رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم بيلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم بيلا
![]() |
رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم بيلا
الفصل الحادي والثلاثون
نهض من مكانه متجها الى الحمام تاركا إياها تبتسم بإنتصار قبل أن تغمض عينيها وتقرر النوم براحة ..
اما هو فبدأ يفك ازرار قميصه قبل ان يخلعه ويقف امام المرأة يتأمل نفسه بملامح غاضبة فالليلة التي انتظرها طويلا انتهت قبل ان تبدأ ..
قرر ان يأخذ حماما سريعا يزيل به ارهاق اليوم ويرخي اعصابه الثائرة في نفس الوقت ..
خرج بعد مدة مرتديا بيجامته ليقف امام المرأة يمرر أنامله في خصلات شعره المبتلة قبل ان يتجه نحو السرير ويمدد جسده على الجانب الآخر ..
إلتفت نحوها متأملا ملامحها المستكينة بعدما غفت تماما ..
السكون والاسترخاء يسيطران على ملامحها الناعمة بشكل أثار استفزازه فهاهي تنعم بنيمة هانئة بينما هو يحترق على جمر ..
زفر أنفاسه بقوة قبل ان يمد إصبعه ويلمس خصلة من شعرها الناعم بلونه المميز والذي ما زال لا يعرف ما هو بالضبط..
كانت المرة الاولى التي يراها وهي هادئة مسالمة ويعرف جيدا ان هذا سيختفي ما تستيقظ صباحا ويبدأ لسانها الطويل في إطلاق أحاديثه اللاذعة ..
استرخى في جلسته مغمضا عينيه وهو يتذكر قبلتها الخاطفة على وجنته وفي داخله شبه متأكد إن ما فعلته وتصرفها ليس بريئا بحتا لكن المحتالة لعبت على نقطة ضعفه عندما ذكرت تلك الحادثة فلم يتحمل ان يسمع منها المزيد ..
فتح عينيه مرة أخرى متأملا السقف بملامح شاردة وقد وعد نفسه أن يتمهل معها قليلا فهو ليس نذلا كي يجبرها على ما لا تريده ..
................................،...........................
صباحا ..
فتحت عينيها وهي تبتسم لا اراديا قبل ان تنتفض من مكانها ما ان شعرت بعينيه المصوبة نحوها ليرمقها بنظراته المتعجبة قبل ان يهتف بصوته الهادئ الرخيم :
" صباح الخير .."
ردت بحرج :
" صباح النور .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ثم تأكدت من احكام اغلاق روبها قبل ان تبعد الغطاء عنها وتنهض من مكانها فيظهر قميص نومها الذي يغطي جسدها بالكامل مبرزا نحافته ليتفحصها بنظراته فيجد الإحراج يغزو ملامحها قبل ان تهتف بصوت متحشرج :
" سأغير ملابسي .."
همت بالتحرك بعدما التفتت نحو الجهة الأخرى لكنه أوقفها قائلا :
" انتظري .."
تصنمت مكانها لتشعر به يقترب منها ثم يقف مواجها لها فتشتد ملامحها لا اراديا ..
" ماذا هناك ..؟!"
سألته بصوت متردد ليمنحها ابتسامة ماكرة ثم قال :
" قبلة الصباح .."
وقبل ان تستوعب ما يقصد كان ينحني ملتقطيا شفتيها بقبلة رقيقة جعلت جسدها يرتجف لا اراديا ونبضات قلبها ترتفع بقوة ..
إبتعد عنها على مهل ليتأمل وجهها الأحمر برغبة مكتومة فيقول بصوتا هادئا :
" غيري ملابسك سنخرج قليلا ونتناول طعام الغداء ثم نعود .."
" كم الساعة ..؟!"
سألته بدهشة فيرد :
" الساعة تعدت الثانية عشر ظهرا .."
" حقا ..؟! هل نمت كل هذه المدة ..؟!"
سألته بصدمة ليومأ برأسه ثم يكمل بجدية :
" بالنسبة لشهر العسل فكما أخبرتك سنسافر الى الدولة التي تحبينها لكن لننتهي من أمر الصفقة ونسافر .."
ردت بخفة :
" لا مشكلة لدي مع إنه كان بإمكانك ان تؤجل الزفاف بأكمله حتى تنتهي الصفقة .."
رد بجدية :
" لا توجد مشكلة في أن يتأخر شهر العسل اسبوعين ثلاثة يا شمس .."
هتفت بعناد :
" ولا توجد مشكلة ان يتأجل حفل الزفاف اسبوعيا ثلاثة يا قيصر .."
" لقد بدأنا .."
قالها بتذمر لتهتف بضيق :
" انا اقول الحقيقة .. من الطبيعي ان يكون شهر العسل بعد الزواج مباشرة لا أن يتأخر لأسابيع .."
" في الحقيقة من الطبيعي ان يكون هناك شيء اهم بعد الزفاف مباشرة يتبعه شهر العسل يا شمس .. شيء تعرفينه جيدا وليس من مصلحتك ان أتحدث عنه .."
ابتلعت ريقها بتوتر مع سيطرة شعور الغيظ عليها وهي تفكر انه انتصر عليها كالعادة لتتحرك بسرعة نحو الحمام تاركة اياه يبتسم بتهكم وهو يفكر انها مهما حاولت لن تستطيع التغلب عليه حتى في أبسط الأشياء ..
........................................................................
كانت تجلس أمامه على احدى طاولات الطعام التي حجزها بإسمه مسبقا تقلب في قائمة الطعام بملل ليسألها :
" ألم تختاري شيئا تتناوليه بعد ..؟!"
هزت رأسها نفيا ليسألها مرة اخرى :
" ما رأيك أن أختار لكِ شيئا على ذوقي ..؟!"
همت بالقبول لكنها تراجعت بسرعة قائلة :
" وهل أنا صغيرة لتختار لي طعامي ..؟! سأختار بنفسي ما سأتناوله .."
اندهش من هجومها المفاجئ ليحتل الغضب ملامحه وهو يرد :
" على مهلك قليلا .. لا داعي لكل هذه العصبية .."
شعرت بالحرج فردة فعلها كانت غبيه قليلا ليكمل بتحذير :
" لا أحب أن تتحدثي معي بهذا الشكل .. هل فهمت ..؟!"
أشاحت وجهها بضيق ليكمل :
" والآن اختاري ما ستتناولينه كي أخبر النادل عن طلباتنا .."
هتفت بعبوس :
" اختر ما تشاء ... من الأساس فقدت شهيتي .."
زفر أنفاسه ببطأ ثم قال بجدية :
" اختاري ما ترغبين يا شمس .. ليس من المعقول ان نتشاجر في اول غداء لنا بعد زواجنا .."
رفعت نظراتها نحوه وهتفت بغضب مكتوم :
" انت من تستفزني وتغضبني .."
كتم غيظه من تصرفاتها الغبية وما تقول ليهتف بحزم :
" حددي ما تريدنه يا شمس ودعينا نتناول طعامنا بهدوء من فضلك .."
حملت القائمة مرة اخرى ثم اخذت تقلب فيها قليلا قبل ان تقول أخيرا ما تريد لينادي على النادل الذي أتى ودون طلباته ..
ابتعد النادل عنهما لتشيح بوجهها نحو النافذة فيتجاهلها هو بدوره ويعبث في هاتفه منتظرا وصول الطعام ..
جاء النادل بعد مدة ومعه الطعام ..
وضعه أمامهما ثم انصرف بعدما تأكد من عدم حاجتهما لشيء آخر ..
بدأ الاثنان في تناول الطعام بصمت تام دون اي حديث متبادل لينتهيا من ذلك ثم يخرجان بعد مدة عائدان الى الفندق ..
.......................................................................
عادا الى جناحهما في الفندق لتندفع مسرعة الى الحمام بعدما جذبت ثيابها المنزلية بينما وقف هو أمام المرأة للحظات قبل ان يبدأ بفك ازرار قميصه ثم يخلعه ليتجه ويجذب بيجامته وهو يفكر في هذا الوضع السخيف في اول يوم لهما بعد الزفاف فهما يتصرفان كأي زوجين تقليدين متزوجين منذ اعوام وليس مساء البارحة ..
جلس على السرير يتطلع امامه حينما وجدها تخرج وهي ترتدي بيجامة زهرية مكونة من بنطال برمودا زهري اللون فوقه تيشرت ابيض ذو اكمام قصيرة مطبوع عليه صورة تفاحة حمراء ..
نظر اليها بإستنكار مما ترتديه لينهض من مكانه ويتقدم نحوها بينما هي تقف امام المرآة تسرح شعرها ..
توترت لا اراديا ما ان وجدته يقترب منها ثم يقف خلفها مباشرة ليسألها بهدوء :
" ما هذا الذي ترتدينه ..؟!"
سألته بدورها :
" ماذا تقصد ..؟؟"
رفع حاجبه مكملا تساؤله :
" ألم تشتري عدة قمصان للنوم يا شمس ..؟!"
إلتفتت نحوه تسأله ببلاهة مصطنعة :
"بالطبع إشتريت.. لماذا تسأل ..؟!"
سأل مرة اخرى وهو يكتم غيظه منها :
" أين هي ..؟!"
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" قمصان النوم ..؟!"
سألته مدعية الجهل ليصيح بها :
" نعم .. قمصان النوم .. !!"
ردت بتردد :
" موجودة .. في جناحنا في القصر .. لقد أرسلتها هناك .."
ضم شفتيه بقوة لتهتف مكملة :
" والله نسيت إنني يجب ان أجلب قميص آخر معي .. لقد ظننت إننا سنعود في اليوم التالي ولن أحتاج سوى لقميص واحد .."
" حقا ..؟!"
سألها مدعيا التصديق لتومأ برأسها ببراءة ليكمل ساخرا :
" طالما إنك ظننتِ إننا سنعود في اليوم التالي ، لماذا جلبت هذه البيجامة .. ؟!"
اكمل قبل ان ترد :
" هل هذه بيجامة تناسب عروس في ثاني يوم زواجها يا شمس ...؟! أخبريني هيا .."
" ماذا حدث يا قيصر ..؟! هذا كله لأجل البيجامة ..؟؟"
سألته بملل ليرد بقوة :
" ليت الأمر يقتصر على البيجامة فقط .. الأمر يتعدى هذا بمراحل .."
كان قد وصل ذروة غضبه منها بعدما أدرك ما تحاول فعله .. هي تستخدم كافة الطرق لإستفزازه وحرق اعصابه .. تمثيلية البارحة وتصرفات اليوم تؤكد ذلك ..
ربما هي لا تعرفه جيدا .. هو يستطيع ان يكون متفهما راقيا معها وصبورا لكنه لن يصمت على استفزازها وتصرفاتها السخيفة ..
نظرت اليه بقلق لا ارادي وقد أدركت ان تصرفاتها مكشوفة بالنسبة له وإنها كشفت نفسها من اول موقفين ..
الأمر ليس بما ترتديه الآن بل يتعلق بحقيقة تفعل كل هذا لإثارة غضبه ..
وجدته يهتف بها آمرا :
" غيري ملابسك .. سنذهب الى القصر فلا داعي لليلة آخرى هنا .."
...................................................................
وصلا الى القصر ليهبطا من السيارة ويتجها الى الداخل فتفتح لهما الخادمة الباب وهي تبتسم لهما قبل ان ترحب بهما وتبارك لهما زواجهما ..
دلفا الى الداخل ليجدا روز مديرة المنزل تتقدم منهما وترحب بهما وتبارك لهما بدورها ..
سألها قيصر :
" هل كل شيء جاهز يا روز ..؟!"
ردت روز بلكنتها العربية المكسرة :
" بالطبع يا باشا .. الجناح جاهز في انتظاركما .. أعددنا عشاء فاخر يليق بعروسنا ايضا .."
نظرت اليها شمس بخجل بينما سألها قيصر مرة اخرى :
" من يوجد في القصر ..؟!"
ردت بجدية :
" كوثر هانم وعلياء هانم ومعهما دينا هانم .. "
اومأ برأسه متفهما ثم قبض على يد شمس وقال :
" هيا بنا لنذهب الى صالة الجلوس ونحييهم .."
أومأت برأسها وقد غزاها شعور الإضطراب لكنها نفضته عنها بسرعة وهي تذكر نفسها بما وعدت نفسها به مسبقا .. سوف تتحلى بالشجاعة والجرأة الكافية وهي تتعامل مع افراد هذه العائلة وخاصة مع تلك المدعوة حماتها والثانية اخت زوجها ..
هي لن تعطيهما الفرصة اطلاقا لإزعاجها او ايذائها خاصة إنها تثق رغما عنه إن زوجها لن يسمح لهما بهذا ..
عليها ان تتعامل معهما ومع من يحاول ازعاجها بهدوء وذكاء لذا فالتوتر لا يناسبها ..
سارت جانبه بخطوات ثابته وهي تضفي على نفسها الكثير من الشجاعة والثقة ..
دلفا الى الداخل ليلقي قيصر تحية المساء فتنهض والدته وزوجة عمه ودينا التي ابتسمت بسعادة ..
اقترب قيصر من والدته التي احتضنته وهي تبتسم على مضض قبل ان يبتعد عنها فتتقدم شمس دون ان تنتظر منه ان يطلب منها ذلك وتمد يدها نحو كوثر التي لمست كفها مضطرة فتهتف شمس بها بإبتسامة هادئة ونبرة ثابتة :
" مساء الخير يا .."
صمتت لوهلة ثم اكملت مدعية الحيرة :
" ماذا تحبين ان أناديكِ ..؟!"
ليرد قيصر نيابة عن والدته :
" عمتي .. الحماة نناديها هكذا يا شمس .. "
هتفت بسرعة :
" ونحن نناديها هكذا ايضا .. "
اردفت برقة :
" كيف حالك عمتي ..؟! اتمنى ان تكوني بأحسن حال .."
ردت كوثر بإقتضاب :
" بخير .. شكرا .."
ابتسمت بخفة ثم اتجهت نحو علياء التي قابلتها بإبتسامة محبوبة واحتضنتها برفق لتبتعد شمس عنها بعد لحظات وتهتف بها :
" وانت كيف حالك يا عمتي ..؟! سأناديكِ هكذا اذا لم يكن لديك مانع .."
هتفت علياء :
" بالطبع حبيبتي .. بإمكانك مناداتي بما تحبين .."
اتجهت بعدها نحو دينا التي حييتها بلطف وقد تأكدت ظنونها بإنها لا تشبه والدتها واختها أبدا ..
جلست بعدها بجانب قيصر على الكنبة المقابلة لوالدته وزوجة عمه لتسأل كوثر ببرود :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ظننت إنك ستقضي الليلة ايضا في الفندق طالما إنه لا يوجد شهر عسل لكما .."
هتف قيصر بسرعة :
" من قال ذلك ..؟! يوجد شهر عسل بالطبع لكن بعد الصفقة .."
أكمل بهدوء ماكر :
" كان بإمكاني ان أسافر اليوم لكنني اريد شهر عسل طويل لذا فضلت أن أؤجله حتى انهي جميع ارتباطاتي هنا .."
هتفت كوثر بغيظ :
" طالما انك مشغول ، لماذا لم تؤجل الزفاف حتى تنهي اعمالك ..؟!"
اجاب بهدوء :
" لم أستطع الإنتظار اكثر .. اردت ان نتزوج بأسرع وقت .."
شعرت شمس بالاحراج بينما ابتسمت علياء بخفة على ملامح كوثر المليئة بالغيظ والتي استطاعت اخفاء ذلك منها بصعوبة ..
ظل شمس وقيصر جالسين معهما مدة يتحدثان مواضيع عامة مع كلا من علياء ودينا بينما كوثر تلتزم الصمت التام ..
كانت علياء تتحدث بطريقتها الهادئة المليئة بالرقي مع دينا بأحاديثها الحيوية الممتعة وقد وجدتها شمس ذات شخصية محببة للغاية ..
استمرا في احاديثهما حتى وصل خالد الذي القى تحية السلام على الجميع ثم اتجه نحويهما وبارك لهما زيجتهما مرة اخرى ليخبر والدته انه سيرتاح قبل العشاء ..
نهض قيصر وشمس بدوريهما مقررين الذهاب الى جناحهما حتى يأتي موعد العشاء ..
......................................................................
دلفا الى الجناح لتتوقف شمس داخله تتأمله للحظات وهي تفكر إنها من المفترض ان تقضي حياتها القادمة هنا في هذا الجناح ..
ورغم إنها رأته اكثر من مرة اثناء التجهيز للزفاف لكنها المرة الأولى التي تشعر بها بهذه الرهبة عندما دخلته ..
نفضت تلك الأفكار عن رأسها وهي تتجه نحو الخزانة وتفتحها ثم تقلب في قمصان النوم بتردد وهي تفكر ان عليها ان ترتدي قميصا للنوم افضل من معاندته وإثارة غضبه في هذه الليلة وفي الحقيقة هو يستحق مهادنته بعد كلامه وما قاله امام والدته ..
التفتت نحوه لتجده خلع سترته وفك الأزرار العليا من قميصه لتتقدم نحوه وتقول :
" هل من الضروري ان أتعشى اليوم مع العائلة ..؟! لا شهية لدي لتناول الطعام فوجبة الغداء كانت دسمة .."
