القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

رواية المظفار والشرسه بقلم مريم غريب الفصل السادس والسابع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية المظفار والشرسه بقلم مريم غريب الفصل السادس والسابع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية المظفار والشرسه بقلم مريم غريب الفصل السادس والسابع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

ﺍﻟﻤﻈﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ *

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ‏( 6 ‏) - ﻓﺮﺍﺷﺔ .. ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ :-

ﺇﻧﻀﻤﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻣﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﺑﺲ :

- ﻣﺎﻣﺎ ! ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟

ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﺲ :

- ﻫﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻳﻪ ﻳﺎﺑﻨﻲ ؟ ﻋﺎﻳﺰﻳﻨﻬﺎ ﻟﻴﻪ ؟؟

ﺻﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﻔﻈﺎﻇﺔ :

- ﻣﺎﻟﻜﻴﺶ ﺩﻋﻮﺓ ﻳﺎ ﺳﺖ ﺍﻧﺘﻲ ، ﺟﺎﻭﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﺩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﺑﺲ ، ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪﻙ ﻫﻨﺎ ؟؟

ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺑﺤﺮﻑ ، ﺃﺗﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺑﺨﻄﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭ ﻭﺟﻪ ﻣﺘﺠﻬﻢ ﻣﺘﺼﻠﺐ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺞ :

- ﺍﻧﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ .. ﺧﻴﺮ ؟؟

ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ .. ﻋﺎﻳﻨﻬﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ .. ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ .

ﻋﻠﺖ ﻧﺒﺮﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺓ :

- ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ؟ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻳﻪ ﺑﺲ ؟؟

ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ﺣﺎﺩ :

- ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﻳﺎ ﺳﺖ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻋﺮﻓﻪ ﺍﻥ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺍﻣﺮ ﺑﻀﺒﻂ ﻭ ﺍﺣﻀﺎﺭ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻭ ﻻﺯﻡ ﺍﻧﻔﺬﻩ .

- ﻃﺐ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻏﻴﺮ ﻫﺪﻭﻣﻲ ﺍﻻﻭﻝ ؟؟

ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺠﻤﻮﺩ ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﺑﺲ ﺑﺴﺮﻋﺔ .

ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺇﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ..

ﺑﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻘﻠﺐ ﻭﺍﺟﻒ .. ﺗﺮﻱ ﻣﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ؟؟

***************

ﻛﺎﻥ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﺭﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﻗﺼﺮﻩ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺒﻞ " ﺯﻳﻦ " ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺨﻄﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ..

ﻭ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺇﺣﺘﻘﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻏﻤﺮ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻠﺲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﻗﺒﺎﻟﺘﻪ :

- ﻫﺎ ! ﻃﻤﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ؟؟

ﺭﺩ " ﺯﻳﻦ " ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ﺣﺎﻧﻖ :

- ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ، ﻭ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .

ﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﺗﺴﺎﻋﺎ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺮﺩﺩﺍ ﺑﺈﻧﺘﺼﺎﺭ :

- ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ .. ﻭ ﻣﺤﺪﺵ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮﻱ .. ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻫﺘﻨﻔﺬ ﺍﻭﺍﻣﺮﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ، ﻭ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﺪﺭ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻴﺎ ﺣﺘﻲ .

ﻗﻄﺐ " ﺯﻳﻦ " ﻣﺘﻌﺠﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻪ :

- ﻟﻴﻪ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟ ﺫﻧﺒﻬﺎ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻨﻚ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﺑﻮﻫﺎ ؟؟

ﻧﻈﺮ ﻟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻟﺒﺮﻫﺔ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺩﺉ ﻭ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ :

- ﺫﻧﺒﻬﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻨﺘﻪ .. ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺩﻣﺮﻧﻲ ﻭ ﺩﻣﺮ ﻋﻴﻠﺘﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺘﻘﻤﺖ ﻻﺑﻮﻳﺎ ﻣﻨﻪ ﺧﻼﺹ ﻭ ﺧﺪﺕ ﺗﺎﺭﻩ .. ﻟﻜﻦ ﺣﺎﺳﺲ ﺍﻧﻲ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺭﺗﺤﺘﺶ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .

ﻭ ﺃﺭﺩﻑ ﻓﻲ ﺷﺮ ﻣﻄﻠﻖ ، ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻘﺪﺣﺎﻥ ﻧﺎﺭﺍ :

- ﺑﻨﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺎﺗﺮﻳﺤﻨﻲ .. ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺘﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻠﻲ ، ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺎﺗﺒﺮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺎﻳﺪﺓ ﺟﻮﺍﻳﺎ ﻣﻦ 20 ﺳﻨﺔ .

ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻓﻲ ﺭﻳﺒﺔ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻪ :

- ﺍﻧﺖ ﻧﺎﻭﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﺗﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟؟

ﻗﺴﺖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻪ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :

- ﻧﺎﻭﻱ ﺍﺧﺪ ﺑﺘﺎﺭﻱ .

ﻫﺰ " ﺯﻳﻦ " ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺗﻲ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺱ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻦ " ﻋﺎﺻﻢ :"

- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ، ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺟﻪ ﺑﺮﺍ ﺑﻴﻘﻮﻝ ﺍﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ ﻭ ﻋﺎﻳﺰ ﻳﺪﺧﻠﻠﻪ .

ﺳﺄﻟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ :

- ﻓﺘﺸﺘﻮﻩ ؟؟

- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ﻭ ﻧﻀﻴﻒ .

ﺗﻐﻀﻦ ﺟﺒﻴﻦ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻌﺒﺴﺔ ﻣﺘﻤﻠﻤﻠﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻷﺫﻥ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ :

- ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺪﺧﻞ .

ﺃﻧﺤﻨﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻟﺴﻴﺪﻩ ، ﻭ ﺇﻧﺴﺤﺐ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ..

ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺎﺩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺠﻠﺴﺘﻪ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻱ :

- ﻫﻌﺰﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺸﺎﻱ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺎ ﺗﺼﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ !

**************

ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﻑ ..

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﻟﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛُﻠﻔﺎ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ..

ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﻳﺴﺎﺭﺍ ﻣﺘﻔﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺰﺯﺓ ، ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﺴﺎﺭﻗﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻟﻄﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﺿﻴﻘﻪ ﺇﺧﺘﻨﺎﻗﻬﺎ ..

ﺣﺘﻲ ﺇﻧﺤﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻳﻤﻴﻨﺎ ، ﻭ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ " ..

ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ، ﻳﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ، ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺸﻠﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻭﺝ ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ :

- ﺗﻤﺎﻡ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ ، ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﺣﻀﺮﺗﻚ .

ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ، ﻭ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻣﻊ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ، ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻤﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :

- ﻣﺎﺷﻲ ﻳﺎ ﺍﺣﻤﺪ .. ﺍﺗﻔﻀﻞ ﺍﻧﺖ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﺍﺑﻌﺘﻠﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺤﻀﺮ .

ﺃﺩﻱ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ " ﺃﺣﻤﺪ " ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﺍﻷﻋﻠﻲ ﺭﺗﺒﺔ ، ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ ، ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺍﺣﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﻔﺮﻙ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ :

- ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﺍﻗﻌﺪﻱ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ .

ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﻤﻘﻌﺪ ﻗﺮﺏ ﻣﻜﺘﺒﻪ ..

ﺗﻘﺪﻣﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻀﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ، ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﺮﺗﻌﺪﺓ ﺍﻷﻭﺻﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺭﻳﺒﺔ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﺨﺘﻠﺠﺔ :

- ﺍﻗﺪﺭ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ؟؟

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﻠﻘﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺗﺒﺎﻋﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ، ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ

ﻗﺎﻃﻌﻬﻤﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺩﺧﻮﻝ ﺷﺎﺏ ﻋﺸﺮﻳﻨﻲ ﻧﺤﻴﻞ ، ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻗﻤﻴﺼﺎ ﻭ ﺳﺮﻭﺍﻻ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺯﻱ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ..

ﺃﻟﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻩ ، ﻭ ﺃﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺇﻟﻲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻟﺒﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ، ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﻴﻪ ، ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﻨﻘﺮ ﺑﻘﻠﻤﻪ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺨﺰﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻚ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺑﺈﺳﻤﻚ ؟؟

ﺇﺯﺩﺭﺩﺕ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﻣﺮﺗﺎﺑﺔ ، ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻞ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺘﻴﻦ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺟﺎﻑ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ :

- ﺍﻳﻮﻩ .. ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ؟؟

ﺇﻋﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ :

- ﻓﻲ ﺑﻼﻍ ﺍﺗﻘﺪﻡ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺑﺈﻧﻚ ﺑﺘﺴﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ .

ﻫﻨﺎ ﻫﺒﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ .. ﻓﺼﺎﺣﺖ ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ :

- ﻣﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ! ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺩﻩ ؟؟

ﻫﺘﻒ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :

- ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ ﺍﻗﻌﺪﻱ ، ﺍﻧﺎ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺧﻠﺼﺘﺶ ﻛﻼﻣﻲ .

ﻭ ﺑﺪﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻭﺩﺕ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﺤﺪﻗﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﻛﻴﺴﺎ ﺷﻔﺎﻓﺎ ﻳﺤﻮﻱ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻬﺪﻭﺀ :

- ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻛﻴﺎﺱ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﻮﺍ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﺑﺘﺎﻋﻚ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﺘﻲ ﺧﻤﻨﺘﻲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺩﻩ !

ﺻﻤﺘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ :

- ﻟﻮ ﻟﻴﻜﻲ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻻﻗﻴﻨﺎﻫﺎ ﻛﺘﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻟﻮ ﺍﻋﺘﺮﻓﺘﻲ ﺩﻩ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻚ .

ﺗﺎﺑﻌﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻣﻜﺘﻔﻴﺔ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﻌﺎﻇﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ..

ﺗﻨﻬﺪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺗﻜﺎﺳﻞ ، ﻭ ﻭﺟﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ :

- ﺍﻛﺘﺐ ﻳﺎﺑﻨﻲ .. ﺍُﻗﻔﻞ ﺍﻟﻤﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ .. ﻋﻘﺐ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ .. ﻭ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﻧﺤﻦ .. ﻃﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤُﺴﻴﻨﻲ .. ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ .. ﺃﻭﻻ .. ﺣﺒﺲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ .. ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﻳﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .. ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ .. ﺛﺎﻧﻴﺎ .. ﻳﺘﻢ ﺇﺳﺘﺪﻋﺎﺀ .. ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻀﺒﻮﻃﺎﺕ .. ﻗﺒﻞ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ .. ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻳﺘﻢ ﺃﺧﻄﺎﺭﻧﺎ ﺑﻤﺤﻀﺮ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ .

ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻧﻄﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﺺ ﺍﻟﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﺑﻪ :

- ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻋﻤﻞ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ؟؟

**************

ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻱ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﺪﻟﻒ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ..

ﻓﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻓﺮﺍﺷﻪ ، ﻭ ﻫﺮﻭﻝ ﻧﺤﻮﻩ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻏﻠﻖ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﺧﻮﻓﺎ :

- ﺷﺎﺩﻱ ! ﺍﺗﺄﺧﺮﺕ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟

ﻫﺘﻒ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﻨﻔﻌﻼ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﺘﻬﺪﺟﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺷﺢ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺮﻕ ﺑﻘﻮﺓ ﺭﻏﻢ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻮ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻋﺮﺍﺽ ﺇﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ..

ﺇﻟﺘﻔﺖ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﻤﺲ :

- ﺷﺸﺸﺶ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻫﺘﻔﻀﺤﻨﺎ .. ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺍﺩﺧﻠﻠﻚ ﺍﺗﻔﺘﺸﺖ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺫﺍﺗﻲ ، ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺺ ﻳﻘﻠﻌﻮﻧﻲ ﺍﻟﺒﻮﻛﺴﺮ .

ﻗﺒﺾ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻋﻠﻲ ﺭﺳﻐﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﺄﺿﻄﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺎﺟﺒﺘﺶ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟

ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ ﺗﻠﻚ ..

رواية المظفار والشرسه بقلم مريم غريب الفصل السادس والسابع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

ﻓﻘﺪ ﺇﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻭ ﻗﺪ ﺇﺳﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﺃﻓﻀﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻱ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ..

