رواية زواج اضطراري بقلم هدير محمود الفصل الخامس والسادس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات
![]() |
البارت 5
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟ أنه صوت عمها وليس بمفرده بل ومعه زوجته أيضا ظلت مريم بغرفتها لترى ماذا سيقول أدهم ؟وكيف سيخبر عمها بخبر طلاقهم هذا وأسبابه وذلك بعد شهر واحد من زواجهم ..انتظرت في غرفتها حوالي ربع ساعة قبل أن يأتي أدهم إليها ..طرق على الباب طرقات خفيفة ثم دخل قال لها وهو متحاشيا النظر إلى وجهها :
-بابا وماما بره
-سمعت
-أنا مقولتش حاجة عن اللي حصل دلوقتي بابا تعبان وجه هنا عشان يكشف ويعمل أشعة وتحاليل وهيقعدوا معانا كام يوم ومكنش ينفع أقوله اللي حصل ممكن يتعب أكتر احنا منعرفش هو ماله أصلا وكمان خبر زي ده منعرفش وقعه أيه عليه وهنبقا ثبتنا الكلام اللي اتقال عنك في البلد وبدل ما كنت متجوزك عشان سمعة عمي هبقا نيلت الدنيا أكتر
-مريم بلهجة ساخرة : سمعة عمك! ههههه حلوة ديه أنتا نيلتها من اللحظة اللي شكيت فيها في بنته وصدقت عنها الكلام اللي اتقال لأ مش بس كده ده أنتا قولت أكتر من اللي أي حد قاله
-مش وقته الكلام ده دلوقتي خلينا نخرجلهم ونبقا نتكلم بعدين أنا قولتلهم أنك مريحة جوه شوية وإني داخل أصحيكي هسيبك تغيري هدومك بسرعة وتطلعيلنا بره امسحي وشك ده عشان محدش ياخد باله أنك كنتي معيطة ومتتأخريش
-ماشي
في الريسبشن ..
-مريم بتغير هدومها وجاية حالا البيت نور بيكم يا بوي
-ابتسم والده قائلا : بوي أيه يا ولدي هو أنتا عمرك أتحددت صعيدي ما لغوة مصر وبلاد الخواجات نسيتك لغوتك ومبجيتش تتحدت بيها
-هههههه ماشي يا حج أنا قولت أفرحك شوية يعني ..بس قولي يا حجوج أنتا كبرت ولا أيه مش شايف أمي لسة شباب أزاي عجزتك أنتا وفضلت هي زي ما هي ولا كأنها داخلة عل الستين
-ردت والدته :ستين أيه يا واد أمك لساتها ف التلاتين
-طب يا ولية جولي في الاربعين
-أدهم بمزاح :ههههههه أه كده بقا انتا هتعدي الخطوط الحمرا يا حج
وفي تلك الاثناء أتت مريم محاولة التظاهر بابتسامة ونظرت لهم مرحبة :
-أيه الزيارة الحلوة أوى ديه يا عمي نورتونا والله أنتا وطنط
-قالت لها زوجة عمها وهي تحتضنها : منور بيكي يا عروستنا
-اتجهت مريم نحو عمها وذهبت هي لاحتضانه : أيه يا عمي ألف سلامة عليك أدهم بيقولي أنك تعبان ما أنتا زي الفل أهوه
-الحمد لله يا بتي شوية تعب بسيط وهيروح لحاله بس مرت عمك بتجلج عليا حبتين جالت لازمن ندلى على مصرجولتلها نكشف هناك هو يعني الصعيد مفيهوش حكما جالتلي لأ لازمن ولدي هو اللي يطمني وبالمرة نطمن عليكوا
-احنا بخير طول ما أنتو بخير يا عمي
-والد أدهم :اسكت يا أدهم يا ولدي من ساعت الكلام اللي دار بينك وبين أحمد خال مريم والكل اتخرس وحطوا لسانتهم جوه خشمهم وده خلاني أحمد ربنا أني جوزتك ل بت عمك عشان أنتا أكتر واحد هيحافظ عليها وتحميها بعدي ربنا يخليكوا لبعض يا ولاد
-تسلم يا حج وربنا يخليك لينا أنتا والحجة
-والد أدهم وقد وجه بصره تلقاء مريم الجالسة بجواره :ألا صحيح يا بتي أدهم عامل معاكي أيه
-قالت زوجته مقاطعة : أدهم ولدي هو في زييه ده سيد الرجالة ولد أصول ولد الحاج محمود
-رد عليها زوجها قائلا : طبعا مين يشهد للعريس يا ولية سيبي العروسة هي اللي تجول
-نظرت مريم ل أدهم نظرة بها كل الحزن والوجع لكن سرعان ما اتجهت بنظرها لعمها وقالت بابتسامه مصطنعه : فعلا يا عمي مفيش زي أدهم بيدافع عني ويجبلي حقي سند حقيقي وضهر خلاني أعرف قد أيه ربنا بيحبني عشان رزقني بيه كفاية إني مبقتش خايفة من حاجة ولا من حد وأنا معاه وكفاية أنه دايما واثق فيا وعمره ما بيفكر يجرحني أو يوجهلي أي أهانة هو ده الراجل الصح يا عمي
تعجب أدهم من حديثها الغير متوقع عنه
شعركأنها قد صفعته على وجهه وندم على حديثه معها ف استرق نظرة سريعه لها ثم وجه بصره لوالده قائلا :
-مريم مش بنت عمي وبس ديه حتة مني يا حج متخافش عليها ف عنيا
-نظرت له والدته بحب قائلة : الله اكبر عليكوا يا ولاد ماشاء الله عليكوا أجده نحسدكوا يا ولدي
-لأ يا حاجة عين الحبايب مبتحسدش ثم أردف قائلا :طيب هطلب غدا بقا لأن مريم جت مرهقة ومعملتش غدا لسة وأكيد أنتو جوعتوا ف نجيب أي حاجة دليفري
