رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاخير
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاخير
![]() |
رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاخير
الفصل السادس والثلاثون ..
فتحت عينيها اللامعتين للحظات ثم أغلقتهما على الفور بقوة عندما بدأت ذكريات الليلة السابقة تتدفق داخل عقلها بسرعة ..
احمرت وجنتاها وهي تتذكر كل ما حدث .. كل لمسة وهمسه شعرت بها .. كل شيء كان مثاليا وهي شعرت بسعادة غريبة تدغدغ روحها ..
فتحت عينيها عندما استوعب للحظة إن الفراش خالي بجانبها ..
إلتفتت نحو جانبه تتأمل فراغه براحة فهي على الأقل ليست مجبرة للتعامل معه على الفور ..
سوف تستعيد ثباتها وطبيعتها وتتخلص من شعور الخجل والإستيحاء الذي يبعثر أنفاسها وكيانها كليا ..
نهضت معتدلة في جلستها مستندة على السرير خلفها تتأمل جناحها الفخم بغرابة تشعر بها لأول مرة ممزوجة بفرحة وحيوية إستغربتها كليا ..
نهضت من فراشها بخفة متجهة الى الحمام كي تأخذ حماما طويلا ..
خرجت بعد مدة وهي ترتدي روب الإستحمام وتلف شعرها الطويل بالمنشفة ..
وقفت أمام المرآة تتأمل وجهها شديد الإحمرار قبل أن تفك المنشفة الملتفة حول شعرها ..
هطلت خصلات شعرها المبللة فوق ظهرها لتحمل المنشفة وتبدأ بتجفيفها قبل ان تضع المنشفة جانبا وتحمل المشط كي تسرحه ببطء ..
توقفت عما تفعله على صوت رنين هاتفها لتحمله فتجده يتصل بها ..
ابتلعت ريقها وهي تحاول السيطرة على أنفاسها المضطربة وتوترها الشديد ..
توقف الهاتف عن رنين وهي في خضم تهدئه نفسها لتزفر أنفاسها يبط قبل أن تقرر تشجعة نفسها والإتصال به ..
ضغطت على اسمه بتردد ثم زر الإتصال لتضعه بأنامل مرتجفة على أذنها فتسمع صوت رنين الهاتف قبل أن يأتيها صوته الرخيم يهتف بها :
" صباح الخير .."
ردت بصوت جاهدت ليظهر ثابتا :
" صباح النور .."
سألها بهدوء :
" هل أيقظتك من النوم ..؟!"
ردت بسرعة :
" كلا ، كنت مستيقظة من الأساس .."
" إذا ، ماذا ستفعلين هذا الصباح ..؟!"
أكمل قبل أن يسمع ردها :
" إذا تريدين ، بإمكانك أن تأتي وتباشري عملك في الشركة .."
تنهدت ثم هتفت :
" دعني أفكر في الأمر جيدا .. أما اليوم فسأبقى في المنزل .. "
" كما تريدين يا شمس .."
قالها بجدية قبل أن يسألها أخيرا :
" هل تريدين مني شيئا ما ..؟! سأغلق الهاتف الآن .."
أجابته :
" كلا .. لا أحتاج شيء .. أشكرك .."
" مع السلامة .."
قالها منهيا الحوار لترد قبل أن تغلق الهاتف :
" مع السلامة .."
تطلعت الى الهاتف للحظات قبل أن تضعه على الطاولة أمامها وتعاود تسريح شعرها ..
...............،،...........................................................
أغلق الهاتف معها وهو يتنهد براحة يشعر بها لأول مرة منذ زواجه بها فيبدو أن إستسلامها البارحة وما حدث بينهما انعكس إيجابيا عليها فهاهي تتحدث معه بهدوء احتاج له منذ مدة ولا تبدو غاضبة أو منزعجة منه على الأقل كما توقع ..
نظر الى هاتفه مجددا وأفكاره تتمحور حولها ليحمله وهو يقرر الرحيل ..
نهض من فوق مكتبه خارجا من المكان متجها الى مكتب خالد ..
دلف الى الداخل بعدما طرق الباب ليجد خالد يعمل كالعادة فيهتف به بعدما رفع الأخير بصره بنظرات متسائلة :
" أريد منك اليوم الذهاب الى عشاء السيد عزمي بدلا مني .."
هم خالد بالرفض لكنه تذكر إن قيصر عريس جديد و ليس من اللائق أن يرفض طلبه فيجبره على الذهاب .. ربما لديه مخطط ما مع عروسه ..
أومأ خالد برأسه دون رد ليمنحه قيصر إبتسامة خفيفة قبل أن يخرج مغلقا الباب خلفه ..
خرج بعدها من الشركة واتجه الى سيارته مخبرا السائق الخاص به أن يتجه الى احد أشهر محلات المجوهرات ..
بعد مدة قصيرة دلف الى المحل وأخذ ينتقي أحد الأطقم الماسية ليختار الأفضل والأجمل ..
هنأه البائع على ذوقه المميز ثم أخذ شيك بالمبلغ الخاص بالطقم قبل أن يودع قيصر الذي خرج من محله وجلس في المقعد الخلفي من سيارته مخبرا السائق أن يعود الى القصر ..
.............................................................................
دلفت كوثر الى جناح حوراء بعدما طرقت الباب عدة مرات دون رد ..
وجدتها ما زالت نائمة في سريرها والجناح مظلما بشكل يثير الإكتئاب ..
زفرت أنفاسها بضيق من وضعية الجناح وابنتها النائمة في وقت كهذا على غير العادة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اتجهت نحو الستائر وقامت بفتحها ليسطع ضوء الشمس بقوة في أرجاء الغرفة ..
أخذت حوراء تتقلب في سريرها بضيق قبل أن تفتح عينيها قليلا وتعتدل في جلستها بعينين نصف مغلقتين وهي تتأفف بضيق ..
" ماذا حدث ولمَ فعلتِ هذا ..؟!"
قالتها حوراء متسائلة بقليل من الحدة لتقترب كوثر منها وهي تردد :
" افتحي عينيكِ وإنهضي من فوق سريرك لتأخذي حماما سريعا عله ينعشك قليلا ويعدل مزاجك.."
فتحت حوراء عينيها ونظرت لها بحنق مرددة بملل :
" ماذا تريدين مني ماما ..؟!"
ردت كوثر بجدية :
" انا من يجب أن يسأل ..؟! ماذا يحدث معك ..؟!"
" ماذا تقصدين ..؟!"
سألتها حوراء بنعاس لتكمل كوثر بهدوء مفتعل :
" أتحدث عن مزاجك السيء وإعتزالك الجميع وبقائك في جناحك أغلب الوقت .. أنت مختلفة تماما هذه الأيام .."
قالت حوراء وقد سيطر الوجوم بوضوح على ملامح وجهها :
" لا يوجد شيء محدد .. انا فقط أرغب في البقاء لوحدي قليلا .. "
" هكذا .. بدون سبب .."
قالتها كوثر بدهشه لتومأ حوراء برأسها دون رد فتلوي والدتها فمها وهي تقول :
" أنا لا أصدقك وأريد أن أفهم ماذا يحدث بالضبط .."
وعندما لم تجد ردا من حوراء سوى وجوم ملامحها أكملت بنبرة ذات مغزى :
" هل هو السبب ..؟!"
سألتها حوراء ببرود :
" من تقصدين ..؟!"
ردت كوثر بتهكم مقصود :
" ابن عمك المصون ..خالد بك .."
هزت حوراء رأسها نفيا وأجابت بعدما مالت بوجهها نحو الجانب الآخر البعيد عن والدتها :
" لا يوجد شيء كهذا .. أنتِ تتوهمين.."
قالت كوثر مستهزءة بإبنتها التي لا تفهم إنها تعرف مشاعرها تلك منذ مدة طويلة :
" تستطيعين الكذب على الجميع وإخفاء مشاعرك عنهم عداي أنا .. أنا أعرف بمشاعرك يا حوراء منذ زمن طويل .."
نظرت حوراء إليها بدهشة صادقة لتومأ كوثر برأسها وهي تبتسم وتقول :
" لا تنظري إلي هكذا .. لقد إكتشفت إنك مغرمة به منذ سنوات .. "
قضمت حوراء شفتيها بقوة ثم هتفت مدعية اللامبالاة :
" حتى لو .. ما المطلوب مني الآن ..؟!"
قالت والدتها بجدية :
" المطلوب أن تنهي هذا الآمر .. طالما هو يتجاهل مشاعرك تجاهليها أنتِ أيضا وعيشي حياتك بشكل صحيح ..."
نهرتها حوراء :
" ومن قال إني لا أفعل ..؟!"
زفرت كوثر أنفاسها وقالت بنفاذ صبر :
" أليس هو سبب ما يحدث معكِ هذه الفترة ..؟! أخبريني ..؟!"
صمتت ولم ترد لتكمل كوثر بثقة :
" هل رأيتِ إنني أدرك ما يحدث معك دون أن تتحدثي ..؟!"
منحتها حوراء إبتسامة خائبة لتردف كوثر بصدق :
" انظري إلي .. إما أن تنسيه تماما أو تحاولي لفت إنتباهه على الأقل .."
منحتها حوراء نظرة مندهشة لتغمض كوثر عينيها للحظات ثم تفتحها وتقول بهدوء :
" لا تنظري إلي هكذا .. أنتِ تتعاملين معه بطريقة تجعله ينفر منكِ .. أعلم أنكِ بإسلوبك هذا تحاولين إخفاء مشاعرك لكنكِ في نفس الوقت تتسببين بنفوره منكِ .."
نظرت إليها حوراء بتمعن وتذكرت إعترافها الغبي له بحبها لتجد أن حديث والدتها لم يعد يجدي نفعا بعد الآن:
" لا فائدة مما تقولينه بعد الآن .."
" لماذا ..؟! مالذي حدث لتقولين هذا ..؟!"
أدركت حوراء خطأها فتطلعت إليها محاولة إيجاد سبب مقنع لقولها هذا فردت بعد لحظات :
" لإن هناك أخرى سبقتني إليه .."
عقدت كوثر حاجبيها متسائلة بغرابة :
" أخرى سبقتكِ إليه ..؟! من تقصدين ..؟!"
منحتها حوراء نظرة متألمة صادقة قبل أن تجيب بما جعل والدتها تفرغ فاهها بصدمة :
" تارا .. تارا الهاشم يا ماما .. المغنية المعروفة .."
............................................................................
جلست شمس على سريرها تحمل هاتفها بيدها تقلب فيه حينما فوجئت بهاتفها يرن بإسم صبا صديقتها ..
ابتسمت لا إراديا وهي تحمل الهاتف وتهتف بمرح :
" اهلا بصديقتي التي نستني ولم تتصل بي وتسأل عني منذ مدة .."
جاءها صوت صبا المعتذر :
" اسفة حقا يا شمس .. لقد إنشغلت الفترة السابقة في وظيفتي الجديدة .."
قاطعتها شمس صارخة بفرحة :
" هل وجدتِ عملا أخيرا يا صبا ..؟!"
جاءها صوت صبا الفرح :
" نعم وجدت عملا يا شمس في إحدى الشركات الخاصة .."
" هذا رائع .. مبارك لكِ .."
قالتها شمس بسعادة حقيقية بينما سألت صبا :
" المهم أخبريني عنكِ .. ما أخبارك ..؟! كيف يسير الزواج معكِ ..؟!"
تنحنت شمس وهي تجيب بإختصار :
" جيد .. يسير جيدا عموما .."
" ماذا يحدث ..؟! أشعر إن هناك الكثير يحدث معكِ ..؟!"
صمتت شمس لوهلة قبل أن تقول بحسم :
" سأخبركِ بإختصار عما حدث منذ ليلة الزفاف .."
" هيا بسرعة .."
قالتها صبا بحماس لتبدأ شمس في سرد ما حدث ..
توقفت شمس عن الحديث أخيراً وأخذت نفسا قويا لتهتف صبا بعدم تصديق :
" فعلتِ كل هذا بالرجل يا شمس ..؟! يا لك من قوية يا فتاة .."
عارضتها شمس :
" لماذا تتحدثين هكذا ..؟! أنا لم أفعل شيئا .."
ضحكت صبا بصوت مسموع ثم قالت بجدية :
" من الجيد إنه لم يرد عليكِ بطريقة قاسية .. ألم تخشِ من ردة فعله ..؟!"
لم ترد شمس فأكملت صبا بحزم :
" كفي عن هذه التصرفات يا شمس .. لا تنزعجي من حديثي ولكنني أقول هذا لأجلك .. طريقتك هذه ستضرك أنتِ قبل أن تضره هو .. طالما تزوجته وأصبحتِ زوجته رسميا وفعليا لم يعد هناك فرصة للتراجع .. حاولي أن تجعلي هذه الزيجة تنجح بدلا من سعيك لفشلها .."
لم ترد شمس أيضا بل أخذت تفكر في كلمات صديقتها التي دوما ما كانت تثق برأيها ..
صبا ووالدتها يتحدثان بنفس الطريقة وفي داخلها هي تعلم إن هذا هو الصحيح فلمَ تستمر في العناد ..؟!
أساسا بعدما حدث البارحة لم يعد هناك مجال لأي عناد ..
لقد تزوجته فعليا كما قالت صبا منذ لحظات .. إستسلمت له وهو بدوره إمتلكها كليا لذا عليها أن تعترف بأحقية نجاح هذه الزيجة فالطلاق لن ينفعها أبدا وقيصر زوجها وعليها تقبل هذه الحقيقية والتعايش معها كما ينبغي وإن كُتِب لهذه الزيجة الفشل يوما فلا يجب أن تكون هي سببا في ذلك .. فلتترك الأمر للقدر ليحدد نجاح هذه الزيجة من عدمها ..
سمعت صوت صبا تنادي عليها فردت بسرعة :
" اسفة .. شردت قليلا في حديثك .."
ردت صبا بهدوء :
" لا عليكِ .. المهم أخبريني كيف هي حياتك في القصر وكيف تتعامل حماتك وبقية افراد عائلة زوجك معكِ ..؟!"
ردت شمس بسرعة اخبرها عن أفعال حماتها وحوراء معها وتفاعلها مع لميس قليلا وبقية الأفراد ..
أنهت حديثها لتنظر أمامها قليلا ثم تقرر الخروج من جناحها ..
خرجت من جناحها بعدما إرتدت فستانها قصير قليلا قطنيا ذو لون أزرق فاتح ..
سارت نحو صالة الجلوس لتجد إحدى الخادمات تخرج منها حيث توقفت أمامها وهتفت برسمية :
" صباح الخير يا هانم .."
ردت شمس بإبتسامة لطيفة :
" صباح النور .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سألتها الخادمة وهي ترسم إبتسامة رسمية على فمها :
" هل ترغبين بشيء ما تتناولينه ..؟! هل أعد لكِ الفطور ..؟!"
هزت شمس رأسها نفيا وردت :
" شكرا .. لا أريد أي شيء .."
هزت الخادمة رأسها وهي تنسحب من أمامها بينما دلفت شمس الى الداخل لتجد رانسي تجلس على احدى الكنبات تضع جهازها اللوحي بين يديها ويبدو إنها تتابع احد الأفلام او احدى المسلسلات الأجنبية ..
" صباح الخير .."
قالتها شمس وهي تدلف الى داخل المكان وتجلس على الكنبة المقابلة لها لترد رانسي بعدما رفعت وجهها من فوق الجهاز :
" صباح النور .."
ثم إبتسمت وقالت وهي تلمس الشاشة ثم تغلق الجهاز وتضعه جانبا :
" اهلا بالعروس الجميلة .."
نظرت شمس الى الفتاة وردت :
" اهلا بك يا رانسي .. كيف حالك ..؟!"
ردت بجدية :
" بخير الحمد لله .. وأنتِ ..؟!"
ردت شمس بنفس الإبتسامة :
" بخير .."
أومأت رانسي برأسها ثم سألتها :
" كم عمرك أنتِ ..؟!"
أجابت شمس :
" ما زلت في الثانية والعشرين من عمري .."
" أنت صغيرة للغاية .. "
قالتها رانسي بدهشة لتبتسم شمس وهي ترد :
" يبدو إنك تفاجئت من عمري ..هل أبدو أكبر من اثنين وعشرين عاما لهذه الدرجة ..؟!"
هزت رأنسي رأسها نفيا وردت بعفوية :
" أبدًا .. الأمر ليس هكذا .. لكنكِ كونكِ تزوجتِ من قيصر ظننتك أكبر سنا فقيصر تجاوز الرابعة والثلاثين او الخامسة والثلاثين تقريبا .. "
" فهمت .. فرق السن بيننا كبير نوعا ما .."
قالتها شمس بجدية لتهتف رانسي بإعجاب :
" لكن قيصر وسيم وجذاب ولا يبدو عليه السن ..مهما بلغ من العمر سيظل بنفس القوة والوسامة .."
تنهدت شمس وهي تؤيدها دون وعي :
" معك حق .."
ثم سألتها :
" وماذا عنكِ ..؟! كم عمركِ يا رانسي ..؟!"
"أربعة عشر عاما .."
قالتها رانسي بثقة لتبتسم شمس على تلك المراهقة التي تمتلك شخصية وثقة تجعلانها تبدو أكبر من عمرها بمراحل ..
همت بالحديث لكنها توقفت على صوته يلقي التحية عليهما لترد رانسي عليه تتبعها هي بعدما وجدته يقترب منهما ثم يسأل رانسي عن أحوالها ..
تأملت تلك العلبة بفضول سرعان ما ذهب وهو يقترب منها ويخبرها :
" هل تنهضين معي ..؟! أريدك قليلا .."
أومأت برأسها ثم نهضت من مكانها وودعت رانسي قبل أن تسير جانبه بوجنتين حمراوتين من شدة خجلها الذي ظهر عليها بوضوح فهذه المرة الأولى التي تراه فيها بعدما غفت ليلة البارحة ..
......:....................................................................
دلفت الى الجناح يتبعها هو حيث أغلق الباب خلفه لترتعش لا إراديا للحظات قبل أن تلتفت نحوه بثبات مفتعل فتجده يفتح العلبة أمامها فيظهر عقدا ماسيا مميزا للغاية وجذابا ..
تأملت العقد بإعجاب لم تستطع كبحه بينما هتف قيصر وهو يمد العلبة نحوها :-
" هذا العقد لكِ .. ما رأيك به ..؟!"
سألته متعجبة :-
" ما المناسبة ..؟!"
رد ببديهية :-
" ليس من الضروري وجود مناسبة كي أهديكِ شيئا ما .. أليس كذلك ..؟!"
نظرت إليه بإحراج مفاجئ ثم مدت يدها تلتقط العلبة وتتأمل العقد عن قريب ..
رفعت بصرها نحوه من جديد مرددة بصدق :
" شكرا .. إنه جميل جدا .."
ابتسم بخفة وقال بصدق :
" سيصبح أجمل عندما ترتدينه .."
منحته بسمة خجولة مرتعشة لتسمعه يكمل :
" اليوم أنت مدعوة لتناول العشاء في أحد المطاعم معي ..هل تقبلين الدعوة ..؟!"
تعجبت مرة أخرى من سؤاله وإعطائها حق القبول او الرفض لترد وهي تمنحه إبتسامة هادئة :-
" أقبل ..."
بادلها إبتسامتها قبل أن يخبرها :-
" إذا انا لدي عمل مهم سأنهيه وبعدها سنخرج .. حسنا ..؟!"
أومأت برأسها ليكمل :-
" إذا أردتِ أي شيئ مني تجديني في الطابق السفلي في مكتبي .."
ثم منحها نظرة أخيرة قبل أن يرحل تاركا إياها لوحدها تنظر الى العقد بشرود ..
............................................................................
داخل مكتبه جلس قيصر ممسكا بمجموعة ملفات تخص العمل .. بدأ عمله بتركيز شتته طرقات على الباب يتبعها دخول والدته التي كانت تنظر إليه بنظرات غريبة تبعتها قائلة :
" أريد الحديث معك بأمر هام للغاية .."
نظر إليها بتمهل قبل أن يهتف :-
" تفضلي ..."
أغلقت الباب وسارت نحوه ثم جلست أمامه وهي تهتف :-
" هناك شيء هام جدا ويجب أن تعرفه .."
"قولي .. ماذا يحدث بالضبط ..؟! عمَ تتحدثين ..؟!"
قالت أخيرا :-
" المياه تجري من تحت قدميك وانت لا تعلم .."
رفع حاجبه يسألها بدهشة ممزوجة بالسخرية الواضحة :
" عم تتحدثين هذه المرة ..؟!"
زفرت انفاسها وقالت :
" انا لا امزح .. لقد حذرتك مسبقا من كل هذا .. اخبرتك ان تنتبه على ما يجري حولك لكنك لا تفعل شيئا سوى الاهتمام بزوجتك ومراعاتها .. "
سأل بصرامة :
" ماذا حدث لكل هذا ..؟! هل هناك مصيبة تحدث وانا لا اعلم ..؟!"
نظرت اليه بإنتصار لحظي قبل أن تميل نحوه وهي تقول :
" تلك المغنية .."
تأفف وهو يسأل :
" ما بها تارا ..؟!"
اكمل بضيق :
" ألم اطلب منك تركها وشأنها .. ؟! كرهك هذا لا داعي له ابدا .."