ﺗﻨﻬﺪ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂﺭﺑﻪ ، ﻭ ﻫﻮ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺑﻨﻮ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ ، ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭ ﺣﻘﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺺ ﻳﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﺑﻼ ﺃﻣﻞ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺧﻠﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪﻩ ، ﻭ ﻓﻚ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ .. ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻟﻤﺮﺃﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ، ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭ ﺧﻄﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻊ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺡ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍ :

- ﺑﺘﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻨﻮﻥ ؟ ﺩﻭﻝ ﺟﺮﺍﻣﻴﻦ ، ﺍﺳﺘﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﻫﺎﺩﻳﻚ ﻧﺺ ﺟﺮﺍﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﺩﻙ .

ﺃﺣﺎﻁ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺍﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﻫﺎﺧﺪ ﺍﻟﺠﺮﺍﻣﻴﻦ ﻳﺎ ﺷﺎﺩﻱ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﻬﻢ ﺍﻭﻱ ، ﺍﻧﺖ ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﺶ ﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﻨﻴﺘﻚ ﺗﻴﺠﻲ ﻭ ﺗﺠﻴﺒﻬﻤﻠﻲ ﺍﺩ ﺍﻳﻪ !

- ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻛﺪﻩ ﻣﺶ ﺣﻠﻮ .. ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﻫﺘﺒﻘﻲ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻭﻱ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻭ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻤﻮﺕ Overdose ﺑـ ‏( ﺟﺮﻋﺔ ﻣُﻔﺮﻃﺔ ‏) .

- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺎﺿﺮﺏ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﻛﻠﻬﺎ .

ﺣﺎﻭﻝ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻱ ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻣﻠﻮﺣﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻝ ﻟﻪ ﻟﻌﺎﺑﻪ ..

ﺃﺧﺬ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻭ ﻧﺼﺤﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ، ﺛﻢ ﺭﺣﻞ ﻓﻲ ﺣﺬﺭ ﻭ ﺗﻮﺟﺲ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻠﺲ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺧﻠﻒ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ، ﻭ ﺃﻓﺮﻍ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻟﻠﻄﺎﻭﻟﺔ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ، ﺩﻧﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ ﺑﺸﺮﺍﻫﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻬﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ..

ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻳﺴﺘﺮﺧﻲ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭ ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻨﺘﺸﻴﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻗﺼﻲ ﺣﺪ ..

**************

ﺇﻧﺘﺎﺑﺖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻱ ﻓﻮﺭ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ..

ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻟﻪ ﻫﻲ ﺳﻮﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻹﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻹﺗﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ..

ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻗﻔﺰﺕ ﺻﻮﺭﺓ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻨﻪ ، ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺗﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻛﻴﻒ ﺇﺭﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ، ﻭ ﻛﻴﻒ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺘُﺠﺰﺕ ﺑﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ..

ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺳﺘﻮﻗﻔﻪ ﺑﺤﺪﺓ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺤﺮﺳﻪ :

- ﺭﺍﻳﺢ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻧﺖ ؟؟

ﺃﺟﺎﺑﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﻗﺼﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ ، ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻗﺎﺑﻞ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ، ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﻋﻨﺪﻛﻮﺍ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺍﺩﺧﻞ ﺍﺩﻳﻠﻪ ﺧﺒﺮ ﺍﻧﻲ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻗﺎﺑﻠﻪ .

ﺗﻐﻀﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺠﻔﺎﻑ :

- ﻃﻴﺐ .. ﺍﺳﺘﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻣﺎﺗﺘﺤﺮﻛﺶ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻚ .

ﺃﻭﻣﺄ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻃﺮﻕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ..

ﺩﻟﻒ ، ﻭ ﻏﺎﺏ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭ ﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ .. ﻓﺈﻧﺪﻓﻊ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ

ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﻃﺎﺭﻕ " ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻗﺪﻭﻣﻪ ..

ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻧﻬﺾ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﻗﺪﻣﻴﻪ ، ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺼﺎﻓﺤﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻣﺆﺩﺑﺔ :

- ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﺍﻫﻼ ﺑﻴﻚ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ .

ﻣﺪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻳﺪﻩ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻭ ﺻﺎﻓﺤﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ :

- ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ، ﺍﻫﻼ ﺑﺤﻀﺮﺗﻚ .. ﻓﻴﻦ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ؟؟

ﻫﺰ " ﻃﺎﺭﻕ " ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ :

- ﺍﺗﻔﻀﻞ ﺍﻗﻌﺪ ﺍﻻﻭﻝ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ .

ﺭﻣﻘﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﻌﺒﺴﺔ ﻣﺘﻤﻠﻤﻠﺔ ، ﻭ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻲ ﻣﻀﺾ ..

ﻋﺎﻭﺩ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ " ﻃﺎﺭﻕ " ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺍﻭﻻ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺗﻌﺮﻑ ﻭ ﺗﻔﻬﻢ ﻛﻮﻳﺲ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﺶ ﺑﺴﻴﻂ ﻧﻬﺎﺋﻲ .. ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻋﻴﻠﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭ ﺍﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻋﺎﻟﻌﻠﻢ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮ ﺳﻴﺎﺩﺗﻚ ﺗﻬﻤﺘﻬﺎ ﻣﺶ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﺑﺪﺍ .. ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺟﺎﻟﻨﺎ ﺑﻼﻍ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺘﺤﻔﻈﺔ ﻋﻠﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺨﺰﻧﻬﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﻳﺔ .. ﻭ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺘﻨﺎ ﻗﻮﺓ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﺍﺗﻀﺢ ﺍﻧﻪ ﻣﻈﺒﻮﻁ .

ﻭ ﺃﺧﺮﺝ " ﻃﺎﺭﻕ " ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺇﻟﻲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ، ﻭ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺃﻣﺎﻡ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﺘﺎﺑﻌﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :

- ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺒﻮﺩﺭﺓ ﺩﻩ ﺟﺒﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ .. ﻭ ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﻪ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪﺍ ، ﻭ ﺩﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺶ ﺳﻬﻠﺔ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ، ﺍﻗﻞ ﺣﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ 25 ﺳﻨﺔ .. ﻭ ﺟﺎﻳﺰ ﺍﻋﺪﺍﻡ .

ﺣﺪﻕ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻷﺧﺮﺱ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻣﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻫﺘﻒ ﻣﻨﻔﻌﻼ :

- ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ، ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻣﺶ ﻣﻈﺒﻮﻁ ، ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺩﻱ ﻟﺴﺎ ﺑﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺑﺘﺪﺭﺱ ﻣﺎﺗﻤﺘﺶ 22 ﺳﻨﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﺻﻼ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﻻ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﺲ ﻣﻦ ﺍﺳﺎﺳﻪ ، ﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺍﻓﺘﻘﺮﺕ ﻣﺎﺗﺤﺘﻜﻤﺶ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻴﻢ ، ﻳﺒﻘﻲ ﺍﺯﺍﻱ ﺑﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻗﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻱ ! ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ !!

ﻫﺰ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ " ﻃﺎﺭﻕ " ﺭﺃﺳﻪ ﺁﺳﻔﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻟﻸﺳﻒ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ ﻛﻼﻡ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺩﻩ ﻻ ﻫﻴﻘﺪﻡ ﻭ ﻻ ﻫﻴﺄﺧﺮ .. ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺇﺗﻈﺒﻄﺖ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ، ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﺳﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻛﻠﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻣﺶ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ، ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﺪﺭ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ .

ﺻﺮ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻟﺸﻌﻮﺭﻩ ﺑﻌﺠﺰﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻱ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻫﻮﺓ ﺑﻼ ﻗﺮﺍﺭ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ :..

- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺷﻮﻑ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ .

ﻫﺘﻒ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺼﻼﺑﺔ ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ، ﻭ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﺭﻓﻊ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺎﻵﺗﻲ :

- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﻣﺎﻫﺮ .. ﻫﺎﺗﻠﻲ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻋﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ .. ﺑﺴﺮﻋﺔ .

ﻭ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻭ ﺩﻟﻒ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻷﻗﻞ ﺭﺗﺒﺔ ﻭ ﻣﻌﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻛﻀﺖ ﺻﻮﺏ ﻋﻤﻬﺎ ﻓﻮﺭ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺇﻳﺎﻩ

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺘﺼﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭﺍﻗﻔﺎ ، ﻭ ﺇﺣﺘﻮﻱ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ..

ﺇﺳﺘﺄﺫﻥ " ﻃﺎﺭﻕ " ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻟﻴﻌﻄﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ

ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤُﺮ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭ ﻋﻤﻬﺎ .. ﻓﺄﺧﺬ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﻠﻄﻒ ، ﻭ ﻳﻤﺴﺪ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻄﻤﺌﻨﻬﺎ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ :

- ﺑﺲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺎﺳﻴﺒﻚ ، ﻫﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ .

ﺃﺻﺪﺭﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻧﻴﻨﺎ ﻣﺘﺸﻨﺠﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﻨﻮﻕ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ :

- ﻣﺶ ﻫﺘﻘﺪﺭ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﺍﻧﺎ ﺧﻼﺹ ﺿﻴﻌﺖ .. ﻫﻮ ﺩﻣﺮﻧﻲ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺩﻣﺮ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﺍﺑﺪﺍ ﺍﻧﻪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﺎ ﻛﺪﻩ ، ﺩﻩ ﻣﺶ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ .

ﺃﻃﻠﻖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻟﻌﻨﺔ ﻣﺨﺘﻨﻘﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺩ ﻳُﻄﻤﺌﻦ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ :

- ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻭﺛﻘﻲ ﻓﻴﺎ .. ﺛﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻚ ، ﻣﺶ ﻫﺎﺳﻴﺒﻚ ﺗﺘﺤﺒﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻻ ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻗﻨﻲ .

ﺻﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻧﺤﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ، ﻓﻀﺎﻕ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺫﺭﻋﺎ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ ، ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ، ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻌﺰﻡ :

- ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﺑﻮﻛﻲ .. ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻬﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .

ﺳﺄﻟﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭﺍﻫﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﻘﺒﻀﺔ ﻣﺘﻘﻠﺼﺔ :

- ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ؟؟

ﺇﻟﺘﺤﻔﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮﺽ ، ﻭ ﺗﻘﻠﺺ ﻓﻤﻪ ﻭﺍﺟﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻻﺣﺖ ﺻﻮﺭﺓ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ﺑﺬﻫﻨﻪ ، ﻭ ﻣﺎ ﻧﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻤﻬﺎ ﻭﻋﻮﺩ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻃﻤﺌﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺎﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ...

***************

ﻗﻄﻊ ﺩﻭﻱ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺣﺪﻳﺚ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ " ﺯﻳﻦ " ..

ﻓﺈﻟﺘﻘﻂ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ ، ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ، ﻭ ﺇﺑﺘﺴﻢ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺏ :

- ﺍﻟﻮ .. ﺍﻫﻼ ﻳﺎ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻴﻪ ، ﻫﺎ ﻃﻤﻨﻲ ، ﺍﻳﻪ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ؟؟

ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ :

- ﻛﻠﻪ ﺗﻤﺎﻡ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ .. ﻣﺎﺷﻴﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ، ﻭ ﻋﻤﻬﺎ ﻟﺴﺎ ﻭﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﻭ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺟﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺩﻟﻮﻗﺖ .

ﺃﻭﻣﺄ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻬﻤﻬﻤﺎ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺑﺮﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺘﺮﻗﺐ :

- ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ .. ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﺎ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻴﻪ ؟؟

- ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ ﻋﺎﻷﺧﺮ ﻭ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻣﺪﻣﺮﺓ .

ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻨﺪﻩ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻨﺒﻬﺎ :

- ﻣﺶ ﻫﺎﻭﺻﻴﻚ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ .. ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻮﻳﺴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺮﻳﻤﺔ ، ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻛﻠﻪ ﻣﺶ ﻫﻴﺎﺧﺪﻟﻪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺯﻳﻦ ﻓﻬﻤﻚ .

- ﺍﻩ ﻃﺒﻌﺎ ﻃﺒﻌﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ .. ﺍﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺟﺒﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻌﺰﺯﺓ ﻣﻜﺮﻣﺔ ، ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻴﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻳﻨﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﺘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺰ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺨﻠﺺ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻟﻬﺎﺵ .

- ﺣﺠﺰ !!

ﺻﺎﺡ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻐﻀﺐ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﻨﻴﻒ ﺇﺳﺘﻨﻜﺎﺭﻱ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻮﻋﺪﻩ :

- ﺍﻧﺖ ﻧﺰﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺰ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ؟؟ !

