رواية أسوار الانتقام الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم رحاب زين
![]() |
رواية أسوار الانتقام الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم رحاب زين
عندما يكون الجشع و الطمع سبب لإيذاء الاهل و الأقارب ، عندما يتناسي الأفراد صلة الرحم و تصبح رغبة الوصول هدف و يغشي شبح المال البصيرة
عندما تصل حرقة القلب لأوجها فهل هناك طريقا للخلاص ام لا سبيل غير الانتقام
واجه ابطالنا طعنة قوية من اقرب الناس إليهم ، مواقف و مشاعر كونت لهم شخصية مختلفة صلبة و قاسية
هل يمكن المسامحة ام قد فات الاوان ؟!
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
المقدمه
🧚♀️💜🧚♀️💜🧚♀️💜🧚♀️💜🧚♀️💜🧚♀️💜
كانت جالسة بغرفتها تقرأ احد الكتب علي سريرها باسترخاء تام
لتسمع فجأة صوت صراخ ثم صوت إطلاق نار لتفزع واقفة علي قدميها تسرع باتجاه الباب لتخرج من غرفتها بلهوجة و سرعة تجد أحدا ملثم يخرج من المنزل بسرعة لتنظر بالجهة الأخري فتجد والديها ممددان علي الأرض غارقان بدمهما
تسمرت مكانها بصدمة وهي تنظر لهذا المنظر البشع لتخرج منها صرخة الم مدوية بينما تجري للاسفل غير ابهة بالم قدميها التي تحملانها بصعوبة
تجلس بجوار جثة والدها لتهزه و هي تصرخ و تقول
: قوم قوم اصحي متسبنيش لاااا لااااااااا متسبنيش قوم مليش غيرك قوووم
و لكن لا حياة لمن تنادي فتتحرك بركبتيها لجثة والدتها التي تقبع بجانب جثة والدها
: ماما قومي حرااااام متسيبونيش حرااااام اااااااا قومو قومو آاااااااا
كانت تبكي بهستيرية و الم و هي تهز كلاهما
لتسقط بجانبهم وهي تبكي الما يتما فقدانا
امتلأت ثيابها و بشرتها و شعرها بدماء والديها و لكن لم تقف لم تستقيم من جلستها قضت الليل بأكمله تبكي فقدان اهلها
في الصباح جاءت صفية الخادمة لتفزع من منظر الحراس الساقطين علي الأرض كالمغمي عليهم دخلت السرايا بسرعة لتصرخ بفزع من المنظر أمامها
سيد و سيدة المنزل و ابنتهم وسطهم و الدماء تغطيهم
: نهار اسود سيدي ستي ست دانية يا نهاري يا نهاري
خرجت بسرعة لتصرخ بالخارج علها تنادي أحدا فينجدها
عند خروجها كان أمامها عبد العال الخادم و الذي كان ينظر للحرس بدهشة و استغراب
فيجد أمامه صفية
صفية ببكاء و رعب : عب عال عبعال الحقني
عبد العال : في ايه يا بت مالك متسربعة اكده و بعدين مالهم الحراس دوهن
: الحق يا عبعال معارفش اعملوا ايه الست و البيه و الست دانية متصفيين
كانت تبكي و تشهق
: بتقولي ايه يا مخبولة انتي ، اوعي من جدامي
اسرع عبد العال للداخل ابصدم من ما رآه ، فاتصل بالشرطة ابلغهم بالأمر
ثم اقترب قليلا من الجثث ليسمع شهقات خافتة من جهتهم
: بت يا صفية قربي اهنيه ، سامعة اللي اني سامعا
قال لصفية التي كانت خلفه
: معارفاش يا عبعال منيش سامعة حاجة
: بت يا مخبولة انتي ركزي أكده حد بيبكي
: نهار اسود ليكون جن يا عبعال
: جن أما يركبوكي يا بعيدة بعدي اكدة لما اشوف
: بقولك ايه تعال اهنيه و انتظر الشرطة تاجي هما يشوفوا شغلهم و لا رايد يمسكوك فيها اياك
وصلت الشرطة لتعاين الموقف ليتحدث فجأة أحد العساكر الذي يعاين الجثث
: حضرة الباشا في واحدة عايشة مامتتش
اسرع الجميع إليها لتشهق صفية وهي تضع يدها علي صدرها
: ست دانية
الظابط : خديها من اهنيه بسرعة
حملتها صفية لغرفتها بينما كانت دانية كالمغيبة لا تشعر بأي شئ
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥
هسيبكوا مع اول فصل من أسوار الانتقام
Enjoy ..
باحدي محافظات صعيد مصر تحديدا محافظة المنيا و باحدي مراكزها و بسرايا عبد العزيز الجبران ، رجل الأعمال و كما يقال عين أعيان البلد
رجل ذو مكانة كبيرة و قلب اكبر
كان جالس مع زوجته الجميلة يتسامران بالمساء في جو يسوده الحب و المودة
: عارف يا عبد العزيز ، لما الليل بيدخل علينا و الخدم يمشوا و السرايا تفضي عليا انا و انت كدا بحس بالقهر ياريتنا خلفنا اكتر .. دياب الله يرحمه و داوود رغم بعده و اشتياقي ليه بس خايفة عليه مش عايزاه يرجع و أفقده زي اخوه
قالت بحزن و حسرة ليمسك يدها بحب و هو يقول
: انتي ناسيتي دانية و لا ايه ، زينة البنات و حبيبة ابوها ربنا يخليهالنا مالية علينا الدنيا كليتها و واقفة في ظهري كيف الراجل تمام
: مش بس معاك دانية دي هدية من ربنا لينا حنيتها عليا و اللي هي بتعمله بحس أن هي امي مش العكس
ضحك عبد العزيز : بتي بت بمية راجل جوية و عفية ، عارفة يا شهيرة من يومي كبرت أن البت عار و لازم نداروها و نخافو عليها بس دانية غير ، دانية اسيبها وسط الرجالة و مخافش، اسمع كلامها و انفذه ، امشي وراها و انا مغمض عيوني و لا خافش
: ربنا يخليها لينا يا حبيبي هي اللي بقيالنا ، و يرجع داوود بالسلامة و يحميه
: ايه مفيش دعوة حلوة أكده للعبد لله ولا اييه
ضحكت شهيرة و قالت : انت الخير و البركة يا حبيبي ربنا يخليك ليا و لا يحرمنيش منك ابدا
: ولا منك يا ست الكل انتي يا احلي حاجة حصلت في حياتي ، قال عبد العزيز بعينان تشع حب و هو يمسك يدها ليقبلها
أكملوا كلامهم عن أولادهم و حياتهم و حبهم
أما بأحد الغرف بالاعلي
كانت فتاة ذات جمال باهر شعر اسود غجري طويل يصل لاعلي ركبتها بقليل ، بشرتها بيضاء كالحليب ، عيناها سوداء كالليل واسعتين رموشهما كثيفة ، شفاهها كرزية ذات ابتسامة خلابة ، لديها شامة اسفل فمها و جسد ممشوق
كانت جالسة بغرفتها تقرأ احد الكتب علي سريرها باسترخاء تام
لتسمع فجأة صوت صراخ ثم صوت إطلاق نار لتفزع واقفة علي قدميها .. تسرع باتجاه الباب لتخرج من غرفتها بسرعة و الخوف و القلق يعتريانها فتجد شخصا ملثما يجري هاربا بسرعة لتنظر بالجهة الأخري فتجد والديها ممددين علي الأرض غارقين بدمائهما
تسمرت مكانها بصدمة وهي تنظر لهذا المنظر البشع لتخرج منها صرخة الم مدوية بينما تجري للاسفل غير أبهة بالم قدميها التي تحملانها بصعوبة
تجلس بجوار جثة والدها لتهزه و هي تصرخ و تقول
: قوم قوم اصحي متسبنيش لاااا لااااااااا متسبنيش قوم مليش غيرك قوووم
و لكن لا حياة لمن تنادي فتتحرك بركبتيها لجثة والدتها التي تقبع بجانب جثة والدها
: ماما قومي حرااااام متسيبونيش حرااااام اااااااا قومو قومو آاااااااا
كانت تبكي بهستيرية و الم و هي تهز كلاهما
لتسقط بجانبهم وهي تبكي الما يتما فقدانا
امتلأت ثيابها و بشرتها و شعرها بدماء والديها و لكن لم تقف لم تستقيم من جلستها قضت الليل بأكمله تبكي فقدان اهلها
في الصباح جاءت صفية الخادمة لتفزع من منظر الحراس الساقطين علي الأرض كالمغمي عليهم دخلت السرايا بسرعة لتصرخ بفزع من المنظر أمامها
سيد و سيدة المنزل و ابنتهم بينهم و الدماء تغطيهم
: نهار اسود سيدي.. ستي ، ست دانية يا نهاري يا نهاري
خرجت بسرعة لتصرخ بالخارج علها تنادي أحدا فينجدها
عند خروجها كان أمامها عبد العال الخادم و الذي كان ينظر للحرس بدهشة و استغراب
فيجد أمامه صفية
صفية ببكاء و رعب : عب عال عبعال الحقني
عبد العال : في ايه يا بت مالك متسربعة اكده و بعدين مالهم الحراس دوهن
: الحق يا عبعال معارفش اعملوا ايه الست و البيه و الست دانية متصفيين
كانت تبكي و تشهق
: بتقولي ايه يا مخبولة انتي ، اوعي من جدامي
اسرع عبد العال للداخل فيصدم مما رآه ، اتصل بالشرطة ابلغهم بالأمر
ثم اقترب قليلا من الجثث ليسمع شهقات خافتة من جهتهم
: بت يا صفية قربي اهنيه ، سامعة اللي اني سامعا
قال لصفية التي كانت خلفه
: معارفاش يا عبعال منيش سامعة حاجة
: بت يا مخبولة انتي ركزي أكده حد بيبكي
: نهار اسود ليكون جن يا عبعال
: جن أما يركبوكي يا بعيدة بعدي اكدة لما اشوف
: بقولك ايه تعال اهنيه و انتظر الشرطة تاجي هما يشوفوا شغلهم و لا رايد يمسكوك فيها اياك
وصلت الشرطة لتعاين الموقف ليتحدث فجأة أحد العساكر الذي يعاين الجثث
: حضرة الباشا في واحدة عايشة مامتتش
اسرع الجميع إليها لتشهق صفية وهي تضع يدها علي صدرها
: ست دانية
الظابط : خديها من اهنيه بسرعة
حملتها صفية لغرفتها بينما كانت دانية كالمغيبة لا تشعر بأي شئ
انتشر الخبر بجميع أنحاء البلد ، حزن الجميع للأمر
و لكن بمنزل اخر
: واه كانو حمل و انزاح عن كتافي ، اخيرا خلصت منه دلوكيت كل حاجة هتبجي بتاعتي حجي حتي بته هاخدها
: منتاش خايف اياك معهيدوروش علي طارهم
: طار ايه و من مين متبجاش عبيط و بعدين مين هياخدو الطار دياب و اهو مات و شبع موت و التاني مهاجر و لا نعرفو عنه حاجة
: و ست دانية معتخافش منيها
: واه انخبلت اياك اخاف من حرمة ، لاع مبجاش حماد الجبران
: مجصدش بس منت عارف هي تجدر تعملوا ايه و لا نسيت طار دياب اللي خدته بالجوي
: و اني هتجي شرها و هتزوجها و هتبجي تحت طوعي هي و املاك عبد العزيز جبران كليتها
.
