سبحان الله..الحمد لله.. الله اكبر
رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود الفصل التالت والرابع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
- أه بتتكسفي أوي أنتي" قالها بسخرية لاذعة"
نظرت له وقد تجمعت الدموع في مقلتيها ثم جلست على الاريكة المجاورة له لم تتحدث وهو الآخر شعر بسخافة حديثه ف حاول تجاوزالموقف قائلا:
- ديه هتبقى أوضتك (قالها وهو يشير بيده إلى الغرفة )..الاوضة مش ناقصها حاجة ولو احتجتي حاجة قوليلي عليها وأوضة النوم التانية ديه بتاعتي ومش بحب حد يدخلها خصوصا لو كان الحد ده ست
- أولا أنا أيه اللي هيدخلني أوضتك أنا طايقاك أصلا عشان أدخل مكان يخصك ! وثانيا شكرا مش عايزة منك حاجة لو احتجت حاجة هجبها لنفسي ...
- لم يعلق على كلماتها وأردف قائلا :طيب أنا ماشي هروح على العيادة وبعدين المستشفى زي مقولتلك وهبات هناك النهاردة مش هرجع إلا الصبح تقدري تنامي براحتك..أه الاكل عندك في التلاجة وممكن تطلبي اللي أنتي عايزاه بالتليفون هتلاقي في الدرج ده عناوين السوبر ماركت وأرقام تليفوناتهم وفي كمان منيو مطاعم كتير لو حبيتي تجيبي حاجة من بره.. أكمل قائلا :أه ف درج الكمود اللي جنب السرير فلوس خليهم معاكي عشان مصاريفك
- شكرا مش عايزة فلوس معايا أنتا ناسي أني بشتغل وباخد مرتب أنا اقدر أصرف على نفسي عل فكرة
- قولتلك أنك مراتي ومسئولة مني ومينفعش تصرفي جنيه من معاكي
- لأ مش مراتك ومش عايزاك تصرف عليا أنا حرة
- زفر حانقا منها ومن جدالها الذي لا يتوقف :أوووف بقولك أيه الفلوس عندك في الدرج واعملي اللي يعجبك أنا ماشي سلام
خرج وتركها بمفردها وحيدة في ذلك المكان الجديد عليها..قررت أن تأخذ جولة في تلك الشقة التي ستعيش فيها إلى أن يأذن الله بغير ذلك أمرا حقا كل شيء بها رائع أربع غرف غرفتان للنوم وغرفة مكتب وغرفة معيشة وريسيبشن وحمام ومطبخ كبيران لا أحد يمكن أن يصدق أن هذه الشقة يسكنها رجل بمفرده ف هي مرتبة ونظيفة للغاية ..كانت بحاجة لأن تدخل الحمام ف هي في أمس الحاجة ل حمام دافيء يريح أعصابها وبعد أن أخذت حمامها ارتدت احدى بيجامتها الوردية ف هي تحب اللون الوردي كثيرا لكن ليلتها لم تكن بتلك السهولة بل كانت ليلة شاقة ومخيفة لم تنتهي إلا بعد صلاة الفجر حتى نامت من شدةالانهاك وخارت قواها واستلقت على الأريكة الموجودة في الريسيبشن وراحت في ثبات عميق وبعد حوالي ساعتين جاء أدهم لم تشعر بدخوله للشقة وإذا به يدخل ف يجدها نائمة في وضع الجلوس قد ضمت ركبتيها إلى صدرها ورأسها للخلف شعرأنها غارقة في النوم ولكن ملامحها يبدو عليها الخوف والامتعاض تأملها أكثر كم هي جميلة في بيجامتها تلك وشعرها المبلول المنساب على وجنتيها وكأنه يرفض الانقياد لها جذبه جمالها الهادىء وهذا ماأثار غضبه إنها إمرأة وكل النساء خائنات لا يمكن أن يميل لها لذا أيقظها بصوت عالي :
- مريم مريم
- مريم بفزع :مين ؟
- أجابها بتهكم قائلا :مين العفريت يعني! ..أيه اللي نيمك هنا ؟
وقبل أن تنبس ببنت شفة أجاب هو نيابة عنها:
- بصي يا ماما أنا مبياكلش معايا الجو ده ولا بيفرق معايا حاجة لو كنتي فاكرة أنك هتشديني ناحيتك بقا الطريقة ديه والنهارده نايمة بالبيجامة وب شعرك مكشوف وبكرة رجلك بانت بعده كتفك بان بعده تلبسي قميص نوم بعده تتخضي وتترمي ف حضني وجوازنا اللي على الورق يبقى جواز حقيقي كل ده في أحلامك وعمره ما هيحصل
- بنظرة استهجان شديدة وبعصبية لم تعهدها من نفسها :أنتا دماغك ديه مالها ؟ جواز أيه اللي أنا عايزاه منك ؟ واشدك ولا ألفت انتباهك ليه ؟ أيه جو الأفلام العربي اللي أنتا عايش فيه ده ،بص بقا أنا أصلا يوم كتب الكتاب كنت عمالة أفكر أزاي أقولك إني مش عايزاك من غير ما أجرحك وبعدين حسيت أن اللي هعمله ده حرام لأني هبقى مراتك وليك حق عليا ك زوج ف قولت لنفسي إني هطلب منك مهلة لكن مجرد ما أنتا قولت اللي قولته يومها قولت بركة يا جامع مش ناقصة رجالة تاني وقرف وقولت استحمل شوية الوقت دول لكن أنا ولا طايقاك ولا عايزة منك حاجة أصلا ونفسي المهلة ديه تخلص عشان أرجع أعيش حرة
- قصدك على حل شعرك والنهاردة مع واحد بكرة مع واحد تاني
- مريم بغضب شديد :ليه هو أنتا جايبني من الشارع؟! أنا بنت ناس ومتربية وللأسف عيلة واحدة لكن الظاهر أنك معندكش أي ثقة في نفسك ومتعود على الأشكال ديه ولو أنا ست مش كويسة كنت هخونك لأنك تستاهل تتخان أصلا
- جز على أسنانه وكور قبضة يده حتى كاد يعتصرها محاولا كبح جماح غضبه قائلا :أمشي من قدامي دلوقتي أحسنلك
رأت أنها لو قالت كلمة آخرى ربما انفعل عليها أكثر أو ضربها لذا انسحبت ناحية غرفتها كانت الغرفة مغلقة بالمفتاح فقامت بفتحها تعجب أدهم كثيرا من فعلتها وذهب ناحيتها ليضايقها بحديثه من جديد قائلا بتهكم :
- وده بقا بقيت الفيلم
- فيلم أيه ؟
- تقدري تقوليلي قافلة باب الأوضة بالمفتاح ليه؟ أيه كان فيها صرصار ولا يمكن فار وخوفتي ف نمتي على الكنبة
- لا كان في حرامي
- نعم ؟ حرامي في الأوضه هههههههه لأ الواضح أن خيالك عالي أوي
- اسكت بقا عشان أفهمك
- اتفضلي اشجيني ألف يا فنان
- خلاص مش هتكلم
- آسف اتفضلي كملي كلامك
- بالليل سمعت صوت كلب بينبح بصوت عالي أووي فوق في الروف وسمعت حد بيتحرك قولت أكيد حرامي بيحاول ينزل من فوق وممكن يدخل من شباك الأوضة فخفت وخرجت وقفلت بالمفتاح وفضلت قاعدة في الريسيبشن مرعوبة وحاسة أنه هيدخل يقتلني ف أي لحظة ونمت من كتر الخوف والتعب
- خر أدهم ضاحكا بشدة :هههههههههه يالهوووي على الخيال الأوفر
- أنتا حر بقا تصدق ولا متصدقش بس ده اللي حصل والله كان في كلب بيهوهو جامد جدا وكان في حد فوق كنت سامعة صوت خطواته
- مصدقكيش أزاي إذا كان الكلب بتاعي واللي كان فوق صاحبي
- مريم بصدمة:نعم !يعني أنتا قاصد تخوفني طب ليه الشر ده ؟
- قاطعها قائلا : يا بنتي هو أنتي عندك طموح تبقي ممثلة شر ايه وأخوفك أيه الكلب ده كلبي روك وأنا نسيت أحطله الأكل ف طلبت من واحد صاحبي وجاري أنه يطلع يحطله الأكل والكلب كان بيهوهو لأنه ميعرفهوش لأن صاحبي مش بيحب الكلاب ومكنش شافه قبل كده بس
- حراام عليك الرعب اللي أنا عيشته ده طب كنت عرفني
- مكنتش أعرف أنك بتخافي كده
- أولا أنا ف مكان جديد وهادي جدا ولوحدي وصوت الكلاب بيخوفني جدا وكمان بخاف أكون لوحدي في شقة متعودتش عليها لسة
- طيب هتروحي الشغل أزاي كده أنتي شكلك مجهد رأيي ترتاحي النهارده
- لأ عادي أنا كويسة و....
