أخر الاخبار

رواية ومقبل ع الصعيد الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل ع الصعيد الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم رانيا الخولي 


 17 =الفصل السابع عشر

في منزل عمران

كان حازم جالسًا في غرفته يحارب شوقة الذي يأخذه إليها

ويفكر ماذا سيفعل عندما تدخل منزلهم زوجةً لأخيه

هل يترك مشاعره للنظر إلى زوجة جاسر الذي يعتبره صديق قبل أن يكون أخ يعزه ويقدره.

هو يعلم جيدًا بأن جاسر لا يكمن لها حبًا وكذلك هى، لكنه أمر فرض على كلاهما ورضوا به

طرق الباب ودلف معتز الذي نظر إليه بتخابث وهو يقول

_ عندي خبر لو عرفته هتقوم دلوجت وتاخدني بالحضن

نظر إليه حازم وقال بسخرية

_ خير؟

تقدم منه ليجلس بجواره وقال بمكر

_ جاسر أخوك غير رأيه وهيتزوچ سارة بنت عمك منصور

اعتدل حازم في فراشه وتحدث بجدية

_ انت بتجول أيه يامخبول انت؟

أجاب معتز بتأكيد

_ ده اللي سمعته من أبوك وهو بيتحدت مع جاسر، وبيجولوا انهم كلموا عمك خالد عشان يفاتحوا أبوها في الموضوع.

سأله بحيرة

_ وزينة؟

_ ما هو ده اللي انا چايلك عشانه واللي عرفته من وسيلة

جالت إن زينة اتحددت مع چدك عاصم وجالتله انه زي أخوها وأنها مش عايزة تكمل في الچوازة دي، وجاسر أخوك ما صدج وخطب سارة طوالي.

تراقص الأمل بداخله وسأله بلهفة


_ أنت بتتحدت بچد ولا بتكذب عليا.

نهره معتز بحده

_ هو الحديت ده فيه هزار، دلوجت خلاص مبقاش في حاچة تجف جدامك.

نهض حازم مسرعًا تحت نظرات معتز المندهشة وقام بإرتداء جلبابه فسأله معتز

_ أنت رايح فين؟

أجاب معتز وهو يفتح الباب ويخرج منه

_ رايح أشوف أيه الحكاية

نزل إلى الأسفل يبحث عن والدته حتى عثر عليها في المطبخ

اقترب منها وقام بجذبها وهو يقول

_ تعالي معاي عايزك في موضوع

اندهشت وسيلة وحاولت إيقافة لكنه لم يمهلها للأعتراض ودلف بها غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه

نهرته وسيلة

_ فيه أيه؟ ساحبني كيف البهيمه أكده ليه؟

اقترب منها حازم وسألها بجدية

_ أيه اللي في دماغ ابنك بالظبط ياأمي؟

لم تفهم مقصده وسألته بعدم فهم

_ تجصد مين؟

أجابها حازم بحزم

_ جاسر يا أمي هو فيه غيره

فهمت وسيلة مقصده وجلست على المقعد وهى تقول بحيرة

_ والله مـ انا خابرة يا ولدي هو فجأنا أنه رايد يتزوچها وبيجول أنه بيحبها

سألها بتهكم

_ بيحبها ولا في غرد تاني؟

قطبت جبينها بحيره وسألته

_ تجصد أيه؟

جلس حازم أمامها وقال بكمد

_ أجصد عمي منصور

ردت بنفي تقنع بيه نفسها قبل أن تقنعه

_ لا أخوك مـ ياخدش سارة بذنب أبوها أبدًا، مستحيل أصدج حاچة زي دي.

_ عايزة تجوليلي أنه لحج يعشجها في اليومين اللي جعدتهم عندينا.

نهرته وسيلة بحدة

_ عشج أيه ومسخرت أيه ياجليل الرباية أنت.

أكد ظنه وهو يقول بحدة

_ يبجي اللي شاكك فيه صح، وأنه عايز يوصلها عشان يعذب بيها منصور.

ردت وسيلة بثقة

_ قلتلك لا، جاسر مستحيل يعمل أكدة، وأوعاك تشك في أخوك مرة تانية.

_  ياأمي أنا خايف ليظلمها وهى ملهاش ذنب في كل اللي عمله عمي زمان، صدجيني  البنت دي من اول مـ اتكلمت معاها حسيتها صداجه في مشاعرها نحيتنا

غير ابوها خالص

أيدت كلامه قائله

_ نفس اللى جلته والله، والبنت دخلتي جلبي من وجت مـ شوفتها، وبعدين متخافش ميجدرش يعملها حاچة وإحنا موچودين.

❈-❈-❈

في منزل منصور

عاد  إلى المنزل وابتسامة نصر مرتسمة على محياة بعدما سجل كل اسهم الشركة بإسمه  فقد إستطاع أخيرًا أسترداد ما هو حقًا له وأصبحوا الآن في قبضته

أيام قليلة وسيفاجئهم بتلك الضربة التي ستجعلهم تحت اقدامه

دلف المنزل ليجدها تخرج من غرفة مكتبه

حاول رسم ابتسامه على فمه لكنها ظهرت باهته وخاصة عندما تحدثت بهدوء

_ أنت مش قلت إنك أجازة النهاردة؟

تقدم منها يقبل رأسها وأجاب بروية

_ عادي يا حبيبتي كان في ورق مهم لازم يتمضي خلصت وجيت على طول

جلس على المقعد وقال بجدية

_ اه نسيت أقولك

جلست على المقعد المقابل تسمع له

فتحدث برسوخ

_ جاسر ابن أخويا عايز يتجوز سارة وانا وافقت

ضيقت سمر عينيها بعد أستيعاب لما يقول وسألته مستفسرة

_ أنت بتقول أيه؟ وسارة مين اللي بتتكلم عنها؟

أجابها ببساطة

_ سارة بنتي هى في غيرها!