-لأ يا ولدي هي ديه حاجة تفوتني أني جايبة معايا وكل من اللي جلبك يحبه بط ورز معمر بالسمن البلدي وحمام
-أيه كل ده يا أمي بس ليه تعبتي نفسك وكمان شايلين كل ده
-ووه أمال العروسة توجف في المطبخ وتتعب نفسيها يلا يا مريم يا بتي ندخل المطبخ نحضرلهم الوكل
-قالت مريم : متتعبيش نفسك يا طنط أنا هحضر كل حاجة أنتي ادخلي غيري هدومك وأنا هجهز الغدا
-لا يا بتي والله ما يحصل لازمن أكون معاكي هو الأكل بس ناجص يتسخن تعالى يا ولدي وريني هننعس فين
هنا انتبه أدهم أن غرفة مريم بها ملابسها ماذا عليه أن يقول لوالدته وهي أيضا وجدته قد أيقظها من تلك الغرفة وغرفته بها كل ملابسه ماذا عليه أن يفعل وهنا قاطعته والدته وهي تهتف باسمه
-أدهم أدهم يا ولدي
-نعم يا أمي
-أيه يا ولدي أنتا مخبرش وين طريج الأوضة
-لا تعالي يا أمي اتفضلي من هنا
-وه يا ولدي هي ديه أوضتكم
-لا أوضتنا هناك مش ديه
-أمال ليه مرتك كانت نعسانه فيها وخلجاتها كمان اهنه طمني عليكوا يا ولدي أوعاك تكون لسه مجربتلهاش ؟
-لأ أزاي بس يا أمي كل الحكاية إني زي ما أنتي عارفة أنا نومي وحش وبتقلب كتيير ف بخاف مريم متعرفش تنام جنبي براحتها ف كل واحد فينا بينام في أوضة وعلى فكرة بره كمان بيعملوا كده
-ووه كل واحد ينام ف أوضه وديه تاجي أزاي؟! هية ناجصة كمان تجاليع بره وجوه اللي خبراه أن الراجل ومرته بيناموا ف فرشة واحدة أمال يبجوا متجوزين أزاي ؟
-أدينا هنام ف أوضة واحدة أهوه يا ست الكل يلا بقا حطي هدومك وهدوم الحج ولو في أي حاجة ناقصاكي أندهي عليا
-تسلم يا ولدي
خرج أدهم من الغرفة وأشار ل مريم بيده قائلا بصوت خافت :
- مريم بعد أذنك تعالى ثواني
-في أيه ؟
-أمي سألتني ليه هدوم مراتك هنا قولتلها أن كل واحد فينا بينام ف أوضة لوحده عشان أنا بتقلب كتير وبخاف متخديش راحتك وكده ودلوقتي بقا خدي هدومك حطيها في الضرفة اللي على الشمال أنا فضيتهالك عشان تحطي حاجتك فيها
-يا سلام وأنتا هتنام فين
-هنا طبعا ف أوضتي
-وأنا ؟
-بردو هنا في أوضتي
-نعم أزاي بقا مينفعش طبعا أنا لا يمكن أنام معاك في اوضة واحدة أنتا راجل غريب
-غريب! أنا جوزك يا مريم ,إن كان قصدك عشان الطلاق وكده ف أصلا شرعا الست بتفضل قاعدة ف بيت جوزها لحد فترة العدة وتفضل بلبس البيت عادي وكل حاجة عادي إلا أنه يقرب منها ك زوجة او يحصل حاجة بينهم وان حصل يبقا معناها انه ردها لعصمته حتي من غير ما يقولها باللفظ
-أنا عارفة الكلام ده كويس بس ده أصلا للمتجوزين أحنا مش متجوزين أحنا عاملين متجوزين بنمثل مش أكتر
-ماشي كملي تمثيل بقا
-أنا مقدرش أنام في سرير واحد مع راجل غريب
-ليها حل متقلقيش مفيش حاجة هتحصل غصب عنك أهم حاجة بابا وماما ميحسوش بأي حاجة غريبة وخلي بالك أمي بتاخد بالها جدا ف خلي بالك من كل تفصيلة بتقوليها أو بتعمليها قدامها
-حاضر هخلي بالي
وفي تلك اللحظة هتفت والدة أدهم على مريم قائلة :
- مريم يا بتي هو المطبخ منين أصلي مجيتش الشوجة ديه جبل أجده
-تعالي يا مرات عمي اتفضلي
وفي المطبخ ......
-أيه يا بتي أدهم عامل معاكي أيه أنا خابرة ولدي طبعه صعب وخصوصا من بعد سفرية أمريكا ديه اتغير جوي مخبراش ليه بس أنتي غيرتيه أنا جولت أنه عمره ما هيتجوز أبدا لانه من ساعت ما رجع وهو كاره الحريم كلاتهم مخبراش أيه السبب بس والله يا بتي أدهم ولدي مافي أطيب منه في الدنيا كلاتها وحنين حنية مش موجودة ف الزمن ده وجدع مش بجول أجده عشان هو ولدي يعلم ربنا المهم انك تشدي حيلك بجا وتجيبلنا ولي العهد
-لسه بدري ياطنط أحنا متفقين نأجل شوية أنتي عارفة أنا مريت بتجربة صعبة ومحتاجة اتحسن واتهيأ نفسيا الأول قبل ما افكر ف موضوع الحمل والخلفة ده
-بشوجك يا حبيبتي أنا مش بجول أجده عشان اتدخل بيناتكم لاوالله يا بتي بس نفسي أفرح بيكوا مش أدهم بس اللي ولدي أنتي كمان بتي يا مريم بت الغالية والغالي ربنا يعلم معزتهم في جلبي الله يرحمهم
-الله يرحمهم أنا عارفة والله يا طنط ربنا يخليكي لينا
-بصي يا بتي أنا هجولك شوية نصايح لو عملتيهم أدهم هيبجى عجينه ف يدك ..كل الرجالة يا بتي بيحبوا الجلع جلعيه البسي اللي يجسم وميكشفش الرجالة يحبوا أجده أكتر من العريان مش كل يوم تتمكيجيله له مرة أه ومرة له عشان ميتعودش على شكلك أجده مرة تلاجيه تعبان تدلكيله ضهره علطول تبتسمي ف وشه وتكوني هادية أجده ...