لم تنتهي من جملتها الأخيرة إلا وشعرت بخفقان سريع في قلبها ودوار شديد يهاجمها ف سقطت على الأرض مغشيا عليها..حملها أدهم ثم وضعها على الفراش وقاس النبض والضغط ووجد أن ضغطها منخفض للغاية فأسعفها وبدأت تفيق رويدا رويدا
- أيه اللي حصل "قالتها بوهن "
- مفيش كان في واحدة كويسة وفجأة وقعت "قالها متهكما "
- بتكلم جد
- ضغطك واطي جداا طبعا من الارهاق وقلت النوم .. أنتي اتغديتي كويس امبارح؟
- أنا متغدتش أصلا
- أدهم بصدمة: نعم ! ومفطرتيش الصبح ومكلتيش قبلها بالليل يعني أيه بقالك يومين مأكلتيش حاجة أيه الجنان ده على فكرة بردو جو الاستعطاف ده مبياكلش معايا
- قالت بوهن شديد : استعطاف أيه حرام عليك أنتا بتعمل معايا كده ليه وظلت شهقات بكاؤها تتعالى بشدة
لم يستطع أن يهدأ من روعها ولا أن يطيب خاطرها خرج من غرفتها سريعا حتى لا يضعف أمامها إن بكاؤها كالأطفال يذيب الحجر خرج وذهب للمطبخ أعد لها فطور وعاد إليها مرة آخرى كانت مازلت تبكي فقطع بكاؤها قائلا بحزم:
- كفاية عياط ويلا كلي الأكل ده حالا
- مش عايزة آكل أنا حرة
- مش بمزاجك هتاكلي وهتخلصي الأكل كمان
- أنتا بتتكلم معايا كده أزاي وواثق أوي إني هسمع كلامك
- أدهم بثقة وقد جلس أمامها وقد وضع ساقا فوق الآخرى قائلا : طبعا واثق عشان والله يا مريم لو ما أكلتي لحد ما اقتنع أنك شبعتي هجبلك روك هو اللي هيقنعك وأنا حلفت وريني بقا مش هتآكلي أزاي
- أنتا بتخوفني؟
- أنا مش بخوفك أنا بقولك اللي هيحصل لو مسمعتيش كلامي
- زفرت بغيظ قائلة :أوووف طيب هآكل
- كتم ضحكته على تذمرها الطفولي قائلا بجدية :اتفضلي كلي
ظل جالسا بجوارها وهي تتناول فطورها وكلما حاولت التنصل من الطعام أشار لها بيده بأن عليها أن تكمل حتى شعر أنها شبعت بالفعل
- بالهنا والشفا
- قصدك بالأجبار
- والله كله عشان مصلحتك ولا عايزة يجرالك حاجة وابويا يقولي موتها وأمانة ومعرفش أيه
- شكرا
- العفو أنا يعني لو لقيت قطة في الشارع جعانة أكيد هأكلها ولا أيه؟
- استفزها بجملته تلك فردت بنفس الاستفزاز :طبعا وأنا كمان أكيد لو لقيت كلب جعان هأكله
- فهم أنها تحاول استفزازه فأخذ الصينية الموضوع عليها الطعام وقبل أن يخرج من الغرفة رمقها بعينيه قائلا بنبرة ساخرة: متأكده أنك لو لقيتي كلب جعان هتأكليه طيب أنزلهولك بقا تأكليه قالهاوانصرف
- وما أن خرج من الغرفة حتى قالت هامسة:سخيف
فقد أغاظها كثيرا وها هوعلم أنها تخاف من الكلاب وسيستغل تلك النقطة لمضايقتها دوما ..اتصلت بهم في المستشفى وطلبت أجازة عليها ألا تكابر ف هي بحاجة للنوم والراحة وفرصة أن أدهم هنا يعني يمكنها أن تنام مطمئنة ذهبت إليه متسائلة:
- هو أنتا نازل تاني أمتا ؟
- بالليل الساعه 8 بس اشمعنا ؟
- عشان أنا خدت أجازة وهنام
- أيه عايزاني أنزل عشان تنامي براحتك
- لا بالعكس أنا بطمن بس عشان أعرف أنام لو أنتا موجود هحس إني مطمنة وهعرف أنام وأنا محتاجة للنوم بعمق أوي
- هههههههه مبتزهقيش يا ماما أنا مفيش مني فايدة ومفيش طريقة ممكن تلين قلبي ناحية أي واحدة ست
- أنا مش هقدر على العيشة بالشكل ده ممكن ترجعني شقتي وخلاص
- لأ مش ممكن واتفضلي روحي نامي بقا
- طيب
تضايق من نفسه كثيرا هو دوما يحاول أن يضايقها دون أن تفعل شيء عندما تستيقظ عليه أن يطيب خاطرها
نامت مريم كثيرا حتى أنها لم تشعر كم ساعة نامت وهل جاء الليل أم انها مازلت في النهار نظرت في هاتفها المحمول ف وجدت الساعه أصبحت السابعه مساءا فلقد نامت حوالي عشر ساعات كانت تحتاج لكل تلك الفترة من الراحة وقبل أن تخرج من غرفتها قامت ب ارتداء حجابها ف هي ليست بحاجة لكلمة آخرى من كلماته السخيفه وحينما خرجت من غرفتها استنشقت رائحة عطره قد فاحت في كل ركن في الشقة ياله من عطر مميز وجدته واقفا بطلته المميزة
يرتدي "سويت شيرت" زيتي وجاكت أسود بدون أكمام وبنطال من الجينز أسود اللون يبدو على هيئته وكأنه خارج ل سهرة وليس للعمل نظر لها قائلا:
- اخيرا صحيتي أنا مرضتش أزعجك وسيبتك تنامي براحتك
- كنت محتاجة اناام أوووي بعد فيلم الرعب اللي عيشته امبارح
- معلش بكرة بإذن الله هبقا أعرفك عل روك وهتحبيه أوي
- شكرا مش عايزة ولا يعرفني ولا أعرفه مش هحب كلب أنا
- طيب نتكلم ف الموضوع ده بعدين أنا نازل ..أه أنا طلبتلك أكل عندك في المطبخ سخنيه في الميكرويف وكلي ومتعمليش زي امبارح ..صحيح أنا مش هبات في المستشفى النهارده وبعد كده ابقي ظبطي معايا السهربتاعك بحيث نخليهم في نفس التوقيت عشان متباتيش لوحدك في الشقة طالما بتخافي
- مريم بغيظ :أنا مبخافش على فكرة
- ما أنا عارف عل فكرة ..أنا هخلص العيادة الساعة 11 أو 12 بالكتير
- هتفت باستنكار :وهو ده لبس عيادة أصلا؟!
