رواية ومقبل ع الصعيد الفصل التاسع والعاشر بقلم رانيا الخولي
9=الفصل التاسع
أستيقظت من غفوتها لتجد نفسها في غرفة غريبة مستلقية على ذلك الفراش
أنقبض قلبها خوفًا لتنتفض برعب عندما وجدته يقف أمام المرآة يهندم من ملابسه وعندما رآى انعكاس صورتها في المرآة قال بابتسامة خبيثة
_ أخيرًا صحيتي
التفت إليها ليردف وهو يقترب منها بخطوات بطيئة جعل قلبها تزداد وتيرته
_ مش عارف أقولك صباحية مباركه لأننا بقينا المغرب
تظاهر بالتفكير ثم تابع قائلًا
_ نمشيها مساء الورد لأحلى عروسه شوفتها في حياتي .
أتسعت عينيها ذهولًا مما يحدث وزاد أكثر عندما وجدت نفسها عارية تمامًا إلا من ذلك الغطاء الذي يسترها من نظراته الوقحة لتهز رأسها بعدم أستيعاب لما يحدث وكأنها داخل كابوس وتريد بشدة الإستيقاظ منه فتردد برعب
_ أنت عملت فيا أيه؟
صرخت بعلو صوتها
_ عملت فيا أيه؟
تقدم منها ونظراته تلتهما برغبة مما جعلها تنزوى في الفراش بخوف وتشدد الغطاء أكثر عليها
_ متخافيش أنا مستعد أصلح غلطتي، انا عملت كده بس عشان أجبرك توافقي عليا بس أوعدك إني مش هكررها تاني إلا برضاكي
عايزك كده زي الشاطرة تاخديلي ميعاد من أبوكي عشان نلحق الموضوع قبل ما نتفضح قلتي أيه؟
لم تجد الكلمات التى تصف بها مدى الإشمئزاز الذي شعرت به في تلك اللحظة وكأنها تقف أمام شيطان
إستحل ما ليس له ليزداد بغضها له أضعافًا وهى تقول بحرقة
_ مستحيل أتجوز واحد ندل وحقير زيك حتى لو فيها موتي
رفع حاجبية وهو يقول ببساطة
_ براحتك بس متزعليش مني بقى فـ اللي هعمله
مع إنك هتبقى مراتي ولا زم أخاف على سمعتك بس إنتي اللى بتطريني أعمل كده.
تحولت نظراته إلى غضب وهو يميل عليها ويتابع بتهديد
![]() |
_ ياتوافقي تتجوزيني ياإما متزعليش من اللي هعمله
أنا خارج قبل ما ساندي ترجع وتشوفك في الموقف ده وانتي البسي هدومك وفكري براحتك
جوازنا ادام فضيحتك وأبوكي الصعيدي لما يعرف أن بنته كانت بتستغفله ومقضياها مع كل واحد شوية
خرج من الغرفة ليتركها تصرخ بألم على حظها العثر الذي اوقعها في شباكه
بيد مرتعشه تناولت ملابسها الملقاه بأهمال على الأرض وقامت بإرتداءها وخرجت من الغرفة لتجده جالسًا على المقعد بهدوء وكأنه لم يفعل شئ
تقدمت منه وهى تنظر إليه بإشمئزاز قائله
_ من وقت ما شوفتك وانا عارفه إنك إنسان حقير وملكش آمان بس متخيلتش إن الحقارة توصل بيك للشكل ده.
عارفه إني مهما اقولك مش هيصحي ضميرك الميت ده بس كل اللي هقوله
حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
أنتهت جملتها ثم أسرعت بالخروج من المنزل وهى لا تعرف إلى أين
لن تعود إلى المنزل كي لا يعلموا بالحقيقة كما هددها ويجبروها على الزواج منه
عليها ان تلوذ بالفرار من براثين ذلك الشيطان الذي سيظل يطاردها أينما ذهبت
لكن مازالت تتساءل إلى أين؟
لم تدري كيف ومتى وجدت نفسها داخل محطة القطار وكأن قوة خفية ساقتها إلى هناك دون أن تدري
إذًا فقد حان الوقت لتذهب إليهم تحتمى بهم من غدر الدنيا وقسوتها
خطت بقدماها داخل القطار لتجلس على المقعد تنظر من نافذته وكأنها تودع كل شئ من حولها ولا تدري هل ستعود يومًا أم ستذهب دون عودة
❈-❈-❈
وقفت سمر في الردهة تنظر في ساعتها بين الحين والآخر تتساءل عن تأخيرها كل هذا الوقت
حاولت الاتصال مرارًا وتكرارًا لكن لا فائدة مازال قيد الأغلاق
عاد منصور من الخارج ليجدها بتلك الحالة فيسألها مستفسرًا
_ واقفه كده ليه؟
أجابته بقلق
_ بنتك مرجعتش لحد دلوقت
وضع حقيبته على المقعد وسألها بقلق
_ مسألتيش مصطفى ليه؟
_ سألته وقال لي انها خرجت مع ساندي والمشكلة إني معرفش رقمها ولا بيتها حتى
نظر في ساعته ليجدها قد تعدت التاسعة مساءًا إزداد قلقه أكثر عليها ليسألها بأهتمام
_ اومال فين مصطفى