قاطعته بسرعة :
" هذه المرة معي كل الحق فيما سأقوله .."
نظر اليها بصمت لتكمل بهدوء :
" ابن عمك مغرم بها .. "
الدهشة على ملامحه أنبأتها بمدى جهله بكل ما يجري لتكمل بسرعة :
" يحبها وربما .."
صمتت لوهلة ثم اكملت :
" وربما يتزوجها .. "
اتسعت عيناه بعدم تصديق لتكمل :
" اذا فعلها خالد فستنكشف الحقيقة وزوجتك تعرف انها كانت تلتقي منذ مدة مع مع كانت زوجة زوجها ولا اظن ان شمس بعقليتها هذه ستتقبل كذبة كهذه ابدا .."
هتف معترضا :
" المشكلة لا تقتصر على شمس فقط .. علاقتي مع خالد ستنتهي اذا كان ما تقولينه حقيقي .."
هتفت بسرعة :
" اقسم لك انه حقيقي .. لقد حذرتك مسبقا من تلك الفتاة .. انظر ماذا حدث .. ستدمر عائلتنا يا قيصر .. علاقتك مع خالد اساسا متوترة وانت يجب ان تخفف من هذا التوتر لا ان تزيده .."
نهض من مكانه متجها نحو النافذة مفكرا فيما وصل اليه فهل سيدفع ثمن هذه الزيجة بهذه الطريقة بعدما ظن ان كل شيء انتهى منذ سنوات ..
" هناك حل واحد يصب في مصلحتنا جميعا .."
التفت نحوها يطالعها باهتمام لتكمل :
" خالد يجب ان يرتبط بأخرى غيرها وبأسرع وقت .."
" من تقصدين ..؟!"
سألها متعجبا لتهتف بسرعة :
" حوراء .. هي اكثر من تناسبه .. ابنة عمه واولى به من تلك المغنية وغيرها .."
قال بتهكم :-
" وهل سأجبره على الزواج منها ..؟!"
قاطعته بحدة :-
" وما الذي ينقص ابنتي كي تجبره عليها ..؟! ألف شاب يتمنون الإرتباط بها ..؟!"
رد بجدية وصدق :-
" أؤكد لكِ إن خالد ليس واحدا منهم ..."
نظرت إليه بوجه مكفهر ليكمل هو بحسم :
" على العموم دعيني أفكر في الموضوع وأدرسه جيدا وبالتأكيد سأصل الى حل مناسب .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أومأت برأسها موافقة على مضض .. همت بقول شيء ما لكن طرقات على الباب قاطعتها حيث دخلت الخادمة بعدما سمح لها قيصر بالدخول لتخبرهما :-
" هند هانم وصلت منذ لحظات الى القصر .."
تأففت كوثر داخلها بينما اصطنعت إبتسامة وهي تلتفت نحوها اذنها :-
" سأذهب اليها عزيزي .."
" تفضلي .."
قالها قيصر بجدية قبل أن يعاود النظر الى احد ملفاته بذهن شارد بما سمعه من والدته وكيف سينهي هذه العلاقة اذا كانت موجوده بالفعل كما إدعت والدته منذ قليل وهل إنهاؤها هو التصرف الصحيح ..؟!
..........................................................................
أغلق قيصر حاسوبه الشخصي بعدما أنهى أخر أعماله .. عاد بظهره الى الخلف مفكرا من جديد في حديث والدته وكم يتمنى ألا يكون حديثها صحيحا .. اتجه بأفكاره نحو تارا التي يعرف عنها جيدا إنها لا تفكر بالإرتباط نهائيا .. مالذي غير رأيها إذا كان حديث والدته صحيح ..؟!
ثم عاد يفكر بخالد الذي يعرفه عن ظهر قلب مثلما يعرف إنه ليس من النوع الذي ينجذب للنساء بسهولة فلا يتذكر يوما سمع عن إرتباطه بإحداهن ولم يلحظ يوما إنجذابه لواحدة معينة .. لطالما كان خالد خطا مستقيما لا ينحرف عن إستقامته ولو قليلا حتى .. رجل واضح وصريح والنساء لم يكن لهن يوما مكانا في حياته .. نهض من مكانه مقررا إزاحة أفكاره جانبا فاليوم سيخرج مع زوجته لأول مرة بعد إتمام زواجهما وعليه أن يكون حذرا في تصرفاته كي لا يعود الى نقطة الصفر من جديد ..
خرج من مكتبه متجها الى صالة الجلوس كي يرحب بعمته قبل أن يصعد الى زوجته ..
استقبلته عمته هند بسعادة وهي تحتضنه ثم تسأله عن أحواله وأحوال زوجته ..
رحب بها بشدة كما اعتاد ثم إستأذن منها مخبرا إياها إنه سيذهب الى زوجته فهما سيخرجان الى العشاء سويا ..
صعد بعدها الى جناحه ليفتح الباب ويدلف الى الداخل فيجد الجناح فارغ وقبل أن ينادي عليها وجدها تخرج من الحمام بملابس فائقة الأناقة رغم بساطتها وشعرها مرفوع عاليا بتسريحة بسيطة لكنها جذابة ..
تأملها كليا بينما وقفت هي تنظر إليه بحذر قبل أن تهتف بعد لحظات بخفوت :
" انا جاهزة للخروج .. فقط سأرتدي حذائي .."
ثم سارعت لإرتداء حذائها ذو الكعب العالي تحت أنظاره التي لم تبتعد عنها ..
نهضت من مكانها بخجل من نظراته التي تحاصرها بصمت مهيب فسارعت لجذب حقيبتها ثم وقفت في مكانها على بعد مسافة منه بصمت قطعه أخيرا وقال :-
" هل نخرج الآن ..؟!"
أومأت برأسها وردت بنفس الخفوت :-
" حسنا لنخرج .."
رفع حاجبه متسائلا بخفة :-
" أين اختفى صوتك اذا شمس ..؟!"
ردت بضيق :-
" لم يختفِ .. هذا هو صوتي كما عهدته .."
رد متهكما وهو يتذكر علو صوتها حينما تتشاجر معه او تتحدث بطريقتها المزعجة سابقا :-
" هل أنتِ متأكدة ..؟! لم أعهده يوما هكذا .."
ردت بغضب مكتوم :-
" البركة فيك .. أنت من كنت تتسبب بعلوه وحدته .."
كتم ضحكته وهو يقول بنبرة جعلها جادة :-
" الآن عادت شمس لطبيعتها المعهودة .."
سارت نحوه وهي تسأل بملل :-
" ألن نخرج ..؟! "
رد بصوت خافت بعدما وقفت بجانبها وهو يميل نحوها قليلا :-
" هل تعلمين ..؟! أحيانا أحب طولة لسانك وعنادك وتمردك أكثر من هدوئك .."
التفتت نحوه وقد بدأت تتخلى عن خجلها .. رفعت حاجبها مرددة بدهشة مصطنعة :-
" حقا ..؟! لمَ لم تخبرني ..؟! من الآن فصاعدا سوف أعاندك طوال الوقت دون توقف .."
منحها إبتسامة صادقة قبل أن يهتف أخيرا :-
" دعينا نذهب يا ذات اللسان الطويل .."
ثم قبض على يدها ليخرجا من الجناح متجهان نحو الطابق السفلي ..
..........................................................................
دلفا سويا الى صالة الجلوس حيث تجلس كلا من هند مع كوثر و علياء ..
" مساء الخير .."
قالتها شمس وهي تبتسم بهدوء قبل أن تتجه نحو هند وتحييها .. انحنت نحوها تقبلها وهي تقول :-
" اهلا بكِ عمتي .. سعدت برؤيتك كثيرا .."
ربتت هند على كفها الممسكة به وهي ترد تحيتها بإبتسامة سعيدة :-
" اهلا بك يا شمس .. انا الأسعد برؤيتك .."
ثم أكملت وهي تتأمل فستانها الأخضر متوسط الطول وملامحها التي أبرز نعومتها المكياج الخفيف :-
" ماشاءالله .. ما أجملك يا ابنتي .. حقا اسم على مسمى .."
ابتسمت شمس بخجل وهي ترد :-
" شكرا عمتي .. عيناك الجميلتان هي من ترى كل شيء جميل .."
تحدث قيصر أخيرا :-
" اسمحي لنا عمتي فنحن سنتناول عشائنا في الخارج .."
أومأت العمة برأسها وهي ترد بتفهم :-
" خذا راحتكما يا بني .."
ألقى قيصر تحية الوداع تبعته شمس وهي تخرج معه ..
إلتفتت هند نحو كوثر تهتف عن قصد :-
" ما أجمل كنتك يا كوثر .. جميلة ومؤدبة .. لقد أحسن قيصر إختيار زوجته .."
اصطنعت كوثر الإبتسامة وهي ترد عليها :-
" معكِ حق يا هند .. "
وأيدتها علياء :-
" إنها كذلك بالفعل .. حتى إنها لا تخرج من جناحها إلا مرات قليلة .. الجميع أحبها حتى رانسي .."
قالت هند بتمني :-
" عقبال خالد عندما يجد من تناسبه وتسعده .."
" اللهم أمين .."
قالتها علياء برجاء خالص بينما كوثر تراقبهما بإمتعاض شديد من كلامهما الذي لم يلاقي إستحسانها على الإطلاق ..
................................................................................
كانا يجلسان أمام بعضيهما على احدى الطاولات المطلة على البحر من الخارج ..
دون النادل طلباتهما ثم إبتعد عنهما ليلتفت قيصر نحوها من جديد متأملًا شرودها الغريب ..
تنهد بصمت قبل أن ينادي عليها بهدوء :-
" شمس .."
لم يجد إستجابة منها حيث كانت غارقة في أفكارها .. تعجب من وضعها دون أن يعرف إنه كان سبب شرودها ومحور أفكارها ..
انحنى نحوها مناديا إياها بخفة :-
" شمس ..!! "
انتبهت إليه أخيرا مستوعبة شرودها لتتنحنح بحرج ثم ترد بجدية :-
" آسفة .. لقد شردت قليلا .."
سألها بهدوء :-
" بمَ كنتِ شاردة إذا ..؟! مالذي يشغل تفكيرك الى هذا الحد ..؟!"
نظرت إليه بتردد قبل أن تجيب بصدق :-
" كنت أفكر بزواجنا ووضعنا سويا .."
" وما به وضعنا يا شمس ..؟!"
سألها بنفس الهدوء لترد بصدق :-
" أشعر إن كل شيء يبدو غير منطقيا .. لا أستطيع أن أثق بما يجري حولي .. ولا أستطيع التصديق إن زواجنا سينجح .."
أخذ ينظر إليها بصمت لمدة لا بأس بها جعلتها تقلق من صمته هذا ..
إرتسمت إبتسامة خفيفة على شفتيه فاجئتها .. هتف أخيرا بصوت ثابت واثق :-
" أنا على عكسك تماما .. أرى كل ما يحدث منطقيا بل إنه يماثل ما أردت .."
" ما أردت أنتَ ولستُ أنا .."
قالتها بضيق خفي ليسألها بجدية :-
" ومالذي تريدينه أنتِ يا شمس ..؟!"
التزمت الصمت حيث شعرت بعجزها عن إيجاد رد مناسب ليرد نيابة عنها :-
" هذا ما كنت أنتظره .. لا جواب .. لا يوجد لديكِ جواب محدد يا شمس .."
ردت معترضة :-
" بلى ، لدي جواب ولكن .."
قاطعها بصدق :-
" انظري إلي يا شمس .. مشكلتك تكمن إنكِ لا تعرفين ما تريدين والأهم إنك تفعلين كل ما تفعلينه وتعاندين في كل شيء فقط كي تثبتي لنفسك إنكِ كنت على صحة في رفضك هذه الزيجة .. "
أردف وهو يسير بعينيه فوق ملامحها :-
" يزعجك تقاربنا .. تفاهمنا في نقطة معينة .. يزعجك إستمرار زواجنا ونجاحه يوما ما .."
كانت تنظر اليه بصمت وهي تشعر إن كل كلمة ينطقها تصيب شيئا ما داخلها..
تشعر إن ما يقوله حقيقة هي تنكرها ..
شعرت بجفاف حلقها فجذبت قدح الماء وتناولت المياه بإضطراب ظهرت جليا على ملامحها ..
" ألن تمنحيني ردا على ما قلته ..؟! ألا يوجد عندك جواب ..؟!"
سألها بإهتمام ليشاهد الضيق يملأ وجهها فيقول بصدق :-
" لا أقصد إحراجك أو إثبات شيئا محددا لكِ بسؤالي ..."
أكمل بعدها :-
" أريد فقط سماع المزيد منك .. أريد معرفة ما يجعلك متوترة ومترددة الى هذا الحد .. أريد أن أعرف وأفهم ما يدور في عقلك يا شمس .."
إبتلعت ريقها ثم قالت بجدية :-
" سأسألك سؤال .. سؤال محدد وأريد جوابا محددا منك وصادقا بالطبع .."
اومأ برأسه يطلب منها أن تسأل لتقول بنبرة متصلبة :-
" علاقاتك النسائية ..؟! هل ما زالت موجودة ..؟! هل هناك نساء آخريات غيري في حياتك ..؟!"
حل الصمت بينهما للحظات هو ينظر إليها بتمعن وهي تنتظر جوابه بإهتمام وترقب شديد ليأتيها جوابه :-
" كلا ، لا يوجد نساء غيرك .."
" وهل سيوجد يوما ما ..؟!"
سألته بإهتمام صادق ليجيب بعد لحظات صمت بصراحة شديدة :-
" جواب هذا السؤال يعتمد عليكِ ..."
عقدت حاجبيها متسائلة بإستغراب :-
" ماذا تقصد ..؟!"
رد موضحا حديثه :-
" اسمعيني يا شمس .. انا رجل وأنتِ زوجتي .. زوجتي التي إخترتها بنفسي وأردتها زوجة بحق لي .. مالذي يجعلني أخونكِ يا شمس ..؟! أخبريني أنتِ .. اذا وجدت لديك ما أنشده من زوجتي فحينها لن توجد إمرأة على وجه الأرض تدخل حياتي سواها .."
" فهمت .."
قالتها بإقتضاب وقد فهمت ما يعنيه .. هو يخبرها بوضوح إن الأمر يعتمد عليها .. هي بيدها إخلاصه لها وبيدها خيانته لها مع آخريات ..
" ماذا فهمتِ بالضبط ..؟!"
سألها بصوت جاد لترد بنفس النبرة :-
" فهمت إن الأمر يعتمد علي وإن علي أن أكون الزوجة التي تريدها .. الزوجة التي تفعل وتشبه ما تريده .."
" وهل يزعجكِ هذا ..؟!"
تأملت سؤاله المهم بالنسبة لها لترد بنبرة صادقة :-
" على حسب الصفات التي تريدها بي .. على حسب ما تود مني أن أكون عليه .."
قال بصدق :-
" أتمنى ألا تتجه أفكارك الى منطقة بعيدة عما أعنيه .. أنا لا أقصد بحديثي أن تكوني خاضعة مطيعة لي كما ظننت مسبقا .. على العكس تماما .. أنا أعجبني بك قوتك وكبريائك يا شمس .. أعجبني تمردك أحيانا .. أنت تعجبيني بصفاتك هذه يا شمس لكنني أمقت عنادك في أمور لا تستدعي العناد .. أكره عنادك وتمردك لمجرد العناد والتمرد .. أكره أن تفعلي هذا فقط كي تزعجيني وتضايقيني .. أريدك على طبيعتك معي .. أريدك سعيدة وأنتِ زوجتي وراضية عن زيجتك مني .. لا أريدك دوما كارهة ناقمة ممتعضة .. أريد أن نكون كأي زوجين طبيعيين .. هذا كل ما أرغبه وأريده .."
كانت تسمعه بتركيز وإهتمام شديد .. صوته الهادئ وكلماته الحكيمة تركت داخلها آثرا كبيرا .. ولأول مرة تشعر إنه صادقا فعلا في كلماته وإنه بالفعل لا يرغب في السيطرة عليها والتحكم بها .. إنه لا يريد أن يجعلها دميته كما ظنت سابقا .. لا يريد أن يجعلها بنان طوعه .. إنه ليس كما ظنت ..
جاء النادل وبدأ يضع الطعام أماميهما .. انتهى من وضع الطعام وسألهما إذا ما يريدان شيئا قبل أن ينسحب من أمام طاولتهما ..
تلعثمت في حديثها وهي تقول أخيرا :-
" دعنا نتناول الطعام فأنا جائعة جدا .."
" تفضلي اذا .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قالها وهو يمنحها إبتسامة خافتة وداخله شعور قوي إن كلماته هذه المرة مست روحها وتركت آثرها داخلها ..
...............................................................................
انتهيا من تناول الطعام ليسألها قيصر بعد مدة قصيرة :-
" هل ترغبين بالتحلية ..؟! ماذا تحبين أن تتناولي أم أطلب لك شيئا على ذوقي ..؟!"
ردت بسرعة :-
" كلا ، شكرا لا رغبة لي بتناول أي شيء بعد هذه الوجبة الدسمة .."
ابتسم مرددا :-
" لكنكِ لم تتناولِ إلا القليل .. لم تنهِ نصف وجبتك حتى .. "
أردف بعدها بجدية :-
" أنتِ لا تتناولي سوى القليل من الطعام .. هل هذه طبيعتك أم إنك تخجلين من تناول الطعام في وجودي ..؟!"
ردت بجدية وصدق :-
" بالطبع لا .. انا دائما ما أتناول القليل من الطعام .. هذه طبيعتي منذ أن كنت طفلة .. "
أردفت بعفوية :-
" حتى والدتي لطالما تشاجرت معي بسبب قلة الطعام الذي أتناوله .. أساسا نحافة جسدي أكبر دليل على ذلك .."
اومأ برأسه وهو يرد :-
" هذا واضح بالفعل .. لذا عليك بتناول المزيد من الطعام كي يمتلأ جسدك قليلا ويصبح أكثر جاذبية .. "
أكمل بعدها بنبرة وقحة :-
" الأجسام الممتلئة قليلا في مناطقها الصحيح تبدو مليئة بالإثارة .. "
احتقنت ملامحها من تصريحه الوقح فحملت هاتفها تعبث به ..
تأمل إحمرار وجهها بإستمتاع قبل أن يتفاجئ بها تصيح فجأة :-
" نتيجة اخي أسامة ستظهر بعد ساعات .."
هتف بجدية :-
" حقا ..؟!"
أومأت برأسها وهي تقول بخوف :-
" حقا ..؟! انا خائفة للغاية .. "
قال محاولا طمأنتها :-
" لا تقلقي .. ستكون نتيجته جيدة للغاية باذن الله .."
ردت بتوتر :-
" اتمنى ذلك حقا .. لقد بذل جهدا خرافيا ..."
ثم قالت بتردد :-
" قيصر .. هل يمكنني الذهاب الى منزلي كي أكون مع عائلتي في هذه الساعات المهمة .."
رد بجدية وعلى الفور :-
" بالطبع .. يمكنك الذهاب ...انهضي هيا لأقلك هناك على الفور .."
ابتسمت بإمتنان دون رد ثم نهضت من مكانها ونهض هو بعدما وضع بضعة وريقات مالية وسار خلفها متجها خارج المطعم ..
............................................................................
دلفت تارا الى داخل المطعم حيث تمت دعوتها من قبل أحد أصدقائها على عشاء يجمع مجموعة من الأصدقاء من النخبة ورجال الأعمال ومن ضمنهم صديقها أياد إسماعيل مدير احدى القنوات الفضائية المهمة ومنتج لبعضا من أعمالها ...
سارت بخطواتها المتزنة نحو الطاولة مرتدية فستانا أحمرا مثيرا يلتصق بجسدها النحيل كجلد ثاني بعدما خلعت سترتها السوداء المصنوعة من الفرو وعلقتها في مكان إستقبال الضيوف ..
اقتربت من الطاولة لينهض حامد الحداد وهو رجل أعمال معروف بالخمسينات من عمره مرحبا بها ..
لامست يدها يده بخفة وهي تبتسم بصدق ترد تحيته ..
أخذت تحيي الموجودين قبل أن تقع عيناها عليه بملامحه الهادئة وعينيه الجامدتين ..
كان قد وصل قبلها بربع ساعة وعلم بعد جلوسه بالصدفة عن مجيئها ..
وكم لعن حظه على هذه الصدفة ولعن نفسه أكثر حينما وجد نفسه منتظرا مجيئها على نار ..
رجل مثله لم تلقَ إمرأة يوما إهتمامه ولم تؤثر به إحداهن ولو قليلا سيكون من الصعب عليه أن يشعر بكل هذا الإهتمام والإضطراب تجاه إمرأة معينة ..
كان يعرف في داخله إنها ليست إمرأة عادية مثلما يعرف جيدا إن ما يشعره نحوها غير عاديا وإنه إذا سمح لنفسه الإنسياق ورا ما يعتمل داخله سيرمي بنفسه الى هاوية الجحيم وحينها لن يخرج منها الى الأبد ..
تأملها وهي تنظر إليه بنظرات إختلفت عن نظراتها تجاه البقية .. نظرات صعب عليه تفسيرها ولأول مرة يخونه ذكائه ويعجز عن تحديد مشاعر الشخص أمامه .. فتارا الهاشم تبدو غامضة بشكل مهيب .. إمرأة يصعب تفسير ما تريده وما تشعر به وما تنوي عليه ..