- ليه عادي يعني مشوفتيش دكتور بيلبس كاجوال قبل كده
- غالبا لأ
- يمكن عشان الفترة اللي قضيتها في أمريكا فاتعودت على كده
- مريم بفضول :هو أنتا تخصص أيه ؟
- تفتكري أيه ؟
- شكلك تجميل
- ههههههه اشمعنا يعني على العموم أنا تخصص مش هتصدقيه
- أيه ؟
- نساء وتوليد
- مريم بدهشة : نعم ؟! نساء وده من كتر حبك فيهم يعني
- هو أنا هتجوزهم ده يمكن اللي بيخليني ناجح هو كرهي ليهم ف بركز ف شغلي يلا أنا ماشي بقا سلام
- سلام
- أعاد رأسه للخلف مرة آخرى قائلا :صحيح مش لازم تلبسي الحجاب خلاص شوفت شعرك وعادي يعني ملوش لزوم الخنقة في البيت
انصرف حتى قبل أن يتلقى الرد على جملته الأخيرة وما أن خرج من باب الشقة حتى دخلت هي المطبخ كانت تشعر بالجوع الشديد سخنت الطعام وتناولته ثم قررت أن تصنع لهما حلو فتحت الثلاجة وجدت كل ما تحتاجه لعمل بلح الشام الذي تحبه كثيرا وما تتذكره أن أدهم أيضا كان يحبه وهو صغير وبالفعل جهزت كل شيء وأعدته كانت دوما تصنعه باحترافيه شديدة تناولت بضع أصابع وتركت ل أدهم طبق جلست أمام التلفاز وما أن دقت الساعة الثانية عشر حتى وجدته يفتح الباب
- أنتي لسه صاحية ؟
- أمال هنام تاني يعني !ثم أردفت بحماس قائلة :عملتلك حاجة بتحبها
- حاجة ؟حاجة أيه؟ وعرفتي منين إني بحبها ؟
- في الطبق قدامك اهيه
فتح الطبق فوجدها أصابع بلح الشام أنه يحبها حقا لكن لماذا تهتم بما يحبه ومالا يحبه فقال بلامبالاة :
- أنا مبحبهوش
- بس واحنا صغيرين كنت بتحبه
- ومبقتش أحبه أنتي هتشاركيني وبعدين قولتلك اعتبري نفسك عايشة لوحدك تعملي حاجتك لنفسك وأعمل حاجتي لنفسي بلاش شغل الستات ده مفيش منه فايدة صدقيني
- والله مفيش فايدة فيك أنتا ، أنا تعبت منك بجد ..وبعدين ما أنتا طلبتلي أكل وكمان الصبح حضرتلي الفطار يبقا أيه؟ كنت عايز مني أيه؟
- لأ تفرق أنتي كنتي تعبانة وكان لازم أعمل كده أنا دكتور وده واجبي
- ماشي أنا آسفة مش هعملك حاجة تاني تصبح على خير
وما أن دخلت غرفتها حتى مسك الطبق وتناول واحدة من بلح الشام إنه يعشقه وأيضا شكله مغري جدا له وما أن تذوق واحدة حتى عجبته ف لم يستطع أن يتمالك نفسه ف أخذ واحدة آخرى ولم يشعر بشيء إلا حينما أفرغ الطبق وكان يفكر ماذا سيقول لها حينما تجد الطبق فارغا وقرر أن يخبرها بأي كذبة ولكن على الجانب الآخر هي قد رأته وهو يأكل كل أصابع بلح الشام ف لقد استمعت لصوت الاطباق ففتحت الباب بهدوء ورأته وهو يأكلها فلم تريد احراجه بل وقفت لتشاهده وتضحك فلما كل هذا العناد حتى مع نفسه لذا قررت بينها وبين نفسها أن تترك له طعاما دوما أينما صنعت حتى لو رفضها أمامها وستستمع لحججة وتتظاهر بتصديقه نامت واستيقظت وقت صلاة الفجر فقد كانت معتادة على صلاة الفجر دوما في توقيتها لكن في الأيام الأخيرة لم تستطع ذلك قامت وخرجت من غرفتها متوجهه للحمام توضأت وفي أثناء خروجها وجدت أدهم أمامها يبدو أنه الآخر يستعد للصلاة
- صباح الخير
- صباح النور
- هتخافي لو نزلت أصلي في المسجد اللي جنبنا وآجي علطول
- لا مش هخاف
- أيه هتصلي ؟
- أه إن شاء الله
- مكنتش أعرف أنك بتصلي
- ليه هو حد قالك إني من الكفار
- لأ بس الصلاة تنهي عن الفحشاء
- وأنتا شايفني بعمل الفحشاء ؟!
- والله أنتي أدرى
- ابتلعت غصتها في ألم قائلة :شكرا بس على فكرة متعرفش مين فينا أقرب ل ربنا ومتعرفش إيه اللي في قلبي اتفضل ألحق صلاتك وأدعي أن ربنا يسامحك على ظنك فيا وعلى تعاملك معايا ربنا سبحانه وتعالى قال بسم الله الرحمن الرحيم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " صدق الله العظيم والرسول عليه الصلاة والسلام قال "رفقا بالقوارير " ومتهيألي أنتا مبتعملش معايا أي حاجة من دول
لم تنتظر رده وانصرفت إلى غرفتها أغلقت بابها وظلت تبكي حالها بشدة سمع صوت بكاؤها ف شعر بغصة في حلقه لما قال لها تلك الكلمات ؟لما هو جاف معها هكذا؟ لو أخطأت إمرأة سواها فما ذنبها هي ؟انصرف للصلاة وكلماتها تتردد في أذنه صلى الفجر وعاد إلى بيته لا يعلم لماذا اقترب من باب غرفتها كان يشعر بتأنيب الضمير من سخافته معها وجدها مازلت تصلي سمع صوت دعاؤها كانت تدعو بأن يجبر خاطرها ويرد كرامتها ويظهر برائتها والغريب أنها كانت تدعو له بالهداية انصرف إلى غرفته وقد قرر أن يغير من طريقة تعامله معها حتى وإن كان قراره الانفصال عنها ف عليه ألا يؤذيها ب هذا الشكل ويجرح كرامتها ..وفي اليوم التالي كان يتناول فطوره وهي استيقظت لم تكن ب حاجة إلى الحديث معه ذهبت وارتدت ملابسها وتناولت فطورا خفيفا سريعا بادرها بالسؤال قائلا :
- أنتي هتروحي شغلك أزاي ؟
- عادي مواصلات
- مش عندك عربية ؟
- لا
- طيب أنا أمري لله هوصلك لحد ما أجبلك عربية كده تقضي الغرض
- لا شكرا
- بلاش جدال على الصبح كده هنتأخر وبعدين المسافة بين شغلي وشغلك مش بعيدة خلصي بقا عشان منتأخرش
- طيب أنا على العموم جاهزة هجيب شنطتي من جوه
- أوك اتفضلي
أحضرت شنطتها ونظرت له كأنها تذكرت شيئا
- صحيح هو بلح الشام فين أنتا كلته ؟
- لا مقولتلك مبحبهوش هو بس أنا اتكعبلت في الطبق ف وقع على الأرض ورميته
- لوت شفتيها بعدم تصديق وقالت بنبرة ماكرة :أها طيب
- أيه طيب ديه مش مصدقاني هو أنا كداب يعني
- بقولك أيه مش ناقصة خناق عل الصبح يلا عشان منتأخرش
- يلا
ركبا السيارة وانطلقا معا إلى المستشفى التي تعمل بها وكانت بعيدة عن مكان عمله لكنه أخبرها بأنها قريبة حتى لا ترفض أن يوصلها ولا يجوز أن يتركها تركب مواصلات وتتعرض لمضايقات انطلق بعد أن علم موعد انتهاء عملها وألحت عليه أن يتركها تعود بمفردها ف لم يجادلها لأنه قد تأخر على عمله وتظاهر بالموافقة وفي الموعد التي أخبرته أنها ستنهي عملها فيه جاء إليها وانتظرها في الخارج بعدما أستأذن من عمله
خرجت مريم من المستشفى وإذا ب رجل يقترب منها يجذبها من ذراعها لم يسمع أدهم الحوار الدائر بينهما ولكن يبدوأنها تحاول التملص من يد هذا الرجل ترجل من سيارته سريعا واقترب منها وهتف بإسمها :
- مريم
- بتعجب ودهشة "أدهم !"
