expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية الملاك العنيد الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله

رواية الملاك العنيد الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله 

رواية الملاك العنيد الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شيماء نعمان جميع الفصول كامله 


 الفصل السادس

مازن حبيبى 

قالتها سارة وهى تتجه اليه مقبلة وجنته بمرح:جيت امتى؟

لسه حالا......بس مش تعرفينى على الانسة تبقى مين؟

دى الدكتورة ايلين دكتورة تيتة 

اه 

نظر اليها نظرة اربكتها : اهلا يادكتورة

اهلا بيك 

اشارت اليه سارة: وده ياستى باشمهندس مازن اخويا الكبير 

اهلا ياباشمهندس 

معلش اسف لو كنت ضايقتك ولا زعقت فيكى اصل رماح كان ممكن ياذيكى 

سارة:ليه حصل ايه انا جبتها عشان تشوف رماح شكلها هتحبه زيى بالظبط ولا ايه ياايلين

مازن:بس المرة الجاية خدى بالك لتتعورى 

نظراته الحادة القوية كانت كسهام تنطلق نحو جسدها امسكت بيد سارة طالبة منها العودة الى المنزل علها تتحاشى نظراته اليها 

عادتا سويا وهو مازال يرمقها بنظراته وهو يشعل سيجارته وينفث دخانها فى الهواء شعرت به علمت انه ينظر اليها ارادت ان تتاكد التفت اليه رغما وجدته ينظر اليها مبتسما فاعتدلت فى مشيتها وحاولت ان تتجاهل وجوده ونظراته

.................................................. ....................

جلست تتذكر نظراته الى شقيقتها الوحيدة كثيرا ماكانت تخاف من نظراته التى لاترى انها بريئة ابدا ولكنها دائما كانت تكذب احساسها ولكنها الان تاكدت عرفت ما كان يبغيه اراد باختها السوء ولكن الله حفظها منه ومن شروره وجدته يدخل البيت ناظرا اليه 

ازيك يادنيا

التفت بعيدا عن عيناه وظلت تتابع التلفاز 

ايه مش بكلمك 

والمطلوب يعنى 

لالا ايه اللهجة الغريبة دى ماتتعدلى وانتى بتتكلمى معايا

نظرت اليها بسخرية: ماهى دى اللهجة اللى تنفع مع اللى زيك ياصلاح 

اتسعت عيناه بدهشة وهى تكمل : احمد ربنا انى وافقت انك ترجع تعيش معانا تانى عشان عيالى وانى سيباك هنا فى بيتى بمزاجى واحدة غيرى كانت طردتك بره بعد اللى عملته مع ايلين 

انتى مجنونة قلتلك محصلش حاجة اختك عملت كده فيا لما ظبطها مع واحد فى اوضتها ضربونى هما الاتنين وهربوا

-انت فاكر انى هصدقك اختى وانا عارفاها وعارفة اخلاقها زى ماانا عارفاك وعارفة اخلاقك وعمايلك بره ولا انت فاكر انى نايمة على ودانى 

- ولما سيادتك عارفة عنى كل حاجة لسه معايا ليه ماتمشى من هنا

- لا ياصلاح انت اللى هتمشى ناسى انها شقتى ابويا جابهالى يعنى باسمى وملكش فيها شبر واحد وانت اتفضل مع السلامة الباب يفوت مية جمل

.................................................. .........

جراح دامية آلمها آلم لا ينقطع سنوات تمر ومازال القلب المجروح ينزف الما على غدر من احب على خيانة لونت حياته بالوان قاتمة كانت هى كل مايراه 

حياة جديدة ذكرى ماضى اليم اراد ان يمحيه من ذاكرة عقله وقلبه ولكن هل يمكن لذكرى جديدة حب جديد ان يمحى مامضى ان يداوى جرحا غائرا فى قلب مازال نابض ينتظر فرصة ليحيا بها من جديد 

ايام قضتها ايلين فى بيت العائلة سعيدة بوجودها بينهم وجودها مع زينب ودفء قلبها الكبير شقاوة سارة وضحكتها التى يمكن ان تنسيها همها هند التى دائما ماتذكرها بامها الراحلة وحنانها 

ولكن ما يضيق صدرها له هو نظرات كريمة ونيرمين لها اللتان يعتبرونها دخيلة على بيتهم فكثيرا ما تحاول الابتعاد عن الجلسات العائلية وتنزوى فى غرفتها ولكن ما يؤنس وحدتها هى سارة 

تعرفت على آدم وشادى ولكن دائما ما تكون بعيدة عن اى اختلاط بينهم ولكن هو نظرته لها كثيرا ماتشعرها بالقلق علمت انه زوج نيرمين فلم نظراته لما تفحصه لها كثيرا ماكان تربط نظراته بنظرات زوج اختها ولكن شيئا ما بداخلها رافضا لهذه الصورة لاتعرف لماالرفض ولكن ماتعلمه جيدا انها لن تصبح ضحية مهما كان

حياة جديدة ذكرى ماضى اليم اراد ان يمحيه من ذاكرة عقله وقلبه ولكن هل يمكن لذكرى جديدة حب جديد ان يمحى مامضى ان يداوى جرحا غائرا فى قلب مازال نابض ينتظر فرصة ليحيا بها من جديد 

جلست ايلين بجوار زينب بعد افطارها تعطيها الدواء تضحك معها وترسم الضحكة على وجهها 

كده خلاص ياتيتة اقوم انا بقى عشان سارة عايزانى فى مشوار

-رايحين فين قوليلى يابت انتى وهيا

-اصلها ياستى عايزة تودينى المزرعة انتى نسيتى ولا ايه؟

-اه والله يابنتى بقيت مش بفتكر حاجة خالص كبرت خلاص 

-ازاى بقى يازوزو ده انتى لسه فى عز شبابك واحسن منى كمان 

ضحكت زينب على كلمتها وتعلم كم هى منافقة تعلم انها تحاول ان تنسيها المها ولكنها طريقة تحلو لها منها

-طيب خلاص روحى بس بقولك ايه خلى سارة توديكى عند شجرة الليمون بتاعتى 

-كمان شجرة ليمون لالا ده انا هجبلك فريد الاطرش بحاله يغنيلك فوق غصنك ياليمونة يا زوزو

-اضحكى عليا يابت امشى يلا من هنا عايزة اصلى الضهر

تقبل الله ياستى الحق انا امشى قبل ماسارة تستعجلنى 

خرجت من غرفتها اغلقت الباب سمعت صوت خلفها يناديها :دكتورة ايلين 

تعلم انه صوته اقترب منها فالتفت اليه بحذر 

خير ياباشمهندس 

اقترب منها وعيناه مصوبة عليها بطريقة اربكتها فالتفت تنظر حولها وهى تتفاداه

كنت عايز اتكلم معاكى بخصوص حالة جدتى 

-تحت امرك خير؟

انتى شايفة ان فى تحسن فى حالتها انا عارف كويس هى واصلة لحد فين بس نفسى اطمئن عليها انا شايفها بتتالم اودامى ومش بايدى حاجة لو فى اى امل انها تتعالج لو تسافر بره انا مستعد 

-بصراحة ياباشمهندس الحالة لحد دلوقتى مستقرة مش هقولك انها اتعالجت او ان المرض خلاص انتهى بس كل اللى بحاول اعمله ان احافظ على الاستقرار ده سواء باكل معين او بالعلاج اللى ملتزمة بيه معاه وحالتها النفسية كمان ليها عامل كبير فى تحسين حالتها

-يعنى السفر مينفعش معاها؟

-اكذب عليك لو اقول انه ينفع فى سنها ده صعب اوى انها تتحمل عملية زرع كبد كل اللى بايدينا دلوقتى ندعيلها ونحاول على اد مانقدر اننا نبسطها ونساعدها بالعلاج كمان 

تنهد بعمق وهو يضغط بيده على خصلات شعره 

اوكيه يادكتورة ........اتفضلى

-عن اذنك 

التفت لتخرج نادتها سارة وهى تنزل درجات السلم بسرعة:ايلين يلا اتاخرنا 

صباح الخير يامازن 

-صباح الخير ياحبيبتى ايه على فين بدرى كده ؟

-ابدا اصلى وعدت ايلين نروح المزرعة 

على فين؟

شق صوت نيرمين حديثهم وهى تتجه اليهم اقتربت وهى ترمق ايلين بنظرة حانقة وهى كانت متابعة لحديثها مع مازن منذ قليل 

على فين ياسارة؟

نظرت اليها سارة غاضبة والتفت اليها بجسدها متآهبة للهجوم على تدخلها:نعم خير فى ايه ؟

-ابدا شيفاكى خارجة بدرى ودى حاجة غريبة

-هخرج انا وايلين عايزة اوديها تشوف المزرعة عند حضرتك مانع 

-انتى بتتكلمى كده احترمى نفسك متنسيش انى مرات اخوكى الكبير وبنت عمك 

كادت سارة ان تتحدث اوقفها مازن بيده:سارة خدى الدكتورة واتفضلوا انتوا عشان ترجعوا بدرى

امسكت سارة بيد ايلين وخرجت بها من البيت باكمله 

انتظر مازن حتى خرجا فالتف لنيرمين بوجه غاضب يجذب ذراعها بقوة :انا قلتلك قبل كده انسى انك مراتى صوتك يعلى ليه انتى لا ليكى حق عندى ولا ليكى قيمة وملكيش دعوة بسارة انتى فاهمة 

بكت وهى تستعطفه بالعودة اليها مرة اخرى وان ينسى مامضى 

عشان خاطرى يامازن انا مستعدة اعمل اى حاجة انا بحبك بجد ونفسى تسامحنى انتى ايه قلبك حجر 

اشتعلت عيناه بنيران متاججة متجهة نحوها :اه قلبى حجر اه بقيت انسان مش بيفكر غير فى نفسه وبس اه بقيت انانى وبسببك انتى ...........انتى اللى دمرتينى وجاية تتطلبى السماح ده بعدك وان شاء الله فى اقرب وقت هطلقك واخلص منك واتجوز واحدة تانية واحدة نضيفة مش زيك 

صرخت به :وانت فاكر انك هتلاقى الشريفة العفيفة يامازن مش انا لوحدى اللى غلطت كتير بيغلطوا ممكن محدش يعرف بس متفتكرش انك هتلاقى الملاك اللى بدور عليها 

-ممكن فعلا ملقيش واحدة كويسة وانا اضمن منين ماهو اللى كنت مربيها ومحافظ عليها من الهواء اللى كانت اول حب فى حياتى اللى كنت فاكراها ملاك طلعت شيطان 

خرجا على من غرفته وجدهم يتحدثون وصوتهم المرتفع وبكاء نيرمين امام مازن الذى لم يشفع لها عنده 

مازن فى ايه ؟

التفت الى والده وترك يدها :بابا انا لحد كده وكفاية انا والهانم دى لازم نطلق 

يعلم على جيدا انه ضغط عليه كثيرا حتى يؤجل طلاقه منها ولكن كلما زاد الضغط كلما كانت شدة الانفجار اقوى بكثير وهذا مايشعر به على حيال مازن 

مازن روح شغلك دلوقتى وبعدين نبقى نتكلم 

-مفيش فيها كلام هطلق يعنى هطلقها خلاص مش طايقها مش عاوزاها ومن النهاردة مليش مكان هنا طول ماهى موجودة 

_يعنى ايه يامازن عايز تسيب البيت 

-لا مش هسيب البيت الاوضة اللى فى الجنينة هتتوضب وهفضل فيها وده اخر كلام عندى سلام 

.................................................. ..........

تركهم مصدومين من رغبته بالابتعاد عن البيت فى ظل وجودها التفت لعمها باكية:شفت ياعمى انا حاولت معاه بكل الطرق انه ينسى ويسامحنى وهو رافض وانا متاكدة ان اللى اسمها ايلين دى هى السبب

نظر اليها بغضب مستنكرا:انتى مجنونة مالها ايلين ومال مازن بطلى تخاريف كل اللى مازن فيه ده بسببك انتى وبسبب عملتك السودا الله يرحمه ابوكى مات بحسرته ودلوقتى مازن اللى دمرتيه وجاية تتهمى بنت ملهاش فى حاجة غير انك عايزة تطلعى غلك فيها وبس 

نسمات الهواء النقى اشعة شمس ذهبية دافئة ومساحات خضراء شاسعة تريح القلب قبل العين تشعر بالراحة وهى تنظر حولها ترى الفلاحين فى كل مكان يعملون يتحركون اطفال تجرى وسط الارض بلهو وشقاوة لذيذة 

ايه رايك ياايلى فى المزرعة؟

حلوة اوى ياسارة ماشاء الله جميلة بجد ريحة الخضراء والهواء حلو اوى 

ظلتا يتجولان داخل المزرعة وسارة تشرح لها كل جزء فيها حتى اقتربا من شجرة الليمون كما اوصتها زينب لتراها

هى دى ياستى شجرة الليمون 

ضحكت ايلين قائلة: دى تيتة زينب موصيانى اجى واشوفها

قاطعهم صوت رجل يجرى خلف مازن يستعطفه تاجيل ديونه حتى يتمكن من سدادها ولكن مازن مازال رافضا 

امسك الرجل بيده يستعطفه: بالله عليكى يامازن بيه استنى عليا كمان شهرين وهسدد الفلوس

التفت اليه مازن غاضبا: بقالك اد ايه بتقول هتسدد ومسددتش انا صبرت عليك كتير وكلها كام يوم وهحجز على ارضك انا عملت اللى عليا معاك لحد دلوقتى 

بكى الرجل بالم: طب ولادى يروحوا فين ابوس ايدك استنى عليا شوية

مازن: انا قلت خلاص واتفضل يلا مع السلامة من هنا

خرج الرجل وهو يتوعد مازن بالانتقام اذا لم يتراجع ولكنه لم يابه لصوته ودعاءه عليه التفت لسارة وايلين اللتان كانتا متابعين للحوار من البداية 

سارة: ليه كده يامازن 

مازن: سارة ملكيش دعوة ده شغل يخصك فى ايه

سارة: بس ده حرام استنى عليه شوية 

مازن: انا صبرت كتير كفاية لحد كده 

بس ده ظلم وافترى 

رفع راسه ليصطدم بوجه ايلين الغاضب وهى تحادثه اكملت بغضب: ايوه ظلم ولاده يروحوا فين

مازن: دى مش مشكلتى 

ايلين: عشان انت مش مجرب بتقول انها مش مشكلتك لكن لو مجرب هتعذر وتقدر 

حضر آدم وشادى وظلا متابعين لصوت ايلين الغاضب 

مازن: اظن انتى برضه مجربتيش عشان تعرفى 

ايلين: انت بتذله عارف يعنى ايه ذل يعنى بتكسره بتضيع كرامته انه يترجاك تصبر عليه يسد ديونه عشان ولاده ميتشردوش ولا انت عشان قاعد فى بيتك ولاقى اكلك وشربك مش حاسس باللى زيه 

مازن: اظن دى حاجة تخصنى متخصكيش يادكتورة ........سارة كفاية عليكوا كده خدى الدكتورة روحيها شكل اعصابها تعبانة

ايلين: غيرى هو اللى تعبان وهيتعب اكتر يلا ياسارة 

دخل البيت غاضبا ناظرا حوله يبحث عنها وجدها تخرج من غرفة جدته ماان راته حتى توجهت لغرفتها فاوقفها بصوت غاضب 

استنى عندك 

التفت اليه وهى تعلم جيدا سبب غضبه 

نعم فى ايه 

انتى فاكرة نفسك ايه تعلى صوتك عليا وتردى عليا كلمة بكلمة ليه فاكرة نفسك مين انا سكت بس عشان انتى ست عشان ضيفة عندى وزى ماالضيف له حقوق له برضه حدود يقف عندها 

نظرت اليه منتظرة كلمته المقبلة 

انتى حدودك الاوضتين دول واشار الى غرفتها وغرفة جدته 

ملكيش حاجة بره انتى مجرد ضيفة تلزمى حدودك اهلا وسهلا مش تلزمى يبقى مع السلامة


الفصل السابع


انتى حدودك الاوضتين دول واشار الى غرفتها وغرفة جدته 

ملكيش حاجة بره انتى مجرد ضيفة تلزمى حدودك اهلا وسهلا مش تلزمى يبقى مع السلامة

احمر وجهها غضبا وهى تراه ينهرها ويطردها من البيت 

وعلى ايه انا امشى احسن بدل مع اقعد فى بيت واحد مع واحد زيك

مازن: ايه زيك ده ماتتكلمى كويس الزمى حدودك واعرفى انك بتتكلمى مع صاحب البيت اللى انتى قاعدة فيه 

ايلين: صح كده وعشان انت صاحب البيت انا همشى واسيبهولك 

اتت هند وسمعت اصواتهم ومناقشتهم العالية : فى ايه ياولاد 

مازن: ابدا ياماما مفيش حاجة بس الدكتورة بتتدخل فى حاجات ملهاش فيها

ايلين: اه مليش فيها بس انا عند رايى ان اللى عملته مع الراجل الغلبان ده ظلم وافترى

التفت لهند مكملة: بعد اذن حضرتك انا همشى من هنا وياريت تكلمى دكتور مصطفى يشوف حد غيرى عن اذنكم 

دخلت غرفتها وهند تنظر لمازن باستفهام: فى ايه يامازن

مازن: فى انها بتتدخل فى شغلى وانا قلتلها تتفضل من هنا 

هند: ليه كده يامازن احنا ماصدقنا حد يجى يقعد مع جدتك عايزاها تمشى وجدتك تتعب ومتلحقش توديها المستشفى 

ناداتهم زينب التى استمعت لحديثهم من البداية ولم ينتبهوا انهم بجوار غرفتها دخل اليها مازن وهند : ايوه ياتيتة

زينب: ايوه ايه بتتطرد ضيفة عندك يامازن هى حصلت 

مازن:تيتة لو سمحتى دى واحدة بتتدخل فى شغلى مالها هى وماله 

زينب: كلمة واحدة مفيش غيرها ايلين مش هتمشى من هنا سمعتنى يامازن 

صمت وهو ينفث غصبه فى قبضة يده التى اعتصرها بقوة: خلاص ياتيتة اللى تشوفيها بس انا مش هعتذرلها

نظرت لهند قائلة: سيبينا لوحدنا 

خرجت هند وتركتهم وحدهم : ليه يامازن؟

التف اليها بتساؤل: ليه ايه ؟

زينب: ليه اتغيرت ليه بقيت كده عشان محنة مريت بيها تتغير كده مش حاسس بحد قلبك بقى قاسى يامازن الحوجة صعبة وانت ذليت الراجل بفلوسك وزعلان اوى عشان ايلين بترد عليك عشان بتواجهك بالحقيقة 

مازن: تيتة لو سمحتى انا ورايا شغل كتير 

اتجه للخروج من الغرفة منعه صوتها: ايلين مش نيرمين يامازن الدنيا فيها الكويس وفيها الوحش صوابعك مش زى بعضها

التف اليها بصرامة: لا كلهم واحد عن اذنك

.................................................. .....