تطلع اليها مفكرا في سبب هدوئها وطريقتها تلك بل وداعتها وهي تستأذنه ليهتف بجدية :
"بالطبع لست مجبرة على مشاركتنا طعام العشاء اذا لم ترغبِ بذلك .. انت هنا من اصحاب المنزل يا شمس ولست ضيفة فيه .."
ابتسمت بخجل وأومأ برأسها متفهمة ليكمل :
" أعلم إنك تفضلين قضاء ما تبقى من اليوم في الجناح .. ابقي هنا وانا سأعود بعد قليل .."
هتفت بسرعة :
"ليس من الضروري ان تعود من اجلي .. ربما تحب قضاء بعضا من الوقت مع عائلتك .."
رد بسخرية :
" من غير المنطقي ان اقضي اول يوم لنا في مكان لست فيه .. هذا التصرف سيجلب لنا حديث لا داعي له .."
فهمت ما يقصد فهزت رأسها بحرج ليهتف بعدها :
" سأعود بعد قليل .."
ثم خرج من الجناح هابطا الى الطابق السفلي متجها الى مكتبه ليجد روز في انتظاره فيهتف بها وهو يتجه نحو مكتبه ويجلس على كرسيه :
" اخبريني يا روز .. ماذا حدث .؟!"
تقدمت نحوه ووضعت امامه شريط دواء ليسألها بهدوء :
" ما هذا ..؟!"
ردت بجدية :
" لقد طلبت كوثر هانم من احدى الخادمات ان تضعه في عصير شمس هانم في كل وجبة عشاء .. "
حمل الشريط يتأمله وقد ادرك ما هو بينما اكملت روز :
" انه شريط منع حمل .. "
سألها دون ان تظهر عليه معالم الدهشة :
" وماذا فعلت ..؟! "
" تصرفت مع الخادمة وعاقبتها لكنني أبقيتها هنا وحذرتها ان تخبر كوثر هانم إنني كشفتها وطبعا وضعت من يراقبها احتياطا .."
اكملت بعدها :
" أعطيتها دواء مماثل لكنه يحوي اقراصا من الفيتامينات .. فكرت إنه ربما هناك غيرها تعمل لصالح كوثر هانم او ربما تطلب كوثر هانم منها فجأة الدواء او تطلب منها ان تضعه أمامها لذا فالأفضل أن تفعل ذلك .."
ابتسم بخفة وقال :
" جيد .. دعي الوضع كما هو عليه وأنا سأتصرف في الوقت المناسب .."
أومأت برأسها متفهمة ثم إستأذنته للإنصراف فسمح لها بذلك ..
اغمض عينيه بإرهاق وعاد برأسه الى الخلف وذهنه يفكر في تصرفات والدته الغير مقبولة على الاطلاق ..
الفصل الثاني والثلاثون
دلف الى جناحه بعدما أخبر روز ألا ينتظروهم على العشاء المعد على شرفهم من الأساس ..
وجد الجناح خاليا ليبحث بعينيه عنها قبل ان يجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي قميص نوم من الساتان البرونزي يغطي جسدها كاملا فعاد يسأل نفسه إنه منذ متى وقمصان النوم بهذا الإحتشام ..؟!
" لقد عدت .."
قالتها بعدما وقفت على مسافة منه ترمقه بنظراتها ليومأ برأسه وهو يرد :
" نعم عدت .."
ثم خلع سترته وحملها ليعلقها مكانها ..
سألته :
" ماذا ستفعل ..؟!"
التفتت نحوها متطلعا اليها وسألها:
" ماذا تريدين ان أفعل ..؟!"
ردت بفتور :
" وهل ستفعل حقا ما أريده ..؟!"
أجاب بجدية :
" في العادة لا أفعل إلا ما أريده أنا وأنتِ لن تكوني استثناء لهذا بالتأكيد .."
هتفت بهدوء :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" انت مثلي تماما فأنا لا أفعل إلا ما أريده وأرغب به .."
" لكنك في عمر تحتاجين فيه إلى مساعدة الأخرين ومعرفة ارائهم التي قد تفيدك نوعا ما .."
قالها بنبرة جادة لتضحك بخفة وهي تسأل بمراوغة :
" تقصد بالآخرين أنت .. أليس كذلك ..؟!"
هتف ببساطة :
" وما المشكلة اذا ما كنت أقصد نفسي .. ؟! انا زوجك يا شمس والأهم إن فرق السن بيننا كبيرا .. لذا فأنا أكثر من يحق له ذلك وأول من يجب أن تستشيريه في أمور حياتك .."
" ولماذا لا تفعل أنت ..؟! لماذا لا تستشيرني أنت ايضا في امور حياتك وتستمع الى نصائحي ..؟!"
أجاب بتروي :
" بعيدا عن فرق السن بيننا والذي يجعلني خبيرا في أمور الحياة اكثر منك بكثير .."
قاطعته بنزق :
" هذا ليس منطقا يا قيصر .. الموضوع لا يتعلق بالعمر بقدر ما يتعلق بوعي الشخص نفسه ونباهة عقله .."
قال بحزم :
" لا تقاطعيني من فضلك فأنا لم أنهِ كلامي بعد .."
ضمت شفتيها بقوة بينما أكمل هو :
" بعيدا عن هذه الأسباب فمن قال إنني لن أستشيرك في أمور حياتي ..؟! من قال إن أرائك لا تهمني ..؟! لو تعطين لنفسك فرصة كي تستمعي حديثي الى النهاية ستفهمين قصدي كاملا .."
ردت بنزق :
" حسنا ، ولكن أنت تفعل ذلك متى ما تريد أما أنا فمجبرة على إستشارتك واخبارك بكل شيء دائما .. "
قاطعها :
" من قال هذا أيضا ..؟! لمَ أنتِ مصرة على قول او فهم اشياء لا وجود لها ولم أذكرها من الأساس .. ؟! أنتِ لستِ مجبرة دائما .. أنت مجبرة على استشارتي ومعرفة رأيي في أمور محددة .. كالأمور التي تخص علاقتنا وحياتنا سويا .. وبعض الأمور والقرارات المصيرية في حياتك .. كالعمل مثلا .. أشياء يجب أن تخبريني عنها على الأقل وأنا بدوري لن أمنعك عن شيء تريدنه حتى لو لم أكن راضيا عنه طالما لا يسيء لكِ ولا يضرك وليس عيبا في حقك .. انتهى النقاش الى هنا واتمنى أن تكوني فهمتي كلامي بشكل صحيح وليس بناء على مزاجك ونظرتك لي .."
" ماذا تقصد بذلك ..؟! ما بها نظرتي لك..؟!"
سألته بتأهب ليرد بصدق :
" مشكلتك إنك تنظرين إلي بناء على تصرفاتي في بداية معرفتنا .. فتحكمين علي بناء على ذلك متناسية إن الوضع وقتها كان مختلفا .. بل كان سيئا للغاية .. وقتها كنت أبحث عن أي وسيلة لنجاة أخي الوحيد من الموت .. كنت مستعدا أن افعل اي شيء .. كنت مغيبا لدرجة إنني لم أنتبه لكذبه علي واتفاقه مع احد الاطباء كي يزور التحاليل .. خدعني وغلبني مستغلا صدمتي بحقيقة إصابته بمرض كهذا .. وقتها كان كل همي أن أنجو به من الموت .. نعم أذيتك بسبب ذلك ولو عاد بي الزمن الى الوراء لما فعلت كل ما فعلته .. أعترف بهذا أمامك .. أعترف بإيذائي لك .. "
صمت للحظة متأملًا وجهها الشاحب ثم اكمل :
" لكن انتِ حاولي ان تفصلي بين ما حدث في الماضي والآن .. مشكلتك إنكِ لم تتجاوزِ الماضي بعد وانا لا ألومك لكن يزعجني حقيقة إنك لا تريني سوى قيصر الذي هددك مرارا لأجل حياة أخيه الوحيد .."
أطلق تنهيدة قصيرة ثم قال :
" انا بحاجة لحمام دافئ .. "
ثم سحب احدى بيجامته واتجه الى الحمام لتتجه هي نحو السرير وتتمدد عليه قبل ان تجذب الغطاء فوقها وتضمه جيدا حول جسدها ثم تغمض عينيها محاولة ابعاد كلماته تلك عنها فهي تريد الآن أن تنام فقط لا غير
....
..........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما لتسمع اصوات حركة فتعتدل في جلستها لتجده يقف أمام المرأة مرتديا بذلته ويسرح شعره ..
هتفت بلا وعي :
" متى إستيقظت ..؟!"
أجاب دون أن يلتفت نحوها :
" صباح الخير .. منذ حوالي ساعة .."
ردت بإحراج:
" صباح النور .. كم الساعة ..؟!"
ثم حملت هاتفها وقبل أن تفتحه سمعته يجيب :
" لقد تجاوزت الثامنة صباحا .."
سألته بدهشة :
" ماذا حدث لتستيقظ الآن ..؟!"
أجاب بجدية وهو يلتفت نحوها بعدما هندم ملابسه :
" سأذهب الى العمل .."
صاحت بعدم تصديق :
" العمل ..؟! اليوم ..؟!"
سأل ببرود :
" هل توجد مشكلة ..؟!"
هتفت بجدية :
" بالطبع توجد .. لم يمر يومين حتى على زفافنا .. كيف تذهب الى العمل مباشرة ..؟! ماذا سيقولون الناس عني ..؟!"
أجاب هازئا :
" اطمئني لن يقولوا شيئا .."
ردت مستنكرة :
" والدتك وحدها تكفي .. سوف تستغلها فرصة كي تضايقني بكلامها .."
قال بجدية :
" لا تقلقي .. لسانك الطويل يعرف كيف يأخذ حقك .. "
زفرت أنفاسها بضيق ثم نهضت من فوق سريرها ليظهر روبها المغلق بإحكام فقالت :
" هذا التصرف غير مقبول ابدا .. "
رد بهدوء مغيظ :
" ولكنه مقبول جدا بالنسبة لي .."
أردف بعدها :
" ثانيا لا أفهم أين تكمن المشكلة في ذهابي الى العمل ..؟! هل تريدنني أن أبقى هنا ..؟! وإن بقيت ، ماذا سأفعل ..؟! أخبريني هيا .."
كظمت غيظها وهي ترد :
" تفعل اي شيء .. هناك الكثير من الأشياء بإمكانك فعلها .."
سألها ساخرا :
" أشياء مثل ماذا ..؟!"
أجابت ببرود :
" الإسترخاء مثلا .. مشاهدة فيلم او بإمكاننا أن نخرج الى اي مكان مناسب .. نستمتع قليلا .."
ضحك بخفة ورد :
" نخرج أليس كذلك ..؟! وماذا بعد .. ؟! تريدين أن نخرج كي تفعلي كما فعلتي ظهر البارحة في المطعم .."
زمت شفتيها للحظة ثم ردت :
" أرى إنه لا شيء يعجبك بي.. "
" في الحقيقة ظننت إنك نضجتِ خلال هذين العامين .. لكن .."
صمت قليلا ثم رد :
" تصرفاتك لا تليق بك كعروس .. ربما قد ترينني أبالغ لكن ليست هذه التصرفات المعتادة لمن مثلك .. كنت أنتظر نضوجا وتصرفات تليق بمكانتك الجديدة لكن لا أرى سوى هجوم ومحاولات غريبة لإغضابي .. حسنا هناك إحتمال أن تكوني قاصدة تصرفاتك هذه .. يعني ترسمين لنفسك أمامي شخصية مختلفة كي تثبتي لي أشياء معينة في عقلك .. إن كان ما أفكر به صحيح فهذا عيب للغاية ولا يليق بك ابدا وإن كنت تتصرفين بطبيعتك فهذه مشكلة ايضا .. "
سألت ببرود مفتعل :
" وفي كلا الحالتين ، ماذا ستفعل ..؟!"
تأملها مليا ثم قال :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" لن أفعل شيئا هذه المرة .. لن أرغمك على شيء .. سأتركك تتصرفين كما ترغبين .. أنتِ حرة يا شمس .. أخبرك بهذا كي تفهمي إنني لن أتحكم بكِ أبدًا بعد الآن .."
اهتزت حدقتيها للحظات بينما حمل هو هاتفه وخرج من الجناح لتعقد ذراعيها امام صدرها وهي تشعر بضيق شديد يخنقها للغاية ...
.....................:......................................................
جلس قيصر على الكنبة بينما حاتم ينظر اليه بعدم استيعاب قبل أن يهتف أخيرا :
" انا لا أصدق ما أراه .. ماذا تفعل هنا بالله عليك ..؟! أنت عريس يا رجل .. ألم تستوعب هذا بعد ..؟!"
هتف قيصر بضيق :
" حسنا استوعب بالطبع .. اجلس من فضلك ولا تستمر في حديثك الممل .."
زفر حاتم أنفاسه بضيق ثم جلس أمامه على مضض وقال :
" أخبرني الآن .. ماذا حدث كي تأتيني منذ الصباح ..؟! لا تقل إنك تشاجرت مع عروسك .. "
رمقه قيصر بنظرات مستاءة ثم قال :
" لم أتشاجر معها .."
" اذا ، ماذا حدث ..؟!"
سأله حاتم بإستغراب ليرد قيصر بفتور :
" شعرت بالملل قليلا فجئت عندك .."
هتف حاتم هازئا :-
" ملل ..؟! في ثاني يوم بعد الزواج .. ؟! أي ملل بالله عليك ..؟!"
أكمل بعدها :
" ألم تكن هذه شمس التي أصريت على نيلها ..؟! لقد طلقتها ثم عدت وتزوجتها .. "
هتف بعدها مصدوما :
" لا تقل لي إن هذا مخططا منك .. تزوجتها كي تحطم كبريائها .. ؟! كلا انت لا تفعل هذا .. مهما بلغ غضبك وتوعدك فلن يصل الى التلاعب بفتاة لم تفعل شيئا سوى تحديك ورفضك .."
" هل إنتهيت ..؟!"
سأله قيصر بغضب مكتوم ليزفر حاتم أنفاسه ويسأل بنفاذ صبر :
" أخبرني اذا ماذا حدث ..؟! لا تبدو سعيدا ولا حتى مرتاحا كما ينبغي ان تكون .."
رد قيصر بإختصار :
" مشكلة خفيفة .. هي مزعجة في تصرفاتها وأنا لم أعد أحتمال مهادنتها .."
" لم تعد تحتمل .. ؟! لم يمر يومين يا قيصر كي تنزعج منها ..؟!"
قالها حاتم بجدية ليرد قيصر موضحا :
" انت لا تفهم .. تصرفاتها ليست عفوية .. هي تفعل ذلك عن قصد .. تحاول ان تستفزني وتغصبني بأي شكل .. تدعي إنها تتصرف على طبيعتها بينما هي مكشوفة بالنسبة لي .. مكشوفة للغاية .. تظنني غبي .. ربما لو كانت تتصرف بعفوية لكنت تقبلت هذا وحاولت ان أعدل من هذه التصرفات قليلا لكنني أفهمها جيدا رغم عدم فهمي لغايتها من ذلك حتى الآن .."
" ما المعنى من هذا اذا ..؟! ربما تنتقم منك .."
قال حاتم جملته الأخيرة بتهكم ليرمقه قيصر بنظرات باردة فيكمل حاتم :
" وماذا ستفعل الآن ..؟! هل ستترك لها البيت عقابا لها ..؟!"
" لا مزاج لدي لسماع سخريتك الآن يا حاتم .. لقد جئت للترفيه عن نفسي .."
" ربما أنت غير منتبه إن لدي عمل ينتظرني .. "
قالها حاتم بجدية قبل أن يكمل :
" ثانيا ماذا سيقول الجميع عنك وأنت خرجت من المنزل في هذا اليوم ..؟! والدتك ستشمت بزوجتك كثيرا .. هل انت واعي لهذا ..؟!"
رد قيصر بضيق :
" لتفعل ما تشاء .. زوجتي ليست هينة أيضا .."
" اذا أنت تعاقبها حقا ..؟!"
قالها حاتم بمكر ليبتسم قيصر بضيق ثم يردد :
" هي من بدأت فلتتحمل نتائج أفعالها .."
سأل حاتم بدهشة :
" وماذا عني ..؟! ألن أذهب الى العمل ..؟!"
رد قيصر بجدية :
" أي عمل يا رجل ..؟! أنت صاحب العمل وبإمكانك أن تذهب متى ما أردت .."
هز حاتم رأسه بإستنكار بينما أكمل قيصر بجدية :
" ما رأيك أن تتصل وتطلب لنا فطورا مميزا على ذوقك .. ؟!"
نظر إليه حاتم بدهشة قبل أن يومأ برأسه ويحمل هاتفه ليتصل بأحد المطاعم يطلب منهم إفطار شهيا على شرف صديقه الذي يبدو إنه يحاول إشغال نفسه بهذه الطريقة ..
....................................................................