بالكاد يداها لامست يديه بخفة قبل أن تبعدها من حصار كفه وهي تهتف بإبتسامة خفيفة مصطنعه :-
" أهلا بك خالد بك .."
رد برسمية معتادة :-
" اهلا بكِ يا هانم .."
وما إن إلتفتت نحو الجانب الآخر حتى تغضنت ملامحها بإنزعاج اختفى تماما قبلما يلحظ هذا الانزعاج أحد الموجودين ..
مدت يدها نحوه متجاهلة إبتسامة التي تفهم ما يعنيه من خلالها وقبل أن تلمس كفه كلها كانت قد سحبت يدها وهي تحييه بإبتسامة باردة مصطنعة ..
اتجهت بعدها وجلست بجانب إياد بعدما حييته ليعود جميع الموحدين رجالًا ونساءا الى أحاديثهم ..!!
..............................................................................
بعد مدة شعرت تارا بالملل من الأحاديث المعتادة والتي تتحدث عن العمل والتطورات .. شعرت بالضيق من المجاملات والإجابة على اسئلة الموجودين المعتادة والنقاش في عدة أمور حول عملها ..
قررت النهوض أخيرا متعللة بحاجتها في الذهاب الى الحمام لتعديل مكياجها ...
سارت بعيدا عن الطاولة واتجهت الى الشرفة الخارجة للمكان على الجانب الآخر كي تأخذ قسطا من الراحة وتبتعد عن تلك الأحاديث المملة المجبرة على سماعها بل والتفاعل معها ...
فوجئت بأصوات أقدام خلفها فإلتفتت فورا لتحتد ملامحها وهي تراه ..
صاحت بلا وعي :-
" ماذا تفعل هنا ..؟!"
رد واضعا إصبعه على فمه :-
" هش .. إهدئي يا عزيزتي .. سوف تفضحيننا .."
حاولت إخفاض صوتها وهي تبتعد بجسدها عنه :-
" ماذا تريد يا منير ..؟! لماذا أتيت خلفي ..؟!"
أطلق تنهيدة طويلة ثم هتف بنبرة ذات مغزى :-
" أنت تعرفين ما أريده منذ زمن طويل يا تارا .."
ردت بقوة :-
" وأنتَ تعرف جيدا إن ما تريده لم تناله ولو على قطع رقبتي .."
ضحك بخفة ثم قال متمهلا :-
" أنتِ تعرفين جيدا إن رفضك وتعنتك هذا يزيد من إعجابي ورغبتي بكِ أضعافا .."
ردت بسخط ونفور :-
" هذا لأنك رجلٌ مريضٌ .. "
وضع إصبعه على فمها مرددا بتحذير :-
" لا تتفوهي ببعض الحماقات التي لن تؤذي سواكِ عزيزتي تارا .."
أبعدت إصبعه بعيدا بقرف ثم قالت بتشنج:-
" يكفي يا منير .. اقسم لك إنني سأفتعل فضيحة كبيرة وليحدث ما يحدث اذا لم تخرج الآن ..."
رمقها بنظراته المستخفة وقال :-
" كلانا يعرف إنكِ لا تستطيعين فعلها .. على العموم أنا سأرحل الآن لكن تذكري إنني دوما حولك ولن أرتاح أو يهدأ لي بال حتى أنالك يا عزيزتي .."
" على جثتي يا منير .."
قالتها بتحدي وهو يهم بالإبتعاد عنها ليتوقف في مكانه ويلتفت نحوها نصف إلتفاتة ..
لحظات قليلة وفوجئت به يستدير نحوها ثم يقبض على جانبي وجهها بأنامله وهو يدفعها بقوة الى الحائط خلفها مرددا بقوة وجنون :-
" إياكِ أن تتحديني يا تارا لإنني مستعد أن أنال ما أريده والآن فأنا منير سلمان الذي لا يعصى عليه أمرًا .."
حاولت دفعه وتحرير وجهها من قبضته لكنه كان يشد من ضغطه حتى شعرت بوجهها يتمزق وقبل أن تضربه بقدمها كان أحدهم يخترق المكان صائحا بصوت حاد قوي :-
" ماذا تفعل هنا أيها النذل ..؟!"
الفصل السابع والثلاثون
" ماذا تفعل هنا أيها النذل ..؟!"
قالها خالد بصوته الغليظ وهو يجذبه من سترته بعيدا عنها ليدفعه منير بقسوة محاولا إبعاده عنه بينما هبطت لكمة خالد بقوة على وجهه ..
رفع منير قبضته ليتعرف على هوية الفاعل بينما انكمشت تارا على نفسها في أحد أركان الشرفة وهي تدعو الله أن يمرر هذا الحدث على خير دون حدوث فضيحة لها ..
نظر منير إليه بصدمة من وجوده قبل أن يهتف والدماء بدأت تخرج من أنفه :-
" خالد عمران .."
التوى فم خالد وهو يرد بينما عيناه ترسل شرارات الغضب نحوه :-
" بشحمه ولحمه .. أخرج حالا من هنا يا منير وإلا .."
مسج منير جانب أنفه ثم إقترب منه مرددا بخفة :-
" وإلا ماذا يا بك ..؟! ماذا تظنني أنت ..؟! وما شأنك أنت من الأساس بما يحدث ..؟!"
اقترب خالد منه وقبض على ياقة قميصه هاتفا من بين أسنانه :-
"ماذا تتوقع مني وأنا أراك تتهجم على إمرأة بهذا الشكل المقيت ..؟!"
ابتسم منير بخفة وهو يبعد كفه عن ياقة قميصة قائلا :-
" بإمكاني الرد على لكمتك لكنني لن أفعل ... هل تعلم لماذا ..؟! لأنني تفهمت سبب فعلتك المتهورة .. اسمعني جيدا .. يبدو إن الأمور اختلطت عليك .. ما حدث كان مجرد نقاش حاد قليلا بيني وبين تارا هانم .. تفاقمت الأمور قليلا لكنني أعرف كيف أسيطر على الوضع .. لا تقلق .."
قال كلمته الأخيرة وهو يغمز له بخفة ليصدح صوت تارا الكاره :-
" يكفي يا منير .. لا تكذب أكثر .. لم يكن بيننا أي نقاش كما تدعي ولن يكون .. اخرج من هنا حالا ولا تتسبب لي بالمزيد من الفضائح ..."
أردف خالد بحدة :-
" اخرج من هنا قبل أن يصدر مني تصرفا لا تتوقعه يا منير .."
ضحك منير وقال بقوة :
" سأخرج ولكن ليس خوفا منك .. بل لكي لا أتسبب لعزيزتي تارا بمشكلة هي في غني عنها .."
قال هذا وهو ينظر لتارا بنظرة لا يفهمها سواها ثم اكمل بتهكم مقصود :-
" سامحني لإنني لم أمنحك الفرصة لعرض المزيد من قدراتك .."
ثم أرسل قبلة في الهواء لتارا بعدما قال :-
" أراكِ مجددا يا جميلتي ..."
ورحل تاركا إياها تتابعه بإسمئزاز ظهر جليا على ملامحها قبل أن تلتفت نحو خالد الذي كان ينظر إليها بصمت وملامح غير مقروءه ..
اقتربت منه وقالت بإمتنان ظهر على ملامحها الناعمة :-
" أشكرك كثيرا على ما فعلته .. "
أكملت وهي تتنهد براحة :-
" قدومك في الوقت المناسب ساعدني في التخلص منه .."
رد بهدوء :-
" لا داعي للشكر يا هانم .. فعلت ما يفترض فعله في موقف كهذا .."
أومأت برأسها وقد بدأت ملامح وجهها تعود لطبيعتها تدريجيا بعدما تشنجت كليا بسبب ما حدث ..
سارت نحو سياج الشرفة لتستند عليه وهي تأخذ أنفاسها عدة مرات ..
" هل أنتِ بخير ..؟!"
سألها بنبرة باردة لترد بهدوء :-
" بخير .. لا تقلق .."
" لست قلقا ..."
قالها بنفس البرود لتلتفت نحوه وترفع حاجبها متسائلة :-
" لماذا تسأل اذا ..؟!"
رد ببديهية :-
" إنه سؤال منطقي وبديهي عندما تشعر إن هناك شخص ما يحتاج لشيء ما .."
" لم أكن مخطئة عندما وصفتك بالعنجهية والغرور .."
قالتها بتهكم ليرد وهو يقف بجانبها واضعا يديه بين جيوب بنطالع :-
" وأنا هكذا بالفعل .. لم أنكر هذا يوما ولن أفعل .."
إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات عابرة قبل ان تعود وتنظر أمامها وهي تهتف بحيادية :-
" من الجيد إنك تعترف بهذا .. غيرك يفعل ولا يعترف .. "
أردفت بعدها :-
" انتبه من منير .. لن يمرر ما قمت به هكذا .. سيتخذ موقفا اتجاهك .."
ابتسم بخفة وهو يرد عليها بلا مبالاة حقيقية :-
" ليفعل ما بوسعه إن أستطاع .."
عادت وإلتفتت نحوه تخبره بصدق :-
" لا تستهين به أبدا خاصة إنه رجل قذر ولديه طرق غير مشروعة في محاربة اعداءه ... "
إلتفت بدوره نحوها حتى أصبح لا يفصله عنها سوى القليل وقال بثقة أعجبتها :-
" أخبرتك وسأخبرك من جديد ليفعل ما يريد إن أستطاع أن يفعل .. اذا كان لديه طرق غير مشروعه في رد اعتباره فأنا أستطيع الرد عليه بما يليق به ولكن بطرق مشروعة .."
هزت رأسها وهي تعمل على اخفاء إعجابها الذي ظهر في عينيها بسرعة ..
قالت أخيرا :-
" وجودنا هنا سويا أمرا خاطئا .. سأخرج أنا أولا واتبعني انت .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
وقبل أن تسمع جوابه انطلقت بسرعة خارج الشرفة وفي داخلها تعلم إن خروجها بهذه السرعة ليس بسبب ما إدعت فقط بل بسبب الرجل الذي أنقذها من منير ووقف بجانبها يتحدث بهدوء وثقة أثارت داخلها مشاعر متضاربة أهمها الاعجاب بتلك الثقة واللامبالاة المرسومة على ملامحه الوسيمة ..
.........................................................................
جلست شمس بجانب ربى تتأمل أخيها الذي يسير في وسط غرفته ذهابا وإيابا بقلق شديد ينظر كل دقيقة الى هاتفه لعل النتيجة ظهرت على الموقع الالكتروني المختص بإعلان النتائج ..
لقد جاءت منذ حوالي ساعة حيث أوصلها قيصر الى منزل عائلتها وهبط معها كي يلقي التحية ..
حيا والدتها التي إستقبلته بتحية مماثلة ثم حيا ربى وأخيها ولم ينس أن يخبره ببعض الكلمات المطمئنة مما فاجئها فلم تتوقع إهتمامه بوضع أخيها القلق ..
جلس بعدها قليلا حيث قدمت له اختها العصير ثم إستأذن بعد مدة قصيرة وخرج لتبقى مع عائلتها وتبيت الليلة معهم ..
" أشعر بالحماس لأنك ستبيتين الليلة هنا .."
قالتها ربى وهي تهمس لها بخفة لتبتسم شمس وتكمل عنها بنفس الهمس :-
" وأنا أيضا خاصة إني إشتقت لغرفتي كثيرا .."
ردت ربى :-
" سأنام الليلة معكِ .."
" كما تريدين .. "
قالتها شمس بإبتسامة صادقة قبل أن يصرخ أسامة :-
" ظهرت .. النتائج ظهرت على الموقع .."
فزعتا كلا منهما لتقفز ربى اولا وتتجه نحوه تسأله بقلق ظهر في صوتها :-
" ماذا حدث ..؟! هل ظهرت نتيجة مدرستك ..؟!"
وقفت شمس من الجهة الاخرى جانبه تسأله بتردد :-
" هل ظهرت نتيجتك أم بعد ..؟!"
حمل جهازة مبتعدا عنهما يهتف بهما رغم خوفه مما ينتظره :-
" ما زالت قيد التحميل ..."
لحظات قليلة وصاح بفرحة :-
" تسعة وتسعون .. معدلي تسعة وتسعون .."
دلفت والدته الى داخل الغرفة واحتضنته بقوة بينما صرختا كلا من شمس وربى بفرحة شديدة ..
أطلقت والدته بعدها الزغاريد بينما جذبته شمس اولا نحوها تحتضنه وتبارك له بفرحة شديدة تبعتها ربى ..
بعد مدة كانت والدته تتحدث مع احد اقربائها حيث بدأت تتلقى التهاني من المقربين بعدما علموا النتيجة بينما أسامة يجلس في غرفته يحدث صديقه بسعادة وأمامه تجلسان أختيه ..
أنهى أسامة اتصاله لتسأله ربى بفضول شديد :-
" الآن أخبرنا ماذا ستدرس ..؟! بإمكانك أن تدرس في الكلية التي تريدها ..."
رد بجدية :-
" لم أقرر بعد .. لكن غالبا سأدرس الطب .."
" أحسنت .. كنت سأنصحك بهذا ..."
قالتها شمس بسعادة وحماس .. هتفت والدتها بعدما أنهت مكالماتها :-
" المهم أن تدرس في المجال الذي تحبه .."
اومأ برأسه متفهما ثم اكمل :-
" سوف أدرس الأمر جيدا قبل اتخاذ القرار نهائي ..."
" اليوم لن أستطيع النوم من شدة الفرحة .."
قالتها ربى وهي تبتسم ملأ فمها ليردد أسامة مازحا :-
" لماذا ..؟! هل هي نتيجتك وأنا لا أعلم ..؟!"
ضحكت شمس وقالت :-
" هي نتيجتنا جميعا فجميعنا تحملنا مزاجك وتقلبه ومعاناتك التي لا تنتهي .."
ضربها بخفة على رأسها وقال :-
" لم يتعب أحد او يعاني سواي ..."
" حتى ماما ..؟!"
قالتها ربى بدهشة مفتعلة لترد والدتها بجدية :-
" مهما تعبت لن يكون بمقدار تعبه هو .. الحمد لله لقد حصد نتيجة هذا التعب .."
" الحمد لله إن تعبك لم يضيع هدرا ..."
قالتها شمس ليومأ أسامة برأسه وهو يردد عبارة الحمد لله اكثر من مرة بطمأنينة احتلت قلبه أخيرا ..
...........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
هبطت تارا درجات السلم بفستانها الأنيق حيث ينتظرها قيصر في صالة الجلوس كما أخبرتها خادمتها ..
استغربت زيارته المفاجئة فهي لم تعتد منه على ذلك ..
دلفت الى الصالة وتقدمت منه لينهض من مكانه ويمد يده مبادرا بالتحية ..
رحبت به وهي تتجه نحو الكنبة المقابلة له بينما عاد هو وجلس في مكانه متأملا إياه بنظرات استغربتها كليا ..
سألته بهدوء :-
" كيف حالك يا قيصر ..؟! اتمنى أن تكون بخير .."
رد بنفس الهدوء بعدما عادت نظراته لطبيعتها :-
" بخير .. "
عادت وسألته بإبتسامة هادئة :-
" وماذا عن العروس ..؟! كيف حالها ..؟!"
رد بإقتضاب :-
" هي الأخرى بخير .."
سألت بصراحة :-
" إذا ما سبب هذه الزيارة المفاجئة ..؟! هل هناك شيء ما ..؟!"
تنهد ورد عليها :-
" بالطبع هناك شيء وإلا ما كنت أتيت من الأساس .."
" إذا ماذا هناك ..؟! أخبرني عن سبب هذه الزيارة .."
نظراته كانت تخبرها بمدى الضيق والغضب الذي يحملهما في هذه اللحظة ..
صوته خرج صارما بشكل فاجئها :-
" مختصر الكلام يا تارا .. ابتعدي عن خالد .. "
رفعت حاجبها تهتف بهدوء مثير للدهشة :-
" عفوا .. أبتعد عن من ..؟! خالد ..؟! ومالذي بيني وبينه لأبتعد عنه ..؟!"
أكملت بعدها وهي تنهض من مكانها وصوتها الحاد صدح في أرجاء المنزل :-
" هذا الكلام غير مقبول يا قيصر أبدا .. من المفترض إنكَ آخر شخص تتحدث بشيءٍ كهذا وأنت تعرفني جيدا .."
أكملت بعدها وهي تشمخ برأسها :-
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أنت اكثر من يعلم كم عدد الرجال الذين حاولوا الإرتباط بي .. تعلم عن مدى ثرائهم وعلو مكانتهم ورغم هذا لم أقبل بأيٍ منهم .. مثلما تعلم عدد الرجال المهمين الذين أعرفهم عن طريق العمل او خارجه ومع هذا لم أحاول إغواء أيا منهم حتى أنت رغم إنك كنت زوجي لأشهر عديدة وكان بإمكاني إستغلال العقد الذي بيننا لكنني لم أفعل .. لذا أخبرني الآن ، ما المميز في خالد عنكم جميعا لأكون معه او بالأحرى لأقترب منه كما تدعي ..؟!"
" كلامك منطقي لولا ما سمعته .."
قالها ببرود لتصرخ لا إراديا :-
" ومالذي سمعته ..؟!"
" لا ترفعي صوتك يا تارا .."
قالها بصوت حازم لترد بقوة :-
" انظر اليَّ يا قيصر باشا ..."
اتكأت على كلمة باشا ثم أكملت بهدوء مفعم بالكبرياء :-
" لستُ أنا من تتحدث معها بهذا الشكل ولستُ أنا من تتأمر عليها .. أخبرتك إنه لا شيء بيني وبين ابن عمك ..من الأفضل أن تصدق ذلك وإن لم تفعل فهذه مشكلتك وليست مشكلتي .."
" بكل الأحوال قلت ما لدي .."
قالها بجمود وهو ينهض من مكانه متجها خارجا لكنه توقف بعد لحظات ثم التفت نحوها يهتف عن قصد :-
" صحيح .. خالد سيخطب عن قريب .. لذا الإبتعاد عنه أفضل للجميع .."
واللمعة في عينيها أكدت ما تخفيه داخلها عن الجميع وتنكره بقوة ..!
منحها ابتسامة أخيرة باردة ثم خرج بعدها بهدوء كما جاء لتجلس هي على الكنبة بملامح جامدة ..
.............................................................................
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تبتسم بسعادة مطلقة .. لقد قضت اليوم كامله مع عائلتها .. كم إستمعت معهم حتى إنها أرادت المبيت ليلة أخرى لكن والدتها أخبرتها إنه لا يجوز أن تترك زوجها ليلتين متتالتين في بداية زواجهما ..
سارت متجهة نحو السلم حينما سمعت حماتها تنادي عليها ..
إلتفتت نحوها وقد خفتت إبتسامتها تدريجيا حينما اقتربت كوثر منها وسألتها بسخرية :-
" اهلا بكنتي العزيزة .. أخبريني ما سبب إبتسامتك هذه ..؟!"
ردت شمس بتهكم :-
" إبتسامتي ..!! أين هي ابتسامتي ..؟! لقد اختفت ما إن سمعتُ صوتك .."
احتدت ملامح كوثر وهي تهتف بها بحدة :-
" تحدثي معي بإسلوب أكثر احتراما يا فتاة .."
قالت شمس بجدية :-
" عندما تتحدثين معي بطريقة جديدة غير طريقتك المعتادة سأتحدث معكِ كما تفضلين وأفضل أيضا .."
منحتها كوثر نظرة كارهة ثم رددت بعجرفة :-
" أنا أتحدث معكِ بالطريقة التي تليق بمستواكِ .."
صاحت شمس غاضبة :-
" انا لا أسمح لكِ .."
وقبل أن تكمل سمعت صوت قيصر يهتف بقوة وهو يتقدم نحويهما :-
" ماذا يحدث هنا ..؟!"
ردت والدته سابقة إياها :-
" زوجتك لا تحترم أحدًا وترفع صوتها علي بكل قلة ادب .."
ردت شمس بقوة :-
" انا لست قليلة الادب يا كوثر هانم .. وأنتِ تعلمين جيدا إنني رفعت صوتي بعدما قلتيه .. "
إلتفتت الى قيصر تخبره :-
" أنا لا أقلل إحترام من يحترمني .. كما إنني أحترم فرق السن بيننا وإنها والدتك وأتعامل معها على هذا الأساس لكنها لا تفعل المثل .."
أنهت كلماتها وإندفعت نحو السلم ترتقي درجاته وتتجه في الطابق العلوي نحو جناحها ..
اما قيصر فنظر الى والدته التي رفعت ذقنها بشموخ ليهتف بجدية :-
" يبدو إن حديثي السابق معك بشأن شمس لم يجدِ نفعا .. "
ردت والدته بإباء :-
" اعذرني .. لكنني لا أستطيع تقبلها .."
قال قيصر بصوت قوي صارم :-
" لستِ مضطرة أن تتقبليها لكنكِ مجبرة على إحترامها .."
" هل تريد إجباري على ما لا أرغبه ..؟!"