فى مكان اخر بلد اخرى تبعد مئات الاميال داخل مشفى يرقد رجل على سريره الابيض موصلة بجسده اجهزة طبية دقيقة ترتفع اصواتها مع اصوات انفاسه المتعالية يفتح عينيه بصعوبة بالغة ينظر حوله يجد ابنه وزوجته متلهفان للاطمئنان عليه 

بابا حضرتك سامعنى طمئنى 

الحمدلله ياعبدالرحمن 

قالها بصوت متالم ضعيف وهو يفتح عينيه ثم يغلقها مرة اخرى من تاثير المخدر الذى مازال بجسده

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يشير اليه: كلمت اخواتك عايز اطمئن على ايلين 

نظر عبدالرحمن الى زوجة ابيه ثم عاد اليه يمسح على راسه بهدوء : متخافش يابابا باذن الله هعرف اوصلهم لولا اللى حصل وغلطتى انى سيبت الموبيلات كان زمانى وصلتلهم 

اشار لزوجته لتقترب منه: عايدة روحى البيت هاتى الاچندة الصغيرة اللى فى مكتبى فيها ارقام الولاد عايز اطمئن على ايلين ودنيا

عايدة: اهدى يايحيى باذن الله هتطمئن عليهم بس استريح انت بس 

صرخ بها وهو يتالم : روحى دلوقتى عايز اطمئن على بناتى حاسس ان جرالهم حاجة محمود خلاص وجوده زى عدمه روحى هاتى الاچندة دلوقتى

اتجه ببصره لعبدالرحمن : وانت تكلم اخواتك وتتطمن عليهم ولو فى حاجة انزل مصر وهاتهم لحد هنا قولهم على تعبى عشان يعذرونى فى تقصيرى معاهم ياعبدالرحمن ومحمود حسابى معاه بعدين 

عبدالرحمن: حاضر يابابا استريح انت وانا هعمل كل اللى انت عايزه

.................................................. .....

فى غرفة ايلين كانت تلملم اغراضها استعدادا للرحيل حتى اتاها صوت الباب فتحته لتجد هند امامها اشارت لها بالدخول :اتفضلى

دخلت هند ورات الحقيبة التى تعدها ايلين التفت اليها:ايه ده ياايلين انتى هتمشى 

-ايوه كفاية لحد كده 

هند:طيب وهتسيبى الحاجة زينب ياايلين وانتى عارفة هى محتاجلك ازاى 

بكت ايلين وهى تلقى بجسدها فوق الكرسى:ده طردنى عايزانى استنى اكتر من كده 

تنهدت بضيق وهى تعلم مدى القسوة التى اصبحت ملازمة له

معلش يابنتى اعذريه مازن عمره ماكان كده منها لله اللى كانت السبب

ايلين:انا عارفة انى غلطت لما اتدخلت بس غصب عنى شكل الراجل كان صعب وهو مش همه ولا همه عياله اللى ممكن يتشردوا 

هند:بيتهيالك يا ايلين مازن ممكن يكون قاسى بس ساعة الجد مش هيقدر ياذيه عشان خاطرى خليكى معانا عشان خاطر تيتة زينب على الاقل 

ابتسمت ابتسامة تعنى الموافقة فداعبتها فى وجنتيها:ايوه كده احبك وانتى بتسمعى كلام ماما

كلمة واحدة اعادتها للوراء ذكرى والدتها اندهشت هند من دموعها فاقتربت منها متساءلة:مالك ياحبيبتى فيكى ايه انا زعلتك فى حاجة 

مسحت دموعها وهى تحاول الابتسام :لا ابدا بس حضرتك فكرتينى بماما الله يرحمها 

اقتربت هند تنظر اليها بأسى :حبيبتى هى ماما متوفية 

اؤمات براسها:ايوه من سنتين 

هند:وطيب ووالدك واخواتك فين ؟

ايلين:بابا اتجوز وعايش بره مع مراته واخواتى كل واحد له حياته 

هند:اؤمال انتى كنتى عايشة فين ؟

ايلين:كنت عايشة مع أختى الكبيرة ........بس يعنى كل واحد بيته مليان هموم وانا مكنتش عايزة ابقئ عئب عليها

جذبتها هند الى صدرها تبثها حنانها :حبيبتى يابنتى اعتبرينى زى ماما وسارة وادم ومازن اخواتك ممكن 

مسحت دموعها المنسابة رغما عنها وهى تبتسم لها:ممكن ياماما

هند:طيب يلا بقى اخرجى لتيتة زينب عشان متزعلش 

قبل ان تكمل كلماتها اتاها اتصالا من رقم غريب ترددت فى الاجابة عنه ولكنها اجابت لتجده شقيقها عبد الرحمن 

ايلين حبيبتى ازيك 

بكت ايلين بفرحة وهى تستمع الى صوت شقيقها الذى لم تستطيع ان تصل اليه منذ فترة 

عبدالرحمن انت فين كده تسبنى انت وبابا 

حبيبتى غصب عنى والله لو تعرفى اللى حصل هتعذرينى الموبيل ضاع وتعبت والله عشان اوصل لرقمك طمنينى عليكى انتى عاملة ايه وازى دنيا اخبارها ايه 

انا كويسة ياحبيبى طمنى عليك وعلى بابا اللى نسينى 

اوعى تظلميه يا ايلين ..........بابا كان تعبان اوى وعمل عملية خطيرة فى القلب ومقدرتش اكلمك غير لما يبقى كويس 

شهقت بالم تبكى بمرارة على والدها :بابا ماله فى ايه فهمنى 

انتى عارفة ان قلبه كان تعبان تعبه زاد عليه واضطر يعمل العملية صدقينى الفترة اللى فاتت كانت صعبة علينا اوى بس الحمد لله دلوقتى احسن 

طب هو فين عايزة اكلمه 

انا بره مش معاه انا حاولت اكلمك كتير على رقمك لقيته مقفول قدرت اوصل للدكتور مصطفى وهو ادانى رقمك الجديد ايه اللى حصل غيرتى رقمك ليه وسيبتى بيت دنيا ليه ؟

ارتبكت وهى تحاول ايجاد رد مناسب لسؤاله:ابدا ياحبيبى جالى الشغل ده قلت اغير جو واجى هنا شوية 

ايلين انتى متاكدة يعنى مفيش حاجة تانية ؟

ضحكت بتوتر حاولت ان تخفيه:لاطبعا هيكون فى ايه؟

صلاح مثلا 

اندهاش قلق خوف من معرفته بماحدث حاولت ان تتسم بالهدوء:ليه يعنى وهو هيعملى ايه؟

انا اللى بسأل صلاح ساب البيت ودنيا طالبة الطلاق ولما سالتها ليه مرضتش تتكلم وكل اللى قالته عايزة ايلين يبقى فى ايه ردى عليا عشان خاطرى طمنينى 

بكت وصوت بكاءها يصل اليه ليشعر قلبه بمكروه اصابها :ايلين ردى عليا فى ايه ؟عملك ايه الكلب ده ردى عليا عشان خاطرى 

انا كويسة ياحبيبى ربنا قادر يحفظنى منه او من غيره متخفش عليا 

لالا الكلام مش داخل دماغى انا هظبط امورى وانزل مصر فى اقرب وقت ويا ويله لو كان اذاكى انتى او دنيا لاكون مخلص عليه ومريح الدنيا منه

..................................................

بين قطع خشبية رقيقة تصنعها ايديه ينسى همومه ويدخل لعالم اخر بعيد عن حياته يعشق اشغال الاركت ويتفنن فى صناعتها دائما ما يجلس فى غرفة صغيرة منعزلة قليلا عن البيت يظل يعمل بالساعات ينسى العالم حوله فى هوايته المفضلة 

دخل عليه آدم فاقترب منه ولاحظ ملامح وجهه الغاضبة الحانقة :اول مرة اشوفك بتشتغل وانت مكشر 

ظل يعمل ولم يرفع نظره اليه واستمر فى عمله قائلا:عايز ايه يا آدم؟

-انا عاوز اطمئن عليك بس من ساعة خناقتك مع ايلين وانت قاعد هنا 

وضع ما بين يديه على المنضدة الخشبية بعنف وهو يقطب مابين حاجبيه غاضبا:متجبليش اسم البت دى احسنلك ياآدم انا مش طايق اشوفها اودامى 

ضحك آدم فاستفزه اكثر واكثر:ايه بتضحك على ايه قلت انا حاجة تضحك 

-لاياسيدى مقولتش حاجة تضحك بس انت شديت معاها كده ليه الصراحة هى مغلطتش 

-آدم قفل السيرة دى يا تتطلع بره 

-خلاص خلاص بس قولى هتروح الحفلة معايا ولا لا 

-حفلة ايه؟

-حفلة الاستاذ سالم بتاعت عيد ميلاد مراته انت نسيت 

نظر اليه بخبث قائلا:الاستاذ سالم ولا بنت الاستاذ سالم 

انا ملاحظ النظرات والابتسامات من يوم ماقابلناه هو وبنته ومراته 

ارتبك آدم وهو يحاول الابتسام: ايه يامازن نظرات ايه بس 

مازن: نظراتك انت وبنته ولا فاكرنى عبيط مش فاهم حاجة 

اندفع آدم مدافعا: لا والله انا بصلتها بس هى مرفعتش وشهامن الارض 

ضحك مازن قائلا: ياسيدى عارف وبصراحة باين عليها انسانة محترمة بس برضه بلاش تآمن لاى حد مهما كان متديش ثقتك لحد ياآدم 

آدم: مازن مش كل الستات وحشة زى مافى ست خاينة فى راجل خاين يعنى احنا مش ملايكة ولا معصومين من الخطأ واذا كانت نرمين غلطت مش كل الستات تبقى كده 

اوقفه مازن بصرامة: آدم مش عايز اسمع اسمها ولا سيرتها

آدم: معقول تكون كرهتها بعد كل الحب ده مش قادر تسامحها

وقف مازن امامه غاضبايلوح بيده بعصبية : انت مجنون اسامحها اسامح مين بعد اللى عملته معايا بعد خيانتها وغدرها بيا حاولت اسامحها حاولت اغفر وانسى غلطتها بس لقيتها بتشيل السكينة اللى غرزتها فى ضهرى وبتطعنى نفس الطعنة تانى بعد ده عايزانى اسامحها ده المستحيل بعينه

ربت آدم فوق كتفيه مهدئا: خلاص يامازت معلش انسى بقى وعيش حياتك هتفضل كده لحد امتى لازم تتجوز وتخلف مش هتفضل عمرك كده عايش اعزب انت اى بنت تتمناك بس انت شاور 

التف يعود لمكتبه الصغير : انسانى ياآدم انا خلاص مبقتش افكر لافى جواز ولا غيره الدور عليك انت وشادى تتجوزوا وتخلفوا وتملو البيت عيال

آدم: كل شئ باوانه طب هتعمل ايه هتروح الحفلة ولا ايه

مازن: مليش مزاج روح انت 

آدم: ياعم اخرج من جو الكآبة دى تعالى نروح نغير جو نشوف ناس تانية تجديد يعنى

مازن: تجديد ولا عائشة

آدم: ياسيدى وده يمنع مش جايز تبارك لاخوك قريب 

مازن: يارب ياسيدى وهو انا ازعل 

آدم: خلاص نروح سوا عشان خاطرى 

مازن: ماشى ياآدم حاضر اما اشوف اخرتها مع روميو باشا

................................................

امتلئت الحديقة بالانوار الساطعة اصوات الموسيقى العالية تصدح فى المكان وقفت نسرين بجوار تبتسم بابتسامة رسمية بعض الشئ لضيوفها وتشكرهم على تلبية دعوتها همست لزوجها بحنق: الست هانم بنتك فين ينفع تسيبنى لوحدى كده

سالم: انتى عارفة عائشة ملهاش فى الجو ده ولا بتعرف تنسجم مع ضيوفك سيبها فى حالها 

كانت عائشة تمشى على غير هدى كل ماتريده هو الابتعاد عن الجو الصاخب الذى تمله سريعا دائما ماتفضل العزلة لم يكن يوما حالها ولكن منذ ان تزوج والدها من نسرين وانشغل بها كثيرا ولم يصبح قريبا منها كما كان

جلست على جذع شجرة ضخمة قديمة اسندت رأسها اليها تنظر الى الانوار امامها تشعر بالوحدة فى بيتها وزوجة ابيها اصبحت هى السيدة الاولى للمنزل الآمرة الناهية 

لم تنتبه الى صوت جاء من خلفها حتى وقف امامها متنحنحا : مساء الخير 

انتفضت من مكانها بهلع وكادت ان تسقط اسرع اليها يمسك بيدها : انا آسف والله مكنتش اقصد 

ابتعدت بجسدها عنه وهى تنظر اليه تذكرته على الفور اخفضت رأسها بخجل: لا ابدا محصلش حاجة

اقترب منها وعلى ثغره ابتسامة صغيرة هادئة : ازيك عاملة ايه ؟

انا آدم فاكرانى 

اخفضت رأسها بتوتر: اه فاكرة حضرتك

آدم: طيب ملهاش لازمة حضرتك انا مش راجل عجوز يعنى 

عائشة: لا ابدا مقصدش 

آدم: هو انتى واقفة لوحدك ليه

عائشة: لا ابدا بس مش بحب جو الدوشة ده

آدم: بصراحة ولا انا

التفت لتبتعد عنه : عن اذنك 

هم ان يقترب منها ولكنه تراجع : طيب استنى هو انتى خايفة منى 

التفت اليه بدهشة: وانا هخاف منك ليه كل الحكاية انه مينفعش نقف لوحدنا وانا محبش حد يتكلم عنى كلمة عن اذنك يااستاذ آدم 

كلماتها صارمة حازمة اوقفته ينظر اليها متاكدا انها هى من يسعى اليها منذ زمن هى من يريدها وعليه الاقتراب وعدم اضاعة فرصة اتت بقدميها اليه

................................................