هزت رأسها بدهشة وعادت تسأله

_ وقولتلي جاسر ده يبقى مين؟

عاد بظهره للوراء وتحدث بكل بساطة

_ جاسر ابن أخويا جمال وهى موافقة

ساد الصمت قليلًا وهى مندهشة من الهدوء الذي يتحدث به وقالت بتحذير

_ انا هعتبر إني مسمعتش حاجة وإن الكلام السخيف اللي قلته ده ملوش اى أساس من الصحة، أنا مستحيل أجوز بنت في وسط الناس الـ……

لم تكمل تحذيرها حتى وجدت بسرعة البرق يد منصور تلتف حول عنقها وقد طفح به الكيل منها ولم يعد يأبى بشئ وزائر من بين أسنانه

_ كلمة تانية على حد من أهلي وهخلص عليكي بإيدي

ضيق يده أكثر على عنقها وتابع

_ لو كنتي فاكرة أني منصور بتاع زمان وهقولك آمين وحاضر تبقي غلطانه

انتي وابوكي دلوقت تحت رجليا وأي حركة منك هفعصكم ومش هرأف بيكم

اصابها الذعر من ذلك الغضب الذي يتحدث به وقالت بحدة

_ منصور انت اتجننت؟

هز راسه بنفي

_  لأ بس أنتوا اللي اتجننتوا لما فكرتوا تلعبوا عليا وتستولوا على حقي،  وانتوا عارفين كويس إن اللي بيقرب من حقي مـ برحموش أيًا كان هو

تسارعت ضربات قلبها خوفًا وسألته بتلعثم

_ أنت بتقول أيه أنا مستحيل أعمل كده.

شدد يده أكثر على عنقها حتى كاد أن يزهق روحها وقال بسخط

_ بطلي كدب أنا سمعكم بودني وأنتوا بتخططوا إزاي تخلصوا مني، ودلوقتي الدور عليا عشان أرميكم في الشارع واخليكم تشحتوا زي زمان.

وسارة  هتتجوز ابن عمها ومصطفى هعرفه حقيقة أمه وجده اللي فخور بيهم آوي دول،  وأنتي هتفضلي هنا خدمتي وتحت رجلي لحد ما ييجي اليوم اللي أصفي فيه كل  حاجة.

شعرت سمر بالإختناق لتحاول جذب يده بعيدًا عن عنقها وقالت

_ مـ.. مـ… محصلش انت أكيد سمعت غلط

ضغط أكثر على أسنانه حتى كاد أن يدميها وقال بغضب

_ لسه بردوا بتقاوحي

جذبها حتى تقف على قدميها وهى في شدة رعبها وأردف

_ أنا هصبر عليكي لحد مصطفى ما يخلص جامعته واسفره بره وبعدها هرميكي لأبوكي واطوي صفحتكم السودة دي من حياتي

زجها بيده حتى كادت أن تسقط على الأرضية مما جعلها تتنفس بعمق وتلهث من شدة حاجتها للهواء

ثم رفع أصبعه في وجهها وتابع تهديده

_  أنا رايح البلد وهجوز سارة لابن أخويا عايزة تيجي تمثلي دور أم العروسة  كان بيها، مش هتيجي وتحاولي تلعبي من ورايا يبقى انتي اللي جنيتي على نفسك

رغم رعبها الشديد منه إلا إنها قالت بغضب

_ مستحيل اروح البلد واشهد على موت بنتي.

أيد رأيها قائلاً

_ تمام آوى وهو ده اللي عايزه

ولعلمك انا مأمن نفسي كويس آوى عشان لو فكرتوا تلعبوا بديلكم

دلف غرفته وتركها في ذهول تام مما يحدث، كيف علما بكل ذلك

اغلق الباب خلفه بحده ثم امسك هاتفه كي يهاتف خالد الذي أجابه

_ ابن حلال كنت لسه هكلمك

تحدث منصور بحدة

_ قبل أى حاجة عايزك تتصل على جمال وتقوله إني موافق وقوله كمان يعجل بالفرح

_ طيب مـ تكلمه أنت، الحاجات اللي زي دي مينفعش انا اللي أتكلم فيها.

زفر منصور بضيق

_ أعمل اللي بقولك عليه وخلاص أنا مينفعش أسيب الشركة في الوقت ده بالذات

_ طيب كلمه حتى في التليفون وفهمه كل حاجة، إنما كده مينفعش

تنهد منصور وقال باستسلام

_ خلاص هكلمه بكرة واحدد معاه كل حاجه

أغلق الهاتف والقاه بأهمال على الفراش ثم جلس على الأريكة يفكر في المنفعة التي ستعود إليه من ذلك الزواج.

❈-❈-❈

في منزل عمران

اغلق جمال الهاتف وعاد إلى والديه ليقول براحه

_ مبروك ياحاچ عمران منصور أخوي وافج

هلل الجميع بذلك الخبر ما عدا جاسر الذي أخذ يستمع إليهم بوجوم

فتحدث جليلة بفرحة

_يعني منصور ولدي چاي؟

أرتبك جمال من سؤالها وأجاب بإضطراب

_ لا هو مش هيجدر ياچي غير على كتب الكتاب عشان مشغول شوية

أومأ عمران بصمت أما جليلة فقد بُغتت بحسرة على ذلك الذي لم يتغير ولن يتغير يومًا

تحدث جاسر بإستهزاء

_مش هتفرج

نهره جمال بحدة

_ جاسر

قاطعه عمران بألم

_ سيبه ياولدي هو مغلطش، صحيح مش هيفرج وچوده زي عدمه

المهم اتصل عليه وحدد معاه ميعاد الفرح ولو مش رايد ييجي خليه.

_ لا يابوي هياچي، خالد أكدلي أن فيه مشاكل في شغله وميجدرش يهمله وأني هكلموا دلوجت واحدد معاه الميعاد اللي هيجدر ياچي فيه.