اخذت تسير داخل جناحها ذهابا وإيابا وهي تتآكل من الغضب .. الساعة قاربت على الثالثة ظهرا ولم يعد وهي محتجزة في الجناح لا تستطيع النزول ورؤية أحد خاصة حماتها التي ستلقي كلماتها المسمومة على مسامعها او ربما الحرباء الصغيرة التي لن تتردد لحظة واحدة في السخرية منها ..
لم تستطع حتى أن تتصل بعائلتها او بإحدى صديقاتها فربما يشعرون بها فيسألون عن سبب ذلك وحينها ستضطر الى البوح بما فعلته ..
لا رغبة لديها في سماع تأنيبهم أبدا .. هي الآن في غنى عن ذلك ..
لقد اخطأت التصرف بل وتسرعت أيضا فيما فعلته .. كان عليها أن تكتفي بتأجيل تقاربهما فقط دون أي تصرفات مزعجة تحاول من خلالها استفزازه فقط كي ترضي رغبة حارقة في إخباره إنها لن تتغير لأجله وإنه لن يتحكم بها وبتصرفاتها وإسلوب حياتها ..
كان عليها ان تنتظر قليلا وتفهمه أكثر قبل اي تصرف غبي تقوم به وينعكس ضدها ..
خوفها من تحكماته المفرطة وتسلطه انعكسا بشكل سلبي عليها متناسية إنها باتت زوجة عليها أن تحكم عقلها أكثر في تصرفاتها والأهم أن تسعى لإنجاح تلك الزيجة التي وافقت عليها بإرادتها على الأقل ظاهريا ..
زفرت أنفاسها بإحباط وهي تجلس على الكنبة تفكر في كل شيء وتسأل نفسها للمرة التي لا تعرف عددها :
لماذا وافقت على هذه الزيجة اذا كانت تخشى من قوة شخصيته الى هذه الدرجة والأهم إنها لا تثق بإخلاصه إليها لا الآن ولا مستقبلا ..؟!
هي كانت تدرك كل شيء .. شخصيته وقوته وطغيانه ..
علاقاته النسائية التي أدركتها بوضوح .. اذا ماذا حدث ..؟!
لقد وضعت هذا نصب عينيها ومع هذا وافقت عليه ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
وبدلا من أن تسعى لإنجاح هذا الزواج ومعالجة هذه الشوائب التي من الممكن ان تعكر صفو حياتها باتت هي من تفعل ذلك ..!!
هي نفسها لم تعد تفهم ما تفعله ..
كانت غايتها واضحة للغاية فهي رفضت ان يلمسها كي تختبر صبره واذا كان يريدها حقا لذاتها وليس لأجل رغبة وقتية ..
تريد أن تعرف هل هو شخص واعي مثقف سيحترم خوفها ورغبتها بتأجيل الأمر أم هو همجي سيأخذها عنوة عنها ويجبرها على ما لا تريده.. ؟!
حتى تصرفاتها تلك كانت نوع من الإختبار لا أكثر لكنها الآن تشعر إنها اخطأت بذلك ..
فهي بإمكانها ان تخبره بعدم رضاها عن اي تحكم مبالغ فيه بطرق أخرى ..
عليها ان تكون أكثر حكمة وذكاء في طريقة تفكيرها وتصرفاتها ..
تأففت بضيق وهي تفكر إنه تأخر وستصبح الآن محل سخرية وإستنكار الجميع ..
نظرت الى الساعة بحنق قبل ان تقول بنفاذ صبر :
" تعال ارجوك .. اوف اللعنة عليك وعلي أيضا فأنا من تسببت بذلك .."
أردفت بتوعد :
" لا بأس يا قيصر .. تظن إنك تعاقبني بهذه الطريقة .. حسنا انتظر وسترى كيف سأخذ حقي منك لكن بشكل مختلف هذه المرة .. فقط عد اولا ولكل حادث حديث .."
.....................................................................
دلف قيصر الى القصر بعدما فتحت الخادمة له الباب ليلقي التحية ثم يتحرك متجها الى الطابق العلوي حيث جناحه ..
ارتقى درجات السلم وصعد الى الطابق العلوي ليجد والدته خلفه تنادي عليه ولا يعرف متى ومن أين خرجت ..
إلتفت نحوها يرمقها بنظراته الباردة بينما تتقدم هي نحوه ترسم إبتسامة على شفتيها وتقول :
" أين كنت ..؟! لقد خرجت باكرا ولم تعد إلى الآن .."
أكملت مدعية القلق :
" هل هناك مشكلة يا قيصر ..؟! ماذا حدث لتخرج كل هذه المدة في ثاني يوم بعد زفافك ..؟!"
رد بهدوء :
" لا توجد اي مشكلة.. فقط يبدو إنني سأقدم موعد سفري مع زوجتي إسبوع لذا إضطررت للذهاب مبكرا الى الشركة لإنهاء تلك الأمور المتعلقة في الصفقة .."
" ليتك تمهلت قليلا في موعد زواجك .. كنت على الآقل سافرت فورا بعد الزفاف .."
رد بإبتسامة خفيفة :
" لا تقلقي علي ... سأعوض هذه الفترة جيدا .. في الأساس كثفت مجهودي كي أسافر في أسرع وقت وأبقى مدة طويلة هناك.."
سألته بحنق مخفي :
" كم يوما ستسافر وإلى أين ستذهب ..؟!"
أجاب بجدية :
" لدي وجهتي الخاصة في السفر .. سأبقى شهرا كاملا على الأقل .."
" ولماذا لا تخبرني عن وجهة سفرك ..؟! هل هو سر ..؟!"
رد ببرود :
" شيء من هذا القبيل .."
ثم ربت على ذراعها وقال بنبرة هادئة :
" يجب أن أذهب الآن فزوجتي تنتظرني منذ الصباح .."
ثم تحرك متجها نحو جناحه ليدلف إليه فتنتفض هي من مكانها بسرعة ..
أغلق باب الجناح وتقدم نحوها وقال :
" مساء الخير .."
ردت بفتور :
" مساء النور .."
اتجه نحو الخزانة وخلع سترته ثم علقها في مكانها ليبدأ بفك أزرار قميصه فيجدها تقترب منه وتقف خلفه تهتف بتردد :
" قيصر .."
توقف عما يفعله وإلتفت نحوها يسألها :
" نعم ، ماذا هناك ..؟!"
ردت بخفوت :-
" أعتذر عما بدر مني من تصرفات .. لكن والله لم أقصد ما فعلته .. انا فقط متوترة كثيرا .. التغيير الذي طرأ على حياتي ليس هينا ويجعلني أتصرف بلا وعي .. لا أرغب بإزعاجك كما تظن ولا أحب أن أكون طفولية وسخيفة هكذا في تصرفاتي لكنني بالفعل متوترة كونني في بداية الزواج ليس إلا .."
أنهت كلامها وهي تتمنى أن تكون قد إختارت الطريقة الصحيحة والكلمات المناسبة لتجده يتأملها دون حديث فتتوتر ملامحها قليلا حتى قال بإقتضاب :
" جيد .. هذه تعتبر بداية جيدة فطالما إنك أدركتِ خطأك ستكونين قادرة على تصحيحه .."
قاطعته بإصرار :
" ليس خطئا بالمعنى الحرفي .. الأمر فقط إن توتري وقلقي هما من كانا يتحكمان بتصرفاتي .."
لوى فمه متسائلا :
" وهل توقفا عن ذلك الآن ..؟!"
أومأت برأسها ليبتسم ببرود ويقول :-
" لا أعلم لماذا لا أستطيع تصديقك يا شمس ..؟!"
سألته بضيق خفي :
" ماذا أفعل كي تصدق ..؟!"
رد بهدوء :
" لا أعلم .. فكري انتِ .."
نظرت اليه بحيرة قبل أن تسمعه يهتف بها :
" اقتربي .."
نظرت إليه بتردد فهمس مكررا :
" اقتربي يا شمس ولا تخافي فأنا لن آكلك .."
نظرت اليه وقد دب الخوف في أعماقها وفي داخلها طرأت فكرة غريبة ..
ماذا لو تحولت ادعائاتها عن مخاوفها من العلاقة الزوجية الى حقيقة..؟!
ما بالها تنظر إليه برهبة ونبضات قلبة مرتفعة ..؟!
ولماذا يريد هو منها الإقتراب منه ..؟! هل ينوي على شيء غير مستعدة له أبدا أم إنه طلبه هذا لا يحمل خلفه شيئا مرهبا كما تظن ..؟!
سارت نحوه بخطوات بطيئة ووقفت أمامه تنظر إليه بنظرات زائغة لترتفع نبضات قلبها أكثر ويتضاعف توترها حينما وجدتها ينحني قليلا ناحيتها فشعرت بشفتيها ترتجفان لا إراديا ..
لحظات قليلا وتجمدت مكانها وهي تشعر بذلك الشيء البارد يطوق عنقها بينما يهمس هو جانب اذنها بخفة :
" هذا العقد هديتي لك بمناسبة زواجنا .. كان من المفترض أن أهديه لك صباح البارحة لكن أجلته الى اليوم .."
الفصل الثالث والثلاثون
إلتفتت نحوه وهي تلمس العقد الماسي بأناملها لا إراديا ثم همست بخفوت :
" شكرا لك .."
"ألن تريه ..؟!"
كان يتحدث عن العقد حيث سارت نحو المرآة وتأملته بتصميمه الناعم الرقيق لتهتف بصدق :
" إنه رائع .. أعجبني للغاية .."
ابتسم وهو يتأمل عنقها الأبيض المزين به ورد :
" من الجيد إنه أعجبك .."
استدارت نحوه مره أخرى وهتفت بخجل فاجئه :
" لم يكن له داعي .. يعني لقد اشتريت لي طقما ماسيا .."
قاطعها بهدوء :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ذلك الطاقم هو جزء من مهرك اما هذا فهو هديتي لك .."
" وما مناسبة تلك الهدية ..؟!"
رد وهو يعاود فك بقية ازرار قميصه :
" ليس من الضروري وجود مناسبة كي يهدي الزوج زوجته هدية .."
نظرت الى جذعه العاري بخجل بينما لم ينتبه هو لها لتحمحم وهي تتجه نحو السرير وتحمل هاتفها تدعي إنها تعبث به :
" أريد الذهاب الى اهلي .. أريد رؤيتهم .."
" لا مشكلة .. سنذهب غدا .."
رفعت أنظارها من فوق هاتفها لتجده ارتدى تيشرت خفيف فهتفت بسرعة :
" ولمَ غدا ..؟! أريد الذهاب اليوم .."
رد بجدية :
" لا يصح يا شمس .. اصبري يومين بعد الزفاف على الاقل .."
نظرت اليه بعدم رضا ليزفر أنفاسه ويقول بتروي بعدما جلس بجانبها :
" لا أفعل هذا عنادا بالطبع .. المنطق يقول هذا .."
هتفت بسرعة :
" بالطبع اعلم .. ما تقوله صحيح .. لكنني اشتقت لهم وأود رؤيتهم .."
" غدا سآخذك لهم .."
ابتسمت برقة وقالت :
" شكرا .."
رفع حاجبه بذهول من تلك النبرة الناعمة وقال :
" عفوا .."
أردف متسائلا :
" هل تناولت طعامك ..؟!"
ردت بضيق :
"كلا .."
" لماذا ..؟! "
أجابت بخفوت :
" خجلت أن أتناول الطعام لوحدي مع عائلتك لأول مرة .. "
قال بجدية :
" ليس من الضروري ان تتناولي طعامك معهم .. كان من الممكن ان تتناوليه هنا .. بالتأكيد روز أوصت بذلك .. لن تنسى شيئا كهذا ابدا .."
ردت بعفوية :
" نعم أخبرتني الخادمة بذلك لكنني رفضت .. خجلت من ذلك .."
تنهد ورد :
" لا يجب أن تخجلي من أي شيء في هذا القصر .."
أردف بعدها :
" أنت هنا مثلك مثل أخواتي بل مثل جميع افراد العائلة ..تصرفي على هذا الاساس .."
نهض بعدها من مكانه وخرج دون ان ينتظر ردها ليعود بعد مدة وخلفه الخادمة التي وضعت صينية الطعام على الطاولة ثم سألتها هي وقيصر اذا ما يريدان شيئا آخر ..
خرجت الخادمة لتجده يتجه نحو الكنبة ويجلس عليها مقلبا في هاتفه لتظل في مكانها فيرفع بصره نحوها بعد فترة قصيرة ويسألها مستغربا :
" ألن تتناولي طعامك ..؟! سيبرد الطعام .."
سألت بجدية :
" ألن تتناول طعام غدائك معي أم إنك تناولته في الخارج ..؟!"
رد وهو يعاود التقليب في هاتفه :
" تناولته في الخارج .."
نظرت إليه بشك دون أن تعقب ليهتف بها مرة اخرى دون أن ينظر إليها :
" ماذا تنتظرين ..؟! تناوليه هيا .."
نهضت من مكانها على مضض لتجلس وتبدأ في تناول طعامها بصمت ..
....................................................................
مرت عدة ساعات جلس فيها قيصر يعمل على حاسوبه بينما هي كانت تعبث في هاتفها بعدما غيرت قميص نومها الي بيجامة حريرية ..
شعرت بالملل عدة مرات خلال هذه المدة لذا قررت أن تنام قليلا بدلا من هذا الملل لكنها وجدته يهتف بها :
" غيري ملابسك فسنهبط الى الطابق السفلي .."
هتفت بضيق :
" وما بها ملابسي ..؟!"
حدق بها ورد :
" نحن لا نرتدي البيجامة خارج الجناح يا شمس .. "
ردت بسخط :
" هل تبقون طوال اليوم بملابس الخروج ..؟!"
اومأ برأسه لتقول بملل :
" لكنني لا أفعل هذا .. أنا أرتدي البيجامة في المنزل وهذا ما يفعله الجميع .."
أكملت بنبرة ذات مغزى :
" ولا أحب أن ُأجبر على ارتداء ملابس الخروج في المكان الذي من المفترض إنه منزلي .."
زفر أنفاسه بضيق وقال :
" سوف تعتادين على ذلك بل إنك ستجدين نفسك بعد مدة ترفضين الخروج من هذا الجناح وأنتِ ترتدين البيجامة .."
همست بتهكم :
" اثنان وعشرون عاما معتادة على هذا وتتوقع مني أن أعتاد على شيئا يختلف عنه بعد مدة قصيرة .."
" ما الحل اذا ..؟!"
سألها بغضب مكتوم لترد ببرود :
" لن أفعل إلا ما أريده وأرتاح به طالما إن ما أفعله ليس خطئا أو عيبا .."
ثم أكملت بسخرية :
"ولكي لا تظن إني أعاندك فسألتزم البقاء في جناحي ولن أخرج منه كي لا أسبب لك أي أحراج مع عائلتك .."
تطلع إليها بنظرات عصبية أربكتها قليلا لكنها تجاهلتها لتسمعه يقول ببرود :
" أنتِ حرة .. بالنسبة لي سأهبط الى الاسفل بدلا من جلوسي هنا بين اربعة جدران لا أجد شيئا واحدا ممتعا او أفعل أي شيء حتى.."
ثم حمل هاتفه وخرج تحت انظارها الممتعضة ..
.......................................................................
بعد مدة سمعت طرقات على باب الجناح لتسمح للطارق بالدخول ..
دلفت الى الخادمة وهي تحمل صينية العشاء لتلقي التحية عليها ثم تضع الصينية على الطاولة ..
سألتها الخادمة اذا ما تريد او تحتاج شيئا آخر فهمت شمس أن تطلب منها أن تأخذ الصينية فلا رغبة لديها بتناول الطعام لكنها تراجعت عن ذلك ..
خرجت الخادمة بينما نهضت شمس من مكانها ونظرت الى الصينية التي تحوي العديد من الأطعمة ثم هتفت بحنق :
" يرسل لي الطعام دون أن يكلف نفسه ويأتي لتناوله معي .. "
عادت نحو السرير تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهز قدميها بحنق ..
مرت مدة قبل ان يعود قيصر الى الجناح ليجدها على وضعيتها تلك ..
لم يبال بها بل اتجه نحو الخزانة ليخرج بيجامته ليزداد حنقها اضعافا من تجاهله الذي بات يسيطر على تصرفاته معها في أغلب الاوقات بشكل لم تعتد عليه مسبقا ..
وجدته يتجه نحو السرير ويجلس على الطرف الآخر وهو يعبث بهاتفه قبل أن يتمدد وهو ما زال يعبث به ..
همت بقول اي شيء حتى لو شيء يثير حنقه لكنها تراجعت فجأة وقررت ان تنام ثم انتبهت الى صينية العشاء التي تركتها كما هي لترميه بنظرات عابئة وهي تفكر إنه لم يكلف نفسه عناء سؤالها عن سبب عدم تناولها عشائها ..
ضمت شفتيها بضيق وشعور عدم الرضا من كل ما يحدث يسيطر عليها لتنهض من مكانها اتجاه الحمام وهي تقرر اخذ حماما طويلا يخفف من ضيقها وتوترها ..
خرجت بعد مدة وهي ترتدي قميص نومها والذي مختلفا عما سبقه حيث كان متوسط الطول وذو حمالات رفيعة يبرز عنقها والجزء العلوي من المنطقة ما فوق نحرها ..