وقف مازن مع سالم يتسامران ويتحدثان فى امور العمل نظراتهاتراقبه من بعيد تتفحصه تجد فيه شبابا لم تجده فى زوجها الذى اقترب من الخمسون تعلم انها تزوجته طمعا فيه وفى امواله ولكنها فى مازالت فى ريعان شبابها فلما تدفنه وتوارى عليه الثرى مع رجل اقترب فى عمره لوالدها اقتربت منهم تحمل له كوب من العصير تتمايل كحية رقطاء وقفت بجوار زوجها وهى تمد يدها اليه بالكوب: اتفضل ياباشمهندس 

نظر اليها ملاحظا لتعابير وجهها وابتسامتها الخبيثة على جانب شفتيها مد يده اليها ملتقطا الكوب وهو يشكرها بلطف عاد لزوجها مرة اخرى يتحدثون فى اعمالهم حتى اوقفتهم متذمرة : هو كل شوية شغل شغل النهاردة عيد ميلادى يعنى اجازة ممكن 

مازن: انا اسف يامدام بس الكلام اخدنا معلش 

اعتذر منه سالم لاستقبال ضيوفه وقفت امامه كأن زوجها اتاح لها الفرصة للقرب منه

وانت متجوز مش كده ياباشمهندس 

توقفت الكلمات فى حلقه وانزل كوب العصير من فوق شفتيه : اه تقدرى تقولى كده

يعنى ايه متجوز او مش متجوز 

ماانا قلتلك تقدرى تقولى متجوز 

ايه هى مزعلاك ولا ايه

ابتسم بسخرية متذكرا اياها متذكرا حبها الذى قتلته فى لحظة بغدرها

ابتسم لها بثقة وهو يقترب منها بخبث: انا محدش يقدر يزعلنى 

نظراته تعابير وجهه الجذابة جعلتها تسرح فى عيناه تراه شابا فى عزه يليق بشبابها 

ترقص معايا

اندهش من طلبها ولكنها من اعطت اليه الفرصة فلمالا 

تحت امرك اتفضلى 

جذبها اليه يحيطها بيده ذراعيها تعرف طريقها اليه تراقصت معه كانها منفصلة عن العالم ومافيه نظراتها الواضحة افشت ما يدور بخلدها وهو يعرفه جيدا يعلمه ويعلم ما تفكر به 

تعرف انا من ساعة ماشفتك وحسيت فيك حاجة غريبة ايه هى معرفش

عادى 

لا مش عادى انت مختلف عن اللى قابلتهم قبل كده شاب وشخصيتك واضح جدا انها قوية وكمان ........

سكتت وانتظر ردها فاكملت بصوت هادئ ناعم : ووسيم 

ضحك قائلا بثقة: دى حاجة انا عارفها 

رفعت حاجبيها بدهشة:ده انت واثق اوى 

اقترب منها اكثر حتى اصبح ملاصقا لها: زى ماانا واثق انك معجبة 

اخرستها جملته فتوقفت عن الرقص وهى تنظر اليه بدهشة : انت بتقول ايه

بقول اللى عايزة تقوليله ولا ايه رايك

راى انك جرئ اوى وقليل الادب 

ضحك مرة اخرى فاستفزها اكثر ابتعدت عنه بخطوة للوراء فجذبها اليه بقوة واقترب من اذنها هامسا: وانتى عجبانى اكتر 

افلتت منه وابتعدت تلاحقها نظراته وابتسامته الساخرة حاولت ان تتأقلم مع جو الحفلة والانخراط مع ضيوفها ولكن من لحظة لأخرى تبحث عنه فتجده مشغولا ثم يعود وينظر اليها ويبتسم لها فتبتعد عنه مرة اخرى بعيناهاانتهت الحفلة ورحل بصحبة آدم مودعا سالم كل منهم سارحا فى عالم آخر آدم انشغل عقله بعائشة وكيف انجذب اليها من مرتين فقط اهو مجرد اعجاب ام حب من اول نظرة

اخرجه مازن من شروده: ايه ياآدم روحت فين 

هاااا لا مفيش ماانا معاك اهوو

معايا فين ياعم ده انت شكلك وقعت ولا حد سما عليك 

مازن سيبك منى بس انت كنت فين شفتك بترقص مع مدام نسرين استغربت 

ليه؟

يعنى عشان جوزها على الاقل 

ضحك بسخرية وهو يتذكرها وكيف كانت سهلة المنال له ولكنها تحاول ان تبدو بمظهر مختلف التف لاخيه قائلا: دى هى اللى عرضت عليا انها ترقص معايا

اتسعت عينا آدم بدهشة: معقول لالا دى جريئة اوى 

مش قلتلك ياآدم متديش ثقتك لحد اهى واحدة متجوزة وبكلمة منى سهل اوى تخون جوزها 

لالا يامازن ابعد عنها احسن ملكش دعوة بيها الا كده ده حرام 

نظر لاخيه للحظة كانه ينبهه لشئ هو يعلمه جيدا يعلم انه مخطئ يعلم انه يرتكب جرم فى حق ربه وحق نفسه وكم من نفوس ضعيفة تهاوت فى بحر من الذنوب كلما ارادت الخروج والتوبة عادت اليه من جديد بذنب اكبر وافظع 

ايه يامازن سرحت فى ايه 

التف لاخيه وكانه انتبه لوجوده: مفيش ياآدم اطلع نام انت انا سهران شوية

طيب تصبح على خير


الفصل الثامن


ايام تمر عليه وهو مازال حائرا فى دنياه حرب شرسة تدور بين القلب الذى يرفض كل ما يفعله معلنا رفضه اما العاقل الذى انقسم الى فريقين جزء منه يحرضه على افعاله وجزء آخر يتحد مع قلبه فى انكار كل ما يفعله اتحاد غير متكافأ فمن سيسيطر ومن سيتحكم فيه

راها تمشى بهدوء تتحدث فى هاتفها رأى نظرة الحزن فى عيناها وقطرات دموع افلتت منها رغما عنها لا يعلم لما كل هذا ماشعر به هو قدامه التى اخذته اليها اتجه نحوها ولم تشعر به استمع الى اخر كلماتها وهى تتحدث الى شقيقها ولكنه اعتقد انه شخص لها علاقة به يمكن ان يكون حبيب غائب عنها تاركا ايها وحدها 

انا محتاجالك اوى والله وعايزك تنزل 

................

حاضر ياحبيبى بس عشان خاطرى حاول تاخد اجأزة بسرعة 

..............

خلاص هسيبك دلوقتى خد بالك من نفسك سلام 

التفت لتعود للبيت اصطدمت به شهقت بفزع اقترب منها اكثر بابتسامة خبيثة على ثغره: ايه بتكلمى حبيبك ولا البوى فريند بتاعك 

ابتعدت عنه وهى لا تفهم عما يتحدث: نعم يعنى ايه ؟

ابدا شايفك بتتكلمى مع الموبيل وعايشة حالة حب هيكون ايه 

ضمت حاجبيها بغضب وهى ترفع اصبعها فى وجهه بحذر: انت مالك ومالى ملكش دعوة بيا انا لا بتاعت بوى فريند ولا كلام فارغ من ده ثم انت اصلا تتدخل ليه 

اقترب منها مرة اخرى : يعنى عشان لو كنتى محتاجة راجل انا موجود 

ضاقت عيناها بعدم فهم : يعنى ايه 

مد يده يمسك بكفيها : يعنى ممكن اكون مكان حبيبك اللى غايب واوضتى فاضية مستنيكى فى اى وقت 

ماكان منها الا انها رفعت كفها لتصفعه بغضب؛ : انت حيوان ومتعرفش تتعامل غير مع الحيوانات انت فاكرنى ايه انا اشرف منك ومن اللى تعرفهم انا لو كنت اختك هتبقى فرحان لو واحد يقولها تعلاليلى اوضتى انت ايه يااخى شايف ايه فاكر ان الدنيا ماشية على مزاجك تغلط وتفترى على خلق الله وفاكر ان ربنا مش شايفك ولا عارف انت بتتعمل ايه هو بس ساكتلك عشان بيديك فرصة تتوب وترجع عن طريقك اللى انت ماشى فيه ومع ده كله انت بتتمادى بس يكون فى علمك ربنا مش هيسكت كتير

حاولت العودة الى البيت ولكنه امسك بيدها بقوة صارخا بها: انتى اتجننتى ازاى تكلمينى كده انتى فاكرة نفسك مين واحدة زيك جاية تعيش مع ناس متعرفهاش هتكون ايه ماكلكم كده بتظهروا بصورة الملاك الطيب وفى الآخر اتصطدم صدمة عمرى اوعى تكونى فاكرة ان الكلمتين دول هيدخلوا عليا انا حفظتهم كويس اوى 

اه بس لو سمعتهم من سارة لراجل تانى برضه هتقول عليها كده 

صرخ بها قائلا.: اختى انسانة محترمة ومتربية وانا عارف اخلاقها كويس ومسحمش لحد يقول عليها ربع كلمة 

وهى سارة لوحدها المتربية سارة لوحدها اخلاقها كويسة الدنيا مليانة ناس كويسة وناس مش كويسة انت بس اللى عيناك بتدور على اللى انت راسمه ومش بتدور على الحقيقة بنات كتير كل همها انها تعيش مستورة تفضل محافظة على نفسها لحد اخر يوم فى عمرها يمكن انت مصدفتش اللى زى دول بس صدقينى سارة فى منها كتير اوى انت لا تعرفنى ولا تعرف ايه اللى وصلنى لهنا اتقى الله وخليك فاكر انه موجود بس لسه بيديك فرصة تصلح فيها اخطاءك بس ياريت تفوق لنفسك بدرى قبل فوات الاوان

تركته صامتا شاردا فى حديثها لم يكن ما يفعله يوما غائبا عن عقله يعلمه جيدا يشعر بصدق حديثها يعلم ان الله يراه ويرى افعاله يعلم ان اخطاءه تعدت حدودها بالفعل جلس على الارض ثم استلقى بجسده ينظر الى السماء الزرقاء فرد ذراعيه بجانبه وعقله سابح فى تفكير ينهش عقله بلا رحمة ولا هوادة

تركته وغادرت ولكن للحظة التفت اليه رغما عنها راته نائما فوق الارض لا يتحرك سبقتها قدميه اليه حتى اقتربت منه بجزع

باشمهندس 

مازن

فتح عيناه بدهشة عندما استمع لصوتها يغزو اذنيه اعتدل فى جلسته : ايه اللى رجعك 

شفتك نايم قلت انك تعبت او حاجة بس واضح انك بخير عن اذنك 

غادرت تصحبها عيناه يفرك وجهه وراسه بقوة حتى اتاه اتصالا هاتفيا اجابه بتعب: ايوه مين 

ازيك يامازن

الحمدلله مين معايا؟

معقول تكون نسيت صوتى ؟

تذكرها على الفور فابتسم بسخرية قائلا: مقدرش طبعا انسى صوتك يانسرين 

ظلا يتحدثا سويا حتى اتتها الشجاعة 

مازن انا نازلة القاهرة بكره ايه رايك لو نتقابل هناك ونقعد مع بعض اكتر 

صمت قليلا شاردا يستمع الى طلبها وهو يعلم نواياها يعلم ان ماتفعله وحديثها معه ماهى الاخيانة لزوجها فكلما ابتعدت صورة الخيانة عن عيناه عادت وتجسدت امامه مرة اخرى وبقوة 

اعتقدت انه اغلق الهاتف تحدثت بصوت قلق: مازن انت معايا

ايوه معاكى هتسافرى امتى 

ابتسمت بسعادة من موافقته السريعة: بكره الصبح هنزل من هنا بس كل واحد فى عربيته مش عاوزة حد يشوفنى معاك عشان سالم 

ابتسم بسخرية : اه طبعا كله الاسالم هستناكى 

....................

دخلت سارة غرفة ايلين وجدتها تلملم ملابسها وتضعها فى حقيبة صغيرة استعداد للرحيل

ايلين انتى رايحة فين ؟

ابدا ياسوسو نازلة القاهرة 

انتفضت سارة بحزن: ليه ياايلين هتمشى وتسيبنى

اتجهت اليه ضاحكة: لا ياحبيبتى مش همشى ولا حاجة كل الحكاية ان دنيا اختى كلمتنى وعرفت ان جوزها ساب البيت خلاص يعنى مش هشوفه ياسارة هروح اطمن عليها وبالليل ان شاء الله هكون هنا

بجد يا ايلى يعنى هترجعى 

اه طبعا باذن الله هو انا اقدر استغنى عنك ياساسو ده انتى بقيتى صاحبتى الوحيدة وسرى معاكى ولا ايه 

اه طبعا بس متتاخريش

مينفعش اتاخر عشان تيتة خدى بالك منها واديها علاجها فى وقته وان شاء الله مش هتاخر 

حملت حقيبة صغيرة فوق كتفيها وخرجت مع سارة من غرفتها قابلتها نرمين فى خروجها

ايه ماشية خلاص مش هنشوفك تانى 

تقدمت سارة منها عاقدة ذراعيها امام صدرها: لا ياحبيبتى ايلين مسافرة القاهرة وراجعة تانى 

عقدت نرمين حاجبيها وهى تعرف ان مازن غادر منذ قليل للقاهرة متحججا بمقابلة اصدقاءه تاكدت انها ستقابله بعيدا عن البيت وماسفرها الا اتفاق بينهم حتى لا يشك احدا فى امرهم اخرجها صوت ايلين من افكارها وهى تودع سارة وهند عند باب البيت 

التفت ودخلت غرفة والدتها فتحت الباب بعنف انتفضت كريمة بفزع

فى ايهً

البت اللى اسمها ايلين مسافرة مصر

طب واحنا مالنا

جلست امامها بغضب: ومازن باشا هو كمان سافر على مصر ياماما افهميها انتى بقى 

وقفت كريمة تمشى فى الغرفة بتفكير : يعنى ايه فى بينهم حاجة ورايحين مصر الاتنين مع بعض 

وقفت نرمين امامها غاضبة: ايوه اكيد فى بينهم حاجة الاتنين يسافروا فى نفس الوقت مصر اكيد بينهم حاجة وانا مش هسكت 

هتعملى ايه يعنى كنتى عملتى من زمان وخليته يرجعلك بعد عملتك 

هتشوفى هفضحهم الاتنين واقول للبيت كله على اللى بينهم 

نهرتها كريمة بشدة: غبية طول عمرك 

ليه بقى؟

عشان مازن مش هيفرق معاه انك تقولى ان فى حاجة بينه وبين البت دى ومش هياثر فيه وممكن يمشيها فى اى وقت هتفرق معاه فى ايه

يعنى ايه افضل ساكتة كده على عامليه وانكاره ليا لا انا متجوزة ولا مطلقة

ابتسمت كريمة بخبث: هقولك تعملى ايه اول ما يرجع عشان تبقى مراته بجد 

.......................

يمشى فى طريقه يقوده جزء من عقله اليها وجزء آخر يطالبه بالرجوع والعدول عن دنبه الذاهب اليه ولكنه لم يجد امامه الا الوصول اليه اجرى اتصالا بها وتاكد من العنوان وقف امام البناية الشاهقة مترددا للصعود عاد وركب سيارته وظل راقدا بها يمنعه شئ من الصعود شئ يحثه على العودة كما كان 

.........،،،،

احتضنت دنيا ايلين بشوق وهى تبكى : كده ياايلين هنت عليكى تسيبنى كده 

خفت متصدقيش انى مظلومة وتصدقيه 

اجلستها بجوارها وهى تتمسك بها : اكذبك انتى ازاى وانا عارفة كل اللى كان بيعمله 

اتسعت عيناها بدهشة: عارفة....... وكنتى ساكتة يادنيا 

غصب عنى ديما كان بحس ان عطف عليا لما اتجوزته بعد ما كبرت فى السن واتاخرت فى الجواز كنت خايفة يطلقنى وبعد ماكنت عانس ابقى مطلقة بس لحد ما قذراته وصلت ليكى قلت خلاص حتى لو مطلقة وافضل لوحدى احسن مليون مرة من انى اعيش مع واحد زى ده 

ربتت ايلين على كتفيها وبكفيها تمسح دمعة هاربة من بين جفنيها: عشان خاطرى متعطيش مش بحب اشوفك تعيطى 

ضمتها دنيا اليها : عمرك حنينة عليا ياإيلى من وانتى صغيرة

يادنيا عمرك اختى الكبيرة وبعد ماما الله يرحمها بقيتى امى كمان 

اعتدلت فى جلستها مبتسمة سيبنى بقى اقعد معاكى شوية قبل ماارجع المنصورة

برضه هترجعى ياايلين ماتخليكى معايا وصلاح غار خلاص يبقى لازمته ايه السفر 

ابتسمت ايلين قائلة: سفر ايه بس دول كام ساعة وابقى هنا وبصراحة تيتة زينب محتاجانى جنبها 

اللى يريحك ياحبيبتى بس اقعدى بقى عشان عامللك اكلة انما ايه 

طب يلا بسرعة عشان هنزل بسرعة اروح لدكتور مصطفى عشان عاوزاه فى حاجة مهمة اوى 

...................