ﺗﻠﻌﺜﻢ " ﻃﺎﺭﻕ " ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺈﺿﻄﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻟﻬﺠﺔ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ ، ﻓﺈﻥ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻏﻀﺐ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺜﻞ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻪ

ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺇﻟﻲ ﺃﻱ ﻣﺪﻱ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻭﺍﺳﻌﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻃﺎﺋﻠﺔ ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻤﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎ ..

ﻟﻬﺬﺍ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻠﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﺣﺬﺭ :

- ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ﻧﻨﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﺴﻦ ﺣﺘﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺣﺎﻻ ﻭ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ، ﻭ ﻻ ﺗﻀﺎﻳﻖ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﻣﻌﺎﻟﻴﻚ ﻋﻠﻲ ﺭﺍﺳﻨﺎ .

ﺑﻮﺟﻮﻡ ﻭ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﺭﺩ " ﻋﺎﺻﻢ :"

- ﺍﻧﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻫﺎﺟﻲ ﺍﺷﻮﻓﻬﺎ ﺑﻜﺮﺓ .. ﻭ ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺃﻻﻗﻴﻬﺎ ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻭ ﻣﺶ ﻣﺘﺒﻬﺪﻟﺔ .

- ﺍﻛﻴﺪ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ، ﺍﻧﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻣﺮﻙ .

ﻭ ﺃﻏﻠﻖ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺨﻂ ﻣﻌﻪ ﻣﺘﻨﻬﺪﺍ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻣﺘﺮﻗﺒﺎ :

- ﻫﺎ ! ﻗﺎﻟﻚ ﺍﻳﻪ ﻃﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ؟؟

ﺃﺟﺎﺑﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺘﺮﻓﻊ ﻭ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ :

- ﻋﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .

ﺛﻢ ﺇﺷﺮﻕ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺮﻳﺮﺍ ﺭﺍﺿﻴﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻛﻲ ﺟﻴﺪﺍ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻓﻮﻕ ﺟﺴﺪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺤﻴﺚ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﺴﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ، ﻭ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺄﺯﻕ ﻭﻫﻤﻲ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻪ ﻭ ﺗﻨﻔﺬ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ .. :

- ﻃﺐ ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﻌﻨﻲ ؟ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻴﺤﺼﻞ ﺩﻟﻮﻗﺖ ؟؟

ﻭﺟﻪ " ﺯﻳﻦ " ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺇﻟﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻤﺖ ﻟﺒﺮﻫﺔ ، ﺛﻢ ﻫﺰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﺒﺮﻭﺩ :

- ﻭ ﻻ ﺟﺎﺟﺔ .. ﺍﻛﻴﺪ ﻋﻤﻬﺎ ﻫﻴﺸﺮﻓﻨﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻟﺤﻈﺔ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺩﻱ ﺍﻭﻱ .. ﺍﻣﺎ ﻫﻲ .

ﻭ ﺃﺿﺎﻑ ﻣﺘﺸﻔﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ :

- ﻫﺎﺭﻭﺣﻠﻬﺎ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ .. ﻭ ﻫﺸﻮﻑ ﺑﻘﻲ ﺩﻣﺎﻏﻬﺎ ﻫﺎﺗﻮﺩﻳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ !

ﻭ ﻫﻨﺎ ﺁﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻣﻬﺮﻭﻻ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻻﻫﺜﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺷﺎﺣﺐ :

- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ، ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ !

ﻫﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻘﻠﻖ ﻣﺤﺘﺪ :

- ﻣﺎﻟﻪ ﺷﻬﺎﺏ ؟؟

ﻓﻲ ﺇﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭ ﻭﺟﻞ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ :

- ﺷـ ﺷﻮﻗﻲ ﺩﺧﻞ ﻳﻮﺩﻳﻠﻪ ﺍﻟﻐﺪﺍ ﻓـ ﻓـ ..

- ﻓـ ﺍﻳﻪ ﺍﻧﻄﻖ ؟؟

ﺻﺎﺡ ﺑﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﻲ ﻋﻨﻒ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻩ ﻣﺮﺗﻌﺪ ﺍﻷﻭﺻﺎﻝ :

- ﻓﻼﻗﺎﻩ ﻣﺮﻣﻲ ﻋﺎﻷﺭﺽ ﻭ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﺎﻟﺺ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .

ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺣﺪﻗﺘﺎﻩ ﻓﻲ ﺭﻋﺐ ﻣﻄﻠﻖ ، ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ، ﺇﺟﺘﺎﺯ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻗﺼﺮﻩ ﺭﻛﻀﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌُﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ﻗﻔﺰﺍ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ..

ﺩﻓﻊ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺏ ، ﻭ ﻭﻟﺞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ..

ﻛﺎﻥ ﺻﺪﺭﻩ ﻳﻌﻠﻮ ﻭ ﻳﻬﺒﻂ ، ﻭ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺻﻮﺕ ﻟﻬﺎﺙ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ .. ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻠﻘﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻓﺮﺍﺷﻪ ، ﻭ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻭ ﻭﺭﻕ ﻧﺤﺎﺳﻲ ﺻﻐﻴﺮ ..

ﻋﻠﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻱ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺓ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺷﺤﻮﺑﺎ ﻭ ﺇﺻﻔﺮﺍﺭﺍ ، ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻣﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻪ ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﻤﻪ

ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮﻩ ، ﻭ ﺟﺜﺎ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺠﺲ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻣﻌﺼﻤﻪ .. ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ..

ﺷﻌﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺨﻮﻑ ﺑﺎﺭﺩ ﻳﺪﺏ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭ ﻏﻤﺮﻩ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺑﺎﻟﻔﻘﺪ ﺃﺛﻘﻞ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻮﻁﺀ ﻣﻔﺰﻉ ﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﺪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻱ ﻭﺟﻪ ﺃﺧﻴﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻏﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻲ ﺇﻋﺘﺮﺍﻩ ﺍﻟﺸﺤﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ

ﺇﻟﺘﻘﻂ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭ ﻟﻮﺡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺪﺭ ﺑﺼﻮﺕ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻓﻮﺭ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ :

- ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺩﻱ ﺩﺧﻠﺖ ﻷﺧﻮﻳﺎ ﺍﺯﺍﺍﻱ ؟ ﺍﻟﺰﻓﺖ ﺩﻩ ﻭﺻﻠﻠﻪ ﺍﺯﺍﺍﺍﻱ ؟ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻛﻨﺘﻮﺍ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺷﻮﻳﺔ *****

ﻫﺪﺋﻪ " ﺯﻳﻦ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺍﻫﺪﺍ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻣﺶ ﻭﻗﺘﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺩﻩ ، ﻫﻨﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﺑﻌﺪﻳﻦ ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺩﻟﻮﻗﺖ ﻧﻠﺤﻖ ﺷﻬﺎﺏ .

ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺇﺳﻌﺎﻑ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭ ﻣﺪﺍﻓﻌﺎ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺯﻣﻼﺀﻩ :

- ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻛﻴﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﻪ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺩﺍﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺩﻱ ، ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﺣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻨﺪﺧﻠﻬﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﻌﻨﻲ .

ﺃﻛﻔﻬﺮ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﺑﺪﺍ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺬﺭ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﻟﻒ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺑﺎﻷﺧﺺ ﺗﻔﺘﻴﺸﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ، ﺇﺫﻥ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﺇﻟﻲ ﺷﻘﻴﻘﻪ ..

ﻗﺎﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﺪﺡ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ :

- ﻣﻌﻨﻲ ﻛﺪﻩ ﺍﻥ ﺳﻴﺎﺩﺗﻚ ﺧﻴﺎﻝ ﻣﺂﺗﻪ ! ﺍﻱ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻐﻔﻠﻚ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﺟﺔ .

ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻴﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺰﻣﺠﺮﺍ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :

- ﻭ ﺩﻳﻨﻲ ﻭ ﻣﺎ ﺍﻋﺒﺪ ﻟﻮ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﺣﺼﻠﻪ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺪﻓﻨﻜﻮﺍ ﻛﻠﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎ .

****

ﻭﺻﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﻑ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ، ﻭ ﺣُﻤﻞ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﻀﻢ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﺇﻧﻄﻠﻘﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻴﻠﺤﻘﺎ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ...

ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..

ﺗﺮﺟﻞ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺼﺮ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ..

ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ، ﺛﻢ ﺇﺗﺠﻪ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ، ﻓﺈﻋﺘﺮﺿﺎ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺭﺟﻼﻥ ﺿﺨﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺜﺔ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﺣﺪﻫﻢ :

- ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻧﺖ ؟؟

ﺭﺩ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :

- ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻗﺎﺑﻞ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ .

ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

- ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩ ، ﺧﺮﺝ .

ﺗﺠﻬﻢ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﺤﺘﺪﺍ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭﻱ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﺧﺮﺝ ! ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺎﺷﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﺍﻗﺎﺑﻠﻪ .

ﻫﺘﻒ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﻟﻄﻒ ﺣﺎﺯﻡ :

- ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ ﺑﻘﻮﻝ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ ﺧﺮﺝ ، ﻟﺴﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺎﻻ ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻭﺭﺍ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ ﺍﺧﻮﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻌﺐ ﻓﺠﺄﺓ .

ﺃﺟﻔﻞ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻟﻴﻐﺎﺩﺭ ..

ﻓﺄﺳﺘﻮﻗﻔﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ .. ﺍﻗﻮﻟﻪ ﻣﻴﻦ ﺳﺄﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ ؟؟

ﻭﻗﻒ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺛﻢ ﺃﺩﺍﺭ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻗﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻪ :

- ﺍﻧﺎ ﻫﺒﻘﻲ ﺍﺟﻴﻠﻪ ﺗﺎﻧﻲ .

ﻭ ﻏﺎﺩﺭ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺗﺘﺄﺟﺞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ...

***************

ﺇﻗﺘﺤﻤﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﺎﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﺮﻉ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻧﺤﻮ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ..

ﺭﺍﻓﻘﺎﻩ ﺣﺘﻲ ﻭﻟﺞ ﺇﻟﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﺐ ﺍﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻣﺘﺄﻫﺒﺎ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ..

ﻫﺘﻒ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻲ ﻣﻨﻔﻌﻼ ﺑﺎﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﻀﻤﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﺤﺼﻪ ﻟﺤﺪﻗﺔ ﻋﻴﻦ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺍﻟﻤﺴﺠﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻄﺒﻲ :

- ﻗﻴﺴﻴﻠﻲ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ .

ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺷﺮﻋﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ .. ﻛﺎﻥ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭ ﻋﻀﻼﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻨﻘﺒﻀﺔ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻠﻤﻌﺎﻥ ﺑﻨﺰﻑ ﺣﺎﺭﻕ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺮﻉ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ..

ﻭ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻐﺘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺣﺎﻟﺖ ﺩﻭﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ..

ﺃﺑﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﺷﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺑﻤﺼﻨﻌﻪ ﻓﺈﻧﺘﻬﻲ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻣﺘﻔﺤﻤﺎ .. ﺗﺸﻮﻩ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺗﺸﺮﺩﻩ ﻫﻮ ﻭ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ .. ﻧﻀﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ .. ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ﻋﻠﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻹﺳﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻳﻀﺎ .. ﺟﻤﻌﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﺃﻭﻻ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻳﻨﺸﺪﻩ ، ﻭ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻏﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﺇﻟﻲ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ .. ﺷﻘﻴﻘﻪ !!

ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﻓﺄﻧﺘﻔﺾ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ..

ﻓﺈﻥ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ، ﻗﺪ ﺗﺘﺒﺪﺩ ﺁﻣﺎﻟﻪ ، ﻭ ﺗﺨﺒﻮ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣُﺮﻡ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺣﻞ " ﺷﻬﺎﺏ " ..

ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ..

ﻗﺪ ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻟﻜﺪ ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻼ ﻣﻨﻔﻌﺔ ..

ﺍﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﺑﺎﻹﻧﻬﻴﺎﺭ ..

ﺇﻧﺪﻓﻊ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺻﻮﺏ ﺑﺎﺏ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ﻟﻬﻨﻴﻬﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ..

