أخر الاخبار

رواية الملاك العنيد الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله

 رواية الملاك العنيد الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله 

رواية الملاك العنيد الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله 


جزء بلا عنوان 16

طلقات الرصاص يمكن ان تكون اهون ان ينكشف امامك حقيقة مايهمك امره ان تهتز صورته امامك تتعرى حقيقته من امرا يخفيه عنك يمكن ان تتحمل أى عذاب الا عذاب الخيانة


..................


اصر مازن على انتقال ايلين لغرفة سارة حتى يتمكن من معرفة من حاول الاعتداء عليها ومن وضع لها الورود فى غرفتها مسبقا ولماذا لم يطلق عليه الرصاص

بارت 17


جالسا فى مكتبه يضرب بقلمه فوق المكتب بحزن على حبيبته التى مازال قلبها مجروحا مما راته رأى رقما غريبا على شاشة هاتفه تجاهله والقاه بعيدا ولكنه كان مصرا اجابه بملل


ايوه مين


- انا نسرين يامازن


- عايزة ايه مش قلتلك هفضحك واقول لجوزك بتكلمينى ليه


- ولا حاجة بباركلك على الجواز ياباشمهندس


- الله يبارك فيكى حاجة تانية


- ايه رايك لو حبيبة القلب شافت صورك مع الستات اللى كنت تعرفهم


اعتدل فى جلسته بغيظ: صور إيه انتى عايزة ايه بالظبط ماتحلى عن سمايا بقى


-اوكيه موافقة هبعد عنك بس مش نتقابل وتاخد الصور اللى تخصك


- ده مستحيل


- مفيش مستحيل هتيجى وتقابلينى اظن ان عندك شقة فى المنصورة مظبوط


- انتى مين قالك على الحاجات دى ردى عليا مين


- مش مهم مين المهم ان فى خلال ساعتين تكون هناك سلام يا...... ياعريس


اغلق الهاتف بغضب والقاه بعيدا صارخا: ليه ....... ليه كل ده ليه


دخل آدم عليه انتفض لمظهره المزرىء: مازن مالك فى ايه


رفع شعره بيده ضاغطا عليه بعصبية: آدم عم سالم فين دلوقتى


- فى البيت ليه


- مش مهم ليه....... عايزه فى شغل سلام


......................


تجلس فوق سريرها واضعة ذقنها فوق قدميها المضمومة إليها تفكر فى ما حدث ما مر به مازن ما احداث ابدلت حياته من خيانة طارق له وعلاقة طارق بنرمين


اسئلة كثيرة واجابات حائرة من المستفيد طارق ام نيرمين ام كلاهما


حبيبى يدفع الان ثمنا لاخطاء الماضى المنصرم ولكن إلى متى ....... إلى متى؟


صوت باب غرفتها افاقها من شرودها قامت سريعا اعتقدت انه مازن نوت ان تحادثه تلتمس له العذر ولكنها وجدت خادمة البيت امامها تنبأها بان لها ضيفا ينتظر عند بوابة البيت تعجبت من زائرها خشت ان يكون صلاح عاد مرة أخرى ولكن حامد الغفير يتذكره جيداولن يسمح له بالعبور إلى البيت


خرجت لملاقاة ضيفها الغريب وجدته يقف امامها مستندا إلى سيارته مبتسما بخبث اعتدل فى وقفته إتجه إليها باسما


ازيك يا دكتورة


- نعم عايز ايه....... مش كفاية اللى عملته


- انا كل اللى عملته انى وضحتلك حقيقة مازن اللى كان مخبيها عنك


- وخلاص عرفت ايه المطلوب


- انتى عرفتى اللى فات بس الحاضر متعرفيش عنه حاجة


صاحت بوجهه غاضبة: انت ايه يااخى شيطان ماشى على الارض اتقى الله بقى


- حيلك حيلك ........ شيطان ايه بس ....... الشيطان اللى انتى لسه على ذمته. لحد دلوقتى بس اوعدك لو عرفتى حقيقته انتى اول واحدة هتمشى وتسيبه


- ملكش دعوة انا حرة معاه كل اللى فات ده كان قبلى انا بس اقدر احاسبه على اللى جاى


- عليكى نور وحبيب القلب موجود دلوقتى مع حتة واحدة ايه صاروخ


صرخت به غاضبة: انت كداب مازن مستحيل يعمل كده


- المية تكدب الغطاس هديلك العنوان اللى هو موجود فيه دلوقتى روحى واتاكدى وابقى خدى حد معاكى لو خايفة تروحى لوحدك


اخرج ورقة صغيرة مدون بها عنوان شقة مازن اعطاها لها وهو يراقب ملامحها المصدومة بخبث : ده العنوان مدام مش مصدقانى


امسكت الورقة بيد مرتعشة وقلب يدمع قبل العين تنظر للورقة وتدعو الله ان يكون كاذبا دخلت البيت بسرعة ارتدت ملابسها كادت ان تخرج إلا انها عادت مرة اخرى احضرت حقيبتها الصغيرة ولملمت بها ملابسها وخرجت من باب غرفتها لتقابلها سارة متعجبة


إيلين رايحة فين


- مشوار صغير


اشارت لحقيبتها : طب وهتاخدى الشنطة ليه


- هقولك بعدين يا سارة


- يعنى ايه انتى رايحة فين قوليلى ومازن عارف


صاحت بوجهها غاضبة: مش لازم يعرف مش لازم


خرجت بسرعة تحمل حقيبتها وجدت آدم امامها يخرج من سيارته اتجهت إليه بسرعةً:آدم محتاجة منك خدمة


- خير ياايلين رايحة فين وايه الشنطة دى


- مش وقته ياآدم عايزاك تودينى المنصورة


- ليه فى حاجة


اخرجت الورقة المدون بها العنوان واحطتها له: تعرف العنوان ده


قرأها جيدا ولكنه لم يتعرف إليه : بصى انا عارف الشارع ده بس البيت ده معرفوش بس اللى يسأل ميتهوش تعالى اوصلك ........ بس مازن عارف


- اه عارف هتودينى ولا اروح لوحدى


- لا لوحدك ازاى ...... اتفضلى


..................


جلس يدخن سجائره بشراهة وتوتر يسرى فى عروقه ينتظرها حتى تأتى ومعها الصور التى أرسلت له جزءا منها يذكره بالماضى الذى كلما ردم عليه الثرى يعود من جديد


بعد نصف الساعة وجد صوت رنين جرس الباب يرتفع معلنا وصولها قام بتثاقل فتح الباب ليجدها امامه فى كامل زينتها الصاخبة تقف امامه بغنج كرهه : ممكن أدخل


- ادخلى


دلفت من الباب تنظر فى ارجاء الشقة الصغيرة : حلوة الشقة دى قولى بقى انا رقم كام فى اللى دخلوها


جذب ذراعها بعنف : من غير كلام كتير هاتى الصور وقبل الصور اعرف مين اللى قالك على كل الحاجات دى


نزعت ذراعها وهى تتجول بعدم اهتمام لحديثه: بس هى العروسة الجديدة تعرف عنوان الشقة دى ......... مقولتش يعنى انك اتجوزت


- انا حر ملكيش دعوة


- قلتلك مستعد اطلق ونتجوز قلتلى مستحيل وبعد شوية اعرف انك اتجوزت حضرة الدكتورة ايه احسن منى فى ايه تفرق عنى فى إيه نفسى اعرف من يوم الحفلة وانا حسيت ان بينكم حاجة وفى الاخر اعرف انك اتجوزتها قولى تفرق فى ايه


ضحك بسخرية وهو يجلس فوق كرسى رافعا قدما فوق الاخرى:تفرق كتير بصراحة كفاية انها مش خاينة زيك اى حد يشاورلها تجرى وراه لو سبتها عارف انها هتصون شرفى وعرضى مش هتبعينى بكنوز الدنيا مش هتبيع شبابها لواحد اكبر منها وفى الاخر تروح تدور على الشاب اللى يديها شبابه عرفتى تفرق ايه


جلست امامه بغنج ترى أنها محاولة لاثارته لتخليه عن حبه للحظات ثملة ينسى فيها نفسه بين عيناها ولكنها لم تعرف ان الحب الحقيقى إذا وصل إلى عمق القلب وتشبث به رفض الجسد حبيبا آخرا ترفض العين صورة آخر يحتل القلب


شعوره بالاشمئزاز منها وصورة إيلين التى تجسدت امامه جعلت جسده ينتفض دافعا يدها التى امتدت فوق صدره واضعا كفيه فى جيبه معطيا ظهره لها قائلا بصرامة :ياريت نخلص تجيبى الصور وتقوليلى مين وصلك الصور دى لحد عندك


احاطته بذراعيها وضعت راسها على ظهره: حبيبى ممكن تنسى كل حاجة وخليك معايا شوية


- قلتلك مينفعش هاتى الصور وخلصينى


ابتعدت عنه احضرت من حقيبتها ظرف كبير به مجموعة من صور قديمة تخصه فيما مضى عندما رأها تأكد الان انه طارق


- ممكن ادخل اظبط مكياجى


- اتفضلى بس بسرعة لو سمحتى


.................................


وصل آدم وإيلين إلى العنوان المدون بالورقة خرجت من السيارة ناظرة للبيت كل ما تدعوه ان تكون ظالمة له


إيلين هو ده البيت


نظرت له بقلق : آدم ممكن تيجى معايا


- انا مش فاهم فى ايه وجاية هنا ليه


- هتعرف اما نتطلع


صعدا سويا تتراجع خطواتها يخشى قلبها الحقيقة التى يرفضها عقلها وقفت امام باب الشقة مترددة كادت ان ترحل ولكن شيئا ما بداخلها يحثها على إكمال ما بداته


ابدلت نسرين ملابسها وصرخت بمازن كانها رأت فأر فى الغرفة أسرع إليه تسمر للحظات عندما رأها بملابسها الشفافة صرخ بها غاضبا: ايه اللى انتى عامله ده


اقتربت منه تضع يدها فوق صدره متسللة لازار قميصه تعبث بها : هنقضى وقت حلو اوى مع بعض


نفضها غاضبا : ده المستحيل اتفضلى البسى هدومك واطلعى بره


صوت جرس افزعهم سويا نظر فى ساعته قائلا. بخفوت : لسه شوية معقول يكون هو


خرج من الغرفة متجها للباب يزرر قميصه فتح الباب ليجدها امامه اتسعت حدقة عيناه بشدة وهو يراها امامه تحشرج صوته فى حلقه قائلا: ايلين


- ايه مفاجاة ولا ايه يا باشمهندس


- ايه اللى جابك هنا


- نفس اللى جابك بالظبط


ظهر آدم من خلفها اندهش هو الاخر من وجود مازن فى هذه الشقة


مازن ايه اللى جابك هنا


-انتوا ايه اللى جابكوا هنا


دفعته إيلين وهى تدخل للشقة : ابدا جاية لحاجة بسيطة وماشية على طول


امسك بذراعها بقوة: ايلين اخرجى دلوقتى


نفضت يده بغضب: مش هخرج غير لما اتاكد


تركته بسرعة اتجهت لغرفة النوم لتجد نسرين بملابسها الشفافة صرخت بصوت مكتوم وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقة مؤلمة تخرج من حلقها


صعقت نسرين عندما رأتها امامها توقف جسدها عن الحركة للحظات قبل ان تمسك ملابسها تغطى بها جسدها


اسرع مازن إلى ايلين يجذبها من يدها: ايلين انتى فاهمة غلط والله صدقينى محصلش حاجة


ظلت راسها منخفضة للارض كانها غابت عن الواقع كانها داخل حلم او بالاحرى كابوس بشع ظل يهزها علها تجاوبه. ولكنها كانت فى حالة صدمة اوقفت حواسها عن الحركة للحظات قبل ان ترفع عيناها إليه بدموع تغرق وجهها ناطقة بكلمة واحدة : طلقنى


- اتسعت عيناه بدهشة صارخا بها


مستحيل ......... مستحيل اطلقك انتى مش فاهمة حاجة والله صدقينى ....... انا هفهمك كل حاجة بس روحى دلوقتى


- انا فعلا هروح بس على مصر ومجرد مااوصل تكون ورقتى وصلتنى


- قلتلك مستحيل انتى مراتى ومفيش حاجة هتفرقنا


صرخت به غاضبة: الموت ليا اهون انى اشوف خيانتك بعينى كل حاجة عملتها كنت بغفرلك واسامحك المرة دى لا لا


- ايلين استنى شوية وانتى هتفهمى كل حاجة


- اللى انا فهماه دلوقتى انك خاين وكداب وغشاش عرفت بقى انا فهمت ايه


كنت مصدقاك وقلت ده انسان انجرح فى حياته والمفروض علياادويه واقف جنبه شوفت صورك القذرة وقلت كل ده قبلى بس لحد كده وخلاص يامازن خلاص انت عارف طريقك وانا عارفة ان هعمل ايه طلقنى يامازن طلقنى


- مستحيل كل اللى بتعمليه ده مش هيخلينى اسيبك انتى ملكى انا ومش هسيبك انتى فاهمة


- لا مش فاهمة كل اللى فهماه انى مش طيقاك ومش عاوزاك سمعتنى مش عاوزاك


- غصب عنك انتى مراتى بالذوق بالعافية مراتى وانا بقولك تمشى دلوقتى على البيت وانا هجى وافهمك كل حاجة


- ده بعينك رجوع للبيت ده مش هيحصل خلاص ملكش كلمة عليا من النهاردة انت بره حياتى


جذبها إلى احد الغرف الاخرى اغلق الباب : ممكن تسمعينى


- ولا هسمع كلمة واحدة افتح الباب وخلينى اخرج من هنا مش طيقاك مش طايقة اشوفك اودامى انا بكرهك بكرهك


دفعها للحائط بغضب: ايلين صوتك ميعلاش انتى فاهمة


- لا ده انا هعلى وهعلى صوتى كمان هخلى الناس كلها تشوف حقيقتك القذرة


رفع يده بغضب ليصفعها ولكنها امسكت يده بقوة: اياك تحاول حتى انك تعملها انا مش حيوانة زى اللى تعرفهم


تركته تجرى وهى تبكى على حالها استقلت اول سيارة تقابلها لتوصلها لموقف السيارات المتوجهة إلى القاهرة


جلس آدم امام مازن ينظر إليه بسخط : نفسى اعرف عملت كده ليه........ ليه يامازن ليه


-خلصت اللى عندك اتفضل اطلع بره


- كمان بتتطردنى ماشى يامازن ماشى بس انت مش بس خسرت ايلين لا خسرتنى انا كمان


اتجه للباب مغادرا وجد سالم امامه اهتزت الارض من تحت قدميه ورعشة فى اوصاله: عم سالم


اعتدل مازن فى وقفته: اظن انا كده عملت اللى عليا .......