.
.
تمت الجنازة و اندفن عبد العزيز و زوجته شهيرة بجانب ابنهم دياب ، و أقيم العزاء الذي حضره جميع من بالبلد
أما دانية فلم تفق من صدمتها بعد الأمر قاسي عليها و بشدة ، موت والديها معا بتلك الطريقة البشعة أعاد إليها ذكريات موت دياب
كانت جالسة وسط الحريم الذين يبكون و يعددون علي وفاة المرحومين بجانبها صفية التي كانت تبكي علي الاموات بحرقة فهي يتيمة تكفل بها عبد العزيز الجبران جعلها تعمل عنده و كانت جميع طلباتها مجابة
كانت تبكي ايضا لحالة دانية المصدومة ، ندمت بشدة لذهابها للدار بذلك اليوم لو كانت موجودة لاستطاعت فعل شئ حتي لو لم تستطع منع المحتوم لساندت دانية بمحنتها و ما كانت قضت ليلتها بجانب جثث والديها
في المساء و بعد رحيل المعزيين دخل حماد لمجلس الحريم لينظر لتلك الصامتة بالمنتصف و لم تنتبه له
: احم كيفك يا بت العم
نظرت له دانية بصمت و نظرات حارقة ، جلس حماد بأحد الكراسي القريبة منها ليقول
: اول حاجة البقاء لله يا بت عمي و شدي حيلك أكده
: عايز ايه يا حماد
: معاوزش حاجة با بت عمي انا بجوم بالواجب و خلاص
استقام حماد للرحيل و لكنه توقف فجأة لينطق بخبث
: صحيح جهزي حالك يابت عمي بعد أيام العزاء هجيب المأذون و هتجوزك ماهو ميصرش اسيب بت عمي لحالها أكده الناس ياكلوا وشي اياك ، كنت هجولك تيجي عندنا البيت بس لاع معخلكيش تسيبي بيتك سرايا عمي كبيرة و شرحة و تكفينا كليتنا فاحنا اللي هننتجلوا جارك
استقامت دانية لتقف أمامه و تتحدث بهدوء
: جواز ايه يا حماد هو انت مش كنت قلت لبابا و هو بلغك الرفض
: واهو مات و ربك اخد أمانته و رفضه معاه ، انا معاعيدش كلامي جهزي حالك
أعطاها ظهره ليرحل و لكنها أوقفته بكلامها
: غريبة بتفكر فالجواز بدل الطار
نظر إليها حماد ليقول : طار ايه و من مين اياك مش لما يظهر اللي عمل أكده نبجي نجول طار
ثم رحل أما هي بقيت مكانها لتقول بصرامة
: طاري هاخده و عارفة هاخده من مين كويس اوي ، مبقاش دانية بنت عبد العزيز الجبران لو خليت دم ابويا و امي علي الأرض كدا ، و الله لاخد طاري و هاخده بالقوي كمان هخليك تتمني الموت و متلاقهوش
.
.
عدت ايام العزاء ببطء ووحشة ، كانت تتصنع القوة و الصمود أمام الجميع و ما أن تدلف غرفتها تنهار بالبكاء عليهم
حاولت الاتصال بشقيقها داوود و لكن لم تستطع الوصول إليه
اخذت قرارها و باليوم الثالث للعزاء في المساء بعد رحيل الجميع و إغلاق باب السرايا
كانت حاملة حقيبتها خارجة من السرايا خلال الباب الخلفي ، كانت تسير ببطء متخفية خشية أن يراها احد حرس حماد و يعيدها
يمسكها أحد من الخلف لتفزع و تنظر بخوف و لكن ذلك الشخص لم يكن سوي صفية
: حرام عليكي يا صفية خوفتيني ، انتي بتعملي ايه هنا
: هاجي وياكي ماهسبكيش انا
: صفية و النبي مش فيقالك خليني اخرج من البلد قبل ما حد من كلاب حماد ياخد باله
: و انا هروح فين يا ست دانية ، رجلي علي رجليكي انا محاديش حد غيرك
: امشي يا صفية بسرعة خلينا نلحق نخرج من البلد قبل الفجر
و سارت الفتاتان طوال الطريق بصمت و سرعة و خفة حتي خرجتا عن حدود البلد لتركبا بعدها العربة الذاهبة للقاهرة
كان الطريق طويلا ، متعبا و مؤلما فترك البلد الذي عشت و كبرت به ليس بالأمر سهلا
اخيرا وصلتا القاهرة بسلام
صفية : يبوي الطريق طويل جوي محساش برجليا
نظرت لدانية الصامتة بجانبها
صفية : هنعمل ايه دلوقيت يا ست دانية
دانية : هنروح لجدتي و خالتي
.
.
.
.
.
.
.
بمكان اخر
في قصر الشريف
كانت الجدة درية جالسة و حولها ابنتها فريدة و ناهد سلفة فريدة
: يا ماما ارجوكي مينفعش كدا لازم تهدي شوية و بعدين لازم تاكلي و تاخدي الدوا بتاعك
: اهدي ازاي بس قوليلي اهدا ازاي و انا مش عارفة حاجة عن بنتي و لا قادرة اوصلها اربع ايام و قلبي مش مستريح مش مطمنة يا فريدة اختك فيها حاجة انا حاسة
: يا ماما من فضلك ، شهيرة أن شاء الله بخير و بعدين متنسيش أن عبد العزيز معاها و عبد العزيز مبيستحملش عليها الهوا
: يا طنط اللي انتي بتعمليه دا مش هيقدم و لا هيأخر انتي بس اهتمي بنفسك و احنا هنوصل لشهيرة
: بقالكو اربع ايام بتعيدو نفس الكلام ، خلاص سفروني لبنتي اطمن عليها
: يا ماما تسافري فين بس و بعدين ما يمكن تكون شهيرة مسافرة مع جوزها عشان كدا مش عارفين نوصلها ، اهدي انتي ارجوكي و انا هكلملك محمود اشوف عمل ايه
استقامت فريدة من جانب والدتها لتحمل هاتفها و تتصل علي زوجها
أما درية فلا تزال بحالتها المنهارة و قلقها علي ابنتها الكبري فمنذ اربع ايام أحست بقبضة قوية بقلبها لم تعرف سببها و لم تزل للان أرادت الاطمئنان علي ابنتها و لكن لم تستطع الوصول لها مما أكد شكوكها و جعلها تنهار اكثر
.
.
.
اذن اذان العصر و لا تزالان دانية و صفية بطريقهما لمنزل خالة دانية
بعد قليل من الوقت وصلتا اخيرا لتحاسب دانية و تسير بجانبها صفية حتي وقفتا امام قصر الشريف
: يبوي دي سرايا كبيرة جوي حتي اكبر من اللي حادياتنا
تحدثت دانية مع البواب لتدخل بعدها خلفها صفية ، سارا قليلا حتي وصلتا أمام الباب و كل ذلك و صفية فاغرة فاهها تنظر لجمال الحديقة
دقت دانية الباب لتقف ثواني حتي فتح الباب و خرجت الخادمة لهم
دخلت دانية خلفها صفية
: درية هانم و فريدة هانم موجودين
: أيوة يا فندم اقولهم مين حضرتك
: دانية الجبران
ارشدت الخادمة الفتاتان حيث غرفة الاستقبال و التي كانت فخمة و رائعة
: واه يا ست دانية السرايا دين حلوة جوي و ديكوراتها حلوة أكده مش قديمة زي سرايات البلد
: عشان معمولة علي النظام الأوروبي يا صفية
لم ينتظران كثيرا حتي وجدت دانية جدتها تجري إليها و تضمها
: دانية حبيبتي عاملة ايه فين شهيرة هي مجتش معاكي
فرت دمعة من عين دانية لرؤية حالة جدتها و التي استشعرت الحادث قبل معرفتها
اخفضت رأسها محاولة السيطرة علي دموعها جراء الذكري
لتنظر لجدتها و بصوت مرتجف
: ماما و بابا تعيشي انتي
سقطت درية من طولها وهي تنظر بصدمة لحفيدتها التي أثبتت صحة شكوكها
: بنتي ازاي
لم تجب دانية فماذا تقول ، اتقول قتلت و تفجع المرأة أكثر
بالنظر لحالة جدتها فهي ليست بالحال المناسب لتستمع لقصة وفاة ابنتها لذا فضلت الصمت عن الإجابة
و كذلك درية التي لم تنتظر كثيرا لسماع الاجابة فقد اغشي عليها سريعا
فريدة التي تجلس خلف والدتها و دموعها تغطي وجهها فلا تعرف اتترك لنفسها العنان و تنهار لموت شقيقتها الوحيدة ام تحتمل لاجل والدتها و لم يكن بيدها الاختيار فحالة والدتها كافية لتخبرها بالإجابة
.
.
