلك."
عمر بإستفسار:"ليه؟"
سيرين:"هكلم شوق .. هاته بس."
عمر:"بس انا مش معايا رقمها، وبعدين موبايلك في البيت هتجيبي رقمها إزاي برده."
سيرين وهي بتشاور على راسها:"مش هحتاج موبايل لإن رقمها محفور هنا."
عمر بضحكة:"يا مچنونة."
سيرين:"يلا يابابي هات موبايلك."
ضحك تاني وإدالها موبايله وهي بدأت تكتب رقم شوق وبعدها بدأت تتصل ... شوق كانت بتبص لأمير إللي قاعد سرحان وبيبص قدامه بشرود ...
شوق:"إنت كويس يا حبيبي؟"
أمير:"أنا كويس الحمدلله."
شوق:"طب مالك في إيه؟ حاسه إن فيك حاجة مش طبيعية."
أمير:"لا أنا تمام يا شوق، مضغوط في الشغل شويه."
شوق بإبتسامة:"ربنا يعينك يا حبيبي."
أمير:"اللهم آمين."
فضلوا ساكتين شويه وبعدها أمير ..
أمير:"بقولك ياشوق أنا هدخل أنام عشان تعبان شويه."
شوق:"ماشي ياحبيبي، تصبح على خير."
أمير باس راسها وبعدها دخل أوضته لكن هي فضلت قاعدة في مكانها وبتفكر في حالة أمير إللي هو عليها من ساعة مادخل البيت، طول ماهو قاعد سرحان كإنه بيفكر في حاجة معينة شاغلة باله، مش مخلياه مركز مع أي حاجة تانية ... 
شوق:"ربنا يصلح حالك يابني ويهديك."
قامت من مكانها وراحت لأوضتها وقعدت على سريرها .. وبدأت تسترجع ذكريات اليوم كله . إبتسمت بخجل وإحراج لتذكرها كل إللي حصل ده ... بس فاقت لنفسها وإستغفرت ربنا .. 
شوق بتنهيدة:"يا رب إصلح حالنا كلنا."
إتعدلت على سريرها عشان تنام بس لقت موبايلها بيرن .. كان رقم غريب بيرن عليها إستغربت إن رقم غريب يرن عليها دلوقتي بس قررت ترد ..
شوق بهدوء:"السلام عليكم."
سيرين بإبتسامة:"وعليكم السلام يا شوق."
شوق بفرحة:"سيرين، حبيبتي عاملة إيه؟"
سيرين:"أنا بخير الحمدلله، أنا مبسوطة أوي عشان إنتي وبابي رجعتوا لبعض."
شوق إتحرجت وحست الخجل ومش عارفه ترد تقول إيه .. سيرين إتفاجأت بعمر إللي أخد منها الموبايل ...
عمر بإستفسار وهو معقد حواجبه:"هو إنتي بتردي على أي رقم غريب عادي كده؟"
شوق بإحراج وإرتباك لإنها سمعت صوته:"لا بس عادي يعني."
سكت شويه وبعدها إتكلم ...
عمر بإبتسامة:"تحبي أسجل رقمك بإيه؟"
شوق بإحراج:"أي حاجة، شوق عادي يعني."
عمر وهو بيكرر كلامها:"شوق عادي يعني، إسم ثلاثي لطيف."
شوق ضحكت ضحكة خفيفة ... ضحكتها خطفت أنفاسه وإتمنى لو يشوفها وهي بتضحك ... عمر كمل كلامه مع شوق ومش منتبه لسيرين إللي بتبصله بحب وفرحة وهو بيتكلم معاها ...

تابعووووني

 


تكملة الرواية من هنا






الصفحه الرئيسيه للرويات من هنااا



روايات كامله وحصريه من هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
close