وقف آدم بينهم لا يفهم من حديثه شئ


هو فى ايه انا مش فاهم حاجة


تركه سالم دون كلمة واتجه الى الغرفة التى تجلس بها نسرين وجدها ترتدى ملابسها توقفت عندما راته امامها


سالم


صاح بها بغضب يحمل كل المه يحمل عذاب الخيانة والغدر من انسانة اعطى لها كل شئ وقابلته بمنتهى القسوة والجحود


ايوه سالم يانسرين ........ سالم يامجرمة عملتى كده ليه حصلت للخيانة عملتى فيكى ايه عشان تعملى فيا كده ليه ليه


- سالم اهدى انت فاهم غلط


- انا مش فاهم غلط انا فاهم صح اوى وقبل ما تحاولى تكذبى كذبة تانية مازن قالى على كل حاجة وعارف كويس انك جاية هنا عشان الصور اللى بتهدديه بيها وصلت بيكى القذارة للدرجة تساومى راجل ان يكون عشيقك عشان ميتفضحش اودام مراته واهله ....ليه عملتى كده ليه


- سالم اسمعنى ده كداب


اتاها صوت مازن من خلفه: انا مش كداب وعلى فكرة انا اتفقت معاه على كده مع انه طردنى ومصدقش بس اهو اتاكد


صرخ بها سالم وهو يضع يده على صدره: انتى طالق ...... طالق


اختناق ضربات قلبه تزيد بقوةًسكين حاد ينغرز حتى نصله فى كيانه صرخ صرخة عالية قبل ان يسقط بين يدى مازن الذى صرخ بآدم : آدم الاسعاف بسرعة ده تعبان اوى


.......................


فراق الجسد اهون بكثير من فراق روح تخللت فى قلبها وعقلها فارقته وهى تعلم ان فراقه ما هو الا حياة فى ارض ضحلة تشتاق إلى ذرة مياه لتروى بها تربتها الصلبة ولكن يبدو ان الماء ماء عكر لا يروى ولا يٌذهب ظمأ


وصلت بيت شقيقتها أسرعت الخطى حتى وصلت للشقة ظلت تضرب فوق الباب بعنف فتحت دنيا الباب بقلق زاد عندما راتها امامها هزيلة ضعيفة لا تقوى على الحركة عيناه تذرف الدماء بدلا من الدموع القت بجسدها بين ذراعى شقيقتها تبكى وتبكى بقهر وألم ارتعش قلب دنيا على مظهرها ابعدتها عن صدرها لتواجه عيناها بتساؤل :


مالك ياايلين فيكى ايه ياحبيبتى وايه اللى جابك لوحدك وفين مازن


ابتعدت عنها تحرك يدها فى الهواء بعشوائية توقف جسدها عن انتظام حركاته واصبح هشا ضعيفا جلست على اقرب كرسى لها وعيناها زائغتين كانها تحت تأثير مخدر قوى افقدها وعيها


مازن خلاص يا دنيا راح


- يعنى ايه جراله ايه ....... حصله ايه ردى عليا


- خلاص احنا هنطلق يا دنيا


اسرعت إليها بقلق غامر: ايلين فى ايه انتى واعية لكلامك طلاق ايه ردى عليا ايه اللى حصل


- شفته يادنيا ....... وشفتها هى كمان


- هو مين وهى مين انا مش فاهمة حاجة


كأنها عادت لوعيها مرة أخرى صرخت باكية : مازن ......... مازن بيخونى يا دنيا ......... شفتها فى اوضة نومه مأجر شقة يقابل فيها الستات الرخيصة اللى بيقدر يشتريهم .......... ضحك عليا قالى انه بيحبنى وصدقته ....... انا غبية يا دنيا صح ......... ايوه غبية لما صدقت كل كدبه وكلامه صدقت انه بيحبنى صدقت انه تاب بس طلع كداب ....... وخاين خاين


ضمتهاإليها وقلبها مجزوع على شقيقتها : ايلين اهدى ياحبيبتى ........ يمكن تكونى فاهمة غلط


- لا يا دنيا لا والله لا شفتها فى اوضة النوم وهما لوحدهم يبقى ايه يبقى ايه


ابعدتها عنها بقلق : ايلين حصل بينكم حاجة


- يعنى ايه


- اقصد انتى مراته على الورق بس


فهمت مقصدها فابتسمت بألم : الحمدلله انى مكنتش عبيطة للدرجة دى


- طب قومى غيرى ....... وبعدين نتكلم


- لالا دنيا كلمى بابا يجى خليه يطلقنى منه مش عاوزاه يا دنيا انا بكرهه ....... بكرهه


حاولت ان تضغط على نفسها لتقف على قدميها ولكنها تحملت الكثير وتحاملت على جسدها حتى وصلت لشقيقتها


سقطت مغشيا عليها أسرعت إليها دنيا صرخت بها : ايلين حبيبتى مالك ايلين


ظلت تحاول وتحاول ان تجعلها تستعيد وعيها ولكنها فشلت اسرعت لهاتفها اجرت اتصالا بمصطفى واخبرته بما حدث فاسرع فى بعث سيارة اسعاف مجهزة اقلتها إلى المشفى التى يعمل بها


...............................


فتح باب غرفتها اضاءها ظل يجول فيها ظل ينظر حوله اتجه نحو سريرها بهدوء جلس عليه يجذب وسادتها إليه بحزن على فراقها كان ينتظر منها ان تستمع إليه ان تعطيه فرصة واحدة ليدافع عن نفسه امامه غفرت له الكثير فلما لا تستمع إليه للحظة اهو عندها ام ذنب لم يتخلص منه حتى الان


دخل آدم إليه راه حزينا صامتا اخفض راسه للاسفل محاولا ايجاد كلمة اعتذار على سوء ظنه به اتجه إليه وقف بجانبه يربت على كتفه : ان شاء الله هترجع اول ما تعرف الحقيقة ........ بس كان لازم تقولها تقولى انا على الاقل اخرتها ايه هى فاكرة انك خنتها وسابتك كنت احكيلها ولا احكيلى كنت اقدر حتى اتفاهم معاها


- خلاص ياآدم ملوش لزوم خلاص سابتنى ومدتنيش فرصة انى اكلمها ولا ادافع عن نفسى اودامها ........خلاص كل واحد فينا بقى فى طريق


- متقولش كده يامازن انت بتحبها وهى كمان بتحبك بس غصب عنها


- كانت تسمعنى ياآدم كانت تستنى تشوف سالم وتعرف انا عملت كده ليه مش تتطلب الطلاق غلطت عارف ....... عارف انى عملت معصية كبيرةاوى بس ربنا بيغفر ياادم ليه هى مش عاوزة تنسى هنكمل حياتنا ازاى وهى مصدقة اى حاجة وكل حاجة ممكن تتقال عليا من كلب زى طارق ده


- يامازن عايزها تعمل ايه وهى شايفة واحدة ست فى اوضة نومك وبهدوم زى دى اى واحدة مكانها مكنتش هتستحمل


- خلاص هى اللى اختارت النهاية


- يعنى ايه


- هعمل اللى هى عاوزاه هطلقها .......هطلقها ياآدم


-لا يامازن بلاش تهور ....... بلاش تتكلم دلوقتى انت متعصب اهدى شوية وبعدين نتكلم


اتاه اتصالا هاتفيا تعجب من المتصل فاجابه بقلق: اهلا ياعمو مصطفى ازى حضرتك


- انت فين يامازن


- انا فى البيت خير


- خير منين مراتك فى المستشفى من امبارح وانت مسالتش ليه


انتفض واقفا بقلق : ايلين فى ايه مالها


- انت متعرفش انها اتنقلت المستشفى امبارح بحالة انهيار عصبى


صرخ به : انت بتقول ايه ...... مسافة السكة وهكون عندك


فى ايه يامازن مالها ايلين


- ايلين تعبانة اوى ياآدم ....... انا نازل مصر دلوقتى


اسرع من امامه دون كلمة اخرى استقل سيارته متجها للقاهرة


...............


جلس يحيى فى مكتب مصطفى يزفر بغضب : نفسى اعرف انت ازاى تتطلبه مش كفاية اللى عمله فيها يامصطفى


- يحيى بالعقل نفهم ايه اللى حصل بينهم نسمع منه زى ما عرفنا من دنيا


- نسمع ايه اكتر من كده بتقولك شافته مع واحدة فى شقة اكتر من كده ايه انا هاخد بنتى واسافر ويطلقها غصب عنه


- يحيى استهدى بالله يمكن فاهمين غلط


- انت السبب فى ده كله يامصطفى


- طب انا مالى


- مش قلتى ده انسان كويس ومحترم واهله ناس كويسين


- طب انت شفت منهم ايه بس انا متاكد انه سوء تفاهم


..................


وصل إلى المشفى أسرع إلى الاستقبال تأكد من رقم غرفتها اتجه إليها وجد دنيا تجلس امام الباب


مدام دنيا


رفعت نظرها إليه بغضب عندما سمعت صوته : انت جاى ليه مش كفاية اللى عملته فيها


- فين ايلين عايز اشوفها


- تشوفها ...... بعد اللى عملته فيها بعد ما توصلها للحالة دى عايز تشوفها


- انا معملتش حاجة ايلين فاهمة غلط بس مش هتكلم فى حاجة دلوقتى كل اللى عايزه انى اطمن عليها


- مش من حقك


- لا حقى ........ نسيتى انها مراتى


- طلقها


- مش هيحصل ايلين هتفضل مراتى برضاها غصب عنها هتفضل مراتى عن اذنك


تركها قبل ان تحاول منعه فتح باب الغرفة وجدها نائمة مستكينة فى سريرها اقترب منها جلس بجوارها امسك بكفيها وانحنى يقبلهم استيقظت نظرت حولها وجدته بجوارها انتفضت وجدبت يدها بعنف


ايه ياايلين برضه مش عاوزةً تسمعينى


هزت رأسها بغضب بالنفى


- طب ردى عليا كلمينى انا مش عايز غير انك تسمعينى


هزت راسها وهى تضع يدها فوق اذنيها كانها ترفض صوته


- ايلين فى ايه مش بتردى عليا ليه كلمينى ياحبيبتى ........ ردى عليا


فٌتح الباب الغرفة ليدخل منه عبدالرحمن : ازيك يامازن


- عبدالرحمن ايلين مش بترد عليا ليه


نظر لها بحزن : الصدمة اللى حصلتلها....... افقدتها النطق يا مازن


كان جسده صعق بكهرباء قوية ارتجف جسده وقلبه اهتز توازنه نظر إليها بصدمة صرخ به : عبدالرحمن انت بتهزر صح


- تفتكر ممكن اهزر فى حاجة زى دى


اتجه نحوها انتفضت بكت اشارت لاخيها اسرع إليها تمسكت به نظرت لمازن بخوف


ضمها عبدالرحمن إليه : ايلين مازن مستحيل ياذيكى


هزت راسها بالنفى وهى تبكى وتتمسك به اكثر


اقترب منها مازن قائلا: ايلين حبيبتى انتى خايفة منى ........ انا مازن ايلين انتى فاهمة غلط والله عشان خاطرى اسمعينى


انزوت إلى جانب اخاها بخوف


اشار له مازن بالمغادرة تمسكت به أكثر


هدء عبدالرحمن من روعها: ايلين متخافيش انا جنبك بس حقه انك تسمعيه


هزت راسها بالرفض ولكنه تركهم وخرج من الغرفة ضمت جسدها إليه بخوف وقلق اقترب منهاقائلا : ايلين ....... تفتكرى بعد كل الحب اللى حبتهولك ممكن اخونك تفتكرى بعد ما ربنا عوضنى بيكى ارفض نعمته ......عارف انى غلطت وكنت مستنى عقاب ربنا ليا بس ياما دعيته انه ميكنش فيكى انتى ........ انا هبعد ..... هسيبك لحد ما تقتنعى انى مش خاين مسيرك تتاكدى


ظلت تستمع إليه بألم امسكت بورقة بجانبها كتبت عليها: ( طلقنى يامازن )


نظر لها بألم اغمض عيناه بقوة محاولا كبح دموعه اقترب منها أكثر يقبل جبينها طويلا قبل ان ينظر فى عيناها مباشرة


بحبك ومش هطلقك وهتفضلى مراتى بكره تعرفى انى مظلوم هبعد عنك وهسيبك


قبل جبينها مرة أخرى : اشوف وشك بخير ياحب عمرى كله


بارت 18


ايامها تمر قاسية قلبها مازال نابضا بحبه عشقه الذى تملك من الروح سريانه فى شريانها كسريان الدماء فى العروق ابتعد الجسد واجفلت عنه العين ولكنه مازال موجودا فى كل ذكرى تجمعهما سويا


رحلت مع والدها تحاول ان تنسى كل ماحدث لها منذ ان دخلت البيت حبها له اشتياقها لوجوده كان ألم لا يرحم


ظلت قرابة الخمسة أشهر وهى تٌعالج من الصدمة العصبية التى لحقت بها حتى بدات تستعيد عافيتها وتعاود النطق كما كانت ولكن الجرح مازال غائرا فى القلب لا يداويه البعد ولا النسيان


.............................


حركة سريعة توتر قلق خوف انتظار مخيف لخروج الطبيب من غرفة الجدة زينب ليخرج مصطفى ماسحا دموعه رافعا نظره إليهم بحزن بحث بعينه عنه فناداه :عاوزاك يامازن عايزة تتكلم معاك


اسرع من امامهم متجهاإليها راها شاحبة الوجه هزيلة الجسد اقترب منها جالسا على احدى ركبتيه همس بالقرب منها: تيتة......... تيتة سمعانى


فتحت عيناها بضعف : سمعاك ياابنى


ابتلعت ريقها بصعوبة : مازن رجع مراتك صالحها فهمها كل حاجة متخليش الشيطان يدخل بينكم اكتر من كده خليها تسمعك حتى لو غصب عنها انت محتاجلها وهى كمان محتاجك جنبها اوعى تفرط فيها اوعى يامازن


ظل لدقائق معها يستمع إليها حتى اتى له مصطفى اخرجه من الغرفة ويظل معها لبعض الوقت قبل ان يخرج لهم بألم : البقاء لله


............................


استيقظت صباحا كعادتها قبل والدها وزوجته احضرت لنفسها كوب القهوة الصباحية التى اعتادت عليها ظلت ترتشف منه وهى تنظر إلى شمس الشروق الناعسة جلست تمسك بهاتفها تبعث رسالة لسارة لتطمئن عليها ....... وعليه أيضا كان تبعث لها الرسالة وتنتظر الرد منها فى اى وقت ولكنها تعجبت عندما اجابتها سارة باكرا


-سارة ايه اللى مصحيكى بدرى كده


- احنا مش نايمين اصلا ياايلين


- ليه فى ايه


لم تجاوبها ولكنها بكت بحرقة والم اثارت قلق ايلين توقعت ان يكون حدث لمازن مكروه صاحت بها قائلة: سارة فى ايه طمنينى ......... مازن كويس


بكت سارة ونحيب صوتها يصل لايلين


- تيتة ......... ماتت ياايلين


وقفت مذهولة مصدومة فرت دموعها رغما عنها قالت بصوت مبحوحً: امتى


-من ساعتين ....... انا تعبانة اوى ياايلين خلاص ماتت مش عارفة هعيش من غيرها ازاى


- سارة ده قضاء ربنا مينفعش كده......... مازن عامل ايه


- تعبان اوى ياايلين مخرجش من اوضتها من ساعتها مش راضى يسيبها انا خايفة عليه اوى ياايلين


ارتعشت يدها الممسكة بكوب القهوة انتفض قلبها خوفا عليه كانت تتمنى ان تكون بجواره تخفف عنه ولكن ما بيدها حيلة فلقد افترقا ولم يعد لها مكان بحياته


اغلقت الهاتف مع سارة وظلت تدور حول نفسها بتوتر وجدت والدها يستيقظ من نومه مقبلا عليها : صباح الخير يا لى لى


- صباح الخير يابابا


لاحظ عبوسها اقترب منها بقلق : مالك ياحبيبتى فيكى ايه


- اصل ..........تيتة زينب اتوفت


- لا حول ولا قوة الا بالله امتى وانتى عرفتى منين


- سارة كلمتنى وقالتلى ......بابا انا هنزل مصر عشان احضر العزاء


- انتى اتجننتى عزاء ايه اللى تحضريه خلاص اللى بينا انتهى هى ورقة يبعتها ونبقى خلصنا


- يابابا ده ملوش دعوة باللى بينى وبين مازن


- اه انتى صدقتى كلام اخته بعد اللى شفتيه بعينك


- انا مش فى ده دلوقتى يابابا انا هنزل مصر احضر العزاء وارجع شغلى تانى كفاية اجازة لحد كده


- وانا قلت مفيش نزول يعنى مفيش نزول وهكلم مصطفى يجدد الاجازة بتاعتك ومفيش كلمة تانية


تركها تزفر بحنق ولكنها اتخذت قرارها ولن تعود فيه انتظرت يومان حتى يتاكد والدها انها لاتفكر فى العودة للقاهرة افاقت صباحا كعادتها وجلست بصحبته حتى تناول افطاره مع زوجته ونزل إلى عمله وعادت سمية للنوم مرة اخرى احضرت ملابسها فى حقيبتها وكتبت ورقة لوالدها تعلمه انها رحلت للقاهرة ولن تعود مرة اخرى


خرجت خلسة حتى لا تشعر بها سمية واستقلت سيارة اجرة للمطار بعدما حجزت تذكرة منذ يومان للعودة ولقاءه مرة اخرى


.......................