بعد هدوء الوضع قليلا
كانت درية بغرفتها نائمة بعد أن أعطاها الطبيب مهدئ
و بالخارج كانت دانية مع خالتها فريدة التي تبكي لا تصدق ما تسمعه ، اقتلت شقيقتها ، كيف و من و لماذا ؟
لهذا كانت دوما خائفة عليها و رافضة عيشها بالصعيد ، لهذا وقفت امامها ببداية حياتها و رفضت زواجها من عبد العزيز و لكنها لم تكن بالقوة الكافية لايقافها او ربما كان حب عبد العزيز اقوي
: ازاي دا حصل
: مش عارفة ، كنت قاعدة فاوضتي لما سمعت طلق نار خرجت بسرعة لقيت واحد بيجري و لقيتهم هم علي الأرض وسط دمهم
: مشفتيهوش اللي عمل كدا
: للاسف كان مغطي وشه معنديش دليل عليه
صمتت قليلا لتتحدث
: خالتو انا حابة اقعد عند حضرتك هنا لفترة طبعا دا بعد اذنك و اذن انكل
كففت فريدة دموعها لتتحدث : انتي هبلة يا بت اذن ايه بس البيت بيتك
ابتسمت دانية قليلا لها لتقول : بس عندي طلب
: طبعا يا حبيبتي قوليلي عايزة ايه
: وجودي هنا هيكون سر لفترة مؤقتة مش عايزة حد يعرف
: اشمعنا
صمتت دانية قليلا لتتحدث بكره : طبعا حضرتك عارفة حماد ابن عمي و عارفة أنه كان طلب ايدي من بابا
: اه بس باباكي رفضه حتي لو كان ابن عمك فباباكي كان عارف سوء أخلاقه و شره
: بس هو مش همه الرفض دا بيقولي ابوكي مات و رفضه معاه ، البيه عايز يتجوزني غصب و يجي هو و اهله يعيشوا فسرايتي لا و حاطط امل أنه هياخد شركات بابا كمان ، عشان كدا انا هربت من البلد و جيت هنا و اكيد هيدور هنا اول مكان بس مش لازم يعرف اني موجودة هنا
: خلاص و لا يهمك انا هتصرف بس انتي ناوية علي ايه يا دانية
: حاليا و لا اي حاجة انا بس عايزة فترة استرجع نفسي و افكر كويس لحماد ، دلوقتي هو سابقني بخطوة و لو مفكرتش و اتصرفت صح هيفضل سابقني و هخسر
: مع اني مش فهماكي و لا فاهمة دماغك بس ماشي اللي انتي عايزاه هيكون ، خليت الخدم يحطولوك شنطتك فاوضة الضيوف لحد ما انضفلك اوضتك و صفية هتكون فالملحق مع الباقيين
: مفيش داعي انا هاعد مع نينة حاليا و لو مفيش اوض فاضية مش مشكلة مش عايزة اضايقكوا
: ايه الهبل دا يا دانية دا بيت خالتك يعني بيتك عيب الكلام اللي بتقوليه دا ، عموما خليكي مع ماما و انا هخليهم يجهزولك أوضة فاسرع وقت
.
.
.
حل المساء سريعا و انتشر خبر مجئ دانية و موت والديها بتلك الطريقة البشعة
كانت دانية بالغرفة جالسة بجانب جدتها المريضة سارحة بافكارها
بينما بالاسفل كانت أسرة الشريف جالسة ، عائلة محمود الشريف و التي تتكون من زوجته فريدة، ابنه الأكبر مراد و ابنته الوحيدة داليدا
و عائلة احمد الشريف هو و زوجته ناهد و ابنته الصغري جايدة ينقصهم خديجة الابنة الكبري لهما و هي متزوجة، ايضا سليم الابن الأكبر لاحمد من زوجته المتوفاة كذلك حمزة ابن ناهد من زوجها الراحل
قصت عليهم فريدة ما حدث و دموعها لم تتوقف عن حرق خديها ليحزن الجميع علي ما حدث فشهيرة كانت كالفراشة جميع من يراها يحبها و عبد العزيز كان رمزا للصديق الوفي و الرجل الحقيقي بأفعاله و مواقفه
اخبرتهم فريدة ايضا عن طلب دانية الغريب بعدم معرفة أحد لوجودها هنا ليطمأنها محمود و كذلك شقيقه احمد بأنهم سيهتمون بأمر حماد
بجانب الجلسة حيث الفتاتان جايدة و داليدا
جايدة : يا حرام بجد صعبت عليا اوي مش سهل اللي هي مرت بيه
داليدا : لا اهو بنت خالتي دي لا تصعب عليا و لا اخاف عليها انا اخاف منها و اتصعب علي اللي يوقع تحت ايديها
: ايه يا ديدا الكلام دا حرام عليكي هي فموقف صعب اوي دلوقتي و لازم نوقف جنبها دي شافت اهلها و هما مقتولين بالشكل البشع دا
: انتي بتقولي كدا عشان متعرفيش حاجة عنها
: و انتي بقا اللي تعرفي انتي عمرك ما سافرتي هناك و هي مجتش هنا خالص
: انا اه مسافرتش هناك و لا عمري كنت افكر اسافر اصلا مكان زي دا معرفش خالتو شهيرة كانت بتفكر ازاي لما اتجوزت صعيدي و عاشت هناك ، عموما انا شفتها مرة أو مرتين و اه متعاملتش معاها بس كفاية اللي مامي و بابي بيحكوه عنها
: و بيحكوا ايه بقا يا ستي
: مامي دائما بتقول أن دانية دي بالذات هي مش بتفهمها و رغم شكلها الحلو و تربية خالتو شهيرة ليها بس أفعالها و تصرفاتها نفس باباها تمام حتي اكتر من اخواتها الشباب ، و بابي دائما بيقول عليها بنت بمية راجل يتخاف منها و ميتخفش عليها و أن انكل عبد العزيز الله يرحمو كان دائما بياخد رأيها و يشاركها فكل شئ ، يعني خلاصة الكلام انها صعيدية دماغ و تفكير صعيدي
: و الله كلامك دا يا ديدا لو دل علي شئ فيدل انها بنت شخصيتها قوية و دي مش حاجة وحشة و لا تخوف خالص
: اني واي هي متهمنيش و لا عايزة اتعامل معاها
قاطع الجميع دلوف الخادمة لتخبرهم بأن العشاء جاهزا
فريدة : خلي صفية تطلع تنادي دانية من أوضة ماما
.
.
كانت جالسة بمنتصف السرايا أمامها لوحة كبيرة و عريضة و كثير من الألوان ، ترتدي فستانا عشبيا و ترفع سعرها باهمال لتتمرد بعض الخصلات علي وجهها فتبدو كلوحة فنية مثالية
عاد عبد العزيز من الخارج ليجد ابنته بهذا الشكل
: واه عتسوي ايه يا دانية
كاد أن يتحرك و يدوس علي أحد الوانها
: لا حاسب يا بابا مدوسش عليه
:ايه اللي عتعمليه دا يا بنتي ايه اللغوصة دين
ضحكت دانية ضحكتها الجميلة لتستقيم من مكانها و تتجه بخطوات حذرة الي والدها
: بقا بتسمي فني لغوصة يا بابا ماشي
ضمت ذراع والدها لترشده بحذر بعيدا عن عملها
: و عتسميها انتي ايه الا لغوصة و عك كومان
: ماشي يا سي بابا متشكرة جدا ممكن بقا تروح انت تشوف مراتك و تسيبني انا مع لغوصتي و عكي
: لاع افهم الجول هتعملي ايه و ليه العك دا كلهن
: دي مفاجأة و صدقني لما تشوفها هتندم علي كلامك معايا دا يلا روح لمراتك بقا
: واه متزوجيش طيب شكلها هتيجي رعبة مش موفاجأة
مر اسبوع علي ذلك الموقف و كانت دانية تكمل عملها بلوحتها كل ذلك الوقت
و باليوم الموعود
كان عبد العزيز بعمله أما شهيرة فكانت محبوسة بغرفتها من قبل ابنتها و اولادها
عاد عبد العزيز من عمله ليقابله دياب و داوود بالخارج
: واجفين أكده ليه انت وياه
:تعال معانا يا بابا
و اخذ الولدان والدهم لغرفة الملحق حيث هناك بدلة بدلا من جلابيته الصعيدية
أما بالاعلي فقد صعدت دانية لوالدتها التي لا تفهم شيئا مما يحدث و ساعدتها علي التجهز
مع رنة من دانية لشقيقها كانت إشارة الخروج
ارشدت دانية والدتها للاسفل بعد أن اغمضت عيناها كذلك شقيقها بعد أن اغموا عين والدهم
و مع إشارة دانية نزع غطاء الأعين ليري الثنائي الزينة بكل مكان و هناك كعكة كبيرة بالمنتصف
: عيد جواز سعيد
قال الثلاث معا ليتفاجأ الوالدين و يسعدا كثيرا لتلك المفاجأة
بعد قليل من الوقت و الاحتفال ، اختفت دانية لتعود بعدها تحمل لوحتها التي عملت عليها طويلا و بجهد
: و دي هديتي ليكوا يا احلي اب و ام في الدنيا كلها
:انتي كنتي الوقت دا كله بتعمليها لينا
قالت شهيرة بعاطفة لتضم ابنتها
: استني يا حبيتي شوية لما نشوفها القول ، افتح يا ولدي خلينا نشوف الرعبة دهين
كشف داوود عن اللوحة ليجدوا انها رسمة لعبد العزيز و شهيرة بجانب بعضهما كانت جميلة جدا و معبرة فكان عبد العزيز بجلبابه الصعيدي اما شهيرة بفستانها الحضري و لكن أظهرت دانية مقدار الحب بين والديها من خلال الرسمة فكانت حقا لوحة مذهلة
ادمعت عينا شهيرة أما عبد العزيز نظر لابنته بحب و فخر شديدين
: اوبا كلت الجو علينا يا معلم
قال داوود بمرح
: بص يا حاج انت و الحاجة احنا اللي عاملين الحفلة دي و هات و جيب و ايه فيعني مفيش هدايا
ضحك الجميع
أما عبد العزيز ضم ابنته بحب و هو يقول : حلوة الرعبة دي قوي
....أفاقت من سرحانها علي صوت صفية
: ست دانية يا ست دانية
: نعم يا صفية ، قالت وهي تمسح دمعة سقطت من عيناها
: ست فريدة بتجولك الوكل جاهز انزلي اتعشي وياهم
: ماشي يا صفية
كادت أن تخرج لتوقفها
: صحيح يا صفية استقريتي فاوضة و لا لسة و مرتاحة و لا ايه
: أيوة يا ست هانم الست فريدة عطتني أوضة حلوة إكدى و شرحة بالملحق اللي برا و الملحق مفيهوش حد غير الخدامة الأجنبية دهين و الدادة فوزية و بنتها مني بردو عتشتغل هنا
: طيب يا صفية طمنتيني
نزلت دانية لغرفة السفرة فوجدت الجميع جالس و بانتظارها
: مساء الخير ، معلش لو اتاخرت عليكوا
استقام محمود ليضمها بحنو و أبوة
: عاملة ايه يا حبيبتي كويسة
ابتسمت دانية نصف ابتسامة لتقول
: متقلقش عليا يا انكل
: البيت بيتك هنا يا دانية اوعي اسمع الكلام اللي قولتيه لفريدة دا تاني ، و متقلقيش من موضوع حماد انا هتصرف معاه
: ميرسي يا انكل
رحب بها احمد بطريقة لا تقل عن محمود فهما صديقان لوالدها و يعملان معه
ناهد : اهلا بيكي وسطينا يا حبيبتي البيت بيتك
: ميرسي يا طنط
استقام مراد ليضمها بخفة و هو يقول
: كويسة
لتومئ له بخفة
علاقة مراد و دانية قوية كالاخوة تماما و ذلك لدوام سفر مراد الصعيد و صداقته القوية مع شقيقها داوود
: داوود عرف ؟ سال مراد
: معرفتش أوصله
: و لا يهمك انا هتصرف
: اياك يا مراد - ثم أكملت بصوت خافت لا يسمعه سواه - داوود مش لازم يعرف حاجة دلوقتي خالص خليه يخلص مهمته الاول و هو هيكلمني و هيرجع وقتها يعرف لكن اوعي تشتت فكره دلوقتي
نظر إليها مراد بصدمة ليقول باستغراب : انتي تعرفي .. هو هو قالك
: لا طبعا هو يقدر ينطق حاجة زي دي بس مش انا اللي تعرفوا تخبوا عليها
قاطعها صوت فريدة
: ايه يا ولاد هتفضلوا واقفين كتير كدا قعدوا يلا الاكل اتحط
جلس الجميع بصمت يتناولون الطعام معا و لم يخلو الطعام من نظرات مراد المصدومة لدانية و نظرات جايدة المتفحصة بفضول لها
.