- أمسك يديها وخلصها من قبضة هذا الرجل الواقف أمامه قائلا : في أيه يا مريم مين ده ؟
- مريم بتردد " ده زميلي في الشغل "
- قال مروان "أنتا اللي مين ؟"
- أنا جوزها
- ضحك مروان بخبث ونظر إليه قائلا "وأنا كمان جوزها قصدي كنت جوزها "
- أدهم بضيق :اسمها طليقها "قالها أدهم "
- يلا يا أدهم خلينا نمشي سيبك منه
- أيه يا دكتورة خايفة العريس الجديد يعرف حقيقتك
- مريم بحدة :حقيقه أيه يا مجنون أنتا
- مروان :الحقيقة أنك كل يوم مع راجل شكل
وقبل أن ترد مريم اقترب منه أدهم ومسكه من قميصه قائلا بغضب
- لما تتكلم عن مراتي تتكلم بأدب أو متتكلمش أفضل مريم ديه أخلاقها فوق أي شبهات ومش واحد زيك هيعرفني مراتي وبنت عمي اللي حاولت تشوه سمعتها يا راجل "قال كلمته الأخيرة بضحكة ساخرة "
- مروان ليثير غضب أدهم :أها ابن عمها بيجوزوكوا ل بعض عشان تستر عليها أه بقا ما هي بنت عمك ولازم تشيل عارها
- أدهم ببرود :العار هو أنها كانت متجوزة واحد زيك واحد أصلا ميستهلش يتقال عليه راجل لأ وكمان غبي ولما كدبت كدبة معرفتش تحبكها هو اللي مراته بتعرف واحد غيره بيسيبها على ذمته لحد ما هي اللي تخلعه لو راجل راجل يعني مش .......زيك كان قتلها أو على أقل تقدير طلقها مش استنا لما هي اللي تخلعه
- مروان بمكر :عندك حق والله كان نفسي بس قولت يمكن يتصلح حالها وبيني وبينك في سبب تاني هقولهولك بيني وبينك وهمس بالقرب من أذنه قائلا "أصلها حلوة أوي ف......... ثم قال له أمرا يخص علاقتهما الزوجية الخاصة"
وكان رد أدهم لكمة قوية في وجهه ثم أخذ مريم وانصرف وهو يقول له بغضب شديد :
- إياك تتعرضلها مرة تانية أو بس تفكر تخليها تشوفك تاني فاهم
انطلق بسيارته بجنون إلى منزله لم تحاول مريم أن تنطق ببنت شفة وما أن دخلا المنزل حتى صاح بها غاضبا :
- هو أيه الكدب في دمكم
- كدب أيه ؟
- والله! بتقوليلي زميلي صح
- أمال كنت عايزني أقولك أيه كنت خايفة من أنك تتهور ويحصل زي ما حصل كده
- والله خايفة عليه أوي طب ما ترجعيله لو وحشك أوي كده
- وحشني أيه أنا كنت خايفة عليك مروان مجنون فعلا عنده مشاكل نفسية وعقد كتير وخوفت عليك منه ومن شره بس الواضح أن مش هوه لوحده اللي معقد
- قصدك أيه ؟
- قصدي واضح كلكلم شكاكين ومعقدين معندكوش ثقة ف نفسكوا تقدر تقولي أيه اللي جابك عند المستشفى ؟أيه بتراقبني؟
- أه براقبك أنتي دلوقتي مراتي ومش هسمحلك تلوثي اسمي
- أنتا منين كنت بتدافع عني قدامه ومنين بتشك فيا أنا مش فهماك
- مش مهم تفهمي المهم أنا مش هسمح ب كدب تاني لأني مبكرهش ف حياتي قد الكدب وياريت تسيبي شغلك ده أن مش هعمل كل يوم مشكلة عشانك
- محدش طلب منك تتخانق عشاني ولا تضربه
- ومين قالك إني ضربته عشانك أنا ضربته عشان اللي قاله مكنش ينفع أرد عليه غير كده
- ليه بقا هو قالك أيه ؟
- مش مهم قالي أيه وهوه ده يفرق معاكي ؟ المهم دلوقتي أنك لازم تسيبي شغلك في المستشفى ديه وتشوفي مكان تاني حتى يكون قريب من هنا أن عل العموم هكلملك المستشفى عندي لو محتاجين حد هقولك
- مش عايزة منك حاجة وأنا حرة ومش هسيب شغلي هناك
- أدهم بحزم :المناقشة في الموضوع ده منتهية نو واي تروحي المستشفى ديه تاني ولو هتروحي عشان تقدمي استقالتك هكون معاكي فاهماني ؟ دلوقتي أنا لازم أرجع شغلي عشان كنت مستأذن هخلص وأطلع عل العيادة علطول
- طيب
انصرف ادهم وظلت مريم تفكر فيما حدث اليوم وفيما سيحدث فيما بعد ذلك هل ستترك عملها في المستشفى وتبحث عن مكان آخر وهل يمكن أن تعمل مع أدهم في مكان واحد ؟ غريب هذا الأدهم كيف يتحول من حال إلى حال كيف رأت فيه الرجل الذي يدافع عنها ويحميها وفي نفس الوقت السيف الذي يغرز في قلبها ويجرحها ويؤلمها بكلماته القاسية ماذا فعلت هي معه حتى لا يثق بها؟ ..لقد أرهقت ذهنها بالتفكير كثيرا حتى أعياها فقررت أن تذهب للمطبخ لتصنع الغداء وتركت له نصيبه منه وفي الليل أتي أدهم وكانت مازلت مستيقظة فقد علم أنها لا تنام إلا حينما يأتي تحدث إليها دون أن ينظر إليها
- أنا كلمت المستشفى اللي بشتغل فيها النهارده وممكن تبدأي شغل معانا من أول الشهر
- أنا موافقة بس عشان أنا مش هقدر أروح كل يوم المشوار ده وكمان عشان ابعد عن مروان أنا محتاجة اغير حياتي بس بدل ما أفضل في البيت لحد أول الشهر هروح الشغل لحد ما أنقل للمستشفى الجديدة
- مش هينفع مش معقول كل يوم هوديكي وأجيبك عشان الحيوان اللي كنتي متجوزاه يخاف وبعدين بعد ما ضربته ممكن يتعرضلك
- هو أنتا ضربته ليه ؟ الضرب ديه طريقة همجية في التفاهم
- أيه صعب عليكي ؟ ولا بتحبي اللي بيهينك ويوجعك
- أرجوك مش لازم تكمل أنا داخلة أنام الأكل عندك في المطبخ
- ومين قالك إني عايز منك أكل
- أنتا حر تآكل أو لأ براحتك
ظلا هكذا أياما عديدة هي تصنع الطعام وهو لا يتناوله إلا بضع لقيمات كي يتذوقه هي تعلم أنه يأكل من طعامها لكن لا تظهر ذلك حتى لا تحرجه وهو كان يظن أنها لا تلاحظ ذلك ظلا هكذا أكثر من ثلاثة أسابيع وذهبا معا للمستشفى التي تعمل بها قدمت استقالتها وسحبت أوراقها تمهيدا لعملها الجديد في المستشفى معه ..
ذات يوم كان أدهم في المطبخ يصنع كوبا من الشاي وشرد في حديث مروان حينما همس في أذنه بتلك الكلمات التي جعلته يلكمه في وجهه لا يعلم لماذا يشتد غضبه كلما كرر تلك الكلمات بينه وبين نفسه وفي تلك الاثناء كان يصب الشاي في الكوب الخاص به فوقع الماء المغلي على يده وعلى أثر أنتفاضته تلك سقط الكوب على الأرض ف حرقت يده وجرحت قدمه قامت مريم فزعة من نومها حينما سمعت صوت الكسر وجرت بإتجاه المطبخ حيث مصدر الصوت وحينما دخلت وجدت الدماء تسيل من قدم أدهم لأنه دون أن ينتبه جرحته زجاجة كبيرة من زجاج الكوب المكسور ودخلت في قدمه لم تلاحظ مريم حرق يده وحاولت أن تسنده ....
