أخر الاخبار

رواية أسوار الإنتقام البارت الحادي والعشرون حتى البارت السابع والعشرون بقلم رحاب زين كامله

رواية أسوار الإنتقام البارت الحادي والعشرون حتى البارت السابع والعشرون بقلم رحاب زين كامله 


رواية أسوار الإنتقام البارت الحادي والعشرون حتى البارت السابع والعشرون بقلم رحاب زين كامله 


 🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الواحد و العشرين 


"يمه انا طالعة شوية و جاية " صرخت شيماء من أمام الباب وهي ترتدي حذائها لتخرج سريعا متجنبة تحقيقات والدتها الغير متناهية     


                      


أسرعت بخطواتها لحيث وجهتها حتي وصلت إلي تلك المنطقة الهادئة بأحد الغيطان خلف مبني من الحجر ذو دور واحد 

كان يجلس بانتظارها بينما يلعب بالزرع بين يداه مرتديا بنطاله الجينز و قميصه الشبابي ما يجعل خافقها يسرع إليه 

"طارق " نطقت اسمه بلهفة و دلع لينظر لها بابتسامة تنير داخلها    


                      


"يا قلب طارق اتاخرتي "اخبرها لتجلس بجانبه بدلع 

"مش جوي يعني دا اني جاية جري بس عقبال ما عرفت اخلع من امي " أخبرته 

"ولا يهمك ولو جوي استناكي العمر كله انتي بس لما بتتاخري كدا بتوحشني زيادة و اصلا انتي بتكوني وحشاني يا حبيبتي " اخبرها بنبرة ثقيلة ليجعلها تذوب بمكانها 

"واني اتوحشتك جوي " أخبرته ليمسك يدها وهو ينظر إليها 

"طب ايه القمر دا بس القمر دا كله عشاني " و بدأ يلقي عليها بكلمات غزله الصريحة التي تجعلها كالعجينة بين يداه يشكلها كما يرغب و يشاء     


                      


.

.    


                      


"تمام كدا اوي اتواصل معاهم بقا و حضر الاجتماع وياريت يكون بكرة عشان نخلص من الموضوع دا و نفوق شوية " قال حمزة لعلي 

"تمام هكلمك بنفسي عشان ننجز ، الصفقة دي لو تمت هنرتاح فعلا هيبقي فاضل بس صفقة شركة الجبران اللي اجلها احمد باشا و مش عارفين هنرجع نستأنفها امتا  بس لو دي كمان تمت هيفرق جامد و يبقي كدا وصلنا لمستوي تاني " قال علي متنهدا     


                      


"فعلا مش بس هتبقي وصلنا لمستوي تاني بس انا كدا هعرف العب براحتي مع عمامي حبايبي اللي سايبهم انا متهنيين الشوية دول " قال حمزة بابتسامة ساخرة ليضحك علي عليه 

"تمام يا وحش هقوم انا اشوف الدنيا ، هتخرج انت ولا ايه "

"اه هعدي علي الشقة الاول اشوف العمال وصلوا لايه و بعدين هروح اجهز للحفلة انت جاي مش كدا " 

"اكيد طبعا ما انت عارف معاذ هيموتني لو مرحتش لو هو عتقني أخته هتشعلقني " أخبره بضحكة ليضحك حمزة عليه بمتعة     


                      


"تمام روح خلص اللي وراك و الحق المدام بدل ما تتشعلق يا همام " 

خرج علي ضاحكا كما حمزة الذي وقف مكانه ليرتدي جاكيت بذلته خارجا متجها حيث شقته و التي يذهب إليها في الصباح الباكر يستقبل العمال و يترك معهم البواب ليتابعهم لثقته به حيث 'عم سيد ' البواب و زوجته هم من يهتمون بشقته دائما و ينظفونها و لا يسمح لغيرهم بدخولها 

ثم يعود إليهم بعد انتهاء عمله الضروري حتي ينتهوا من العمل و يغلق الشقة ثم يرحل و لكن اليوم سيترك تلك المهمة لعم سيد حيث عليه العودة و التجهز لحفلة الليلة بالنادي     


                      


.

.    


                      


"حلو بجد يا دانية يعني شكلي طالع حلو كدا و هخطف عينيه " سألت داليدا بتوتر وهي تقف أمام المرآة تنظر لنفسها ترتدي فستان باللون الوردي استقرت عليه بعد الكثير من البحث و إقناع دانية لها به ، كان الفستان نصف كم و لكن كمه ساقط عن أكتافها ' off shoulder ' ينزل مجسم علي جسدها حتي منتصف ساقها وهناك ذيل به يحيط وسطها بشكل راقي و منفوخ قليلا لركبتها ، ارتدت حذاءها العالي بينما صففت شعرها العسلي بشكل انيق حيث جمعت جزء منه من الجانب تاركة لقيته يتنفس علي ظهرها و كتفها ، مكياجها كان رقيق و ناعم 

كانت تبدو جميلة و جذابة     


                                  


              

                    


"زي القمر والله و مش هتخطفي عينه بس هتخطفي عين كل الموجودين يا ستي والله " أخبرتها دانية بابتسامة لتنظر الأخري لنفسها مجددا بينما تتنهد     


"تمام بس تفتكري هيتكلم معايا " قالت بملامح قلقة     


صمتت دانية قليلا لتتحدث بنبرتها القوية الجدية " بصي يا ديدا انا معرفش شخصية معاذ ايه بس ايا كان رد فعله لازم تتقبليه الموضوع عدا عليه سنتين وهو ميعرفش ظروفك اللي مريتي بيها و سبب خطوبتك لحمزة اصلا مش عايزاكي ترفعي سقف احلامك لفوق من اللي هيحصل النهاردة مش بحبطك والله بس لازم تكوني واقعية شوية اهم حاجة انك تكلميه و توصليله مشاعرك و الباقي بالتدريج " شرحت لها محاولة اراحتها و لكن لا تريد أن ترفع من آمالها عاليا فتنكسر عند السقوط 

ما حدث منذ عامين لا يعلمه أحد غير المعنيين و رغم ما عاشه معاذ من سليم فهو لم يفهم شيئا و لم يشرح له أحدا ما يحدث ليصدم بعدها بخطوبة محبوبته لآخر 

لا تتوقع أنه سيأخذها بين أحضانه و يحمد الله علي عودتها فذلك لن يكون واقعي ولا يحدث بالحياة الواقعية و حتي أن كانت ابنة خالتها كباربي فحتي باربي يجب أن تواجه الصعوبات قبل نهايتها السعيدة 

مع ذلك فهي تأمل الأفضل تأمل أن يستمع لها و يتجاوب معها فيريح قلبها و لا يكسره     


"ربنا يستر " قالت داليدا بنبرة خائفة لتعود مجددا لمرآتها تتلفت حول نفسها 

ابتسمت دانية بخفة وهي تنظر لابنة خالتها المتوترة بحب لم تتخيل يوما أن يتقربا هكذا لطالما رأت داليدا تلك الفتاة المدللة التافهة التي تعيش حياة مترفة  و ربما جزء من ذلك صحيح و لكن  هي أيضا واجهت الصعاب ، هي أيضا لديها ندبة في الخفاء 

إدراكها لذلك جعلها تشعر بالسوء و الحزن ، لا تعلم لماذا ربما عيشهم معا تلك الفترة الصغيرة جعل رابط الدم بينهم ينتعش فأصبحت تراها كشقيقتها التي لا تحتمل ضيقها ولا حزنها ، و كعادة دانية لمن تحبهم فبدأت تشعر بالمسؤولية تجاهها     


"هروح اجهز انا كمان " قالت دانية لترحل عائدة لغرفتها تاركة داليدا مع نفسها و أحلامها و تخيلاتها     


.

.    


مر الوقت و جهز الجميع للذهاب الي الحفل حتي كبار عائلة الشريف و الذين كانوا من أهم أعضاء النادي     


كان الجميع ينتظر بغرفة الجلوس متأنقا رجال الشريف ببذلاتهم الأنيقة و نسائهم بكامل حليهم بجانبهم ، داليدا المجهزة مسبقا و منذ وقت طويل 

هبطت جايدة مرتدية فستانها الاخضر القصير برقبة عاري الكتفين يهبط ملتفا علي جسدها بأناقة حتي الركبة تاركة شعرها بحريته خلف ظهرها بينما تضع مكياج رقيق و راقي 

و اخيرا دانية ذات الفستان الاسود ذو الأكمام الطويلة ترفع شعرها كالعادة و تضع مكياجها الهادئ 

كانت دانية تتحدث مع داليدا عندما هبط حمزة مرتديا بذلته ذات اللون الرصاصي الغامق بأناقة 

"جاهزين يا جماعة " سال ليصمت بعدها وهو ينظر لحوريته السوداء ترتدي الأسود كالمعتاد 

عقد حاجبيه بغيظ وهو ينظر إليها لا ينكر جمالها الأخاذ و لا ينكر كيف يليق بها الاسود كما لا يليق بغيرها و مع ذلك هناك تلك النية الصغيرة بداخله أن يراها بلون اخر فهو لا يزال يتذكر كم كانت مبهرة بالذهبي في حفلتهم 

لذا متذكرا وعده أن يجننها احكم فمه ليمنع ابتسامته من الظهور     


            


              

                    


"آه يا حبيبي يلا بينا " قالت ناهد 

"هنروح احنا البنات معاك يا حمزة و الكبار فعربية " قالت جايدة وهي تتحرك حاملة حقيبتها     


"لا معلش يا جماعة روحوا انتوا عشان متتاخروش و انا هستني دانية لحد ما تجهز و هنيجي مع بعض " قال وهو ينظر إليها لتنظر هي إليه باستغراب عاقدة حاجبيها 

" اجهز ايه منا جاهزة اهو " قالت باستغراب 

"هو انتي ناوية تروحي كدا لابسة اسود " سألها بينما يحرك حاجبيه باستفهام 

نظرت إليه باستغراب " آه ماله الاسود و بعدين انت مالك " قالت وقد بدأت تتعصب فأكثر ما يغيظها هو أن يتحكم بها أحد 

"الاسود ملوش بس مش حلوة و انتي لسة عروسة تظهري للناس بالاسود و مالي دي بقا منا جوزك " قال ببرود و نبرة مستفزة جاعلة الجميع يكبحون ابتسامتهم علي ذلك الجدال الحاصل أمامهم أما دانية تكاد تنفجر     


"الاسود ملوش علاقة باللي انت بتقول عليه دا دا لون ملكي و اعتقد أنه واضح اني في حداد علي أهلي " كانت ستكمل و تخبره أنهم متزوجين علي ورق فقط ولا يحق له التحكم بها و لكنها تحكمت بنفسها فلا تريد اي مشاكل بين أفراد العائلة الذين حاولوا جهدهم لاتمام الزواج     


"مقولتش حاجة حداد علي اهلك موافق بس دا بردوا ملوش علاقة بالاسود الحزن مش بالالوان دا في قلبك و بعدين احنا رايحين حفلة ، اول حفلة بعد اشهار جوازنا مش حلوة الناس تشوفك لابسة اسود اول مرة تظهري معايا " اخبرها لتغمض عيناها بغيظ محاولة التحكم باعصابها    