تأملها لا أراديا وهي تفك المنشفة من فوق شعرها وتبدأ بتسريحه ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ظلت تسرحه لمدة قبل ان تحمل أحد العطور وترش منه الكثير على رقبتها وجسدها عموما ..
انتشرت رائحة العطر النفاثة في الغرفة فشعر بتلك الرائحة تخترق أنفه بقوة ..
تأمل قوامها النحيف للغاية والذي تبرز نحافته الشديدة بفضل القميص الذي يلتصق عليه ..
في داخله يود أن يمتلكها بحق وينهي هذا الوضع الذي طال أكثر من اللازم من وجهة نظره لكنه لن يفعل ذلك إلا عندما يشعر برغبتها هي الآخرى بهذا ..
وجدها تجلس على السرير بجانبه قبل أن تجذب الغطاء فوق جسدها مقررة النوم لينهض من مكانه هو الآخر ويغلق الأنوار في المكان ثم يتجه نحو السرير مرة أخرى ويتمدد جانبها ..
سمعها تهتف بعد مدة بخفوت :
" ماذا تفعل ..؟!"
سألها بإستغراب :
" ألم تنامي بعد ..؟!"
أجابته بنفي :
" كلا ، انا لا أستطيع النوم .."
ثم اعتدلت في جلستها لينظر إليها ويسأل :
" ماذا حدث ..؟!"
ردت بتردد :
" لا أعرف كيف أنام .. الوضع جديد علي .. المكان جديد علي ... أريد النوم في غرفتي .. انا معتادة منذ سنوات على النوم هناك .."
اعتدل هو الآخر في جلسته وقال بجدية :
" لا بأس .. هذا يحدث دائما في أي مكان جديد نسكن فيه .. ستعتادين مع مرور الوقت ثم تصبحين لا تستطيعين النوم سوى هنا .."
هزت رأسها نفيا وردت بصوت مبحوح :
" لا أظن ذلك .. لن أعتاد على هذا الوضع بسهولة كما تقول .."
سألها بهدوء :
" ما باله صوتك ..؟!"
ثم لمس ذراعها وهتف بها :
" هل تبكين يا شمس .."
نظرت إليه لتفاجئه دموع خفيفة داخل عينيها ليزفر أنفاسه وهو يهتف :
" لماذا تبكين ..؟! "
أردف بعدها :
" ما تمرين به طبيعي وتمر به أي عروس يا شمس .. أنت تبدئين حياة جديدة ومن الطبيعي أن تشتاقي في بداية ذلك لحياتك القديمة .."
قالت بصوت حزين :
" الموضوع لا يقتصر على شعوري بالغربة وعدم اعتيادي على وضعي الجديد .. هناك العديد من المشاعر المتناقضة داخلي .. والعديد من الأفكار التي تسيطر علي بل التخيلات ايضا .."
سألها بإهتمام :
" وما هي تلك الأفكار او التخيلات يا شمس ..؟!"
هتفت بسرعة :
" لا يمكنني أن أخبرك عنها .."
هز رأسه متفهما دون أن يصر على معرفة ما تفكر به فيضغط عليها أكثر ..
لمش شعره بأناملها وقال :
" لا أعرف كيف أساعدك فأنا لا ادرك ما تمرين به بالضبط ولكن كوني واثقة إن كل هذا سينتهي بعد مدة .. "
" لمَ أنت واثق من هذا ..؟!"
سألته بضعف ليرد بخفة :
" ربما لإنني أدرك العديد من الأشياء التي لا تدركينها .."
همت بسؤاله عن مقصده من حديثه هذا لكنها سكتت وهي تجده يربت على شعرها بكفه ويقول برفق :
" هيا حاولي ان تنامي الآن وأنا هناك بجانبك اذا ما احتجتي شيء او شعرتِ بأي ضيق .."
تطلعت اليها بدهشة أخفتها بسرعة وهي تفكر إنه في هذه اللحظة يتعامل معها برفق وعناية لم تتوقع أن تنال منه ربعه يوما ما ..
....................................................................
حل الصباح لتفتح شمس عينيها بعدما نامت لمدة لا بأس بها ..
عاد الى ذاكرتها حديث قيصر القصير ليلة البارحة وذلك الهدوء والعناية التي لم تعتد عليهما منه ..
اعتدلت في جلستها بسرعة وهي تتوقع أن تراه في الجناح لكنها لم تجده ..
شعرت بالقليل من الإحباط لكنها تجاهلت ذلك وهي تحمل هاتفها وتقرر الاتصال بأختها تطمئن عليها وعلى والدتها وأخيها لكنها وجدت رسالة مقتضبة منه يخبرها أن تتصل به عندما تستيقظ كي يأتي ويأخذها لزيارة عائلتها ..
اتصلت به وأخبرته إنها إستيقظت وسوف تتجهز حالا ثم قفزت من فوق سريرها وركضت نحو الخزانة تبحث عن شيء مناسب ترتديه ..
وقع إختيارها على تنورة قصيرة قليلا من الجلد الأسود وبلوزه خفيفه من الدانتيل البنفسجي ذو أكمام طويلة ..
إرتدتهما ثم شرحت شعرها وتركته منسدلا بحرية على جانبي وجهها ..
وضعت مكياجا ناعما كعادتها وارتدت حذاء ذو كعب طويل قليلا هذه المرة..
انتهت من تحضير نفسها بالكامل لتجلس على الكنبة تقلب في هاتفها تنتظر وصوله لتجده يرن عليها فتنهض من مكانها وتتجه خارج الجناح ..
سارت نحو الطابق السفلي قبل ان تتوقف في مكانها على صوت كوثر تهتف وهي تقف خلفها :
" وأخيرا خرجت عروسنا المصون من جناحها .. ظننتك قررتِ البقاء هناك الى الأبد .."
إلتفتت شمس نحوها وهي تبتسم ملأ فمها ثم قالت بسعادة مصطنعة :
" عمتي حبيبتي .. كيف حالك ..؟! من الجيد إنني رأيتك قبل خروجي .."
تجاهلت كوثر كلمة عمتي وقالت وهي تسير نحوها تتفحصها بإمتعاض :
" وإلى أين ستخرجين ان شاءالله ..؟!"
ردت شمس بفرحة مقصودة :
" سوف اذهب مع زوجي حبيبي لزيارة عائلتي .."
هتفت كوثر بتهكم :
" اذا قيصر سيخرج معك هذه المرة وليس لوحده كما فعل في اليومين السابقين .."
تجاهلت شمس كلماتها المقصودة وردت بضحكة مصطنعة :
" بالطبع سيخرج معي يا عمتي .."
ثم أردفت بنبرة جعلتها عفوية قدر المستطاع :
" حبيبي إنه يعمل في الشركة من ثاني يوم بعد الزفاف كي يقدم موعد سفرنا فهو مستعجل للغاية على شهر العسل .."
أطلقت كوثر ضحكة ساخرة ثم قالت وهي ترمقها بنظرات هازئة :
" في الشركة ..؟! كم إنتِ مسكينة يا فتاة ..؟! خالد طوال يومين لم يعد الى المنزل حتى المساء .. هل تعلمين لماذا ..؟! لإن جميع الأعمال تراكمت عليه بسبب غياب قيصر منذ ثلاثة ايام فعمله تضاعف وهو ينتظر أن تنتهي إجازة زواج قيصر كي يعود الى الشركة ويدير الأعمال المسؤول عنها .."
تطلعت اليها شمس بعدم تصديق بينما اكملت كوثر بخبث :
" من نظراتك واضح إنك لا تعلمين الى أين ذهب .. هذا جيد وأفضل لكِ في الوقت الحالي .. لكن مع مرور الوقت ستعملين خاصة عندما يصبح كل هذا أمرا واقعا لا تستطعين منعه ولا الإعتراض عليه حتى .."
نظرت اليها شمس بكره قبل أن ترفع ذقنها وهي تهتف بها :
" أنا أفهم جيدا ما نرمين اليه وتحاولين إخباري به .. ابنك يذهب الى احدى صديقاته .. هذا ما تودين إخباري به .. أليس كذلك ..؟!"
أردفت بتهكم وقرف :
" اذا كان ما تقولينه صحيحا فهنيئا لكِ بتربيتك الفاشلة يا هانم .. لم أكن أعلم بالإضافة لكونك مغرورة ومتعالية وقاسية ولا تحبين أحد إنكِ أم فاشلة أيضا .. "
" لسانك طويل يا فتاة .."
قالتها كوثر بغضب لتهتف شمس بمرح مصطنع :
" للغاية .. طويل للغاية يا عمتي .."
احتقنت ملامح كوثر وهي تقول :
" لا تقولي عمتي .."
هتفت شمس بجدية :
" حسنا .. من الأفضل ألا أناديك هكذا لذا سأناديكِ ماما .. ألا يقولون إن الحماة في مقام الأم .."
تقدمت كوثر نحوها وجذبت ذراعها تضغط عليها وتهتف بها بتحذير :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" إياكِ أن تتجاوزي حدودك .. هل فهمتِ ..؟!"
أمسكت شمس بكفها وأبعدتها عن ذراعها ثم قالت بنفس النبرة :
" وأنتِ إياكِ أن تتحدثي معي بهذا الإسلوب وإياك أن تلمسيني بهذه الطريقة .."
ثم منحتها نظرة لا مبالية وسارت متجهة الى الطابق السفلي ومنه خارج القصر لتجد قيصر يقف بجانب سيارته ينتظرها ..
وقفت تتأمله للحظة وكلمات والدته تركت آثرا في نفسها فحاولت تجاهله وهي تسير نحوه ثم ألقت التحية بإقتضاب وتركب سيارته بعدما فتح لها الباب ..
...................::....................................................
في منزل عائلة شمس ..
كانت شمس تحتضن والدتها بشوق بينما ربى تجلس بجانبها بسعادة وأمامهم يجلس قيصر يتأملها بهدوء وقد ظهرت السعادة الحقيقة لأول مرة على وجهها منذ مدة ..
هتفت ربى أخيرا بعدما نهضت من مكانها :
" ماذا تحب أن تشرب يا سيد قيصر ..؟!"
ابتسم قيصر وقال بهدوء :
" ناديني قيصر فلا داعي لهذه الرسميات .."
تنحنت بحرج فاجئ شمس ووالدتها وقالت :
" هذا يبدو غير مناسبا .. اذا كانت كلمة سيد رسمية للغاية فمن الممكن أن أناديك أخي قيصر اذا لم يكن لديك مانع .."
نظرت شمس إليها بفاه مصدوم بينما سيطرت والدتها على دهشتها من إسلوب ابنتها الذي لا يظهر منها إلا نادرا بينما سمعت قيصر يقول وهو يبتسم بهدوء :
" بالطبع لا أمانع .. ناديني ما تحبين يا ربى .. "
" حسنا .. ماذا تحب أن تشرب اذا ..؟!"
سألته ليرد :
" لا شيء محدد .. هاتي اي شيء على ذوقك .."
" سأجلب لكما العصير اذا .."
ثم سارت خارج المكان لتهتف شمس بسرعة :
" كيف حال أسامة وأين هو ..؟!"
ردت والدتها بسرعة :
" لقد خرج مع اصدقائه باكرا .. لو أخبرتنا إنك ستأتين لم يكن ليذهب .."
سألتها شمس بقلق :
" ما أخبار النتيجة ..؟! متى ستظهر ..؟!"
" خلال أيام معدودة .. إنه قلق للغاية لهذا يخرج طوال الوقت مع اصدقائه كي يبدد قلقه هذا .."
أردفت بعدها تسألها :
" أنتِ كيف حالك يا شمس ..؟! "
ثم أشارت الى قيصر :
" وأنت كيف حال يا قيصر ..؟!"
رد قيصر بهدوء :
" انا بخير .. شكرا لك .."
" انا بخير وأصبحت بخير أكثر عندما رأيتكم .."
قالتها شمس بصدق بينما تقدمت ربى وقدمت لهما العصير ..
جلست بعدها بجانب أختها وقالت بحماس :
" لقد حدثت العديد من الأشياء خلال هذين اليومين .."
" ماذا حدث ..؟!"
سألتها شمس بفضول لتبدأ ربى في إخبارها ببعض الأمور ومن ضمن هذه الأشياء قالت :
" وأيمن ابن خالتك ينتظر طفله الاول .. زوجته حامل .."
نظرت شمس لا أراديا الى زوجها فوجدت الوجوم كسى ملامحه فتعاود النظر الى اختها وتقول بخفوت :
" جيد .. ليأتي سالما ان شاءالله .."
قالت ربى بسرعة :
" ان شاءالله وعقبالك أنتِ الأخرى .."
شعرت شمس بالتوتر من حديث أختها بينما تمنت فجأة أن تنفرد مع والدتها وتتحدث معها في بعض الأمور لكن كيف سيحدث هذا بوجود زوجها ..؟!
استمرت الأحاديث لمدة قبل أن تهتف مها بإبنتها :
" تعالي يا شمس .. سأعطيكِ بعض الأغراض التي تخصك كي تأخذينها معك .."
ثم أشارت الى قيصر :
" سنعود حالا .. "
" خذا راحتكما .. "
سارتا خارج الغرفة بينما نظر الى ربى التي ابتسم اليه بخفة وقد لاحظ الشبه الشديد بينها وبين والدتها ليهتف بجدية :
" انتِ لا تشبهين شمس ابدا .."
ضحكت وقالت :
" نعم .. الشيء الوحيد المشترك بيننا هو لون البشرة اما الباقي مختلف حتى لون الشعر .."
سألته بعدها بمرح :
" كيف حال شمس معك ..،؟! أتمنى ألا تكون متعبة كالعادة ..؟!"
ابتسم ولم يرد فأكملت بسرعة :
" لا تخبرها بحديثي هذا فهي تغضب بسرعة.."
رفع حاجبه وسألها :
" هل تخافين منها ..؟!"
هزت كتفيها وهي ترد بثقة :
" لا أخاف بالطبع ولكن لا أحب التشاجر معها .."
" تبدين مشاغبة أكثر منها .."
قالها وهو يبتسم على ملامحها التي تنطق بالشغب في هذه اللحظة لتهتف به :
" هذا صحيح .. "
ثم أردفت بعدها بجدية :
" صحيح شمس مشاغبة وشقية نوعا ما لكنها ليست ذات عقلية طفولية أبدا .. هي واعية للغاية وذكية فوق ما تتصور إلا إنها تحب المزاح والمرح كثيرا .."
" هذا واضح ..."
قالها وهو يتذكر كافة المواقف التي جمعته بها والتي تؤكد جميعها ذلك ..
...............................................................
" أخبريني يا شمس .. ما بالك ..؟! تبدين غير مرتاحة ..؟! هل حدث شيء ما ..؟! هل أزعجك زوجك أم أحدا من عائلته ..؟!"
نظرت اليها شمس بتردد قبل أن تقرر البوح بما يحدث فلا أحد سيساعدها كوالدتها فبدأت تخبرها بكافة المواقف التي جمعتها بقيصر بعد الزفاف ..
كانت تستمع اليها مها بملامح قاتمة قبل ان تهتف بعدما انتهت من سرد ما حدث :
" أيتها البلهاء الغبية .. كيف تفعلين هذا ..؟! هل هذه تصرفات تليق بفتاة ناضجة .. ؟! أخبريني هيا .."
" ماما انا .."
قاطعتها والدتها بعصبيه :
" هذه التصرفات الطفولية الرعناء تقوم بها فتاة في المرحلة الإبتدائية .. بالكثير في مرحلتها المتوسطة وليست خريجة جامعية تجاوزت الثانية والعشرين من عمرها .."
أكملت بعضها بنفس الغضب :
" كيف تفعلين هذا ..؟! كيف تتصرفين بهذه الطريقة ..؟! لا يوجد مبرر واحد لهذه التصرفات الحمقاء .. الرجل لم يفعل شيئا واحدا مسيئا حتى كي أضع عذرا لتصرفاتك هذا .. وكيف سيفعل أصلا فأنت ماشاءالله بدأت بأفعالك المتخلفة منذ اول يوم بل منذ اول ليلة .. بعد الزفاف مباشرة .. هل هذه تصرفات مناسبة يا شمس ..؟! هل هذه نصائحي لك ..؟! "
نظرت اليها شمس بخجل لتكمل والدتها :
" ماذا أخبرتك انا يا شمس ..؟! ألم أخبرك أن تكوني زوجة بحق وتراعي زوجك وتتقي الله بكافة تصرفتك ..؟! ألم أخبرك إن هذا واجبك ..؟! لقد حذرتك بالعديد من التصرفات .. نعم أخبرتك ألا تكوني خاضعة بشكل مبالغ فيه وألا تكوني مستسلمة له تماما لكن أن تراعي الله وتتصرفي معه كما يحكم عليه الواجب .. ما هذا الهراء ..؟! ولماذا تفعلين هذا ..؟! علامَ تنوين بالضبط وماذا تنتظرين من تصرفاتك هذه ..؟!"
ابتلعت شمس ريقها ثم هتفت بتردد :
" أريد .. "
صمتت ثم اكملت بعد لحظات :
" أريد التأكد من كونه شخص موثوق به قبل أن أكون له زوجة حقيقية في كل شيء .."