فتحت نسرين الباب لتجد مازن امامها ابتسمت له وهى تفسح له الطريق : اتفضل 

دخل ينظر حوله امسكت بيده معاتبة: كده اتاخرت عليا كتير اوى ولا لازم اطلبك عشان توافق تيجى 

وضع كفيه فى جيبه قائلا: انا اصلا مكنتش جاى كنت هرجع تانى

نظرت اليه باستفهام : ليه 

مش عارف كل اما اقرب الاقى نفسى برجع تانى 

اقتربت منه حتى التصقت به حتى مدت كفيها تتحسس وجهه : ليه يامازن متعرفش انا كان نفسى اقعد معاك لوحدنا ازاى عندى كلام كتير نفسى اقولهولك 

ابتعد عنها متوترا: كلام ايه ؟

اقتربت منه اكثر: وهو ينفع الكلام واحنا واقفين تعالى نقعد شوية 

.،،.....،، جلست ايلين امام مصطفى تحادثه فى حالة زينب الصحية وتتطمئنه على عائلته وتخلل الحديث مازن وتلميحاته اليها والشجار الذى دار بينهم فى المزرعة 

ايلين عايزك تعذرى مازن فى اى حاجة بيعملها مازن اتغدر بيه غدر صعب اوى ومن اقرب الناس غدر حوله انسان انانى وشرس كل ده ميدلوش العذر فى اللى بيعملوه بس ده عامل زى الطير المدبوح بيخبط فى اى حاجة ومش عارف هو بيعمل ايه انا مش طالب منك انك تعملى حاجة بس حاولى تتجنبيه وميحصلش بينكم مشكلة 

قاطعه اتصالا من على يطمن عليه ويساله عن مازن ولكنه اكد له انه لم يراه ولكنه سيتصل به ليلاقاه 

وقفت ايلين مستاذنة : طيب بعد اذن حضرتك انا لازم امشى دلوقتى 

استنى ياايلين مازن موجود فى القاهرة هخليه يوصلك مدام هو كمان راجع بدل ماتسافرى لوحدك

لا يادكتور مش عارزة امشى معاه انا همشى لوحدى 

يابنتى اعتبريها موصلات ماانتى كده كده هتركبى عربية اجرة اعتبريه كده

............،،،،

ظلا سويا يتحدث معها فى امور عادية حتى فاجاها بسؤال لم تتوقعه 

انتى بتخونى جوزك ليه 

انتفضت بدهشة من جرأة سواله وعجز لسانها عن الكلام ابتعدت عنه حائرة لم تجد ردا لسؤاله المفاجئ

انا مش بخونه

اومال وجودنا هنا معناه ايه غير كده 

التفت اليه ببطء : انا ........ انا معجبة بيك وكان نفسى نقعد ونتكلم مع بعض 

ابتسم بسخرية وهو يرفع قدما فوق الاخرى 

وهى ايه الخيانة غير كده 

تجاهلت حديثه واقتربت تجلس بجواره تماما حتى اصبحت قريبة منه يشعر بانفاسها تقترب منه للحظة شعر بضعفه امامه وكاد يسايرها الا ان صوت هاتفه كان مانعا له ابتعد عنها مجيبا ليجده مصطفى 

اهلا ياعمى ازيك 

الحمدلله يامازن اخبارك ايه بقى تبقى موجود فى القاهرة ومتجيش تسلم عليا

معلش ياعمى انا اسف والله اصلى فى مشوار كده 

طب خلصت ولا لسه 

نظر لنسرين للحظة ثم عاد وتحدث اليه : والله لسه ياعمى مش عارف 

طيب اصل ايلين هنا معايا وكانت مروحة قلت لو هتمشى دلوقتى توصلها وانت راجع المنصورة 

وكأنها فرصة جاءت اليه ليبتعد عنها فرصة اعطاها له ربه حتى لا يسبح فى بحر ذنوبه اكثر واكثر اجابه على الفور : لا انا ماشى كمان شوية هى معاك دلوقتى 

ايوه معاياهنا فى المستشفى 

تمام عشر دقايق واكون عند حضرتك 

اغلق الهاتف بارتياح وهو ينظر لنسرين التى ظلت تستمع اليه وعقدت حاجبيها بغيظ : انت ماشى 

ايوه 

ليه؟

عشان كده لازم امشى دلوقتى 

وقفت امامه بجسدها مانعة اياه من المرور : مش هتمشى غير لما نخلص كلامنا

عقد عاجبيه بغضب: ابعدى عن طريقى ورايا مشوار ولازم امشى 

طب هى مين اللى انت رايحلها ؟

انتى مالك انا الغلطان انى جيت لحد هنا اول وآخر مرة هنتقابل ولو حصل وكلمتينى هفضحك اودام جوزك ابعدى بقى

دفعها بيده بعيدا عن طريقه تركها تحمل له كل معانى السخط والغيظ 

........................

ركب سيارته متجها الى المشفى وصل اليها واتجه لغرفة مصطفى استئذنه بالدخول ليجد ايلين تجلس معه

السلام عليكم 

وعليكم السلام ورحمة الله

قام مصطفى من مجلسه مرحبا به فى حين تجاهلته ايلين وظلت جالسة فى كرسيها 

ازيك يامازن كده تيجى القاهرة ومتفتش عليا 

معلش يا عمى والله كان مشوار شغل والحمدلله خلصت منه

اتجه بنظره اليها متسائلا: مقولتيش ليه انك جاية القاهرة يادكتورة مش يمكن كنت اوصلك معايا

لا متشكرة ولولا دكتور مصطفى طلبك انا كنت همشى لوحدى 

جلس على الكرسى المقابل لها : ايه مش خايفة على نفسك تمشى لوحدك فى الوقت ده

نظرت له نظرة تحدى وثقة: والله ربنا قادر يحمينى من احد وفى اى وقت متخافش 

نقل مصطفى نظره بينهم مبتسما : ايه ياولاد مالكم عاملين زى القط والفأر كده 

يلا من غير مطرود اتفضلوا انتوا الاتنين مع السلامة 

غادرا الاثنان كل منهم بداخله مشاعر للاخر مختلفة هى رافضة لوجودها معه رافضة تصرفاته اما هو فالى الان لم يفهمها لم يفهم طبيعتها اهى مثل ماتبدو عليها ام انه قناع تخفى وراءه حقيقتها

ركبت معه السيارة فى الكرسى الخلفى التف اليها مستنكرا فعلتها: ايه ده انتى راكبة هنا ليه

مستريحة كده

وانا مش مستريح كده اتفضلى اودام انا مش السواق بتاعك 

خلاص انزل واركب اى عربية تانية

بلاش جنان عربية ايه اللى هتركبيها لوحدك دلوقتى اتفضلى اطلعى اودام واوعدك لا هكلمك ولا هيكون بينى وبينك كلام خلاص اتفضلى بقى 

نزلت من كرسيها على مضض وركبت بجواره دون ادنى كلمة ظل طوال صامتين لا يلتفت اليها ولم تنتظر منه كلمة دخل المنصورة واقترب من المزرعة انطلق صوت عالى كصوت القنبلة انتفضت من مكانها بخوف 

هو فى ايه 

مش عارف ممكن تكون العجلة خليكى هنا متخرجيش 

حاضر 

خرج من السيارة ليجد احدى عجلات السيارة تحتاج للتغيير اخرج العجلة البديلة وقام بتبديلهادفع راسه من شباك السيارة ممكن تجيبى المية عشان اغسل ايدى 

ماتمسكها انت 

ايدى مش نضيفة بعد اذنك يعنى لو هتعب حضرتك 

امسكت زجاجة المياه وخرجت من السيارة تساعده فى غسل يديه وهى تنظر حولها بخوف : المكان هنا ضلمة اوى ويخوف 

رفع راسه إليها مبتسما: ماهى المناطق الزراعية كده احنا مش فى القاهرة ولا فى المحافظة عشان تبقى الشوارع منورة 

وانت مش بتخاف 

ضحك قائلا: لا ياستى مش بخاف انا اتعودت على البلد هنا اتعودت على شوارعها وعلى اهلها واعرفهم كويس

اتتها الشجاعة لتسأله: ومدام عارف اهلها وعارف ظروفهم ليه مرحمتش الراجل الغلبان اللى جالك يترجاك تصبر عليه فى الفلوس 

نظر إليها متعمقا لعيناها اعتدل فى وقفته يسألها: وهو انتى تعرفى الفلوس اللى عليه كام عشان تتكلمى كده وتدافعى عنه 

رفعت حاجبيها باستنكار :هو لازم اكون اعرفه عشان ادافع عنه كفاية انك ذليته 

امسك بمنديل ورقى يجفف يده وهو ينظر إليها : هو انتى كنتى بتكلمى مين امبارح فى الموبيل؟

باغتها سؤاله تعجبت له وكيف بدل موقفه فى لحظة لمتساءل عن شئ آخر ارتفع صوتها مستنكرا: هو انت بتسالنى ليه اصلا دى حاجة تخصنى مش تخصك انت انا حرة

اقترب منها أكثر : ماانا عارف انك حرة بس يعنى مجرد سؤال

ابتعدت عنه قائلة: ومجرد إجابة دى حاجة تخصنى متخصش حد تانى

غاص فى اعماق عيناها محاولا العبور لعقلها وسردابه الذى تخفيه شعر بشئ يتحرك بين الاشجار فالتف محاولا النظر حوله ولكن ظلمة الليل أبت ان يرى أى شئ

احست بالخوف من قلقه وهو ينظر حوله : هو فى إيه

ظل يحاول النظر عله يجد احدا ولكنه لم يرى أى شئ : مش عارف حاسس بحركة غريبة

يمكن قطة او حاجة 

مد شفتيه بحيرة : مش عارف

طيب مش خلاص ركبت العجل ممكن نمشى بقى 

حاضر ياستى اتفضلى اركبى 

ماان فتح باب السيارة حتى صرخ بقوة وصوت رصاصة تخترق صدره تجحظ عيناه بقوة وآلم ليرتطم بالارض متألما 

صرخت إيلين وهى تراه يسقط ارضا وجسده الملطخ بالدماء ظلت تنظر إليه للحظات وكأنها مغيبة عن الواقع تراه امامها مصابا بطلق نارى افاقت من حالتها على صرخة ألمه اسرعت إليه تمسك به : مازن ....... مازن انت سامعنى 

فتح عيناه بصعوبة بالغة وهو يمسك بيدها مستنجدا : الحقينى 

........................

بكت ولم تدرى كيف تتصرف ظلام الليل ووجودهم وحدهم اخافها أكثر ربتت فوق يده وهى تبكى: متخافش متخافش 

اسرعت للسيارة تفتح حقيبتها الصغيرة اخرجت منها چاكت قصير من القطن أسرعت إليه رفعت رأسه إلى السيارة وهى تناديه ببكاء: مازن فوق فتح عينيك فوق يامازن 

فتح عيناه بصعوبة وصورتها أمامه مشوشة ولكنه لم ينطق اسرعت تلف الچاكت على صدره وتربطه بقوة ليصرخ متالما:معلش انا آسفة لازم اربطه كويس عشان متنزفش اكتر 

امسكت بيده تساعده على النهوض ولكنه لم يسطع وبعد عدة محاولات استطاعت مساعدته على ركوب السيارة لتتخذ هى مقعد السائق لتذهب به إلى المشفى 

مازن سمعنى 

فتح عيناه بصعوبة وهو يرفع يده: انا سامعك كويس لفى وارجعى المستشفى مش بعيدة عن هنا هوريكى الطريق هتعرفى تسوقى 

اؤمات برأسها تبكى: ايوه اعرف بس قولى امشى ازاى

استطاع بصعوبة وصف الطريق لها اسرعت فى طريقها بخوف تريد ان تصل الى المشفى فبل ان يصاب بمكروه ماان وصلت حتى فتحت باب السيارة وجرت داخل اروقة المشفى تنادى بصراخ : حد يلحقنى معايا واحد مضروب بالنار 

خرج معها الممرضين يمسكون بالترولى ليحملوا مازن الذى قد غاب عن الوعى ادخلوه بسرعة الطوارئ وبدات الاستعدادت لإجراء عملية سريعة 

جلست امام غرفة العمليات تبكى خائفة تتذكره امامها وصوت الطلق النارى ثم وقوعه مصابا ونزيفه وصرخة ألمه 

ظلت امام غرفة العمليات تقريبا ساعة حتى خرج الطبيب ينزع غطاء فمه قائلا: الحمدلله ربنا ستر انها كانت بعيدة عن القلب لكن برضه الاصابة مش سهلة

مسحت دموعها وهى تسأله: يعنى فى خطر عليه 

أسرع قائلا: لا ان شاء الله مفيش خطر ولا حاجة بس محتاج راحة الفترة الجاية هو انتى مراته 

صدمة الجمتها صمتت قاطعهم احدى الممرضات تتجه للطبيب تتحدث معه قليلا ليستاذن منها ويغادر 

...............

ظلت هند تبكى وهى تمشى فى البيت خائفة تشعر بقلبها ينقبض بخوف على مازن لم يكن تأخيره غير طبيعى ولكنها تشعر بالقلق ينهش عقلها وقلبها اقترب منها على مرتبا فوق كتفيها: فى ايه بس ياهند انتى قلقانة كده ليه ماهو ده طبعه

رفعت اصبعها نافية: لالا ياعلى قلبى بيقولى فى حاجة حصلت اناخايفة عليه اوى اطلبه ياعلى 

ماطلبته اودامك وموبيله مقفول 

استطردت قائلة: طب اطلب مصطفى مش كان رايحله 

امسك هاتفه مستسلما: حاضر ياستى هطلبه اهدى بقى 

اتت نرمين وكريمة ولاحظوا توتر هند وقلقها وعلى يتحدث فى هاتفه دخلت سارة واقتربت من والدتها بقلق: مالك ياماما

رفعت رأسها إليها: اخوكى ياسارة مازن اتاخر اوى وانا خايفة عليه

قبلتهافى جبينها : ياحبيبتى ماهى دى عادته

لالا قلبى مش مطمئن اكيد حاجة حصلت 

رفعت نرمين قدما فوق الاخرى قائلة: تلاقيه كان مع واحدة ولا حاجة ماهو ده بقى طبعه 

وقفت سارة امامها: اه طبعا عشان يهرب من وشك انتى مالك وماله 

احترمى نفسك ياسارة متنسيش انى مرات اخوكى وبنت عمك الكبيرة

للاسف مش ناسية بس يارب هو يخلص منك بقى 

كادت نرمين ان تكمل ولكن وجه على لم ينبئا بخير ابدا اسرعت إليه هند قائلة: خير ياعلى قالك ايه 

نظر إليها بقلق وقد تسلل الخوف إليه هو أيضا: مش عارف بيقول انه مشى من عنده هو وإيلين من حوالى خمس ساعات

اقتربت منه سارة بدهشة: إيلين مع مازن ليه ايه اللى حصل 

رفعت نرمين صوتها بغيظ : اه طبعا أكيد استغفلونا هما الاتنين وكانوا مسافرين مع بعض 

نظرت لهاكريمة شذراعلى تسرعها امسكت سارة هاتفها وظلت تحاول الاتصال بايلين ولكن هاتفها أيضا كان خارج نطاق الخدمة نظرت اليهم بقلق: هى كمان موبيلها مقفول 

تدخلت نرمين مرة اخرى : اه طبعا تلاقيهم مع بعض دلوقتى ومش عاوزين ازعاج 

صرخ بها على بغضب: ماتخرسى بقى اسكتى شوية نطمئن عليهم اول وبعدين نتكلم 

...،،،،،،

وقفت إيلين بارهاق امام غرفة العناية المركزة تنظر إليه عبر الزجاج للحظات قبل ان تجلس على الكرسى بانهاك قبل ان تشعر بشخص امامها رفعت رأسها إليه لتجده وليد خطيبها السابق الذى لم يصدق عيناه وهو يراها امامه: ايلين معقول 

نظرت إليه بصدمة: وليد 

معقول ....... انتى ايه اللى جابك هنا

بشتغل

بتشتغلى فين ؟ هنا فى المستشفى؟

لا مش هنا دى حكاية طويلة

انا مش مصدق انى شفتك تانى 

مسير الحى يتلاقى ياوليد وازى نهى 

اخفض رأسه بعيدا عن عيناها: كويسة 

بس انتى هنا ليه ؟

ابدا فى واحد مضروب بالنار هنا وانا كنت معاه موجود هنا فى العناية تقدر تتطمئنى عليه 

مين ده وتعرفيه منين؟

مش وقته اعرفه منين اسمه مازن وموجود هنا 

نظر إليها بدهشة: مازن .....مازن على 

ايوه تعرفه

انا جاى مخصوص عشان اطمئن عليه 

طب طمئنى ياوليد لو سمحت حالته إيه 

حاضر انا داخله وهخرج اطمئنك عليه 

ظلت تنظر إليه وهو يجرى الكشف عليه ينظر إليها بين الحين والأخر ثم يعاود الكشف عليه مرة اخرى

تذكرت هاتفها الذى تركته فى السيارة أسرعت لتحضره لتخبر سارة بماحدث حتى لاتكن وحدها امسكت بالهاتف لتجد مجموعة من الاتصالات والرسائل لا بأس بها ضغطت زر الاتصال بسارة بخوف وهى تحاول ان تبدو هادئة حتى لا تشعر سارة بالقلق 

وجدت سارة اسم إيلين يضئ امامها انتفضت تنظر للجميع : دى إيلين 

اسرعت إليها هند : ردى بسرعة 

ايوه ياإيلين انتى فين وفين مازن 

سارة لو سمحتى اهدى انا ومازن فى المستشفى دلوقتى حاولى تفهمى والدك ووالدتك بهدوء كده ان مازن اتصاب اصابة بسيطة واحنا فى المستشفى دلوقتى 

صرخت سارة تبكى : ايه حصله ايه 

كظمت إيلين غضبها : سارة بقولك اهدى عشان مامتك مازن كويس بخير دى حاجة بسيطة 

اسرع على يمسك بالهاتف 

إيلين انتوا فين ماله مازن 

ابتعلت ريقها بتوتر: متخافش يا عمو مازن بخير هو بس اتصاب اصابة بسيطة بس بخير والله

انتوا فين دلوقتى ؟

احنا فى مستشفى(.........) ياريت تيجى بسرعة 

طيب يابنتى انا جاى حالا

ماان اغلق هاتفه حتى صرخت هند: قلتلك ياعلى قلتلك ابنى جراله حاجة

مش وقته ياهند انا هاخد آدم وشادى واروح اطمئن عليه 

وقفت امامه باصرار: رجلى على رجلك مش هسيبك عايزة اشوف ابنى 

طيب ياهند البسى بسرعة 

..........