إذا بأدهم يأتي من خلفهم قائلا :
-أيه كل ده مش بتقولوا الأكل جاهز أمال لو مكنش جاهز ده أحنا جوعنا أوي بقا
-وووه يا ولدي رجفتني روح أنتا عند بوك واحنا هنجيب الوكل وناجي طوالي
ثم وجهت بصرها تلقاء مريم قائلة: يلا يا بتي لأحسن ياكلنا
تناول الجميع الغداء الشهي التي أعدته والده أدهم وفي تلك الاثناء
-ما توكلي جوزك يا مريم "قالتها والدته بابتسامة وغمزة لها"
-قال والده : مش تبجى تخلي بالك يا ولدي ولا العروسة طيرت عجلك وصابت يدك ورجلك
-طبعا يا حج مش بنت عمي والحب ولع ف الدرة بقا "قالها ضاحكا وهو ينظر داخل عينيها وهي تطعمه بالمعلقة في فمه "
فاهتزت المعلقة من يدها واحمرت وجنتاها كان يتعمد أن ينظر داخل عيناها وهو يتحدث حتى يرى ردة فعلها تلك وهو لا يعلم لماذا لكن فإنها تصبح جميلة لا بل فاتنة حينما تستحي وتحمر وجنتيها ف نظر لها ثم وجه بصره تلقاء والديه قائلا لهما بمرح :
-أهو كل أما أكلمها أو أقولها كلمتين حلوين وشها يحمر كده
-ضحكت والدته : بتستحي يا واد هي البنتة المتربية أجده مش زي الخواجات
-أردف والده بابتسامة : الحياء شعبة من شعب الايمان يا ولدي
-قال أدهم بمزاح : وهو أنا بكره الحياء يا حج ده أنا بمووت فيه وف الخدود اللي بتحمر ديه
حاولت مريم تغيير مسار الحديث بعدما شعرت بوجنتيها كادت تحترق من شدة خجلها على أثر كلماته الناعمة التي لم تعتاد عليها إليها ف تسائلت وهي تنظر بإتجاه عمها بصوت مبحوح :
-صحيح يا عمي هو أيه الأعراض اللي عندك بس الأعراض المستمرة اللي بتحس بيها معظم الوقت ومن أمتا ؟
-بصي يا بتي من أسبوع أجده بحس بوجع ف بطني من فوج هنيه وساعات بتقيا الوكل وملياش نفس لحاجة واصل وكمان بحس بوجع ف كتفي اليمين وعندي لامؤاخذه يعني امساك
-طيب بص ياعمي بعد الأكل أنا هكشف عليك أنا عندي شك ف حاجتين وإن شاء الله بسيطة يعني
-خير يا بتي
-خير يا عمي لما أكشف عليك وبردو نروح المستشفى ونعمل تحاليل واشاعة وبإذن الله نطمن
-نظر لها أدهم قائلا :أيه شاكة في ايه ؟
-Appendix or gallbladder
-اشمعنا يعني ؟
-يعني الأعراض مش هتخرج بره كده وبعدين أنتا ناسي إني دكتورة جراحة والأعراض ديه بتمر عليا كتير
-قالت عفاف :أيه يا ولدي أنتو هتجلجونا ليه وعمالين ترطنوا بالخواجاتي واحنا مفهمينش حاجة واصل
-متقلقيش يا أمي الحج بخير وزي مقالتلك مريم بسيطة بإذن الله
- ردالحاج محمود :تجلجي من أيه يا ولية وبتي وولدي دكاترة كد الدنيا
-عارف يا حج مش تعبك غير أكل أمي ده "قالها أدهم مازحا "
-ليه يا ولدي مش عاجبكوا الوكل؟
-لأ طبعا يا أمي جمييل بس دسم جدا والحج يبقا تقيل عليه وعليكي كمان
-له يا واد أنا لسه صغار بوك اللي عجز وكبر خلاص
-أدهم :هههههههه شوفت يا حج أهي طلعتك أنتا اللي كبرت وهي لأ
-الحمدلله "قالتها مريم بعدما أنهت طعامها "
-قالت عفاف:أيه يا بتي لحجتي شبعتي هو ده وكل لازمن تتغذي وتبجي بطة زيي أجده
-أدهم :يا أمي سيبي مريم هي حلوة كده
-مريم :طب أنا هستناك جوه يا عمي بعد ما تخلص الأكل عشان نتطمن عليك وأنتي يا مرات عمي اغسلي أيدك ومتعمليش أي حاجة هطمن على عمي وهلم كل حاجة ومتقلقيش في غسالة أطباق هنا هنحط فيها الأطباق يعني مش هتعب ف حاجة
-رد أدهم قائلا : متشغليش بالك أنتي يا مريم أنا هلم كل حاجة واشغل عليهم الغسالة
- بأيدك ورجلك دول تقعد ومتتحركش كتير عشان الغرز متفتحش متهيألي قولتلك كده ريح اليومين دول وهتبقى زي الفل متنساس جرح رجلك عميق ثم التفتت ل عمها قائلة بمزاح :أتفضل يا عمي أحنا هناخد بعضنا ونسيب طنط وأدهم هنا مع بعض لوحدهم
-عفاف بمزاح :بجا أجده يا مريم ماشي يا بتي مرات عمك دلوجت بجت عفشة طب مش هكملك الحديت اللي كنا بنجوله في المطبخ
-صحيح يا أمي هو أنتو كنتو بتقولوا أيه ؟"قالها أدهم متسائلا بفضول
-مريم :لأ أوعي يا ماما تقوليله حاجة
-أدهم: بقت ماما كمان لأ أنا لازم أعرف كنتوا بتقولوا أيه جوه ها يا أمي قوليلي
-مريم برجاء:بالله عليكي يا ماما متقوليش حاجه
-خلاص يا ولدي حلفتني بالله طيب روحي يا بتي طمنينا على عمك وأنا مش هجوله حاجة واصل
دخلت مريم مع عمها في غرفتها وظلت عفاف مع ولدها يتحدثان
-مريم ديه بت حلال يا ولدي حافظ عليها وخلي بالك منيها وأجدعن رايدين نفرح بعوضكوا وأشيل ولدك وأوعى تجولي زييها أنكوا مبتفكروش في موضوع الحبل دلجيت
-انسي يا أمي الموضوع ده خالص دلوقتي يمكن بعدين الله أعلم
-بس يا ولدي مرتك فيها حاجة عينيها حزينة حاول يا ولدي تنسيها اللي فات وتكون ليها ضهر وسند الست منينا محتاجة الطبطبة وبت عمك ملهاش غيرنا يا ولدي أنتا دلجيت بجيت جوزها وولدها وبوها وخيها وكل ناسها خليها دايما تحت جناحك وضلل عليها اعتبرها زرعتك وأرضك اللي كل ما ترويها بحبك وحنانك هتطرح كل حاجة حلوة
-أدهم بدعابة :أيه يا أمي أنتي بقيتي أسامة منير ولا أيه؟
-بتتمسخر عليا يا واد أيه أسامة منير ده أااه مش ده اللي بياجي ف الأذاعة وبيجعد يجول حديت عن الحب والكلام ده