رفعت مها خاجبها وسألت :
" ماذا يعني هذا الآن ..؟!"
بدأت شمس تسرد على مسامع والدتها أسبابها بإختصار :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أريد أن أتأكد من اخلاصه لي .. من كونه لن يكون مع اخرى غيري في اي وضع .. اذا تحمل عدم تقاربنا لمدة فهذا يعني إنه لم يتزوجني لأجل الرغبة فقط بل كونه يراني زوجة مكملة له ولحياته .. كما إنني أردت أن يدرك إنني لست هينة وإن لدي حياتي وأفكاري وتصرفاتي كي لا يفرض سيطرته علي او تظهر تحكماته ويظهر تسلطه مع مرور الوقت .. "
نهضت مها من مكانها تهتف بحنق :
" هذا كله هراء .. لماذا تزوجته اذا طالما إنك لا تثقين به بعد ..؟! لماذا وافقت عليه ..؟! اسمعيني يا فتاة .. هذا كله ليس منطقيا ابدا وغير مقبولا بالنسبة لي .. اياك ثم إياك أن تستمري في طريقة تفكيرك هذه لإنك سوف تخسرين الكثير .. إخلاصه تستطيعين التأكد منه مع مرور الوقت .. عندما تدركين مدى إكتفائه بك فتتولد ثقة داخلك نحوه تكبر مع مرور السنوات والعشرة .. واذا لم يحدث وخانك لا سامح الله فلكل حادث حديث حينها لكن ليس من المعقول ان نفكر من الآن بهذا .. اما عن موضوع التحكم والتسلط فهنا ايضا لا يجب أن تسبقي الأمور .. الأيام ستكشف لك كل شيء .."
أكملت بعدها :
" أنتِ رسميا زوجته .. لقد أصبح زوجك وانتهى الأمر .. استوعبي هذا يا شمس .. "
نظرت الى والدتها التي استمرت في الحديث معها محاولة تقويم افكارها قدر المستطاع ..
.................................................................
اوقف قيصر سيارته امام بوابة القصر ليلتفت نحوها متأملًا اياها حيث كانت شاردة طوال الطريق تفكر في حديث والدتها وتحذيراتها ثم توصياتها لها ..
هتف بها:
" هيا انزلي .. لدي مشوار هام .. سأعود بعد مدة قصيرة .."
نظرت اليه بشك سببها كلمات والدتها لكنها حاولت تجاهله وهي تبتسم وتهتف برقة :
" سأنتظرك .."
خرجت من السيارة ودخلت الى القصر ثم صعدت مسرعة الى الجناح وقد قررت ان تحاول تعديل اسلوبها وتصرفاتها معه بناء على نصائح والدتها ..
مرت اكثر من اربع ساعات وقيصر لم يعد فتولد الغضب داخلها وكلمات كوثر تتردد داخل اذنها مغذية شكوكها ..
أين قضى كل هذه الساعات ..؟! مع من سيكون طوال هذه المدة ..؟!
احتقنت ملامحها كليا وبدأ غصبها يتضاعف كلما مر وقت أكثر ..
حل المساء وهي تنتظره ..
عاد اخيرا ودلف الى جناحه بملامح مرهقة فقد قضى اليوم بأكمله يعمل مع خالد على الصفقة القادمة ...
ألقى تحية المساء واتجه نحو الخزانة لتغيير ملابسه غير منتبها الى الغضب الذي يسيطر على ملامحها ..
" أين كنت طوال اليوم ..؟!"
إلتفت على سؤالها الغاضب ليتأمل ملامحها المشدودة فيرد ببرود :
" ليس من شأنك .."
عاد يلتفت نحو الخزانة ليسمعها تصرخ به :
" بلى من شأني .. أنا لن أقبل بهذه التصرفات القذرة أبدًا .."
استدار نحوها مرة أخرى بوجه جامد لتردف دون أن تنتظر رده :
" حذرتك مسبقا .. إن كنت تظن إنني غبيه كي لا أنتبه لما يجري من حولي فأنت مخطأ .."
أردفت وهي تتأمله بنفور :
" لكن ماذا أتوقع من رجل مثلك ..؟! بالطبع ستجري الى اول عشيقة تجدها أمامك ما أن تمتنع عنك زوجتك كي تلبي رغباتك من خلالها .. الأمر ليس صعبا .. اذا زوجتك لم تمنحنك ما تريد فهناك الكثيرات غيرها وكلهن طوع بنانك.. "
أنهت حديثها لتتأمل عينيه المشتعلين بغضب مرعب جعلها تشعر إنه سيقتلها لا محالة ..
الفصل الرابع والثلاثون
نظراته القاتمة أرعبتها ..
همت بالحديث تدافع عن نفسها و ما قالته :
" أنت لا يحق .."
قاطعها قبل ان تنهي جملتها حتى بصوت قاسي مخيف :
" اخرسي .."
تجمدت الكلمات على شفتيها وشعرت بنفسها غير قادرة أن تدافع عن نفسها بينما هو مسلطا نظراته المرعبة عليها ليهتف بصوت بث الرعب داخلها :
"تصرفاتي قذرة وأجري الى اول عشيقة ما إن تمتنعي من تلبية رغباتي .. !!"
صاح بصوت عاصف :
" أنا هكذا اذا .. أليس كذلك ..؟!"
ارتجف جسدها بقوة وطفرت الدموع داخل عينيها من شدة الهلع لكنه لم يهتم وهو يجذبها من ذراعها ويلصقها في جسده ويكمل بصوت كالفحيح :
" لم يكن عليك اشعال غضبي أبدًا يا شمس لكن طالما فعلتِ هذه فتلقي نتيجة أفعالك وانظري كيف أكون أنا عندما أغضب بحق .."
أكمل بعدها وهو ينظر إلى عينيها بنظراتيهما الهلعة :
" سوف أريكِ كيف تكون التصرفات القذرة .."
ثم دفعها على السرير وانقض فوقها محاصرا جسدها بجسده القوي لتهمس بضعف :
" ارجوك لا تفعل .."
هتف ببرود :
" لماذا ..؟! ألستُ أنا رجلا سيئا قذرا ..؟! ماذا تتوقعين من شخص مثلي يا شمس ..؟! ماذا تتوقعين من رجل ذهب الى عشيقته بعد يومين من زفافه ..؟! رجل يقوم بهكذا تصرفات قذرة عليكِ أن تتوقعي منه كل هذا .."
" كلا ، ارجوك لا تفعل .. لن أتحمل .."
نظرت الى عينيه الحادتين برجاء وتوسل لتشعر بيده تتسلل الى عنقها ثم تنحدر الى الاسفل وتهم بخلع الجزء العلوي من بيجامتها لتصرخ بتوسل فتتفاجئ به يدفعها بعيدا عنه بنفور وهو ينهض من فوقها بينما لسانه يردد بنبرة بدت لها كارهة :
" بإمكاني أن أفعلها .. ضعي هذا في عقلك ومرة ثانية لا تتحدثي بكلام أكبر منك ثم تنكمشين كالفأر دون أن تستطيعي المقاومة حتى .."
اعتدلت في جلستها وهي تبتلع ريقها بضعف ليرمقها بنظرات جامدة قبل أن يهتف بها بصوت آمر :
" والآن غيري ملابسك لننزل الى الأسفل .."
أومأت برأسها بملامح حزينة قبل أن تنهض من مكانها وتتجه نحو الخزانة تخرج ملابس مناسبة ترتديها ..
تابعها وهي تلج الى الحمام ليتنهد بإرهاق ويفكر داخله اذا ما كان يحسن التصرف او لا ..
ليس نادما بالطبع على ما فعله قبل لحظات فهي عليها أن تفهم إن احترامه واجبا عليها ولكنه في نفس الوقت يفكر في طريقته الجديدة معها وهل ستنجح ام ستفشل كسابقتها ..
جلس على الكنبة بملامح منزعجة وعقله يخاطبه أن يستمر في طريقته الجديدة وأن يمنعها من تجاوز حدودها معه ..
مرت حوالي ربع ساعة خرجت بعدها من الحمام واتجهت نحو المرآة تجفف شعرها جيدا قبل ان تبدأ بتسريحه ..
رفعته على شكل كعكة ثم وضعت القليل من المكياج على وجهها قبل أن تستدير نحوه وهي تهتف بضعف :
" انا جاهزة .."
هز رأسه دون رد ثم قبض على كفها دافعا إياها لتجاوره في سيره نحو الطابق السفلي ..
.........................................................................
في الأسفل ..
تقدمت لميس من حوراء التي تجلس في صالة الجلوس تتابع احد الأفلام الأجنبية وسألتها بحماس :
" هل عاد خالد من عمله يا حوراء ..؟!"
رفعت حوراء حاجبيها وهي ترد بضيق واضح :
" ومن أين سأعلم أنا إذا ما عاد أم لا ..؟!"
هتفت لميس بوجوم :
" لإنك تجلسين هنا منذ مدة فقلت ربما رأيتيه عندما عاد .."
" كلا ، لم أره .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قالتها وهي تضع جل تركيزها على التلفاز لتسألها لميس بإستغراب :
" هل أنتِ بخير ..؟!"
صاحت بها حوراء :
" نعم أنا بخير وكفي عن اسئلتك هذه .."
ردت لميس بصوت هادئ لكنه قوي :
" لا ترفعي صوتك علي يا حوراء .. اسلوبك هذا لا تتبعينه معي .. هل فهمت ..؟!"
نهضت حوراء من مكانها تهدر بها بسخط :
" ماذا تقصدين بإسلوبي يا لميس ..؟! ما به إسلوبي اصلا ..؟! لم يتبقَ غيرك ليتحدث عن إسلوبي ايضا .."
ردت لميس بتهكم :
" في الحقيقة معك حق .. فالجميع يتحدث عن إسلوبك بنفس الطريقة ما عداي ومع هذا لم أفلت منه .."
" أنت تتجاوزين حدودك .."
قالتها وهي بالكاد تسيطر على غيظها لتسمعان صوت رانسي تهتف بدهشة :
" ماذا يحدث هنا ..؟!"
التفتتا الاثنان تجاهها ليجدانها تقف بجانب خالد الذي يتأملهما بملامح هادئة لا توحي بشيء فتهتف لميس :
" لا شيء .. فقط تجادلنا قليلا .."
رفعت رانسي حاجبها وقالت بضيق :
" اذا أزعجكتكِ قولي لي .. أنا سأتصرف .."
هتفت حوراء بغضب :
" وماذا ستفعلين مثلا ..؟! هل ستعاقبينني ..؟!"
ردت رانسي بسخرية :
" بإمكاني فعل الكثير يا حور .."
قصدت أن تناديها بإسم دلالها فهمت حوراء بالرد عليها لكن صوت خالد أوقفها :
" حسنا يكفي .. توقفا عن هذا الجدال السخيف .."
ردت حوراء بتهكم :
" عليك أن تخبر هذا لأختك الصغرى التي تتحدث بطريقة غير محترمة مع من يكبرها سنا .."
رد خالد ببرود :
" إنها صغيرة .. ليس من المعقول ان تضعي عقلك بعقل فتاة تصغرك بعشرة أعوام .."
تطلعت حوراء اليه بغيظ قبل ان تندفع خارج المكان لتهتف رانسي به بتذمر :
" كوني صغيرة لا يقلل مني .. الأمر لا يتعلق بالعمر بقدر ما يتعلق بالعقل .."
هتف خالد وهو يربت على شعرها :
" لسانك الطويل قصريه يا رانسي .. .."
نظرت اليه بحنق بينما هتفت لميس بإمتعاض :
" ما بالها تلك ..؟! اقسم إنها ليست طبيعية .."
رد خالد بلا مبالاة :
" اتركيها يا لميس .. هي هكذا ولن تتغير فالأفضل ألا تتعاملي معها .."
حركت لميس رأسها بضيق بينما دلف قيصر مع شمس الى المكان ملقيا التحية عليهم وتبعته شمس التي حاولت أن تسيطر على تعابير وجهها المضطربة قدر المستطاع ..
هتف خالد به :
" لقد أنهيت بقية الملفات بعد ذهابك اليوم وتركت زهير يراجعها بعدي .."
قال قيصر بجدية :
" جيد .. غدا أيضا سأكون في الشركة للتأكد من الأشياء القليلة المتبقية .."
قال خالد بهدوء :
" بإمكانك ألا تأتي .. يكفي مجيئك وقضائك اليوم بأكمله في الشركة .."
شعرت شمس بدلو من الماء البارد يسكب فوق رأسها بينما ظل قيصر على وضعه الهادئ وهو يرد :
" كلا لا توجد مشكلة .. دعنا ننتهي من هذه الصفقة ونركز في بقية الأمور .."
" كما تشاء .."
قالها خالد قبل أن ينسحب من المكان لتغيير ملابسه بينما ربت قيصر على شعر رانسي بعدما جلس بجانبها على الكنبة وشمس جانبه ليهتف بها :
" كيف حالك يا صغيرة ..؟!"
ردت رانسي بإبتسامة مشعة :
" انا بخير يا بك .."
ثم نظرت الى شمس وقالت بنفس الإبتسامة :
" هاي ..كيف حالك ..؟!"
ابتسمت شمس وهي ترد :
" بخير وانتِ ..؟!"
ردت رانسي :
" انا بخير .."
ثم أكملت وهي تشير الى شعرها :
" شعرك جميل جدا .. ناعم ولونه مميزا .. "
حافظت شمس على ابتسامتها وهي ترد :
" شكرا .. وانتِ جميلة للغاية .."
" شكرا .."
قالتها رانسي بإبتسامة بينما هتفت لميس :
" كيف حالك ..؟! "
ابتسمت شمس بخفة وردت :
" بخير .. وانتِ ..؟!"
ردت لميس :
" بخير الحمد لله .."
سألها قيصر :
" ما بالها حوراء يا لميس ..؟! رأيتها تتجه نحو جناحها منزعجة للغاية .. هل حدث شيء ما ...؟!"
ردت لميس بسرعة :
" كلا .. مجرد جدال بسيط بيني وبينها..."
اومأ برأسه متفهما بينما دلفت دينا الى الداخل وهي تهتف بتذمر :
" دوام الجامعات سيبدأ بعد اسبوعين .. أود البكاء حقا .."
ضحكت لميس وردت :
" كلا لا تبكي .. "
ثم أكملت :
" يبدو إنني الوحيدة التي كنت أحب الذهاب الى الجامعة وانتظر بدء دوامي بلهفة .."
" انتِ حالة استثنائية اذا .."
قالتها دينا وهي تشاركها الضحك بينما نظرت الى شمس ورحبت بها بسعادة ثم اتجهت نحو قيصر وجلست بينه وبين رانسي التي هتفت بضيق :
" أنت تضايقينني .."
هتفت دينا بلا مبالاة :
" اريد الجلوس بجانب أخي .."
رمقتها رانسي بنظرتها المنزعجة ثم قالت وهي تنهض من مكانها وتتجه نحو الكرسي المقابل :
" فلتشبعي بالكنبة كلها لك .."
كتمت شمس ضحكتها بصعوبة بينما نظرت دينا اليها وأخرجت لها لسانها لتزم رانسي شفتيها دون رد ..
...................................................................
بعد مدة كان كلا من شمس وقيصر يجلسان مع العائلة بأكملها بإستثناء كوثر وحوراء وبالطبع فادي الذي لم يأتي الى القصر منذ زفاف قيصر ..
بعد لحظات دلفت كوثر تتبعها حوراء الى المكان حيث ألقت كوثر تحيتها وفعلت حوراء كذلك قبل أن تجلسان بجانب بعضيهما ..
عاد الجميع يتحدث في بعض المواضيع المختلفة قبل أن تهتف كوثر متسائلة :
" فادي منذ زفافك لم يأتِ الى القصر .. هل ينوي الإقامة خارج القصر ..؟!"
سيطر القلق على ملامح شمس بينما قصر يرد بهدوء :
" هذا صحيح .. هو ينوي الإقامة خارج القصر .."
" وكيف تسمح له بهذا ..؟! "
سألته كوثر بإستنكار ليرد :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ولمَ سأمنعه ..؟! هو ليس صغيرًا كي أرغمه على الإقامة معنا .. "
" غير مسموح لأحد بترك هذا القصر .. هذا القصر هو مكان جميع أفراد العائلة .."
رد قيصر بفتور :
" القصر مفتوح للجميع لكن هذا لا يعني أن أجبر من لا يريد البقاء فيه على السكن هنا ... "
أكمل بهدوء :
" ثانيا .. من قال إنه سيبقى الى الأبد ..؟! ربما مدة ويعود ..دعيه يفعل ما يريد .. مهما ابتعد مردوده هنا .."
نظرت اليه كوثر بعدم رضا بينما جاءت الخادمة بعد فترة تخبرهم ان طعام العشاء جاهز لينهض الجميع الى غرفة الطعام ..
بعد مدة خرجت شمس من صالة الجلوس بعدما استأذنتهم للصعود الى جناحها لأجل الحصول على قسط من الراحة ..
