expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية شوق العُمَر بقلم سارة بركات الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده

 رواية شوق العُمَر بقلم سارة بركات الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده

رواية شوق العُمَر بقلم سارة بركات الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده

الفصل السادس

وصلوا للحاره إللى فيها الأوضة إللى عمر كان مأجرها قبل كده، دفع أجرتها لصاحبها وأخد شوق وطلعوا فوق للأوضة دى، عمر كان عايز يرضى غروره وكبرياءه إللى شايف إنهم إنكسروا لما ماقدرش يلمسها فى أول مرة .. شوق كانت ماسكه فى إيده جامد كإنها بتتحامى فيه لإنها خاېفة مش حاجه مش عارفه إيه هى .. دخلوا الأوضه وعمر قرب بيها نحية السرير وبدأ يبوس فيها بلهفه وعشق حتى هو مستغرب نفسه من الطريقة دى، ولإنعدام خبرتها رغبته ليها بتزيد أكتر، كان بيحاول يتجاهل إنتفاضات شوق ومقاومتها ليه، بس فجأه صوت ضحكتها إللى دايما بيسمعها رنت فى ودانه وهو مغمض عيونه، صورتها وهى بتضحك وبتجرى معاه، ولما قالتله "ماتسبنيش يا عمر"، "أنا ھموت لو سبتنى"، صوت بكاءها وقتها بيعلى فى دماغه أكتر، كان مستغرب نفسه جدا، جه على باله هل ده حب؟!!، بس لا كالعاده نفض التفكير ده من دماغه وفى نفس الوقت بيحاول يركز فى إللى هو بيعمله لكن للأسف شوق ملكت كل تفكيره حتى وهى معاه، بِعِد عنها بسرعه لإنه خلاص بقا رافض إنه يلمسها تمامًا، قام من مكانه بسرعه وبدأ يلبس هدومه وقبل مايخرج من الأوضه....

[[system-code:ad:autoads]]

عمر وهو مديلها ضهره:"شوق، إلبسى هدومك، هستناكى بره."

شوق:"عمر أ........."

عمر بعصبيه وهو مازال على وضعه:"بقولك إلبسى هدومك."

خرج بسرعه ورزع الباب وراه وبدأ يهدى نفسه .. كانت قاعده فى مكانها بتبكى لإنها خلاص فهمت إن عمر هيسيبها وهيبعد عنها..قامت من مكانها وبدأت تلبس هدومها .. بعد مرور فترة بسيطه.. خرجت من الأوضه ودموعها على خدها، عمر لما لاحظ إنها خرجت ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى عليها علطول وبياخدها فى حضنه، وهنا شوق إنهارت من البكاء...

عمر:"شوق إهدى."

شوق پبكاء وهى ماسكه فيه جامد:"ماتسبنيش ياعمر."

عمر وهو بيطبطب عليها:"مش هسيبك ياشوق."

شوق پبكاء وهى بتبصله:"يعنى مش هتسيبنى خالص؟"

عمر بتأكيد وهو بيبص فى عيونها:"عمرى ماهسيبك ياشوق، عمرى."

كانت متعلقه بيه وخاېفه أحسن حياتها تبقى شكلها وحش .. عمر مكنش فاهم هو ليه ماقدرش يلمسها؟ ليه مش قادر يسيبها حتى أو يبعد عنها؟ وردا على كل الأسئله إللى بتيجى فى باله دى، كانت كلمة واحدة بس لكن هو كالعاده بيبعد الكلمة دى عن دماغه تمامًا لإنه مش بتاع حب، بس ليه معاها؟!، ليه مش عايز يبعد عنها ليه ضحكته بتطلع معاها؟ ليه قلبه نبض معاها هى وبس؟ غمض عيونه بيحاول يطرد الأسئلة دى من باله وهو معاها، مسكها من إيدها....

[[system-code:ad:autoads]]

عمر بإبتسامه وهو بيعدل شعرها:"يلا عشان أوصلك للحارة."

شوق بإبتسامة بريئة:"حاضر."

........................

فاقت من ذكرياتها على صوت آذان الفجر مسحت دموعها إللى كانت بتنزل بغزارة، قامت من مكانها ودخلت الحمام وإتوضت وصلت .. بعد التسليم بدأت تدعى ربنا بالمغفرة، وقالت أدعيه كتير بدون صوت، الأدعيه دى بتقولها جوا قلبها وهى بتبص لموضع القبله بدون كلام وبعدها بدأت تقرأ وِردها من القرآن الكريم .. بعد مرور فترة بسيطة .. قامت من مكانها وراحت تصحى أمير..

شوق:"أمير حبيبى."

أمير إتقلب فى مكانه...

شوق:"أمير."

فتح عيونه بتكاسل شديد..

أمير بنعاس:"مالك ياشوق واقفه على راسى كده ليه؟ حصلك حاجه؟"

شوق:"الفجر أذِّن يا حبيبى، يلا قوم إتوضى وصلى."

أمير:"حاضر ياشوق."

قام من مكانه بنعاس شديد، بس وقف لما سمع صوتها...

شوق:"أمير."

أمير بصلها بإستفسار بعيون شبه مقفوله..

شوق بملامح مرهقة:"إبقى حضر إنت الفطار أنا مانمتش، فهنام أنا دلوقتى."

أمير:"حاضر ياشوق."

خرجت من الأوضه تحت عيون أمير إللى حاسس إن فى حاجه مش مظبوطه.. بمرور الوقت .. حضّر الفطار وبدأ يفطر وبيفكر فى شغله وحياته ... بعد فترة بسيطة قام من مكانه وحط الأطباق فى التلاجة وغسل المواعين إللى هو إستخدمها، ودخل أوضتها.. كانت نايمة بكل هدوء وطمأنينة والإبتسامة على وشها، أمير فضل يبصلها وإبتسم لإبتسامتها.. قرب منها بهدوء وبدأ يصحيها..

أمير وهو بيملس على شعرها:"شوق، إصحى ياشوق."

شوق بنعاس وتخترف مع إبتسامة عشق وهى مغمضة عيونها:"عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية."

أمير سكت شويه لما سمع الإسم، وبدأ يتأمل ملامحها والإبتسامة الجميلة دى إللى دايما بيشوفها لما شوق بتبقى نايمة وبس، أخد نفس عميق وبعدها إتكلم..

أمير:"أنا همشى ياشوق، سايبلك الأكل فى التلاجه، وغسلت المواعين قبل ما أنزل، هتحتاجى حاجه تانيه غير الكرنب أجيبهالك وأنا راجع؟"

شوق بنعاس:"لا."

أمير وهو بيبوس راسها:"إبقى إدعيلى."

شوق:"ممممممم."

وقف شويه وفضل يبصلها وهى نايمه، دايمًا شايفها أخته الصغيره أو بنته لكن مامته؟!! أبدا، عمره ماشافها مامته، دايما شايف إنها مسئوله منه حتى لما كان طفل صغير ومراهق كان شايفها طفلة برده ..إبتسم وبصلها بصة أخيرة وبعدها مشى... بمرور الوقت.. دخل المكتب لقى سيرين قاعده مستنياه بإبتسامة كبيرة، إتنهد بعمق وقعد على الكرسى بتاع مكتبة وحاول يبدأ شغله بس قطع لحظته صوتها...

سيرين:"على فكرة مامتك ډمها خفيف أوى، حبيتها جدا."

مردش عليها وكمل شغله.. سيرين إتضايقت من كلامه بس حاولت تهدى نفسها وإتكلمت..

سيرين بهدوء:"على فكره أنا بتكلم."

أمير بإستفسار وهو بيبصلها:"نعم؟"

سيرين:"بقول إن شوق عسوله."

أمير بجدية:"شكرا، يلا ركزى فى شغلك."

سيرين وهى بتكمل:"بس تعرف إنت مش شبهها خالص و........"

أمير بهدوء مصطنع وهو بيقاطعها:"هو إنتى هتصاحبينى؟ مش عشان والدتى إتكلمت معاكى يبقى تعتبرى نفسك من العيله؟! بلاش كلام كتير ويلا شوفى شغلك."

سيرين وهى بتحاول تتحكم فى أعصابها:"إنت ليه بتعاملنى كده؟ أنا عملتلك إيه؟"

أمير:"أرجوكى ماتتكلميش غير فى الشغل، وياريت يا آنسة سيرين ماتتصليش عليا فى البيت، أظن إن مكنش فى سبب مقنع إنك تتصلى وده لإن الشغل ليه وقته، عندك حاجه يبقى تفضلى حطاها فى دماغك لحد ماييجى اليوم إللى بعده ونتقابل هنا فى الشغل ونتكلم براحتنا."

سيرين بجدية:"تمام مقتنعه بكلامك أوى، بس ياريت لما تتكلم معايا بعد كده تتكلم بالزوق والإحترام لإن ده مش أسلوب تعامل زميل لزميلته فى الشغل أبدا."

أمير بسخرية:"وإنتى بقا هتعلمينى الشغل على أساسه؟ إنتى مجرد واحده جديدة جاية بواسطه، لا تعبتى فى حياتك، ولا عملتى أى حاجه فى حياتك أصلا."

سيرين برسمية زائدة وهى متجاهلة كلامه:"أنا مش هكرر كلامى تانى، إحترم زملائك فى الشغل، أنا حاولت أتعامل معاك كويس بحكم إننا زمايل لكن ماينفعش تتعامل كده."

أمير بإبتسامه:"لو حابه تكونى صداقات مع زملائك فى الشغل يبقى مش فى المكتب ده، لإنك هنا فى المكتب الغلط."

رجع ركز فى الملفات إللى قدامه ومش واخد باله من سيرين إللى بتبص قدامها بشرود.. مش قادرة تحدد هو بيتعامل معاها كده ليه؟ طب كل الناس إللى عرفتهم قبل كده كان تعاملهم سهل، طب أمير ده صعب ليه؟.. أخدت نفس عميق وحاولت تشوف أى حاجه تعملها... أمير كان متضايق من نفسه لإنه إتكلم معاها كده بس شايف إنها تستاهل، ماينفعش واحده زيها تيجى تاخد كل حاجه بسهولة، بس إفتكر كلام شوق ليه لما قالتله ميزعلش سيرين، ده غير كلامها ليه إن أكيد رزقه فى حاجه تانيه، وأدى البرنامج أهوه إتفق عليه مع صاحب الشركة بنفسه، قرر إنه ينقذ كلام شوق...

أمير بتنهيدة وهو مركز فى الملفات:"أنا آسف."

رفعت عيونها وبصت لأمير إللى مش بيبصلها...

أمير وهو بيكمل:"أنا آسف عشان أنا إتكلمت معاكى كده، بس مش آسف على الكلام نفسه لإن أنا عندى حق."

سيرين بإبتسامة وتفهم:"أنا فاهماك، إنت متضايق عشان شايف إنى ماتعبتش فى حياتى وجايه بواسطه ومرتاحة لكن إنت تعبت على ماتوصل للشغل ده."

أمير بصلها فى اللحظه دى...

سيرين وهى بتكمل:"بس إللى إنت ماتعرفوش إن كل واحد ليه ظروفه، كل واحد عاش حياته بشكل مختلف، كل واحد ناقصه حاجه، كلنا زى بعض بس بإختلاف الظروف."

ماقدرتش توضح أكتر من كده وحاولت تتحكم فى دموعها إللى قربت تنزل .. أمير كان بيبصلها وحس إن فى حاجه هى ماحبتش تقولها، والحاجه دى هتوجع قلبها لو حكت فيها، فاق على صوتها..

سيرين بإستفسار:"ممكن نبقى أصحاب؟"

أمير:"قولتلك إنتى ف....."

سيرين بإبتسامة وهى بتكمل:"فى المكتب الغلط عارفه، بس الفكرة إنى مابعرفش أتعامل مع حد وأنا شايفاه متضايق منى، فحابه أخلى الجو هادى بينا، لإن إحنا زمايل وأنا بالنسبالى الزماله دى الصحوبيه."

أمير وهو معقد حواجبه:"الزمالة تختلف عن الصحوبيه."

سيرين:"بالنسبالى الإتنين واحد، وماتخفش أنا بالنسبالى الصحاب زى الزمايل بالظبط وعارفه حدودى فين."

أمير:"ومين قال إنى خاېف؟"

سيرين بتنهيدة:"قصدى أوعى تكون مفكر إنى من البنات إللى حياتى كلها أصحاب شباب، بالعكس دى مش حياتى أنا إتكلمت فى الحوار ده معاك عشان نعرف نتعامل مع بعض، مايبقاش فى حزازية بينا، أوك؟"
( رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات)
أمير سكت شويه وبعدها بصلها...

أمير:"تمام."

سيرين بفرحه وهى بترفع إيدها:" Give me five."

أمير بص لإيدها بإستغراب...

سيرين:"سورى، قصدى هات كفك."

أمير هنا إنفجر من الضحك من شكلها المضحك..

سيرين:"طب مانت طلعت بتضحك أهوه أومال قالبها نكد عليا ليه؟"

أمير وهو بيحاول يهدى:"أول حاجه أنا فاهم إنجليزى كويس، تانى حاجه إنتى ماشوفتيش نفسك وإنتى بتعملى الحركه دى؟"

سيرين كانت لسه هتتكلم ... الباب خبط وبشير دخل..

بشير بإبتسامة:"ها إيه الأخبار؟ الشغل تمام؟"

أمير إتحرج إنه يرد لإنهم مكانوش بيشتغلوا..

سيرين بإبتسامة:"طبعا كله تمام يا أونكل."

بشير بإبتسامة:"بالتوفيق إن شاء الله، أمير؟"

أمير:"أفندم يا أ/بشير؟"

بشير بإبتسامة:"جالى أوامر من الجهة العليا بتنفيذ فكرتك، إيه رأيك نبدأ بكره؟ على ما نعرض الفكرة على الزملاء؟"

أمير بإبتسامة:"تمام يا أ/بشير، موافق طبعا."

بشير:"بالتوفيق، هبلغ زملائك فى الشركة، يلا ركزوا فى شغلكم."

سيرين بفرحة:"تمام يا أونكل."

بشير خرج وسيرين بصت لأمير بفرحه...

سيرين:"مبروك، أنا سعيدة جدا عشانك."

أمير إتحرج لفرحتها بيه وبص لنفسه وشاف هو كان بيعاملها إزاى من شويه..

سيرين:"على فكرة بقولك مبروك."

أمير بإبتسامة:"الله يبارك فيكى."

سيرين:"ماتتخيلش الخبر إللى أونكل بشير بلغنا بيه ده فرحنى قد إيه، أنا بحب الناس الطموحه إللى بيعافروا فى حياتهم عشان يوصلوا لحاجه معينه، وإنت منهم وحقيقى بتمنالك التوفيق."

ضميره أنبه للمره التانيه..

سيرين:"ساكت ليه؟ هنفضل قاعدين كده؟ مش هنكمل شغل؟"

أمير:"أه أكيد هنكمل، يلا."

بدأوا يكملوا شغلهم إللى هو عباره عن شرح أمير لسيرين الوظائف الخاصه بالقسم بتاعهم وبيدربها... بمرور الوقت... سلم على زملائه وخرج من الشركة ومشى شويه عشان يركب أى مواصلة للمنطقة بتاعته، وهو ماشى بعيد عن الشركه لقى واحد واقف بعربية كرنب، بص حواليه بيشوف حد هيشوفه ولا لا، إتنهد بإرتياح لما ملقاش فى حد راح إشترى الكرنبه وحضنها بدارعه الليمين ومسك شنطته بإيده الشمال، مكنش قادر يتخيل منظره لإنه عارف إن شكله مضحك، كمل مشى بس الناس فى الشوارع كانوا بيبصوله بإستغراب وفى منهم إللى بيضحك على منظره.. حاول يتجاهل الموضوع ده وكمل بس إتحرج أكتر لما سمع صوت بنتين بيتكلموا..

؟؟:"يابختها بجد."

##:"يابختها إيه بس؟ إنتى مش شايفه شكله مضحك إزاى؟ ههههههههههه بدلة وكرنب؟! ھموت من الضحك."

إتنهد بضيق وكمل مشى .. سيرين خرجت من الشركه وركبت عربيتها وبدأت تتحرك .. وهى ماشيه بالعربيه وداخله على الطريق العمومى لفت إنتباهها أمير إللى واقف فى مكانه كإنه مستنى حاجه، حاولت تكتم ضحكتها لما شافته بالمنظر ده، لاحظت إحراجه من الناس إللى بيبصوله .. قربت نحيته بالعربيه، لحد مابقت قدامه..

سيرين:"بِس بِس."

أمير بص فى إتجاه الصوت ده لقى عربيه قدامه بس مش واضح مين فيها، نزل راسه شوية وبصلها لقاها سيرين...

سيرين:"تعالى أوصلك."

أمير بإبتسامة:"لا شكرا، مستنى ميكروباص."

سيرين:"تعالى بس أوصلك، خليها عليا."

أمير كان محرج من نظرات الناس وقرر إنه يركب وبالفعل ركب ... قعد على الكرسى جنبها وحط الكرنبه على رجله ومعاه الشنطه.. سيرين حاولت تكتم ضحكتها وإتحركت..

سيرين بإستفسار:"أتحرك على فين؟"

أمير:"هتعرفى الطريق؟"

سيرين:"يعنى مش أوى."

أمير:"خلاص أنا هوصفلك."

سيرين:"تمام."

بعد مرور وقت من الصمت ووصف الطريق لسيرين، قررت إنها تتكلم...

سيرين وهى مركزه فى السواقة:"غريبة."

أمير بإستفسار وهو بيبصلها:"هى إيه إللى غريبة؟"

سيرين:"إللى على رجلك."

أمير بإستغراب:"ده كرنب، ماتعرفيش الكرنب؟"

سيرين:"أعرفه طبعا، بس إنت جايبه ليه؟"

أمير:"أكيد مش جايبه عشان جماله."

سيرين بضحكة خفيفة:"عارفه صدقنى بس مستغربه إنك إنت إللى بتجيبه، كنت مفكره يعنى إن الستات هما إللى بيتسوقوا."

أمير بتنهيدة:"عادى فى رجالة كتير بيتسوقوا، أنا بنزل السوق بشترى إحتياجات البيت إللى شوق بتقولى عليها يعنى."

سيرين:"أها، ربنا يحميها."

أمير بإبتسامه وهو بيبص على الشارع من الشباك:"يا رب ويحفظهالى ويباركلى فى عمرها."

سيرين كانت ملاحظه إنه مختلف جدا عن الشركه، ده شخصية تانية خالص..

سيرين:"ممكن سؤال؟"

أمير بإبتسامه وهو بيبصلها:"أكيد."

سيرين:"هو إنت أ/ أمير إللى معايا فى الشغل؟"

مكنش عارف يقول إيه بس قرر إنه يلطف الجو شوية...

أمير بضحكه خفيفه:"لا، أنا قولتلك وقت الشغل شغل."

سيرين بإبتسامه:"خلاص أنا كده هتعامل معاك بره الشغل أحسن."

أمير ضحك ضحكه خفيفه وبعدها فتح موبايله عشان يشوف الساعه .. سيرين عيونها جات على خلفية الموبايل إللى عليها صورته ومعاه واحدة محجبة، كانوا هما الإتنين عاملين شكل مضحك، أمير كان بيغمز والبنت إللى معاه رافعه حاجبها ومقربه عيونها للكاميرا، سيرين حستها أخته وده لإنها صغيره وفيها شبه منه ...

سيرين بإستفسار:"هى دى أختك؟"

أمير وهو بيبصلها:"هاه؟"

سيرين شاورت للصوره إللى على الموبايل:"دى أختك؟ بس على ما أعتقد شوق قالت إنك إبنها الوحيد."

أمير بإبتسامة:"أنا معنديش إخوات فعلا، دى تبقى شوق مامتى."

سيرين بصتله بإستغراب..

أمير بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابها:"فى إيه؟"

سيرين وهى مركزه فى السواقه:"دى صغيره أوى!! أنا فكرتها أختك لإن شكلها يدى إنها قريبه من سنى."

أمير بتنهيدة:" يعنى مش أنا الوحيد إللى بقول كده."

سيرين:"هى إتجوزت وهى صغيره صح؟"

أمير:"أيوه."

سيرين كانت لسه هتتكلم..

أمير:"أيوه هنا."

سيرين بإستفسار:"هو أنت ساكن على أول الحاره دى؟"

أمير:"لا، بس عشان مش حابب أتعبك نزلينى هنا."

سمعت كلامه من غير ماتتكلم...وقفت على أول الحاره ..

أمير بإبتسامه:"شكرا يا آنسه سيرين."

سيرين:"العفو."

فتح باب العربيه مسك الكرنبه كويس ونزل، قفل الباب العربيه وإبتسملها ودخل الحاره .. وهى كانت متابعاه بعيونها وهو بيمشى فى الحاره بس قررت إنها تتحرك ... أمير كان ماشى فى طريقه بيحاول مايركزش مع الستات إللى مركزين عليه وبيطنش همساتهم المسموعه..

؟؟:"هو فى حد كده؟"

$$ بحسرة:"يابخت شوق بإبنها، بنتى المتخلفه مابتعملش أى حاجة فى البيت فالحة تقوم تاكل وتشرب وتمسك الموبايل وتنام، بنات آخر زمن، تيجى تشوف إبن شوق بيعمل إيه لمامته."

؟؟:"ربنا يكون فى عونك ياحبيبتى."

أمير وصل للست بتاعة الخضار...

أمير بإبتسامة:"إزيك يا أم هدير؟"

أم هدير:"أنا كويسه يابنى، إنت إزيك؟"

أمير:"الحمدلله، معلش كنت عايز كوزبره وبقدونس وشبت."

أم هدير:"عيونى يابنى، إتفضل، وإبقى سلملى على مامتك."

أمير بإبتسامه وهو بياخد منها الخُضرة:"الله يسلمك."

وراح إشترى العيش وبعدها طلع للبيت .. فتح الباب بالمفتاح بصعوبه ودخل الشقه ملقاش شوق فى الصالة، حط الحاجه على الترابيزه وراح أوضتها لقاها نايمة زى ماهى... قرب منها بهدوء..

أمير وهو بيطبطب عليها:"شوق."

شوق إتقلبت...

أمير:"شوق حبيبتى، كل ده نوم؟"

فتحت عيونها بكسل شديد ...

أمير وهو بيبص فى عيونها:"أنا خلصت شغل ياشوق وإنتى لسه نايمة؟"

شوق بنعاس:"أنا نمت كتير بجد؟"

أمير:"كتير أوى ياشوق، بس مافيش مشكلة، يلا قومى وفوقى كده، أنا جبت الكرنب و..........."

إستوعب إنه نسى...

أمير بإستيعاب:"ورق العنب! نسيت أجيبه."

شوق بنعاس:"كل معايا كرنب يا أمير، إنت عارف إنى مابحبش آكله لوحدى."

أمير بتنهيدة:"أمرى لله، حاضر."

شوق قامت بهدوء من على السرير..

أمير بإبتسامه وهو بيملس على شعرها:"قومى إغسلى وشك وفوقى وأنا هجهزلك فطار تاكليه."

شوق بنعاس:"حاضر."

خرج من الأوضة وهى قامت من على السرير وراحت الحمام .... أمير دخل أوضته وبدأ يغير هدومه .. بعد مرور فترة بسيطة .. شوق كانت قاعده على الترابيزة فى الصالة ورابطة طرحه حوالين دماغها وواضح عليها التعب والإرهاق، أمير خرج من المطبخ وهو شايل أطباق وبيحطها على الترابيزة... قعد قدامها ..

أمير:"يلا ياشوق كلى."

شوق بتنهيدة وتعب:"مصدعه يا أمير مش فايقه ومش قادرة آكل."

أمير:"الصداع ده عشان إنتى مانمتيش غير الصبح، حاولى تاكلى يلا وأنا هجهز العلاج بتاعك."

شوق بإبتسامه:"حاضر."

بدأت تاكل بهدوء وأمير دخل المطبخ وبدأ يجهز الأدوية بتاعتها... بمرور الوقت... كانت واقفه فى المطبخ وبتجهز خلطة المحشى وفى نفس الوقت بتسلق الكرنب ... وأمير بره بيجهز الترابيزة وكل حاجه عشان يعملوا المحشى ... بمرور الوقت... كانوا قاعدين بيلفوا المحشى قدام بعض على الترابيزه ...

شوق بإنشغال:"إحكيلى بقا عملت إيه النهارده فى يومك؟"

أمير بتنهيدة:"روحت وقمت بشغلى و..."

سكت شوية وضحك... شوق بصتله بإستغراب...

شوق:"بتضحك على إيه؟"

أمير بضحكة وهو بيبصلها:"منظرى كان مضحك النهارده وأنا شايل الكرنبة الناس قعدوا يتفرجوا عليا فى الشارع ويتريقوا عليا."

شوق بإستفسار:"إزاى؟ هو إنت جبتها من مكان تانى غير هنا؟"

أمير:"إنتى عارف إن عم مصيلحى مابيقفش بعربية الكرنب بعد العصر، وأنا خارج من الشركه قريب من الطريق العمومى لقيت واحد واقف بعربية كرنب، جبت منه واحده."

شوق:"ورجعت البيت بيها كل ده؟"

أمير بضحكة خفيفة وهو بيلف الصباع إللى فى إيده:"كتر خيرها زميلتى فى الشغل وصلتنى لحد هنا."

شوق بهدوء:"زميلتك؟ إللى هى سيرين؟"

أمير بتنهيدة:"أيوه ياماما، سيرين."

شوق:"ومعزمتهاش هنا ليه؟"

أمير:"أعزمها ليه؟"

شوق:"البنت جات وتعبت نفسها ووصلتك يبقى تعزمها عندنا هنا على الأقل تعزمها على كوباية شاى."

أمير بضحكة خفيفة:"والله ياشوق إنتى أغلب من الغلب نفسه، مين دى إللى هتقبل عزومة على كوباية شاى؟ سيرين!!"

شوق:"مالها سيرين؟ البنت زوق وكويسه و......."

أمير:"مش من مكالمة تليفون تقدر تحددى هوية الشخص إللى بتكلميه."

شوق:"مش حوار مكالمة تليفون، بس لما كلمتها حسيتها كويسه وطيبه كده زيي."

أمير:"مافيش حد زيك ياشوق ولا هيبقى فى حد زيك أبدًا."

شوق:"مش القصد ياحبيبى، قصدى الفكرة إننا نكون زوق معاها، يعنى هى وصلتك خلاص قولها إتفضلى إشربى معانا حاجه، أو تعالى كلى معانا حاجه."

أمير:"عمومًا حصل خير."

شوق بإنشغال:"طب ما أكلمها أعزمها عندنا النهارده وتيجى على مانعمل المحشى."

أمير بتنهيدة:"بلاش ياشوق، مانعرفهاش ولا هى تعرفنا عشان نعزمها عندنا."

شوق:"طب مانعرفها ونتعرف عليها؟"

أمير سكت وماتكلمش..

شوق بإبتسامة:"أمير حبيبى، فى إيه؟ إنت ليه مضطهد البنت؟ مش قولتلك كل واحد وليه رزقه؟ ليه مازلت مش طايقها."

أمير بتنهيدة بسيطة:"صدقينى معرفش ياشوق، مش عارف، كل حاجه بتقولها وبتعملها بتستفزنى."

شوق بتفهم:"طب ممكن تسيبنى أحل الدنيا بهدوء؟"

أمير بإستفسار:"تحليها إزاى مش فاهم؟"

شوق:"يعنى أخلى الحاجز إللى إنت شايفه نحيتها ده يتكسر، مش عايزاك تظلم حد ياحبيبى، إنت عمرك ماكنت كده يا أمير، وعمرك ماجيت على حد."

أمير إتنهد وسكت....

شوق:"قولت إيه؟ أعزمها؟"

أمير:"إعملى إللى تعمليه يا ماما."

شوق بإبتسامة طيبة:"قولها من قلبك عشان خاطرى."

أمير بإبتسامة خفيفة:"إعملى إللى تعمليه ياشوق، كده حلو؟"

شوق:"حلو جدا، أنا هقوم أغسل إيدى وأكلمها وإنت كمل."

قامت من مكانها وراحت المطبخ تحت عيون أمير إللى رافع حاجبه بإستغراب... دخلت أوضتها ولبست نظارة النظر بتاعتها ودورت على رقم سيرين ولقته وإتصلت عليها .. كانت قاعده فى فيلتها الكبيرة الواسعة وبتشوف طيف مامتها حواليها وهى بتلعب معاها وبتجرى وراها ... دمعة نزلت من عيونها لإنها إفتكرت ۏفاة والدتها وهى عندها ست سنين .. بس فاقت من تفكيرها على صوت رنة موبايلها ... بصت فى الموبايل إستغربت لما لقتها شوق، مسحت دموعها وفتحت المكالمه..

شوق بإبتسامة:"السلام عليكم."

سيرين بصوت متحشرج:"وعليكم السلام."

شوق بإستغراب من نبرة صوتها:"مالك ياحبيبتى؟ فيكى حاجه؟ صوتك ماله؟"

سيرين وهى بتحاول تهدى نفسها:"لا أنا كويسه، شكرا على سؤالك يا شوق."

شوق بهدوء:"سيرين، لو حابه تحكى أنا موجودة."

سيرين حاولت تنحكم فى أعصابها ودموعها بس للأسف ماقدرتش تمسك نفسها أكتر من كده، وهنا إنهارت من البكاء..