-الله ده أنتي متابعة بقا أيه بتسمعيه عشان الحج ولا أيه ؟
-بابتسامه "أتحشم يا واد "
وفي تلك اللحظه خرجت مريم من الغرفة فسألها أدهم :
- ها طلع أيه؟
-غالبا زي ما قولتلك بس الأكثر احتمالية بالنسبالي gallbladder
-اشمعنا ؟
وفي تلك الاثناء خرج عمها من الغرفة هو الاخر ف نظر لهما قائلا :
-ها يا مريم يا بتي عرفتي اللي عندي ده من أيه ؟
-أه يا عمي غالبا التهاب في المرارة وهو ده اللي عاملك الوجع ده أنا كنت شاكة فالتهاب في الزايدة او المرارة بس غالبا هي المرارة على العموم بكرة هتيجي معايا المستشفى نعمل آشعة ونطمن ونتأكد ونشوف سببها أيه وإن شاء الله خير
-الحاج محمود :أنا مش خايف من حاجة واصل يا بتي طول ما أنتي معايا
-أدهم بمرح :أيه يا حج وأنا مليش نصيب من الدلع ده
-الحاج محمود :له أنتا رجال والرجال ميتجلعوش الجلع ده للحريمات وبس
-المهم يا عمي لازم تاخد بالك من الأكل مينفعش تاكل غير مسلوق ومشوي أو سوتيه
-مالت والدة أدهم على أذنه متسائلة :أيه السوتيه ده يا ولدي ؟
-أدهم :هههههه يعني خضار متشوح ني ف ني بنقطة زيت أو مكعب زبدة واحد مش مسبك وزبدة وسمنة والدسم بتاعك ده
-عفاف :وه وهو ده يبجى وكل يا ولدي
-أدهم :لازم يا أمي عشان صحة الحج
وفي السهرة بينما كان الجميع يشاهد التلفاز قالت مريم :
-صحيح يا ماما لو عايزين تاخدوا دش عشان تراب السفر وتهدوا جسمكم كده أقوم أجهزلكم الحمام
-ردت عفاف قائلة :أه والله يا بتي خدتيها من على لساني لسه كنت هجولك إني عاوزة أتحمم ..تدخل أنتا الأول يا محمود ولا أدخل أنا
-أنا هدخل الأول يا عفاف وأنتي حضريلي خلجاتي
-قال أدهم مازحا : طب إيه مش عايز عفاف معاك يا حج جوه واحنا مش هنفهم غلط ولا حاجة
-اتلم يا واد هو احنا لسة صغار عل الحديت ده "قالتها عفاف"
دخل الحاج محمود وأخذ حمامه وتلته زوجته عفاف وبينما كان الجميع قد عادوا إلى جلستهم قالت مريم :
-طيب بعد أذنكم أنا كمان هدخل آخد شاور لأني لما جيت كنت مجهدة وملحقتش أخد الحمام بتاعي
-الله هو كلكم هتاخدوا شاور وأنا اللي هفضل معفن كده أنا نفسي فيه من بدري
-قالت مريم بخبث وبابتسامة حاولت قدر الامكان أن تخفيها : أيه مكفكش الدش بتاع امبارح
-هو ده كان دش يا شيخة ده كان تعذيب
شعر أدهم ومريم أن والده وأمه ينظران إليهما ولا يفهمان عما يتحدثا فردت مريم ل توضح الأمر لهما :
-أصل امبارح يا ماما أدهم كان سخن بسبب الجرح ف كان لازم دش بارد عشان السخونية تنزل ف شديته وسندته لحد البانيو وحطته ف مية فاترة بهدومه عشان الحرارة تنزل
-قالت عفاف بحنان :يا ضنايا ياولدي أنتا كنت تعبان أجده
-الحمد لله بقيت أحسن يا أمي
-عفاف :طب يا ولدي طالما مريم هتدخل تتحمم أدخل معاها وأهي بالمرة تساعدك
شعرت مريم بالحرج الشديد وأدهم لم يعلم بماذا يجيب والدته التي شعرت بدورها بحرج الاثنين فقالت :
- عادي ياولاد والله متتحرجوش أنا والحج هندخل ننعس وأنتي تدخلي تساعدي جوزك
-لا يا امي مش لازم أخد الدش النهارده عادي بكرة بقا
-لا والله يا ولدي لازم تتدخلوا مع بعض أنا حلفت وخلاص
-ردت مريم بخجل :لا يا ماما أنا مش بعرف أخد شاور مع حد مش هينفع
-خلاص أدخلي مع جوزك ساعديه وبعدين أبجي خدي الدش بتاعك ومالت على أذن مريم هامسة "احنا جولنا إيه يا بتي الرجال يحب مرته تجلعه "
شعرت مريم أنه لا مفر من اقتراح والدة أدهم الذي لن تتنازل عن تنفيذه فقررت أن تنهي الجدال في هذا الموضوع
-نظرت له بغيظ وبأبتسامة مصطنعة قالت :اتفضل يا حبيبي أدخل اسبقني على الحمام وأنا هجيبلك الهدوم وأحصلك
-عفاف بود : طيب أنا وعمك بجا هنجوم ننام تتمسوا بالخير
-وحضرتك من أهل الخير
قام أدهم ودخل الحمام وذهبت مريم وأحضرت ملابسه ثم طرقت باب الحمام ودخلت بعد أن أذن لها وكان مازال بكامل ملابسه نظر لها بحرج قائلا :
-أنا أسف مكنتش أعرف أن أمي هتفكر ف كده وتقترح الاقتراح ده على العموم متخافيش أنا مش هضايقك أنا هدخل أخد دش وهشد الستارة بتاعت البانيو وأنتي خليكي قاعدة هنا بس لحد ما أخلص عشان تساعديني ألبس هدومي
-ماشي
-طيب ممكن تساعديني بقا عشان أقلع هدومي
ساعدته مريم في خلع ثيابه وتركته يكمل خلع بقية ملابسه وانتظرت حتى انهى استحمامه وارتدى بعض منها حتى يستر جسده وناداها لتساعده في ارتداء الباقي وبالفعل ساعدته في ارتداءها ثم أسندته للوصول إلى غرفته ودخلت لتأخذ حمامها هي الآخرى ولم تتأخر كثيرا وخرجت ودخلت غرفته التي ستنام معه فيها حتى يعود والداه للصعيد مرة آخرى وقبل أن تدخل طرقت الباب عدة طرقات خفيفة ثم أذن لها أدهم بالدخول ف نظرت له قائلة:
-أنتا كنت نمت ؟ أسفة لو كنت صحيتك
-لأ مكنتش نمت ولا حاجة أنا صاحي ومستنيكي
-طيب هنعمل إيه هنام أزاي ؟
-عادي هتنامي على السرير وأنا هنام على الفوتيه ده
-لا طبعا أنتا هتنام على سريرك عادي وأنا اللي هنام على الفوتيه
-لا مش هينفع بصي كده الفوتيه ده بيتفتح وبيبقا سرير ومحدش هينام عليه غيري
-لأ مش ...
