بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني والتالت
خرجت زهرة من دوار الحاج صادق حيث كانت تساعد الحريم فى الدار فى سبيل أن تطمئن على ابوها ، كانت ترتدى عباءة سوداء وطرحة سوداء ، وتجرى لا تعرف الى اين ستذهب من سعق ما سمعته بأذنيها ، من ذلك المغرور المتعجرف ، كيف يطعن فى شرفها وسمعتها ويدعى عليها الكذب ، من هو حتى يحكم ويقيم الحدود ، دون تحقيق أو تدقيق ،
وأثناء خروجها وهى لا ترى من تجمع الدموع فى عينيها ،
الا انها اصطدمت بجسد قوى صاب ، اخذت تترنح إلا أن اسرع وتمسكها بيد فولاذية ، اصطدمت بصدره ، رفعت وجها تتاوه ، تقابلت العيون ، لمح فى عينيها فصوص من الماس والالماظ يلمعان فى عينيها الزرقاء كموج البحر الغارق او صفاء السماء فى ليلة شتاء تلمع فيها أضواء النجوم ، ووجها الابيض ووجنتيها الحمراء مع أنفها العنقود ، كانها ملاك يمشى على الأرض ، لكن لما يبكى ها الملاك ولما هو حزين ، ومن يتجرأ على فعل هذا من الأساس
مرت لحظات كأنها سنوات حفظ فيها كل تفصيلها ، مت قدميها حتى شعر رأسها ، الذي يظهر منه خصلة متمرد على عينها بلونه الذهبى وملمسه الحريري،
وهى أيضا لا تختلف عنه الكثير ، تلحقه كأنها نمرة شرسة ، تود أن تنقض عليه تفترسه ، تود أن تمزقه اربا اربا ، هذا المغرور ،
نفضت يده بقوة وشراسة وتكلمت بحزم ، بعد يدك عني يا جدع انت
اية مش تحاسب ولا انت ماشى لوحدك فى الدنيا عاد ، اية مافيش غير على الأرض اياك ، ماشى نافش ريشك كيف الديك الرومى الكداب ، انزل وبص على الأرض فى غيرك كتير مخلوقات على ،
بص عينك متشعلقة لفوق ماشيفش اللى تحت رجال عاد ،
وهندمت من طرحتها وتخطت فهد المصدود كأنه نزل عليه سهم الله من جهودها العدائى ، بدون مناسبة أو سبب ، تخطته ولكن قبل أن تبعد قبضت يده على ذراعها بقوة المتها فتأوهت ، وصرخت بوجه ، سيب ايدى يا جدع انت اوعاك تلمسنى تانى الله فى سماه اطخك عيار اجيب اجلك فى الحال ، وحصر عليك اهلك اللى انت مستقوى بيهم دول ،
فهد ، رفع خواجه فى إحدى واندهاش ، وتكلم باستنكار ، وشاور باصبع يده ، بعلامة استنكار لها ولي قدرتها ، انت بتتكلمى كده ازاى بامرات ايه ده انا لو طبقت ايدى عليكى هنيمك فى المستشفى بقيت عمرك ، ولا هو لسان طويل وخلاص ، وامسك يدها مرة أخرى جاذبا ايها لينظر بعينها عن قرب
لكن بحركة فجائية لا تخطر على بال فهد ، مدت يدها بجانب خصره تلتقت بسرعة وخفة سلاحه الشرطى ، تشد أجزائه كأنها تلعب به يوميا ، صرخ بها فهد بجنون حاسبى يا مجنون ده الخزنة مليانه رصاص حى ، اوعى تأذى نفسك ،
زهرة ، باستنكار من كلامه ، ايه يا حضرة الظابط دلوقت قلبت قطة ، مش كنت مش شوية عامل فيها أسد الغابة ،
فهد ، صدقينى يا انسه انا خايف عليكى ، نزلى السلاح من ايدك يا شاطرة ، واقترب محاولا أن ينقض عليها ليلتقط منها السلاح ، ولكنها كانت الاسرع و خرجت منه رصاصة إصابة كتف فهد ،