"اعتقد أننا لازم نمشي عشان منتأخرش اكتر من كدا " قالت متجاهلة حديثه تحمل حقيبتها بينما الجميع ينظر اليهم منتظرين رد فعل حمزة الذي جلس ببرود وهو يقول     


"اسف بس لو مغيرتيش فستانك و لبستي حاجة تانية ملونة مش هنروح الحفلة "     


"افندم " قالت بصدمة 

"والله دا حقي انا جوزك و لما اقولك متروحيش مكان لازم تسمعي الكلام زي بردوا لما اقولك غيري فستانك مش عاجبني تسمعي الكلام " قال وهو ينظر لعيناها بابتسامة لعوبة     


رفعت يداها لرأسها مغمضة عيناها محاولة تماسك نفسها و غضبها بينما هو ينظر إليها باستمتاع شديد 

"نينة من فضلك قولي حاجة " قالت مستعينة بجدتها فلا طاقة لها لمجادلته بوجودهم     


"حمزة معاه حق يا حبيبتي مينفعش عروسة و تظهري للناس اول مرة بالاسود و بعدين فالاول و الاخر دا جوزك هقول ايه انا " قالت جدتها وهي سعيدة بداخلها لما يفعله حمزة     


"انكل محمود " نطقت من بين أسنانها محافظة علي رباطة جأشها 

"سوري يا دانية بس دا جدال بين راجل و مراته ميصحش أتدخل " قال بعد أن غمزت له فريدة بابتسامة معجبة بما يفعله حمزة     


اومأت دانية و قد ملأ البرود ملامح وجهها لتنظر إليه بابتسامة مغتاظة" تمام ، وانا مش هروح الحفلة " قالت و اتجهت حيث الدرج صاعدة غرفتها بينما هو يعض علي شفاهه بابتسامة من عندها 

ولكن داليدا توقفها " دانية مينفعش متجيش احنا اتفقنا علي ايه " ثم اتجهت إليها لتكمل بهمس " بليز مينفعش تسيبني لوحدي فيوم زي دا " 

نظرت دانية لابنة خالتها التي تنظر إليها بترجي متذكرة كل ما مرتا به منذ الصباح لتتنهد بقلة حيلة 

"معنديش دريس تاني غير الاسود " قالت بمحاولة أخيرة لتغيير رأيه و الحفاظ علي موقفها 

"جايدة و داليدا دواليبهم هتنفجر من كتر الفساتين و كل الالوان اختاري اللي تحبيه و ياريت يكون لون فاتح " قال حمزة بابتسامة وهو ينظر اليها لتشعر بالغضب أكثر و كأنها ستنفجر في أي لحظة لتصعد بخطوات قوية ضاربة بقدمها السلم صاعدة حيث غرفة داليدا أو جايدة فتأخذ أحد الفساتين     


ما أن اختفت حتي ضحك الجميع علي ما حدث لتقترب درية منه وهي تقول بحب 

" والله لبوسك علي اللي انت عملته دا " قبلت خده بحب و امتنان " اخيرا جه اليوم اللي اشوف حد يقف قدامك يا بنت عبد العزيز و يكسر دماغك " 

ضحك الجميع علي كلام درية و فرحتها بحفيدتها 

"متضحكوش دي لو متعملش معاها كدا مش هتغير الاسود اللي هي لزقالي فيه دا ، دا احنا لبسنلها الدهبي بعد طلوع الروح يوم الحفلة المجنونة كانت عايزة تلبس اسود " قالت     


"خلاص يا ماما اهو حمزة موجود يسويها براحته بس علي نار هادية و النبي يا حمزة بدل ما تنفجر فينا أنبوبة البوتجاز اللي فوق دي انت متعرفهاش لسة " قالت فريدة بضحكة ليضحك الجميع عليها     


"طب يلا احنا عشان منتأخرش و تعالوا انتوا براحتكوا " قال أحمد الشريف ليوافقه الجميع راحلا أما هو جلس ينتظرها طالبا من جوليا تحضير كوب قهوة له     


.

.    


"هو فاكر نفسه ايه قال جوزك قال و حقي طب كاك كسر حقك يا حمزة بقا انا انا دانية الجبران حد يمشي كلمته عليا و يتحكم في لبسي ماشي يا حمزة انا هوريك مكونش دانية الجبران أما ندمتك علي الحركة دي .. والله اصلا لولا داليدا ماكنتش رحت ام الحفلة اصلا و كنت قعدت في البيت عند ، قال عروسة مينفعش تلبس اسود و جوزك و حقي .. الواد دا صدق نفسه بس حاضر " كانت تحدث نفسها وهي تغلي من الداخل 

فدانية الجبران ابنة عبد العزيز الجبران ، تلك الفتاة القوية صاحبة الشخصية المستقلة و الرأي الصائب ، تلك الفتاة التي لم يتدخل بقراراتها أحد سواء بملابسها بمأكلها بمشربها لم يتأمر عليها أحد حتي والديها تركا لها حرية اختيار ما تريده ربما يعطون رأيهم و يخبرونها الافضل و لكن إن يأمرها و يتأمر عليها شخصا لم تحدث بحياتها 

حتي يأتي حمزة مستخدما تلك الورقة التي تقول انهم زوجين ليتحكم بما ترتديه و يكسر كلمتها 

الغليان وصل رأسها و تشعر بالدخان يخرج من أذنيها لتتنهد متنفسة بعمق ثم تهبط بعد أن نظرت لنفسها نظرة أخيرة راضية    


كان جالسا يتفحص هاتفه بينما كوب قهوته منتهي أمامه 

"انا جاهزة " قالت ليرفع رأسه يناظرها فيتصنم بمكانه غير قادرا علي الكلام ،الحركة أو حتي الرمش 

كانت ترتدي فستان نبيتي غامق طويل ذو أكمام و لكن ساقطة قليلا مظهرا رقبتها حتي اعلي صدرها مظهرا بياض بشرتها الناصعة و عمق ترقوتاها يهبط مجسما علي جسدها الممشوق الأنثوي بمثالية حتي الاسفل وهناك فتحة صغيرة حتي الركبة تظهر عند حركتها ، تركت شعرها مرفوع كما هو عدا بعض الخصلات المتمردة علي وجهها الجميل الخالي من ادوات التجميل عدا عن ذلك الروج الاحمر الداكن الذي يزين شفاهها باغراء 

ابتلع حمزة ريقه بصعوبة لاعنا نفسه لاصراره علي تغيير فستانها فما مشكلته مع الآخر كان ذو أكمام لا يظهر الكثير من رقبتها و واسع لا يظهر جمال مفاتنها 

"مش يلا اتأخرنا ، بتهيقلي كدا مظهر حلو اوي لعروسة جديدة مش كدا " قالت بخبث و ثقة بعد أن رأت نظراته المعجبة ثم انعقاد حاجبيه المفاجئ     


نظر إليها حمزة عاضا علي شفتيه بغيظ يريد اخبارها أن تغير هذا الفستان أيضا و لكنه يعلم ما تفعله هنا هي تريد اغاظته و رغم غيرته الشديدة تحامل علي نفسه 

"يلا بينا " قال بينما يتغصب ابتسامة علي وجهه الوسيم 


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل الثاني و العشرون


                      


وصلت عائلة الشريف الي الحفل ليخطفوا الأنظار كعادتهم ، اتجهوا لطاولتهم بهدوء بينما يلقون السلام علي الحاضرين 

وقفت جايدة تصور بعض الصور بينما ترمي السلام علي البعض فليس لديها الكثير من الأصدقاء هي فقط تنتظر حضور دانية و شقيقتها خديجة 

أما داليدا التي ما أن وصلت اخذتها ريم 

"ايه القمر دا كله" قالت بحب لصديقة طفولتها 

"بجد يا ريم شكلي طالع حلو هعجبه " تسائلت داليدا بقلق بدأ في الظهور أكثر فأكثر 

"يبنتي انتي مشفتيش نفسك قبل ما تنزلي بلاش مشفتيش الشباب بصولك ازاي اول ما دخلتي دا البنات هيموتوا من الغيظ بسببك " قالت ريم بينما تضحك لتضحك داليدا معها و قد شعرت بالهدوء قليلا     


                      


"طيب يلا حضري نفسيتك الحلوة كدا عشان معاذ هناك اهو وصل و حاولي تكلميه " أخبرتها ريم بينما تشير إليه 

نظرت داليدا لتجده واقفا ببذلته السوداء الراقية كان يبدو ساحرا و لكن .. حوله الكثير و الكثير من الفتيات ما جعلها تعقد حاجبيها بضيق و تعض شفاهها بغيظ علي ابتسامته الساحرة لهن     


                      


"لا انا هستني دانية لما تيجي " قالت وهي تفرك يداها بتوتر بينما نظرها لم يهبط من عليه 

"تعالي صحيح انا لحد دلوقتي مش فاهمة حوار دانية دا ازاي فجأة كدا اتجوزت هي و حمزة و بعدين انتي داليدا اللي مكنتيش طايقاها دلوقتي مستنياها فهميني " قالت ريم باستغراب و مرح     


                      


"موضوعها هي و حمزة جه صدفة كدا و لسبب ميخصنيش بس الظاهر أن حمزة بيحبها اصلا و يا ستي الموضوع كله اني كنت فاكراها حاجة و طلعت حاجة تانية مطلعتش معقدة و متخلفة و جاهلة و مسترجلة  زي مانا فاكرة بالعكس هي بس شخصيتها قوية و جدعة اوي و بصراحة كلامها مريح و نصايحها معقولة و فالاخر متنسيش انها بنت خالتي يعني الدم بيحن" قالت داليدا بابتسامة جميلة لتضحك فالاخر فتضحك معها ريم 

"شوقتيني أشوفها علي الحقيقة و اتعرف عليها بس الصراحة الصور بتقول انها حلوة " 

"اكيد حلوة مش بنت خالتي و بعدين خالتو شهيرة كانت حاجة قمر كدا و دانية واخدة شكلها ... هما البنات الملزقة دي مش هتمشي من جنبه بقا " أنهت كلامها بغيرة و غيظ لتضحك ريم 

"أنا رأيي شوفي أول فرصة تلاقيها مناسبة و كلميه سواء دانية كانت جت أو لا " قالت ريم لتومئ لها داليدا موافقة     


                      


.

.    