نهضت وسيلة وهى تقول بسعادة

_ واني هروح أبشر سارة

نظرت إلى جاسر وتابعت بمكر

_ أصلها كل شوية تسألني عملوا ايه مع بابا

سخر جاسر بداخله من ظن والدته، وتحدث عمران بإعتراض

_ اصبري ياأم جاسر لما جمال يتحدت معاه لول ويشوفوا هيوصلوا لأيه.

أكد لها جمال

_انا بقول أكده بردك

عادت وسيلة إلى مقعدها فتسألت جليلة

_ بس انتوا لحد دلوجت مـ حددوش هيسكنوا فين؟

رد عمران بعدم فهم

_ هيسكنوا حدانا في الدار

_ لا اقصد يعني إن اوضة جاسر متنفعش لعرسان هو اختارها عشان تكون جريبة منيك بس دلوجت متنفعش واصل

أيد جمال رأي والدته

_ فعلًا الاوضة صغيرة جوي ومتنفعش لعرسان

نظر لجاسر وسأله

_ متجول حاچة ياجاسر

نظر جاسر لوالده وقال بفتور

_ الاوضة دي ولا غيرها مش هتفرج شفوها هى واللي رايده اعملوه ليها، أني رايح اشوف العمال خلصوا ولا لأ، بعد أذنكم

انهى حديثه ثم تركهم وخرج من المنزل ليندهش الجميع من بعدم أهتمامه بالأمر.

❈-❈-❈

في غرفة منصور

رن هاتفه برقم غير مدون، وهو بعادته لا بجيب على أرقام غير مدونة لا يعرف لما دق قلبه بمعرفته بهوية المتصل

أجاب قلبه قبل لسانه

_ اهلًا ياجمال

تحدث جمال بلهجة عاتبه

_ بخير يامنصور كيفك أنت؟

آجاب بشوق

_ الحمد لله بقيت أحسن لما كلمتك، أبويا وأمي عاملين ايه؟

ليس وهذا بالوقت المناسب كي يعاتبه على عدم تواصله معهم والاطمئنان عليهم فقال بإيجاز

_ بخير وبيسلموا عليك.

المهم أنا كنت رايد أجيلك وأطلب منك إيد سارة لجاسر ولدي بما إنك مشغول ومش هتجدر تاچي.

سعادة لم يشعر بمثلها من قبل من عودة المياة لمجاريها رويدًا رويدًا فقال بسرور

_  البنت بنتك ياجمال وعارف كويس إن جاسر ميتخيرش عنك حدد ميعاد الفرح وعرفني  لإن حقيقي مش هقدر أسيب الشركة الفترة دي، بس أوعدك إن وقت مـ كل حاجة  تتظبط هاجي من غير مـ حد يقولي.

لم يستوعب جمال معنى كلماته وتسائل بحيرة

_ يعني مش هتحضر فرح بنتك؟

اجاب مسرعًا

_ أكيد طبعًا هكون موجود بس قبل كده صعب، بس أهم حاجة إنك تعجل بالفرح مفيش داعي للتأجيل، وخصوصاً أنها في نفس البيت معاه.

اومأ جمال بإستسلام

_ اللي تشوفه ياخوي، ومتخافش على بنتك هى في الحفظ والصون

رد منصور بثقة

_ وأنا واثق من ده، وإلا مكنتش سيبتها الفترة دي كلها.

أغلق جمال الهاتف وألقاه بضيق على الفراش

لم يتغير أخيه قيد أنملة مازال كما هو ذلك الذي لا يبالي بشئ سوى مصلحته، حتى مع أولاده يفضل مصلحته عليهم

دلفت وسيلة الغرفة بعد أن تركته كي يحدث أخيه بأريحية

تقدمت منه وهى تنظر إليه بتعاطف عندما لاحظت ذلك الوجوم المرتسم على ملامحه

جلست بجوارة على الأريكة وسألته مستفسرة

_ عملت أيه؟

تنهد جمال وأجابها بهدوء

_ لسه زي ما هو متغيرش، مش هامه غير مصلحته وبس، عايزني أخلص كل حاچة وأعزمه على كتب الكتاب كيفه كيف الغريب.

هونت عليه قائله

_  مـ هو جال لخالد أنه غصب عنه، وبعدين هو سايبها لمين يعني! ده جدها وعمها  والأتنين هيخافوا عليها زييه وأكتر كمان، متعجدش الأمور وخلينا نفرحوا  بچوازة جاسر

نظر إليها جمال وقال بإبتسامة ماكرة

_ كبرتي ياحاچة وسيلة وهتكوني چدة.

تحدثت جليلة بغرور وهى تتلاعب بخصلاتها

_ مين يجدر يجول إكدة، دا اللي بيشوفني چانب ليلى بتك بيفتكرني أختها

ضحك جمال ورد بمزاح

_ والصبغة اللي لاجتها في هدومك دي، كنتي چيباها ليه؟

أغتاظت وسيلة من معرفته بهذا الأمر الذي أستطاعت أخفاءه بإتقان لكنه إستطاع العثور عليه فنهرته بغيظ

_ وأنت بتجلب في حاچتي ليه؟

رد بتخابث وهو يتلاعب بخصلاتها

_ صدفه بريئه والله، وعلى العموم أني جابلك على أى شكل.

هم بتقبيلها لولا تلك الطرقات الخافته التي منعته من ذلك فزم فمه بضيق

_ ده أكيد حازم ولدك

ضحكت وسيلة ونهضت لتفتح الباب فوجدتها سارة

_ تعالي ياسارة أتفضلي

شعرت سارة بالإحراج وقالت بخجل

_ كنت عايزة أتكلم مع عمي شوية، بس لو هينام اجي في وقت تاني

رد جمال بترحيب

_ ولو نايم أجوملك، تعالي.

فتحت وسيلة الباب كي تدلف منه

ودلفت سارة الغرفة لينهض جمال لإستقبالها واشار لها بالجلوس على الأريكة

جلست بجواره وترددت كثيرًا قبل ان تقول بإستحياء

_ كنت عايزة أسألك حضرتك عملت أيه مع عمو خالد بالنسبة للنقل

أخفضت عينيها بإحراج ليبتسم جمال قائلًا

_ أني مش جلتلك متشليش ه‍م حاچة.