لتصرخ هي وتلقى بالمسدس فى الارض وتنحني على فهد تتفحصه ، بقلق شديد ، انت حصلك ايه ، سامحنى يارب ، ماكنش قصدى ، وتبقى فى لهفة كادت أن تهلك فهد خوفا وقلقا عليها ، ولكن سرعان ما بداءت أن تتجمع الناس على إثر صوت الرصاص ،
تكلم فهد بسرعة هانى يا بنتى المسدس ده بسرعة قبل الناس ماتتجمع وحسك عينك تقولى انك انتى اللى ضربتي الرصاصة أنا اللى هتصرف ،
تنهدت زهرة براحة كانك زى القط بسبع ارواح ، قوام تتعجرف تانى وبعدين انى مكدبش واصل ، هقول واحط صباعى فى عين التدخين في داركم ، ورفعت راسها بفخر وتحدى ،
فهد قام بخفة ، وبسرعة ضربة بالقرب من رأسها فخشي عليه فى الحال ، وقال غبية هتودى نفسك فى داهية سلاح ميرى وضرب ضابط شرطة ، أصبحت الناس يلتفوا حول فهد الذى بإشارة من توقف الناس وقالوا خير يا فهد باشا ، حصلك حاجة ،
هز فهد رأسه ابدا أيده انا كنت بنظف المسدس والبت ده ظهرت قدامى فاجاء خرجت منه رصاصة غلط اطمنوا يا جماعة ،
تكلم شخص من أهل البلد ، الله ده كأنها زهرة بنت عمى مهدى ،
هتلاقيها كانت جاية عشان تطمن على ابوها ،
فهد ، مين ابوها ، وايه اللى هيجوا. هنا ، الدوار الساعة ده ،
الرجل ابوها يبقى عم مهدي ، وكان جاى عشان يقدم كفنة للعائلة الفاخيدة ،و ابويا الحاج صادق خالها فى الدوار عشان يحميه من غدر الفاخيدة ، لحد ما يقدم كفنه ،
اتسعت عين فهد بعد أن عرف أنها هى العروس المقترحة ،
حزن ولام نفسه على الإهانة التي اهانها إليه دون أن يعرفها ، فبتأكيد كانت تبكى من أثر كلماته ، وهذا يفسر له سبب العداء التى تحمله بداخلها له ، فهو من بدأ بإهانتها ، ظهرت ابتسامة على ثغره ولمعت فى عينيه الفرحة ، ورقصت فكرة جهنمية فى ذهنه ، ، مال على آثارها ، وحملها ، وادخلها غرفة عند الحريم ، ونبه وشدد من تنبيه أن لا تخرج من هذه الغرفة حتى الصباح ،
وذهب إلى الحاج صادق ، وهو في حال غير الحال ، مما أدهش ،
الحاج صادق ، وقال سبحان مغير الاحوال من حال الى حال ،
ده انا قولت انك هتسافر مصر وماترجعش هنا تانى ، اللى يشوفك وانت خارج ، ميشوفكش وانت راجع ، اية اللى غير خالك يا بن صادق ،
فهد بصراحة فكرت ولقيت أن كلامك كله صح يا بوى وميصحش أن الراجل يستنجد بينا واحنا كبرات البلد تخذله ، يعنى هو طلب اية
ده حايلة ، هتجوز بنتهة، وانا مقدرش اكسر كلامك يا بوى ،
الحاج صادق انى عارف انى ظلمتك بجوزك من واحدة قلبك مش رايدها ، بس ربنا حلل ليك ، بدل الحرمة أربعة ، اتجوزها وتحميها ، ووقت ما قلبك يريد غيرها ، اتجوزها بس اوعاك تظلمها يا والدى ، الحريم دول مكسورين الجناح ،
فهد لا طبعا يا بوي انا ابن صادق العزايزى اللى اول علامه أنه ميظلمش غيره ولا يجى على غيره ،واصل يا بوى ،
بص يا حج احنا نبعت نجيب عمى مهدى وتجيب المأذون وتجيب كبرات البلد عشان انا عاوز اطلبها ، قدمهم ، وأكمل وهو يلاحظ دهشت أبوه ، فسراع مبررا يعنى عشان الناس ميقولوش انى فهد صادق ، حد فرض عليه حاجة يعنى
هههعهعع
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث من رواية الفهد العاشق
للكاتبة حنان عبد العزيز