                      


مر بعض الوقت ليصل حمزة مع دانية اخيرا 

ما أن دخل الثنائي الحفل حتي جذبا انتباه الحاضرين فقد كانا ثنائي رائع و مثالي 

اتجها حيث طاولة العائلة يلاحظ حمزة نظرات الشباب لدانية فيعقد حاجبيه بغيظ 

سلمت دانية علي خديجة 

"ايه القمر دا بس الفستان هياكل منك حتة " قالت خديجة باعجاب 

"عينيكي الحلوة يا قلبي ،امال فين ساري " 

"سيبته مع الدادة بتاعته هيبهدلني لو جبته " أخبرتها لتشعر بعدها بيد حول وسطها فتجده زوجها حسين 

"اعرفك حسين جوزي كان مسافر ساعة كتب الكتاب فمتقابلتوش، ودي تبقا دانية مرات حمزة اخويا " عرفتها لتسلم دانية عليه بابتسامة مجبرة ملاحظة نظراته الغريبة تجاهها 

انقذتها داليدا من ذلك اللقاء الغريب وهي تشدها " تعالي يا بنتي اتأخرتي ليه " 

"متأخرتش يا ديدا و بعدين اديكي شفتي تصرف حمزة اعمل ايه انا " 

"خلاص خلاص بس الدريس تحفة عليكي " قالت باعجاب 

"ميرسي يا روحي المهم عملتي ايه " 

"ولا اي حاجة عمالة اتفرج عليه من بعيد قلبي عمال يدق جامد و خايفة اوي و اصلا اديكي شايفة كل البنات لازقين فيه اعمل ايه " قالت بإحباط 

"اهدي الاول كدا مينفعش تروحي تتكلمي معاه بتوتر و خوف كدا لازم تكوني قوية وواثقة فنفسك مينفعش تباني ضعيفة فالاخر انتي داليدا الشريف مش اي حد " قالت دانية باعثة بعض الثقة بنفس الأخري     


                      


بينما كان حمزة يلقي السلام علي صديقه علي و زوجته الجميلة (مي) والتي تكون شقيقة معاذ 

مي 'الف مبروك يا حمزة و سوري معرفتش احضر كتب كتابك " 

"ولا يهمك يا مي والله يبارك فيكي اهم حاجة انتي عاملة ايه و اخبار الحمل ايه " قال حمزة بابتسامة خفيفة 

مي "تاعبني والله بس الحمدلله عقبالك " قالت وهي تمسح علي بطنها بابتسامة بيننا يقبلها علي علي رأسها بحب 

"ربما يقومك بالسلامة " قال حمزة بحب اخوي لهذا الثنائي 

"طيب ايه متجيب مراتك عرفني عليها "     


                      


ذهب حمزة لاحضار دانية و يعرفها علي مي و التي استطاعت خطف قلب دانية بروحها المرحة و خفة ظلها     


                      


أما بمكان اخر بالحفلة كانت تقف بجانب شقيقها تنظر إليهم بغيظ شديد ، تري كيف يمسك حمزة بخصر زوجته بتملك و أن ابتعدت لاحقتها عيناه 

يبدو عاشقا مغرما و هذا لن يكون جيد لها و مع ذلك لمعت عيناها بتحدي و إصرار " بردو هخلص منها و هتبقى ليا يا حمزة ماهو مش ماهيتاب السباعي اللي هتقف قصادها واحدة صعيدية متخلفة زي دي "     


                      


.    


                      


كانت أجواء الحفلة لطيفة بالمجمل اندمجت دانية مع خديجة و جايدة و مي حتي داليدا و ريم بالرغم من توتر داليدا الملحوظ و نظراتها المسروقة لمعاذ بين كل حين     


                      


قاربت الحفلة علي الانتهاء لتلاحظ داليدا ابتعاد معاذ عن الزحام لتسرع خلفه مدركة انها فرصتها الان     


                      


"معاذ " نادته بلهفة ليتوقف و هو يعطيها ظهره ثواني ليستدير لها ينظر إليها ببرود 

"افندم " 

توترت داليدا من نبرته و لكنها شجعت ذاتها لتتحدث 

"احم الف مبروك البطولة " رغم نبرتها المتوترة كانت بها سعادة و فخر

"متشكر " كان سيرحل لتوقفه 

"استني " تأفف بضيق لينظر لها بينما يرفع أحد حاجبيه "خير " 

ابتلعت ريقها " انا .. انا انت عرفت صح يعني انا و حمزة سيبنا بعض " 

ابتسم معاذ بسخرية " اه اتصدقي نسيت اباركله جوازه بس مراته حلوة تستاهل بيقولوا انها بنت خالتك هه" 

كاد أن يرحل مجددا لتوقفه 

"معاذ استني " توقف بضيق لينظر إليها فقررت إنهاء الأمر و أخباره بمشاعرها فليس لديها ما تقوله غيرها     


                      


"معاذ انا لسة بحبك " قالت وهي تنظر له بلهفة لا تعلم ماذا تتوقع و لكنها تتمني أن تري ابتسامته أو لهفة عيناه علي الاقل و لكن ما رأته كان مختلف 

نظر إليها بغضب بضيق بحقد " لا والله و دا علي أساس أن انا الاستبن بتاع سعادتك مش كدا ، انتي عبيطة و لا بتستعبطي فاكرة ايه فاكراني هفرح و اتنطط عشان قولتيلي بحبك و اخدك فحضني و اقول رجعتلي  علي أساس أن انا ساذج للدرجاتي " قال بغضب مكبوت ليقترب منها و يكمل بحقد " انا كنت مرمي فالمستشفي متكسر مليون حتة و حتة  بسببك و مكنش هاممني بردو غيرك بدل ما أقلق علي نفسي قلقان عليكي و مستني أخرج من المستشفي عشان اطمن عليكي و لما  أخرج الاقيكي اتخطبتي لابن عمك و لما اطلب تفسير تتجاهليني و تقوليلي اللي بنا خلص و دلوقتي جاية تقولي بحبك علي أساس اني لعبة فاديكي تبعدي وقت ما تحبي و ترجعي وقت ما تحبي ، لا فوقي يا ماما انتي صفحة و انا حرقتها"     


                      


تهشرج صوتها بالبكاء لا تصدق ما يقوله لم تتوقع هذا ابدا " لا انت انت مش فاهم انت متعرفش حاجة " هبطت دموعها غير محتملة نظراته إليها 

" وميهمنيش اعرف " انهي كلامه ليرحل     


                      


سقطت هي علي الارض باكية غير مصدقة ما حدث     


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الثالث و العشرون 

                                    

                                          


انتهت الحفلة ليرحل الجميع و كل شخص بافكاره و مشاعره الخاصة 

و بمجرد وصولهم الفيلا كانت المفاجأة 

و كأن توتر أعصابهم و ما عاشه كل فرد منهم لا يكفي لليوم فيزيد عليه توتر جديد     


                      


كان سليم يجلس بغرفة جلوسهم المعتادة أمامه كوب قهوته 

تصنم الجميع لرؤيته لا يصدقون أعينهم ليخرجهم من صدمتهم صرخة جايدة السعيدة و التي قفزت علي شقيقها تحتضنه بشوق خلفها خديجة التي لا تصدق عيناها 

كان يضمهم إليه و يسلم عليهم بسعادة و لكن عيناه لم تنزل عنها 

تقف متصنمة لا تصدق عيناها تنظر إليه بغير تصديق و كأن أحداث ما عاشته منذ عامين تمر أمامها الان شعرت بالضعف و الخوف تجمعت الدموع بعيناها رافضة ما تراه فأسرعت الي غرفتها دون السلام     


                      


وقف احمد امام ابنه ليضمه بشوق و حنان "كدا يا سليم حرام عليك يبني  سنتين معرفش اخبارك ولا بترد عليا ، بس معلش اهم حاجة انك رجعت بالسلامة " ضمه مجددا متجاهلا برود سليم معه في النهاية هو ابنه فلذة كبده اشتاقه كثيرا 

رحب به الجميع لعودته فكان وديا مع أغلبهم عدا والده و عمه 

انتظر حمزة للنهاية ليقف أمامه " حمدالله علي السلامة " 

"الله يسلمك " أجاب سليم ببرود فبالنهاية حمزة كان أحد أسباب ابتعاد حبيبته عنه 

سحب حمزة دانية لتقف بجانبه "اعرفك دانية مراتي و دا يبقا سليم ابن عمي يا حبيبتي " قال وهو ينظر بعين سليم كأنه يخبره لم أكن يوما ساتزوج بمن احببت لم أكن يوما سأطعنك هكذا قابل زوجتي و حبيبتي فهي أخري     


                      


"اهلا بيكي و مبروك " قال سليم ببرود 

لتجيبه دانية بذات البرود و ربما أكثر " اهلا ، متشكرة" 

ربما ما كان يجدر بها ذلك و لكن مع هذا بمجرد أن أدركت هويته حتي تذكرت حالة ابنة خالتها و هي تقص عليها ما حدث معها و ما فعله بشأنها كيف كانت ترتجف و خائفة لمجرد ذكره     


                      


جلس الجميع معا يرحبون بالعائد لتستأذن دانية فيذهب حمزة خلفها و قبل أن تغلق باب غرفتها سبقتها يداه 

"بتعمل ايه " قالت باستغراب 

نظر إليها باستمتاع ليتحدث سعيدا بما سيحدث " هبعتلك صفية تساعدك لمي حاجتك و فضي الاوضة دي عشان هتنقلي معايا فالاوضة "  اخبرها 

"افندم ايه الهبل اللي انت بتقوله دا " قالت باستنكار 

استند علي الباب بخفة ليكمل " بقول اللي سمعتيه و دا مش هبل يا حبيبتي الاوضة اللي انتي قاعدة فيها دي تبقي بتاعت سليم اصلا وهو رجع و اكيد عايز اوضته " شرح لها ليرفع كتفيه بالنهاية ليخبرها كم أن الأمر بسيط     


                      


نظرت دانية خلفها حيث الغرفة " تمام هفضي الاوضة بس دا مش معناه انقل اوضتك خلي جوليا تجهزلي اي أوضة تانية " أخبرته بصرامة     


                      


"اولا مفيش اي أوضة تانية غير أوضة الضيوف و طبعا مينفعش تنقلي فيها يعني و بعدين يا حبيبتي متنسيش ان انا جوزك و الطبيعي انك تكوني معايا فاوضتي مش معني اني سيبتك اليومين دول يبقي دا الوضع اللي هيستمر "     


                                  


              

                    


"احنا اتفقنا أن جوازنا علي ورق "قالت بتوتر 

"و اتفقنا بردو أن هاخد كل حقوقي الزوجية منك غير النقطة دي وواحد من حقوقي أنك تشاركيني اوضتي يلا يا روحي مستنيكي " 

رحل حمزة تاركها خلفه تقف لا تعلم ماذا تفعل تلعن ذاتها مئة مرة لما تتوتر أمامه لما تصبح بذلك الضعف و ترضخ لقراراته و لكن بالنهاية هو محق ستفعل ما يريد الان حتي لا يشك أحد بالوضع و ايضا ليلتزم باتفاقهم الاول     


.

.    


أما بغرفة داليدا 

ما أن صعدت غرفتها حتي أغلقت الباب خلفها بالمفتاح لتسرع بعدها لنافذة غرفتها و تغلقها باحكام ثم تتكور حول نفسها جالسة بأحد اركان الغرفة تنحدر دموعها بخفة علي وجنتيها بينما تضع يدها علي فمها لتمنع صوت بكاءها من التسرب للخارج 

لماذا عاد ، لماذا الان ؟ 

جميع مواقفه السيئة ووحشيته التي أظهرها لها خلال الشهرين قبل رحيله كانت كفيلة لتجعلها مرتعبة منه و من وجوده بنفس المكان معها 

لا تصدق ما يحدث معها لما يحدث هذا لها ، لماذا عندما انتهي كل شئ و ظنت أن الحياة بدأت بالازدهار لها مجددا يحدث هذا كصفعة قوية تنبأها أن الأمر ليس بتلك السهولة و ربما ليس ابدا 

حبيبها الذي تمنته و إرادته بكل لحظة من حياتها يبدو أنه كرهها ، لا تصدق كم الحقد و الكره و الغضب الذي كان يحدثها بهم الهذه الدرجة سقطت من عيناه أحقا ألقاها خارج قلبه و لكنه لا يعلم شئ ، لا يجب أن تكون نهاية حكايتهم هكذا قلبها يرفض القبول 

و من جهة أخري سليم ، ذلك الوحش المرعب بالنسبة لها أعاد ليكمل ما تركه ناقصا ، ارتجف جسدها عند هذه النقطة لتضم نفسها اقوي و تغلق عيناها بقوة رافضة التذكر     


.    