اومأت برأسها وهمت بالتحدث لكنه قال بحب

_ أني كلمت خالد النهاردة وخلصت معاه كل حاچة وكمان كلمت أبوكي وحددنا معاه ميعاد الفرح

رفعت عينيها إليه تسأله بلهفه

_ بجد ياعمي يعني هفضل هنا معاكم ومش هرجع القاهرة؟

أومأ بحب

_ بجد ياجلبي وهكلم جاسر عشان تختاري الأوضة اللي تعجبك، وليلى چاية بكرة إن شاء الله عشان تساعدك في فستان الفرح.

تبدلت ملامحها ليلاحظها جمال مما جعل الشك يزحف إلى قلبه لكنه قطعه قائلاً

_ اني أختارتلك أفضل اوضه في الدار كلها، وفرشها اللي تأمري بيه.

افترى ثغرها عن ابتسامه لم تصل لعينيها وردت بهدوء

_ مش هيفرق المكان مادام معاكم هنا، أنا كنت خايفة بابا يرفض إني أفضل معاكم، بس مادام وافق بلاش نستعجل وتضغطوا على نفسكم.

تحدث بجدية

_ سارة لو بچد في حاچة چواتك وخايفة تجوليها…

قاطعته سارة بإصرار

_  صدقني ياعمي مفيش أى حاجة كل الحكاية إني تعبت من المشاكل اللي بين بابا  وماما وأهملهم لينا اغلب الوقت، جوى العيلة ده أنا محستش بيه إلا وسطيكم  عشان كده مصره إني أفضل معاكم

_ وجاسر

رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول العثور على كلمات مقنعه وقالت برزانه

_ زي ما قلت لحضرتك قبل كده، جاسر شخصية محترمة وأى بنت تتمناه، وهو لما فاتحني في الموضوع ملقيتش أى سبب أرفض عشانه.

هز جمال رأسه بإقتناع وقال بإبتسامة

_ على خيرة الله، من بكرة هنبدأ الترتيبات والفرح هيبقى آخر الأسبوع

نظرت إليه بدهشة لذلك التسرع وسألته بحيرة

_ حضرتك مستعجل كدة ليه؟

_  مش مستعجل ولا حاجة بس ابوكي اللي قرر إننا نعجل بالفرح، وبردك مينفعش  تفضلوا انتوا الاتنين في مكان واحد من غير ما يكون في حاچة رسمي.

اومأت بتفاهم

_ خلاص ياعمي اللي تشوفه

نهضت من مقعدها

_ بعد إذن حضرتك

خرجت من الغرفة لتنصدم بوسيلة التي تحمل القهوة بيدها وعند رؤيتها سألتها

_ رايحة فين ياسارة أنا عملت الجهوة وجلت هتشربيها معانا

هزت رأسها برفض

_ لا ياطنط أنا مش بحب القهوة

_ طيب خليكي جاعدة معانا شوية؟

_ خليها وقت تاني.

أسرعت  سارة بالذهاب تحت نظرات وسيلة المندهشة من تسرعها، ولم تكن تعلم بأنها  تجاهد كي تظل ثابته أمامهم ولا تنهار كما فعلت وقت وصولها الغرفة.


18=الفصل الثامن عشر

في شركة منصور

دلف منصور مكتب رئيس مجلس الإدارة وهو يدفع الباب بقدمه لتندهش مديرة المكتب من تصرفه

اسرعت بالدخول خلفه لتسأله بريبة

_ في حاجة يامنصور بيه؟

تقدم منصور من المكتب ليجلس على المقعد وتحدث بأمر

_ أعملي ميتنج حالًا لمدراء الأقسام في الشركة، وكمان كلمي المحامي يحضر معاهم.

لم تفهم شيئًا مما يحدث وردت باستسلام

_ حاضر يافندم

خرجت من المكتب كي تهاتف سمر أولًا لكنها تفاجئن   بشريف يتقدم من مكتبه وعندما رآها تخرج من مكتبه سألها بحيرة

_ في أيه يامريم؟

أجابت بإضطراب وهى تنظر للمكتب

_ مش عارفه، منصور بيه طلب إني أعمل ميتنج دلوقت لمدراء الأقسام

أندهش شريف ودلف المكتب فيجد منصور جالسًا على مكتبه مما جعله يندهش أكثر من بروده

فتقدم منه قائلًا

_ في أيه يامنصور؟ وليه عامل اجتماع دلوقت؟

ابتسم منصور بسخرية وعاد بظهره للوراء وهو يتحدث ببرود قـ.ـاتل

_ لأ مفيش حاجة مهمة أنا بس عملت شوية تعديلات في الشركة وعشان كدة عملت الميتنج.

إندهش شريف أكثر ليسأله بجدية

_ تعديلات أيه اللي هتعملها وإزاي ده يحصل من غير متعرفني؟

وضع منصور قدم فوق الأخرى وسأله بهدوء مثير للأعصاب

_ بصفتك أية؟

قطب جبينه بذهول

_ بصفتي رئيس مجلس إدارة

اعتدل منصور في جلسته وقال بثبوت

_ ده كان زمان، إنما دلوقت كل حاجه أتغيرت وأنصحك تنسحب بهدوء من الشركة قبل ما تنسحب بفضيحة أدام اللي شغلين في الشركة

اتسعت دائرة عينيه وقال بحدة

_ لاا أنت شكلك أتجننت.

نهض منصور من مقعده ليقترب منه ويقول بصوت هادر

_ أنت اللي أتجننت لما فكرت انت وبنتك أنكم تلعبوا مع منصور المنشاوي

وأوعى  تكون فاكر إني مش عارف حاجة عن تخطيطك انت وبنتك بس سيبتكم لحد مـ أخططلكم  أنا كويس وبغباءك أنت مضيتك على تنازل بأسهمك في الشركة أنت والهانم  التانية اللي نضفتها وعملتها بني أدمة والآخر بتخطط معاك عشان تخلصوا مني

أقترب منه أكثر ليتابع بتهديد وعينيه تقدح شررًا

_ ولولا إني عامل خاطر لولادي كنت طلقتها ورمتكم في الشارع بس أنا هعمل بأصلي وهسيبلك البيت اللي بردوا كتبته بأسمي تعيش فيه.