سيرين بدموع:"وحشتنى أوى، كان نفسى تفضل معايا وقت أطول، مالحقتش أشبع منها، أنا بمۏت من جوايا 100 مرة لما بشوف واحده معاها مامتها ڠضب عنى بتعب يا شوق، مامى وحشتنى أوى، بحاول أبقى قوية قدام الكل عشان مابينش دموعى لكن للأسف أنا ضعيفه من غيرها، بمۏت من بعدها يا شوق، ماحدش حاسس بيا، شايفينى سيرين العنيدة إللى دماغها ناشفه، سيرين المتكبرة إللى بتاخد كل حاجه هى عايزاها على الجاهز، سيرين الغنية إللى عندها فيلتها وعربيتها وعندها كل حاجه وإللى الكل بيقرب منها عشان كده بس، لكن للأسف الحاجه الوحيدة إللى هى مش معايا هى أم، أم تضمنى وتسمعنى، أم تنصحنى وتوجهنى وتبقى حنينة عليا، أنا تعبانة يا شوق ماحدش شايفنى لنفسى، ماحدش شايفنى سيرين يتيمة الأم، لا شايفنى سيرين الغنيه."

كملت بكائها پقهرة وشوق معاها على الخط ودموعها بتنزل عليها فى صمت، شوق حست إنها محتاجة حد ټعيط قدامه وشوق قررت تفضل معاها لحد ماتهدى ...

سيرين بشهقات خفيفة وهى بتمسح دموعها:"سورى أزعجتك معايا و......"

شوق وهى بتقاطعها:"لا ماتقوليش كده ياحبيبتى، أنا موجوده ليكى فى أى وقت."

سيرين:"شكرا ياشوق، تعرفى بالرغم من إنى ماشوفتكيش وماتكلمتش معاكى غير مرة واحده، بس حبيتك أوى وإطمنتلك صدقينى، يابخت أمير بيكى."

شوق بإبتسامة وهى بتكمل:"ويا بختك بيا."

سيرين فى اللحظة دى إستغربت..

شوق:"سيرين، أنا عزماكى النهارده عندى على الغداء، ولازم تيجى."

سيرين بإرتباك:"أجى؟! هاجى بمناسبة إيه؟ إنتى ماتعرفينيش و......"

شوق وهى بتقاطعها:"عايزة أتعرف عليكى، وأهى فرصة نبقى أصحاب أنا وإنتى ونبقى مع بعض علطول."

سيرين بإرتباك:"طب أمير إبن حضرتك هيعترض و......."

شوق بمكر:"هو إللى قايلى أعزمك عندنا إعتذارًا منه على إللى حصل قبل كده، وأتمنى ماترفضيش، عشان خاطرى."

سيرين بتنهيدة:"حاضر ياشوق هاجى."

شوق:"منتظراكى، هبعتلك العنوان و........."

سيرين:"عارفه الحارة."

شوق:"بس ماتعرفيش البيت، هبعتلك عنوان البيت بالظبط وتلبسى وتيجى علطول."

سيرين:"حاضر ياشوق."

شوق:"يلا سلام بقا عشان أبعتلك العنوان."

سيرين بإبتسامة أمل:"سلام."

شوق قفلت المكالمة مع سيرين وراحت لأمير إللى بيلف المحشى ..

شوق:"قوم إغسل إيدك وإبعت لسيرين الأبلوكشم ده."

أمير حاول يكتم ضحكته بس ماقدرش وهنا إنفجر من الضحك..

أمير:"ههههههههههههههههههههههههههه، أبلوكشم!!! ههههههههههههههههههههه، أبلوكشم ياشوق!!! هههههههههههههههه."

شوق بصتله بضيق وهو على أما خلص ضحك بصلها بهدوء...

أمير بإبتسامة:"إسمه Location/ لوكيشن يا شوق يعنى الموقع، قوليها موقع وخلاص."

شوق:"سميها زى ماتسميها يلا إنجز البنت مستنية."

أمير:"براحة طيب."

قام من مكانه وهو بيضحك وهى ماقدرتش تمسك أعصابها مسكت الشبشب إللى فى رجلها وحدفته على ضهره...

أمير بۏجع وهو بيدلك ظهره:"ااااااااااااااااه."

شوق پشماتة:"أحسن، عشان تتريق عليا بعد كده."

أمير وهو بيبصلها وماشى:"أقول إيه ب........ااااااااااااااااااه."

خبط فى الحيطة من غير ما ياخد باله...

شوق بفخر:"أحسن، عقاپ ربنا ليك عشان بتتريق عليا."

أمير:"ماشى ياشوق، ماشى."

دخل الحمام وغسل إيده وخرج لشوق إللى قاعده على الترابيزة ورافعه راسها بكل فخر...

أمير:"هاتى الموبايل."

إدتله الموبايل وهو بعت الموقع لسيرين على الواتس آب ..

أمير بغمزه وهو بيديلها الموبايل:"إتفضلى يا عسل."

شوق أخدت منه الموبايل وبصت للناحية التانيه بقمصة ... أمير قعد جنبها وحط إيده على كتفها...

أمير:"يا شوق."

مبصتلوش ..

أمير وهو بيبوس راسها:"أنا آسف، حقك عليا، ماتزعليش منى."

شوق برضا:"خلاص مش زعلانه."

أمير:"طب والله طيبه وبتتصالحى من أقل حاجه."

شوق:"يوووه بقا، يلا نقوم نكمل المحشى ده عشان نلحق نسلقه قبل ما سيرين تيجى."

أمير بإستغراب:"إللى يشوفك كده يقول كنتى خلفتيها ونسيتيها!!."

شوق:"يامتخلف، نلحق نعمل الأكل عشان ماتجيش تستنى كده عيب، لازم الضيف ييجى الأكل يتحطله علطول، *مسكته من ودنه* هفضل أعلم فيك لحد إمتى."

أمير بۏجع:"اااه طيب إهدى ياشوق."

شوق:"يلا بينا نلحق ويادوب الفرخه مش هتاخد نص ساعه فى التسوية."

أمير بتنهيدة:"ماشى، يلا بينا."

.........................................................................
آرائكم؟ توقعاتكم؟

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات

الفصل السابع

وصلت بعربيتها قدام البيت..نزلت من العربية وعملت مكالمة لشوق وبعد عدة رنات شوق ردت...

شوق بلهفة:"بقيتى فين؟"

سيرين:"أنا تحت البيت يا شوق، إنتوا فى الدور الكام؟"

شوق:"الدور التالت ياحبيبتى الشقه إللى على يمينك أول ما تطلعى من على السلم."

سيرين وهى بتدخل البيت:"تمام يا شوق، خلاص دخلت البيت."

شوق:"تمام ياحبيبتى."

قفلوا مع بعض وشوق راحت لأمير...

شوق لأمير:"عشان خاطرى يا أمير عاملها كويس."

أمير بتنهيدة:"ماتقلقيش يا شوق، ماينفعش أزعل حد وهو فى بيتى."

شوق بإبتسامة وهى بتمسك وشه بين إيديها:"ربنا يباركلى فيك ياحبيبى."

أمير إبتسملها..

شوق:"أنا هروح أغرف الأكل، ولما تيجى إفتحلها."

أمير:"حاضر."

دخلت المطبخ والجرس رن.. أمير أخد نفس عميق وفتح الباب...

أمير بإبتسامة:"أهلا بيكى، إتفضلى."

سيرين بإبتسامة وإرتباك:"شكرا."

دخلت الشقة وهو قفل الباب ..

سيرين بإرتباك:"هى فين شوق؟"

أمير:"شوق فى المطبخ، *شارولها على كنبة فى الصالة* إتفضلى إقعدى."

قعدت على الكنبة وبصت فى الأرض بإحراج ... أمير قعد على الكنبة إللى قصادها وبيبص لكل حاجة حواليه ماعدا هى، كانوا مُحرجين وهما مع بعض وده لإنهم أول مره يقعدوا مع بعض بره الشركة ومش مجرد قعدة عادية، لا دى فى بيته، فضلوا على الحال ده لحد أما شوق خرجت من المطبخ، عيونها جات على بنت جميلة بشرتها بيضاء صافية ومش محجبة وباصة فى الأرض بإحراج واضح إبتسمت وقربت منها ..

شوق بإبتسامة وهى بتقرب منها:"يا أهلا وسهلا، نورتينا يا حبيبتى."

سيرين عيونها جات فى عيون شوق إللى بتقرب منها وفاتحالها دراعها ... إبتسمتلها وقامت من مكانها وشوق أخدتها بالحضن .. سيرين حست بالدفاء والإحتواء فى حضڼ شوق، إفتكرت حضڼ مامتها ليها وإن ده نفس إحساس الحضن بتاعها، إفتكرت حضڼ مامتها ليها وإن ده نفس إحساس الحضن بتاعها، إتصنمت فى مكانها لما لقت شوق بتطبطب على ظهرها بخفوت كإنها بتواسيها وبتصبرها، شوق بَعدت عنها..

شوق بإبتسامة وهى بتملس على شعرها:"بسم الله ما شاء الله، إيه الجمال ده؟"

سيرين ركزت فى ملامح شوق البريئة، ده غير شعرها الأسود الذى يتخلله بعض الشعيرات البيضاء ومش مصدقة إن دى تبقى كبيره فى السن، ردت عليها بسرعة...

سيرين بإبتسامة:"مش أجمل منك."

شوق بهزار:" يا بكاشة."

سيرين:"أبدا ياشوق، إنتى فعلا حلوة."

شوق بتنهيدة:"هنقعد طول الوقت بقا نقول مين إللى حلو، بقولك إيه أنا غرفت الأكل وبالمنظر ده هيبرد لو فضلنا واقفين كده، أنا هروح أحط الأكل."

كانت لسه هتتحرك..

سيرين:"تسمحيلى أساعدك؟"

شوق:"خليكى زى مانتى، خليكى قاعدة."

سيرين:"لا لازم أساعدك ماينفعش."

أمير وهو بيتدخل وبيقوم من مكانه:"أنا إللى هحط الأكل."

دخل المطبخ وبدأ يشيل الأطباق...

شوق:"تعالى يلا نقعد."

هى وسيرين قعدوا على الترابيزة وأمير بدأ يحط الأكل ...

سيرين بإبتسامة:"تسلم إيديكى ياشوق."

شوق:"مش أنا لوحدى إللى طابخة، أنا وأمير بنعمل الأكل مع بعض."

سيرين عيونها جات على أمير إللى قعد قدامهم..

سيرين بإبتسامة:"تسلم إيدك."

أمير بإبتسامة:"الله يسلمك."

شوق:"يلا سموا الله ونبدأ ناكل."

أمير وشوق وسيرين:"بسم الله الرحمن الرحيم."

بدأوا ياكلوا... الأكل عجب سيرين جدا ده غير اللمة إللى حسستها بدفا العيلة، بالرغم من إنهم 3 أشخاص لكن حست إنها فى وسط لمة العيلة إللى كان نفسها فيها .. بمرور الوقت .. كانوا قاعدين فى أوضتها وبيتكلموا..

شوق بإبتسامة:"ماتتخيليش أنا مبسوطه قد إيه عشان شوفتك، كان نفسى أتعرف عليكى أوى."

سيرين:"وأنا كمان مبسوطة أوى يا شوق، وعلى فكرة أنا ماكنتش متوقعه إنك تبقى صغيره بالشكل ده."

شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة وفى نفس الوقت حزينة، بس غيرت الموضوع بسرعه..

شوق:"ألا قوليلى بقا، إحكيلى عنك إحكيلى دنيتك عاملة إزاى؟ عايشه مع مين كده يعنى."

سيرين:"أنا حاليا عايشه لوحدى فى الفيلا، قبل كده كنت قاعده مع بابى فى أميريكا."

شوق:"طب وهو فين؟ وقاعدة لوحدك ليه؟"

سيرين:"بصراحة أنا سبقته وجيت على هنا، كنت عايزة أثبتلة حاجه واحدة."

شوق بإبتسامة:"إيه هى؟"

سيرين بطموح عالى:"إنى أقدر أوصل لأى حاجه أنا عايزاها مهما يكون الطريق عامل إزاى، حتى لو كان كله شوك."

شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة لإنها حبت طموحها...

شوق:"ليكى أصحاب طيب بتروحيلهم؟"

سيرين بتفكير:"أصحاب؟"

شوق:"أيوه."

سيرين بتنهيدة:"لا معنديش."

شوق برخامة:"طب وأنا روحت فين؟"

سيرين بضحكة خفيفة:"إنتى القمر كله ياشوق."

شوق:"هتعملى زى أمير وتبقى بكاشة زيه."

سيرين كانت لسه هتتكلم، الباب خبط...

شوق:"إدخل ياحبيبى."

أمير دخل وشايل صينية فى إيده عليها كوبايتين عصير...

شوق بضحكة خفيفة:"شوفتى بييجى على السيرة إزاى."

سيرين إتحرجت، وأمير بصلهم بإستفسار...

شوق:"مافيش ياحبيبى، كنت بقول إنها بكاشة زيك مش أكتر."

أمير بضحكة خفيفة:"تانى يا شوق."

شوق:"تانى وتالت وعاشر، أنا مش عارفة إنتوا شايفين فيا إيه بس؟"

سيرين وأمير بصوت واحد:"شايفين قمر."

الإتنين عيونهم جات فى عيون بعض وإتحرجوا لإنهم قالوا الكلمة فى نفس الوقت... شوق بصتلهم هما الإتنين بخبث ... أمير فاق من إللى هو فيه ...

أمير لشوق:"لو عوزتى حاجه تانيه يا شوق ناديلى علطول، أنا هقعد فى الأوضه بتاعتى."

شوق بإبتسامة:"ماشى ياحبيبى."

أمير لسيرين بإبتسامة خفيفة:"بعد إذنك."

خرج من الأوضة وراح لأوضته، إتنهد بعمق من الإحراج إللى كان فيه .... شوق كانت بتبص لمكان خروج أمير وسيرين كانت متابعاها بعيونها...

سيرين:"شوق."

شوق فاقت من إللى هى فيه وبصتلها ...

شوق:"نعم؟"

سيرين بإبتسامة:"ممكن أسألك سؤال؟"

شوق:"أكيد إتفضلى."

سيرين:"أنا شايفه إن علاقتك بأمير مش مجرد علاقة أم بإبنها، أنا شايفه أصحاب وإخوات، مش أم وإبنها نهائى."

شوق بإبتسامة حب:"أمير ده حياتى كلها، ماليش غيره، بيقولوا إن الأولاد بيحتاجوا أمهاتهم، لكن أنا محتاجة إبنى معايا، أنا عاملة زى الطفلة معاه."

سيرين بإبتسامة:"غريبة."

شوق:"غريبة إزاى؟"

سيرين:"يعنى مستغربة الموضوع مش أكتر."

شوق:"ماتستغربيش *إبتسمتلها إبتسامة حزينة* أنا عشت حياة صعبة جدا و أمير هو الوحيد إللى كان سندى وظهرى من بعد ۏفاة أبويا وأمى الله يرحمهم."

سيرين:"الله يرحمهم."

شوق:"يا رب."

سيرين كان نفسها تسألها حياتها كانت عاملة إزاى بس ماحبتش تزعلها وتفكرها بأى حاجه قديمة ...

سيرين:"بس غريبة، مستر أمير......"

شوق بإستغراب وهى بتقاطعها:"إيه مستر دى؟ إسمه أمير إنتى مش فى الشغل."

سيرين بضحكة خفيفة:"سورى أمير، المهم أنا مستغربة إزاى فى حد زيه كده؟ يعنى بيساعدك فى كل حاجة، وبيعملك كل حاجة، ده حتى بيتسوقلك و كده."

شوق:"مانا قولتلك أمير حنين عليا، وأمير بيعتبرنى أخته وبنته وعمره ما إعتبرنى مامته أبدا، مابيحبش يخلينى أتحرك كتير *سكتت شوية وإترسم على ملامحها الحزن الشديد* بيعوضنى عن كل حاجه عشتها، مش عاوز يخلينى أتعب فى حاجه."

سيرين بإبتسامة:"ربنا يخليهولك ياشوق."

شوق:"ويخليكى ليا ياحبيبتى، مش عايزاكى تزعلى من أمير لو ضايقك بحاجة، هو بس كان متعشم فى حاجه وبعد كده إتفاجئ إنها مش من نصيبه."

سيرين بإبتسامة:"حصل خير، أنا فى البداية عذرته وقولت يمكن ده سوء تفاهم، بس بعدها فهمت، أمير شاطر جدا فى الشغل ولما إتكلمنا مع بعض إتأكدت إنه حقه يزعل بغض النظر عن كلامه بس خلاص مافيش مشكلة الموضوع عدا، وهو إعتذر."

شوق بإبتسامة:"شكرا يا سيرين."

سيرين:"مافيش بينا شُكر ولا إيه ياشوق؟"

شوق:"أكيد طبعا."

سيرين وهى بتبص فى الساعة:"أنا لازم أمشى بقا أنا إتأخرت جدا."

شوق:"خليكى باتى معايا النهارده، إنتى مالحقتيش تقعدى معايا."

سيرين بإحراج:"مره تانية ياشوق، معلش أعذرينى."

شوق بتنهيدة:"مش هجبرك على حاجة، بس إعملى حسابك إنك هتبانى معايا هنا فى يوم."

سيرين بضحكة خفيفة:"إن شاء الله."

شوق بتأكيد:"إن شاء الله."

سيرين:"أنا همشى بقا يا شوق."

شوق:"إشربى العصير الأول."

سيرين:"حاضر."

بدأوا يشربوا العصير هى وشوق ... بمرور الوقت كانت نازله من البيت وأمير نازل قدامها وقف عند باب البيت وهى خرجت ..

سيرين:"شكرًا يا مستر أمير، تقدر تطلع."

أمير:"أولًا/ إحنا بره الشغل يعنى إسمى أمير بصى قوليلى أمير علطول، ثانيًا/ لازم أفضل واقف وأتأكد إنك ركبتى عربيتك."

سيرين بإحراج:"مالهوش لزوم أنا......"

أمير بإبتسامة:"إنتى عايزة شوق تزعل منى ولا إيه؟"

سيرين بضحكة خفيفة:"لا خلاص مش عايزاها تزعل."

أمير:"تمام، يبقى يلا إركبى."

إبتسمتله ولسه هتتحرك..

أمير:"سيرين."

بصتله بإستفسار...

أمير بإبتسامة:"شكرا لإنك رسمتى الضحكة على وش شوق النهارده، إنتى ماتعرفيش شوق بالنسبالى إيه، وبعتذر عن أى تصرف صدر منى وخلاكى تزعلى."

سيرين بإبتسامة:"حصل خير، أنا مقدرة موقفك."

أمير وهو بيبص فى عيونها:"شكرا ياسيرين، نورتينا."

سيرين بإرتباك من نظرته:"العفو، ده نورك."

مشيت بسرعه وركبت عربيتها، أمير فضل واقف فى مكانه متابعها بعيونه وفى نفس الوقت شوق كانت واقفه عند الشباك وبتبصلها.. سيرين وهى بتلف بالعربية عيونها جات على شوق إللى بتبص عليها من الشباك، سيرين إبتسمتلها وشاورتلها وشوق إبتسمتلها وشاورتلها هى كمان، بدأت تتحرك وخرجت من الحارة ... أمير دخل البيت وطلع للشقة أول أما دخل، لقى شوق حضنته ...

أمير بإستغراب:"فى إيه ياشوق؟"

شوق وهى مازالت حاضناه:"فرحانة عشان مزعلتهاش، البنت غلبانة أوى وطيبة جدا، حبيتها أوى."

أمير بضحكة خفيفة:"ماهى معاها واسطة ومش مجرد واسطة، دى واسطة منك إنتى شخصيًا أعمل إيه بقا؟ لازم أنفذ أوامرك طبعا، وبعدين عيونك إنتى إللى حلوة عشان كده بتشوفى الناس حلوين."

شوق:"ياقلب ماما إنت، ربنا يباركلى فيك."

أمير وهو بيبوس راسها:"آمين."

بص فى عيونها..

أمير:"خليكى عارفه إن كل إللى يهمنى سعادتك ورضاكى."

شوق إبتسمتله وحضنته تانى، أمير ضحك ضحكه خفيفة وشدد من حضنه ليها...

شوق:"أمير."

أمير:"نعم ياماما؟"

شوق:"عيد الأضحى قرب ياحبيبى."

أمير عقد حواجبه وبعد عنها وبصلها بشك...

شوق وهى رافعه حاجبها:"غسيل السجاد ياروحى."

أمير بتنهيدة:"وأنا برده بقول الحضن المفاجئ ده وراه حاجه، *إتكلم بزهق* حاضر ياشوق، حددى وقت وأبقى أغسلهملك فيه."

شوق بتفكير:"قدامه شهر، قبلها بأسبوع مثلا تبقى تغسله وماتقلقش هساعدك."

أمير:"لا طبعا، ماينفعش تساعدينى."

شوق:"يا أمير......"

أمير بتحذير وهو بيقاطعها:"شوق إنتى تعبانة، ماينفعش تقربى للمنظفات أو أى حاجه ممكن تخليكى تفقدى التنفس، وماينفعش تعملى مجهود عالى عشان برده ميأثرش عليكى."

شوق:"بس..."

أمير:"من غير بس."

شوق بتنهيدة:"براحتك."

أمير:"ماهو براحتى فعلا."

شوق:"ماشى ياحبيبى."

أمير بتنهيدة:"أنا لازم أنام عشان ورايا شغل بكره، ده غير شرح البرنامج."

شوق بحب:"ماشى ياحبيبى، تصبح على خير."

أمير وهو بيبوس راسها:"وإنتى من أهله ياحبيبتى."

دخل أوضته تحت عيونها إللى بتبصله بحب..

شوق:"ربنا يسعدك يابنى ويوفقك ويوقف فى طريقك ولاد الحلال."

إتنهدت بإرتياح وراحت لأوضتها وقعدت شوية بتفكر فى اليوم كله، سيرين و ضحكتها الصافية البريئة وعيونها البنية الحزينة، فضلت تفكر فى سيرين كتير وبعدها فاقت من إللى هى فيه وبصت للوقت لقت إنها قعدت كتير تفكر مع نفسها إفتكرت سيرين وإنها لازم تطمن عليها، لبست نظارتها النظر وبدأت تدور على رقمها عشان تتصل عليها، وبدأت تتصل... كانت داخله الفيلا ولسه هتطلع لأوضتها لقت موبايلها بيرن، إبتسمت لما لقتها شوق وردت، كانت لسه هتتكلم..

شوق:"يعنى لو أنا ماتصلتش إنتى ماتتصليش؟"

سيرين بإستغراب:"فى إيه ياشوق؟ إحنا كنا لسه مع بعض."

شوق:"مش القصد بس على الأقل طمنينى إنتى فين."

سيرين بضحكة خفيفة:"سورى نسيت خالص، أنا لسه داخله الفيلا حالًا."

شوق بتنهيدة:"طب حمدالله على سلامتك ياحبيبتى."

سيرين بإبتسامة:"الله يسلمك ياشوق، شكرا."

شوق بإستغراب:"على إيه؟"

سيرين:"عشان يعنى سألتى إذا وصلت ولا لا."

شوق:"فى الموضوع ده مش عايزه شُكر، إنتى لازم تتعودى على كده، أسأل عليكى وتسألى عليا، مش إحنا بقينا أصحاب؟"

سيرين بإبتسامة:"أيوه."

شوق:"يبقى خلاص ماتشكرينيش."

سيرين:"ماشى."

شوق:"سيرين."

سيرين:"نعم؟"

شوق:"ممكن أطلب منك طلب؟"

سيرين:"أكيد."

شوق بإرتباك:" المفروض إن بكرة أمير هيشرحلكم البرنامج إللى هو بيشتغل عليه ده و...."

سيرين وهى يتقاطعه:"أيوه فعلا المفروض بكره هيبدأ معانا."

شوق بإرتباك:"ممكن تصوريهولى، عايزه أشوفه وهو بالشكل ده."

سيرين إبتسمت ..

شوق:"قولتى إيه؟"

سيرين:"أكيد طبعا هصورهولك."

شوق بإمتنان:"شكرا ياسيرين، ده أحلى جِمِيل إنتى هتعمليهولى."

سيرين:"ماتشكرنيش ياشوق، إحنا أصحاب مافيش بينا كده."

شوق:"ربنا يبارك فيكى ياحبيبتى ويطمنك ويفرحك زى ما فرحتينى وطمنتينى."

سيرين:"دعاكى حلو أوى يا شوق."

شوق:"إنتى ليكى نصيب كبير من دعائى يا سيرين، ليكى كتير أوى."

سيرين:"على كده الواحد لازم يكون يحمد ربنا إنه فى حياتك."

شوق:"أو يمكن أنا إللى لازم أحمد ربنا إنى فى حياتك، الحمدلله طبعًا، وبعدين رب الخير لا يأتى إلا بالخير، يلا ياحبيبتى نامى مش عايزه أطول عليكى أكتر من كده."

سيرين:"كلامك حلو أوى يا شوق بيطمنى."

شوق:"كل شوية هتقولى كلامى حلو ومش هتنامى، يلا يابنت روحى نامى معطلكيش."

سيرين:"هههههههههههه، ماشى ياشوق تصبحى على خير."

شوق:"وإنتى من أهله ياحبيبتى."

قفلوا مع بعض، وسيرين كانت مبسوطه إنها إتعرفت على شوق وشافت قد إيه هى إنسانة طيبة جدا وبتتكلم بثقة كبيرة، ده غير حنيتها إللى مالهاش مثيل...طلعت أوضتها وقعدت على سريرها وبدأت تفتكر اليوم بتفاصيلة، معاملة شوق الطيبة معاها، حنيتها عليها،  ده غير إنها إتطمنت وحست بالأمان وهى  فى حضنها، حست بحنان الأم إللى هى كانت دايمًا مفتقداه، إبتسمت بحب لما إفتكرت هزار شوق ورخامتها عليها، شافت فيها كل حاجه هى مفتقداها من جهة الأم، إتنهدت بحزن وقامت من مكانها وبدأت تغير عشان تنام...

..............................

فى اليوم التالى:

فى الشركة:

سيرين:"أيوه ياشوق، لسه موصلش."

شوق:"ماشى، ماتنسيش تبقى تصوريهولى ياحبيبتى."

سيرين بإبتسامة:"حاضر ياشوق، حاضر."

شوق:"أنا هقفل قبل ماييجى عندك بقا، إبقى طمنينى عليكى برده."

سيرين:"حاضر."

شوق:"سلام."

سيرين:"سلام."

قفلوا مع بعض .. دخل الشركة وراح لمكتبه، لقاها قاعدة على مكتبها ومبتسمة ليه..

أمير بإبتسامة:"صباح الخير."

سيرين:"صباح النور."

أمير:"أخبارك إيه النهارده؟"

سيرين:"الحمدلله كله تمام."

أمير:"طب حلو، جاهزة للشغل؟"

سيرين بحماس:"أكيد."

أمير بتوتر وهو بيبص فى الساعه:"يلا بينا عشان شرح البرنامج هيكون بعد ساعتين، يادوب نلحق نشتغل الساعتين دول."

سيرين:"تمام، بس إنت متوتر كده ليه؟"

مكنش عارف يرد يقول إيه وخاصة إنه مُحرج من الكلام معاها بشكل عام أو بطريقة عادية..

سيرين بتفهم:"إنت متوتر عشان شرح البرنامج صح؟"

أمير بصلها وحاول بتحكم فى توترة...

سيرين بإبتسامة:"ماتوترش نفسك، إشرح البرنامج بشكل عادى زى مانت بتشرحلى الشغل هنا، ممكن تكون إنت متوتر عشان الناس كلها هتكون عيونها عليك، بس خليك واثق فى نفسك، خليك قد التحدى."

شايف إن كلامها صح، هو فعلا متوتر عشان الكل هتكون عيونهم عليه، أخد نفس عميق وبدأ يتكلم..

أمير:"حاضر، يلا عشان نبدأ شغل؟"

سيرين بإبتسامة:"يلا."

بدأوا هما الإتنين يشتغلوا وأمير كان ملاحظ تركيز سيرين العالى، وفهمها السريع للشغل، وإتعلم إنه ماينفعش يحكم على حد من أول مره .. بمرور الوقت ... أمير كان واقف فى أوضة كبيرة فى الشركة وقدامة كل الموظفين بلا إستثناء ومنهم سيرين إللى بتصوره صور بسيطة من غير ما ياخد باله عشان تبعتها لشوق، أمير كان واقف متوتر بس إفتكر كلام سيرين إللى شجعه، عيونه جات عليها وهى إبتسمتله بتشجيع، أخد نفس عميق وبدأ يتكلم....

أمير للكل:"طبعا كلنا بنعمل تقارير تخص الشركة بس غالبيتنا مابيعملهاش بشكل صحيح وده لإننا معندناش علم إنه ممكن يتقدم فى شكل أحسن من كده، أنا واقف هنا عشان أشرحلكم البرنامج إللى بعمل عليه التقارير دى."

شغل البروجكتور وعرض صور التقارير القديمة إللى هو كان عاملها، والكل كان مُعجب بشكل التقرير المناسب، بدأ يشرح ونسى توتره تمامًا وسيرين ركزت معاه وفى نفس الوقت بتصوره، أ/ بشير كان واقف بيشرف على شرحه لكل حاجه تخص البرنامج وبيقيمه ... شوق فى الوقت ده كانت قاعدة على سجادة الصلاة وبتدعى لأمير بكل جوارحها .. بعد مرور فترة بسيطة .. أمير خلص شرح وعيونه جات على كل إللى موجودين فى القاعة .. إتفاجئ بسيرين إللى بتسقفله بحماس شديد وماسكة الموبايل ومش فاهم بتعمل بيه إيه بس ما حطش فى باله، لقى بشير وباقى الموجودين بيسقفوا هما كمان، عيونه جات فى عيونها، غمزتله وشاورتله بإبهامها إنه كان تمام جدا.. إبتسملها وهى ركزت فى لقطة الفيديو على ضحكته ومش فاهمه ليه سرحت فى الإبتسامة دى، يمكن لإنها زادت جاذبيته أكتر ... فاقت من إللى فيه ده بسرعه قبل ماحد ياخد باله .. حمحمت بإحراج ووقفت الفيديو وقررت تبعته لشوق هو ومعاه الصور إللى صورتها قبله، بعتتهم لشوق ورفعت راسها لقت أمير واقف قدامها ومبتسملها ..