نقلت اشيائها لغرفته كما قال بمساعدة صفية لتجلس علي السرير بهدوء متمعنة في كل شبر من الغرفة لتقع عيناها علي المرآة فتري نفسها مرتدية جاكيته الخاص بالبدلة 

عادت بذاكرتها للحفلة     


'كانت تقف  مع العائلة بطاولتهم المخصصة بجانبها حمزة و الذي لم يكف عن ازعاجها و لمسها طوال الحفل سواء بامساك يدها أو الاحكام علي خصرها 

وعلي الرغم من انزعاجها بسبب ذلك لن تنكرر تلك السعادة الداخلية و التي تجيد إخفائها بما يفعله     


كانت تضع يداها حول ذاتها خاصة عند عنقها و نحرها بين الحين و الآخر منزعجة من الفستان الذي ترتديه فهي لم تعتد ارتداء فستان كاشف كهذا لطالما كانت ثيابها تخفي أكثر مما تظهر و لن تنكر أن اختيارها لهذا الفستان كان عندا لحمزة و فقط و الان تشعر بالندم و عدم الارتياح باختيارها الذي وقعت هي بمساوءه خاصة نظرات الرجال التي تلاحقها بكل مكان     


لاحظ حمزة هو الآخر حركة يدها ليعتقد انها قد بردت لذا نزع جاكيته الخاص ليضعه علي كتفيها 

تفاجئت من الأمر و حاولت الاعتراض و لكن لم يسمح لها حمزة ليهمس باذنيها بحزم " اياكي تشيليه اصلا بردانة و بعدين كفاية اني سايبك لحد دلوقتي بيه و نظرات اللي يسوي و ميسواش عليكي " 

نظرت إليه عاقدة حاجبيها لتحاول نزعه مجددا و لكن كانت يده حائلا لمحاولتها "دانية متختبريش صبري خلي الزفت عليكي مش عايزين مشاكل قدام الناس "     


            


              

                    


كانت تريد العند معه و التصميم علي رأيها و لكن بداخلها سعدت بهذا الجانب أنه اخفي جسدها جيدا كما تحب إلا أن الدفئ الذي احاطها و رائحة حمزة الملتصقة بالجاكيت و التي تغلغت لأنفها و دواخلها أجبرتها علي الانصياع له فشدت علي الجاكيت حولها أكثر بدون شعور     


أما هو فابتسم ابتسامة سعيدة ينظر إليها بنظراته العاشقة ، أراد أن يفعل هذا منذ رآها بهذا الفستان و قبل دخولها للحفل و لكنه يعرف عنادها جيدا و كم أنها ذات رأس يابس لذا بلع ضيقه و غيرته حتي هذه اللحظة معبرا عنها فقط بتمسكه الشديد بها كأنه يرسل لكل من ينظر إليها إلا تفعل هي لي ملكي 

ناهيكم عن شكلها اللطيف داخل الجاكيت باعثا لقلبه الدفء و السعادة 

'    


أفاقت من ذكرياتها وهناك ابتسامة خفيفة تزين ثغرها ، نظرت لنفسها بالمرآة لتري تلك الابتسامة فتعبس فورا ناهرة نفسها عما تفعله فلا مكان للحب بحياتها الان     


.

.

.    


عند حمزة الذي هبط يخبر والدته بانتقال دانية إليه و اخلاء الغرفة لأخيه ثم يخرج تاركا الجميع ملتف حول سليم للاطمئنان عليه و معرفة أخباره     


رحل هو متجها لمنزله شقيقته خديجة متذكرا ما حدث بالحفل و إدراكه اخيرا لسبب حزن شقيقته     


' بعد موقف حمزة اللطيف مع دانية و الجاكيت خاصته تركهم متجه لدورة المياه ، أثناء عودته تفاجئ برؤية حسين زوج شقيقته يقف مع فتاة أخري بوضع مخل حيث يحيط خصرها بيديه بينما هي تحيط رقبته يتحدثان لتصدر ضحكة مخلة من الفتاة معه بينما هو يقبل خدها فرقبتها 

عند هذا الحد لم يتحمل حمزة الأمر فقد غلي الدم بعروقه ليحمر وجهه و تبرز عروق رقبته و يده فيتجه إليهم ليدفع الفتاة بقرف ثم يمسك صهره من تلابيب قميصه بغيظ

"ايه القرف اللي بتهببه دا ها انت بتخون اختي يا ذبالة " زجر به 

ليصدم حسين مما حدث لم يتخيل أن يراه احد و خاصة من اهل زوجته 

لم يعرف بماذا يجيب  و لكن حمزة لم ينتظر الإجابة حيث شده إليه ليضربه برأسه فيسقط حسين بالأرض و أنفه ينذف 

"دي الأمانة دا انت حفيت عشانها فالاخر تخونها و مع ذبالة زي دي ، مش عايز اشوف خلقتك حولين خديجة انت فاهم "     


تركه حمزة ليعود الي الحفل و لكنه تفاجئ برؤية شقيقته تقف تشاهد الموقف دموعها علي خديها و يدها علي فمها تكتم شهقاتها و صوتها

اسرع إليها حمزة ليتحول من ذلك الوحش الكاسر لأخ رقيق يخشي علي شقيقته 

امسك وجهها بين يديه " حبيبتي انتي كويسة " 

"ك كنت عارفة بس ماتخيلتش اشوف دا بعيني " ضمها حمزة إليه بحزن ليقبل رأسها 

" مايستهلش دموعك مايستهلكيش ، و حياتك عندي لاجيبلك حقك " اخبرها بحنان لتضمه بقوة تبكي علي صدره خيانة زوجها 

قليل من الوقت لتجمع شتات نفسها و تمحي دموعها " حمزة مش عايزة حد يعرف اللي حصل " 

عقد حمزة حاجبيه باستغراب " قصدك ايه ما انا مش هسيبك ترجعي مع حيوان زيه "

" مش هرجع معاه هرجع معاك انت بس عشان خاطري مش عايزة بابا يعرف دلوقتي بس عايزة ساري ابني يا حمزة " أخبرته ليزفر بضيق و لكنه يوافق علي ما تريد بقله حيلة     


'

وصل أمام المنزل ليدخل إليه مخبرا المربية بإحضار ساري و حاجياته إليه و تحضير حقيبة لشقيقته باشيائها و مستلزماتها الشخصية 

بعد أن انتهت المربية عاد للمنزل حاملا ابن شقيقته معا مقررا بداخله أنه سيذيق والده الويل لما فعله بشقيقته الرقيقة     


عاد حمزة ليعطي شقيقته طفلها مقبلا رأسها ثم يرحل محترما رغبتها بالصمت و عدم الحديث حاليا ليعود الي غرفته 

و علي ذكر غرفته تذكر دانية و انتقالها إليه لترتسم ابتسامة علي شفاهه و يلمع الحماس بمقلتيه     


دخل غرفته لتسقط عيناه عليها بهيئتها الملائكية نائمة علي الكنبة متمسكة بوشاحها من البرد 

جلس علي ركبتيه أمامها يتأمل صفاء وجهها و براءة ملامحها النائمة بعشق تام 

استقام من مكانه ليحملها ثم  يدثرها ببين ملائات السرير برقة ، متمددا بجانبها دون حتي أن يغير ثيابه من التعب


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل الرابع و العشرون 

                                          


Enjoy..    


                      


صباح جديد علي منزل عائلة الشريف 

اغلب كبار العائلة استيقظوا بسعادة و راحة بال فالابن الغائب قد عاد ، عاد كل شئ كما كان و جميع أبناء العائلة بينهم و بأمان 

مع ذلك هم لم يعلموا ما يجول بخاطر كل منهم و ما يخفيه     


                      


كان سليم يقف أمام مرآته يرتدي قميصه فيخفي وشومه التي لا تعد يرسم ابتسامة متوعدة علي وجهه الوسيم متذكرا مساء الأمس     


                      


'بعد أن خلد الجميع للنوم و لم يستطع هو ، يريد رؤيتها لم يشبع عينيه بها بعد لذا تسلل خفية الي غرفتها محاولا فتح الباب بهدوء و لكنه صدم أنه موصد بالفعل 

مرة و اثنان و ثلاثة حتي استوعب عقله انها إغلقته من الداخل 

"قافله يا ديدا و ماله يا حبيبتي بردو هعرف اوصلك " انهي كلامه ليغير طريقه حيث الحديقة و يبدأ يتسلق لنافذتها كالسارق و لكن بأفكاره هو عاشق مثل روميو 

وصل بأمان ليحاول فتح نافذتها و لكنها موصدة أيضا ، ضحك بلا فكاهه متأكدا من استيقاظها داخلا بعد سماعه لشهقتها و حركتها الخائفة بالداخل 

"ولا اي باب ولا شباك يمنعني عنك يا داليدا بس ماشي هسيبك المرادي براحتك وواحدة واحدة يا قلبي مع انك وحشاني بس معلش صبرت كتير و مش باقي غير القليل ، تصبحي علي خير يا روحي " 

انهي كلامه ليقفز من نافذتها عائدا لغرفته 

'     


                      


ألقي نظرة أخيرة علي ذاته ليهبط بعدها متجها الي تجمع عائلته و الذي للحق قد افتقده كثيرا 

والده يجلس مع عمه كما العادة يتحدثان بأمور العمل بينما والدته -نعم والدته ربما لم تنجبه ولكنه لا يستطيع محو فضلها عليه و يتذكر جيدا انها الوحيدة التي وقفت معه و قبل عامين - كانت تجلس مع زوجة عمه ووالدتها يتحدثن امامهن جايدة تلاعب صغير خديجة و الذي يعرفه من الصور و خديجة بجانبهم 

ألقي تحيته عليهم ليجلس منتظر الآخرين للأفطار أو خاصه هوسه "داليدا "     


                      


بينما داليدا التي لم يزور النوم عيناها طوال الليل من خوفها الشديد و رعبها المتمثل بشخص واحد ' سليم ' خاصة بعد ما حدث مساءا عندما حاول التسلل لغرفتها 

تذكرت كل ما مرت به منذ عامين فيزداد خوفها و رعبها أكثر و أكثر     


                      


.