في الحقيقة هي تبعت كوثر التي سبقتها في الخروج بلحظات لتنادي عليها فتلتفت كوثر نحوها تتأملها بضيق لتجدها تهتف بها بعدما وقفت أمامها :
" كيف حالك عمتي ..؟!"
أكملت بعدها دون ان تنتظر ردا :
" صحيح ، هل تعملين إن إبنك كان في الشركة طوال الأيام السابقة حيث يعمل مع خالد على احدى الصفقات المهمة ..؟! بالطبع تعملين لكنك تقولين العكس كي تغضبينني .. "
سألتها كوثر بتهكم :
"تتحدثين وأنتِ متأكدة من حديثك وكأنكِ كنتِ معه هناك .."
ردت شمس وهي تبتسم ملأ فمها :
" صحيح أنتِ لم تكونِ موجوده عند هبوطنا الى الاسفل .. لقد كان خالد في صالة الجلوس عندما دخلنا اليها وقال لقيصر ألا يأتي غدا الى الشركة فيكفي إنه قضى الأيام السبقة يعمل معه لساعات طويلة بينما قيصر أخبره إنه يجب أن يأتي غدا لينهي الأشياء القليلة التي تبقت .. تعرفين موعد سفرنا اقترب وهو يريد انهاء كافة الامور العالقة قبل رحيلنا كي يتفرغ لي كليا .."
ردت كوثر وهي ترسم قناع الاستهزاء على ملامحها :
" وما أدراك ..؟! ربما يكون اتفاق بينه وبين خالد .."
هتفت شمس بسخرية :
" لقد خانكِ ذكائكِ هذه المرة يا حماتي العزيزة لإنك من المفترض إنك تعرفين ابنكِ جيدا وكونكِ تعرفينه فعليكِ أن تعلمي إنه من المستحيل ان يطلب من أي احد أن يخبأ أفعاله .. ليس قيصر من يفعل هذا .. هو مستعد أن يخبرني بصراحة عن مكان وجوده ولا أن يطلب من أحدا شيئا كهذا .."
رمقتها كوثر بنظرات حاقدة بينما ابتسمت شمس ملئ فمها لتهتف كوثر بقوة :
" ستندمين يا فتاة .. وانا ما زلت على كلامي ولن أتراجع عنه وسوف تتأكدين من ذلك حينما ترينه بنفسك مع احدى عشيقاته .."
قبل ان ترد شمس سمعت صوت قيصر ينادي عليها لتلتفت نحوه وهي تبتسم له برقة وتقول :
" هل ستذهب الى الجناح معي .. ؟! كنت أتحدث مع حماتي العزيزة قبل ذهابي .."
ثم نظرت الى كوثر وقالت بوداعة :
" عن اذنك .. سأذهب الى جناحي فاليوم كان مرهق .. تصبحين على خير .."
ثم نظرت اليه وسألت :
" هل ستأتي معي ..؟!"
رد بفتور :
" نعم .."
ثم حيا والدته قبل أن يسير بجانبها متجهين الى جناحهما في الطابق العلوي تحت انظار كوثر الحانقة ..
...................................................................
دلفت الى الجناح يتبعها هو ..
اغلق باب الجناح ثم اتجه لتبديل ملابسه ..
تأملته وهو يتجه نحو الحمام لتجلس على السرير وهي تشبك أنامل كفيها بتوتر ..
خرج بعدها لتنهض من مكانةا بنية الحديث معه لكنه لم ينظر اليها حتى بل اتجه نحو المرآة يسرح شعره ..
كتمت غيظها وهي تقف خلفه تتأمله قبل ان ينتهي مما يفعله ويهم بالاتجاه نحو الكنبة لتهتف به :
" هناك شيء ما اريد التحدث عنه معك .."
رفع بصره نحوها للحظة ثم عاد ينظر الى هاتفه وهو يقول بإقتضاب :
" تحدثي .."
" فادي .."
قالتها بخفوت لتنظر عيناه الجامدتان نحوها وصوته صدح يسأل ببرود :
" ما به فادي ..؟!
" ماذا سيحدث ..؟! هل خرج من القصر بسببي ..؟! وهل سيعود ..؟!"
سألها بدوره :
" لن يحدث شيئ .. اما عن سبب خروجه من القصر فلا يتعلق بك بالكامل وحتى لو كان بسببك انتِ فقط فماذا ستفعلين ..؟! أما عن عودته فلا أعلم عنها شيئا .. اذا أراد أن يعود فلن أمنعه بالطبع لأن له في هذا القصر مثلي ومثل البقية .."
هتفت بهدوء :
" لم أطلب منك ان تمنعه .. لم أضع في بالي أصلا أن يترك القصر رغم خوفي من حقيقة بقاءه معي في مكان واحد .. لكن اذا كان وجودي سببا في خروجه فهذا ليس حلا بالطبع .."
سألها مستغربا :
" وما الحل برأيك ..؟!"
ردت بعفوية :
" أخرج من القصر .."
صححت بسرعة عندما أدركت خطأها :
" أقصد نحن الاثنان .."
" هذا الأمر إنسيه تماما .. انا لن أترك قصر عائلتي مهما حدث .. هنا ولدت وهنا نشأت وسأبقى هنا حتى أموت .."
" ولكن وجودي مع فادي في مكان واحد غير مقبول .."
قالتها معترضة ليرد بجدية :
" أفهم موقفك جيدا يا شمس لكن انتِ ايضا افهمي الوضع بشكل صحيح .."
تنهد ثم أكمل :
" فادي اخطأ في حقك خطأ لا يغتفر وانا لا أطلب منك الغفران ولن أطلبه يوما .. انتِ وحدك من تقررين غفرانك من عدمه لكن لن يكون صعبا ان تتجاهلي وجوده معك في نفس المكان خاصة إنني سأضمن لك عدم اقترابه منك لأي سبب كان حتى لو خيرا .. كما إنه لن يجرؤ ويفعلها .."
نظرت اليه بعدم اقتناع ليكمل بجدية :
" شمس .. فادي ليس سيئا الى هذا الحد .. حسنا ارتكب العديد من الأخطاء في حق نفسه ومن حوله .. اخطأ في حقي انا ايضا .. صحيح أنتِ أكثر من مستك اخطائه لكن ضعي في بالك إنه لم يكن في وعيه ..فادي مر بتجربة سيئة جعلت منه شخصا آخر .. شخصا مغيبا يتصرف كوحش جائع يريد إلتهام أي كائن أمامه مهما كان .. انا لا أستطيع أن أخبرك بما حدث في الماضي لإنه لا يخصني بل يخصه هو والأهم إنه لا يخصه وحده لذا فلا حق لي بالحديث عن غيري بأشياء ليس من حق أحد أن يتحدث عنها نيابة عنهم .. "
صمت قليلا ثم اردف متأملا ملامحها الباردة :
" عليك ان تعلمي شيئين .. "
تطلعت إليه بإنتباه ليكمل :
" اولا : ما قلته الآن عن فادي ووضعه ومشاكله ليس لغرض الغفران او تقبلك له .. لا يهمني غفرانك او تقبلك له ابدا .. هذا الأمر لا يحق لأحد مناقشتك فيه فهذا يتعلق بك نفسه .. لقد قلت ما قلته ليس لكسب تعاطفك معه بل لتفهمي إنني أعلم ما لا تعلميه لذا أتحدث هكذا والأهم إنني تصرفت معه قبل عامين وروضته نوعا ما .. حاله لم ينصلح تماما ولكن يكفيني إنني أضمن إنه لن يعبث بسوء مع اي احد وإنه لن يجرؤ و ينظر إليك مجرد النظرة حتى طالما أنتِ لا تتقبلين هذا ... ليس لإنني هددته فقط واستخدمت قوتي معه بل لإن فادي نفسه أدرك مدى اخطائه بعدما استفاق من غيبوبته واستوعب كل ما قام به وصعوبة غفرانه وهذا أكثر ما يطمأنني فالشخص عندما يستوعب إنه اخطأ وبقوة لن يكرر هذا الخطأ بسهولة .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
صمت وهو يفكر انه لن يخبرها بأية تفاصيل حتى عن علاجه النفسي الذي استمر لعامين لكنه لم يكذب فأخيه فهو بالفعل لم يعد كالسابق .. صحيح لم يتعالج نفسيا بشكل كامل وما زال هناك الكثير من الندوب في روحه .. يعرف ان وضعه النفسي غير مستقر وربما ينهار في اي لحظة ولكنه يدرك إنه لن يؤذي غيره بعد الآن .. علاج عامان كانا كفيلان بإيقاظه من تلك الغيبوبة التي جعلت تصرفاته غير محسوبة فهو لم يكن بوعيه عندما كان يفعل ما يفعله وربما هذا الشيء الوحيد الذي نجح الطبيب في علاجه بينما بقية الأشياء لن تختفي بسهولة بل ربما تحتاج الى اعوام كي تنتهي هذا اذا انتهت بالكامل كما يتمنى ..
أكمل وهو ينظر اليها :
" ثانيا : فادي أخي .. مهما حدث سيظل أخي الأصغر وانا مسؤول عنه .. ان فكر يوما بالاقتراب منك سأدمره لكن طالما هو ملتزم في تصرفاته معك خاصة فهذا يكفيني .. ربما لن أغفر له ما حاول فعله معك مسبقا رغم وثوقي إنه لم يكن في وعيه بل لم يكن يراكِ انتِ من الأساس لكن عدم غفراني لهذا التصرف لن يلغي أهميته عندي ولن يجعلني أتخلى عنه ابدا .."
تطلعت اليه بملامح صامتة قبل أن تسأل :
" لماذا كذبت علي في اول مقابلة وأخبرتني إنه تم بتر قدمه بينما لم يكن هذا صحيح ..؟!"
سألها بإستغراب :
" لماذا تذكرتٍ هذا الآن وبعد كل هذه السنوات ..؟!"
اجابت بصدق :
" كنت أود سؤالك من اول يوم عرفت به الحقيقة لكن لم أرغب في فتح اي حوار معك لذلك تنازلت عن رغبتي تلك .. لم يكن لدي مزاج في الحديث عن اي شيء في الوقت الذي كنت اهرب فيه من أي شيء يتعلق بكل ما مررت به .. لكنني فكرت إن ذلك كان نوع من جلب التعاطف لا اكثر .."
زفر أنفاسه ورد :
" نعم هو كذلك .. "
صمت وهو يتذكر ذلك الحادث الذي كان على وشك ان يفقد فيه فادي قدمه لكن استطاع الاطباء انقاذ قدمه من البتر بمعجزة ..
عندما التقى به أخبرها عن مرضه الذي لم يكن سوى خدعه من فادي وقرر ان يضيف كذبة صغيره وهو إن احدى قدميه بترت بسبب هذا المرض بعدما تذكر ذلك الحادث فجأة ..
كان تصرفا غير محسوبا وندم عليه بعدما أخبرها بهذه الكذبة مباشرة لكن لم يستطع ان يصححها رغم عدم مرور دقيقة على نطقه بها فكيف يخبرها إنه اخترع كذبة كهذه ..؟! غروره منعه من هذا رغم علمه إنها ستكتشف الأمر عاجلا ام أجلا ..
هزت رأسها بيأس منه ثم همت بالإتجاه نحو السرير لتنام ..
توقفت بجانب السرير وقالت فجأة:
" صحيح نسيت أن أخبرك إن سبب غضبي وقولي لما قلته اليوم والدتك .. والدتك أخبرتني إنك كنت تقضي اليومين السابقين مع عشيقتك .. وأخبرتني ايضا إنها طبيعتك ولن تتغير وإنك مع مرور الوقت سوف تفعل كل هذا وبشكل علني وأنا سأشاهد هذا دون أن أقول شيئا .. "
أكملت بتهكم :
" ربما اخطأت بحديثي لكن حديث والدتك وغيابك لساعات وقبلها غيابك طوال اليومين جعل الشك يتسلل لقلبي خاصة إني أعلم إن لديك العديد من العشيقات سابقا.. لذا لا تلومني على خطئا حدث رغما عني نتيجة لما شاهدته وسمعته .. "
نظر اليها دون رد لترفع لحاف السرير وتندس فيه وتغمض عينيها بقوة ..
........................................................................
صباحا ..
فتحت عينيها واعتدلت في جلستها بسرعة لتجد الجناح خاليا منه ..
حملت هاتفها وقررت الاتصال به بسرعة ليأتيها صوته بعد ثواني فتهتف به بسرعة :
" متى خرجت ..؟! هل ذهبت الى الشركة ..؟!"
جاءها صوته الخافت :
" اولا هناك شيء اسمه تحية الصباح .. ثانيا انا في الأسفل أتناول إفطاري وسأخرج بعد قليل .."
" انتظرني .. سآتي عندك .."
ثم اغلقت الهاتف واتجهت مسرعة نحو الخزانة لتغير ملابسها لتتفاجئ به يدلف الى الجناح بعد دقيقتين فتحمد ربها انها كانت قد انتهت من ارتداء بنطالها والتيشرت خاصتها بحمالاته الرفيعة فسارعت لترتدي سترتها وهي تهتف به على عجلة :
" لقد انتهيت .. سآتي معك .."
سأل بوجوم :
" الى اين تأتين ..؟!"
ردت بجدية وهي تغلق الازرار العلوية من سترتها :
" الى الشركة .. "
ثم سألته بدهشة :
" لا تخبرني إنني لن أستمر في عملي عندك .. لقد اتفقنا إنني سأعمل عندك حتى يصدر قرار تعييني كمعيدة .."
رد بهدوء :
" لم أقل هذا لكن ما زال الوقت مبكرا للغاية على العودة الى العمل .. انتظري اسبوع على الاقل .."
هتفت به :
" لماذا ..؟! انت بنفسك عدت الى العمل منذ ثاني يوم .. ما المشكلة اذا عدت انا ايضا ..؟!"
رد بجدية :
" انا اضطررت بسبب اعمالي .."
هتفت ببرود :
" طالما أحدنا عاد فلن تؤثر عودة الثاني .. بالعكس هذا سيكون افضل .."
" أفضل من أي ناحية ..؟!"
سألها بسخرية لترد بفتور :
" بالنسبة لي هو أفضل .. أنا أراه هكذا .."
زفر أنفاسه ثم قال بملل :
" كما تشائين .. "
ثم اكمل :
" انا سأتحدث مع والدتي قليلا ثم انتظرك بالأسفل كي نرحل .."
هزت رأسها دون ان تنظر اليه فهي تقف امام المرآة ترفع شعرها بتسريحة بسيطة لتسمع صوت الباب يغلق فتكمل ما بدأته بسرعة ..
..................................................................
" ماذا هناك يا قيصر ..؟!لقد أخبرتني الخادمة إنك تريدني .."
قالتها كوثر وهي تجلس أمامه واضعة قدما فوق الاخرى ليتأملها بصمت وهدوء قبل ان يسأل:
" الى متى أخبريني ..؟!"
نظرت اليه بعدم استيعاب لتجده يكمل :
" الى متى ستفعلين ما تفعلينه ..؟! والى متى سأتغاضى عن تصرفاتك ..؟! "
" ماذا حدث ولمَ تتحدث معي هكذا ..؟!"
سألته بضيق ليرد بجدية :
" ألن تنتهي تصرفاتك هذه ابدا ..؟! ألن تتوقفي عما تفعلينه ..؟! ألم تفهمي بعد إن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهي او منعي عما أريد .. ؟! "
نهضت من مكانها تهتف بحدة :
" ماذا يحدث بالضبط..؟! كيف تتحدث معي بهذه الطريقة ..؟! لا تنسى اني والدتك يا قيصر .."
نهض بدوره من مكانه وقال بقوة :
" لم ولن أنسى .. بالأساس عدم نسياني هو من يجعلني اتغاضى عن الكثير من الأمور التي تقومين بها .. تسلطك وتصرفاتك واختلاقك المشاكل مع من حولك والعديد من التصرفات التي استطعت السيطرة عليها بطريقتي .. ورغم كل ما تفعلينه ما زلت أحترم أهميتك ومكانتك عندي وفي هذا المنزل .. لكن ما تفعلينه سوف يدمر حتى هذا .. "
" ومالذي فعلته ..؟!"
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سألته بعصبية ليصيح بصوت قوي :
" فعلتِ الكثير رغم تحذيري لك عدة مرات بشأن حياتي الشخصية .. حياتي الشخصية خط احمر .. أخبرتكِ بهذا مرارا وما زال تحاولين التدخل وتخريب زيجتي .. اسمعيني جدا .. زوجتي خط احمر .. حياتي بأكملها مليون خط أحمر .. من الآن فصاعدا لن أقبل بأي خطأ منك .. مثلما أؤدب كل شخص يمسك انتِ او احد افراد عائلتي ومثلما يعلم الجميع إن جميع افراد هذه العائلة مهمين عندي ولا أسمح لشخص إن يمسهم بسوء او يتجاوز حدوده معهم فلن اسمح انتِ لك ايضا أن تفعلي هذا .. هذا اخر تحذير واي تجاوز منك سوف اضطر حينها لفعل اشياء لا أرغب بها .. "
" ماذا ستفعل مثلا ..؟!"
