رواية عشق الادم الفصل السابع بقلم حنان قواريق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
هدوء شديد عصف بكيان القصر بأكمله بعد كلمات أدم تلك التي نزلت على مسامع الجميع كالصاعقه وبالتحديد "عشق" التي أخذت تنحب بهستيريه شديدة وهي تتشبث بخالتها أكثر ، حتى كادت دموعها ان تغرق عباءة خالتها البيتيه ، ألا يكفيها الظلم الذي عاشته برفقة زوج أمها ذلك الرجل الذي تفنن باذاقتها كافة أشكال الألم والعذاب النفسي حينما رفضت الارتباط به ، ألا يكفيها بأنها ترعرع في كنف أمها بغير أب ، ذلك الأب الذي أهبرتها والدتها بأنها توفي منذ أن كانت تبلغ سنتين ، ألا يكفيها بأنها لم تجد أخ او أخت حتى بجانبها ، ليأتي ذلك القاسي الأن ويزيد ( الطين بله ) كما يقولون ويزيد جنينها جحيم ..
هتفت السيدة صفيه بجزع :
" آدم انت تجننت ؟ "
بادل والدته نظرات قوية ليصرخ :
" اه انا اتجننت يا امي ، وابنك ده لازم يتجوزها وإلا هحرق القصر ده على إلي فيه ... "
أنهى كلماته تلك وهو يقلب تلك الطاولة الصغيرة أمامه ليصدر صوت ارتطامها بالأرضية بقوة ، ويلتقط أنفاسه بجنون ..
تقدم أحمد بخطوات حذره ناحية شقيقه فأن كان أدم قد جن ورجعت له ذكريات أليمه فهو سيحكم عقله الآن ، هتف أمام شقيقه وهو يضع يده على كتفه بهدوء :
" بس يا آدم ، انت فهمت القصة كلها غلط بغلط ... "
حول نظره لشقيقه بغضب جارف ليهتف :
" قولتلك انت تسكت خالص "
زفر أحمد بقوة وهو يغمض عينيه فشقيقه الأن أصبح لا يرى أحدا أمامه من غضبه الذي لم يستوعبه أحمد
ليهتف وهو يجاريه غضب :
" لا مش هسكت يا آدم ، انت اتظلمت من زمان وعارف شعور الظلم بكون عامل ازاي يا آدم ، البنت طلبت مني تكلم أمها إلي بايطاليا وأنا قولتلها تعالي معاي الاوضه علشان الفون كان على الشاحن ، انا دخلت الحمام وسبتها تتكلم وبس طلعت تفاجئت فيك واقف ، صدقني يا آدم دي الحقيقة ... "
وقف يستمع لكلام شقيقه بذهول وكأنه قد رجع للتو من عالم الشك الذي عاشه قبل مع طليقته ، أغمض عينيه بألم وهو يرغم نفسه على عدم تصديق كلام شقيقه ولكن كل الحقائق والأدله تبرهن أن أحمد على حق ، فلو كان بينهما شيئا لما وجد الباب مفتوح ، وكذلك حالة عشق المزريه تؤكد ذلك ، وبتلقائية وجه نظره لأولئك الرجال الذين كانو يقفون على بعد من الكلام الدائر ويبدو عليهم الملل من الانتظار ..
في حين طالعته والدته بنظرات لائمه على تسرعه
لتهتف بحزم :
" آدم انهي المهزله دي واصرف الناس ، وبعدين هيكون لينا كلام تاني "
بالنسبة له هو كان في عالم أخر ينظر لتلك المسكينة التي كانت تتشبث لوالدته بقوة ويبدو بأنها قد غفت من شدة بكائها ، أخذ يلعن نفسه بقوة من جديد على تسرعه ذلك الذي سيجره لكارثة يوما ما ، فها قد أصبح ظالم لا يختلف شيئا عن طليقته تلك ..
تكفل أحمد بصرف أولئك الرجال وهو يعتذر منهم ..
وجهت السيدة صفيه نظرها لتلك التي تتشبث بها وهي تهتف بحنو :
" حقق عليا يا قلبي ، اعتبريني انا إلي غلط فيكي ، وأدم ده هخلي يعتذر منك غصب عنه .. "
ولكن ما فائدة الأعتذار حينما يشعر الإنسان بأن كرامته قد هدرت ، وقلبه قد اقتلع من مكانه من شدة الظلم الذي لحق به ، وأي ظلم ذلك يساوي ظلم الفتاة وطعنها بشرفها !!
بقيت السيدة صفيه تنظر لعشق التي كانت مستكينه بين يديها لا تتحرك لتهتف بحذر :
" عشق حبيبتي تعالي معايا نطلع أوضتك
ترتاحي .. "
ولكن للمرة الثانية لم تلقى منها أي إجابة ، رفعت يدها التي تحيط بها خصر عشق بحذر وهي تضعها على جبينها الذي سرعان ما سحبتها بقوة وهي تصرخ بجزع :
" عشق عشق قومي يا بنتي .. "
تحولت كل حواس ذلك الذي ما زال يقف مكانه لا يقوى على الحركة من ما افتعلت يداه لصوت والدته وهي تحاول افاقة عشق والأخيرة لا تتحاوب معها
سار بخطوات حذره ناحيتها ليهتف وهو يبتلع ريقه :
" م مالها ي يا امي .. "
ردت عليه بألم :
" البنت مش بتتحرك يا آدم .."