أما عند ابطالنا 

فكانت دانية نائمة بين أحضان حمزة الذي يلف يداه حولها بتملك بينما هي تدفن وجهها بصدره براحة و دفء 

يظهر علي ملامحهم الراحة و الاطمئنان فلا يبدو أن أحدهم يرغب بالاستيقاظ قريبا     


                      


انهي تلك الراحة صوت طرقات علي الباب و من خلفه صوت مني ابنة دادة فوزية 

"استاذ حمزة مدام دانية اصحوا يلا الفطار جاهز و الكل مستنيكوا "    


                      


افاق حمزة علي صوتها ليجيبها دون أن يفتح عيناه حتي " ماشي يا مني " فترحل هي

تملل بنومته ليشعر بها يفتح عيناه لينظر إليها تتوسط صدره براحة ، تصنم للحظات عاجزا عقله عن تحليل الوضع الحالي ثواني بعدها ليبدأ الإدراك فترتسم ابتسامة بلهاء علي وجهه بعد تفكيره أنهما قضيا الليل بتلك الوضعية 

تأمل وجهها الجميل ليبدأ بإصبعه رسم ملامحها بخفة لتنزعج هي و تبدأ تستفيق من نومها 

وينتظر هو بحماس استيقاظها و ردة فعلها     


                                  


              

                    


فتحت عيناها بخفة لتري وجهه أمامها فترتسم ابتسامة رقيقة علي شفاهها الكرزية طابعة مثلها علي وجهه الوسيم 

أغمضت عيناها مجددا دافنة نفسها بصدره أكثر لتتصنم حركتها فجأة فيعلم هو أنها بدأت مرحلة الإدراك 

ثواني فقط لتدفعه بقوة بينما تجلس بسرعة 

"انت بتعمل ايه هنا " صرخت به بينما هو أصبح علي الارض لا يعلم ايضحك علي وضعها ام علي وضعه 

رفع رأسه وهو يرجع شعره للوراء 

" بعمل ايه فاوضتي ! " 

بدأت تدرك موقفها الحالي و تتذكر لتتحدث بضياع 

"ا انا كنت مكنتش نائمة هنا كنت علي الكنبة " أنهت كلامها لتنظر إليه وهي تضيق عينها بغيظ    


تحرك هو لباب اخر بالغرفة والذي يكون خلفه الحمام " فوقي يا حبيبتي عقبال ما اخرج من الحمام عشان ننزل نفطر معاهم "     


.

.    


تجمعت عائلة الشريف علي طاولة الطعام عدا داليدا التي رفضت النزول و الافطار و مراد الغائب بسبب عمله 

تناول سليم القليل فقط كي لا يثير التساؤلات بينما يشعر بالضيق و الغيظ من داليدا ، لماذا لا تفهم أنه مشتاق لها مشتاق لرؤيتها و تأمل ملامحها 

انهي طعامه سريعا ليرحل من المنزل غير راغبا بالتواجد فيه ولا يراها     


تحدث احمد الشريف قاطعا الأحاديث الجانبية حوله محدثا دانية "دانية حبيبتي بكرة انا و عمك محمود هنسافر البلد عشان الصفقة اللي مالينا و بين شركتك مينفعش نأجل اكتر من كدا " اخبرها     


لتنظر إليه دانية وهي تتحدث بثقة " عارفة يا انكل ، المتر قالي و أن شاء الله هكون معاكوا بكرة " 

ابتسم حمزة بحماس داخله لرد فعلها عندما تكتشف أنه طرف ثالث بتلك الصفقة 

ليقاطعهم رنين الجرس ثم صوت صفية المهلي ثواني ليظهر أمامهم صفية برفقتها شاب طويل اسمر وسيم لتشرق ملامح دانية لتقف وهي تقول بسعادة " غياث اهلا بيك عامل ايه "

" اهلا بيكي يا بنت ابوي انا بخير اني كيفك " قال غيث بصوته العميق و لهجته الصعيدية لترتسم دانية بوسع فقد اشتاقت لتلك اللهجة كثيرا و ناطقيها خاصة غياث الذي يذكرها بوالدها فهو كان أقرب أبناء الدار له و تقليدا له

"الحمدلله " قالت ليحيه أيضا كل من أحمد الشريف و محمود الشريف 

و ترحب به فريدة و ناهد و الجدة درية التي كانت تذكره جيدا 

"كبرت يا غياث ماشاء الله " قالت درية بحنان 

"ربنا يخليكي يا جدة و يطول بعمرك " 

سلم علي حمزة بعد أن عرف أنه زوج دانية " يا مرحب بجوز الغالية " 

سلم عليه حمزة " اهلا بيك "     


بعد السلام و التحية طلب غياث من دانية الحديث علي انفراد لتتجه معه الي المكتب بعد استأذان عمها محمود 

بينما بالاسفل كانت جايدة تتحدث مع خديجة بعينان لامعتان لأول مرة 

" شوفتيه يا ديجا عامل ازاي والله لولا اللهجة بتاعته مكنتش عرفت أنه صعيدي شكله جنتل اوي غير حماد بتاع دا ابن عمها ، واو " 

لتضحك خديجة عليها " محسساني أن الصعايدة دول كائنات مختلفة ماهم زيهم زينا بشر  و ناس طبيعية "     


            


              

                    


جايدة بحماس " يبنتي انتي لما بتسمعي صعيدي تحسين واحد متخلف كدا وحش لا وسامة و لا نظافة و لا دماغ مش بتسمعي النكت عليهم ولا ايه ، بس دا غيييير خالص ، دا لو جه النادي عندنا البنات الملزقة اللي عندنا مش هيسيبوه " أنهت كلامها بضحكة     


لتتحدث خديجة " الكلام دا كله فكر خاطئ عليهم يا جوجو مش فارقة صعيدي من قاعري من فلاح من اي حتي تانية كلنا بشر و كلنا فينا مميزات و عيوب و كل واحد علي حسب شخصيته مش معني أنهم بيقولوا نكت بايخة عليهم انها حقيقية بالعكس أنا شايفة أن الصعايدة بالذات شخصيات قوية جدا و دماغهم كبيرة و اكبر دليل دانية و عمو عبد العزيز الله يرحمه ، هما بس ممكن يكونوا عنيدين و دماغهم ناشفة شوية " شرحت خديجة كلامها بيقين لتوافقها جايدة بقوة 

"معاكي حق فعلا انا شفت صور لعمو عبد العزيز و دياب الله يرحمهم و كمان داوود مع دانية و حسيت انهم شكلهم حلو اوي و جناتل و عمو عبد العزيز تحسي كدا هيبة اوي "     


.

.    


أما بالمكتب جلست دانية أمامها غياث 

ليتحدث غياث اولا راغبا بالاطمئنان علي تلك الصغيرة التي يعتبرها شقيقته 

"كيفك يا دانية و كيف الدنيا معاكي و كيف حمزة " سألها لتضحك دانية عليه 

"متقلقش عليا يا غياث انا الحمدالله كويسة و كل حاجة تمام المهم قولي ايه اخر الاخبار و ايه الحاجة المهمة اللي استدعت انك تجي هنا حماد ممكن يكون مراقبك و أنا بصراحة قلقانة عليك "     


"معتخافيش حتي لو بيراجبني هو عارف اني جاي ليكي أو بالأصح دا طلبه "     


"مش فاهمة قصدك ايه "     


"من كام يوم طلبني حماد عنديه و جالي اني لازمن اتحدت وياكي و اجنعك اني اشتغل بالشركة "     


"ليه "     


نظر إليها غياث بضيق ليعود بذاكرته لذلك اليوم حيث طلبه حماد 

.    


دخل غياث عند حماد الجالس يشرب من شيشته بنهم ليجلس أمامه حيث أشار له 

فيبدأ غياث الحديث "خير يا معلم عتعوزني " 

"ايوه يا غياث ، جولي كيف الشغل وياك مبسوط و لا له " 

نظر له حماد بخبث يحاول التأكد من الذي أمامه 

فهم غياث ما يرمي إليه ليبتسم بسعادة و يزيف نبرة صوت جيدة ليقول "عال العال يا معلم " 

"زين جوي " قال حماد ليخرج بعدها رزمة من الأموال ليضعها أمام غياث و يكمل 

"انت عارف ان متولي ايدي اليمين يا غياث وهو عيشكر فيك و فشغلك عشان أكده انا عايزك تكون ايدي الشمال خد دول " أخبره وهو يمد له المال     


تعجب غياث و لكنه ساير حماد وهو يبتسم بجانبية " تشكر يا معلم خيرك سابق " 

حماد "و الخير دا هيكون اضعاف يا ولد الدار لو عملت اللي انا رايده " 

مسك غياث المال وهو ينظر لحماد و يقول " تأمر يا معلم "     


حماد " زي ما عتشوف شغلنا حساس و صعب و عشان نقدر ندخلو شحنة واحدة للبلد عنتعب و تتكلف كتير عشان أكده لازمن نلاقي ستارة نستخبوا وراها لحد قريب كنا عندها الشحنات تبع شركة.... بس الشركة دين بجت تحت العين و الشرطة عتشك عشان أكده احنا لازمن نبعدو عن محل الشك و نلاقي ستارة تانية و انا لاقيتها الستارة التانية دهين هتكون شركة جبران ، المفروض كنت حطيت يدي عليها من باكر و الشحنة اللي فاتت تدخل عن طريقها بس اللي حصل .. المهم دلوقيت انا مقدارش ادخل الشركة أو اتصرف علي كيفي بس انت تقدر انا رايدك تروح لدانية و تخليها تشغلك بالشركة اطلب منها و اكيد معتردكش بنت عبد العزيز و بعدها الشغل الصح عيبتدي "     


كان غياث يستمع إليه بصدمة لا يصدق ما يقوله لا يصدق ما يطلبه منه ليفيق علي صوت حماد 

"و حسك عينك يا ولد الدار تلعب بديلك معايا وجتها هتعرف مين هو حماد صح و معرحمكش "     


.    


انهي غياث كلامه وهو يحكي لها كل ما حدث معه و طلب حماد الخسيس لتصدم هي و تبدأ الخيوط بتجميع نفسها بداخل عقلها " الحيوان الخسيس عشان كدا عشان كدا يا غياث قتلهم هو دا السبب قتل ابويا و كان فاكر أنه كدا هيقدر يسيطر علي الشركة و يعمل اللي هو عاوزه و يشعل الشركة لحسابه و شغله الوسخ " 

قالت بحنق و حقد و غضب مكبوت بينما تتجمع الدموع بعيونها 

"هدي يا دانية مش وجته صدمات و لا حزن ، دلوقيت لازمن نفكرو عهنملوا ايه و عنتصرفوا ازاي " اخبرها غياث بقوة و صرامة لا ينكر أن الأمر صعب و غير قابل للتصديق لقد استمر ليومان لا يعرف كيف يتصرف أو حتي يفكر و لم يجد له ملجأ سوي دانية 

ليكمل وهو يضع فلاشة علي المكتب أمامها " الفلاشة دين فيها معلومات أولية عن الشحنات السابجة و شوية مخازن ليهم و كمان الشريك اللي شفته فأول عملية ليا وياهم كومان فيها تسجيل لطلب حماد مني انا فكرت أنه ممكن يفيد " 

اومأت له دانية بنظرات حزينة علي وجهها " انا هتواصل مع رعد اكيد عنده معلومات تانية و اكيد المعلومات اللي عندنا هتفيده هو كمان ، أما بخصوص طلبه و الشركة فقله أن انا وافقت و هتبدأ تشتغل فالشركة من بكرة يا غياث و كل اللي هو عايزه هتعملهوله بس بطريقتنا .. لازم خيوط اللعبة تكون كلها بأيدينا يا غياث عشان كدا لازم يكون واثق انك احسن حد يساعده و تبقي مش أيده الشمال بس لا و أيده اليمين كمان " أنهت كلامها بملامح صارمة و عينان تشع بقوة     


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الخامس و العشرون

                                    


المنيا..