أمير:"إيه رأيك؟"

سيرين:"كنت كويس جدا وممتاز، برافو عليك."

أمير بإبتسامة كبيرة:"مبسوط إنك سقفتيلى وخلتيهم يسقفوا معاكى، هما هنا أصلا مابيسقفوش لحد."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
سيرين بإستغراب وإحراج:"ده بجد؟"

أمير وهو بيوطى صوته:"أيوه بجد."

إستغربت صوته الواطى....

سيرين بإحراج:"ماكنتش أعرف إن كل إللى فى الشركة دى ناس كئيبة أوى."

أمير بتفكير وهو بيبصلها:"عندك حق، ناس كئيبة أوى ومن ضمنهم أنا."

سيرين كانت لسه هتتكلم قطع كلامها صوته..

بشير وهو يربت على كتفه:"برافو عليك يا أمير، أثبت نفسك من أول محاضرة لشرح البرنامج."

أمير بإبتسامة:"شكرًا لحضرتك."

بشير بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"العفو، أتمنى بقا إن المحاضرات الجاية تكون بنفس المستوى الرائع ده."

أمير:"إن شاء الله يا أ/بشير."

بشير لسيرين:"هتمشى معايا يا سيري ولا هتروحى لوحدك؟"

أمير بص لسيرين إللى إرتبكت ..

أمير وهو بيتدخل:"محتاج بس الآنسة سيرين معايا فى شغل، لسه فاضل شوية فى تدريبها زى ماحضرتك عارف."

بشير:"تمام، إبقى طمنينى عليكى يا سيرى، يلا سلام يا شباب."

سيري:"سلام يا أونكل."

أمير:"سلام يا أ/بشير."

بشير مشى وفضل أمير وسيرين واقفين فى الأوضة لوحدهم ..

أمير قعد على كرسى وشاورلها على كرسى قدامة إنها تقعد وهى قعدت بإرتباك شديد...

أمير:"كنت حابب أطلب منك طلب."

سيرين:"أكيد إتفضل."

أمير:"كنت عايز أجيب هدية لشوق النهارده بمناسبة اليوم ده، ممكن تساعدينى؟"

سيرين كانت لسه هتتكلم..

أمير بتوضيح:"بما إنك بنت يعنى أو بمعنى أصح واحدة ست، محتاجك تختاريلى حاجة لشوق عشان ماشاء الله كل الهدايا إللى حاولت أجبهالها قبل كده باءت بالفشل."

أمير برق مع نفسه وهو بيفتكر كل مره كان بيجيب فيها هدية لشوق، مره جابلها ورد بلاستيك ولما قدمهولها حاولت تشمه مالقتش ليه أى ريحة وقالتله إن الهدية حلوه بس كان ملاحظ إن ملامحها عادية بالنسبه للهديه، مره جابلها ترنج رجالى وهى فرحت بيه مع إن أغلب لبسها كله عبايات وجلاليب حتى فى البيت، ومره تالته عدل الموضوع وجابلها ترنج حريمى بس طلع واسع عليها وراح عشان يغير المقاس ملقاش، ومرة جابلها شبشب حمام بس المره دى جرت بيه وراه وحدفته عليه، وحاجات تانية كتير حاول يجيبهالها بس ماعجبتهاس لكن بينت ظاهريا إنها عجباها، فاق على صوتها..

سيرين بإبتسامة:"تمام، موافقه."

أمير بإبتسامة:"شكرا ياسيرين."

سيرين بإبتسامة:"العفو على إيه يعنى؟ دى شوق لازم طبعا أعمل أى حاجه عشانها."

أمير إبتسم لحب سيرين لمامته ولوهله إتمنى إنه يقابل واحده تحب مامته بالشكل ده، إستغرب تفكيره جدا ونفض الفكرة دى من دماغة..

أمير:"طب يلا."

سيرين:"يلا بينا."

خرجوا هما الإتنين من الشركة بس سيرين وقفت قدام عربيتها وأمير مكمل..

سيرين:"أمير."

وقف وبصلها..

سيرين:"رايح فين؟ تعالى نركب."

أمير بإحراج:"هو إحنا لازم نركب عربيتك ماينفعش نروح فى حاجة تانية."

سيرين بضحكة خفيفة:"مالك فى إيه؟ عادى يعنى نروح بعربيتى مش هتفرق كتير فى الحالتين إحنا رايحين مع بعض."

أمير بتنهيدة:"طيب."

ركبوا العربية وإتحركوا... فى الوقت ده شوق خلصت صلاة وقعدت على سريرها ولبست النظارة النظر وفتحت موبايلها لقت رسايل كتير جيالها من سيرين، فتحتها وإبتسمت بفرحة وهى بتشوف صور أمير قدامها لحد أما وصلت لفيديو وفتحته، دموعها نزلت وهى شايفه الكل بيسقفله ..

شوق بفخر مختلطًا بدموعها:"راجلى وكل دنيتى."

مسحت دموعها وهى بتبص لأمير إبنها إللى عاش دايمًا يحميها كإنها بنته مش مامته، كان بيحميها من أى حد، وبيخاف عليها من أقل حاجه، قامت من مكانها وقررت إنها تصلى ركعتين شُكر لله على إللى هو بقا فيه بفضل ربنا ... كانت مركزة فى السواقة بس قطع تركيزها صوته..

أمير:"ناوية تودينا على فين؟"

سيرين بتفكير:"بفكر تجيبلها Outfit ، هاخدك على مكان أعرفه يعنى."

أمير بتنهيدة:"تمام."

بمرور الوقت...وصلوا لمول فخم جدا، أمير بصلها..

أمير:"جينا هنا ليه؟"

سيرين بإبتسامة:"عشان نشترى إللى إحنا عاوزينه، يلا ننزل."

نزلت من العربية ومستنتش رد منه، نزل هو كمان بضيق مكتوم...دخلت المول وهو دخل وراها ..

سيرين:"بص بقا المول ده فيه كل حاجة يعنى هنلاقى إللى إحنا عايزينه."

أمير بهمهمه:"ممممممممم."

سيرين:"تحب نبدأ منين؟"

أمير بتنهيدة:"مش عارف إنتى إللى جايبانى أنا معرفش حاجة."

سيرين:"خلاص عرفت إحنا هنبدأ منين، تعالى ورايا."

دخلوا محل وأمير عيونه جات على قطع الملابس المعروضة، إتضايق من استايلات الهدوم دى ... سيرين راحت نحية قطعة وأخدتها ورفعتها لأمير...

سيرين:"إيه رأيك فى دى؟"

أمير بلامبالاة:"أنا ماليش رأى فى أى حاجه تخصك، وبعدين هو مش إحنا جايين المول ده عشان نشترى طقم لشوق؟"

سيرين:"أومال أنا بعمل إيه؟ البلوزة دى لشوق."

أمير بضيق وصدمة:"نعم!! لشوق إزاى؟ إنتى فاكره إنى هسمح لشوق إنها تلبس حاجة زى دى؟!!!"

سيرين بإستغراب وهى بتبص للبلوزه إللى فى إيديها:"مالها البلوزه دى؟ ما هى بكُم أهيه."

أمير:"هو إنتى مش شايفه إنها أول حاجه الإستايل بتاعها ضيق، ده غير إن الرقبة مكشوفة، ده غير إن الإكمام أصلا قصيره، شوق مش بتلبس الحاجات دى، هى بتلبس عبايات وحاجات طويلة."

سيرين بإستغراب:"هى ممكن تغير فى إستايلها عادى، هى لسه صغيره يعنى مش كبيره ټدفن نفسها بدرى."

أمير:"تفكيرك غلط، بس عموما شوق مرتاحة فى لبسها كده."

كان لسه هيتحرك..

سيرين:"تفكيرى غلط إزاى؟"

أمير بتنهيدة:"هى مش بټدفن نفسها، هى شايفة إن حريتها فى كده، مرتاحة ومتطمنه فى لبسها."

سيرين:"هى بتكبر نفسها باللبس."

أمير:"وإنتى شوفتيها لابسه لبس خروج منين عشان تقولى كده؟ شوق مهما لبست فهى بتبان صغيرة."

سيرين إتنهدت ورجعت البلوزه مكانها...

سيرين بتنهيدة:"ماشى، يلا نشوف فى باقى المحلات."

فضلوا يلفوا كتير فى المحلات لكن أمير معجبوش أى حاجه ومدخلش مزاجه حاجة، سيرين كانت بتحاول تصبر نفسها وبتستحمل لحد أما عيونها جات على محل ملابس فيه حاجات طويله، دخلوا المحل وبالفعل أمير عجبه استايل اللبس إللى فيه لإنه كان محل محجبات، عيونه جات على فستان بكُم وبحزام من الوسط، أى نعم كان ساده وهادى بس كان واضح شكله الراقى على الملِكان إللى فى المحل ... سيرين كانت بتدور بعيونها على أى حاجه تليق بشوق بس إتنهدت بإستسلام لإن مافيش حاجه شدتها، عيونها جات على أمير إللى سرحان فى فستان على الملكان .... راحت نحيته ووقفت تتفرج على الفستان، إبتسمت لإن الفستان كان شكله حلو ..

سيرين بإستفسار لأمير:"عجبك؟"

أمير بتنهيدة:"أيوه، بس الفكرة إنى مش عارف شكله هيبقى إزاى عليها ومش عارف المقاسات هتبقى مظبوطه ولا لا."

سيرين:"هى مقاسها إيه؟"

أمير مط شفايفه ب " معرفش"، بصتله بإستغراب ملحوظ...

أمير وهو ملاحظ إستغرابها:"بتبصيلى كده ليه؟"

سيرين:"إنت ماتعرفش مقاس مامتك!!"

أمير:"ماقصدش، أقصد أكيد كل حاجه مختلفه عن غيرها فى المقاسات يعنى الفساتين غير العبايات غير البيجامات غير كل حاجه، يعنى ممكن مثلا تلاقى قميص 2Xl بس لما ييجى حد فى جسمى بقيسه يلاقيه ضيق، لكن البيجامات العكس بلاقيه كبير جدا عليا وهكذا."

إتنهدت تنهيدة عميقه ...

سيرين بإستفسار:"طب هنعمل إيه؟"

أمير:"مش عارف."

وهنا سيرين جاتلها الفكرة ..

سيرين:"إيه رأيك أقيسه أنا؟"

أمير بصلها بإستغراب...

سيرين:"شوق جسمها فى جسمى وقصيرة عنى شويه، يعنى نشوف إيه رأيك؟"

أمير بإبتسامة:"مش عارف لولا إقتراحك ده كنت عملت إيه بجد؟"

سيرين:"خلاص إستنى، هروح أطلب زيه وأقيسه، اللون ده عاجبك ولا أجيب لون تانى؟"

أمير:"لا هو اللون ده هيليق على شوق أكتر."

سيرين:"تمام."

راحت لصاحبة المحل وشاورتلها على الفستان وبالفعل جابتلها منه مقاسها ونفس اللون ودخلت البروفه وبدأت تقيسه .. بعد مرور فترة بسيطة .. كانت واقفه قدام المرايه وبتبص للفستان إللى عليها، كان مظبوط على جسمها، الفستان كان نازل بوسع كبير من بعد الوسط لحد الآخر، أكمامه واسعه ومنتهيه بإسوره ماسكه على معصمها، رسمة الصدر كانت مفتوحه ولكن مكان الفتحه دى كان موجود فيه بطانة عشان تدارى المكان ده، لفت حوالين نفسها والفستان إتفرد معاها وهى بتلف حست إنها لابسه فستان فرح، ضحكت ضحكة خفيفة على التخيل ده، أخدت نفس عميق وخرجت لأمير إللى واقف بره .. كان واقف بيبص فى موبايله وما أخدش باله من إللى خرجت من البروفه ..

سيرين:"إحم إحم أمير."

رفع عيونه من على الموبايل، وبصلها بإستغراب لإن دى أول مره يشوفها بلبس محجبات بغض النظر عن إن شعرها باين، بس كانت حلوه، إستغرب من رأيه ده بس إتمنى للحظه يشوفها بالحجاب...

سيرين بإستفسار:"رأيك إيه؟"

أمير بتفكير:"هو حلو، بس ناقصه حاجه والفكره إنى مش عارف أشوف شوق قدامى كإنها لابساه."

سيرين بتفهم:"طب إستنى."

بدأت بتدور فى الوقت ده على حاجه تغطى شعرها عشان صورة شوق تكمل قدامه، راحت لصاحبة المحل...

سيرين:"لو سمحتى ممكن طرحه بس عشان أحطها على شعرى بس تليق على الفستان؟"

؟؟:"أكيد."

صاحبة المحل بدأت تدورلها على طرحة لحد أما لقت إللى تليق بالفستان .. سيرين أخدتها منها ولفتها بهرجلة على شعرها...

سيرين:"هاه؟"

أمير حاول يكتم ضحكته بس ماقدرش ..

أمير بضحكة كبيرة:"إيه إللى إنتى عاملاه فى نفسك ده هههههههههه؟"

سيرين بإستغراب:"بحاول أصورلك شكل شوق."

أمير وهو بيهدى من ضحكته:"طيب شوق مابتعملش الطرحه كده، بتعملها بشكل تانى."

سيرين بإستفسار وحيرة:"بتعملها إزاى طيب؟"

أمير:"يعنى لفيها عادى."

سيرين بإستفسار:"إزاى برده؟"

أمير بدأ يدور على صاحبة المحل عشان تعملها الطرحة بس ملقهاش، بس كان فى شاب واقف فى المحل مكانها، قرر إنه هو إللى يعملهالها...

أمير بتنهيدة وهو بيقرب منها:"إستنى هعملهالك."

بدأ يلفلها الطرحه لحد ماوصل للشكل إللى شوق بتعمله، عيونه جات فى عيونها وأول مره ياخد باله إنها حلوه جدا ومميزة بشكل غريب وحلو فى نفس الوقت، بعد عنها وبدأ يقيمها... كانت مرتبكة وحاسه بالخجل الشديد لإنه كان قريب منها فاقت على صوته ..

أمير بإيبتسامة:"حلو جدا هيليق على شوق أوى."

سيرين بإرتباك:"طب كويس، هدخل أغير."

دخلتالبروفة بسرعه وبعدها بصت فى المرايه لقت شكلها حلو جدا، ده غير إن مش باين منهاأى خصلة شعر، إبتسمت بحب وأخدت موبايلها من شنطتها وده لإنها سابتها فى البروفه،وبدأت تصور نفسها بالفستان والطرحه قدام المراية .. بمرور الوقت خرجت منالبروفه بشكلها العادى مش المميز إللىأمير شافه من شويه، إتنهد تنهيدة بسيطة وراح لصاحبة المحل إللى لسه داخله من شويهوسألها على تمن الفستان، إستغرب تمنه الغالى، بس صبر نفسه بإن شوق تستاهل أكتر منكده ولو طلبت فى يوم عمره كله مش هيغلى عليها، أخدوا الفستان فى شنطة ومعاه الطرحه وخرجوا من المحل...

سيرين بإرتياح:"أخيرا جبنا الحاجه الأصعب، ندخل بقا فى الصعب."

أمير بإستغراب وهو بيبصلها:"هو فى حاجه تانية هتتجاب أصلا؟"

سيرين بحماس:"أه طبعا، لسه الشوز، والشنطة، والإكسسوريز، و.........."

أمير بذهول وهو بيقاطعها:"بس بس فى إيه، هو إنتوا كده دايما؟"

سيرين بفخر:"إحنا كبنات بنشترى أكتر من كده بس دى الأساسيات يعنى بالنسبة لشوق، عشان الوجهة تكمل."

أمير بإستسلام:" أمرى لله، يلا شوفى هجيب إيه."

سيرين بحماس:"فى محل شنط هناك أهوه، تعالى ورايا."

أمير مشى وراها ودخلوا المحل وبدأوا يدوروا على الشنطة إللى تليق على الفستان، ومر اليوم على هذا الشكل لحد ماتم شراء كل حاجه مكملة للفستان، لكن أمير رفض شراء أى إكسسوارات لإن شوق مش بتحب الحاجات دى... بمرور الوقت..

سيرين بإرتياح:"إحنا كده خلاص خلصنا."

أمير بإبتسامة:"شكرا ياسيرين تعبتك معايا."

سيرين:"من غير ماتشكرنى، شوق دى حاجة كبيرة أوى عندى على الرغم من إنى لسه عارفاها من كام يوم بس أنا بحبها أوى، عارف إنت لما تقابل حد وتلاقى فيه حاجه ناقصاك؟"

أمير بإستفسار:"زى إيه مثلا؟"

سيرين هنا إفتكرت مامتها المتوفيه، أخدت نفس عميق..

سيرين:"يعنى شوق أم وبتحب إبنها إللى هو إنت *إتكلمت بحزن* فلقيت حاجه نقصانى إللى هو وجود أم، شوق فكرتنى بمامى الله يرحمها."

أمير بإحراج:"الله يرحمها."

فضلوا ساكتين هما الإتنين، هى كانت حزينة وهو مش عارف يخرجها من حزنها إزاى، لحد ماقرر إنه يتكلم..

أمير بإرتباك:"على فكره عادى تزورينا قصدى تزورى شوق علطول وتعتبريها مامتك كمان لو حابه يعنى، مافيش أحن من شوق أصلا."

سيرين بإبتسامه وهى بتبصله:"شكرا يا أمير."

أمير بإبتسامة وهو بيبص قدامه:"مافيش شُكر بين الأصحاب."

إبتسمتله تانى وبعدها ملامحها إتحولت للإستغراب...

سيرين بإستغراب:"أصحاب؟!! إحنا أصحاب!! هو أنت وافقت؟"

أمير بضحكه خفيفة زادت جاذبيته وهو بيبصلها:"إنتى شايفة إيه؟"

سيرين بعدم إستيعاب:"إنت بتتكلم بجد؟"

أمير بإبتسامة:"أيوه."

سيرين بلمعة جميلة فى عيونها وهى بتبص فى عيونه:"شكرا يا أمير بجد مش عارفه أقولك إيه."

أمير إرتبك من نظرتها وفى نفس الوقت إستغرب من فرحتها دى... إتنهد تنهيدة عميقه وبص قدامه وكمل مشى وهى كملت مشى جنبه، بس فجأه وقفت وعيونها جات على محل فيه ساعات خاصة بماركات عالمية، قربت نحية المحل ولسه هتدخل...

أمير:"سيرين، رايحه فين؟"

سيرين بإبتسامة وهى بتبصله:"هجيب هدية لشوق."

أمير:"شكرا ياسيرين ماتتعبيش نفسك، مالوش لزوم."

سيرين:"بدون تعب ولا حاجة، دى هدية عربون محبة منى لشوق، وأرجوك ماترفضش إعتبرها هدية بدون مناسبة، أنا بحب شوق وحابه أهاديها بحكم إننا أصحاب أنا وهى بعيدا عنك خالص، تسمحلى؟"

أمير إتنهد تنهيدة بسيطة وإبتسملها..

سيرين بإبتسامة:"ينفع تساعدنى فى إنى أختارلها هدية؟"

أمير بإبتسامة:"ماشى ياستى حقك."

ضحكت ضحكة خفيفة خطفت أنفاسه، بس فاق لنفسه بسرعه وإستغرب نفسه من إللى حصله ده ... دخلت المحل وهو دخل وراها وبدأوا يدوروا على هدية لشوق لحد ما إستقروا على ساعة رقيقه جدا كانت كلها من اللون الذهبى، ودائرية عند عقارب الساعة، يحيط بزجاج عقارب الساعة الذهبى الشفاف لون أبيض مكملًا للدائرة .. أمير أعجب بزوق سيرين الراقى ..

أمير بإعجاب:"حلوه أوى."

سيرين بإبتسامة وهى بتبصله:"دى أقل حاجة أقدر أجيبها لشوق."

أمير بإمتنان:"شكرا ياسيرين."

سيرين بإستفسار:"على إيه؟"

أمير وهو بيبص فى عيونها البنية:"شكرا عشان إنتى حابه تفرحى شوق."

سيرين بإرتباك من نظرته:"العفو، وبعدين زى ماقولتلك دى شوق يعنى صديقتى الوحيدة."

أمير إبتسم وبعدها ومشى .. وهى فضلت واقفه فى مكانها متابعاه بعيونها متناسبة إنها هتمشى معاه أصلا ... أمير بص جنبه ملقهاش لف وبص وراه لقاها بتبصله...

أمير بإستغراب:"مش هتيجى؟"

سيرين وهى بتفوق لنفسها:"هاه، اه جايه."

قربت نحيته وبعدها خرجوا هما الإتنين من المول ... بعد مرور فترة بسيطة .. شوق كانت واقفه وبتجهز الأكل لأمير، أكله هو بيحبها جدا، كانت مبتسمه بكل حب وهى بتحضر الأكل وفى نفس الوقت بتسأل نفسها "أمير إتأخر كده ليه؟"، بس لقت الجرس بيرن، إستغربت إن أمير مافتحش بالمفتاح بس بررت إنه مكسل يطلع المفتاح من جيبه زى مابيعمل أحيانًا، طفت على الأكل بسرعة وخرجت من المطبخ بسرعة عشان تفتح الباب ..

شوق بإبتسامه وصوت مسموع وهى بتفتح الباب:"إتأخرت كده ليه يا حبيب........."

برقت پخوف شديد لما شافت إللى واقف قدامها و بيتفحصها بعيونه بكل جرأة ووقاحة، شخص فى أواخر الخمسينات، صاحب الشعر الأسود إللى اللون الأبيض غطى عليه ، ده غير التجاعيد التى تملأ وجهه، وعيونه السوداء إللى الطمع والجشع واضحين فيهم، إبتسم بسخرية لما لقاها لسه پتخاف منه زى الطفل الصغير إللى بېخاف من أبوه أحسن يعاقبه ...

؟؟ بسخرية:"جرا إيه ياشوق؟ ساكته ليه؟ مش هترحبى بطليقك وأبو إبنك؟"

.......................................................