_ راح يشوف حد يوصله لصاحبتها
لم تكمل جملتها حتى سمعوا صوت الجرس ليظن كلاهما انها عادت أسرع منصور بفتح الباب ليجده مصطفى فيسأله بلهفه
_ لقيت أختك؟
دلف مصطفى من الباب وهو هز رأسه بنفي
_ لأ ملقتهاش بس قدرت أوصل لرقم البنت دي
صاح به
_ طيب مستني أيه رن بسرعة
اخرج الهاتف ليتصل على الرقم منتظرين الرد وعند سماع صوتها اخذت سمر الهاتف بسرعة
_ أيوة يا ساندي انا مامت سارة
ارتبكت ساندي وهى تنظر إلى أخيها فيشير لها بفتح سماعة الهاتف وتجيب
_ أهلًا وسهلًا ياطنط خير؟
سألتها بخوف
_ سارة كانت معاكي النهاردة صح؟
اشار لها ان تجاريها لتجيب بتلعثم
_ اه كانت معايا بتساعدني في حاجه في البيت بس مشيت من بدري
إزداد قلق الجميع ليأمذ منصور الهاتف ويسألها بحده
_ خرجت من عندك أمتى بالظبط
إزداد ارتباكها أكثر وأجابت بخوف
_ على المغرب كده، ليه هى لسه مرجعتش ؟
أنقبض قلب الجميع وهم لا يعرفون ماذا حدث لها لتاخذ سمر الهاتف وتحدثها برجاء
_ ارجوكي يا ساندي لو تعرفي أى حاجة قولي، وهى خارجه من عندك ما قالتش هى رايحة فين؟
ازداد خوفها أكثر وكذلك وائل الذي يستمع للمحادثة وتفكيرة ذهب به إلى إنتـ.ـحارها
_ لأ مقلتش هى رايحة فين وأنا افتكرت أنها روحت
ازدادت الأسئلة من سمر وساندي تجيبها بمقدار معرفتها حتى انتهت المحادثة وأغلقت ساندي الهاتف
ونظرت إلى أخيها برعب وهى تصيح به
_ عجبك كده؟ البنت شكلها كده انتـ.ـحرت
ظهر الخوف واضحًا عليه وقد ساوره الشك أيضًا بأنها لجئت إلى الإنتحـ.ـار
فيجيبها بخوف
_ مظنش انها ممكن تعمل حاجه زي دي مع أني طلبت منها تاخد ميعاد مع أبوها
جلست على المقعد لهى تقول برعب
_ أنا خايفة للموضوع ده ينكشف وأهلها يخلصوا علينا
إزداد خوفه حقًا وقال يطمئنها
_ لا أكيد راحت عند حد من قرايبها لحد ما تهدي وترجع تاني
هكذا أقنع أخته كما اقنع نفسه أيضًا مقررًا الذهاب لخطبتها غدًا ..
❈-❈-❈
أنتهى دوامها في المشفى وقد أستفادت كثيرًا من تواجدها مع في المكان
لكن أكثر ما كان يأخذ تفكيرها هو صدمته عند رؤيتها والوجوم الذي ظهر عليه بعدها
كانت تود ان تسأل عن صحته لكن خشيت ان تجرحه بكلمتها ولذلك التزمت الصمت
طرق الباب ليخرجها من شرودها ودخلت الممرضة تخبرها بأن المدير يود مقابلتها
حملت حقيبتها وذهبت إليه لتطرق الباب وتدلف
وعند رؤيتها قال د.عصام
_ تعالي يا ليلى اقعدي
دلفت ليلى لتجده يضع أمامه مجموعة من الأشعة والتحاليل فيضعهم أمامها قائلًا
_ الحالة دي أنا عايزك تراجعيها كويس لأنك هتتابعيها معايا
تناولت منه الملفات وردت بهدوء
_ مريض قلب؟
هز رأسه بتأكيد
_ اه عنده عيب خلقي في عضلة القلب كل حاجه عايزة تعرفيها هتلاقيها في التقارير اللي ادامك
بس عايز اقولك إن الحالة دي بالذات تخصني آوي تقدري تقولي كده أبني اللي مخلفتوش
لا تعرف لما انقبض قلبها خوفًا من كلماته
وكأنه يلمح لشئٍ ما
نظرت إلى الأسم لتزداد وتيرة تنفسها وهى تتأكد من صحته لتحاول بصوبة التماسك امامه
_ انا فكرة الحالة دي كويس، ده مستر أمجد مش كده
أكد قائلًا
_ بالظبط بس للأسف الحالة كل مدى مـ بتسوء ولحد دلوقت مش لاقين متبرع بنفس زمرة الدم
والأدهى انه مش حتى بيساعد نفسه ومستسلم لليأس تمامًا
وزي ما انتي عارفه أهم حاجة في العلاج نفسيت المريض وإن يكون في دافع يخليه يتمسك بالحياة.
شعرت ليلى بأنه يقصدها بذلك تساءلت هل لاحظ نظرات الحب بداخل عينيها؟
هل أصبحت بتلك الشفافيه حتى يلاحظ عليها ذلك من مرات قليلة تواجدت فيها معه؟
لترد بكلمات مقتصده
_ حاضر أنا هدرس الحالة كويس وإن شاء الله خير
بعد إذن حضرتك.
❈-❈-❈
توقف القطار ولكن عبراتها لم تتوقف أخرجت هاتفها من حقيبتها لتبعث لهم برسالة صوتية تخبرهم فيها بذهابها إلى أهلها ثم اغلقت الهاتف حتى لايستطيع ذلك الرجل الوصول إليها.