.
.
حل منتصف الليل و لم يزر النوم عيناها ، تخاف أن تنام فتيتيقظ بكابوس ككل ليلة تخاف أن تبكي فتوقظ جدتها و ترعبها
اخذت شالها الاسود و خرجت للحديقة
كانت الحديقة الخلفية لقصر الشريف كبيرة و منسقة بشكل كبير و هناك مسبح بالمنتصف
وقفت تستنشق الهواء بينما قد وجدت دموعها الطريق لخديها
بجهة أخري كان قد عاد لتوه من السفر ، لم يخبر أحدا فهو لا يحب اتعاب ايا كان لياتي لاستقباله
ركن سيارته بالچراش ليخرج بعدها متجها بخطواته للمنزل عن طريق الحديقة الخلفية فهو يعلم أن باب الحديقة دوما مفتوح
وقف متسمرا مكانه ما أن وقعت عيناه عليها ، رغم بساطة هيئتها الا أنها بدت كالحورية و لكن حورية حزينة
تقف أمام أحد أبواب الحديقة تضم شالا اسود علي كتفيها لا يختلف لونه عن البجامة السوداء التي ترتديها و لولا بشرتها البيضاء الصافية لما انتبه لها
كان شعرها الاسود مرفوع للاعلي باهمال و عيناها السوداء الجميلة مليئتان بالدموع و تنظران بحزن ، بشرتها المبللة بفعل دموعها، شفاهها الحمراء كالدم و تلك الشامة
خرج من شروده بها علي صوت هاتفه ليخرجه من جيبه و يعلقه أعاد نظره بمكانها و لكن لم يجد أحدا
نظر حوله بريبة : بسم الله الرحمن الرحيم جنية دي ولا ايه
هز رأسه مخرجا تلك الأفكار ليدخل المنزل ثم الي غرفته طالبا الراحة
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل الثاني
Vote & comment
Enjoy ...
صباح يوم جديد
بالمنيا
كان حماد جالسا بسرايا عمه و الشرار يخرج من عيناه
: كيف تهرب ها جولي كيف
وقف بعصبيه ليكمل بصراخ
: رد عليا كيف تهرب منيكوا و انا جايلكم عينكوا متنزلوش من عليها
: البت غفلت الحرس يا حماد منتبهوش ليها
: اومال انا عشغلهم ليه اياك ماهو عشان ميتغفلوشي ، لما بت زي أكده تهرب تختفي أكده من غير احم و لا دستور يبقا عشغلهم ليه
: انت عارف بت عمك كويس و دايما عتستصغرها و تجل منيها و انا خبرتك قبل سابق بت عمك يتخاف منيها بت عمك ماهيش سالكة دي بت يتفاتلها بلاد معتسمعش كلامي
: اكتم يا متولي ، و البت دين انا هربيها من اول و جديد ، غور الحرس دولك و جهز حالك هنسافرو علي مصر
.
.
.
قصر الشريف
بغرفة محمود و فريدة
كانت فريدة لا تزال نائمة ، أما محمود و الذي جهز نفسه للعمل فكان حاليا بجوارها يتأملها بحب
فتحت فريدة عيناها لتجده بنظر لها بمودة
: صباح الخير
: صبح الورد يا قمري
ابتسمت فريدة بحب له لتجلس وهي تنظر لثيابه ثم للساعة : ايه دا مصحتنيش ليه يا محمود
: كنتي تعبانة يا حبيبتي و بعدين انتي منمتيش غير الفجر طول الليل عمالة تعيطي
اخفضت عيناها بحزن لتقول : اعمل ايه يا محمود دي اختي الوحيدة لا و ماتت مقتولة و فوق كل دا مشفتهاش لآخر مرة مسمعتش صوتها و لا ضميتها و شميت رحيتها
، عارف عشان كدا انا كنت دايما معارضة جوازها من عبد العزيز و كنت دايما بتخانق معاها عشان متعدش فالصعيد كنت خايفة عليها خايفة أفقدها و اهو اللي خوفت منه حصل
عادت للبكاء مجددا ليضمها محمود وهو يقول
: كفاية يا قلبي قولي الله يرحمها و ادعيلها ، دا قدرها يا حبيبتي
.
.
أما بغرفة احمد و نهاد فقد اقتحمت جايدة الغرفة مبكرا مطالبة بتفسيرات و معلومات عن تلك الفتاة الجديدة و الغامضة
: يا الله صباح الخير ايه يا جايدة يا حبيبتي في ايه علي الصبح
قال أحمد بانزعاج من صغيرته المزعجة
: عايزة اعرف كل حاجة عن دانية دي و عن انكل و طنط بابها و مامتها
خرجت ناهد من الحمام تلف الروب علي جسدها لتقول بفضول مماثل لابنتها
: صحيح يا احمد ايه حكايتهم انا رغم اني قابلتهم و عارفة شهيرة و عبد العزيز الله يرحمهم بس معرفش اي حاجة عنهم هي صحيح ازاي شهيرة برقتها و دلعها دا كله اتجوزت صعيدي لا و عاشت هناك كمان
تنهد احمد من زوجته و ابنته الفضوليتان ليستسلم للأمر الواقع
: عايزين تعرفوا ايه
: كل حاجة ، قالتا الاثنتان معا
: بصي يا ستي انتي وهي عبد العزيز و شهيرة دولا حكايتهم حكاية
من زمان اوي قبل ما يتجوزا و لا يعرفوا بعض اصلا شهيرة كانت دايما الدلوعة و البنت الهاي ، بنت ذوات بحق و حقيقي الكل كان هيموت عليها بسبب شخصيتها و جمالها طبعا و رغم أنها كانت الكبيرة بس عمي اللي هو والدها الله يرحمه كان مدلعها هي اكتر واحدة و بردوا كان خايف عليها اكتر واحدة لأنها كانت عنيدة جدا ، ساعتها ظهر عبد العزيز كان فيه شغل بين شركاته و شركاتنا ، عبد العزيز دا بقا اللي كان يشوفه ميقولش صعيدي غير لما يسمع صوته بسبب لهجته طبعا
كان وسيم جدا طول بعرض بوسامة
و فمرة خلصنا الشغل و كنا طالعين علي النادي عزمناه و جه معانا و طبعا شهيرة بايتة اصلا فالنادي
انا و محمود و محي ابن عم فريدة و شهيرة كنا مشهورين اوي ساعتها و كل البنات مراقبينا و طبعا دا جه معانا كل الجو مننا و الكل بقا يسأل مين دا
شهيرة خدت الموضوع عند و مين دا عادي جدا زيه زي اي حد رغم أن عينيها كانت فضحاها من اول مرة
أما هو مكنش عاجبه حد و قلة ادب فنظره لحد ما عرفناه علي شهيرة ، تفاصيل اللي حصل بينهم محدش يعرفها بس اللي نعرفه أن هي كانت وخداها عند و هو تحدي و قال هيربيها و في الاخر حبو بعض جدا عبد العزيز الوحيد اللي قدر يحتويها و يسيطر علي عنادها و دا اللي خلا عمي الله يرحمه يوافق عليه و يوافق كمان انها تسافر تعيش فالصعيد
جايدة : ياه يا بابا دي قصةحب بس هي ازاي طنط وافقت تسافر تعيش هناك اصلا
محمود : دا بقا حنكة عمك عبد العزيز الله يرحمه اتكلم معاها هي الاول و اقنعها أنه مش هينفع يسيب بلده و اهله و شركاته لأنه الكبير مش فالعايلة بس لا فالبلد كلها طبعا لما أعلن الموضوع بقا قدام اهلها خالتي درية و فريدة رفضوا بشدة و فريدة اتخانقت مع شهيرة و وقفت فوشهم جامد بس لان شهيرة كانت موافقة و عمي لما لقا كدا وافق فانتهي الموضوع
نهاد : محزن اوي موتتهم بالشكل دا فالاخر
.
.
.