********************
امتلأت الدار بأكابر القرية والعم مهدى ، يجلس بفخر وسعادة ، لأنه اخير اطمأن على ابنته ، فقد كادت أن يصل سنها الى العشرين ، ولم يفكر أحد من أن يتقدم لها خوفا من بطش الفخايدة ، لكن فهد كان يجلس بسعادة وانتصار بعباءته البيضاء وعليها عباتها سواء تدل على الفخامة والغنى ، يبتسم كل ما التمس جرحه الطفيف آثار إطلاق الرصاص عليه ، وتتسع ابتسامته كلاما يتذكر أنها عندما تستيقظ تجد نفسها زوجته ، يفعل بها ما يحلو له ،
تكلم فهد أمام الجميع ، بسعادة ، انا بطلب ايدك كريمتكم ويشرفنى أن تقبل طلبة ،
عمى مهدى بفرحة وفخر ينظر لفهد كأنه يريد أن يشكره بأن رافع رأس ابنته ، أمام مجلس أكابر البلد ، وقال انا يحصلي الشرف يا والدى ، موافق ، وربنا يتمم بخير ،
فهد مال على رأسه يقبلها ، ويقول اسمحلى اكون من البوم ابنك ويكون ليا الشرف أن أكون ابنك ، وأكمل بصوت عالى حازم وحاسم من البوم العم مهدي فرد أساسي في عائلة العزايزى ، واللى يدوس له على طرف كأنه داسلي انى انانى أو اى فرد من أفراد عائلة العزايزى ، صدعت الزغاريد فى الدار وكتب الكتاب وأعلنت أما الجميع انها اصبحت زوجته ،
عم مهدى تسمحلى يا ابنى اروح اجيب عروستك واعرفها ، اللى حصل ، صحيح انى حوزتها لك بموجب انى ابوها ، والتوكيلات العام اللى كانت عاملها ليه عشان نبييع دوار امها الله يرحمها ، معرفش لو عرفت كيف هيكون ردها ، بس ربنا يهديه ،
فهد اطمن يا عم مهدي بنت كانت هنا عشان اطمن عليك وهى دلوقتى فوق فى اوضة الحريم ، ثوانى أفضى الاوضة من الحريم
واطلع لها وندا فهد على أحد الخدمات وأمره بالخروج من غرفة زهرة وتوصيل ابوها عندها ،
طلع العم مهدي واستعجب من شكل ابنته ، من كثرة البكاء فقد استيقظت على صوت الزغاريد ، وانهارت بعد أن أبلغتها إحدى السيدات بأنها أصبحت زوجة فهد ، لكن تماسكت من أجل ابوها حتى لا يحزن عليها ، فابتسم من بين دموعها ، واحتضانها ابوها ، وقال سامحينى يا زهرة ، كان لازم اطمن عليكى مع رجل زى فهد يحافظ عليكى ويقدر يحميكى من اى شر يصيبك أو يصيب اولادك فى المستقبل ، ، انهارت زهرة ، وقالت ليه يا بوي ليه رخصتني،
قال مهدى ، ماعشت ولا كنت يوم ما ارخصك انا بس أخطر تلك راجل وبكره تعرفى قيمة اللى انا عملته كل عشانك يا غالية ،
واحتضانها وقال مبروك عليكى رجالك وعيلتك انا كدا اطمنت عليكى ، وأكمل ببكاء لو مت دلوقتي هموت وانا مستريح،
اسيبك لعريسك واشوف وشك بخير انا عرفت انك هتسافرى معه مصر ، وهو هناك عملك مفاجأة هتشكريه عليها طول عمرك
وخرج واغلق الباب خلفه ليمنع دموعه أن تفسد ليلتها ،راى فهد يقف أمام الباب بوجهه الباسم وفى عينه فرحة ، زاد اطمئنانه على ابنته ، وقال انت عند وعدك زى ماقولت لى ، انك فعلا اتقدم ليها فى كلية الطب كيف ما كانت تحلم ،
فهد ربت على كتفه متخافش يارجل يا طيب بنتك فى امان ويراعى فيها ربنا ، ومش هقولك اكتر من أكده ووعد منى أن عمرها ما تيجى تشتكى منى يوم واصل ، وانت يا راجل يا طيب احنا دفعنا لعائلة الفخايدة فدية وكدا انت حر وتخاف من طار ولا شيء واصل