اقيم سرداق العزاء فى مدخل البيت وظل توافد المعزين فى وفاة زينب وقف على ومازن وآدم وشادى فى استقبالهم


ارتدى ملابسه السوداء تلونت عيناه باللون الاحمر القانى ظل متماسكا امام الجميع حتى لفت نظره سيارة تقف امام البيت لتهبط منها إيلين


شعورا متناقض يسرى فى قلبه


شعورا بفرحة لقاءها بعد شهور عدة ام الحزن الذى ملأ قلبه على فراق جدته


انهكه الفراق اشتاق إليها بجواره كم تمنى ان تكون وسادة رأسه يبكى عليها دون ان تتذمر كم تمنى ان تكون بقلبها وروحها معه فى ازمته


خرج من بين الصفوف بقلب مرتجف اتجه نحوها راته قادما باتجهاها اقبلت عليه وجسدها يقشعر من نظراته الحزينة التى لم تراها فى عيناه من قبل


البقاء لله يامازن


- الدوام لله ......حمدلله على سلامتك


- الله يسلمك ........... انت كويس


- الحمدلله ياايلين دلوقتى بقيت احسن ....... ادخلى جوه فى هنا رجالة كتير مينفعش تقفى هنا


- حاضر ......... عن اذنك


تركته ودلفت داخل البيت اقبلت عليها سارة عندما راتها امامها بكت فى احضانهاكثيرا ربتت على راسها بحنو


سارة مينفعش كده ادعيلها بالرحمة


- هتوحشنى اوى ياايلين


- هتوحشنا كلنا صدقينى انتى متعرفيش غلاوتها عندى


اسرعت إلى هند تضمها : وحشتينى اوى ياماما


- وانتى كمان وحشتينى يا ايلين كده تمشى من البيت وتسيبى مازن كده


- مش وقته ياماما هنتكلم بعدين


جلست بينهم وبدات النسوة تتحدث عن الضيفة القادمة واهتمام الكل بها خصوصا سارة وهند لاحظت نيرمين همزاتهم وكلماتهم الخفية دون ادنى احترام لحرمة الميت اقتربت منها احداهم قائلة: قوليلى ياحبيبتى هى مين اللى دخلت وقاعدة معاكم يعنى كانها صاحبة البيت


نظرت لها شذرا وقامت متوجهة نحو ايلين وقفت بجوارها فقامت إليها : البقاء لله يانيرمين


- الدوام لله ...... بينى وبينك كلام كتير بس مش دلوقتى


امسكت بيدها موجهة صوتها للسيدة المتساءلة: نسيت اعرفك ياطنط دى ايلين مرات مازن ابن عمى بس وفاة تيتة اجلت فرحهم


نظرت لها بتعجب وحيرة من موقفها المختلف عما سبق ولكن لا يوجد مكان الان للتحدث فى امور شخصية اندهشت من وجود عائشة فى وسطهم تجلس وكأن لم يكن بين والدها ومازن خلاف انتهت مراسم العزاء توجهت إليها عائشة طالبة التحدث معها على انفراد جلسا سويا فى حديقة البيت


ايلين ممكن نتكلم بصراحة


- اكيد طبعا وانا مستنية كلامك ياعائشة يمكن استريح


- باذن الله هتستريحى بس هتعرفى برضه انك ظلمتى مازن ومدتلوش الفرصة انه يدافع عن نفسه


- غصب عنى كان ممكن اعمل ايه اشوف واحدة معاه فى شقة وبالمنظر ده كان لازم اعمل كده


- طيب ممكن تسمعينى ......... نسرين منها لله كانت بتطارد مازن من زمان وياما حاول يخلص منها بس هى كانت عاملة زى الحية اللى بتلف عليه ومش قادر يخلص منها هو حبك وكتب كتابه عليكى كانت فاكرة انها ممكن تأثر عليه طلبته وهددته بصور تخصه انها هتجيبها وتفضحه بس انتى كنتى كل همه كان خايف انك تصدقى وتبعدى عنه راح لبابا وقاله بابا مصدقوش واتخانق معاه وكان هيضربه بس هو اكدله انه هيثبتله انه على حق وانتى شفتى الباقى


اخفضت راسها تبكى وشهقات تخرج من صدرها بألم : طب ليه كل ده بيحصل ليه


- ايلين مازن محتاجك جنبه انتى دلوقتى عرفتى الحقيقة اتكلمى معاه واتفاهموا وصفوا حساباتكم قبل فوات الاوان


.......................


وقف بجوار فرسه يداعبه افترش الارض رافعا رأسه للخلف مغمض العينان قبل ان يفيق على لمسة يدها فوق كتفه قائلة بصوت هامس


مازن


انتفض من مكانه وجدها تجلس بجواره لمستها كأنها سحر يسيطر على جسده وقلبه كان يريد ان يجذبها إليه يضمها بقوة يشد على ضلوعها بقوة من فرط شوقه إليها ولكن هيهأت لن يقترب قبل ان يتغير كل شئ ويعود كما كان


- مازن انت كويس


- الحمدلله ......... ايه اللى رجعك


- مش عاوزانى ارجع


- انتى اللى اخترتى ....... كان نفسى تسمعينى تفهمينى بس انتى لا سمعتى ولا فهمتى صدقتى عينيكى وكذبتنى مخدتش الفرصة انى ادافع عن نفسى اودامك عارف ان كل اللى جرالى من ذنوبى اللى عملتها بس كان نفسى تكونى واقفة جنبى تساعدينى اقوم وافوق من الغيبوبة اللى كنت عايش فيها


ادمعت عيناها فاخفضت رأسها ارضا: كان غصب عنى اللى شفته مش سهل عليا عايزنى اعمل ايه اشوف واحدة فى اوضة نومك بالمنظر ده ويكون رد فعلى ايه اعرف انك كنت ماجرها عشان تقابل ستات فيها عايزنى اعمل ايه شهور وانا بحاول انسى احاول اتعالج من كل اللى فات ودلوقتى عرفت الحقيقة اللى كان المفروض انك تقولى قبلها تفهمنى


-ملوش لازمة الكلام ده دلوقتى ......... انا طلقت نيرمين ......... ومستعد اعملك اللى انتى عاوزاه ......... عاوزاة تتطلقى ياايلين هطلقك


وضعت يدها على فمه بسرعة: لا يا مازن اوعى تقولها


- مش ده اللى انتى عاوزاه مش عايزة تتطلقى


- قبل مااعرف الحقيقة


-مش هتفرق كتير .......... انا هعمل كل اللى انتى عاوزاه عشان تشوفى حياتك وانا كمان اشوف حياتى


- وانا يامازن


صمت وهو ينظر إليها ابعد عيناه بعيدا : انتى هتبقى حرة تتجوزى اللى تحسى انه ......... مش زانى زيى


- انت ليه بتعمل كده ليه مش عاوز تسمعنى


- وانتى ليه مسمعتيش ليه بتتطلبى منى اللى انتى مقدرتيش تعمليه ....... انتى اخترتى النهاية وعلى فكرة انا هتجوز ........ ريتال بنت خالتى انسانة كويسة ومحترمة وعارف انها هتقدر تحتوينى


صرخت به وهى تقف بعيدا عنه: خلاص هتتجوز .......... هى دى النهاية ...... اتجوز وحب وعيش حياتك وانسانى وانا كمان هنساك ........ ملكش وجود فى حياتى خلاص يامازن خلاص بس قبل ده كله هاتلى ورقة طلاقى


اجابها ببرود: من عنيا يا دكتورة كام يوم بس العزاء يخلص وابعتلك ورقتك


جرت بعيدا عنه تبكى وتبكى شعرت باختناق سكين تنغرز فى روحها عذاب فراق حسبت انه انتهى ولكنه يبدو انه عاد وسيكون فراق للابد


شعرت بيد تجذبها فجأة لتصطدم بنرمين امامها


- عايزة اتكلم معاكى


- ليه


- تعالى ندخل اوضتك ونتكلم


دخلت معها غرفتها وجلستا ينظران لبعضهم حتى تحدثت نيرمين


ممكن نتكلم مع بعض شوية


مسحت دموعها بيدها وهى تحاول ان تظهر امامها بالقوية


خير يا نيرمين


- اظن دلوقتى انتى مبقتيش ضرتى ولا حاجة بعد مازن ما طلقنى


- سارة قالتى


- على فكرة انى عمرى ما كرهتك


ضحكت مقهقهة : بتهزرى يا نيرمين انتى مش طيقانى من يوم مادخلت البيت ده


- عارفة ليه


- طبعا عشان مازن


- مش عشان بحبه انا عمرى ما حبيت مازن عمرى بشوفه اخويا الكبير وابن عمى عمرى ماحسيت غير كده واما اتقدملى بابا صمم على جوازى منه كان شايف ان هيحمينى ويراعى ربنا فيا بس انا كنت زى العامية لا شايفة ولا سامعة غير واحد بس ضحك عليا بكلمتين حب خلانى نسيت نفسى ونسيت ابويا اللى كان نفسه يفرح بيا عروسة بفستانها الابيض خليته مات حزين على عملتى بعد..........


استطردت قائلة بدموعها: بعد ماضيعت نفسى وضيعته معايا


ربتت ايلين على كفها : انا اسفة لو كنت فكرتك بحاجة


- انا مش ناسية انا بس عايزة اقولك انى كل الحكاية انك عملتى اللى انا مقدرتش اعمله من يوم اللى حصل حاولت اخلى مازن يحبنى وينسى اللى فات مقدرتش بس انتى ........ انتى حبك بجد انتى قدرتى تغيريه خليته نسى كل الارف اللى كان عايش فيه ورجع زى الاول واحسن كنت غيرانة منك منكرش عشان نجحتى فى اللى انا فشلت فيه


ابتسمت بتهكم: لا متخافيش انا كمان فشلت معاه


- لا طبعا مستحيل مازن بيحبك انا عارفة


- مازن خلاص مش عاوزانى يانيرمين


- مين قالك كده


- هو بنفسه قالى انه هيطلقنى زى ما طلقك وانه ........ هيتجوز ريتال بنت خالته


ضحكت نيرمين قائلة: كداب طبعا مازن عمره ما حب ريتال طول عمرهم اخوات ده حتى مشفهاش من زمان اوى يبقى حبها فين وامتى


- مش لازم الحب مجرد جواز وخلاص


- انا متاكدة انها لعبة منه عشان يغيظك


- طب يعنى كان المفروض اعمل ايه بعد اللى شفته


- طبعا حقك بس هو كان عايزك تسمعيه انتى بالذات عن اى حد كان لازم تسمعى قبل ما تحكمى عليه دلوقتى انتى عرفتى الحقيقة هتعملى ايه


- حاولت اكلمه مش راضى يسمعنى


- صدقينى ده مصدوم لكن مفيش فى قلبه غيرك


- معتقدش بعد اللى قاله


- اسمعى منى مازن صعب اوى يحب غيرك


-بس انتى ايه اللى غيرك كده


ابتعدت عنها بالم يشق روحها ودموعا تغرق وجنتيها الوردية : الكسر ياايلين انى احس انى مكسورة فى وسط الناس احس كنت وسيلة للانتقام


- يعنى ايه مش فاهمة


- مش لازم تفهمى بس كل اللى عاوزاة اقولهولك حافظى على مازن واوعى تفرطى فيه واوعى تديله الفرصة ان يكون فى حياته غيرك انتى لحد دلوقتى لسه على ذمته اتمسكى بيه


- مستغرباكى اوى ليه كل ده


- عشان عرفت معنى الجرح والكسر بجد ومفيش فيا حمل للكره والغل تعبت والله تعبت


- طب انا هعمل ايه معاه


ابتسمت بمكر : متخافيش سيبى كل حاجة عليا


..........................


بعد عدة ايام جاء يحيى غاضبا ولكنه اجل حديثه حتى يقوم بواجب العزاء لعلى انتهزها آدم فرصة وذهب لاحضار سالم حتى يقص عليه الحقيقة استمع يحيى إليهم بدهشة من وقاحة امراة سولت لنفسها الحرام جلس مع مازن معتذرا له عن سوء فهمه بحث بعيناه عنها لم يجدها


تساءل قائلا: اومال فين ايلين انا مش شايفها يعنى


اجابته سارة قائلة: مع شادى ياعمو بيوريها بتلات الورد الجديدة اللى عملها


التف إليها مازن بغضب: نعم بتقولى راحت فين


- همست بالقرب منه:


ايه بقولك مع شادى غريبة دى


- اه غريبة من امتى بتخرج مع شادى ان شاء الله


- عادى يا مازن عرف انها بتحب الورد قال يوريها الورد اللى زرعه


خرج وتًركهم ذهب إلى حيث يزرع شادى زهوره الصغيرة وجدها تقف معه مبتسمة ويتحدثان سويا امتدت يد شادى للورد يقطف لها زهرة حمراء ويعطيها لها اخدتها منه والابتسامة تزين ثغرها اقترب منهم ونيران غضبه تتصاعد فى راسه جذب ذراعها بقوة : عايزك


جذبت ذراعها بغيظ:ايه فى ايه


- والدك جوه وبيسال عليكى


- طيب ........ عن اذنك يا شادى


: اتفضلى


تابعهم بغيظ وما لبث ان دخل خلفها وجدت والدها امامها اتجهت إليه مرحبة


بابا حمدلله على السلامة


- الله يسلمك ياايلين كده تيجى من غير مااعرف


- معلش يابابا خلاص بقى


- ماشى ياستى حصل خير وانا الحمدلله فهمت كل حاجة من الاستاذ سالم


ربت على على كتفه : يبقى تقعد معانا يومين انت والمدام


- ملوش لزوم يا حاج على


- انت مش قلت انك سويت معاشك خلاص وهتستقر فى مصر ملكش حجة بقى تقعد معانا كام يوم


.........................