بغرفة الجدة درية
دخلت فريدة لتطمأن علي والدتها لتجدها تبكي بحرقة و تدعي علي من قتل ابنتها من قلبها
بينما دانية كانت تجلس بجانبها بصمت و هدوء لا يظهر مشاعرها سوي دموعها التي تنساب بخفة علي وجهها
ضمت فريدة والدتها و هي تشاركها الدعاء و البكاء
" قلبي كان حاسس يا فريدة قلتلك اختك فيها حاجة مصدقتونيش ، اهو بنتي ادفنت من غير ما اشوفها من غير ما أودعها "
بكت فريدة بصمت و الم
قاطعت دانية ذلك العتاب و البكاء " نينة ارجوكي تهدي كفاية كدا بكاكي مش هيفيد بحاجة و لا هيرجع امي خلي بالك من نفسك و خدي ادويتك و ادعيلها لان دا اللي هي محتجاله " قالت بثبات يحسدها عليه الجميع
نظرت درية لحفيدتها تلك الفتاة القوية و الصامدة ، لطالما كانت دانية مصدر الاطمئنان لها ، تعلم جيدا قوة شخصيتها ، ذكائها و حنكتها التي ورثتها من والدها فدانية لم ترث من والدتها غير الجمال الأخاذ أما شخصيتها فهي نسخة من عبد العزيز ذلك الرجل الذي أخذ ابنتها الكبري و رغم اعتراضها الا أنها كانت تعلم أنه رجل لا مثيل له و مع مرور الوقت و رؤية مواقفه و أفعاله حمدت الله لإرسال رجل كهذا لابنتها المدللة
نظرة دانية القوية بعينها السوداء الواسعة و ذلك البريق المهيب بهما جعل من بكاء درية يهدأ تماما و لاول مرة تشعر بالخوف لرؤية تلك العينان التي كانت تري بهما الامان ، ليس خوفا منها و لكن عليها
فهمت فريدة نظرة والدتها و شرودها لحفيدتها التي كانت تقف بصمود أمامهم و لا احد يعلم ذلك الانهيار بداخلها
حمحمت فريدة لتقول : دانية حبيبتي اوضتك جهزت لو هترتبي حاجتك و الفطار دقائق و هيبقي جاهز
: ميرسي يا خالتو بس انا هروح اوضتي ارتاح شوية مش عايزة افطر
: هتلاقي جوليا برة خليها توريكي الاوضة و لو عايزة تغيري فيها اي حاجة متتكسفيش
اكتفت دانية بابتسامة خفيفة لتخرج
درية : بنت اختك مش ناوية علي خير يا فريدة ، هي قالتلك علي حاجة
: ابدا يا ماما حكت اللي حصل و اه حماد دا ابن عمها كان عايز يتجوزها غصب عشان ياخد الاملاك بس هي هربت منه و جت علي هنا و طلبت أن محدش يعرف بوجودها هنا و خصوصا حماد
: آه يا فريدة آه ، في حاجة فدماغها بس انا معرفهاش عمري ما فهمتها زي ابوها تمام متعرفيش جواها ايه ، خايفة عليها هي اللي فضلالي من ريحة شهيرة
: متقلقيش يا ماما انا كلمت محمود و قالي أنه هيفضل جنبها و كلنا جنبها هناخد بالنا منها انتي بس ارجوكي خدي دواكي و ارتاحي شوية
قالت محاولة تهدئة والدتها و إزالة قلقها علي حفيدتها و لكن من سيذيل قلقها هي فكما والدتها هي أيضا تعرف ابنة شقيقتها جيدا
جلست تدعي بداخلها أن يحمي دانية و يبعد عنها أي مكروه و أن تمر الايام القادمة بخير
.
.
هل سيتحقق امل فريدة بالهدوء ام ستهب عاصفة قوية ؟!!!
.....
استيقظ صباحا بكسل و تعب و لكن لا مجال للراحة لديه اعمال مكدسة فوق راسه و عليه حلها
مسح علي وجهه بعنف ليستقيم داخلا الحمام يقف اسفل الدش تاركا الماء البارد يتكفل بايقاظه و انعاشه ليتمكن من إكمال يومه
لاح بفكره جنية أمس كم كانت جميلة و مذهلة حتي مع دموعها و الحزن بعينها و لكنها بدت كرسمة أبدع بها اعظم الفنانين
هز رأسه بفزع و هو يقول
: اعوذ بالله من الخبث و الخبائث هو انا ناقص جنية كمان
خرج من الحمام يلف الفوطة حول جسده ليبدأ بارتداء ثيابه الرسمية المناسبة لعمله و منصبه
صفف شعره البني الناعم للخلف ليظهر وجهه بملامحه الحادة الوسيمة و عيناه العسليتان كبحر من العسل يمسح بيده علي ذقنه الخفيفة التي تعطيه جاذبية و هيبة
يرش من عطره المفضل لينظر لنفسه لآخر مرة ثم يأخذ الدرجات للاسفل ليري عائلته
كانت العائلة متجمعة بالصالون بينما يضع الخدم طعام الإفطار علي السفرة
: صباح الخير ، قال بصوته العميق لينتبه الجميع إليه و تسرع إليه نهاد تضمه
: حبيبي رجعت امتي
ضم والدته بحنية وهو يقول : امبارح بليل
:حمدالله علي سلامتك يا حبيبي
ما أن ابتعدت والدته قليلا حتي قفزت عليه جايدة وهي تضمه و تقول : وحشتني يا ميزو اوي
ضمها بحنان مماثل : ميزو ايه يا بت ما تعدلي لسانك اسمي حمزة
: يووه بقا بدلعك يا ميزو
: جايدة اتعدلي احسلك مش حمزة السباعي اللي يتدلع لا و كمان دلع مايع زي دا
: خلاص يا سيدي سوري مش هدلعك تاني يا استاذ حمزة
ضحك الجميع عليها
: حمدالله علي سلامتك يبني ، استني افطر قبل ما تنزل شغلك
قال أحمد زوج والدته و الذي يعتبره كوالده تماما فهو لم يعرف والده ابدا حيث مات عندما كان طفلا ذو ثلاث اعوام بذلك الوقت حدث الكثير من المشاكل لتنتهي بزواج والدته من احمد الشريف الذي أحبه و اعتبره ابنه كسليم تماما
مراد : يبني انت مش هتبطل ام العادة دي ما تتصل و لا تقول انك جاي كنت قابلتك في المطار
: و انت متعودتش ولا ايه
: لا يا سيدي اتعودت مانت بتسافر فجأة و ترجع علي غفلة بس قولت يمكن تفكر تبقي بني ادم طبيعي
: متقولش يا اخويا قوم نفطر يلا
جلس الجميع علي الطاولة ليتعجب حمزة و يقول : اومال فين نينة مش هتفطر معانا ولا ايه
: تعبانة شوية يا حبيبي انا فطرتها و اديتها دواها
قالت فريدة ليومئ حمزة بقلق
كان الجميع يتناول طعامه بصمت حتي مالت جايدة علي أخيها الهمس له : هو انت متخانق مع داليدا
عقد حواجبه باستغراب : لا ليه
: لا ابدا اصل دي مش طريقة مقابلة اتنين مخطوبين بعد ما كنت مسافر يعني
: خليكي فنفسك يا جايدة و بطلي فضولك دا
قال وهو يعلم جيدا تفكير شقيقته التي كانت رافضة لذلك الارتباط بشدة
.
.
بشركة أبناء السباعي
كان أعمامه حمزة شاكر و جلال جالسين يكادون ينفجرون من القهر
شاكر : ابن اللذين خد الصفقة مننا تاني انا مش عارف اخلص منه ازاي دا
جلال : انا مش عارف الواد دا ناوي علي ايه كل صفقة ندخلها يدخل و ياخدها مننا هو عايز ايه بالظبط
: عايز قضاه و انا هجبهوله ، اصل الواد دا اتفرعن اوي فاكر أنه هيقدر يطنطط علينا إنما بعينه
: انا قولتلك يا شاكر من الاول ابن رأفت مش هيسكت ، فاكر لما جه و طالب بحقه وورثه من أبوه قولتلك ساعتها لتخليه تحت طوعنا لتخلص عليه مسمعتنيش
: اخد مين تحت طوعنا يا جلال اخد حمزة ابن ناهد الواد دا كبر كارهنا و حاقد علينا أمه زرعت الكره جواه و لو دخلته بينا كان قضي علينا كلنا
: و مخلصتش عليه ليه اهو عمال يقضي علينا دلوقتي لا عارفين نمشي شغلنا و لا نعمل حاجة بسببه
: مكنتش فاكر أن حته العيل دا هيبقي وحش بالشكل دا بس متقلقش هحلها
انهي كلامه بحقد و غل و توعد
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل الثالث
: واه ، لاع انا معيدخلش عليا انا الكلام ديه كانك يعني متعرفيش أن خيتك و زوجها انقتلوا و بتهم الفاجرة هربت في الليالي ، عايزة تفهميني انها ماهياش اهني
وقعت درية علي كرسيها و هي تلطم ممثلة الصدمة علي ابنتها
كان حمزة يقف ينظر باستغراب لا يفهم شيئا
: عقولكوا ايه انا الشغل دا معايكلش ويايا و بت عمي هاخدها يعني هاخدها و معارجعش البلد من غيرها و لو عقلب سرايتكوا دين فوقاني تحتاني
كاد أن يتحرك للداخل و لكن كان حمزة و مراد أمامه هو و متولي
: ايه يا اخينا انت وكالة من غير بواب هي ما تحترم نفسك و احترم البيت اللي انت فيه و احترم حرمته وقال اللي يشوفك يقول صعيدي يعرف الأصول
شده حماد من تيشرته بعنف وهو يقول : بعد من جدامي يا مدلع انت يا ولد البندر بدل ما اعرفك الصعيدي دا يجدر يعملوا ايه
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه حمزه ليقول : والله طب متوريني يا صعيدي كدا هتعمل ايه فابن البندر اللي قدامك دا
قال وهو يطبطب بعنف علي صدر حماد الذي حاول ضربه برأسه و لكن حمزة تفاداها ليحاول حماد ضربه مجددا بلكمه و لكن حمزة كان امهر فلوي ذراعه خلف ظهره بعنف
اوقفهم محمود الصامت منذ البداية ليبعد بينهم
: استني يا حمزة ، و انت يا حماد انا سايبك من ساعة ما دخلت تتكلم و تعمل اللي انت عايزه مش عشانك لا احترام لابوك المرحوم و عمك الله يرحمه هو كمان ، موضوع موت عبد العزيز و مراته لسة عارفه النهاردة و مكنتش بلغت اهلي متشكر شلت عني الحمل رغم انك هببتها خالص أما موضوع دانية فانا كنت فاكر انها قاعدة فسرايتها تحت حماية ابن عمها و كنت ناوي ازورها اخر الاسبوع كلامك جديد يا حماد يعني ايه تهرب و هربت ليه يا حماد عملت لبنتي ايه