ﺇﻗﺘﺮﺏ " ﺯﻳﻦ " ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭ ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﺑﻠﻄﻒ ﻣﻮﺍﺳﻴﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﻘﻮﻟﻪ :

- ﻣﺎﺗﻘﻠﻔﺶ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .. ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠﻴﻤﺔ ، ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﺶ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﻛﻮﻳﺲ .

ﺗﺠﻌﺪﺕ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺄﻟﻢ ﻋﺼﺒﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ، ﻓﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺎﻟﻨﻤﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺲ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ ﻣﻐﻤﻐﻤﺎ :

- ﻏﺒﻲ .. ﻟﻴﻪ ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻓﻴﺎ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻴﻴﻴﻪ ؟ ﻧﻘﺼﻪ ﺍﻳﻪ ؟ ﺍﻧﺎ ﻗﺼﺮﺕ ﻣﻌﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟

ﻭﺿﻊ " ﺯﻳﻦ " ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺸﻔﻘﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻪ :

- ﺍﻫﺪﺍ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ .

ﺃﻏﻤﺾ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻖ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ :

- ﻟﻴﻪ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻓﻴﺎ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ ؟ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﺩﻩ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ .. ﻫﻮ ﺍﺣﻼﻣﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻃﻤﻮﺣﻲ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺩﻩ ﻋﺸﺎﻧﻪ .. ﻣﻦ ﺻﻐﺮﻱ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺳﺒﺘﺶ ﺷﻐﻼﻧﺔ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻭ ﻻ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺍﻻ ﻭ ﺍﺷﺘﻐﻠﺘﻬﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﻗﻒ ﻋﻠﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﻭ ﺍﺣﻘﻖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺩﻱ .. ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺑﺘﺎﻋﻪ ﻭ ﻣﻠﻜﻪ .. ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻴﻪ ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺪﻩ ؟ ﻟﻴﻪ ﻋﺎﻳﺰ ﻳﺤﺮﻣﻨﻲ ﻣﻨﻪ ؟؟ !!

ﻗﻄﺐ " ﺯﻳﻦ " ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺻﺪﻳﻘﻪ ، ﻭ ﻣﻂ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻣﺘﺄﺳﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻌﺐ ..

ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ، ﻓﺄﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺸﻦ :

- ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ؟ ﺟﺮﺍﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟

ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﻄﻤﺌﻨﻪ :

- ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺑﻘﻲ ﻛﻮﻳﺲ .

ﺯﻓﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺈﺭﺗﻴﺎﺡ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﺠﺪﻳﺔ :

- ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻮﺍ ﺍﺗﺄﺧﺮﺗﻮﺍ ﺷﻮﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻭﺻﻞ ﻫﻨﺎ ﻣﺘﻮﻓﻲ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺍﻧﻜﻮﺍ ﺟﺒﺘﻮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﻇﺒﻄﻨﺎ ﻣﻌﺪﻝ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ ﺧﺮﺍﺭﻳﺞ ﻭ ﺇﻟﺘﻬﺎﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻟﻮ ﻣﺎﺗﻌﻠﺠﻮﺵ ﺻﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﻫﺘﻠﺘﻬﺐ ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﺍﻗﻮﻱ .

ﻓﻐﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺛﻐﺮﻩ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﺃﻋﻨﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺘﻨﺤﻨﺤﺎ :

- ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻧﻪ ﺍﺗﻌﺎﻃﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﻫﻴﺮﻭﻳﻦ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻤﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ .. ﺑﺲ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻧﻪ ﻣﺶ ﺑﻴﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻭﻱ ﻻﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﺶ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭ ﺩﻩ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻧﻪ ﺑﻴﺰﻭﺩ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﺗﻌﺎﻃﻲ ﻓﻴﻬﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺼﺤﻜﻮﺍ ﺍﻧﻜﻮﺍ ﺗﻮﺩﻭﻩ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻟﻠﻤﺪﻣﻨﻴﻦ ، ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻴﻘﺪﻣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﻫﻴﺒﺪﺃﻭﺍ ﻣﻌﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ ﺧﺎﻟﺺ ﺑﺲ ﺍﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﻌﺎﻟﺠﻠﻪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ .

- ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﺎﺗﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .

ﻗﺎﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﺍﺟﻤﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻭﻣﺄ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ، ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺮﺣﻞ ..

ﺷﻜﺮﻩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :

- ﻧﺎﻭﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟؟

ﺃﺟﺎﺏ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻔﻢ ﻣﺘﻘﻠﺺ ﻭ ﻣﻼﻣﺢ ﺛﺎﺋﺮﺓ :

- ﺷﻬﺎﺏ ﻫﻴﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﻫﻴﻜﻤﻞ ﻋﻼﺟﻪ ﺑﺠﺪ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ .. ﻭ ﻃﻘﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻛﻠﻪ ﻫﻴﺘﻐﻴﺮ ﺑﺲ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻋﺮﻑ ﺷﻐﻠﻲ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻭﺍﺡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻋﺮﻓﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﻠﻄﺔ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺑﻔﻮﺭﺓ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺨﺺ ﺍﺧﻮﻳﺎ .

ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :

- ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻩ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﺎﻟﻪ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﺍﻧﺎ ﻫﺎﺟﻴﺒﻪ ﻭ ﻫﺎﻭﺭﻳﻪ ﻫﻮ ﻏﻠﻂ ﻣﻊ ﻣﻴﻦ .

- ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺆﺫﻱ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ !

ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﺯﻳﻦ " ﻣﻤﺘﻌﻀﺎ ، ﻓﺮﻣﻘﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻘﻮﺓ :

- ﺩﻩ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .. ﺍﺧﻮﻳﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮﻩ .

ﻭ ﺃﺿﺎﻑ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ ﺇﻟﻲ " ﺯﻳﻦ " ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺇﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ :

- ﻭ ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻭ ﻳﻤﺴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮ .. ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻪ .

***************

ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ..

ﻭﻗﻔﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺈﺳﻠﻮﺏ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﺍﺣﺐ ﻋﻠﻲ ﺭﺍﺳﻚ ﻳﻼ ﺑﻴﻨﺎ ﻧﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﻟﻨﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺒﺲ ﻭ ﻻ ﺗﻮﻟﻊ ﺑﺠﺎﺯ ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﻟﻨﺎ !!

ﻧﻬﺮﺗﻬﺎ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﺍﺧﺮﺳﻲ ﻳﺎ ﺑﺖ ﺍﻧﺘﻲ ، ﺍﺣﺘﺮﻣﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻘﻲ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻲ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﻛﻠﻤﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ، ﺍﻧﺎ ﺍﺻﻼ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻋﺎﻳﺰﺍﻛﻲ ﺗﻴﺠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺷﺒﻄﻲ ﻓﻴﺎ .

ﺭﺩﺕ " ﻫﻨﺎ " ﻓﻲ ﺳﺨﻂ ﺇﺳﺘﻨﻜﺎﺭﻱ :

- ﻛﻨﺘﻲ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻟﻮﺣﺪﻙ ؟؟ !

- ﻭ ﺍﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎﺧﺘﻲ ﻫﺎﻳﻜﻠﻮﻧﻲ ﻭ ﻻ ﻫﺎﻳﻜﻠﻮﻧﻲ ! ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﺗﻬﺪﻱ ﻭ ﺍﺳﻜﺘﻲ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻃﻤﻦ ﻋﺎﻟﺒﺖ ، ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺭﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﻣﻬﺎ ﺍﺗﻮﻓﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻛﺘﺮ ﺣﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﻴﺘﻚ ﺍﺳﻢ ﻣﻘﺎﺭﺏ ﻷﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺑﻌﺮﻑ ﺍﻧﻄﻖ ﺍﺳﻢ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺩﻩ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻐﻤﺪﻟﻲ ﺟﻔﻦ ﻟﻮ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﺶ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻦ ﺍﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻟﻮﻻ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﻤﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻫﻌﺮﻑ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﻫﻨﺎ .

ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﺒﺘﻬﻞ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ .

ﺛﻢ ﺧﻄﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ " ﻫﻨﺎ " ﻋﻠﻲ ﻣﻀﺾ ..

ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻕ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﺯﺩﺣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ..

ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺖ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺗﺒﺔ - ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ - :

- ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ﻳﺎﺑﻨﻲ ، ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﻋﻨﺪﻛﻮﺍ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ .. ﺍﻋﻤﻞ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻻﻛﻞ ﺩﻩ ﺍﺣﺴﻦ ﺩﻱ ﻳﺎﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﻟﺤﻢ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺎﺟﺒﺘﻮﻫﺎ ﻫﻨﺎ .

ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﺳﻠﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﻭ ﻟﻮ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻘﺎﻟﺔ ﻟﻮ ﻗﺪﺭﺕ ﺗﺨﻠﻴﻨﻲ ﺍﺷﻮﻓﻬﺎ ﻭ ﺍﻃﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺒﻘﻲ ﻛﺘﺮ ﺧﻴﺮﻙ .

ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻨﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻠﻮﺡ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﻘﻮﺓ :

- ﺷﻴﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺩﻱ ﻣﻦ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻳﺎ ﻭﻟﻴﺔ ﺍﻧﺘﻲ ، ﺍﻧﺘﻲ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻦ !!

ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ، ﺗﺪﺧﻠﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺇﺭﺗﻔﻌﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺟﺬﺏ ﺍﻹﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﺤﻮﻫﺎ :

- ﻭﻟﻴﺔ ﻣﻴﻦ ﻳﺎ ﺣﺘﺔ ﻧﻄﻊ ﺍﻧﺖ ؟ ﺍﻧﺸﺎﻟﻠﻪ ﻳﻮﻟﻮﻟﻮ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻭ ﺍﺗﻜﻠﻢ ﺑﺄﺩﺏ .

ﺇﻛﺘﺴﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺬﻫﻮﻝ ﺇﺳﺘﺤﺎﻝ ﺇﻟﻲ ﻏﻀﺐ ﻣﺘﻘﺪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ :

- ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺗﺠﻨﻨﺘﻲ ﻳﺎ ﺑﺖ ﺍﻧﺘﻲ ؟ ﺑﺘﻜﻠﻤﻲ ﻣﻴﻦ ﻛﺪﻩ ؟؟

ﺇﻫﺘﺎﺟﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﺐ ﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ :

- ﺑﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻚ ﻳﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻻﺩﺏ ، ﻟﻢ ﻧﻔـ ...

ﻛﻤﻤﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻓﻢ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺇﺳﻠﻮﺏ " ﻫﻨﺎ " ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻲ :

- ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺳﺎﻣﺤﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﺗﻘﺼﺪﺵ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ .

ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻓﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻒ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺳﻴﻞ ﻟﻌﻨﺎﺗﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻭ ﺯﺟﺮﺗﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﺍﺗﺄﺳﻔﻲ ﻟﻠﺒﺎﺷﺎ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ .

ﻭ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺯﺍﺣﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻳﺪ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﻤﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :

- ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺘﺄﺳﻒ ﻟﻤﻴﻦ ؟ ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻋﻤﻠﻠﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﺍﻧﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻮﻗﻴﻪ ﺩﻩ .

ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺗﻬﻜﻢ ، ﻭ ﺇﺳﺘﺮﺧﻲ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪﻩ ، ﺛﻢ ﺻﻤﺖ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺧﺒﻴﺚ :

- ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺷﺮﻳﻄﻴﻦ ﺑﺮﺷﺎﻡ ﻣﺤﺘﺎﺭ ﺍﻭﺩﻳﻬﻢ ﻓﻴﻦ ! .. ﺗﺎﺧﺪﻱ ﻭﺍﺣﺪ ؟؟

ﺷﻬﻘﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻭ ﻫﻤﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻮﺳﻠﺔ :

- ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﺍﻧﻜﺘﻤﻲ ﻟﻴﻠﺒﺴﻚ ﺗﻬﻤﺔ ﺑﺠﺪ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ .

ﺇﻟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ " ﻫﻨﺎ " ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺣﺘﻲ ﺷﻨﻒ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻮﻟﻲ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﺪﻭﺷﺔ ﺩﻱ ؟ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺼﻞ ﻫﻨﺎ ؟؟


الحلقه السابعه ♥😍💪🏻

ﺍﻟﻤﻈﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ *

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ‏( 7 ‏) - ﻛﻞ ﻋﻀﻠﺔ ﺗﺌﻦ - :

ﺗﺴﻤﺮﺕ " ﻫﻨﺎ " ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﺪﻱ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﻲ ﺍﻟﺨﺸﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ..