هل يا ترى سيقبل مساعدتها أم سيقابلها بالاعراض والنفور ؟؟؟
استغفر الله العظيم واتوب إليه
متنسوش اللايك والكومنت برأيكم
@الجميع
البارت الرابع
حينما سمعت صوت الكسر جرت بإتجاه المطبخ حيث مصدر الصوت وحينما دخلت وجدت الدماء تسيل من قدم أدهم لأنه دون أن ينتبه جرحته زجاجة كبيرة من زجاج الكوب المكسور ودخلت في قدمه لم تلاحظ مريم حرق يده وحاولت أن تسنده ف مسكته ف تأوه نظرت له متسائلة :
- مال أيدك كمان ؟
- مفيش اتحرقت أنتي شايفة أيه ؟
- هو أيه اللي حصل؟
- ده وقته أسئلة
- طب اسند عليا بالراحة نغسل الجرح ونطهره واربطهولك ونشوف الحرق ده كمان ده أنتا بقيت خرابة خالص
- ملكيش دعوة بيا مش عايز مساعدة منك مش مستني واحدة ست تساعدني لأ وتسندني كمان
- والله لولا القسم لكنت سبتك وخلي عنادك وطولة لسانك دول ينفعوك يلا خلص ومش عايزة أي تعليق
لم تنتظر استجابته ف جذبته من يده الآخرى واضعة ذراعه على كتفها واضطر هو أسفا أن يسند عليها حتى وصلا للحمام فوضعت يده المحترقة تحت الماء الجاري وانحنت حتى تحاول وقف نزيف قدمه بشكل مؤقت فوضعت مكان الدم قطعة كبيرة من القطن وذهبت للصيدلية الصغيرة الموجودة في الحمام وأحضرت بعض الاسعافات الأولية من شاش فازلين وضمادات ومرهم للحروق ومطهر وأخذته ل غرفته وأجلسته على السرير أعطته المرهم ليدهنه مكان الحرق ثم جلست على ركبتيها تطهر جرحه ثم ربطته بالضمادة ثم وقفت لتربط يده هي الاخرى انحنت كثيرا ل فارق الطول بينهما وكانت تلك المرة الأولى التي يقتربا فيها مثل هذا القرب شعر بخفقة في قلبه أثر ذلك ولا يعلم لما ترددت جملة مروان في ذهنه ترى كيف تكن مريم تلك ب رقتها في أحضانه ولأول مرة يتخيل وهو يضمها يشتم رائحتها التي غمرته لمجرد اقترابها منه ومالبث أن عاد من تخيلاته ف جذب يده ب عنف من يدها ونظر لها قائلا بكل الغيظ الذي يعتريه :
- خلاص شكرا هكملها أنا وبعدين مقربة مني كده ليه مفيش حياء خالص هو البجاحة كده عيني عينك
- مريم بعدم تصديق : بجاحة أيه ؟ تصدق أنك ناكر الجميل وأنا غلطانة أصلا إني بعملك أي حاجة كنت سيبتك كده أنتا مبيطمرش فيك حاجة علطول شكاك ونيتك وحشة يبقا أنتا كمان من جواك وحش احنا بنشوف الناس باللي جوانا يا دكتور ....
قالت كلمتها الأخيرة وذهبت للحمام لتنظف آثار الدماء الموجودة بالأرض كانت عيناها تسيل بالدموع من أثر كلماته الجارحة لها كان الحمام قريب من غرفته ف كان يراها بوضوح لماذا يصر على وجعها وما ذنبها هي بتخيلاته ..في تلك اللحظة خرجت هي إلى غرفتها وأغلقت بابها عليها وفعلت كما تفعل دوما حينما يضيق صدرها تذهب لتصلي لتخفف حملها وتلقي بهمومها على الذي لا يغفل ولا ينام ظلت تدعوه كثيرا وتبكي بكل ما أوتيت من قوة علها تستريح كان يسمع بكاؤها وهو مكتوف الأيدي لا يعلم ماذا يمكنه أن يفعل حتى تهدأ لابد أن يعتذر لها تلك المرة تردد كثيرا لكن في النهاية قرر أن لا مفر من الاعتذار استند على الحائط حتى وصل إلى غرفتها طرق الباب عدة طرقات حتى أجابته بصوتها الباكي قائلة :
- نعم ؟
- ممكن تفتحيلي
- ليه؟
- عايز أتكلم معاكي
- أه وترجع تقول بتتلكي عشان تقربي مني وتتكلمي معايا ومعرفش أيه مش عايزة أتكلم معاك مش ناقصة اتهامات ولا وجع
- صدقيني مش هضايقك
- وأنا مش عايزة اتكلم
- مريم لو سمحتي افتحي أنا مش قادر أقف أكتر من كده
بالرغم من غيظها منه لكنها تعلم بأن جرح قدمه يؤلمه وأيضا حرق يده ف رق قلبها له وقامت لتفتح له الباب
- اتفضل
- مش هضايقك هما كلمتين
- قاطعته قائلة : اتفضل اقعد عشان رجلك متقفش عليها كتير لأنها لسة بتنزف محتاجة تتخيط
- أدهم بتردد : أنا..أنا آسف متزعليش مني مكنتش أقصد
- تنهدت بقوة قائلة : ماشي يا أدهم
- ها هتخيطيهالي ؟ ولا هتتخلي عن واجبك المهني عشان زعلانة مني؟
- لا تقدر تروح المستشفى هما يخيطوهالك أنا عملتلك اسعافات أولية
- ليه مبتعرفيش تخيطي جرح ولا أيه ؟أمال ايه بقا دكتورة جراحة ومعرفش أيه أنا لو أطول كنت خيطتها أنا
- لأ أنا أعرف طبعا بس وعلى أيه بقا لتقول المرادي بتحرش بيك
- ابتسم وكتم ضحكته قائلا :مش للدرجادي يعني
- أنتا بتخاف تضحك ولا صحيح بتغريني بابتسامتك وبعدين أتعلق بيك وأقع ف غرامك ومقدرش أعيش من غيرك لا لا أنا مش كده خالص ولا الكلام ده يفرق معايا
- في تلك المرة لم يستطع أدهم أن يتمالك نفسه من الضحك ف ضحك بصخب قائلا:ههههههه ده أنتي بتقلديني بقا طب شوفيلي حل لرجلي ديه لانها وجعاني أوي
- مهو لازم مستشفى عشان الخيط والبنج
- سهلة في خيط هنا ومش لازم بنج
- أنتا بتهزر هخيطلك من غير بنج أزاي مش هتقدر الوجع هيبقى جامد
- لا متخافيش انا هستحمل انتي ناسية إني صعيدي ولا أيه؟وبعدين هما كام غرزة يعني مش مستاهلة ...