وصلت دانية برفقة زوجها و عائلة الشريف الي منزلها (سراية جبران) ليستقبلهم عبد العال بحفاوة و هو يفتح لهم باب السراية لتدلف دانية خلفها البقية ، حمزة، احمد الشريف و محمود الشريف ، داليدا و التي اقترحت دانية ذهابها معهم لتبتعد قليلا عن سليم و تغير من نفسيتها ، خديجة و التي قررت تغيير جوها و الابتعاد عن التفكير بخيانة زوجها و بالطبع جايدة التي اصرت بالذهاب مع الجميع 

كانت دانية تتامل المكان باعين حزينة و ذكرياتها مع عائلتها تمر امام عيناها كشريط سينمائي لتهبط دمعة متمردة علي وجنتها عندما لاحت بذاكرتها وفاة والديها كيف كان يستلقيان علي الارض غارقين بدمائهما ، كيف صرخت كثيرا لتوقظهما و كيف قضت ليلتها بجانبهم غارقة بدمائهم تتمني ان تستيقظ من ذلك الكابوس المرعب او تذهب معهما للابد 

لاحظ حمزة تعبيرها الحزين و دمعتها الخائنة ليعلم ان حصونها ساقطة بتلك اللحظة لتكشف ضعفها للجميع و بالرغم من رغبته الدائمة و حبه لظهور مشاعرها الحقيقية امامه و بجانبه و لكنه فقط كره ان يراها الاخرون بتلك الحالة ،و ان كان علم شئ عن دانية فهي لا تحب ان تبدو ضعييفة امام احد تكره نظرات الشفقة و الحزن لذا اتجه اليها ليقف امامها يحجب وجهها الحزين عن اعين الجميع بينما يمسك باحدي يديها و يده الاخري تمسح دمعتها 

ابتسم بوجهها ابتسامة حزينة وهو يتامل حور عيناها ليقول بهمس عميق لا يسمعه غيرها " ممكن تمسكي نفسك شوية .. مش حابب حد يشوف دموعك غيري ، استحملي شوية و ارفعي حصونك و اوعدك اول ما نكون لوحدنا حضني ليكي عيطي و طلعي حزنك كله جوايا هخبيكي" 

نظرة عيناه و عمق نبرته شعرت بهم بجميع احاسيسها لتتاكد من صدق كلماته و احرفه ، تمنت لو يختفي الجميع و ترتمي باحضانه فورا تخرج ما تكبته بداخلها ، لم تعلم السبب ابدا و لكنه الوحيد منذ البداية لم تشعر بضرورة البقاء قوية امامه لم تشعر بضرورة الثبات و اخفاء ما بجوفها ، هو الوحيد الذي تسقط امامه جميع حصونها و تكون فقط دانية .

نظرت خلفه لتجد نظرات الجميع عليهم لتتمالك نفسها فهو محق لا يجب ان يري احد دموعها او يشعر بكسرها

حمحمت لتخرج بعدها صوتها الذي بالرغم من محاولتها ان يكون قويا ظهر فيه حزنها " صفية عبد العال وصلوا ضيوفنا لاوضهم خلوهم يرتاحوا شوية ، و ابعت للدار قولهم بوصولنا عشان البنات يحضروا الاكل "

رحل الجميع متفهمين حالتها غير راغبين بفتح جروحها الان و ان كان كلا من احمد و محمود الشريف قلقان فهما يعلمان ان الان يوجد حمزة بجانبها و متاكدين من وقوفه بجانبها ، بينما اتجهت دانية لغرفة والديها مغلقة الباب خلفها .

اما غياث فاتجه مباشرة الي حماد بناء علي طلب دانية ليخبره بالمستجدادت من موافقة دانية دخوله الشركه ليعرف ما يريده حمزة بناءا علي الاوامر الجديدة.

    


                      


انتهي حمزة من حمامه ليقرر الذهاب الي دانية ، هو لم يشا ان يتركها بمفردها و لكنه اراد ان يعطيها مساحتها لتخرج ما بداخلها دون تفكير و بالرغم من رغبته الدائمة ليكون بجانبها و ينفذ وعده لها ان يخباها بداخله و لكنه غير متاكد من ان تكون هذه رغبتها هي ، هبط حمزة حيث صفية ليطلب منها مفتاح غرفة حماواه لرؤية دانية و صفية لم تمانع لتمده له بنظرات مشجعه ، فتح حمزة الباب بخفة ليتقطع قلبه مما راه

كانت دانية جالسة بغرفة والديها ترتدي احدي فساتين والدتها بينما تحمل احدي 

(جلبيات) والدها تستنشق عبيرهما و تضمهما اليها اكثر كمن يريد ان يشعر بوجودهما ، كانت بحالة مزرية دموعها تملا وجهها انفها و عيناها حمراوان بينما شعرها حل من عقدته ليصبح مبعثرا حولها

كانت تداهمها الذكريات لتبكي اكثر كل مرة مدركة كم كانت حياتهم سعيدة و عائلتهم متحدة و قريبة .. تلك الغرفة وحدها تحمل ملايين الذكريات لها مع عائلتها فكم من مرة تسللت من غرفتها لتنام بجانب والديها و اللذان كانا يرحبان بوجودها دائما ، كانت عادتها منذ الصغر و لم تتمكن من التخلص منها حتي بعد ان كبرت ، مفاجات والديها لها بتلك الغرفة من هدايا و غيرها ، حضن والدتها و تقبيل والدها لراسها 

بكائها صامت و لكنه الاقسي فجاة وجدت نفسها بين ذراعيه و علي الفور تعرفت عليه من رائحته و لمسته او ربما من انفاسه لم تعرف و لم تفكر كثيرا فقط تركت نفسها لتتمسك بقميصه اكثر و تبكي اكثر ليخرج صوتها اخيرا صوت بكاؤها المقموع منذ وفاة شقيقها ، انهارت بين ذراعيه تركت كل حصونها و اسوارها منهارة امامه ، تمسكت به اكثر كانه حبل نجاتها ، بكت و صرخت ليستقبل كل شئ منها مخبأ اياهاعن الجميع كما وعدها ، لم يتخطي صراخها صدره و لم يخرق بكاءها سوي قلبه .    


                      


بجهة اخري ، تجمع الجميع بالاسفل و امارات الحزن ترتسم بوجوههم يدركون صعوبة الامر ربما كانت قوية و تمالكت نفسها بعيدا و لكن الان بالمكان الذي يحوي ذكرياتهم ، خاصة ذكري موتهم .. ادركوا الامر عندما بكت صفية امامهم و هي تشير للمكان حيث كانا غارقين بدمائهما و تحكي كيف انها جاءت صباحا لتجدهم و بينهما دانية 

امرهم احمد الشريف بعدم ازعاجها اليوم و تركها تعيش حزنها ، عليها التخلص من ذلك العبء علي صدرها لتستطيع ان تكمل حياتها لتستطيع ان تصبح اقوي و تكمل مسيرتها .    


                      


انتشر خبر عودة دانية بجميع ارجاء البلد بجانب حفلة الدار علي شرفها للاحتفال بزواجها ليتحمس اهل البلد و يبدا الجميع بالذهاب الي الدار للمساعدة او للسراية للترحيب والسؤال عنها .

    


                      


.    


                      


هلو ايفري ون 🙈

والله مكسوفة منكم متأخرة جدا و فوق دا كله بارت صغير 

اولا انا فعلا بعتذر علي تأخيري الدائم و فعلا شاكرة جدا لاي حد بيستحملني و بينتظرني     


                      


رواية أسوار الانتقام علي اد حبي الشديد ليها بس بجد التفاعل عليها قليل و يمكن دا اللي بيخبكني و مش بيحمسني اكتب و انزل جديد ، ومع ذلك مش هنكر بردو أن الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا جدا كنت بحاول اعمل اكتر من حاجة فنفس الوقت و يمكن دا خد من وقتي و مجهودي و فكري     


                      


عموما حابة اقولكم رمضان كريم ، كل سنة و انتم طيبين و بخير و صحة 

رمضان اللي فات بدأت قصتي أسوار الانتقام و كنت ناوية اخلصها فنفس الشهر بس محصلش و مش مصدقة أن عدي سنة و لسة مخلصتش 

عشان كدا انا عايزة تخلصها رمضان دا أن شاء الله يعني ، فاتمني انكم تتفاعلوا و تشجعوني     


           🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل السادس و العشرون

                                          


منتصف الليل -سراية جبران     


                      


كان حمزة جالسا بحديقة السراية ،ينظر للسماء بابتسامة خلابة و هو يتذكر قبل ساعات قليلة 

.

بعد أن فرغت دانية من بكائها وجدها نائمة علي صدره ليضمها أكثر إليه و يتمدد معها قاضيا ساعتين في تأملها أثناء نومها 

عندما شعر ببدء استيقاظها مثل النوم بجانبها منعا لاحراجها

أما هي فما أن فتحت عيناها حتي استقبلها وجهه الوسيم و تدفقت احداث اليوم بذاكرتها 

نظرت إليه بحنان وهي تتنهد بينما استقرت يداها انشا بعيدا عن وجهه 

قبضت يدها في الهواء لتستقيم بعدها مخرجة نفسها من بين ذراعيه دالفة الي الحمام 

أما هو فما أن سمع صوت باب الحمام حتي فتح عيناه واضعا يده علي قلبه الهائج نبضه 

لقد شعر بنظراتها، تنهدت ، و يدها ... أصبح ذهنه مشتتا أكثر و أكثر 

لم يشعر بالوقت حتي خرجت هي مرتدية فستان أسود عليه تشجيرة رقيقة و قد رتبت شعرها و رفعته كالعادة ليعلم أن دانية القوية قد عادت 

ابتسم بحب لها وهو يقول "مساء الخير " 

خجلت هي من نظراته و ابعدت نظرها عنه وهي تقول "مساء النور " 

"بقيتي احسن " سألها 

صمتت لثواني لتواجهه بعدها وهي تنظر إليه "شكرا علي وقفتك جنبي "

نظر إليها مطولا ليبتسم وهو يقول "هفضل علي طول جنبك " 

زادت نبضاتها بقوة بينما شعرت بدفء عجيب يتسلل دواخلها

ابتسمت له بخفة لتخرج من الغرفة هاربة من نظراته و مشاعرها     


                      


.

.    


                      


عندما هبط حمزة و جد الكثير من الأشخاص يحاوطون دانية بينما هي ترحب بهم بحب و ابتسامة 

اقترب منهم ليجد يد غياث تحيط كتفيه وهو يعرف به " يا جماعة اعرفكم بحمزة زوج دانية " ما أن انهي غياث كلامه حتي حاوطه البقية يرحبون به و يتعرفون عليه 

لا يعلم لماذا و لكنه شعر بالفة و سعادة شديدة بينهم

دقائق قليلة بعدها حتي امتلئت السراية بالكثير من المرحبين بدانية و ضيوفها

اكتشف حمزة حب اهل البلد لدانية النابع من حبهم لوالديها 

انتهي اليوم بجميع تفاصيله ليهبط حمزة الي الحديقة مستمتعا بالجو الريفي و رائحة الطبيعة ، أو ربما هاربا من نبضاته الصاخبة بجانبها و توترهم معا 

.

.    