آرائكم؟ توقعاتكم؟

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه
الفصل الثامن
الصدمة ألجمتها ده غير إنها مكانتش لابسه حجابها، فاقت لما إفتكرت، جات تقفل الباب، الشخص ده مد دراعه ومنع إن الباب يتقفل... بدأت تدور بعيونها على طرحتها لقتها على الكنبه جريت بسرعه ودارت شعرها ... دخل بكل بجاحة وبدأ يتكلم بسخرية وقلة حياء ..
؟؟:"بتدارى نفسك منى ليه؟ ده على أساس إنى مش حافظ جسمك كله."
شوق وهى بتحاول تاخد نفسها ومابتبصلوش:"أمير مش هنا."
قعد بكل بجاحة على الكنبه وحط رجل على رجل ...
؟؟:"مش مهم، أنا قاعد مستنيه."
شوق بتحاول تتحكم فى أعصابها وفى ذكريات كتير بتهاجمها بسبب وجوده..
؟؟ بسخرية:"واقفه كده ليه ياشوق؟"
شوق ماتكلمتش وفى نفس الوقت أزمة الربو بتاعتها بدأت بسبب الذكريات الصعبه دى .. قام من مكانه وقرب نحيتها وهى بدأت ترجع لورا پخوف شديد وبتحول تتحكم فى تنفسها بس مش عارفه وبتدور بعيونها على البخاخه بتاعتها بس مالقتهاش ومش فاكره أمير حطهالها فين...
؟؟:"القطة أكلت لسانك ولا إيه؟"
شوق بنفس متقطع:"عايز إيه يا مجدى؟"
مجدى بوقاحة:"ولو إنى واحشنى القمر، بس أنا جاى عشان عايز فلوس."
شوق بنفس متقطع:"أمير...مش هنا."
مجدى ببجاحة:"مانا هستناه، بروح أمه إبن ال**** بتصل عليه بقالى يومين ومابيردش عليا، قاعدله لحد ماييجى."
شوق سندت على الحيطة بسبب إن الأزمة زادت...
شوق بنفس متقطع:"الب..خ..اخه."
مجدى ببرود ولا مبالاة:"مالهاش لازمه."
شوق قعدت على الأرض وهى بتحاول تتنفس ودموعها بدأت تنزل
والذكريات بتهاجمها، أوضة ضلمة، أرض متلجة، برودة الهواء الشديدة، ريحة منظفات نفاذة .. فاقت على صوت مجدى إللى بيهمسلها فى ودنها...
مجدى بجرأة:"ماتيجى نريح جوا على ما إبنك ييجى؟"
شوق كان نفسها ترد عليه تقوله أى حاجه، أو تبعده عنها لكن أزمة الربو مش مخلياها قادره تتكلم أو تعمل أى حاجه .. مجدى مسكها من دراعها وشوق حاولت تشيل دراعها من إيده بس معرفتش وبدأت تصرخ لكن للأسف صړاخها مكنش عالى ..
شوق بصړاخ ونفس متقطع:" أمير."
..............
فى نفس التوقيت:
نزلوا هما الإتنين من العربية ودخلوا البيت، طلعوا للدور التالت أمير بدأ يفتح الباب بالمفتاح بس إتخشب فى مكانه لما سمع صوتها..
شوق برجاء ونفس متقطع ودموع:"أرجوك سيبنى."
مجدى:"نريح جوا الأول وبعدها هسيبك."
أمير فتح الباب بسرعة ودخل وسيرين مستغربه مش فاهمة حاجة ... أمير لقى مجدى ماسك شوق من دراعها وبيحاول يقرب منها وهى بتبعده عنها وبتزقه بعيد عنها ... رمى الشنط على الأرض وراح مسكه من لياقته وزقه بعيد عنها وأخدها فى حضنه وهى بتبكى وبتشهق شهقات كبيرة جدا كإنها بتفقد روحها ..
أمير برجاء وخوف شديد:"شوق أبوس إيدك، إهدى ماتروحيش منى دلوقتى *بدأ يتكلم بصوت عالى ودموعه بتنزل* سيرين."
سيرين كانت واقفه فى مكانها ومصډومة ومش مستوعبه إللى بيحصل، بس فاقت على صوته...
أمير:"سيرين أرجوكى، فى بخاخه جوا فى باب التلاجه فى الرف التانى هاتيها بسرعه، أرجوكى *كمل بدموع لشوق* عشان خاطرى ماتروحيش منى دلوقتى بلاش يا ماما حرام تسيبينى كده."
سيرين دخلت المطبخ بسرعة وبدأت تدور على البخاخه بإيدين مرتعشه.. وصلها صوت أمير ....
أمير بدموع وهو بيضم شوق بشده لحضنه:"بسرعه ياسيرين أرجوكى."
سيرين لقتها وخرجت بسرعة من المطبخ، أمير أخدها منها بسرعه وحطها فى بوق شوق إللى خلاص وشها بقا لونه أزرق من قلة التنفس، بدأ يديلها الإستنشاق بتاعها وبيطبطب عليها وبيضمها كإنه عاوز يخبيها جوا ضلوعه عشان يحميها من أى حاجة وحشة .. سيرين كانت واقفه فى مكانها مش مستوعبه إللى بيحصل عيونها جات على الشخص إللى بيبص لشوق وأمير بسخرية .. شوق قدرت تاخد نفسها كإن روحها بتتردلها ..
مجدى بسخرية:"حلو أوى العرض الجميل ده، *إتكلم پغضب* فين الفلوس ياروح أمك؟"
أمير حاول يتحكم فى أعصابة بس للأسف شوق إللى بكائها بيزيد خلى الڠضب ملى عيونه، بعد عنها وقام من مكانه وراح مسكه من اللياقه... وسيرين راحت بسرعه لشوق وبدأت تهديها ..
أمير پغضب:"مش قولتلك ماتقربش نحيتها تانى؟ جيت ليه؟"
مجدى مسك إيد أمير إللى على لياقته ونفضها من عليه..
مجدى بإستهزاء:"جرا إيه يابن شوق؟، هتبقى عاق على آخر الزمن؟ *إتكلم بقرف* وبعدين أنا أقرب لشوق؟ أنا بس كنت بهوش عليها زى زمان، وحشنى محايلتها ورجائها ليا فى إنى أسيبها وأبعد عنها *غمز بحقارة لشوق إللى فى حضڼ سيرين*."
أمير الڠضب عمى عيونه كور إيديه پغضب شديد ولسه هيرفع إيده ...
شوق بصړاخ ودموع:"إياك، إياك ترفع إيدك على أبوك، إياك أنا مربتكش على كده، إياك يا أمير."
أمير نزل إيده وهو بيبص لأبوه پغضب شديد...
مجدى بسخرية وهو بيضربه أقلام خفيفه متعاقبه على وجهه:"برافو عليك، أيوه كده خليك زى الشاطر وإسمع كلام أمك يابن أمك."
أمير پغضب مكتوم وهو بيبعد إيده من على خده:"عايز كام؟"
مجدى:"إنت المفروض قبضت من كام يوم، أنا بقا عايز نص المرتب بتاعك."
أمير بقرف وأمر:"أقف قدام باب الشقة وإستنى لحد ما أجيلك."
مجدى بسخرية:"ماشى يا إبن شوق...*عيونه جات على سيرين وبدأ يتفحصها بكل جرأه* .. حلوه المزه مش حرام تاخدها لوحدك."
أمير پغضب:"أقسم بالله لو قولت كلمه تانية يبقى تنسى إن فى فلوس وإياك تقرب من حد فيهم إنت فاهم؟"
مجدى ببرود:"إهدى ليطقلك عرق ولا حاجة، *بص لسيرين تانى وبعدها بص لأمير وضربه قلم خفيف على خده* أنا بس ببدى إعجابى بالقمر عرفت تختار يا مفعوض وبتفرد عضلاتك عليا قدامها، ههههههههه."
أمير بعد وشه عن إيد أبوه...
أمير پغضب:"يلا إطلع بره."
مجدى:"عيونى."
مجدى خرج من الشقة بس فضل واقف قدام الباب قصاد شوق إللى بتبكى فى حضڼ سيرين فى الصالة ... عيون شوق جات فى عيون مجدى إللى غمزلها بوقاحة للمرة التانية، شوق كشت فى حضڼ سيرين من نظرات مجدى ليها .. أمير خرج من أوضته ..
أمير پغضب:"إمسك."
مجدى أخد منه المبلغ بلهفة وبدأ يِعِد فى الفلوس قدامه ...
مجدى:"ناقصين 200ج ، بس مافيش مشكلة، *بص لسيرين وإتكلم بسخرية* مع السلامه يا قمر."
مجدى مشى وأمير رزع باب الشقة وراه، راح لشوق إللى قاعده على الأرض فى حضڼ سيرين ..
أمير بلهفة وخوف:"شوق إنتى كويسه؟ طمنينى عليكى؟ عمل فيكى حاجة؟"
شوق بدموع ورجاء:"عشان خاطرى ماتخليهوش ييجى هنا تانى، عشان خاطرى يا أمير."
أمير ضمھا بقوة لحضنه..
أمير:"أنا آسف يا شوق، هو جه عشان ماكنتش برد عليه، مش هتتكرر تانى ماتزعليش منى."
فضلت تبكى فى حضنه بشهقات متقطعة، وسيرين قاعدة على الأرض ومذهولة من كل إللى حصل ده ومش فاهمة أى حاجة ... بعد مرور فترة بسيطة ... كانوا قاعدين على الكنبه وهى فى حضنه..
أمير:"خلاص بقا ماتزعليش منى، حقك عليا يا عمرى كله."
شوق بصوت متحشرج:"خلاص ماحصلش حاجه."
سيرين خرجت من المطبخ وقدمتلها كوباية عصير عشان تهدى .. أمير أخد الكوباية منها..
أمير بإحراج:"شكرا يا سيرين تعبناكى معانا."
سيرين:"مافيش تعب ولا حاجه، إنتى كويسه يا شوق؟"
شوق هزت راسها بالموافقه وبعدها إتكلمت..
شوق:"أنا آسفه على الكلام إللى هو قالهولك، معلش حقك عليا يابنتى."
سيرين بإبتسامة:"ياحبيبتى ولا يهمك، ولا كإنى سمعت حاجة."
أمير:"يلا ياشوق إشربى العصير."
شوق بدأت تشرب العصير بهدوء وبعد ماخلصت..
شوق:"تسلم إيديكى يا سيرين."
سيرين بإبتسامة:"الله يسلمك، بقيتى كويسه؟"
شوق:"الحمدلله."
أمير وهو بيحاول يغير الجو:"مش هنفضل فى النكد ده كتير، معقوله ياشوق، أكون جايبلك هدية وتنكدى عليا بالشكل ده."
شوق إنتبهتله..أمير قام من مكانه تحت عيون شوق إللى متابعاه بعيونها وبتبصله بإستغراب ... راح للشنط إللى سيرين حطتها على على الأرض نحية الباب أخدهم ورجع لشوق وقعد جنبها.. أخد الفستان من الشنطة..
أمير بإبتسامة:"عايزك تقومى بسرعة تغيرى هدومك وتلبسى الفستان ده هو والحاجات إللى معاه دى."
شوق بصتله بعدم إستيعاب ... سيرين قررت إنها تتكلم هى كمان..
سيرين:"شوفى بقا يا شوق أنا جبتلك إيه."
قامت من مكانها وراحت لشنطتها إللى فيها علبة الساعة، ورجعتلها تانى، أخدت العلبه من شنطتها وفتحتهالها ..
سيرين:"أجمل هدية لأجمل وأحلى شوق فى الدنيا دى."
شوق بصتلها بعدم إستيعاب وفى نفس الوقت مش فاهمه حاجه أو لسه تحت تأثير الصدمة..
أمير وهو بيمسح دموعها:"إيه يا شوق، هتفضلى كده كتير؟ يلا قومى قيسى الهدوم دى وأنا وسيرين منتظرينك."
شوق إبتسمتلهم بضعف هما الإتنين، وقامت من مكانها.. دخلت الأوضة وفى نفس الوقت بتحاول تنسى إللى حصل من شوية بس إزاى والکابوس ده بيلاحقها لمدة 27 سنة، كابوس إسمه مجدى، الشخص إللى سرق منها برائتها سرق منها حياتها، سرق ضحتكها، حاولت تدعى عليه كتير فى سجودها لكن إللى كان مانعها إنه أبو إبنها، بتكرهه بس خاېفة على زعل أمير حتى لو أمير مش بيحبه لكن حبه لأبوه مدفون جواه مهما حصل، مسحت دموعها إللى نزلت بحسرة وأخدت نفس عميق وعيونها جات على الفستان إللى فى إيديها إبتسمت من قلبها وبصت للهدية بتاعة سيرين إللى ذهلتها ملست على الساعة برقة كإنها خاېفة توقعها أو تبوظها وبدأت تغير هدومها وتلبس الفستان وكل المتعلقات الخاصة بيه...كانوا قاعدين هما الإتنين بره فى الصالة والإتنين مُحرجين.. أمير مُحرج من الكلام إللى أبوه قاله عن سيرين ده غير إن بالمنظر ده شكله وحش جدا بالنسبالها لإن عنده أب زى ده، وسيرين كانت مُحرجة لأمير نفسه مش مُحرجة منه، فاهماه كويس جدا، وحاسه بإحراجه، وعارفه إنه متضايق عشان كل ده حصل قدامها ... قررت إنها لازم تتكلم ، بس هما الإتنين إتكلموا فى وقت واحد..
أمير:"سيرين."
سيرين:"أمير."
الإتنين عيونهم جات فى عيون بعض وإبتسموا بإحراج، أمير قرر إنه يبدأ كلام...
أمير بإحراج:"أنا آسف يا سيرين على إللى حصل قدامك ده أن....."
سيرين وهى بتقاطعه:"إنت مُحرج ليه؟ هو مش إحنا أصحاب؟ يبقى مافيش بينا إحراج، وبعدين كل واحد فينا حياته فيها عقبه، وفى الغالب بتبقى من الأهل."
أمير:"بس أنا آسف على الكلام إللى هو قاله و...."
سيرين بإبتسامة مطمئنة:"أنا عملت نفسى مش سامعه حاجه ماتقلقش، ماتضايقتش."
أخد نفس عميق وفى نفس الوقت بيفكر فى شوق وسيرين كمان كانت بتفكر فى شوق إللى صعبانه عليها...
سيرين بإحراج:"أمير."
أمير وهو بيبصلها:"نعم؟"
سيرين بإرتباك:"لو مافيهاش إحراج، ممكن أعرف ليه باباك بيتعامل كده مع شوق؟ لو الموضوع مُحرج بالنسبالك خلاص مافيش مشكلة."
بصلها شوية وبيسأل نفسه أسأله كتير لحد أما قرر يتكلم عشان ماتسألش شوق إللى هتتعب لمجرد السؤال، أخد نفس عميق ..
أمير بتنهيدة:"أنا ذات نفسى معرفش."
سيرين بإستغراب:"إزاى؟"
أمير بحزن وهو بيبص فى الأرض:"من يوم ماوعيت على الدنيا وأنا شايف شوق پتتعذب قدامى، أنا كنت عيل صغير متدلع فى حضڼ جدتى إللى هى أم والدى، ووالدى كمان كان مدلعنى كانوا هما الإتنين مانعنى عن شوق إللى كانت محپوسة فى أوضة ضلمة ومابشوفهاش غير من وراهم عشان أقعد معاها شوية وأخدلها أكل من وراهم كمان، *إتكلم بحسرة* كانت دايمًا بتترجانى وبتقولى إنها جعانه، ماكنتش فاهم هما ليه حابسينها ليه بيعملوا فيها كده، بس..........."
قطع كلامه خروج شوق إللى ضحكتها وفرحتها منورين وشها البرئ، على الرغم من أن علامات النضج ظاهرة عليها لكن البراءة إحتلت ملامحها، لسه زى ماهى البنت الصغيرة إللى كان بيجيبلها الأكل فى الأوضة من وراهم، ويمكن صغرت أكتر بسبب الفستان الرائع إللى هى لابساه، طرحتها إللى عاملة رسمة معينه لوجهها، أنفها الصغير، شفايفها الصغيره، إللى يشوفها عيله صغيره عمره مايقول أبدا إنها كبيره فى نص الأربعينات، شوق كانت مبتسمه بفرحه وبتلف قدامهم عشان يقولوا رأيهم، لكن أمير كان مركز عليها هى، وسيرين كانت بتسأل نفسها أسألة كتيره عنها، ده غير إنها لسه صغيرة، مش فاهمة حاجة تماما، عيونها جات على أمير إللى بيتأمل شوق ... شوق من فرحتها بالفستان إتنططت فى مكانها وجريت حضنت أمير جامد...
شوق وهى بتضمه بشدة:"الفستان حلو أوى يا أمير، أنا مبسوطة بيه جدا، كل حاجة إنت جبتها حلوة أوى، ربنا يباركلى فى عمرك يا حبيبى ويرزقك ويصلح حالك."
بعدت عنه وبصت فى عيونه إللى بتبصلها بحب..
أمير:"أنا مش عايز من الدنيا دى غير ضحكتك يا شوق."
باس راسها وحضنها بشدة ... بِعِدِت عنه وحضنت سيرين جامد، للمرة التانية سيرين تحس بالإحتواء والدفئ الأمومى..
شوق بإبتسامة وفرحة وإمتنان وهى بتبصلها:"شكرا أوى على الساعة، دى حاجة غاليه أوى عليا، مكنش ليه لازمه إنك تتعبى نفسك يا حبيبتى."
سيرين:"لا تعب ولا حاجة إنتى تستاهلى أكتر من كده يا شوق."
شوق مسكت إيدها إللى هى لابسه فيها الساعة...
شوق بهمس وبعيون كلها حب وشوق وهى بتبص للساعة:"حلوة أوى."
سيرين سمعت همسها وده لإنها قريبة منها...
سيرين بإرتياح:"مبسوطة أوى إنها عجبتك يا شوق."
فضلت تتأمل شوق وهى بتبص للساعة بفرحة كإنها جابتلها حاجة كبيرة جدا على الرغم من إنها مجرد ساعة ده غير الفستان إللى عماله بتلف بيه، وفى نفس الوقت بتفكر فى إللى حصل لشوق قبل كده وعايزه تعرف أكتر .. أمير كان بيتأمل فرحة شوق وكان سعيد جدا بفرحتها دى، حمد ربنا إنه قدر يخليها تنسى إللى حصل بسبب الهدية دى.. هما الإتنين فاقوا على صوتها...
شوق:"أنا هدخل أغير بقا عشان أجهزلكم الغداء."
سيرين:"مالهوش لزوم يا شوق انا همشى إتأخرت و........"
شوق بحزم:"لا هتفضلى قاعدة، ولو مشيتى ياسيرين هزعل منك، أنا ملحقتش أتعرف عليكى المرة إللى فاتت عشان كنتى مستعجلة برده."
سيرين:"ياشوق أ......."
شوق بتحذير وهى بتقاطعها:"هزعل، وإنتى ماتعرفيش زعلى عامل إزاى."
أمير وهو بيتدخل:"خلاص يا سيرين إقعدى وماتزعليش شوق، أنا جربت زعلها وبقولك *ملس على دماغه كإنها بتوجعه* خليكى قاعدة عشان شوق ماتزعلش."
سيرين بإبتسامة:"حاضر."
شوق:"عين العقل، أمير حبيبى أنا عاملالك مفاجأة حلوة أوى، هغير هدومى وهجيلكم."
دخلت الأوضة وهما الإتنين ضحكوا ضحكة خفيفة عليها، سيرين بصت لأمير ...
سيرين:"ممكن تكمل قصة شوق."
أمير كان لسه هيتكلم موبايل سيرين رن ... سيرين فتحت شنطتها وقامت من مكانها بسرعة ..
سيرين بإرتباك لأمير:"بعد إذنك هرد على التليفون وهرجع."
أمير بإستغراب من إرتباكها:"تمام."
مشيت فى الشقة ومش عارفة هى رايحة فين، فتحت أوضة ودخلت فيها وبدأت ترد على الموبايل ...
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية:
سيرين بإبتسامة حب:"مرحبًا يا عزيزى."
؟؟ بحب:"مرحبًا عزيزتى، إشتقت إليكى كثيرا، أرجوكى عودى."
سيرين:"أنا أخبرتك من قبل أننى سأعود بعد ثلاثة أشهر وها قد مضى على عودتى إلى هنا أسبوع واحد فقط، ثم إننى قلت لك أنى لن أعود حينما أتعلم ما أريد."
؟؟ بضعف وحزن:"لكنها فترة طويلة جدا، أنتى تعلمين جيدا أنى لا أستطيع العيش بدونك."
سيرين بتنهيدة وضعف:"أبى لا تفعل هذا معى، لا تضغط على فى نقطة ضعفى ألا وهى أنت، أرجوك إسمح لى أن أثبت نفسى لك."
والدها:"أنتى لا تحتاجين أن تثبتى نفسك لى، أنا أثق بكى ولكن قلت لكى من قبل، أننى لا أقبل المعاناة لكى."
سيرين: بضحكة خفيفة:"ومن قال أننى أعانى، بالعكس أنا أتعلم كثيرًا وأحببت العمل أكثر."
والدها بإستسلام:"حسنًا يا مدللة أبيكى، أخبرينى أين أنتى؟"
سيرين:"أنا عند بعض الأصدقاء."
والدها بإستغراب:"أصدقاء؟ لم أكن أعلم أن لديكى أصدقاء؟ لماذا لم تخبرينى؟"
سيرين:"لم يمر وقت طويل على معرفتى بهم ولكن صدقنى إنهم طيبى القلب يا أبى."
والدها بتنهيدة:"حسنًا يا صغيرتى أنا أثق بك ولكن إذا إقترب منكى أحد سأقتله هل فهمتى؟"
سيرين:"هههههههههه، فهمت يا أبى الغيور لا تقلق."
والدها:"وهل لى سواكى؟ أنت الوحيدة التى بقلبى يا مدللتى."
سيرين بإبتسامة حزينة:"أعلم يا أبى."
سمعت صوت شوق وهى بتكلم أمير وبتسأله عنها ولإنها فى أوضه بعيد شوية الصوت مش واصل أوى...
سيرين:"أبى سأتحدث إليك لا حقًا."
والدها:"وأنا فى إنتظارك حتى لو كان الإنتظار سيأخذ منى عمرًا كاملًا."
سيرين بحب:"وأنا لن أتأخر عنك عمرًا كاملًا يا عزيزى، إلى اللقاء."
والدها:"إلى اللقاء حبيبتى."
قفلت المكالمة وأخدت نفس عميق وخرجت من الأوضه ..
شوق بإرتياح لما شافتها:"كنت هزعل بجد لو مشيتى."
سيرين:"ماقدرش أسيبك يا شوق."
سيرين حضنتها وشوق حضنتها هى كمان ...
شوق:"أنا لازم أروح أغرفلكم الأكل."
أمير:"وأنا هغير يا ماما على ماتحضرى الأكل."
شوق بحب:"ماشى ياحبيبى."
أمير راح الأوضة بتاعته تحت عيون سيرين المُحرجة لإنها إكتشفت إنها دخلت أوضته ... شوق كانت لسه هتتحرك...
سيرين برجاء:"عشان خاطرى يا شوق، خلينى أساعدك، بليييييييز."
شوق:" يابنتى إرتاحى و......"
سيرين:"مش عايزة أزعل منك ياشوق، عشان خاطرى."
شوق بتنهيدة:"براحتك، تعالى ورايا."
سيرين فرحت ودخلت المطبخ ورا شوق..
سيرين بحماس:"قوليلى أعمل إيه؟"
شوق بضحكة من حماسها وبدأت تغرف الأكل:"بتفكرينى بنفسى وأنا صغيرة، كنت بحب أقف مع ماما فى المطبخ، وكنت بقولها عشان خاطرى خلينى أساعدك."
سيرين:"وبعدين، كنتى بتعملى إيه عشان أعمل زيك ونخلص كل حاجة."
ملامحها إتحولت للحزن وإتنهدت تنهيدة بسيطة...
شوق:"ماكنتش بعمل حاجة."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات)
سيرين إستغربت من نبرة الحزن ... شوق غيرت الموضوع بسرعة..
شوق:"كلمينى عن نفسك."
سيرين:"مانا قولتلك عنى ياشوق."
شوق بإنشغال:"كلمينى عنك أكتر، هاتيلى طبق من المطبقية إللى فوقك."
سيرين بالفعل رفعت عيونها لاحظت المطبقية وجابتلها طبق وإدتهولها ..
شوق بإنشغال:"إللى يشوفك كده ويشوفك وإنتى عارفة يعنى إيه مطبقية يستغرب، إنتى منين بالظبط؟، لا تكونى من عابدين وأنا معرفش وبتضحكى عليا بشكلك الحلو ده يابت، بس أرجع وأقول لا البنت دى ممكن تكون مصرية أه، بس مش عايشه هنا زى ماقولتيلى بس مش عارفه أحدد."
سيرين:"هههههههههههه، مانا قولتلك ياشوق، عشت عمرى كله مع بابى فى أميريكا."
شوق وهى بتبصلها:"يا بكاشة، أكيد إتربيتى فى مصر مش فى أمريكا بتاعتكم دى، وبعدين سؤال هو إنتى إزاى بتنطقى مصرى طلقة كده؟ لا يبقى بتضحكى عليا."
سيرين بتنهيدة:"يا شوق صدقينى، أنا مش بكذب عليكى، أنا بس موضحتش فى أول مرة، هو أنا معايا جنسيتين الچنسية المصرية والجنسيه الأمريكية، وكنت باجى هنا مصر دايما مع *إتكلمت بغصة* مامى."
شوق لما حست بنبرة صوتها سابت إللى فى إيديها وبصتلها، لمحت دموعها إللى هى بتحاول تداريها وبتبص بعيد عن شوق .. شوق قربت منها وأخدتها فى حضنها وبدأت تطبطب عليها بحنان أمومى، وهنا سيرين إنفجرت فى البكاء ..
شوق بحنان أمومى:"عيطى ياحبيبتى، عيطى وإحكى كل إللى فى قلبك ليا."
سيرين پقهرة وهى فى حضنها:"سابتنى وأنا صغيرة، مالحقتش أشبع منها، كانت حنينة عليا أوى، مشيت بسرعة يا شوق، كان نفسى تفضل معايا شوية تنصحنى عشان حياتى، تنصحنى أبعد عن أصدقاء السوء، تبقى هى صديقتى الوحيدة، كان نفسى تكون موجودة فى كل مناسبة ليا، فى حفلة تخرجى، فى كل المسابقات إللى كنت بډخلها وبفوز فيها، تبقى معايا فى كل خطوة أنا بخطيها فى حياتى، فى كل ذكرى عيد أم بمۏت من قهرتى وده لإن كلهم معاهم أمهاتهم وأنا لا، على الرغم من إن بابى حاول بأقصى طاقته إنه يعوضنى عن غيابها إلا إنه مش عارف يعوضنى لإن مهما كان الأم غير الأب وماحدش هيعرف يعوض حد عن وجود الأم."
كملت بكاء فى حضڼ شوق إللى دموعها بتنزل عليها وعلى نفسها، وكل ده بيحصل غافلين عن أمير إللى سمع كل حاجة وهو واقف قدام المطبخ بس بعيد شوية ... زعل عليها جدا وصعبت عليه، فاهمها وحاسس بيها، كان دايما بېخاف من إن شوق تروح منه، بېخاف للحظة إنه يصحى ويلاقيها ماټت، بيبقى قلقان وحاطط إيده على قلبه خوفًا من إن شوق ممكن يجرالها حاجة وحشة، هى كل حياته كل دنيته، الأم عمرها ماتتعوض، مايهمهوش أبوه القاسى راح فين أو عمل إيه، لكنه رافض فكرة غياب شوق إللى كانت دايما طول عمرها قلبها عليه قبل مايكون قلبه عليها .. عذر سيرين على كل حاجه حصلت منها بدون قصد منها، سامحها على كل حاجة، على الرغم من إنه كان مازال متضايق شوية من إللى حصل منها لكن كل ده إنتهى لما حس بيها وعذرها، فعلا كل الناس متساويين بإختلاف القصص والحياة، مافيش حد كامل، قلبه وجعه بسبب عياطها إللى سامعه، بيتمنى إنه يدخل المطبخ ويهديها لكن ما باليد حيلة، بس قرر قرار بينه وبين نفسه إنه هيبقى معاها كصديق ويخرجها من إللى هى فيه، طب ليه مايبقاش كأخ ليها؟ أمير سأل نفسه، "وليه مابقاش أخ؟" حاول يتخيل فكرة إنهم يبقوا زى الإخوات ماتقبلش الفكرة، هى أصحاب حلوه، إستغرب تفكيرة الغريب ده، فاق لما سمع صوتها...
سيرين وهى بتبعد من حضڼ شوق:"أنا آسفه يا شوق أنا.....إنتى بتعيطى!"
شوق بدموع:"فكرتينى بماما، ماما كانت دايما ساندانى فى كل حاجة، عمرها ماسابتنى، ماما وقفت جنبى لما كله مشى لكن هى مسابتنيش، ماما كانت قوية وبميت راجل، ماما أنقذت حياتى من .. من .. حياة إتفرضت عليا من 27 سنه، أنقذتنى منها بعد معاناه فى الحياة دى، ماما دى كانت بطلة حياتى، الله يرحمها ويرحم مامتك."
سيرين:"يا رب."
شوق قررت تغير الموضوع..
شوق بمرح وهى بتمسح دموع سيرين:"مش هنفضل نعيط كده كتير، الأكل هيبرد وكلنا جعانين وأمير شوية وهيقول بعلو صوته *بتقلد صوته بشكل غليظ* فين الأكل يا شووووووق."
سيرين ضحكت... أمير إتحرج وهو واقف بره ده غير دموع مامته إللى مش مخلياه مستحمل بُعده عنها كده، عايز ياخدها فى حضنه ويهديها زى ماكان بيعمل زمان، وخاصة إن جدته رانيا موصياه على أمه بشكل كبير وحتى لو مش موصياه، فشوق فى قلبه قبل عيونه ...
شوق:"أيوه كده إضحكى، الواحد بيعيش عشان يضحك، ضحكتك حلوة إياكى تخبيها."
سيرين بإبتسامة حب:"تعرفى إن بابى دايما بيقولى كده."
شوق بتنهيدة:"يبقى بتوجعى قلوبنا ليه معاكى؟ إسمعى كلامنا بقا."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يا شوق."
شوق بعدت عن سيرين ومسحت دموعها هى كمان، وكملت إللى كانت بتعمله...
سيرين:"أعمل إيه طيب؟"
شوق:"إتفرجى عليا بس كده."
شوق راحت للتلاجة وأخدت منها طبق السلطة، وحطتها على الرخام وأخدت العيش من الفريزر وبدأت تسخنه على البوتوجاز...
سيرين:"بس الأكل شكله حلو أوى يا شوق، تسلم إيديكى."
شوق:"دوقى الأول وبعد كده إحكمى، كفايه بكش بقا."
سيرين:"هههههههههه أنا عملت إيه بس؟"
شوق:"أكتر حاجه بكرهها فى حياتى المجاملات."
سيرين:"بس أنا مش بجامل."
شوق:"وأنا بحب الرأى بعد ما الشخص يدوق الأكل، يلا كفاية رغى، وخدى الطبقين دول وحطيهم على الترابيزة بره."
سيرين:"عيونى."
أخدت الطبقين وخرجت من المطبخ، أمير عمل كإنه هيدخل المطبخ عشان ماحدش يشك إنه سمعهم، قابلها فى طريقه .. سيرين إرتبكت لما شافته قدامها، أمير لاحظ عيونها الحمراء من البكاء وأنفها الأحمر، ومش فاهم ليه إتضايق لما شافها كده، وكل ده تحت عيون شوق إللى بتبصلهم بخبث ... فاق على صوتها..
سيرين بإحراج:"ممكن تعدينى."
أمير بإستيعاب:"آسف، هاتى عنك."
سيرين بإرتباك:"مالهوش لزوم أنا....."
قطع كلامها أمير إللى أخد الأطباق منها وراح حطهم على الترابيزة، وهى فضلت واقفة فى مكانها بتبصله ومتابعاه بعيونها .. بس فاقت على صوت شوق..
شوق:"تعالى ياسيرين خدى الطبق ده منى."
راحتلها وأخدت الطبق وخرجت ونفس الوضع، أمير أخد منها الطبق وهى إتحرجت وفى نفس الوقت حاسه بالخجل الشديد ومش عارفة ليه...
شوق وهى واقفه وراها:"واقفه كده ليه؟ ماتعدينى يابنتى."
سيرين فاقت وخرجت بسرعة من المطبخ .. وشوق وراها وبتضحك عليها وحطت طبق السلطة والعيش على الترابيزة ..
أمير إبتسامته كانت كبيرة وهو بيبص لصنف الأكل إللى شوق عاملاه .. سيرين قعدت على كرسى وشوق قعدت جنبها ..
وأمير كان قاعد قدامهم..
أمير بإبتسامة:"تسلم إيدك يا حبيبتى على الكوسة بالبشاميل، إنتى ماتعرفيش أنا بحبها قد إيه."
شوق بمرح:"حبيبى، إنت أى حاجه فيها بشاميل بټموت فيها، يلا سموا الله وكلوا."
سموا الله وبدأوا ياكلوا ... سيرين عجبتها الأكلة أوى وفى نفس الوقت بتحاول تلمح أمير وهو بياكل وشايفه على وشه ملامح الإستمتاع بالأكل، عيونه جات فى عيونها وهى إتحرجت وبصت لطبقها وهو كمان إتحرج وكمل أكله .. وشوق قاعدة وشايفة كل ده و إبتسمت إبتسامة خفيفة ..
شوق لنفسها:"يا رب أفرح بيك يا حبيبى وأطمن عليك قبل ما......"
غمضت عيونها پألم وأخدت نفس عميق وكملت أكل.. بعد مرور فترة بسيطة، خلصوا الأكل وقعدوا مع بعض فى الصالة ..
أمير:"بس غريبة يعنى يا شوق يا ترى إيه إللى غير رأيك وخلاكى تعملى أكله أنا بحبها؟ مع إن مافيش مناسبة."
شوق:"عشان نجاحك النهارده ياحبيبى، كل خطوة إنت بتعملها فى حياتك بتبقى بالنسبالى عبارة عن مناسبة كبيرة."
أمير:"مش فاهم؟"
شوق وهى بتبص لسيرين:"سيرين ربنا يباركلى فيها سجلتلى فيديو صغير ليك وإنت بتشرح البرنامج النهارده فى الشركة، بسم الله ماشاء الله كنت زى القمر وبدر منور فى الفيديو، فكنت مبسوطة وعشان كده قررت أعملك الكوسة بالبشاميل."
أمير بحب:"ربنا يباركلى فى عمرك ياحبيبتى وتفضلى مبسوطه بيا دايما."
سيرين كانت متابعة نظرات أمير لشوق وحابه حبه ليها أوى ده غير خوفه عليها .. فاقت على صوت شوق..
شوق:"ألا قوليلى يا سيرين، هو إنتى مرتبطة؟"
أمير فى اللحظة دى ركز ومستنى ردها ومش فاهم ليه عايز يعرف وفى نفس الوقت مش مبين أى حاجه .. سيرين إتصدمت من السؤال إللى مش متوقع..
شوق:"سكتى ليه؟"
سيرين بتلقائية:"لا طبعا يا شوق."
شوق بإبتسامة وإرتياح:"طب والله حلو جدا."
سيرين إبتسمتلها وهى مش فاهمة قصدها .. شوق عيونها جات على أمير إللى بيبص لسيرين بطرف عيونه وهو بيشرب العصير .. وفجأة سمعوا آذان العشاء .. أمير إستغفر ربنا فى سره على نظراته لسيرين إللى مش فاهملها أى سبب وقام من مكانه ..
أمير:"أنا هنزل أصلى العشاء فى الجامع هتعوزوا حاجه أجيبها من بره وأنا راجع؟"
شوق:" عايزة سلامتك ياحبيبى، إنت متوضى؟"
أمير:"هتوضى هناك، هسيبكم تاخدوا راحتكم، يلا سلام."
خرج من الشقة ونزل من البيت تحت عيون الطفلة إللى بتراقبه دايما من بعيد وهى واقفة فى الشباك، إتنهدت بهيام وبدأت تعمل مكالمة لحد ما الطرف التانى رد ..
؟؟:"الكراش بتاعى لسه نازل حالا من البيت، قمور أوى وهو داخل الجامع كده، طول بعرض ودقن خفيفة حلوة كده، ويالهوى على ضحكته يالهوى."
@@:"إنتى لسه ماعترفتيلهوش يازهرة؟ هو مش انا قولتلك كلميه وقوليله إنك حابه إنكم ترتبطوا؟"
إتحركت زهرة بحسمها الطفولى فهى صاحبة الثالثة عشر عامًا، بس إللى يشوف دماغها وتفكيرها يقول عليها عدت العشرينات ...
زهرة بتنهيدة:"مش عارفة يا آيات، تفتكرى هو كمان بيحبنى؟"
آيات:"بصى إنتى تروحى تقوليله وش كده إنك بتحبيه، ولو مرتبطش بيكى هترتبطى بغيره عادى ولا يفرق معاكى ببصلة."
زهرة:"ماتقوليش كده على أمير حبيبى، بس أنا متضايقة."
آيات:"من إيه؟"
زهرة:"فى واحدة كده بتجيلهم هنا فى البيت، جات إمبارح والنهارده، بس كانوا جايين مع بعض النهارده بجد هتششششل، نفسى أفهم بيعمل معاها إيه دى."
وقفت قدام مرايتها وعدلت شعرها الأسود الطويل ..
زهرة:"ده أنا حتى أحلى منها بكتير."
آيات:"طبعا ياحبيبتى إنتى أحلى من غير ما أشوفها كمان، بقولك إيه أنا هقفل دلوقتى عشان حبيبى بيتصل."
زهرة:"والعة معاكى بقا."
آيات:"أسيبك بقا على ما الكراش بتاعك يخلص صلاة."
زهرة:"ماشى، ولما تخلصى كلام مع حبيبك ده إبعتيلى أى فيلم أجنبى رومانسى كده أفك بيه عن نفسى شوية بدل الزهق ده."
آيات:"إنتى تؤمرى."
قفلت المكالمة معاها ...
زهرة بهيام طفولى وهى بتلعب فى شعرها:"أمير."
...........................
شوق:"أنا هقوم أتوضى وإنتى تتوضى بعدى تمام؟"
سيرين:"أكيد."
شوق دخلت الحمام وبدأت تتوضى .. بعد مرور فترة بسيطة، سيرين دخلت بعدها وبدأت تتوضى هى كمان وبعدها خرجت ...
شوق بإستغراب:"متأكدة إنك مش من عابدين؟"
سيرين:"ههههههههههههه، لا ليه يا شوق؟"
شوق:"أصلك ماشاء الله بتتوضى زينا أهوه، فكرتك ماتعرفيش تعملى حاجة وكنت متوقعة إنك تقوليلى أعلمك."
سيرين:"لا ياستى وبعدين طبيعى أبقى عارفه الوضوء والصلاة، كل حاجة أساسية فى دينى عارفاها."
شوق سكتت شوية وبصت لشعر سيرين المكشوف وقالت لنفسها:"ماعدا شوية حاجات بسيطة كده، مافيش مشكلة كله بالصبر."
شوق بتنهيدة:"طيب يلا بينا، هديلك إسدال من عندى."
سيرين بإبتسامة:"ماشى."
دخلوا أوضة شوق إللى إدتلها إسدال كانت معلقاه على الباب وسيرين لبسته وشوق بدأت تتأملها ..
سيرين:"بتبصيلى كده ليه؟"
شوق بإبتسامة:"تعرفى إن شكلك كده أحلى؟ على الرغم من إن الحجاب المفروض يكون ساتر وبيخفى جمال البنت، لكن إنتى شكلك بقى مميز، إنتى بيه حاجة جميله جدا تستحق إنها تظهر كده قدام الناس، لكن الشكل التانى إللى إنتى ماشيه بيه ده يستحق إنه يكون لشخص واحد بس، زوجك، وأتمنى ماتزعليش منى ده مجرد رأى."
سيرين بإبتسامة:"ورأيك ده على راسى صدقينى، مازعلتش."
شوق بإبتسامة:"يلا نصلى."
سيرين:"يلا."
فرشوا المصليات ووقفوا جنب بعض وبدأوا يصلوا بإمامة شوق ..
.....................
خرج من الجامع بعد الصلاة ومشى فى إتجاه البيت تحت عيون إللى متابعاه بهيام .. شوق سلمت من الصلاة وسيرين سلمت بعدها .. وشوق سجدت تانى وبدأت تدعى، سيرين فضلت قاعدة فى مكانها وبتبص لشوق إللى ساجدة وبتدعى .. بتسأل نفسها أسألة كتير تخصها، محتاجة تعرف عنها أكتر بحكم إنها معتبراها صاحبتها .. فاقت من إللى هى فيه على صوت الجرس، قامت من مكانها بسرعة متناسية إنها لسه لابسه الإسدال وراحت فتحت الباب، لقت أمير فى وشها .. أمير ذُهل من شكلها المميز إللى شايفه قدامه للمرة التانيه والمرة دى بإسدال صلاة، ده غير وجهها النقى الخالى من مساحيق التجميل، كانت كتلة براءة قدامه، فاق لنفسه بسرعة وإستغفر ربنا، وهى كمان فضلت واقفة ومش منتبهه إنها واقفه عند الباب وهو لسه مدخلش ..
أمير بحمحمة وإحراج:"آسف، نسيت المفتاح."
سيرين بإستيعاب:"أها، عموما إحنا لسه مخلصين صلاة، إتفضل."
بعدت عن الباب وهو دخل الشقة وقفل الباب وراه..
أمير بإستفسار:"أومال فين شوق؟"
سيرين بإرتباك:"شوق بتدعى جوه."
أمير بضحكة خفيفة:"يبقى لسه قدامها شوية."
سيرين بإستفسار:"على إيه مش فاهمه؟"
أمير:"على ماتخلص دعاء يعنى."
سيرين:"أها."
أمير بإرتباك لوجودهم لوحدهم:"أنا هروح أوضتى بقا، لو عوزتى حاجه نادى عليا."
سيرين:"إتفضل."
مشى من قدامها وأول أما دخل أوضته إتنهد بإرتياح .. وفى نفس الوقت بيفكر فى شكلها الحلو إللى شافه ده .. وهى كانت واقفه مرتبكة من نظراته ليها ومش فاهمة ليه بتتوتر كده لما هو بيكون معاها، عيونها جات على ساعة الحائط وبعدها بصت قدامها تانى، بصت لساعة الحائط پصدمة ولقت إن الوقت إتأخر على وجودها معاهم، كانت ناسية الوقت فى وجودها معاهم .. راحت بسرعة لأوضة شوق وقلعت الإسدال إللى كانت لابسه هدومها تحته .. شوق قامت من مكانها وبصت لسيرين إللى بتعدل شعرها وبتحط ميك أب ..
شوق:"رايحة فين يا سيرين؟"
سيرين بإنشغال:"همشى أنا بقا يا شوق، مش هتعوزى حاجة؟"
شوق:"بس انا كنت عاملة حسابى إنك هتباتى معايا."
سيرين بإحراج وهى بتبصلها:"قولتلك يا شوق خليها مرة تانية."
شوق:"نفسى أفهم، بتتهربى ليه كل أما أقولك إنى عايزاكى تباتى عندى؟"
سيرين بإحراج وخجل خافى:"مش بتهرب ولا حاجة، بس أنا بيبقى ورايا حاجات كتير مهمة لازم أعملها بليل فى الفيلا، وأنا كده إتأخرت."
شوق بتنهيدة:"ماشى، مش هتحايل عليكى، إبقى خدى بالك من نفسك وكلمينى أول اما توصلى."
سيرين:"عيونى."
خلصت الميك أب بتاعها وحضنت شوق إللى بادلتها الحضن وخرجت من الأوضة وشوق وراها ..
شوق بصوت مسموع:"أمير."
وبعد ثوانى أمير خرج..
أمير:"نعم يا شوق؟"
شوق:"معلش ياحبيبى إنزل وصل سيرين لعربيتها."
سيرين:"تانى ياشوق؟ خليك يا أمير إرتاح."
أمير:"مايصحش،مادام شوق قالت أوصلك يبقى لازم أوصلك."
سيرين بإستسلام:"أوك."
خرجت من الشقة هى وأمير وهو نزل قدامها وهى نزلت وراه .. وخرجوا من البيت ..
أمير بتذكير:"إبقى كلمى شوق لما توصلى ماتنسيش."
سيرين بإبتسامة:"حاضر، يلا سلام."
أمير بإبتسامة أربكتها:"سلام."
بلعت ريقها بتوتر وراحت لعربيتها وركبتها وإتحركت، أمير فضل واقف فى مكانه متابع عربتيها وهى بتخرج من الحارة .. وكل ده تحت عيون زهرة إللى ھتنفجر من الغيرة .. لبست بسرعة الإسدال وخرجت من أوضتها ولسه هتخرج من الشقة ..
؟؟:"رايحة فين يابنت؟"
زهرة بإرتباك:"هنزل أشتريلى شيبسى ياماما."
والدة زهرة:"طيب ماتتأخريش."
زهرة:"حاضر."
خرجت من الشقة ونزلت من البيت إللى هو نفسه البيت إللى ساكنه فيه شوق ولكنها فى الدور الخامس .. بعد ما عربية سيرين إختفت من الحارة أمير لف عشان يدخل البيت إتصدم من إللى واقفه قدامة..
زهرة بضيق:"مين دى يا سى أمير ؟"
أمير رفع حاجبه بدهشه وإستغراب من طريقتها فى الكلام ..
أمير وهو بياخدها على قد عقلها:"مافيش إزيك يا أبيه أمير الأول؟"
زهرة بضيق:"بقولك مين دى؟"
أمير حاول يمسك نفسه بالعافية عشان مايرزعهاش قلم على وشها ېموتها بيه، أخد نفس عميق ..
أمير وهو بيجز على أسنانة:"مالكيش فيه يا شاطرة، عدينى."
زهرة بإصرار:"لا مش هعدى، ويلا قول بسرعة مين دى؟"
أمير پغضب مكتوم:"ضيفة."
زهرة:"وبتعمل إيه هنا يعنى؟ وبتيجى كل يوم ليه؟"
أمير پغضب مكتوم:"أستغفر الله العظيم يارب، بقولك إيه يابت إنت،ى أقسم بالله لو مامشيتى من قدامى هتلاقيينى سفختك قلم هيجيبك الأرض، إوعى من وشى."
زقها من قدامه وطلع لشقته وبدأ يخبط على الباب بسرعة، وشوق فتحت ومستغربة من الخبط بتاعة ... دخل الشقه وقفل الباب وراه، كان واقف بياخد نفسه بإرتياح وشوق بتبصله بإستغراب أكتر..
شوق:"فى إيه يا أمير؟"
أمير:"يا الله يا شوق، أنا كنت فى حرب تحت."
شوق:"فى إيه؟"
أمير:"البت زهرة بنت طنط إبتسام، وقفتنى للمرة المليون عند المدخل."
وهنا شوق ماقدرتش تمسك نفسها من الضحك..
شوق:"ههههههههههههههههههههه، ويا ترى بقا عاكستك المره دى قالتلك إيه؟ عيونك حلوه؟، ولا دقنك حلوة؟"
أمير:"أستغفر الله العظيم يا رب، ياريت تقولى لأمها على إللى هى بتعمله كده كتير بجد، دى عيلة عندها 13 سنة هو إيه إللى حصل فى الدنيا دى! أندر إيدج وكمان بجحة!، ده إيه قلة الأدب دى؟، حسبى الله ونعم الوكيل وأستغفر الله العظيم."
شوق:"ههههههههههه، ماشى ياحبيبى أنا هتصرف، إهدى إنت بس."
أمير بتنهيدة:"ماشى ياشوق."
شوق بإبتسامة حنونة:"ماتيجى نقعد نتفرج على التليفزيون شوية."
أمير:"حاضر."
راحوا الصالة ولبست نظارتها النظر وبدأت تشغل التليفزيون وقعدوا جنب بعض فضلت تقلب فى القنوات لحد ما لقت فيلم لحن الوفاء لعبد الحليم حافظ وكانت أغنية على قد الشوق شغالة .. إبتسمت بحزن وجه على بالها حوار بينها هى وعمر وكانت الأغنية دى شغالة وقتها ..
فلاش باك:
كانوا قاعدين على كنبة وهو بيعملها ضفيرة فى شعرها ..
شوق بتأفف:"الأغنية دى مش عاجبانى، إقفلها."
عمر بإستفسار مع إنشغال:"ليه؟"
شوق:"دى فيها فراق مابحبش الحاجة دى."
عمر وهو بيبص فى عيونها:"بس أنا بحب أى حاجة فيها كلمة "شوق" حتى لو فيها تعب وفراق."
...................
فاقت من ذكرياتها وبصت بشرود للتليفزيون .. أمير من طبعة إنه مش ميال أوى للأفلام القديمة، مسك موبايله وبدأ يقلب فيه على الفيس وهو قاعد جنبها ... عيونه جات على منشور على الفيس ..
"بُص لمامتك وهى سرحانة وساكته، هتحس إنها أغلب واحده فى الدنيا دى."
أمير فضل يبص للمنشور ده كتير وبيتأمله كإن كل كلمة على شوق بالظبط، بعدها رفع عيونه وبص لشوق إللى سرحانة فى الفيلم ..
عيونها وملامحها إللى الحزن ظاهر فيهم بشكل كبير ودائم، شعرها الأبيض إللى طلعلها بدرى جدا عن ميعاده، نظرها إللى ضعف بشكل كبير بسبب كثرة البكاء على حبيبٍ وعاشق مچنون غائب ولن يعود أبدًا مهما طال إنتظارها، أمير إتنهد بحزن على حال مامته إللى لحد الآن ماتعرفش إن إبنها يعرف بموضوع عمر، عرف الموضوع كله من جدته رانيا إللى وصته على شوق قبل ماتموت لما كان عنده 14 سنه .. مر الوقت وكل واحد فيهم بيفكر فى إللى شاغل باله أمير بيفكر فى قصة الحب إللى مامته عاشتها زمان وكان نتيجتها قهرة ودمار، وشوق كانت بتفكر فى إللى شاغل قلبها وعقلها دايما، مالك قلبها إللى عمرها ماحبت غيره ولا هتحب غيره .. ماحسوش بالوقت إللى عدا وفاقوا على صوت رنة موبايل شوق .. شوق بصت لموبايلها إبتسمت لما لقتها سيرين وردت ..
سيرين وهى بتدخل الفيلا:"ما قدرتش أدخل الفيلا غير لما أكلمك الأول، أنا وصلت ياحبيبتى خلاص."
شوق:"حمدالله على سلامتك يا حبيبة قلبى."
سيرين:"الله يسلمك يا أحلى شوق."
شوق:"أنا خلاص كده إتطمنت عليكى، هسيبك بقا عشان تنامى."
سيرين:"حاضر ياحبيبتى."
شوق:"تصبحى على خير."
سيرين:"وإنتى من أهله."
شوق قفلت المكالمة وعيونها جات فى عيون أمير إللى متابعها ..
شوق بإستغراب:"فى إيه؟ بتبصلى كده ليه؟"
أمير بإبتسامة:"هو حرام إنى أبصلك ياماما."
شوق:"لا مش حرام وبعدين مالك كده مركز معايا، هو فى إيه؟"
أمير:"معجب بيكى *غمزلها* حد قالك قبل كده إنك زى القمر؟"
إبتسمت بحزن لتذكرها عاشقها المچنون، بس قررت تغير الموضوع بسرعة ..
شوق وهى رافعه حاجبها:"فى إيه يا أمير عايز إيه؟"
أمير بتنهيدة:"قفشتينى."
شوق:"إنطق."
أمير:"عايزأقولك إنى بحبك يا أحلى شوق."
باس راسها وأخدها فى حضنه وبدأ يطبطب عليها .. شوق إستغربت من حنيته المفاجأة دى ..
أمير:"عايزك تعرفى إن أنا جنبك ومعاكى مهما حصل يا شوق، أنا وإنتى إيد واحدة، هنفضل مع بعض دايما إن شاء الله و........"
شوق بضيق وهى بتقاطعه وبتخرج من حضنه:"نفضل مع بعض دايما؟! ليه؟!! هو أنت ناوى تقعد فى أرابيزى؟!!!"
أمير بزهق:"يا شوق أقصد بإنى هفضل معاكى يعنى هبقى سندك وظهرك ده المقصود."
شوق بإبتسامة:"عارفه يا عبيط، أنا بس بهزر معاك."
أمير:"ماشى ياشوق."
شوق:"أمير."
أمير:"نعم ياحبيبتى؟"
شوق:"تعرف إن سيرين حلوه أوى."
أمير بصلها بإنتباه...
شوق بإبتسامة:"محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى."
أمير بضحكة خفيفة:"أكيد ياشوق حقك تحبيها ماهى صاحبتك."
شوق:"أكيد، بس فيها حاجه مختلفة، أقدر أقول إنها مميزة، جدعة أوى."
أمير وهو بيبص فى موبايله وهو بيمثل اللامبالاه وبيفتكر شكلها بالفستان والإسدال:"مممممم."
سوق بضيق من لامبالاته:"أنا غلطانه ، سيب الزفت ده ويلا نكمل فُرجَه على التليفزيون."
أمير بضحكة خفيفة وهو بيسيب الموبايل من إيده:"حاضر ياشوق."
شوق قلبت القناة لإن جه إعلان على قناة الفيلم القديم وجابت فيلم كوميدى وهى وأمير مابطلوش ضحك على الفيلم لحد ما خلص.. بمرور الوقت .. دخل أوضته وقعد على سريره وفتح الواتس آب ومن غير مايحس دخل على الشات الفارغ بينه وبين سيرين، شاف آخر ظهور ليها لقاها كانت فاتحه من ساعتين ..
أمير بضحكة خفيفة:"دى بتنام بدرى أوى."
إستغرب نفسه لإهتمامه بيها، قفل موبايله بعدم إستيعاب وبدأ يستسلم للنوم وفى نفس الوقت كلام شوق عنها بيتردد فى ذهنه .. "حلوة أوى، محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى، مميزة، جدعة أوى ... مميزة..."
............................
شوق كانت بتسرح شعرها قدام مرايتها لما خلصت راحت لسريرها، نامت على جنبها الليمين، وبدأ النوم يسيطر عليها لحد ما إستسلمت للنوم و بدأت تحلم بذكرياتها كاملة ...
منذ ثمانيةً وعشرون عامًا:
كانوا ماشيين فى طريقهم للحارة وعمر كان ماسك إيدها جامد من ساعة ما نزلوا من السطح لحد الآن كإنه خاېف تروح منه، ومش فاهم ليه بيعمل كده، شوق كانت ماشيه جنبه ومبسوطه بشكل طفولى إن عمر مش هيسيبها أبدا .. فضلت تبصله وهو ماشى ومعقد حاجبه بتفكير وبتسأل نفسها هو بيفكر فى إيه؟ ... بعد مرور فترة بسيطة، كانوا قربوا على دخولهم للحارة بس فجأه عمر وقف فى مكانه وسحبها وراه ودخل لمدخل بيت ووقفها قدامه وبدأ يتكلم ..
عمر بهدوء وهو بيمسكها من أكتافها الإتنين وبيبص فى عيونها:"شوق إنتى خلاص خلصتى إمتحانات صح ولا أنا غلط؟"
هزت راسها بإرتباك شديد .. أخد نفس عميق..
عمر بإستفسار وهمس مسموع وهو بيبص فى عيونها:"هنتقابل إزاى بعد كده؟"
شوق بتلقائية وبراءة:"هقف فى الشباك وهنشوف بعض، هنبقى قدام بعض علطول."
عمر عقد حاجبه پغضب شديد وبدأ يتكلم بنبرة غريبة أول مرة تسمعها..
عمر پغضب:"عشان إللى رايح وإللى جاى يتفرج عليكى صح؟"
شوق پخوف من شكله:"بس أنا كنت بقف فى الشباك علطول و...."
عمر بحدة وهو بيقاطعها:"الوضع إتغير، إنتى بقيتى حاجة تانية."
شوق بعدم فهم:"يعنى إيه؟"
عمر مش فاهم هو بيقول إيه ومتلغبط بسبب مشاعرة وقلبة إللى بيدق بشكل غريب ..
عمر:"هتعرفى بعدين، المهم *إتكلم بتحذير* إياكى يا شوق ألمحك واقفه فى الشباك تانى."
شوق ببراءة:"طب هنشوف بعض إزاى؟"
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"أنا هتصرف، هو كلها شهر أجازة هنشوف بعض فيه أكيد سيبيها عليا، يلا عشان تروحى، إخرجى من هنا و روحى البيت وأنا همشى وراكى، فاهمة هتقولى إيه لمامتك؟"
شوق وهى بتهز راسها بطاعة:"فاهمه، هقولها إنى زهقت من إنى أستناها، فأخدتها مشى وروحت البيت."
عمر وهو بيملس على شعرها:"برافو عليكى ياشوق، يلا إمشى."
شوق:"حاضر."
عمر تابعها بعيونه وهى بتلف عشان تخرج من المدخل، حاسس بمشاعر كتير جواه، بركان من المشاعر، قلبه إللى بيدق بشدة، قلبة إللى عايزها تفضل أكتر، مع كل خطوة هى بتتحركها قلبه كان بيتخلع من مكانه، لما وصلت لبوابة المدخل لفت وبصتله مرة أخيرة، وهنا عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها، ضمھا بشدة ورجع بيها لورا بعيدا عن أعين الناس، شوق كانت مصډومة من حضڼ عمر المفاجئ ليها، ومرتبكة وحاسه بخجل وإرتباك شديدين، عمر كان بيبص قدامه بشرود وهى فى حضنه، كان متأكد إنه داخل على ملحمة وكوارث هو هيكون السبب فيها، وهو شارد الذهن شم ريحة أول مره ياخد باله منها الريحة دى كانت جايه من شوق، كانت ريحة شعرها الأسود الطويل، تاه فى ريحتها بدون وعى ونسى تماما إنه بيضمها بشدة أكتر وهو بيشم ريحتها، فاق من إللى هو فيه لما حس بإنها بتحاول تخرج من حضنه .. إرتبك لإنه تاه فيها بِعِد عنها وبصلها .. كانت بتبص فى الأرض من الإحراج، عمر رفع راسها وبص فى عيونها ..
عمر:"شوق ماتتحرجيش منى بعد كده، فاهمانى؟"
شوق بتلعثم:"فاهمة."
عمر:"يلا روحى."
هزت راسها وخرجت بسرعة من المدخل وراحت للحارة، عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وخرج من البيت إللى كانوا واقفين فيه ومشى وراها بعقل غائب...
..........................................................................
آرائكم؟ توقعاتكم؟

