أخر الاخبار

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي رواية للذئاب وجوه أخري البارت الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي

 رواية للذئاب وجوه أخري الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري البارت الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الجزء الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم نورا محمد علي 


(الحلقة الثالثة) 

للذئاب وجوه أخرى...

بقلم /نورا محمد علي 

 ذلك الإحساس الذي  أجتاحه وهو يراها تقترب من أحد المقاعد تقبل بكلمات الغزل وهمسات الإعجاب ؛  جعله ينئوا بقلبه بعيدا عن تلك المعمعه.


 حمل تلك الصينيه وهو يتحرك بين رواد المكان يقدم الخدمه وياخذ المقابل .

هو هنا من اجل العمل وليس من اجل الحب؟! حتى لو خرج قلبه من مكانه من اجلها لن يظهر شيء علي صفحة وجهه الوسيم.

  هو هنا حتي  يدرس المخارج و المداخل للمكان حتى يعرف ايهما اقرب. ينفذ المهمه التي اتى من اجلها .

اقتربت منه ليزا تحاول ان تلفت انتباهه الا انه ادعى الجمود والبرود وكأن لا شيء يهمه!!!

 ليزا:  ريان هل انتهيت من تحصيل مقابل الخدمه من تلك المائدة؟

 كانت فقط تحاول ان تقترب منه تفتح معه مجال للحديث،الا انه كان كالصنم ورده كان، 

  "هزة من  راسه دون ان يرد "

ربما لانه أن تكلم لن يسيطر على لسانه قد يقول اشياء كثيره والأهم قد ينسى ويتكلم بالعربيه ويُكتَشفْ أمره !!!

وهو الآن  يلوم على نفسه ويسالها ماذا يحدث لي؟!  وللمرة الثانية يهز رأسه ولكن هذه المرة  بتحيه.

 وتحرك يتركها خلفه.


انها تتساءل ما تلك النظرة في عينه ؟!

وما هذا الذي في قلبي ماذا أريد منه؟ أنه شخص غريب لا أعرفه؟ ولم أراه الا اليوم ومع ذلك اشعر انني اعرفه منذ زمن بعيد؟ ربما يكون وراءه زوجة او على الاقل لديه حبيبه؟ لما اعلق نفسي ولما اهتم من الاساس؟ تحركت لتنهيه ما تفعله وابتسامه رسمي لا تصل الى عينها مرسومه على شفتيها وهي تحيي الموجودين وتحصل مقابل المشروبات الروحانيه التي قدمتها.

 فما ان انتهى شفت  العمل حتى كانت ترجع الى شقتها الصغيره التي تبعد عن المكان مسافه ليست بعيده. كانت ترتدي بالطو طويل  فوق ذلك الثوب القصير الذي ترتديه في الحانه او نايت كلوب.

 فتحت الباب تدخل الى شقتها البارده تسرع الى تلك المدفئة الكهربائيه لتشعلها علها تحظى ببعض الدفئ  او تتخلص من ذلك البرد الذي ينبع من داخلها بعد حمام طويل.

 اوت الى الفراش وهي تنظر الى سقف الغرفه وكأنها  تنظر الى تلك العين الزرقاء التي شغلتها طوال اليوم ولكنها في الحقيقه ليست زرقاء كما انه ليس (ريان) بل هو شخص اخر لن تتقاطع طرقهم مره اخرى!!

 ما ان ينتهي من المهمه التي اتى من اجلها حتى لو خرج قلبه من مكانه لن يلتفت هذه اول القواعد التي تعَلّمها في مهنته عليه ان يفصل بين مشاعره وعمله ولكن السؤال الأهم هل يستطيع (رحيم احمد الديب ) ان يبتعد عما يشعر به ان يقاوم عواطفه التي شعر بها لأول مرة ..

في الوقت الذي كان فيه هو يعمل في الشقه يستعد و يجهز اسلحته يراجع خطته للمره المئه بعد الألف كما اعتاد دائما ويدرس خط سير ذلك الخائن المدعوه (رؤوف )مره اخرى نظر اليه احد العاملين بالقطاع وهو يتعجب من تركيزه وكانه يحمل على كتفيه هم الدنيا .


باسل :شايفك مركز اوى دا  الموضوع مش كبير ؟!


نظر اليه( رحيم )طويلا وهو يقول


رحيم:  مافيش موضوع كبير وموضوع صغير دي مهمه لازم تخلص زي ما انا راسم بالضبط  وأي غلطه  لو بسيطه ممكن تكشف عناصر القطاع الموجودين هنا ما اعتقدش ان انا ممكن اغامر اني حد منكم ينكشف ولا اني اسيب اي احتمال للصدفه؟!

 باسل: وجهه نظر برده بيقولوا من شابه  اباه فما ظلم.

 نظر اليه( رحيم) متعجباً فهو يلمح لانه( ابن احمد الديب) وان تلك المهمه التي يستعد لها لا تعد شيء بالنسبه له ولكن (رحيم )لم يهتم لرايه او كلامه هو يعمل بهذه الطريقه لا يغيرها يهتم بادق التفاصيل فاقل شيء قد يحدث مشكله هو من عاش في بيت يعرفون فيه و يدركون فيه انه لا مجال الخطا ولا مجال للتجربه وما ان خاض الحياء العمليه حتى صارت تلك القاعده في كل مهماته وخاصة  بسبب  نظرت والده له قبل كل مهمه والتى تضع عبئا على كتفيه وجود والده في القطاع يجعله يهتم بأدق ادق التفاصيل ليس لشيء الا  لعدم  مقارنته به.

 لان تلك ستكون مقارنه ظالمه بكل التفاصيل!

 فاين هو مهما بلغت قوته من الوحش الذي خاض غمار الحياه وتغلب على الصعاب وقاوم الموت واستطاع ان يعيش.


 في اليوم التالي كان من الممكن ان يكون مجرد اختبار او حتى يستمر في العمل ويشترك معهم حتي لا تكون هناك شبهة فيه ولا يوجد اي تخوف من ناحيته فلم يكن يتوقع ان ياتي (رؤوف )اليوم لذا كان يقوم بعمله بهدوء ويتحرك براتابه يحاول ان لا يلفت نظره الا( ليزا) يحاول ان لا يلتفت قلبه اليها هو من لقبوه بمن لا قلب له.