جلست إيلين امام الغرفة حتى خرج وليد فقامت إليه بسرعة: وليد طمئنى فى ايه مازن كويس

اه الحمدلله تمام دكتور أسامة دكتور الجراحة أكدلى ان اصابته مش خطيرة 

تنهدت بارتياح : الحمدلله 

بس انتى تعرفى مازن منين يا إيلين ؟

ابدا بشتغل هنا قاعدة مع جدته الحاجة زينب 

انتى ياإيلين معقول؟

ومالك مستغرب ليه 

عشان دى اخر حاجة اتوقعها انك تسيبى القاهرة وتيجى تعيشى هنا مش ده برضه كان سبب من أسباب انك تفسخى خطوبتنا

انا مش قاعدة هنا يا وليد هى فترة معينة وراجعة القاهرة تانى ثم انت عارف احنا سيبنا بعض ليه بلاش نتكلم فى اللى فات 

ماشى ياإيلين مش هنتكلم فى اللى فات بس خليكى فاكرة انك انتى اللى اخترتى الفراق 

............

احداث تمر صوت صراخ نرمين تقترب منه لتطعنه بخنجر ولكن يد اخرى تمنعها لم يرى صاحب اليد صورة مشوشة انوار تضئ وابواب تفتح صوت والدته يطمئنه تقترب منه نرمين مرة اخرى لتطعنه ولكن اليد التى منعتها مسبقا منعتها مرة اخرى ولكنه عرف الان من هى صاحبة اليد إيلين امسكت بيدها تمنعهاعن طعنه وتلقى بها بعيدا 

نظر إليها بسعادة: انقذتينى 

ابتسمت : مستنياك تنقذنى 

ارجعيلى

لما ترجعلى يامازن هرجعلك ........ ارجعلى يامازن

انتفض بقوة من سريره ينظر حوله ليجد نفسه فى غرفة طبية وجسده موصل باجهزة وخراطيم وماهى إلا لحظات ودخلت الممرضة لتتأكد من افاقته 

حمدلله على السلامة 

الله يسلمك 

كده تقلقنا عليك دى المدام بتاعك كانت خايفة عليك اوى فضلت واقفة على رجليها عشان تتطمن عليك 

نظر إليها بدهشة : مدام ........ مدام مين؟

المدام بتاعتك اللى كانت معاك فى العربية ربنا يخليهالك شكلها بتحبك اوى

كاد ان يتحدث ولكن ثرثارتها منعته فظل يستمع إليها مبتسما وهى تشرح له خوف إيلين وقلقها الزائد عليه 

خرجت الممرضة من غرفته متوجهة الى ايلين التى وقفت بسرعة لتتطمئن عليه

خير طمنينى

متخافيش ياحبيبتى هو بخير وطالب يشوفك ربنا يهنيكم 

نظرت اليها بعدم فهم : نعم بتقولى ايه

بقول ربنا يهنيكم ياحبيبتى انتى وجوزك هو انا قلت حاجة غلط ادخليله عايز يشوفك

تركتها وغادرت لاتفهم شئ من حديثها اتجهت لغرفته استئاذنت ودلفت للغرفة بتوتر ترى جسده ملفوف بشاش ووجهه شاحب والاجهزة الموصولة بجسده حاولت ان ترفع صوتها عله يعلم بوجودها

حمدلله على السلامة 

التف اليها مبتسما: الله يسلمك انتى كويسة 

الحمدلله عامل ايه دلوقتى 

انا بخير الحمدلله الممرضة قالتى على كل اللى عملتيه معايا من ساعة ما اتعورت لحد دلوقتى 

ده واجب المهم دلوقتى انك بخير 

الحمدلله ....... تخيلى الممرضة افتكرتك مراتى بتقول انك كنتى قلقانة اوى عليا صحيح 

ارتبكت وتوترت : دى شكل دماغها مش مظبوطة 

ليه بس؟

نظرت اليه بدهشة: ليه إيه؟

يعنى مش يمكن شافت حاجة محدش شافها 

ارادت ان تنهى الحديث فاتجهت للخروج عن اذنك انت بقيت كويس دلوقتى والجماعة فى البيت على وصول 

نادها بسرعة: ايلين 

التفت اليه ببطء: شكرا لانك انقذتينى مرتين 

مرتين ...... انا معملتش حاجة غير انى ربطت الجرح قبل مانيجى هنا يعنى مرة واحدة

تنهد بعمق : لا مرتين ....... مرة من الموت ومرة من ذنب كبير اوى كان ممكن ارتكبه

نظرت اليه بعدم فهم 

انا مش فاهمة حاجة

مش لازم تفهمى بس انا فاهم وعارف انك انقذتينى ومن غير ماتقصدى


الفصل التاسع


من المحتمل ان يكون نصيبك قريب منك تراه عيناك وتعجز ان تراه يكون بجوارك ولا تشعر به صدفة تجمعك به تكن هى بداية لحياة جديدة تحياها حياة تنسيك آلمك وذكرى ماضى مضى وابتعد بكل مايحمل من ألم وعذاب 

اقترابه من الموت المحقق جعله يراجع كل مامر به منذ فترة غدر لحق به دمر قلبه كان يعتقد انه ينتقم منها بعلاقاته الكثيرة المتعددة ولكنه لم ينتقم الا من نفسه لم يصيب احدا غيرها اودى بها فى وداى ذنوب عظيمة تجاهل صوت بداخله يطالبه بالرجوع صوت كلما ارتفع كلما اخفضه 

اخطاءه كانت كالجبل فوق ظهره مرت من امامه كشريط متسلسل يعلم علم اليقين ان من اراد قتله هو من اذله بماله هو من اراد ان يشرد ابناءه ان يحرمهم نعمة العيش بكرامة فعلى من يرمى الجزاء عليه اما على نفسه 

كان موعده مع وكيل النائب العام الذى ظل معه محاولا الوصول للقاتل ولكنه أكد بانه ليس لديه اعداء يمكن ان يصلوا لمحاولة قتله ولكن يبدو ان خبر المشاجرة بين مازن واحد الفلاحين قد وصلت لمسامع النيابة ولكنه اكد انها خلافات عادية لا تصل لحد القتل وبهذا قيدت القضية ضد مجهول 

ظل بالمشفى حتى يسترد عافيته وظلت هند بجواره حزينة لاتتركه ابدا زيارت والده واخواته لم تنتقطع نرمين دوامت على زيارته ولكنه دائما ماكان رافضا لها حاولت بشتى الطرق ان تتقرب منه فى فترة مرضه ولكنه كان مصرا على بعده عنها لم ينسى يوما فعلتها ولم يستطع التعايش معها

ايلين كانت تتطمئن عليه من سارة ولم تذهب لزيارته من بعد الحادثة ولكن زينب طلبت منها ان تذهب إليه لتتطمئن عليه وتتطمئنها ترددت كثيرا ولكن بعد الحاح زينب وافقت واتفقت مع سارة على زيارته 

§§§§§§§§§§§§§

وصلت ايلين وسارة للمشفى لزيارة مازن بداخلها شعور غريب لاتعرفه بداخلها سعادة كلما اقتربت ولكنها سعادة مصحوبة بالخوف من القادم وصلت لغرفته ووقفت امامها مترددة وقفت سارة بجوارها تحثها على الدخول: مالك يا ايلين فى ايه 

نظرت اليها بتردد: هو انا لازم ادخل 

ضحكت سارة قائلة: بعد المشوار ده ومش عاوزة تدخلى يلا بقى مش تيتة قالتك زوريه واطمنى وطمنيها ماهى مش مصدقة حد فينا غير حضرتك يلا بقى اتاخرنا 

استئذنت سارة بالدخول بصحبتها اعتدل فى مكانه بسرعة مندهشا من زيارتها وقفت هندترحب بايلين : حبيبتى يا لولو ازيك

الحمدلله ياماما بخير 

نظرت اليه للحظة ثم اخفضت راسها عنه خوفا ان تفضحها عيناها: ازيك دلوقتى ياباشمهندس 

ابتسم لها قائلا: الحمدلله بخير الفضل ليكى 

متقولش كده ربنا وحده قادر ينجيك 

ظلوا سويا يتحدثون فى امور عادية ولكنه كان يرسل اليها نظراته بين الحين والآخر تلاحظه فتبتعد بعيناهاعنه كانه اليوم يراها مختلفة عما رأها قبل ذلك يرى بها شيئا غريبا يجذبه اليها ولكنه يخشى ان يندفع فى مشاعره فيصاب بالم آخر لن يقدر وقتها على التحمل 

أى أم تشعر بولدها تعرف متى يكون حزينا متى يكون سعيدا لمعة عيناه لمحتها هند لمعة لم تراها منذ زمن نظرت لسارة قائلة: سارة تعالى معايا عايزة اشرب شاى اجبولك يا ولاد 

ابتسم مازن لوالدته : اه ياماما ياريت

من عنيا ياحبيبى ايلين شاى ولا عصير 

وقفت ايلين تحمل حقيبتها: لا انا همشى عشان متاخرش 

تمشى فين انا هجيب شاى واجى على طول اقعدى مع مازن سليه لحد ماارجع 

نظرت اليه قائلة: ماهى سارة موجودة اهى 

لا سارة هتيجى معايا عشان تشيل الصينية 

تذمرت سارة وارتسم العبوث على وجهها: يعنى مامفيش غيرى يشيل الصينية 

امسكت هند بيدها : اه مفيش غيرك تعالى معايا بقى 

خرجا سويا وتركوهم وحدهما ساد الصمت لحظات بينهم قبل ان يقطعها مازن : ايلين ممكن تساعدينى اقوم 

اتجهت اليه قائلة : طيب اساعدك ازاى 

اشار الى عصا خشبية جانب سريره: ممكن تجيبى العصاية دى وانا هسند عليها

احضرتها اليه واستند عليها حتى اعتدل فى جلسته : متشكر اوى ياايلين 

على ايه عشان العصاية يعنى ارجعها عادى 

ضحك قائلا: لا مش عشان العصاية عشان انقذتى حياتى لولاكى الله اعلم هكون فين دلوقتى 

ده ربنا يامازن اللى لسه بيديكى فرصة تراجع حساباتك يمكن تقدر تنقذ مايمكن انقاذه 

ومين قالك ان عندى حسابات عايز اراجعها

ابتسمت قائلة: اعتقد الفترة اللى قضتها معاكم وضحتلى اللى بقولك عليه 

قصدك يعنى على اللى عملته مع الراجل صاحب الشيكات 

ايوه انت اه ممكن تكون صاحب حق ودى فلوسك محدش قال حاجة بس كان يجرى ايه لى تديله فرصة تانية تصبر عليه لكن انت بهدلته تفتكر لو كان عياله شافوك ساعتها وانت بتعمل كده فى ابوهم متخيل كسرة النفس متخيل ابوهم منظره ايه فى عين ولاده اكيد احساس صعب اوى يامازن 

استند على عصاه ليقف امام النافذة المطلة على النيل: عندك حق انا فعلا زودتها بس ان شاء الله هصلح الموقف ده فى اقرب وقت مع انى عارف ومتاكد انه حاول يقتلنى ودى لوحدها جريمة تانية

تعرف ده اسمه ايه يامازن 

نظر اليها بدهشة: ده اللى هو ايه ؟

اللى وصل الراجل ده انه ممكن يرتكب جريمة ويقتل تعرف اسمه ايه ؟اسمه اليأس .........اليأس اللى يخلى راجل زى ده يحاول يقتلك عشان ميتبهدلش هو وعياله بسببك اليأس اللى خلاه مش بيفكر فى عواقب اللى بيعمله وانت اللى وصلته لكده

نظر إليها بغضب يصحبه دهشة : يعنى دلوقتى انا اللى غلطان بعد مايحاول يقتلنى ومردتش ابلغ عنه عشان ولاده وقلت الحمدلله جت سليمة يبقى انا الغلطان

ايوه غلطان اللى حصل منك قبل كده هو اللى وصله لكده 

ابتعد عنها يجلس على سريره: انتى بس اللى شكلك عايشة فى افلام الابيض والاسود مش شايفة الدنيا ماشية ازاى الدنيا كلها مصالح وانا لو معملتش كده كل من هب ودب يفتكر انى عشان صبرت شوية ابقى راجل مسالم وطيب ويضحك عليا بكلمتين بس انا مش كده ومش هسمح اكون كده 

على فكرة مش معنى انك مريت بمحنة او حد عمل معاك حاجة او غدر بيك تبقى الناس كلها كده 

كانه نمر ينقض على فريسته عينان تشعان بنيران حارقة ارتعش جسدها وهى تراه يقترب منه وهو يجذب ذراعها بقوة يجز على اسنانه بغيظ وغضب: انتى مين قالك تقصدى ايه ؟

نظرت اليه بخوف لاتعرف ماذا اغضبه لماذا تحول فى لحظة لشخص آخر غاضب عنيف عَجز لسانها عن الحديث وهى تنظر إليه خائفة كان جسدها توقف عن رد فعله لاى هجوم عليه صدمتها اوقفت حركة جسدها فى الدفاع ولكن صرخته التالية ايقظتها من صمتها: ردى عليا مين اللى قالك سارة اكيد صح 

صوتها ضعيف يكاد يخرج من بين شفتيها يشبه الهمس الخائف: قالتى ايه انا مش فاهمة حاجة 

لا انتى فاهمة سارة قالتلك ايه 

والله ماقالتى حاجة انت تقصد ايه انا مش عارفة انت بتتكلم عن ايه

انتى قلتى انى مريت بمحنة واتغدر بيا يبقى ايه يبقى مين قالك غيرها انطقى قالتلك ايه

ادمعت عيناها رغما : والله ماقالتى حاجة انت اللى قولتلى 

تركها ذراعها بدهشة : انا قلتلك ايه وإمتى ؟ردى عليا إمتى؟

ابتعلت ريقها تهدى من روعها امامه: يوم ماكنت فى الجنينة فاكر قولتلى ايه قولتلى كلكم تظهروا بصورة الملاك الطيب وبعدين تتصدم صدمة عمرك يبقى اكيد مريت بحاجة اثرت عليك 

تركها ذراعها حزينا شاردا فالتف إليها مرة اخرى معتذرا: انا اسف لو سمحتى متزعليش منى 

اعتقدت انها سمعت بالخطأ اعتذرا صادرا منه شخصية تبدلت من عنيف قاسى إلى هادئ رزين

امسكت حقيبتها مغادرة : عن إذنك لازم امشى 

وقف بسرعة واتجه إليها: استنى ياإيلين ....... لو سمحتى متمشيش دلوقتى استنى سارة 

لا معلش أنا همشى دلوقتى وسارة تيجى براحتها عن إذنك 

اتجهت للباب فامسك بمقبضه يمنعها: على فكرة أنا مش بعتذر لحد كتير فياريت متخلنيش اعتذر أكتر من كده 

دهشة بغيظ ارتسم على ملامحها الجميلة قائلة؛ ده أنت غريب يعنى تغلط فيا وتعتذر وعايزانى اقبل اعتذارك غصب عنى وبشروطك أنت غريب

ضحك قائلا: لا انا مش غريب أنا مازن

طيب يااستاذ مازن ممكن أمشى 

لما تقبلى اعتذراى

ابتسمت قائلة: خلاص ياسيدى قبلت اعتذارك ممكن امشى بقى 

اصبرى شوية انتى غريبة ومتعرفيش حد هنا استنى هكلم آدم يجى يوصلك انتى وسارة

ملوش لزوم صدقنى 

مش هينفع انتوا بنات لوحدكم مش هينفع تروحوا لوحدكم 

ياسيدى متخافش احنا لسه بالنهار ولو تيتة طلبت منى انى اجى اطمئن عليك مكنتش جيت 

ليه كده بس انا عملت فيكى حاجة

ابدا حضرتك ملاك ماشى على الارض 

ارتفع صوت ضحكته عاليا حتى ظهرت نواجزه واضحة : ده انتى واضحة جدا طب اكذبى عليا حتى 

ابتسمت برقة فاقترب منها بهدوء: تعرفى ابتسامتك حلوة اوى 

لحظات تجمع العيون تزداد فيها ضربات القلب تتسارع بقوة كأنها تلهث تراه شخصا مختلفا لاتعرف لما ولماذا ولكنه مختلف عن كل من عرفتهم ولكن لا يجوز لها حتى مجرد التفكير فيه فهو متزوج من أخرى 