-قاطعها قائلا : مفيش لأ أنا قولت وخلاص بس قبل ما تنامي أنا عايز أتكلم معاكي كلمتين أنا أسف جدا على الكلام اللي قولتهولك وأسف على كل حاجة متزعليش مني مكنش قصدي
-مفيش حاجة حصل خير أنا كمان مسكتش ورديت بكلام سخيف وغلطت معاك وده مكنش ينفع لأنك مهما كان جوزي بردو واحترامك واجب عليا
-لأ انتي استحملتيني كتيير وأنا زودتها معاكي أوي النهاردة ف كان لازم تعملي كده على العموم أنا آسف وأوعدك هحاول مكنش سخيف معاكي تاني كده
-ماشي شكرا على العموم أنا كمان آسفة وبعدين أنتا مش هتضطر تستحملني تاني أنا خلاص هرجع شقتي
-لا طبعا أنتي هتفضلي معايا هنا وهنفذ اللي اتفقنا عليه بس اسمحيلي أرجعك على ذمتي تاني
-ملهوش لازمة
-لأ طبعا ليه لازمة أحنا هنقعد مع بعض فترة مش قليلة ف لازم تبقي مراتي عشان لو العدة عدت يبقى مفيش حرمانية من وجودك معايا
-وأيه لازمته أني ابقى معاك
-معلش عشان محدش يفكر يتكلم عليكي تاني سيبيني أنا اللي أحدد أمتا الوقت المناسب اللي نطلق فيه موافقة
-أماءت رأسها بالموافقة : موافقة
-نظر ل عينيها مباشرة لأول مرة بقصد وقال :مريم أنا رديتك لعصمتي
شعر من أثر تلك النظرة بوخزة في قلبه لم يعلم سببها هي نفسها ارتبكت من تلك النظرة وكأنها هي الأخرى قد أصابتها تلك الوخزة وحتى تخرج من ذلك التوتر والارتبارك قالت وهي تبتعد بعيناها عنه :
-طب يلا بقا عشان تنام ..صحيح أخدت الدوا بتاعك؟
-تصدقي نسيته
-معقولة كده
-أنا جبته هنا على التسريحة ونسيت أخده
-طيب أنا هقوم أجبهولك ..أتفضل بالشفا إن شاء الله
-شكرا على تعبك
-العفو مفيش تعب ولا حاجة تصبح على خير
-وأنتي من أهله
-طب تعالى أما أفردلك الفوتيه وأغطيك
-كمان بس كده كتير
-عادي مش هعمل حاجة صعبة يعني
نام كلا منهما ب مكانه وبعد وقت ليس بالكثير استيقظا على صوت والدته التي طرقت على الباب عدة طرقات ولم تنتظر أن يجيبها أحدهم فما لبث أن فتحت باب غرفتهما وهي تستنجد ب أدهم
لكنها وقفت لحظات تستوعب فيها ما رأته لما كلا منهما ينام ف مكان منفصل عن الآخر
ترى كيف سيفسر أدهم لوالدته ما رأته للتو ؟؟هل سيضطر للإفصاح عن حقيقة علاقته ب زوجته أم أنه سيستطيع أن يخرج من ذاك المأزق بطريقة آخرى ؟؟
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
متنسوش اللايك ..وطبعا الكومنت
@الجميع
البارت السادس
استيقظ أدهم أولا ثم مريم الفزعة كعادتها التي طمأنها زوجها بنظراته وتوجه نحو والدته متسائلا بقلق :
- في أيه يا أمي أيه اللي حصل ؟؟
¬-الحجني يا ولدي بوك جتته جايدة ناركنت نعسانة وجلجت وجومت اشرب وبطمن عليه لجيته أجده
اندفع الجميع نحو الغرفة التي بها والده وضعت مريم يدها على جبهة عمها فوجدته حرارته مرتفعة للغاية ذهبت واحضرت الترموتر لتقيس حرارته فوجدتها 41 اتصل أدهم بالصيدلية الوحيدة الموجودة بالقرب منهم وطلب احضار حقنه خافضة للحرارة أعطى والده الحقنة وأخذه بمساعدة مريم للحمام لأخذ حمام بارد ليقلل من حرارته تلك تماما كما فعلت معه هي بالأمس وبعد حوالي ساعة بدأت الحرارة تنخفض بشكل تدريجي وهنا تسائل أدهم
- تفتكري أيه سبب الحرارة المفاجأة ديه ؟؟
- ما أنتا عارف يا دكتور أن من اعراض ال appendix أو ال gallbladder الاتنين هي الحرارة وأكيد ال inflammation شديد
- والدة أدهم بقلق :يا ولدي ما بلاش الكلام اللي مهنفهمهوش واصل ده اتحددتوا عربي عشان متجلجوناش
- اطمني يا أمي مريم بتقول أن الحرارة اكيد بسبب التهاب المرارة أو الزايدة لأن كل لما بيزيد الالتهاب بتخلي الحرارة ترتفع على العموم بكرة نتطمن بإذن الله ..ثم نظر لوالده قائلا :أيه يا حج مكتوبالك تاخد أتنين دش ورا بعض
- والده :بتتمسخر على ابوك يا واد وبعدين ما أنتا لسه واخده عشية
- أه والله يا حج لسة واخده بس كان مبهدل عن كده اتبهدلت أوي من الأخت مريم
- مريم بابتسامة :الله انتا تقيل هو أنا كنت هشيلك يعني
- متصلي على النبي يا بتي "قالتها عفاف "
- عليه أفضل الصلاة والسلام
- قال أدهم :طيب نسيبكم بقا تكملوا نومكم ونكمل احنا كمان نومنا يلا تصبحوا على خير
- عايزاك هبابة يا ولدي مش هنتأخر عليكوا أوعي لعمك الحج يا مريم
- ف عنيا
- تسلم عينك وجلبك يا بتي
وفي" الريسيبشن" دار بين أدهم ووالدته الحديث التالي
- أيه اللي شوفته ده يا ولدي؟
- شوفتي أيه يا حجة
- أنتا مش بتنعس ف فرشتك جار مرتك ليه؟
- ما أنا قولتلك يا أمي إني نومي وحش وبخاف ارفس واخبط مريم وبعدين كمان عشان الجرح اللي ف رجلي
- له يا ولدي أنتا عتخبي عليا حاجة عل راحتك يا ولدي بس وجت متحب تتحددت جلبي مفتوحلك تتمسى بالخير يا حبيبي
وذهبت للغرفة التي ستنام بها دون أن تنتظر منه رد .....
- عفاف :يلا يا بتي جومي روحي ل جوزك معلش جلجناكوا وطيرنا النوم من عينكوا
- مريم:أزاي بس تقولي كده يا ماما ده عمي ده عوض بابا في الدنيا ربنا يخليه لينا هو وأنتي يارب
- الحاج محمود :تسلمي يا بتي يلا عشان تلحجي تنعسيلك هبابة جبل لاتروحي المستشفى
- حاضر يا عمي تصبحوا على خير
- وأنتي من أهل الخير يا بتي
كان أدهم بإنتظارها في الصالة وما إن خرجت حتى تبعها لغرفته
- مالك يا ادهم بتفكر في أيه ؟
- أمي لما فتحت الباب شافتنا نايمين أزاي وسألتني طبعا ليه كل واحد فيكوا نايم لوحده وقولتلها نفس الكلام بتاع أني برفس وبتقلب وخايف أخبطك وعشان تنامي براحتك والكلام ده بس هي مش مقتنعة هي حاسة وتقريبا متأكدة أن في حاجة مش مظبوطة
- على فكرة هي بردو اتكلمت معايا
- ف نفس الموضوع ؟
- مش بالظبط شوية نصايح وحاجات عشان تقربني منك أكتر
- نصايح أيه ؟
- قالت بابتسامة خجلة :نصايح ستات يلا بقا نام وبعدين نبقا نشوف حل للموضوع ده تصبح على خير
- وأنتي من أهله
وفي الصباح استيقظ الجميع وتناولوا فطار سريع إلا عم مريم ف لم يفطر وذهب الجميع إلى المستشفى حتى أدهم التي حاولت مريم اقناعه بألا يأتي حتى يلتأم جرحه رفض وذهب معهم ووالدته هي الآخرى رفضت أن تجلس دون أن تأتي معهم حتى تطمئن على زوجها وبالفعل ذهب الجمع بأكمله إلى المستشفى التي يعمل بها أدهم ومريم وهناك قامت بعمل آشعة وبعض التحاليل للتأكد من نتيجة الفحص السريري التي قامت به وبالفعل تأكدوا من أن تلك الأعراض نتيجة التهاب شديد في المرارة والتي سببها وجود حصوات كبيرة الحجم وقرروا أن يتم تفتيت الحصوات بالمنظار وإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة لأنه لا جدوى من استخدام الأدوية لأن الالتهاب شديد للغاية ..