يراقبها بغضب يرى حديثها معه يرى ضحكاتهم سويا يغمره الشك نحوها كانت تجلس مع نيرمين وسارة تركتهم نيرمين وغادرت فقامت بصحبة سارة للاسطبل ظلت بالقرب من رماح اقترحت عليها سارة ان تعتليه وتقوم بجولة خافت إيلين ولكن مع تشجيع سارة اعتلت ظهره بدا رماح بطيئا فى البداية ولكنه مع خروجه زاد من سرعته صرخت ايلين بخوف جزعت سارة وهى ترى سرعته جرت إلى البيت وجدت شادى امامها


شادى تعالى معايا بسرعة ايلين ركبت رماح وبيجرى ومش عارفة توقفه


خرج بها إلى حيث ايلين التى حاولت ايقاف رماح ولكنها فشلت فسقطت من فوقه مغشيا عليها


أسرعا إليها سارة وشادى وجداها مغشيا عليها جلست سارة بجوارها بخوف: انا السبب يارتينى ما قلتلها اطلعى


- مش وقته ندخلها جوه وبعدين نتكلم


- مازن مش موجود


- ياستى انا هشيلها وادخلها فى ايه


اسرع بحملها وخلفه سارة دخل بها البيت انتفض الكل حولها متسائلا اخبرتهم سارة بما حدث وضعها شادى فوق سريرها وحولها سمية وهند خرج من غرفتها ليجد مازن امامه


- كنت جوه بتعمل ايه


- ابدا ايلين وقعت من على رماح جبتها هنا


انتفض بخوف: امتى ....... جرالها ايه


- مش عارف هى مغمى عليها جوه


اقترب منه بعينان متفحصة : ومين بقى اللى دخلها


- انا اشتلتها ودخلتها جوه فى ايه


صاح به غاضبا: وانت مالك تمد ايدك عليها ليه تشيلها ليه


- ايه يامازن فى ايه يعنى كنت اسيبها مغمى عليها ومرمية على الارض ده حتى عيب


- العيب اللى انت عملته ازاى تمد ايدك عليها


- ايه الكلام ده انا جبتها اوضتها وخلاص واى حد كان هيعمل كده


اقترب منه هامسا: ثم انت مالك مش خلاص ناوى تتجوز ريتال بنت خالتك وهتطلقها اطلع منها بقى


امسك بياقة قميصه غاضبا: ده انا اقتلك واشرب من دمك دى مراتى يا حيوان


- الله انت زعلان ليه مش انت مش عاوزاها غيرك عاوزاها ياابن عمى


دفع يده بعيدا عنه وغادر تاركا اياه يحمل كل غصب الدنيا اسرع إلى غرفتها وجدها نائمة فوق كتف هند منهكة


- لا متخافيش هيطلقها غصب عنه وهى كمان مش عاوزاه فى راجل يقبل على نفسه يتجوز واحدة مش بتحبه


- شادى اعقل مازن لو عرف مش هيسكت وهتخسره


- اخسره ليه ده جواز على سنة الله ورسوله هو مش عاوزاها انا اتجوزها


تأكد الان ان حديثهم لما يكن سوا عليها وحدها ابهذه السرعة يمكن ان تنساه يمكن ان تكون لرجل غيره ذهب لوالده لامضاء بعض الاوراق جلس امامه شاردا لا يسمع ولا يهتم بحديثه كأنه فى عالم آخر


مازن ...... مازن فى ايه


اعتدل فى جلسته مجيبا:حضرتك بتكلمنى


- اومال بكلم نفسى ......... فى ايه مالك


- ابدا يابابا انا بخير كنت بتقول حاجة


- اه بقولك شادى بيقول انه هيتجوز


وقف من مكانه غاضبا: نعم يتجوز مين وامتى ان شاء الله


تعجب على من موقفه وعصبيته المفأجاة : مالك ياابنى فى ايه بقولك هيتجوز ايه المشكلة


- ومين ان شاء الله العروسة


- معرفش


- بس انا بقى عارف........ عن اذنك تصبح على خير


اوقفه قائلا:على فكرة حماك ومراته وايلين مسافرين بكره


- بكره


- ايوه انت متعرفش


- لا معرفش ......... عن اذنك


ترجل من فوق السلم بسرعة متجها إلى غرفتها فتحها فجأة لم يجدها حسب ان تكون خرجت للقاءه ولكنه فؤجى بها تخرج من الحمام تجفف شعرها الاسود فؤجئت به امامها شهقت بفزع


انت جيت هنا امتى مش المفروض تخبط


تجاهل حديثها واغلق الباب واتجه إليها : انتى مسافرة بكره


تجاهلته متجه لمرآتها وقفت امامها تصفف شعرها تاركة له العنان خلف ظهرها تتؤقت روحه إليها اشتاقت يديه إلى ضمها إلى صدره يحبسها بين ضلوعه تصرخ بصوته تبكى بعيناه تتحدث بشفتيه اقترب منها وعيناه تدرسها جيدا امتدت يده إلى خصرها ضمها إليه بقوة التفت له هامسة : انت عايز ايه جاى هنا ليه


- بتعملى فيا كده ليه


- انا معملتش حاجة


-مقولتيش انك مسافرة بكره ليه


- عادى هتفرق فى ايه


شدد على خصرها قائلا: انا جوزك على فكرة يعنى متخرجيش من غير اذنى


نزعت يده من حولها تتخايل فى مشيتها اذابت عقله وكيانه خلفها جلست فوق سريرها رافعة قدما فوق الاخرى


- ماانت قلت هتطلقنى


وكأنه تذكر فجأة ما كان حاضرا بسببه اسرع إليها بغضب: طبعا ياست هانم عشان تتجوزى سى شادى مش كده


- شادى ايه مين قالك كده


- ايلين متخلنيش اتجنن عليكى انا متاكد من الكلام ده


- وحتى لو ده يهمك فى ايه


- انتى مجنونة بتفكرى فى واحد غيرى وانتى على ذمتى ده انا اقتلك


ابتعدت عنه متوجها لاحد الادراج تخرج منه مبرد اظافرها غير مبالية بحديثه : انا معملش كده


- اللى سمعت بيأكد كلامى


- ومين بقى اللى قالك


- مش مهم مين المهم انك طول ماانتى مراتى مش هسمح لحد يقرب منك انتى فاهمة


- ده مؤقتا بس يا باشمهندس ولا نسيت انك هتتجوز غيرى وانا زى الفريك محبش شريك


- جذبها بقوة فاسقطها فوق سريرها متحكما فى يده تتشابك اصابعه مع اصابعها شدد عليهم وهو يهمس بالقرب من شفتيها : مفيش حاجة اسمها مؤقتا انتى مراتى وهتفضلى مراتى


- ابتلعت ريقها بتوتر: انت قلت هتطلقنى ولا نسيت


لم يجاوبها وكانه مغيب تعلقت عيناه بشفتيها انقض عليها يلثم شفتيها باشتياق وحنين تحركت يده فوق شعرها يداعب خصلاته الحريرية غابت معه عن العالم اجمع قبلات متناثرة فوق عنقها تصحبها اخرى فوق شعرها يتنفس عطره الآخاذ ولكنها فجأة دفعته عنها


مازن كفاية


-كفاية ايه انتى مراتى حلالى


- بس مش عاوزانى ........ انت خلاص هتطلقنى


- انتى مجنونة


- وجوازك من بنت خالتك


ضحك بمكر: عادى الشرع حللى اربعة


ابتعدت عنها صارخة : شرع ايه اللى بتحلله لنفسك ده


اعتدلت فى وقفتها بصرامة: دلوقتى حالا تحدد مصيرنا ياانا ياهى


- اعقلى ياايلين انا خلاص اتفقت معاها ومقدرش ارجع فى كلامى


اشارت باصبعها نحو الباب: يبقى تتفضل بره انا عمرى ملك نفسى مش ملك حد ومدام انت عاملى فيها هارون الرشيد يبقى مع حد غيرى مش معايا


اتجه نحوها خافضا راسه للارض يخفى ابتسامته: ده اخر كلام عندك


- ومعنديش غيره اتفضل


- ماشى يا ايلين بكره هتعرفى انتى ملك مين بالظبط ياحياتى


بارت 19


ابتعدت وابتعدت معها الحياةً اراد انً يحبسها فى قفص حديدى لا يملك مفتاحه احدا غيره ولكنها عنيدة صلدة تكره القيود ولكنه يوما سوف يقيدها برباطه وتكن له وحده ملكا له


.........................


عادت للقاهرة بصحبة والدها وزوجته عادت لعملها مجددا كم اشتاقت إليه وإلى رؤيته ارادت ان يمنعها لتكن معه لكنه لم يفعل فماذا لو كان محقا فى شأن زواجه باخرى هل تتحمل مشاركة له لم تتحمل وجود نيرمين وهى زوجته السابقة فكيف بأخرى جديدة تسكن قلبه ووجدانه حاولت ان تعود لطبيعتها كما كانت سابقا ولكن بعدها عنه مازال يؤلمها ايامها تسير على وتيرة واحدة اتصالاتها بسارة ونيرمين لم تنتقطع طوال ثلاث أشهر كلما امسكت بهاتفها لتحادثه تتراجع تنتظر ان يبدا هو


اتاها يوما اتصالا من سارة شعرت فى صوتها الفرحة والبهجة التى نسيتها منذ زمن


مالك يا سارة فى ايه


- انا فرحانة فرحانة اوى ياايلين


- يارب ديما بس خير فرحينى معاكى


- جالى عريس ياايلين ومش اى حد حزرى فزرى يبقى مين


ضحكت ايلين مقهقهة: اكيد كريم


تعجبت سارة قائلة: وانتى عرفتى منين اوعى تكون نيرمين


- لا والله ابدا بس احساس الف مبروك ياحبيبتى ربنا يتمملك على خير


- يارب يا ايلى الخطوبة الخميس الجاى حاجة على الضيق كده عشان تيتة والفرح بقى هنعمله كبير ان شاء الله


- ياحبيبتى ربنا يسعدك يارب باركى لماما هند وبابا على


- لالا مينفعش لازم تيجى بنفسك ولا عايزة الخطوبة من غير عروسة


- مش هينفع ياسارة مش عاوزة اشوفه ولا اتكلم معاه على الاقل دلوقتى


- انا مليش فى الكلام ده لازم تيجى احلف محضرش الخطوبة ويبقى ذنبى فى رقبتك


- ده مفكرش يسأل عليا حتى من يوم ما جيت هنا


- مين قالك كده والله ديما بيسألنى عن اخبارك انا مش عارفة العند ده هيوصلكم لحد فين انتوا الاتنين اعقلوا بقى........ ايلين انا مليش اخوات بنات يقفوا معايا غيرك وغير نيرمين هتسيبنى لوحدى فى اليوم ده والله هخاصمك


- خلاص ياسارة حاضر هكون معاكى من الصبح كمان وهجهزك يااحلى عروسة


- حبيبتى يا لى لى ربنا يخليكى ليا هستناكى باذن الله


.........................


ارتباك توتر الكل يسعى لتخرج حفلة الخطوبة بصورة جميلة ظلت سارة تنتظر ايلين ولكنها لم تأتى دخل مازن البيت وهو يشير لبعض العمال بادخال مشتريات للمطبخ راى توترها اقترب منها مقبلا جبينها


- مالك يا سوسو دى خطوبة ياحبيبتى مالك متوترة كده


- ايلين مجتش اتاخرت اوى


- هى قالتلك انها جاية


- ايوه انا اكدت عليها انها تيجى


لحظات وجدوا سيارة شادى تدخل من البوابة لتقف امامهم وتخرج منها ايلين وشادى اشتعلت عيناه بنيران الغضب صوبها إليها تكاد تحرق جسدها اقبلت علىً سارة وهى تتجاهله رغم اشتياقها


الف مبروك يااحلى عروسة


- الله يبارك فيكى يا ايلين عقبال فرحك ان شاء الله


ابتسم شادى قائلا بخبث: قريب اوى ان شاء الله


حول نظره منها إليه غضب عصف بكيانه يكاد ينقض عليه يقبض على عنقه ليودى بحياته


صعدتا سارة وايلين إلى غرفتها حتى تبدا الاستعداد ليوم خطبتها إلى كريم


اسدل الليل ستائره واضاءت الانوار الحديقة باضواء ساطعةً نظمت نيرمين الحديقة لتصبح بشكل جذاب ومنسق لاستقبال المدعوين اتاها اتصالا هاتفيا منه انقبض قلبها بخوف نظرت حولها لتتاكد ان احدا لم يراها ابتعدت تحادثه


انت عايز ايه


- هكون عايز ايه ياحياتى عايزك طبعا


- ابعد عنى بقى منك لله مش كفاية اللى عملته فيا


- لالا عيب ياحبيبتى متنسيش انك مراتى فى واحدة تكلم جوزها كده تو تو عيب كده


- انسى الكلام ده ياطارق انت عارف ده حصل ازاى وعارف ومتاكد انه كان غصب عنى


- اثبتى يا حبيبتى انتى جتيلى برجليكى محدش ضربك على ايدك ولا ايه


- اه بس مكنتش اعرف انك ندل وحاطط مخدر فى العصير


- تخدير ايه بس متبقيش مجنونة دى مجرد حبوب بسيطة كده تخليكى فى دنيا تانية


- والمطلوب ايه دلوقتى


- المطلوب الورق اللى انتى مضتيه


- ورق ايه ....... ورقة الجواز دى لازم تتقطع انت فاهم


- لا ياحبيبتى مش ورقة الجواز لوحدها لا ورقة تنازلك عن كل املاكك للعبد لله


صرخت باكية: انت بتقول ايه انت كداب


- اللى سمعتيه وانتى بتمضى ورقة جوازنا كنتى بتمضى ورقة تنازلك عن كل حاجة عرفتى بقى انى مش كداب ودلوقتى ياريت بهدوء كده تعرفى عيلة حضرتك المبجلة انى بقيت جوزك وبقيت صاحب ملك زى زيهم وخصوصا مازن باشا


- قول كده بقى مازن نفسك تبقى زى مازن طمعك فى اللى فى ايده صورلك انى هخاف ومش هقدر اتكلم مش كده


- معتقدتش ان عندك الجرأة انك تقولى انك جتيلى شقتى واتجوزنا عرفى واتنازلتى عن كل املاكك بكامل ارداتك لو تقدرى روحى وقوليلهم وانا مستنى يا ....... مراتى


لعنت نفسها وقلبها الذى اودى بها إلى طريق مظلم اضاعت به عمرها ومستقبلها


...........................


وقف على ومازن فى استقبال المدعوين أتى كريم ومعه عائلته وانتهت سارة من زينتها نظرت لمرآتها بفرحة ارتسمت على محياها اقتربت منها هند دامعة العينان ترى طفلتها اصبحت عروس جميلة اسرعت إليها سارة : ماما بتعيطى ليه حد يعيط فى يوم زى ده


- كبرتى يا سو وبقيتى عروسة حلوة اوى


- عشان كده بتعيطى هتخلينى اعيط والمكياج يبوظ


- خلاص مش هعيط


نظرت لهم احساس افتقدته دائما ما كانت تتمنى ان تكون امها بجوارها فى يوم زفافها ولكنه القدر لا يمنحنا الا ما كتب لنا لاحظتها هند اقتربت منها ربتت فوق كتفها بحنان


انا بايدى اللى هلبسك طرحتك يوم فرحك يااايلين


- ربنا يخليكى ليا ياماما


- بس بطلى عندك انتى وهو كده مينفعش تعبتونى معاكم نفسى افرح بيكم مزهقتوش من العمايل دى


ضحكت سارة قائلة : اه والله يا ماما شكلى هتجوز قبلهم


- لا طبعا مازن وايلين اول انتى لسه هتتخطبى هتستعجلى على الجواز يلا بقى عشان زمان الجنينة اتملت بالمعازيم انا هنزل وانتوا حصلونى


.................