امشي يا حماد دانية مش هنا و لا كلمتنا حتي و لو حصل و جت لينا فمتنتظرش مني ارجعها لان بنت عبد العزيز الجبران مش فاجرة لا دي اشرف من الشرف دا لو تعرفه
اتفضل من غير مطرود يا حماد
قال بصرامة و قوة
نظر لهم حماد بغل و حقد خاصة لحمزة و محمود
: انا همشي دلوجيت بس لو عرفت انها عنديكوا و خافينا لاطربجها علي روسكم و مبجاش حماد جبران لو معترتش عليها و ربيتها من اول و جديد عتفتكر انها عتقدر تخلص مني لكن لاع اللي كانت تتحامي فيه راح و خلصت منيه معتهربش مني لو حصل ايه
ثم خرج خلفه متولي
بينما دانية كانت تقف بالاعلي متخفية كي لا يراها أحدهم استمعت جيدا للحديث بينهم و أثناء خروجهم دققت النظر بمتولي لتري تلك العرجة البسيطة التي تكاد تكون مختفية عند سيره ببطء ، لتقدح عيناها بشرار و حقد و غل
مع رحيل حماد و متولي ظفر الجميع ليتحدث احمد مع البواب بعدم السماح لهذان الاثنان بالمجئ هنا مجددا و نبه علي الحراس بالانتباه لهما كي لا يراقبان المنزل
تنهد حمزة وهو ينظر للجميع باستغراب بينما والدته تقف بجانبه تطمئن عليه ، كاد أن يتحدث عندما لمحها مجددا تلك الجنية تسير أمامه
اغمض عيناه ليفتحها مجددا و لكنها لا تزال أمامه تهبط السلالم
: ماما هو هو في حد نازل من السلالم ، سال والدته شاعرا بغبائه و تفاهته
نظرت والدته لتجدها دانية فتحدثت : دي دانية بنت شهيرة و عبد العزيز
نظر حمزة لوالدته بصدمة و ما جال برأسه اهي حقيقة ليست جنية كما اعتقد
تبعها بعينها وهي تصل لهم لتقف أمام محمود
: ميرسي يا انكل وقفتك النهاردة و دفاعك عني بالشكل دا عمري ما هنساه
: انتي بنتي يا دانية و مستحيل اسمح لحد أنه ياذيكي أو يتقول عليكي و متنسيش انتي بنت عبد العزيز الجبران مش اي حد
أسرعت صفية لدانية ما أن رأتها
: ست دانية ست دانية انتي كويسة
نظرت لها دانية لتفهم من نظرات عيناها قلقها و خوفها لتبتسم حتي تطمئن الجميع فقط لمحت القلق بوجوههم جميعا
: انا كويسة يا صفية متقلقيش .. متخافوش يا جماعة حماد بوق كبير هو اه من عيلة جبران بس عار كبير اوي عليها ميقدرش يعمل اي حاجة سيبوه يتكلم زي ماهو عايز هو مبيعرفش غير أنه يتكلم
كان الجميع ينظر لثباتها و ابتسامتها و ثقتها ، أما هو كان مذهولا من كل ما يحدث و لا يفهم اي شئ ولكن كان مذهولا اكثر من تلك الفتاة و التي كان يظنها جنية و لكنها حقيقيه انسية من لحم و دم
تذكر رؤيتها أمام باب الحديقة منظرها المكسور دموعها و حزن عيناها ، نظر لها الان ليري ابتسامة صامدة و عينان واثقه ووقفة قوية
: مدام بوق و ميقدرش يعمل حاجة هربتي منه ليه و جيتي هنا و كمان مستخبيه مش عايزاه يعرف بوجودك عندنا
قالت داليدا باستهزاء
لتنظر لها دانية : عشان حماد عامل زي الأسد الغبي شفتي سكار في فيلم سيمبا اهو دا حماد شايف نفسه و فاكر أنه بقي ملك الغابة لما الملك الحقيقي مات فانا بقا لازم أتنازل عن مكانتي و ابقا زي الثعلب المكار .. متشغليش دماغك انتي يا بنت خالتي مش هتفهمي قصدي انتي بنت ذوات خليكي عايشة فحكاية باربي
كلام دانية كان ذو معني عميق لمن يعرفها جيدا نظر الشقيقان احمد و محمود لبعضهما بقلق ثم لتلك الصغيرة القوية بالمنتصف ، درية التي تعرف منذ البداية أن حفيدتها لا تنوي خيرا و لكنها لا تفهم شيئا و لكن بعيدا عن كل هؤلاء فكان حمزة رغم جهله بالحكاية إلا أنه أكثر من فهم معني كلامها و بشكل دقيق
و بنهاية حديثها لداليدا ضحك بخفة علي سخرية دانية من داليدا التي لم تفهم ذلك و لكنه وافقها بشدة بداخله .
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل الرابع
Vote & comment
: مش هناكل ولا ايه
قالت دانية ليومئ الجميع و يتجهون لطاولة الطعام
كان حمزة بنظر لها بين الحين و الآخر بعيدا عن ما حدث لا يصدق انها حقيقية و ليست جنية أو بفعل خياله و ارهاقه
ايضا مراد الذي كان ينظر إليها و رأسه ملئ بالافكار ، كلامها الان لشقيقته هو ليس غبي كي لا يفهم ما تقصده و هذا ما يقلقه هذا غير خبرته بعلمها لعمل شقيقها و عمله كذلك
لم يستطع الصمت اكثر
: حاولت اتصل بداوود بس معرفتش أوصله
توقفت دانية عن تناول الطعام لتضع ملعقتها بعنف علي الطاولة وهي تنظر له بحدة وهي تقول
:انا قولتلك متكلمهوش مش دلوقتي يا مراد
نظر لها مراد بحدة
: داوود لازم يعرف بموت أمه و أبوه و بالطريقة البشعة دي يا دانية لازم يكون واقف جنبك علي الاقل عشان يحميكي من ابن العم اللي ما يتسمي دا
: متدخلش يا مراد فالموضوع دا انا اعرف اتصرف كويس مع حماد و أشكاله و داوود مش لازم يعرف دلوقتي مدام مش قادر توصله يبقا متحاولش
: لحد امتي
: لحد الوقت المناسب ، قالت بحدة لتستقيم ناوية الرحيل و لكنه أوقفها
: بطلي أنانية انتي متخيلة هيبقا عامل ازاي لما يعرف مش كفاية أنه مشافهمش كمان عايزة تحرميه من حزنه و وقفته جنبك
نظرت له دانية بقوة و هناك شرر يخرج من سوداوتاها لتقول بصراخ : عارفة هيبقا عامل ازاي! انا اكتر واحدة عارفة هيبقا عامل ازاي بس يا تري انت بقا عارف هيبقا عامل ازاي و هيعمل ايه لما يعرف فاكره هينهار و يعيط و يحزن جنبي لا هيطلع قهره المكتوم من ساعة موت دياب و هيوسخ أيده بالدم هيخسر حياته و شغله و نفسه كمان و انا بقي مش مستعدة اخسر اخويا و اخر واحد من عائلتي انا أنانية يا مراد
ياريت انت بقا تبطل تحاول تكون البطل عشان انت غبي و مش فاهم حاجة و هتضيع كل حاجة و صدقني انا مش هسمحلك تضيع اخويا مني و انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه
تركت الجميع لتصعد غرفتها ليجلس مراد بصدمة بينما ساد الصمت و الحزن علي الجميع خاصة فريدة و درية التي وجدت دموعهم طريقها و هطلت كالامطار
كان حمزة يراقب ما يحدث و فوق راسه علامات استفهام كبيرة لا يختلف عن شقيقته جايدة عكس داليدا التي لم تفهم شيئا و لكنها أكملت طعامها بحنق
.
.
صعد مراد غرفته ليلقي بنفسه علي الأريكة غير عابئا بإشعال الضوء ، بل فضل البقاء بتلك الظلمة كظلمة عقله التي اكتشفها منذ قليل ، كيف لم يفكر بما قالته دانية من قبل
كان فقط يفكر بصديقه و حالته ، كل ما كان يدور برأسه ذلك الوقت بعد موت دياب
كان داوود منهار بشدة يبكي كثيرا و رغم عادات الصعيد باخذ الطار و لكن لالتحاقه بالشرطة طلب من والده اخذ الطريقة القانونية للأمر و لكن بذلك الوقت كان لديه مهمة لذا اضطر للذهاب اعتقد الجميع أنه هرب بسبب حزنه و قهره علي شقيقه
عندما عاد اكتشف أن الجاني علي شقيقه خرج من السجن بريئا كونه دفاعا عن النفس
تذكر انهياره عند عودته و معرفته بالأمر
كان هائجا يكسر كل ما أمامه
: انا اللي قولت لابويا ناخد حقنا بالقانون و اهو ضيعنا القانون خلي اخويا البرئ متهم و المتهم برئ ، و انا انا مشيت ورا القانون اطمنت و مشيت عشان اخدم القانون علي اساس هو كمان هيخدمني و يرجع حق اخويا
ثم هبط جالسا علي الأرض يضع راسه بين يداه و يكمل
: دا انا حتي مكنش ليا الحق اخد وقتي فحزني معرفتش اعيش حزني علي اخويا معرفتش اشارك اهلي المهم و اشاركهم المي المنا واحد عشان شخص واحد بس معرفتش نعيشه كعائلة
بذلك اليوم قرر داوود ترك عمله و مهما حاول إقناعه لم يفلح بمساء ذلك اليوم كان داوود خارجا ليقدم استقالته بشكل رسمي عندما أوقفته دانية
: رايح فين
: هرجع الصبح
: رايح فين يا داوود
بذلك الوقت تهور مراد وقال املا أن تستطيع دانية تغيير راي شقيقها : عايز يقدم استقالته
عقدت دانية حاجبيها
: و دا ليه بقا مش دا حلمك يا حضرة الظابط
: عشان كنت فاكر أن اللي بيمشي علي القانون بياخد حقه و محدش يقدر يظلمه بس اخويا اتظلم عشان انا وثقت في القانون
: وانت كنت غلطان يا حضرة الظابط القانون أعمي ملوش ذنب الذنب علي اللي بيعرفوا يستغلوا عماه و يدخلوا ثغراته يتلاعبوا بيه و يضحكوا عليه
: و عشان كدا هقدم استقالتي
: داوود انت مش بتخدم قانون انت بتخدم بلدك ، لو فعلا انت فاكر انك بتخدم القانون فروح سلم استقالتك مش همنعك لكن لو بتخدم بلدك فبلدك ملهاش ذنب ..