ولكن في اليوم الثالث لم ينتظر يجب عليه ان ينتهي مما اتى من اجله كان يتحرك بين الموائد وعينه تدرس في المكان قدمه تحسب الخطوات وعقله يرتب كل شيء كل التفاصيل اللحظه التي اوقف فيها (باسل) الاضاءه كان هو بعيد عن المكان ولكنه في لحظه كان قريبا من (رؤوف )يطعنه بتلك السكين في جنبه اكثر من مره قطع ذلك الشريان الرئيسي الذي يرفع الدم الى المخ مما جعله يفرق الحياه وهو ينظر في عين (رحيم )القريب منه وقبل ان تعود الاضاءه مره اخرى كان (رحيم) في ابعد مكان في القاعه يتحرك يتحرك بالقرب من احد المواد البعيده كليا عن مائده (رؤوف) الذي تسير الدماء من ينزف دون توقف وما ان اتت الاضاءه مره اخرى كان يبدو جالسا كانه يتابع ولم ينتبه احد ممن حوله انه فاقد الحياه فاغلبهم يحتسون الخمر ينظرون الى تلك الراقصه منتاشين بما هم فيه وما ان انتبه احدهم انه لا يتكلم لا يتحرك لا يتنفس على صوته وهو ينادي على سيد(رؤوف) هل تسمعني هل تسمعني؟!

 هل انت بخير ولكنه لم يتلقى اجابه كان يتكلم بلغه تركيه واضحه فمن المعروف عنه انه يجيد التركيه والانجليزيه وايضا بعض اللغات الاخرى فهو يعمل في ترويج الافكار هو يستند الشباب على كل شيء يخصه لقد فقد حياته على يده شاب في سنه هؤلاء الشباب الذي استطاع عن يجندهم في يوم ما والذي استطاع بكل بساطه ان يجعلهم يذهبون الى الموت بقدمهم وهم شهداء فهم يظنون انفسهم سيصلون الى الجنه ان الله قال من( قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) وايضا قوله تعالى( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق).

ولكن أليس  عقابه كان كما يستحق تماما!!..

 كما يجب ان يكون ها هو يفقد حياته هل كان يقدر على ان ينطق او يفتح فمه ان يصرخ او يستجير او يستغيث باحد.

 على الصراخ في المكان ما نعرفه ان هناك قتيل الكل يتحرك خارج ومرج وحياه بعد طلقات النار التي اصابت أحد يحاول يخرج منها انه هو الفاعل ولكن تلقى تلك  التي كادت ان تمر بجوار (عيسى ) 

كان رحيم يتحرك الى تلك الطلقه الناريه التي كادت ان تصيب (ليزا) في مقتل جعلت( رحيم) ينسى انه يجب ان يتصرف برتابه ان يبعد الخطر فدفعها بعيدا واصابته هو في الوقت الذي لم يكون هناك احد من رجال في الوقت الذي على فيه الهرج حاولت( ليزا )ان تسنده ليخرج ولكنه ماء اوقفت سياره اجره وهي تقول المستشفى ضغط على يدها وهمس لها بتركيا ضعيفه لا اريد ؟نظرت له مطولا هوالذي القى بنفسه في الموت من اجلها نظرت الى السائق مره اخرى وهي تقول له عنوان شقتها تحركت سيارات الاجره الى حيث البيت والسائق ينزل لها باستفسار فردت لتبرر ليزا: لقد حاول انقاذي فاصيب هو انه زميلي.

 سال السائق: هل هو مجرد زميل فقط .

وردت ليزا بثقه : لا ليس فقط انه حبيبي وكنا على خلاف ولكنه لم يتحمل ان اصاب امامه 

 بسرور ابتسم السائق وساعدها لتصعد به الى شقتها وضعته في فراشها وهي تحاول ان تفعل شيء ماذا عليه ان تفعل يجب ان تنظف الجرح كيف تخرج تلك الرصاصه ولكنها بالفعل خرجت هناك فقط النزيف ذراعه تنزل بقوه فقدت كثيره من الدم الاصابه بحد ذاتها ليست خطيره ولكن كميه الدم التي نزفها جعلته يفقد الوعي اقتربت منه تحاول ان توقف النزيف تحاول ان تجعله يستيقظ ولكنه كان يفضل ان تاخذه تلك الغامات السوداء ليحظ ببعض الراحه او يستريح من ذلك الالم الذي يشعر به في دماغه ومن كثره فقد الدم هبط ضغطه.

 بينما كانوا هناك يبحثون عنه كان( باسل) يفتش عنه وكذلك بعض الرجال ولكنهم لم يجدوا له اثر .

 لقد اخذته (ليزا) دون ان يراها احد، لم تمر ساعه ،حتى شعرت بان حرارته ارتفعت، لقد اصابته الحمى وها هي تبكي بجواره، تغير عليه تلك الكمادات، تحاول ان تجعل جسده يبرد، ولكنه الان يهزي.. لقد استمعت الى بعض كلمات منه

 ما هذه اللغه انها ليست تركيا على الاطلاق!! ولكنه يقول ماما ابي هل هو عربي؟!! هل هو ارهابي؟!!

كانت تسأل، وتجاوب وعقلها يكاد ينفجر من الخوف.. 

 لا لا ليس ارهابيا، لقد كان بجواري ما ان قالوا انه هناك قتيل!! وما انا اقتربت الطلقه مني انقذني!! لا ليس ارهابيا !! 

حتى لو كان لقد انقذني  وساكون بجواره، لن اتركه، لن اتركك حبيبي.

الليل يمر عليها طويلا ،وهي مستيقظه تقاوم النوم، وتحشى أن تغفو ، يحدث له مكروه يدها تحتضن يده، شفتيها تنتقل على صفحة وجهه كان يفتح عيني ينظر اليها ، فقط ينظر اليها ثم يعود ليغلقها مرة اخرى

 نطق اسمها مما، جعل قلبها يرقص، بين ضلوعها وهي تهمس باسمه  (ريان) (ريان) هل انت مستيقظ؟!! هل عاد اليك وعيك حبيبي؟!

 مما تتالم اخبرني؟!! تكلم قل اي شيء!! 