تركتهم يستعدون للنزول تأكدت سارة من مظهرها قبل ان تخرج من غرفتها دق بابها ليدخل آدم ليهبط بها إلى الحفل نزلا سويا قلبها يرتعش من الظهور امام المدعوين خرجت بصحبة آدم فاستقبلها كريم وامسك بيدها بفرحة متجها إلى ( الكوشة)


خرجت ايلين خلفهم سعيدة لاجلها ترى الفرحة فى عيناها اللامعة وتورد وجنتيها بصحبته


رأها رأى ملاك تزين باجمل صوره حورية تزينت لتكون ملكه هو تكن جزءا منه عشقة الابدى نٌحت اسمها على جدران قلبه هو وحده عاشقا حتى النخاع غارقا فى بحور عيناها ساحرته هى ومالكها هو


ذات الرداء القرمزى عصفت بكيانه الصامد امامها تهادت خطاها بهدوء اذابه وكأن خطواتها هى نبضات قلبه


قادته قدماه إليها تلاقت اعينهم فاخفضتها خشية ان تفضحها وتعلن له عشقهاوولها اقترب منها هامسا


هى ايلين فين لو سمحتى


رفعت حاجبيها بغيظ قائلة: والله


ضحك مقهقها: طب اعمل ايه معرفش انك حلوة اوى كده


- وده بامارة ايه مشفتنيش قبل كده


- كل مرة بشوفك كانك بشوفك لاول مرة


- كده هتخلينى اصدق انك بتحبنى بجد


امتدت كفيه نحو كتفها


ابتلع ريقه بتوتر: خير يامازن


- بقى انا دلوقتى نويت اتجوز وطبعا انا راجل بغير اوى على الست اللى هتجوزها اما اشوفك واقف مع ريتال بنت خالتى وعمال تقول كلام حب وتوعدها بالجواز اعمل فيك ايه


صاح به قائلا: نعم ريتال مين اللى هتتجوزها انا وريتال بنحب بعض وهتجوزها مالك ومالها


- بقى كده


- ايوه كده ابعد عنها يا مازن احسنلك هنخسر بعض


ضحك مازن مقهقها: اما هو كده بتلعب عليا ليه ياشادى


- وهو انا عملت ايه


- ايه اللى بينك وبين ايلين انطق


- اه قول كده بقى ....... عادى


- مفيش حاجة اسمها عادى فى ايه انطق


- ابدا يا ميزو متشغلش بالك


اتجه نحو المكتب وفتح احد ادراجه امسك بمسدسه مصوبا إياه لشادى الذى ارتعش مما فعله قام إليه وشادى يتراجع بخوف :هو فى ايه يامازن عايز تقتلنى تقتل ابن عمك


- قسما بالله ياشادى لو ما نطقت وقلت ايه حكايتك مع ايلين لاكون مفرغ المسدس ده فى دماغك وبدل ما تخش دنيا تدخل الأخرة انطق احسنلك ايه حكايتك معاها


ابتعد عنه بخوف: ليه بس كل ده


- انطق احسنلك


- خلاص خلاص كل الحكاية انى انا ونيرمين عايزنكم ترجعوا لبعض قلنا نعمل عليك تمثلية انى بحبها وكده


ابتسم مازن بنصر: يعنى مفيش حاجة بينكم


-لا طبعا هو انا عبيط احب ولا افكر حتى فى مرات اخويا نزل بقى المسدس خليك جدع ماانا طبيت اهو وقلت


وضع المسدس داخل الدرج واغلقه جيدا واتجه نحوه بابتسامةً : احلى حاجة فيك ياشادى انك جبان وعرفت اقررك بس تعرف لو اتكلمت ولا قلت حاجة هعمل فيك ايه


- ايه هتقتلنى يا ميزو ده انا اخوك الصغنن برضه


امال شفتيه بتهكم ساخرا من كلمته: صغنن ......... ماشى يا صغنن بس انا مش هقتلك انا هجيب عريس لريتال


- لا بقى ده انا اللى ممكن ارتكب جريمة


- خلاص يبقى تحط لسانك جوه بوقك ومسمعش صوتك فاهم


- فاهم يا عم الحبيب


خرج من غرفة المكتب يعدل من مظهره يشعر براحة قلبه بعد اعتراف شادى بحث عنها بعيناه وجدها تقف مع عائشة ونيرمين اتجه نحوهم امسك بيدها فجأة معتذرا من رفيقتها آخذا بيدها رغما عنها حاولت تحرير يدها من قبضته فتح باب غرفتها ادخلها واغلق بابها جيدا نظر إليها يدرس ملامحها الخائفة خلع سترته السوداء وضعها فوق سريرها باهمال رفع اكمام قميصه عن ساعديه وهى تلاحقه بنظرات مرتعبة لا تفهم ماذا يريد ولما اغلق الباب وماالذى يفعله


مازن فى ايه


ظل يقترب حتى وجدت جسدها ملتصقا بالحائط اقترب منها أكثر رفع ذراعيه حولها فاصبحت محاصرة بينهم وعيناه هى حصارها الاكبر والاقوى


انت عايز ايه


اجابها هامسا : بتعملى كده ليه انتى عارفة انى بحبك صدقتى بسرعة كلمتين ضحكتى عليكى بيهم انى هتجوز ريتال


مدت شفتيها كطفلة متذمرة : انت السبب


- ليه بس ياعمرى مش انتى اللى صدقتى كلام طارق عليا


- يعنى اشوف واحدة فى اوضة نومك وبالشكل ده وابقى عادى جدا باردة لا طبعا


- بتحبينى


كيف تجيب وقد اجابت عيناها واعلنت عليه الحب رفعت ذراعيها حول رقبته : لسه بتسأل يا مازن


انزل كفيها ممسكا بهم يطبع قبلاته الحارة بقلب كفها: عارف يا روح قلبى


تمددت كفيها فوق صدره ضم خصرها اليه واقترب من اذنيها هامسا : بحبك


ارتعشت اهتزت دموع تساقطت فوق وجنتيها تشعر بنبضات قلبها تتسارع رفعت عيناها الى عيناه كادت ان تسقط بين ذراعيه ضمها اليه بقوة محيطا جسدها بذراعيه : هو انا قلت حاجة قلت بحبك وبس


رفعت كفيها الى وجهه بحب :وانا كمان


اقترب منها اكثر مبتسما بخبث: انتى كمان ايه


انا كمان بحبك بحبك اوى


ضمها إلى صدره صارخا بحب يسرى فى كيانه: آآآآه انا بموت فيكى مش بحبك وبس مش هسيبك لحظة خلاص مش قادر


هتعمل ايه


- تعالى معايا وانتى تعرفى


امسك بيدها وبيده الاخرى امسك بسترته يرتديها خرج من الغرفة متجها للخارج بحث عن يحيى وجده يجلس مع على ذهبا إليه


عمى ممكن كلمة


- خير يامازن


اظن دلوقتى كل حاجة تمام انت عرفت كل حاجة وايلين كمان صدقت اللعبة اللى اتعملت علينا


- طب وبعدين


- ولا قبلين انا عايز اتجوز


ابتسم بدهشة وهو ينظر لعلى : طيب ماانتوا مكتوب كتابكم


- لا جواز يعنى جواز يعنى دخلة


- طب ياسيدى انا معنديش مانع


- خلاص الخميس الجاى ايه رايك


اوقفته ايلين قائلة: مازن الخميس الجاى ازاى مش بسرعة كده


- سرعة ايه حرام عليكى لسه هستنى اكتر من كده لا كده ظلم الخميس الجاى ومن بكره هنخرج ونجيب كل اللى محتجينه


- يا مازن مش هلحق


- متخافيش انا معاكى وهنلحق باذن الله ولا ايه ياعمى


- والله انا نفسى معنديش مانع ولا ايه ياحاج على


- والله انا نفسى من دلوقتى


- رفع مازن يدهً مازحا: يبقى على بركة الله الخميس الجاى الفرح عن اذنكم هعزم الناس دى


امسك بيدها متجها لوسط الحديقة اتجه إلى رجل الد چى امسك بالميكرفون


ياجماعة لو سمحتوا لحظة انا من دلوقتى بعزمكم كلكم على فرحى باذن الله يوم الخميس الجاى


جذبها إليه محيطا خصرها بيده: الخميس الجاى ان شاء الله فرحى انا والدكتورة ايلين كلكم معزومين الحاضر يعلن الغايب فرحنا الخميس الجاى


بارت 20


يوما اقترب واقتربت معه احلامهم يتمناها بجواره وتتمنى الامان بقربه وعد باحلام تجمعهم للابد


سارع مازن فى انهاء كل الاستعدادت اللازمة ليوم عرسه اختارا سويا غرفة نومهم الجديدة ابدلت كل شئ وهو يراقبها بفرحة يشعر باحساس غريب وهو يراها بجواره تؤسس لحياتهم الجديدة احيانا ينقبض قلبه ويتذكر ليلة عرسه الاولى يشعر بغصة فى حلقه يبدد الخوف احلامه ان تعيد الايام قسوتها مرة اخرى


جاء يوما انتظره كثيرا ستصبح له للابد زوجته وحبيبته


امتلئت القاعة بالمدعوين واصوات الموسيقى الهادئة تتناغم مع الانارة الخافتة


يقف امام مرآته يرتدى بذلة عرسه وقف آدم بجواره لاحظ عبوس وجهه تعجب فكيف بعد كل هذا ويشعر بالحزن


مالك يا مازن


- ابدا مفيش


- لا بجد ايه اللى مضايقك


جلس متكئا على كرسيه يفرك وجهه بكفيه بتوتر : خايف ياآدم


- من ايه........ هو فى ايه


- الليلة دى بتفكرنى بليلة عدت عليا من تلات سنين ليلة غيرتى وخليتنى واحد تانى خايف الايام تدور واليوم ده يجى من تانى


- ايه يامازن الكلام انت شاكك فى ايلين


رفع وجهه بغضب : ايه ياآدم ده كلام برضه


- والله انت غريب اومال مضايق ليه وعامل فى نفسك كده ليه إيلين بتحبك واستحملت منك كتير متكسرش فرحتها يا مازن عدى الليلة دى على خير


...................


تزينت بفرحة اليوم ستكون له ستكون بجواره لن يمنعهم من القرب اى شئ اليوم تنتهى مرارة ايامها كانت كالمكلة رداءها الابيض المطرز بنعومة اضاء حجابها نور وجهها وقف يحيى امامها ينظر لها بفرحة اسعدت قلبه بصغيرته التى اصبحت عروس جميلة امسكت بيد والدها ليسلمها لحبيبها نزلوا من فوق السلم المفروش بالسجاد الاحمر راته يقف فى اخر السلم ينظر إليهابحب شوق لقربها اخيرا وقف يحيى امامه مصافحا وهو يأمنه عليها اقترب منها يرفع عنها طرحتها البيضاء اخفضت رأسها وعيناها خجلا من نظراته المصوبة عليها


طبع قبلة طويلة على جبينها يحمل لها كل الحب الذى عرفه قلبه منذ ان رأها رفع كفها إلى شفتيه يقبلهم


مبروك ياحبيبتى خلاص بقيتى ليا


- الله يبارك فيك يامازن


امسك بيدها تحت ذراعه واصوات الزفة تصدع فى القاعة وحولهم اهليهم سعداء بسعادتهم دخلا من باب القاعة تحت نظرات المدعوين


تشعر برجفة قلق فرحة مشاعر مختلفة فى آن واحد جلسا فى المكان المخصص للعروسين التى زينت لاجلهم بالورورد البيضاء ظل ممسكا بيدها لا يفارقها وهى تتمسك به مستشعرة به الامان


بدات الرقصة المخصصة لهم ضمها إليه ويداها حول عنقه يهمس لها باعذب الكلمات يرقص قلبها فرحة وسعادة


مازن بجد بتحبنى


رفع حاجبيه بدهشة: لسه بتسالى بحبك ولا لا انتى مجنونة رسمى


ضحكت قائلة: لا انا بسأل بس


طيب استنى عليا


تركها للحظات واتجه إلى الدى چى تحدث معه قليلا ثم عاد إليها


انت كنت بتعمل ايه


استنى عليا بس


ارتفعت اصوات الموسيقى باغنية اهداها إليها خصيصا


هل عندك شكٌّ أنّك أحلى وأغلى امرأةبالدّنيا ....


وأهم امرأة بالدنيا ....


هل عندك شك أنّ دخولك في قلبي هو أعظم يومٍ في التّاريخ وأجمل خبرٍ بالدّنيا


هل عندك شكٌّ أنّك عمري وحياتي ...


وبأنّي من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي


أيّتها الوردة والرّيحانة والياقوتية والسّلطانة والشعبية والشّرعية بين جميع الملكات


يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات


يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي


غاليتي أنت غاليتي .. لا أدري كيف رماني الموج على قدميك


لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليك


دافئةٌ أنت كليلة حب من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر


هل عندك شك ............


كم صار رقيقاً قلبي حين تعلّم بين يديك


كم كان كبيراً حظّي حين عثرت يا عمري عليك


آه يا ناراً تجتاح كياني


يا فرحاً يطرد أحزاني


يا جسداً يقطع مثل السّيف ويضرب مثلالبركان


يا وجهاً يعجّ مثل حقول الورد ويرفض لحني كحصاني


قولي .. قولي .. قولي


قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني


قولي لي ماذا أفعل فيك .. أنا في حالة إدمان


قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان


قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني


من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني


انتهت الموسيقى ومعها دموع فرحتها بحبه العلنى لها امام الجميع اقتربت منه برعشة فى اوصالها مدت كفيها نحو كفيه : انا بحبك اوى يامازن


كلمة لم يسمعها من بين شفتيها من قبل شعر بحبها غيرتها ولكنها لم تنطقها من قبل لم يشعر بقدماه وهى يسرع نحوها حملها فجأة ودار بها تمسكت به خائفة انزلهابرفق نظر فى عيناها عاشقا ذاب بين جفونها عاشقا ارهقه حبها واخيرا نال قلبها ليصبح بين يديه ملكا له ثلم جبينها وانتقلت قبلته على كفيها


تصفيق حار وقوف للمدعوين تصفير عالى من شادى وآدم اكملوا حفلة زفافهم ورحلوا إلى بيتهم الجديد وصلت معهم عائلتهم ووالدها الذى اصر على على بقاءه فى ضيافتهم حتى يطمئن على ابنته الصغيرة


دخلا غرفتهم يحملها بين ذراعيه انزلها برفق مغلقا باب الغرفة


نورتى اوضتنا ياحبيبتى


- ده نورك انت


امسك بيدها متجولا داخل غرفتهم المنقسمة إلى غرفتين


ايه رايك فى النظام الجديد ده اوضتين اهم واحدة لينا وواحدة للنونو اللى هنجيبه ان شاء الله