ترجلت من القطار وسارت بضياع وهى تنظر إلى تلك القرية التي تمنت كثيرًا المجئ إليها، وها قد جائتها لكن مكسورة الخاطر والفؤاد، آتت هاربه من براثين ذلك الشيطان الذي دمرها وقضى عليها بكل جبروت، ترى هل ستجد الراحه والسلوان في ذلك المكان التي آتت إليه تلتمس منه العزاء، أم كتب عليها أينما ذهبت تلاحقها الشياطين.
سارت بخطوات منهكه وقد تأخر الوقت كثيرًا
لم يخطأ العنوان الذي علمته من خالد لتقف الآن أمام ذلك المنزل الذي يحتوى تلك العائلة التي سمعت عنها الكثير والكثير منه، لكن ماذا سيكون رد فعلهم عندما يعلموا من تكون.
طرقت الباب قبل ان يفتح ذلك الذي يعد نسخة مطابقه لأبيها مما جعلها تتأكد أكثر من أنها لم تخطئ هدفها فتسأله بتوجس
_ مش ده بيت الحاج عمران المنشاوي؟
أندهش جاسر من رؤية تلك الفتاة التي تأكد لهجتها وملابسها انها لا تنتمي إلى البلدة ليجيب بتعجب
_ أيوة هو عايزة مين؟
شعرت بالبرودة تجتاح جسدها رغم حرارة جو الصعيد وردت بثبات على ذلك الفظ وهى تخبره باسمها كاملًا
_ أنا سارة منصور عمران
ساد الصمت قليلًا وقد ألجمته الصدمه لحظات قبل أن يستعيد وعيه وقبل أن يجيب سمعت صوت قوي يتقدم منهم ويسأل مستفسرًا
_ مين ياجاسر
نظر جمال إلى تلك الفتاة التي تقف بإنهاك ويجيب جاسر بإستياء
_ دي واحدة بنتجول انها بنت منصور
رغم الصدمة التي اعترته برؤيتها إلا ان الشبه الذي يقربها من والدته جعله يصدق ما تقول دون أن يستفهم منها، او بالأصح هيئتها تلك وكأنها على وشك الأغماء لا تسمح بالأستفسار ابتسم بحب وهو يرحب بها
_ أهلًا يابنتي أتفضلي نورتي الدار
دلفت معه المنزل لتشعر براحة عجيبة داخله إلا من تلك العينين التي تخترقها
لتقف أمام أعين أخرى تتساءل من تكون ليقترب منها جمال ويخبرها بسعادة وهو يعرفها عليهم
_ ده جدك عمران وجدتك جليلة
ثم اشار على زوجته وأردف
_ ودي وسيلة مرات عمك.
ثم قدمها إليهم
_ ودي بنت منصور أخوى
نهض الجميع من أماكنهم إلا من عمران الذي لم تسعفه قدماه على الوقوف ويكتفي بالنظر إليها، ليسمع جليلة تقول بسعادة
_ إنتي سارة بنت منصور ولدي.
إندهشت من معرفتها لإسمها وأومات دون قول شئ لكنها أقتربت منها لتجذبها جليلة لأحضانها وهى تقول بسعادة
_ أهلًا ببنت الغالي نورت الدار ياغالية
إندهشت من استقبالهم الحار لها ثم تقدمت من جدها الذي كان ينظر إليها بعتاب واضح كانه يعاتبها على تأخرها عليه لتقبل يده بإحترام وتقول بصوت خافت
_ إزيك جدو
ربت على كتفها وهو يقول بحب
_ زين والحمد لله كيفك انت وكيفه أخوكي
إزدرأت ريقها بصعوبة وردت بثبات
_ الحمد لله كويس كان نفسه ييجي معايا بس مقدرش
نظرت إليها وسيلة التي ترمقها بإمتنان وإقتربت منها قائله
_ إزيك ياطنط
رحبت بها وسيلة بسعادة
_ بخير الحمد لله نورتي الدار والنجع كلاته
نظرت إلى عمها الذي ينظر إليها بحب وردت
_ منورة بأهلها
ربت بيده على كتفها ونظر إلى وسيلة قائلًا
_ يالا ياأم جاسر خلي سعدية تحضر العشا بسرعة عشان تتعشي وتطلع ترتاح في اوضة ليلى لأنها بينها مش واخده عـ السفر وجو الصعيد والصبح يبجى اتحددتوا معها كيف مـ انتوا عايزين
ردت وسيلة
_ لا انا بنفسي اللي هحضرلها العشا
لم تجادل لانها حقًا تشعر بالجوع فأشار لها جمال بالجلوس لتجلس بجوار جليلة التى لم تصدق عيناها حتى الآن
لم تتخيل يومًا ذلك الأستقبال منهم لولا تلك العينين التي تنظر إليها بغضب جحيمي، ولما لا وقد تلاعب الشك بداخله ظنًا منه أنهم بعثوها إليهم كي تحنن قلب جدها عليه فسألها بهدوء
_ وانتي جايه لحالك إكدة؟
اهتزت نظراتها بإرتباك عندما تذكرت ما حدث لتجيب بألم لم تستطيع إخفاءه
_ أنا جاية لوحدي.
تحولت نظراته لإستهزاء وعاد يسألها
_ ومنصور سابك تاچي لحالك؟
_ جاسر بكفياك أسأله
قالها جمال بتحذير من تمادية في أسألته لتجيب هى بهدوء
_ بابا ميعرفش إني جاية هنا إلا لما نزلت من القطر
لأنه رافض …..