اعتدلت وتحركت اتجاه باب الغرفة : عن إذنك

فٌتح باب الغرفة فجأة لتظهر منه نيرمين على عتبته نظرة غاضبة تنقلها بينهم تجدهم وحدهم يتولد لديها شعورا بالغيظ : الله الله وكمان لوحدكم

وقف مازن غاضبا : انتى ايه اللى جابك 

نعم إيه اللى جبنى طبعا قطعت عليكم لحظة الرومانسية اللى واضحة أوى دى 

نظرت لها إيلين بغضب قائلة: رومانسية إيه لو سمحتى اتكلمى كويس

لا ياحبيبتى انا بتكلم كويس ماهو اللى زيك مينفعش معاها غير كده واحدة قاعدة مع واحد فى أوضته لوحدهم هيكون إيه

اتجه إليها بغضب قائلا: ماهو اللى زيك لازم يشوف الناس بعينه هو يشوفهم بقلبه الاسود الخاين يشوف الناس كلها خاينة زيه امشى اطلعى بره

افلتت من قضبته بغضب وهى تصرخ: امشى فين قبل ماافضحكم اودام الناس كلها

صفعها بقوة اوقعتها ارضا فانحنى يجذبها مرة اخرى وهو يرفع يده ليضربها وقفت إيلين حائلا بينهم لتوقفه: كفاية كده بالله عليك هى فاهمة غلط 

اغتاظت نيرمين اكثر واكثر من ضربه لها أمام إيلين فدفعتها بقوة وغيظ: ابعدى بقى يا خطافة الرجالة

اوقعتها ارضا فانحنى مازن يساعدها على النهوض امسكت بحقيبتها ورحلت دون كلمة واحدة نداها مازن ولكنها لم تستمع إليه وغادرت باكية حزينة التف إلى نيرمين بغضب: انتى إيه فاكرة انك مهما تعملى هرجعلك هبص فى وشك تانى ده انا أفضل انى اعيش أعمى ولا أنى اشوفك كل يوم أودامى وافتكر غدرك وخيانتك ليا

صرخت فى وجهه قائلة: اه طبعا وانت هتبصلى ليه ماكفاية عليك ست الحسن والجمال إلا قولى صحيح هو انتوا كنتوا فى مصر لوحدكم ليه اتجوزتها عرفى ولا متجوزتهاش خالص 

ابتسم بسخرية : ماهو اللى زيك مجرب العرفى واللى من غير جواز خالص ولا إيه 

كادت ان تتحدث منعها دخول هند وسارة : إيه يامازن ايه اللى جابها دى وفين إيلين

صرخت نيرمين: راحت فى ستين داهية

ابتعد عنهم ينظر للنافذة عله يراها ترحل رأها بالفعل ولكن ليست بمفردها وجدها تتحدث مع وليد باكية وهو يتحدث معاها بطيبة ويشير لسيارته ويبدو انها حاولت الرفض ولكنه كان مصرا ويبدو أنها وافقت فتح لها باب السيارة وركب هو أيضا وانطلقا سويا تدور فى عقله صور مختلفة لما بينهم فكيف لها ان تخرج مع شخص لاتعرفه اما انها تعرفه مسبقا 

&&&&&&&&&&&&&

ظلت طول تبكى وهى تمسح دموعها كى لا يلاحظها وليد ولكنه كان مراقبا لها : ايلين مالك فى حاجة مزعلاكى 

لا ابدا انا كويسة 

هتكدبى عليا انا عارفك كويس 

التفت اليه غاضبة: وليد ممكن تسبنى شوية يااما هنزل من العربية واشوف اى عربية تانية 

طب خلاص خلاص ايه بس اللى حصل الحكاية شكلها كبير 

نظرت امامها بعبوس: لا كبيرة ولا حاجة ..........حاجة متستهلش اصلا 

يداعب ذقنه بيده بتوتر ينظر اليها بين الحين والآخر مترددا اتته الشجاعة فالتف ينظر إليها وهو يراقب الطريق

لسه متجوزتيش ليه ياايلين ؟

التفت اليه مندهشة غاضبة من تدخله فى حياتها الخاصة لم يعد له صلة بها فلما التدخل: نصيب ياوليد 

يعنى إيه مفيش حد دخل حياتك الفترة دى 

لا مفيش بتسال ليه 

بحركة سريعة خاطفة اوقف السيارة على جانب الطريق تسلل الخوف لجسدها وقلبها: ايه انت وقفت العربية ليه 

نظر إليها هائما: مش قادر ياايلين من ساعة ماشفتك تانى وانا مش قادر افضل ساكت 

ابتعدت عنه فالتصقت بباب السيارة خائفة: انت عايز إيه

انا مش عاوز حاجة انا عايز الحلال 

ضاقت عيناها باستغراب: يعنى ايه ؟

ملهاش غير معنى واحد تتجوزينى ياايلين

انت مجنون

ليه مجنون عشان لسه بحبك لسه شاريكى 

لا عشان انت لو آخر راجل فى الدنيا مستحيل ارجعلك نسيت كل اللى كنت بتعمله فيا نسيت السجن اللى كنت عايزانى اعيش فيه نسيت تحكماتك واوامرك واسلوبك اللى محدش يستحمله وفى الاخر كنت بتقابل صحبتى من ورايا ولولا انى شفتكم مع بعض بعينى كنت هفضل مخدوعة فيك كتير ياوليد احنا مش لبعض ولا هنكون لبعض 

عارف انى غلطت عارف ان غلطتى كانت سبب لبعدى عنك كانت سبب عذابى من بعدك بس ندمان ومستعد اعمل اى حاجة عشان تسامحينى وترجعيلى انا هطلق نهى ونتجوز

امسكت بمقبض الباب بسرعة وفتحته : وانا عمرى ماهوافق عليك وعمرى ماهكًون ليك سلام يادكتور

&&&&&&&&&&&&&

جلسوا صامتين ينظرون لبعضهم البعض مراقبين لوجه مازن الغاضب بعد موقف نيرمين وطرده لها دخل آدم إليهم ألقى عليهم السلام جال بنظره بينهم مستغربا لحالهم: ايه مالكم ياجماعة فى ايه 

هند : مفيش ياحبيبى بخير الحمدلله ازى جدتك عاملة ايه

بخير الحمدلله قالتى انها بعتت إيلين عشان تتطمن على مازن اؤمال مشيت بدرى ليه ؟

سارة: الست نيرمين طردتها وعملت مشكلة كبيرة ومازن ضربها وطردها من هنا

نظرت لها هند باستنكار : انتى ايه لازم تقولى التقرير

ايه ياماما مش سألنى ثم ده آدم أخويا حبيبى 

ضحك آدم وهو ينظر لمازن : إيه ياميزو مالك فى إيه بس نيرمين عملت فيك إيه مزعلك اوى كده

نظر إليه قائلا: لا هى ولا عشرة زيها يهزوا فيا شعرة

جلست سارة بجواره مشاغبة : يعجبنى فيك يامازن يااخويا شخصيتك الجوية

ابتسم لها قائلا:الجوية ودى جبتيها منين يابت انتى 

من التلفزيون يااخويا يعنى هجبها منين بس قولى إيه اللى خلى نيرمين تعمل كده مع إيلين ماهو اكيد مش نفسها يعنى

ولا حاجة كل اللى بتعمله ده مجرد لفت نظر عايزة بأى طريقة نرجع لبعض بس ده بعدها 

جلس آدم بجواره: بس ايلين تعرف دكتور وليد منين

سارة: اشمعنى 

ابدا شفتها راكبة معاه العربية وزى ما يكون ضايقها خرجت من العربية وركبت عربية تانية 

اعتدل له مازن متسائلا:ليه ايه اللى حصل 

مد آدم شفتيها بحيرة: معرفش انا جاى على هنا شفتها على بال ما لفيت وحاولت ارجعلها كانت ركبت عربية تانية

ابتسم مازن بسخرية: واماحضرتها متعرفوش بتركب معاه ليه ولا بلاش اتكلم ماهى اللى تيجى تعيش مع ناس متعرفهاش تعمل اى حاجة

وقفت سارة بعيدة عنه غاضبة: مازن لو سمحت انت متعرفش حاجة هنا عشان تقول عليها كده إيلين من احسن واشرف البنات اللى عرفتهم بلاش تظلمها مش كل الناس نيرمين 

زفر غاضبا: يادى زفتة مش عايز اسمع اسمها ........ بس انتى تعرفى ايه عن إيلين عشان تتدافعى عنها كده 

اعرف كتير يامازن وعشان كده بقولك متظلمهاش 

تشغل تفكيره يخشى على قلبه الاقتراب يخاف ان يصاب بصدمة أخرى يخشى ان يستسلم للحب من جديد من احبها واخلص لها خانته من كانت طفلته عشقة منذ الصغر خدعته فما بال من لايعرفها من لايعرف من هى ومن أين اتت وما سرها الذى تخفيه وتعرفه سارة 

&&&&&&&&&&&&

احتضنتها زينب بحب وهى تبكى فى صدرها : ياحبيبتى خلاص اهدى بقى 

رفعت رأسها إليها: والله ياتيتة انا معملتش حاجة انا مش فاهمة هى بتكرهنى ليه وازاى تتهمنى ان بينى وبينه حاجة 

معلش ياحبيبتى ولا يهمك لما تيجى انا هبهدلها

هزت راسها رافضة: لا ياتيتة انا مش ناقصة كلام وحرق دم والله لولاكى انتى كنت مشيت من زمان ثم انا مش فاهمة طريقة مازن معاها ده بيعاملها وحش أوى 

ابتعدت زينب بعيناها عنها: ولا حاجة ياحبيبتى هما بس مش مستريحين مع بعض من يوم مااتجوزوا 

ربنا يهنيهم بس انا برضه مش هسكتلها بعد كده 

حقك ياحبيبتى طبعا وانا بنفسى هبهدلها البت دى 

..........،

تبهدلى مين ان شاء الله 

نظروا باتجاه الباب كانت نيرمين تقف امامهم غاضبة نظروا لبعضهم البعض فاكملت زينب: هبهدلك انتى يا نيرمين على قلة ادبك

لاعلى فكرة انا محترمة اوى الدور والباقى اللى جاية من الشارع ودايرة على حل شعرهاً

اتجهت إليها إيلين بصمت وما هى الا لحظة لتصفعها فيتطاير الغضب من وجه نيرمين وهى تنظر إليها بصدمة:انتى ازاى تمدى ايدك عليا انتى اتجننتى ده انا هقتلك 

رفعت يدها لتصفعها ولكن يد إيلين كانت مانعة لها: ده انا اقطع ايدك لو تمديها عليا وعايزة اقولك انى مفيش واحدة زيك تتكلم عنى كلمة واحدة زى دى واسكتلها دفعتها نيرمين بعيدا: عايزة تخطفى جوزى واسكتلك 

جوزك انا مفيش بينى وبينه حاجة كل دى اوهام فى دماغك انتى عشان المشاكل اللى بينكم عشان هو اصلا لو بيحبك ولا يحترمك مكنش بهدلك اودامى كده بس عشان انتى مش فارقة معاه بهدلك اودامى 

صرخت نيرمين بغضب: اخرسى ده انا احسن منك لو كنتى فاكرة انه ممكن يتجوزك تبقى غلطانة زيك زى كل اللى بيمشى معاهم شوية وبعد كده يرميهم 

ابتسمت ايلين بسخرية: واضح انك مش مالية عينه عشان كده بيعرف ستات غيرك شكلك ملكيش لازمة فى حياته 

دفعتها نيرمين بقوة لتسقط ايلين ارضا تهجم عليها بقوة حاولت إيلين الدفاع عن نفسها منها فدفعتها عنها امسكت نيرمين بقطعة خشبية وحاولت ضربها فوق رأسها ولكن إيلين دفعتها عنها 

ظلت زينب تصرخ بهم عن التوقف ولكن احدهم لم يسمعها ازداد تعبها وازدادت ضربات القلب ضاقت انفاسها وهى تحاول جاهدة رفع صوتها علها توقفهم ولكن لم يستمع إليها احدا حتى عادت برأسها للخلف بتعب جاهدت لتظل واعية ولكنها لم تستطع المقاومة اكثر لاحظتها إيلين فدفعت نيرمين عنها وهى تصرخ : تيتة 

اقتربت منها بسرعة تقيس نبضها تحاول انعاشها ولكن يبدو ان مستوى الاكسجين قد قل بشدة دخل شادى فى نفس اللحظة اسرع إليها بخوف: فى إيه مالها تيتة 

رفعت رأسها بسرعة: شادى بسرعة انبوبة الاكسجين 

التف يحضرها لها حاولت فتحها ولكن يبدو انها فارغة ضربت إيلين عليها صارخة :ازاى تخلص دى ممكن يجرالها حاجة 

اسرعت إليها تحاول انعاش القلب ولكن دون فائدة اسرعت تمسك هاتفها تبحث عن رقم وليد ضغطت رقمه سريعا كما رد عليها بسرعة اخبرته بوضع زينب وطلبت منه سيارة إسعاف مجهزة فى أقرب وقت وجدها فرصة أخرى للتقرب منها امر بخروج سيارة الإسعاف والتوجه باقصى سرعة للمزرعة 

جلس شادى بجوار زينب باكيا يمسك بيدها وهو ينظر لنيرمين: انتى السبب انتى السبب زمان قلتلى بابا ودلوقتى عايزة تموتيها عايزة ميفضلش لينا من ريحة بابا حاجة انتى ايه شيطان منك لله منك لله

غضبه وصرخته وحديثه يحمل الكثير من الغموض ولكن الوقت لم يكن سامحا للحديث وصلت سيارة الاسعاف ونقلوا زينب إليها جلس شادى بجوار إيلين فى السيارة بجوار زينب وهى تراقبها تراقب ضربات القلب وضغطها اجرى شادى اتصالا بآدم وهو يلهث 

آدم انت فين 

اجابه آدم ضاحكا: اوعى اكون وحشتك ولا حاجة 

مش وقته ياآدم تيتة تعبت اوى واحنا فى طريقنا للمستشفى 

انتفض آدم من كرسيه بذعر فانتبه اليه الجميع بقلق: شادى ايه اللى حصل 

مش وقته ياآدم اول مانوصل هتعرف كل حاجة

انهى الاتصال وهو ينظر لعائلته: تيتة تعبت وجاية على هنا دلوقتى

وقف على بذعر: فى إيه مالها جدتك

معرفش يابابا شادى بيقول انها تعبت وجاية على هنا

قام مازن من سريره : اللى حصل حد زعلها ايه اللى جرالها

ربتت سارة على كتفه: اهدى يامازن لسه جرحك جديد مش هينفع كده 

انا هنزل اشوفها تحت واكون معاها

قامت هند إليه: تروح فين يامازن لسه جرحك جديد مينفعش 

قام من سريره باصرار : نازل يعنى نازل 

وصلت سيارة الاسعاف الى المشفى تقل زينب وشادى وإيلين كانوا جميعا فى استقبالهم افسحوا الطريق للمسعفين بتادية عملهم نزلت من السيارة واتجه وليد إلى ايلين: ايلين ايه الاخبار 

ضربات قلب سريعة خدت اكسجين فى العربية محتاجة رسم قلب واشعة فورا 

تمام متخافيش خير ان شاء الله 

اسرعوا جميعا معها وبدأ وليد بمساعدة إيلين اجراء الاسعافات لها ظلوا حوالى ساعة ونصف منتظرين خروجهم بدأ التوتر يتملك منهم اكثرهم مازن الذى ظل ذهابا وإيابا فى طرقة المشفى حتى خرج وليد اسرعوا إليه بلهفة 

طمنى ياادكتور أمى عاملة إيه 

ربت وليد على كتف على : متخافش ياحاج على الحاجة بقت بخير دلوقتى والفضل لدكتورة إيلين نحمد ربنا انها كانت موجودة معاها فى الوقت ده 

اتجه إليه مازن بقلق: يعنى هى بخير عايز اشوفها

اه طبعا اتفضل 

تركهم مازن ودخل غرفتها وجدها نائمة بسكون وإيلين بجوارها تمسح على وجهها ودموعها تنحدر من بين عيناها انتبهت إليه رفعت رأسها إليه فاقترب منها قائلا: هى كويسة

اؤمات برأسها وهى تنظر إليها: الحمدلله دلوقتى أحسن والحمدلله ان الكبد متعبش اكتر من كده 

ايه اللى حصل يوصلها لكده 

قامت من جوارها واتجهت إليه: تقدر تسأل المدام بتاعك ايه اللى حصل 

تقصدى إيه هى عملت إيه يوصلها لكده 

انا مش هتكلم شادى موجود يحكيلك بس انا بحذرك لو حصل وتعبت تانى الله أعلم هنلحقها ولا لا

انا مش فاهم حاجة كلمينى بوضوح


الفصل العاشر


اسالها متسالنيش انا ولو سمحت فهمها انى مش زى الستات اللى حضرتك تعرفهم واذا كنت انت تعرف ستات عليها وهى ساكتة وموافقة ده مش ذنبى انا عمرى ماهكون واحدة ضمن اللستة بتاعك