- ان شاء الله ياحبيبى


- احلى كلمة سمعتها من شفايفك من يوم ما عرفتك


- يعنى كلامى وحش


- طب هو الملاك ده ممكن يقول او يعمل حاجة وحشة


- ملاك مرة واحدة


- طبعا ومش اى ملاك بس انتى بقى ملاك عنيد دماغها ناشفة دوختينى معاكى


ابتسمت واضعة يدها على جانبى خصرها : ليه بقى عملت فيك ايه


امسك بيدها جاذبا إياها نحو غرفتهم :ده انتى دوختينى وتعبتينى عشان اوصل لليوم ده


- طب ممكن نغير هدومنا ونصلى ركعتين لله وتكون انت الامام


شعر بجسده يرتعش ذكريات مضت كانها تعاد مرة اخرى زواجه حبه لنيرمين يوم زفافهم يراها كانها خلفه يصلى بها اماما ......... صدمته فيها حاول طوال حفل الزفاف ان يسيطر على تفكيره كلما وصل لهذه النقطة ولكن الماضى عاد ليتجسد امامه من جديد لمسة اصابعها على كفيه اخرجته من شروده


مازن مالك ياحبيبى


- ابدا ياحبيبتى مفيش حاجة ادخلى غيرى هدومك وتعالى


تركته واتجهت تبدل ملابسها وقف امام نافذته مدخنا سيجارته بتوتر يتذكر ليلة زفافه التى تحولت لاسوء يوم فى حياته ولكنها ليست هى ايلين ليست نيرمين هى حبيبته وهو حبها الاول لا يمكن ان تكن مثلها وسوس له شيطانه بالكثير والكثير افكار صوت هاتفه المفاجئ افزعه اجابه بريبة من المتصل فى هذا الوقت تحديدا اتاه صوتا يعرفه جيدا يكرهه يكره حتى وجوده فى حياته السابقة


مبروك يا عريس


- انت اخر واحد كنت اتمنى انى اسمع صوته عايز منى ايه بعد كل اللى عملته فيا عايز منى ايه ياطارق


- ابدا ياصاحبى كل الحكاية ببارلك ايه المشكلة ده انت صاحبى وحبيبى


- وحياة ابوك بلاش الكلمتين دول انطق عايزايه ومن الاخر


ضحك مقهقها: ابدا بفكرك بالليلة دى ولا نسيتها


- تقصد ايه


- ابدا ليلة فرحك من تلات سنين على ربة الصون والعفاف نيرمين هانم


تزايدت قطرات العرق فوق جبينه كأنها امطار ومعها دقات قلبه تتسارع وعقله يعمل بسرعة عجيبة افقدته النطق للحظات قبل ان يخرج صوته من بين حنجرته متحشرجا: انت تقصد ايه


- اقصد انك اكيد لحد دلوقتى متعرفش حبيبة القلب باعت نفسها لمين متعرفش مين خطفها منك زمان وخلاك ياعينى عليك تايه فى الدنيا بتلطش يمين وشمال كل يوم فى حضن واحدة فاكر انك بتنتقم منها وبتذلها مع ان كان المفروض تدور على اللى عمل كده بس انت بقى طلعت غبى عمرك بتبص تحت رجيلك يامازن بس انا بقى هطلع اجدع منك واقولك من اللى نيرمين كانت ديما فى حضنه .......... انا يامازن انا اول راجل فى حياتها واظن انك اتاكدت مش كده يا مازن


انتفخت اوداجه بشدة قبضة يده تكاد تهدم الحائط التى يستند إليها صرخ بغضب : انت كداب وكلب وحيوان


ضحك أكثر وأكثر قائلا: انا عاذرك برضه ياعينى عليك اتخدعت فى صاحبك ومراتك بس تصدق انت السبب فى ده كله ......... فاكر نهى فاكر انا كنت بحبها ازاى فاكر انا كنت متعلق بيها وناسى الدنيا والعالم بسببها فى لحظة شافتك عجبتها نسيتنى سابتنى بسببك انت قال ايه كنت جاى تزورنى وفى لحظة خطفتها منى وياريتك اتجورتها انت قلتلها انك بتحب بنت عمك الست نيرمين حاولت اكون جنبها بس للاسف كرهت الدنيا وكرهت كل حاجة وسابتنى وسافرت واتجوزت واحد غيرى وانت السبب فى ده كله عشان كده حلفت لانتقم منك فى اغلى حاجة عندك ومكنش عندك وقتها غير نيرمين وانت بايدك جبتهالى فاكر لما جيت ووصتنى عليهااول ما جت كليتها فى القاهرة عشان لو احتاجت حاجة اكون مكانك وانا بقيت مكانك كلمتين حلوين البت سلمت فى ساعتها فاكر لما كانت بتتكلم فى الموبيل وانت سمعتها كانت بتكلمنى انا تصدق كان نفسى اشوفك وقتها


صرخ به بغضب: مستحيل الكلام ده كدب


- انا عارف انك مش مصدق بس اظن محدش يعرف الحكاية دى غير البيت وبس هو صحيح اخبار العروسة الجديدة ايه حلوة بس ياريت متتطلعش زى نيرمين وتكون باعت نفسها لغيركً


صرخ بغضب وعروقه تنتفض بشدة:


اخرس يا كلب انا مراتى اشرف منك ومن اللى باعت نفسها بكلمتين حب فاهم ايلين اشرف منك ومنها ياما حاولت تفرقنا بس مقدرتش عارف ليه عشان حبها ليا حقيقى لا عمرها باعت نفسها ولا استسلمت لكلمة من كلب زيك اذا كانت نيرمين زمان صدقتك اظن دلوقتى انا معنديش حاجة اخسرها اكتر من كده المهم عندى ان ايلين بقت مراتى واى حاجة تانية مش مهمة


- اه بس لما تعرف ان بنت عمك المصونة سلمت نفسها ليا من تانى بس ايه بورقة جواز عرفى لا وايه ورقة تنازل عن ورثها فى المرحوم عمك ياعينى عليك اظن دى صدمة تستحق انك تموت بسببها


صدمة الجمت لسانه عن نطق كلمةًواحدة اكمل طارق بتشفى وهو يعلم كيف يبدو الان


ايه يا ميزو اتصدمت ياعينى معلش قلت بس ابارلك يوم فرحك ياغالى تصبح على خير وسلميلى على العروسة


ابدلت اسدالها فوق ثوبها الابيض الذى اختارته لها شقيقتها دنيا اسدلت شعرها خلف ظهرها شعرت بجسدها ككتلة من ثلج و برودة فى اطرافها اغمضت عيناها تحاول ان تهدأ قليلا رفعت حجابها فوق شعرها استعداد للصلاة ذهبت إليه وجدته مستلقيا فوق السرير شاردا لم يشعر بها حتى وهى تدخل اقتربت منه بهدوء : مازن مالك


انتفض فى مكانه : لا ابدا مفيش تصبحى على خير عايز انام


- تنام طيب مش هتصلى اول


- ايلين تعبان وعايز انام ممكن تسبينى


جلست بجواره تربت فوق كفيه : مالك ياحبيبى من شوية كنت كويس فى ايه


صرخ بوجهها وهو ينتفض من مكانه : انا هسيبلك الاوضة كلها وهخرج


- تخرج تروح فين الناس تقول ايه ....... ايه اللى حصل لده كله ممكن افهم


اقترب منها ضم كتفيها محاولا الاعتذار: ايلين انا آسف عارف ان ملكيش ذنب فى ًْحاجة بس انا مخنوق ولو مخرجتش دلوقتى ممكن يحصلى حاجة عن اذنك


لم يمهلها لحظة لتستوعب ماقاله خرج من الغرفة كلها متجها لغرفته الصغيرة ظل يدور فى غرفته بتوتر كلما تذكر حديث طارق وكيف انه غاب عن تفكيره طوال السنوات الماضية وهل صحيحا انه تزوجها عرفيا وكيف لها ان تتنازل عن حقها فى ميراثها لاجله اسئلة كثيرة ولابد ان يعرف الاجابة منها شخصيا اتجه إلى غرفتها يراقب البيت جيدا خوفا ان يراه احدا فى هذه الساعة المتأخرة بعيدا عن غرفة زوجته دق بابها بهدوء حتى فتحت الباب اتسعت عيناها بشدة وهى تراه امامها: مازن ايه اللى جابك هنا وسايب مراتك ليه


-مش هنتكلم هنا ادخلى جوه بدل البيت كله مايسمع فضيحتك


دفعها للداخل بقوة مغلقا الباب : انا عايز اعرف انا ازاى كنت اعمى وغبى انى معرفش انك زمان خنتينى مع الكلب اللى اسمه طارق ازاى قدرتى تعملى فينا كده وجاية دلوقتى كمان تتجوزيه عرفى وتتنازلى عن ميراثك لحيوان زى ده انتى ايه غبية للدرجة دى زمان بعتيله نفسك وابوكى مات بسببك دلوقتى عايزة مين تانى يموت عيزانا نتفضح فى البلد كلها وسيرتنا تبقى على كل لسان


عٌقد لسانها من المفاجاة اخفضت رأسها خجلا وهى تستمع لحديثه : انا عارفة انى غلطت بس والله كان غصب عنى ادانى مخدر محستش بنفسى غير لما فوقت وقالى اننا اتجوزنا عرفى وانه مضانى على ورقة تنازل على حقى فى ميراثى مع ان والله متنازلتش عن حاجة


صرخ بها غاضبا: حيوانة ورخيصة سلمتليه نفسك وفلوسك


- مازن انا عارفة انى عملت غلط كتير بس ابوس ايدك اقف جنبى انا مش عاوزاه انا مستعدة اعيش فى البيت ده خدامة بس مروحش عنده ده مصر ياخدنى اعيش هناك اوعى تسيبنى يامازن وحياة ايلين عندك وانا عارفة غلاوتها عندك ورحمة بابا يا مازن اعتبرينى سارة


- انا مش عارف اعمل ايه اللى عملتيه صعب اوى يتصلح


- انا مش عايزه منه فلوس يطلقنى بس ومش عاوزة حاجة تانية


- دى مش فلوسك دى تعب عمى الله يرحمه يعنى مش من حقك تتنازلى عنهم بسهولة كده وانا هعرف ازاى اطلقك منه واجيب ورقة التنازل دى


افزعهم صوت الباب نظرا لبعضهم بحيرة اتجه إلى الباب بقلق فتحه ليجد ايلين امامه


ايلين ايه اللى جابك وازاى تخرجى من اوضتك دلوقتى


دموعها ونظرتها إليهم لا معنى لها غير انها تراهم مخطئين فى حقها اسرعت من امامهم تكتم شهقات دموعها اسرع خلفها دخلت غرفتهم واتجهت إلى الغرفة الصغيرة اغلقتها جيدا وهى تبكى وقف على الباب مناديا: ايلين عشان خاطرى اسمعينى


صرخت به : ابعد عنى يامازن طلقنى للدرجة دى للدرجة دى مش قادر على بعدها اومال اتجوزتنى ليه فى واحد يسيب مراته يوم فرحهم ويروح لطلقيته الا اذا كان بيحبها


- ابدا والله فى مصيبة حصلت وكان لازم اتكلم معاها فيها


- والله الساعة تلاتة الفجر


جلس ارضا بجوار الباب: مصيبة ياايلين مصيبة هتضيعنا كلناافتحى ابوس ايدك محتاجلك جنبى مفيش غيرك هيسمعنى ويحس بيا


صمتت وطال صمتها قام من جوار الباب بضعف من حاجته للنوم


- خلاص ياايلين مدام مش عاوزة تسمعينى خلاص براحتك تصبحى على خير


القى بجسده فوق سريره وتبعته هى فوق سريرها تفكر فى حديثه وماهى المصيبة التى يتحدث عنها وماعلاقتها بنيرمين


................


اشرقت الجوناء بنورها الساطع واشعتها الذهبية فوق وجهه فتح عيناه بصعوبة بالغة ناظرا حوله نظر إلى ثيابه التى امضى ليله بها اعتدل فى سريره يمسح وجهه من الارهاق الذى اصاب جسده ويتذكر ليلة زفافه التى تحولت لليلة حزينة دخل إلى حمام غرفته ليريح جسده عناء ليلة ماضية لف منشفته حول جسده فتح الباب ليجدها امامه ابتسم بخبث وهو يرى وجهها الاحمر حاولت ان تمر من جواره


على فين ياحبيبتى


- ممكن ادخل الحمام


- ايلين مينفعش كده ممكن تسمعينى


- مازن انا تعبانة بجد وعاوزة اخد دش ممكن تسيبنى


- حاضر ياستى اتفضلى


- ماانت واقف كده ادخل ازاى


- ياحبيبتى ده انا جوزك وانتى مراتى


- مازن سيبنى ادخل لو سمحت


حاضر ياستى اتفضلى


تركته يرتدى ملابسه ويهبط لساحة البيت تحت اعين الجميع المندهشة من خروجه صبيحة عرسه بعيدا عن زوجته نظرت لهم كريمة بشماتة


يظهر العروسة طفشته


صاحت بها هند: قصدك ايه ان شاء الله


- ولا حاجة ياحبيبتى الحكاية باينة اهى عريس خرج من اوضته يوم صبحيته يبقى ايه غير ان الحكاية فيها ان شكل العروسة معجبتوش


- كريمة الزمى حدوك وكفاية اللى حصلها من بنتك زمان هتيجى دلوقتى وتكملى عليه


- لا هكمل ولا غيره كل واحد حر ياحبيبتى


مر يومها بصعوبة وهى تنتظره لياتى ولكنه لمً ياتى الا متاخرا دخل البيت وجد الكل مجتمع ووالدته تنظر له بغيظ وانكار لتصرفاته الغريبة اقتربت منه وجذبت يده بسرعة لغرفتها وكريمة تنظر لهم والسعادة تعلو وجهها


دفعته كريمة داخل غرفتها بغضب: تسمح تقولى كنت فين


- ايه ياماما كنت فى مشوار ليه فى ايه


- فى ان مرات عمك شمتانة فيك وفى مراتك وبتقول عريس يخرج من بيته يوم صبحيته يبقى الحكاية فيها ان يا مازن وانت فاهم كلامها


- قطع لسان اللى يجيب سيرة مراتى بكلمة ملهاش دعوة بيا انا حر مع مراتى تتدخل بينا ليه مش كفاية اللى شفته من بنتها زمان جاية تكمل عليا


- ماهو مفيش واحد يخرج يوم فرحه بالمنظر ده ومن غير سبب


- هتعرفى كل حاجة فى وقتها بس حد يجهزلى الاكل عشان ميت من الجوع


- اه طبعا ماكلتش من الصبح والبت الغلبانة اللى من ساعة مافطرت مع سارة بالعافية مكلتش حاجة


- ليه كده بس ياماما ازاى تفضل لحد دلوقتى من غير اكل


- قول لنفسك انت اللى سايبها لوحدها


- طب خلاص انا طالع اغير هدومى وابعتيلى الاكل


كاد انً يغادر امسكت به بسرعة: مازن انت لسه محصلش حاجة


تنهد قائلا: لا لسه ياامى


- ربنا يصلحلك الحال ياحبيبى


صعد بسرعة درجات السلم مشتاقا لرؤيتها دخل الغرفة لم يجدها استمع إلى صوتها وصوت سارة يتحدثان داخل الغرفة الاخرى دخل إلى الحمام مباشرة ليزيح عن كاهله ارهاق يوم كامل خرج ليقابلها وهى تودع سارة عند الباب فزعت عندما وجدته امامها ابتسم لها بخبث


ايه ياحبيبتى اتخضيتى ليه


- معرفش انك هنا وانت مخبطتش


- معلش جاى تعبان دخلت على الحمام على طول انا قلت لماما تبعت العشاء عشان جعان اوى وعرفت انك مكلتيش من الصبح


- مش جعانة انا داخلة اخد شاور عن اذنك


ارتبك واسرع إليها: هو لازم دلوقتى


- عقدت حاجبيها بدهشة: ايه هو اللى لازم هخد دش فيها حاجة


- لا ابدا بس استنى شوية عايز اتكلم معاكى


.................