                      


صباح اليوم التالي    


                      


استيقظت دانية لتجد نفسها محاصرة داخل حضنه كما اعتادت الفترة السابقة ، ابتسمت بخفة و شعور لطيف يداعب قلبها

استقامت لتبدأ بتجهيز نفسها فعليها الذهاب للشرطة اليوم ، ارتدت ملابسها الرسمية عبارة عن بنطال اسود قماشي، تيشرت أسود عليه سترة سوداء رسمية 

رفعت شعرها كالمعتاد ، رسمت عيناها بالكحل ووضعت احمر شفاه لحمي 

لتنظر لنفسها بالمرأة و تري دانية القوية لترضي عن شكلها و تهبط للاسفل 

وجدت عمها محمود جالسا يحتسي قهوته الصباحية 

"صباح الخير " قالت ثم أشارت لصفية لاحضار قهوتها

"صباح النور شكلك جاهز للشغل " قال وهو ينظر إليها 

ابتسمت بخفة وهي تجلس أمامه "هنفطر و نطلع علي طول علي الشركة هنخلص النهاردة الصفقة أن شاء الله و في شوية حاجات تانية كدا " أخبرته ليومئ لها     


                                  


              

                    


دقائق بعدها ليبدأ البقية بالاستيقاظ و التجمع 

تجمع الجميع علي مائدة الإفطار عدا حمزة

كانت داليدا شاردة بحالها بينما خديجة تشغل ذاتها بابنها ساري و جايدة التي اللعبه من كرسيها ثم تضحك 

ثواني ليهبط حمزة مرتديا بذلته هو الآخر ليجلس بكرسيه أمام دانية و ما أن رفع عيناه بها حتي تصنم مكانه وهو يشرح بجمال عيناها المكحلة 

تحمحم بعدها ليضحك داخليا علي نفسه وعلي ما تفعله به دانية 

بدأت صفية و فتاتين اخرتين من الملجأ بوضع الأطعمة أمامهم ليرحلوا بعد أن شكرتهم دانية بود 

بدأ الجميع بتناول طعامه حتي دخل عليهم غياث بحلته المختلفة حيث كان يرتدي ثيابا رسمية و يبدو وسيما جدا بها "السلام عليكم ، صبحكم ربي بالخير " قال

شرقت جايدة بطعامها لتمد لها شقيقتها كوب الماء ، نظر إليها غياث كما البقية لتتوتر بقوة "سوري " قالت برقة ليبتسم غياث بجانبية بينما يأخذ مكانه علي طاولة الطعام 

نادت دانية لصفية لتحضر له صحن بينما تقول له " شكلك جاهز جدا لاول يوم في الشركة " 

ضحك غياث وهو يقول "اومال معتغركيش الدماغ الصعيدي دين احنا نعرف نلبس ايه و فين " 

نظرت له دانية بحنان وهي تتذكر والدها و شقيقها دياب لتتنهد وهي تبعد انتظارها عنه     


وضعت صفية الصحن أمامه لترفع نظرها إليه و تفزع للوراء "واه " قالت بصراحة 

"اشفيكي يا مخبولة انتي اتفزعتي أكده ليه " 

"غياااث يخرب عجلك ايه الشياكة و الحلاوة دين  فين الجلابية و الشومة يلا " قالت لتضحك دانية بقوة بينما يستقيم هو و يشدها من أذنها 

"بت يا صفية مش جبتلكم جبل سابج معتحكيش معاي بالطريقة دين ها شايفتيني عيل جصادك اياك و ربنا هنسي اللي اني لابسه و هطلع عليكي الدماغ الصعيدي صح " اخبرها بحده 

"يوه خلاص توبة و بعدين انا ذنبي ايه و انا شايفتك لابس اللبس الافرنجي أكده معرفتكش ياخوي و النبي سبني بجا "

تركها غياث ليجلس مكانه "اخفي من وشي السعادي "

ابتعدت صفية قليلا لتنظر إليه وهي تقول "اوهام بس ربيع يشوفك هيزفك مع العيال في الشارع " قالت ثم هرعت للداخل هاربة منه     


أما غياث الذي استقام لها مجددا عاد لمقعده ما أن هربت ليجد الجميع يضحك عليهم أما دانية كانت بهستيرية ضحك جعلت الجميع ينظر إليها بابتسامة

"عاجبك انتي اومال " 

توقفت دانية قليلا لتقول "للحظة تخيلتك يا غياث لابس الجلابية و ماسك الشومة بتاعتك و بتجري ورا نفسك بالبدلة ، دا انت ياما اتريقت علي دياب لما يلبس البدلة " 

أخبرته ليضحك هو بقوة ثم يقول " ولساتني عند رأيي متعرفيش حسيت بايه اول ما لبست البدلة دهين مسكت حالي تريجة ولاني مرتاح لبجعدة و لا بوجفة مفيش احسن من اللبس بتاعنا "

"تربية بابا اكيد مش هتقول غير كدا " أخبرته ليترحم عليه جميع الجالسين     


انتهوا من الافطار و جهزوا نفسهم للرحيل بنفس وقت دخولهم 

كان علي مساعد حمزة مع زوجته مي و شقيقها معاذ 

حمزة "بتعمل ايه يا علي هنا " 

علي "ايه يا وحش في ايه دي حمدالله علي السلامة و لا شرفت ولا اي زفت و بعدين مش في صفقة ولا انا بتهيقلي "

حمزة "يا سيدي الحمدلله علي سلامتك بس ازاي تسيب الشركة و بعدين مانا موجود عشان الصفقة " 

علي "اولا الشركة مش لوحدها سيرين رجعت عشان كدا اطمنت و جيت ثانيا مراتي حامل و عايزة تغير جو في ايه ولا في مشكلة يا دانية " 

انتبهت له دانية بعد أن كانت ترحب بمي" اهلا بيكوا يا علي البيت بيتكوا مش محتاجة سؤال " أخبرته ليشكرها 

لتتحدث مي "اعرفك دا معاذ اخويا "نظرت دانية الي معاذ بحده خفيه لترحل به "اهلا بيك "    


أخبرت دانية صفية بتجهيز غرف الضيوف و تقديم الطعام لهم 

"لا يا حلو مش انت جيت عشان الصفقة انسي الاكل بقا ويلا عشان الصفقة " مسك حمزة علي من رقبته الذي سعد ما أن سمع سيرة الطعام ليحبطه حمزة     


خرج الجميع لتتمسك داليدا لدانية "دانية اعمل ايه " كانت ترتجف لتضمها دانية إليها 

"خليكي قوية و متخافيش و لا تضعفي قولي لصفية أو حد من البنات و أخرجي شمس هوا و غيري جو في الارض و انا هخلص الشغل و اجيلك علي طول " 

تركتها دانية بقلب قلق و لكن ما باليد حيلة 

لم تتوقع ابدا حضور معاذ هنا و لكن ربما كان مقدر لهم ربما تكون فرصة لسعادة قلوبهم 

حاولت دانية التفكير باجابية متمنية الخير و السعادة لابنة خالتها     


.

.    


وصلوا جميعا لشركة جبران 

ليجلسوا بغرفة الاجتماعات ولا تزال دانية غير مصدقة لاشتراك حمزة بتلك الصفقة     


دخل نشأت محامي دانية ليوزع عليهم الملفات و يبدأ اجتماعهم الذي اعجبت دانية بذكاء حمزة و شخصيته العملية و اندهش حمزة بدانية للمرة الألف و انبهر بسيدة الأعمال القوية الجالسة امامه    


انتهي الاجتماع بالاتفاق و توقيع الصفقة ليرحل الجميع عدا دانية التي أخبرتهم أن لديها اعمال أخري و بالطبع غياث معها     


.    


عند حمزة الذي أوقف السيارة عن ضفة النيل ليخرج و يقف أمامه يستنشق بقوة و هناك ابتسامة علي وجهه 

خرج علي من السيارة لينظر لصديقه الذي فتح عيناه وهناك نظرة شر بداخلها مع ابتسامته جعلت من شكله مريب 

"حمزة!" قال علي بقلق 

"نبدأ العب معاكم صح يا ولاد السباعي " قال لينظر لصديقه وهو يومئ له 

فهمه علي ليضع يده علي كتفه مشجعا له و كأنه يخبره أنه معه دائما و بظهره


    🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥

الفصل السابع و العشرون 

                                          


خرجت داليدا لحديقة السراية لتجلس اسفل احدي أشجار الليمون لامة نفسها بيدها ساندة ظهرها علي الشجرة تنظر الأفق بعينان لامعة بفعل دموعها و ملامح مكسورة 

لن تنكر شوقها لمعاذ و رغبتها المحاربة من اجله مرة أخري ،لن تنكر رغبتها أن يعودوا معا مرة أخري رغم جفاه و لكنها أرادت المحاولة و شرح الأمور له و لكن ... الان كيف السبيل إليه و قد عاد وحش كوابيسها مجددا 

السبب بكل معانتها و بعدها عن معشوقها و كرهه لها 

هل تحاول كسب معاذ مجددا ووضعه تحت رحمة سليم مرة أخري ، ماذا أن نفذ تهديده السابق هل ستستطيع العيش بحياه لا يتواجد بها 

هبطت دمعة من عيناها علي تخيلها معاذ مصابا مجددا ، لا تزال تتذكر قبل عامان عندما كان بالمشفي كانت تذهب كل يوم للاطمئنان عليه بالخفي لم يتحمل قلبها البعد خاصة وهي تعلم بألمه حتي بعد خطبتها استمرت بالذهاب و الاطمئنان عليه حتي يوم خروجه من المشفي     


                      


مسحت دموعها الهابطة فتجده يقف أمام الباب الخلفي السراية ينظر إليها بدون مشاعر ، نظرت إليه قليلا تمتع عيناها برؤية وجهه و الذي قد يصبح بعيد المنال أكثر من الآن ، ظلت تنظر إليه حتي امتلئت عيناها بالدموع و تشوشت رؤيتها لتبعد عيناها عنه خافية وجهها عن أنظاره سامحة لدموعها بالهبوط    


                      


أما معاذ الذي وقف يراقبها يرسم تعابير البرود و اللامبالاة علي وجهه بينما يحترق بداخله ، نعم يحبها و يلعن قلبه الذي احبها و لا زال رغم غدرها و خيانتها له ، وجهها الحزين و دموعها تكسره و لكن جرح قلبه لازال يحرقه منها 

اقترب منها ببرود ليقف أمامها فترفع وجهها الباكي إليه ، كم تمني مسح دموعها و لكن بدلا عن ذلك ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجهه 

"ايه الأميرة مش قادرة تستحمل ، كنتي فاكرة أن كل حاجة هاتمشي علي هواكي مش كدا و كل أمنياتك مجابة تسيبي اللي تسيبيه و ترجعي للي ترجعيله و احنا نكون لعب بايديكي نكون تحت امرك  ، نحقق للأميرة طلباتها و منزعلهاش " 

وقفت داليدا غير محتملة كلماته لتنظر إليه بحزن " انا اسفة علي كل حاجة مريت بيها بسببي و متقلقش مش هزعجك تاني " 

رحلت عنه تاركة إياه يشعر بالاختناق بداخله قبض علي يده بقوة ، يريد خنقها يريد سؤالها لماذا تتلاعبين بمشاعري أن كنتي لن تزعجيني لماذا فعلتها إذا و أخبرتني انك لا زلتي تحبيني 

وجه قبضته لصدره ناحية قلبه ليضرب مرة و اثنتان و ثلاثة     


                      


.