هز شريف راسه بعدم أستيعاب لما يحدث

_ لا انت فعلًا اتجننت وأنا…..

قاطعه منصور بغضب

_ ولا كلمة زيادة ولو مش مصدق

أمسك الهاتف وحدث مديرة المكتب

_ مدحت جاه ولا لسه

_ جاه يافندم وهيدخل حالًا

أغلق الهاتف ودلف المحامي ليضع شريف يده على قلبه من هول ما رآى

فقد مضى بيده على كل شئ دون أن يدري فلم يتحمل قلبه تلك الصدمة وسقط على الأرض دون حراك..

❈-❈-❈

في مكتب عصام

دخلت ليلى التي ذبلت كثيرًا وظهر الشحوب واضحًا عليها فشعر عصام بالآسى عليها وقال بتعاطف

_ أتفضلي ياليلى أقعدي

جلست على المقعد أمام مكتبه وسألته بتوجس

_ كنت عايزة أسألك عن أى أخبار بخصوص حالة أمجد؟

زم عصام شفتيه بيأس وأجابها

_ كان فيه حالة مطابقة ليه بس للأسف على ما عملوا التحاليل وعرفوا النتيجة كان القلب وقف، وعشان كده بفضل إننا نسافر في أقرب وقت

أجابته بحيرة

_ بس أنا موضوع السفر ده صعب آوي، أنت عارف كويس أنا جيت هنا بمعجزة، وحتى لو بابا وافق

وسافرت مش هينفع أطول في السفر يعني بالكتير آوى عيكون أسبوع.

اومأ عصام بتفاهم ثم تحدث بجدية

_فاهم ياليلى، بس أنا بردوا شايف إنها فرصة علمية بصرف النظر عن كونها شخصية وهتفيدك كتير في مسيرتك المهنية، دي فرصة أي حد يتمناها

غيركمان إن تواجدك معاه هيكون دافع كبير للمقاومة.

شعرت ليلى بالإحراج مما يرمي إليه وقالت بثبات

_مقدرش  أرد على حضرتك دلوقتي بس  أنا إن شاء الله هروح البلد بكرة أو بعده  بالكتير وهحاول أقنع بابا وإن وافق وده صعب جدًا هكون متواجده معاكم

وإن رفض مش هقدر طبعًا

_ على العموم أنا هبدأ في إجراءات السفر بحيث نكون مستعدين( سألها) إنتي معاكي جواز سفر؟

اومأت برأسها فاردف براحة

_ تمام ولو عايزاني أكلم الحاج عشان أقنعه معنديش مانع

_ لأ مفيش داعي أنا هحاول معاه، بعد إذن حضرتك

خرجت من المكتب وهى تفكر في طريقة تقنع بها أبيها.

مرت امام غرفته ولم تستطيع الولوج بسبب وجود أبيه وفارس

دلفت مكتبها وجلست كي تهاتف والدتها وتعلم منها أمر ذلك الزواج وعندما أجابتها

_ إزيك باأمي عاملة أيه

اجابت وسيلة بلهفة

_ زينة ياجلبي طمنيني عليكي إنتي

حاولت جعل صوتها ثابتًا واخفاء نبرة الحزن التي أحتلت كيانها بأكمله

_ الحمد لله بخير متجلجيش علي، بس الاول أيه الكلام اللي جاله أبويا ده؟

جلست وسيلة على الأريكة وتحدثت

_  والله يابنتي حكاية أغرب من الخيال زي ما بيجولوا، انا طبعًا كنت حكيالك  عن سارة بنت عمك منصور لما چات، وشكل أخوكي جاسر حبها وطلبها للجواز

زاد إندهاشها لتسأله بترقب

_ وزينة؟

_ أنتي خابره زين أن جاسر مكنش بيحبها بس جولنا الحب بياچي بعد الجواز، والآخر لا هى قدرت تكمل ولا هو كمان وكل واحد راح لحاله

لم تقتنع بحديثها لأنه تعلم جيدًا مدى بغض جاسر لعمه منصور فكيف إذًا يتزوج ابنته

_ وعمي منصور قال ايه

_ أبوكي كلموا أمبارح واتفجوا على كل حاچة والفرح آخر الاسبوع

لم تقتنع كغيرها بذلك الأمر وشعرت بأن هناك خطب ما وتابعت وسيلة

_  المهم ياغالية لازمن تنزلي البلد عشان تكوني چامبيها انا كلمتلها جاسر  وهياخدها وينزلوا المركز عشان تختار خلجاتها بنفسها، وانتي تكملي الباجي  معاها

سألتها بحيرة

_ طيب وليه الإستعجال ده؟ مـ تصبروا شوية يدرسوا بعض أكتر.

تنهدت وسيلة بقلة حيلة

_ والله اني كمان مكنتش موافجة على التسرع ده بس أول مرة أخوكي يتفج مع عمك منصور في حاچة والاتنين عايزين يعجلوا بالفرح.

إزداد شكها لكنها لم تريد الأنشغال بذلك الأمر حتى تعود وتتحدث مع كلاهما

_ حاضر ياأمي هحاول أرجع البلد بأسرع وقت بس مش هقدر أطول عندكم

لم تفهم وسيلة شئ وسألتها بأهتمام

_ وايه اللي يمنع؟

أغمضت عينيها بتعب وقالت بثبات رغم تجمع العبرات بداخل عينيها

_ في حالات بتابعها ومش هقدر اتأخر عليها

تحدثت وسيلة بإنفعال

_ يعني عايزة تفهميني إن مفيش دكاترة غيرك في المخروبه دي؟!