إلتزمت الصمت عندما وجدت حديثها يأخذها بدون قصد لإحزان الجميع ليكمل عنها جاسر ببغض
_ رافض إنك تاچي أهنه، مش أكده
نظر جمال بحده لإبنه كي يلتزم الصمت فيقول جاسر بإمتعاض وهو يهم بالذهاب
_اني داخل اوضتي
نظرة سارة في آثره وهى تجاهد كي لا تتحرر دموعها وعندما لاحظ جمال ظن انها حزنت من بغض ابنه معها فرفع عنها الحرج قائلاً
_ المهم إنك طمنتيه عليكي
اومأت برأسها دون قول شئ حتى دخلت وسيلة
_ العشا چاهز تعالي
جلست سارة على المائدة لتتناول طعامها بشرود
مندهشة من طريقة استقبالهم لها وفرحتهم بها
تتساءل لما شوهت والدتها صورتهم بكل ذلك الكذب
فما تراه الآن لا ينتمي بصله لتلك الصور التي رسمتها لها
أبيها لم يتحدث بل كان ينهرها إذا تحدثت عنهم بالسوء
إذًا فهناك حلقةً مفقودة وعليها معرفة الحقيقة من جدها
❈-❈-❈
كانت سمر تزرع الردهه ذهابًا وإيابًا وكأنها تسير على جمر ملتهب
_ المجرمة تستغفلنا كلنا وتعمل العمله دي
ثم نظرت لمصطفى الذي كان أيضًا مصدومًا من فعلتها وسألته بأتهام
_ أنت كنت عارف أنها رايحه عندهم
رد مصطفى بشرود
_ خالص أنا مستغرب زيكم وأكتر كمان
أما منصور فقد كان ملتزمًا الصمت يفكر في رد فعلهم عندما يعلموا من تكون، كيف تم استقبالهم لها؟
هل رحبوا بها؟ هل يتخذها جمال فرصة كي يخبرها بحقيقته؟
كل تلك الأسئلة تدور بخلده الآن
لينتبه على صوتها وهى تسأله
_ممكن أعرف انت ساكت ليه؟
نهض منصور ليقول بحده
_ عايزاني أعمل أيه؟ اروح أجيبها من شعرها؟
صرخت به
_ يعني أيه هـ تسيبها كده تروح لهم عادي وتبقى فرصة لجمال ومراته يشوهوا صورتنا ادامها؟
مسح بيده على وجهه يحاول السيطرة على أعصابه وقال بثبات
_ هتصرف
_ هتعمل أيه؟
أغمض عينيه محاولاً ضبط أعصابه قائلًا بهدوء
_ هكلم خالد يروح يجيبها.
همت بالمعارضة لكنه تحدث بتحذير
_ كلمة تاني وهطربق البيت عـ اللي فيه انا مش طايق نفسي
ثم تركها وصعد إلى غرفته
جلست سمر على المقعد تهز قدميها بغضب شديد تفكر في طريقة تعيد بها ابنتها دون الذهاب إليهم
تقدم مصطفى منها ليجلس بجوارها وقال بهدوء
_ معلش ياماما هى كان نفسها تشوفهم وتتعرف عليهم وبعدين هترجع تاني، يعني يومين بالكتير وهتلاقيها رجعت
زمت شفتيها بضيق تحاول العثور على حل ثم
نظرت إلى مصطفى وقالت بأمر
_ روح انت أوضتك وسيبني دلوقت.
ذهب مصطفى إلى غرفته وهو يعاتبها على ذهابها من دون أن تخبره
حاول الاتصال بها لكنه لازال قيد الأغلاق
ألقى هاتفه على الفراش وهو يفكر في طريقة يقنعهم بها فـ الذهاب إليها
❈-❈-❈
ولجت الغرفة مع وسيلة التي قالت بسرور
_ اتفضلي دي أوضة ليلى بنتي
تساءلت سارة عندما لم ترى أحد اخرى غير ذلك الشاب
_ أومال هى فين؟
أجابت وسيلة
_ في مصر أصرت انها تكمل سنة الإمتياز في مستشفى مش فاكرة اسمها، كان هيچراها حاچة لو مراحتش مرديناش نزعلها راحت مع اخواتها حازم ومعتز هما كمان يكملوا علامهم هناك ردت بهدوء
_ ربنا يوفقهم
لم تريد ان تطيل عليهم اكثر من ذلك
_ طيب اسيبك انا بجى ترتاحي من الطريج والصبح نكملوا حديتنا
خرجت وسيلة لتتركها لعذابها ولحظة إستيقاظها لا تترك مخيلتها لحظة واحدة.
❈-❈-❈
عادت وسيلة إلى غرفتها لتجد منصور شاردًا فعلمت انه يفكر في أمر أبنة أخيه
جلست بجواره تسأله بأهتمام
_ سرحان في أيه؟
هز جمال رأسه بحيرة وهو يقول
_ مش عارف اجولك أيه، بس جلبي حاسس إن في مشكلة كبيرة خلاتها تاچي من ورا منصور إكده، وشاكك اكتر إن ممكن يكون السبب فيها منصور او سمر
ردت وسيلة بنفس حيرته
_ انا كمان مستغربه زييك واكتر كمان، بس البنت شكلها زينة جوي وكيف النسمه أكيد حدا منهم زعلها وهو ده اللي خلاها تاچي غصب عنيهم
أومأ جمال ثم قال بجدية
_ أني عايزك تاخدي بالك منيها زين وأوعاكم تحكولها حاچه عن اللي عمله أبوها زمان
وخلي ابنك ميضيجهاش بأسئلته البايخه دي ولا يتحددت معاها واصل
لحد ما تهدي وترتاح وبعدين هجعد معاها واعرف أيه اللي مزعلها منيهم
الفصل العاشر
❈-❈-❈
وفي الصباح
أستيقظت سارة من نومها بعد ليل شاق ملئ بالمآسي
وها هى ما أن تذكرت ما حدث حتى تجمعت العبرات داخل عينيها لتعاود البكاء بحزن وقهر مرة أخرى
طرقات خافته على باب الغرفة جعلتها تقوم بمسح دموعها بسرعة ثم سمحت للطارق بالدخول لتجد زوجة عمها تدخل وهى تقول بابتسامة عريضة
_ صباح الخير ياسارة كيفك دلوجت
حاولت الأبتسام كي لا تلاحظ حزنها وقالت بثبات
_ الحمد لله أحسن
_ يارب ديمًا، يالا بجى عشان كلنا مستنيينكي تحت تفطري معانا
تهربت سارة قائله
_ لأ معلش افطروا أنتوا أنا مليش نفس
ردت وسيلة بإصرار
_ لما تقعدي معانا هتتفتح نفسك على الأكل يالا بجى عشان چدك وچدتك اللي الفرحة مش سيعاهم بشوفتك.