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
أستغفرك ربى وأتوب إليك ..
الفصل التاسع
فضل ماشى وراها لحد ماهى دخلت البيت، إتنهد تنهيدة بسيطة وعيونه جات على إسماعيل إللى بيوزع الطلبات فى القهوة .. راح للقهوة وقعد على كرسى وفضل سرحان .. إسماعيل عيونه جات على عمر إللى قاعد سرحان وبيبص لبيت شوق دخل القهوة وبدأ يعمله شاى ... شوق طلعت قدام شقتها وعدلت شعرها وخبطت على الباب ..
رانيا بصوت مسموع من ورا الباب:"مين؟"
شوق:"أنا يا ماما."
رانيا بإستغراب وهى بتفتح الباب وبتوسعلها الطريق عشان تدخل:"إنتى جيتى بدرى ليه؟ وماستنتينيش ليه؟"
دخلت الشقه بإرتباك شديد وبصت لمامتها وبتفكر تقولها إيه، وحاولت تكذب..
شوق:"أنا خلصت بدرى النهارده وقعدت إستنيتك شوية، بس إتخنقت لإنى شوفت البنات كلهم بيخرجوا عشان النهارده كان آخر يوم إمتحانات، ماحبتش أستنى وجيت على هنا علطول."
رانيا لاحظت نبرة الحزن فى صوتها، أخدتها فى حضنها ..
رانيا بحنان أمومى وهى بتطبطب عليها:"ماتزعليش ياحبيبتى، هييجى اليوم إللى هتتجوزى فيه وجوزك هيفسحك ويخرجك ومش هيسيب أى مكان فى مصر غير لما تخرجوا فيه."
رانيا كانت بتقول الكلام ده وهى مش مقتنعة تماما وده طبعا بسبب حسين إللى حابسها وخانقها خوفًا عليها بس بتتمنى الأحسن لشوق .. بعدت عن شوق وسكت وشها بين إيديها..
رانيا بإستفسار:"عملتى إيه فى الإمتحان؟"
شوق ببراءة:"كان حلو أوى ياماما، كان سهل وكويس حليته كله وماسبتش فيه حاجه."
رانيا بفرحة وهى بتحضنها:"برافو عليكى ياقلب ماما، بالتوفيق ياحبيبتى *كملت بإبتسامة ومرح وهى بتبصلها*، يلا إدخلى غيرى هدومك، أنا عاملالك أكل إنما إيه، هتاكلى صوابعك وراه."
شوق بإبتسامة وفرحة:"حاضر يا ماما."
دخلت أوضتها تحت عيون رانيا إللى حزينة عليها ... كان مازال قاعد سرحان وبيفكر فى حاجات كتير أوى، بقا شايفها مختلفه عن أى حد، مختلفه عن التفكير إللى هو كان ناويلها عليه، مختلفه بشكل غريب هو مش فاهمه، مش فاهم أى حاجه، طب مختلفه إزاى؟ وليه؟ وإمتى؟ ليه بيفكر فيها ومش راضية تروح من باله، بيحاول على قد مايقدر يبعد عن كلمة "الحب"، لإنه مقتنع إن مافيش حاجه إسمها حب، ممكن إحتياج؟ محتاجها فى حياته؟ ..
فاق على صوت إسماعيل إللى بيقدمله الشاى وقعد جنبه ..
إسماعيل وهو بيحط إيده على كتفه:"عمر، أنا بكلمك."
عمر بإستيعاب وهو بيبصله:"فى إيه؟"
إسماعيل:" إنت إللى فى إيه، مالك؟ تايه كده ليه؟"
عمر كان بيبص حواليه وبيحاول يستوعب المكان إللى قاعد فيه وبدأ يتكلم بهمس..
عمر وهو بيبصله:"شوق."
إسماعيل بإستفسار:"مالها؟"
عمر مش فاهم حاجه عشان ينطق، فبالتالى مش عارف يقول إيه ده غير إنه مشتت ومش فايق .. إسماعيل إستغرب سكوت عمر وتشتته وفجأه برق لإعتقاده إن عمر عمل حاجه فى شوق...
إسماعيل پصدمه وعدم إستيعاب وبصوت عالى:"عملت إيه فى البن........."
عمر بحركة سريعه حط إيده على بوق إسماعيل يكتم صوته فبالتالى ماكملش كلامه..
عمر بعصبيه مكتومه وهمس:"ششششششششششششش، صوتك يا متخلف، ماحصلش حاجة."
إسماعيل عقد حواجبه وهو فى نفس الوضعية دى.. عمر بِعد إيده عنه وبدأ يتكلم بحزن و شرود..
عمر:"تعالى عندى الدكان نتكلم على راحتنا."
إسماعيل:"ماشى."
عمر قام من مكانه متناسيًا كوباية الشاى، إسماعيل إتنهد وأخدها معاه وراح وراه .. دخل الدكان وقعد على كرسى وإسماعيل جاب كرسى وقعد جنبه ..
إسماعيل:"خد الشاى ده إشربه وهدى أعصابك وإحكيلى فى إيه؟، وتايه كده ليه؟"
عمر أخد منه الكوبايه وشرب رشفة وبصله..
عمر بحزن وشرود:"معرفش فى إيه، معرفش أنا ليه تايه، مش فاهم أى حاجة."
إسماعيل بإستفسار:"كل الكلام ده عن شوق صح؟"
عمر هز راسه وشرب تانى من الشاى ..
إسماعيل:"إحكى إللى إنت مش فاهمه."
عمر غمض عيونه لتذكرة محاولته معاها وللأسف دى أول مره يندم إنه حاول يقرب من واحدة ..
عمر بتنهيدة حارة وهو بيبصله:"أنا متلغبط جدا، أنا مش فاهم حاجة، كانت بين إيديا وفجأة بعدت عنها، مش عارف ليه، بس صورتها وهى بتضحك معايا وقتها جات، محايلتها ليا فى إنى ماسبهاش، حسيت إنى هتدمر لو كملت إللى بعمله وهتدمر لو بعدت عنها كإن فى مغناطيس شاددنى ليها، أنا بعدت عنها بصعوبة، أنا فى متاهة يا إسماعيل، أحاسيس متلغبطة، ده غير إنى بتضايق لما بلاقيها بتتعامل مع شاب غيرى، مش بتضايق بس، أنا ممكن أقتله عادى ومايهمنيش إيه إللى هيحصل بعدها، إنت متخيل إنى ضړبت واحد عشانها النهارده؟"
إسماعيل بإستغراب:"إحكى بالتفصيل."
عمر بدأ يحكيله كل حاجة حصلت بعد المدرسه .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان قاعد وحاطط راسه بين إيديه وبيبص للأرض بشرود، وإسماعيل بيضحك عليه ضحكات مكتومة، وفجأه..
إسماعيل:"هههههههههههههههههههههههههههه."
عمر إستغرب ضحك إسماعيل...
إسماعيل فى وسط ضحكاته:"أخيرا ههههههههههههه جه اليوم إللى هههههههههههههههه أشوفك بتحب فيه يا عمر ههههههههههههه."
عمر برق من الكلمة دى .. إسماعيل بدأ يهدى..
إسماعيل:"إللى إنت فيه ده حب فوق الحدود بس إنت مش واخد بالك أو بتكابر."
عمر بضيق:"بلاش تخلف، قال أحب قال، مافيش حاجة أصلا إسمها حب."
إسماعيل بإصرار:"لا فى، البنت مابتروحش من على بالك، ده غير إنك كنت بتراقبها بقالك شهرين من بعيد، والولد إللى يادوب كانت هتسلم عليه، كان ممكن عادى تاخدها وتمشى لكن لا إنت ماشوفتش قدامك طحنته ومرمطته لما قالك دى "بتاعتى" ولولا أصحابه إللى بعدوه عنك كان زمانه ماټ فى إيدك، إنت بتغير وبتحب إنت عاشق يا عمر، عارف يعنى إيه عاشق؟"
عمر پغضب:"بلاش كلام فارغ، قولتلك أنا مش بحبها ولا بعشقها، مين قال إنى بفكر فيها؟ لا ده خيالها هو إللى متطفل وبيجيلى دايما، بشوف طيفها حواليا فى كل مكان، وده لإنه بيمشى ورايا، مين قال إنى كنت براقبها بقالى شهرين من بعيد هاه؟ *أخد نفس عميق بس إستغرب* إنت عرفت منين الموضوع ده؟"
إسماعيل بإستعباط:"موضوع إيه؟"
عمر بضيق:"إنى بمشى وراها؟"
إسماعيل:"هههههههههههههههه."
عمر:"بطل ضحك وجاوبنى."
إسماعيل:"شوفتك صدفة مش أكتر، كنت معدى من هناك وشوفتك واقف من بعيد وبتبصلها."
عمر بضيق:"ده مش معناه إنى بحبها."
إسماعيل برخامة:"عندك حق، معناه إنك بټموت فيها مثلا؟"
عمر پغضب مكتوم:"إمشى يا إسماعيل بدل ما أعملك عاهة فى وشك تاخد عليها عشر غرز، غور من وشى."
إسماعيل:"مش همشى يا عمر، أنا عايز أفهمك حاجة، يوم أما تلاقى فرصة للراحة إمسك فيها وتبت فيها، *قرر يضايقه* وبعدين بصراحة البنت قمر و حلوه و..........."
قطع كلامه لكمة قوية من عمر ..
عمر پغضب وهو بيمسكه من لياقة القميص:"إياك يا إسماعيل، إياك تجيب سيرتها تانى، ھتموت على إيدى."
إسماعيل بۏجع وهو حاطط إيده على خده:"اااااااااااااه، ربنا ياخدك، منك لله."
عمر پغضب:"ده تحذير منى ليك، إياك تجيب سيرتها تانى."
إسماعيل بۏجع وهو بيقوم من مكانه:"حرام عليك يا أخى، همشى إزاى فى الحارة بالشكل ده؟، أكيد وشى ورم."
عمر بضيق:"عشان تتربى."
إسماعيل:"وهو إللى زيك يعرف يعنى إيه تربية."
عمر:"ملكش فيه، روح شوف شغلك وإبعد عنى."
إسماعيل:"طب هات حق كوباية الشاى."
عمر ببرود:"إنت إللى جايبهالى من غير ما أطلبها منك، يبقى إنت إللى تدفع تمنها مش أنا."
إسماعيل بنفاذ صبر:"مانا لو معايا كنت دفعت، هات حق الكوبايه عشان المعلم عطية مايتكلمش معايا."
عمر ضحك بإستهزاء وفرغله جيوبه إللى مكنش فيها حاجة..
عمر:"كان على عينى، شايف جيوبى فاضية إزاى؟ أنا خلصت آخر حاجة كانت معايا من شوية."
إسماعيل بضيق:"طيب."
أخد الكوباية ولسه هيمشى..
عمر:"معاك أكل إيه؟، أنا جعان."
إسماعيل وهو بيبصله:"فى باقى معايا 3 معالق فول ونص رغيف."
عمر بإمتعاض:"إنت عايز تموتنى ولا عايز تعمل إيه؟ أنا هعمل إيه بال 3 معالق والنص رغيف دول أسلك بيهم أسنانى؟"
إسماعيل وهو بيمشى:"مش عايز خلاص ماتضيعش وقتى."
عمر بإستسلام:"طب خلاص هاته أهو أحسن من مافيش."
إسماعيل:"ماشى."
إسماعيل راح للقهوة وبعدها رجع ومعاه الأكل لعمر، وعمر بدأ ياكل وفى نفس الوقت عيونه على شباك شوق المقفول، وبيسأل نفسه يا ترى هى بتعمل إيه دلوقتى؟ وفى نفس الوقت بيفكر كلام إسماعيل ليه، هل هو بيحبها فعلا؟ .. شوق غيرت هدومها وسرحت شعرها ولسه هتربطه إفتكرت عمر لما كان بيفردهولها وبيقولها إنها كده حلوة، إبتسمت وبصت لشعرها وقررت إنها تسيبه مفرود، عيونها جات على شباكها المقفول ولسه هتروح تفتحه إفتكرت تحذير عمر ليها بس نفسها تشوفه أوى صبرت نفسها شوية إنه هيتصرف عشان يشوفوا بعض، إتنهدت تنهيدة بسيطة وخرجت من أوضتها، إبتسمت لما لقت مامتها بتحط أطباق الأكل على الترابيزة، باستها من خدها..
شوق:"تسلم إيديكى ياماما."
رانيا:"الله يسلمك ياحبيبة ماما، يلا إقعدى كلى."
قعدت على كرسى وبدأت تاكل ورانيا قعدت جنبها وبتبصلها .. شوق عيونها جات فى عيون مامتها إللى بتبصلها ..
شوق بإستفسار:"مابتاكليش ليه يا ماما؟"
رانيا:"إنتى عارفة إنى بستنى باباكى ييجى عشان آكل معاه، يلا كلى إنتى وإتغذى."
شوق هزت راسها وكملت أكلها وفى نفس الوقت بتفكر فى عمر، وبتسأل نفسها ياترى بياكل إيه؟ هى ماتعرفهوش أوى، كل إللى تعرفه عنه إنه مابيعرفش يقرأ و يكتب، ووالده متوفى، وعايش فى الدكان ده، ماتعرفش أى حاجة تانيه عنه .... مرت الأيام وعمر بيفكر يشوفها إزاى وفى نفس الوقت بقا بيتعصب بشكل رهيب بسبب غيابها عن عيونه ولكنه بيبرر كل ده بإنه مضغوط فى الشغل عشان يكسب قوت يومه .. شوق خاېفة تفتح الشباك أحسن عمر يشوفها وهى واقفه فى الشباك وخاېفة من عقابه ليها لو شافها، خاېفه من بُعده عنها أو من زعله منها فضلت مستنياه يتصرف زى ماقالها، لحد ما عدا أسبوع على محاولة عمر فى إنه يتصرف .. حسين كان واقف قدام الحوض وبيغسل إيده بعد ماخلص أكل بس إتفاجئ بخلاط الحوض إللى إتقطم ...
حسين بضيق:"أهو ده إللى ناقص."
خرج من الحمام وغسل إيده فى حوض المطبخ ... خرج من المطبخ ووجه كلامه لرانيا إللى بتشيل الأطباق ..
حسين:"أنا هنزل أدور على سباك يركبلنا خلاط جديد لحوض الحمام، عايز أرجع ملاقكيش موجوده فى المطبخ وبنتك ماتخرجش من أوضتها."
رانيا:"حاضر."
خرج من الشقة، ولحسن حظ شوق إنها كانت لسه هتخرج من أوضتها فى الوقت ده وسمعت كلام باباها لمامتها، قالت لنفسها "سباك!!!، يا رب يكون عمر."
إبتسمت بفرحة وغيرت هدومها لهدوم أحلى على أمل إنها تشوفه وتخليه يشوفها .. حسين نزل من البيت وبص حواليه ومش عارف يسأل مين أو يعمل إيه، لحد ماعيونه جات على معلم قاعد فى القهوة إللى نحية البيت، راح للقهوة..
حسين:"السلام عليكم."
معلم عطية:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إتفضل تؤمر بحاجة يا أ/حسين؟"
حسين لوهلة إستغرب معرفته بيه بس برر ده بإن مافيش حاجة بتستخبى فى الحارة دى ..
حسين:"أه كنت محتاج أسأل عن سباك يركب خلاط جديد لحوض الحمام، ماتعرفش ألاقيه فين؟"
عطية عيونه جات على دكان عمر المقفول وبدأ ينادى...
عطية بصوت مسموع:"واد يا إسماعيل."
إسماعيل بصوت مسموع وهو خارج من القهوة:"أيوه جاى."
إستغرب لما لقى أبو شوق واقف مع المعلم .. فاق على صوت المعلم..
عطية:"فى إيه ياض يامعصعص واقف كده ليه؟، ماتشوف صاحبك الداهية ده راح فين؟"
إسماعيل بتوتر:"خير يا معلم؟ عمر عمل إيه؟"
عطية:"معملش حاجة، بس الأستاذ حسين عايز سباك وصاحبك مش موجود."
إسماعيل من جواه فرح أخيرا لإن جات الفرصة إن عمر يشوف شوق وده لإن عمر كان متعصب الفترة إللى فاتت بسبب إنه مش عارف يتصرف أو يشوفها إزاى لكنه كان بيكابر وبيقول "مضغوط مش أكتر".. بص لحسين وبدأ يتكلم ..
إسماعيل بفرحة:"عيونى، خليك واقف فى مكانك يا أستاذ حسين، هجيبولك علطول."
إسماعيل ساب الصينيه إللى فى إيده وجرى بسرعة للمكان إلى عمر فيه .. حسين إستغرب إسماعيل "ماله ده؟" .. فاق على صوت المعلم عطية ..
عطية وهو بيسحب نفس من الشيشة إللى فى إيده:"أقعد يا أستاذ حسين، ماتفضلش واقف كده."
حسين قعد وفى نفس الوقت بيحاول مايتنفسش دخان الشيشه وده لإنه مابيحبش الټدخين أصلا ..
عطية:"ألا قولى يا أستاذ حسين."
حسين بصله بإستفسار..
عطية:"إنت بتشتغل إيه؟"
حسين:"محاسب."
عطية:"بسم الله ماشاء الله، وإنت بتعمل إيه بقا؟"
حسين:"حسابات، يعنى هكون بعمل إيه؟"
عطية:"معلش، أصل محسوبك جاهل، مش متعلم يعنى."
حسين:"حصل خير."
حسين بص للناحية التانية .. عطية سحب نفس تانى من الشيشة ..
حسين:"هو الصبى بتاع القهوة إتأخر كده ليه؟"
عطية:"أكيد بيدور على عمر، تلاقيه بيسترزق من أى مكان تانى، الواد شغله نضيف أى نعم هو بجح وقليل الأدب بس جدع وبتاع مكسب."
حسين بهمس:"أستغفر الله العظيم."
عطية:"ألا قولى يا أستاذ حسين، إنت واخد الشقة دى تمليك ولا إيجار؟ أصل البيت ده بالذات شققه غاليه فكنت عايز أعرف عشان كنت عاوز أخد شقة فيه."
حسين:"تمليك."
عطية:"مممممممم، أنا قولت كده برده."
حسين كان متضايق من التأخير ده، ده غير طريقة كلام المعلم عطية إللى مضايقاه أكتر ... إسماعيل وصل لمكان الشغل إللى عمر موجود فيه .. كان واقف فى ورشة النجارة وبيرسم خطوط على الخشب عشان يحدد هيقطع الخشب بالمنشار لحد فين، حط القلم على ودنه وبدأ يشتغل بالمنشار، ماسمعش صوت إسماعيل إللى بيناديله وهو واقف بعيد ولما قرب منه سمعه...
إسماعيل:"ياعمر."
عمر بصله بإستفسار وساب إللى فى إيده ..
إسماعيل وهو بينهج:"فى شغل مهم أنا جايبهولك."
عمر:"إنت شايفنى فاضى؟ قول للزبون هجيله يوم تانى."
إسماعيل:"إسمع بس، ده أبو شوق هو الزبون."
عمر بإنتباه:"عايز إيه؟"
إسماعيل:"عايز سباك."
عمر بلهفة غير واضحة:"وماقولتش ليه من الأول سايبنى واقف كده وبنتكلم، هو فين؟"
إسماعيل:"عند القهوة."
عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيرمى إللى فى إيده ونسى ينفض هدومه وشعره من نشارة الخشب البسيطة وراح بسرعة للحارة، وإسماعيل جرى وراه .. وصلوا للحارة وعمر راح القهوة..
عطية:"أهو الأسطا جه."
عمر لحسين:"خير يا حج فى مشكلة؟"
حسين بص لعمر من فوق لتحت بسبب شكله الغير مهندم وهدومه وشعره، وفى نفس الوقت حاسس إنه شافه وإتعامل معاه قبل كده ..
عمر بتوضيح وهو ملاحظ تركيزه:"معلش بس كان فى إيدى شغل نجارة كنت بخلصه."
حسين بتدقيق من ملامحه:"أنا شوفتك فين قبل كده؟"
عمر بتفهم:"أنا هنا بشتغل كل حاجة فى الحارة، أنابيب، خشب، سباكة، كهرباء والذى منه .. يمكن تكون شوفتنى فى يوم تبع حاجة منهم."
حسين مش متذكر كان شافه فين قبل كده بس عدا وماحبش يركز أكتر..
حسين:"عندى مشكلة فى السباكة، خلاط حوض الحمام إتقطم منى."
عمر بتفهم:"خلاص هركبلك واحد جديد، هجيب العدة وهجيلك."
حسين:"أنا فى البيت ده فى الدور التالت."
عمر:"حاضر."
حسين قام من مكانه ودخل البيت تحت عيون عمر وإسماعيل وعطية إللى بياخد من نفس طويل من الشيشة بتاعته .. عمر إتنهد وراح للدكان وفتحه جهز عدته، ونفض هدومه وشعره وراح للبيت بتاع شوق، وقف قدام الشقة بتاعتهم وأخد نفس عميق وبدأ يخبط على الباب .. حسين فتحله الباب وشاورلة على طريق الحمام ..
حسين:"من هنا."
عمر دخل وبص حواليه وبيدور على شوق بعيونه وفى نفس الوقت رايح فى طريقه للحمام، دى كانت أول مره ياخد باله من شقتهم إللى الفرش بتاعها نضيف وحلو، لوهلة إستغرب بس إفتكر الفستان إللى شوق كانت لابساه يومها، وحسب تمن الفستان فى دماغه لقى إنه هيعدى تكلفه كبيرة تساوى المبلغ إللى بيجمعه آخر كل شهر أو ممكن أكتر .. دخل الحمام وبدأ يفك الخلاط بتاع الحوض وحسين واقف معاه .. شوق كانت واقفه فى أوضتها ولما سمعت باب الشقة بيتقفل، بصت من فتحة الباب بتاع أوضتها وشافت عمر إللى رايح للحمام وأبوها ماشى وراه .. إبتسمت بفرحة عشان أخيرا شافت عمر، أخدت نفس عميق وبتحاول تفكر تتكلم معاه إزاى .. رانيا كانت قاعده فى أوضتها وحاطه إيدها على خدها ومستنيه السباك إللى لسه جاى يمشى عشان تخرج من الأوضه ..
عمر بتنهيدة:"أنا كده فكيت الخلاط، عايز خلاط جديد ومعايا الصمولة."
حسين:"حاضر، خليك مكانك."
حسين راح لأوضته هو ورانيا ..
رانيا:"فى إيه؟"
حسين:"كان فى خلاط زيادة هنا كنا جايبينه يوم أما كنا بننقل، ماتعرفيش انا حطيته فين؟"
رانيا بتفكير:"لا مش فاكرة."
حسين بدأ يدور فى الأوضه ورانيا بدأت تدور معاه ... شوق أول أما شافت أبوها دخل أوضته خرجت بهدوء من أوضتها ومن جواها بتتمنى إنه مايخرجش دلوقتى ... راحت للحمام وبصت لعمر إللى سرحان ومش واخد باله منها..
شوق بهمس:"عمر."
عمر فاق من شروده وبصلها .. إبتسمتله إبتسامة بريئة وبصت لملامحه إللى التعب والإرهاق واضح فيهم، دقنه طولت شويه، عيونه إللى واضح عليهم قلة النوم .. فضل فى مكانه مابيتحركش وبيبصلها واقفه قدامه بالشكل إللى هو بيحبها بيه، شعرها المفرود وبرائتها إللى واضحة فى عيونها، ونسى هو كان بيفكر فى إيه ..
شوق بإرتباك وإحراج وهمس وهى بتفرك فى صوابع إيديها:"إزيك ياعمر؟"
ماحسش بنفسه غير وهو بيبتسم وبيخرج من الحمام لإنها كانت واقفه بره الحمام .. ضمھا لحضنه بقوة ...
عمر وهو بيهمس فى ودنها وهى فى حضنه:"أنا بقيت كويس لما شوفتك."
بعد عنها وعدل شعرها، وهى كانت حاسه بالخجل الشديد من قربه منها..
عمر بهمس وهو بيمسك وشها بين إيديه:"طمنينى عليكى عملتى إيه فى الأيام إللى فاتت دى؟"
شوق بإرتباك وخجل من لمسته وببراءة:"معملتش حاجة، كنت مستنياك."
عمر ضمھا لحضنه تانى ومش فاهم نفسه، تايه ومرتبك معاها هى وبس بركان من المشاعر، لما كانوا بعيد عن بعض كان حاسس بعذاب كبير لإنه مكنش بيشوفها، ولما شافها حس إن الدنيا ضحكتله، كلام إسماعيل بيتردد فى دماغة .. "إنت بتحبها ياعمر"
عمر وهو بيبعد عنها وبيملس على شعرها:"يلا روحى على أوضتك قبل ما باباكى يشوفك معايا."
شوق بهمس وحزن:"بس هشوفك تانى إمتى؟"
عمر:"مش عارف، بس خلينا زى ماحنا."
شوق بحزن:"حاضر."
عمر:"ماتزعليش ياشوق، كلها أسبوعين أو تلاتة وهتبدأى الترم التانى."
شوق:"بس أنا عاوزه نخرج مع بعض ونتفسح."
عمر بإبتسامة:"ماتقلقيش هنخرج وهنتفسح."
كانت لسه هتتكلم أخدت بالها من حاجة موجودة فى شعره، وقفت على أطراف صوابعها ورفعت إيدها ومسحت على شعره، عمر إتخشب فى مكانه بسبب لمستها، إبتسمت بفرحة أول أما شعره مبقاش فيه حاجة عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بنظرة غامضة هى مافهمتهاش، إبتسمتله ببراءة ده غير نظرتها ليه إللى حسسته إنه كل حاجة بالنسبالها، عمر مش فاهم بركان المشاعر إللى إتحرك جواه ده لما هى لمست شعره، فى الوقت ده بالذات إتمنى إنهم يكونوا فعلا لوحدهم بعيد عن كل الناس، يتخطى كل الحواجز معاها، برائتها إللى مش موجودة فى حد، عمره ماشافها فى أى حد، فاق من إللى هو فيه لما شم ريحة أكل!، بدأ يشمشم وبيبص نحية الحلل المغلقه، بلع ريقة بإرتباك لما لقى ريحة الأكل حلوة...
شوق ببراءة وهمس وهى ملاحظة نظراته:"إنت جعان ياعمر؟، أجيبلك أكل؟"
عمر بإحراج غير واضح وأول مره يحس بيه وهو بيبصلها:"لا شبعان، هى بس ريحة الأكل حلوة و .............."
قطع كلامه صوت باب الأوضة إللى إتفتح، عمر مسك شوق من دراعها وأخدها على جنب عشان يتداروا جوا المطبخ، حسين كان خارج من أوضته وبيبص للخلاط إللى فى إيده، وعمر وشوق واقفين مترقبين الموقف وخاصة عمر إللى مركز مع صوت خطوات حسين إللى مقربه عليهم، أما شوق كانت واقفه مړعوپة وخاېفه إن باباها يشوفها مع عمر... حسين كان لسه هيدخل المطبخ، وقفه صوتها .....
رانيا:"إستنى ياحسين، إللى معاك قديم وبايظ."
حسين دخل تانى الأوضة وقفل الباب وراه ..
عمر بتصرف سريع وهمس:"روحى بسرعة على أوضتك."
شوق راحت بسرعة لأوضتها تحت عيون عمر إللى عرف مكان أوضتها ورجع للحمام تانى، إتنهدت بإرتياح أول أما دخلت الأوضة، وفى نفس الوقت مبسوطة إنها شافته، حسين خرج من الأوضة وراح لعمر إلى واقف فى الحمام نحية الحوض وبيمثل الإنشغال ..
حسين:"إتفضل."
عمر أخد منه الخلاط وبدأ يركبه وفى نفس الوقت بيدور فى دماغه أسئلة كتير وبيفكر أكتر، حسين كان متابعه بعيونه ومتابع تركيزة فى الشغل وشايف إنه شاطر ... بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان بيمسح إيده بمنشفه وواقف مستنى حسين إللى دخل أوضته .. حسين خرج من الأوضة علطول وكان ماسك فى إيده محفظة الفلوس بتاعته ..
حسين:"حسابك كام؟"
عمر بإبتسامة:"خليها عليا يا حج حسين."
حسين:"ربنا يخليك، عايز كام؟"
عمر:"قولتلك خليها عليا."
حسين تجاهله وفتح المحفظة، عمر عيونه جات على الفلوس الكتير إللى فيها...حسين أخد مبلغ وإداهوله..
حسين:"إتفضل."
عمر بص للمبلغ إللى فى إيد حسين ومسكه بس أخد منه مبلغ وقدم الباقى لحسين..
عمر:"دى أجرة تعبى وشقايا."
حسين وهو يربت على كتفه:"خلى الباقى علشانك."
عمر كان لسه هيرد عليه ويقوله "أنا مش شحات" وكان هيتعامل معاه بطريقته البجحة لكن صورة شوق جات فى باله وهى بتضحك، حاول يتحكم فى أعصابه وإبتسم إبتسامة مصطنعة...
عمر وهو بيحط الباقى على الترابيزة:"شكرا يا حج، بس أنا فعلا محتاج أجرتى وبس، بعد إذنك."
عمر مشى وهو بيحاول يتحكم فى غضبه بسبب إن نفسه صعبت عليه جدا وده لإن والدها حسسه إنه شحات وقليل أوى عنهم ... حسين دخل الأوضه وواضح عليه ملامح الإستغراب..
رانيا وهى ملاحظة إستغرابه:"فى إيه ياحسين مالك؟"