قالتها مستنكره ليتقدم نحوها ويهتف بنظرات حازمة :-
" إنها زوجتي وأنت مجبرة على ذلك .. إنها المرة الآخيرة التي أتحدث بها بهذا الموضوع وإذا تكرر ما حدث لن أتردد في تنفيذ ما حذرتك منه سابقا .."
انصرف بعدها يتبع زوجته بينما كوثر تلاحقه بنظراتها الغاضبة ..
..........................................................................
دلف قيصر الى جناحه ليجدها تجلس على الكنبة وهي تهز قدمها بعصبيه ..
اقترب منها لترفع وجهها ناحيته فيسألها بصوت عادي وكأن شيئا لم يحدث في الأسفل :-
" لقد تأخرتِ في منزل عائلتك .."
ردت بجدية :-
" كنت مشتاقة لهم كثيرا فقررت البقاء معهم حتى المساء .."
قال بهدوء :-
" ألم يكن من المفترض أن تخبريني .. لم أكن سأمانع بقائك .."
شعرت بالحرج بسبب خطأها الغير مقصود فقالت بصدق :-
" معك حق .. لكنني نسيت .. لم يخطر على بالي ذلك حتى عندما اتصلت بي صباحا وتحدثت معي .."
ابتسم بخفة وقال :-
" لا عليكِ .. المهم ألا تكرريها مرة ثانية .. أنا لا أمانع ذهابك الى هناك وبقائك معهم طول اليوم والمبيت احيانا اذا أردتِ .. هم في النهاية عائلتك ويحق لك ذلك لكن فقط أخبريني .."
ابتسمت بصدق وهي تومأ برأسها دون رد بينما أكمل هو :-
" صحيح مبارك مرة أخرى نجاح أخيك ... معدله ممتاز .."
دب الحماس فيها ما إن تذكرت أخيها ونجاحه المبهر لتقول بثرثرة :-
" نعم .. معدله ممتاز حقا .. اتمنى أن يدخل كلية الطب كي تكتمل فرحتنا .."
سألها بإهتمام :-
" اذا هل ينوي أن يدخل كلية الطب ..؟!"
ردت عليه :-
" احتمال .. ما زال يفكر بالأمر .. "
" دعوه يختار ما يريد .. لا تشتتوا تفكيره .. ليختر ما يفضل بعدما يبحث عن كل تخصص .."
أكمل بعدها :-
" وإذا أراد بإمكانه التقديم على الجامعة الأمريكية هنا .. وأنا سأضمن له مقعدا .."
سألته بإهتمام :-
" كيف ذلك ..؟! اذا كنت تقصد أن تدفع أقساطه فلا ماما ستقبل ولا حتى أنا ولا هو ايضا .."
هتف بجدية :-
" على مهلك .. من قال إني سأدفع شيئا .."
أكمل موضحا حديثه :-
" بإمكانه الحصول على منحه .. معدله يسمح بذلك لكن أظن هناك اختبار لغة قبلها .."
قالت وقد أعجبتها الفكرة :-
" فكرة رائعة .. سأخبره بذلك .."
ابتسم ثم قال وهو يتجه نحو سترته المعلقة حيث أخرج منها تذكرتي سفر وتقدم نحوها ..
أعطاها التذكرتين لتهتف به وهي تأخذهما:-
" ما هذه يا قيصر ..؟!"
أجاب بهدوء :-
" تذكرتي سفر الى اوروبا .. لقد آن أوان شهر العسل يا شمس فقد تأخرنا كثيرا .."
تأملت التذكرتين ورغما عنها فرحت لفكرة الذهاب الى اوروبا ..
ضحكت بصدق ثم رفعت وجهها المليء بالفرح نحوه وقالت :-
" إنها فكرة جيدة للغاية .. شكرا كثيرا .."
تغضن جبينه وهو يهتف بجدية :-
" علام تشكرين بالضبط ..؟! أساسا لقد تأخرنا بهذا كثيرا ..."
ابتسمت بخفة ثم نظرت الى التاريخ المدون على التذكرتين لتصرخ لا اراديا :-
" الجمعة ..؟! هل سنسافر بعد يومين ..؟!"
اومأ برأسه وهو يرد :-
" نعم يا شمس .. بعد يومين .. هل لديكِ مشكلة ..؟!"
ردت بسرعة :-
" لا توجد مشكله ولكن المدة قصيرة و .."
قاطعها بسرعة :-
" إذا أردتِ تجهيز نفسك فلديكِ يومين تستطعين فيها شراء ما ينقصك .."
" معك حق .."
قالتها بخفوت ليسألها مغير الموضوع :-
" ماذا سنأخذ هدية لأخيك ..؟!"
رفعت وجهها تنظر اليه بتعجب من فكرة ان يهتم بأخذ هدية لأخيها ليرفع حاجبه متسائلا :-
" مالذي فاجئك بهذا ..؟!"
" كيف عرفت أنني تفاجئت ..؟!"
ابتسم وهو يهتف :-
" ملامحك مقروءة دائما بالنسبة لي يا شمس .."
ملأها الغيظ من حديثه لكنها تجاهلت ذلك وهي تهتف بجدية ترد على سؤاله :-
" تفاجئت من اهتمامك بأمر هدية اخي .. لم أكن أظن إنك تهتم بعائلتي و.."
قاطعها بقوة :-
" عائلتك هي عائلة زوجتي يعني بمثابة عائلتي الثانية .. هناك اصول في الزواج يا شمس ... زواج اثنين يعني ترابط عائلتين بالكامل ... "
" أنا حقا لم أعد أفهم شيئا .. سابقا كنت رجلا بربري متوحش تقسو وتفرض سطوتك علي طوال الوقت وتجعلني أشعر إنك ملك يعاملني كجارية وفجأة بعد زواجنا أصبحت تتصرف كرجل حكيم مثقف ومثالي ملتزم بالأصول والعادات .. أنت أيهم بالضبط ..؟! انا لم أعد أفهم حقا ... أريد أن أعرف أيهم قيصر الحقيقي ..؟! وأيهم سأتعامل معه ..؟! هل أخشى من قيصر المتملك الوحشي أم أرتح مع قيصر المثالي الملتزم ...؟!"
كانت تخبره بما يدور داخلها.. بحيرتها وتشتتها وبجزء من مخاوفها ...
ابتسم على حديثها الغير مترابط المعبر عنها وعن جزء مهم مما يدور داخلها ليرد اخيرا وهو يطلق تنهيدة مسموعه :-
" سأخبرك .. قيصر الذي رأيته اولا يحمل جزءا من شخصيتي عندما أكون مع شخص يحاول العبث معي .. او شخصا يمس او يؤذي شيئا يخصني او مهما بالنسبة لي .. ستقولين ما علاقتي بهذا ..سأرد بإنك لم تفعلِ أيا من هذين ولكنكِ إستفزيتني.. بعنادك وتمردك ورفضك الدائم لوجودي .. أردتكِ يا شمس كما لم أرد إمرأة من قبل .. اعترف بذلك .. أغضبني وأزعجني إنكِ ترفضينني بعدما إخترتك كزوجة لي دونا عن جميع النساء .. فضلتكِ على الجميع .. هل تعلمين ..؟!"
صمت قليلا بينما تنتظر هي إكمال حديثه بلهفة :-
" أنت أول إمرأة عرضت عليها الزواج .. أنت الوحيدة التي أردتها زوجة .. جميع النساء اللواتي مررن في حياتي لم يكن سوى عشيقات مؤقتات أعرف جيدا من اول يوم إنهن سيخرجن من حياتي بعد مدة معينة .. أنتِ الوحيدة التي لم أرغبها كعشيقة .. الوحيدة التي ما إن رغبت بكِ .. رغبتكِ زوجة دائمة ... "
" لماذا ..؟!"
سألته بصوت مرتجف ليرد بصدق :-
" لا أعلم .. لا أعلم سبب ذلك مثلما لا أعلم سبب تحملي جنونك وتصرفاتك الخاطئة وتمردك الطفولي ... "
لم تغضب من حديثه الأخير بل شعرت بكل كلمة منك تخترق قلبها وتتربع فيه ..
بينما أكمل هو بعدها :-
" اما قيصر الثاني فهو قيصر الإعتيادي .. قيصر الذي ستجدينه دائما هكذا .. انا لست خليطا من الاثنين .. أنا أكون واحدا منهم وأنتِ او الظروف من تحددان ذلك ..."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
كانت تتأمله بشكل مختلف ونظراتها تحوم حول ملامحه الوسيمة وحديثه الفاصل بالنسبة لها ..
ابتسم على نظراتها المختلفة وتأملها له ليجذبها نحوه في عناق حميمي تجاوبت معه بعفوية خالصة ...
الفصل السابع والثلاثون
( الجزء الثاني )
في اليوم التالي ..
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تحمل مجموعة من الأكياس .. سارت نحو جناحها حينما لمحت كوثر تسير تجاهها .. جهزت نفسها كالعادة لبعض الكلمات المعتادة على تلقيها منها لكنها فوجئت بها تتجاهلها وهي تهبط درجات السلم .. تعجبت من تصرفها الغير المعتاد ثم أكملت سيرها نحو الجناح بلا مبالاة ..
دلفت الى الداخل ووضعت الأكياس على السرير .. ثم جلست عليه بعدها وخلعت حذائها ورمته بإهمال على الأرضية وتمددت بجسدها على السرير الضخم بإرهاق واضح ..
لقد استغرقت وقتا طويلا في السوق وهي تشتري بعض الأشياء التي تحتاجها لأجل رحلة الغد كالملابس والاحذية الرياضية واشياء أخرى ..
تشعر بحماس كبير لتلك الرحلة فهي ستسافر الى أوروبا وترى باريس وروما التي حلمت طويلا برؤيتهما ...
اعتدلت في جلستها وحملت هاتفها كي تتحدث مع اختها التي رأتها صباحا حيث ذهبت لتوديع عائلتها قبل سفرها ..
رنت على ربى التي أجابتها بعد لحظات فأخذت تثرثر معها وهي تسألها للمرة التي لا تعلم عددها اذا ما كانت تريد شيئا معينا من هناك تجلبه معها عندما تعود من هذه الرحلة ..
انتهت من حديثها مع اختها لتغلق الهاتف وهي تتنهد بإبتسامة خافتة ثم تنهض من مكانها مقررة ترتيب أغراضها في حقيبة السفر ...
مرت اكثر من ساعة حينما انتهت من اعداد حقيبة سفرها بالكامل لتعقد حاجبيها وهي تتسائل داخلها اذا ما كان عليها ترتيب حقيبة سفره ايضا لكنها بالطبع لن تفعل فهي لا تعرف ما يحب أن يأخذه في رحلاته ..
اتجهت لتغيير ملابسها الى فستان صيفي خفيف مريح وارتدت حذائها المسطح ثم جلست على احدى الكنبات تقلب في هاتفها بعدما أنهت كل شيء عليها فعله ..
أثناء تقليبها في احد التطبيقات الشهيرة وجدت أمامها منشورا لأحدى صديقاتها تحتفل بحملها من خلال إحدى الصور المعبرة ..
عقدت حاجبيها بتفكير وقد تذكرت لتوها أمرًا مهما نسته في خضم هذه الظروف ..
نهضت من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابًا تفكر وتوبخ نفسها لإنها نست إن عليها أن تأخذ حبوب منع الحمل ..
" كيف نسيت ..؟! يا إلهي .. ماذا لو حدث حمل بعد ليلة البارحة او ..."
صمتت قليلا وهي تشعر بالخوف من حدوث حمل بعدما حدث بينهما ثم سارعت وجذبت حقيبتها مقررة أن تخرج حالا وتشتري حبوب منع الحمل ..
ما ان فتحت الباب حتى فوجئت به أمامها ..
تراجعت الى الخلف بفزع انتبه له فسألها ضاحكا :-
" ماذا حدث ..؟! لماذا فزعتِ هكذا ..؟!"
أجابته بتلعثم :-
" فوجئت بمجيئك مبكرا .."
رد ببساطة :-
" عدت مبكرا كي أتجهز لرحلة الغد .."
" هذا جيد .."
قالتها بخفوت ليسألها وهو يخلع سترته :-
" إلى أينَ كنتِ ذاهبة ..؟!"
أرادت ان تخترع شيئا كاذبا لكنها تراجعت وهي تفكر إنها لا تفعل شيئا خاطئا وعليها إخباره بصراحة عما قررته ..
" الى الصيدلية .."
التفت نحوها متسائلا بقلق ظهر جليا في نبرة صوته مما جعلها تنتبه إليه :-
" ماذا بكِ ..؟! هل انتِ مريضة ..؟!"
فاجئها قلقه الشديد وسألت نفسها بدهشة عن سبب قلقه وخوفه الواضح عليها .. هل يخاف عليها لهذه الدرجة ..؟! الى أي مدى يهتم لأمرها ويخشى تعبها ..؟!
تجاهلت سؤالها وهي تقترب منه تطمأنه اولا بعدما شعرت بضرورة ذلك :-
" انا بخير .. لست مريضة لكن .."
توقفت عن حديثها تتأمل نظراته المهتمة ثم تكمل بهدوء مقصود :-
" اريد شراء حبوب منع الحمل فقد نسيت شرائها .."
تأملها مليا ثم سأل بنفس الهدوء :-
" لماذا تشتريها ..؟! ألا تريدين أن تحملي طفلا ..؟!"
انزعجت من طريقته في السؤال وكأنه يحادث طفلة صغيرة ..
هزت رأسها نفيا وهي ترد بخفوت :-
" كلا لا أريد .."
وعندما لم تجد منه ردا سوى الصمت اردفت :-
" ما زال الوقت مبكرا على الإنجاب .."
قالتها بتمهل ليسألها بهدوء مريب :-
" المعنى ..؟!"
أجابته ببساطة :-
" لا أريد الإنجاب الآن .."
وعندما وجدته صامتا أكملت بجدية :-
" ألم يكن هذا إتفاقنا يا قيصر ..؟! ثلاثة أعوام قبل الإنجاب ..!"
هز رأسه موافقا حديثها ليكمل بعدها :-
" فكرت إن اتفاقنا ملغي .. وإن الثقة أصبحت موجوده بيننا .."
سألته بدهشة :-
" وما علاقة الثقة بعدم الإنجاب .."
رد بصوت جاد :-
" رفضك الإنجاب مني يعني عدم ثقتك بي وعدم اقتناعك بصحة إستمرار زواجنا ... المرأة التي لا ترغب بالإنجاب يعني عدم رغبتها بإستمرار زيجتها الى الابد .."
دافعت عن نفسها :-
" بالطبع لا .. انا لا ارغب بالإنجاب الآن لإنني ما زلت صغيرة على هذا ولدي رغبات وطموحات كثيرة أسعى لتحقيقها .. امنحني عامين او ثلاثة وسأنجب بعدها بكل تأكيد لكن الآن الوقت مبكرا جدا حتى إننا لم نعرف بعضنا جيدا .."
قال متهكما :-
" بعد كل ما حدث بيننا ما زلنا لا نعرف بعضنا جيدا .."
أكمل بصدق :-
" بالنسبة لي فأنا أصبحت أعرفك أكثر من نفسك يا شمس .."
رمشت بعينيها بتوتر لتحاول الثبات وهي تسأل بضيق :-
" المعنى ..؟! ألم تسمح لي بشراء تلك الحبوب .."
هتف بصدق :-
" إفعلي ما تريدين يا شمس لكن انتبهي فتلك الحبوب قد تكون مضرة احيانا وتناولها لمدة طويلة قد يسبب العقم .."
اجفلت من آخر كلماته ورددت بخوف :-
" والحل ..؟! اذا لم أتناولها سأحمل وانا لا اريد ذلك .."
تنهد بصوت مسموع ثم قال بجدية :-
" الحل أن تراجعي طبيبة مختصة اولا وهي تنظم لك الأمور وتخبرك بكيفية تناولها .."
" متى سأذهب الى الطبيبة ونحن سنسافر غدا ..؟!"
سألته بحيرة ليرد ببديهية :-
" إذهبي اليها عندما نعود من رحلتنا .. "
عقدت حاجبيها متسائلة من جديد :-
" وماذا إن حدث حمل في هذه الفترة ..؟!"
اقترب منها بتمهل ثم جذبها من خصرها محيطا إياه بذراعيه فتتوتر ملامحها بينما يهمس هو لها بخفة :-
" حينها سيكون هذا أمر الله وعلينا الرضا به ..."
قالت بضيق :-
" انت تستغل الفرص .."
سألها متعجبا :-
" كيف ..؟!"
ردت بتردد :-
" تخيفني من تلك الحبوب كي لا أتناولها هذه الفترة فيحدث حمل وأصبح امام الأمر الواقع ..."
رد وهو يتمعن النظر في ملامحها التي يحبها بشدة :-
" تناوليها اذا .."
ردت بنفس التردد :-
" سأشتريها بالطبع وأتناولها خلال الرحلة وعندما اعود سأذهب الى الطبيبة فهي لن تسبب ضرر في الأشهر الاولى .. "
جذب شفتيها في قبلة مقاطعا حديثها قبل أن يهتف بعدها :-
" اشتريه غدا اذا .."
وقبل ان تقاطعه معترضة كان يقتنص شفتيها بقبلة طويلة استجابت لها كليا وهي تغرق معه من جديد ...
........................................................................
كانت شمس بين احضانه تستمع الى دقات قلبه الهادرة والخجل يسيطر عليها ...
لا تعرف الى متى سيستمر خجلها الشديد منه كلما اقترب منها لكنها في حضرة قربه تتحول الى انسانة اخرى لا تعرفها .. تتجاوب معه بعفوية مطلقة مكللة بخجل محبب .. سمعته يهتف بها :-
" لماذا انتِ صامتة ..؟!"
تعجبت من سؤاله فهي دائما ما تلتزم الصمت بعدما يحدث بينهما حتى تغفو بين احضانه بلا وعي ..
اجابته بصوت مبحوح :-
" ماذا سأقول ..؟!"
شعرت بأنامله تتخلل شعرها وهو يهتف بأريحية :-
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" قولي اي شيء ترغبينه .. احب سماعك .."
رفعت عينيها اللامعتين نحوه ليقول :-
" عيناكِ .."
سألته وهي ترمش بعينيها :-
" ماذا بهما ..؟!"
ليجيبها وهو يتمعن النظر فيهما .:-
" بهما لمعة غريبة .. أحبها ..."
سألته وهي تبتسم لا اراديا :-
" كيف يعني ..؟! لم ألحظها من قبل .."
قال وهو ينقر على فمها بإصبعه :-
" لقد لاحظتها منذ اول لقاء بيننا .. مثلما أيقنت إن لونهما يصبح اخضرا مشعا اسفل ضوء الشمس .."
ردت مندهشة :-
" هذا صحيح .. رغم ان لونهما الطبيعي يبدو بنيًا فاتحا لكنه يصبح اخضرا تحت الضوء .."
" هل رأيتِ انني اعرف كل شيء عنكِ وكافة تفاصيلك ..؟!"
سألته بلا وعي و بفضول واستمتاع لم تنتبه إليهما بسبب حماسها لهذا الحوار الذي وجدته شيقا وكأنها أحبت اهتمامه بأدق تفاصيلها :-
" وماذا بعد ..؟! ماذا تعرف عني وما هي تفاصيلي الاخرى ..؟! "
تعجب من حماسها وانفتاحها في حوارها لكنه ادرك ان حديثه جاء على هواها فأكمل منفتحا بدوره معها :-
" لون شعرك .. مميز للغاية .. بني محمر .. لكنه يصبح أحمرا مشعا اسفل ضوء الشمس ايضا .."
هزت رأسها وهي تؤكد ما قاله :-
" هذا صحيح .. لذا احب لون شعري ولا افكر بصبغه ابدا .."
" ومن سيسمح لكِ بذلك ..؟!"
قالها بقوة لترفع حاجبها وهي تسأل :-
" ألن تسمح لي بصبغه اذا رغبت بهذا ....؟!"
رد بإباء وتملك :-
" ابدا .. لن تصبغيه ولن تقصيه مهما حدث ..."
وللغرابة اعجبتها نبرته المتملكة تلك على غير عادتها مما جعلها تشعر إنها اصيبت بالجنون لكنها قالت بصوت معاند :-
" انه شعري ومن حقي ان افعل به ما اشاء حتى لو حلقته بالكامل .. لا احب ان تتدخل في اشيائي الخاصة .. "
عبث بشعرها وخصلاته الناعمه وهو يقول :-
" من المفترض ان تفعلي ما يحبه زوجك .."
" انا افعل ما احبه انا فقط .."
قالتها وهي تغمز له بعفوية وشقاوة أحبها منها وما أحبه اكثر انفتاحها وتصرفها على طبيعتها للمرة الاولى معه ..
قرص انفها وهو يقول :-
" اذا عدنا الى العناد والتمرد .."
" لم نتخلص منه حتى تقول انه عاد .."
قالتها بجدية ليضحك بخفة وهو يقول :-
" اتفق معكِ في هذا ..."
ثم مال على شفتيها يقبلها بخفة وهو يكمل :-
" هل تشعرين بالجوع ..؟!"
ردت بتردد :-
" كلا .."
" ولكنني أشعر بالعكس .."
قالها بجدية ثم اكمل وهو يدرك انها لم تتناول شيئا كعادتها :-
" انهضي وارتدي ملابسك فموعد العشاء اقترب .."