اجتمع الجميع على مائدة الافطار ومازلت كريمة تلقى لهم بالكلمات اللاذعة الشامتة مل على من سماع كلامها صاح بزوجته :اطلبى مازن لو صاحى طلعيله الفطار


تدخلت كريمة قائلة: وفيها ايه لما ينزل يقعد معانا ما هو كان بره امبارح يجيب الهانم وينزل


زجرتها هند بغضب: كريمة ملكيش دعوة بابنى ولا بمراته ممكن


صاح بهم على : انتوا هتتخانقوا اودامى اطلبى ابنك شوفيه


افاق مازن على صوت هاتفه المستمر امسك به ليجد رقم والدته نظر إلى ايلين النائمة فوق صدره قبل جبينها مبتسما اعتدل فى جلسته بهدوء


صباح الخير يا ماما


- صباح الخير يامازن ايه انت لسه نايم ولا ايه


- اه ياحبيبتى نايم متاخر عريس بقى


تهللت اساريرها بفرحة: مازن انت بتتكلم جد


- طبعا جد هو انا ههزر فى حاجة زى دى بس محدش يطلبنى بقى مش عاوز ازعاج


- طيب ياحبيبى مش هتاكل وايلين كمان هتفضل كده من غير اكل


- لما نصحى هكلمك تبعتيلى الاكل سلام ياست الكل


انهت حديثها وما لبثت ان اطلقت الزغاريط بصوت عالى جعل الكل ملتفتا إليها بدهشة اتجه على إليها بتساؤل: فى ايه ياهند ايه اللى حصل


- ايه ياعلى فرحانة بابنى حبيبى


- هو كويس


- طبعا كويس وزى الفل هو وعروسته ست البنات ربنا يحفظهم من كل عين حاسدة


استمعت كريمة ونيرمين لحديثها قامت بغضب متجهة لغرفتها تصحبها نيرمين


ممكن اعرف مالك مضايقة ليه


- بتسالينى ياخيبة سمعتى كلام هند


- واحدة وفرحانة بابنها انتى ايه اللى يزعلك


- اللى يزعلنى بنتى اللى معرفتش توقعه وتخليه ميطلقهاش وحتة بت زى دى تضحك عليه وتعرف تلف عليه وتتجوزه


- ايلين بتحب مازن وهو كمان بيحبها ملوش لازمة اللى بتعمليه


- ومن امتى العقل ده ياست نيرمين


- ولا عقل ولا حاجة كل الحكاية انى قرفت وزهقت من الكلام والحركات واللى كنت بعمله فيهم كفاية بقى معنتش مستحملة كره وقرف عن اذنك


ضربت كف فوق كف: لا البت دى اتجننت


........................


امواج البحر الهادئ ونسمات الهواء الرقيقة تبعث بالقلوب الراحة المبتغاة لمسات رقيقة على وجنتيه كلما اقتربت ابعدها تقترب مرة اخرى يفتح عيناه ليجدها بجواره ضاحكة


صباح الخير يا مازن باشا


- ياصباح الجمال ايه ياحبيبتى اللى مصحكيى بدرى كده ده احنا فى اجازة


- عايزة اخرج يامازن نروح البحر ونمشى على الرمل قوم بقى هو احنا جايين شرم عشان نفضل نايمين


- لا ياستى عشان نتفسح بس خلاص بكره هنمشى


جلست بجواره متذمرة: هو مينفعش نقعد كمان يومين


- حبيبتى انتى عارفة الشغل انا سايبه كله على آدم وشادى ولا كانه موجود اعمل ايه بقى


- خلاص ياحبيبى اللى تشوفه بس هنيجى هنا تانى


قبل كفيها مبتسما: طبعا ياحبيبتى


غمزلها بخبث : ونقضى شهر العسل من تانى


- مازن بس بقى


- هو انا قلت حاجة


جذبها إليه رغماعنها: ده انا لسه هقول


يمشيان فوق الرمال تصحبهم شمس الغروب تودعهم على موعد بلقاء قريب جدا ضمها إلى صدره بحب: تعرفى ياايلين عمرى ماتخيلت ان ممكن احب واتجوز من تانى بس انتى غيرتى كل حساباتى


- اه طبعا هو انا اى حد برضه


- تعرفى نفسى اعمل ايه


- ايه ياحبيبى


- عايزة اغسل نفسى من ذنوبى وكل معصية ارتكبتها فى حق ربنا انا غلطت وعارف ان ربنا بيسامح بس عايز احس من جوايا انى رجعت تانى زى زمان طفل نضيف لا فى قلبه غل ولا كره ولا عمل معصية يتحاسب عليها تفتكرى ممكن


- طبعا ممكن ربنا قادر يغفرلك يامازن صدقنى


ارتفع صوت هاتفه برقم شقيقه اجابه بمرح: حبيبى يا دومى وحشنى ياراجل


- الحمدلله يامازن اخبارك ايه وازى ايلين


- تمام ياحبيبى بس صوتك ماله


- فى حاجة حصلت وعايزك تعرفها


- خير ياآدم


- الحيوان اللى اسمه جه البيت ومعاه البوليس وبيقول ان له حق فى البيت والارض بميراث مراته وطبعا انت عارف حكاية جوازه من الست نيرمين والمصيبة ان موثق العقد فى الشهر العقارى الهانم كانت عامله توكيل ويقدر يعمل بيه كل حاجة


صرخ به بغضب: يعنى ايه كلب زى ده هيمشى كلامه علينا ازاى يدخل ويعيش معانا نهارها اسود الست نيرمين


- طب هتعمل ايه


- انا جاى بكره باذن الله وهو اللى بدا العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم وانا هخليه يتمنى الموت من اللى هعمله فيه


يتبع

لم يأتى فى تفكير نيرمين ان يكون طارق هو الفاعل


وجدوه يدخل من باب البيت التفوا إليها جميعا بدهشة اقترب منه كريم متسائلا


كنت فين ياطارق


- هكون فين كنت بتمشى


اتجه مازن ناحيته بشك : تتمشى الساعة تلاتة الفجر ليه عليك ذنب وبتخلصه


دار بعيناه بعيدا عنهم: فى ايه هو تحقيق


- لا مش تحقيق بس مستغرب انك تخرج فى وقت زى ده


- عادى ...... انا داخل انام تصبحوا على خير


نظرات ما بين مازن وكريم كأنما كل منهم يفكر نفس التفكير يصل الشك إليهم سويا


...............


أشرقت الشمس وأطلت بنورها على وجهها النائم رفعت كفها تغطيه من اشعتها الحارقة التفت لم تجد سارة بجوارها اعتدلت فى جلستها فركت وجهها بيدها بارهاق تتذكر الليلة البارحة باحداثها العصيبة


دقات فوق باب غرفتها اعتقدت أنها سارة


: ادخلى يا سارة


فٌتح الباب ودلف منه مبتسما: يا صباح الخير على حبيبتى


اعتدلت فى جلستها تلملم شعرها : صباح الخير يامازن


ابتسم على ارتباكها: ايه ياحبيبتى هتخبى شعرك ليه بس ماانا شفته خلاص ثم انا جوزك عادى يعنى


ابتسمت بتوتر: طيب يا زوجى العزيز خير


جلس امامها قائلا: عاملة ايه النهاردة


- خايفة يا مازن اللى بيحصل ده كتير مرة حد يحط ورد على سريرى وامبارح يدخل عليا زى الشبح .........نفسى اعرف مين بيعمل كده وليه


ربت على كفها ثم رفعه إليه متخافيش ياحبيبتى خلاص محدش هيقرب منك تانى لو وصلت انى اكهرب البيت عشان اى حد غريب يحاول يدخل اخلص منه


- مازن ........ انت شاكك فى حد


قام مبتعدا يقف امام الشرفة مفكرا : مش عاوز اظلم حد ياايلين انا تقريبا شاكك فى كذا حد بس مين بيعمل كده وهيستفيد ايه


وقفت بجواره مربتة فوق ذراعه : معلش بكره كل حاجة تبان


التف إليهاناظرا بحب: المهم انك دلوقتى كويسة


- خفت عليك اوى امبارح لقيتك بتغطينى بجسمك كنت خايفة


- خفتى عليا بجد


ابتسمت قائلة: اه طبعا مش جوزى


- الله على جوزى اللى طالعة من شفايفك زى الشهد


-خلاص بقى بطل تعاكس


- بكره لما نتجوز مش هعبرك وتقولى فين كلامك الحلو ياسى مازن


وضعت يدها فى خصرها قائلة: سى مازن


- اه طبعا ......هبقى زى سى السيد


رفع يده كانه يرسم اسمه بغرور ويتمتع بنطقه: سى مازن الله اسم يشد بجد راجل كدهً


- انت هتسوق فيها ولا ايه


- اه طبعا وانتى هتبقى امينة وانا ازعق واقولك انتى يااااامينة ولا بلاش انتى ياايلين هاتى الطشت واغسليلى رجليا


ضربته فى كتفه بغيظ: هى مين دى امينة ياسى مازن


رفع كفها إليه يقبلها: نتجوز احنا بس واهوريكى سى السيد على حق


- مازن


- ياقلب مازن


- خلاص بقى اطلع بره


ارتفع حاجبيه بدهشة مصتنعة: بتطردينى من اوضة مراتى جالك قلب ياظالمة


دفعته نحو الباب: اه جالى قلب اطلع بره بقى


خرج من الغرفة ومسك مقبض الباب بيده: ماشى ماشى بس نتجوز احنا بس وهحبسك فى الاوضة


- مازن هو احنا هنتجوز فى اوضتك


- اه ليه


- مش دى الاوضة اللى اتجوزت نيرمين فيها


- هطربقها


اتسعت عيناها بدهشة : ايه


- هطربقها هجيب عاليها واطيها ولا واحدة تانية يكون لها مكان فيها غيرك هغير كل حاجة الديكور والاوضة وكل حاجة هشقلبها عشانك ...... راضية ياحبيبتى


ابتسمت له بحب : راضية يا مازن


..................


خرج من غرفتها وجد سارة امامه


مازن تيتة عاوزاك


- خير


- مش عارفة بس هى قلقانة من ساعة حكاية امبارح


- طيب هنزل اشوفها عاوزة ايه واجهزى انتى وايلين نخرج شوية


ضحكت بفرحة: بجد يامازن


- ايه يابنتى نفسك تخرجى كده


-اه والله بس هتودينا فين


: ايه رايك نروح راس البر


- الله عليك ياحبيب والديك هو ده الكلام


- بقيتى بيئة اوى يا سارو


- بيئة بيئة بس نتفسح انا هروح اخلى ايلين تلبس بسرعة ونقضى اليوم كله بره


تركها ذاهبا إلى زينب فتح الباب مبتسما: صباح الفل يا زوزو


- صباح الخير ياحبيبى


-عاملة ايه النهاردة


- الحمدلله يامازن ....... عايزة اعرف ايه اللى حصل امبارح


- هى سارة مش حكتلك


- حكتلى بس انا مش عارفة مين يقدر يدخل البيت ويعمل كده يتهجم على مراتك فى اوضتها وقبل كده يحط ورد جنبها على السرير مش شايف ان كده كتير


جلس امامها بحيرة : انا مش عارف ممكن يكون مين


- مش ممكن يكون من بره يا مازن ده عارفك كويس وعارف ايلين وحاططها فى دماغه وعارف بيعمل ايه


- وده اللى فكرت فيه بس مش عارف اشك فى مين فى اخويا ولا فى ابن عمى ولا حد من اصحابى اللى زى اخواتى


- لا اخوك ولا ابن عمك هيطمع فى مرات اخوه ....... شوف مين كارهك اوى كده وطمعان فى اللى فى ايدك شوف مين راح لايلين وقالها انك مع نيرمين فى الاوضة بتاعتك


نظر إليها بحيرة قائلا: تقصدى ايه ايلين جت بالصدفة


هزت راسها نافية بثقة: لا جتلك بعد ما حد قالها انك مع نيرمين فى الاوضة


- مين قالك الكلام ده ايلين


- مش مهم مين قالى المهم اسالها وانت تعرف


.........................


جلس فىً سيارته يقتله التفكير فيما قالته زينب فمن يمكن ان يكون خائن له من يفعل به ذلك قاطعه صوت باب السيارة الخلفى وسارة تفتحه لتركب فتحت ايلين الباب الامامى وركبت بجواره


ايه اللى اخركم كده


- يعنى على بال ما لبسنا مالك يا مازن


- مفيش ياحبيبتى انا بخير


- مش باين فى حاجة مضيقاك


- لا ابدا عادى نمشى بقى عشان منتاخرش


وصلوا إلى مدينة رأس البر وبدوا جولاتهم


من الجلوس على شاطئ البحرالذى امتلأ بالمصطفين فى مثل هذا التوقيت من العام اتجهت طفلة صغيرة لايلين واشارت لهابطائرة ورقية صغيرة طالبة منها ان تساعدها فى رفعها للسماء سعدت بها ووقفت بجوارها سعيدة كانها طفلة مثلها تشتاق روحها للبراءة تشتاق لحياتها السابقة تشتاق لمن تضمها إلى صدرها اشتاقت لامها التى تركتها وحيدة بين ضلوع الالم وقسوة الحياة وماالاشتياق إلا تمنى الغائب عن العين ولكنه يسكن الروح والقلب........... ولكنه هو ........ هو وحده كان عوضا لها عن قسوة ايامها الماضية


لف ذراعيه حولها يمسك بخيط الطائرة هامسا باذنها : سرحتى فى ايه


ادارت وجهها إليه مبتسمة : فى كل اللى فات واللى مر عليا


- طب وانا


- انت............ انت بقيت كل حاجة يا مازن


تجسدت الفرحة على تقاسيم وجهه : بجد ياإيلين ........ انا بقيت كل حاجة


اخفضت وجهها خجلة مبتسمة: المفروض تكون عرفت لوحدك ....... يا زوجى العزيز


- كان غصب عنك


- محدش يقدر يجبرنى على حاجة


- ازاى بقى اتجوزنا بسرعة بسبب كلام الزفت اللى اسمه صلاح


- ماكان ممكن ارفض واقف اودامهم كلهم واقول مش عاوزاك


- يعنى كنتى موافقة هااا


- يعنى مش اوى


- يا مجنونة ماانتى لسه قايلة اهوو


- اه وافقت عشان كنت محتجالك جنبى محتاجة انى اكون معاك


نظر لعيناها بعمق غاب بين جفونها للحظات : بتحبينى ياايلى


صمتت وتحدثت عيناها بحبه الغارق بين طيات قلبها : انت عارف


ابتسم بخبث: لا مش عارف


- مازن همشى واسيبك


- متقدريش


- لا اقدر بلاش تتحدانى


- بطلى انتى عند متقدريش تعيشى من غير ما تعندى ايه دماغك الناشفة دى


ضحكت قائلة: صعيدية يا بوى


..........................