مرت الأيام وقد شفي جرح أدهم وعاد لعمله وأيضا مريم عاودت العمل بشكل منتظم في المستشفى التي بدأت تألفها وتألف طبيعة العمل بها يوم بعد يوم ..ومازلت والدته تتسائل عن علاقته ب مريم والتي مهما حاولا اقناعها إنها على ما يرام ف هي لم ولن تكذب احساسها على حد قولها ..وفي خلال تلك الأيام أيضا قام والد أدهم بعمل منظار لتفتيت الحصوات الموجودة وتم تحديد موعد العملية التي أصر عم محمود على أن تقوم بها مريم التي حاولت اقناع عمها بأنها ستأتي له بأفضل طبيب يجرى له العملية لكنه لم يقتنع ولم يوافق على أي شخص سواها وبالفعل أجرت له العملية وخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام وعاد إلى بيت أدهم وجلس معهما حوالي أسبوع آخر حتى شفي تماما وجاء اليوم الذي من المفترض أن يعودا فيه للصعيد مرة آخرى وذهبا أدهم ومريم لتوصيلهما للمطار وهناك نظر والده إليه قائلا :
- يعني ما كنا سافرنا بالجطر يا ولدي لازمن الطيارة ما أحنا متعودين عليه
- لا يا حج الطيارة أسرع وأحسن المهم لما توصلوا طمنونا عليكم
- حاضر يا ولدي أوعى ل بت عمك زين ربنا يحفظهالك "ونظر لها موجها حديثه إليها :تسلميلي يا بتي عل اللي عملتيه معايا
- أزاي تقول كده يا عمي ما أنتا قولت بتي في حد بيشكر بنته بردو
- ردت زوجته عفاف : جميلك ده فوج راسنا يا بتي وطبعا بتنا وجوه جلبنا ربنا يعلم معزتك ف جلوبنا ومالت على أذن مريم قائلة :متنسيش يا بتي الكلام اللي جولتهولك والنوبه الجايه نجيلك وأنتي شايله وسيبك بجا من التأجيل ده عايزين نفرح بحفيدنا جبل لنموت
- بعد الشر عليكي يا مرات عمي وبعدين ربنا يخليلك باقي الأحفاد وأدهم بقا ربنا يسهل
نظر أدهم إلى والدته التي مازلت تلقن مريم النصائح الزوجيه حاول أن يخلص مريم من براثن والدته التي لن تنتهي من تقديم نصائحها حتى يحين موعد الطائرة فقال لوالدته :
- أيه يا عفاف ارحمي البت ربنا يستر من نصايحك ديه
- بجا اجده يا واد يا دكتور أنتا ماشي
- طب يلا بقا عشان تلحقوا الطياره متنسوش تطمنونا عليكوا لما توصلوا بالسلامه
- ردت عفاف ضاحكه :أيه مش جادر تصبر ياواد عايز تلحج توصلنا بسرعة عشان تستفرد بالبنيه
- انا استفرد بيها ده هي اللي تستفرد بيا
ابتسمت مريم ابتسامه خجلة وصمتت .. ودعا والديه وعادا سويا ل بيته الذي بدأ الاعتياد على مريم فيه والتي باتت جزء منه تناولا طعام الغداء سويا وفي تلك الأثناء نظر إليها قائلا :
- تحبي ننقل حاجتك الأوضة بتاعتك أمتا؟
- أي وقت ممكن بعد الغدا بإذن الله
- بإذن الله..أنا كنت عايز أشكرك على اللي عملتيه مع بابا
- تشكرني على أيه ده عمي وف معزة بابا الله يرحمه ..عمي وماما عفاف ف مكانه بابا وماما الله يرحمهم
- الله يرحمهم ..بمناسبة ماما عفاف بقا هي كانت بتقولك أيه واحنا في المطار
- قالت محاولة أن تخفي عينيها عن أدهم :ولا حاجة
- يا سلام كانت بتقولك ولا حاجه كانت بتديكي الوصايا العشر في الجواز صح
- ابتسمت ابتسامه خجلة وأومأت رأسها بالايجاب وأردفت قائلة :بقولك أيه خلص أكلك يلا عشان ننقل حاجتي
فهم خجلها واستسلم له هو من الأساس لا يعلم لما يحاول أن يستثير حياؤها لكنه يحب أن يراها كذلك ف حينما تستحي برائتها تزيدها جمال ورقة..
فرغا من تناول غدائهما وبدءا في نقل اشياءها من غرفته للغرفة الآخرى وفي تلك الأثناء قالت مريم :
- الحاجة الوحيده اللي هفتقدها في أوضتك الفوتيه ده
- اشمعنا يعني ؟
- كان مريح جدا في القرايه كنت بحس إني غطسانه فيه كده
- خلاص خديه
- لا شكرا أنا بهزر
- براحتك عل العموم أنا كمان بحبه جدا وفعلا بحب أقرا وأنا قاعد عليه
- ماشي يا سيدي ربنا يخليهولك
- هو ابني
- طب خلص خلص خلينا نلحق نروح الشغل أنتا ناسي احنا عندنا سهر النهارده
- صحيح متروحيش لوحدك استني أنا هروحك وعلى فكرة من بكره هيبقى معاكي عربيتك أنا كنت موصيلك على حاجه كويسة بإذن الله تعجبك
- وليه بس التكاليف مقولتلك أنا مش محتاجة عربيه ما كنت بطلب أوبر أو كريم وساعات أنتا كنت بتروحني ولا عشان تخلص مني يعني
- لا والله بس كده هبقا مطمن أكتر
- ماشي
وبعد الانتهاء من نقل أشياءها للغرفة الأخرى..قال أدهم:
- يلا بقا نصلي العشاء وننزل عشان الوقت
- طيب هنصلي جماعه ولا نرجع تاني كل واحد يصلي لوحده
- لأ عادي نصلي جماعة يلا
وبعد الانتهاء من صلاه العشاء التي اعتادا منذ كان والديه معهما أن يصلوها معا ذهبا لعملهما ..