حسين بتفكير:"الواد السباك ده مش عارف ماله."
رانيا بإستغراب:"عمل إيه؟"
حسين:"رفض إنه ياخد بقشيش على شغله."
رانيا بإبتسامة:"شكله مابيحبش حد يعطف عليه."
حسين بتنهيدة:"ممكن، بس هو واد شاطر وبيركز فى شغله أوى، بإذن الله مش هتكون آخر معاملة معاه."
رانيا:"إن شاء الله."
....................
شوق كانت قاعدة فى أوضتها بتفكر فى عمر ومبسوطة جدا إنها شافته وشايفه إنها مش هتقدر تستنى كتير زى ماهو إتفق معاها وقالها، لا هى محتاجة تشوفه كل يوم وكل شوية .. عيونها جات على الشباك المقفول بتاعها وقربت منه بتوتر، فتحت الشباك بس حاجة بسيطة عشان عمر مياخدش باله منها، وبالفعل حاولت تلمحه من فتحة الشباك البسيطة دى لحد أما لقته قاعد فى الدكان وبيظبط حاجته، إبتسمت إبتسامة جميلة عشان هى شايفاه قدام عيونها، وقررت إنها هتفضل تراقبه من بعيد لحد ما الترم التانى يبدأ ... عمر كان قاعد فى الدكان وبيعدل حاجته وفى نفس الوقت دماغه مشغوله بالتفكير فاق من إللى هو فيه لما حس بإيد حد على كتفه..
إسماعيل:"مالك فيك إيه؟"
عمر إتنهد وبصله بس ماتكلمش ..
إسماعيل بإستغراب:"فى إيه ياعمر؟"
عمر:"إحنا مش نافعين مع بعض."
إسماعيل بخضه وهو بيقعد جنبه على الأرض:"وإحنا من إمتى بينا الكلام ده يا عمر؟ هو أنا زعلتك فى حاجة؟ إحنا بينا سنين وعشرة عمر فى الشارع، كل ده عشان كوباية الشا......"
عمر بضيق وهو بيقاطعه:"كوباية شاى إيه دلوقتى؟، بقولك أنا وشوق مش نافعين مع بعض."
إسماعيل بإستيعاب وهو بيهرش فى راسه:"اااااااه تقصد شوق، خضتنى، طب إيه إللى حصل خلاك تقول كده؟"
عمر بتنهيدة وهو بيبص لشباكها:"هى من مستوى وأنا من مستوى تانى، هى فوق وأنا تحت، *إتكلم بشرود* هى حاجة تانية، مش زى أى حد، ماينفعش تبقى معايا، هى مكانها مع حد تانى."
إسماعيل بإستغراب من نبرته:"إنت بتتكلم بجد ياعمر؟"
عمر:"بتكلم بجد، *أخد نفس عميق كإنه مش قادر يتنفس* أنا قررت أخرجها من حياتى، هى تستاهل إنها تعيش حياتها زى أى بنت طبيعية، هى لسه صغيرة ماينفعش تضيع نفسها مع واحد زيي."
إسماعيل:"الكلام ده يطلع من واحد عاقل لكن عمره ما يطلع منك، إنت من إمتى بتتخلى عن حاجة إنت عايزها؟"
عمر:"من يوم ما قابلتها وأنا بقيت بتخلى عن كل حاجة بس وأنا مش واخد بالى، أنا كنت كويس قبل ما أقابلها."
إسماعيل:"بس إنت بتحبها يا عمر."
عمر بضيق من كلامه:"بحبها بحبها بحبها، هو إيه؟ الكلمة دى هتفضل زى اللبانه فى بوقك؟ أنا مابحبهاش، البنت مش هينفع أضيعها، سواء عملت حاجة أو معملتش وجودى معاها هيضيعها، تبص لواحد فقران زيي ليه؟ بقولك *كمل بۏجع مش فاهم سببه* حياتها هتبقى أحسن مع غيرى، أبوها هيجيبلها عريس فى نفس مستواهم المادى، يستحيل يبصوا لواحد زيي."
إسماعيل بشك:"إنت بتقول كلامك ده بناءًا على إيه؟ هو إنت ناوى على حاجة رسمية؟"
عمر بنرفزة وۏجع ومش عارف السبب:"يابنى آدم إفهمنى، أبوها فوق كان بيدينى فلوس فوق أجرتى وبيقولى خلى الباقى علشانك، ده طبطب عليا كإنى بمدله إيدى وهو بيقول "الله يسهلك"، كنت هرد عليه وأزعقله وأقوله إنى مش شحات وكنت هرميله الفلوس لكن شوفت صورتها قدامى ومسكت نفسى بالعافية، البنت عايشه فى مستوى مادى حلو، ليه تبصلى أنا؟ ليه تتعلق بيا أنا؟ فى حين إنها ممكن تتعلق بواحد أحسن منى، واحد عمره مانام مع بنات قبل كده، واحد عمره ماعمل حاجة حرام، واحد عمره ماهيبهدلها، *أخد نفس عميق وكمل بهدوء* شوق ماتستحقش إنها تتبهدل مع واحد زيي، شوق ليها الأحسن، خلاص طريقنا مقطوع."
إسماعيل:"بس إنتوا ......"
عمر وهو بيقاطعه:"مافيش "إنتوا"، أنا وهى مالناش قصة، الموضوع خلص خلاص."
إسماعيل:"بس........"
عمر بنزفزة وهو بيقاطعه:"بقولك الموضوع خلص، إمشى يا إسماعيل من قدامى، أنا مستحمل نفسى بالعافية."
إسماعيل بتنهيدة:"ماشى ياعمر."
قام من مكانه وراح للقهوة، وعمر قفل الدكان على نفسه وبيحاول يهدى نفسه من كمية المشاعر إللى حاسس بيها، معقوله هيبعد عنها؟ ده بيتجنن لما مش بيشوفها، بس لا لازم يمسك نفسه ويخليها تنساه البنت متعلقه بيه وبوجوده، مش بتحبه .. حب!! الموضوع مالهوش علاقة بالحب لازم يبعد، البنت هتتدمر لو فضلت معاه أكتر..
عمر بهمس لنفسه:"كده أحسن ليا وليها."
مرت الأيام وعمر بيحاول مايبصش لشباك شوق، لكن ڠصب عنه عيونه بټخونه وبتيجى على الشباك المقفول .. شوق كانت بتبص على عمر فى خفاء من نحية شيش الشباك المقفول، وعيونها متعلقه بكل حركة هو بيعملها، حاسه بإحساس غريب وهى بتبص عليه فى كل ثانية وهو قدامها، حاسه بحاجة بتنبض جواها، هى عارفه إنه قلبها، طب ليه بينبض؟؟، أحاسيس ومشاعر جديدة بتنمو جواها نحية عمر إللى مش قادره تبعد عيونها عنه لحظة واحدة ... نظراتها ليه إختلفت، باقت مختلفه وغريبة، باقت شايفاه كل حاجة، شايفه إنه الحياة فى حد ذاتها، وفى نفس الوقت بتتمنى إنه يتصرف وتشوفه وتتكلم معاه تانى لكن ماحصلش، إسماعيل كان بيحاول يتكلم مع عمر فى موضوعه هو وشوق لكن عمر كان بيقفله من جميع الإتجاهات .... فضلوا على الحال ده لحد ما عدا أسبوعين بعد الأسبوع الأول ... شوق كالعادة كانت واقفه عند الشباك بتحاول تلمح عمر، لكن للأسف مكنش موجود والدكان مقفول، رانيا كانت واقفه فى المطبخ وبتطبخ كعادتها وفى نفس الوقت بتنادى على شوق ..
رانيا بصوت مسموع:"شوق."
شوق خرجت من أوضتها لما سمعت صوتها، بس وقفت فجأه لما حست إن الدنيا بتدور بيها، مسكت فى إيد كرسى عشان تسند نفسها، فضلت واقفه فى مكانها لحد أما بقت تمام ودخلت المطبخ..
شوق بإستفسار:"نعم يا ماما؟"
رانيا بإنشغال:"معلش ياحبيبتى، هاتيلى طبقين من النيش."
شوق:"حاضر."
خرجت من المطبخ وراحت للنيش، فتحته وأخدت منه طبقين وقفتله تانى، ولسه هتتحرك الدنيا دارت بيها بشكل خلاها تتعب، حاول تتسند على أى حاجة قدامها بس مكنش فى أى حاجة تسند عليها، وفجأه الدنيا باقت ظلام حواليها ... رانيا فى عز إنشغالها سمعت صوت أطباق بتتكسر، إتنفضت فى مكانها وسابت إللى فى إيديها وخرجت من المطبخ لقت شوق مرميه على الأرض ..
رانيا بصړاخ:"شوق."
جريت عليها بسرعة وأخدتها فى حضنها وحاولت تفوقها..
رانيا پخوف:"قلب ماما، فوقى ياحبيبتى، فوقى عشان خاطى."
ضړبتها أقلام خفيفه لكن شوق كانت غايبة تماما عن الوعى، دموعها نزلت وشالتها ونيمتها على كنبة فى الصالة وحاولت تفوقها تانى...
رانيا بدموع:"شوق، إصحى عشان خاطرى."
وبعد محاولات عديدة منها شوق فتحت عيونها بضعف وبصتلها وغابت عن الوعى تانى .. رانيا قامت من مكانها بسرعة ولبست هدومها ولفت إيشارب حوالين شعرها بهرجلة ونزلت بسرعة من البيت وراحت لأقرب سنترال وكل ده تحت عيون إسماعيل إللى مستغرب من جريها فى الشارع .. بدأت تعمل مكالمة من التليفون الأرضى للسنترال لمكتب حسين ...
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
فى مكتب المحاسب/ حسين عبدالله:
كان مركز فى شغله، بس خرج من تركيزة لما تليفون المكتب رن..
حسين بإنشغال وهو بيرد:"ألو."
رانيا وهى بتنهج:"إلحقنى ياحسين، شوق أغمى عليها، أنا خاېفه، *بدأت ټعيط* تعالى ياحسين بسرعة."
حسين بفزع وهو بيقوم من مكانه:"أنا جايلك حالا."
خرج بسرعة من المكتب وركب تاكسى وإتحرك لبيته .. رانيا رجعت لشقتها وحاولت تصحى شوق تانى، شوق فتحت عيونها بصعوبة ..
رانيا بإبتسامة ودموع وهى بتملس على وشها:"روح ماما، خليكى صاحيه، بابا هييجى دلوقتى."
شوق هزت راسها بنوع من اللاوعى، ورانيا ضمتها بقوة .. بعد مرور فترة بسيطة .. حسين وصل للبيت وخلى التاكسى يستناه وطلع لشقته بسرعته، راح لرانيا إللى بټعيط وواخده شوق فى حضنها ..
حسين بعدم إستيعاب:"مالها؟ إيه إللى حصل؟"
رانيا بدموع:"معرفش، أنا كنت فى المطبخ وكانت بتجيبلى حاجة من النيش فجأه وقعت على الأرض."
حسين:"طب إبعدى عشان أعرف أشيلها."
رانيا بعدت عن شوق وحسين قرب منها وبدأ يصحيها ..
حسين:"حبيبتى، ردى عليا."
شوق فتحت عيونها بضعف لحسين ..
حسين:"قوليلى ياحبيبتى مالك فيكى إيه؟"
شوق بتعب وضعف:"دايخه، وعايزه أنام."
غمضت عيونها تانى .. حسين قام من مكانه وشالها بين إيديه وخرج من الشقة ورانيا خرجت وراه .. نزلوا من البيت ..
حسين لرانيا:"إركبى عشان هنيمها على رجلك."
رانيا:"حاضر."
ركبت التاكسى وهو نيم شوق فى الكنبه إللى ورا وخلى راسها سانده على رجل مامتها وركب جنب السواق وإتحرك لأقرب مستشفى وكل ده تحت عيون إسماعيل إللى مش فاهم حاجة وفى نفس الوقت قلقان على شوق إللى كانت فاقده الوعى فى حضڼ أبوها، بدأ يجرى فى الحارة وبيدور على عمر بعيونه لكنه مكنش لاقيه .. بمرور الوقت .. وصلوا المستشفى وحسين شال شوق بين إيديه ودخل بيها المستشفى ووراه رانيا إللى بټعيط عليها .. إسماعيل ملقاش عمر فى أى مكان رجع للحارة تانى وقعد فى القهوه وبيحاول ياخد نفسه، بس قام من مكانه بسرعة لما لمح عمر داخل الحارة .. إسماعيل جرى نحيته لحد أما وقف قدامه ..
إسماعيل وهو بينهج:"إلحق ياعمر."
عمر بإستغراب:"فى إيه؟"
إسماعيل بدأ يتكلم بهمس مسموع لعمر:"شوق كان مغمى عليها فى حضڼ أبوها و........."
عمر ماستناش إسماعيل يكمل كلامه وماحسش بنفسه غير وهو بيجرى للبيت وقبل مايطلع إسماعيل مسكه من دراعه...
إسماعيل:"يابنى راحوا المستشفى."
عمر بقلق وعدم إستيعاب وهو بيبصله:"أنهى مستشفى؟، إسمها إيه؟ عنوانها فين؟ وراحوا إمتى؟"
إسماعيل:"راحوا من ساعة تقريبًا بس المستشفى معرفش فين."
عمر حس پغضب شديد ومسكه من لياقته ...
عمر پغضب:"وإزاى ماتقولش؟ ليه إستنيت ساعة؟"
إسماعيل:"دورت عليك ومالقتكش، إنت كنت فين؟"
عمر ساب لياقته ومشى من قدامه ...
إسماعيل:"عمر إنت رايح فين؟"
عمر پخوف بيحاول يداريه لكنه فشل:"هدور عليها."
مشى وسابه بس إسماعيل مسكه ..
إسماعيل:"إهدى بس، خلينا نستنى لما يرجعوا."
عمر بزعيق:"إفرض لو جرالها حاجه، أعمل إيه؟"
إسماعيل:"إهدى ياعمر، أكيد ماحصلهاش حاجه، يمكن تعب بسيط، خلينا نستنى بس."
بعد محايلات كتير من إسماعيل، عمر إستسلم وسمع كلامه وقعد إستنى رجوع شوق على ڼار ...
فى المستشفى:
شوق كانت نايمة بهدوء على سرير والمحاليل متوصله بجسمها .. ورانيا وحسين كانوا قاعدين جنبها .. الدكتور كان بيديلها حقنه فى الوقت ده وبصلهم هما الإتنين ...
حسين بإستفسار:"طمنا عليها يادكتور؟"
الدكتور بإبتسامة:"هى كويسه الحمدلله مافيش أى حاجه خطړ، هى بس مابتاكلش كويس وده عملها أنيميا وهبوط فبالتالى أغمى عليها، بس المحاليل هتغذيها."
حسين بص لرانيا پغضب فى اللحظة دى، وهى فهمت نظرته بس مكانتش قادره تنطق لإن أعصابها تعبانه ..
حسين:"بنتى تقدر تخرج من المستشفى إمتى؟"
الدكتور:"من دلوقتى لو تحب، بس هبعت معاكم ممرضة تركبلها المحاليل."
حسين:"تمام جدا."
وبالفعل أخدوا شوق وكان معاهم ممرضة عشان تركبلها المحاليل .. بمرور الوقت وصلوا الحارة وحسين نزل من التاكسى وأخد شوق وشالها بين إيديه .. عمر وقف بسرعة لما شاف شوق إللى وشها شاحب ونايمة فى حضڼ أبوها ووراهم رانيا وواحدة تانية كمان معاهم ... إنتبه لجسم شوق إللى خس خالص وعامله زى الطفلة الصغيرة فى حضڼ أبوها ... كان قلبه واجعه عليها أوى وبيتمنى إنه يتطمن عليها بأى شكل .. طلعوا الشقة وحسين نيم شوق على سريرها والمړضة بدأت تقوم بشغلها حسين فضل واقف فى مكانه جامد ومستنى لما الممرضة تخلص وظيفتها ... بعد مرور فترة بسيطة، الممرضة أخدت فلوس قصاد شغلها وخرجت من الشقة وحسين مسك رانيا من دراعها وراح بيها على أوضتهم وقفل الباب وراه ..
حسين بعصبيه:"إزاى مابتاكلش؟ قوليلى إزاى؟ إنتى مابتأكليهاش؟؟؟"
رانيا بدموع:"صدقنى ياحسين والله كانت بتاكل، وكانت بتخلص طبقها كمان."
حسين:"كذابه، عايزه تموتيها وتخلصى منها صح؟"
رانيا بعدم إستيعاب:"إنت إزاى بتقول كده؟ أنا أمها."
حسين بسخرية:"يمكن عايزه تخلصى منها عشان مايبقاش فى حاجة تربطك بيا، *كمل پغضب شديد* عارفه هتمشى إمتى من حياتى؟ لما تموتى فاهمه؟"
خرج من الأوضة وسابها وهى قعدت ټعيط من كلامه الچارح ليها .. حسين دخل أوضة شوق إللى نايمة والتعب واضح عليها بشكل كبير .. ملس على شعرها بحنان أبوى وباس راسها وخرج من أوضتها قابل رانيا فى طريقه وهى خارجه من أوضتها ..
حسين بتحذير:"غذى بنتك كويس، أنا هنزل أجبلها الأدوية إللى الدكتور كتبهالها."
خرج من الشقة ورزع الباب وراه .. وهى مسحت دموعها بحسرة ودخلت لأوضة بنتها .. قعدت جنبها على سريرها وبدأت تملس على شعرها بحزن ...
رانيا بدموع:"ليه تكذبى عليا وتقوليلى إنك أكلتى؟"
أخدتها فى حضنها وطبطبت عليها .. عمر كان قلقان جدا على شوق ومش عارف مالها، لمح حسين وهو بينزل من البيت وراح للصيدليه إللى على أول الحارة وبعد فترة بسيطة خرج منها وطلع البيت، دخل الشقة وراح لأوضة شوق إللى نايمة فى حضڼ مامتها ...
حسين بجمود:"قومى عشان أديلها العلاج."
رانيا:"هات أنا أديهولها ي........."
حسين پغضب:"عشان تقتليها المره دى صح؟"
رانيا بدموع:"إنت ليه مش مصدقنى أنا....."
حسين وهو بيقاطعها:"من غير كلام، إطلعى بره."
قامت من مكانها وهو أخد شوق فى حضنه وبدأ يفوقها عشان تاخد الأدوية بتاعتها ... رانيا قعدت بره فى الصالة وبتعيط على حالها، ومش فاهمه إزاى جوزها يتهمها فى كده؟ دى بنتها إزاى حد ېقتل ضناه؟ .. عمر كان واقف فى الشارع وهيتجنن على شوق نفسه يتطمن عليها ويشوفها، نفسه يعرف مالها، وإسماعيل واقف جنبه وبيحاول يهديه، أول مره يشوف صاحبه كده، خوفه الواضح وجعه إللى ظاهر فى عيونه، قلقه الشديد عليها، عمر فضل ماشى رايح جاى لحد أما قرر يطلعلها ولسه هيتحرك..
إسماعيل وهو بيمسكة من دراعة:"أهو بسبب غباءك ده أبوها ممكن يقتلكم إنتوا الإتنين، إهدى."
عمر:"أنا عايز أطمن عليها."
إسماعيل:"هتتطمن عليها بس مش بالشكل ده."
عمر أخد نفس عميق وبيحاول يهدى نفسه، عيونه جات على الشباك المقفول، بس نظراته إتحولت للإستغراب الشديد ...
إسماعيل بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابه:"فى إيه يا عمر؟"
عمر بصله وإبتسمله وبعدها بص للشباك تانى ...
إسماعيل:"إنت يابنى."
عمر وهو بيبصله:"هشوفها النهارده وهتكلم معاها."
إسماعيل بإستفسار:"إزاى؟"
عمر بتنهيدة وهو بيبص للشباك تانى:"هتعرف بعدين، يلا روح شوف شغلك."
إسماعيل كان لسه هيتكلم...
عطية بصوت مسموع:"واد يا إسماعيل، تعالى شوف الزباين جاتك داهية تاخدك."
إسماعيل بهمس مسموع:"إمتى أرتاح منك بقا، *كمل بصوت مسموع* أيوه جاى يا معلم."
راح للقهوة وعمر مازال بيبص للشباك بشرود وتفكير .. حسين خرج من أوضة شوق بعد ما إدالها العلاج ونامت تانى، عيونه جات على رانيا إللى قاعده بتبص بشرود قدامها .. أخد نفس عميق وراحلها ..
حسين:"رانيا لازم نتكلم."
رانيا بجمود وهى مش بتبصله:"إحنا فعلا لازم نتكلم."
حسين إستغرب نبرتها وقعد جنبها ..
حسين:"ماينفعش يا رانيا إللى حصل ده، إزاى أبقى سايبها معاكى وكل ده يحصلها؟ أكيد مابتأكليهاش و....."
رانيا بهدوء وهى بتقاطعه ومازالت مش بتبصله:"عمرى ما أذى بنتى، هى إللى كانت بتلح عليا إنها تاكل فى أوضتها بتدخل الأوضه وبعد شوية بتروح المطبخ وبتقولى إنها حطتلى الطبق فى الحوض عشان خلصته كله."
حسين:"طب كانت بتودى الأكل فين؟"
رانيا:"معرفش."
حسين:"هعرف منها لما تفوق."
قام من مكانه ولسه هيروح لأوضته ..
رانيا:"أنا لسه ماتكلمتش معاك."
حسين وهو بيبصلها:"أنا عايز أنام، أنا ماصدقت إنى إتطمنت عليها."
رانيا:"بس أنا عندى خمس كلمات عايزه أقولهم وبعدها تقدر تنام برحتك."
حسين قعد بهدوء جنبها وسكت مستنيها تتكلم ..
رانيا:"من النهاردة ياحسين، إللى بينى وبينك شوق وبس."
حسين ملامحه كلها إتحولت للڠضب الشديد ومسكها من دراعها ...
حسين:"يعنى إيه؟ تقصدى إيه؟"
رانيا بجمود وهى بتبص فى عيونه:"زى ماسمعت، مافيش بينا غير شوق بنتنا، وأنا هفضل هنا فى البيت عشانها هى وبس، عشان زهقت منك ومن كل إللى بتعمله فيا، تعرف لو أهلى عرفوا بإللى إنت بتعمله فيا مش هيسكتولك لحظة واحدة وهيودوك فى داهية، لكن أنا ساكته عشان إنت أبو بنتى والإنسان إللى كنت بحبه فى يوم من الأيام، لكن لحد كده وكفاية، الكلمة عندى هتبقى بحساب وكل حاجة بالنسبالى هتبقى الند بالند، أنا إتنازلت كتير علشانك لإنى كنت عيله صغيرة، لكن پهدلة وقلة كرامة مش هستحمل، بقالى 18 سنة بقول لنفسى إستحملى حاله هيتصلح، لكن إنت ډمرت آخر أمل جوايا فى إن معاملتك إللى زى الزفت دى تتصلح معايا، وماتخفش مش همشى وهسيبك، مش هعمل زى مامتك لإنى مش زيها، أنا عندى بنتى إللى ماليش غيرها بعد ربنا، فهفضل عشانها مش عشانك."
شالت دراعها من إيده وقامت من مكانها وراحت لأوضة شوق عشان تتطمن عليها ... حسين فضل قاعد فى مكانه وشايف إنه بيدمر نفسه قبل مايدمر مراته وبنته، ليه مش عارف يعيش لحظة حلوة؟ ليه كل حاجة باقت صعبة بالنسباله؟، هو إتصرف بإندفاع لإنه خاېف على بنته، خاېف يحصلها حاجة، وفى نفس الوقت مش عايز رانيا تبعد عنه، الإتنين بالنسباله الدنيا كلها، لازم يصلح الدنيا قبل ما الأمور تتعقد أكتر ماهى متعقدة ورانيا بتحبه وهتسامحه على كلامه ليها .. رانيا كانت بتملس بحب على شعر شوق إللى نايمة، قاست درجة حرارتها وإتطمنت عليها لما لقتها طبيعية، راحت لشباك أوضتها وخلته موارب عشان يجيبلها هواء وبعدها خرجت من أوضتها .. فى وقت خروجها .. شوق فتحت عيونها بضعف ودموعها نزلت وده لإنها سمعت صوت خناقة مامتها وباباها إللى هى السبب فيها، لحد إمتى هيتخانقوا بسببها؟ لحد إمتى هتفضل عايشه فى كل ده؟ مش فاهمة حاجة وحاسة إنها تايهه حست إنها محتاجة تنام، تهرب من كل ده وبالفعل غمضت عيونها ونامت ... رانيا دخلت أوضتها وحسين كان قاعد على السرير ..
رانيا:"شوف هتنام فين، أنا هنام هنا فى الأوضة."
حسين قام من مكانه وقرب منها بس هى بعدت عنه وبعدت عيونها عنه ..
رانيا بجمود:"بقولك شوف هتنام فين."
حسين وهو بيقرب منها:"هنام هنا."
رانيا بضيق وهى بتبصله:"ماينفعش تنام معايا فى نفس الأوضة."
حسين وهو بيقرب أكتر:"لا ينفع، أنا جوزك."
رانيا:"وأنا قولتلك إللى بينى وبينك شوق وبس مافيش حاجة تانية."
حسين قربها لحضنه وهى حاولت تخرج من حضنه ..
رانيا بضيق:"إبعد عنى س................."
قطع كلامها قبلته ليها، هى حاولت تقاوم وتبعد عنه لكن هى كانت متكتفه مش عارفة تتحرك مقاومتها ليه قلت وبدأت تستكين فى حضنه ... بعد عنها ..
حسين:"ماتزعليش منى، حقك عليا."
رانيا:"وإنت فاكرنى هصدقك؟ كل مرة بتغلط فيا وبعدها بتعتذرلى ولا كإن حاجة حصلت."
حسين:"صدقينى المرة دى غير كل مرة، أوعدك إنى هتغير."
رانيا بعدت عنه وحاولت تهدى ..
حسين:"يا رانيا إسمعينى صدقينى هتغير عشانك إنتى وشوق، عشان نعيش كويس وبالنا مرتاح."
رانيا بحزن وهى بتبصله:"بقالك كتير بتقول هتتغير وإنت مابتتغيرش وأنا زهقت."
حسين:"أوعدك إنى هتغير، وإنتى عارفة إنى قد وعدى."
رانيا فضلت تفكر كتير مع نفسها لحد أما قررت ...
رانيا وهى رافعة حاجبها:"بس بطريقتى."
حسين:"مش فاهم؟"
رانيا:"هتتغير بطريقتى أنا مش بطريقتك إنت."
حسين:"إزاى؟"
رانيا:"أول حاجة *فضلت تفكر كتيرمع نفسها يعمل إيه لحد ماقررت* هتجيب تليفزيون وتليفون."
حسين كان لسه هيتكلم..
رانيا وهى بتقاطعه:"من غير ماتتكلم، قبل كده إحترمت رغبتك فى إنك ماتجبش تليفزيون عشان خۏفك وقولت إن دى قلة أدب والبنت لو إتفرجت على الأفلام إللى بتتعرض عليه هتبقى قليلة الأدب، بص حواليك ياحسين كل البيوت فيها تليفزيونات والكل بيتفرج عليه عادى، وعندهم بنات وأولاد وبيتفرجوا عليه برده، بلاش تعيشنا فى التفكير بتاع زمان ده، إحنا من حقنا نعيش، مش عايزه أعيش فى العصر بتاع أمينة وسى السيد، کرهت الدنيا بسبب إللى إحنا عايشين فيه، ده بالنسبة للتليفزيون، بالنسبه للتليفون شوفت لما بنتك جرالها حاجة كان ممكن أتصل بيك من هنا لو كان فى تليفون لكن للأسف أنا نزلت من البيت وجريت فى الشارع وروحت على أقرب سنترال عشان أعملك مكالمة، إفرض أنا جرالى حاجة فى يوم، شوق هتعمل إيه؟ هتتواصل معاك إزاى؟ *إتكلمت بسخرية* ماتقولش إنها هتوصلك عن طريق الحمام الزاجل."
حسين:"بعد الشړ عليكى ماتقوليش كده، مش هيحصلك حاجة."
رانيا متجاهلة كلامه وخوفه عليها:"كلامى بتنفذ ودى أول حاجة بالنسبة للباقى هفكر فيه، ها قولت إيه؟"
حسين فضل واقفف فى مكانه بيفكر فى كلامها ومش عارف يرد يقول إيه ..
رانيا بخيبة أمل من سكوته:"إطلع بره ياحسين عايزه أنام، عمرك ماهتتغير أ...."
حسين وهو بيقاطعها:"موافق."
رانيا إستغربت موافقته...
حسين وهو بيكمل:"هجيب تليفزيون وتليفون للبيت، إنتى شاورى وأنا أنفذ المهم إنك ماتبعديش عنى."
رانيا حاولت تدارى إبتسامتها إللى قربت تظهر على ملامحها بسرعة وبالفعل نجحت فى ده ..
رانيا بتكبر مصطنع:"حلو أوى، يلا إطلع نام بره."
حسين وهو بيقرب منها:"مش هيحصل، أنا وإنتى مكاننا هنا فى الأوضة دى ومافيش حد هيبعد عن التانى."
رانيا بضيق:"إنت بتحلم ياحسين، أنا قولت شرط من شروطى ولسه ماقولتش الباقى ولحد ما أقول الباقى وكل حاجة تتنفذ يبقى ساعتها هفكر تنام هنا فى الأوضة ولا لا."
حسين لف إيده حوالين وسطها وهى حاولت تبعد عنه بس معرفتش..
حسين متجاهلا كلامها:"كنا بنقول إيه بقا؟"
رانيا وهى بتحاول تبعد عنه:"بقولك سيبنى."
حسين وهو بيبص فى عيونها:"مش هيحصل."
................................