سألته وهي تنظر اليه بتأهب ليرد بهدوء :
" بما إنك لا تتفقين مع زوجتي ولا تتقبلين وجودها فمن الصعب جمعكما بمكان واحد .. ولإن هذا القصر هو لافراد عائلة عمران .. لجدي وابي وأعمامي من بعده فمن المستحيل ان اخرج منه خاصة إنني أكبر الاحفاد وبالطبع زوجتي ستكون معي حيثما أكون لذا من المنطقي أن تخرجي انتِ وتسكني في احد منازلنا الاخرى .."
" تطردني يا قيصر .. تطردني لأجل زوجتك ..؟!"
هتفت بها بعدم تصديق ليجيب بجدية :
" لو تجاوزت زوجتي حدودها معكِ بحرف واحد لما ترددت لحظة واحدة في تأديبها ولم أكن لأكتفِ وقتها بهذا .."
صمت قليلا ثم اكمل :
" كما إنني لا أطردك .. انا احذرك كي تنتبهي على تصرفاتك القادمة .. اذا تصرفت بالشكل الصحيح فستبقين كما انت في نفس مكانتك التي لن تتزحزح مهما حدث .. حافظي على مكانتك والأهم على دورك كأم والذي يبدو إنك تناسيته مع مرور الوقت .."
صاحت معترضة :
" ماذا تقصد ..؟! ألم تكتفِ بكل ما قلته كي تأتي الآن وتتهمني إنني أم فاشلة ..؟!"
" انا أقول هذا كي تنتبهي على ابنائك .. بناتك مثلا يحتاجونك .. خاصة تلك التي لا تكف عن تصرفات المنفرة واسلوبها المستفز .. "
" انت تقصد حوراء بالتأكيد .. "
سألته بحنق ليجيب :
" بالتأكيد لا أقصد دينا بحديثي هذا يعني فأنتِ تعرفين من تتصرف بشكل منفر مستفز مع الجميع .. "
هدرت بقوة :
" ابنتي لا تفعل شيئا خاطئا أم إن زوجتك شحنتك ضدها ايضا .."
صاح بلا وعي :
" ما هذا الكلام ..؟! هل أنا صغير لتشحنني ضدك او ضد اختي ..؟! اطمئني لا داعي ليشحنني احد فأنا ارى كل شيء امام عيني .. وانا لا اتحدث عن اسلوبها مع زوجتي لإنها لم تلتقِ بها حتى الآن بل اتحدث عن تصرفاتها المزعجة عموما وتعاليها مع الجميع .. ألا ترين كيف تتصرف ..؟! هل تعجبك طريقة تعاملها مع من حولها ..؟!"
" لا أرى بطريقتها اي خطأ .. انها تتصرف بكل رقي وبما يليق بمكانتها واسمها .. "
ضحك بسخرية وقال :
" مكانتها واسمها .. !! المشكلة انها تتصرف بطريقتها هذه حتى مع من هم في نفس مكانتها واسمها .. ابنتك تظن نفسها ملكة متوجة فوق الجميع .. علاقتها مضطربة مع اغلب من حولها حتى اختها الوحيدة لا أراها تتحدث معها او تهتم بها بل إن علاقتهما لا تناسب علاقة اختين وحيدتين .."
ردت بعناد :
"ربما الخلل من دينا .. دينا شخصيتها مختلفة عنها وانت تدرك ذلك جيدا .. لمَ تلقي اللوم على حوراء فقط ..؟!"
" لإن دينا صديقة الجميع والجميع يحبها .. علاقتها مع لميس اقوى من حوراء بل حتى مع سوزان علاقتها اقوى رغم فرق السن بينهما .. هذا أكبر دليل إن الخلل من عند ابنتك وليس من غيرها كما تحاولين ان تثبتي .. "
قالها بعقلانية لتهتف بضيق :
" وما المطلوب مني الان ..؟! والأهم ما المطلوب منها ..؟! ولماذا تتحدث عن الوضع وكأنه مشكلة كبرى ..؟! ماذا سيحدث اذا كانت علاقتها ليست جيدة مع من حولها ..؟! هل سينتهي العالم ..؟! هل سينقصها شييء ..؟!"
اجاب وهو بالكاد يسيطر على اعصابه من هذا الحديث :
" انا احاول إخبارك بإن ابنائك يحتاجونك .. يحتاجون نصائحك ونوعيتك خاصة في هذا السنوات المهمة من عمرهم .. احاول إخبارك ان لديك مهام اخرى غير القاء الاوامر وافتعال المشاكل .."
اردف بعدها هازئا :
" لكن بالطبع حديثي عن ابنتك لن يعجبك لإنها تتصرف بالطريقة التي تحبينها وتفضلينها دائما .."
نظرت اليه للحظة ثم قالت بتهكم :
" حسنا الخطأ مني .. هل ارتحت الآن ..؟!"
نظر اليها بضيق قبل ان يهتف بيأس :
" كلا لم ارتح .. سأرتاح حقا اذا ما ابتعدت عن زوجتي وتركها وشأنها على الأقل .. "
ثم اتجه خارج المكتب فوجد شمس تهبط درجات السلم فأخبرها أن تتبعه للخارج ..
الفصل الخامس والثلاثون
دلفا الى الشركة سويا حيث تسير هي بجانبه بخجل شديد من هذا الموقف الذي تمر للمرة الإولى به ..
اما هو فلا يبدو متأثر من دخولهما سويا كزوجين لأول مرة بل كان طبيعيا للغاية يسير تجاه المصعد بملامح هادئة وخطوات واثقة فحاولت ان تماثله في تلك الثقة ولو قليلا حتى ..
وقفت بجانبه امام المصعد تنتظر هبوطه وهي تتذكر الصمت المهيب الذي سيطر على الاجواء في طريق القدوم الى الشركة ..
لم يكن قيصر يوما كثير الحديث او مرحا لكن في المرات المعدودة التي اجتمعا بها سويا كان يبدو مهتما بتبادل الحديث معها محاولا جذبها لوضعهما الجديد اما الآن فهو يتجاهلها بشكل صريح مما يثير غيظها بشدة ..!!
دلفت الى المصعد لتجده يضغط على زر الطابق الذي يوجد به مكتبه ..
سارعت لتضغط بعده على الزر الخاص بالطابق الذي تعمل فيه فيبدو إنه نسي إنها بجانبه أيضا ..
وجدته يلتفت نحوها لتهتف بسرعة :
" نسيت أن تضغط على زر الطابق الذي أعمل فيه .."
صمتت عندما أضيء الرقم الخاص بالطابق الذي تعمل فيه لتفتح الباب وقبل ان تتحرك كان يضغط على زر آخر فينغلق الباب في وجهها ..
هتفت مستنكرة فعلته :
" لماذا أغلقت الباب ..؟!"
لم يرد عليها وهو ينظر في ساعة يده لوهلة ثم يرفع وجهه من فوقها فينفتح الباب لتسمعه يشير إليها :
" تعالي معي .."
نظرت اليه بدهشة قبل ان تضطر الى السير معه كما طلب ...
كانت تسير بجانبه قبل ان تجده يقف أمام السكرتيرة التي استقبلته بملامح سعيدة للغاية ونبرة فرحة :
" اهلا سيدي.. أنرت الشركة بعودتك .. اعذرني على غيابي البارحة فلو علمت بقدومك الى الشركة لكنت قطعت اجازتي قبل انتهائها .."
رفعت شمس حاجبها ترمقها بنظرات غير مريحة لتنتبه عليها فتهتف بحرج :
" مبارك الزواج يا هانم .. "
ردت شمس بصوت مقتضب :
" شكرا وعقبالك .."
قال قيصر بعدها :
" نصف ساعة وتخبرين خالد بك بقدومي .. اجلبي لنا فنجانين من القهوة لو سمحتي .. "
ثم أشار الى شمس بعينيه لتسير أمامه بصمت ..
ما ان اغلق الباب حتى التفتت نحوه تسأله بضيق :
" لماذا جلبتني الى هنا ..؟! أليس من المفترض أن أبدأ عملي حالا ..؟!"
سار نحو مكتبه ثم جلس على كرسيه بعدما فتح أزرار سترته ليطلب منها الجلوس فسارت نحو المكتب وجلست على الكرسي المقابل له على مضض ..
اخرج هاتفه من جيبه ووضعه على المكتب ثم تبعه بمفاتيح سيارته ..
نظر إليها وقال أخيرا :
" من الآن فصاعدا ستعملين في مكتب خاص بك .. سأطلب من سها أن تجهزه حالا .. "
سألته مندهشة :
" مكتب خاص بي ..؟! لماذا ..؟! ما به المكتب الذي أعمل به مع زملائي ..؟!"
رد بجدية :
" لم يعد مناسبا ان تعملي في مكتب يشاركك به بعض موظفين الشركة .. لا يليق هذا بمكانتك ابدا .."
صاحت بضيق :
" كيف يعني لا يليق ..؟! ما المشكلة اذا عملت معهم في نفس المكتب ..؟! تريدنني أن أعمل في مكتب خاص بي وأنا لم أتدرب في شركتك سوى اسابيع قليلة والأهم إني متخرجة حديثا ...؟! اذا كان هناك شيء لا يليق فهو ان تمنح مكتب خاص لموظفة حديثة التخرج لم تكمل حتى مدة تدريبها المحددة .. "
زفر أنفاسه ببطء محاولا الحفاظ على هدوئه ثم قال بهدوء :
" انت زوجتي .. زوجتي مدير هذه الشركة بأكملها .. هل تظنني إنه سأسمح لزوجتي بأن تتشارك مكتبا مع موظفين غيرها ..؟! هذا الشي غير مسموح .. ثانيا هذا الأمر لم يحدث معكِ انتِ فقط .. الجميع هكذا .. قبلك حوراء ايضا اخذت مكتبا يخصها وهي بدأت العمل بعد مدة قصيرة من التخرج .. وسأفعل نفس الشي مع لميس او سوزان او غيرهما .. هذا الكلام ينطبق لكل من ينتمي لعائلة عمران يا شمس وانت أصبحت واحدة من افراد العائلة بل انتِ زوجة المدير شخصية .. افهمي واستوعبي مكانتك ووضعك الجديد من فضلك .."
همت بالرد لكنها توقفت وهي تجد النازل يستأذن الدخول فيسمح له قيصر ليتقدم نحويهما ويضع امام كلا منه فنجانه وقدحا من الماء ثم يسألها اذا ما يحتاجا شيئا قبل أن ينصرف من المكتب ..
هتفت شمس ما ان أغلق الباب بصوت منزعج :
" لكن انا لا ارضى بشيء كهذا .. لا أرضى بأن أخذ ما لا استحقه .. انا لست كالبقية .."
قاطعها بعدم تصديق :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ما لا تستحقينه ..؟! إنها شركتي .. شركة زوجك .. يحق لك بها كل شيء .. "
ردت بعناد :
" الجميع سيتحدث عني وعما فعله زوجي لأجلي .. "
اكملت وهي تحاول ان تشرح له وجهة نظرها :
" يا قيصر افهمني .. انا لا أريد أن أنجح في عملي وأثبت وجودي بهذه الطريقة .. انا أريد أن أعتمد على نفسي وأثبت وجودي في مجال عملي من خلال تعبي واعتمادي على نفسي .. لا أريد أن يدعوني بزوجة المدير وتصبح هذه الصفة مرتبطة بكل خطوة ناجحة أقوم بها.."
نظر اليها بتمهل وقال :
" كل ما تقولينه ليس خطئا ولكن هذا لن يجعلني أغير رأيي .. مكانتك ووضعك لا يسمحان بهذا الشي .."
" أنت مصر اذا ..؟!"
سألته بصوت متحفز ليرد بثبات :
" اعذريني يا شمس .. مكانتي ومكانتك انت ايضا اهم من أن أؤثر عليهما لأجل بضعة احاديث تافهة سيقولها البعض في سرهم دون أن يستطيعوا التحدث بها أمامنا حتى .. "
" وماذا عني ..؟! عن رأيي ورغباتي ..؟! مكانتك فقط مهمة أما أنا فلأذهب الى الجحيم .."
" مكانتكِ انتِ ايضا .."
صاحت بلا وعي :
" لا تقل مكانتي .. بل قل مكانتك انت .."
هدر بها بصوت خافت لكنه قوي :
" لا ترفعي صوتك .. الى متى سأظل أنبهك على هذا .."
حاولت كتم غضبها وهي تسأله :
" انا غير موافقة على هذا .. ماذا ستفعل الآن ..؟!"
أجاب ببرود :
" أمامك خيارين .. إما العمل في مكتب خاص بك او لا يوجد عمل من الأساس .."
نظرت إليه بعدم تصديق وقد ظهر التسلط بوضوح على محياه لتهتف بصوت مبحوح :
" لن أعمل إذا .."
ثم نهضت من مكانها تتجه خارج المكتب ليهتف بصوت آمر :
" إلى أين ..؟! دعيني أخبر جمال بأمر عودتك كي يوصلك بنفسه الى القصر .."
نظرت به بحزن لم يبالِ به وهو يتصل بسائقه الشخصي كي يخبره إنها ستذهب معه الى القصر ..
......................................................................
عادت شمس الى القصر بملامح مكفهرة لتجد حوراء في وجهها ويبدو إنها تتوجه للخروج ..
وقفت حوراء أمامها تتأملها عن قرب قبل أن تلوي فمها وهي تردد :
" تبدين مستاءة من شيء ما .. "
أكملت بتهكم واضح :
" هل أزعجك عريسك بهذه السرعة أم ربما أنتِ من أزعجتيه بعد ايام معدودة على زفافكما ورد هو عليك بما يليق بذلك ..؟!
كانت شمس في أوج انزعاجها مما حدث ومن اسلوب قيصر الحاد معها بل ولا مبالاته بحزنها وضيقها مما حدث فصاحت بإنفعال :
" ما شأنكِ انتِ ..؟! لماذا تتدخلين فيما لا يعنيك ..؟!"
هدرت حوراء بصوت حاد :
" لا تتحدثي معي هكذا .. إياك وأن تتجاوزي حدودك يا شمس .."
هتفت شمس بعناد :
" واذا تجاوزتها .. ماذا ستفعلين ..؟!"
ردت حوراء بوعيد :
" أفعل الكثير يا شمس .. انتِ لم ترِ مني الى الآن اي شيء .. لكنك سترين عن قريب وحينها لن يرحمك مني احدا .."
" اتركي تهديداتك السخيفة جانبا .. انا لا اخاف منكِ ولا من أي أحد .. وصدقيني لست الفتاة الضعيفة التي يمكنك أن تؤذيها وتصمت دون أن تسترد حقها منك .."
قالتها شمس بقوة ثم أكملت بصوت متمهل :
" لم أنسَ بعد حديثك عني في مكتب قيصر وكلامك الذي مس اخلاقي وشرفي بشكل صريح ولن أنساه يا حوراء .."
أكملت وهي تبتسم بمكر :
" كنت تحاولين انتِ ووالدتك إبعادي عنه بأي طريقة فأنتما لم ترغبان بوجودي جواره ورغم عدم رغبتكما بي واعتراضكما الصريح على زواجه مني ورغم كل محاولاتكما البائسة تزوجني .. لم توقفه كل هذه التصرفات عن ذلك .. هو اختارني وتزوجني رغما عنكما وهذا أكثر ما يثير غيظك انتِ ووالدتك .."
نظرت اليها حوراء بوجه بارد ثم هتفت بقوة :
" اتمنى أن تبقي على موقفك هذا ولا تبكي من اول صفعة تنالينها .."
همست شمس بضحكة خفيفة :
" قلتي صفعة اذا .. يبدو إن أثر تلك الصفعة ما زال محفورا داخلك .."
" اخرسي ايتها الحقيرة .."
قالتها حوراء وهي تقبض على ذراعها ليسمعا صوت لميس من خلفيهما :
" ماذا تفعلان ..؟! "
ثم تقدمت نحويهما وهي تهتف بإبنة عمها :
" اتركيها يا حوراء .. "
" سأخبر قيصر هذه المرة يا حوراء .. لن أصمت مجددا عن أفعالك .. لم أخبره سابقا لإنني لم أرغب أن أكون سببا في تخريب علاقتكما لكن الى هنا ويكفي .. ظننت إن تلك الصفعة أدبتك لكن لا توجد فائدة فأنتِ كما أنتِ .."
قالتها شمس بضيق قاصدة ان تذكر تلك الصفعة امام لميس لتصيح حوراء بها :
" اخرسي ايتها الحقيرة .."
" حوراء ..!!"
صاحت لميس مستنكره لتحرر حوراء ذراعها وتلتفت نحو ابنة عمها تصيح بقهر مكتوم من معرفة لميس بأمر الصفعة :
" ألا ترين ما تقول ..؟! إنها تتجاوز حدودها يا لميس .."
ردت شمس بسرعة :
" انتِ من بدأتِ .. كنت في طريقي الى جناحي ولكنك أوقفتني وبدأت في أحاديثك المعتادة .."
" قلت لك لا تتحدثي .."