دق قلبه بعنف وهو يتوجه ناحيتها مزيحا والدته برقه من جانبها ليضع يده على مكان النبض لديها ، ليجده ضعيفا جدا ليصرخ :
" أحمد بسرعة جهز السيارة البنت هتموووت .. "
تحرك أحمد بسرعة وهو يهتف بجزع :
" حاضر حاضر .. "
صعد يقطع الدرجات بقوة متوجها ناحية غرفته التي سرعان ما هبط منها وهو يحمل مفاتيح سيارته ليتوجه ناحية الخارج ويقوم بتشغيلها ...
في حين حملها أدم بين يديه برقه شديدة وقلبه يخفق بجنون ، لتلحقه السيدة صفيه على استعجال وهي تدعو ربها ان تمر هذه الليلة على خير ...
***************************
أنهى صلاته التي لم يقطعها منذ أن كان يبلغ الخمس سنوات ،فعلى الرغم من حياته بدولة غربية بعيدة كل البعد عن التعاليم الإسلامية التي تحاول بكل الطرق صهرها وجذب الشباب العرب هناك لحياة الانفتاح إلا أنه بقي مواضبا على تعاليم دينه الحنيف وبالتأكيد الفضل بذلك يعود لوالده ذلك الرجل الطيب الذي تفاجئ به منذ ساعات قليلة قد عاد من إيطاليا ليستقر هنا بعد أن سبقه ابنه بقليل ..
وضع يده على قلبه بتلقائية وهو يشعر بنخزات متتالية تنخر به بقوة ليبدأ بترتيل بعض الأيات القرأنية بصوت منخفض ..
خرج من غرفته ليجد والده يجلس على إحدى الأرائك ويحمل بين يديه صورة يتأملها بقوة
تقدم منه ليجلس بجانبه قائلا بمرح :
" مين المزه دي يا جلال باشا .. ؟ "
رفع نظره يطالع والده بحنيه قائلا :
" دي مراتي التانيه يا أيهم !! إلي كنت قولتلك عنها .. "
أخذ يدقق بالصورة جيدا ليهتف بإعجاب :
" دي كانت حلوة اوووي "
منحه والده ابتسامة ومن ثم عاد ينظر للثورة باشتياق ، تنحنح أيهم بخفه قائلا :
" احم ، هو ممكن أسأل سؤال يا بابا .. "
اومأ له والده وهو ما زال يحدق بالصورة ، ليتابع أيهم قائلا :
" ما دام بتحبها كل ده ليه طلقتها .. "
تنهد بتعب ليهتف :
" دي قصة طويلة يبني ، هقولهالك بعدين .. "
اومأ أيهم بتفهم ، في حين هتف السيد جلال لنفسه بشوق وهيام :
" وحشتيني يا صفاء .. !!! "
******************************
ضرب قبضة يده بقوة وهو يزفر بعنف شديد فهاهم منذ ساعتين يقفون أمام غرفة الطوارىء ولم يخرج أحد يطمئنهم بعد .. وضع أحمد يده على كتفه شقيقه الذي كان يبدو عليه الغضب الشديد ليهتف بهدوء :
" ممكن تهدأ شوية ، ان شاء الله هتكون كويسه "
طالع شقيقه بنظرات أسفه ليهتف :
" أحمد انا أس .. "
قاطعه أحمد قائلا :
" مش أدم إلي بيتأسف من حد فاهم ؟ انت مش بس اخويا لا انت ابويا إلي رباني وخلاني راجل ، صح انت غلطت بس بحياتك يا آدم ممنوع تسمح لنفسك تتأسف مني .. "
طالعه أدم بنظرات فخر ، فعلى الرغم بأنه شاب مهمل وطائش ومستهتر ولكن بداخل رجل قوي ومختلف والفضل يعود له بالنهاية ..
ليكمل أحمد :
" بس هتعتذر من عشق ، انت ظلمتها كتير يا أدم "
رد عليه وعينيه ما زالت على الباب :
" هو يخرج حد يطمنا عليها وانا هتصرف .. "
في حين كانت السيدة صفيه تجلس على مقعد بالقرب منهما تحمل بين يديها مصحف صغير وهي تتلو بعض الآيات القرأنية التي تطهر النفوس بذكرها ...
خرج إحدى الأطباء متوجها ناحيته ويبدو على ملامحه التجهم ..
خفق قلب أدم بشدة وهو يرى ملامح الطبيب لا تبشر بالخير مطلقا ...
تابعووووني للتكمله
تعليقات
إرسال تعليق