دلف جمال على صوت وسيلة ورآى انفعالها ليسألها بحيرة

_ في أيه ياوسيلة بتتعصب أكدة على مين؟

وضعت الهاتف في يده وردت بحدة

_ خد شوف ايه حكايتها بالظبط بدل ما تجلطني دلوجت

أخذ منها الهاتف وتحدث برجاحة

_ في أيه ياليلى؟ مزعلاها ليه؟

حاولت كبح عبراتها وتحدث بإضطراب

_ مفيش حاجة يابابا غير إني بقولها مش هقدر أطول في البلد وعشان كدة أتعصبت عليا

رد جمال بإعتراض

_ ليها حج بردك هى بجالها دلوجت عشرين يوم مشفتكيش وغير كل ده كمان مش عايزة تحضري فرح أخوكي

ردت برجاء

_  ارجوك يابابا أتحملوني الفترة دي بس لحد مـ السنه دي تخلص وبعدها هشتغل في  المستشفى اللي عندنا ومش هسيبكم نهائي، وإن كان على فرح جاسر أكيد هحضره  بس لازم أمشي تاني يوم.

تنهد جمال بحيرة لا يعرف ماذا يفعل الآن فسألها بتمالك

_ يعني هتاچي أمتى؟

أجابت بإضطراب

_ هاجي يوم الخميس… والسبت لازم أمشي.

زم شفتيه بحيرة وهو ينظر إلى وسيلة التي تأكله بعينيها ورد بحيادية

_ حاضر ياليلى اللي تشوفيه، بس الأچازة الچاية تعوضيها.

اومأت دون تفكير

_ إن شاء الله

أغلقت الهاتف ووضعته على المكتب بإستياء

لا تعرف لما موافقته لها طعنتها في الصميم، وشعرت بأنها خائنة لتلك الثقة التي حُملت إليها

لكنها بررت لنفسها بأنها لم تتجاوز حدها والقلب ليس عليه بسلطان

❈-❈-❈

في غرفة عمران

كان  عمران مستلقيًا على الفراش شاردًا في أمر حفيده الذي أصبح  مهمومًا شاردًا  طوال الوقت، يعلم جيدًا بأن هناك خطب ما يخفيه عليه، لكنه أيضًا يعلم  حفيده جيدًا ويعلم أنه يستطيع بجسارة التغلب على الصعوبات التي تواجهه

سألته جلية وهي تجلس بجوارة

_ مالك ياحاچ سرحان في أيه؟

تحدث عمران بقلق

_ أني جلجان من الچوازة دي، جاسر من وجت ما طلبها مني وهو ديمًا مهموم، جلبي بيجولي إن في حاچة وهو رافض يجول

اجابت جليلة بثقة

_  مفيش جلج ولا حاچة ياحاچ أني خابره جاسر زين وخابره أنه بيحبها من أول يوم  جات فيه، وده واضح من نظراته ليها مهما حاول يبين عكس إكده، أنت خابره زين  مبيحبش يبين مشاعره

رد عمران بإستنكار

_ مشاعر أيه اللي بتتحدتي عنيها وهو كان بيهاچمها كل ما يشوفها

نفت جليلة بثقة

_ ده بيهاجم حبه ليها عشان شايف إن منصور هيفضل بناتهم وأنت خابر هو اد ايه مكدر من ناحيته

_ بس منصور يبجى أبوها يعني هيفضل بيناتهم العمر كله.

وبعدين الولد ده جفل جوي، معرفش أيه اللي عجابها فيه

ضحكت جليلة وقالت بتأكيد

_ بكرة لما تبجى مرته الوضع هيتغير، أديك شوفت أبوه اللي كان بيتكسف من خياله أول ما وسيلة بجت مرته معدش حتى بيستحي منينا.

لاح الحزن على قسمات وجهه وقال بشرود

_ لأن جمال وجتها كان عايز يبين جدامنا أنه سعيد وإن مفيش حاچة تعباه، بس أني كنت حاسس بيه وبتعبه اللي بيحاول يداريه عنينا

إبنك آسى كتير جوي لحد ما جدر يُجف على رچليه من تاني

وده اللي تاعب جاسر وبيخليه يغضب من عمه أكتر.

_ أهي أيام وراحت لحالها والحمد لله ربنا عوضه خير.

طرق الباب فسمحت جليلة للطارق بالدخول فوجدت مصطفى يدلف عليهم، ابتسمت بسعادة

_ تعالي ياولدي.

تقدم منهم ليجلس بجوار جده يقبل يده

_ انا قُلت ألحق أتكلم معاك شوية قبل ما تنام.

ربت عمران على قدمه وقدم فهم سبب مجيئه وتحدث برجاحة

_ خابر ياولدي باللي تاعبك وجالج منامك.

سأله مبتسمًا

_ أيه عرفك ياجدي باللي قالق منامي؟

نظر عمران داخل عينيه التي تحتوى اسأله كثيرة يبحث عن إجابتها

_ أسأله كتير واضحة في عينيك ورايد تعرف إجابتها

عقد مصطفى حاجبيه متسائلًا

_ أيه اللي حصل ياجدي زمان، وياترى اللي سمعته ده حقيقي ولا أية الحكاية بالظبط.

انسحبت جليلة بهدوء لا تريد سماع المزيد من ذلك الأمر

خرجت من الغرفة متجهه إلى غرفة منصور التي إتخذتها منذ ذهابه مكانًا تشكي فيه أوجاعها

وتبكي شوقًا على من رحل تاركًا قلبًا يإن آلمًا بفراقه.

تحدث عمران بشرود وهو يعود بذاكرته للوراء

_ أني خلفت الأتنين مميزتش حد منهم عن التاني والأتنين ربيتهم تربية واحدة

بس عمك جمال من يوم وهو هادي ومصلحة الكل عنده أهم من مصلحته

بس أبوك مختلف عنيه؛ حبه لذاته كان أجوى شوية.