باقى الفصل التاسع من (رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)..
عمر فضل قاعد طول الوقت فى الحارة منتظر الفرصة المناسبة إللى يقدر يشوف فيها شوق، عيونه جات على البلكونه بتاعة حسين ورانيا وده لإنه لاحظ إن النور بيتقفل ووراه باب البلكونه علطول، إتنهد تنهيدة بسيطة وعيونه جات على الشباك تانى .. مر الوقت وهو مازال قاعد فى مكانه، كل الدكاكين إللى فى الحارة إتقفلت وكل الناس روحت بيوتها وإسماعيل كان بيقفل القهوة وبعد ماقفلها راح لعمر إللى قاعد مترقب كل حاجة بتحصل حواليه ..

إسماعيل:"هتفضل قاعد كده لحد إمتى؟ مش هتنام؟"

عمر:"لا."

قام من مكانه وراح تحت البيت وقعد يدرس حاجة معينة فى دماغه وبعدها بص لإسماعيل ...

عمر:"روح إنت."

إسماعيل:"طب هتعمل إيه؟"

عمر مردش عليه ونط ومسك فى ماسورة من مواسير البيت وبدأ يطلع عليهم .. إسماعيل برق وهو بيتفرج عليه وجرى نحيته ..

إسماعيل بهمس مسموع:"إنت مچنون!! إنت بتعمل إيه؟"

عمر بهمس مسموع وهو بيطلع على المواسير:"روح وماتشغلش بالك بيا، هشوفها يعنى هشوفها، سيبنى يا إسماعيل."

إسماعيل ماتكلمش وفضل متابعه بعيونه وخاېف رجله تفلت بس عمر قدر يطلع للدور التالت ولحسن حظه المواسير كانت جنب الشباك تمامًا .. وصل لحافة الشباك وفتح الشيش إللى رانيا كانت موارباه وقدر يدخل للأوضة، كان الظلام منتشر فى الأوضة ولكن نور الشارع كان مساعده يشوف إللى فى الأوضة، عيونه جات على شوق إللى نايمة على السرير، قرب منها بهدوء وشغل الأباجورة إللى جنب سريرها وشافها بوضوح .. وشها الشاحب جسمها الصغير إللى مابقاش ظاهر بالنسباله عن آخر مرة شافها فيه، حس بۏجع شديد فى قلبه بسبب شكلها ده، شايفها محتاجة مأوى وهو يقدر يديلها المأوى ده، شايفها محتاجاله وهو مستحيل يبعد عنها، إستغبى نفسه جدا لإنه كان ناوى يبعد، لكن للأسف هو غرق فيها من غير مايحس، قعد جنبها على السرير وبدأ يملس على خدودها برقة غير معتادة منه، سرح وفكر فى كلام إسماعيل " إنت بتحبها يا عمر" .. قرب من شعرها وغمض عيونه وبدأ يستنشق ريحتها إللى تاه فيها .. قرر إنه خلاص لازم يسيب نفسه، يسلملها قلبه وعقله بين إيديها، المراهقة الصغيرة إللى مش فاهمة أى حاجة فى الدنيا دى، هيسيب نفسه، هيسيب كل حاجة عشانها .. شوق كانت حاسة بوجود حد جنبها وهى نايمة، فتحت عيونها بتعب وشافت عمر قدامها .. لما لقاها صحت مابعدش فضل فى مكانه قريب من شعرها عيونه البنية كانت بتبصلها بنظرة كلها حب، نظرة صافية مافيهاش أى شئ خطړ، نظرة إستسلام للواقع .. نظرة حبيب لحبيبته ..

شوق بإبتسامة وتعب:"عمر إنت هنا بجد؟"

عمر بهمس وهو قريب منها:"أيوه بجد."

شوق وهى بتبص فى عيونه:"جيت إزاى؟"

عمر:"طلعت على المواسير وجيتلك."

شوق برقت وبصتله بإستغراب ..

عمر بقلق من حالتها:"ده مش موضوعنا، إيه إللى حصلك؟ مالك يا شوق؟ عندك إيه؟"

شوق بإبتسامة وهمس:"عندى أنيميا حادة."

عمر بإستغراب:"وإنتى مبسوطة ليه؟ إيه إللى يفرح فى كده؟"

شوق بإبتسامة:"عشان لما تعبت إنت جيت فده خلانى مبسوطة."

عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وبصلها ..

عمر بإستفسار:"إيه سبب الأنيميا دى؟"

شوق بإبتسامة:"عشان مش باكل."

عمر پغضب وهمس:"مابتاكليش ليه؟ ونفسى أفهم إيه إللى يضحك فى كده؟"

شوق ببراءة وهى بتبص فى عيونه:"مش باكل عشان شوفتك مش بتاكل ياعمر فبعمل زيك عشان حابه أكون زيك فى كل حاجة."

رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل العاشر

عمر إتصدم من إللى هى قالته ومش فاهم هى شافته إزاى ...

عمر بإستفسار:"وإنتى شوفتينى فين؟"

شوق بلعت ريقها بتوتر وخوف وعمر لاحظ كده ..

عمر بشك وهو بيعيد سؤاله:"شوفتينى فين ياشوق؟"

شوق بإرتباك:"كنت بقف ورا الشباك عشان أشوفك."

عمر فضل يبصلها جامد وساكت .. وهى كانت بتبصله مرة ومرة تانية بتبص قدامها ..

عمر بتفكير وهمس:"أعمل فيكى إيه؟"

شوق بصتله بحزن..

شوق بتوضيح:"والله ياعمر أنا وقفت ورا الشباك ماحدش شافنى، حتى إنت أهوه ماشوفتنيش ومعرفتش إن أنا كنت بشوفك."

عمر فضل ساكت وبيبصلها..

شوق بحزن:"عمر سكت ليه؟ إنت زعلت منى؟"

إتنهد تنهيدة بسيطة ولسه هيتكلم، لقى دمعة نزلت من عيونها ..

شوق بدموع وهمس وهى بتبص فى عيونه:"أنا بس كنت عايزه أشوفك، عشان خاطرى ماتزعلش منى."

عمر بلع ريقه بإرتباك من برائتها ومسح دموعها، عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بحب، كان بيتأمل برائتها، وأنفها المحمر، وعيونها السوداء إللى الدموع لسه بتنزل منها، عقد حواجبه بإنزعاج من دموعها...

عمر بهمس:"خلاص بقا ماتعيطيش، مازعلتش."

شوق:"بجد ياعمر؟"

عمر بإبتسامة حب:"بجد."

إبتسمتله بفرحة .. ضعف بسبب إبتسامتها ماحسش بنفسه غير وهو بياخدها فى حضنه ..

عمر بهمس:"عشان خاطرى ماتخضنيش عليكى تانى، أنا خۏفت تضيعى منى، خۏفت يحصلك حاجة."

شوق كانت مستغربه كلامه وحضنه المفاجئ ليها وفى نفس الوقت حاسه بإحراج وخجل شديد .. عمر بعد عنها مسافه بسيطة ومسك وشها بين إيديه..

عمر بهمس وهو بيبص فى عيونها:"شوق، مش إنتى مش عايزانى أزعل منك."

شوق بإرتباك:"أيوه."

عمر:"يبقى عايزك توعدينى بحاجة وتنفذيها."

شوق:"إيه هى؟"

عمر:"عايزك تتغذى كويس، مش عايز أشوفك فى الحالة دى أبدا، وأوعدك أنا كمان لما أجازتك تخلص أنا إللى هأكلك بإيدى عشان أطمن على صحتك."

شوق وشها إحمر ومش فاهمه إيه السبب ... عمر كان ملاحظ خجلها وإرتباكها إللى جننوه وجابوا آخره، عيونه جات على شفايفها وبلع ريقه بإرتباك وقرب منها بتوتر بس بتلقائية شوق بعدت من غير ماتقصد، أخد نفس عميق وإبتسملها وباس راسها وضمھا تانى لحضنه ...