كانت سترحل و لكنها توقفت لتقول : صحيح لو نويت تفضل فشغلك فخليك هنا هيحصل حاجة مهمة اوي
ثم رحلت ، كلامها بذلك اليوم ضرب الوتر الحساس لدينا فنحن جنود الوطن و نخدم بلدنا و ارضنا ، القانون وسيلة لتساعدنا و لكن دانية محقة هناك بعض الانجاس يستغلون ثغرات القانون لتغيير الحقائق و القانون لا يعرف الحقائق القانون يعرف الأدلة و الإثباتات
كانا جالسين بهدوء عندما سمعا ضجة كبيرة خارج السرايا ليسرعا للخارج خلفهم دانية ووالديها
كان قاتل أخيهم يقف أمامهم ، كان داوود سينقض عليه لولا ايقاف دانية له
: استني يا داوود
: انتو عتعوزوا ايه عتعوزوا ايه مني يا عائلة جبران خربتو بيتي و هدمتوا حياتي كفاية حرام عليكوا ابعدوا عني بجا دمرتوني دمرتوني
سقط باكيا أمامنا كان جميع أهل البلد حاضرين ينظرون لما يحدث
: بتعملوا فيا اكدا ليه انا عملتيلكوا ايه
نظر مراد لواقفين كان داوود متعجبا لا يفهم شئ و لكن الغل و القهر بداخله يريد البطش بذلك الجالس أمامهم نظر لعبد العزيز ليري عقدة حاجبيها بعدم فهم لينظر لابنته فينظر مراد معه كانت تنظر بهدوء و برود نظر لعمه مجددا فيجد عقدة حاجبيها اختفت و نظرته غلفتها البرود
تحدثت دانية بهدوء : انت عملتلنا ايه فانت افتكر كويس اما احنا معملناش حاجة ليك
: عملت اه عملت انا جتلت اخوكي جتلته عايزة ترتاحي مكانش دفاع عن النفس كان غل كان غل يا بت جبران غل من اخوكي اللي خد حبيبتي منيي اختارته و سابتني عتحبه هو و لما جيت اعتدي عليها عشان تبجي ليا غصب لحجها اخوكي و هربت فجتلته عشان اخلص منيه ، انتي بجا عملتي ايه فضحتيني حياتي كليتها لجيتها كذبة بسببكم كشفتو المستور حرجتو جلبي
مقدار الغضب و الحقد بداخل مراد كان جزء من ذات الغضب و الحقد بداخل عائلة جبران لمعرفتهم بحقيقة قتل ابنهم الأكبر
كانت الشرطة موجودة أيضا استمعت لما حدث
اقترب الظابط من عبد العزيز جبران
: لو عايزني افتح القضية من تاني هفتحها و اقبض عليه و تاخد حق ابنك
نظر عبد العزيز لابنته التي تتجه لذلك المجرم
: القضية انقفلت يا حاظابط و معرفتش تجيبوا حج ولدي جولتو أنه هو المتهم و يستاهل الجتل مش أكده
لا احد يعلم ما همست به دانية للرجل ولكن ما أن أعطته ظهرها حتي استقام و قال : لاع ، نظرت له دانية ليرفع هو السلاح تجاهها و قع قلب الجميع بتلك اللحظة و لكنها كانت تقف صامدة و تنظر له بقوة
اسرع الجميع اليها و لكن كان هو أسرع ليسمع الجميع صوت إطلاق النار
وقف الجميع ينظر لما حدث بدهشة فاللحظة الأخيرة وجه المجرم المسدس لرأسه و أطلق .. قتل نفسه أمام عائلة جبران
ما أن سقطت جثته أرضا ، رفعت دانية يدها لتحل شعرها المعقود للاعلي فينساب علي ظهرها بطوله و شكله الغجري الجميل لتعود لداخل السرايا
.
.
افاق مراد من ذكرياته و كلماتها تصدح بعقله ، هي محقة لطالما كانت محقة أن علم داوود بما حدث انهياره لن يكون حزنا و بكاء بل سيكون دمار
داوود يخدم وطنه لكنه لم يعد يثق بالقانون أن عاد و علم سيتبع قانون الصعيد و سيطالب باخذ طاره بيده سيلوث يده بالدماء و يخسر عمله و حياته
أنه مجرد غبي كما قالت فكيف له لا يفكر بشكل سليم
ضحك بسخرية علي نفسه وهو يقول : قال ظابط مخابرات قال
.
.
.
بغرفة حمزة
كان يقف أمام نافذته ينظر للخارج بغموض و لاول مرة لا يشغل تفكيره أعمامه و انتقامه منهم بل تلك الجنية حسنا ليست جنيه تذكر اول مرة رأهاو تفكيره بكونها حورية نعم حورية يناسبها
تذكر ما حدث اليوم و اخيرا حديثه مع والدته بعد العشاء حيث اخذها بغرفته و سألها لتحكي له كل شئ عن عبد العزيز و شهيرة و عن دانية و ما يقول الجميع عنها و عن مقتل والديها و حكاية حماد ، شئ واحد لم يعرفه ولا يبدو أن أحدا يعلم غير مراد ، حكاية دياب
لمحها لينظر لها بابتسامة حقيقية زينت ثغره ، كانت تقف بالتراس المرافق لغرفتها و كون غرفتها بجانب غرفته يفصل بينهم زاوية حادة فكان باستطاعته رؤيتها بوضوح تقف بالتراس و لكنها لا تستطيع رؤيته
.
.
أما هي فما أن صعدت حتي انهارت بالبكاء ، كل شئ يضغط عليها ذكرياتها تؤلمها هي لا تمنع المها بل تتذكر و تتذكر اكثر تفضل الشعور بكل الم مصاحب لتلك السعادة المنسية تفضل الانهيار و البكاء و لكن بمفردها لا تريد شفقة أحد هي ستنهار بمفردها و تقف بمفردها كما اعتادت دوما
تترك نفسها للانهيار و تذكر تلك اللحظات السعيدة لتنهار اكثر و اكثر و تبكي الما و حسرة تبكي فقدانا و يتما لتصبح اقوي
لطالما آمنت أن كل شعور تشعر به يترك بداخلك قوة حتي اسوء المشاعر و الأحاسيس تلك المشاعر التي تظن أنها ستدمرك أن كنت قويا و شجاعا كفاية لتقبلها فستترك بداخلك قوة كبيرة تستطيع بعدها أن تحقق ما تريد
بعد بكاء طويل اخيرا لملمت شتات نفسها لتدخل الحمام تغسل وجهها ثم تخرج
جلست بهدوء متذكرة مجئ حماد
و صدح برأسها كلمة "اللي عتتحامي فيه راح و خلصت منيه "
عادت بذاكرتها ليوم مقتل والديها ذلك القاتل الذي هرب كان متولي نعم هي انتبهت للأمر باليوم الثاني للعزاء بعد أن فاقت قليلا من انهيارها
كان يجري هاربا فلم يستطع اخفاء عرجته هذا غير سبحته المعروفة التي لا يتركها من يده مدعيا تسبيحه و لكن الجميع يعلم كونه متظاهرا يتخفي خلف الإسلام كما يفعل الكثير و لكن الاسلام برئ منهم
كانت سقطت منه ووجدتها لتتأكد من كون الجاني متولي و لكنها تعلم جيدا ، متولي كلب لحماد لا يفعل سوي ما يأمره حماد
لترفع هاتفها و تجري مكالمة
: الو هطلب خدمة جديدة .... عايزة اعرف كل حاجة عن حماد جبران و متولي سيد ...مش مجرد معلومات عايزة اعرف اخفي أسرارهم ايه نقاط ضعفهم انت فاهمني ..تمام
أغلقت هاتفها لتخرج التراس وهي تقول : الحرب بدأت يا حماد
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل الخامس
Vote & comment
Enjoy....
صباح يوم جديد
كان الجميع متجمع بالصالون يشربون قهوة الصباح بعد الافطار و لا يخلو الجو من الأحاديث الجانبية
جايدة : بقولك ايه يا دودو ما تيجي معايا النادي
قالت بحماس
: سوري يا جايدة مليش مزاج ، قالت دانية بابتسامة معتذرة
: ايه يا ست جايدة زهقتي مني و لا ايه ، قالت داليدا
: يا ستي لا زهقت و لا مزهقتش بس انتي بتنزلي النادي بتعدي مع الشلة بتاعتك دي و أنا بصراحة مش بطيقهم
: ولا هما بيطيقوكي يا بيبي ، قالت داليدا باستفزاز ليقابلها ابتسامة جايدة الا مبالية
: لو معندكيش تمرين و نازلة كدا ممكن تروحي لخديجة احسن ، قال حمزة بهدوء وهو يتناول قهوته
: اتصدق معاك حق انا اروح لديجا احسلي
: عن اذنكوا ، قالت دانية راحلة ليوقفها صوت محمود
: دانية استني عايزك
: نعم يا انكل
: شركات باباكي هتفضلي سيباها كدا اكيد في شغل متلتل و صفقات اد كدا كدا الشركة ممكن تنهار
ابتسمت دانية بخفة لتقول : متقلقش يا انكل عاملة حسابي و الشغل ماشي تمام ، اه كان فيه صفقة لبابا مع حضرتك و معاد الاجتماع قرب ممكن حضرتك تاجله شوية
رد احمد متعجبا : مدام الشغل ماشي تمام عايزة تاجليه ليه
: معلش يا انكل بس الفترة الجاية دي مش هكون فاضية للشغل و الصفقة دي كبيرة و مهمة و لازم تركيز و انا حاليا في حاجات لازم اخلصها الاول
: طب ما تقوليلنا و لو في حاجة محتاجها احنا موجودين و لو عايزة تعملي حاجة احنا فظهرك ، قال محمود ليحثها علي اخراج ما بعقلها
: عارفة يا انكل و متقلقش لو احتجت حاجة أو معرفتش اتصرف هتكون انت اول واحد الجأله بس حاليا الموضوع ميستاهلش
استأذنت و صعدت غرفتها فهناك الكثير برأسها وهي بحاجة لترتيب أفكارها و دراسة خططها جيدا
بعد صعودها
: محمود يبني ، قالت درية بارهاق
: نعم يا امي
: انا قلبي مش مطمن و البنت دي في حاجة فدماغها حاجة كبيرة اوي بنت عبد العزيز وانا عارفاها
: متقلقيش يا امي انا واخد بالي منها كويس و بعدين انتي قولتيها بنت عبد العزيز و عبد العزيز بنفسه كان مسلمها دماغه
: خايفة تحرق نفسها بنار مهياش ادها
.
.