ابتسم عم مهدى ، وقال فيك الخير يا ولدى ، أنا نظرتي متخيبش اول ما شفتك عرفت انك راجل من ضهر راجل ،
********************
دخل فهد الاوضة ولمح زهرة قعد حزينة منكسرة ، مش ده الشكل اللى شافها وعجبته فيه ، حب ينغشها يطلع القطة الشرسة اللى جواها خطى نحوها متصنع الجدية والصرامة ، مبروك يا عروسة ، عليكى فهد بيه ، رفعت زهرة عينه ليه ،اعتصرفهد قلبه متألم ، من شكلها المنكسر الذبلان وعيناها المتورمة وشديدة الاحمرار ، من أثر البكاء مد يده واحتضن ذراعيها وربت على ظهرها بحنان ، مما ادهش زهرة ، من كنانه عليها بهذه الطريقة ، كانت تظنه ، أنه سيعذبها أو يهينها، ،
زهرة انت عايز منى ايه ما، انا عارفة كل حاجة ، عارفة انك اتجوزتى غصب عنك ، وانك مش عاوزنى ، وان ابويا الحج صادق هو اللى كدرك ، وخالك تتم الجوازة دى ، لكن انى بقى اللى بقولك انى مش عاوزك ، وانك مش التيم بتاعى ،
ضحك فهد ، بصوت عالى ، لأنه نجح فى إخراج شراستها،
اقترب منها اكثر وابتلع ثرثرتها فى قبله فضول منه ، ليعرف ما طعم تلك الشفاه ، ولما فضوله يدفعه نحوهما ، وياليته لم يقترب ،
فقد تشبث بهم كأنهم اكسير الحياة ، لم يستطيع الابتعاد كانه ممغنط من حديد ، ذاب فى شهدهم حتى شعر بها تختنق بين يده جاهد فى ابتعاده ، لتستنشق بعض الهواء ،
ليجد زهرة قد ترنحت بين يده ، فابتسم بخبث وقال اتقل كدا اومال كل ده من بوسة ، وأكمل بغرور انا عارف انى جامد انا مكنتش اعرف انى مهلك ، ،
زجرته زهرة بعيدا عنها وهى تنعته بقلة الاخلاق والادب ،
رفع فهد أحد حاجبيه، بصى يا بيت انتى لسانك الطويل ده انا هقص ايدك ده كمان لو اتمدت عليه تانى هكسرهالك فاهمة ولا لاء ، انطقى ، صرح بيها فهد أراد اخافتها ، انتفضت هى على اقراها ، ليلتقطها هو بين يده ضاغط على خصرها بتملك ارد أن يعلن ملكيته لها فهمي بجانب أذنيها ، برفق ، انت. كلك على بعض ملكى بتاعى انا وبس فاهمة ولا افهمك بطريقتي ،
زهرة بعند وقوة عاكس ما بداخلها ، لاء مش فهما ، وانا مش ملك حد ، ولا بتاعت حد ، انت فاهم يا فهد بيه ، وحرت من أمامه بسرعة الضوء تختفي في الحمام ، لتهدأ من تسارع نبضات قلبها بقربه منها بهذا الشكل وتحدث نفسها ، أهدى يا زهرة مافيش حاجة تخوف انتى قوية ، وعمرك ما بتخافى ، من اى حد ، أهدى يا زهرة ،
انتفض وهى تسمع صوته قريب من الباب وهو يحرك مقبض الباب ، لفتحه ، ضحكت وهى تقول انت عاوز ايه يا هو انت قولت اسمك ايه ، وأخذت تفكر اه قط ضبع اى حيوان وسلام ، وابتعدت عن الباب بسرعة وفهد مازال يدفع الباب من الخارج بقوة ونرفزة ، وفتحت زهر الباب على غرة من فهد مما خانه اتزانه ووقع دخل الحمام ، مما أثار ضحك زهرة الهستيري ، على شكله وبسرعة خرجت وأغلقت الباب من الخارج وقالت بسخرية ، تصبح على خير فهد بيه ، وهى ما زالت تضحك
************
ولا تنسوا المتابعة لصفحتي الشخصية
تعليقات
إرسال تعليق