تركته لا يفهم شئ من حديثها سوى ان لنيرمين يد بتعب زينب 

خرج يبحث عنها لم يجدها اتجه إلى غرفة وليد

ازيك يا دكتور

قام وليد مرحبا: اهلا اهلا يامازن ايه ياابنى اللى خرجك من اوضتك انت لسه تعبان

مقدرتش اعرف انها تعبانة وافضل فى مكانى 

انا عارف انك متعلق بيها وبتحبها جدا يمكن اكتر من والدك 

جلس مازن امامه بتعب : فعلا انا مقدرش استغنى عنها أبداوالحمدلله انها بخير بفضلك 

الحقيقة ده بفضل دكتورة إيلين لولاها كان بعد الشر جرالها حاجة

تردد مازن فى سؤاله عنها وعن علاقتهم 

هو انت تعرف دكتورة إيلين من زمان 

تنهد وليد بحزن: ايوه اعرفها من زمان 

من امتى ؟

اصل يامازن إيلين كانت خطيبتى 

صدمة اصابته جعلتها صامتا للحظات قبل ان يساله: خطيبتك ازاى معقول 

ايوه كانت خطيبتى وكان فاضل على فرحنا شهرين واقل كمان 

وإيه اللى حصل ؟سبتها ليه؟

انا مسبتهاش هى اللى سابتنى إيلين مقدرتش تتحمل خوفى وغيرتى عليها اتخنقت فضلت اننا ننفصل حاولت كتير انى اخليها تتراجع بس كانت رافضة نهائى 

اندهش مازن من حديثه : طيب وانتوا رجعتوا لبعض اصل يعنى شفتكم مع بعض اودام المستشفى 

مكدبش عليك انا قابلتها اودام المستشفى عشان اتكلم معاها واقنعها اننا نرجع لبعض بس رفضت ورفض قاطع كمان دى حتى فتحت العربية وخرجت منها على الطريق 

ابتسم مازن بارتياح وهو يحاول ان يخفى ابتسامته: كل شئ قسمة ونصيب ياوليد 

استطرد وليد معتدلا فى كرسيه: مازن هى مش إيلين مقيمة عندكم حاليا

ايوه ليه؟

يعنى لو ممكن الحاجة زينب لما تفوق كده او والدتك تتكلم معاها وتقنعها انها ترجعلى انا ابقى متشكر ليك اوى 

اندهش مازن من طلبه ولكنه لم يظهر له ذلك: اه بس انت متجوز 

اسرع وليد قائلا: مستعد اطلقها اصلا جوازنا كان غلطة بس إيلين حاجة تانية ......... انا لسه بحبها ياامازن فهمنى

امتقع وجهه بغيظ: اه طبعا فاهم فاهم اوى

يعنى هتساعدنى 

وقف مازن مغادرا: ان شاء الله وهرد عليك فى أقرب وقت ......،، عن اذنك  


اقترابه من الموت المحقق جعله يراجع كل مامر به منذ فترة غدر لحق به دمر قلبه كان يعتقد انه ينتقم منها بعلاقاته الكثيرة المتعددة ولكنه لم ينتقم الا من نفسه لم يصيب احدا غيرها اودى بها فى وداى ذنوب عظيمة تجاهل صوت بداخله يطالبه بالرجوع صوت كلما ارتفع كلما اخفضه 

اخطاءه كانت كالجبل فوق ظهره مرت من امامه كشريط متسلسل يعلم علم اليقين ان من اراد قتله هو من اذله بماله هو من اراد ان يشرد ابناءه ان يحرمهم نعمة العيش بكرامة فعلى من يرمى الجزاء عليه اما على نفسه 

كان موعده مع وكيل النائب العام الذى ظل معه محاولا الوصول للقاتل ولكنه أكد بانه ليس لديه اعداء يمكن ان يصلوا لمحاولة قتله ولكن يبدو ان خبر المشاجرة بين مازن واحد الفلاحين قد وصلت لمسامع النيابة ولكنه اكد انها خلافات عادية لا تصل لحد القتل وبهذا قيدت القضية ضد مجهول 

ظل بالمشفى حتى يسترد عافيته وظلت هند بجواره حزينة لاتتركه ابدا زيارت والده واخواته لم تنتقطع نرمين دوامت على زيارته ولكنه دائما ماكان رافضا لها حاولت بشتى الطرق ان تتقرب منه فى فترة مرضه ولكنه كان مصرا على بعده عنها لم ينسى يوما فعلتها ولم يستطع التعايش معها

ايلين كانت تتطمئن عليه من سارة ولم تذهب لزيارته من بعد الحادثة ولكن زينب طلبت منها ان تذهب إليه لتتطمئن عليه وتتطمئنها ترددت كثيرا ولكن بعد الحاح زينب وافقت واتفقت مع سارة على زيارته 

§§§§§§§§§§§§§

وصلت ايلين وسارة للمشفى لزيارة مازن بداخلها شعور غريب لاتعرفه بداخلها سعادة كلما اقتربت ولكنها سعادة مصحوبة بالخوف من القادم وصلت لغرفته ووقفت امامها مترددة وقفت سارة بجوارها تحثها على الدخول: مالك يا ايلين فى ايه 

نظرت اليها بتردد: هو انا لازم ادخل 

ضحكت سارة قائلة: بعد المشوار ده ومش عاوزة تدخلى يلا بقى مش تيتة قالتك زوريه واطمنى وطمنيها ماهى مش مصدقة حد فينا غير حضرتك يلا بقى اتاخرنا 

استئذنت سارة بالدخول بصحبتها اعتدل فى مكانه بسرعة مندهشا من زيارتها وقفت هندترحب بايلين : حبيبتى يا لولو ازيك

الحمدلله ياماما بخير 

نظرت اليه للحظة ثم اخفضت راسها عنه خوفا ان تفضحها عيناها: ازيك دلوقتى ياباشمهندس 

ابتسم لها قائلا: الحمدلله بخير الفضل ليكى 

متقولش كده ربنا وحده قادر ينجيك 

ظلوا سويا يتحدثون فى امور عادية ولكنه كان يرسل اليها نظراته بين الحين والآخر تلاحظه فتبتعد بعيناهاعنه كانه اليوم يراها مختلفة عما رأها قبل ذلك يرى بها شيئا غريبا يجذبه اليها ولكنه يخشى ان يندفع فى مشاعره فيصاب بالم آخر لن يقدر وقتها على التحمل 

أى أم تشعر بولدها تعرف متى يكون حزينا متى يكون سعيدا لمعة عيناه لمحتها هند لمعة لم تراها منذ زمن نظرت لسارة قائلة: سارة تعالى معايا عايزة اشرب شاى اجبولك يا ولاد 

ابتسم مازن لوالدته : اه ياماما ياريت

من عنيا ياحبيبى ايلين شاى ولا عصير 

وقفت ايلين تحمل حقيبتها: لا انا همشى عشان متاخرش 

تمشى فين انا هجيب شاى واجى على طول اقعدى مع مازن سليه لحد ماارجع 

نظرت اليه قائلة: ماهى سارة موجودة اهى 

لا سارة هتيجى معايا عشان تشيل الصينية 

تذمرت سارة وارتسم العبوث على وجهها: يعنى مامفيش غيرى يشيل الصينية 

امسكت هند بيدها : اه مفيش غيرك تعالى معايا بقى 

خرجا سويا وتركوهم وحدهما ساد الصمت لحظات بينهم قبل ان يقطعها مازن : ايلين ممكن تساعدينى اقوم 

اتجهت اليه قائلة : طيب اساعدك ازاى 

اشار الى عصا خشبية جانب سريره: ممكن تجيبى العصاية دى وانا هسند عليها

احضرتها اليه واستند عليها حتى اعتدل فى جلسته : متشكر اوى ياايلين 

على ايه عشان العصاية يعنى ارجعها عادى 

ضحك قائلا: لا مش عشان العصاية عشان انقذتى حياتى لولاكى الله اعلم هكون فين دلوقتى 

ده ربنا يامازن اللى لسه بيديكى فرصة تراجع حساباتك يمكن تقدر تنقذ مايمكن انقاذه 

ومين قالك ان عندى حسابات عايز اراجعها

ابتسمت قائلة: اعتقد الفترة اللى قضتها معاكم وضحتلى اللى بقولك عليه 

قصدك يعنى على اللى عملته مع الراجل صاحب الشيكات 

ايوه انت اه ممكن تكون صاحب حق ودى فلوسك محدش قال حاجة بس كان يجرى ايه لى تديله فرصة تانية تصبر عليه لكن انت بهدلته تفتكر لو كان عياله شافوك ساعتها وانت بتعمل كده فى ابوهم متخيل كسرة النفس متخيل ابوهم منظره ايه فى عين ولاده اكيد احساس صعب اوى يامازن 

استند على عصاه ليقف امام النافذة المطلة على النيل: عندك حق انا فعلا زودتها بس ان شاء الله هصلح الموقف ده فى اقرب وقت مع انى عارف ومتاكد انه حاول يقتلنى ودى لوحدها جريمة تانية

تعرف ده اسمه ايه يامازن 

نظر اليها بدهشة: ده اللى هو ايه ؟

اللى وصل الراجل ده انه ممكن يرتكب جريمة ويقتل تعرف اسمه ايه ؟اسمه اليأس .........اليأس اللى يخلى راجل زى ده يحاول يقتلك عشان ميتبهدلش هو وعياله بسببك اليأس اللى خلاه مش بيفكر فى عواقب اللى بيعمله وانت اللى وصلته لكده

نظر إليها بغضب يصحبه دهشة : يعنى دلوقتى انا اللى غلطان بعد مايحاول يقتلنى ومردتش ابلغ عنه عشان ولاده وقلت الحمدلله جت سليمة يبقى انا الغلطان

ايوه غلطان اللى حصل منك قبل كده هو اللى وصله لكده 

ابتعد عنها يجلس على سريره: انتى بس اللى شكلك عايشة فى افلام الابيض والاسود مش شايفة الدنيا ماشية ازاى الدنيا كلها مصالح وانا لو معملتش كده كل من هب ودب يفتكر انى عشان صبرت شوية ابقى راجل مسالم وطيب ويضحك عليا بكلمتين بس انا مش كده ومش هسمح اكون كده 

على فكرة مش معنى انك مريت بمحنة او حد عمل معاك حاجة او غدر بيك تبقى الناس كلها كده 

كانه نمر ينقض على فريسته عينان تشعان بنيران حارقة ارتعش جسدها وهى تراه يقترب منه وهو يجذب ذراعها بقوة يجز على اسنانه بغيظ وغضب: انتى مين قالك تقصدى ايه ؟

نظرت اليه بخوف لاتعرف ماذا اغضبه لماذا تحول فى لحظة لشخص آخر غاضب عنيف عَجز لسانها عن الحديث وهى تنظر إليه خائفة كان جسدها توقف عن رد فعله لاى هجوم عليه صدمتها اوقفت حركة جسدها فى الدفاع ولكن صرخته التالية ايقظتها من صمتها: ردى عليا مين اللى قالك سارة اكيد صح 

صوتها ضعيف يكاد يخرج من بين شفتيها يشبه الهمس الخائف: قالتى ايه انا مش فاهمة حاجة 

لا انتى فاهمة سارة قالتلك ايه 

والله ماقالتى حاجة انت تقصد ايه انا مش عارفة انت بتتكلم عن ايه

انتى قلتى انى مريت بمحنة واتغدر بيا يبقى ايه يبقى مين قالك غيرها انطقى قالتلك ايه

ادمعت عيناها رغما : والله ماقالتى حاجة انت اللى قولتلى 

تركها ذراعها بدهشة : انا قلتلك ايه وإمتى ؟ردى عليا إمتى؟

ابتعلت ريقها تهدى من روعها امامه: يوم ماكنت فى الجنينة فاكر قولتلى ايه قولتلى كلكم تظهروا بصورة الملاك الطيب وبعدين تتصدم صدمة عمرك يبقى اكيد مريت بحاجة اثرت عليك 

تركها ذراعها حزينا شاردا فالتف إليها مرة اخرى معتذرا: انا اسف لو سمحتى متزعليش منى 

اعتقدت انها سمعت بالخطأ اعتذرا صادرا منه شخصية تبدلت من عنيف قاسى إلى هادئ رزين

امسكت حقيبتها مغادرة : عن إذنك لازم امشى 

وقف بسرعة واتجه إليها: استنى ياإيلين ....... لو سمحتى متمشيش دلوقتى استنى سارة 

لا معلش أنا همشى دلوقتى وسارة تيجى براحتها عن إذنك 

اتجهت للباب فامسك بمقبضه يمنعها: على فكرة أنا مش بعتذر لحد كتير فياريت متخلنيش اعتذر أكتر من كده 

دهشة بغيظ ارتسم على ملامحها الجميلة قائلة؛ ده أنت غريب يعنى تغلط فيا وتعتذر وعايزانى اقبل اعتذارك غصب عنى وبشروطك أنت غريب

ضحك قائلا: لا انا مش غريب أنا مازن

طيب يااستاذ مازن ممكن أمشى 

لما تقبلى اعتذراى

ابتسمت قائلة: خلاص ياسيدى قبلت اعتذارك ممكن امشى بقى 

اصبرى شوية انتى غريبة ومتعرفيش حد هنا استنى هكلم آدم يجى يوصلك انتى وسارة

ملوش لزوم صدقنى 

مش هينفع انتوا بنات لوحدكم مش هينفع تروحوا لوحدكم 

ياسيدى متخافش احنا لسه بالنهار ولو تيتة طلبت منى انى اجى اطمئن عليك مكنتش جيت 

ليه كده بس انا عملت فيكى حاجة

ابدا حضرتك ملاك ماشى على الارض 

ارتفع صوت ضحكته عاليا حتى ظهرت نواجزه واضحة : ده انتى واضحة جدا طب اكذبى عليا حتى 

ابتسمت برقة فاقترب منها بهدوء: تعرفى ابتسامتك حلوة اوى 

لحظات تجمع العيون تزداد فيها ضربات القلب تتسارع بقوة كأنها تلهث تراه شخصا مختلفا لاتعرف لما ولماذا ولكنه مختلف عن كل من عرفتهم ولكن لا يجوز لها حتى مجرد التفكير فيه فهو متزوج من أخرى 

اعتدلت وتحركت اتجاه باب الغرفة : عن إذنك

فٌتح باب الغرفة فجأة لتظهر منه نيرمين على عتبته نظرة غاضبة تنقلها بينهم تجدهم وحدهم يتولد لديها شعورا بالغيظ : الله الله وكمان لوحدكم

وقف مازن غاضبا : انتى ايه اللى جابك 

نعم إيه اللى جبنى طبعا قطعت عليكم لحظة الرومانسية اللى واضحة أوى دى 

نظرت لها إيلين بغضب قائلة: رومانسية إيه لو سمحتى اتكلمى كويس

لا ياحبيبتى انا بتكلم كويس ماهو اللى زيك مينفعش معاها غير كده واحدة قاعدة مع واحد فى أوضته لوحدهم هيكون إيه

اتجه إليها بغضب قائلا: ماهو اللى زيك لازم يشوف الناس بعينه هو يشوفهم بقلبه الاسود الخاين يشوف الناس كلها خاينة زيه امشى اطلعى بره

افلتت من قضبته بغضب وهى تصرخ: امشى فين قبل ماافضحكم اودام الناس كلها

صفعها بقوة اوقعتها ارضا فانحنى يجذبها مرة اخرى وهو يرفع يده ليضربها وقفت إيلين حائلا بينهم لتوقفه: كفاية كده بالله عليك هى فاهمة غلط 

اغتاظت نيرمين اكثر واكثر من ضربه لها أمام إيلين فدفعتها بقوة وغيظ: ابعدى بقى يا خطافة الرجالة

اوقعتها ارضا فانحنى مازن يساعدها على النهوض امسكت بحقيبتها ورحلت دون كلمة واحدة نداها مازن ولكنها لم تستمع إليه وغادرت باكية حزينة التف إلى نيرمين بغضب: انتى إيه فاكرة انك مهما تعملى هرجعلك هبص فى وشك تانى ده انا أفضل انى اعيش أعمى ولا أنى اشوفك كل يوم أودامى وافتكر غدرك وخيانتك ليا

صرخت فى وجهه قائلة: اه طبعا وانت هتبصلى ليه ماكفاية عليك ست الحسن والجمال إلا قولى صحيح هو انتوا كنتوا فى مصر لوحدكم ليه اتجوزتها عرفى ولا متجوزتهاش خالص 

ابتسم بسخرية : ماهو اللى زيك مجرب العرفى واللى من غير جواز خالص ولا إيه 

كادت ان تتحدث منعها دخول هند وسارة : إيه يامازن ايه اللى جابها دى وفين إيلين

صرخت نيرمين: راحت فى ستين داهية

ابتعد عنهم ينظر للنافذة عله يراها ترحل رأها بالفعل ولكن ليست بمفردها وجدها تتحدث مع وليد باكية وهو يتحدث معاها بطيبة ويشير لسيارته ويبدو انها حاولت الرفض ولكنه كان مصرا ويبدو أنها وافقت فتح لها باب السيارة وركب هو أيضا وانطلقا سويا تدور فى عقله صور مختلفة لما بينهم فكيف لها ان تخرج مع شخص لاتعرفه اما انها تعرفه مسبقا 