- مريم بسخرية: صعيدي أوي..ده انتا مبتتكلمش ولا كلمة صعيدي
- يعني أنتي اللي مقطعة الكلام أوي وبعدين ديه جينات يا دكتورة خلصي بقا لأن الجرح عمال ينزف
- طيب خليك هنا هروح أجيب الخيط من جوه وآجي
- ايه لقتيه ؟
- أه ممكن تمسك في الفوطة ديه عشان تطلع فيها وجعك
- ليه هو أنا هولد متخافيش أنا هستحمل
- براحتك
فكت الضمادة التي ربطتها مسبقا وقامت بتنظيف الجرح مرة آخرى وبدأت في الخياطة محاولة ألا تؤلمه وهو كان لا يظهر ألمه الذي لم يكن شديد للغاية ف يبدو أنها طبيبه محترفة في عملها انهت خياطة الجرح فلم يكن بالكبير لكنه كان عميق ويحتاج لخياطة
- أيه وجعتك أوي؟
- لا خالص أيدك خفيفة أنا مبتوجعش بسهولة
- بمناسبة الوجع ممكن أسألك سؤال
- اتفضلي
- هو أنتا ليه بتقصد توجعني بكلامك مين وجعتك وخلتك كده أكيد في حاجة هي اللي غيرتك أنتا مكنتش كده خالص
- محدش يقدر يوجعني خصوصا أنتو ..أنتو أضعف من أنكم توجعوا حد أنتو تتوجعوا بس يلا أنا هروح أوضتي شكرا
- العفو
هرع مسرعا إلى غرفته وأغمض عينيه ل ذكرياته وماضيه الذي يؤلمه كلما تذكره مازال جرحها يؤلمه أنه لم ولن يشفى منه أبدا ..استسلم للنوم ولم يشعر بشيء إلا حينما سمع طرقات على الباب كانت مريم طلبت الاذن للدخول كانت معها الطعام والدواء فقالت بإعتذار :
- معلش أسفة إني صحيتك بس لازم تاخد الدواء وقبله تاكل
- لا شكرا مش جعان وملوش لازمة الدواء
- والله أنا أدرى إذا كان ليه لازمة ولا لأ
- ما قولتلك إني مش سباك
- لا يا استاذ أنتا بتاع نساء وتوليد واحنا مش بنولد حد دلوقتي اتفضل كل حالا عشان تاخد الدواء
كان صدى ذكرياته مازال في رأسه وكأنه لم يفق منها وحديثها معه ذكره بألمه أكثر ف قرر أن يصب جم غضبه عليها ف رد عل حديثها قائلا بحدة:
- أنا مش هسمع كلام حد وأنتي عملتي اللي عليكي وشكرا ومستغني عن خدماتك لحد هنا خدي الأكل والدواء واخرجي بره عشان عايز أنام
- مريم بغضب حارق :أنتا بتكلمني كده ليه هو أنا جارية أنتا شاريها عشان تعذبها أنتا أيه يا أخي معقد ولا مغرور ولا فاكرني أيه أنتا حر في نفسك تاكل أو لأ براحتك....
خرجت ولكنها تركت الطعام والدواء تركته ل شجونه وذكرياته ووجع جرحه الذي لا يلتأم وهو الطبيب عاجز عن علاجه
وفي غرفتها جلست تقرأ إحدى الكتب ظلت هكذا حتى صلاة الفجر لم تشعر أنه مضى كل هذا الوقت ف هي حينما تقرأ لا تشعر بالوقت .. قامت لتتوضأ وتصلي تعجبت لأنها لم تراه فهي اعتادت أن يقوم لأداء الصلاة في المسجد وهي تعلم أنه لن يستطيع الذهاب للمسجد بسبب جرح قدمه لكنها لا تسمع صوته هل مازال نائما ؟ أم أنه قام وتوضأ وهي لم تشعر به ؟ قلقت عليه لانه لو استسلم لعناده ولم يأكل ولم يأخذ الدواء قد ترتفع حرارته ..ترددت كثيرا هل تدخل أم تتركه حتى لا يؤذيها بكلماته الجارحة ؟ لكنها قررت أن تدخل هي طبيبة وهو مريض عليها أن تتعامل معه الآن بهذا المبدأ حتى يشفى ....
طرقت باب غرفته عدة طرقات خفيفة ولا مجيب ففتحت الباب وجدته نائما اقتربت منه ووضعت يديها على رأسه وبالفعل وجدت أن حرارته قد ارتفعت أيقظته كان لا يقوى على الحديث ذهبت وأحضرت الترمومتر لتقيس حرارته وجدتها قد تجاوزت ال39 لابد من إخفاض الحرارة سريعا والحل الأمثل هو أن يدخل بملابسه تحت الماء
- أدهم أدهم
- عايزة أيه سيبيني أنااام أنا سقعاان أوي
- أدهم حرارتك مرتفعة لازم تدخل تاخد دش فورا
- رد أدهم وهو يهذي ببعض الكلمات : لا مش قادر ..ابعدي عني كلكوا خاينين كلكوا مش بتحبوا إلا نفسكوا سيبيني بقا ليه ليه وجعتيني أنا حبيتك وفي الاخر بعتيني رخيص ليه ؟
كانت تعلم أنه لا يقصدها هي بتلك الكلمات إنه يهذي من أثر السخونة إنها أمرأة آخرى هي من آلمته هي السبب في كونه هكذا معها يبدو أنه الآخر يخبأ جرح قديم مازال ينزف بداخله....
لما لا ننسى الجراح إننا ننسى أشياء كثيرة لكن الجراح تظل تؤلمنا مهما طال الزمن تترك في القلب وجع لا يشفى وحينما نتذكر نشعر بنفس وخزة القلب قد ننسى الاشياء التي تفرحنا لكن الأحزان لا تنسى تظل محفورة داخل القلب تأخذ من الروح تجعل الضحكة باهتة ولهذا دوما تجد أن من يكتب مذكراته لا يكتب سوى لحظاته الحزينة ونادرا ما تجد لحظات فرح الفرح نعيشه وننسى أن نكتبه لكن الحزن نكتب لعلنا بهذا نخفف وجعنا فنجد أن ألمنا قد سطر ونظل نذكره دوما..عادت من أفكارها على صوت أنينه علمت أنه لن يقوى على النهوض بمفرده ف قررت أن تساعده فلا خيار آخر أمامها ف هتفت به ليساعدها قائلة:
- أدهم ساعدني أسندعليا
- أدهم بوهن شديد :مش قااادر
- معلش حاول الحمام مش بعيد
حاولت كثيرا حتى نجحت أخيرا في انهاضه من فوق الفراش وتعرقلا كثيرا حتى وصلا أخيرا للحمام وبصعوبة بالغة أجلسته في البانيو بملابسه وملأته بالمياه الفاترة فالجو كان شديد البرودة ولن يتحمل مع حرارته المرتفعة هذا التغيير المفاجيء لدرجة الحرارة كان يرتعش كثيرا لكنه بدأ أن يعي ما حوله فقال بغضب :
- أنتي بتعملي أيه ؟ أنتي مجنونة؟
- شششش اسكت بقا مهو عشان العند بتاعك هوه اللي وصلك ل كده لأ والأنيل أنك دكتور معرفش دكتور أزاي هوه العند حتى في العيا كمان
- خرجيني من هنا بقا أنا مش قادر أقوم جسمي كله وجعني أوي
- ده من الحرارة يا دكتور يلا اسند عليا عشان نخرج ولا استني اجيبلك البشكير او البرنس بتاعك
- مش بلبس برنس مش بحبه البشكير ف أوضتي ورا الباب
- طيب استنا هجيبهولك
- لقتيه ؟
- أه يلا قوم
- أنا هقوم لوحدي
- مش هتقدر وكفاية عند بقا
كان مازال يشعر بالدوخة والألم في سائر جسده فقرر ألا يجادلها الآن
- طيب
- أنتا تقيل أوي خف نفسك شوية
- أنتي بس اللي صغيرة أوي
- ماشي اتريق اتريق ،طيب هدومك فين ؟
- هنا في الضرفة الشمال
- اتفضل هدومك أهيه أنا هخرج عقبال ما تغير
- أنا مش هقدر أغير لوحدي ممكن تساعديني
- مسحت شعرها بيديها وقالت بتردد وخجل :ماشي
كانت تحاول ألا تنظرإليه ألا تتقابل عيناهما فلقد كانا قريبين للغاية مما أخجلها واربكها بشدة
- أيه مكسوفة كده ليه ؟ عمرك ما غيرتي ل راجل يعني
- عمري ما غيرت ل راجل غريب
- وهما المرضى بيبقوا قرايبك
- وأنا هغير للمرضى ليه أنا دكتورة مش ممرضه وبعدين أديك لبست اتفضل بقا ريح على السرير عقبال ما أسخن الأكل
- مش ....