فتح عينه لينظر لها مره اخرى،  وهو يقوم الالم يحاول ان يتذكر اين هو، يحاول ان يركز ،حتى لا يقول شيئا قد يكشف هويته..

 ابتسم لها وهو ان يسوق الكلام على شفتيه، يهمس لها بكلمات الحب التي جعلت عينها تجحظ وهي تنظر لها غير مصدقه، انه يتغزل فيها ويخبرها كم تعلقه قلبه بها في تلك الايام القليلة ، اقتربت منه تقبل شفتيه، لم يعترض لم يقاوم علاه ينسى من هو، في هذه اللحظات بينما هي تضمه اليها، تضاعف الأم و ذلك الجرح الغائر في الكتفه  يعاود تلنزيف مره اخرى وهو يتعمق في قبلته المتطلبه، وكان الحياه تنبع من شفتيها..

متناسيا من هو؟!!

 ان ما يفعله الان يعد مهمه، وليزا رغم ما شعره تجاهها ، الا انه لا تزيد عن مجرد عقبه في طريقه، عليه ان ينفضها الان ، عند فرصه قبل ان يحدث ما لا يحمد عقبه ،نظرات عينها كانت تطلب بالمزيد ولكن في لحظه شعرت بذلك السائل الذي تحت يدها، دمه ينزف نظرت الى يدها الملطخه بالدماء وهي تكاد ان تصرخ، لم تدري كيف وضع يده على فمها؟!! وهو يقول 

ريان: عليك ان تهدائي اخفضي صوتك، انا بخير 

 ليزا: لا لا لست بخير انك تنزف يجب ان نذهب الى المستشفى

 نظره في عمق عينها يحاول ان يقنعها وهو يقول

ريان : لا استطيع الذهاب الى هناك ماذا اقول لهم اين اصبت

 ليزا : انت المصاب لما انت خائف؟! هل هناك شئ ؟!!

 ريان: لا يوجد شيء اخاف منه 

ليزا :الا يوجد ما تخاف منه هل انت تركي؟!! ولو كنت من اي منطقة انت؟

 نظر لها مطولا وهو يقول: ماذا تريني! كان يحاول ان يستجمع نفسه وقوته 

ولكنه لم يعد يقوى لقد نزف الكثير من الدماء وهي اسعافته بطريقه بدائيه، وهذا الجرح لم يقطب بعد الرصاص لم تصبه بصوره مبالغه، لقد خرجت مثل ما دخلت، ولكنه يتالم ان وضعت يدها على كتفه وما ان اقتربت من الجرح ، حتى أن بصوت مرتفع وهو يشعر بانها تضغط على جرحه

شعرت بالصدمة وتراجع وهي تعتذر اليه  وتسأل ماذا يجب أن تفعل  له 

ليزا : لا اعرف.. لا اعرف ماذا على ان افعل؟!  ونظلت دموعها علي خدها تغسل وجهها بخوف 

 نظر اليها مطولا وهو يقول:  اهدئي!! انا بخير لا اريد شيء ،

 هل استطيع ان  انام  هنا 

ليزا  لا تعالي إلي الداخل سوف ترتاح اكثر 

ريان  اين ،!! 

ليزا: في غرفتي سترتاح فيها اكثر

 ابتسم بخفه وهو لا يدري عن اي شيء تتكلم بالفعل، لو كان بكامل صحته لكنه فسر الامر بطريقه اخرى، ولكن ابتسامه هادئه وهو ينهض معها وهي تحاوط خصره وتتحرك وكانها تدعم ، بينما هو يستطيع دون مساعده، كان يتحرك الى فراشها الذي يعد صغيرا بالنسبه له، وهو ينظر لها بابتسامه تداعب شفته، التي اثرت قلبها وهي تحاول ان تتملك تلك الخفاقات المضطربه بين طلوعها كلما تذكرت مذاق قبلته الجامحة  رغم ما يعانيه من وهن 

وها هي  تساله لمره اخيرا هل احضر لك اي نوع من الادويه، ماذا يوجد عندك

 ليزا:  خافض للحراره و مضاد حيوي بعض المسكنات طويله المفعول ..

ريان  هو لا يعرف  هل يغامر وياخذ مسكن ، قوي المفعول قد يجعله ينام، وهل يستطيع ان ينام هنا، هل عليه ان يثق فيها ؟! ولكن تردد ثم قال 

ريان  خذ خافض للحراره، ومضاد حيوي..

ليزا : لا تخف مني ريان، لن افعل شيئا يؤذيك..

 نظر لها مره اخرى وهي تقترب منها تساعده يتسطح على الفراش وتهمس ربما لم اراك الا من يومين فقط، لكني اشعر أني اعرفك منذ زمن، هناك شيء مختلف يربطاني بك عزيزي..

 ولكن هل يثق بها ربما لا ولكن ليس من الجيد ان تعرف انه متخوف من شئ ..

هز  راسه موافقا علي كلامها وهو يبتسم   ولكنه فعليا لا يثق في احد الدنيا علمت ان لا يثق في  احد.. فذلك كان اول درس من والده الذي يتذكره الان


الغلاف الجميل ده  ابداااع  Soad Mohmed   d


الحلقات هتنزل حسب التفاعل   ده البداية ....


الحلقة الرابعة  

لذئاب وجوه اخري  ٥

بقلم  نورا  محمد علي  


مرت اللحظات طويلة، على (ليزا) التي جفها النوم بعد ذلك الاحساس الذي شعرت به، وهي بين ذراعيه ذلك الغريب، الذي لا تعرف عنه سوي اسمه، تلك الإبتسامه الشاحبه التي تداعب وجهها، كلما تذكرت تلك قبله التي حركت بداخلها مشاعر قوية ،  تسيطر عليها وهي الآن تقاوم نفسها حتي لا تشاركه الفراش،  وكأنها لا تريد منه إلا أن تلتمس الدفئ، وتشعر بأنفاسه المنتظمة تدغدغ مشاعرها،  وما ان شعرت بالخوف من ما تشعر به

تحركت لتقف، تحت رزاز الماء المنهمر ، وكانه يوقظها من تلك المتاهه التي هي فيها، وما أن خرجت تلف ذلك البرنس ،حول جسدها وهي ترفع شعرها الذي يتساقط منه الماء لأعلى ، وهي تلقي عليه نظره، تضع يدها على جبهته، لتطمئن عليه أو تتاكد من إنخفاض الحرارة، ثم تكومت على نفسها على ذلك المقعد علا النوم يريحها  وياخذها مما تفكر فيه ..