ثم اكمل وهو يغمز لها؛-
" ام تحبين ان تتناولي عشائك هنا ..؟!"
جذبت الغطاء حتى ذقنها وهي ترد بخجل :-
" بالطبع لا .. سنتناوله في الأسفل .."
...................................................... .............
في مساء اليوم التالي
توقفت كوثر امام الخادمة تخبرها :-
" سأدخل الى المكتب لحظات .. اذهبي اليها واخبريها ان قيصر يريدها ... وعندما تهبط من جناحها اتصلي بي ... هل فهمتِ ..؟!"
أومأت الخادمة برأسها تخبرها انها فهمت كل شيء بينما اخذت كوثر نفسا عميقا وهي تفكر ان هذه فرصتها الاخيرة لهدم هذه الزيجة ...
لقد طال وجود تلك الفتاة وعليها التخلص منها ..
دلفت كوثر الى مكتب قيصر بعد لحظات فوجدته يجري بعض الاتصالات السريعة قبل سفره ..
جلست تنتظره ان يكمل اتصالاته كي تتحدث معه بما جاءت لأجله ..
انهى اتصاله ثم هتف بها بجدية :-
" كنا سنأتي لتوديعك انا وشمس .."
قاطعته متسائلة :-
" متى ستسافر ..؟!"
أجابها :-
" بعد ثلاث ساعات من الآن .."
أومأت برأسها ثم اكملت بعدما اهتز هاتفها بإشارة مقصودة من الخادمة :-
" ماذا فعلت بشأن موضوع تارا ..؟!"
كانت تتحدث بصوت عالي قليلا يصل الى الخارج..
في نفس اللحظة كانت شمس تتقدم نحو المكتب بعدما أخبرتها الخادمة ان قيصر ينتظرها في المكتب ..
همت بطرق الباب لكنها توقفت وهي تستمع الى حديث حماتها ..
هتفت كوثر عن قصد بعدما ادركت ان شمس وصلت بالتأكيد :-
" ماذا لو علم احدا ما بزواجك السابق منها ..؟! ماذا سيكون موقفك عندما يعلم الجميع انك سبق وتزوجت من تارا الهاشم ..؟!"
تجمدت شمس مكانها تحاول استيعاب ما سمعته ..
تارا الهاشم وقيصر ..؟!!
كيف ذلك ..؟!
هزت رأسها نفيا وهي تخبر نفسها انه كذب وقد تكونت الدموع فجأة داخل عينيها ..
لحظات وسمعت زوجها يرد بلا مبالاة :-
" لا احد يعلم بأمر هذه الزيجة ولن يعلم احدا .. "
اكمل بقوة :-
" ومن يتجرأ ممن يعلمون بها على كشفها فسيكون عقابي صعبا جدا .."
هطلت دموع شمس بغزارة وقد تأكدت مما سمعته ..
هزت رأسها نفيا بعنف قبل ان تركض بسرعة عائدة نحو جناحها ..
أومأت كوثر برأسها متفهمة وقد ادركت ان ابنها قال ما تحتاجه وان كنتها علمت بما تريدها ان تعلمه ...
نهضت من مكانها وهي تقول براحة مصطنعة :-
" الان فقط ارتحت .. اعلم جيدا انك تجيد التصرف في امور كهذه .. "
اردفت وهي تتقدم نحوه وتقبله من وجنتيه :-
" سأشتاق اليك كثيرا هذا الشهر .. انتظر عودتك سالما حبيبي .."
ربت على كتفها ثم قبل جبينها وهو يقول :-
" لن أتأخر باذن الله .."
ربتت على وجنته بخفة ثم خرجت من مكتبة لتشير الى الخادمة التي سارت خلفها نحو جناحها ..
اخرجت شيكا بمبلغ كبير واعطته لها وقالت :-
" غادري الآن .. سأتصل بكِ عن قريب بعدما اجهز لكِ عملا لدى احدى صديقاتي .."
ابتسمت الخادمة وهي ترد :-
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أشكركِ يا هانم .. اذا احتجتِ شيئا ما فأنا في الخدمة .."
ثم استأذنت وخرجت بعدما نفذت اتفاقها مستعدة للرحيل من القصر ..
.........................................................................
دلف قيصر الى الجناح هاتفا باستعداد :-
" سنغادر بعد قليل يا شمس .."
لكنه توقف وهو يجدها تلتفت نحوه بعدما كانت توليه ظهرها تنظر من النافذة الى الخارج ..
فوجئ بها تستدير بعينين حمراوين ووجه شديد الاحمرار ايضا ويبدو انها كانت تبكي ...
تقدم نحوها يسألها بقلق :-
" ماذا حدث يا شمس ..؟! هل كنتِ تبكين ..؟!"
ظلت تتأمله بصمت ونظرات تحمل عتابا صريحًا فعاد يسألها بدهشة :-
" اخبريني يا شمس .. ماذا حدث ..؟! ولماذا تنظرين الي هكذا ..؟!"
تحدثت ببطأ وصوت مبحوح :-
" لماذا لم تخبرني ..؟! لماذا كذبت علي ..؟!"
سألها للمرة الثالثة بصوت مستغرب :-
" بمَ كذبتُ عليكِ يا شمس ..؟! عمَ تتحدثين .."
ردت بصراحة مطلقة كما اعتادت :-
" زواجك من تارا .. ماذا عنه ..؟! ألم تكذب علي بشأنه ..؟!"
ثم اردفت بقوة وهي ترفع اصبعها في وجهه :-
" إياك ان تكذب .. لقد سمعتك وانت تتحدث مع والدتك وعلمت بكل شيء .."
" لن اكذب .."
قالها بقوة وملامح متجهمة ..
" كانت زوجتك .."
هتفت بها بصوت خافت مضطرب قبل أن ترفع وجهها وتسأله بصوت عالي عصبي :
" تحدث .. هل كانت زوجتك حقا ..؟! هل كنت متزوجا منها ..؟!"
زفر أنفاسه ثم أجاب بهدوء :
" نعم كانت زوجتي .."
تجمدت اطرافها كليا وطعنة غريبة اخترقت قلبها .. لا تصدق ما سمعته وإلى أي درجة خدعت به رغم سماعها لهذا منذ لحظات لكن كان هناك امل صغير داخلها ان يكون ما سمعته كذبا او وهما ..
همست بصوت متألم ضعيف :
" لقد سألتك .. سألتك منذ أكثر من عامين ونفيت كل هذا .. "
أكملت بخيبة :
" وهي .. كانت تتحدث معي وتمدحك .. "
قالت بلا وعي :
" قالت إنك تحبني .."
نظرت إليه بخذلان وهي تهتف بخيبة :
"كنتما تخدعاني طوال هذا الوقت .. كيف استطعتما فعل ذلك ...؟! كيف أذيتموني بهذا الشكل ..؟! "
تجمدت ملامحها فجأة وهتفت به :
" طلقني .."
والنبرة أتتها صارمة لا تقبل نقاشا :-
" مستحيل .. "
" ستفعل .. ستطلقني اجبارا عنك .."
قالتها بقوة شديدة ليرد بقوة اكبر :-
" كل شيء ممكن إلا هذا .. لن أطلقك يا شمس ولو تبقى يوم واحد من عمري .."
ثم أكمل بجدية :-
" دعيني اشرح لك .. هذا الزواج كان ..."
قاطعته بعصبية :-
" لا اريد سماع اي شيء .. اي شيء .."
ثم اكملت وقد سقطت دموعها اجبارا عنها :-
" كان عليك ان تخبرني منذ عامين .. قبل أن تخطبني حتى .. لقد خدعتني .. كذبت علي .. والأسوأ من ذلك إنني سألتكَ وأنكرت .. كذبت بكل صلافة علي ولم تهتم بالأمر حتى .. "
رد محاولا السيطرة على غضبها :-
" اسمعيني .. اقسم لكِ لم تكن كما تظنين .."
صرخت بصوت عالي وقد استفزها نكرانه :-
" كيف استطعت فعل هذا ..؟! كيف كذبت علي وهي ..؟! هي كذبت علي .. كانت تخبرني انك تحبني وتريدني حقا .. كانت تنصحني .."
ثم اكملت بصوت مرتجف :-
" هل انت من طلبت منها هذا ..؟! هل طلبت منها ان تخبرني بكل هذا ..؟! "
صاح مستنكرا :-
" ابدا .. لا علم لدي بكل هذا اقسم لك .."
اكملت بدموع لاذعة :-
" هل كنتما سويا وانا خطيبتك ..؟! ولمَ لا ..؟! كانت تأتيك الى المكتب .. الله وحده يعلم ماذا كنتما تفعلان سويا في فترة خطوبتنا وحتى بعد زواجنا ..."
جذبها من ساعدها يخبرها بصوت وصوت حازم :-
" لم يحدث شيء كهذا ابدا .. لا معها ولا مع غيرها .. لم أخنكِ مطلقا منذ خطبتنا .. استوعبي هذا وافهميه .. استوعبيه يا شمس .."
دفعته بقوة واتجهت نحو الباب بنية الخروج ليقف في وجهها وهو يمنعها من الخروج متسائلا بعصبية :-
" الى اين تذهبين ..؟! الى اين ..؟!"
صرخت بقوة :-
" ابتعد عني .. سأذهب عند اهلي .. لن ابقى معك دقيقة واحدة .."
قبض على ذراعها يهتف بها بصرامة وهو يدفعها نحو السرير :-
" اجلسي وكفى جنونا .."
اكمل بعدها وهو يتطلع الى عينيها الباكيتين :-
" قبل ان تحكمي علي استوعبي وافهمي حقيقة هذه الزيجة .."
ردت بصوت باكي :-
" لا اريد ان اسمع شيئا ... لقد كذبت علي وانتهى .."
اقترب منها منحنيا نحوها متسائلا بقوة وهو يهزها من ذراعيه :-
" لماذا تبكين ..؟! هل يزعجك زواجي مسبقا الى هذا الحد ..؟! هل يؤلمك ..؟! لماذا اخبريني ..؟! "
صاحت معترضة :-
" ألا يحق لي الإنزعاج من شيء كهذا .."
رد بجدية وهو يتوقف عن هزها :-
" يحق لكِ بالطبع .. يحق لكِ كل هذا .. لكن لا يحق لكِ ان تحكمي علي دون سماع ..."
قاطعته بعناد :-
" لا اريد سماع شيء .. كم مرة سأخبرك بهذا ..؟! انا كنت في موضع المغفلة لمدة طويلة .. كنت اتحدث مع الزوجة السابقة لك وانا لا اعلم .. "
اكملت بعدما ابتسمت بتهكم مليء بالمرارة :-
" تخيل نفسك مكاني في موضوع كهذا .. هل كنت سترتضي هذا على نفسك ..؟! اخبرني .. هيا .."
" كان زواجا صوريا .. لسبب محدد .. "
ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تتحدث بينما اكمل هو :-
" كنت مضطرا لذلك كي أنقذها .. "
وقبل ان يكمل كانت تضحك بسخرية وهي تردد :-
" يا لك من رجل نبيل .. تنقذها حقا ..؟! اكمل اكمل يا باشا .."
ابتعد عنها هاتفا بحزم :-
" انا لا اكذب .."
نهضت من مكانها تواجهه بقوة :-
" بل تفعل .."
سيطر الغضب على ملامح وجهه وهو يهتف بها بصرامة :-
" اياك ان تكرريها .. انا لا اسمح لكِ بإتهامي هكذا ... لقد اضطررت لإخبارك بسر مهم لا يخصني وحدي ورغم هذا تتهمينني بالكذب .. لم أكذب يوما ولن افعل لأي سبب كان وعندما كذبت عليكِ بشأن هذا منذ عامين .. "
اخذ نفسا عميقا ثم قال بصدق :-
" كنت مضطرا لذلك لأجلها .. لم استطع ان افضح شيئا يخصها هي ايضا ..لقد اتفقنا على الكتمان ولم يكن من الممكن ان أخلف اتفاقنا .."
اكمل بعدها وهو يتأمل ملامحها بعمق :-
" والآن انتِ حرة بالتصديق من عدمه .. سأخرج الآن واترك لك حرية القرار واذا أردتِ الرحيل فلن امنعك ... "
الفصل الثامن والثلاثون
دلف قيصر الى جناح والدته بعدما طرق باب الجناح بخفة ليجدها تجلس بأريحية على احدى الكنبات تقلب في كتابها عندما نهضت من مكانها تستقبله بدهشة سرعان ما تحولت الى قلق وهي تراه بملامحه الجامدة الصرامة قبل أن ينطق بحزم :-
" ستحزمين جميع أغراضك وتنتقلين الى المزرعة ..."
" ماذا ..؟!
صاحت بعدم تصديق ليضيف بهدوء محتفظا بنبرته الصارمة :-
" ستبقين هناك حتى يتم تجهيز الفيلا لك وتبقين فيها ما تبقى من العمر .."
سألته بنبرة مرتجفة غير راضية :-
" لماذا ..؟! بأي حق تخرجني من هنا ...؟! بأي حق تبعدني عن قصري ..؟!"
صاح وقد بلغ غضبه منها ذروته :-
" لإنك كنتِ مصرة على إفتعال المشاكل .. مصرة على تدمير حياتي وتخريب زواجي لآخر لحظة .. أعلم جيدا إنك خلف كل ما حدث ... لا تحاولي أن تنكري لإن كل الأدلة معي .. بسببك إنكشفت زيجة انتهت منذ أعوام .. زيجة كنت مضطرا إليها وأخبرتكِ بذلك ومع هذا كنتِ مصرة على تدمير حياتي مستغلة تلك الزيجة .. لقد حدث ما أردت ِ .. هنيئا لكِ يا كوثر هانم لكن بعد الآن لا مكان لك في هذا القصر .."
" بني ارجوك .."
هتفت تتوسله بصوت متحشرج فتجاهلها وهو يشير اليها بقوة :-
" هذا الموضوع لا نقاش فيه ... ستغادرين القصر غدا صباحا فقد تأخر الوقت على المغادرة اليوم ..."
تركها وانسحب من المكان دون أن يسمح لها بقول المزيد بينما جلست هي على الكنبة بوهن لا تصدق ما أمرها به إبنها وهي تدرك جيدا عجزها عن الوقوف في وجهه أو صد أمره فهو الكبير هنا والمسؤول عن كل شيء ..
........................................................................
تجلس على سريرها منذ خروجه تضم جسدها وتبكي بإستمرار .. تريد الرحيل لكن هناك شيء ما يجعلها عاجزة عن ذلك ... لا تعرف مالذي يمنعها من المغادرة ..؟!
لماذا لا تجمع أغراضها وترحل من هنا ..؟!
ألم تطلب منه الطلاق بعدما عرفت بزيجته السابقة ..؟!
ألم تخبره إنها لم تعد تريده لإنه كذب عليها ..؟!
لماذا تراجعت عن قرارها بالرحيل فجأة مع إنها كانت بالفعل تجمع أغراضها ..؟؟
لماذا تجلس الآن على سريرها ولا قابلية لها على النهوض وجمع أغراضها والرحيل ...؟!
هي واثقة إنها اذا فعلت ذلك فلم يمنعها فلماذا ما زالت هنا ..؟!
هطلت دموعها على وجنتيها بغزارة وفكرة زيجته منها تحرق روحها بشدة ..
الحقيقة إنها تألمت عندما علمت بذلك والغريب إنها وجدت نفسها تحقد على تارا بشدة ...
هل تغيرت مشاعرها بسرعة ناحية تلك المرأة فقط لإنها اكتشفت زواجها مسبقا منه ...؟!
لماذا باتت تهتم لأمر نسائه السابقات أم إن تارا وضعها مختلف كونها كانت زوجته شرعه وما زالت تتواصل معه حتى الآن ..؟!
مسحت دموعها بعنف وهي تجد نفسها عاجزة عن إيجاد جواب محدد لكل هذا وعاجزة أيضا عن المغادرة ...
نهضت من مكانها وأخذت تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا تفكر فيما ستفعله وكيف ستتصرف ...
توقفت أخيرا عن سيرها وحسمت أمرها ، قبل أي تصرف يصدر منها ستفعل شيئا مهما .. ستقابل تارا نفسها وتفهم منها قبل أن تتخذ أي خطوة مقبلة ...
لن تتصرف بتهور كعادتها ولن تسمح لجنونها أن يتحكم بها ..ستحكم عقلها قبل أي قرار تتخذه فهي تشعر إن داخلها الكثير تغير وعليها حساب كل شيء قبل أي قرار يصدر منها ..
انتبهت الى باب الجناح الذي فتح لتجده يدلف الى الداخل بملامح مرهقة ..
أشاحت وجهها فورا ما إن رأته وسارعت تتجه الى الخزانة تجذب ملابس نوم لها قبل أن تحملها وتتجه الى الحمام وقيصر يتابعها بنظراته ...
تنهد بقليل من الراحة فهي على الأقل لا تنوي ترك القصر . يشعر بالضيق على سفرتهما التي تأجلت الى اشعار آخر بعدما حدث ..
تأفف بضيق وهو يخلع سترته ويتبعها بقميصه عندما وجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي بيجامتها الحريرية قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه مولية إياه ظهرها مغمضة عينيها وقد قررت أن تسمح لنفسها بالنوم فغدا لديها مشوار مهم للغاية ..
أما قيصر فوقف يتأملها للحظات قبل أن يكمل خلع ملابسه وارتداء أخرى جديدة ثم تمدد جوارها بعد ذلك محاولا النوم إلا إنه لم يستطع النوم حقا حتى ساعات الفجر الأولى ..
.....................................................................
فتحت شمس عينيها صباحا فجذبت هاتفها لتجد الساعة تجاوزت التاسعة صباحا والغريب ان قيصر ما زال نائما ولم يذهب الى عمله ..
رغم تعجبها من ذلك الا انها لم تهتم فآخر ما يهمها سبب بقائه حيث سارعت تنهض من فوق سريرها بخفة وتتجه نحو الخزانة تخرج لها ملابس خروج مناسبة ...
وفي ظرف ربع ساعة كانت انتهت من ارتداء ملابسها فوقفت أمام المرآة تضع القليل من المكياج عله يساعد في اخفاء تعاستها الواضحة على ملامحها ...
ربطت شعرها عاليا ثم حملت حقيبتها وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة أخيرة على زوجها الذي ما زال نائما لتطالعه بإستغراب حقيقي فليس من عادته التأخر بالنوم غافلة عن كونه لم ينم حتى ساعات الفجر الاولى ...
سارعت تخرج من جناحها حيث هبطت الى الطابق السفلي ومنه الى خارج القصر عندما طلبت من السائق أن يأخذها الى بيت تارا بعدما اتصلت بها أثناء خروجها تخبرها إنها تريد رؤيتها عاجلا فأعطتها الأخيرة عنوانها رغم دهشتها الواضحة من هذه الزيارة ...
بعد مدة من الزمن كانت شمس تجلس في منزل تارا الفخم تتأمل تفاصيل المنزل التي تجمع بين البساطة والرقي ...
انتبهت الى الخادمة التي وضعت كوب القهوة أمامها فشكرتها بإبتسامة متحفظة عندما وجدت تارا تدخل أخيرا ..
تأملتها شمس بإطلالتها البسيطة للغاية بذلك الشورت الأزرق القصير والقميص الزهري بينما شعرها الطويل مرفوع على شكل كعكة ضخمة وملامحها تخلو تماما من المكياج ...
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تقدمت تارا نحوها بإبتسامة واسعة مرحبة بها قابلها الجمود التام من شمس التي بدأت الغيرة تأكلها من رؤيتها لغريمتها ..
تحولت إبتسامة تارا العفوية الى اخرى متحفظة وقد أدركت بحدسها سبب تصرف شمس معها لكنها أرادت التأكد فحييتها بهدوء لترد شمس تحيتها بإقتضاب قبل أن تفتح هي الحديث بنفسها تخبرها بنبرة مهاجمة :-
" سأتحدث بصراحة ودون مقدمات ... لماذا لم تخبريني من قبل ..؟!كيف إستطعتِ التعامل معي ببساطة بل والكذب علي والتصرف كصديقة وأنت ..."
ابتلعت شمس باقي حروفها بينما ما زالت تارا محافظة على إبتسامتها الهادئة وهي تقول :-
" اهدئي يا شمس ... لا تحكمي علي ولا على زوجك قبل سماعنا ... فهذه الزيجة ليست كما تظنين ..."
تشدق فم شمس بإبتسامة باردة وهي تردد بسخرية :-
" ستخبريني إنكما تزوجتما لسبب معين وإن زيجتكما كانت على الورق فقط ..."
قالت تارا بسرعة وصدق :-
" ولكن هذه هي الحقيقة فعلا .."
صاحت شمس بإنفعال :-
" ما هي الحقيقة ..؟!"
ردت تارا ببساطة :-
" الحقيقة إن زواجنا تم لظروف خاصة وبدأ وإنتهى وزواج صوري .. على الورق فقط ... انا وقيصر لم نكن يوما زوجين حقيقيين .. ولأكن صريحة معك قيصر لم ينظر لي يوما بنظرة تحمل أي معنى من هذا .. منذ أول يوم عاملني بكل إحترام ورقي ونظرته لي كانت واحدة لم تتغير حتى خلال فترة زواجنا القصيرة ... "
" لا يمكن ان يكون هذا صحيح .. كيف يعني متزوجين على الورق ..؟!"