اومأت برأسها وهمت بالخروج معها لكن وسيلة تذكرت أمر ملابسها فقالت لها
_ معلش ناسيت خالص أجيبلك حاچه تلبسيها
فتحت الخزانه لتخرج منها عباءة خاصة بـ ليلى وتناولها إياها قائله
_ إلبسي دي وبعد ما تفطري هاخدك وتروحي معاي تنجي اللبس اللي يعچبك
هزت رأسها برفض وهى تقول مسرعة
_ لأ مفيش داعي أنا هلبس من هدوم ليلى هى نفس مقاسي
ردت وسيلة
_ غيري هدومك وتعالي نفطروا وبعدين نتچادل براحتنا
خرجت وسيلة لتتركها تبدل ملابسها ثم نزلت إلى الأسفل لتجدهم مجتمعين على الطاولة يرأسهم جدها الذي أستقبلها بإبتسامه حانية
وما أن تقدمت منهم حتى تظاهر جاسر بإنهاء طعامه وهو يقول
_ الحمد لله
ثم نظر إلى والده مردفًا
_ انا هسبجك على الأرض يابوى بعد أذنكم
هز جمال رأسه بيأس من ذلك الشخص الذي لن يتغير لتدارى وسيلة الموقف بعد خروجه
_ تعالي ياسارة أجعدي مكان جاسر چار ستك
لملمت جليلة الموقف أكثر كي ترفع الأحراج عنها
_ تعالي ياغالية أنا جومتلك جاسر لجل مـ تجعدي چاري
تقدمت سارة لتجلس بجوارهم وتتناول إفطارها في جو أُسري لم تختبره من قبل
لم تتذكر يومًا بأن تجمعوا جميعهم على طاولة واحدة بل كلًا في واديه.
كانوا يتثامرون ببهجه وحب أثناء تناولهم القهوة ودائمًا ما تُشركها زوجة عمها في الحديث حتى لا تتركها للشرود الذي أصبح ملازمًا لها
وفي المساء أصرت وسيلة عليها بأن تذهب معها لأختيار الملابس لتصر سارة على رفضها
_ معلش ياطنط بس فعلًا مش عايزة أخرج
فكرت وسيلة قليلًا ثم قالت بإقتراح
_ طيب أيه رأيك انا هبعت سعدية تشيع للبنت بدور وهى تنجيلك هدمتين لحد ما تروحي انتي بنفسك تختارى
وافقت سارة تحت إصرارها وقالت بإمتنان
_ متشكرة آوى وآسفه إني بتعبك معايا
ردت وسيلة بصدق
_ تعبك راحه ياجلبي المهم تكوني مبسوطة معانا
ردت سارة بتأكيد
_ آوى
مر اليوم وهى معهم لم يتركها احد والجميع سعيد بها وخاصةً جليلة التي شعرت بعودة المياة لمجاريها رويدًا رويدًا لكن ما ان تختلي بنفسها حتى يعود إليها ذلك الخوف من القادم .
❈-❈-❈
في منزل عاصم
عادت زينة من جامعتها فتجد جاسر جالسًا مع والدها ويبدوا عليه الإنزعاج
شعرت بالقلق مما دفعها فضولها بالتصنت عليهم كي تعلم ما يزعجه
وعندما اقتربت من الباب سمعته يتحدث بغضب
_ مستحيل أجبل ببنت منصور تجعد معانا تحت سجف واحد.
رد عاصم بيأس من صلابة رأسه
_ أولًا أسمه عمك منصور، ثانيًا هى في الأول والآخر ضيفه عندكم والأهم من كل ده هى ملهاش ذنب فـ اللي عمله أبوها هى چايله لحالها تتعرف على أهلها ودى حاچه تأكد إنها غير أبوها.
نهض جاسر وقد تمكن منه غضبه وجعله غير مدركًا لما يقول
_ لا دي لعبه عاملها منصور وياها عشان تحنن جلب چدي عليه وتخليه يبعتله الفلوس اللي طلبها.
صدجني ياچدي البنت دي مش سهله وللأسف چدي وچدتي صدجوا وأخدت الكل في صفها حتى أبوى.
تحدث وليد بهدوء
_ أهدى ياجاسر الموضوع مش مستاهل كل ده وبعدين ربنا بيجول " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"
لو ابوها أخطأ هى ذنبها أيه، بلاش تظلمها الظلم ظلمات ياولدي.