مر الليل وأت الصباح وها هي تتحرك  تعد له طعام ، كانت تتعامل على ان وجوده شيئا عادي وكانه من الطبيعي ان يكون معها احد، هي التي لم يشاركها شقتها احد من قبل، ليس فقط شقتها حتى فراشها تلك التي اضطرتها الظروف فقط لتعمل مجرد جرسونه في ذلك المكان الذي يعد الى حد ما مشبوه، رغم انها تتجنب قدر الامكان اختلاطها بمن يعمل هناك، او حتى يرتاد المكان، ولكنها لا تدري ما الذي حدث لها ما أن وقعت عينيها، على ذلك الغريب الطويل المختلف، الذي ينظر لها وكانه يحللها ويعود تركيبها مره اخرى، هل ما تشعر به تجاهه شيء مميز، ام هو مجرد اعجاب؟!! بشخص مختلف عن من تتعمل معهم  من قبل...

 الرائحه المنبعثه من المطبخ حيث تعد له طعام دافئ، عله يعوض ما فقده من دم، جعلته ينهض من الفراش ولكنه يشعر بوجع، في كل جسده ربما لانه لم يشعر بالراحه، او ربما لذلك الجرح في كتفه، الذي من الطبيعي ان يكون عاديا بالنسبه له، فليست المره الاولى التي ينزف فيها،او حتي يصاب !! ولكن ربما من قربهم الذي يداعب مخيلته وربما من ذلك الخائن السكن بين ضلوعه، والذي خذله في اول اختيار، اختار من لا تتناسب معه!! ومن لا تصلح ان تكون له، ومن لا يستطيع ان يكون معها، ولكن عليه ان ينهض.

 ان يترك هذه الشقه باسرع وقت حتى لا يحدث ما لا يحمد عقبها، ولكنها كانت تتهادى في مشيتها، وهي تدخل اليه تحمل تلك الصينيه!! المحمله بحساء، تفوح منه رائحه طيبه، ولكن الاطيب  كان رائحتها العطره التي تجذبه اليها، وكانها حبل وهميه يربط قلبه بقلبها، دون ادنى مجهود منه او منها ..

بينما هناك في القاهره يشعر (احمد) بالغضب ولمحه من الخوف وهو يعرف كل المعلومات ولكنه لا يعرف اين اختفى (رحيم)؟!!

 واين هو الان ؟!!

هل اصيب ام استطاع احد ان يصل اليه ؟!!ام هرب الى مكان مجهول؟!! ولكنه حتى لو لم يتصل بفريقه يخبرهم المعطيات، كانت تصل اليه النتيجة  مع (باسل) او احد افراد الفريق، ولكنه الى الان لم يرجع ...

 مره الليل و(احمد) يتقلب في مركضه على غير هدى يدعي النوم حتى تغفو زوجته ربما لانه بعرف جيدا ن علمت بما حدث او باختفاء (رحيم) حتى لو بضع ساعات قد تموت فيها، تقلب في مرقده وما ان وجد ان النوم يجافيه وهو لا يعرف ماذا يفعل؟!! كان كالمقيد الذي لا يستطيع ان يتحرك !! 

او يفعل اي شيء،  رغم انه متاكد وواثق كل الثقه من قدره ابنه، على ان يؤدي المهمه بسهوله، دون ان يغمض له جفن، او يشعر بالالم او الخوف، وفي اقل وقت ولكن ربما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن... 

نزل الي مكتبه  في بيته يجري بعض الاتصالات، ولكن الى الان لم يتواصل معهم، الى الان لم يتصل بهم، وايضا لا يوجد اي اشاره الى وجوده في المستشفى، او قسم شرطه!! 

لذي علي (أحمد) ان يهدأ لان (رحيم) ليس بطفل ليخاف عليه هو رجل بما تشمله الكلمة .. وتم تدريبه علي اعلي طراز ، و سيعود  فهو يعرف طريق العوده جيدا، هي ليست المره الاولى التي يكون فيها في مهمه خارج البلاد انهي الاتصال  بأحد العملاء وجلس في المكتب، يراجع المعطيات يشاهد ذلك الشريط الذي صور لذلك الملهي الليلي، الذي تمت فيه الواقعه، ولكن لا توجد اصابات بليغه، ومن اصيب كانوا من العاملين في المكان ، اخذ يبحث بين السطور ولكنه لم يجد ضلته!!

 ربما لان ضلته الان يجلس في الفراش وهي تضع امام تلك المائده الصغيره، التي عليها الطعام وهي تطعم بيدها، هو الغارق في بحور لم يكن يتوقع ان يقابله هنا.. ولكنه لن يضيع الفرصه فربما لن تاتي مره اخرى،  او بمعني اصح لن يراها حتى في خياله، ولكنها ستظل ذلك الطيف الذي يذهب عقله، ويشاغل روحه قد يمنعه عن ان يشعر تلك المشاعر او يكنها  لاخرى.....

 والف سؤالا يطرح في عقله هل من الممكن ان يقف امام الدنيا من اجلها؟ حتى لو كان هذا اختياره هل ستقبل عائلته؟!!

 هل سيرضى والده ان يترك كل شيء!! كل شيء من اجل امراه؟!! بكل الطرق لا تناسبه !! ولا تناسب عمله ، وحياته ومكانته الاجتماعيه!! اه من ذلك لوجع الذي ينخر القلب، و يقتل الروح ، ولكنها  تقترب منه وهي تضع قطعه من الطعام في فمه ، وعينها تنظر له وكانها تمني نفسها ان يشعر بها، وبما تشعر به، ذلك الذي يدعي البرود وكل ذره من ذره عقله وجسده تفور وتثور عليه ، تطالبه بها رغم كل الالم الذي يشعر به، من ذلك الجرح الذي لم يقطب ولم يعقم!! بطريقه جيده!! بالاضافه الى ان خافض الحراره لن يجدين نفعا بمفرده ؛ عليه ان ياخذ مضاد حيوي طويل المفعول، ومسكن قوي المفعول او بمعنى اصح نسبه مخدره!! ليستطيع جسده ان يتعامل مع ما يشعر به، من تمزق وتشتت و الم....