هدرت بها شمس بعدم تصديق لتقسم لها تارا :-
" أقسم لك يا شمس بإن قيصر لم يلمسني يوما ولم يحاول ان يفعل حتى .. هذه الحقيقة فلماذا لا تصدقين ..؟!"
" انتِ تحاولين اقناعي ان زواجكما كان على الورق فقط .."
قالتها شمس بتمهل لتكمل بإبتسامة متهكمة :-
" اخبريني يا تارا .. هل هناك رجل عاقل لن يقترب من إمرأة مثلك وهي زوجته ..؟!"
نظرت تارا اليها بصمت امتد للحظات وكأنها تفكر بشيء ما قبل ان تهتف بجدية :-
" ربما هناك شيء ما يمنع اي رجل من لمسي .."
بهتت ملامح شمس كليا بينما اردفت تارا بثبات :-
" سأمنحك الدليل الذي يؤكد كلامي .. لم أفعلها يوما وأخبر احدا بذلك لكنني مضطرة كي لا أتسبب بمشكلة للرجل الذي انقذني سابقا من مشكلة صعبة .. "
نظرت اليها شمس بعدم فهم بينما نهضت تارا من مكانها فإرتبكت ملامح شمس عندما رأتها ترفع قميصها قليلا فتظهر بطنها المسطحة لكنها مشوهة تماما ..
جحظت عينا شمس بعدم تصديق بينما أخفضت تارا قميصها وقالت بجدية :-
" هذه التشوهات لا تقتصر على بطني فقط .. هذه التشوهات تشمل المنطقة العليا من جسمي حيث بطني وثديي أيضا والمنطقة السفلى ومن ضمنهما بداية فخذي ... إنها تشمل أهم مناطق إنوثتي ولا داعي لأن أخبرك المزيد .."
ارتجف جسد شمس كليا بينما ما زالت تارا ثابتة وهي تضيف :-
" هذه التشوهات موجوده منذ ان كنت في السابعة عشر من عمري ... حتى لا تظني إنها حدثت بعد زواجي منه .. لا أظن إن هناك رجل عاقل يستطيع لمس إمرأة مشوهة بهذه الطريقة الوحشية ولكن حتى أكون صادقة فقيصر كما أخبرتك مسبقا لم يكن ينوي فعلها من الأساس ... هو لم يحاول معي يوما ونظرته لي دائما كانت محترمة .."
ترقرقت الدموع داخل عيني شمس وهي تهمس بضعف :-
" اسفة .."
قاطعتها تارا بإباء :-
" لا تعتذري .. أبدًا لا تفعلي ..."
أضافت بجدية :-
" هناك شيء ما أريد منك أن تعلميه .. شيء لا يعرفه سواي انا وقيصر وإثنين آخرين .. اريدك ان تعرفي سبب زيجتنا كي تدركي بمن أنتِ تزوجت وكي تعلمي كم إن زوجك رجل بحق .. رجل محترم ويستحق كل خير بل يستحق أن أكون ممتنة له لآخر العمر .."
نظرت لها شمس برهبة لما ستسمعه عندما إخبرتها تارا بكل شيء ... سبب زواج قيصر منها وكيف ساعدها ومم أنقذها ..
كانت شمس تستمع اليها بعدم تصديق وقد اختلطت مشاعرها ما بين شعور الدهشة من كل ما تسمعه والفخر .. نعم شعرت بالفخر كون من فعل هذا وأنقذ تارا هو زوجها ... رجلها هي ...
أنهت تارا حديثها بدموع سارعت لمحيها وقد تملكها الضعف للحظات عندما ذكرت جزءا من الماضي وما حدث فيه ..
" أخبرتك بكل هذا لتعرفي قيصر بحق وتعرفي إنني لم أكذب عندما كنت أمدحه أمامك .. قيصر رجل حقيقي في زمن قلت به الرجولة .. رجل يستحق أن تحبيه بل تعشقيه .. رجل مثالي بحق وانا حقا كنت أريد منك أن تدركي كل هذا لتعرفيه على حقيقته وتمنحيه ما يستحق .."
أضافت تارا وهي تتأمل ملامح شمس المضطربة :-
" كما إنه يحبك حقا ... "
سألت شمس بتلعثم :-
" إنها ليست المرة الأولى التي تخبريني بهذا .. كيف علمت إنه يحبني ..؟!"
ابتسمت تارا وقالت :-
" بالمنطق يا شمس .. لمَ تزوجك انت بالذات لو لم يكن يحبك ..؟! قيصر في حياته العديد من النساء .. لا أقصد التقليل منك ولكن هناك الكثير من يناسبنه أكثر منك على الأقل من جهة فرق العمر ومع هذا إختارك انت بل طلقك وعاد اليك بعد سنوات ... فكري بعقلك يا شمس وستدركين إنه زواجه منك بدافع الحب حتى لو لم يخبرك هو بهذا .."
أومأت شمس برأسها وما زال حديث تارا وكل ما أخبرتها بها يتردد داخل عقلها دون رحمة .."
تكملة الفصل الثامن والثلاثون
دلفت شمس الى القصر لتتفاجئ بأصوات عالية تصدر من صالة الجلوس ...
سارعت بالذهاب الى هنالك بقلق فوجدت قيصر يصيح بحوراء التي تقف أمامه متخصرة :-
" قلت لا تتدخلي في هذا الموضوع .. لماذا لا تفهمين ..؟!"
تحدثت حوراء بصوت حاد :-
" لا يحق لك ان تطرد ماما من قصرها وتطلب مني القبول بل السكوت ايضا .."
رد قيصر بقوة :-
" هذا ليس قصرها يا حوراء .. ووالدتك خرجت من القصر وانتهى الامر .."
همت حوراء بالرد لكنها انتبهت الى مجيء شمس فتقدمت نحوها بملامح تشع غضبا وصاحت بها :-
" انت السبب .. كل شيء بسببك .. الخراب بدأ منذ دخولك القصر .. "
صاحت دينا بتوسل :-
" يكفي يا حوراء .."
بينما اتجه قيصر وقبض على ذراعها مديرا إياها نحوه هاتفا بنبرة تحذيرية :-
" انتبهي على طريقتك وأنت تتحدثين معها .. إنها زوجتي ولا أسمح لك بتقليل الأدب معها .."
" أنت تنصرها علينا .. تنصرها علي مثلما نصرتها على والدتي .."
قالتها وهي ترمق شمس بنظراتها الحاقدة التي انكمشت لا إراديا على نفسها بينما قبض قيصر على ذراع حوراء مجددا هادرا بها :-
" يكفي توقفي ... هي لا دخل لها .. لأخر مرة يا حوراء .. انتبهي على تصرفاتك قبل أن تصدر مني ردة فعل لا تليق بك .."
خرجت شمس من المكان مسرعة بينما تقابلت نظرات حوراء الحاقدة بنظرات أخيها الصارمة ليدفعها بعيدا عنه بقسوة ويخرج من المكان متجها الى جناحه ..
.............................................................................
دلف قيصر الى جناحه متسائلا بصوته القوي الصلب :-
" أين كنتِ يا هانم ..؟! أين ذهبت في وقت مبكر كهذا ..؟!"
كان يطالعها وهي تقف بعيدا عنه توليه ظهرها قبل أن تستدير بعد لحظات وتطالعه بصلابة غريبة ..
أجابته بقوة وثبات :-
" كنت عند تارا .. في منزلها .."
تجمدت ملامحه للحظات بينما أضافت هي بجدية :-
" أخبرتني بكل شيء ... كل شيء يا قيصر .."
صمت استمر للحظات بدت لها طويلة وهي تنتظر أن يقول لها اي شيء ..
لكنه نطق أخيرا بعد هذا الصمت مكتفيا ب:-
" جيد .. وماذا سيحدث الآن ..؟!"
تقدمت نحوه بخطوات مترددة ثم وقفت أمامه تسأله بحنق :-
" لماذا لم تخبريني ..؟! لماذا ..؟!"
رد ببرود :-
" أخبرتك إنها زيجة على الورق فقط .. اما سبب الزيجة فلم يكن من حقي إخبارك عنه لإنه لا يخصني .."
لا يعلم كم ازداد قيمة في عينها .. في كل دقيقة تمر تتفاجئ به أكثر .. تسائلت داخلها .. من هذا الرجل ..؟!
هل هو نفسه الذي خطفها وهددها بل وتزوجها غصبا ..؟! أم هو ذلك المثالي القدير الذي أنقذ تارا من مصيبة كالتي مرت بها ..؟!
هل هو كما وجدته في الأيام السابقة التي قضتها في كنفه ..؟! لطيفا ، هادئا ، رائعا ومتفهما ..
أم هو شخص آخر بغيض كما كانت تشعر نحوه قبل زواجها منه ..؟!
تأمل تلك الحيرة المرتسمة على ملامحها فهمس بجدية :-
" كان عليكِ أن تثقي بي ولو قليلا يا شمس ..."
نبرته بدت معاتبة وشعرت بضميرها يؤنبها فترقرقت الدموع داخل عينيها وأخذت تردد بصوت مبحوح :-
" انا اسفة .. اسفة حقا يا قيصر .."
" حسنا لا تبكي .."
بدا منزعجا من بكائها فمسحت وجهها بكفيها ثم سألته بجدية :-
" هل يزعجك بكائي ..؟!"
أجاب بصدق :-
" لا أحب رؤيتك تبكين ... "
ابتسمت من بين دموعها التي عادت تملأ عينيها ثم هتفت بصدق بعدما سمعته عنه :-
" انت رائع .."
هتف ساخرا :-
" لا أصدق إن شمس هانم بنفسها وصفتني بالروعة .."
قالت بسرعة وجدية :-
" ما فعلته ما تارا يجعل هذا الوصف أقل ما يليق بك ... لم أكن أتصور إنك بهذه الروعة .. لقد جازفت بإسمك وسمعتك لأجل حمايتها .."
قال بصدق :-
" انت لا تعرفين عني أي شيء يا شمس لذا من الطبيعي أن يفاجئك تصرفي .. لا أنكر إنني من منحتك صورة غير لطيفة عني في بداية تعارفنا لكنكِ بدورك لم تحاولي أن تتعرفي على الصورة المغايرة لي .. لم تحاولي أن تري وجهي الحقيقي .."
هزت رأسها موافقة ثم قالت بتصميم :-
" ولكنني سأفعل .. من الآن فصاعدا سأفعل .."
سألها بحاجبين معقودين :-
" ماذا ستفعلين ..؟!"
ردت وهي ترسم إبتسامة هادئة على شفتيها :-
" سأكون زوجة حقيقية ومناسبة .. زوجة تليق بك وبمكانتك ... وسأهتم بك و بمعرفتك عن قرب .. سأكون كما يفترض أن أكون ليس لأجلك فقط بل لأجلي ولأجل حياتنا القادمة .."
انهت كلماتها وفاجئته بإنها سارعت تضم نفسها بين أحضانه وعلى شفتيها ترتسم إبتسامة تشير الى راحتها بقرارها الأخير ..
........................................................................
بعد مرور أكثر من إسبوعين ..
دلفت الى جناحها بملامح سعيدة قبل أن ترمي بجسدها على السرير وهي تهتف بإبتسامة فرحة :-
" وأخيرا عدنا الى المنزل ..."
تأملها وهو يخلع سترته يتبعها بقميصه بينما يشير إليها :-
" لم أتصور يوما أن تفرحي بعودتك الى القصر ..."
اعتدلت في جلستها وهي تقول :-
" رغم كرهي لوجودي هنا في البداية إلا إنني لن أنكر إعتيادي عليه حتى إنني إشتقت له كثيرا أثناء رحلتنا ..."
لقد سافرا لمدة إسبوعين كما وعدها حيث تجولا في فرنسا وإيطاليا .. كانت رحلة أكثر من رائعة حرصت هي خلالها أن تتصرف بكل عفوية ممكنة فساعدتها عفويتها بالإقتراب منه وهو بدوره لم يبخل عليها بأي شيء ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
منحها كل ما يملك من لطف ودماثة وبدا مهتما بإسعادها وإمتاعها فكانا يقضيان اليوم بطوله يتجولان في مختلف الأماكن والوجهات السياحية وقد بدا هو متحمسا ليريها كل شيء ممكن أما الليل فوضعه مختلفا فقيصر كان يمارس الحب معها كل ليلة بشكل يجعلها مقطوعة الأنفاس وهو يمنحها كل ما أمكن من حب وإهتمام ودلال ويغرقها بكلمات الغزل التي تجعلها تحلق عاليا حتى إنها باتت تنتظر الليل بشوق لترتمي بين أحضانه وتنهل من حبه حيث قبلاته الحارة وجسده الصلب الذي يروي عطش جسدها ولسانه الذي يثيرها بكلامه المعسول ...
كانت هذه الرحلة كافية لتغيير زيجتهما مئة وثمانين درجة فكل شيء كان رائعا ومثاليا ...
أفاقت من شرودها على صوته يسألها :-
" أين ذهبت .."
هتفت بجدية :-
" أريد رؤية عائلتي .. اشتقت لهم ..."
اومأ برأسه وقال :-
" سنذهب عندهم مساءا .."
" جيد .. سأنام الآن .."
قالتها وهي تضع كفها على فمها تتثائب بتعب لتسأله بعدها :-
" ألن تنام معي ..؟!"
رد بسرعة :-
" كلا ، سأهبط الى الأسفل وأتحدث مع خالد ببعض أمور الشركة وما حدث بغيابي .."
أومأت برأسها متفهمة ثم رمت بجسدها على السرير تجذب غطائه فوق وتغط في نوم عميق ..
....................................................................
استيقظت مساءا لتجده جانبها يغط في نوم عميق ..
ابتسمت لا إراديا وهي تتأمل وسامته فلمست ذقنه النامية قليلا بأناملها قبل أن تنهض من فوق سريرها بحماس وتستعد لأخذ حماما سريعا ..
خرجت بعد مدة وهي تلف جسدها بالمنشفة فوجدته ما زال يغط في نومه ..
كانت تعلم إنه متعب فلم تشأ أن توقظه ...
اتجهت نحو الخزانة واخرجت ملابسا لها ثم ارتدتها بخفة وحرصت على عدم اصدار صوت كي لا يستيقظ ...
سرحت شعرها ورفعته عاليا ثم ذهبت الى الحقيبة التي اشترت بها هدايا لعائلتها وعائلته وبدأت تخرج الهدايا وتضعهم جانبا إستعدادا لإعطاء كل شخص هديته ..
نهضت بعدها وبدأت تخرج ملابسهما وأغراضهما من الحقائب وتعيد كلا منهم الى مكانه ...
مر الوقت وانتهت من كل شيء فسمعت صوت طرقات على باب الجناح ..
ذهبت تفتح الباب بخفة لتجد الخادمة تخبرها بقدوم موعد العشاء ..
دلفت الى الداخل واتجهت نحو قيصر حيث جلست بجانبه وبدأت توقظه بخفة ..
فتح عينيه أخيرا على صوتها الناعم فمنحها إبتسامة خفيفة قبل ان يعتدل في جلسته وهو يمسح على وجهه يكفيه ...
" غير ملابسك لنهبط سويا ونتناول العشاء ..."
اومأ برأسه متفهما ثم نهض من مكانه وهو يقول :-
" سنذهب بعد العشاء الى عائلتك كما اتفقنا .."
هتفت بجدية :-
" لا داعي للذهاب اليوم .. انت ما زلت متعبا من آثر الرحلة وانا كذلك .. تحدثت مع ماما وأخبرتها إننا سنذهب غدا وهي بدورها تدعونا على الغداء ولا مجال للرفض .."
ابتسم مرددا بتفهم :-
" بالطبع .. والدتك تأمر ونحن نطيع .."
ابتسمت بخفة بينما وقف هو أمام المرآة يحرك أنامله على ذقنه النامية مرددا :-
" يجب أن أحلقها.."
ليتفاجئ بها تخبره وهي تقف خلفه :-
" لا تحلقها .."
نظر اليها بتعجب لتهمس له بخجل :-
" احبها نامية ... اتركها كما هي .."
ابتسم لها ولم يرد حيث اتجه لتغيير ملابسه بينما حملت هي هدايا عائلته معها ..
خرج بعدها الاثنان من الجناح واتجها الى الاسفل وشمس تحمل الهدايا معها ...
وضعت الهدايا على الطاولة التي تتوسط صالة الجلوس وسارت مع زوجها حيث طاولة الطعام ..
ألقت التحية وهي تجلس على الطاولة فرحب الجميع بهما واقتربت دينا من أخيها تحتضنه بسعادة وتقبله والغريب إنها قبلت شمس أيضا ...
الجميع كان سعيدا بعودتهما بإستثناء حوراء التي بدت ملامحها فاترة وهي ترحب بهما ..
انتهى الجميع من تناول الطعام واتجهوا الى صالة الجلوس حيث نهضت شمس وأخذت توزع الهدايا على الجميع فحملت هدية حوراء وتقدمت نحوها بقلق وتردد ومدت يدها بالهدية لتأخذها حوراء على مضض وهي تشير لقيصر :-
" أشكرك أخي الحبيب على الهدية .."
تجاهلتها شمس ولم تهتم حيث عادت تقدم الهدايا لبقية الموجودين الذين شكروها بشدة كما شكروا قيصر ..
اتجهت بعدها تجلس بجانب زوجها وهي تبتسم بسعادة وشعور إنها تتصرف كزوجة لائقة وواعية يعجبها كثيرا ..
..........................................................................
بعد أكثر من شهر ...
وقفت أمام المرآة تضع من عطرها المفضل عندما وجدته يقف مقابلا لها يتأملها بملامح تشع شغفا صريحا ...
احمرت وجنتاها لا إراديا وهي تلتفت نحوه بفستانها الأزرق تسأله رغم معرفتها الجواب مسبقا :-
" هل أبدو جميلة ..؟!"
رد وهو يتفحصها بعينيه الزرقاوين :-
" تبدين رائعة ... جذابة ومثالية .."
ضحكت برقة بينما تقدم هو نحوها محيطا خصرها بذراعيه مائلا نحو شفتيها بنية تقبيلها لكنها منعته وهي تضع أنامله على فمه تخبره بتمنع محبب :-
" ليس الآن يا قيصر .. عندنا حفلة لا يجب أن نتأخر عليها .."
بدا الانزعاج على وجهه لكنه ابتسم وهو يومأ برأسه قبل أن يسألها :-
" هل إنتهيت إذا من كل شيء لنرحل .."
أومأت برأسها وهي تتجه لتحمل الحقيبة الصغيرة وتخبره :-
" انا جاهزة .."
أحاط ذراعها بذراعه وسارا سويا خارج الجناح بينما قيصر يتأملها بين الحينة والآخر دون أن يمل أو يشبع من جمالها المبهر ..
لو أخبره أحدا يوما إنه سيكون أسير هذه الحمراء الصغيرة لدرجة تجعله لا يكتفي منها مهما حدث ما كان ليصدق ...
لكن كل يوم يقضيه معها يجعله يشعر وكأن كل أيام عمره قبلها ضاعت هباء وإن جميع نساؤه قبلها كن مجرد ماضي لا يتذكره حتى فهو وجد معها ما يجعله لا يرى سواها ...
وصلا أخيرا الى الحفلة ليجد أفراد عائلته سبقوه في الوصول ...
وقف بجانبها بعد مدة يتحدث مع مجموعة من معارفه عندما انتبه الى تارا التي دلفت الى الحفلة فرأى زوجته تبتسم لها بمحبة صادقة وهي تشير لها بكفها لتتقدم الأخيرة نحوهم حيث تتبادل القبلات مع زوجته قبل أن تحييه بفتور يدرك سببه ..
انسحبت شمس بعدما إستأذنته وسارت بجوار تارا تتحدث معها بحماس وقد أدرك منذ مدة إن الاثنتين باتت تجمعهما صداقة وطيدة لا يفهم كيف بدأت لكنه لا يهتم فرغم كل شيء هو يثق بتارا جيدا ولا يمانع أن تكون صديقة حميمية لزوجته التي يعرف جيدا كم إنها اجتماعية وتحب تكونين علاقات مع الجميع ...
وقفت شمس بجانب تارا وهي تثرثر معها في عدة مواضيع عندما وجدت تارا تشير فجأة ناحية زوجها وإحدى الشابات الملتصقات به ..
تغضن جبين شمس وبدا الغضب يظهر عليها عندما همست لها تارا :-
" ماذا تنتظرين ..؟! اذهبي وخذي زوجك منها .."
هزت شمس رأسها موافقة وسارت بخطواتها الواثقة نحو زوجها بينما ابتسمت تارا بخفة قبل أن تحرك وجهها للجانب الآخر لتتلاقى عينيها بعيناه اللاتي تتأملانها بثبات فتمنحه نظرة ثابتة صلبة قبل أن تشيح بوجهها بعيدا ..
وقفت شمس بجانب زوجها تمنح الفتاة الملتصقة به إبتسامة صفراء قبل أن تهمس لزوجها ببضعة كلمات فيعتذر الى الفتاة وينسحب من أمامها سائرا بجانب زوجته ..
" يا إلهي كم إنها بغيظة .."