ﻭ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺼﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ، ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻭ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻴﻪ :

- ﻧﻌﻢ ﺍﻧﺖ ﻛﻤﺎﻥ ! ﺳﻴﺎﺩﺗﻚ ﺟﺎﻱ ﺗﻜﻤﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ؟ ﻓﺮﺣﺎﻧﻴﻦ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺪﻝ ﺍﻟﻠﻲ ﻻﺑﺴﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﺘﻔﺘﺮﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺑﺲ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﻐﻼﺑﺔ ﺑﻴﺴﻜﺘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻜﻮﺍ ﻋﺸﺎﻥ ﺑﺘﺮﻋﺒﻮﻫﻢ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻜﺖ ﻭ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﺪﺭﻭﺍ ﺗﻌﻤﻠﻮﻟﻲ ﺣﺎﺟﺔ ، ﺍﻣﺜﺎﻟﻜﻮﺍ ﺍﺻﻼ ﻣﺎﻳﺴﺘﻬﻠﻮﺵ ﻳﻨﻮﻟﻮﺍ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺗﺄﻣﻴﻨﻬﻢ ﺑﺪﻝ ﺗﺮﻫﻴﺒﻬﻢ .

ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﻭ ﺳﺒﻊ ﺇﻧﺸﺎﺕ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﺿﻄﺮﺕ ﻷﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻟﻪ ﻳﻨﻮﻑ ﻋﻠﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﻭ ﺇﻧﺸﻴﻦ ﺇﺛﻨﻴﻦ ..

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺳﻴﻤﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻜﺴﻮﺓ ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﺟﺪﻱ ﻣﺬﻫﻮﻝ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺘﻴﻦ ﺃﻋﻄﺘﺎ ﺇﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ..

ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺳﺮﻳﻊ ﺟﺮﺍﺀ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺑﻜﺘﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﺮﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻝ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﺳﺎﺧﺮﺍ ﻭ ﻗﺎﻝ :

- ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺩﻱ ﻣﺎﻋﺘﻘﺪﺵ ﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻫﻨﺎ ﻗﺪﺭ ﻳﻀﺎﻳﻘﻚ ﺍﻭ ﻳﺄﺫﻳﻜﻲ !

ﺷﻤﺨﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻣﺤﺪﺵ ﺍﺻﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻭ ﻻ ﻳﺄﺫﻳﻨﻲ .

ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻻ ﻭﺍﺿﺢ .

ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻭ ﺍﻷﺟﺶ ﻗﻠﻴﻼ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﻧﺔ ﺗﺒﻬﺞ ﺍﻟﺴﻤﻊ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺤﻈﻬﺎ ﻟﺸﺪﺓ ﺳﺨﻄﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..

ﻭ ﻫﻨﺎ ﻫﺐ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪﻩ ، ﺛﻢ ﺭﺣﺐ ﺑﺎﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﺎﻭﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ :

- ﺍﻫﻼ ﺍﻫﻼ ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ، ﻧﻮﺭﺗﻨﺎ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ ﺑﻴﻪ .

" ﺇﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ " .. ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ - ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ - ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻬﺎﺯ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ

ﻭ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻛﻔﺄ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ، ﻭ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ..

ﻳُﻌﺪ " ﺇﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ " ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺬﻛﺎﺅﻩ ﻭ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﺘﻲ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ، ﻭ ﻗﺪ ﺇﻛﺘﺴﺐ ﺷﻬﺮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻤﻬﻤﺘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ، ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .. :

- ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ، ﻣﺎﺿﻴﻘﺶ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻨﺎ ، ﺍﺣﻨﺎ ﺑﻨﻌﺮﻑ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻛﻮﻳﺲ .

ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﺮﺗﺒﻚ ، ﻓﺮﻣﻘﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺣﺎﺩﺓ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ ؟ ﺑﺘﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻛﻮﻳﺲ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !

ﺗﻠﻌﺜﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻀﻄﺮﺑﺎ ، ﻓﻌﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﻮﺗﺮ :

- ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻗﺼﺪ ﺍﻗﻮﻝ ﺍﻧﻨﺎ ﺑﻨﻘﺪﺭ ﻧﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺩﻳﺎ ، ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﺶ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻨﺎ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﺎﺭﻑ ، ﺍﺣﻨﺎ ﺑﻨﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻴﺘﺮﺣﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﺎﺑﻨﺨﻠﻴﺶ ﺣﺪ ﻻ ﻳﺸﻮﻓﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ، ﻭ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﺩﻱ ﻭ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺟﺎﻳﺒﻴﻦ ﺍﻛﻞ ﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻪ ﻋﺎﻳﺰﻧﻲ ﺍﺩﺧﻠﻬﻮﻟﻬﺎ !

- ﺩﺧﻞ ﺍﻻﻛﻞ .

ﻫﺘﻒ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ، ﻓﺘﻤﺘﻢ ﺍﻷﻣﻴﻦ :

- ﻧﻌﻢ !!

ﺃﻋﺎﺩ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻗﻮﻟﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺤﺪﺓ ﺯﺍﺋﺪﺓ :

- ﻗﻠﺖ ﺩﺧﻞ ﺍﻻﻛﻞ ، ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺳﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻣﻴﻴﻦ ﺑﺮﺩﻭ ، ﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺶ ‏( 7 Stars ) ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻛﻞ ﻭ ﻻ ﺷﺮﺏ ﻛﻮﻳﺴﻴﻦ .. ﻧﻔﺬ ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺎ ﺍﻣﻴﻦ .

ﻟﻔﻆ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺃﺩﻱ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺗﻤﺎﻡ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ .. ﺣﺎﺿﺮ ﻫﺪﺧﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﺘﺶ .

ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻧﻈﺮﺗﺎ " ﻫﻨﺎ " ﻭ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺇﻟﻲ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﻤﺎ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻟﻸﻣﻴﻦ :

- ﺍﻧﺎ ﺟﻴﺖ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺧﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺭﻫﺎﺑﻴﺔ .

- ﻋﺎﺭﻑ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ ، ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺟﻪ ، ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻫﺎﻧﺰﻝ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﺟﺒﻬﻮﻟﻚ .

ﻭ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﻲ ﺃﻣﺮ " ﺃﻳﺎﺩ " ﺑﻄﻮﺍﻋﻴﺔ ..

ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺤﻨﺤﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻭ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ " ﺃﻳﺎﺩ " ﻭ ﺷﻜﺮﺗﻪ .. ﻓﻤﻨﺤﻬﺎ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ .. ﺧﻔﻀﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﺴﻢ ..

ﻣﺸﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺃﻣﻬﺎ ، ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻤﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻪ ﺳﺮﺕ ﺑﺄﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﺭﻋﺸﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻂ ..

ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻭ ﺃﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻌﻘﺐ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻟﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻥ ﺃﺑﺪﺍ ..

***************

ﻏﺪﺕ ﻋﻴﻨﺎ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺣﺰﻳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ، ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻣﻨﺬ ﻏﻴﺎﺏ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..

ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻮﻕ ﺁﺭﻳﻜﺔ ﻭﺛﻴﺮﺓ ﺑﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺍﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻼ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﻓﺄﺓ ﺣﻄﺐ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ، ﻭﻟﺞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺛﻐﺮﻩ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ..

ﺭﻣﻘﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻣﺤﺘﻘﻨﺔ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﺮﻛﺰ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ .. ﻛﺎﻧﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺃﻳﻀﺎ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ، ﺗﻤﺮ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﺭﺳﻮﻡ ﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻣﺒﻬﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ..

ﻭ ﺑﻤﺮﺡ ﺟﻠﺲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻣﻪ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺳﺎﻕ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻞ ﻳﺎ ﺩﻭﺩﻱ ، ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ !

ﻟﻢ ﺗﺠﺐ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﺤﺒﺒﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺷﻐﻠﻬﺎ ، ﻓﻌﻘﺪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺬﻣﺮ ﻣﺼﻄﻨﻊ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺍﻟﻠﻪ ! ﻣﺎﺑﺘﺮﺩﻳﺶ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎ ﺩﻭﺩﻱ ؟ ﺑﻘﻲ ﻛﺪﻩ ؟؟ !

ﺭﺩﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻓﻲ ﺣﺪﺓ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﻣﺎﻟﻜﺶ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﻴﺎ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ .

ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺨﻔﺔ ، ﺛﻢ ﻣﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ :

- ﻃﺐ ﻭ ﻟﻮ ﻣﺎﺳﻤﺤﺘﺶ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟

ﺗﺄﻓﻔﺖ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺣﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺧﻴﻬﺎ :

- ﺑﺺ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﺷﻮﻑ ﻣﺎﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻼ ﺩﻱ !

ﻭ ﻧﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﺏ ، ﻓﺘﻠﻤﺴﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻔﺤﺼﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻌﺠﺐ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﻭﺍﺍﻭ ! ﺣﺎﺟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﺠﺪ .

ﻭ ﺣﻮﻝ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﺃﻣﻪ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎ :

- ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺍﻓﺘﺤﻠﻚ ﺍﺗﻴﻠﻴﻪ ﻟﻴﻜﻲ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻳﺎ ﺩﻭﺩﻱ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻌﺮﺿﻲ ﻓﻴﻪ ﺷﻐﻠﻚ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﺩﻩ .

ﻗﺎﻟﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﺼﻼﺑﺔ ﻭﺍﺟﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ :

- ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﻣﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ .

ﺯﺍﻝ ﻣﺮﺡ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﺭﺩ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻝ :

- ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ! ﻟﺤﺪ ﺍﻣﺘﻲ ﻫﺘﻔﻀﻠﻲ ﻭﺍﺧﺪﺓ ﻣﻨﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻛﺪﻩ ؟؟ !

ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ " ﺩﻳﻨﺎﺭ :"

- ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﻟﺤﺪ ﺍﻣﺘﻲ .

ﺯﺍﺩ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :

- ﺳﺒﻖ ﻭ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺣﻜﻤﺖ ﺧﻼﺹ ﻭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﺗﻘﺴﻤﺖ ، ﻭ ﺳﺒﻖ ﻭ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﺑﺮﺩﻭ ﺍﻥ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺸﻲ ﺑﻤﺰﺍﺟﻪ ﻣﺤﺪﺵ ﺍﺟﺒﺮﻩ ﻳﻤﺸﻲ .

ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺪﻡ ﻭ ﺳﺨﻂ :

- ﺍﻧﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻧﻲ ﻏﻠﻄﺖ ﻏﻠﻄﺖ ﻋﻤﺮﻱ ﻟﻤﺎ ﻭﺍﻓﻘﺘﻚ ﻭ ﻣﺸﻴﺖ ﻭﺭﺍﻙ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﻛﻨﺖ ﻓﺮﺣﺎﻧﺔ ﺑﻴﻚ ﻭ ﻗﻠﺖ ﺍﺑﻨﻲ ﻛﺒﺮ ﻭ ﺍﻛﻴﺪ ﺍﻟﻠﻲ ﺷﺎﻳﻔﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺢ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺧﻴﺒﺖ ﺍﻣﻠﻲ ﻓﻴﻚ .

ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻘﺘﻀﺒﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻲ ﻃﻔﻞ ﻣﺘﻤﺮﺩ ، ﺛﻢ ﺇﺳﺘﻄﺮﺩﺕ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺤﻨﻖ :

- ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻓﻜﺮﺕ ﺍﺑﻮﻙ ﻋﺎﻳﺶ ﺍﺯﺍﻱ ﺩﻟﻮﻗﺖ ؟ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻫﻮ ﻓﻴﻦ ؟ ﺑﻴﺎﻛﻞ ﺍﺯﺍﻱ ؟ ﺑﻴﺸﺮﺏ ﺍﺯﺍﻱ ؟ ﺑﻴﻨﺎﻡ ﺍﺯﺍﻱ ؟ ﻫﺎ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ! ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻓﻴﻦ ﺩﻟﻮﻗﺖ ؟؟

ﺑﺒﺮﺩﻭ ﻭ ﻧﻔﺎﺫ ﺻﺒﺮ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ :"

- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﻫﻮ ﻓﻴﻦ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .

ﺗﺼﻠﺒﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺷﺎﺧﺼﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺒﺴﺮﻋﺔ ﺳﺄﻟﺘﻪ :

- ﻃﺐ ﻫﻮ ﻓﻴﻦ ؟ ﻫﻮ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ؟؟

ﺣﻚ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻃﺮﻑ ﺫﻗﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻣﺮﻫﻖ :

- ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻮﺭﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺻﺤﺒﻪ ﺍﺳﻤﻪ ﺭﺷﺪﻱ ﻫﻠﺒﺎﻭﻱ .

ﻗﻠﺒﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺍﻹﺳﻢ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ، ﺣﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﺬﻛﺎﺭﻩ ، ﻓﻬﺘﻔﺖ :

- ﺍﻳﻮﻩ ﺍﻳﻮﻩ ﺭﺷﺪﻱ ﻫﻠﺒﺎﻭﻱ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﺑﻮﻙ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻭﻱ .

ﺛﻢ ﺃﻧﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﺑﺲ ﺍﺯﺍﻱ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻓﻜﺮﺗﺶ ﺍﻧﻪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺮﻭﺣﻠﻪ ؟ ﺍﺯﺍﻱ ؟؟ !

- ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺑﺎﺑﻲ ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﻱ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟ !!

ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻣﺰﺩﺭ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺠﻔﺎﻑ :

- ﻣﺤﺪﺵ ﻗﺎﻟﻪ ﻳﻤﺸﻲ ﻭ ﻳﺴﻴﺐ ﺑﻴﺘﻪ .

ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﻘﻮﻟﻪ :

- ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻛﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻬﻢ .

ﺃﻃﻞ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻭ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻓﺘﺎﺑﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺎﺳﻤﺎ :

- ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺟﺎﻟﻲ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻳﺪ ﺭﺿﻮﻱ .

ﻃﺮﻓﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ :"

- ﻭ ﺩﻩ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻴﻦ ﺑﻘﻲ ؟؟

ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ :

- ﻣﺶ ﻫﺘﺼﺪﻗﻲ .. ﺍﻛﺮﻡ ﺍﻟﺼﻮﺍﻑ .

ﺇﺭﺗﻌﺪﺕ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺑﻬﻠﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻞ ﺇﺳﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺎﺣﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﻐﻀﺐ :

- ﻧﻌﻢ ! ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻘﻮﻟﻪ ﺩﻩ ؟ ﺍﻧﺖ ﺍﺯﺍﻱ ﺍﺻﻼ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺒﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﺩﻩ ﺍﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭ ﻳﻘﺎﺑﻠﻚ ؟ ﻷ ﻭ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﻛﻤﺎﻥ ﻳﻔﺎﺗﺤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻛﻤﺎﻥ ! ﺍﻧﺖ ﺍﺗﺠﻨﻨﺖ ؟؟

ﺣﺎﻭﻝ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺗﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ :

- ﺍﻫﺪﻱ ﺑﺲ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻭ ﺧﻠﻴﻜﻲ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻧﺘﻔﺎﻫﻢ .

ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﺣﺎﺭﻗﺔ ﺭﺩﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ :"

- ﻧﺘﻔﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻭﻟﺪ ؟ ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻓﺎﻛﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺶ ﻓﺎﻛﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺩﻩ ﻋﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻚ ؟؟ !

- ﻫﻮ ﺟﺎﻟﻲ ﻧﺪﻣﺎﻥ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻭ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﺭﺿﻮﻱ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ ﻭ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺗﺮﺟﻌﻠﻪ ، ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻛﻤﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﺎ .

ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ، ﻓﻬﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﻌﻨﻒ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻭﺍﻓﻖ ﺍﺭﺟﻊ ﻷﻛﺮﻡ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﺭﺟﻊ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺮﻑ ﺍﻟﺴﺎﻓﻞ ﺩﻩ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﻪ ﺍﻧﺖ ﺍﺯﺍﻱ ﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻭ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ !!

ﺣﺪﺟﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻫﺎﺩﺉ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺍﻛﺮﻡ ﺑﻘﻲ ﺍﻳﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻳﺎ ﺭﺿﻮﻱ ؟ !

ﺑﺤﺪﺓ ﺷﺮﺳﺔ ﺃﺟﺎﺑﺖ " ﺭﺿﻮﻱ :"

- ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ .

ﺗﺠﺎﻫﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺗﻌﻠﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﺗﺎﺑﻊ :

- ﺍﻛﺮﻡ ﺍﻟﺼﻮﺍﻑ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ .. ﺑﻘﻲ ﻳﺤﺘﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻭ ﺑﻘﻲ ﺭﺍﺟﻞ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﻣﺶ ﺣﺘﺔ ﺷﺎﺏ ﻛﺤﻴﺎﻥ ﺯﻱ ﺯﻣﺎﻥ ، ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻫﻮ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﺍﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﻭ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻌﻴﺸﻚ ﻣﻠﻜﺔ .

ﻇﻠﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻋﻠﻲ ﺫﻫﻮﻟﻬﺎ ﻭ ﺣﻨﻘﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﻕ ﻛﻼﻡ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ، ﺧﺎﻟﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﻠﻴﺎ ، ﻓﻬﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﺑﺠﺪ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺴﻤﻌﻪ ﻣﻨﻚ ! ﺩﻩ ﺍﻧﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ، ﺍﺯﺍﻱ ﻋﺎﻳﺰ ﺗﺮﻣﻴﻨﻲ ﺑﺄﻳﺪﻙ ﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟؟ !!

ﻫﻨﺎ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﻏﻀﺐ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﺼﺎﺡ ﺳﺎﺧﻄﺎ :

- ﺧﻼﺹ ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ ، ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺩﺭﻱ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﺼﻠﺤﺘﻚ .

ﺑﺪﺕ ﻋﻈﺎﻡ ﺃﺻﺎﺑﻊ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺗﺘﻘﻠﺺ ، ﻭ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻮﺭﺍ ..

ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﺮﻭﻟﺖ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻗﺎﺻﺪﺓ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ..

ﻧﻈﺮﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺇﻟﻲ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻮﻡ ﻭ ﻋﺘﺎﺏ ، ﻓﺘﻤﻠﻤﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﺘﺄﻓﻔﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻣﺎﺗﺒﺼﻠﻴﺶ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺑﺲ ﺧﻼﺹ ﺑﻘﻲ .. ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﻣﺶ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﺓ .. ﺍﻛﻴﺪ ﻣﺶ ﻫﻐﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ .

- ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻢ !

ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ " ﺣﻨﺔ " ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﻟﺘﻀﻊ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻﺣﻆ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻱ ..

ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺫﺍﺑﻠﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﺃﻳﻀﺎ ..

ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻪ :

- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ ؟ ﺷﻜﻠﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟

ﺑﺼﻮﺕ ﺷﺒﻪ ﻣﺘﺨﺪﺭ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ " ﺣﻨﺔ :"

- ﺑﻌﺎﻓﻴﺔ ﺷﻮﻳﺔ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻴﻪ .

ﺃﻃﻞ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻃﺐ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﺗﻌﺒﺎﻧﺔ ﺑﺘﺸﺘﻐﻠﻲ ﻟﻴﻪ ؟ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺗﺮﺗﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻙ ، ﻳﻼ ﺭﻭﺣﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﻄﻠﺐ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .

ﻭ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ، ﻓﺒﺎﻏﺘﺘﻪ ﺃﻣﻪ :

- ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺩﺍﻋﻲ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻫﻲ ﺭﺍﺣﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺘﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﺃﻟﺤﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺭﻓﻀﺖ .

ﺭﺩ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻣﻪ ﻋﻦ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ :

- ﺭﺍﺣﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ! ﻟﻴﻪ ؟؟

ﺇﺿﻄﺮﺑﺖ " ﺣﻨﺔ " ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺸﻚ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺸﻒ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﻏﺎﻣﺾ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﺇﺫ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ :

- ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻞ ﻭ ﻟﻸﺳﻒ ﺳﻘﻄﺖ .. ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .

ﺗﺼﻠﺒﺖ ﻣﻼﻣﺢ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻠﺐ ﺇﻟﻲ ﺗﺸﻨﺞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻏﺎﺿﺐ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺳﺘﺄﺫﻧﺖ " ﺣﻨﺔ " ﻭ ﺇﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﻨﻘﺬ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ...

ﺇﺻﻄﺤﺐ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺍﻟﺸﺎﺏ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺻﺪﻳﻖ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﺇﻟﻲ ﻗﺼﺮ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺠﺮﻭﻩ ﺟﺮﺍ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻜﺘﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﺮﺍﺡ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻖ ﻭ ﺇﺿﻄﺮﺍﺏ :

- ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻭﺍﺧﺪﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻋﻤﻠﺘﺶ ﺣﺎﺟﺔ !

ﻓﺘﺢ " ﺯﻳﻦ " ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺃﺳﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭ ﺩﻟﻒ ﺃﻭﻻ ..

ﻛﺎﻥ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺼﺮ ﻭ ﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ .. ﺇﻧﺘﺒﻪ ﺇﻟﻲ ﺻﻴﺎﺡ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺍﻟﻘﻠِﻖ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭ ، ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭ ﺑﺒﻂﺀ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻴﺒﺔ ، ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸﺮﺍﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ..

ﺩﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﻜﺘﺒﻪ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺑﺘﻠﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﻳﻘﻪ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺮﻳﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﻗﺪ ﺛﻠﺠﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻟﻠﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺼﻒ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..

ﻭﻗﻒ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺤﺪﺟﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻋﺪﺓ ﻟﺒﺮﻫﺔ ، ﺛﻢ ﻫﺘﻒ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻟـ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻦ " ﺷﺎﺩﻱ :"

- ﺍﻃﻠﻌﻮﺍ ﺑﺮﺍ ﻛﻠﻜﻮﺍ .. ﻭ ﺇﺳﺘﻨﻮﺍ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ .

ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ " ﺯﻳﻦ " ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﻤﺘﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻣﺆﺧﺮﺍ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻜﻦ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻳﺠﺘﺬﺏ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻣﻦ ﻳﺎﻗﺔ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻗﺎﺋﻼ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺤﻖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﻐﻀﺐ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ :

- ﻣﺰﻗﻮﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﻦ ﻳﺎﺽ ؟ ﺣﺪ ﺯﻗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻻ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ؟؟

ﺇﺯﺩﺭﺩ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺭﻳﻘﻪ ﺑﺨﻮﻑ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﻣﺰﻗﻮﻕ ﺍﻳﻪ ﺑﺲ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ! ﺍﻛﻴﺪ ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﺩﻩ ﺻﺤﺒﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺁﺍ ﺁﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻩ ..

ﻗﺎﻃﻌﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﺭﻛﻠﻪ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﺮﻛﺒﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻣﻌﺪﺗﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..

ﺃﺟﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺤﻨﺎﺀ .. ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻴﻠﺘﻘﻂ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺣﺘﻲ ﻭ ﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺛﻢ ﺿﻢ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺑﻐﻀﺐ ﻭ ﺳﺪﺩ ﻟﻪ ﺃﻭﻝ ﻟﻜﻤﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺃﺳﻔﻞ ﻓﻜﻪ ، ﻭ ﻇﻞ ﻳﻜﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﺈﻧﺒﺜﻘﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..

ﺃﻣﺴﻚ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺘﻼﺑﻴﺒﻪ ﻭ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻨﻪ ﻣﺰﻣﺠﺮﺍ :

- ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﺍﻧﻲ ﻣﺎﺑﺴﻴﺒﺶ ﺣﻘﻲ .. ﻭ ﻣﺎﺑﺴﺎﻣﺤﺶ ﻭ ﻻ ﺑﺮﺣﻢ ﺣﺪ ﻏﻠﻂ ﻣﻌﺎﻳﺎ .

ﺭﺩ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻓﻲ ﻭﻫﻦ ﻣﺘﺄﻭﻫﺎ :

- ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﺫﻧﺐ ، ﺷﻬﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺍﺟﺒﻠﻪ ﺍﻟﺒﻮﺩﺭﺓ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺑﺠﺒﻬﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ .

ﺗﻘﻠﺺ ﻓﻢ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻐﻀﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺼﻮﺕ ﻛﺪﻭﻱ ﺍﻟﺮﻋﺪ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺘﻌﺘﺮﻑ ﺍﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻠﻲ

ﺣﻄﻴﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﻋﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺳﺦ ﺩﻩ ﻳﺎ ﻛﻠﺐ .