- قاطعته قائلة : مش مش ايه ؟المرادي هتاكل وهتاخد الدوا بالعافية
- أنا كنت هقولك مش قادر متتأخريش لأني بصراحة رجلي بتوجعني أوي وعايز أخد مسكن
- يعني مش جعان
- مش أوي
- ماشي
ذهبت لتسخن له الطعام وعادت بعد دقائق ورائحة الطعام قد جعلت أدهم يشعر بالجوع الشديد وما إن حضرت حتى مد يده ليتناول الطعام لكن المعلقة سقطت من يده لانه غير معتاد على الأكل باليد اليسرى
- هات خليني أكلك وأمري لله شكلك هتشغلني النهاردة عندك يلا أهوه كله بحسابه
- عايزة كام يعني؟
- الحساب يوم الحساب هو أنا مستنية فلوسك
- صحيح بمناسبة الفلوس الكريدت كارد بتاعك هتستلميه بكره
- ما أنا قولتلك مش عايزة حاجة أنا بشتغل ومعايا فلوس
- أنا تعبان ف بلاش الجدال العقيم ده
ابتسمت وتقابلت عيناهما لحظة لحظة هزته بعنف وخطفتها تلك هي المرة الأولى التي تتقابل عيناهما هكذا لذا حاول كلا منهما الهروب
- أنا شبعت الحمد لله
- وأنا هقوم أجيبلك مية عشان تاخد الدواء
ذهبت لاحضار الماء ثم أعطته أياه :
- اتفضل
- شكرا
- العفو ..يلا أنا هسيبك بقا وألحق أصلي الفجر
- فجر أيه ده الصبح طلع
- أهوه ده اللي خدته منك ضيعت عليا صلاة الفجر
- صحيح أنتي جهزتي نفسك عشان الشغل
- أه متقلقش كله تمام
- يعني هتروحي بكره لوحدك
- أه طبعا لازم استلم الشغل من بكرة
- وهتعرفي تتصرفي من غيري
- أه عادي هو أنا طفلة
- أه متنسيش أنا قولتلهم أنك بنت عمي بس هما هناك عارفين إني مش متجوز ومش بحب الستات أصلا ف مينفعش فجأة أقولهم إني اتجوزت
- تسائلت بخبث :حاضر بس هوه ده السبب ؟ ولا في حاجة تانية ؟
- حاجة تانية ؟قصدك أيه ؟
- يعني تكون بتحب واحدة هناك وخايف تعرف أنك اتجوزت
- ولا تانية ولا تالتة مقولتلك أنا مبحبش الصنف كله
- ماشي
- وأنتي رايحة المستشفى خدي العربية معاكي أنا مش محتاجها مش بتعرفي تسوقي؟
- مش مستاهلة هطلب أوبر أو كريم
- اسمعي الكلام يا دكتورة
- طالما قولت يا دكتورة يبقا هتتعصب وعلى أيه ماشي هاخدها ..بس أنتا هتعرف تتعامل لوحدك
- اه هعرف
- على العموم أنا هجهزلك أكل قبل ما أنزل وهخليلك الدوا جنب السرير وهكتبلك ورقة فيها المواعيد عشان متنسهوش
- لا شكرا متشغليش بالك أنا هطلب أكل من بره
- زي ما أنا سكت وهاخد العربية أنتا كمان هتسكت وتاكل من الأكل اللي هعملهDeal ؟
- Deal
- تصبح على خير أه استنا أما أشوف الحرارة وباغتته ب وضع يديها على رأسه ف أربكته فعلتها تلك وقد شعر برجفة تسري في جسده بأكمله من أثر لمستها له فقال ب توتر:
- كويس كويس وبعدين الحرارة بتتقاس بالترموتر يا دكتورة مش بالأيد
- احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
- لوى شفتيه بسخرية قائلا :والله يعني أي مريض بتقسيله حرارته بأيدك واحساسك ؟
- سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
- كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل ، أممم هل ده الطب الحديث ؟ أنتي متأكدة أنك دكتورة ؟
- لأ سباكة
قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة:
- أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
- وأنا مريم
- أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
- هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة؟
- لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
- أكيد بإذن الله
- صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم؟
- أه بنت عمه
- سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
- هو أدهم صعب أوي كده؟
- هو معانا احنا بس كده
- قصدك ب "احنا "مين ؟
- قصدي الستات طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
- لأ للأسف
- أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
- لأنه مجتهد وبيركز في شغله
- أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
- مفيش زعل ولا حاجه
- سيبنا بقا من دكتور أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا ؟
- كنت ..دلوقتي مطلقة
- حد يسيب الرقة والعسل ده
- ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
- عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
- ليه بعد الشر ربنا يهديلك الأحوال
- طيب تعالى أما أعرفك على روميوالجراحة
- قصدك مين ؟
- دكتور خالد
طرقت نور باب المكتب قبل أن تدلف إلى الداخل ثم بدأت بالتعارف قائلة :
- دكتورة مريم هتكون زميلتنا في قسم الجراحة وهتقعد معانا هنا في الأوضة
هب دكتور خالد من مجلسه واقفا وابتسم بكل ود وكأنه يعرف مريم منذ سنوات ومد يده لمصافحتها قائلا :
- أهلا دكتورة مريم المستشفى نورت
- فأشارت مريم بيدها في الهواء وكأنها تسلم عليه إشارة منها إنها لا تسلم على الرجال ثم قالت بابتسامة مجاملة : شكرا يا دكتور
- فهم خالد مغزى أشارتها ف سحب يده وأكمل حديثه قائلا :احناأكيد محظوظين أنك هتشتغلي معانا
- بنفس الابتسامة : شكرا
- لأ بجد على الأقل تريحينا من نور ومشاكلها بدل ما هي مصدعاني بالكلام على جوزها وحماتها
- ردت نور :أيه يا دكتور خالد نور بقت وحشة دلوقتي
- أجابت مريم على الفور:هو بيهزر معاكي يا دكتورة
تجاهل خالد نور وحديث مريم معها ونظرلها متسائلا :
- وياترى بقا دكتورة مريم متجوزة ولا هتكون متفرغة للشغل
- ردت نور بدلا منها :لأ مطلقة
شعرت مريم بالحرج الشديد من هؤلاء الفضوليين اللذان انشغلا بالحديث عن أمورها شخصية التي لا تعنيهما ف نظرت إليهما محاولة تغيير مجرى الحديث
- وهنا بقا طبيعة الشغل أيه ؟
- رد خالد قبل أن ترد نور : الشغل هنا حلو حلو أوى هو صحيح في ضغط شوية بس هترتاحي هنا أوى
- أجابت نور :حلو أيه الشغل هنا مبيخلصش طول الوقت حالات حالات خصوصا زي ما أنتي عارفة أننا المستشفى الوحيدة في المنطقة ف كل الحالات الطارئة بتيجي هنا
- ردت مريم بابتسامة :أكيد ضغط الشغل هنا مش هيبقا زي المستشفى اللي كنت فيها هنا المستشفى استثماري ومش كل الحالات تقدر تيجي فيها أما المستشفى اللي كنت فيها حكومي والحالات الطارئة مكنتش بتخلص يعني لو ريحنا طول اليوم نص ساعة يبقا كده اليوم فاضي
- رد خالد :ليه هو أنتي كنتي تشتغلي فين ؟
- مستشفى قريبة من رمسيس والعباسية
- على العموم كويس أنك جيتي معانا هنا احنا هنحاول نريحك على قد ما نقدر قالها خالد برقة
لم ترتاح مريم لطريقة حديثه فقد صدقت نور أنه "روميو "وملزق أوي كمان
وإذا ب خالد يسمع أسمه في ميكروفون المستشفى "دكتور خالد مطلوب في الاستقبال "
- طيب بعد أذنك يا دكتورة مريم
- أجابت نور :دكتورة مريم بس اللي بتستأذنها ونور خلاص ماشي يا دكتور
انصرف خالد وترك نور ومريم بمفردهما نظرت مريم ل نور قائلة :
- هو مش أوفر شوية
- ههههههه هوه أوفر كتيير هو خالد كده بس هوه طيب و رومانسي أوي يعني نحنوح بطبيعته زي ما دكتور أدهم كده بطبيعته على فكرة أنا وخالد كنا زملاء في الجامعة ثم استطردت بابتسامة ماكرة :على فكرة خالد كمان مش متجوز أصله لسه ملقاش اللي تخطفه زي ما بيقول
- ربنا يختارله الخير على العموم أنا مش بحب اتكلم في خصوصيات حد
- قصدك أيه متكلمش معاكي يعني
- لأ مش قصدي كده قصدي يعني ديه حياته متجوز أو لأ ده شيء ميشغلنيش ف حاجة ..