&&&&&&&&&&&&&

ظلت طول تبكى وهى تمسح دموعها كى لا يلاحظها وليد ولكنه كان مراقبا لها : ايلين مالك فى حاجة مزعلاكى 

لا ابدا انا كويسة 

هتكدبى عليا انا عارفك كويس 

التفت اليه غاضبة: وليد ممكن تسبنى شوية يااما هنزل من العربية واشوف اى عربية تانية 

طب خلاص خلاص ايه بس اللى حصل الحكاية شكلها كبير 

نظرت امامها بعبوس: لا كبيرة ولا حاجة ..........حاجة متستهلش اصلا 

يداعب ذقنه بيده بتوتر ينظر اليها بين الحين والآخر مترددا اتته الشجاعة فالتف ينظر إليها وهو يراقب الطريق

لسه متجوزتيش ليه ياايلين ؟

التفت اليه مندهشة غاضبة من تدخله فى حياتها الخاصة لم يعد له صلة بها فلما التدخل: نصيب ياوليد 

يعنى إيه مفيش حد دخل حياتك الفترة دى 

لا مفيش بتسال ليه 

بحركة سريعة خاطفة اوقف السيارة على جانب الطريق تسلل الخوف لجسدها وقلبها: ايه انت وقفت العربية ليه 

نظر إليها هائما: مش قادر ياايلين من ساعة ماشفتك تانى وانا مش قادر افضل ساكت 

ابتعدت عنه فالتصقت بباب السيارة خائفة: انت عايز إيه

انا مش عاوز حاجة انا عايز الحلال 

ضاقت عيناها باستغراب: يعنى ايه ؟

ملهاش غير معنى واحد تتجوزينى ياايلين

انت مجنون

ليه مجنون عشان لسه بحبك لسه شاريكى 

لا عشان انت لو آخر راجل فى الدنيا مستحيل ارجعلك نسيت كل اللى كنت بتعمله فيا نسيت السجن اللى كنت عايزانى اعيش فيه نسيت تحكماتك واوامرك واسلوبك اللى محدش يستحمله وفى الاخر كنت بتقابل صحبتى من ورايا ولولا انى شفتكم مع بعض بعينى كنت هفضل مخدوعة فيك كتير ياوليد احنا مش لبعض ولا هنكون لبعض 

عارف انى غلطت عارف ان غلطتى كانت سبب لبعدى عنك كانت سبب عذابى من بعدك بس ندمان ومستعد اعمل اى حاجة عشان تسامحينى وترجعيلى انا هطلق نهى ونتجوز

امسكت بمقبض الباب بسرعة وفتحته : وانا عمرى ماهوافق عليك وعمرى ماهكًون ليك سلام يادكتور

&&&&&&&&&&&&&

جلسوا صامتين ينظرون لبعضهم البعض مراقبين لوجه مازن الغاضب بعد موقف نيرمين وطرده لها دخل آدم إليهم ألقى عليهم السلام جال بنظره بينهم مستغربا لحالهم: ايه مالكم ياجماعة فى ايه 

هند : مفيش ياحبيبى بخير الحمدلله ازى جدتك عاملة ايه

بخير الحمدلله قالتى انها بعتت إيلين عشان تتطمن على مازن اؤمال مشيت بدرى ليه ؟

سارة: الست نيرمين طردتها وعملت مشكلة كبيرة ومازن ضربها وطردها من هنا

نظرت لها هند باستنكار : انتى ايه لازم تقولى التقرير

ايه ياماما مش سألنى ثم ده آدم أخويا حبيبى 

ضحك آدم وهو ينظر لمازن : إيه ياميزو مالك فى إيه بس نيرمين عملت فيك إيه مزعلك اوى كده

نظر إليه قائلا: لا هى ولا عشرة زيها يهزوا فيا شعرة

جلست سارة بجواره مشاغبة : يعجبنى فيك يامازن يااخويا شخصيتك الجوية

ابتسم لها قائلا:الجوية ودى جبتيها منين يابت انتى 

من التلفزيون يااخويا يعنى هجبها منين بس قولى إيه اللى خلى نيرمين تعمل كده مع إيلين ماهو اكيد مش نفسها يعنى

ولا حاجة كل اللى بتعمله ده مجرد لفت نظر عايزة بأى طريقة نرجع لبعض بس ده بعدها 

جلس آدم بجواره: بس ايلين تعرف دكتور وليد منين

سارة: اشمعنى 

ابدا شفتها راكبة معاه العربية وزى ما يكون ضايقها خرجت من العربية وركبت عربية تانية 

اعتدل له مازن متسائلا:ليه ايه اللى حصل 

مد آدم شفتيها بحيرة: معرفش انا جاى على هنا شفتها على بال ما لفيت وحاولت ارجعلها كانت ركبت عربية تانية

ابتسم مازن بسخرية: واماحضرتها متعرفوش بتركب معاه ليه ولا بلاش اتكلم ماهى اللى تيجى تعيش مع ناس متعرفهاش تعمل اى حاجة

وقفت سارة بعيدة عنه غاضبة: مازن لو سمحت انت متعرفش حاجة هنا عشان تقول عليها كده إيلين من احسن واشرف البنات اللى عرفتهم بلاش تظلمها مش كل الناس نيرمين 

زفر غاضبا: يادى زفتة مش عايز اسمع اسمها ........ بس انتى تعرفى ايه عن إيلين عشان تتدافعى عنها كده 

اعرف كتير يامازن وعشان كده بقولك متظلمهاش 

تشغل تفكيره يخشى على قلبه الاقتراب يخاف ان يصاب بصدمة أخرى يخشى ان يستسلم للحب من جديد من احبها واخلص لها خانته من كانت طفلته عشقة منذ الصغر خدعته فما بال من لايعرفها من لايعرف من هى ومن أين اتت وما سرها الذى تخفيه وتعرفه سارة 

&&&&&&&&&&&&

احتضنتها زينب بحب وهى تبكى فى صدرها : ياحبيبتى خلاص اهدى بقى 

رفعت رأسها إليها: والله ياتيتة انا معملتش حاجة انا مش فاهمة هى بتكرهنى ليه وازاى تتهمنى ان بينى وبينه حاجة 

معلش ياحبيبتى ولا يهمك لما تيجى انا هبهدلها

هزت راسها رافضة: لا ياتيتة انا مش ناقصة كلام وحرق دم والله لولاكى انتى كنت مشيت من زمان ثم انا مش فاهمة طريقة مازن معاها ده بيعاملها وحش أوى 

ابتعدت زينب بعيناها عنها: ولا حاجة ياحبيبتى هما بس مش مستريحين مع بعض من يوم مااتجوزوا 

ربنا يهنيهم بس انا برضه مش هسكتلها بعد كده 

حقك ياحبيبتى طبعا وانا بنفسى هبهدلها البت دى 

..........،

تبهدلى مين ان شاء الله 

نظروا باتجاه الباب كانت نيرمين تقف امامهم غاضبة نظروا لبعضهم البعض فاكملت زينب: هبهدلك انتى يا نيرمين على قلة ادبك

لاعلى فكرة انا محترمة اوى الدور والباقى اللى جاية من الشارع ودايرة على حل شعرهاً

اتجهت إليها إيلين بصمت وما هى الا لحظة لتصفعها فيتطاير الغضب من وجه نيرمين وهى تنظر إليها بصدمة:انتى ازاى تمدى ايدك عليا انتى اتجننتى ده انا هقتلك 

رفعت يدها لتصفعها ولكن يد إيلين كانت مانعة لها: ده انا اقطع ايدك لو تمديها عليا وعايزة اقولك انى مفيش واحدة زيك تتكلم عنى كلمة واحدة زى دى واسكتلها دفعتها نيرمين بعيدا: عايزة تخطفى جوزى واسكتلك 

جوزك انا مفيش بينى وبينه حاجة كل دى اوهام فى دماغك انتى عشان المشاكل اللى بينكم عشان هو اصلا لو بيحبك ولا يحترمك مكنش بهدلك اودامى كده بس عشان انتى مش فارقة معاه بهدلك اودامى 

صرخت نيرمين بغضب: اخرسى ده انا احسن منك لو كنتى فاكرة انه ممكن يتجوزك تبقى غلطانة زيك زى كل اللى بيمشى معاهم شوية وبعد كده يرميهم 

ابتسمت ايلين بسخرية: واضح انك مش مالية عينه عشان كده بيعرف ستات غيرك شكلك ملكيش لازمة فى حياته 

دفعتها نيرمين بقوة لتسقط ايلين ارضا تهجم عليها بقوة حاولت إيلين الدفاع عن نفسها منها فدفعتها عنها امسكت نيرمين بقطعة خشبية وحاولت ضربها فوق رأسها ولكن إيلين دفعتها عنها 

ظلت زينب تصرخ بهم عن التوقف ولكن احدهم لم يسمعها ازداد تعبها وازدادت ضربات القلب ضاقت انفاسها وهى تحاول جاهدة رفع صوتها علها توقفهم ولكن لم يستمع إليها احدا حتى عادت برأسها للخلف بتعب جاهدت لتظل واعية ولكنها لم تستطع المقاومة اكثر لاحظتها إيلين فدفعت نيرمين عنها وهى تصرخ : تيتة 

اقتربت منها بسرعة تقيس نبضها تحاول انعاشها ولكن يبدو ان مستوى الاكسجين قد قل بشدة دخل شادى فى نفس اللحظة اسرع إليها بخوف: فى إيه مالها تيتة 

رفعت رأسها بسرعة: شادى بسرعة انبوبة الاكسجين 

التف يحضرها لها حاولت فتحها ولكن يبدو انها فارغة ضربت إيلين عليها صارخة :ازاى تخلص دى ممكن يجرالها حاجة 

اسرعت إليها تحاول انعاش القلب ولكن دون فائدة اسرعت تمسك هاتفها تبحث عن رقم وليد ضغطت رقمه سريعا كما رد عليها بسرعة اخبرته بوضع زينب وطلبت منه سيارة إسعاف مجهزة فى أقرب وقت وجدها فرصة أخرى للتقرب منها امر بخروج سيارة الإسعاف والتوجه باقصى سرعة للمزرعة 

جلس شادى بجوار زينب باكيا يمسك بيدها وهو ينظر لنيرمين: انتى السبب انتى السبب زمان قلتلى بابا ودلوقتى عايزة تموتيها عايزة ميفضلش لينا من ريحة بابا حاجة انتى ايه شيطان منك لله منك لله

غضبه وصرخته وحديثه يحمل الكثير من الغموض ولكن الوقت لم يكن سامحا للحديث وصلت سيارة الاسعاف ونقلوا زينب إليها جلس شادى بجوار إيلين فى السيارة بجوار زينب وهى تراقبها تراقب ضربات القلب وضغطها اجرى شادى اتصالا بآدم وهو يلهث 

آدم انت فين 

اجابه آدم ضاحكا: اوعى اكون وحشتك ولا حاجة 

مش وقته ياآدم تيتة تعبت اوى واحنا فى طريقنا للمستشفى 

انتفض آدم من كرسيه بذعر فانتبه اليه الجميع بقلق: شادى ايه اللى حصل 

مش وقته ياآدم اول مانوصل هتعرف كل حاجة

انهى الاتصال وهو ينظر لعائلته: تيتة تعبت وجاية على هنا دلوقتى

وقف على بذعر: فى إيه مالها جدتك

معرفش يابابا شادى بيقول انها تعبت وجاية على هنا

قام مازن من سريره : اللى حصل حد زعلها ايه اللى جرالها

ربتت سارة على كتفه: اهدى يامازن لسه جرحك جديد مش هينفع كده 

انا هنزل اشوفها تحت واكون معاها

قامت هند إليه: تروح فين يامازن لسه جرحك جديد مينفعش 

قام من سريره باصرار : نازل يعنى نازل 

وصلت سيارة الاسعاف الى المشفى تقل زينب وشادى وإيلين كانوا جميعا فى استقبالهم افسحوا الطريق للمسعفين بتادية عملهم نزلت من السيارة واتجه وليد إلى ايلين: ايلين ايه الاخبار 

ضربات قلب سريعة خدت اكسجين فى العربية محتاجة رسم قلب واشعة فورا 

تمام متخافيش خير ان شاء الله 

اسرعوا جميعا معها وبدأ وليد بمساعدة إيلين اجراء الاسعافات لها ظلوا حوالى ساعة ونصف منتظرين خروجهم بدأ التوتر يتملك منهم اكثرهم مازن الذى ظل ذهابا وإيابا فى طرقة المشفى حتى خرج وليد اسرعوا إليه بلهفة 

طمنى ياادكتور أمى عاملة إيه 

ربت وليد على كتف على : متخافش ياحاج على الحاجة بقت بخير دلوقتى والفضل لدكتورة إيلين نحمد ربنا انها كانت موجودة معاها فى الوقت ده 

اتجه إليه مازن بقلق: يعنى هى بخير عايز اشوفها

اه طبعا اتفضل 

تركهم مازن ودخل غرفتها وجدها نائمة بسكون وإيلين بجوارها تمسح على وجهها ودموعها تنحدر من بين عيناها انتبهت إليه رفعت رأسها إليه فاقترب منها قائلا: هى كويسة

اؤمات برأسها وهى تنظر إليها: الحمدلله دلوقتى أحسن والحمدلله ان الكبد متعبش اكتر من كده 

ايه اللى حصل يوصلها لكده 

قامت من جوارها واتجهت إليه: تقدر تسأل المدام بتاعك ايه اللى حصل 

تقصدى إيه هى عملت إيه يوصلها لكده 

انا مش هتكلم شادى موجود يحكيلك بس انا بحذرك لو حصل وتعبت تانى الله أعلم هنلحقها ولا لا

انا مش فاهم حاجة كلمينى بوضوح 

أسالها متسالنيش انا ولو سمحت فهمها انى مش زى الستات اللى حضرتك تعرفهم واذا كنت انت تعرف ستات عليها وهى ساكتة وموافقة ده مش ذنبى انا عمرى ماهكون واحدة ضمن اللستة بتاعك

تركته لا يفهم شئ من حديثها سوى ان لنيرمين يد بتعب زينب 

خرج يبحث عنها لم يجدها اتجه إلى غرفة وليد

ازيك يا دكتور

قام وليد مرحبا: اهلا اهلا يامازن ايه ياابنى اللى خرجك من اوضتك انت لسه تعبان

مقدرتش اعرف انها تعبانة وافضل فى مكانى 

انا عارف انك متعلق بيها وبتحبها جدا يمكن اكتر من والدك 

جلس مازن امامه بتعب : فعلا انا مقدرش استغنى عنها أبداوالحمدلله انها بخير بفضلك 

الحقيقة ده بفضل دكتورة إيلين لولاها كان بعد الشر جرالها حاجة

تردد مازن فى سؤاله عنها وعن علاقتهم 

هو انت تعرف دكتورة إيلين من زمان 

تنهد وليد بحزن: ايوه اعرفها من زمان 

من امتى ؟

اصل يامازن إيلين كانت خطيبتى 

صدمة اصابته جعلتها صامتا للحظات قبل ان يساله: خطيبتك ازاى معقول 

ايوه كانت خطيبتى وكان فاضل على فرحنا شهرين واقل كمان 

وإيه اللى حصل ؟سبتها ليه؟

انا مسبتهاش هى اللى سابتنى إيلين مقدرتش تتحمل خوفى وغيرتى عليها اتخنقت فضلت اننا ننفصل حاولت كتير انى اخليها تتراجع بس كانت رافضة نهائى 

اندهش مازن من حديثه : طيب وانتوا رجعتوا لبعض اصل يعنى شفتكم مع بعض اودام المستشفى 

مكدبش عليك انا قابلتها اودام المستشفى عشان اتكلم معاها واقنعها اننا نرجع لبعض بس رفضت ورفض قاطع كمان دى حتى فتحت العربية وخرجت منها على الطريق 

ابتسم مازن بارتياح وهو يحاول ان يخفى ابتسامته: كل شئ قسمة ونصيب ياوليد 

استطرد وليد معتدلا فى كرسيه: مازن هى مش إيلين مقيمة عندكم حاليا

ايوه ليه؟

يعنى لو ممكن الحاجة زينب لما تفوق كده او والدتك تتكلم معاها وتقنعها انها ترجعلى انا ابقى متشكر ليك اوى 

اندهش مازن من طلبه ولكنه لم يظهر له ذلك: اه بس انت متجوز 

اسرع وليد قائلا: مستعد اطلقها اصلا جوازنا كان غلطة بس إيلين حاجة تانية ......... انا لسه بحبها ياامازن فهمنى

امتقع وجهه بغيظ: اه طبعا فاهم فاهم اوى

يعنى هتساعدنى 

وقف مازن مغادرا: ان شاء الله وهرد عليك فى أقرب وقت ......،، عن اذنك


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من أولها هنا

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close