مر يومهما دون جهد كثير ف غالبا ما تكون المستشفى هادئه في الليل ولا تأتي حالات كثيرة وبعد انتهاء اليوم ذهب ليأخذ مريم ويعودا معا ل بيته لكنه لم يجدها بمفردها كانت مع زميلها خالد ..خالد الذي يمقته أدهم كثيرا لأنه طالما يحاول جذب مريم وإلقاء النكات" البايخه" عل حد تعبير أدهم للفت نظرها وايقاعها في حبه أنه يثير غيرته كثيرا لا غيرته بدافع الحب لكن غيرته ك رجل وهذه زوجته حتى لو على الورق ف هي زوجته هذا ما كان يقوله بينه وبين نفسه حينما يتسائل لما يتضايق من خالد هكذا حتى لو كانت مريم ليست زوجته وابنه عمه فقط ف هو صعيدي ولا يقبل بتصرفات خالد وفي تلك الليله كانت مريم قد أخبرته أن نور هي من معها في السهر اليوم لأنه كان قد اتفق معها ألا تسهر مع خالد ف هو لا يأمنه وكانا يستطيعان تبديل اليوم مع أي من الزملاء لكن الآن هي معه بل وصوت ضحكته عال وهي صرخت ثم ضحكت ما هذا وبما يفسره ولما كذبت عليه من الأساس حتما ف هي خائنه ككل النساء حتى وإن لم تخنه فعليا فقد خانته بمشاعرها فقد أحبت رجل آخر وهي متزوجة منه وربما فعلت هذا مع طليقها وهو الذي صدق أنها بريئة وأنه هو الكاذب هذا هو كل ما جال بخاطره وصوره له شيطانه في تلك اللحظه ..تقدم نحوها بخطوات سريعة ثم هتف باسمها بغضب :
- مريم
- أدهم ..ايه خلصت شغلك ؟
- أه خلصت وانتو خلصتوا هزاركوا؟
- هزار ايه ؟
- قصدي شغلكوا
- أه خلصنا
- خالد بمرح :أه والله يا أدهم تعبنا النهارده في الشغل أوي
- أجابت مريم : وهو أصلا أحنا اشتغلنا ولا حالة النهارده
- أردف خالد : وده مش تعب بذمتك ؟ ولا أيه يا أدهم؟
- معرفش والله يا دكتور أنتو أدرى يلا يا مريم عشان عايز ألحق أروحك وأنام
- خالد: خلاص لو أنتا تعبان وعايز تروح بسرعة عادي أنا ممكن أروحها أحنا واحد مفيش فرق ولا أيه؟
- زفر أدهم أخر انفاسه محاولا السيطرة على أعصابه الذي أثارها وبشدة هذا ال خالد ثم نظر له قائلا : لا طبعا مش واحد أنا ابن عمها لكن أنتا مين يعني ؟!
- خالد بمكر:مش يمكن أكون حاجة ف يوم من الأيام
كان أدهم قد خرج عن هدوءه تماما من هذا الواقف أمامه محاولا أن "يشقط " زوجته فقال غاضبا :
- تكون أيه يا دكتور هو حد مفهمك إني واقف أباجورة مثلا
ثم توجه ببصره تجاه مريم التي قال لها بغضب :
- مش يلا يا مريم ولا هنقضي بقيت الليلة هناا
مشيت مريم خلف أدهم دون أن تنبس ببنت شفة وهي تعلم جيدا أن تلك الليله لن تمر بسلام أبدا ف هي تلمح الشرر يتطاير من عينيه
ظل صامتا طوال الطريق وهي تعلم جيدا بأن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة وبالفعل ما إن وصلا لبيته حتى انطلقت تلك العاصفة في وجهها
- أدهم بعصبية :لما المرة اللي فاتت قولتلك أنتي اللي عايزة كده قولتي معرفش أيه وشرف وأخلاق بس قسما بالله يا مريم مش هسمحلك ابدا بأنك تخونيني وأنتي على ذمتي لما تتطلقي ابقي أمشي على مزاجك خالد بقا ولا غير خالد مش فارقه الواضح أنك كده من زمان وأن طليقك كان عنده حق مبتقدريش تحافظي على نفسك والخيانة ف دمك
- مريم محاولة امتصاص ثورة غضبه :أنا مش هلومك على كلامك ده دلوقتي لأنك مش حاسس بتقول إيه بس أديني فرصة افهمك الأول
- أدهم بحدة: تفهميني! تفهميني أيه؟ ومن الأول لما كدبتي عليا وقولتي نور هي اللي معاكي عشان تسهري مع سي خالد ولا من أول ما سمعتك وأنتي بتصرخي وهو بيضحك وأنتي كمان بتضحكي والله وأعلم أيه اللي كان بيحصل جوه لأ وفي الاخر كمان عايز يروحك ناقص يقولي أيه تاني ؟!أنا مش عارف أنتي أزاي بالرخص ده وأزاي بترسمي وش البراءة كده؟ ده أنا كنت بدأت أفكر إني ظلمك لكن الحمد لله شفت بعيني محدش قالي
- مريم بحدة :شوفت أيه ها؟ أنتا شوفت اللي عايز تشوفه وفهمت اللي يخدم وجهه نظرك ويأكد فكرتك أن كل الستات خاينين لكن الحقيقة غير كده خالص
- أدهم بنبرة ساخرة :والله غير كده ايه كان بيتهيألي ؟
- لأ بس شوفت نص الحقيقة ..الحقيقة يا دكتور أن نوراعتذرت عشان عندها مشاكل في البيت وخالد نزل مكانها وأنا معرفتش ده إلا لما روحت وتقدر تتأكد من ده ..ثانيا أنتا عرفت منين أننا كنا لوحدنا احنا كان معانا دكتور الاشعة سيف صاحبك كان موجود معظم الوقت وخرج قبل ما نخرج احنا ب ثواني بس حضرتك طبعا مشوفتهوش وممكن بردو تروح تسأله الصبح ..أما بقا عن الضحك والصريخ ف كل الحكاية إني شوفت فار وأنا بخاف جدا منهم ف صرخت وهما ضحكوا عليا لأني نطيت فوق الكرسي وكان شكلي أهبل جدا وضحكت لما اكتشفت أنه أصلا مش فار وكان كومة شعر أسود والهوا طيره وشكلي كان عبيط جدا ..أما بقا كلام خالد اللي فسرته بالشكل ده هو كان يقصد أنه ممكن يتجوزني لأنه النهارده قالي أنه عايز يتقدملي وكان بيلمحلك على أساس أنك ابن عمي يعني وأنا أصلا لما طلب أنه يتجوزني قولتله إني مبفكرش في الجواز خالص وإنه بالنسبالي مجرد زميل مش أكتر وهو قالي أنه مش هييأس ويمكن أوافق ده كل اللي حصل وهزاره ده كان عشان أنتا واقف لكن لوحدنا كلامنا ليه حدود عادي زي أي زميل أنا كده خلصت الكلام اللي عندي تصبح على خير
تركته ودخلت غرفتها تبكي بحرقة ف كم تعبت منه ومن ظنونه التي لا تنتهي لماذا عليها دوما أن تبرر له كل تصرفاتها ؟؟ لما هي الآخرى لا تظن به هكذا وهي المجروحة المخدوعة المتخانة أليس هو رجل مثل كل الرجال؟ ..قررت ألا تذهب لعملها في اليوم التالي حتى تترك له الفرصة ليتأكد من كلامها
أما أدهم ف لم يستطع أن ينام لحظة واحدة كان يفكر في حديثها الذي أخبرته به ترى هل كلامها صحيح ؟ هل هو ظلمها مرة آخرى ؟ ماذا يمكنه أن يفعل ليرد لها كرامتها التي كعادته أهانها ؟وماذنبها لتحمل خطيئة إمرأة آخرى ؟ لكنه يعود مرة آخرى ويخبر نفسه أنها هي من وضعت نفسها موضع الشبهات ويتذكر حديث خالد ف يجن جنونه وحينما يعلم مقصده منه يجن جنونه أكثر أنه يريد أن يتزوج زوجته لكنه هو المخطىء أيضا هو من طلب منها ألا تخبر أحدا بأمر زواجهما ..تعب من التفكير ف نام رغما عنه وبعد بضع ساعات استيقظ كان في المساء وجدها قد أعدت الطعام وتركته له على المائده ودخلت غرفتها مرة آخرى لم يجرؤ أن يتحدث إليها الآن فتركها وشأنها ومرت الليله دون أن تخرج من غرفتها إلا لدخول الحمام والوضوء للصلاه ثم تعود لخلوتها تلك وفي صباح اليوم التالي قام وارتدى ملابسه وتردد هل يوقظها أم لا؟ يبدو أنها مازلت نائمة وموعدعملها معه ..بعد تردد لم يدم طويلا قرر أن يطرق باب غرفتها ليوقظها وبالفعل طرق طرقات خفيفة على باب غرفتها حتى سمع صوتها يأتي من الداخل تخبره بإنها لن تذهب للمستشفى اليوم دون أن تفتح باب الغرفة أو تطيل الحديث كأنها لا تريد أن تتحدث معه من الأساس وكان هذا صحيحا ..