ظلا حتى أذان الظهر بلا حالة واحدة شعرت مريم بالملل الشديد ف هي غير معتادة على الجلوس بلا عمل هكذا أستأذنت نور لتذهب وتتوضأ وتصلي الظهر ..صلت ثم تذكرت أن تطمئن على أدهم هي أصلا لم تنساه كان بالها مشغول عليه طيلة الوقت كيف سيتصرف وهو بحالته تلك قامت واتصلت به ف البداية لم يجيبها ظنت أنه مازال نائما لكنها وجدته بعد ثوان يتصل بها مجددا
- أسفة صحيتك من النوم
- لأ كنت صاحي بس الموبيل وقع لما جيت أرد
- أيه فطرت ؟
- لأ هقوم أفطر
- على العموم الفطار جنبك على الفوتيه افطر وخد الدوا
- ماشي ..أيه أنتي يومك ماشي أزاي ؟
- ممل شوية أنا كنت واخدة على الشغل أكتر من كده وفي تلك اللحظة سمعت اسمها في الميكروفون "دكتورة مريم مطلوبة في الاستقبال " شكلهم سمعوني ف الشغل جه هقفل أنا هبقى أرجع أكلمك سلام
- سلام
ذهبت مريم للحالة ولم تكن شديدة الخطورة قامت بإجراء اللازم ومضى اليوم بعدد حالات قليل وبعد انتهاء يوم عملها أثناء خروجها من المستشفى عرض عليها خالد أن يوصلها بسيارته لكنها أعتذرت وأخبرته بأن معها سيارة كان يصر على أن يوصلها ل سيارتها لكنها لم تعلم بماذا تجيبه إذا سألها لما سيارة أدهم معها فقررت أن تخبره إنها لن تعود لمنزلها الآن لأنها ذاهبة للتسوق من إحدى الهايبر ماركت الموجود بجوار المستشفى وبالفعل ذهبت هناك وانتظرت نصف ساعة ثم عادت مرة آخرى لسيارتها وانطلقت عائدة إلى شقة أدهم الذي بادرها بالسؤال حينما رآها
- أيه أتأخرتي ليه ؟
- مفيش بس اضطريت أروح الهايبر ماركت اللي هناك
- نظر أدهم متسائلا :ليه يعني ؟
- لأن دكتور خالد اللي معايا في القسم كان عايز يوصلني بعربيته ولما قولتله إني معايا عربية قالي خلاص هوصلك مكان ما أنتي راكنة وأنا خوفت يكون عارف عربيتك ويسأل هي معايا ليه مهو الكدب ملهوش رجلين لازم تخليني أكدب يعني
- وهو خالد ده يوصلك ليه أصلا هو أنتي لحقتي تعرفيه.. أنا عارفه خالد ده مبيضيعش وقت ومفيش ست بتعدي من تحت أيده إلا ولازم يشبك معاها وأنتي أيه بقا الواضح أنك سيبتيه وأديتله فرصة ل كده
- رفعت حاجبيها بعدم فهم :فرصة أيه اللي أديتهاله ! واحد زميلي وبيتكلم معايا وكنا خارجين في نفس الوقت قالي هوصلك قولتله لأ أنا مش مروحة دلوقتي شكرا فين بقا أديته فرصة ومعرفش إيه
- وأيه يخلي واحد يوصل واحدة متجوزة أصلا ؟
- هو مش أنتا قايلي أقول إني مش متجوزة
- نعم ؟! أنا قولتلك متقوليش أننا متجوزين أنا وأنتي ..يعني أنتي قولتلهم أنك آنسة ؟
- لا طبعا قولت الحقيقة قولت إني مطلقة
- أأأأأأه قولتيلي بقا وطبعا خالد مصدق وقال واحدة مطلقة بقا وهتبقى على راحتها وعايشة لوحدها يعني سايبة ومش بس يوصلك لأ ده ممكن كمان يطلع يريحله ساعتين عندها ويرجع أخر فرفشة وطبعا أنتي بكلامك وطريقتك حسستيه ب كده معملتيش اعتبار لل راجل اللي أنتي متجوزاه أيه خلاص مش عارفة تبقي محترمة شوية وأيه من أول يوم كمان
كانت مريم تقف مصدومة من هول ما تسمعه من إهانات وتجريح من أدهم لم تتوقع قط كل تلك الكلمات الموجعة لكن سرعان ما لمت أشلاء كرامتها التي بعثرها وتركت العنان ل لسانها يخبره بما يستحقه ف نظرت له بكل عنف وإباء قائلة :
- أخرس خالص واحترم نفسك أنا مش هسمحلك تغلط فيا أكتر من كده أنا محترمة غصبن عنك وعن أي حد ومحدش يقدر يقول عني أي كلمة وحشة مين قالك أن المطلقة لازم تكون ست مش كويسة أو ماشية على حل شعرها زي ما بتقول هي ذنبها أنها اتجوزت واحد مكتوب في بطاقته أنه ذكر لكن ولا يعرف حاجة عن الرجولة أكيد الناس كلها دماغها مش قذرة زيك وشكاكين في كل اللي حواليهم مش عشان واحدة وجعتك توجع كل واحدة تقابلها أنا مش هشيل ذنب حد تاني أنا كمان اتوجعت أكتر منك وشايلة وجع محدش شايله لكن عمري ما حملتك الذنب لأنه مش ذنبك.. أنتا واحد مغرور ومعندكش احساس ولا دم ودلوقتي بس عذرت الست اللي وجعتك لأنك أكيد أنتا اللي خليتها تعمل كده أنتا متتعاشرش أصلا ده أنا بنت عمك وعملت فيا كل ده أنا خلاص مش هقعد معاك تاني طلقني حالا طلقني مش هفضل على ذمتك ثانية واحدة
كان أدهم غير مصدق حديثها معه فقد كانت تتحدث بعنف وبهجوم شديد عليه ولهجة لم يسمعها منها قط ..لم يرد عليها ولم يجيبها لأنه لو ترك العنان لنفسه لضربها لكنه أقسم على نفسه منذ يوم زواجهم أنه لن يمد يده عليها مرة آخرى فحاول أن يتحكم في غضبه لكنها لم تصمت حاولت استفزازه أكثر فقالت بلهجة أكثر حدة :
- لو راجل طلقني وإلا والله ل هنزل من هنا وهروح للمحامي وأرفع قضية خلع
- قال متصنعا البرود :والله وهتقولي عايزة تتخلعي ليه بقا؟
- هقولهم حارمني من حقوقي الزوجية هفضحك هعمل كل حاجة ممكن تتخيلها أو حتى متتخيلهاش طلقني حالا
هنا خرج أدهم من هدؤه ونظر لها في عصبية قائلا :أنتي طااالق روحي بقا اتجوزي اللي يديكي حقوقك الزوجية ما أنتو كلكم .....(قال لها لفظ بذيء )
نظرت له بغضب شديد وكانت ستمد يدها لتصفعه ردا على أهانته تلك لكنه أمسك معصمها بقوة وقال لها ب عنف :
- قسما بالله لو مكنتش ماسك نفسي عنك لكنت علمتك الأدب صح
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟
ترى من جااء إليهما وهل سيغير من وضعهما شيء ؟؟ أم ان علاقتهما قد انتهت عند هذا الحد ؟؟
تابعووووني للروايات الكامله والحصريه
تعليقات
إرسال تعليق