هتفت بها شمس وهي تسير بجانبه ليبتسم بخفة وهو يسألها رغم إدراكه جيدا من تقصد :-
" من تقصدين ..؟؟"
ردت بفتور :-
" تلك التي كانت تقف وتتحدث معك .."
" هل تغارين يا شمس ..؟!"
سألها بجدية لتهتف بغيظ مكتوم :
" لا أغار .. مع إنه يحق لي ذلك .. "
" بالطبع يحق لك .."
قالها بمكر وهو بالكاد يكتم إبتسامته من الغيرة والغيظ الواضحين على ملامحها ونظراتها التي تكاد تقتله بينما همست هي بضيق :
" إنها تلتصق بك بشدة .. ألا يكفي محاولاتها الصريحة للفت انتباهك في بداية الحفلة ..؟! "
ثم أكملت وكأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه :
" من الطبيعي أن أغضب .. فهذا يقلل من قيمتي وكرامتي كثيرا .."
قال بجدية وصرامة :
" قيمتك وكرامتك محفوظتين يا شمس .. لا أحد يستطيع المساس بهما طالما أنا موجود وانتِ تعرفين ذلك جيدا .."
ثم أكمل بهدوء صلب :
" إنها مجرد أنثى تحاول لفت انتباه أي رجل مهم تجده أمامها .."
أردف بجدية وهو يشير خلفها :
" هاهي تلتصق بخالد بعدما رحلت متحججة بالعمل الذي يجمعنا .."
قالت بسرعة :
" لتلتصق بخالد كما تشاء .. المهم أنت .. لا اسمح لها بالتقرب منك .."
ابتسم بخفة وقال :
" اذا كنت لا تطيقين قربها مني الى هذه الدرجة فإبقي بجانبي وحينها لن تستطيع القرب مني خاصة مع نظراتك تلك التي بالتأكيد ستنال منها الكثير .."
" ما بها نظراتي ..؟!"
سألتها بضيق ليرد وهو يبتسم بخفة :
" رائعة خاصة عندما تصبح شرسة مثلما أصبحت منذ قليل .."
ابتسمت بخجل بينما نظر هو الى خجلها النادر وهو يتنهد تنهيدة ثقيلة متمنيا أن تبقى الاوضاع بينهما هادئة مثل هذه الأيام ..
جذبها من ذراعها محيطا خصرها بذراعه مرددا بخفوت بجانب اذنها :
" كأنكِ اكتسبتِ قليلا من الوزن .. ؟! "
هتفت بإنزعاج :
" هل تقصد إنني أتناول طعاما كثيرا ..؟!"
رد بصدق :
" ليس هذا ما أقصده بل أود القول إن جسدك يزداد جمالا مع مرور الوقت .."
ابتسمت بهدوء ثم ردت :
" ربما لإنني أصبحت أمارس الرياضة مع ربى بإستمرار .."
" ربما حقا .."
قالها بهدوء وهو يسير معها نحو احدى الطاولات ليسحب لها الكرسي فتجلس عليه بينما يجلس هو بجانبها مبتسما لها بهدوء متأملا جمالها الجذاب ..
بعد لحظات جاء خالد يجلس جانبهما وقد بدا الضيق واضحا على ملامحه ليسأله قيصر بمكر :-
" من الجيد إنك إستطعت الهرب منها .."
لم يبال خالد بحديثه فهو يشعر بالغضب الشديد هذه اللحظة بعدما رأى تارا تتحدث مع أحد الرجال الموجودين في الحفل بل وتضحك معه بصوت عالي ..
عاد ينتبه الى ابن عمه الذي كان يهمس لزوجته ببعض الكلمات فتبتسم الأخيرة بخجل واضع ليشعر رغما عنه بالسعادة لأجل قيصر الذي لم يتصور يوما أن يصبح هكذا ..
....................................................................
إحتضنها بقوة بين ذراعيه وهو يطبع قبلاته الرقيقة على جانب وجهها بين تحرك هي وجهها بخفة على صدره كالقطة ...
ابتسم وهو يشدد من إحتضانها وما جمعهما قبل قليل من لحظات مجنونة يسيطر على عقله بشدة لدرجة يرغب بتكرار تلك اللحظات مجددا لكنه يخشى عليها ألا تتحمل أكثر فجسدها تحيل للغاية وما زال يشعر بها صغيرة أمام مشاعره الثائرة ورغبته الجنونية بها ..
" قيصر .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سمعها تهمس بإسمه فرد :-
" نعم يا شمس .."
" هل انت سعيد بزواجك مني ..؟!"
فاجئه سؤالها ولم يتوقعه مطلقا وأسعده فكرة إنها تهتم لسعادته فسألها مراوغا :-
" هل تهمك سعادتي يا شمس ..؟!"
هتفت بضجر :-
" أجب على سؤالي من فضلك .."
أطلق تنهيدة طويلة ثم هتف بصدق :-
" حتى هذه اللحظة أنا أسعد ما يكون .."
" لكنك لم تكن كذلك في الأيام الاولى من زواجنا .."
رد بصدق :-
" نعم فأنتِ كنتِ تتصرفين بجنون غريب في تلك الأيام ... كنت مزعجة بحق .."
ابتسمت والغريب إنها لم تنزعج من كلامه فهي تدرك إنها كانت لا تطاق في تلك الأيام ..
سألته مجددا :-
" ألا تستغرب تغييري بعدها ..؟! يعني ألا تفكر كيف تغيرت فجأة ..؟!"
رد وهو يسير بإصبعه على بشرة ذراعها :-
" نعم فكرت أحيانا ولكنني فسرت إن تصرفاتك في تلك الفترة نابعة من إستغرابك للتغيرات الكثيرة التي طرأت على حياتك بسرعة شديدة .."
ابتسمت ولم تجيب فسألها مهتما :-
" أليس تفكيري بصحيح ..؟!"
رفعت جسدها قليلا وهي تقبض على الغطاء جيدا وتهمس بثقة :-
" في الحقيقة هناك عدة أسباب لكن أهمها إنني إكتشفت إنك لست سيئًا أبدًا وإنني لا أكرهك كما كنت أظن .."
" وهل كنت تظنين إنك تكرهينني ..؟!"
سألها بملامح متجهمة لتومأ برأسها قبل ان تجيب بصدق :-
" دوما كنت أظن كذلك حتى اكتشفت العكس .."
سألها متلهفا :-
" وما هو العكس ..؟!"
ردت وهي تهز كتفيها :-
" إنتي لا أكرهك أبدا .. "
أضافت تسأله :-
" وأنت ..؟! هل كنت تكرهني ..؟!"
رد بسرعة :-
" لم أكرهك يوما وهذا كان واضحا على ما اظن .."
" إذا ما هي مشاعرك نحوي ..؟!"
سألته وعيناها تلمعان بقوة لتضطرب ملامحه دون رد فتهتف فجأة :-
" هل تعلم إنني تحدثت مع فادي ..؟!"
تجمدت ملامحه للحظات قبل أن يسألها بغضب مكتوم :-
" متى وكيف ..؟!"
أجابته :-
" منذ مدة طويلة .. في بداية زواجنا ... اعتذر مني وأخبرني إنه لم يكن يقصد ما فعله وإنه لم يكن يراني أنا بل كان يرى أخرى بي ..."
هز قيصر رأيه ولم يعلق فسمعها تهمس وعيناها تلمعان بمكر :-
" وأخبرني شيئا آخرا أيضا ..."
بدا الإهتمام على وجهه وهو يسألها :-
" ماذا أخبرك أيضا ..؟!"
أجابته بدلال متعمد :-
" أخبرني إنك تحبني .. تحبني كثيرا ولهذا تزوجتني .."
سيطر الجمود على ملامحه فإكتفى بإيماءة من رأسه دون تعليق لتهتف فجأة:-
" قيصر انا حامل ..."
اختفى الجمود من فوق ملامحه في لحظات ليسألها بدهشة :-
" ماذا قلت ..؟!"
ردت بإبتسامة سعيدة :-
" انا حامل .."
ارتجف جسده وهو يسألها بتوسل :-
" هل أنت متأكدة ..؟! هل قمت بتحليل دم ..؟!"
قاطعته بسعادة :-
" بالطبع متأكدة .. لم أكن لأخبرك حتى أتأكد اولا .."
سيطرت السعادة على ملامحه فجذبها يعانقها بفرحة لا ارادية قبل ان يهمس :-
" الحمد لله .. الحمد لله .. لقد تحقق حلمي أخيرا .."
سألته بصوت مبحوح :-
" ألهذه الدرجة كنت تنتظر حملي ..؟!"
ابتسم وهو يربت على وجهها :-
" أكثر مما تتصورين .. لطالما إنتظرت اللحظة التي سأحصل بها على طفل يحمل اسمي ويرث ما أملكه مستقبلا .."
عقدت حاجبيها تهتف بضيق :-
" قد تكون فتاة وليس صبيا .."
ابتسم بخفة وقال :-
" أشعر إنه صبي يا شمس ... "
" هل تنزعج لو جائت فتاة ..؟!"
سألته بعدم تصديق ليرد بسرعة :-
" إطلاقا .. لا أنكر إنني أتمناه صبي ولكن حتى لو كانت فتاة سأفرح بالطبع بها بل وسأدللها كثيرا خاصة إذا جائت تشبهك .."
ابتسمت بسعادة قبل أن تسأله :-
" ماذا سنسميه اذا كان صبيا ..؟! وماذا سنسميها اذا كانت فتاة ..؟!"
تنهد بسعادة وهو يرد :-
" مع إنه لا زال الوقت مبكرا على هذا لكن إن جاء صبي فسأمنحه إسم والدي رحمه الله .. سأسميه فريد .. فريد قيصر عمران ..."
الفصل التاسع والثلاثون والأخير
بعد عدة أشهر ...
كانت تجلس في حوض الإستحمام المملوء بالمياه الدافئة وفقاعات الصابون ..
تحاول الاسترخاء قليلا فالحمل يتعبها كثيرا حتى إنها لم تنم طيلة الليلة السابقة بسبب التعب ...
حاولت أن تهدئ نفسها متذكرة إنه لم يتبق سوى أيام قليلة فهي في شهرها الأخير بالفعل ..
أغمضت عينيها تستمتع قليلا بتلك الراحة التي انسابت بجسدها والناتجة من دفء المياه العطرة ...
ابتسمت بخفة وهي تنثر القليل من المياه على وجهها ثم ما لبثت ان شردت في طفلها القادم والتي رفضت بتعنت معرفة جنسه رغم إصرار زوجها على ذلك لكنه إضطر الى مسايرتها وإنتظار يوم الولادة للكشف عن جنس وليده المنتظر ...
تلك الأشهر الفائتة ازدادت علاقتها عمقا مع زوجها الحبيب وباتت مشاعرها نحوه واضحة فأدركت بوضوح إنها تحبه .. نعم أحبته بكل ما فيه حتى بغروره وتعنته المزعج أحيانا ...
أحبت إهتمامه الصادق بها وتدليله لها طوال فترة حملها ... أحبت كيف يعاملها كطفلة حين يتطلب الأمر ويعاملها كإمرأة كبيرة واعية في ظروف أخرى ..
أحبت كيف يفهم عليها ويستوعب تقلباتها بل وأسباب غضبها في كثير من الأحيان ...
أغمضت عينيها وهي تبتسم بسعادة باتت تحيط بها منذ أشهر رغم إن هناك شيء واحد ينغص عليها كل هذه السعادة ..
لم ينطقها ولو لمرة واحدة .. لم يخبرها إنه يحبها رغم إن كل أفعاله تدل على ذلك .. رغم إن إختيارها هي دونا عن غيرها كزوجة له يدل على ذلك .. رغم إن تحمله لها وإصراره على الزواج منها يدل على ذلك ومع هذا تظل رغبة الأنثى داخلها في الحصول على إعتراف صريح منه تلح عليها وهي تدرك إن غروره وكبريائه يمنعه من نطقها خاصة وهي بدورها لم تنطقها حتى الآن ..
قررت النهوض أخيرا فنهضت من مكانها وجذبت المنشفة تجفف جسدها قبل أن ترتدي روب الإستحمام الخاص بها ..
خرجت من الحمام وهي تحيط شعرها الطويل بالمنشفة ...
حملت هاتفها تعبث به عندما انتبهت لتلك الصور المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي ..
صور لزوجها من سهرة البارحة التي لم تحضرها بسبب تعبها ولكن ليس هذا المهم فصور زوجها تنتشر بين الحينة والآخرى على مواقع التواصل لكن وجود عشيقته السابقة جانبه في أكثر من لقطة وهي تبتسم بإنتشاء عكر مزاجها تماما وجعل الغضب يصل ذروته عندها ..
حاولت التماسك قليلا فألقت الهاتف على سريرها ثم فتحت المنشقة فوق شعرها الذي انسدل على ظهرها بدوره ..
جذبت الفرشاة تسرح شعرها بعنف لم تنتبه له حتى استوعبت ما تفعله فبدأت تسرحه بهدوء محاولة السيطرة على غضبها من وجود تلك الريتا معه في مكان واحد بل وصورة لها تقف جانبه بكل ثقة وخيلاء ...
انتهت من تسريح شعرها فرفعته على هيئة ذيل الحصان ثم أخرجت من خزانتها فستانا أصفرا متوسط الطول إرتدته وارتدت معه حذاء مسطح كعادتها في الأشهر الأخيرة من حملها ...
قررت الخروج من غرفتها والذهاب الى صالة الجلوس علها تخفف من ضيقها وشعور الإختناق الذي ملأها بسبب هذه الصور ..
وصلت هناك فوجدت التوأم غيث ورانسي يتشاجران على شيء ما كالعادة ودينا تحاول حل النزاع بينهم ..
جلست على الكرسي تتابعهم بذهن شارد عندما جاءت لميس بعد مدة وألقت التحية ثم جلست معها تسألها عن أحوالها قبل أن تبدئان التحدث سويا بأشياء مختلفة وقد شاركتهما دينا ورانسي الحديث بعد رحيل غيث ..
مر الوقت وجاء كلا من خالد وقيصر الذي تقدم نحوها يربت على شعرها ويسألها عن أحوالها فأجابته بوجه خالي من التعابير ونبرة مقتضبة إنها بخير ...
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ذهب لتغيير ملابسه فلم تتبعه حيث ترتكته يذهب لوحده ليعود بعد مدة وهو مرتدي ملابس مريحة ليتجه الجميع بعدها نحو طاولة العشاء مع غياب حوراء التي تقضي الفترة الحالية مع والدتها ...
بعد مدة دلفت شمس الى جناحها يتبعها قيصر الذي وقف في منتصف الجناح يتأملها وهي تخلع فستانها وترتدي بيجامتها نيابة عنه قبل أن تندس داخل السرير وترمي الغطاء فوقها دون أن تنطق كلمة واحدة ...
خلع هو الآخر ملابسه وارتدى بيجامته واندس جانبها يتأملها بصمت قبل أن يقول بجدية :-
" شمس ... "
فتحت عينيها تنظر إليه بصمت فسألها وقد أصبح يحفظ كل تقلباتها :-
" مالذي يزعجك ..؟!"
ردت كاذبة :-
" لا شيء .."
هتف بجدية :-
" أعلم إن هناك ما يزعجك .. أخبريني ماذا هناك ..."
تنهدت وهي تدرك جيدا إنه لن يتركها حتى يعرف ما بها فتحدثت قائلة :-
" تلك السخيفة .. ماذا كانت تفعل معك ..؟!"
رفع حاجبه يتسائل بدهشة :-
" من تقصدين ..؟!"
ردت بضيق :-
" ريتا هانم .. رأيتها تجاورك في تلك الصور وتبتسم كالحرباء .."
ضحك رغما عنه وقال من بين ضحكاته :-
" ريتا كانت ضيفة في الحفلة مثلي تماما وتلك الصور عادية للغاية .."
" هل كان من الضروري أن تلتقط صورا معها ..؟!"
سألته بحنق واضح ليبتسم وهو يجيب :-
" كل شيء حدث بالصدفة ولم يكن بوسعي أن أرفض إلتقاط تلك الصور .."
" إنها عشيقتك السابقة .. هل تدرك ذلك ..؟!"
سألته بغيظ ليرد بجدية :-
" أنتِ قلتيها .. السابقة ... انتهت من حياتي منذ زمن .."
ردت بعناد :-
" حتى لو .. لا أحب أن تلتقي بها او تتحدث معها او تنظر إليها ولو بالصدفة حتى .."
ابتسم بخفة ولم يرد بينما همست هي بتردد :-
" ألن تفعلها مجددا ..؟! ألن تعود الى علاقاتك السابقة ، أليس كذلك ..؟!"
تنهد وقال :-
" أنت من ستجيبين على هذا السؤال يا شمس ..؟! هل تظنين إنني سأفعلها يوما ..؟!"
صمتت للحظات قبل أن تجيب بثقة نابعة من داخلها :-
" كلا لن تفعلها ..."
ابتسم ملأ فمه وقال بفخر منها ومن ثقتها الواضحة به :-
" هذه هي زوجتي الجميلة الواثقة من نفسها .."
" هل لي أن أسألك سؤالا مهما ..؟!"
هتفت بها فجأة ليومأ برأسه يخبرها أن تسأل فتهمس بإضطراب :-
" مالذي يجعلك لا تفعلها ..؟! يعني لماذا لا تخونني ...؟! دعني أسألك بصيغة مختلفة .. ما سبب إهتمامك بي ورعايتك وتدليلك لي ..؟! أخبرني يا قيصر .. لم كل هذا ..؟! "
" ألستِ زوجتي يا شمس ..؟! أليس من الطبيعي أن أهتم بكِ وأراعيكِ وأدللكِ ..؟! أليس من الطبيعي أن أخلص نحوك ..؟! أليس هذا واجبي نحوك ..؟!"
سألته بتعب :-
" فقط لإني زوجتك ..؟!"
ابتسم وقال :-
" أليس هذا بكافي ..؟!"
هزت رأسها نفيا وعادت تسأله :-
" يعني لو تزوجت سواي ، هل كنت ستتعامل معها بنفس الطريقة ..؟!"
تنهد مفكرا إنه لو تزوج سواها ما كان ليشعر نحوها بكل هذا الشغف والإهتمام .. ما كان ليعشق رؤيتها ويتلهف لإنهاء عمله بسرعة لإجل العودة الى القصر والبقاء معها ..
مشاعره اتجاهها قوية وهي تدرك ذلك ...
هو ليس بغبي ليفهم ما تريده منه ..
وفي داخله هو يعلم إن ما يشعره نحوها ليس عاديا ..
وإن مشاعره نحوها أقوى مما كان يظن ...
في بادئ الأمر ظن إن كل شيء يحدث بفعل الرغبة ..
ظن إن رغبته هي من تحركه ..
لكن مع مرور الوقت أدرك إن ما يجمعه بها أكبر من مجرد رغبة وقتية زائلة ...
هو لم يجرب الحب يوما ولم يظن إنه سيفعل لكن مع كل يوم يقضيه معها تزداد قوة مشاعره نحوها ويتأكد إنه يحبها ورغم هذا لم ينطقها بعد ولا يعرف لماذا ...
" لماذا لا تجيب ..؟!"
سألته بإصرار ليطلق تنهيدة طويلة قبل أن يجيب بصدق :-
" كلا يا شمس ..لم أكن لأتعامل معها بنفس الطريقة لإنك مختلفة .. لإنك شمس يا شمس .. لإنك تعنين لي الكثير ولإنك وحدك من أحب أن أتعامل معها هكذا وأهتم بها على هذا النحو ..."
صمت قليلا ثم قال بغموض :-
" لإنك لا تشبهين أي أنثى دخلت حياتي ولن تشبهين ... "
ابتلعت ريقها من قوة المشاعر التي ظهرت بعينيه وتمنت في تلك اللحظة لو تخبره إنها تحبه بشدة لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة فهي لن تقولها قبل أن ينطقها هو مهما حدث ..
....................................................................
بعد مرور يومين ..
دلفت الى غرفة مكتبه وهي تحمل صينية تحتوي على فنجان قهوة طلبه من الخادمة ...
ما ان رأها وهي تدلف إليه حاملة تلك الصينية حتى نهض مسرعا يأخذ الصينية منها ..
ابتسمت له وهي تسير جواره قبل أن تقف جانبه تتأمل تلك الأوراق المهمة للغاية والتي تعود لإحدى صفقاته الجديدة ...
هتفت بعدما وجدته يجلسها على كرسيه كي لا يتعبها الوقوف :-
" ضع في بالك إنني سأعود الى العمل بعد ولادتي بفترة قصيرة .."
مازحها قائلا :-
" تقصدين إنك ستبدئين العمل بعد ولادتك فأنتِ لم تكوني تعملي من الأساس ..."
تغضنت ملامحها بضيق قبل أن تهز كتفيها مرددة ببساطة :-
" لا يوجد فرق .."
هتف وهو يضحك بخفة :-
" حسنا .. مكتبك ينتظرك بالطبع بل الشركة كلها تحت أمرك .."
ابتسمت برضا ثم قالت وهي تنهض من مكانها :-
" سأتركك تعمل على راحتك .."
توقفت مكانها ثم إستدارت نحوه بعد لحظات تخبره بتردد :-
" ألن تسمح لوالدتك بالعودة الى القصر ..؟!"
نظر لها متعجبا مما قالته فهذه المرة الأولى التي تتناقش معه بشأن هذا الموضوع ...