عادوا بعد ساعات قضوها بين مرح وفرحة تخللت القلوب دخلوا البيت وجدوا الجميع مجتمعين القى عليهم السلام وجلسوا معهم قليلا استاذن منهم مازن اخذا إيلين من يدها داخلا غرفتها تعجبت منه مع رفضه المسبق ان تظل فى غرفتها


- ايه يامازن فى ايه جايبنى هنا ليه


- سؤال واحد وتجاوبينى عليه


- خير أسأل


- مين اللى قالك ان نيرمين معايا فى الاوضة


اخفضت نظرها عنه بارتباك ثم عادى ونظرت إليه مترقبة رد فعله


طارق صاحبك


اتسعت عيناه بذهول وصدمة


طارق........ طارق هو اللى قالك


- ايوه جه وقالى انك تعبان فى اوضتك اللى فى الجنينة وان سارة معاك مستحملتش جريت عليك ولقيتك مع نيرمين


ابتعد عنها حائرا يفكر فى حديثها وما الذى سيستفيد منه طارق فى الايقاع بينهم الا اذا ............ الا اذا كان يريد التفريق بينهم


- معقول طارق طب ليه يعمل كده


- مش عارفة يا مازن


جلس على كرسى ملقيا جسده بانهاك اقتربت منه جثت بركبتيها بجواره : مازن اوعى تزعل او تشيل هم حاجة لو فعلا قاصد يوقع بينا ربنا مش هيسيبه


- طب ليه ده صاحبى عمرنا ما بعض يخون ليه ويغدر ليه عايز يفرق بينى وبينك ليه الا اذا كان ..........


- كان ايه يا مازن


ابتعد عنها غاضبا: إلا اذا كان طمعان فيكى


- مازن ........ انت كده خوفتنى


اتجه إليها امسك بيدها : ولا هيخليه يقرب منك تانى ...... انا كده اتاكدت ان هو اللى اتهجم عليكى امبارح


- وهتعمل ايه


- انا عملت خلاص


ضاقت عيناها بحيرة : يعنى ايه


- مفيش حاجة متقلقيش


- لا انا كده قلقت بجد انت ناوى على ايه يامازن


ضم وجهها بكفه مبتسما : متخافيش ياحبيبتى بس لازم اتاكد قبل مااعمل اى حاجة


ضمت كفيه الممسكة بوجهها: مازن متعملش حاجة تبعدك عنى


هائم فى عيناهاالتى عشقها منذ اول وهلة: مش عاوزانىً ابعد عنك


- تؤ تؤ


اقترب منها أكثر مرر اصابعه على وجنتيها انغمس بعقله وكيانه معها انسحب من عالمه إلى عالم واحد يجمعهم وحدهم ينال من شفتيها شهدا لذيذا


استكانت بين ذراعيه هائمة فى دنياه قبل ان تتنفض على صوت الباب


مازن الباب


ابتسم لها : انا مسافر


- ايه رايح فين


- رايح القاهرة فى شغل مش هتاخر هجى على طول


- انت عايز تسبنى وتمشى بعد اللى عرفته مش خايف عليا


- انتى بتقولى ايه طبعا خايف عليكى


- وخايف عليا وعايز تسافر وتسيبنى


- متخافيش انا ديما هكون قريب منك


- يعنى ايه


- بعدين هتعرفى انا لازم امشى حالا عشان الطريق


- مازن ......متسبنيش


قبل جبهتها بحب : متخافيش اوعدك انى هكون جنبك


تركها مغادر مع تاكيده عليها عدم الخروج من غرفتها ولا المبيت مع سارة


كانت خائفة مذعورة مما قد يحدث لها بغيابه ووجودها مع طارق فى نفس المكان فمثل ما حاول فعله بالامس يمكن ان يحاول فعله اليوم والطريق امامه اصبح خاليا بسفر مازن للقاهرة


......................


كريم هو مازن سافر ليه


التف إليه قائلا: عادى ماهو قال اودامك مسافر لشغل وهيجى بكره على طول باذن الله ...... بس انت بتسال ليه


- لا ابدا عادى يعنى


يعلم مدى خبثه وغيرته وطمعه فى ما فى يد غيره ولكن هل تصل إلى زوجة صديقة فلعنة الله على صداقة كهذه


أطفئت الانوار وخلد البيت كله للنوم ظلت مستقيظة لوقت متاخر من الليل خائفة مترقبة ما يمكن ان يحدث لهافى غيابه ولكنها لم تستطع المقاومة اكثر فخلدت للنوم رغما عنها


فٌتح باب غرفتها بهدوء حذر اغلقة جيدا اتجه نحوها يتاملها وهى نائمة يتوعدها بليلة أخرى يقضيها معها تعوضيا لليلة الامس جلس بجوارها مد يده نحوها يداعب خصلات شعرها مرر اصابعه على وجهها تململت فى نومها كانها فى عالم أحلامها اقترب أكثر وأكثر انتفضت على وجوده بجوارها صرخت فكتم صراخها


ايه هو كل اما تشوفينى تصرخى


حاولت ان تدفعه بيده ولكنه كان اقوى بكثير


حبيب القلب سابك وسافر شوفتى مكنش خايف عليكى ازاى ....... بس انا اوعدك انى هخاف عليكى من الهواء وهنتجوز


فٌتحت انوار الغرفة فجأة وراه امامه اعتقد انه يحلم انه فى كابوس ........... مازن


اه مازن يا طارق ولا اقول يا حيوان


ابتعد عنها واقفا بعيدا عن مرماه


دى هى طلبتنى وقالتى تعالى على اوضتى


صرخت به وهى تغطى شعرها وتقف بجوار مازن : كداب يا مازن والله كداب


التف إليها قائلا: حبيبتى تحلفى ليه بس


ماانا عارف انه كلب وجبان رمتله عضمة طمع وافتكر انك صيدة سهلة وافتكر ان ممكن اسيبك واسافر وانا عارف ان هو اللى عمل كل ده


- انا معملتش حاجة


- كلب وجبان وكذاب ....... دخلت اوضتها وحطيت الورد جنبها وقعت بينى وبينها وامبارح تيجى بكل بجاحة وسفالة وتتهجم عليها فاكر انى ممكن اتوه عنك تبقى غلطان ياطارق .......... نفسى اعرف عملت كده ليه بينى وبينك ايه يخليك تكرهنى كده تتهجم على مراتى يا جبان


عمرك زبالة وعينك على اللى فى ايد غيرك بس توصل لكده


صفق بيده ضاحكا: الله ده انت طلعت شهم وانا مكنتش واخد بالى يا مازن باشا حلوين كلمتين الشعارات دول بس ايه ماانا وانت زى بعض ولا نسيت ........... نسيت الستات والشرب نسيت كل ده انا افكرك


وجه حديثه لها وهى تقف متسمرة فى مكانها من آواخر كلامته


جوزك المحترم يا دكتورة كان كل يوم مع واحدة شكل لا وايه مأجر شقة مخصوصة عشان يقابلهم فيها وطبعا انتى عارفة بيقابلهم ليه كنا بنسهر سوا ونشرب سوا ......... نسيت يا مازن لو ناسى انا هفكرك ......،.... متعملش نفسك الملاك الطيب البرئ وانت اقذر منى فاكر انك خلاص عشان لقيت واحدة تحبها وتحبك ان الماضى مات ....... لا ممتش الماضى لسه عايش وهيفضل اودامك العمر كله


هجم عليه مازن صارخابه: ليه عملت كده ليه عملت فيك ايه يا حيوان ......


-ولا حاجة مزاجى افضحك اودامها بدل ماانت عاملى الراجل اللى مبيغلطتش


صفعات متتالية بينهم وهى تقف مذهولة تبكى بحرقة على ماعرفته عن ماضيه الذى خبئٌه عنها


خرج الاثنان من غرفتها كل منهم يصفع الاخر ضربات متتالية خرج البيت باكمله على شجارهم إلا هى ظلت مكانها باكية على حبيب شوهت صورته امامها بعدما عشقته


حاول كريم وآدم منعهم عن بعضهم ولكن الغضب الذى بداخل مازن جعله يثور عليه أكثر


صرخ به طارق: ايه جيت على الجرح يامازن ماهى كان لازم تعرف واديها عرفت وابقى قابلنى لو بصت فى وشك تانى ولا مطلبتش الطلاق


دفعه فى صدره بعنف ليقع ارضا: انت حيوان وزبالة ومهما تعمل مستحيل تفرق بينا


وقف الجميع يشاهدون صراعهم ولكن اكثرهم ذهول كانت نيرمين التى لم تشك للحظة انه هو من حاول الاعتداء على ايلين افاقت على صراخ مازن فيه ودفعه خارج البيت وقف خلف الباب لاهثا ينظر الجميع إليه يخشون الاقتراب منه فى حالته هذه رفع نظره إليهم واستعاد قامته اتجه إلى غرفتها وجدها تجلس على الارض شاردة وكأنها فى عالم آخر اغلق الباب واقترب منها جلس بجوارها بتوتر وضع يده على كتفها: إيلين


ادرات وجهها إليه تنظر له للحظات: الكلام ده صحيح


اخفض رأسه صامتا هزت رأسها بايجاب : يعنى صح انت كنت على علاقة حرام مع الستات اللى قال عليهم


- ايلين ممكن تسمعينىً


- اسمع ايه انت شايف ان فى حاجة ممكن تغير اللى قاله انت عملت كده عملت حاجة حرام .......... انت زنيت يا مازن


- ابوس ايدك بلاش تفتحى القديم


- القديم اتفتح اهوو وظهر اللى كنت فاكر انه اندفن لسه موجود وعايش انت عارف انت عملت ايه


- عارف ........ عارف انى كنت ماشى غلط بس انا........انا اه عصيت ربنا انا عاصى اه لكن مش كافر ........ مش كافر ياايلين


- بتحاسب نيرمين السنين دى كلها عشان سلمت نفسها لواحد غيرك بتلومها على ذنب انت عملت افظع منه كنت فاكراك مظلوم اتغدر بيك منها مكنتش اعرف انك حاولت تتداوى جرحك بحاجة حرام بس المرة دى انا اللى اطعنت يا مازن


ابتعد عنها بغضب: انتى بتلومينى على ايه ليكى الحق تحاسبينى من يوم ماعرفتك من يوم ما حبيتك من لحظة ما بقيتى مراتى اللى فات كان غلط اه عارف بس قبلك ........ كل ده قبلك من يوم ما حبيتك ربنا اراد ان مغلطتش تانى وجودك معايا كان نعمة من ربنا انى ارجع عن اللى كنت بعمله


التف إليها برجاء : ربنا بيغفر ياايلين ربنا ادانى الفرصة انى اتوب واكفر عن ذنوبى فكرى كده كويس من يوم شفتك انا غلط فكرت فى واحدة تانية غيرك متظلمنيش انتى كمان


- لو سمحت سبنى لوحدى


- حاضر انا هخرج واسيبك بس خليكى فاكرة انى مخنتكش خليكى فاكرة ان كل ده قبل ما اقابلك


...............................


قضت ايامها بعيدة عنه كلما التقت انظارهم كلما ابتعدت تقضى يومها بين قضاء واجبها الطبى نحو زينب ثم تعود لغرفتها مرة اخرى حاولت سارة اخراجها من حالة الاكتئاب التى وصلت إليها ولكن دون فائدة كانت احيانا تتذكره مع اخرى ترى ان كل ذكرياته معها حبها اعطاها لاخرى غيرها كانت بين احضانه


واحيانا تصدق على كلماته ان كل ما مر به قبلها قبل ان يعرفها ويحبها وانها هى حاضره ومستقبله


...................


صوته المرتفع الغاضب لفت نظر شقيقه اقترب منه بحذر راه يمشى فى مكانه غاضبا يتحدث فى هاتفه مع احدا أثار غضبه لهذه الدرجة


قلتلك مش عاوز اقابلك قلتلك انسى ان احنا اتقابلنا قبل كده انتى فاهمة ....... نسرين احترمى نفسك بدل قسما بالله لاكون مبلغ سالم واللى يحصل يحصل ابعدى عن طريقى بقى


اغلق هاتفه ولم يدرى ان شقيقه خلفه يستمع له


آدم


- اللى سمعته ده صحيح


- سمعت ايه


- مالك ومال نسرين يامازن


- آدم متفهمش غلط دى حكاية كده وعدت


صاح به : حكاية ايه اللى خلصت يا مازن بينك وبينها إيه فهمنى


- قلتلك مفيش حاجة ياآدم وسبنى بقى ورايا شغل


لم يكن يعلما ان نيرمين استمعت لحديثهم وعلمت ان مازن كان على علاقة بزوجة سالم اتاها اتصالا منه ترددت كثيرا ان ترد على اتصاله ولكنها اجابته بعنف


نعم عاوز ايه


- نيرمين معقول تكونى صدقتى الكلام الفارغ اللى قاله جوزك المحترم


-مش عايزنى اصدق ازاى وهو ماسكك فى اوضتها عايز اكتر من كده ايه


- كل ده كدب الهانم بعتتلى رسالة على الموبيل بتقولى الحقنى الحرامى رجع تانى روحت بسلامة نية الحقها مدام صاحبى مش موجود معرفش انها عاملى كمين عشان توقعنا فى بعض


- معقول وهى هتعمل كده ليه


- عايزةً البيت يفضى عليها وتبقى هى الكل فى الكل وزى ما عملت معايا انا كده النهاردة بكره تعمل معاكم كلكم


عماها حبها له عن تكذيب ما رأته بعينها ومازن يخرجه من غرفة ايلين


- ايه روحتى فين يا حبيبتى


- طارق معقول الكلام ده


- طبعا معقول ياحبيبتى وهو انا ممكن احب واحدة ولا ابص لوحدة غيرك بس قوليلى هما عاملين


- مفيش حاجة مازن بيحاول يتكلم معاها وهى مش راضية تتكلم معاه بس فى حاجة غريبة حصلت دلوقتى


- حاجة ايه


- كان بيتكلم فى الموبيل مع واحدة وآدم سمعه واتخانق معاه


- طب ليه


- اللى فهمته انها نسرين مرات ام عائشة خطيبة آدم


صاح به بدهشة: ايه معقول


- ده اللى فهمته وآدم اتخانق معاه


- بقى كده هو رقمها معاكى


- لا رقم عائشة بس


- طب حلو اوى اطلبيها وهاتى منها رقم نسرين دى


- ايه ليه عايزه ليه


- هتعرفى بعدين اسمعى الكلام بس


- طارق انا مش عاوزة مشاكل كفاية اللى حصل


- متخافيش اسمعى كلامى بس وهترتاحى منها ومن مازن


اذعت لامره واستطاعت الوصول لرقم نسرين واعطاه إليه


اجرى اتصالا بها وجدت رقما غريبا مصرا على مهاتفتها


ايوه مين معايا


- ازيك يا مدام نسرين


- مين معايا


-مش مهم مين المهم ان مصلحتك معايا


- مصلحة ايه انا مش فاهمة حاجة انت مين


- قلتلك مش مهم مين المهم انى هوصلك لمازن حبيب القلب


ارتعش جسدها ونظرت حولهاتتاكد ان احدا لا يراها


- انت مين ومازن مين اللى بتقول عليه النمرة غلط


- اوعى تقفلى فى لحظات هتلاقينى عند سالم جوزك


- انت عايز ايه


- نتفق


- على ايه


- انتى عاوزة مازن مظبوط


- وانت هتستفيد ايه


- ابعده عن طريق حبيبتى


- حبيبتك ....... حبيبتك مين وايه علاقة مازن بيها


- مراته


- ايه نيرمين


- لا مش نرمين....... هو انتى متعرفيش ان حبيب القلب اتجوز الدكتورة بتاعت جدته ضحك عليها وفهمها انه بيحبها خطفها منى وانا عاوزة اتجوزها ولازم ترجعلى


- والمطلوب منى


- هقولك ايه المطلوب وتعمليه


نهاية الرواية من هنا


بداية الروايه من أولها هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close