كبروا  ودخلوا الچامعة، بس عمك فضل أنه يدخل جامعة قنا عشان مـ يفارجناش ويكون  چاري لو احتاچته، إنما أبوك أصر أنه يدرس في الچامعة اللي في مصر لإنه مش  حابب العيشة أهنه

بنا أحلامه كلها هناك وقرر أنه يستجر في مصر على طول وأصر على أنه يعمل مشروع التخرچ بتاعه زي ما بيجولوا.

للأسف في الوجت ده كانت السيولة معايا متكفيش ولما واحد جريب مني جالي على مشروع بصراحة  مكسبه كان زين جوي

جررت وجتها إني أرهز الأرض وبفلوس الرهنية أدي جزء كبير منيها لأبوك والجزء التاني أدخل بيه المشروع ومن مكسبه أسد بيه الرهنيه

ولجل النصيب الفلوس أتسرجت وراح كل حاچة.

أبوك  متخيلش إن الحكاية صعبه آوى إكدة وأخد الفلوس وسافر عشان يبني حلمه، وعمك  جمال هو اللي شجي وتعب وأتحمل البهدله لجل مـ يرچع الأرض لينا من تاني وفضل  يعاني من سكات لحد مـ سدد ديونها كاملة

كان عمران  يتحدث ومصطفى خافضًا رأسه بخزي مما فعله والده، رغم أن عمران لم يخبره  الحقيقة كاملة كي لا يشوه صورة أبيه في عينيه وخاصةً عندما لاحظ حزنه

فمد عمران يده رفع رأسه قائلاً

_  أني مش بقولك إكدة عشان تحني راسك لا، أني بحكيلك بس لجل مـ تعرف إنه هو  اللي بعد مش إحنا، واني كنت بعرف أخباركم بإستمرار من خالد، وأحيانًا كان  بيبعتلنا صوركم يعني أول ما شوفتك عرفتك طوالي.

ابتسم مصطفى بحزن

_  هو فعلًا كان بيكلمنا عنكم كتير آوى وأد أيه أنتوا نفسكم تشفونا، بس لما  كنا نسأله عن سبب بعدكم عننا كان بيرفض يقولي ويتحجج بأي حاجة ويتهرب

ربت عمران على يده وقال برباطة جأش

_ المهم أنكم رچعتوا لأصلكم وربنا عوض صبري خير وشوفتكم جدامي

قبل مصطفى تلك اليد التي وضعت على يده بحب ثم تحدث برجاحة

_ أطمن ياجدي مفيش حاجة هتفرقنا بعد النهاردة.

❈-❈-❈

ظلت سمر تزرع الردهه ذهابًا وإيابًا وكأنها تسير على جمر ملتهب لم تتجاوز حتى الآن الصدمة التي اعترتها

لم تتخيل يومًا أن ينكشف كل شئ بتلك السهولة

لتصبح بين ليلة وضحاها حبيسة داخل ذلك المنزل حتى أنه اخذ منها هاتفها ومنع عنها كل شئ.

لابد ان تتواصل مع والدها بأى شكل

تذكرت أمر العاملة فأسرعت إلى المطبخ لتجدها جالسة تحدث ابنتها فقالت بأمر

_ هاتي الفون ده.

أرتبكت العاملة وردت بخوف

_ دا انا بكلم بنتي ياست سمر

تحدثت بحدة

_ قلت هاتي الفون ده.

شعرت المرأة بالخوف من غضبها وناولتها الهاتف لتاخذه منها بحدة ثم تذهب إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها

رنة وراء أخرى ولا تجد من يجيب

إزداد خوفها أكثر عندما أجابت مديرة المكتب

فتسألها بتوجس

_ أنتي بتردي على فون بابا ليه؟

أرتبكت مريم عندما علمت بهويتها وقالت بتلعثم

_ أصل .. أصل يعني

صاحت بها

_ متنطقي في أية؟

تحدثت بخوف وهى تنظر إلى منصور الذي وقف امام غرفة الطوارئ ينتظر الطبيب

_ أصل شريف بيه تعب شوية وجبناه المستشفى

أنقبض قلبها خوفًا وسألتها بخوف

_ مستشفى أيه؟

أخبرتها مريم عندما أشار لها منصور بإخبارها

_ مستشفى…..

أغلقت الهاتف وألقته على الفراش وأسرعت بالخروج من المنزل

هم احد الحرس بمنعها لكن أحدهم منعه قائلاً

_ سيبها يافتحي منصور بيه لسة قافل معايا

اشار لها ناحية السيارة

_ أتفضلي اوصلك

بقلب منقبض أسرعت بالصعود إلى السيارة وتولى الحارس القيادة ذاهبًا إلى المشفى كما أخبره منصور

❈-❈-❈

وقف جاسر بجوار السيارة ينتظر قدومها

خرجت  من المنزل وقد أرتدت ذلك الحجاب الذي أمرها بإرتداءه مما جعلها تبدوا بذلك  البهاء الذي خطف لبه، وشعر بنغصه حادة تصيبه وهو يتذكر علتها، وتسائل هل  هى حقًا ضحية لتدبير شيطاني ام كان بلحظة ضعف منها

لكن إصرارها على عدم العودة والبقاء معهم خوفًا منه يجعله يصدق حقًا أنها ضحية

انتبه على صوتها وهي تقول

_ أنا جاهزة

اومأ لها بصمت ثم أشار لها بالصعود إلى السيارة وتولى القيادة وأنطلق بها.

أخذ  يراقبها وهى جالسة على أحد المقاعد داخل المتجر ويقوم العاملين به بعرض  الأشياء أمامها فتقبل بإيماءة بسيطة من رأسها وكأنها سجينة حُكم عليها  بالإعدام فلم تبالي بما ترتدي

لا يعرف لما شعر بنغصه حادة في قلبه وكأنه هو سبب إحزانها

وقف ينظر إليها بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب

ولكن العتاب الأقوى لذلك القلب الذي عشق من لا أهل لذلك

لما كتب عليه أن يعيش ذلك العذاب وكأن الدنيا لم تجد غيره لتقسوا عليه بتلك الحده

وفرضت عليه أمرًا مجبرًا عليه

لم  يكن القدر رحيمًا بقلبه عندما جعله يدق لها منذ أن فتح لها باب منزله  وكذلك قلبه لتطعنه في مقتل وهى تخبره بأنها أبنة ذلك الذي لم يبغض أحد  سواه

وينصدم بالطامة الكبرى عندما سمع تلك المكالمة التي قسمت ظهرة ويتردد صداها حتى الآن داخل أذنه.