 الحب ذلك الموت الذي ياتيك بالبطيء، يملك روحك وعقلك يجعلك تفكر بجزء اخر غير العقل تفكر بقلبك فقط .. وهي اتت له في وقت غير مناسب وزمن غير مناسب!!

 ولكنه يعرف انها اقتحمته لذا سيستغل هذه اللحظات يختزن من الدنيا ما يقتات به فيما بعد ...

اخذ يتكلم معها اخذت تسال  من أي مكان هو ؟!!واخذه يعطيها معلومات لا تمت للواقع بصلة!!

ريان : من (افيون)..

 ابتسمت وهي تنظر له وتسال 

ليزا : حقا هل انت من افيون؟!

 ريان: اجل ولكن من قريه بجوارها، لست من المدينه نفسها ..

ليزا :ما هي اكلتك المفضله...

 اخذت تسال عن  اشياء ان تافهه، اشياء سطحيه عن  كل شيء ما لونه المفضل،، اكله المفضل،، اشياء كثيره.. كثيره وكان يجاوب بابتسامه عن اشياء ليست عنه في الحقيقه لا تشبهه، هو ليس ذلك الذي يتكلم عنه هو فقط عميل؛ في مهمه وعليه ان يبني لنفسه جذور  وشخصيه مختلفه

 يتكلم بالهجه (افيون) الان 

ولكنه حينما كان يهزي تكلم بلغه اخرى،  ليست تركيه .. ولذي سألت 


ليزا: هل تتقن لغه اخرى ريان؟!!

 نظر لها مطولا وهو يبتسم يستجمع الافكار في عقله، وهو يرد 

ريان: بالطبع  .. لقد تعاملت مع كثير من الناس، اتذكر كلمات حتى اني ارددها بيني وبين نفسي..

 ليزا : حقا؟!! لقد كنت تتكلم العربيه..

 ريان : ربما 

ليزا:  انا من أصول عربية ولكني لا اتحدث العربية هنا وأيضا تركت العائله، وأعيش بمفرده سأمت من تحكمهم ومطالبهم ، باشياء كثيره..

 نظرا لها مطولا وهو يقول:

وهل بعملك في ملهى ليلي حققتي ما تريدين؟!!

 ليزا : لا ،لم احقق شيء ولكني خرجت من ذلك السجن الكبير المسمى بالعائله، بالتلك القيود والعادات والتقاليد وخاصة والدي وقوله الدائم أصولنا التي لا تسمح، أن كانت اصوله لا تسمع بما افعله فلما اتى ليتزوج من هنا ؟!!

نظر لها وهو يفهم ما تقول ..هي ترفض وقعها وحياتها ترفض ما اوجبته عليها العائله، ولكن هل هو مثلها ؟!!!

هو المربوط بذلك الخيط الوهمي الذي يكاد ان يكون شفاف!! لا يراه بالعين ولكنه يرى  القلب يعد اقوي  من الحديد وانعم من الحرير انه الانتماء والعائله....

في المساء كان ينهض يرتدي ملابسه ليذهب  وقفت تنظر له بلهفة وشوق وكانها تعرف انها ستشتاق له  رفع عينه لينظر إليها الا انه كان مخطئ عينها تحمل هوة أولها حب واخرها الهلاك !!

اقتربت منه تضمه في حضن طويل لم يدرك ما هو السبب  في عدم ممانعته، وهو يتركها لتغوص في حضنه بانوثتها حتى كاد أن يترك عقله وينقاد معها  يفقد فيها روحه الا ان تلك الذرة الباقية منه ، جعلته  ينظر في عينها بعقلية العميل النشط  وهو يعطيها وعود.. لن يلتزم بها، الا انها اقتربت منه تقبله بعشق ورغبة ، وهي تضم نفسها له أكثر،  حتي كان في موقف لايحسد عليه قلبه، يطالبه بالبقاء، وعقله يحثه على الهروب، وما بين القلب والعقل ،  فرق السماء عن الأرض  أحدهم حالم والآخر  عالم !!  وها هو يتعمق في قبلته يسندها علي ذلك الحائط وهو يقبلها بنهم.. وشوق ولهفة؛  وما ان شعرت بالخدر يسري في عروقها، حتي كان يفتح الباب وهو يلقي عليها نظرة اخيرة ، ويفر هاربا من نفسه.. قبل أن يكون منها!!


بينما كان روحيم يتخفى ويتحرك بين الناس ، يذوب بينهم وكأنه واحد منهم، يتاكد من انها لا تتابعه، وهي فعلا لا تتبعه، هي لا زالت الى الان تقف في مكانها ، وكانه يحاوطها تشعر به حولها وعطر يغرق المكان، اما هو كان يخطو بخطوه سريعه رغم ما يشعر به من الواهن ، و يضع يده في جيبه يتاكد من انه يحمل المال الكافي لياخذ سياره اجرة،  الى اقرب مكان من وجهته، فهو لن يقف بالسياره في ذلك المكان ، حتى لا يكشف امره هو الذين لم يفكر الا الان في ان يطمئنهم او يخبارهم أنه لازال علي قيد الحياه، في الوقت الذي كان فيه والده يجلس في مكتبه يناقش احد المعطيات واخر النتائج، ويحاول ان يتوصل الى شيء او يعرف اين مكانه بالتحديد .  

 كانت فيه سهام تجلس في مكتبها الخاص حيث تعمل على احد الاجهزه والظاهر لمن حولها انها تعمل على احد المهام الجديده ..

ولكنها تدخل على الباركود الخاص (برحيم) تحاول ان تطمئن عليه ولكنها تدرك ان ذلك يشكل خطورة كبيرة عليه، وحتي وهي تعرف ذلك كانت تحاول أن  توقف ذلك الشعور  الذي ينخر قلبها ويستنذف راحتها ... لذا ها هي تاخذ احتياطها وتحاول ان تدخل من مكان بعيد كل البعد عن مصر ...

 تتبع  أحد الشبكات المخفيه، في احد الدول الاخرى كانت تعمل بهدوء تطمئن عليه تعرف انه الان لا زال في ذلك المكان او قريب منه !! الى حد ما ..