.

.    


                      


خرجت دانية من الشركة متجهة للدار مع غياث ليستقبلها الجميع بحفاوة 

جلست بينهم بينما التف الجميع حولها و بدأ كل شخص يخبرها بما جمعه و عرفه 

ارتسمت ابتسامة لعوبة علي شفاهها وهي تصدر اول أمر " اكشفوا متولي لمراته " 

كبرت ابتسامة الجميع خاصة ربيع المتابع لحركة متولي وهو يقول " علم و ينفذ " ضحك الجميع علي طريقة ربيع لتكمل دانية 

"وانتي يا ورد خليكي مركزة مع شيماء اوعاكي تسيبيها تغلط مع الواد دا و انت يا بكر عايزاك تعرف كل حاجة عنه و تعرف هو عايز ايه منها بالظبط " 

"اعتبريه حصل "    


                                  


              

                    


غير غياث دفة الحوار " صحيح يا دانية ،اليوم في انتخابات العمودية هتشاركي مكان أبا عبد العزيز ولا معتحبيش " 

"مين واقف قدام العمدة " تسائلت 

ليتحدث بدر "  محمود الشماسي ابن العمدة شماسي الله يرحمه  " 

"مش دا كان مسافر "

كمل بدر " سافر كمل علامه و دلوق راجع و رايد يكمل مسيره أبوه الله يرحمه ، أن جيتي للحق دماغه موزونة و مهواش صغير ولا هواش كبير و نفس اخلاق أبوه "     


"اممم لا كدا طبعا لازم اروح و بعدين دا في واجب للعمده انا لسة مردتوش ، جهز نفسك يا بدر هتكون جنبي " أخبرتهم دانية ليتحمس الجميع     


.

.    


حل المساء سريعا 

كانت دانية جالسة مع ضيوفها بوسط دافئ ملئ بالأحاديث الجميلة خاصة من محمود الشريف الذي كان يحكي بعض مغامراته مع عبد العزيز و شقيقه احمد فكانت دانية أكثر المستمتعين مع جايدة المتحمسة دائما أما داليدا فكانت منطفئة هادئة ، لاحظتها الجميع و لكن لم يشئ أحد ازعاجها عدا معاذ الذي كان يشغل نفسه بهاتفه بينما الحقيقة أنه لم يستطع ابعاد ناظريه عنها قلبه يؤلمه عليها لا يعلم لماذا !    


وصل بدر السراية 

صفية " ست دانية بدر وصل عيقولك يلا نتحركوا عشان منتأخروش " 

استقامت دانية " تمام هستأذن انا يا جماعة عندي مشوار ضروري وواجب لازم اعمله " قالت لينظروا إليها بتعجب     


حمزة " مشوار ايه يا دانية ، ولو في واجب لازم تعمليه فدا واجب عليا انا كمان لازم اكون معاكي " اخبرها لتنتشر سعادة بداخلها و تزداد دقات قلبها إعجابا بما قاله 

"في انتخابات العمودية النهاردة بابا الله يرحمه كان بيشارك فيها و يدي صوته قدام اهل البلد و يدعم العمدة فحاليا دا واجبي اعمله مكان بابا و دياب لأن داوود مش موجود " شرحت ليومئ لها 

"تمام هاجي معاكي "     


جايدة " انا كمان عايزة اجي " قفزت قائلة بحماس 

صفية " البلد كليتها هتكون موجودة لو رايدين تعالوا كلياتكم " أخبرتهم ليتحمس الجميع و يتجهون حيث تقام الانتخابات     


كان العمدة الحالي جالسا علي يسار الساحة بينما يجلس منافسه بالجانب الأيمن ، اخذت دانية كرسيها مع الآخرين لتسمع لكلمات كل عمدة ووعودهم 

أثناء ذلك لاحظت حماد الجالس بجانب العمدة الحالي مع متولي بثقة و غرور     


مع انتهاء كلمات المنافسين وقف حماد ليتحدث بصوت جهوري "يا اهل البلد أظن العمدة مجصرش ويانا واصل و عيعمل اللي جال عليه غير أنه ابن بلدنا و منينا و علينا و اللي نعرفه احسن من اللي منعرفهوش ، انا بدي صوتي للعمدة " انهي كلماته لتتعااي صوت الهتافات بينما يبتسم العمدة بوسع كأنه متأكد من فوزه     


استقامت دانية متجهه لمكانهم خلفها كلا من بدر و عبد العال الصمت الجميع ناظرين إليها 

"يا اهل البلد دي اول انتخابات العمودية بعد وفاة ابويا عبد العزيز جبران ، اتعودت و انتم اتعودوا أنه يقف هنا و يقول رأيوا و يوعدكوا ، و بما أن ابويا مات و دياب مات و داوود مش موجود اسمحولي انا اقول رأيي و احافظ علي عادة ابويا ووعوده " قالت بثقة     


            


              

                    


"هي خيبت ولا ايه مبجاش ناجص غير حرمة تجول رأيها و تمشينا عليه " قال حماد غاضبا ليقف حمزة من مكانه منتفضا متجها إليهم ليقف بجانبها 

"دانية الجبران مهياش حرمة يا حماد يا جبران دي بت عبدالعزيز و بت اهل البلد كلياتهم و كلهم عارفينها و عارفين دماغها صح و عارفين انها بت بمية راجل " قال بدر بقوة رادا عليه ليوافقه اهل البلد 

"صح الكلام " قال البعض لتبتسم دانية بخفة وهي تتحدث 

"اخر انتخابات للعمودية كانت من خمس سنين بعد موت العمدة شماسي الله يرحمه و ابويا رشحلكوا العمدة مرزوق اللي وعدنا بحجات كتير و كان قد وعده طول ما ابويا كان فظهره بس للاسف بعد موت ابويا عم مرزوق نسي وعوده و افتكر منصبه بس ، المدرسة مكملتش و المستوصف ناقصه أجهزة و في أراضي اتباعت غصب 

يمكن كلام ابن عمي صحيح اللي نعرفه احسن من اللي منعرفهوش ، يمكن منعرفش استاذ محمود كويس بس احنا عارفين والده اللي كان احسن عمدة عدا علي بلدنا يعني عارفين أصله و بذرته دا غير أنه إنسان متعلم و فاهم حاجات كتير يمكن كتير مننا مياخدش باله منها ، رأيي اننا نكمل مع انسان عايز يدي البلد و يفيدها لسة مزهقش من مشاكلها و عايز يستفاد بس ، صوتي هيكون مع محمود الشماسي و مش بس صوتي وعد مني اني اساعد و اقف في ظهره عشان نحقق كل الوعود و كل شئ يفيد البلد و اهلها " 

أنهت كلامها مع هتافات التأييد من اهل البلد بينما حاول مرزوق مع حماد الحديث و لكن هتافات الناس مع تدافعهم للتصويت حسم الأمر لصالح الشماسي 

ليقف حماد و مرزوق حانقين غاضبين يتوعدون لدانية بنظراتهم بينما هي وقفت تنظر لهم باستمتاع و ابتسامة ساخرة     


انتهي التصويت ليعلن عن الشماسي كعمدة جديد للبلد ليقترب منها مصافحة إياها " شكرا لصوتك و سعيد اني شفتك مرة تانية بعد السنين دي كلها " قال محمود بابتسامة 

"العفو معملتش غير واجبي و بعدين والدك كان صديق والدي و مكدبتش لما قلت إنه كان احسن عمدة مسك البلد و متأملة فيك خير بس ارجو انك تلتزم بوعودك و توفي بيها و خصوصا المستوصف و المدرسة " 

"اكيد بس متنسيش وعدك انتي كمان هعتمد عليكي " قال بابتسامة لتومئ له و لكن يقاطعهم حمزة ذو الابتسامة الحانقة 

"مبروك العمودية ، انا حمزة السباعي زوج دانية " قال من بين أسنانه محاولا تمالك أعصابه و غيرته التي انفجرت فجأة بداخله 

"اهلا بيك و الله يبارك فيك ، طيب يا جماعة بمناسبة فوزي فانا عازمكوا بكرة علي الغدا مراتي هتفرح لما اشوفكوا " انهي كلامه وهو ينظر لحمزة ليقبل بدعوته و لكن لم تهدأ غيرته حتي بعد سماع أنه متزوج     


.

.

.    


بمنزل محمود الشماسي     


كان الجميع مجتمع بمنزله و قد لاقوا ترحيب كبير من زوجته و عائلته     


عبد العال " و عتنقل امتا أن شاء الله لدوار العمدة يا استاذ محمود " قال وهو يتناول الطعام 

لينظر له محمود بابتسامة "و هنقل ليه دوار العمدة مش احسن من سراية ابويا ، و ابويا لما مسك العمودية زمان مسابش بيته و انا زي ابويا عمريش ما هسيب بيتي " 

بدر " عين العجل يا عمدة ، عمرهاش العمودية كات بالدار "     


محمود الشريف " والله يا محمود يا بني انا عجبني كلامك اهم حاجة بس توفي بوعودك و لو احتجت اي حاجة كلمني هكون مبسوط اني اساعد مش لازم تعتمد علي دانية بس " 

ضحك محمود " يشرفني طبعا يا محمود باشا ، بس متقلقوش يا جماعة انا مقدمتش علي العمودية من فراغ ولا قلت كلام عشان اكسب مثلا و انا مش قده ، انا كل كلمة قلتها حاسب حسابها و مخطط ازاي نعملها مساعدتكم تشرفني طبعا و اكيد لو احتجتها هتكونوا اول ناس الجئلهم ، انا قدمت علي العمودية لانه كان حلم ابويا الله يرحمه كان طول عمره بيحب البلد و عايز يحسنها و يديها عشان كدا حققت حلمي و رجعت احقق حلمه و سبب اني هعتمد علي مدام دانية دا لأن والدها و والدي كانوا علي طول أيديهم بايد بعض ووالدي عمره ما وثق ولا اعتمد غير علي عمي عبد العزيز الله يرحمه و دانية نسخة من عمي فانا واثق اني اقدر اعتمد عليها و أثق فقرارتها "  شرح محمود ليبتسم الجميع له     


قاطع حديثهم دلوف شخصين لم تتوقع دانية رؤيتهم مرة ثانية 

استقامت زوجة محمود مهللة " اهلا يا حبايبي اتفضلوا " بعد السلام عرفت بهم

"اعرفكم دي هنا اختي و دا حسن جوزها و يكون ابن عم محمود " 

رحب بهم الجميع عدا دانية التي بقيت متصنمة بمكانها و قد عادت ملامحها البرود مرة أخري و بالطبع أبناء الدار و الذين لم تختلف تعابيرهم عن دانية بشئ 

من الجهة الأخري تصنم كلا من حسن و هنا وهم يطالعون الجالسة بقوة و برود

كانت تعابير هنا تعابير حزن ضعف و انكسار لم تستطع أن تضع عيناها بعين الأخري أما حسن فنظراته لم تكن سوي شوق و حنين و لهفة    


بداية الروايه من هنا

 

ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها 

انضموا معنا من هنا

                     


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close