انتبه إليها تحمل بعض الحقائب التي تعد على الأصابع فتقدم منها يحملهم وسألها

_ هتروحي مكان تاني؟

هزت سارة رأسها بنفي

_ لأ أنا خلصت وعايزة أروح

لم يجادل وترك ذلك الأمر بيد والدته.

أنطلقوا بالسيارة عائدين إلى المنزل وكلًا في واديه

كان ينظر إليها بين الحين والآخر يتساءل كيف ستكون حياتهم بعد الزواج

لم يفكر في الأمر من قبل لذا لم يجد إجابة على سؤاله

فأيام قليلة وستجمعهم غرفة واحدة وقد يكون أيضًا فراشًا واحدًا

والأهم من ذلك هل ستقابلهم في الصباح بذلك العبوث!

عند تلك النقطة  انعطف جاسر جانب الطريق وأوقف السيارة مقررًا التحدث معها في هذا الأمر

نظر إليها ليقول بإستياء

_ ياريت تفردي وشك شوية، المفروض انتي عروسة وفرحها كمان يومين يعني تبيني إنك مبسوطة مش زي اللي محكوم عليها بالإعدام

نظرت إليه بعينيها التي القت سحرها عليه من النظرة الأولى مما جعله يبعد نظره عنها وهو يزدرء لعابه  وخاصةً عندما تحدثت بآسى

_ عايزني أعمل أيه؟

إزدرء ريقة بصعوبة ورد بثبات زائف

_ انا مجصدي يعني إنك تبيني إنك سعيدة عشان محدش منيهم يشك في حاچة إكدة ولا إكدة.

عادت بنظرها للأمام وهى تقول بثبوت

_ متقلقش هما فاكرين إني زعلانة مع بابا وماما وعشان كدة باين إني زعلانه زي ما بتقول.

أومأ  برأسه ثم نظر أمامه وقد تلاشت الكلمات التي راجعها مرارًا وتكرارًا كي لا  ينسى كلمة منها فتتلاشى كلها من ذاكرته مقررًا العودة للمنزل

❈-❈-❈

كانوا جميعهم ملتفين حوله يحاولوا التخفيف عنها قليلًا

لكنهم لم يلمؤا الفراغ التي تركته هي

كانت عينيه على الباب دائمًا ينتظر عودتها على أحر من الجمر

وكلما انفتح الباب تراقص قلبه فرحًا ظنًا منه بأنها وردته، لكن يخيب أمله بدخول أحدى الممرضات

لم يعد يستطيع تحمل غيابها وبدأ قلبه الواهن بالإعتراض

حتى دخل عصام فأعترض على تواجدهم

_ مش كفاية كدة؟

تحدث صابر بتماسك رغم صعوبته

_ خلينا معاه شوية عشان ميزهقش

تقدم عصام من أمجد كي يتابع مؤشراته وتحدث بجدية

_ لأ كفاية كدة أنتوا أجهدته بالكلام

نظر إلى أمجد وقال بأمر

_ كفاية كدة وأرتاح شوية

قضب أمجد جبينه بملل وقد ضاق به زرعًا بسبب غيابها عنه كل تلك المدة وتحدث بإيباء

_ أنا عايز أخرج من الأوضة دي

رد عصام بحزم

_ مينفعش دلوقت على الأقل.

أيد فارس رأيه

_ دكتور عصام عنده حق ياأمجد معلش أتحمل شوية

غيابها مع نظرات الشفقة التي يراها بأعينهم جعلت تماسكه يتلاشى فلم يعد يستطيع التماسك أكثر من ذلك  فصاح بهم رغم تعبه

_ أطلعوا برة

حاول عصام تهدئته

_ أهدى ياأمجد الأنفعال غلط….

لكن أمجد قاطعه بأنفعال أشد

_ مش عايز أسمع حاجة وقلت أطلعوا برة كلكم

أشار لهم عصام بالخروج كي لا ينفعل أكثر من ذلك

وخرجوا جميعًا.

وقف صابر أمام الغرفة وقد تلاشي ثباته وهو يرى ابنه بتلك الحالة وهو مكبل اليدين لا يملك شيئًا إلا التضرع إلى الله كي يشفيه

وضع عصام يده على كتف صابر وتحدث بتعاطف

_ معلش ياصابر أتحمله هو برده معزور.

قال صابر بألم

_ أنا مش زعلانه منه أنا زعلان عليه.

تحدث فارس بتفاؤل

_ تفائلوا بالخير تجدوه، وأنا حاسس أن ربنا هيوفقنا ونلاقي المتبرع

رفع صابر عينيه وهو يقول بتوسل

_ يارب

❈-❈-❈

دلفت سمر المشفى وهى ترتعد خوفًا من حدوث شيئًا لوالدها وهى الآن في أشد أحتياجها له كي يساعدها على التخلص منه

وصلت أمام الغرفة لتجد منصور واقفًا بكل هدوء فأسرعت إليه وهى تصيح به

_ أيه اللي حصل؟ عملت فيه أيه؟

نظر إليها بنظرة محذرة كي تصمت لكنها لم تبالي بأي شئ سوى والدها

فعادت تصيح

_ فين بابا؟

تحدث منصور من بين أسنانه

_ لاحظي إننا في مستشفى؛ وطي صوتك

نظروا إلى الطبيب الذي خرج من الغرفة فتسرع هى إليه تسأله بريبة

_ طمني يادكتور

هز الطبيب رأسه بأسف

_ للأسف الشديد مقدرناش نعمله حاجة، البقاء لله



تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close