في الوقت الذي دخل فيه (أحمد) كالوحش ولقبه يليق عليه الان اكثر من اي وقت مضى، عينه تطلق شرارا من الحمم ، وهو ينظر الى الجالسين في غرفه التشفير دون أن يلقي التحية او يهتم بها ...

 فكل منهم في ملكوت خاص به وما أن ألتفت بنظره اليها وهو يقول: 

 احمد ::بتعملي ايه 

سهام: زي ما انت شايف باشتغل!!

 احمد :على ايه 

سهام: مهمه...

 اقترب منها و فرد  يديه على مكتبها وقرب وجهه منها ويقول ...

أحمد:  والمهمة دي اسمها  (رحيم ) فظهر الصدمه عليها وهي تنظر له باستفسار ،كيف يعرف انها تعمل و تبحث عن ابنها ؟!! او تتقصى بعض المعلومات عنه ، هو لم يخبرها شيء وهي ايضا لم تخبره شيء، لم تخبره أنها تشعر ببعض الالم في قلبها وكانها تدرك انه ليس بخير !! 

سهام:جبت الكلام ده منين؟!!

 احمد: بتدخلي على الباركود بتاع (رحيم) ليه ؟!!عاوزه تأذيه؟!!

سهام : انت بتقول ايه سيادتك؟!

 احمد: بقول اللي سمعتيها يا هانم انت كده مش بتحبي ابنك انت كده بتضريه، عايزه يتكشفيه ، دخلتي منين ؟!!

سهام:  شبكه بره مصر انا ما اقصدش اللي انت بتفكر فيه، كل الحكايه عايزه اطمن قلبي واجعني...

 احمد:  وهو يقف معتدل يصلب طوله حتى يواري ذلك الضعف، الذي يعتمل في عينه والخوف الذي يحاول ان يواريه، وهو يقول 

احمد: سلامه قلبك خلصي اللي وراك وتعالي مكتبي، عشان اشوف ايه حكايه قلبك ده!!

 نظرت له بصدمه وهو يلتفت ليخرج من المكتب باكمله دون ان يضيف حرفا، اخر وكانه اخبرها كل ما يريد .

ام  هي، نهضت بهدوء  وكأنها لم ترتكب شئ، يغضبه وتحركت إلي مكتبه  تلقي السلام ...

سهام :  سلام عليكم  

ولكنها لم تتلقي رد منه ،وابتسامة خجل تزين وجهها وعينها تنظر إليه ... 

وهو يجلس علي مكتبه بهيبة ووقار وكأنه ليس ذلك العاشق  لكل تفصيلها  عينه تنظر  بهدوء ممزوج بالحدة ، والف الف احساس، يظهر علي وجهه  والذي لا يظهره الا لها ولها فقط ... مما جعلها تقترب منه  تحاول ان تبرر او تعتذر، ولكن ما أن نهض من مقعده مرة واحدة جعلها تشعر بالخوف وتتراجع ولكنه ظل  يتقدم  منها ، بخطوات ثابته  وهو يضع يده علي قلبها الثائر او المرتجف، والاثنين  لهم نفس العرض،  قلبها ينبض بجنون  يوازي جنون عشقه ورغبته وكأنه نسي ما يشعر به من قلق، وتلك اللحظات التي مرت عليه  بثورة وجنون، وهو يبحث  عن من يتتبع أبنه، ويتتبع خطواته!! والف سؤال في عقله ؛ عن من يعرف هويته إلي أن هداه عقله إليها!!! 

همت لتتكلم ولكنه لم يسمح لها؛  وهو يهوي بفمه علي شفتيها يأكلها بقوه وكأنه يعاقبها علي ذلك الخوف الذي سكن قلبه ، ويده التي  تقربها منه لم تكن  هينة او لينه، بل كانت متطلبة بكل المجون الذي يسير في عروقه، ولا  يتحرك إلي لها وبها هي فقط!!! 

وما ان ابتعد حتي  كانت تأن  بأسمه وكانها تطالبه بالمزيد،  فهل  سيتاخر!!!

ولكن ما الذي تغير في هذه الدقائق ليجعله  يهدأ  بعد أن كان ثائر حائر ربما ذلك الاتصال الذي اته  واستمع فيه الي صوت  رحيم  ....


الحلقة الخامسة  

لذئاب وجوه اخري ٥

بقلم نورا محمد على 


بينما كان (احمد وسهام) في الدنيا اخري، لا يوجد معهم احد، لا يشاركهم ما يشعرون به مخلوق، وكأن كل ما حولهم لا يساوي شيئا وهم في هذه الحالة التي تجعلهم من التيه والتشتت وهو يتعمق في قبلته وكأنه فقد السيطرة علي ما يشعر به  لقد بدأ الأمر معه  كعقاب علي انها سبب اساس لخوفه ورعبه علي رحيم  وايضا  لانه كان متوتر ولازل مرة يشعر انه مهدد الا أنه ما أن أنت بأسمه كأنها تطالبه بالمزيد لم يتوقف ويده تتحرك علي جسدها مضرم فيه نار لن تنطفئ الا به هو وهو فقط 

وها هو  يضبطها مرة اخري غلب الباب  حتي لا يارك لها مجال لترجع وهو يأكل كل ما تقع عليه عينه بجنون وشغف وكانهما جسدا واحد روح واحدة قلبان يرفرف بعشق  يكملنا بعضهما البعض ...

 نظرات عينه لها كأنه لم  ؤكفي نظرتها له تعني الكثير والكثير 

لكن تلك الطرقه الخفيفة علي الباب والتي اتت في غير موعدها، كانت كافيه تجعلها تبتعد عن محيط ذراعيه وهي تشعر بالخجل عاده لا يظهر امامه، ولكنها اخذت ترتب نفسها و هو  يساعدها ويتاكد من ان خصلاتها تتوارى حلف حجابها حيث مكانها الطبيعيه، وابتسامته وهو يرجع الى مكانه يغلق ازرار قميصه التي عبثت بها وهي خارج نطاق الوعي  يمسح شفتيه يتاكد انه لا يوجد آثار من طلاء شفتيها علي وجهه ويرتب شعره وهو يجلس بهدوء كانه لم يفعل شيء، وما ان تاكد من انها اقتربت لتجلس هي الآخر بهدوء مغاير لتلك الثورة العارمة في عروقها  وقلبها حتى قال

احمد : ادخل..