لم يلين قيد أنملة بل ظل على رأيه مما جعل زينة تزداد خوفًا منه
هى لا تبغضه بل تكمن له مشاعر أخوه وليس زوجًا تنتظر منه حبًا وحنانًا
وهذا ما لم يعترف به جدها عندما أخبرته بأنها لا تكمن له حبًا أخبرها بأن جاسر هو شخص جدير بها وكلًا يأتي بعد الزواج إذا أعطت نفسها فرصة لتعرفه حقًا.
أنسحبت بهدوء وذهبت إلى غرفتها كي لا يراها أحد
لاحظت ياسمين والدتها ذلك الحزن المرتسم على وجهها وهى تدلف الغرفة مغلقة الباب خلفها
ولجت خلفها لتجدها جالسة على الفراش في سكون تام
تقدمت منها وهى تسألها بأهتمام
_ مالك يازينة في حاچه؟
هزت زينة رأسها بصمت
جلست ياسمين بجوارها وعادت تسألها بقلق
_ مفيش إزاي وانتي مكدره أكده
نظرت إليها زينة بعتاب
_ انتوا ليه مصرين على أرتباطي بجاسر
تنهدت ياسمين بتعب من ابنتها التي لا تكف عن قول تلك الكلمة وردت بهدوء
_ وليه منوافقش عليه جاسر زينة الشاب ميتعيبش راجل يعتمد عليه وكفاية أنه ابن عمتك اللي بتموتي فيها وأخو ليلى اللي بتعتبريها أختك التانية يبجى نرفضوا ليه؟
نعم والدتها محقة في كل ذلك لكن ينقصه الحب وهى تعلم جيدًا بأنه لن يطرق الحب قلبها لأجله
_ بس ياأمي أنا مش شايفاه غير أخ بعزه و بحترمه أكتر من إكده صعب عليا، حاولت كتير أحبه بس مجدراش أرجوكي ياأمي ساعديني.
سألتها بشك
_ في حد تاني في حياتك
ردت بصدق
_ لا تاني ولا تالت، وعشان اكده نفسي أحسه مع الأنسان اللي هرتبط بيه، مش في جوازه أتفرضت علينا.
دا عمره مـ فكر حتى يكلمني ويسأل عني ولو چاه عندينا بيبجى عشان چدي وخلاص، وأحيانًا كتير بياچي ويمشي ميسألش عني
نفسي أشوف في عينيه النظرات اللي بشوفها في عينين عمي جمال وهو بيطلع في عمتي وسيلة
ولا أبوي وعينيه اللي بتضحك قبل شفايفه أول ما بيشوفك، ليه عايزين تحرموني من الحب ده.
تنهدت ياسمين بيأس من أبنتها وقالت
_ أنتي عارفه أنا أتجوزت أبوكي إزاي؟
هزت رأسها بنفي فتابعت ياسمين
_ أبوكي تجدري تجولي كده أتزوچني شفجه، جدك الله يرحمه لما مات وطبعًا عارفه مات إزاي لما الحرمية طلعوا عليه جـ.ـتلوه وأخدوا اللي الفلوس اللي معاه وبقيت أنا وجدتك عايشين لوحدينا، جدك عاصم وعمك جمال طلبوا من أبوكي يتزوجني عشان مينفعش نفضل لحالنا، كان مرغم عليا وأني كمان بس بعد الزواچ بدأ الحب اللي بجد لدرجة أني مبجدرش أتحمل بعده عني يوم واحد، يعني لو كنت رفضته كنت هخسر كتير جوي، فكرى زين يابنتي عشان مـ تندميش الآخر.
لم تقتنع زينة بحديثها واصرت على موقفها، لا تريد الزواج بتلك الطريقة جاسر لا يهتم لأمرها وهى أيضًا فلما إذا الحكم عليهم بزواج لن يجني منه سوى الألم.
❈-❈-❈
انتهى أمجد من ذلك الإجتماع الذي عقده في شركته وقد شعر بآلام حاده في صدره، كان يشعر به من بداية الأجتماع لكنه تحامل على نفسه كي لا يسقط أمام أحد.
قام بتدليك منطقة الصدر كما آخبره الطبيب لكن تلك المرة تختلف تمامًا
أخرج الدواء من جيبه ليأخذه وانتظر قليلًا لكن لا فائدة
ضيق شديد في التنفس وكأنه يجاهد كي يأخذ أنفاس رتيبة لكنه يزداد ويزداد
قام بحل ربطة عنقه عندما زاد شعوره بالأختناق
وقد نضح عرقه بغزارة
أشتد الضغط في صدره ولم يعد يستطيع التحمل
قام بالضغط على الزر لتدلف مديرة مكتبه لتجده بتلك الحالة صرخت بأسمه
_ مستر أمجد
وكان هذا آخر ما سمعه أمجد قبل أن يلفه الظلام
أنقلبت المشفى رأسًا على عقب وهم يتوجهون به إلى غرفة العناية المركزة
وكان عصام وليلى في أستقباله عندما أتصل فارس صديق أمجد به يطلب منه أرسال سيارة إسعاف مجهزه بأسرع وقت
طلبت منه ليلى أن تذهب مع السيارة كي تقوم باللازم
لكن عصام منعها وطلب منها البقاء إستعدادًا له
فور دخوله
أسرعوا بمداوته قبل أن تتضرر شريانه وتزداد حالته سوءًا
ولم يكن قلبها بأفضل حال منه، فقد كان ينقبض بشدة من هول الموقف خوفًا من عدم تحمل قلبه تلك الجلطة.