عمر بهمس:"ماردتيش عليا."

شوق بإحراج وخجل برئ:"أرد عليك فى إيه؟"

عمر وهو بيبص فى عيونها:"إنك هتاكلى وتتغذى كويس."

شوق بخجل طفولى وهى بتبص فى عيونه:"أوعدك ياعمر."

عمر إبتسم وباس راسها بحب وبعدها بص فى عيونها تانى..

عمر:"إنتى المفروض هتبدأى مدرسة إمتى؟"

شوق بتفكير:"بعد أربع أيام."

عمر بإبتسامة وهمس:"هانت، أول يوم هجيلك الصبح بدرى قدام المدرسة وهنقعد مع بعض براحتنا طول اليوم، هتفطرى معايا وبعدها نشوف هنعمل إيه فى يومنا، ماشى؟"

شوق هزت راسها بشكل طفولى..

عمر:"بس بشرط."

شوق:"إيه هو؟"

عمر:"كُلى كويس عشان نخرج مع بعض، ولو ما أكلتيش مش هنخرج مع بعض ومش هجيلك وهزعل منك و............"

قطع كلامه شوق إللى حطت إيدها على شفايفه بتلقائية عشان مايكملش كلامه ..

شوق پخوف:"هاكل كويس وهنخرج مع بعض ومش عايزاك تزعل منى أبدا."

عمر كان مذهول من الحركة دى .. شوق حست بالإحراج والخجل شالت إيدها من على شفايفه ومن إحراجها رجعت خصلة من شعرها وراه ودنها وبصت قدامها كان شكلها برئ وعاملة زى الطفلة الصغيرة .. عمر جز على أسنانه بسبب إنه بيحاول يتحكم فى نفسه عشان مايقربش منها، قام بسرعة من على السرير بتاعها وهى بصتله فى اللحظة دى..

عمر وهو بيبص لكل مكان فى الأوضه ماعدا هى:"أنا همشى، و زى ماتفقنا هشوفك أول يوم دراسة الصبح بدرى."

مستناش رد منها وراح للشباك وقعد على حافته عشان ينزل على المواسير تانى .. شوق برقت بفزع خوفًا عليه، قامت من على سريرها وإتحركت بحامل المحاليل نحية الشباك، عمر كان بينزل على المواسير بهدوء وشوق مراقباه بعيونها وخاېفه يقع .. عمر رفع عيونه وبص لقى شوق واقفه بتبصله پخوف شديد .. إبتسملها عشان يطمنها وكمل نزول وهى كانت حاطه إيديها على قلبها ومتابعاه بعيونها وهو بينزل لحد ما نزل فى الشارع .. إتنهدت بإرتياح، رفع عيونه إللى جات فى عيونها .. شاورلها إنه كويس إبتسمت بإطمئنان وهو تاه فى إبتسامتها للحظات، بس فاق لما إستوعب إنها واقفه فى الشباك ولحسن حظها إن مافيش حد فى الحارة لإنهم بعد نص الليل .. شاورلها براسه إنها تدخل وكان معقد حاجبه بضيق، بلعت ريقها بتوتر وهزت راسها بالموافقه وقفلت الشباك بهدوء وبعدها قعدت على السرير وقعدت تفكر فيه، إبتسمت إبتسامة جميلة لفكرة إنه طلع مخصوص على المواسير عشان يشوفها ويطمن عليها، حطت إيدها على مكان قلبها إللى بيدق بشدة ... عمر راح للدكان بتاعه بس إتخض لما لقى إسماعيل قاعد مستنيه فى الدكان ..

إسماعيل بضيق:"أهلا بالبيه، إفرض كان جرالك وإنت طالع........."

عمر بهمس وضيق:"شششششششششششششششش، إخرس خالص الناس نايمه يا غبى."

إسماعيل بهمس وضيق:"أنا غلطان، ما هو لو ربنا ياخدك أنا هرتاح فعلا، أنا ليه مشيل نفسى همك؟"

عمر:"ماحدش قالك تشيل همى، ومالكش دعوة بيا، وبعدين إنت مالك عامل زى الست إللى بتستنى جوزها فى آخر اليوم عشان تحاسبه ليه؟"

إسماعيل زعل من جملة "مالكش دعوة بيا" ..

إسماعيل بحزن:"أنا فعلا ماليش دعوة بيك، أنا ماشى ياعمر وماتكلمنيش تانى."

إسماعيل كان لسه هيمشى عمر حط إيده على كتفه وقربه منه بدراعه..

إسماعيل بتأفف:"سيبنى."

عمر وهو بيراضيه:"نفسى أفهم زعلت من إيه؟ بتتقمص ليه بسرعة؟"

إسماعيل بضيق:"إنت شايف طريقة كلامك عاملة إزاى؟"

عمر:"مانت عارف إن دى طريقة كلامى إيه الجديد فى ده؟"

إسماعيل:"أنا كنت قاعد على أعصابى هنا وخاېف أحسن أبوها يقفشك ويعمل فيك حاجة، وإنت جاى "تقولى مالكش دعوه بيا"؟!"

عمر وهو بينكشله شعره:"ماتقلقش ماحدش هيقفشنى."

إسماعيل شال إيد عمر من على شعرة وإتكلم بضيق..

إسماعيل:"ماتلمسش شعرى تانى."

عمر:"ما خلاص بقا، بطل قمصتك دى، مابحبهاش يا ساتر."

إسماعيل بتنهيدة:"أنا مروح ياعمر."

عمر:"طب بقولك، معاك أكل إيه؟ *ملس على بطنه* أصلى جعان أوى."

إسماعيل وهو بيبصله:"أنا نفسى أفهم إنت الفلوس إللى بتاخدها من شغلك بتروح فين؟"

عمر:"معايا."

إسماعيل:"يبقى هاتلك أكل من معاك."

عمر:"دول محتاجهم فى حاجة تانية."

إسماعيل بشك:"أوعى تكون هترجع للطريق ده تانى؟ هتصرفهم على البنات؟"

عمر بجدية:"لا."

إسماعيل:"أومال محتاجهم فى إيه؟"

عمر بتفكير وجدية:"فى حِسبه معينة فى دماغى، وعلى أساسها الفلوس دى هتطير منى بعد أربع أيام."

إسماعيل بإستفسار:"أربع أيام؟"

عمر:"ماتركزش، خلاص هنام من غير أكل."

إسماعيل بتنهيدة:"عموما كنت عامل حسابى إنك محتاج أكل، حطتلك فول وعيش فى الشنطة."

عمر بإمتعاض:"هو كل مرة فول؟"

إسماعيل:"إرضى بإللى موجود ياعمر، ولو مرضتش بيه هيروح منك، أشوفك بكرة."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)

إسماعيل كان لسه هيتحرك...

عمر بضحكة خفيفة:"أنا عرفت إنت متنكد ليه، البت عفاف ماوقفتش النهارده فى فرن العيش فعشان كده إنت متضايق وبتطلعه عليا."

إسماعيل بصله پصدمة ..

عمر بخبث:"أنا قارش ملحتك يا سُمعه من زمان بس بستعبط."

إسماعيل بإرتباك:"عرفت منين؟"

عمر بإستغراب وهو رافع حاجبه:"إنت مش واخد بالك إنك مفضوح يابنى؟ الناس تعرف إنك بتبصلها."

إسماعيل لنفسه:"هو أنا مفضوح أوى كده."

عمر بتكبر:"لو مش عارف تعترفلها بحبك، أنا ممكن أساعدك."

إسماعيل:"لا ياخويا تشكر، أنا مروح."

مشى تحت نظرات عمر بس فجأه وقف وبص لعمر تانى ..

عمر وهو رافع حاجبه:"غيرت رأيك؟"

إسماعيل بتوتر:"بص أنا هسمحلك تساعدنى بس فى حاجة تانية."

عمر بإبتسامة:"إيه هى؟"

إسماعيل بصوت مبحوح من الإحراج:"أنا عايز أتقدملها."

عمر برق پصدمة، بس بعدها ملامحه إتحولت للڠضب الشديد ..

عمر پغضب:"تتقدملها؟!!! إنت إتجننت؟"

إسماعيل بإستغراب:"فى إيه ياعمر؟ أنا عايز أتجوزها على سنة الله ورسوله."

عمر مسكه من لياقته ..

عمر پغضب:"إنت شايف إنك مؤهل للحياة دى؟!! هتدفن نفسك وهتعيش فى الشارع إنت ومراتك وأولادك، مش بعيد أصلا أهلها يرفضوك ويطردوك وده لإنك ماحيلتكش أى حاجة، إنت يا دوب قهوجى مش هتقدر تنفذلها ربع طلباتها بشهريتك الضعيفة دى، ولسه لما الأولاد ييجوا هتترموا فى الشارع، *بدأ يتكلم بۏجع* ماتغلطش غلطة أبويا، أبويا يوم أما أتجوز معملش حساب لكل ده، أمى ماټت من الفقر، وأبويا ماټ هو كمان من الفقر، عيش عشان نفسك ولنفسك، إياك تفكر فى الجواز لإنه مسئوليه وبيحتاج مصاريف، عيش حر نفسك وبس."

عمر كان بينهج بسبب كمية الكلام المتواصل إللى قاله .. إسماعيل كان لسه هيتكلم ..

عمر وهو بينهج:"من غير ولا كلمة إمشي يا إسماعيل، إمشي."

إسماعيل بص بصة أخيرة لحالة عمر ومشى .. عمر قعد على الأرض بقلة حيلة وبيفتكر حياته إللى هو عاشها زمان، مكنش له مكان ومأوى هو وباباه ومامته إللى ماټت وهو عنده أربع سنين، وأبوه إللى ماټ بعدها ب 8 سنين ... هو إللى ربى نفسه بنفسه، تربية شوارع زى ما الكل بيقول، الدنيا كلها جات عليه لحد ماقرر ياخد حقه بإيده عشان يعرف يعيش .. الدنيا دايما بتيجى على الغلبان زى ماجات على أبوه الراجل الطيب إللى لما كان بيلاقى لقمه عشان ياكلها بيديها لإبنه إللى بيكون مېت من الجوع ومابياكلش هو .. دمعة نزلت من عيونه بس مسحها بسرعة، يستحيل يبين ضعفه لحد .. يستحيل .. قفل الدكان ونام من غير ما ياكل .. مرت الأيام وشوق بدأت تسترد صحتها من تانى وده لإن مامتها بتفضل قاعده معاها بتحايلها تاكل لحد مابتخلص الأكل كله ڠصب عنها .. إسماعيل شايف كلام عمر صح جدا، هو فعلا مش لاقى ياكل ويادوب عايش فى أوضة سرير صغير وعمر لما بيجيله كان بينام على الأرض وبتبقى الأوضة واخداهم بالعافية، الحزن سيطر على ملامحه وفقد الأمل حتى البنت إللى أعجب بأخلاقها وقرر يتقدملها هو ماينفعهاش .. عمر كان بينسى همومه بالشغل، كان بيطحن نفسه ومكنش بيرجع للدكان غير فى نص الليل وينام، ولما كان بيتقابل مع إسماعيل كان بيزعل من نفسه بسبب ملامح الحزن إللى على وش صاحبه وكل ده بسبب كلامه ليه ..

ظلوا على هذا الحال حتى مر أربع أيام ...

فى الصباح الباكر:

رانيا كانت واقفه فى المطبخ بتجهز السندوتشات لشوق إللى بتفطر مع باباها .. وبعد ما خلصت حطتهم فى شنطة شوق ..

حسين:"يلا يا شوق."

شوق:"حاضر يا بابا."

لبست شنطتها ولسه هيتحركوا ..

رانيا:"حسين تعالى عايزاك فى حاجة."

حسين وقف وبعدها راح نحيتها ..

رانيا بهمس:"ماتنساش التليفزيون والتليفون زى ما اتفقنا."

حسين:"حاضر، هنزل النهارده أجيب ماتقلقيش."

رانيا إبتسمت وهو إبتسملها وخرج مع شوق .. عمر كان فى المكان إللى هو وشوق بيتقابلوا فيه وبيجهز فطار من أصناف متعددة على ترابيزة صغيرة وواضح عليه اللهفة وهو بيجهز الفطار .. إتنهد بإرتياح لما خلص، عدل هدومه ونزل من السطح بسرعة عشان يروحلها المدرسة ... بعد مرور فترة بسيطة.. كانوا واقفين قدام المدرسة ..

حسين وهو بيملس على شعرها:"كُلى كويس يا شوق."

شوق:"حاضر يا بابا."

باس راسها تحت عيون عمر إللى بيراقبهم من بعيد .. دخلت المدرسة تحت عيون حسين إللى مستنيها تطلع عشان يمشى .. وبالفعل طلعت السلالم حسين إتنهد بإرتياح ومشى .. عمر قرب من المدرسه شويه بعد ما حسين مشى، إبتسم لما لقى شوق بتجرى نحيته وهو بشكل تلقائى فتحلها دراعه .. وهى ضحكت ببراءة ودخلت فى حضنه وهو ضمھا بشدة، لحسن حظهم إنهم مش قريبين أوى من المدرسة والكل خلاص ډخلها فبالتالى ماحدش شافهم .. خرجت من حضنه وبصتله بفرحة ..

عمر بإبتسامة جميلة:"يلا عشان نروح المكان بتاعنا."

شوق ببراءة:"ماشى."

مسك إيدها جامد كإنه خاېف تروح منه، وشوق كانت مستغربه مسكته لإيديها .. وصلوا للبيت وطلعوا لحد السطوح .. لما شوق دخلت السطح البسيط عيونها جات على الأكل إللى موجود على الترابيزة الصغيرة .. الأصناف عبارة عن عسل أسود، أنواع متعدده من الجبَن الطبيعية ..

عمر بإستفسار:"الأكل مش عاجبك؟"

شوق بإبتسامة بريئة وهى بتبصله:"لا حلو أوى يا عمر، تسلم إيدك."

عمر بإبتسامة وهو بيملس على شعرها:"الله يسلمك، يلا عشان ناكل، ولا إنتى أكلتى؟"

شوق:"أكلت مع بابا وماما بس مش كتير."

عمر بإبتسامة:"طب كويس، يلا تعالى نقعد عشان ناكل."

سحبها وراه وقعدوا على الكنبه، عمر قعد جنبها بالضبط مكنش فى مسافة بينهم.. شوق إرتبكت بسبب كده .. أخد لقمة من العيش وغمسها فى العسل الأسود ..

عمر:"لازم تاكلى عسل أسود كتير عشان الأنيميا."

قرب اللقمة نحيتها .. بصتله بإستغراب..

عمر:"إفتحى بوقك."

فتحت بوقها بإرتباك وهو إبتسم وبدأ يأكلها وبعدها هو كان بياكل .. شوق كل أما كانت بترفض الأكل بيصر إنها لازم تاكل وبيأكلها ڠصب عنها ..

شوق بعدم تحمل:"كفايه، مش بحب الأكل الكتير."

عمر:"الأكل كله لسه ماخلصش، عايزك تاكلى وتربربى كده، مش عايزك تبقى عصاية ناشفة زى الواد إسماعيل."

شوق:"لا كفايه ياعمر."

عمر بتحذير:"هزعل منك يا شوق، خلصى الرغيف حتى إنتى أكلتك ضعيفة، يلا."

هزت راسها بالموافقه ورجع يأكلها من تانى .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان بيشيل الأكل وبيعينه فى كيس تحت عيون شوق إللى بتبصله بنظرة جميلة وفى نفس الوقت حاسه بنعاس من كثرة الأكل، عمر رجع وقعد جنبها وهى بتبصله بعيون شبه مقفوله ...

عمر بإستفسار:"مالك ياشوق؟"

شوق بتثاؤب:"لما باكل كتير بحس إنى تايهه وبنام بعدها."

عمر ضحك ضحكة جذابه خطفت أنفاسها ..

عمر:"عايزه تنامى؟"

شوق هزت راسها بالموافقة ..

عمر:"السرير جوا تعالى عشان تنامى عليه."

شوق:"أنا حابه أقعد هنا الجو حلو أوى."

عمر:"خلاص إسندى براسك على رجلى ومددى على الكنبه."

شوق حست بخجل شديد .. وعمر هيتجنن من خجلها، كل حاجة بيقولها هى بتتكسف منها..

عمر:"عايزك تتعودى عليا، أنا مش حد غريب."

قربها منه وخلاها تسند براسها على رجله ..

عمر:"مددى يلا."

وبالفعل مددت بإحراج شديد .. وعمر إبتسم وبدأ يملس على شعرها بحنان ماحسش بيه قبل كده ..

شوق بنعاس:"إحكيلى عنك ياعمر، عايزه أعرفك أكتر."

عمر بتنهيدة:"مافيش حاجة مهمة تتعرف عنى."

شوق:"بس أنا حاسه إن أنا معرفش عنك حاجة."

عمر وهو بيغير الموضوع:"هو إنتى ليه بتروحى دايما المدرسة بعد طابور الصباح؟"

شوق:"بابا واخد إذن من المدرسة عشان يعرف يجيبنى وهو رايح الشغل فبنتأخر شوية وماحدش بيتكلم معايا."

عمر بتفهم:"باباكى بېخاف عليكى أوى."

شوق بإبتسامة ونعاس:"أوى."

عمر إتنهد بحزن لتذكره والده .. شوق بدأت تتكلم..

شوق:"مش هعلمك القراءة والكتابة بقا؟"

عمر بإبتسامة:"حاضر موافق تعلمينى.."

قامت بفرحة وبصتله..

شوق:"بجد؟"

عمر بضحكة من فرحتها:"أه بجد."

شوق بحماس:"طب إستنى."

عمر:"مش هتنامى؟"

شوق:"مش دلوقتى."

راحت أخدت كراسة من شنطتها بشكل طفولى خطڤ أنفاس عمر ورجعتله تانى ..

شوق:"يلا نبدأ."

عمر:"يلا."

بدأت تعمله وبالفعل عمر إستجاب معاها فى التعليم وعشان هو ذكى بقا بيلقط كل حاجة بسرعة وفى نفس الوقت بيتابع حركاتها البريئة وهى بتعلمه ... بمرور الوقت ..

شوق بتثاؤب:"أنا بقول أنام أحسن مش قادرة أكمل."

عمر بإستفسار:"الساعة كام معاكى؟"

بصت لساعة إيدها ..

شوق:"لسه بدرى على ميعاد خروجى من المدرسة."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"طب بما إنه لسه بدرى أجلى النوم شوية حابب أشبع منك."

إرتبكت من نظرته ليه وهزت راسها بخجل شديد.. عمر إبتسم وقام من مكانه وأخد الراديو القديم إللى فى الأوضة وحاطه على الترابيزة وشغله .. إشتغلت أغنية قديمة للفنانه أم كلثوم "حيرت قلبى معاك" .. شوق إبتسمت للأغنية دى، عمر قعد جنبها وفك شعرها وبدأ يعملها ضفيرة وفى نفس الوقت بيدندن مع الأغنية ..

عمر:"بدى أشكيلك من ڼار حبى، بدى أحكيلك ع إللى فى قلبى، وأقولك ع إللى سهرنى، وأقولك ع إللى بكانى، وأصورلك ضنا روحى، وعزة نفسى مانعانى...."

شوق:"عمر."

عمر بإنشغال:"مممممممم."

شوق بحب وهى بتبص فى عيونه:"صوتك حلو أوى."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"عجبك؟"

هزت راسها ورجعت بصت قدامها تانى وعمر كمل الضفيرة إللى هو بيعملهالها...

عمر:"حيرت قلبى معاك وأنا بدارى وأخبى .. قولى أعمل إيه وياك ولا أعمل إيه ويا قلبى ..."

شوق وهى بتقاطعه:"عمر."

عمر:"نعم يا حبي...*إرتبك وقال إسمها*.. شوق."

شوق بإستفسار وهى بتبص فى عيونه:"يعنى إيه حب؟"

عمر وهو بيبص فى عيونها:"الحب يعنى قلب بيدق لشخص معين لما بتفكرى فيه ...*شوق إبتسمت* .. شخص مابيروحش من على بالك أبدا .. بتبقى عايزه تعملى المستحيل عشان تلمحيه .. كل حاجة تخصه بتبقى مدفونه جوا قلبك قبل عقلك .. بتتنازلى عن الدنيا كلها عشانه .. مستعده تضحى عشانه حتى لو بحياتك .. بتتمنى تشوفى ضحكته إللى بټخطف قلبك ...بتتمنى تفضلى معاه العمر كله.."

فى الوقت ده جاءت كلمات الأغنية إلى مسامعهم ..

*يا قاسى بص فى عينيا وشوف إيه إنكتب فيها .. دى نظرة شوق وحنيه .. دى نظرة شوق وحنية .... ودي دمعة بداريها

وده خيال بين الأجفان.. فضل معايا الليل كله

سهرني بين فكر وأشجان.. وفاتلي جوه العين ظله

وبين شوقي وحرماني.. وحيرتي ويا كتماني

بدي اشكيلك من ڼار حبي .. بدي احكيلك ع اللي في قلبي*

تاهت فى نظراته ليها ده غير إبتسامته إللى بټخطف أنفاسها .. عمر ماقدرش يتحمل بُعده عنها لحد كده قرب من شفايفها وبالفعل شفايفه لمستها بقبلة سطحية وشوق حاولت تبعد لكن هو كان حاطط إيده على ظهرها عشان يقربها منه ... عمر بِعد بوشه وبص فى عيونها ..

عمر:"عرفتى يعنى إيه حب؟"

هزت راسها بإرتباك شديد..

عمر:"عرفتى حالتى إيه؟"

بصتله بحيرة .. عمر إبتسم ..

عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"شوق، إنتى من النهاردة بقيتى شُوقِي.. "شوق العُمَر" يعنى ملكى أنا وبس."

شوق بصتله بإستغراب وفجأه ..

شوق:"ههههههههههههههه."

عمر إستغرب ضحكها ..

شوق بإستفسار برئ:"إزاى شوق العُمَر؟ دى ملهاش موقع من اللغة العربية خالص، ممكن تبقى شوق عمر لحاجة معينه، يعنى عمر بيشتاق لحاجة معينه، لكن شوق العُمَر مش ماشيه خالص."

عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"ومن إمتى الحب بيبقى باللغة؟"

شوق بصتله بإستغراب ..

عمر:"هتفضلى بصالى كده كتير."

شوق بإرتباك وخجل:"تقصد من كلامك ده إيه؟"

عمر:"إنتى شايفه إيه؟ لمحتى إيه من كلامى؟ ولمحتى إيه من الأغنية؟"

شوق بإرتباك وهى بتبص لكل حاجة حواليها ماعدا عيونه:"إنك بتحب."

عمر:"مين بقا؟"

شوق بخجل شديد:"عمر إبعد عنى."

عمر:"مش هبعد غير لما أسمعها وبصى فى عيونى."

عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بلهفة ..

شوق بتوتر:"أنا."

عمر:"مش فاهم؟"

شوق بتوتر شديد:"بتحبنى أنا."

إبتسم وبعد عنها بهدوء .. وهى كان وشها أحمر زى الطماطم .. عمر حاول يغير الموضوع ...

عمر:"أنا عاملك مفاجأة."

قام من مكانه تحت عيونها إللى بتبصله بإستغراب .. دخل الأوضة وبعدها خرج وهو ماسك قفص فيه جوز حمام شوق إبتسمت بفرحة أول أما شافت القفص وجريت نحيته ..

عمر:"سبق وقولتلك هجيبلك واحد، بس قولت لا أجيب إتنين أحسن."

شوق بفرحة:"حلوين أوى يا عمر."

عمر بإبتسامة:"شوفى حابه تحتفظى بيهم فين بقا."

شوق ملامحها إتحولت للحزن الشديد..

شوق:"مش هعرف أحتفظ بيهم."

عمر:"خلاص أنا هحتفظ بيهم وهأكلهم."

شوق بفرحة:"بجد ياعمر."

عمر بإبتسامة:"بجد."

دخلت فى حضنه بفرحة وتلقائية .. عمر إبتسم لفرحتها وملس على شعرها وهى فى حضنه ..

عمر:"مش هتسميهم؟"

خرجت من حضنه وبصت للحمام وفضلت تفكر كتير ..

شوق:"زعفران و ياقوت."

عمر بإستغراب:"إشمعنا الأسامى دى؟"

شوق بحيرة:"مش عارفة، بس بحب الأسمين دول أوى سمعت عنهم فى حكاوى كتير وأنا صغيرة."

عمر بحيرة:"خلاص من النهاردة إسمهم زعفران وياقوت، أنا مش عارف بتجيبى الأسامى دى منين."

شوق ضحكت ضحكة خفيفة ...

عمر:"يلا عشان تلعبى معاهم."

شوق بفرحة:"يلا."

عمر فتح القفص ومسكهم كويس عشان مايطيروش وشوق بدأت تلعب معاهم بفرحة وعمر متابع فرحتها إللى بتخلى قلبه يدق بشدة .. وبعد لعب كتير مع الحمام شوق حست بنعاس شديد وعمر لاحظ كده ..

عمر:"هتنامى ياشوق؟"

هزت راسها ليه وهو حط الحمام فى القفص ورجعلها تانى وخلاها تسند براسها على رجله عشان تنام وبالفعل راحت فى النوم أول أما عمل كده .. كان بيبصلها بحب وهى نايمة، وفى نفس الوقت جواه بركان مشاعر نحيتها طب الحب وفهم مشاعره.. إيه باقى المشاعر دى؟ .. منها إنه خاېف عليها وعايز يخبيها عن عيون كل الناس .. وإحساس إنها طفلة صغيرة ومكانها فى حضنه .. أحاسيس ومشاعر متلغبطة هو مش فاهمها فضل يتفرج عليها وهى نايمة لحد ما دخلوا على قبل وقت خروجها من المدرسة بفترة بسيطة..

عمر وهو بيصحيها:"شوق."

كانت نايمة بإطمئنان ومش حاسه بأى حاجة حواليها .. عمر ملس على وشها عشان تصحى ..

عمر:"يلا ياشوق إصحى عشان ألحق أوديكى المدرسة."

شوق بتخترف وهى مغمضة عيونها:"عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية."

عمر:"كملى نوم فى البيت طيب، مش عايز باباكى ولا مامتك يزعلوكى، يلا يا شوق إصحى."

فتحت عيونها بكسل شديد..عمر عدلها عشان يفوقها ..

عمر:"يلا عشان نلحق."

شوق بنعاس:"حاضر."

أخد شنطتها ولبسهالها مسك إيديها ولسه هينزلوا ..

شوق بنعاس:"طب والحمام ياعمر؟"

عمر:"هرجعلهم وأخدهم المهم أوصلك عشان المدرسة."

شوق:"حاضر."

نزلوا من البيت وعمر بدأ يتكلم ..

عمر:"فايقه."

هزت راسها بالموافقة ..

عمر:"دلوقتى مش هينفع كل يوم تطفشى من المدرسة .. فى أيام هتمشى قبل آخر حصتين وأيام هتبقى معايا اليوم كله."

شوق:"إزاى؟"

عمر:"عدد أيام الغياب 15 يوم ولو وصلتلهم طبعا بتتفصلى صح؟"

شوق:"صح."

عمر:"إحنا كده قدامنا 14 يوم نقسمهم على الترم ده، اليوم إللى هتقضيه معايا تانى كله هيبقى آخر الأسبوع ده."

شوق بحزن:"ماشى."

عمر وهو ملاحظ حزنها:"ماتزعليش أنا بفكر فى مصلحتك، مش عايز أعملك مشاكل."

شوق بإبتسامة:"حاضر."

إبتسملها وكمل مشى بس هى إتكلمت..

شوق:"عمر."

عمر:"نعم؟"

شوق:"هو إحنا كده .. *كملت بإحراج* حبايب؟"

عمر بضحكة خفيفة:"أيوه إحنا بقينا حبايب."

إبتسمت بخجل وبصت قدامها، أما عمر كان شارد فيها وفى إبتسامتها وخجلها .. بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا المدرسة وعمر راح وقف بعيد أما هى وقفت عند البوابة ومستنية مامتها .. جرس الحصة الأخيرة ضړب والكل بدأ ينزل .. زميلاتها إللى معاها فى الفصل شافوها وإستغربوا ..

مريم بإستغراب:"هى مش دى شوق؟"

نجلاء:"اه هى."

مريم بإستفسار وحيرة:"واقفه قدام المدرسة ليه؟ وبعدين مجتش النهارده ليه؟"

سحر بعدم فهم:"مش عارفة."

مريم كانت لسه هتروح نحية شوق لقت مامتها بتقرب نحيتها ..

رانيا وهى بتملس على شعر شوق:"حبيبة قلبى عملتى إيه فى يومك؟"

شوق:"اليوم كان حلو أوى."

رانيا إستغربت إن شوق معمولها ضفيرة فى شعرها..

رانيا:"إيه الضفيرة دى؟"

شوق بإحراج وكذب:"خليت واحدة صاحبتى فى الفصل تعملهالى."

رانيا بإبتسامة:"ماشى ياحبيبتى، يلا نروح."

شوق:"يلا."

مشيوا هما الإتنين تحت عيون مريم وأصحابها إللى كانوا سامعين الحوار كله وأخدوا بالهم من الشاب إللى ضړب شادى بيمشى وراهم ..

مريم بتفهم:"أنا فهمت هى مجتش ليه."

نجلاء:"ليه؟"

مريم بخبث:"هتأكد منها بكرة بطريقتى."


يلا انزلوا بتوقعاتكم 🌸😘😘😘

 


تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



الصفحه الرئيسيه للرويات من هنااا



روايات كامله وحصريه من هنا




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close