لم يتأخر (امير) في الدخول بثبات وهو ينقل أنظاره بينه وبينها وهو يقول..

امير: بيقولوا  انك كنت متضايق ومتعصب، بس حتى لو متضايق انت هتطلع عصبيتك عليها ولا ايه؟!!

 احمد: انا عايزه اعرف بس مين اللي عينك المحامي بتاعها؟!!

 امير: مش محتاج لحد؛ يعيني انت عارف سهام تبقى ليه ايه ؟!!

 احمد: والله انا عايزه اعرف، هي تبقى لك ايه بالضبط؟!! انت هتكون اقرب ليها مني؟! ولا هتخاف علها عني ؟! لا والانيل انك خايف عليها مني انا !! 

ظهر القلق علي وجه (امير) الذي يري الهدوء الخادع علي وجه (احمد) الذي قال ..

احمد ما تبعد من وشي الوقتي احسن ليك، وانت كمان روحي على مكتب


 نظرة اسفلة كانها تواري ابتسامتها حتى لا يثور وينفعل، ولكنه لمحها وهو يقول:

احمد:  ايه اللي في  الكلامي يضحكك كده يا هانم 

سهام بهمس : انا ابدا وانا هضحك ليه ؟! انا قايمة 

وتحركت مسرعا ولكنه اوقفها قبل ان تصل الى الباب، وهو يقول : 

احمد: على فكرة رحيم كلمني وطمني عليه

  التفت له بالقوه ولهفه، والف سؤالا يظهر على وجهه  وهي تقول:

 -امتي؟! طيب لما اكلمك ما قولتش ليه ؟!

امير : امال انت كنت بتقول لها ايه؟!!

 نظره له بغضب وحدة مما جعل امير يرفع يديه ويقول

امير:  انا رايح مكتبي..

 احمد: يكون احسن برده.

اتحرك (امير) الى مكتبه ليس خوفا كما يبدو على وجهه، ولكنه يعرف (احمد) جيدا يعرف انه حتى وهو يثق فيه، الا انه لا يفضل ان يتجاوز الحدود، او يعطي لنفسه وضع اقرب منه، فليس هناك في هذه الدنيا اقرب منه لسهام، هو ادري الناس بحالها، وهو يعرف كيف يحتوي غضبها، وثورتها وقلقها ، هو من كان في قمه غضبه وثورته، ولكنه لم يجروا على ان يرفع صوت عليها، وأقصى ما فعله ان ضمهاوقبلها بقوة بعض الشيء، وكأن قبلته لها عقاب وفي لحظات، تحول العقاب الى شغف ولهفه وحب، وكان هو الجسد وهي الروح...

ما ان خارج (امير) نظرت له مطولا وكانها تسال، لما لم يخبرها حقا اول ما عرف اخبار عن ابنهم لما تركها على توترها وخوفها الذي لم تظهره له او لغيره، ولكنها كانت تشعر بالخوف وهو يعلم ذلك جيدا، ان ذلك الغائب هو ابنها هو ثمره حبهما وان كان هو وبكل ما يملك من قوة ومكانة شعر بالخوف فما بالك بها!! فاجابة علي السؤال الذي سألته 

 احمد :عقاب..

 سهام: مش فاهمه؛ هو ايه العقاب؟!! 

احمد: اني ما قولتش لك اول ما دخلتي؛ عارفه ليه؟!! لانك عايشتيني على اعصابي!! عارفه ليه؟!! لاني كنت بموت وانا خايف يكون شخصيته اكتشفت! انه يكون حد عرف هو مين انت بسهوله كده؟! بتتصرفي بتسيبي قلبك يقود تصرفاتك، بس في شغلنا القلب ما لوش مكان وانت عارفه كده كويس، مش معقول تكوني بتغمري بيه ده رحيم، ولو فاكره عشان اوقات بشاكسك وقول مش بحبك تقربي من اي حد حتى  ابني ان انا ما باخافش عليه، تبقي غلطانة انا في اللحظات اللي مش عارف فيها، مين الي عارف البار كود بتاعه؟! كنت بموت حرفيا؛ ومش هاسمح لك اني تعيشيني الاحساس ده ثاني؛ (رحيم ) راجل وقد المسؤوليه وانا واثق كويس في تربيتي وتدريبي، واثق كويس لان هو اللي هيكمل من بعدي، وعارف كويس هو هيوصل لايه، بس ما اعتقدش انك عارفة، ولا حتي واثقه فيه!!

 سهام: انت بتقول ايه يا (احمد) ازاي مش واثقه فيه انا عارفه كويس تدريبه وعارفه كويس  انت بتحلم ليه بايه!!

 احمد: مش باين!!

سهام : هو ايه اللي مش باين؟!!

احمد  لما تدوري وراه كانه طفل صغير، خايفه عليه ليتوه في حين انه متدرب على اعلى مستوى، يبقى انت مش واثقه فيه ولا في  ولا في تدريبي 

سهام: انا عارفة  اني 

احمد : لا مش عارفة انا مش  زعلان منك احنا لينا بيت هنتحاسب فيه...

نظرة الصدمة في عينها كانت واضحة؛  فرجع في مقعدة وكأنه انسان اخر، غير ذلك الذي كان يأكلها حية وكانها ذاده وذواده!!!

بينما هناك كانت ليزا تشعر بالخواء، تحركت إلي فراشها علها تغفوا، ولكنها كانت مخطئة؛ فالفراش تفوح منه رائحته العطرة،  ممزوجة بعطر رجولته، التي حركت في أحشائها الف اه ، والف نار  وهي تتذكر مذاق  شفتيه، ويده التي كانت تأثرها بقوة منافية لذلك الوهن الذي يشعر به،  وعينه التي تقول الكثير ، ولكن عينه لم تقول لها اهم شئ، انه سيكون لعنتها كما ستكون لعنته!! 