ذهب أدهم لعمله وبينما هو في طريقه للدخول رأى سيف وقد أخبرته مريم أنه كان معها ليله أمس.. أنه سيف صديقه منذ أيام الجامعة ذهب وسلم عليه كان لا يعلم كيف يفتح معه الموضوع كيف يسأله ليتأكد من صحة كلامها الذي يصدقه بينه وبين نفسه وبينما هو في شروده وجد سيف يسأله
- صحيح فين دكتورة مريم مجتش النهارده ولا أيه ؟
- لا حست انها مرهقة شوية ف خدت أجازة
- هي ساكنه قريب منك
- أه
- انسانه جميلة بجد معرفش بصراحه مين الراجل اللي تكون معاه جوهرة زي ديه وميحافظش عليها
- بنفاذ صبر : نصيب
- اسكت يا أدهم امبارح موتتني من الضحك أنا وخالد مريم ديه زي الأطفال والله أنا مكنتش أعرف انها كده
- ردد أدهم بداخله " هي ناقصاك أنتا كمان " ثم أجابه بضيق قائلا :وأيه بقا اللي موتكوا من الضحك ؟؟
قص سيف على صديقه الموقف كما قصته عليه مريم بالأمس ثم اردف قائلا :
- أنا أصلا كنت مقضي معاهم معظم النبطشية مريم اللي قالتلي اقعد معاهم أنا بصراحه كنت محرج شويه لأني كنت حاسس أن دكتور خالد كان عايز يقعد معاها لوحده
- يقعد معاها لوحده ليه بقا ؟ "قالها أدهم متعجبا "
- سيف :متهيالي أنه عايز يتجوزها لأنه كان بيلمح لكده بس هي مكنتش عايزة تقعد معاه لوحدها ده اللي حسيته منها
- أدهم :وأنتا أيه رأيك ف دكتور خالد نجوزهاله يعني ؟
- سيف بخبث:وأنتا أيه رأيك ف مريم ؟
- أدهم :مش فاهم ؟
- سيف غامزا :الحدق يفهم يا دكتور ..مش أنتا أولى
- لأ ما أنتا عارف رأيي في موضوع الجواز ده
- عارف بس لحد أمتا يا أدهم أيه هتترهبن يعني ؟! ثم أردف قائلا : مريم بنت عمك ودكتورة ومحترمة وأي راجل يتمناها وأنا شايف انها مش عايزة خالد
- أدهم وقد عقد حاجبيه في دهشة :وعرفت منين ؟
- بيبان يا أدهم
- بقولك أيه يا سيف اطلع من دماغي أن مش فايقلك أنتا كمان مريم بنت عمي وبس وروح بقا شوف شغلك
- سيف بمكر :طب خلاص طالما أنتا مش هتتجوزها اتجوزها أنا ..أنا صاحبك وأولى من خالد ولا أيه ؟
- أدهم بعصبية :نعم تتجوزها هو أنتا مش مرتبط وكنت هتخطب قريب
- لا عادي مريم تستاهل
- أدهم متظاهرا أن الأمر لا يعنيه :بقولك أيه يا سيف ابعد عني وسيبني اشتغل ومريم عندك أبقا قولها اللي أنتا عايزة
- يعني أنتا موافق وعايزني آخد رأيها بس متهيألي أنها موافقة عليا
- أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة :لا والله عرفت منين هي قالتلك ؟
- تقريبا
- أنتا بتتكلم جد ؟
- ومال وشك اتغير كده ليه ؟
- أدهم بغضب :سيف بتتكلم جد ؟
- سيف بإبتسامة :لا يا سيدي بهزر عايز بس اثبتلك أنك بتحبها بس بتكابر سلام يا أدهم
- أدهم بغيظ:غور يا سيف غور
تركه سيف لتفكيره إنه لا يحبهاولن يحب إمرأه آخرى ثانية لن يقع بين براثن إمرأه لن يخدع بتلك النظرة البريئة كلهن هكذا في البدايه لكنها زوجته تحمل أسمه وعليها طيلة تلك الفترة أن تحترمه وتصونه ..الآن عليه أن يفكر كيف يعتذر لها عما بدر منه تجاهها ف قد ظلمها كعادته ..شعر وأنه يختنق بداخله قرر ألا يعود للمنزل في موعده وأن يأخذ الشيفت المسائي أيضا ثم يذهب للعياده ولا يعود إلا وقت النوم فهو لا يعرف كيف يواجهها ؟ كيف ينظر إليها ؟ اتصل بها وأخبرها أنهم يحتاجونه في المستشفى وأنه سيذهب للعياده ثم يعود في الليل وطلب منها أن تتناول غداؤها ولا تنتظره ..
مرت ساعات عمله وذهب لعيادته وأنهى كل الحالات الموجودة وكان طيلة الوقت شارد الذهن يفكر ماذا عليه أن يفعل مع تلك التي تقبع في منزله ؟..
عاد لبيته في الثانيه عشر منتصف الليل لكنه لم يجدها في الصاله وباب غرفتها مفتوح سمع صوت يأتي من الحمام ف علم أنها هناك انتظرها تخرج مرت ربع ساعه لكنها لم تخرج اقترب من الحمام ليطمئن عليها لكنه سمع صوت أنين يخرج منه هلع قلبه ف طرق الباب وبعد عدة طرقات أجابته بصوت واهن بعدما سألها قائلا:
- مريم أنتي كويسه ؟
- أه " قالتها بكل الضعف الذي تشعر به وكانت تعني "لا"
- لم يطمئن لصوتها فسألها مرة أخرى :مريم مالك ..أنتي تعبانه ؟
في هذه اللحظه خرجت مريم من الحمام واهنه ذابلة تتصبب عرقا
- نظر لها متسائلا وقد استبد به القلق من هيئتها تلك : مريم ! مالك في أيه ؟؟
ترى ماذا حدث ل مريم ؟؟ وكيف سيتصرف أدهم معها ؟؟وهل ستسامحه تلك المرة أيضااا ؟؟
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
تابعووووني للروايات الكامله والحصريه