قالتها حوراء بعصبية لتصيح لميس بها :
" حسنا يكفي يا حوراء .. اذهبي من فضلك الى موعدك .. "
نظرت اليها حوراء بحدة لتكمل لميس بتعقل :
" اذهبي من فضلك .. ستحدث مشكلة كبيرة لا داعي لها .."
" لا داعي لأن تذهب .. سأذهب انا الى جناحي وعندما يأتي أخوها سيكون لنا حديث وقتها .."
قالتها شمس وهي تنسحب من مكانها متجهة الى الجناح بينما صاحت حوراء :
" افعلي ما تريدنه فأنا لا اخشى احدا .."
ثم اندفعت خارج المكان تاركة لميس تتابع رحيلها بدهشة شديدة ..
...............................................................
كانت تجلس على الكنبة الموجوده في جناحها تهز ساقها بغضب مما يحدث فلم يكفها ما فعله زوجها لتأتي أخته وتستفزها بحديثها المقيت مثلها ..
كانت تشعر بأعصابها تحترق من شدة الغضب لتسمع صوت طرقات على باب جناحها فسمحت للطارق بالدخول ..
فوجئت بلميس تدلف الى الداخل ثم تبتسم بهدوء وهي تهتف بها :
" هل يمكنني الجلوس معك قليلا ..؟!"
هتفت شمس بسرعة متأملة ابتسامها الجذابة وملامحها الرقيقة :
" بالطبع .. تفضلي .."
سارت لميس نحوها بعدما اغلقت باب الجناح ثم جلست بجانبها تقول بهدوء :
" لا تتضايقي من حوراء .. هي هكذا مع الجميع وليس معك .. "
هزت شمس رأسها نفيا وقالت :
" لا اهتم بها من الأساس .. هي من تتعمد الإساءة لي من خلال أحاديثها السخيفة لكنني أعرف كيف أوقفها عند حدها .. لست ضعيفة كي تتسلط علي .."
هتفت لميس بسرعة :
" حتى لو لم تفعلِ .. زوجك سيفعل .. انت زوجة قيصر يا فتاة وقيصر لا يرحم احدا يقترب من اي شخص يمسه فكيف اذا كان هذا الشخص زوجته ..؟!"
أكملت بعدها بجدية :
" لكن ما يهم أن تعلمي إن حوراء هكذا مع الجميع وليس معك .. شخصيتها هكذا .. لا أقصد ذمها ولكن أخبرك إن هذه طبيعتها كي لا تشعري إنك الوحيدة التي تنالين من اسلوبها هذا .."
قالت شمس بضيق :
" انا لا أتحمل تصرفات كتصرفاتها .. لست من هذا النوع ولست من النوع الذي يمرر الأمور ببساطة ويتناساها .. "
ابتسمت لميس وقالت :
" يبدو لي هذا واضحا .. هل تعلمين ..؟! انتِ تشبهين قيصر بهذه النقطة فكلاكما لا يتنازل عن حقه ولا يسمح لأي شخص بإيذاءه .."
أكملت بعدها :
" في الحقيقة جميعنا هكذا .. "
أردفت بعدها بجدية :
" المهم هو ألا تغضبي منها ومن حديثها .. "
هتفت شمس بإباء :
" لن أفعل بالطبع .."
سألتها لميس مستغربة :
" لكنك لا تبدين هكذا .. ملامحك ما زالت تنطق بالضيق والإنزعاج .."
ردت شمس :
" نعم هذا صحيح .. انا منزعجة ولكن لست منها بل من زوجي .."
" زوجك ..؟! هل أغضبك قيصر بهذه السرعة ..؟!"
هتفت بها لميس بمزاح لتزم شمس شفتيها وتهتف بتبرم :
" لقد فعل .. "
" حسنا لا أود التدخل في اموركما الخاصة لكن يمكنني الإستماع إليكِ أردتِ .."
نظرت إليها شمس وقالت :
" الأمر ليس سرا يجب تخبأته .. لقد تجادلنا بشأن وضعي في الشركة بعدما أصبحت زوجته .."
" حسنا ولماذا تجادلتما ..؟!"
سألتها لميس بإهتمام لتبدأ شمس في الحديث عما حدث وسبب نزاعهما ..
هتفت لميس اخيرا بعدما أنهت شمس حديثها :
" في الحقيقة أرى إن رفضك لا داعي له .."
نظرت إليها شمس مستنكرة لتهتف لميس بسرعة :
" لا تنظري إلي هكذا .. انظري انا لست من النوع الذي يتقيد بالكامل بمكانتنا ووضعنا الإجتماعي .. على العكس تماما انا اعيش حياتي كما أحب .. أعيشها بالشكل الذي أريده ويجعلني سعيدة ومرتاحة .. لا أفعل شيئا بناء على ما يرضي مجتمعي المخملي ولكن هناك أشياء لا أرى مشكلة في إتباعها .. أشياء ليست مهمة كما ندعي .. "
أكملت وهي تحاول ايصال وجهة نظرها :
" قيصر لا يطلب منك شيئا من الصعب القيام به .. فكرة ان تعملي في مكتب لوحدك ليس سيئا .. هو فقط يمنحك ما يليق بك .. "
وجدت شمس تنظر اليها ببطأ لتكمل بجدية :
" لا تنظري الي هذا .. اقسم لك إنني لا أقول هذا كي أقنعك برأيه .. ابدا ولكن الأمر لا يستحق رفضك ابدا .. يعني لو كنتِ أخبرتني مثلا إنه يرفض رفقتك لصديقة معينة بسبب فرق المستوى او مثلا يجبرك على عدم العمل او اي شيء مقارب كنت سأرفض هذا بشدة لكنه لم يطلب شيئا يستدعي هذا الرفض الصريح .."
أردفت :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" واذا كان ما يهمك حديث العالم و إعتبارهم أي نجاح تحققينه بفضل زوجك فهذا الأمر لن يتغير سواء كنت تعملين معهم او لوحدك .. اسمك ارتبط بإسمه وبالتالي من يفكر بهذه الطريقة سيبقى هكذا حتى لو كنتِ تعملين في المريخ .. صدقيني حتى لو عملت في مكان آخر لا علاقة لقيصر به بل حتى لو عملتِ في دائرة حكومية سيقولون ان زوجك بمكانته تواصل مع مدرائك وجعلهم يهتمون بك بل سيقولون عن اي نجاح تحققينه انه نتيجة توسط زوجك لك .. "
" حسنا ، أليست هذه مشكلة اذا ..؟!"
سألتها شمس بضيق لترد لميس :
" كلا ، لإنك تعلمين جيدا إن هذا غير صحيح لذا يجب ان تثقي بنفسك وتتجاهلي كلا من يقول هذا .. ها انا امامك ابنة عائلة عمران المرموقة المعروفة بعلاقاتها الواسعة مع اهم الشخصيات في هذه البلد .. أي نجاح سأحققه سينسب الى عائلتي .. حتى القناة التي عملت بها والتي تم تعييني به دون حتى أن يعلموا اسمي الكامل بسبب رغبتي في ذلك إتهمت إنني جئت بواسطة وتم قبولي بتوصية من اخي وابن عمي .. لا احد يصدق إنه تم قبولي بلا واسطة .. ماذا افعل انا ..؟! هل أبقى أغضب وأتألم بسبب احاديث عابرة ..؟! "
وجدت لميس شمس تلتزم الصمت وحديثها قد ترك آثره عليها لتتنهد وتستطرد :
" ارجوك لا تفعلي ذلك ولا تفكري بهذه الطريقة .. كما لا أريدك أن تفكري ان زواجك من قيصر سببا في جعل الناس يفكرون بك هكذا .. الناس بطبيعتها لا يعجبها احد والكثير منهم يحاول الإستنقاص من الشخص الناجح بأي طريقة ممكنة .. حتى لو كنت متزوجة من رجل عادي سيجدون اي طريقة لإنكار اي نجاح تقومين به .."
نظرت شمس اليها وهي تفكر إن حديثها مقنع ومنطقي فهي تقول الواقع ..
شعرت بالمرارة من تصرفاتها التي تثبت عدم وعيها بل تهورها وغبائها ..
ما يزعجها حقا إنها لم تكن هكذا .. بالرغم من مرحها وصخبها وعفويتها كانت ذات شخصية متزنة وعقلية واعية لكن منذ ان التقت به وهي تتفنن في إثبات صغر عقلها بشكل يؤلمها كثيرا ..
مالذي حدث ولمَ تغيرت هكذا والأهم ان غبائها وتهورها لا يظهران الا في الأشياء التي تخصه ..؟!
نظرت الى لميس مرة اخرى وهي تبتسم بخفة وتعد نفسها ان تراجع تصرفاتها وما يحدث معها من جديد..
.................................................................
بعد مرور ثلاثة ايام ..
كان فادي يجلس امام والدته التي تتحدث دون توقف عن وجوب عودته الى القصر فهذا مكانه الاصلي والذي لا يجب أن يتركه لأي سبب كان ..
كان فادي يستمع اليها بصمت دون اي رد منه ولا ظهور اي تعبير واضح على وجهه ..
هتف اخيرا بملل :
" حسنا ماما فهمت حديثك جيدا .."
ثم أكمل بعدها كاذبا :
" سأعود في اقرب وقت .. اطمئني .."
" متى يعني ..؟!"
سألته بفضول ليهتف بضيق :
"قريبا يا ماما .. قريبا .."
" قم بزيارتي يوميا حتى تعود وتستقر هنا من جديد .."
قالتها بإصرار ليومأ برأسه دون لتسأله والدته بإهتمام :
" أخبرني عنك .. هل انت بخير ..؟! هل تشعر بالراحة لوحدك ..؟!"
أجاب بفتور :
" انا بخير ماما .. لا تقلقي .."
نهض من مكانه وقال :
" يجب أن أذهب الآن .."
قاطعته وهي تقف بدورها :
" لم تمر ربع ساعة على قدومك كما إنك لم تلتقِ بأختيك ولا أخيك او احدا من ابناء عمك .."
قال بسرعة :
" سآتي مرة اخرى قريبا .. لا تقلقي .."
قالها بسرعة ثم قبلها من وجنتيها قبل ان ينطلق هاربا منها ..
هبط درجات السلم بسرعة ليتوقف مكانه مقطوع الانفاس ما ان وجدها أمامه تدلف من باب القصر فهي كانت تتمشى في الحديقة منذ مدة ولم تكن تعلم بوجوده ..
ما ان رأته أمامه حتى اهتزت حدقتيها بوضوح وظهر الخوف جليا على وجهها لتقرر فتح الباب والخروج من الجديد بدلا من التوجه نحو السلم والصعود الى الاعلى ..
" توقفي .."
هتف بها فجأة بعدما وجدها استدارت تهم بالرحيل لتتجمد مكانها برفض حقيقي لكن صوته المتوسل وصلها :
" انتظري لحظة من فضلك .. أريد أن أتحدث معك .. هناك شيء ما يجب أن تسمعينه مني .. شيء لن يزعجك ابدا .. اقسم لك بذلك لكن اعطني الفرصة لأقول ما لدي .."
اعتصرت قبضة يدها بقوة ولا تعلم لماذا تذكرت حديث قيصر عندما أخبرها يوما بضرورة مواجهته ..
( أريدك أن تكوني قوية وتواجهيه كما ينبغي .. أنت لم تفعلِ شيئا خاطئا ولستِ مذنبة في حقه كي تخشي المواجهة .. واجهي بثقة بينما هو من عليه أن يخفض بصره كلما رأكِ ..)
ترددت الكلمات داخل عقلها كأنها تسمعها الآن .. لا تعرف كيف تذكرتها الآن وشعرت إنها تذكرها لكلماته في هذا الوقت إيعاز يخبرها بضرورة مواجهته وسماعه ..
التفتت نحوه محاولا الحفاظ على ثباتها لتلتقي عيناه بعينيها للحظات قبل ان يخفضها ارضا بسرعة..
" انا .."
قالها بصوت مرتجف قليلا ليزفر أنفاسه ببطأ ثم يحاول السيطرة على رباطة جأشه ليكمل :
" أردت التحدث معكِ منذ مدة لكنني لم أستطع .. لم أكن أمتلك القوة الكافية لمواجهتك .. كنت خجلا للغاية .. "
صمت قليلا ثم اخذ نفسا عميقا وهو يرفع بصره نحوها ليعاود إخفاضه مرة اخرى ويكمل :
" لقد أذيتك كثيرا .. اعتذر عن هذا حقا .."
أغمضت شمس عينيها للحظة قبل ان تفتحها وهي تقول بصوت مرتجف :
" لا أريد إعتذارك .. ولا أريد اي شيء منك سوى ان تتركني وشأني .."
نظر اليها بحزن وقال :
" معك حق ولكن صدقيني انا نادم حقا .. لو عاد بي الزمن لما فعلت ما فعلته لكن كل شيء كان خارجا عن ارادتي .."
منحته نظرة كارهة ليكمل بصدق :
" اقسم لكِ لم أكن واعيا بأي شيء .. كنت أتصرف بلا وعي .. كالمجنون .. حتى إنني .."
صمت قليلا ثم قال بصوت مبحوح :
" لم أكن أراك شمس .."
لاحت الدهشة للحظات على ملامحها قبل ان يرتجف جسدها من تلك الذكرى ليكمل بهدوء :
" منذ أن رأيتك بالصدفة لأول مرة حدث ذلك .. رأيتها فيكِ .. كنت أراكِ هي .. كنت أنت شمس ولكنك في نظري هي .. وكل ما بدر مني كان معها وليس معك .. لا أعلم لمَ حدث هذا ولم انتِ بالذات لكنني لن أسامح نفسي ابدا .. وأعلم إنك لن تسامحني ومع هذا اعتذر منك كثيرا .. انا اسف حقا ولو بإمكاني بتقديم اي شيء غير الاعتذار سأفعل .."
هزت رأسها بإستنكار والضعف ظهر على ملامحها لتسمعه يقول :
" انا اسف للمرة الإخيرة .."
أكمل بعد ثواني :
" هناك شيء آخر أريد أن أقوله لكِ وسأرحل بعدها .. "
أردف بعد صمت قصير :
" قيصر .. "
نظرت إليه بإهتمام ظهر واضحا في عينيها :
" قيصر دخل في لعبتي مجبرا .. أعلم إنه هددك يوما لأجلي ولكن .."
صمت متأملًا الألم الذي سيطر على ملامحها ليكمل بنبرة لينة :
" قيصر يحبك .."
تطلعت إليه بدهشة ليومأ برأسه وهو يعاود خفض بصره :
" ما فعله قبل عامين لأجلي .. كان مجبرا على هذا .. للآسف لعبت على حس المسؤولية لديه وحبه وأخوته لي ونجحت في ذلك عندما جعلته يظن ان حياتي متوقفة علي علاجي فموتي يقترب كل يوم اكثر بسبب رفضي للعلاج وهو قرر ان يلجأ الى اي شيء يحفزني للعلاج ويعطيني أملا في الحياة بناء على توصيات الطبيب .. أعلم إنه اخطأ وإن لا ذنب لك في ذلك لكنه كان مجبرا لا مخيرا .. لا أحاول التبرير له لكن ضعي نفسك مكانه وسوف تفهمين ما مر به .."
أكمل :
" لكن رغم كل هذا هو أحبك .. "
نظرت اليه بعدم تصديق ليكمل دون ان ينتبه على نظراتها :
" لو لم يكن أحبك ما كان ليتزوجك .."
صمت وهو يفكر إنه لا يستطيع ان يخبرها إنه لم يكن ليتزوجها الا لكونه مغرم بها .،
فأخيه دوما ما يبحث عن كل ما يناسب مكانته الاجتماعية واسمه ..
أخوه الذي لطالما قال إنه عندما يتزوج سيختار فتاة من النخبة .. فتاة مثالية في كل شيء تليق بمركزه ومكانته ..
فتاة مثل سوزان ابنة عمه الذي كان ينوي التفكير جديا في خطبتها او كغيرها من الفتيات اللواتي ينتمون لأكبر واهم العوائل في البلاد ..
قيصر اخيه الذي يعرفه جيدا لم يكن ليتزوج فتاة بسيطة من عائلة عادية متوسطة المستوى إلا لإنه مغرم بها ..
ربما أخيه نفسه لا يدرك ذلك لكنه واثق من هذا ..
" نعم يحبك .. صحيح إنه لا يظهر عليه ذلك .. فلا حديثه او تصرفاته او حتى ملامحه تدل على حبه لكنه يحبك .. يحبك حتى لو يرفض الاعتراف بهذا او ربما ما زال لا يدرك حبه لك .. "
تنهد وقال :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أخبرك بهذا لأجله وأجلك ايضا .. انا لا أعرف اي شيء ينعكما لكن أحب أن أراكما سعيدين .. اخي يحبك والأهم إن قيصر ليش شخصا عاديا .. بالرغم من تسلطه وقوته وجبروته الا انه أكثر من تستطعين الوثوق به والشعور بالآمان معه .. أنت ستدركين جيدا ذلك عندما تعاشرينه اكثر .. اتمنى التوفيق لكما .."
انهى كلامه ثم خرج مسرعا تاركا اياها تتابعه وكلماته تركت في داخله شعورا غريبا لا تستطيع تفسيره ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