اما هو كان ينام في ذلك الفراش، او بمعني اصح بغلق عينه، وعقله بعيد عن المكان الذي هم فيه، هو هناك في تلك الشقة الصغيرة التي لا تليق به، ولكن من بها تشاغله دون محاوله،  

وذلك الوجع الذي ينخر روحه، وهو يفكر في عملها في ذلك المكان وانها قد تكون متاحة للجميع،  الا انه يدرك انها غير ذلك، ولكن السؤال الأهم هل يدرك ام يتمني ذلك؟!! 

اما (باسل) كان  يتكلم مع  أحدهم في المطبخ ...

باسل: هو قالك كان فين؟!! 

عدي: لا؛ قالك انت؟! 

هز (باسل) راسه نافيا.. 

عدي: شكل الموضوع في بنت! 

باسل: نظر له بستفسار؛  وكأنه يسأل مما عرف؟!!  

عدي: مستحيل تكون عدت عليك  ريحته مثلا  !!

باسل: مالها؛ ما تغيرتش ومش شكل واحد؛ كان مع واحدة؟!

عدي: وانا قولت كده!! 

باسل: امال تقصد ايه؟! 

عدي: القميص المغسول  والمكوي ؛ وانا بأديه حقنه ريحة برفان حريمي؛ وكمان في شعره طويلة علي الجاكت الأسود، اللي هو لبسه كأنه كان بيحضنها، ومن نفس درجة اللون  لشعر البنت، اللي كانت بتبص ليهةفي النيت كيلب،  من اول ما اشتغل... 

نظر له (باسل) بعد أن ترك ما يفعله.. 

عدي: ده ابن الوحش ؛ هيغلب يعلق بنت بيه؛ لدرجة انها  تهربه لو تقدر.. 


هنا ضحك (باسل) بصوته كله وهو يقول ..

باسل: أن جيت للحق  الواد جامد، والبنت تستاهل؛ أمال لو كان مش بينزف كان عمل ايه؟!! 

كان (رحيم) يقف بالباب دون أن يشعروا به، وأتهم الرد منه وهو يقول 

رحيم: يا ريت تركز في شغلك، احسن ما انت مركز معايا!! 

ارتبك (باسل)  اما (عدي) قال.. 

عدي: انت قومت ليه ؟!!

رحيم :يمكن عشان صوتك؛ بجيب اللي في الشارع ، اه البيت أمن بس اعتقد انها مش قصة ولا حكاية؟!! وبعدين انا ابن الوحش زي ما انت قولت؛  ممكن احسسها انها مهمة، بس مش اكتر ويا ريت ما تركزش معايا يا (عدي) مرة تانية..

عدي : اكيد  انا انا ..

رحيم: أن جعان، فلو مش هتخلص وسع وانا اعمل اكل!!

باسل: لا خلاص كله تمام، وبدا في وضع الطعام في الاطباق، اما (عدي) كان يساعده  وتحركوا ثلاثتهم إلي تلك الطاولة، في زاوية المطبخ 

باسل: انت اتصبت ازاي؟! 

رحيم : رصاصة..

باسل: ما انا عارف؛  انها رصاصة ومش في  مكان خطر،  يعني كان ممكن تلجأ لينا !!

رحيم : ما حبتش اعرضكم للخطر، او اغامر بأن المكان ينكشف، عشان كده  ما رجعتش غير الوقتي.. 

عدي: طيب انت واثق فيها؟! 

نظر له (رحيم) وهو  يرتشف الشوربة بهدوء، وكأن  السؤال لا يستحق أن بجيب عليه ..

اما هناك في الجامعة القاهرة  كانت(سهر)  تعطي احد المحاضرات التي تحضرها ابنتها  (دليدا) وها هي تدون كل ما تقوله امها، بسرعة حتي انها سمعت همس من أحد زميلاتها تقول..

خلود: امال لو مش امك ، دكتورة للمادة كنت عملتي ايه ؟!!

لم ترد عليها وهي تكمل ما تفعله،  حتي لاحظت (سهر ) أن هناك شئ  

سهر : دكتورة خلود كنت بقول ايه؟!

خلود :نظرت الي (دليدا) وهي تلقي عليها اللوم، في شرودها ولكنها لم تتكلم معها، بل نظرة الي دكتور (سهر)  والمعروف عنها الحزم 


خلود : اسفة  يا دكتور كنت بكلم دكتورة (دليدا )

سهر: لاحظت دكتورة (دليدا) كنت بقول ايه ؟!!

وقفت (دليدا) وأخذت تتكلم  وتعيد ما قالته امها؛ دون ارتباك ولا تردد.. 

سهر : كويس ثم وجهت كلامها الي (خلود )وقالت:  الكلام مش في محاضرتي، مرة تاني هتاخذ عاقب مش هيعحبك.. 

خلود: يعني اقعد ؟!

سهر: اه بس بعد ما تقولي كنت بتقولي ليها ايه؟!

خلود :بصراحة كنا بقول ليها امال لو حضرتك مش ولدتها ؟!!

ابتسمت (سهر) وقالت انا والدتها في البيت، ولو سألت ومش جاوبت كنت هعملها زي اي حد فيكم، وبعدين احنا خلاص اخر سنة  يعني  الكل يركز، وأكملت محاضرته في سلاسة...

 

اما هناك في شركة (عادل عبد الله)  كان يعمل  بتركيز عندما دخلت عليه السكرتيرة ؛ تخبره أن هناك من تريد أن تقابله.. 

ورغم انه يراجع تلك المعادلة بتركيز، الا انه نظر إلي السكرتيرة  وسأل 

عادل: قي ميعاد سابق يا (خديجة)؟!  

خديجة: لا يا دكتور؛ حتي لم رفضت هي أصرت؛ وقالت الموضوع شخص..

عادل: شخصي مش فاهم يعني ايه؟!  

خديجة: ما عرفش بس هي مصممة تقابل حضرتك؛ وكمان هي مش مصرية!! 

نظرة الصدمة التي ظهرت علي وجهه وهو يفكر،  من هي؟! هل هي احد.من الماضي؟! وحتي لو  لما انتظر الماضي ربع قرن ليعود؟!! وذلك الخوف الذي شعر به جعله يترك ما يعمل عليه؛ وينظر الي (خديجة) وهو يفكر ولكنه لم يجد الوقت، ليرد عليها، وهو يري تلك التي تقتحم المكان وهو ينظر لها بتفكير وعقله يسأل هل رأها من قبل؟!!

ام لا؟!! 


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close