في الخارج
كان صابر يقف أمام الغرفة بقلب ملتاع على ابنه الوحيد
وشعر بأن قدمية أصبحت كالهلام حتى إنها لم تستطيع حمله
يدعوا ربه تضرعًا أن ينچيه من تلك النوبة
ويعاتب نفسه ويجلدها على أهماله له كل تلك المدة
لكن الملام حقًا هو عصام الذي أخفى عليه حالة أبنه
نظر إلى فارس الذي كان يقف مستندًا بظهره على الحائط يريد أن يعاتب الجميع على أخفاءهم عليه لكن عليه الأطمئنان عليه أولًا
مرت اللحظات صعبة على الجميع ولا أحد يخرج من الغرفة ويطمئنهم
في الداخل
تنهد الجميع براحة عندما تأكدوا من مرور تلك الجلطة وعدم تضرر شريانه؛ فقلبه لن يتحمل جراحه الآن
نظر عصام إلى ليلى التي ترتدي قناع الثبات لكن عينيها لم تستطيع
وقفت تنظر إليه وهو مستلقى على السرير محاطًا بالأجهزة من كل جانب
تحاول بصعوبة بالغة ردع تلك العبرات التي تهدد بالنزول ليشعر بها عصام الذي حاله ليس أفضل من حالها ليطمئنها قائلاً
_ إطمني الحمد لله عدت على خير
تدحرجت دمعه من عينيها ليسقط ثباتها عند تلك اللحظة وتقول بخوف
_ لو اتعرض لجلطة تاني القلب مش هيقدر يتحمل
رد بتعاطف
_ إن شاء الله خير وأنا هبعت التقارير للدكتور في أثينا عشان يرفع أسمه على رأس القائمة
خرج عصام لكنها لم يستطيع وأصرت على البقاء معه
أما صابر ما إن خرج عصام من الغرفة حتى اسرع هو وفارس
سأله بلهفه
_ أبني عامل أيه ياعصام
رد عصام بتعاطف
_ أطمن الازمة الحمد لله عدت على خير
تدحرجت دموعه بغزارة وهو يقول بقهر
_ أطمن إزاي وإبني بيموت مني وأنت عارف كل المدة دي وساكت.
تنهد عصام وتظاهر بالهدوء
_ صدقني أنا حاولت معاه كتير إني أعرفك بس هو كان رافض تمامًا ودلوقت بس عرفت انه كان عنده حق
لازم تجمد شوية ياصابر إبنك لو شافك بالحالة دي هيتعب أكتر، هو دلوقت محتاج قوتك
تحدث صابر بألم
_ أنا عايز أشوفه
هز رأسه برفض
_ للأسف مش هينفع دلوقت بس أنا احب اطمنك إن ابنك في إيد أمينة
تعالى معايا المكتب عشان هتمضي على شوية أوراق.
لم يكن صابر بحال يجعله يتساءل عن حديثة ليساعده فارس على السير ويأخذه إلى مكتب عصام
❈-❈-❈
مرت الأيام وهو داخل تلك الغيبوبه ولم تستطيع تركه سوى بضع ساعات قليلة عندما تذهب إلى المنزل لترتاح قليلًا ثم تسرع بالعودة إليه
تظل معه بالغرفة
احتل الحزن قسماتها حتى ذبلت مثلما ذبل هو وتلونت شفاه بلونٍ قاتم كما حال أظافره
دلف د.عصام ليجدها تجلس على المقعد تنظر إليه بحزن
تعاطف مع كلاهما فيقترب منها قائلًا بهدوء
_ هتفضلي حبسه نفسك معاه؟
لم تستطيع رفع عينيها إليه كي لا يرى دموعها التي تتساقط بغزارة وردت بألم
_ مش هقدر أسيبه إلا لما يفتح عينيه ويقولي أنه بقى كويس
إندهش عصام من ذلك الحب الذي جمعهم بتلك القوة رغم أنهم لم يرى أحدهم الآخر سوى مرات عديدة
_ بس أنا عايزك تكوني أقوى من كده، المرحله الجاية دي هى اصعب مرحلة هتمر عليكم وهو محتاج قوتك لأنه هيستمد منها قوته
مسحت عبراتها بظهر يدها وقالت بقهر
_ للأسف القوة اللي كنت بتحرك بيها أنتهت تمامًا وأنا شايفاه بموت أدامي ومش عارفه اعمل حاجه
إيديا ورجليا مربوطين ومفيش في مقدرتي غير الدعاء
تأثر عصام بكلماتها وقال بتعاطف
_ طيب روحي دلوقت أرتاحي شوية وأنا هفضل جانبه
همت بالمعارضة لكنه تحدث بجدية
_ لازم ترتاحي عشان تقدري تكملي معاه، المشوار لسه طويل، هخلي السواق يوصلك ولو فيه أى جديد هقولك
اومأت دون قول شئ لتنهض في صمت وتوجهة إلى الغرفة تبدل ملابسها وتترك المشفى بقلب ملتاع
❈-❈-❈
عادت ليلى إلى المنزل لتجد حازم ومعتز في انتظارها وعند وصولها سألها حازم بقلق
_ أيه ياليلى أخرتي أكده ليه وكمان قافله تليفونك
جلست ليلى بإرهاق على المقعد وهى تحاول بصعوبة التغلب على دموعها
_ معلش غصب عني.
شعر معتز بوجود خطب ما فسألها بتوجس
_ ليلى في حاچه مضيجاكي من وجت مـ چينا أهنه وأنتي مش طبيعية.