ﺗﻠﻌﺜﻢ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ :

- ﻟـ ﻷ ﻷ ﻳﺎ ﺑـ ﺑﺎﺷﺎ ﺁﺍ ..

- ﺑﺎﺷﺎ !!

ﻗﺎﻃﻌﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺘﻬﻜﻢ ﻻﺫﻉ ، ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :

- ﺑﺎﺷﺎ ﻣﻴﻦ ﻳﺎﻻ ؟ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ .. ﻣﺎﻳﻐﺮﻛﺶ ﻣﻨﻈﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﻭﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﺩﻩ .. ﺍﻧﺎ ﺍﺗﺮﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﻭ ﺳﻴﺪﻱ ﺳﺎﻟﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺍﺑﻘﻲ ﺑﺎﺷﺎ .

ﻗﺎﻝ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺑﺈﻋﻴﺎﺀ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ :

- ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺑﻘﻲ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ، ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻫﻞ ﻭ ﻋﺰﻭﺓ ﻭ ﻧﺎﺱ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻮ ﺟﺮﺍﻟﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻫﻠﻲ ﻣﺶ ﻫﻴﺴﻜﺘﻮﺍ .

ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﻔﻖ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻋﻪ ، ﺇﺫ ﺇﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺣﺸﻴﺔ ..

ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑـ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻟﻴﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪﻭﻱ ﻗﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻜﻤﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﻏﻀﺒﻪ ..

ﺗﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻧﻒ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﺪﺭ ﺻﻮﺕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻌﻨﻒ :

- ﻃﺐ ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﻷﺧﻠﻲ ﺍﻫﻠﻚ ﻭ ﻧﺎﺳﻚ ﺩﻭﻝ ﻳﺘﺤﺴﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺑﻦ ﺍﻟـ ***

ﺛﻢ ﺇﻧﺪﻓﻊ ﺻﻮﺑﻪ ﻭ ﻋﺎﺟﻠﻪ ﺑﻠﻜﻤﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻫﻮﺕ ﺑﻪ ﺃﺭﺿﺎ .. ﺃﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺮﻛﻼﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺻﺮﺍﺥ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺡ ﻳﻨﺰﻑ ﺩﻣﺎ ﻏﺰﻳﺮﺍ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻬﺰﻳﻞ ..

ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ، ﺧﺮﺝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻣﺨﻠﻔﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺟﺴﺪ " ﺷﺎﺩﻱ " ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻮ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﺭﻩ ﻳﻌﻠﻮ ﻭ ﻳﻬﺒﻂ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻻﻫﺚ ﺧﺸﻦ :

- ﺗﻜﻤﻠﻮﺍ ﻋﺎﻟﻜﻠﺐ ﺩﻩ .

ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺼﻒ ﺇﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻛﺘﺴﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭ ﺻﻮﺗﻪ ﻭ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺷﺮﺍﺳﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻴﻒ ﺑﺼﻮﺕ ﻗﺬﻑ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ " ﺷﺎﺩﻱ :"

- ﻛﺴﺮﻭﻩ .. ﻋﺎﻳﺰﻩ ﻳﺮﺟﻊ ﻷﻫﻠﻪ ﻣﺪﻏﺪﻍ .. ﻣﻔﻬﻮﻡ ؟؟

ﻫﺘﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺿﺨﻤﺎ ﺃﺻﻠﻊ ﻟﻪ ﺷﺎﺭﺑﺎ ﻭ ﻟﺤﻴﺔ ﻛﺜﺎﻥ :

- ﻣﻔﻬﻮﻡ ، ﺍﻭﺍﻣﺮﻙ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ !

ﻛﺎﻥ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺁﻻﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻩ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺪﻱ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻵﻟﻢ ﻭ ﺟﺎﻫﺪ ﺣﺘﻲ ﺻﺮﺥ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﺼﻮﺕ ﺿﻌﻴﻒ :

- ﻷ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ .. ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ .. ﺳﻴﺒﻨﻲ ﺍﻣﺸﻲ ﺍﺑﻮﺱ ﺍﻳﺪﻙ .

ﻟﻜﻦ ﺗﻮﺳﻼﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ، ﺇﺫ ﺗﻮﺍﺭﻱ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﻭ ﺃﻗﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭ ﺍﻟﺸﺮ ..

ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﺭ " ﺷﺎﺩﻱ " ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺻﻴﺤﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﺄﻭﻫﺎﺗﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ..

ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻏﻤﺾ " ﺯﻳﻦ " ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ، ﻓﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﺎ ...

**************

ﺃﻣﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺣﺘﻲ ﺯﺣﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ..

ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺛﺎﺙ ، ﻓﻘﻂ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ..

ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺳﻤﻨﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ .. ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﺴﺄﻡ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ، ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﺤﺎﻝ ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ ﺭﻣﺎﺩﻳﺎ ﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺭﺗﺎﺑﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺰﺓ ﺇﺿﺎﺀﺗﻪ ﻳﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎ ﻛﺄﺯﻳﺰ ﻧﺤﻠﺔ ﻟﺰﺟﺔ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻟﺤﺎﺡ ..

ﻭ ﺧﻼﻝ ﻟﺤﻈﺎﺕ .. ﺷﺮﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ..

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﻮﺗﺎ ﻣﺤﺘﻮﻣﺎ - ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﻋﻤﻬﺎ ﺇﺯﺍﺣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻫﺎ - ..

ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ، ﻓﺘﻠﻚ ﺗﻬﻤﺔ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ﻣﺸﺪﺩﺓ ..

ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﻫﻴﻨﺎ ﺃﺑﺪﺍ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻧﺼﺒﺖ ﻟﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﺼﺪﻗﻬﺎ ؟

ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﺘﻪ ﺣﺘﻲ ﺍﻷﻥ ، ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺃﻣﺮﺍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﻨﺒﻪ .. ﺇﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺸﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤِﺤﻨﺔ ..

ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻨﺒﺄ ﻣﻮﺗﻬﺎ .. ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ..

ﺣﺘﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ .. ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ..

ﺳﺘﺤﺰﻥ ﺣﺰﻧﺎ ﺟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺫﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ ﻃﻮﻳﻞ ، ﻭ ﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮﻫﺎ ﺑﺪﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ..

ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﻤﻬﺎ ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ! .. ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ..

ﺃﻓﺎﻗﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮ ﺃﺭﺗﺠﺎﻓﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺳﺮﺕ ﺑﺄﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﺪﺕ ﺣﺪﺗﻪ ﻣﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ .. ﻓﺈﺣﺘﻀﻨﺖ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭ ﺿﻤﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻥ ، ﺛﻢ ﺧﺒﺄﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺤﺰﻧﻬﺎ ..

ﻓﻘﺪ ﺻﺒﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺧﻼﻝ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭ ﺑﺎﺕ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﻧﻬﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ..

ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﺘﻠﺬﺫ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﻭ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻋﺰﻣﻬﺎ ﻭ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ..

ﻓﺤﺘﻲ ﺍﻷﻥ ﺟﺎﺑﻬﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺒﻮﺡ ﺑﻔﺸﻠﻬﺎ ..

ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﻣﺨﺎﻭﻓﻬﺎ ﻭ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ .. ﺇﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﺪﻟﻒ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ، ﻭ ﻳﻀﻊ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ ﻛﻤﺎ ﺁﺗﻲ ..

ﺇﺷﺘﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﻄﺎﺓ ﺑﺎﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ ، ﻭ ﻓﻮﺭﺍ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ..

ﻭ ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺣﻴﻦ ﻻﺣﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " .. ﻓﻄﻌﺎﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻳﺪﻳﻬﺎ ..

ﻭ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋﻌﺔ ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ، ﺃﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﻟﻮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ ..

ﻟﻢ ﺗﺤﺴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﺘﻪ ﻗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺗﻠﻤﻠﻢ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﻒ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺿﻌﻔﻬﺎ ، ﻣﻘﺮﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﻟﻺﻧﻬﻴﺎﺭ ...

**************

ﺳﻤﻊ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻃﺮﻗﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺏ ﺣﺠﺮﺗﻪ ، ﻓﺴﺎﺭﻉ ﺑﻔﺘﺤﻪ ﻟﻴﺠﺪ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻳﻠﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺻﺤﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :

- ﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺯﻱ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻉ ﻻ ﻓﻄﺮﺕ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻭ ﻻ ﺍﺗﻐﺪﻳﺖ ، ﻗﻠﺖ ﺍﺟﺒﻠﻚ ﻃﺒﻖ ﺷﻮﺭﺑﺔ ﺳﺨﻦ ﻳﺪﻓﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﺞ ﺩﻩ .

ﻓﺸﻞ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﻓﻤﻪ ، ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻭ ﺇﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮﺓ ﻭ ﺟﻠﺲ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺎ ..

ﻗﻄﺐ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ ﻣﺰﺍﺝ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺴﺊ ، ﻓﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻭ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ، ﻭ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻦ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺼﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﻌﺪﻳﻬﻤﺎ ، ﺛﻢ ﺣﺪﺟﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ :

- ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ؟ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟ ﻭ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻧﺰﻟﻚ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺪﺭﻱ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﻭ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻲ ! ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻦ ؟ ﻗﻠﻘﺘﻨﻲ ﻋﻠﻴﻚ !!

ﺑﺪﺍ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﺨﺎﺫﻝ :

- ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻭﻱ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ ، ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻟﻮ ﻣﺎﻗﺪﺭﺗﺶ ﺍﻧﻘﺬﻫﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺘﻀﻴﻊ .

ﺻﺎﺡ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﻘﻠﻖ :

- ﻛﻔﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮ ! ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ؟ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ؟؟

ﺗﻨﻬﺪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺄﺳﻲ ، ﺛﻢ ﺭﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﻄﻮﻟﺔ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ .. :

- ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ !

ﻫﺘﻒ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﺮﺏ ﻛﻔﻴﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ، ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﻐﻀﺐ :

- ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﺩﻩ ﻭ ﻻ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻳﻪ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﻭ ﺍﻃﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ *** .. ﺍﻧﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺍﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻟﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺩﻱ ؟؟

ﻫﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺭﺃﺳﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺼﺪﺭﻩ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻘﻮﺓ :

- ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ .

ﺗﻘﻠﺺ ﻭﺟﻪ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﺤﻨﻖ ﻣﺰﺩﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ :

- ﻃﺐ ﻫﻮ ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟

- ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺘﻠﻚ .. ﺑﻴﻨﺘﻘﻢ ﻷﺑﻮﻩ .

- ﺍﻳﻮﻩ ﺑﺲ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻙ ﺫﻧﺒﻬﺎ ﺍﻳﻪ ؟؟ !

ﻫﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓ :

- ﺍﻓﺘﺮﻱ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﺎﻣﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺑﺪﺍ ﻟﻮ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺟﺮﺍﻟﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺍﻧﻲ ﺍﺣﻤﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻲ ﻋﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﺧﺮ ﺣﺪ ﺑﺎﻗﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻲ ﺍﺣﺲ ﺑﻌﺠﺰﻱ .. ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ .

ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺇﺳﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ، ﻓﻤﺪ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻳﺪﻩ ﻭ ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻷﺟﺶ :

- ﺑﺲ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ .. ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻙ ﻫﺘﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺩﻱ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺧﻴﺮ .. ﻭ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ .

- ﻳﺎ ﺭﺏ !

ﺭﺩﺩ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﻜﺘﺌﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻖ ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ .. ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ..

ﺗﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﻥ ؟؟ !

****************

ﺷﻌﺮﺕ " ﺣﻨﺔ " ﺑﺮﻋﺸﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺮﻱ ﺑﺄﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﺪﺕ ﺣﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﺒﻘﻮﻫﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭ ﻻﺫﻭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻑﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﻜﻴﺔ ..

ﺃﺗﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺧﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺧﺼﺮﻫﺎ .. ﺷﻬﻘﺖ " ﺣﻨﺔ " ﻓﺰﻋﺔ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ، ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻟﺘﺼﻄﺪﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺐ ..

ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻳﻔﺘﺮﺵ ﻣﺤﻴﺎﻩ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺘﻴﻦ ﺗﺒﻌﺜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﺭ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺃﺩﺍﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﻌﻨﻒ ﻭ ﺩﻓﻌﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺣﺘﻲ ﺇﺟﺘﺎﺯﺍ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ، ﻭ ﺻﻌﺪﺍ ﺍﻟﺪﺭﺝ ، ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ..

ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀﻫﻤﺎ ﺑﺮﻛﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻏﺮﺯ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﻔﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﺑﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻠﻘﺘﻬﺎ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻤﺴﻚ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺼﻮﺑﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺯﺃﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻧﺰﻝ ﺩﻩ .. ﻧﺰﻝ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﻟﻴﻪ ؟؟

ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﺯ ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ، ﻭ ﺇﺭﺗﺠﺎﻑ ﻋﻀﻼﺕ ﺻﺪﻏﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎﻥ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻗﺼﻲ ﺣﺪ ، ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻨﺒﺲ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ..

ﺇﺭﺗﺠﻒ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻓﻬﺰﻫﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻐﻤﻐﻤﺎ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :

- ﺍﻧﻄﻘﻲ ! ﺍﺗﻜﻠﻤﻲ ﻧﺰﻟﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﻟﻴﻪ ؟؟

ﻫﻨﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﺴﻬﺎ " ﺣﻨﺔ " ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺗﺤﺠﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ، ﻓﺄﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺘﻄﻴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺃﺫ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺮﺗﻌﺶ :

- ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻧﻲ ﺣﺎﻣﻞ .. ﺧﻮﻓﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ ﺩﻩ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ .. ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻲ ﻣﺎﺑﺤﺒﻮﺵ ﻭ ﺍﻧﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺧﻠﻒ ﻣﻨﻪ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ﺭﻭﺣﺖ ﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ .

ﺇﺣﺘﻘﻦ ﻭﺟﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :

- ﻭ ﺟﺒﺘﻲ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﻣﻨﻴﻦ ؟ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺯﻱ ﺩﻱ ﺑﺘﺘﻜﻠﻒ ﻓﻠﻮﺱ ﻛﺘﻴﺮ .

ﻋﻀﺖ " ﺣﻨﺔ " ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻭﺍﻫﻨﺔ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ :

- ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﻳﻤﺎ ﺑﺘﺪﻳﻬﺎﻟﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺑﺸﻴﻠﻬﺎ ، ﻣﺎﺻﺮﻓﺘﺶ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻴﻢ .

ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﻏﻀﺒﻪ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ :

- ﻭ ﺍﻓﺮﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻚ ﺩﻩ ﺍﺑﻨﻲ ﺍﻧﺎ ! ﻗﺘﻠﺘﻲ ﺍﺑﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ ؟؟

ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺑﺢ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ :

- ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻋﺮﻑ ﺩﻩ ﻣﻦ ﻣﻴﻦ ﻓﻴﻜﻮﺍ ! ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﺗﻔﻬﻤﻨﻲ ﺍﻧﻚ ﺯﻋﻼﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ ؟ ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻧﺖ ﻫﺘﺘﺒﺴﻂ ﻣﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻧﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ .

ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻭ ﺃﺣﻨﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ، ﻓﺈﺳﺘﻘﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﺍﻟﻼﻣﻊ ..

ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻟﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ، ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻧﻘﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺸﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ..

ﻭ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻠﻴﺢ ، ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺑﻼ ﺭﺟﻌﺔ ..

ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺴﺎﺭ :

- ﺍﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺩﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺑﺤﺒﻚ .. ﻣﺎﻗﺪﺭﺵ ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻀﺎﻳﻘﻚ ﻓﺘﺒﻌﺪ ﻋﻨﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻔﺔ .

ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ ﺧﻔﻀﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺭﺽ ..

ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﺾ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻋﺘﺬﺍﺭﻫﺎ ، ﻭ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺎ ﻓﺴﺪ ﻗﺪ ﻭﻟﺖ ..

ﻭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ، ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﻜﻔﻪ ﺍﻟﻐﻠﻴﻆ ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺫﻗﻨﻬﺎ ﺑﺈﺑﻬﺎﻣﻪ ﺣﺘﻲ ﺇﺿﻄﺮﺕ " ﺣﻨﺔ " ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻪ ..

ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻬﺎ ، ﻓﺤﺒﺴﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺳﺤﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﻤﺲ :

- ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻗﺪﺭﺵ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ .. ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﻛﺪﻩ ﻛﻮﻳﺲ .. ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺍﻧﺎ ﺣﺒﻴﺘﻚ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﻟﻴﻪ ! ﻟﻜﻦ ﺍﻫﻮ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ، ﺍﻧﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺑﺮﺗﺎﺡ ﺍﻻ ﻭ ﺍﻧﺎﻣﻌﺎﻛﻲ ، ﺍﻧﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻔﻬﻤﻴﻨﻲ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺍﺗﻜﻠﻢ .. ﺣﺒﻚ ﻟﻴﺎ ﻭ ﺣﻨﻴﺘﻚ ﻭ ﺧﻮﻓﻚ ﻋﻠﻴﺎ ﺩﻭﻝ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻣﺨﻠﻴﺎ ﺣﺒﻚ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺒﻠﻪ .

ﻫﺪﺃﺕ ﺛﻮﺭﺗﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﺤﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ ، ﻭ ﺗﺄﻟﻘﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺤﺒﻚ ﺍﻭﻱ ﺍﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﺎﻗﺪﺭﺵ ﺍﺳﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﺍﺑﺪﺍ .

ﺃﻣﺴﻚ ﺇﺣﺪﻱ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﺗﻴﻦ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭﻩ ، ﻭ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻓﻤﻪ ﻣﻘﺒﻼ ﺃﻳﺎﻫﺎ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ..

ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ :

- ﺑﺲ ﻣﺶ ﻣﻌﻨﻲ ﻛﺪﻩ ﺍﻧﻚ ﻣﺎﻏﻠﻄﻴﺶ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﻘﻮﻟﻴﻠﻲ ﺍﻧﻚ ﺣﺎﻣﻞ .. ﻋﺮﺿﺘﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻭ ﻗﺘﻠﺘﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ! ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺍﻭﻓﻖ ﺍﻧﻚ ﺗﺨﻠﻴﻪ !!

- ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﻩ ﻣﻨﻚ ﻭ ﻻ ﻷ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻧﺎ ﺧﺪﻣﺘﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻴﻪ .. ﻃﻠﻌﺖ ﻭ ﻻ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﻔﻀﻞ ﺣﺘﺔ ﺧﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ .. ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻳﺸﻄﺢ ﺑﻴﺎ ﺍﻭﻱ ﻭ ﺍﺗﺨﻴﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻴﺎ ﻭﻻﺩ ﻣﻨﻚ ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺩﻱ ﺍﻣﻨﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ ، ﺍﻧﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺟﺒﻠﻚ ﻭﻻﺩﻙ .

ﺷﺪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻟﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺤﺪﺓ :

- ﺍﻭﻻ 100 ﻣﺮﺓ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻟﻤﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻟﻮﺣﺪﻧﺎ ﺍﺳﻤﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﺲ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﺑﻴﻪ ، ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﻴﺶ ﺧﺪﺍﻣﺔ ﺗﺎﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺳﻤﻌﻚ ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺩﻱ ﺗﺎﻧﻲ ﺍﺑﺪﺍ ﻓﺎﻫﻤﺔ ؟؟

ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺭﺟﻔﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻋﺘﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ :

- ﻫﻲ ﺩﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .. ﺍﻧﺎ ﺧﺪﻣﺘﻚ ، ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﻛﻮﻥ ﺟﻤﺒﻚ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻱ ﻻﺯﻡ ﺍﺑﻘﻲ ﺧﺪﺍﻣﺔ .

ﻗﺎﻝ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﻐﻀﺐ ﻣﺰﻣﺠﺮﺍ :

- ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﻴﺶ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺩﻱ !

ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :

- ﺣﺎﺿﺮ .. ﻣﺶ ﻫﻘﻮﻟﻬﺎ .

ﻭ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﻜﻬﺮﺏ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻤﺎ ﻭ ﺭﻏﺒﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ..

ﻓﻘﺎﻡ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﺣﺎﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﻘﺒﻞ ﻭ ﺗﻮﺯﻋﺖ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ..

ﻛﺎﻧﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺗﺘﻠﻮﻱ ﺷﺒﻘﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻌﻲ ﺟﺎﺋﻌﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ، ﻓﺈﺳﺘﺠﺎﺏ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻟﻴﺘﻠﻄﺨﺎ ﻣﻌﺎ ﺑﻄﻴﻦ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ...

***************

ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ..

ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻨﻮﺭﻫﺎ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺳﺪﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻼﻃﻬﺎ ﺍﻷﺳﻤﻨﺘﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻃﻮﺍﻝ ﻭ ﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ..

ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ ..

ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻣﺘﺄﻭﻫﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻋﻀﻠﺔ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻹﻧﻬﺎﻙ ﺍﻟﺠﺎﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ..

ﺇﺳﺘﻮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻱ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ، ﻭ ﺑﺪﺧﻮﻟﻪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻴﺼﻄﺤﺒﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺘﺐ " ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ " ..

ﺭﺍﻓﻘﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﺼﻠﺐ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻵﻟﻢ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﺊ .. ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﺰ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ..

ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺗﻠﺞ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﻓﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﻋﺘﺒﺘﻪ ﺑﻘﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﻗﺎﺋﻼ :

- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ .

ﺭﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﺟﻢ :

- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ .

- ﻋﻨﺪﻙ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ .. ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻬﻢ ﺍﻭﻱ ﺟﻪ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺸﻮﻓﻚ .

ﻗﻄﺒﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﺩﺩ :

- ﺣﺪ ﻣﻬﻢ ﺟﺎﻱ ﻳﺸﻮﻓﻨﻲ ﺍﻧﺎ ! ﻣﻴﻦ ﺩﻩ ؟؟

- ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ .

ﻭ ﻫﻨﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ ، ﺇﺫ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ !

ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻟﺘﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﻮﺣﺶ ..

ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻛﺎﻟﻤﺼﻌﻮﻗﺔ ، ﻭ ﺇﻧﺘﻔﻀﺖ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﻒ ..

ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﻟﺪ ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﺎ ..

ﻛﺎﻥ " ﻋﺎﺻﻢ " .. " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ﺷﺨﺼﻴﺎ ... !!!

*****************

ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..

ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﻋﺪﺕ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﻓﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﻧﻀﻤﺎﻡ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻭ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻟﻴﻬﺎ ..

ﺇﻻ ﺃﻥ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻓﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺘﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﺤﻴﺮﺓ :

- ﺍﻟﻠﻪ ! ﺍﻭﻣﺎﻝ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻣﺎﻧﺰﻟﺶ ﻟﻴﻪ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻔﻄﺮ ؟ !

- ﺗﻼﻗﻴﻪ ﻟﺴﺎ ﻧﺎﻳﻢ .

ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻓﻲ ﻻﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻛﺮﺳﻲ ﻭ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻮﻗﻪ ﺛﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﺔ ﻟﻘﻠﻖ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﺰﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :

- ﻷ ، ﺩﻩ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﺪﻩ ! ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺴﻌﺔ ﻭ ﻧﺺ .. ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﺩﻩ ﺍﺗﺄﺧﺮ ﺍﻭﻱ ﻋﺎﻟﺸﺮﻛﺔ .

ﺛﻢ ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﻋﻔﻮﻳﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﻫﻄﻠﻊ ﺍﺻﺤﻴﻪ .

ﻭ ﺻﻌﺪﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺇﺑﻨﻬﺎ ..

ﺃﺩﺍﺭﺕ ﻣﻘﺒﺾ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻭ ﻭﻟﺠﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .. ﻟﺘﺘﺴﻊ ﺣﺪﻗﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻭ ﻟﺘﺘﺠﻤﺪ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﺫﺍﻫﻠﺔ ، ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺍﻷﻥ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ !

ﺇﺑﻨﻬﺎ .. ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ .. ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﺎﺭﻳﺎﻥ !

ﻳﻄﻮﻗﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺬﺭﺍﻋﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻫﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻱ ﻣﻼﺀﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ .... !!!!

ﻳﺘﺒﻊ ...تفااعلوا يا حلوين 😍💪🏻


تابعووووني للروايات الكامله والحصريه



بداية الروايه من هنا



انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هناااااا



الروايات الحديثه من هنا



جميع الروايات الكامله من هنا



تعليقات

close