فيلا شاكر السباعي
: و انا اللي واثق فيك و بعتك للصفقة و متاكد انك حتكسبها بقا حتة العيل دا ياخدها منك بشركته ام يومين دي و شركتنا احنا اللي بقالها سنين تخسرها يا خالد ، انا غلطان اني بعت فاشل زيك
قال شاكر مخرجا قهره في ابنه
: ماهياش اول صفقة ياخدها مننا يا بابا و دا مش بسببي ماهو خد صفقات ياما و كنت بتبعت احسن ناس فشركتنا يتمموها و كان بردو هو اللي بيكسب
قال خالد حانقا علي اتهام والده له بالفشل و التقصير
قاطعهم دخول مدللة والدها ' ماهيتاب ' الابنة الصغري و الوحيدة : في ايه يا بابي ايه يا خالد صوتكوا طالع كدا ليه
صمت الاثنان بحنق و ضيق
لتتحدث هي بخبث : آه ليكون عشان الصفقة اللي ابن عمي خطفها منكوا
: ماهيتاب ، نهرها والدها بحدة
: يا بابي اهدي شوية ماهو بردو مينفعش كدا دا مهما يكون ابن اخوك و انت الصراحة بتتعامل معاه بطريقة غلط خالص
: ماهيتاب ايه اللي انتي بتقوليه دا
جلست هي بثقة لتضع قدما فوق الأخري و تقول بخبث : بقول يا بابي يا حبيبي أن حمزة السباعي بقا واحد من أكبر رجال الأعمال في البلد و شركته ليها وضعها و كله بيجري عشان يتعامل معاه و انت يا عمه يا حبيبه بتتخانق معاه تؤ تؤ تؤ مكنتش فاكراك كدا يا حبيبي
: شركة ايه اللي ليها وضعها يا ماهي دا لولا جوز أمه احمد الشريف الواد دا مكنش عرف يعمل اي حاجة دا كله فلوس جوز أمه ، قال خالد بشراسة و حقد
: لا يا خالد مكنتش فاكراك ساذج كدا و يا سيدي حتي لو معاك حق متقدرش تنكر أن شركته ليها اسمها و سمعتها دا كله وهو لسة شاب و صغير
جلس شاكر ينظر لابنته ليقول : ايه اللي فدماغك يا ماهي بصراحة و من غير لف و لا دوران
تعدلت ماهيتاب ناظرة لوالدها لتقول : بقول يا بابايا العزيز اننا نكسب ابن عمي فصفنا و نحط الثروة دي فايدينا و بدل ما يخطف مننا الصفقات يجبهالنا لحد رجلينا
: و دا ازاي يا ست العاقلين انتي ، قال خالد بسخرية
: فيه حد يقف قدام عمه بابا مراته يا خلودي
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه والدها : عايزة تتجوزيه يا ماهيتاب
: و ماله حمزة شاب وسيم و غني و ابن عمي اكيد انا أولي بيه و بفلوسه دي كلها و لا عايز حد غريب يجي ياخد كل دا
صمت شاكر قليلا مفكرا أما خالد كان ينظر لهم باستغراب ليهتف بغضب : انتي اجننتي يا بت انتي و لا ايه
: قعد يا خالد ، صوت والده الصارم الجمه ليجلس ليكمل شاكر : رغم اني عمري ما فكرت انك ممكن تتجوزي الزفت دا ابن ناهد و في دماغي ليكي حد احسن كتير بس مدام عايزاه وريني شطارتك هتجيبيه ازاي ... اه و متنسيش دا خاطب بنت محمود الشريف
: سيب الموضوع دا عليا
.
.
.
بالصعيد
عاد حماد للمنزل ليدخل الي غرفته فورا دون رؤية أحد و لكن رغبته لم تتحقق فكانت -هنادي - زوجته بالانتظار ، كانت جالسة علي السرير و تنظر إليه بغل
: هنادي رجعتي ميتي
: ايه مكنتش عايزني ارجيع ولا ايه اياك
: ترجعي و لا مترجعيشي انت معتاخديش رايي في حاجة واصل مشيتي عند امك من غير ما تجولي و ها اديكي رجعتي بنفسيكي يا بت خالتي
: رحت عن امي بسببك يا حماد رايح تجري ورا بت عمك ديهين و تجول هتتجوزها طلبتها من ابوها و رفضك يا حماد لاع مستكفتش الراجل مات جلت خلاص هتجوزها دلوك هربت منيك تروح جاري وراها علي مصر حصلت يا حماد بت زييها تجررك أكده
: اقفلي خشمك يا هنادي و عدي ليلتك انا جاي خلجي فخشمي و معاطيقش حد اعرفي عتقولي ايه احسليكي
: لا يا حماد معسكتش رايح تجري ورا السنيورة يا حماد و سايب مراتك بدل ما تفكر تجي و تراضيني لاع راكب دماغك تتجوز اللي عايفاك يا حماد معتعوزكش معتعوزكش ، البت عمالة تدوس عليك و انت تجولها كومان
قالت بصراخ ليقاطعها صفعة حارة هبطت علي خدها و حماد ينظر لها بشرار يتطاير من عيونه
: عتضربني يا حماد عتتشطر عليا اني هتعمل عليا راجل و سايب بت عمك علي حل شعرها ما تسترجل عليها هيا اياك و لا رجولتك معتطلعش غير ويايا
: أكده يا هنادي انا هوريكي رجولتي كيف ، قال و قد وصل غضبه لاعلي قمة و احمر وجهه ليهبط عليها بالصفعات و الضرب المبرح بينما هي تصرخ و تبكي
شدها من شعرها بعنف ليخرج من غرفته يجرجرها حتي وصل لغرفة والدته فيفتح الباب ثم يرميها علي أمه التي اخذتها بسرعة
: فيه ايه يا حماد رجعت ميتي و ايه اللي انت عامله فالبنية دا
: لمي بت اختك عنديكي يمه معايزش اشوف خلجتها
ثم رحل ضاربا الباب خلفه بينما هنادي جلست تبكي بقهر و حرقة
: اهدي يا بنتي و جولي عيحصل ايه وياكي انت و جوزك
: يا خالتي خلاص معتدش جادرة اتحمل رايح ورا بت مصر يا خالتي و سايبني انا مرته معيفكرش يجي يشوفني ولا يعرف ايه اللي ضايجني عايز يتجوزها عليا يا خالتي ليه وانا جصرت معاه فايه
شعرت ام حماد بالشفقة علي ابنة اختها و لكن ما أن عرفت اصل الموضوع حتي قست قلبها
: جومي ، جومي من جدامي يا بت حسنة هتفضلي أكده غبية طول عمرك معتفكريش واصل
: عفكر في ايه يا خالة جوزي عايز يتجوز عليا ، البت عايفاه وهو عيجري وراها مصمم يتجوزها
: و هيضل أكده يجري وراها لحد ما يتجوزها و انا معاه يا بت اختي ، لتكوني فاكرة أنه عايزها حبا فيها اياك تبجي هبلة و لا عتفكريش زي ما بجولك ..ثروة عبد العزيز رضوان لازمن تكون لينا لازم ناخدوها من حباب عيونهم و الطريجة واضحة بت عبد العزيز هي مفتاح الثروة ديهين و انا معسيبهاش عشان مدلعة زيكي
.
.
مر اليوم و جاء الليل اخيرا ليذهب الجميع للنوم و اراحة أفكارهم الهادئة عدا اثنين
دانية و التي لم تستطع النوم كالعادة فما أن تغفي تهاجمها الكوابيس تري جثث والديها مغطاة بالدماء أمامها لتفيق مفزوعة باكية خائفة
اخذت شالها و هبطت للاسفل لتجلس بالحديقة آملة أن يهدأ الهواء العليل القليل من زوبعة أفكارها و حرقة قلبها
بينما حمزة المتقلب علي سريره بملل ، لا يعرف لماذا و لكن لا يستطيع النوم مهما حاول كأن النوم قد خاصمه لهذه الليلة
استقام وهو يتنهد لينظر من نافذته حيث التراس الخاص بدانية وهو يتذكر وجهها الجميل و ملامحها الجذابة ، شخصيتها القوية التي تظهرها للجميع و لكنه رآها رآي دانية الحقيقية الحزينة المكسورة ، صورتها الحزينة بالحديقة اول مرة رآها لا تغادر عيناه
ابعد نظره عن نافذتها ليدخل و لكنه لمحها جالسة بالحديقة تماما كأول مرة رأها حزينة و مكسورة تاركة العنان لدموعها
لم يشعر بنفسه الا وهو واقف خلفها
تنحنح لتصدم هي من وجوده و تمسح دموعها بسرعة داعية الا يكون قد رآها
: ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ، قال وهو يجلس أمامها
نظرت هي إليه باستغراب
: حمزة ، قالت بتعجب لينتشي هو من سماعه لاسمه علي ثغرها كم كان لاسمه لذة مختلفة فهذه أول مرة يتحدثان اول مرة تنطق اسمه
نظرت هي بعيدا لتجيب سؤاله : مجاليش نوم ... و انت
نظرت اليه لعيناه التي لم تفارقها التي ما أن تنظر إليه كأنه صياد و عيناها فريسته يقتنصها و يسرح بهما ببحر سوادهما
: مجاليش نوم بردو
ساد الصمت قليلا كان يتأملها بينما هي تنظر ببعيد تنهدت لتستقيم : عن اذنك هطلع انام ، قالت
ليوققها هو : ممكن اسالك علي حاجة
نظرت اليه : اتفضل
سمحت له بالسؤال و لكن لديه العديد من الأسئلة فبايها يبدأ
: كنت عايز اسال علي حماد الشخص اللي جه من فترة و سال عليكي ، ابن عمك مش كدا ، ليه خبيتي انك هنا
جلست أمامه وهي تتذكر كيف وقف أمامه وواجهه رغم جهله بكل شئ عنها و عنه لذا فكرت أنه يستحق تفسير
: آه ابن عمي بس حماد شخص مش كويس انسان جشع و اناني ، قبل ما بابا الله يرحمه يموت حماد كان طلب ايدي منه و طبعا بابا رفض بعد الحادثة جه كان عايز يتجوزني غصب و يستولي علي أملاك بابا فمكنش قدامي ساعتها غير اني ابعد من قدامه خالص
: طب ما عمي محمود و كمان عمي احمد مستحيل يسمحوله أنه يأذيكي أو يتجوزك غصب فليه مظهرتيش قدامه و اتحميتي فيهم
: انا مش محتاجة اتحامي فحد أنا أقدر احمي نفسي كويس لكن سبب اني مش عايزاه يعرف انا فين و لا أنه يلاقيني لان عادتنا و تقاليدنا مش هتسمح بكدا هو ليه كل الحق أنه ياخدني عنده بأي صفة كانت لأنه ابن عمي و انا ماليش عمام و لا اهل من ناحية بابا الله يرحمه غيره
: انتي هنا عند خالتك
: عمي وولاده أولي بيا دي سلوم الصعايدة ، عن اذنك دلوقتي هطلع اريح شوية
قالت و رحلت من أمامه بينما هو يتابعها بعينها حتي اختفت تنهد باستغراب من نفسه و من دقاته
" هو انا مالي متلغبط كدا ليه ، آه بس بنت اللذين عليها عيون عذاب ... ايه اللي انا بقوله دا ما تفوق لنفسك يا حمزة ... افوق ايه بس دي حورية .. لم نفسك انت حمزة السباعي مش بنت هتلغبطك كدا "
كان يعيش صراع بداخله أفكاره متداخلة لأول مره