بقلق بالغ أقترب منها حازم ليجلس بجوارها عندما لاحظ تجمع العبرات في عينيها ليسألها بأهتمام
_ لو حد زعلك جولي وأني أطربج المستشفى عـ اللى فيها
تنفست ليلى بعمق حتى تسيطر على دموعها وتجيبهم بألم لم تستطيع إخفاءه
_ مفيش حاجه أني بس تعبانه شوية
لم يصدق أحدهم شيئًا مما تقول فأقترب منها حازم أكثر وقلبه يتمزق ألمًا عليها ليسألها بإصرار
_ لأ فيه ولازمن نعرفوا إيه اللي مزعلك إكده، طمنينا الله يرضى عليكي
لم تستطيع الثبات أكثر من ذلك أمام ذلك الحنان الذي يغدقها به أخويها لتجهش أكثر فـ البكاء مما جعل الخوف يزداد والشك تلاعب بداخلهم
نظر حازم إلى معتز ليهز كتفه بعدم فهم ويجلس الآخر بجوارها ويسألها بقلق
_ أهدي ياليلى وأحكيلنا مالك إنتي اكده هتموتينا من الجلج
رفع وجهها إليه وقام بمسح عبراتها وتحدث بجدية
_ أهدى يالا واحكيلنا
تحدثت ليلى بكل شئ تحت إصرارهم حتى تلك اللحظة
ساد الصمت قليلًا بعد أنتهاءها وكأنهم لم يجدوا الكلمات التي تصف ما بداخلهم
قطع حازم ذلك الصمت وهو يقول بحزم
_ أدخلي أرتاحي دلوجت والصبح هيبجى لينا حديت تاني.
لم تجادل معهم وأنسحبت بهدوء تدلف غرفتها تحت نظرات حازم الرافضة لما يحدث
وبعد ولوجها قال معتز بعتاب
_ مكنش ينفع تتحدت معاها بالأسلوب ده
رد حازم بإنفعال
_ اومال عايزني أجولها أيه وأني شايفها بدمر نفسها بكيفها وبتعلق نفسها بواحد مفيش أمل له في الحياة
وأديك شايف حالتها بمجرد انه تعب شوية أومال هتعمل أيه لو مات.
نهره معتز بحده
_ وطي صوتك لتسمعك وهى مش متحمله.
مسح حازم بيده على وجهه يحاول بصعوبة السيطرة على أنفعاله
_ أني خايف عليها لازم تفوج من الوهم اللي هى فيه ده، تجدر تجولي لحجت تحبه ميتى؟
هما مرتين ولا تلاته اللي شافته فيهم، ده أسمه تعاطف وخصوصًا إنها مجربتش الحب جبل سابج ولا تعرفه افتكرت تعاطفها معاه حب وهو أبعد ما يكون عنه.
اندهش معتز من حديثة القاسي نعم هو محق في كل كلمه نطق بها لكن عليه ان يكون رحيمًا بها
_ انا معاك في كل كلمة بتجولها بس كان لازمن تحتويها لول وبعدين تعرفها، هى دلوجت محتاچة لكلمة زينه تطمنها وبعدين تفهمها غلطها مش نصدها بالشكل ده.
أدخلها الله يرضى عليك أني مش جادر ادخل وأشوفها تاني في الحالة دي.
زفر حازم بحيرة وهو لا يعرف ماذا يفعل
حتى قرر في الأخير أن يدخل إليها كي يهون عليها قليلًا
كانت مستلقية على الفراش تنظر إلى الهاتف بترقب
دخل حازم بعد أن طرق الباب ليجدها تتظاهر بالنوم
تقدم منها يجلس بجوارها وقال بهدوء
_ طول عمرك وإنتي فاشله في التمثيل جومي يالا
فتحت عينيها تتطلع إليه وهى تقول بعتاب واضح
_ انا مش بمثل أنا فعلًا تعبانه وعايزة أنام
ربت على يدها وقال بحب
_ ليلى إنتي اختي وطبيعي أخاف عليكي واغير من الهوا الطاير لو لمسك بس
نهضت لتجلس قبالته وتقول بحزن
_ أنا معملتش حاچه تخليك تغير عليا، بالعكس بحس من نظراته ديمًا أنه بيقولي أبعدي عشان مش هتشوفي من حبي غير الألم
بس أنا غصب عني حبيته، متسألش إزاي وأمتى لأن أنا نفسي معرفش
أخذت نفس عميق ربما يهدئ ولو قليلًا تلك النيران المشتعلة بداخلها وأردفت
_أنا مجربتش الحب قبل كده ولا عمري فكرت فيه معرفش إزاي في يوم وليله لقتني حبيت ومتقولش أنه تعاطف لإن بحكم مهنتي أنا صدفت كتير زي حالته دي وعمري مـ نظرتي أتعدت غير أنه مريض
_ وهو؟
هزت رأسها بتيهه وهى تجيب
_ معرفش لكن قلبي بيقولي أنه هو كمان بس كاتمه جواه
رد حازم بعقلانية
_ عشان بيفكر صح، وده عين العقل إنتي بنفسك بتجولي أن لو ملقاش قلب في خلال الفترة دي هيموت رغم إن الأعمار بيد الله، يبقى ليه تتعبي في نفسك وتعذبيها بالشكل ده
ألغي عواطفك وأتعاملي معاه على أنه مريض وبس عشان مصلحتك أنت، وصدقيني لو فيه أمل كنت أول واحد هقف معاكي وهساندك بس زي ما بتجولي أيام معدودة.
قبل رأسها بحنو وأردف
_ فكري زين فـ اللي جلتهولك ، تصبحي على خير.
خرج حازم وتركها تفكر في حديثة ..
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