منحها تنهيدة طويلة ثم قال بصدق :-
" لا أعلم .. يزعجني غيابها عن القصر لكن وجودها يسبب المشاكل .. هي لا ترتاح إلا عندما تفتعل المشاكل مع هذا وذاك .."
تقدمت نحوه تخبره بجدية وهي تلمس خده بأناملها :-
" إذا كان من أجلي فأنا أعرف جيدا كيف أحمي نفسي بل أسترد حقي ممن يفكر بإيذائي .."
غمز لها مشاغبا :-
" أعلم إن زوجتي قوية ولا خوف عليها ..."
ما إن أنهى كلماته حتى شعر بملامح وجهها تنكمش للحظات ..
هم بالتحدث لكن صرختها جعلته ينتفض من مكانه يصيح بفزع :-
" ماذا هناك ..؟!"
أجابت وهي تشعر بألم شديد في بطنها :-
" ألم شديد .. ألم لا يحتمل .."
لحظات قليلة وعادت تصرخ بصوت أعلى :-
" هناك شيء ما ينزل مني ... "
" شمس .. انت تلدين ..."
قالها بقلق وهو يقترب منها يمسك يدها بيده ويجلسها على الكرسي ولا يعرف ماذا يفعل ..
" قيصر .. انا اموت .."
هتف بسرعة :-
" بعيد الشر عنك حبيبتي ... يا إلهي ماذا أفعل .."
صاحت بعدم تصديق رغم وجعها الشديد:-
" قيصر هل تحبني ..؟!"
لكنه لم ينتبه لها بل سارع يخرج من المكتب ينادي على الخادمة يطلب منه أن تنادي زوجة عمه لتتصرف ...
عاد مسرعا نحوه يقبض على كفها بمؤازرة يخبرها بخوف :-
" اهدئي حبيبتي .. ستكونين بخير .."
" قيصر انا أتألم .. ارجوك ساعدني .."
قالتها والدموع تهطل من عينيها بغزارة فشعر بألم شديد قبل أن يهمس بسرعة :-
" انهصي سآخذك الى المشفى .. ماذا ننتظر نحن أصلا ..؟!"
حاولت النهوض فقبض على كفها يساعدها بينما جاءت زوجة عمه في نفس الوقت خلفها لميس ..
تقدمت علياء تسندها من الجهة الأخرى بينما شمس تبكي بفزع حقيقي ...
لا تعرف شمس كيف وصلت الى السيارة حيث جلست بجانبها علياء بينما جاورت لميس قيصر الذي جلس في كرسي القائد ...
في الخارج ركبت دينا مع خالد بعدما أيقظته تتوسله أن يأخذها الى المشفى خلفهم...
كانت شمس تصرخ من شدة الألم وتبكي فيزداد توتر قيصر عندما همست له لميس برفق :-
" اهدأ يا قيصر .. ستكون بخير ان شاءالله .. فقط انتبه على الطريق .."
" امي .. اريد امي .."
قالتها شمس من بين بكائها ليشتم قيصر قبل ان يردد :-
" لقد نسينا والدتها يا لميس ... "
أضاف وهو يحاول إخراج هاتفه من جيبه لكنه تذكر إنه نسيه في القصر ...
نظر الى لميس بحيرة قبل أن تهتف الأخيرة بسرعة :-
" سأتصل بالخدم وأجعلهم يتواصلون معهم ويخبروهم بعنوان المشفى .."
وبالفعل فعلتِ لميس ذلك بينما زاد قيصر من سرعة سيارته وهو يستمع الى صراخ شمس وبكائها المؤلم ...
......................................................................
في المشفى ..
وقف قيصر خارج الغرفة التي تمكث بها شمس والقلق ينهشه بقوة بينما تجلس علياء مقابلة له تقرأ بعض الآيات والأدعية ...
كانت لميس تراقبهما بقلق هي الأخرى عندما جاءت دينا راكضة خلفها خالد ...
سألتهم دينا عن أحوالها قبل أن تحتضن قيصر بقوة وهي تشعر به خائفا لأول مرة بهذا الشكل ...
جلست دينا بجانب لميس تدعو لها أن تنهض سالمة بينما ابتسم خالد لقيصر هامسا له بدعم :-
" ستقوم بالسلامة بعدما تنجب لك وليدا رائعا باذن الله ..."
ربت قيصر على كتفه وهو يبتسم له ممتنا رغم خوفه الشديد ...
بعد لحظات وجد احدى الممرضات تخرج من غرفتها تشير إليه :-
" زوجتك تريدك .."
ارتبك قيصر قليلا لكنه سارع يرتدي تلك الملابس الواقية قبل أن يدلف لها فيجدها محاطة بالطبيبة وبعض الممرضات تصرخ لحظات وتتوقف لحظات اخرى عندما يهدأ الألم ..
هتفت لاهثة ما إن رأته :-
" قيصر .."
قبض على كفها محاولا دعمها هامسا لها :-
" ستكونين بخير .."
همست باكية :-
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" انا خائفة .. أشعر إنني سأموت .."
قال بسرعة وفكرة فقدانها تفزعه :-
" بعيد الشر عنك يا روحي .. لن يصيبك مكروه ابدا بإذن الله .."
سألته من بين أوجاعها :-
" هل ستتزوج بعدي إن مت ..؟! هل ستفعلها يا قيصر ..؟!"
كتمت الطبيبة ضحكتها بينما نظر هو إليها ببلاهة لتصرخ بألم :-
" هل ستفعلها .. ؟! هل ستتزوج من بعدي ..؟! لماذا لا تجيب ..؟!"
هتف يجيبها بسرعة :-
" لن أفعلها يا شمس .. اهدئي حبيبتي .. ستصبحين بخير ... "
" انا أتألم يا قيصر .. افعل شيئا .. أتوسل إليك .."
كانت ترجوه كطفلة صغيرة فإقترب منها يحتضنها بقوة وهو يضغط على كفها يهمس لها :-
" لا تخافي يا صغيرتي .. ستقومين بخير .. سالمة ان شاءالله .."
اضاف بلا وعي وتلك اللحظة آثرت به بقوة :-
" انا هنا معك يا شمسي .. سأبقى معك حتى تلدين طفلنا يا حبيبتي .. انا دائما جانبك ومعك .. احبك .."
نظرت إليه بعينين دامعتين تهمس بنبرة مرتجفة :-
" قلت إنك تحبني .. لقد قلتها أنت اولا .. سمعتها ... "
ابتسم يربت على وجهها يهمس بصدق :-
" احبك يا شمس .. احبك كثيرا .. احبك منذ وقت طويل ... اسف لتأخري في قولها .."
" وانا احبك كثيرا .."
قالتها وهي تقبل شفتيه برقة لتشيح الطبيبة والممرضة التي تجاورها وجهها بحرج بينما عادت شمس تصرخ من شدة الألم ..
خرج قيصر بعد لحظات وقلقه ازداد اضعافا ليجد والدتها وأختها وأخيها قد وصلوا .. ركضت والدتها نحوه تسأله بقلق عنها فحاول طمأنتها ...
دلفت والدتها بعدها إليها ورافقتها أثناء ولادتها التي إستمرت حتى ساعات الفجر الأولى حتى صدح صوت طفل صغير يبكي في ارجاء المكان ..
انتفض قيصر من مكانه على صوت الصغير وكذلك فعلت ربى ودينا ...
ابتسم خالد بسعادة وتنهدت لميس براحة عندما خرجت الممرضة وهي تحمل طفلا صغيرا ملفوفا بلحاف بسيط فتتقدم ناحية قيصر الذي إستقبل الصغير بلهفة قبل أن يسمع الممرضة تبارك له :-
" مبارك لك يا بك .. جاءتك فتاة كالقمر .."
تأمل قيصر وجه الصغيرة المحمر بشدة بلهفة شديدة قبل أن تدمع عيناه لا إراديا وهو يرى طفلته .. ابنته محمولة بين ذراعيه ..
طبع قبلة بطيئة على جبينها قبل أن يهمس بخفوت :-
" الحمد لله .. أنرتِ الدنيا يا حبيبة والدك ..."
................................................................................
في صباح اليوم التالي ..
كانت شمس تحتضن الصغيرة بين ذراعيها وهي تتأملها بعينين متسعتين لا تصدق إن تلك الكتلة الصغيرة الرائعة هي ابنتها ...
همست مجددا وهي تتأمل وجنتيها المنتفختين وفمها الصغير :-
" جميلة .. جميلة حقا ..."
" بالطبع فهي تشبهني .."
قالتها ربى ممازحة بينما هتف أسامة بجدية :-
" ولم تشبهك انتِ ...؟! ستشبه والدتها ... "
كان قيصر يقف مستندا على الحائط خلفها يتابعها وهي تحمل الصغيرة بين ذراعيها بلهفة شديدة وتتأملها منذ أكثر من ربع ساعة بنفس اللهفة وعدم التصديق ...
كانت كلا من علياء ووالدتها تجلسان على الكنبة مقابلها في الجناح الفخم الذي أعد لها ...
لميس وخالد يقفان على الجانب الآخر ومعهما دينا ...
قالت لميس وهي تبتسم وتتقدم نحو شمس تتأمل الصغيرة :-
" إنها رائعة حقا .. "
ثم انتبهت الى الصغيرة التي فتحت عينيها فظهرت خضراوين صافيتين :-
" يا إلهي ما أجملهما .. قيصر انظر .. عيناها خضراوان رائعتان .. "
أضافت علياء التي نهضت من مكانها تنظر الى الصغيرة التي سرقت قلوب الجميع :-
" ماشاءالله .. بالفعل عيناها رائعتان .."
تقدم قيصر ينظر اليها مجددا والى ملامحها الرائعة حيث بشرتها ناصعة البياض كوالدتها وشعرها بلونه البني المحمر يماثل لون شعر والدتها لكنه أغمق قليلا وعينيها الخضراوين كعيني ربى خالتها ...
كل شيء فيها رائعا حقا ..
ابتسم لها بصفاء عندما سمع دينا تسألهما بفضول :-
" ماذا ستسمونها ..؟!"
نظرت شمس الى قيصر الذي قال :-
" اسمحي لي أن أسميها ..؟!"
ابتسمت له موافقة فهمس :-
"سأسميها إيلينا .. يعني بريق الشمس ..."
نظرت اليه شمس بحب بينما هتفت لميس بإعجاب :-
" أووه إسم رائع ومعناه أروع .. بريق الشمس .. كم هذا جميل ومؤثر .."
خجلت شمس لا إراديا بينما نهض خالد من مكانه مباركا لهما مجددا قبل ان يهتف :-
" سأذهب الآن الى الشركة لأتفقد أحوالها وسأعود مساءا مجددا ومعي غيث ورانسي .. رانسي اتصلت بي عشر مرات حتى الآن كي تأتي وترى الصغيرة .."
قالت لميس بدورها :-
" خذني معك يا خالد .. هل ستأتين يا دينا ..؟!"
رفضت دينا :-
" كلا سأبقى هنا وأرحل فيما بعد مع الخالة علياء ..."
خرجا لميس وخالد بعدما ودعوهم مجددا بينما أشار قيصر الى أسامة :-
" تعال معي يا أسامة ... سنذهب ونجلب الفطور للجميع من أحد المطاعم القريبة .."
خرج قيصر وأسامة حيث اتجها ليجلبا الفطور من أحد المطاعم القريبة بينما عادت شمس تنظر الى الصغيرة بسعادة قبل ان تطبع قبلة خفيفة على وجنتيها ..
.............................................................................
مر الوقت سريعا عندما وصلت كوثر مع حوراء الى المشفى ..
دلفت كوثر الى الجناح الذي تمكث به شمس وكلها لهفة لرؤية حفيدتها لتجد شمس والصغيرة ومعهما قيصر ووالدة شمس وربى ..
" مساء الخير ..."
قالتها كوثر بتردد لينهض قيصر من مكانه يستقبلها بسرعة حيث فاجئته والدته وهي تحتضنه وتبارك له وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها ...
ابتسم قيصر لها إبتسامة صادقة قبل أن يتجه نحو الصغيرة ويحملها بين ذراعيه ويتقدم بها نحوها يعرفها :-
" انظري الى حفيدتك يا كوثر هانم .. أسميتها إيلينا .. جميلة أليست كذلك ..؟!"
همست كوثر بعينين دامعتين وهي تأخذ الصغيرة منه تحملها بين ذراعيها وتطبع قبلة دافئة على جبينها :-
" رائعة .. ماشاءالله .. حفظها الله لك يا بني ... مبارك لك يا حبيبي .."
ثم أشارت الى حوراء تخبرها :-
" انظري اليها يا حوراء .. كم هي جميلة .."
تأملت حوراء الصغيرة بعينيها فشعرت بحبها يغزو قلبها لتهمس وهي تلمس على شعرها :-
" إنها بالفعل رائعة .."
ثم اتجهت نحو قيصر تحتضنه قائلة :-
" مبارك لك ما آتاك يا أخي .."
ربت قيصر على ظهرها يبتسم لها بمحبة ..
تقدمت كوثر نحو شمس التي تراقبها بتردد رغم شعور السعادة الذي غزاها عندما رأت فرحة كوثر بحفيدتها ..
وضعت كوثر الصغيرة في مكانها ثم استدارت نحو شمس حيث انحنت نحو تقبلها بخفة وهي تبارك لها ..
ابتسمت شمس بصدق وفعلت كذلك مع حوراء التي باركت لها على مضض ...
ألقت كوثر التحية على والدة شمس وأختها برسمية وفعلت كذلك حوراء قبل أن تجلس الإثنتان قليلا معهم ..
خرجتا بعد مدة بعدما ودعا الصغيرة ليتبعهما قيصر الذي قبض على كف والدته يهمس لها :-
" عودي الى القصر يا أمي .. أريد لإبنتي أن تكبر في قصرنا بوجود جدتها ..."
ابتسمت كوثر بإمتنان فسارعت تحتضنه بينما تقابلت عيني قيصر بعيني حوراء التي همست له شاكرة وقد رأى الدموع تترقرق داخل عينيها ...
.......................................................................
في نفس اليوم مساءا ..
" إنها رائعة .."
هتفت بها تارا وهي تنحني نحو الصغيرة تتأملها بمحبة قبل أن ترفع وجهها نحو شمس التي ابتسمت لها بإمتنان لمجيئها لها بهذه السرعة رغم مشاغلها الكثيرة ...
" تشبهك كثيرا يا شمس .."
قالتها تارا بفرحة قبل أن تضيف :-
" وإسمها جميل حقا ..."
" قيصر اختاره يا تارا .."
قالتها شمس بسعادة لتهتف تارا وهي تغمز لها :-
" الباشا ذوقه رفيق كالعادة .."
ما إن أكملت تارا كلماتها حتى دلف قيصر الى الداخل تتبعه ربى حيث كان يحمل طعام العشاء معه ..
" مساء الخير .."
قالها قيصر بصوته الرجولي الرخيم لتلتفت تارا له وتبتسم له قبل أن تبارك له :-
" اهلا قيصر باشا .. مبارك ما آتاك ... تتربى بعزك ودلالك .."
ابتسم قيصر لها وأجابها :-
" أشكرك يا تارا ...العقبى لك .."
اختنقت ملامح تارا للحظات لكنها أخفت ذلك بمهارة وهي تعاود النظر الى الصغيرة مبتسمة بينما ربى تتأملها بعدم تصديق قبل أن تهمس :-
" يا إلهي لا أصدق .. انتِ أجمل من الصور بمراحل .."
رفعت تارا عينيها تنظر اليها مبتسمة قبل ان تقول :-
" انتِ أخت شمس بالطبع ...عرفتك من لون شعرك ... "
ابتسمت ربى وهي تتقدم نحوها وتقول :-
" انا ربى وبإمكانك أن تعتبريني من أشد معجبينك .."
ابتسمت تارا وقالت ترحب بها :-
" اهلا ربى .. سعدت بمعرفتك .."
فتحت الباب ودلفت دينا تتبعها رانسي المتحمسة وغيث يتبعهما بخطواته الثابتة وأخيرا خالد ...
" ها قد أتينا مجددا .."
قالتها دينا بحماس وهي تتقدم نحو الصغيرة بينما إلتقت عينا خالد بعيني تارا فورا فوجدها تشيح بعينيها مجددا وهي تبتسم للموجودين حيث سارعت دينا ترحب بها ...
قفزت رانسي تتأمل الصغيرة قبل أن تهمس بإعجاب :-
" إنها رائعة .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ثم قبلت شمس من وجنتيها وباركت لها كإمرأة كبيرة واتجهت نحو قيصر وباركت له بنفس الطريقة قبل أن تستدير نحو تارا وتقترب منها اردف بترحيب :-
" نجمتنا الرائعة .. أهلًا بك .. بالطبع تذكرتني .."
ضحكت تارا على تلك الصغيرة التي تصر على التصرف كالكبار فإلتقطت كفها الممدود وقالت :-
" بالطبع يا رانسي .. اهلا بك .."
سعدت رانسي لتذكرها اسمها بينما هتفت بأخيها :-
" ألم ترَ إيلينا يا غيث .. إنها حقا جميلة .."
تقدم غيث نحو الصغيرة ينظر إليها فظهر الإنبهار على ملامحه ما إن فتحت عينيها الخضراوين قبل ان يتفاجئ بها تضحك ..
" إنها تضحك لي ..."
قالها غيث مبهورا وهو يمد يده بخفة يمسك أناملها الصغيرة جدا بينما عقد قيصر حاجبيه مرددا :-
" تضحك لك .."
همست شمس بسعادة :-
" إنها تضحك بالفعل ..."
ابتسم غيث لها فوجدها تلف أصابعها الصغيرة حول أحد أصابعه ليبتسم لا إراديا وهو يتأملها ...
هتفت تارا بعدها :-
" حسنا يجب أن أرحل الآن .."
قفزت رانسي من مكانها تهتف بها :-
" دعيني ألتقط صورة معك اولا من فضلك .."
"بالطبع تفضلي .."
نهضت ربى هي الأخرى وهتفت بحماس :-
" وانا ايضا .."
ضحكت تارا بينما تقدمت رانسي وإلتقطت معها اكثر من صورة وطلبت من ربى ان تأخذ لهما صورا سويا ثم تبعتها ربى التي طلبت من رانسي أن تلتقط لهما عدة صور أيضا ..
ودعت تارا الجميع ثم إلتفت عيناها للمرة الأخيرة بعيني خالد فلمحت بهما شيئا خاصا هذه المرة أصرت على تجاهله وهي تخبر نفسها إنها المرة الأخيرة التي ستراه بها ..
ما إن خرجت تارا حتى دخلا بعد مدة والدة شمس وأسامة ليلقيا التحية على الموجودين فتذهب رانسي وتجلس بجانب أخيها وهي تنظر الى إسامة الذي تراه للمرة الأولى بإعجاب مستغربة من عدم رؤيته مسبقا
........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
وقف فادي أمام باب الجناح ينظر اليه بتردد قبل ان يحسم أمره ويتصل بأخيه يطلب منه الخروج ..
خرج قيصر مسرعا من الجناح ليجد فادي أمامه يبتسم له بخفة وبعض الخجل قبل ان يهمس مبارك له :-
" مبارك لك يا أخي .. أصبحت أبا يا قيصر .. انا سعيد حقا لأجلك .."
شاهد قيصر الخجل والتردد واضحا على أخيه فبادر وهو جذبه الى احضانه يربت على ظهره بقوة ..
ابتعد عنه بعد لحظات فقال قيصر بجدية :-
" ألا تريد أن ترى ابنة أخيك ..؟!"
ظهر التردد في عيني فادي فإبتسم قيصر مشجعا وهو يقول :-
" تعال معي .. هيا .."
دلف قيصر الى الداخل وأشار الى شمس بعينيه التي إعتدلت في جلستها حيث ظهر التوتر للحظات عليها لكنها سيطرت عليه ..
هتف فادي بصوت مبحوح وأنظار منخفضة :-
" الحمد لله على سلامتك يا زوجة أخي ومبارك لكِ قدوم الصغيرة .."
هتفت شمس بخفة :-
" أشكرك يا فادي والعقبى لك .."
اتجه قيصر نحو الصغيرة وحملها متجها بها أخيها الذي طالعها بإبتسامة سعيدة قبل أن ينحني نحوها يقبلها من وجنتيها بخفة ...
أعاد قيصر الصغيرة لمكانها ثم نظر الى أخيه وقال بجدية :-
" يوم الجمعة ستكون هناك إحتفالية بقدوم إيلينا في قصر العائلة .. سيحضر جميع المعارف والأقارب وانت بالطبع ستأتي .."
لم يصدق فادي ما سمعه فمنح أخيه إبتسامة شديدة الإمتنان قبل أن يلقي نفسه بين أحضانه هامسا له بصوت مختنق :-
" أشكرك .. أشكرك كثيرا يا قيصر على كل ما فعلته وما زلت تفعله لأجلي .."
بينما أخذت شمس تتأمل هذه المنظر أمامها بسعادة حقيقية وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها قبل أن تنحني نحو ابنتها وتحملها بين ذراعيها تهمس لها بحب :-
" إيلينا قيصر عمران .. بمجيئك حلت السعادة على الجميع ولن تنقطع عنا باذن الله بعد الآن .."
تمت
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